ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ : ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺘﻌﻁﻲ ﺍﻷﺴﺒﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﻟﻠﻭﺠﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ.ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻜﻼ ﺍﻟﻤﺒﺩﺌﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ،ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻴﺎ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻻ ﻨﻌﺜﺭ ﻋﻥﺃﻴﻬﻤﺎ ﻟﻭ ﺒﺤﺜﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻓﻼ ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﻴﺴﻤﻰ \"ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ\" ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻻﺃﺜﺭ ﻟﺸﻲﺀ ﻴﺩﻋﻰ \"ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ\" .ﻓﻠﻭ ﺍﺘﺨﺫﻨﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺜﺎﻻ ﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻭﻫﻭ ﻜﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻟﻪﺒﻌﺩﺍﻥ :ﻭﺠﻭﺩ ﻭﻤﺎﻫﻴﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺨﺫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻭﻫﻭ \"ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ\" ،ﻻﺴﺘﺤﺎلﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺃﻱ ﻤﻨﻬﻤﺎ .ﻓﺎﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﻫﻭ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ )ﻋﻤﺭﻭ ،ﺯﻴﺩ ،ﻤﺤﻤﻭﺩ...ﺇﻟﺦ( ،ﺃﻤﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻼ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻪ ﻓﻲﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﺍﻷﻤﺭ ﺫﺍﺘﻪ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘل ،ﻓﻼ ﻫﺫﺍ ﻭﻻ ﺫﺍﻙ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﺤﻴﺙ ﻻﻨﻌﺜﺭ ﺴﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﺠﺴﺎﻡ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻌﺒﺭﻭﻥ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻬﻡ ﻭﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﻤﺩﺭﻜﺎﺕ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﻘل ،ﻓﻼ ﺸﻲﺀ ﻴﺴﻤﻰ \"ﺍﻟﻌﻘل\" ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺠﺩﻩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﻭﺃﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ.ﻟﻜﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ ﻻ ﻴﻔﻘﺩ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ،ﺃﻱ ﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺼﻴﺭ ﻭﺠﻭﺩﻫﻤﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻔﻀلﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻁﻲ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﻟﻠﻤﺎﻫﻴﺔ .ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻜﻼﻤﻨﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻤﻴﺯ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻴﻥﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻴﻴﻥ ﻟﻠﻜﺎﺌﻨﺎﺕ .ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺃﻗﻭل \"ﺃﻨﺎ ﺇﻨﺴﺎﻥ\" ﻓﺈﻨﻲ ﺃﺜﺒﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺒﻜﻠﻤﺔ \"ﺃﻨﺎ\" ،ﻜﻤﺎ ﺃﺜﺒﺕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔﺒﻜﻠﻤﺔ \"ﺇﻨﺴﺎﻥ\" .ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺘﻨﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﷲ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻓﻬﻭ ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻨﻔﺼل ﻓﻴﻪﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ .ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻤﺘﻀﻤﻥ ﻓﻲ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﷲ .ﻓﺎﷲ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺃﻭ ﻀﺭﻭﺭﺓ.ﻭﺘﺼﻭﺭ ﺍﷲ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻻ ﻴﻭﺠﺩ ،ﻭﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﻟﻌﻜﺱ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻻ ﻴﻭﺠﺩ ،ﻫﻭ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﺼﺎﺭﺥ ،ﻓﺎﷲ ﻫﻭ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ.ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ :ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺭﺤﻬﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ،ﻫﻲ ﻋﻨﺩﻤﺎﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻓﺈﻟﻰ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﻴﻥ ﺴﻠﻔﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺴﺒﻘﻴﺔ :ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ؟ﻟﻘﺩ ﻅﻠﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ،ﻻ ﺘﺜﻴﺭ ﺃﻱ ﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ.ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﺘﻌﻁﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﺩﻩ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ.ﻟﻜﻥ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺘﺼﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﻴﻥ ،ﻴﺘﻡ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﺃﻭ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔﺘﻜﺎﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻻ ﺸﻌﻭﺭﻴﺔ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻤﻤﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻴﻴﻥ ،ﺤﻴﺙﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﻭﻀﻊ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﺌﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺘﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻀﺘﻴﻥ \"ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ\" .ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ
ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻟﻜﻨﻬﻡ ﻴﻭﺍﻓﻘﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻫﻭﻴﻴﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﻫﻴﺘﻪ،ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﻭﺠﻭﺩﻩ.ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻨﺠﺩ ﻤﻥ ﻴﺼﻨﻑ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻤﻥ ﺒﻴﻥﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﺼﻨﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﻫﻭﻴﻴﻥ .ﺒل ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﺠﻌﻠﻬﻡ ﻤﺯﺩﻭﺠﻲ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﻫﻭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺕ.ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ :ﺍﺘﺨﺫ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡﻭﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ ،ﻫﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ .ﻓﺎﺘﺨﺫﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﻭﺒﺫﻟﻙﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﻓﻼﺴﻔﺔ ﺃﺩﺒﺎﺀ ،ﻭﻗﺩ ﻨﺠﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﺒﺭ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻬﻡ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ،ﻗﺩ ﻋﺒﺭﻭﺍ ﻋﻥ ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﻡ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ .ﻭﻫﺫﺍﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل ،ﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﻅﻬﻭﺭ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻟﻬﻡ ،ﺘﺘﻨﺎﻭل ﻗﻀﺎﻴﺎ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﺃﻱ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺃﺩﺒﻴﺔ.ﻭﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺍﺘﺨﺫﻭﺍﺍﻟﺠﺭﺍﺌﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻤﻨﺎﺒﺭ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ،ﻴﻅﻬﺭ ﺼﺩﻯ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡﺍﻟﺨﺎﺼﺔ .ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﻭﻗﻑ ،ﺃﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﻴﺭﻤﻲ ﺇﻟﻰﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺒﺎﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻓﻀﻭﻨﻬﺎ ﺭﻓﻀﺎ ﺘﺎﻤﺎ .ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺤﺎل ﻓﺈﻥﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﺩﺍﻨﻤﺎﺭﻜﻲ \"ﺴﺭﻴﻥ ﻜﺭﻜﻐﺭﺩ ، \"SOREN KIERKEGARDEﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﺏ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻗﺩﺘﺭﻙ ﻟﻤﻥ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﺒﻌﺩﻩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ،ﻭﻻ ﻨﻅﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻬﻡ ﺒﻪ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ،ﺒل ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺍﻷﻤﺭ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﺤﺘﻴﺎﻁﺎﺕ ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ،ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻷﻨﺴﺏ ﻋﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ.ﻜﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻻ ﺘﺭﻴﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﺒل ﺘﺭﻴﺩ ﺍﻻﻨﺨﺭﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺒﻜل ﺘﻔﺎﺼﻴﻠﻬﺎ ﻭ ﺘﻌﻘﻴﺩﺍﺘﻬﺎ .ﻭ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻤﻘﺎﺼﺩﻫﺎ،ﻤﻤﺎ ﺸﻜل ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻏﻤﻭﺽ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲﺒﻠﻭﺭﺓ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ،ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻨﻭﻉ ﺘﺼﻭﺭﻫﻡ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﻫﻭ ﻁﺒﻴﻌﺔﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺒﻤﺎ ﻴﻭﺍﻓﻕ ﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ،ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﺇﺩﺭﺍﻜﻪ .ﻭﺍﻟﺨﻼﺼﺔ ﻫﻲ ﺃﻥﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻟﺠﺄﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ،ﻭﻭﻅﻔﻭﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﺭﺒﻤﺎ ﻟﻴﻭﻀﺤﻭﺍ ﻤﻘﺎﺼﺩﻫﻡ،ﻟﻜﻨﻬﻡ ﻭﻗﻌﻭﺍ ﻓﻲ ﻏﻤﻭﺽ ﻴﺼﻌﺏ ﻓﻙ ﺃﻟﻐﺎﺯﻩ .ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻤﺸﺎﻫﻴﺭﻫﻡ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ \" ﺠﺎﻥ ﺒﻭلﺴﺎﺭﺘﺭ ، \"JEAN-PAUL SARTREﻭﻤﻥ ﺃﺸﻬﺭ ﻜﺘﺒﻪ ﻜﺘﺎﺏ \"ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻟﻌﺩﻡ\" ،ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻴل ﻋﻨﻪ ﺒﺴﺒﺏﺼﻌﻭﺒﺘﻪ ﻭﺸﺩﺓ ﻏﻤﻭﻀﻪ ﻭﺘﻌﻘﻴﺩﻩ :ﺇﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺼﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ ﻴﻌﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺼﺎﺒﻊ ﺍﻟﻴﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ، ﻭﺃﻗل ﻤﻨﻬﻡ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻤﻜﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﻓﻬﻡ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻓﻴﻪ ،ﺃﻭ ﺍﻋﺘﻘﺩﻭﺍ ﺫﻟﻙ ﺠﺎﺯﻤﻴﻥ.
ﻟﻘﺩ ﺘﻤﻴﺯﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻥ ﻤﻘﺎﺼﺩﻫﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻓﻲ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺃﺩﺒﻴﺔ ﺘﻌﺘﻤﺩﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ .ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ ﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﻤﻘﺎﺼﺩ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﻌﺒﺭﻭﻥ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ﻭﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﺍﻟﻠﻬﻡﺇﻻ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻨﻭﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺨﺎﺭﺝ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻬﻡ ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﻫﻨﺎ ﻻ ﺘﺘﻌﻠﻕﺒﻐﻤﻭﺽ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﺩﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﻌﺏ ﻓﻬﻡ ﻤﻘﺎﺼﺩﻫﻡﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﺏ ،ﺒل ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﻫﻨﺎ ﺒﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ﻋﻥ ﻤﻘﺎﺼﺩ ﺘﺼﺒﺢ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻭﻴﺼﺔ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺒﺎﻟﺩﻗﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ. ﻟﻜﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﺌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ؟ ﻭﻤﺎ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ؟ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ،ﻭﻋﻥ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﻌﻴﺸﻭﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﻌل ،ﻭﺤﺭﺼﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩ ،ﻟﻡﻴﺠﺩ ﺃﻤﺎﻤﻪ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﻗﺩﺭﻤﺴﺘﻁﺎﻋﻬﻡ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺘﻜﻭﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﻓﻌﻬﻡ ﺩﻓﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻤﻥﺼﻔﺎﺕ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﺘﺠﻨﺒﻪ ﺒﻜل ﺜﻤﻥ .ﺇﻥ ﺘﻜﻭﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻴﻭﺠﻬﻬﻡ ﺇﻟﻰﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ،ﻭﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺘﻪ ﺒﻜل ﺍﻟﺴﺒل ،ﺍﺘﺨﺫﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡﻭﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ .ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻴﺴﻌﻭﻥ ﺒﻜل ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺇﻟﻰ ﺤﺼﺭ ﺘﻔﻜﻴﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﺤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔﻜﻤﺎ ﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﻭﺼﻔﻬﺎ ﻭﻨﻘﻠﻬﺎ ﺤﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺘﺄﻭﻴل ﺃﻭ ﺘﺠﺭﻴﺩ ﻨﻅﺭﻱ،ﻭﻤﺜل ﻫﺫﻩﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺼﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺘﺩﺨلﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻴﺠﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﺭﻴﺔ .ﺇﻨﻬﻡ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﺎﻉ ﻤﻥ ﻜل ﺘﺠﺭﻴﺩﻭ ﻤﻥ ﻜل ﺘﻨﻅﻴﺭ .ﻓﻌﻭﺽ ﺃﻥ ﻴﺘﺩﺨل ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩﻱ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩﻱ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ،ﻴﺫﻫﺏ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻭ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻟﻠﻤﺠﺭﺩ ،ﺃﻭ ﺠﻌل ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﻘﻠﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺠﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻋﻤﻭﻤﺎ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪﺍﻟﺨﺼﻭﺹ .ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻴﻌﺒﺭﻭﻥ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ،ﺃﻭ ﻴﻔﻀﻠﻭﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ .ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﺩﺍﻥﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ،ﻭﻓﻲﺤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺯﻤﺎﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ،ﺃﻱ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻷﺼﻴﻠﺔ ﻜﻤﺎ ﺘﺴﻌﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺭﺍﻜﻬﺎ .ﻭﻫﺫﺍﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺘﺘﺠﻨﺏ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ،ﻭ ﻫﻲﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺒﺩﻋﺔ ،ﺒل ﻤﺘﺄﺜﺭﺓ ﻭﻤﻘﻠﺩﺓ ﻟﻠﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺼﺭ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ﻜﻠﻪ ﻓﻲ
ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺃﺼل ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺃﻤﺭ ﻻ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻪ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﻴﻴﻥ ﻭﻟﺩﻯ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ.ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺭﺩﺍﻨﻴﺘﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺩﻭﺩﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﻟﺩﻯ ﻓﺭﺩ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺵ .ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﻔﻜﻴﺭﻨﻅﺭﻱ ﻴﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ، ﻭﺠﻌل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻤﺎﻫﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀﺎ ﺼﺭﻴﺤﺎ.ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻟﺩﻯ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ،ﺒﻴﻥﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺒﻴﻥ ﻁﺭﺍﺌﻕ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﺃﺨﺼﻬﺎ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ .ﻟﻘﺩ ﻋﺭﺽ ﻜل ﻤﻥ \"ﻏﺎﺒﺭﻴﺎل ﻤﺎﺭﺴﻴل\"ﻭ \"ﺠﺎﻥ ﺒﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ\" ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺁﺭﺍﺀﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻭﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ،ﻭﻓﻲ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ،ﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﺎﻡﻤﻌﻴﻥ ،ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺠﺭﺩﺓ .ﻭﻴﺤﻠﻭ ﻟﻐﺎﺒﺭﻴﺎل ﻤﺎﺭﺴﻴل ﺃﻥ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻗﺩ ﻨﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﺤﻭﺍﺭ ﺒﻴﻥ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺘﻪ .ﺇﻥ ﺃﺒﻁﺎل ﺭﻭﺍﻴﺘﻪ\"ﻗﺼﻭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﺎل\" ،ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﺍﻟﺘﺴﺎﻤﻲ ﻭﺍﻟﺤﻠﻭل ،ﻜﺄﺯﻤﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺘﻨﻔﺠﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨل ،ﻟﻜﺄﻥﺍﻟﺘﺴﺎﻤﻲ ﻭﺍﻟﺤﻠﻭل ﻨﻐﻤﺔ ﺴﺎﺌﺩﺓ ،ﺘﺘﻬﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﺠﻴﺩﻴﺔ ،ﻟﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﺃﺸﺨﺎﺹﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺤﻘﻴﻘﺘﻬﻡ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ .ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ،ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ .ﺃﻤﺎ \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\" ﻓﻴﺨﺘﻠﻑ ﺤﺎﻻ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻋﻥ ﺯﻤﻴﻠﻪ ،ﻓﻘﺩ ﺍﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﻓﻜﺭﻩﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺭﻭﺍﻴﺎﺘﻪ ﻭﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﺄﺴﺎﻭﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻓﻴﻥ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻟﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓﻜﺭﺍ ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ ﻭﺃﺩﺒﻴﺎ ﻤﺄﺴﺎﻭﻴﺎ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤﺩ. ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ: ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﻗﺩ ﺤﺎﻭﻟﻭﺍ ﺤﺼﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺘﻲ: - 1ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺍﺀ ﻟﻠﻨﻅﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﻤﺱ ﻭﻴﺨﻔﻲ ﻤﺎ ﻓﻲﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻤﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻁﺭﺍﺩ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻫﻡ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺴﻌﻴﺩ ﻭﺯﻴﻨﺏ ﻭﻤﻨﻴﺭ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ ﻓﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﻴﺤﺩﺩ ﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﺒﺎﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗل،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺤﺜﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻟﻔﺭﺩ ﻤﻌﻴﻥ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ،ﻭ ﻴﻌﺎﺩﻭﻥ ﻜل ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﻜل ﻤﺎ ﻫﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﺴﻭﺱ ﻭﻴﺭﻓﻀﻭﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ .ﻟﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﻴﺘﺨﺫ ﻫﺫﺍﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺄﻤل ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺎﻭل ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺒﺭﻤﺘﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺘﺠﺭﻴﺩ ﻨﻅﺭﻱ ﺘﻌﺎﺭﻀﻪ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻜلﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻋﻨﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻨﻌﻬﺎ ﻜل ﻓﺭﺩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻜﻤﺎ ﻫﻭﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺃﺴﺒﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ
ﻴﺅﻜﺩﻭﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺼﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺴﻘﺭﺍﻁ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ،ﻷﻨﻪ ﻴﻤﻴﺯﻩﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻜﻭﻨﻲ ،ﺭﺒﻤﺎ ﻷﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺴﻘﺭﺍﻁ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻗﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻤل ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻤﻪ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻓﺭﺩﻴﺎ.ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ،ﻫﻲ ﺍﺴﻡ ﻟﻨﺯﻋﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﺴﻡ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ. -2ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻘﺎﺭﺏ ﺒﻴﻥ ﻋﻤل ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﺨﻼﻗﻲ ﻭﺒﻴﻥ ﻋﻤل ﺍﻟﺭﻭﺍﺌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻔﺴﺭ – ﺭﺒﻤﺎ -ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺭﻫﺎ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻋﻨﺩ ﺴﻘﺭﺍﻁ ﻭ ﺒﻴﻥ ﻤﺫﻫﺒﻬﻡ.ﻟﻘﺩ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ،ﺇﺫ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺭﺠﺎﻻ ﻤﺜل \"ﻤﺎﺭﺴﻴل\" ﻭ \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\" ﻗﺩﺍﺸﺘﻬﺭﻭﺍ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻫﻡ ﺃﺩﺒﺎﺀ ﻤﺅﻟﻔﻭﻥ ﻟﻠﻤﺴﺭﺡ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺍﺸﺘﻬﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻫﻡﻓﻼﺴﻔﺔ .ﻭﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﺭﺅ ﺃﻥ ﻴﻤﻴﺯ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺘﻭﺍﺼﻼ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺫﻱﻭﺠﻬﻪ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺍﻟﺼﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺨﺫ ﺒﻬﺎ ﻜﺎﻨﻁ .ﺫﺍﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻴﻘﻑ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﻭﻗﻔﻪﺍﻟﻤﺘﺤﻴﺯ ﻟﻠﺠﺯﺌﻲ ﻭﺍﻟﺤﺴﻲ ﻭﻴﻬﺎﺠﻡ ﻜل ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻭﻀﻊ ﻤﺒﺩﺇ ﻜﻠﻲ ،ﻤﺜل ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ \"ﻜﺎﻨﻁ\" ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩ ﺒﻬﺎ ﻭﻀﻊﻤﺒﺩﺇ ﻜﻠﻲ ﺘﻨﺩﺭﺝ ﺘﺤﺘﻪ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﺠﻤﻴﻌﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭﺍﻟﻤﺭﻓﻭﺽ ﻜل ﺍﻟﺭﻓﺽ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ .ﻏﻴﺭﺃﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻻ ﻴﺭﻓﻀﻭﻥ ﻜل ﻓﻠﺴﻔﺔ \"ﻜﺎﻨﻁ\" ،ﺒل ﻴﻤﻴﻠﻭﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﻤﺫﻫﺒﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻘﺭﺭ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﻘﺒﻠﻭﻥ ﻤﺎ ﻴﻭﺍﻓﻕ ﻤﺫﻫﺒﻬﻡ ﻋﻨﺩ \"ﻜﺎﻨﻁ\". -3ﺍﻟﺩﻴﻥ :ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲﺃﺤﺩ ﻤﺫﺍﻫﺒﻬﺎ ،ﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺜﻭﻟﻴﻜﻴﺔ ﻤﺜﻼ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩ ﺍﻟﺫﻱﻴﻨﻜﺭ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﷲ ﺃﺼﻼ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻨﺩ \"ﺠﺎﻥ ﺒﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ\" ،ﺍﻟﻤﺘﺄﺜﺭ ﺒﺎﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ \"ﻨﻴﺘﺸﻪ\" ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ.ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻘﺎل ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻋﻤﻴﻕ ﺍﻟﺘﺩﻴﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻋﻨﺩ \"ﻜﻴﺭﻜﻐﺎﺭﺩ\" ﺍﻟﺩﺍﻨﻤﺎﺭﻜﻲ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺴﻤﻭﻨﻪ .ﻭﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻤﻠﺤﺩﺍ ﺇﻟﺤﺎﺩﺍ ﺼﺭﻴﺤﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻋﻨﺩ \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\" .ﺒﻴﺩ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥﻨﻤﻴﺯ ﻟﺩﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻼﺤﺩﺓ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻨﻐﻤﺔ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﺴﺘﻐﺭﻕ ﻓﻜﺭﻫﻡ ،ﻓﻬﻲ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻐﻤﺔﺍﻹﻟﺤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻴﻥ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭﺴﻜﺴﻭﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺭﻓﻀﻬﻡ ﻟﻠﺩﻴﻥ ﺭﻓﻀﺎ ﻗﺎﻁﻌﺎ .ﻓﻤﺎ ﻫﻭﻟﺩﻯ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻨﻐﻤﺔ ﺘﺸﺒﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﺩﻯ ﺭﺠﺎل ﻋﺼﺭ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ .ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻨﻠﻤﺱﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ \"ﺍﻟﻁﺎﻋﻭﻥ ﻟـ\"ﺃﻟﺒﻴﺭ ﻜﺎﻤﻭ – \"ALBERT CAMUSﻭﻫﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻫﻤﺕ ﻓﻲ ﻓﻭﺯﻩﺒﺠﺎﺌﺯﺓ \"ﻨﻭﺒل\" ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻨﻠﻤﺱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺘﺸﺒﻊ ﻓﻜﺭﻩ ﺒﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﺍﺴﺔ ،ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻠﻭﻥﻓﻴﻪ ﺒﺎﻹﻟﺤﺎﺩ ،ﻭﻴﺘﺭﺩﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺼﺩﻯ ﻨﻐﻤﺎﺕ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻻ ﻏﺒﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺒﺔ ﻤﺎﻓﻴﻪ ،ﺃﻭ ﻗل ﺇﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﻓﻜﺭﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺭﻭﺍﺴﺏ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﻭﺃﻥ ﻴﻤﺤﻭ ﺁﺜﺎﺭﻫﺎ ﻜل ﺍﻟﻤﺤﻭ.
-4ﻟﻘﺩ ﻋﺩ \"ﻜﻴﺭﻜﻐﺎﺭﺩ\" ﻨﻔﺴﻪ ﻭﺍﻀﻌﺎ ﻹﺼﻼﺡ ﺩﻴﻨﻲ ﻭﻓﻠﺴﻔﻲ ،ﻭﻫﻤﺎ ﻗﺒل ﻜل ﺸﻲﺀ ﺘﺼﺤﻴﺢ ﻟﻨﺯﻋﺔ\"ﻫﻴﺠل\" ﺍﻟﺠﺩﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،ﻭﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ ﻟﻠﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺴﻴﺠﺩﻭﻥ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻤﻌﻴﻨﺎ ﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﻀﺢ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻓﻜﺭﻩ.ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ – ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل -ﻤﺎ ﻟﻭﺤﻅ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺭﺍﻓﺎﺕ \"ﺃﻭﻏﺴﻁﻴﻥ\" ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺕ \"ﺘﻭﻟﺴﺘﻭﻱ\" ﻤﻥ ﻤﺭﺍﺭﺓ .ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﻤﺘﺎﻋﺏ ،ﻫﻭ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻬﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺘﻘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺘﺯﺍﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ. ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﻓﻘﺩ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ :ﻫﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﻤﺤﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎﻭﻓﺭﻨﺴﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺒﻌﺩﻫﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻌﺭﻀﺕﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺍﻟﺯﺍﺤﻔﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻭﻤﺎﻫﻴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻫﻭ ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ.ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻁﻤﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﻨﺔﺍﻟﻨﺎﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ .ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥﻟﻁﻤﻭﺤﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ،ﻭ ﺨﺭﺠﺕ ﻤﻥﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻤﻨﺘﺼﺭﺓ ،ﻓﺭﺍﺤﺕ ﺠﻭﻫﺭﻴﺎ ﻫﻭ ﺤﺭﻴﺔ،ﺘﻁﻠﻕ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺒﻼ ﻗﻴﻭﺩ ﻭﻻﺤﺩﻭﺩ ﻭﺼﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻫﻭ ﻤﻘﻴﺎﺱ ﻜل ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﻌﺎﺩل ﺃﻭ ﺸﻲﺀ. ﻴﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ.ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻠﻘﻰ ﺒﻪ ﺃﻭ ﻤﻘﺫﻭﻑ ﺒﻪ ﻓﻲﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻭﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ، ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺴﺎﺭﺘﺭ :ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻷﻭل ﻟﻠﻌﻘل ﻫﻭﻜﺄﻨﻪ ﻤﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻫﻨﺎ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭ ﻀﺭﻭﺭﺓ ،ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻴﺴﺒﻕﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻋﻭﺽ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺒﺩﺇ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ .ﻓﺄﺴﺒﻘﻴﺔ ﻤﺎﻫﻴﺘﻪ .ﻴﻘﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ \" :ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭ...ﺍﻹﻨﺴﺎﻥﻤﻴﺯﺓ ﻭﻨﻌﻤﺔ .ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺤﺭﻴﺔ...ﻭ ﻟﻴﺱ ﻭﺭﺍﺀﻨﺎ ﻭ ﻻ ﺃﻤﺎﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎلﻴﺭﻯ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻨﺯﻋﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻀﻲﺀ ﻟﻠﻘﻴﻡ ﺘﺒﺭﻴﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﺫﻴﺭ .ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻋﺒﺭﺘﺸﺎﺅﻤﻴﺔ ﻭﺴﻭﺩﺍﻭﻴﺔ ،ﺘﺭﻯ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭﺍ ﺒﻌﺩ ﻋﻨﻪ ﻓﺄﻗﻭل\" :ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺭﺍ\".ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺠﻭﺩﺍ ﻤﺘﻌﺒﺎ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﺤﺭﻴﺔ ﺘﺎﻤﺔ، ﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺨﻠﻕ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﻨﻔﺴﻪ ،ﻭ ﻫﻭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻬﻭ ﻤﺴﺅﻭل ﺤﺭ ،ﻷﻨﻪ ﻤﺘﻰ ﻗﺫﻑ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺅﻭﻻ
ﻭﻤﺯﻋﺠﺎ ﻭﻗﻠﻘﺎ ﻭﻋﺒﺜﺎ. ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻋﻥ ﻋﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻴﻔﻌﻠﻪ .ﻭ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ ﻭ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻓﺈﻥﻟﺫﻟﻙ ﻨﺠﺩ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻬﻡ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﺤﺘﻰﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ،ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺭﻭﺯ ﻋﻥ ﺍﻨﻔﻌﺎﻻﺘﻪ .ﺇﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻻ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﻠﻔﺕ ﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻘﻠﻕ ﻭﺍﻟﻌﺒﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﻨﻊ ﻤﺎﻫﻴﺘﻪﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻭﺠﻭﺩﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻜل ﺘﻔﺎﺼﻴﻠﻬﺎ. ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﻭ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ،ﻭ ﻻ ﻴﻘﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ .ﻫﺫﺍ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩﻟﺩﻯ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ، ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺒﺄﻥ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎل ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴل ،ﻤﺜل ﺍﻟﻌﻭﺍﻁﻑ ،ﻫﻭﻭﻨﺎﺘﺞ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻭﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺔ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﺠﺎﻤﻌﺎ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺴﻴل ﺠﺎﺭﻑ ﻤﺩﻤﺭ ﻴﺴﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺘﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﻨﻌﺎ.ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻜل ﺸﻲﺀ ﺒﻁﺎﺒﻊ ﺍﻷﻨﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻌﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ. ﻴﺘﺼل ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﺄﺴﺎﺴﻪ ﺃﻓﻌﺎل ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺫﺭﺍ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ. ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻴﻡﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﻓﺎﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﺤﺘﻰﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ .ﻭﻤﻥﺍﻟﻤﻠﺤﺩﺓ ،ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﺎ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﻫﺩﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻨﻔﻌﺎﻟﻪ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻨﻲ ،ﺒل ﻤﺴﺅﻭلﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺒﻠﻎ ﻫﺫﺍ ﻭﻏﺎﻴﺘﻪ ﺍﻟﻘﺼﻭﻯ ﻓﻲﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ،ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﺇﻨﻪ ﻋﻥ ﺍﻨﻔﻌﺎﻟﻪ ﺫﺍﺘﻪ.ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺠﻌﻠﻪ ﺤﺭﻴﺔ ﻤﺤﻀﺔ.ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻔﺭﺩ ﺒﻬﺎ ﻴﻘﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ \" :ﺇﻨﻲ ﺃﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻻ ﺘﻌﻨﻲﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩﺓ ﻫﻲ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻨﻘﺩﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺼﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻭﻴﺎ ﻗﺎﺴﻴﺎ. ﺇﻻ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ .ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻻ ﺘﺨﺘﺎﺭ ﺇﻻ ﻨﻔﺴﻬﺎ\".ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻁﻲ ﻟﻬﺫﻩﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺃﺼﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﻁﺎﺒﻌﻬﺎ ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﺸﻴﺌﺎ ﺁﺨﺭ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ .ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻠﻪﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺠﺩﺩ .ﺇﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻥ ﺒﻴﺌﺘﻬﺎ ﻭﻋﻥ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺤﺭﻴﺔ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺫﻟﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻨﻘل ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﻴﻡ. ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎ ﺇﻻ ﺒﺤﺭﻴﺘﻪ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﺼﺢ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ .ﻟﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﺠﻌل ﺤﺭﻴﺘﻨﺎ ﻫﺩﻓﺎ ﻨﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﻠﻴﺱ ﻓﻲ ﻭﺴﻌﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻨﺠﻌل ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻫﺩﻓﺎ ﻨﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻨﺴﺎﻥ. ﻭﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺒﺎﻷﺤﺭﻯ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ،ﻓﻬﻭ– ﺇﺫﺍ ﺼﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ – ﻤﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻭﻙ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﺎﺌﺭ ﺸﺅﻭﻥ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﻤﺭﺍﺤﻠﻬﺎ ،ﻭﻓﻲ ﻜل ﻤﻭﺍﻗﻔﻪ ،ﻭﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﺒﺏ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻤﺜل ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﺤﺭﻴﺘﻪ. ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﻜﺭ ﻟﺠﻭﻫﺭ ﻭﺠﻭﺩﻫﻡ، ﺃﻱ ﻟﺤﺭﻴﺘﻬﻡ ،ﻴﺼﺩﺭ \"ﺴﻠﺭﺘﺭ\" ﺃﺤﻜﺎﻤﺎ ﻓﺎﺼﻠﺔ ﻭ ﻗﺎﺴﻴﺔ، ﻭﻴﻘﺴﻤﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻓﺌﺘﻴﻥ - :ﻓﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺘﺭﻴﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺴﺘﺎﺭ \"ﺍﻟﺠﺩﻴﺔ\" - .ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ .ﺍﻷﻭﺍﺌل ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺇﺨﻔﺎﺀ ﻤﺎ
ﺭﻭﻋﺘﻪ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﺃﺭﻫﺒﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺯﻴﺔ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻱ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻴﻌﺎﻨﻭﻥ ﺒﺩﺍﺨﻠﻬﻡ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ،ﻫﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ.ﻭﺍﻟﻔﺎﺸﻴﺔ ،ﻓﺫﻫﺏ ﻴﻌﺎﻜﺴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ. ﻭﻵﺨﺭﻭﻥ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ ،ﻴﺨﺘﻠﻘﻭﻥ ﺃﻋﺫﺍﺭﺍ ﻷﻓﻌﺎﻟﻬﻡ ﻭﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ،ﻭﺭﺍﺡ ﻴﺼﻴﺢ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ ﻭﺃﺤﻭﺍﻟﻬﻡ ،ﻓﻴﺩﻋﻭﻥ ﺃﻨﻨﺎ ﻤﺴﻴﺭﻭﻥ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊﺒﺄﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻟﺩﻴﻪ ﻤﻥ ﺼﻭﺕ ﻤﻨﺎﺩﻴﺎ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺃﻥ ﻨﺘﺼﺭﻑ ﺃﻱ ﺘﺼﺭﻑ ﻭ ﻟﻭ ﺒﺴﻴﻁﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺨﻀﻭﻋﻨﺎﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﺒل ﻤﻌﻠﻨﺎ ﺒﻠﺴﺎﻨﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻨﻜﺭ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﺴﻁﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻭ ﺴﻠﻁﺎﻨﻪ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻥ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺅﻻﺀﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﻫﻭ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺫﺭﻴﻥ ﻫﻡ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺸﺭ ،ﻭﻫﻡ ﻜﺫﻟﻙ ﺃﺤﻭﺍلﺸﻲﺀ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺒل ﺇﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ، ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺫﺭﻴﻥ ،ﻫﻡ ﻤﻥ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺇﻻ ﺒﻤﻌﺎﻴﻴﺭﻭﺃﻥ ﺍﻵﺨﺭ ﺃﻱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻴﻨﻔﻭﻥ ﺩﻭﻥ ﻭﺠﻭﺩﻴﺔ .ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻤﺘﻐﻴﺭﺓ ،ﻓﻼ ﻤﻔﺭ ﻤﻥ ﺠﺩﻭﻯ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﻅﻬﺭ ﻋﺎﻡ ﻭ ﺸﺎﻤل ﻟﻬﺎ .ﻭﻻ ﻴﺨﻔﻲ \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\" ﻫﻨﺎ ﺘﺼﻭﺭﻩ ﺇﻻ ﻤﺜﻠﻪ. ﺍﻟﺘﺄﺜﺭ ﺒـ\"ﻜﺎﻨﻁ\" ،ﺭﻏﻡ ﻤﻌﺎﺭﻀﺘﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﺒﻭﺼﻔﻪﺃﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﺄﺘﻲ ﺸﺨﺹ ﻭﻴﻌﻠﻥ ﻋﻥ ﻭﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ .ﺇﻨﻬﻡ ﻓﻴﻠﺴﻭﻓﺎ ﻤﺜﺎﻟﻴﺎ .ﻴﻘﻭل \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\" :ﺇﻥ \"ﻜﺎﻨﻁ\" ﻴﺼﺭﺡ ﺃﻥﻋﺩﻡ ﻤﻭﺍﻓﻘﺘﻪ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻴﻌﺎﻨﻭﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺘﺭﻴﺩ ﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﺘﺭﻴﺩ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ\" .ﻓﻜﺄﻥﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺒﺄﻨﻪ ﺤﺭﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ،ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻟﻤﻭﻗﻔﻪ ﻻ ﻟﻜﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﺤﺭﻴﺘﻲ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭ ﺸﻲﺀ ﻭﺍﺤﺩ.ﻴﻜﻭﻥ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺠﺒﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺫﺍﺭﺓ،ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻬﺎ ﺠﺒﻨﺎ ﻭﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺫﺍﺭﺓﺒﻤﻭﻗﻔﻪ ﻫﺫﺍ ﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺘﻤﻠﺹ ﻭﻨﻔﺎﻗﺎ ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﻡ ﻭﻴﺘﻬﺭﺏ ﻤﻤﺎ ﻟﻴﺱ ﻤﻨﻪ ﻤﻬﺭﺒﺎ. ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ. ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺠﺎﻥ ﺒﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ(1980-1905)Jean Paul Sartreﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﻭﺃﺩﻴﺏ ﻓﺭﻨﺴﻲ ﺘﺯﻋﻡ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩ .ﺘﻭﻓﻲ ﺃﺒﻭﻩ ﺍﻟﻀﺎﺒﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻡﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻤﻴﻼﺩ ﻭﻟﺩﻩ .ﻓﻜﻔﻠﺘﻪ ﻭﺍﻟﺩﺘﻪ ﻭﻭﺍﻟﺩﻴﻬﺎ .ﺒﻌﺩ ﺤﺼﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻭﺭﻴﺎ ﻓﻲ ﺒﺎﺭﻴﺱ ،ﺍﻟﺘﺤﻕ ﺒﻤﺩﺭﺴﺔﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭﺓ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺯﻤﻼﺌﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻤﺸﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡﻭﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ .ﺒﻌﺩ ﺤﺼﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯ ،ﻋﻴﻥ ﺃﺴﺘﺎﺫﺍ ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻱ.ﻭﺒﻌﺩ ﻋﺎﻤﻴﻥﺃﺼﺒﺢ ﻋﻀﻭﺍ ﺒﺎﻟﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺒﺒﺭﻟﻴﻥ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ .ﻭﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺒﺩﺃ ﻴﻘﺭﺃ ﻟﻠﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ\"ﻫﻭﺴﺭل\" ﻤﺅﺴﺱ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﻱ ﻭﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺴﺎﺭﺘﺭ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﺴﻭﻯ ﻓﺘﺭﺓﻗﺼﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ،ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺘﺩﺭﻴﺱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻔﺭﻨﺴﺎ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻭﻀﻊ ﻤﺴﻭﺩﺓ ﺭﻭﺍﻴﺘﻪ ﺍﻟﺫﺍﺌﻌﺔ ﺍﻟﺼﻴﺕ \"ﺍﻟﻐﺜﻴﺎﻥ\" .ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﻨﺩﻟﻌﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺩﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺤﻤل ﺍﻟﺴﻼﺡ ،ﻓﺎﻨﺨﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1940ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭ ﺒﻌﺩ ﻫﺯﻴﻤﺔ ﻓﺭﻨﺴﺎﻭ ﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻋﺘﻘﺎل ،ﻷﻥ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻓﻭﺍ ﺼﻔﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ .ﻭﺒﻌﺩ ﻋﺎﻡ ﺃﻁﻠﻕ ﺴﺭﺍﺤﻪ ﺒﻴﻥ ﺒﻌﺽﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ .ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺤﻴﺙ ﻋﻴﻥ ﺃﺴﺘﺎﺫﺍ ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ ﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﻭﺭ ﺒﺒﺎﺭﻴﺱ ،ﻭﻫﻨﺎﻙﻜﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻫﻭﺍﻵﺨﺭ \"ﻤﻴﺭﻟﻭ ﺒﻭﻨﺘﻲ \" MERLEAU-PONTYﺨﻠﻴﺔ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻀﺩﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ ﺃﻁﻠﻘﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺴﻡ \"ﺍﻹﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺔ\" .ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1942ﺒﺩﺃﺕ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﺍﻟﻤﻜﺜﻑﻓﻲ ﻤﻘﺎﻫﻲ \"ﺴﺎﻥ ﺠﺭﻤﺎﻥ\" ﺒﺒﺎﺭﻴﺱ ،ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺼﺒﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻤﻘﺭﺍ ﻷﻨﺼﺎﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻴﻠﺘﻘﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ.ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1944ﺃﺴﺱ ﻤﺠﻠﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﻨﻌﻨﻲ ﻤﺠﻠﺔ \"ﺍﻷﺯﻤﻨﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ Les temps \"modernesﻭﻗﺎﻡ ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1948ﺤﻴﺙ ﺃﺴﺱ ﺤﺯﺏ ﺃﺴﻤﺎﻩ \"ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ\".ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﺩﺭﺝ \"ﺍﻟﻔﺎﺘﻜﺎﻥ\" ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ.ﻭﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻻﺤﻘﺔ ﺃﺨﺫ ﻴﺘﻘﺭﺏ ﺇﻟﻰﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ،ﻭﺸﻐل ﻤﻨﺼﺏ ﻨﺎﺌﺏ ﺭﺌﻴﺱ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺼﺩﺍﻗﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻴﺔ .ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1956ﺍﺤﺘﺞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺯﻭﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﻟﻠﻤﺠﺭ .ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1957ﺍﺤﺘﺞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻭﻟﻴﺴﻴﺔﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺘﻤﺎﺭﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ،ﻭﺤﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻴﻥ.ﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1958ﺘﻅﺎﻫﺭ ﻀﺩ \"ﺩﻱ ﻏﻭل\" ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺘﻰ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ،ﻭﺭﻀﻭﺥ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻹﻨﻘﻼﺏ.ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1964ﻓﺎﺯ ﺒﺠﺎﺌﺯﺓ \"ﻨﻭﺒل\" ﻓﻲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ،ﻏﻴﺭﺃﻨﻪ ﺭﻓﺽ ﺍﺴﺘﻼﻤﻬﺎ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻀﺨﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﻀﻤﻨﻪ .ﻭﻗﺩ ﺒﺭﺭ ﺭﻓﻀﻪ ﺒﺴﺒﺒﻴﻥ :ﺸﺨﺼﻲ ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﻲ.– ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ :ﻜﻭﻨﻪ ﺭﻓﺽ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻭﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ﺘﺼﻭﺭﻩ ﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ،ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﺘﺤﻤﻴل ﻗﺭﺍﺌﻪ ﻀﻐﻁﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ ﻭﻏﻲ ﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻪ ﻭﺨﺎﺭﺝ ﻋﻥ ﺇﻨﺘﺎﺠﻪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ.-ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ :ﻫﻭ ﺃﻥ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻓﻲﻤﺠﺎل ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺒﻴﻥ ﺜﻘﺎﻓﺘﻴﻥ ،ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ)ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ(ﻭ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺭﺏ )ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔﻭ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ(.ﻭ ﺠﺎﺌﺯﺓ \"ﻨﻭﺒل\" ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤﻨﺢ ﻜﺎﻤﺘﻴﺎﺯ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺭﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﻭﻤﻔﻜﺭﻱﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻘﺒﻠﻪ ﺴﺎﺭﺘﺭ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺘﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﻻ ﺩﺨل ﻟﻸﻨﻅﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ.ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1968ﺃﺩﺍﻥ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻏﺯﻭ ﺍﻹﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺘﻲ ﻟـ\"ﺘﺸﻴﻜﻭﺴﻠﻭﻓﺎﻜﻴﺎ\" ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﺒـ\"ﺭﺒﻴﻊ ﺒﺭﺍﻍ\" ﺤﻴﺙ ﺘﻡ ﻗﻤﻊ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻫﻨﺎﻙ.
ﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1969ﻫﺎﺠﻡ \"ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ\" ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺩﺭﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻭﻜﺎﻥ ﻜﺎﺭﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ. ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1980ﺩﺨل ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﺭﺽ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻠﺒﺙ ﺃﻥ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﺇﺴـﺘـﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉﻓﻲ ﺇﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﻜﻭﻨﻪ -ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺘﻴﺎﺭﺍﻥ :ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﺤﺭﻴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ، ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩﺓ.ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺴﺒﺏ ﻤﺼﻴﺭﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ -ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ.ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻫﻲ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ -ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺤﺘﻤﻴﺔ ﻭ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ.ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻜﻠﻬﺎ .ﻭﻫﻡ ،ﺃﻱ ﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ -ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﺤﺭﺍ ﻓﻘﻁ ﺒل ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ.ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻥ -ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻨﻌﻬﺎ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻫﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺤﺘﻤﻴﺔ ﻓﻼﺴﻔﺔﻓﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ. ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ، ﻭﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻟﺤﺭﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ.ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﻤﻥ -ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﺤﺩﻭﺩ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺘﻜﺘﻤل ،ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻴﺘﻔﻘﻭﻥﺜﻤﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.ﻭﻫﻭﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ،ﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺴﺅﻭل ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺘﺎﻤﺔﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻫﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺨﻼﻑ ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎل ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺠﻤﻌﺎﺀ.ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ، ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺴﺅﻭل ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻤﺼﻴﺭﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ،ﻴﺘﻔﻘﻭﺍ ﻓﻴﻪ .ﻭﻋﻠﻰ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻭ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻭﻋﻥ ﻤﺼﻴﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﺤﺭﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ. -ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﻴﺨﻠﻕ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻤﻘﺫﻭﻑ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻟﻴﺠﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻱ ﺤﺎل ﻓﺈﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥﻤﺘﺭﻭﻜﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻤﻬﻤﻼ ،ﻻ ﺭﺍﻋﻲ ﻟﻪ،ﻭ ﻻ ﻤﻌﺘﻨﻲ ﺒﻪ ،ﻭ ﻻ ﻤﻌﻴﻥ ،ﻭﻻ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻭﺍﻹﻟﺤﺎﺩ .ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻨﺎﺼﺭ .ﻟﻜﻨﻪ ﺤﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻀﻊ ﻤﺎﻫﻴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﺇﻨﻪ ﺼﺎﻨﻊ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻫﻲ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡﻨﻔﺴﻪ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ،ﻭ ﻫﻭ ﻭﺍﻀﻊ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺤﻴﺎﺘﻪ ،ﻟﻴﺤﻘﻕ ﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،ﻜﻭﻥ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ،ﻭﻫﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻤﺴﺅﻭل ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻋﻥ ﻤﺼﻴﺭﻩ ،ﻭ ﻷﻨﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭﺍ ،ﺒل ﺍﻟﻤﻠﺤﺩ،ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺒﺴﺒﺏ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻋﻨﺩ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻟﺩﻯ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻫﻲﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻓﻀل ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﻬﻭ ﻤﺴﺅﻭل ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺒﻼ ﺤﺩﻭﺩ ،ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩﻓﻬﻭ ﺴﺒﺏ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ،ﺃﻱ ﻤﺎﻨﻊ ﻴﻘﻴﺩﻫﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻤﺼﻴﺭﻩ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺼﻴﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺠﻤﻌﺎﺀ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺘﺎﻤﺔ.ﻭﺴﺒﺏ ﻨﻤﻁ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ، -ﻤﺅﺴﺱ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ \"ﻫﻴﺩﻏﺭ\".ﺤﻴﺎﺘﻪ ،ﻭﺴﺒﺏ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺘﺩﺨل ﺃﻱ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ -ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺭ ﺃﺒﺎ ﻟﻠﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﺩﺍﻨﻤﺎﺭﻜﻲ \"ﻜﻴﺭﻜﻐﺎﺭﺩ\".
ﺩﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺤﺭﻴﺔ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ -ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ﻫﻭ \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\" ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ،ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺘﻘﻠﻴﺼﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩﻩ. ﻭﻓﺩ ﺘﺄﺜﺭ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ،ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﻋﻨﻬﻡ ﻭﻋﻥ \"ﻜﻴﺭﻜﻐﺎﺭﺩ\" ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻨﻁﻠﻕ ﺇﻟﻰ ﺘﺸﻴﻴﺩ ﺸﺎﻤﻠﺔ. ﻤﺫﻫﺏ ﺨﺎﺹ ﺒﻪ ﺠﻌل ﻟﻐﺘﻪ ﺍﻷﺩﺏ. ﺃﻤﺜﻠـﺔ :ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻤﻭﺠﻭﺩﺘﺼﻭﺭ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ ،ﻓﺎﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﻫﻭ × ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ. ﺍﻹﻨﺴﺎﻥﺘﺼﻭﺭ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ ،ﻓﺎﻟﻤﻭﺠﺩ ﻫﻡ × ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﻤﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻓﻘﻁ ،ﻭ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﻋﻥ ﺤﺩﻴﻘﺔ ﻤﻨﺯﻟﻨﺎﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻴﻘﺼﺩﻭﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫ ﺍﻟﻜﻠﻲ. ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫ ﺤﺠﺭ ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺠﺭﻤﻭﺠﻭﺩ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﺭﻜﻪ. ﺍﻟﺠﻨﺩﻱ ×× ﺍﻟﺠﻨﺩﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. ×× ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﻨﻔﺴﻪ. × ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. ×ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻱ ﺍﻟﻔﺭﺩ × × ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﻪ. ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ.
ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﻨﻔﺴﻪ. × × ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻨﺩﻱ ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × × ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ ﺘﺼﻭﺭ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺍﻟﻨﺠﻡ ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × × ﻨﺠﻤﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡﻤﻭﺠﻭﺩ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﺭﻜﻪ. ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × × ﺃﺨﻼﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫﺓ ﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻤﺤﺴﻭﺱ ﻭ ﻤﻼﺤﻅ. × ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺍﻟﺴﻠﻡ ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺤﺎﺩﺙ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻤﺤﺴﻭﺱ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﻤﻼﺤﻅﺔ. ﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔﻤﻼﺤﻅﺔ :ﺇﻥ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻻ ﺘﻭﺼﻑ ﺒﺄﻨﻬﺎ ×ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﻷﻨﻬﺎ ﺼﻔﺎﺕ ﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ. ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ :ﺘﺒﺩﻭ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻭﻓﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ،ﺃﻭﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺩﺍﻭل ،ﻭﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﻭﻅﻴﻔﻬﺎ ﻭﻀﺒﻁ ﻤﺩﻟﻭﻻﺘﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔﺍﻟﻤﻁﺎﻑ ﺴﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻻﺤﻅﻨﺎ ﻜل ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺠﺩﻭل ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﻻﺤﻅﻨﺎ ﻜﻴﻑ ﺘﻌﺘﺒﺭﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﻭﺘﺭﻓﺽ ﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﻜﻴﻑ ﺘﺒﺭﺭ ﺫﻟﻙ ،ﻜﻤﺎ ﻻﺤﻅﻨﺎ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ،ﻷﻨﻬﺎﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﺃﺼﻠﻴﺔ ﺇﻥ ﺼﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ .ﻓﻼ ﻫﻲ ﺒﺎﻷﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺼﻔﺎﺕﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﻫﻲ ﻤﻥ ﻟﻭﺍﺯﻡ ﺃﻭ ﺘﻭﺍﺒﻊ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻷﻨﻬﺎﻜﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺘﻀﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻔﻀل ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ.
ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﺘﻁﺒﻴﻕ 1 ﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺭﻗﻡﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻋﻤﺭ ﺯﻤﻴﻠﻙ 01ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ 02 ﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺘﻁﺒﻴﻕ 2 ﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ 03 ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ 04 ﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﺘﻘﺎل 05 ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﺘﻁﺒﻴﻕ 3 ﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺭﻗﻡ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ 01 ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ 02 ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ 03 04 ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺩﻴﺏ 05 ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫﺓ ﺍﻟﺭﻗﻡ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ 01 ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ 02 03 ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ 04 ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ 05 ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ ﺍﻟﻭﻋﻲ
ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل -ﺘﺼﻤﻴﻡ ﻤﻘﺎﻟﺔ : ﻗﻴل ﻟﻴﺱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭﺍ ﻓﺤﺴﺏ ،ﺒل ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ. ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ -ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹ:\" ﺇﻨﻨﻲ ﺃﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ،ﻻ ﺘﻌﻨﻲ ﺇﻻ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻻ ﺘﺨﺘﺎﺭ ﺇﻻ ﻨﻔﺴﻬﺎ.ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺤﺭﻴﺔ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻘﺭ :ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻫﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﻴﻡ.ﻭ ﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺫﻱ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻻ ﺘﻌﻨﻲ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺼﻌﺔ ،ﻭ ﻻ ﺘﻌﻨﻲ ﺇﻻﺍﻟﺠﺭﻱ ﺍﻟﻤﻀﻨﻲ ،ﺨﻠﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ .ﻓﺎﻹﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺴﺩ ،ﻤﻭﻗﻑ ﻤﺘﻨﺎﻗﺽ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ،ﻭ ﻫﻭ ﻻ ﻴﻤﻠﻙ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻘﻴﻡ.ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻀﻡ ﺇﻟﻰ ﻨﻘﺎﺒﺔ ﺸﻴﻭﻋﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺜﻭﺭﻴﺔ ،ﻓﻬﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺴﻌﻰ ﺨﻠﻑ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻤﻠﻤﻭﺴﺔ .ﻭ ﻫﺫﻩﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺘﺴﺘﻠﺯﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ ﺒﺤﺜﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ .ﺇﻥ ﺴﻌﻴﻨﺎ ﺨﻠﻑ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻻ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺃﻱﺸﻜل ﺁﺨﺭ .ﺇﻨﻨﺎ ﻨﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻟﺫﺍﺘﻬﺎ .ﻭ ﺇﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﺴﻌﻴﻨﺎ ﻫﺫﺍ ،ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻨﻨﺎ ،ﺃﻥ ﺤﺭﻴﺘﻨﺎ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺤﺭﻴﺘﻨﺎ.ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎ ﺇﻻ ﺒﺤﺭﻴﺘﻪ .ﻓﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﻴﺼﺢ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ .ﻭ ﺇﻨﻨﺎ ﺇﺫ ﻨﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻨﺠﻌلﺤﺭﻴﺘﻨﺎ ﻫﺩﻓﺎ ﻨﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻻ ﻴﺴﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻫﺩﻓﺎ ﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻨﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ.ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺃﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ )ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ( ،ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻓﻲﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺭﺍﺤل ﺤﻴﺎﺘﻪ ،ﻭ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﻭﺍﻗﻔﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺤﺭﻴﺘﻪ ﺴﺒﻴﻼ ،ﺇﺫﺍ ﺼﺢ – ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ – ﺃﻥ ﺃﻋﺘﺒﺭ ﺃﻥﺠﺎﻥ ﺒﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ\" . ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ :ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻨﺹ ،ﺘﺒﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻓﻴﻪ، ﻭ ﻤﻭﻗﻑ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ ﻤﻨﻪ ،ﻭ ﺤﺠﺘﻪ ﺃﻭ ﺤﺠﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﻨﻘﺩﻫﺎ، ﻭ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل.
ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل -ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ :ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺠﺩﻟﻴﺔ. -Iﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ :ﻫل ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ )ﺍﻟﺴﺎﺭﺘﺭﻱ( ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻗﻭل ﻭﺍﻗﻌﻲ؟ ﻭ ﻫل ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﻡ ﻤﺎﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻭ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻴﺭﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻭ ﻤﺼﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺠﻤﻌﺎﺀ ؟ -IIﺍﻟﺘﺤﻠﻴل: ﺃ -ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ :ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ -ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻓﻬﻭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ،ﻭ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻼ ﺸﻲﺀ ﻴﺤﺩ ﺤﺭﻴﺘﻪ ،ﺒل ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ. -ﺍﻟﺤﺠﺔ: -ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺴﺎﺭﺘﺭ. -ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ،ﺃﻭ ﻨﻜﺭﺍﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﷲ ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ. -ﺇﻨﻜﺎﺭ ﺍﻟﻼﺸﻌﻭﺭ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻨﻘﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ. -ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭ ﻫﻲ ﻟﺫﻟﻙ ﺫﺍﺕ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ. -ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺤﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ. -ﺍﻟﺴﺠﻴﻥ ﺤﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ.. -ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ ﺍﻟﺤﺭ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ. -ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺤﺠﺔ:ـ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﺃﻭ ﻜﻭﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻫﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ. ـ ﻤﺴﻠﻤﺔ ﺴﺎﺭﺘﺭﻫﺫﻩ ،ﺘﻠﺯﻤﻪ ﻫﻭ ﻭﺃﺘﺒﺎﻋﻪ ﻭﺤﺩﻫﻡ ،ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺃﺒﺩﺍ ﺒﺎﻟﺒﺭﻫﺎﻥ.ـ ﻴﻘﻊ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻭﺃﺘﺒﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻌﺘﺭﻓﻭﻥ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺠﻌﻠﻭﺍ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ. ـ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﺃﻭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻭﺃﺘﺒﺎﻋﻪ ﺤﻠﻬﺎ.ـ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻲﺀ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻭﺍﻟﺴﺠﻴﻥ ﻭﻤﺎ ﺸﺎﺒﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺤﻭﺍل ﺴﻠﺏ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻗﻬﺭﺍ.
ـ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺯﻋﻤﺎ ﻻ ﺒﺭﻫﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ. ﺏ ـ ﻨﻘﻴﺽ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ :ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻨﺴﺒﻴﺔ ،ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺯﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ. -ﺍﻟﺤﺠﺔ: ـ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ. ـ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﺴﻤﺢ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﻪ. ـ ﺘﺯﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻨﻘﺹ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ. ـ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻜﺘﺸﺎﻑ ﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ،ﺒﻔﻀل ﺍﻟﻌﻠﻡ. ـ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻨﺴﺒﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ. ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺤﺠﺔ :ـ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﺘﺴﺘﻐل ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ،ﺃﻭ ﺒﺎﻷﺤﺭﻯ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ،ﻓﻲ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ.ـ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺠﺩﺍل ﻓﻴﻬﺎ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺒﻬﺎ ،ﻟﻴﺱ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ.ﺝ ـ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ :ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻨﺴﺒﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ،ﻷﻥ ﺍﻻﻜﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﺘﺤﺭﺭ ،ﻓﻼ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﻭﻻ ﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ،ﺒل ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺩﺭﺓ ﻟﺩﻯ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ،ﺒﻼ ﺤﺩﻭﺩ ،ﻭﻻ ﻨﻬﺎﻴﺔ. - ІІІﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ )ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ( : ـ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﻻ ﻤﺒﺭﺭ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ،ﻭﻻ ﻤﻨﻁﻘﻴﺎ.ـ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺒﺎﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ،ﻗﺩ ﺘﻌﺭﻗل ﺒﺎﺩﻋﺎﺀ ﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻻ ﻴﺒﺭﺭ ﺍﻟﻌﺭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ ﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻁ ﻭﺍﻻﺴﺘﻐﻼل.ـ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ،ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭ ،ﻋﻥ ﻁﺭﺒﻕ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺘﺸﻑ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﻪ ﺩﺍﺨﻠﻴﺎ ﻭﺨﺎﺭﺠﻴﺎ.ـ ﺇﺫﻥ ﻻ ﺤﺭﻴﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﻭﻻ ﺠﺒﺭ ﻴﻠﻐﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺘﺤﺭﺭﺍ ،ﻤﺘﻁﻭﺭﺍ ،ﺘﺒﻌﺎ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ. ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﺹ Іﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ )ﻁﺭﺡ ﺍﻹﺸﻜﺎل( : ﺃ ـ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ )ﺍﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺱ ،ﺤﻴﺙ ﺘﺠﺩ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﺒﻪ( ﺏ ـ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﻤﻀﺔ: ﺍﻟﻘﻴﻡ :ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ـ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ :ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻭﻫﻡ، ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻔﺭﺩ ـ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ :ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ،ﺃﻭ
ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﻏﺎﻟﻤﺘﺼﻑ ﺒﻬﺎ ،ﻓﻤﺜﻼ ،ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺒﻐﻴﺭ ﺼﻔﺘﻴﻪ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺘﻴﻥ :ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘل ،ﻫﺫﻩ ﻻﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻫﻲ ﻤﺎ ﻫﺒﺘﻪ. ﺝ ـ ﺍﻹﺸﻜﺎل :ﻫل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺤﻘﺎ؟ ﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩﻩ ،ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺘﻪ؟ ІІﺍﻟﻤﻭﻗﻑ :ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ـ ﺍﻟﺤﺠﺔ :ـ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ. ـ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺘﻪ. ـ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻟﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ. ـ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ،ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ. ـ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺴﻡ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ. ـ ﺠﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻻ ﻤﻔﺭ ﻤﻨﻪ. ـ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺠﺒﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ.ـ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺤﺠﺔ :ـ ﺤﺠﺞ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ ،ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀﻬﺎ.ـ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺭﺍ ،ﺒل ﺇﻨﻪ ﻤﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ،ﻭﻫﺫﻩ ﻫﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺘﺒﺭﻴﺭﻫﺎ. ـ ﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻭﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ،ﻻ ﺘﺼﻠﺢ ﻟﻠﺒﺭﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ. ـ ﺇﺫﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻻ ﻤﺒﺭﺭ ﻟﻪ. ІІІﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ )ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ( : ـ ﺤﺠﺞ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﺭﻓﻭﻀﺔ ،ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭﻭﺠﻴﻬﺔ.ـ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺃﻭﻗﻌﺕ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻓﻲ ﻤﺯﺍﻋﻤﻪ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ.ـ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻤﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻤﻭﺍﻗﻔﻪ ﺍﻟﻭﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ،ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺼﻠﺢ ﻟﻔﻬﻡ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﺴﺎﺭﺘﺭ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺼﻠﺢ ﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﻤﻨﻁﻘﻴﺎ.
ﺘﺩﺭﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ... ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل :ﻤﻘﺎل ﻟﻠﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ :ﻫل ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻴﺤﺩ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ؟ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻨﺹ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴل ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ؟ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺴﻴﻁ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻴﻌﻘﺩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ،ﻫﻭ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺩﺭﺴﺘﻴﻥ ﻭﺠﻭﺩﻴﺘﻴﻥ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ:ﻜﺎﺭل ﻴﺎﺴﺒﻴﺭﺱ ﺃﻭﻟﻬﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻭﻥ ،ﻭﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻜﺎﺭل ﻴﺎﺴﺒﻴﺭﺱ KARL YASPERSﻭ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻏﺎﺒﺭﻴﺎل ﻤﺎﺭﺴﻴل GABRIEL MARCELﻭ ﺍﻹﺜﻨﺎﻥ ﻜﺎﺘﻭﻟﻴﻜﻴﺎﻥ. ﻭﺃﻨﺎ ﻭﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩﻴﻥ ،ﻭﺒﻴﻨﻬﻡ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻭﻀﻊ ﻫﻴﺩﻏﺭ ،ﻭﺃﻨﺎ ﺃﻴﻀﺎ...ﻫﺎﺘﺎﻥ ﺍﻟﻔﺌﺘﺎﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺎﻥ ،ﺘﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﺘﺘﻔﻘﺎﻥ ﻋﻠﻰ \"ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ\" )ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ( ﺃﻭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻨﺒﺩﺃ ﻤﻥ \"ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ\" ،ﻭﺴﻨﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻨﺭﻯ ﻤﺎﺫﺍ ﻨﻔﻬﻡ ﺒﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ: ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ )ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ( :ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺸﻜﻼ ﺘﻡ ﺼﻨﻌﻪ ،ﻜﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﺃﻭ ﻜﻘﺎﻁﻌﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻤﺜﻼ ،ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻟﻡ ﻴﻘﻡﺒﺼﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﺇﻻ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ،ﻭﺃﺨﺭﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ،ﻤﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﻤﻥ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺠﻴﺩ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺘﺘﻤﺔ ﻟﻠﻔﻜﺭﺓ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ \"ﺍﻟﻭﺼﻔﺔ\" ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﻭﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻨﻤﻠﻙ ﺃﻥ ﻨﻌﺩل ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺩﻨﻰ ﺘﻌﺩﻴل ....ﺇﺫﻥ ﻓﻘﺎﻁﻌﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ،ﻫﻲ ﺸﻜل ﻴﺼﻨﻊ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺸﻜل ﺼﻨﻊ ﻟﻔﺎﺌﺩﺓﻭﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤﻌﻴﻨﻴﻥ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺘﺼﻭﺭ ﺭﺠﻼ ﻴﺼﻨﻊ ﻗﺎﻁﻌﺔ ﺃﻭﺭﺍﻕ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﻜﺎﻤل ﺒﺎﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻭﻑ ﻴﺠﻨﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ﺃﻭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻁﻌﺔ.ﻓﻴﺼﺢ ﺍﻟﻘﻭل ـ ﺇﺫﻥ ـ ﺃﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺘﺹ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻁﻌﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ ﻴﺴﺒﻕ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻁﻌﺔ ﻓﺎﻟﻔﻜﺭﺓ ﻓﻲﺭﺃﺱ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﺎﻁﻌﺔ ﻭﺠﻭﺩﺍ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ .ﻭﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺴﺎﺒﻕ ﻟﻭﺠﻭﺩﻩ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻜﺘﺎﺏ.ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺘﺘﻀﺢ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻨﻨﺎ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ) (Techniqueﻟﻠﻜﻭﻥ ﻭﻴﺼﺒﺢ ﺒﺎﺴﺘﻁﺎﻋﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ. ﺠﻭﻥ ﺒﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ
JEAN PAUL SARTRE 1905 – 1980 ﻫﻭ ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﻓﺭﻨﺴﻲ ﻤﻌﺎﺼﺭ ـ ﺯﻋﻴﻡ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩﻤﻥ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ )ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻟﻌﺩﻡ( ﺍﻟﺘﺨﻴل ـ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻻﺕ ـ ﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓﺍﺸﺘﻬﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﺌﻴﺔ ﻭﺒﻤﻘﺎﻻﺘﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ :ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻨﺹ ،ﺘﺒﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺸﻜﺎل ،ﻭﻤﻭﻗﻑ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺤﺠﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻤﻥ ﺤﺠﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ ،ﻭﻨﻘﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺠﺞ ،ﻭﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ.
ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺤﻭﺭﻴﺔ :ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﻠﺴﻑ.ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﻭﺃﺼﻨﺎﻓﺎ ﺸﺘﻰ ،ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ؟ﻭﻜﻴﻑ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ؟ ﻭﻫل ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺼﺭﺍﻤﺘﻬﺎ ﻭﻁﺭﻴﻘﺔﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ؟ ﻭﻫل ﻫﻲ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﻻ ﻏﺒﺎﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻹﺒﺴﺘﻴﻤﻭﻟﻭﺠﻴﺔ. ﻭﻫل ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﻜﻴﻑ؟ ﻭﻫل ﻤﺎ ﻗﺩﻤﺘﻪ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ،ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺠﻬﻠﻪ ﻭﺭﻓﻊ ﺴﻌﺎﺩﺘﻪ؟ ﺃﻭﻻ -ﺘﺼﻨﻴﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺜﺎﻨﻴﺎ -ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ *ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ *ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ *ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺔ
ﺃﻭﻻ -ﺘﺼﻨﻴﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺃﻤﺜﻠﺔ Iـ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ -IIﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ -IIIﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ IVـ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻴﺔ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉﺍﻟﺫﻱ ﻨﺒﺤﺙ ﻓﻴﻪ .ﻭﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﺨﺘﻼﻓﻬﺎ .ﻭﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻁﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻨﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺒﺤﺴﺏ ﻤﺠﺎﻻﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ :ﺍﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ،ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻴﺔ. ﺃﻤﺜﻠﺔ : ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻤﻌﻴﺎﺭﻴﺔ ﻋﻠﻭﻡ ﻋﻠﻭﻡﻨﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﺏ 2+ ²ﺏ ﺝ +ﺝ² ﻭﺍﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁ х х ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻤﺭﻜﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ- х ﺍﻟﻬﻴﺩﺭﻭﺠﻴﻥ ﻭﺍﻷﻜﺴﺠﻴﻥ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﺨﺒﺭﻴﺎ.ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ х ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ـ ﻨﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺴﺭﺓ. ﺃﺼل ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﺨﻠﻘﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﻲ ﺍﻟﺠﻨﻴﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﻨﻤﻭﻩ ﻋﻠﻰ х ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ: ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻤﺩﺨﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺯﻭﺍﻴﺎ ﺍﻟﻤﺜﻠﺙ = х ﺍﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ º180ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ х ﻭﺍﻟﺯﻤﻥ ﻋﻜﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ:ﺘﺘﺠﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل ﺍﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻲ .ﻫﺫﺍﻤﺎ ﻨﻼﺤﻅﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺘﺒﻌﻨﺎ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺒﺤﺜﻪ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: Iـ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ:ﺘﺩﺭﺱ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ،ﻓﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ ﺇﺫﻥ ﻋﻘﻠﻲ ﻤﺠﺭﺩ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻤﻨﻬﺠﻬﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻨﻬﺠﺎ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺩﻋﻰ ﺒﺎﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ )ﻭ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺍﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁ(.ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﺩﻴﻨﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻨﺭﻴﺩ ﺍﻟﺒﺭﻫﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ )ﺃﻱ ﻗﻀﻴﺔ ﻤﺠﻬﻭﻟﺔ( ،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺭﺒﻁﻬﺎ ﺒﻘﻀﻴﺔﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭ ﺒﺴﻴﻁﺔ )ﻴﻘﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘل ﺒﺩﻭﻥ ﺒﺭﻫﺎﻥ( ،ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﻟﻨﺎ ﺫﻟﻙ ،ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺇﺜﺒﺎﺘﻬﺎ )ﺍﻟﻤﺠﻬﻭﻟﺔ( ﻗﻀﻴﺔ ﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻭ ﻭﺍﻀﺤﺔ.ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘل ﻟﻠﺒﺭﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺃﺨﺭﻯ؟ ﺇﻨﻬﺎ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﻠﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘل ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭ ﺒﺩﻭﻥ ﺒﺭﻫﺎﻥ ﺘﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ : -1ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ :ﻭ ﻫﻲ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻨﻭﺍﻉﺃ -ﺍﻟﺒﺩﻴﻬﻴﺎﺕ : Les axiômes :ﻭ ﻫﻲ ﺃﺒﺴﻁ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭ ﺃﺸﺩﻫﺎ ﻭﻀﻭﺤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘل ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻬﻲ ﺘﻔﺭﺽﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻜل ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﺒل ﻭ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ .ﻤﺜل \" :ﺍﻟﻜل ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺀ\" \" ،ﺍﻟﻜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻴﺎﻥ ﻟﻜﻤﻴﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺎﻥ\"...ﺇﻟﺦ. ﻭ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺘﻬﺎ - :ﺇﻨﻬﺎ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﺒﺫﺍﺘﻬﺎ. -ﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻨﻔﻬﻡ ﻋﺒﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ﻟﻨﺩﺭﻙ ﺼﺩﻗﻬﺎ. -ﻋﺎﻤﺔ ﺘﺸﻤل ﻜل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ.ﺏ -ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ )ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ( : Les postulatsﺇﻨﻬﺎ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﻴﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻭ ﻴﻁﻠﺏﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺴﻠﻡ ﺒﻬﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭ ﺒﺩﻭﻥ ﺒﺭﻫﺎﻥ ،ﺸﺭﻴﻁﺔ ﺃﻥ ﻴﺅﺴﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻨﻴﺎﻨﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻤﺘﻤﺎﺴﻜﺎ .ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺃﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺒﺩﺃ ﺃﻭﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘل. ﻭ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺘﻬﺎ -:ﺇﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻌﻘل. -ﺼﺎﺩﻗﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺅﺴﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺒﻨﻴﺎﻥ ﺭﻴﺎﻀﻲ ﻤﺘﻤﺎﺴﻙ.
-ﺨﺎﺼﺔ :ﺃﻱ ﻟﻜل ﻋﻠﻡ ﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺘﻪ ،ﺒل ﻗﺩ ﺘﺘﻌﺩﺩ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ ﺤﻴﺙ ﻨﺠﺩ ﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺃﻭﻗﻠﻴﺩﺱ ،ﻭ ﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺭﻴﻨﺎﻥ ،ﻭ ﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻟﻭﺒﺎﺘﺸﻴﻔﺴﻜﻲ. * ﺒﻌﺽ ﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺃﻭﻗﻠﻴﺩﺱ: -ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺴﻁﺢ ﻤﺴﺘﻭ. -ﻤﻥ ﻨﻘﻁﺘﻴﻥ ﻻ ﻴﻤﺭ ﺇﻻ ﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ﻭﺍﺤﺩ. -ﻤﻥ ﻨﻘﻁﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ،ﻻ ﻴﻤﺭ ﺇﻻ ﻤﻭﺍﺯ ﻭﺍﺤﺩ .ﺇﻟﺦ... * ﺒﻌﺽ ﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺭﻴﻨﺎﻥ: -ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻜﺭﻭﻱ ﻤﺤﺩﺏ. -ﻤﻥ ﻨﻘﻁﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻤﺭ ﺃﻱ ﻤﻭﺍﺯ ﻟﻪ.ﺇﻟﺦ... * ﺒﻌﺽ ﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﻟﻭﺒﺎﺘﺸﻴﻔﺴﻜﻲ: -ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻜﺭﻭﻱ ﻤﻘﻌﺭ. -ﻤﻥ ﻨﻘﻁﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻤﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﺯ ﻟﻪ.ﺇﻟﺦ...ﻤﻼﺤﻅﺔ :ﺘﺒﺩﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﻻ ﺘﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻤﻨﻪ ،ﻭ ﻜل ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺃﻗﻠﻴﺩﺱ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻨﺎﺴﺒﺎ ﻤﻊ ﻤﺸﺎﻫﺩﺍﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ.ﺠـ -ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ Les definitions :ﺇﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻗﺼﺩ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺨﻭﺍﺹﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺩﺭﺴﻬﺎ .ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻻ ﺘﺼﺒﺢ ﻤﺎﺩﺓ ﺒﺤﺙ ﺭﻴﺎﻀﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺼﺎﻏﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘل ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻤﺠﺭﺩﺓ ﻭﺍﻀﺤﺔ .ﻭ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ -:ﺇﻨﻪ ﺴﺎﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ. -ﺇﻨﻪ ﻨﺎﺸﻲﺀ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘل. -ﺇﻨﻪ ﻜﺎﻤل ﻤﻨﺫ ﻭﺠﻭﺩﻩ.ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻨﻭﻋﻴﻥ1 :ـ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺘﺤﻠﻴﻠﻲ2 ،ـ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺘﺭﻜﻴﺒﻲ .ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻫﻭ ﻤﺠﺭﺩ ﻭﻴﺼﻑ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺸﻲﺀ ،ﻜﺎﻟﻤﺭﺒﻊ ﻤﺜﻼ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻀﻼﻉ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﻭﻤﺘﻘﺎﻁﻌﺔ ﺒﺩﺭﺠﺔ .º90ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﻲ ﻓﻬﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺒﻨﺎﺀ ﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻜﺄﻥ ﺃﻗﻭل ﺍﻟﺨﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺤﺭﻜﺔ ﻨﻘﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻭﺍﺤﺩ. -2ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ:ﻟﻘﺩ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺇﺜﺒﺎﺘﻬﺎ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺴﺒﻴﻠﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ :ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ.ﺃ -ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ :ﻭ ﻓﻴﻪ ،ﻨﺭﺠﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺇﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺃﺒﺴﻁ ﻤﻨﻬﺎ، ﻟﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺼﺩﻕ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
ﻤﺜﻼ:ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻵﺘﻴﺔ 2 :ﺱ 6 = 2 +ﻹﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤل ،ﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﺤﻀﺭ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻱﺀ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺒﺩﻴﻬﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﺔ :ﺇﻥ ﻁﺭﺡ ﻜﻤﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﻴﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻨﺎﺘﺠﻴﻥ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺘﻴﻥ. ﺃﻱ 2ﺱ2-6 = 2- 2+ ﺇﺫﻥ 2ﺱ = 4 ﻭ ﻤﻨﻪ ﺱ=2 ﺏ -ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﻲ :ﻭ ﻫﻭ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﺒﺭﺍﻫﻴﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻭﻀﻭﺤﺎﻭ ﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﺨﺼﻭﺒﺔ ،ﻷﻨﻪ ﻴﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﻭ ﻴﻤﺭ ﻋﺒﺭ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ .ﺇﻨﻪ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺏ. ﻤﺜﻼ :ﻟﺩﻴﻨﺎ ﺱ 0 = 2 - ﺱ–0=3ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻹﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ .ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﻌﻤل ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﻲ ،ﻨﻘﻭﻡ ﺒﻀﺭﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺘﻴﻥ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ: ﺱ 5 – 2ﺱ 0 = 6 + ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺘﺤﻭﻟﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﻤﺭﻜﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ. ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ:ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺴﻕ ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﺒﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻼﺤﻅﻪ ﻓﻲ ﻜل ﺒﺭﻫﺎﻥ ﺭﻴﺎﻀﻲ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺴﻕﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﻻ ﻴﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻻﺴﺘﻠﺯﺍﻤﻲ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻴﺯﺓ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﻫﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁﻲ. IIـ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ: ﻨﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ ﻜﺎﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀﻋﻠﻡ ﺍﻟﻔﻠﻙ...ﻭ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺔ )ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ( ،ﻭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺒﺴﻁ ﺇﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺭﺱ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔﺒﻬﺩﻑ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ .ﻭ ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺤﺴﻴﺔ – ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺍﻟﻜﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ – ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺄﻟﻑ ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻊ ﻤﺭﺍﺤل ﻫﻲ :ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ،ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ، ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ،ﺜﻡ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ: -1ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ : Observationﺇﻨﻬﺎ ﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺼﺭﻫﺎ ﻭ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ.ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﻋﺎﺒﺭﺓ ﻭ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺫﻭﻗﻴﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻴﻬﻤﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﻫﻭ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﺎﺩﺓ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺭﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺴﻴل ...ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻨﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔﺒﺎﻟﺴﺫﺍﺠﺔ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺘﺤﺩﻴﺩﺍ ﻜﺎﻤﻼ ﺨﺎﻟﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻭﺍﺌﺏ .ﻓﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻓﻲ ﻤﺤﻴﻁﻨﺎ ﻤﺘﺭﺍﺒﻁﺔ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻤﻌﺯﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ،ﻭﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻴﻀﺎﺒﺎﻟﻔﻁﺭﺓ ﻴﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻬل ﻭﺍﻟﻠﺫﺓ ﻭﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﻭﺍﻷﻟﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻻ ﺘﺘﻡ ﺇﻻ ﺒﻌﺯلﻜل ﺍﻟﺸﻭﺍﺌﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻭﻋﻨﺩﺌﺫ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔﻋﻠﻤﻴﺔ ﺤﺘﻤﺎ .ﻓﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻜﻤﺎ ﻨﺴﺘﻬﻠﻜﻬﺎ ﻴﻭﻤﻴﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺤﺎﺩﺙ ﻋﻠﻤﻲ ،ﻭ ﻻ ﺘﺼﺒﺢ ﺤﺎﺩﺜﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﺇﻻ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﺯﻴل ﻋﻨﻪ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺸﻭﺍﺌﺏ ﺃﻱ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺯﺍﺌﺩﺓ ،ﻭ ﻨﺒﻘﻲ ﻓﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺴﺠﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻬﻴﺩﺭﻭﺠﻴﻥ.ـ ﺇﻥ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻋﺯﻟﻪ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺒﺎﻟﻌﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﺒل ﺒﻭﺴﺎﺌل ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻟﻤﺎ ﻫﻭ ﺩﻗﻴﻕ. ﻭﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﺃﻭ ﻤﺠﻬﺯﺓ ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺼﻔﻴﺔ )ﻜﻴﻔﻴﺔ( ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ) ﻜﻤﻴﺔ(.ـ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻻ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺇﻻ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﻭﻫﻲ:ـ ﺩﻗﺔ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔـ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ ﺒﺎﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ. -2ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ :Hypothèseـ ﺒﻌﺩ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﻭ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻴﺄﺘﻲ ﺩﻭﺭ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰﺍﺼﻁﻼﺤﻴﺎ ﺒﺎﻟﻔﺭﻀﻴﺔ .ﺘﺭﻯ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ؟ ﺇﻨﻬﺎ ﻓﻜﺭﺓ ﻴﻘﺘﺭﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻓﻴﻔﺴﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ.ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﻴﺱ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﺒل ﻴﺨﺘﺒﺭ ﻭ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻨﻪ ﺒﺎﻟﺘﺠﺭﺒﺔ .ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺩﺓ ﻋﻭﺍﻤل ﺘﻭﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ )ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﺽ( ﻭ ﻫﻲ : -1-2ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ: ﺃ -ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺒﻐﻴﺔ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ. ﺏ -ﺍﻟﺼﺩﻓﺔ. ﺝ ـ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ.
ﺩ ـ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ :ﺇﻥ ﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺒﻘﺎﺌﻪ ﻤﺭﻫﻭﻥ ﺒﺘﻠﺒﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺤﺎﺠﺎﺘﻪ ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺒﺩﺃ ﻴﻔﻜﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺤﻭﻟﻪ ﻗﺼﺩ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺤﺎﺠﺎﺘﻪ.ﻩ ـ ﺍﻟﺤﺩﺱ :ﻗﺩ ﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﻓﺠﺄﺓ ﺩﻭﻥ ﻋﻨﺎﺀ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻟﻭﺤﻅ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﺜﻼ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺃﺭﺨﻤﻴﺩﺱ ـ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺠﺴﺎﻡ ﺍﻟﻁﺎﻓﻴﺔ ـ . -2-2ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ : ﺃـ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻨﺎﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ. ﺏ ـ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ) ﺃﻻ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻴﺎ(. ﺠـ ـ ﻴﺠﺏ ﺃﻻ ﺘﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺴﺎﺒﻘﺔ. ﺩ ـ ﺃﻻ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻨﻁﻘﻲ ﺩﺍﺨﻠﻲ. -3ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ) ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ( :Expérimentationﻭﻫﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻀﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﻴﺼﻁﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻜﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﺅﻗﺕ ﻟﻬﺎ.ـ ﻓﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻗﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻭ ﻴﻜﺭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ،ﻭﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻐﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻭﻴﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻴﻌﺯل ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻜﺔ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ . -4ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ : Loi scientifiqueﺇﺫﺍ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻜﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻭﻟﻲ ﻟﻠﻅﺎﻫﺭﺓ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺭﺘﻔﻊ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ. ﻓﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﺤﺩﻴﺜﺎ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺭﻴﺎﻀﻴﺔ.ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ...ﺇﻨﻙ ﺘﻼﺤﻅ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻴﺒﺩﺃ ﺒﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ،ﺜﻡﻴﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻋﺎﻡ :ﻓﻬﻭ ﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﻤﺎ ﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺯﺀ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ.ﻤﻼﺤﻅﺔ :ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻨﺎ ﺴﻨﻌﻭﺩ ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﻴل ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭ ﻤﺎ ﻴﻔﺭﺯﻩ ﻤﻥ ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ \"ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ\".
-IIIﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ:ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺤﺩﻴﺜﺎ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﻴﺔ .ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺩﺭﺱ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻨﻭﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ .ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻜﺎﺌﻥ ﻤﻌﻘﺩ،ﻤﺘﻐﻴﺭ ،ﻴﻔﻜﺭ ،ﻴﻨﻔﻌل ،ﻴﺘﻔﺎﻋل ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺴﻁ ...ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻨﻼﺤﻅ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲﻫﻲ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻭ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭﺒﻴﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻅﻭﺍﻫﺭﻩ ﺤﻴﺙ ﻴﺼﺒﺢ ﺩﺍﺭﺴﺎ ﻭﻤﺩﺭﻭﺴﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺕ .ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ،ﻴﻭﺠﺩ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﻥ ﻤﺘﻀﺎﺩﺍﻥ ،ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﻨﺎﺩﻱ ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺍﻩ ﻤﻼﺌﻤﺎ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ :ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔﻴﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻼﺤﻅﺎﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻜﻤﺎ ﻨﻔﻌل ﻤﻊ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻻﺘﻘﺒل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ .ﻭ ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺩﻋﻰ ﺒﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺴﺘﺒﻁﺎﻥ ) ﻟﻴﺱ ﺍﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁ( ﻓﻲ ﻋﻠﻡﺍﻟﻨﻔﺱ...ﻓﻤﺜﻼ :ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻟﺩﻯ ﻗﻭﻡ ﻤﺎ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻤﻌﺎﻴﺸﺘﻬﺎ ﻤﻌﻬﻡ ﻭ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭ ﻭﺼﻔﻬﺎ ،ﻜﻤﺎﺃﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻨﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﺍﻨﻌﻜﺎﺱ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻬﺎ ) ﺍﺴﺘﺒﻁﺎﻥ ( ،ﺃﻱ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﻌﻴﺸﻬﺎ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ.ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻨﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻌﻤﻴﻤﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻋﻠﻤﻴﺔ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻭ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻨﺎﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻋﻠﻤﻴﺔ ،ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﻌﻤل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻻ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ .ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻗﺎﺒل ﻷﻥ ﻨﻜﻴﻔﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻤﻼﺌﻤﺎ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻤﺜﻼ: -ﺇﺫﺍ ﻜﻨﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ) ﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻐﻀﺏ ﻓﻲ ﻋﻠﻡﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﺃﻭ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ (...ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻥﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﻤﻼﺤﻅﺘﻬﺎ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ) ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻐﻀﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺴﻡ ،ﺃﻭ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ.(... -ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﻨﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ )ﻓﺎﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﺘﺠﺭﺒﺔ(،ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﻌﻤل ﺒﺩﻟﻬﺎ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ .ﺇﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺘﻠﻌﺏ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ.
ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻫﻨﺎ ـ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ـ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻁﺎﺒﻘﺎ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ . IVـ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻴﺔ: ﺘﺸﺘﻤل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻴﺔ :ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ،ﺍﻷﺨﻼﻕ ،ﺍﻟﺠﻤﺎل .ﻓﺎﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻴﻤﺜل ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ،ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺨﻴﺭﻴﺔ ﻴﻤﺜل ﻤﺠﺎل ﺍﻷﺨﻼﻕ ،ﻭ ﺃﺨﻴﺭﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻴﻤﺜل ﻤﺠﺎل ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﻴﺘﻴﻜﺎ. ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻟﻴﺴﺕ ﻋﻠﻭﻤﺎ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻜﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺒل ﻫﻲ ﻤﺒﺎﺤﺙ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﻲ ﺍﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁﻲ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ: ﻟﻜل ﻋﻠﻡ ﻫﺩﻑ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ .ﻭﻻ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺸﺭﻭﻁ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﻭﻓﺭﻫﺎ، ﻤﻨﻬﺎ ﺘﺒﻨﻲ ﻤﻨﻬﺠﺎ ﻤﻌﻴﻨﺎ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺘﺤﺩﺩﻩ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺙ .ﻭﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺇﻁﺎﺭﻴﻥ ،ﺃﻭﻻﻫﻤﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭ ﻫﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ،ﻭ ﻫﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁﻲ. ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل – ﻤﻘﺎﻟﺔ: ﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ؟ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ -ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻻ ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﻓﻴﻪ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻨﺹ.\" ﻟﻘﺩ ﺃﺜﺎﺭ »ﺠﻭﻥ ﺴﺘﻴﻭﺍﺭﺕ ﻤل« ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺘﻜﻔﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻤﺸﺎﻫﺩﺓﻭﺍﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻋﻠﻰ ﺤﻴﻥ ﻻ ﺘﻜﻔﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺸﺎﻫﺩﺍﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻟﻨﺼل ﺇﻟﻰ ﻤﺜل ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱﻨﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ؟ ﻭﻟﻭ ﺃﻨﻨﺎ ﺃﻋﺩﻨﺎ ﺴﺅﺍل»ﻤل« ﺒﺼﻴﺎﻏﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻗﻠﻨﺎ :ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻨﻜﺘﻔﻲ ﺒﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻨﺼل ﺇﻟﻰ ﻴﻘﻴﻥ ﻻ ﻨﺼل ﺇﻟﻰ ﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻜﺜﺭﺓ ﻋﺩﺩ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ؟ﻫﺫﺍ ﺴﺅﺍل ﻫﺎﻡ ﻷﻨﻪ ﻴﺒﺭﺯ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ :ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺘﺘﺠﺎﻨﺱ ﻓﻴﻪ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﻋﺯلﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﻋﺎﻤﻼ ﻋﺎﻤﻼ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﻤﻜﻥ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ؛ ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﺎ ﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭﻴﺘﻌﺫﺭ ﻓﻴﻪ ﻋﺯل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﻓﻴﻪ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎل ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ \".ﺯﻜﻲ ﻨﺠﻴﺏ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل -ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻤﻘﺩﻤﺔ: ـ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻨﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ. ـ ﻴﺒﺩﻭ ﻟﻨﺎ ﻅﺎﻫﺭﻴﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻤﺴﺘﻘل ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ. ـ ﻓﻬل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ؟ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل -ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﺴﺘﻘﺼﺎﺌﻴﺔ -1ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﺴﺘﺩﻻﻻ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻴﺘﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﻤﻘﺩﻤﺎﺕ ﻴﻘﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘل ﺇﻟﻰ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﺴﺘﺨﻠﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ. -ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺎﺕ ﺒﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﺯﻭﻡ ﻤﻨﻁﻘﻲ ﻀﺭﻭﺭﻱ. -ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ،ﻋﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﻤﻘﺩﻤﺎﺕ ﻜﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺠﺯﺌﻴﺔ. -2ﻓﻲ ﻜل ﻤﻨﻬﺞ ﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺝ.ـ ﺇﻥ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻜﻠﻲ. ـ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﻴﺅﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻭﺘﻌﻤﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ، ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﻌﻤﻡ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ ﺠﺯﺌﻴﺔ. -3ﺇﻥ ﺇﺒﻌﺎﺩ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﺃﻤﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺼﻭﺭﻩ ﺍﻟﻌﻘل ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﺴﻭﻯ ﺴﻨﺩ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘل ﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ :ﻻ ﺃﺤﺩ ﻴﻨﻜﺭ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﻓﻲ ﻜل ﺍﺴﺘﺩﻻل ﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﻭﺒﺩﻭﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ. ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ -ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ :ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻨﻜﺘﻔﻲ ﺒﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻴﺘﺼﻑ ﺒﺎﻟﻴﻘﻴﻥ ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻨﻘﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺒﻤﺸﺎﻫﺩﺍﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺼل ﺇﻟﻰ ﻴﻘﻴﻥ .ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻴﺎ ﺘﺭﻯ؟ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل:ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ :ﺇﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ.ﺍﻟﺤﺠﺔ :ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻨﺠﺩ ﺘﺠﺎﻨﺱ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻ ﺘﺘﺠﺎﻨﺱ ﺃﺠﺯﺍﺀﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ـ ﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ـ ﺃﻴﺄﻥ ﻟﻤﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻟﻤﺎ ﺘﺘﻜﺭﺭ ،ﻓﻼ ﺘﻌﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﺼﻌﺏ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ .ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻔﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻴﻘﻴﻨﻴﺔ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﺤﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺇﺤﺼﺎﺌﻴﺔ.ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺤﺠﺔ :ﻟﻜﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻗﺩ ﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻌﺩﻟﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ ﻟﻬﺎ.ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ :ﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺭﻀﺕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻗﺩ ﺃﺨﺭﺕ ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺒﺘﻁﻭﺭﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﺌﻕ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺒﻌﻴﺩ .ﻓﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﺘﻁﻭﺭ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﻭﺴﺎﺌﻠﻪ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ. ﺘﺩﺭﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ... -1ﻤﻘﺎﻟﺔ :ﻫل ﺍﻟﺒﺭﻫﻨﺔ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻟﻠﺒﺭﻫﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ؟ -2ﺍﻟﻨﺹ ...\" :ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻭﺍﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻗﺩ ﺩﻋﺕ ﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺘﻴﻥ ﻻ ﺘﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ،ﻭﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻻ ﻴﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﺭﻕ ﻓﻲ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﺨﺭ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻗﺩﺘﻌﺭﻀﺕ ﺫﺍﺕ ﻴﻭﻡ ﻟﻤﺎ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﻭﻓﻲﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﺒﻭﻁﺔ؛ ﻓﺎﻷﻤﺭ ـ ﺇﺫﻥ ـ ﻤﺭﻫﻭﻥ ﺒﺎﻟﺘﻁﻭﺭ ،ﻤﺎﺩﻤﻨﺎ ﻨﺨﻀﻊ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲﺯﻜﻲ ﻨﺠﻴﺏ ﻤﺤﻤﻭﺩ. ﺍﻟﺫﻱ ﺜﺒﺕ ﻨﺠﺎﺤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ\" . ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ ﺝ 2 ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ :ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻻ ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﻓﻴﻪ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻨﺹ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺃﻤﺜﻠﺔ: ﻜل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻫﻲ ﻴﻠﻌﺏ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻫﻨﺎ ﺩﻭﺭﺍ ﻜﺒﻴﺭﺍ ـ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻤﺭﻜﺯﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺭﻜﻴﺏ ﻓﻬﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﻠﻴﺏ ﻴﺘﺭﻜﺏ ﻤﻥ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴل .ﻭﻟﻠﺘﺤﻠﻴل ﻓﻲ ﻀﺒﻁ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻠﻴﺏ. ﻤﻭﺍﺩ ﻤﻌﺩﻨﻴﺔ ﺘﻤﺜﻠﻬﺎ ﻭﻤﻌﺭﻓﺘﻬﺎ . ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﻤﻼﺡ، ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻤﺭﻤﻭﻗﺔ ﻋﻨﺩ ﻭﻤﻥ ﻤﻭﺍﺩ ﻋﻀﻭﻴﺔ ﺩﻴﻜﺎﺭﺕ. ﻫﻲ ﺍﻟﻐﻠﻭﺴﻴﺩﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﺔ ﻭﻤﻌﻠﻭل ﻓﻲ ﻜل ﻨﻘﺹ ﺍﻟﻠﺤﻭﻡ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺩﺴﻡ. ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺤﺎﺩﺜﺔ .ﻭﺇﺫﺍ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺘﺤﻘﻕ )ﺍﻟﺴﻤﻙ( ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺼﺎﺒﺔ ﻋﺩﻡ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺴﻤﻙﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻨﻪ ﺘﻀﺨﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻁ .ﻓﻬﺫﻩ ﺤﺘﻤﻴﺔ .ـ ﺍﻟﻐﺩﺓ ﺍﻟﺩﺭﻗﻴﺔ ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺇﻨﻜﺎﺭﻩ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻼﺅﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﻟﻜل ﻤﺎﺩﺓ ﻏﺫﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻐﺩﺓ ﺍﻟﺩﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ. ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﺘﻨﺎﺴﺏ ﻤﺭﻜﺒﺎﺘﻪ ﻤﻊ ﻭﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﺒﻤﺭﺽ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻡ.ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﺘﺒﻴﻥ ﺠﺴﻡ ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ ﺍﻟﺤﻲ. ﺍﻟﺴﻌﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﻗﻴﺔ. ﺫﻟﻙ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻋﻨﺩ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺜﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻉ ﺒﻴﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ ﻗﺩ ﻴﻨﺘﺞ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﺱ .ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻓﻴﺭ ﻴﻘل ﺃﻴﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻨﻪ ﺸﺒﻪ ﺠﺩل )ﺩﻴﺎﻟﻴﻜﺘﻴﻙ(. ﺍﻷﻜﺴﺠﻴﻥ ﻭﻴﺯﻴﺩ ﻓﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔ. ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺃﻭ ،CO2ﻭﻜﻤﻴﺔ ﺒﺨﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺨﻁﻭﺘﺎﻥ ﺴﻠﺒﻴﺔ. ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺫﺭﺍﺕ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ. ﺍﻟﻤﺎﺀ. ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻴﻜﺸﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻜﻤﻴﺔ ﺍﻷﻤﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩﻩ ﺩﻴﻜﺎﺭﺕ. ﺍﻷﻤﻼﺡ ﺘﺯﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻭل ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ. ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺘﺴﻤﻰ ﻋﻠﻭﻡ ﻨﺴﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻡ. ﻜﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻡ. ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ،ﻷﻨﻨﺎ ﻨﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻴﻌﻨﻲ ﻫﺫﺍ ﻤﺭﻜﺏ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ،ﻓﻜل ﺘﺘﺭﻜﺏ ﺍﻟﺯﻫﺭﺓ ﻤﻥ: ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﻑ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺤﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻡ ﺠﺎﻤﺩﺓ ﺍﻟﻜﺄﺱ ،ﺍﻟﺘﻭﻴﺞ،ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻬﺎ ﻨﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺼﻔﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﺒﻌﺩ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻷﺴﺩﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺩﻗﺔ. ﻟﻬﺎ ﻤﺭﻜﺒﺎﺘﻬﺎ. ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺼﻔﺎ
ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ. ﺸﺭﻭﻁﻬﺎ. ﺍﺘﺼﺎل ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ ﺍﻟﺤﻲ ﺒﺎﻟﻤﺤﻴﻁ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕﺒﺎﻟﺤﻭﺍﺱ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﺭﻜﺎﺕ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤﻭﺍﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﺒﺄﻋﻀﺎﺀ ﻴﺤﻔﻅ ﺒﻘﺎﺀﻩ ،ﻭﻴﺩﺭﻙ ﻋﺎﻟﻤﻪ. ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻫل ﺘﻜﻔﻲ ﺤﻭﺍﺴﻪ ﺤﺴﻴﺔ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﻭﺒﺎﻟﺤﻭﺍﺱ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﺤﺎﻓﻅ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ؟ ﺃﻻ ﺒﺎﺴﺘﻘﺒﺎل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺠﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩﺍﺕ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﻌﻴﺵ. ﺒﻘﺎﺌﻬﺎ.ﻭ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺤﻭﺍﺴﻪ؟ ﺩﻓﺎﻉ ﺃﻭ ﻫﺠﻭﻡ. ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺃﻥ ﺃﺼل ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻴﻌﻨﻲ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺘﺤﺼل ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﻫﻭ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ـ ﺍﻟﺫﺭﺍﺕ ـ ﺍﻟﺠﺯﻴﺌﺎﺕ ﺘﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻤﺘﺒﺎﻋﺩﺓ ﺠﺩﺍ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﻨﻬﺠﺎ ﻤﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﺒﺸﻜل ﻋﺸﻭﺍﺌﻲ ﻭﻤﻀﻁﺭﺒﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ. ﺃﻥ ﺘﻨﻁﻠﻕ ﻋﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺠﺯﺌﻴﺔ. ﺒﻤﺴﺎﻓﺔ ﻤﺘﺒﺎﻋﺩﺓ. ﺘﺘﺤﺭﻙ ﻓﻲ ﻜل ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ. ﻜل ﻤﺤﻠﻭل ﻟﻪ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺼﻔﺔ، ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻤﻤﺎ ﻴﻔﺴﺭ ﻤﺯﻴﺞ ﻤﺘﺠﺎﻨﺱ.ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻜﻭﻥ ﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻑ : ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎل ﻜﺎﻤل ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻟﻨﻭﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻭل :ﻫﻭ.... ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻪ.ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ .ﻷﻨﻨﺎ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﻗﺩ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻜﺴﻴﺔ. ﺍﻟﻤﺤﻠﻭل ﺍﻟﺴﺎﺌلﻨﻼﺤﻅ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ, ﺇﻤﺎ ﻋﻜﺴﻴﺔ ﺃﻡ ﻁﺭﺩﻴﺔ. ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﻤﺘﺠﺎﻨﺴﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎل ﻗل ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻗل ﺍﻻﻨﻔﻌﺎل ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ. ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ:ـ ﻟﻴﺱ ﻜل ﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ .ﻓﻘﺩ ﻨﺠﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺃﻭ ﻋﻥﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺭ ،ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺫﺭﺓ ﻤﺜﻼ ،ﺃﻭ ﻤﺩﻯ ﺍﻨﻌﻜﺎﺱ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ
ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻴﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﻤﺎ ﻤﺠﺭﺩ ﺁﻟﺔ ﻴﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻡ .ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﺎل ﻴﻤﻜﻥﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺸﻴﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ،ﻭﺸﺎﺭﺤﺔ ﻟﻤﺎ ﻨﻘﻭﻡ ﺒﺘﺤﻠﻴل ﺘﻠﻙﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻴﺌﻴﺔ ﺘﺤﻠﻴﻼ ﻤﻨﻁﻘﻴﺎ .ﻓﻠﻨﺄﺨﺫ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻠﺘﻭﻀﻴﺢ :ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺸﻴﺌﻴﺔ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻟﻜﻥ ﻟﻤﺎ ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻡ ﻭﺼﻔﻲ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰﻭﺼﻑ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺸﺎﺭﺤﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ .ﻭﻗﺱ ﻋﻠﻰﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ .ﻓﻤﺜﻼ ـ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ـ ﻟﻤﺎ ﻨﺼﻑ ﺍﻟﺫﺍﻜﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻨﻘل ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻤﻥﺨﻼل ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﺍﻜﺭﺓ ﻫل ﻫﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻡ ﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﺒﺤﺕ ﻭﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ.ـ ﺇﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭﻨﺎﻫﺎ ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺘﺒﺩﻭ ﻟﻨﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻓﺎﻟﻌﻠﻡ ﻴﺩﺭﺱ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺇﻤﺎ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤﻨﻬﺞ ﺘﺤﺭﻴﺒﻲ -ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ -ﺃﻭ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤﻨﻬﺞ ﻋﻘﻠﻲ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺠﻲ -ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ،-ﺃﻤﺎ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻬﻲﻓﻠﺴﻔﺔ ﺘﺘﺴﺎﺀل ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻨﻔﺴﻪ.ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ :ﺘﻬﺘﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻗﺼﺩ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺘﻁﺭﺡ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﻗﺎﺒﻠﺔﻟﻠﺤل ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻤﻲ .ﺃﻤﺎ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻓﻬﻲ ﺘﺴﺎﺅل ﺤﻭل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻨﻔﺴﻪ :ﺤﻭل ﻤﺒﺎﺩﺌﻪ ،ﺤﻭل ﻓﻌﺎﻟﻴﺔﻤﻨﺎﻫﺠﻪ ،ﺤﻭل ﻗﻴﻤﺔ ﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ،ﺤﻭل ﺁﺜﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ...ﺇﻟﺦ .ﻭ ﺴﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻙ ﺫﻟﻙ ﺃﻜﺜﺭ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﺴﺘﻌﺭﺽ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺤﻭل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ:
-IIﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﺴﺅﺍل ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺠﻭﺍﺏ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﻤﻘﺩﻤﺔﺘﺘﺼﻑ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺒﺨﺼﺎﺌﺹ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻠﺘﻤﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﺭﺍﻫﻴﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ﻻ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ .ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﻫﻲ : ـ ﺍﻟﻠﺯﻭﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ :ﺘﻼﺯﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ. ـ ﺘﺩﺍﻭل ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺒﺩل ﺍﻟﺜﻭﺍﺒﺕ ،ﻤﺎﻋﺩﺍ ﺍﻟﺜﻭﺍﺒﺕ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻴﺔ. ـ ﺘﺤﺼﻴل ﺤﺎﺼل :ﻜل ﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺠﺯﺀ ﻴﻤﺘﺩ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻵﺨﺭ.ﺘﺭﻯ ﻫل ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻤﺘﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺘﺠﻌﻠﻨﺎ ﻨﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺩﻗﺔ ﻭﺼﺭﺍﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﺃﺸﻜﺎل ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ ﻭ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺔ؟ ﺃﻤﺜﻠﺔ : ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻴﻌﺒﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻟﻴﺱ ﺒﺎﻷﺠﺯﺍﺀ ﺒل ﻟﻠﺸﻤﺱ ﻫﻨﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﻘﻤﺭ ﻜﺴﻭﻑ ﺍﻟﺸﻤﺱ. ﻋﻥ ﻋﻼﻗﺎﺕ. ﺒﺘﺭﺍﺒﻁ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ. ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﻤﻁﺭ. ﻭﺘﻜﻭﻴﻥ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ. \" ﺴﻴﻭل ﻤﺎﺌﻴﺔ ﺘﻨﻔﺫ ﺩﺍﺨل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﻭل ﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ. ﺍﻟﺘﺭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺒﻴﻥ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺒﺨﺭ.ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻴﻌﺒﺭ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ: ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻥ ﻋﻼﻗﺎﺕ. ﻅﺎﻫﺭﺘﻴﻥ ﻁﺒﻴﻌﻴﺘﻴﻥ. ﻜﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻷﻭل ﻗل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﺒﺎﻟﻌﻜﺱ. ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻷﺠﺴﺎﻡ ﻭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﺴﻭﺍﺌل. ﺝ ﺯ2 1 ﻡ= 2
ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ :ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ،ﺘﻤﻌﻥ ﺠﻴﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﺘﺠﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ .ﻭ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤﻨﻬﺞ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻲ ﻋﻠﻤﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﻓﺕ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﻭﺍﺘﻪ .ﺇﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ ﻫﻭ \"ﻋﻠﻡ\" ،ﺃﻤﺎ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻹﺸﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻔﺭﺯﻫﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ \" ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ\" .ﻭ ﺴﻨﺘﻌﺭﺽ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل : ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ:ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻓﻬل ﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﻴﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ ﺜﺎﻨﻭﻴﺎ ﻫﻨﺎ؟ -1ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ :ﻴﺭﻯ ﺃﻨﺼﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺃﻥ ﻟﻠﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﺤﺠﺠﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻫﻲ:* ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ :ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻴﺒﺩﺃ ﺒﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﻓﻬﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻫﻲ ﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ.* ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ :ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ ﻻ ﺩﻭﺭ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻷﻨﻬﺎ ﺨﻴﺎﻟﻴﺔ .ﻗﺎل ﻤﺎﺠﻨﺩﻱ \"ﺤﻭﺍﺩﺙ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺠﻴﺩﺍ ﺃﻓﻀل ﻤﻥ ﻜل ﻓﺭﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ\" .ﻓﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻨﺸﺎﻫﺩ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻟﻨﺩﺭﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻨﻬﺎ .ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻴﻥ ﻴﻘﻠﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.* ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ :ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ .ﻭ ﻗﺩ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﺴﺘﻴﻭﺍﺭﺕ ﻤل ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻌﺼﻡ ﺍﻟﻌﻘل ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ،ﺘﺴﻤﻰ ﺒﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ،
ﺘﻘﻴﻴﻤﻬﺎ ﺭﻤﺯﻫﺎ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ -ﺇﻥ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﻅﺎﻫﺭﺘﻴﻥ ﻟﻴﺱ -ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺱ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﺤﻭﺍل ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕﺩﻟﻴﻼ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ )ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﻲﺴﺒﺏ ﻟﻸﺨﺭﻯ .ﻓﺎﻟﻠﻴل ﻴﻌﻘﺒﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃ ﺏ ﺝ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ،ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻪ -ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺱ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻭﻤﺎ ﻤﺭﻓﻭﻗﺔ ﺒﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ( ﺜﺎﺒﺕ ،ﺇﺫﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﺴﺒﺒﻪ. ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺏ ﻉ ﻙ -ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﺏ ﺘﻜﻭﻥ * ﺇﺫﻥ ﺏ ﺴﺒﺏ ﺱ ﻭﻗﻭﻉ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ. ﻤﺭﻜﺒﺔ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺃﺤﺩﻫﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻭﻗﻭﻉ ﺱ. ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺃﻥ ﻨﻁﻤﺌﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ -ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺱ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻗﺎﻋﺩﺓﻅﺎﻫﺭﺘﻴﻥ ﻗﺩ ﺍﺘﻔﻘﺘﺎ ﻓﻲ ﻜل ﺸﻲﺀ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃ ﺏ ﺝ ﻤﺭﻓﻭﻗﺔ ﺒﻌﻨﺎﺼﺭ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﺜﻡ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻭ ﺍﺨﺘﻠﻔﺘﺎ ﻓﻲ ﺸﻲﺀ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻘﻁ. ﻏﺎﺒﺕ ﺒﻐﻴﺎﺏ ﺃﺤﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ، )ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﻲ -ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺱ ﺘﻐﻴﺏ ﻓﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﻐﺎﺌﺏ ﻫﻭ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ( ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﺏ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ * ﺇﺫﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺝ ﺴﺒﺏ ﻏﻴﺎﺏ ﺱ
ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ -ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃ ﺏ ﺝ ﺘﻨﺸﺄ ﻟﺩﻴﻨﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﺅﻟﻔﺔ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺒﻭﺍﻗﻲﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻠﻐﺕ ﺩﺭﺠﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺱ ﺹ ﻭ. ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺘﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﺅﻟﻔﺔ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ -ﻋﺭﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﺃ ﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻋﻨﺎﺼﺭ .ﺍﺴﺘﻁﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺤﻠل ﺹ ،ﻭ ﺃﻥ ﺝ ﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﻨﺭﺒﻁ ﻜل ﻋﻨﺼﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺘﺤﻠﻴﻼ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﻤﻌﺭﻓﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺱ. ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺴﺒﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ * ﺇﺫﻥ ﺏ ﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﻭ. ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻓﻲ ﻜل ﺘﺘﺄﻟﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ. ﻤﻨﻬﻤﺎ ،ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ -ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﺘﺭﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻭ ﻋﻠﺔﺤﻴﺭﺓ :ﺃﻱ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺘﻴﻥ ﺴﺒﺏ ﻭ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻴﻬﻤﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ؟ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ -ﻭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓﺃﻓﻀل ﻤﻥ ﺴﺎﺒﻘﺘﻬﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻨﺎﺴﺏ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓﺝ ﺘﻼﺯﻤﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻜل ﺘﻐﻴﺭ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺏ ﻴﺘﺒﻌﻪ ﻜﻤﺎ ﺴﻨﺭﻯ. -ﺘﺘﻐﻴﺭ ﺝ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺝ1 ﻭ ﻴﻼﺯﻤﻪ ﺘﻐﻴﺭ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﻓﻴﻼﺯﻤﻪ ﺘﻐﻴﺭ ﺏ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺘﻴﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﺴﺒﺒﻴﺔ. ﺏ.1 -ﺘﺘﻐﻴﺭ ﺏ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺏ2 ﻓﻴﻼﺯﻤﻪ ﺘﻐﻴﺭ ﺝ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺝ.2 * ﺒﻴﻥ ﺝ ﻭ ﺏ ﻋﻼﻗﺔ ﺴﺒﺒﻴﺔ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ: -ﻟﻴﺱ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻫﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﺒل ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﻲ ﺘﺴﺎﺅل ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺒﻴﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭ ﻅﻬﻭﺭ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ. -ﺇﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻻ ﺘﻤﻨﺢ ﻋﻔﻭﻴﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﺒل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻤﺨﺘﻔﻴﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﺫﻥ ﺃﻥﻴﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ﻭ ﺃﻥ ﻴﻔﺘﺭﻀﻬﺎ ﺒﻌﻘﻠﻪ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﻨﻬﺎ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺘﺤﺩﺩ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ.
-ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﺴﺘﻴﻭﺍﺭﺕ ﻤل – ﺭﻏﻡ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ -ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﻬﺘﺩﻱ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻴﺭﺠﻊ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘل. -2ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ :ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘل ﻻ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ .ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥﻗﺩﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻓﻁﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﻓﻁﺭﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻨﺼﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻴﺴﺘﺒﻌﺩﻭﻥ ﻓﻁﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻘل .ﻭ ﻤﻥ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻹﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ : -ﺇﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺘﻌﻁﻰ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭل ﻭﻫﻠﺔ ﻜﻤﺎﺩﺓ ﺨﺎﻤﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘل ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺩ ﺒﻨﺎﺀﻫﺎ ﻭ ﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﻭﻓﻕ ﻤﻨﻬﺞ ﻤﻌﻴﻥ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﻴﺤﻭﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻋﻠﻤﻴﺔ، ﻭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﻘﻭل ﻟﻭﺭﻭﺍ \" :ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻴﺤﺩﺜﻬﺎ )ﻴﺒﻨﻴﻬﺎ( ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ\". -ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺨﻔﻴﺔ ﻻ ﺘﻅﻬﺭ ﻟﻠﺤﻭﺍﺱ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘل ﺃﻥ ﻴﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ﻭ ﻴﻔﺘﺭﻀﻬﺎ ﻗﺒل ﺃﻥﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻓﻘﺩ ﻭﺼﻑ ﺒﺭﻭﻨﺸﻔﻴﻙ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻁﻭﺭﻴﺸﻠﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻭ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﺴﻭﺍﺌل ﻗﺎﺌﻼ \" :ﺇﻥ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﻁﻭﺭﻴﺸﻠﻲ ﻫﻭ ﺍﺨﺘﺭﺍﻉ\". -ﻜﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻏﺎﺴﺘﻭﻥ ﺒﺎﺸﻼﺭ G. Bachelardﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ،ﻭ ﻫﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﺸﺘﺭﻁ ﺼﻔﺎﺕ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ. -ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﻭﺼﻑ ﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ،ﺒل ﻫﻭ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻘﻠﻲ ﺠﺩﻴﺩ ،ﻭ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ.ﻨﻘﺩ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ :ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺘﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻘل ﻤﻬﻤﻠﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻘل ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺠﺯﻡ ﺒﺼﻔﺔ ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﺼﺤﺔ ﺍﻓﺘﺭﺍﻀﺎﺘﻪ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺘﺠﺭﺒﺔ. ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ :ﺘﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘل ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ. ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲﻟﻘﺩ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺩﺭﺱ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﻓﻬﻭ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻋﻨﺎﺼﺭﻫﺎ ﻭ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ،ﻭ ﻴﻜﻭﻥﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ﺒﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻨﻬﺎ .ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ؟ ﻫل ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺠﺯﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﺄﻥ\" ﺘﺒﺨﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ\" ﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﻤﻁﺭ؟ ﺃﻡ ﻴﻘﻭل ﺃﻥ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻓﻘﻁ ؟ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡﻴﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻓﻴﻌﺘﻤﺩ ﺒﻘﺎﻋﺩﺘﻲ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺃﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﻓﻘﻁ ﻓﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ؟
-1ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﺒﺏ :ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﺒﻪ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺸﻲﺀ .ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺤﻀﺭ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺘﺤﻘﻘﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﻏﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻏﺎﺒﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ.ﻭﻟﻠﺴﺒﺒﻴﺔ ﻋﺩﺓ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺃ -ﻨﺠﺩ ﻋﻨﺩ ﺃﺭﺴﻁﻭ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ: ـ ﺴﺒﺏ ﻤﺎﺩﻱ :ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﻨﻊ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ. ـ ﺴﺒﺏ ﺼﻭﺭﻱ :ﺃﻱ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ. ـ ﺴﺒﺏ ﻓﺎﻋل :ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻬﺎ ﻴﺘﻡ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ. ـ ﻏﺎﺌﻲ :ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺸﻲﺀ. ﻤﺜﻼ :ﺍﻟﻤﺴﻜﻥ - :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ← ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ،ﺍﻹﺴﻤﻨﺕ ،ﺍﻵﺠﺭ ...ﺇﻟﺦ -ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ← ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻥ -ﺍﻟﻔﺎﻋل :ﻜﻴﻑ ﻴﺘﻡ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻜﻥ ـ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ. -ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ :ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺴﻜﻥ. ﺏ -ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻭﻏﺴﺕ ﻜﻭﻨﺕ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻤﺭﺕ ﺒﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺤل )ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺜﻼﺙ( ﻭﻫﻲ: -ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻼﻫﻭﺘﻴﺔ :ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻔﺴﺭ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺒﻘﻭﺓ ﻏﻴﺒﻴﺔ ﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ. ـ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔ :ﺤﻴﺙ ﺘﻔﺴﺭ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺒﻘﻭﺓ ﻤﺤﺎﻴﺜﺔ ﻭ ﺩﺍﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ. -ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺘﻭﺼﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﺼﻔﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻭﺠﻭﺩ.ﺝ -ﺘﻐﻴﺭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻔﺼﺎل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﻠل ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﻴﻨﻬﺎ .ﻗﺎل ﻓﺭﺍﻨﺴﻴﺱ ﺒﻴﻜﻭﻥ \" :ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﻴﺒﺤﺙ ﺇﻻ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺃﻋﻨﻲﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﺸﺎﻫﺩﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﺱ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻡ\". -2ﺇﻨﻜﺎﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ :ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﻴﺭﻯ ﺩﺍﻓﻴﺩ ﻫﻴﻭﻡ ﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻗﻭﺓ ﻤﺒﺩﻋﺔ ﺘﻨﺘﻘل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭل ،ﺒل ﻨﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺘﺘﻌﺎﻗﺏ ﻭ ﺘﺘﺘﺎﺒﻊ ﻓﻘﻁ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ .ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎل :ﻜﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻠﻴﺎﺭﺩ :ﻜﺭﺓ ﺘﺩﺤﺭﺠﺕ ﻓﺎﺼﻁﺩﻤﺕ ﺒﻜﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻭ ﺤﺭﻜﺘﻬﺎ ﻓﻬل ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺴﺒﺏ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ؟ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻻ. ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﻟﺩ ﻟﺩﻴﻨﺎ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺨﺎﻁﻰﺀ ﺒﺄﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻋﻼﻗﺔ ﺴﺒﺒﻴﺔ.ﻭﻗﺩ ﺫﻫﺏ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺤﺎﻤﺩ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﺩﺙ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺒل ﺇﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻫﻭ ﻤﺤﺩﺜﻬﺎ.
-3ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ:ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻋﻠل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﺒل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻘﻁ ﻋﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺤﺩﻭﺜﻬﺎ ،ﻭ ﻗﺩﻗﺎل ﻤﺎﺥ \" Machﻜﻠﻤﺎ ﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻗل ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻪ ﻟﻤﻔﻬﻭﻤﻲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭل\" .ﻭ ﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺃﻭﻏﺴﺕ ﻜﻭﻨﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻗﺎﺌﻼ :ﺍﻟﻤﺎﺀ ← ﺍﻟﺘﺒﺨﺭ → ﺩﺭﺠﺔ \" ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒﻴﻥ ﺤﺎﺩﺜﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ\" .ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ º100 ↓ ﺘﻭﺠﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻓﻘﻁ ﻭ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﺈﻋﻁﺎﺀ ﺃﺴﺭﺍﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ،ﺒل ﺒﺎﻟﻜﺸﻑﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﻟﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺃﻥ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺘﻘﻊ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ .ﻭ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ: -ﻴﺩﺭﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭ ﻻ ﻴﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺃﺴﺭﺍﺭﻫﺎ. -ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻷﻨﻪ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﺎﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ. -ﺘﺘﻡ ﺼﻴﺎﻏﺘﻪ ﺭﻴﺎﻀﻴﺎ.ﻭ ﻗﺩ ﺤﺭﺹ ﺃﻭﻏﺴﺕ ﻜﻭﻨﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻜﻠﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺘﺎ ) ﺱ ( ﺃﻱ ﺘﺎﺒﻊ ﻭﻤﺘﺤﻭل ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﺸﻜﺎﻻ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻏﻴﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻜﻭﻨﺕ. ـ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺤﺴﺏ \"ﻻﻻﻨﺩ\" ﻤﺎ ﻴﻠﻲ: ـ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺸﻲﺀ :ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻤﺭﻜﺏ ﻤﻥ ﻫﻴﺩﺭﻭﺠﻴﻥ ﻭﺃﻜﺴﻴﺠﻴﻥ. ـ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻋﺩﺩﻴﺔ :ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻫﻲ 300ﺃﻟﻑ ﻜﻠﻡ/ﺜﺎ. ـ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﻔﻴﺩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺜﺎﺒﺘﺔ.ﻟﻜﻥ ،ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻪ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺤﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺘﺼﻭﺭﻨﺎﻩ ﻤﺠﺭﺩﺍ. ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻭ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻓﺔ
ـ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻼﺤﻅﻪ ﻴﻅﻬﺭ ﺃﻤﺎﻤﻨﺎ ﻜﺄﺠﺯﺍﺀ ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ.ﻓﻬﺫﻩ ﻤﻌﺎﺩﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺘﻠﻙ ﺴﻴﻭل ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ .ﻭﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻭﻓﺭﻀﻴﺎﺘﻪ ﻭﺘﺠﺎﺭﺒﻪ ﺘﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀﻭ ﺒﻬﺎ ﺴﻨﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ .ﺜﻡ ﻴﻌﻤﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻜلﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻟﻬﺎ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺠﺯﺌﻲ ﺜﻡ ﺘﻌﻤﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻷﺠﺯﺍﺀﺍﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ،ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ .ﻭﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﺇﻨﻨﻲ ﺃﻨﺘﻘل ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ـ ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺠﺯﺌﻲ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﻤﻴﻡ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﻜﻡ ـ ﻓﻜﺄﻨﻨﺎ ﻨﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺠﺯﺀ ﻤﻌﻠﻭﻡ ﻭﻨﻌﻤﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل. ﻟﻜﻥ ،ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ﺨﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺤﻜﻡ ﻋﺎﻡ ؟ ﻜﻴﻑ ﻴﺴﻤﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜل ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺠﺯﺀ ﻓﻘﻁ؟ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺒﺩﺃﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ :ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻷﻭل – ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ :Principe de causalitéﻭ ﻫﻭ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺄﻥ ﻟﻜل ﻤﻌﻠﻭل ﻋﻠﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻥﻜل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﻘﻊ ﻀﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻤﺜﺎل :ﻨﺴﺒﺔ ﺍﺭﺘﻔﻊ ﺍﻟﺯﺌﺒﻕ ﺃﻭ ﺍﻨﺨﻔﺎﻀﻪ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻨﺴﺒﺔ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺃﻭ ﺍﻨﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﺠﻭﻱ.ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ -ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ : Principe de déterminismeﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻡ ﺃﻱﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ .ﻭ ﻤﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻌﻠل ﺘﺤﺩﺙ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻻﺕ ﺃﻭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﺫﺍ ﺘﻜﺭﺭﺕ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ،ﺘﻜﺭﺭﺕ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﺘﺴﻕ ﺘﺠﺭﻱ ﺤﻭﺍﺩﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﺎﻡ ﺩﺍﺌﻡ ﻻ ﻴﺸﺫ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥﺃﻱ ﺸﻲﺀ .ﻭ ﺒﻔﻀل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ،ﻨﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺒﻤﺎ ﺤﻜﻤﻨﺎ ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺒﺘﻭﻗﻊ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺇﺫﺍ ﻋﺭﻓﻨﺎ ﺸﺭﻭﻁ ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ.ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻵﻥ ﻫﻲ :ﻫﻨﺎﻙ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺘﻘﻊ ﻓﺠﺄﺓ ﻭ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﻥ ﻴﺘﻨﺒﺄ ﺒﻭﻗﻭﻋﻬﺎ ) ﻤﺜﻼ :ﻭﻗﻭﻉ ﺯﻟﺯﺍل( ،ﻓﻬل ﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ؟ ﻭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻫل ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﺼﺩﻓﺔ ﻫﻲ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺨﺎﺭﺠﺔ ﻋﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ؟ -1ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻟﻠﺼﺩﻓﺔ ﻭ ﻫﻭ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻜﻭﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺘﻨﺒﺄ ﺒﻬﺎ .ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺩﺤﺽ ﻤﺒﺩﺃﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺘﻅﻬﺭ ﺼﺩﻓﺔ ﺜﻡ ﺘﺨﺘﻔﻲ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻘﺩﺭ ﺍﻟﻌﻘل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﻤﺎ. ﻨﻘﺩ :ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ،ﻷﻨﻪ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﺠﻬﻠﻨﺎ ﺒﺎﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ.
-2ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﺼﺩﻓﺔ :ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺼﺩﻓﺔ ﺘﻌﻨﻲ ﻓﻘﻁ ﻋﺩﻡ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﻭﻗﻊ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﺘﻭﻗﻌﺔ ﻫﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﺴﺒﺏ .ﺇﻥ ﻋﺩﻡ ﺘﻭﻗﻌﻨﺎ ﻟﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺘﺩﺍﺨل ﻋﻭﺍﻤل ﻭ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻴﺼﻌﺏ ﺤﺼﺭﻫﺎ ﻭ ﻤﻌﺭﻓﺘﻬﺎ ﺒﺩﻗﺔ.ﻭ ﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺃﻨﻁﻭﺍﻥ ﺃﻭﻏﺴﺘﻴﻥ ﻜﻭﺭﻨﻭ ﺍﻟﺼﺩﻓﺔ ﻗﺎﺌﻼ \" :ﺇﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﺴﻠﺴﻠﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ \".ﻤﺜﺎل :ﺘﻘﻠﻊ ﻁﺎﺌﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ،ﺘﻨﻔﺠﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻴﺴﻘﻁ ﺃﺤﺩ ﺃﺠﺯﺍﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺸﺨﺹ ﻤﺎ .ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴل ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻤﺴﺒﻘﺎ ،ﻷﻥ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻁﺎﺌﺭﺓ )ﺴﺎﻋﺔ ﺍﻹﻗﻼﻉ ،ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻨﻴﻜﻴﺔ ،ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ،(...ﻭ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺸﺨﺹ )ﺴﺎﻋﺔ ﺨﺭﻭﺠﻪ ،ﺍﺘﺠﺎﻫﻪ ،ﺴﺭﻋﺘﻪ .(...ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻭﻗﻌﺕ ﺩﻭﻥ ﺴﺒﺏ ﺃﻭ ﻨﻅﺎﻡ. ﻭ ﻫﻜﺫﺍ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ \" ﻜﻭﺭﻨﻭ \" ﺃﻥ ﻴﻭﻓﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺼﺩﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ. -3ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻓﺔ) :ﺍﻻﺤﺘﻤﺎل( ﻟﻜﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﻓﻌل ﺍﻟﻌﻘل ﺃﻤﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻌﺏ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﻬﺎ؟ﻟﻘﺩ ﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺹ ﻤﻥ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﺼﺩﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺴﻴﻊ ﻤﻥ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎﻻﺕ .ﻴﻘﻭﻡﺍﻻﺤﺘﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻜﺒﺭ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻜﻠﻴﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ،ﺃﻭ ﻤﻌﺩل ﻋﺎﻡ ،ﺃﻭ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﺌﻭﻴﺔ .ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ :ﺤﺎﺼل ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ.ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ :ﺇﻥ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎل ﻴﻘﻭﻱ ﺇﻴﻤﺎﻨﻨﺎ ﺒﺎﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ،ﻷﻥ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﺤﺘﻤﻴﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺨﻀﻌﺕ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ. ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ :ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻼﺤﺘﻤﻴﺔﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻫﻭ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻷﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺴﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒلﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﻤﺎ ﻭﻗﻌﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺃﻭ ﺍﻵﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺼﺎﺭﻡ .ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻜﺭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﺤﺜﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻠﻡ .ﻭ ﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺠﺯﻡ ﺠﺯﻤﺎ ﻤﻁﻠﻘﺎ ﺒﺫﻟﻙ؟ ﻫل ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﻤﻁﻠﻕ ﺃﻡ ﺃﻨﻪ ﻤﺒﺩﺃ ﻨﺴﺒﻲ؟
-1ﻤﻁﻠﻘﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ:ﻟﻘﺩ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﻋﻘﻠﻲ ﻤﻁﻠﻕ ،ﺒل ﻭﺴﺎﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﺒﻌﻀﻬﻡ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ،ﺴﺎﺩ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﻤﻁﻠﻕ .ﻓﻘﺩ ﺃﺩﺕ ﺍﻜﺘﺸﺎﻓﺎﺕﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺼﺎﺭﻡ ﻭ ﻤﻁﻠﻕ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﻴﺩ ﻋﻨﻪ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻓﻴﺯﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻨﻴﻭﺘﻥ .ﻨﻘﺩ :ﻟﻜﻥ ﺘﺸﺎﺒﻙ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭ ﺘﻌﻘﺩﻫﺎ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻨﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﻗﺩ ﻻ ﺘﺠﺭﻱ ﺒﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ. -2ﺍﻟﻜﺸﻭﻑ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ :ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻼﺤﺘﻤﻴﺔﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺸﻭﻑ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﺍﻟﺫﺭﻴﺔ ﻏﻴﺭﺕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺎﺌﺩﺓ ﺭﺃﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺏ ،ﻭ ﺒﺩﺍ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﻤﻁﻠﻘﻴﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻫﻴﺯﻨﺒﻭﺭﻍ Heiseinbergﻨﺘﺎﺌﺞ ﺃﺒﺤﺎﺜﻪ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﻫﺸﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫﻲ : -ﻜﻠﻤﺎ ﺘﻡ ﻗﻴﺎﺱ ﻤﻭﻗﻊ ﺠﺴﻴﻡ ﺼﻐﻴﺭ ﺒﺩﻗﺔ ،ﺘﻐﻴﺭﺕ ﻜﻤﻴﺔ ﺤﺭﻜﺘﻪ. -ﻜﻠﻤﺎ ﺘﻡ ﻗﻴﺎﺱ ﻜﻤﻴﺔ ﺤﺭﻜﺔ ﺠﺴﻴﻡ ﺒﺩﻗﺔ ،ﺘﻐﻴﺭ ﻤﻭﻗﻌﻪ. -ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻗﻴﺎﺱ ﻤﻭﻗﻊ ﺠﺴﻴﻡ ﻭ ﺤﺭﻜﺘﻪ ﺒﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ.ﺠﻌﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﻼ ﻤﻥ ﻫﻴﺯﻨﺒﻭﺭﻍ ﻭ ﺩﻱ ﺒﺭﻭﻏﻠﻲ ﻴﻌﺘﻘﺩﺍﻥ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀﺍﻟﺫﺭﻴﺔ ﻴﺴﻭﺩ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻼﺤﺘﻤﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻜﺘﺭﻭﻥ ﻻ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺼﺎﺭﻡ .ﻭ ﺒﺩﺍ ﻟﻠﻜﺜﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺜﻭﻕﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻨﻴﻜﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺴﻭﻯ ﺤﻠﻤﺎ ﺍﻨﻬﺎﺭ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﻅﻬﻭﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ .ﻓﻬل ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺫﻟﻙ؟ ﻫل ﻨﺸﻬﺩ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ؟ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻭﻗﻔﺎﻥ ﺇﺯﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل: -3ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ: -1-3ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔﻴﺭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ \"ﺇﻴﺩﻴﻨﻐﺘﻭﻥ\" ﺃﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍل ﻷﻨﻪ ﻴﺼﺩﻕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ) ،(Macroscopiqueﻭ ﻻ ﻴﺼﺩﻕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ) . (Microscopiqueﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ\"ﺩﻴﺭﺍﻙ\" ﻓﻬﻭ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﺠﺩ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻅﺎﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻤﻔﺘﺭﻕ ﻁﺭﻕ ،ﻓﺘﺨﺘﺎﺭ ﺍﺘﺠﺎﻫﻬﺎ ﺒﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﺤﺘﻤﺎل. -2-3ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻨﺴﺒﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ
ﻴﺭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ \"ﻻﻨﺠﻔﺎﻥ\" ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﺍﻟﺫﺭﻴﺔ ﻻ ﺘﻬﺩﻡ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ،ﺒل ﺘﻬﺩﻡﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺼﺎﺭﻤﺔ ﺍﻷﻜﻴﺩﺓ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻨﻴﻜﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻼﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺎﺕ ﻓﻠﻬﺎ ﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺤﺼﺎﺀﻭ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎل .ﻜﻡ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ \"ﺒﺎﺭﻭﺩﻱ\" ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ،ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺤﺭﺓ ﻭ ﺘﻔﻌل ﻤﺎ ﺘﺸﺎﺀ ،ﺒل ﻋﺩﻡ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻭﻕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻗﻊ. ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ:ﺇﻥ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻼﺤﺘﻤﻴﺔ ﺃﻱ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎل ،ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻗﺩ ﺍﻨﺘﻬﻰ ،ﺒل ﻴﺩل ﻓﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﻻﻴﺯﺍل ﻋﺎﺠﺯﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ .ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ،ﻓﻤﻥ ﺍﻷﺤﺴﻥ ﺃﻻ ﻨﻌﺘﺒﺭﻩ ﻤﺒﺩﺃ ﻤﻁﻠﻘﺎ ،ﺒل ﻓﺭﻀﺎ ﻨﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ.ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺼﺭﺍﻤﺔ ﻷﻥ ﻤﺭﻜﺏ ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﺼﺎﺩﻕ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺍﻟﺒﺩﻴﻬﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕﻭﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻭﻻ ﻨﻨﺘﻅﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺼﺩﻕ .ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭﻫﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻷﻨﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ـ ﺃﻱ ﻤﺩﻯ ﺘﻁﺎﺒﻕ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ـ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻜلﻤﺘﺸﺎﺒﻙ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻗﺩ ﻴﺤﻭل ﺒﻴﻨﻨﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺼﺩﻕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥﻨﻘﻭل ﺒﺄﻨﻪ ﻤﻁﻠﻕ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﺘﻌﻘﺩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﻭﻗﻭﻋﻬﺎ ﺼﺩﻓﺔ ﻓﻬﻲ ﺘﻔﺎﺠﺌﻨﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﻥ ﻵﺨﺭ .ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥﻨﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﺼﺩﻕ ﻭﺼﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺼﺩﻕ ﻭﺼﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ.ﻭﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻨﺠﺩ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﺘﻜﺸﻑ ﻟﻨﺎ ﻋﻥ ﺜﺒﺎﺕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻭﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔ. ﺴﺅﺍل ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﻤﻘﺎﻟﺔ: ﻨﺹ ﺍﻟﺴﺅﺍل: ﻫل ﺍﻟﺒﺭﻫﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﻜﺎﻟﺒﺭﻫﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ؟
ﺠﻭﺍﺏ ﺴﺅﺍل ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺃﻭﻻ :ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻬﻡ:ـ ﺴﺒﻕ ﻭﺃﻥ ﺘﻌﺭﻓﺕ ﻓﻲ ﺩﺭﻭﺴﻙ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﻭﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺒﺭﺍﻫﻴﻥ :ﻭﻭﺍﻀﺢ ﻫﺫﺍ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ. ـ ﻟﺩﻴﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ.ﻭﺒﻴﻨﻬﻤﺎ \" ﻜﺎ \" ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻜﺄﻨﻨﻲ ﺃﻗﻭل ﻜﺎ ← ﻴﻤﺎﺜل ،ﻴﺸﺎﺒﻪ ـ ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻨﻨﻲ ﺃﻗﻭﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﻭﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻲ. ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﺌﻲ ﻤﻥ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺩﻤﺎﺝ. ﻴﺴﺘﺤﺴﻥ ﺃﻥ ﺃﻀﻊ ﺃﻤﺎﻤﻲ ﻤﺜﺎﻻ ﻋﻥ ﺒﺭﻫﺎﻥ ﺭﻴﺎﻀﻲ ﻭ ﻤﺜﺎﻻ ﻋﻥ ﺒﺭﻫﺎﻥ ﻓﻴﺯﻴﺎﺌﻲ . ﺜﺎﻟﺜﺎ - :ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻭﺩﺓ.. 1ـ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ: ـ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺤﻭل ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﻫل ﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ؟ -2ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ـ ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻪ: ـ ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻨﺎﻥ ﻗﺎﺌﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻋﻘﻠﻲ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ) ﺍﻟﻤﻨﺴﻕ(. -ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻨﺎﻥ ﺤﺭﻴﺼﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺩﻗﺔ. ﺇﻟﺦ ... ـ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ:ـ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﻫﻭ ﻋﻡ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﻗﻀﺎﻴﺎﻫﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ. -ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﻓﻬﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺀ. -ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﺘﻜﺭﺍﺭﻴﺔ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﺇﺨﺒﺎﺭﻴﺔ ﺇﻟﺦ... ـ ﺍﻟﺘﺩﺍﺨل:ـ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻲ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﻤﺎﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ،ﻷﻨﻪ ﻴﺼﻭﻍ ﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻜﻤﻴﺔ ﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﻟﻠﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﻴﻁﻤﺌﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﻨﺎﺌﺠﻪ.
-3ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﻜﻼﻫﻤﺎ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﺭﺍﺒﻌﺎ:ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺠﻴﺩ. ﺨﺎﻤﺴﺎ :ﺍﻟﻨﻘل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﻴﻀﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ. ﺘﺩﺭﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ... ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﺹ:ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ .ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﻌﺜﺭ ـ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﺠﺩﺍ ـ ﻋﻠﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﻜﺎﺫﺒﺔ ،ﺨﺭﺍﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺸﺒﻬﺔ .ﻭﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴﻼﺕ،ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﻤﺕ ﺒﺼﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﺸﻑ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻁﻤﻭﺡ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭﺍﺘﺠﺎﻫﻪ ،ﺇﻟﻰﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ .ﻭﻫﻨﺩﻤﺎ ﺘﻜﺘﺸﻑ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺠﻪ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﻤﺎﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﺴﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻕ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺘﺒﻨﺎﻫﺎ.ﻭﻟﻜﻥ ﻗﺩ ﻴﺘﻔﻕ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﺤﺩﻴﺜﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺴﻕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻴل ﻤﻥ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻫﺫﻩﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺩﻋﻭﻫﺎ \" ﺒﺎﺸﻼﺭ\" » ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺠﺩﻟﻴﺔ« ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﺎﺀل ﻭﻴﻁﺭﺡﺍﻟﻤﺸﻜل .ﻓﻨﻘﻁﺔ ﺍﻻﻨﻁﻼﻕ ،ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺇﺫﻥ ،ﻟﻴﺴﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜل ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻁﺭﺤﻪ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ،ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ. ﺃﻨﺩﺭﻱ ﻓﻴﺭﺠﺱ ﻭﺩﻭﺒﻨﺱ ﻭﻴﺴﻤﺎﻥ ﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ .ﺹ 79 -72 ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻻ ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﻓﻴﻪ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻨﺹ.
- Iﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﻤﻘﺩﻤﺔﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ...ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﻟﻙ ﺃﻥ ﻋﺭﻓﺕ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﻋﻠﻡ ﻴﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﻘﺎﺩﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰﺒﺎﻟﻜﻡ ،ﻭﻓﻕ ﻤﻨﻬﺞ ﺨﺎﺹ ﻴﻨﺎﺴﺏ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻌﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﻔﺭﺯ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻨﺤﺎﻭل ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻫﻨﺎ. -1ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ :ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ – ﺃﻱ ﺍﻟﻜﻡ – ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺠﺒﺭﻴﺎ ﺃﻭ ﻫﻨﺩﺴﻴﺎ ،ﻫﻭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻋﻘﻠﻲ ﻤﺠﺭﺩ .ﻓﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﺃﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﻟﻠﻌﻘل؟ ﻫل ﻫﻭ ﻓﻁﺭﻱ ﺴﺎﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ؟ ﺃﻡ ﺃﻨﻪ ﻤﻜﺘﺴﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ؟ -1-1ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ :ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻭﻟﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ،ﺒل ﻫﻲ ﻭﻟﻴﺩﺓ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻔﻁﺭﺓ.ﺃ -ﺃﻓﻼﻁﻭﻥ : Platon :ﻤﺜﺎل :ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻘﻭل ﻫﺫﻩ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻗﻼﻡ ،ﻓﺄﻨﺕ ﺘﺭﻯ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﻟﻜﻨﻙ ﻻ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻌﺩﺩ .3ﻓﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﺃﺘﻰ ﻟﻙ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻌﺩﺩ3؟ ﻴﺠﻴﺏ ﺃﻓﻼﻁﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻫﻭ \"ﻤﺎﻫﻴﺔ\" ﻋﻘﻠﻴﺔ ،ﺘﺴﺘﺭﺠﻌﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻤﻥ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺜل ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﻴﺵ ﻓﻴﻪ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﻨﺯل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﺴﻲ.ﺏ -ﺩﻴﻜﺎﺭﺕ :ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻓﻁﺭﻴﺔ .ﻓﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻼﻨﻬﺎﻴﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻜﺘﺴﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ،ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﺼﺩﺭﻩ ﻜﺎﺌﻥ ﻻﻤﺘﻨﺎﻩ ﻭ ﻫﻭ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﻭﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻔﻁﺭﺓ.ﺠـ -ﻜﺎﻨﻁ :ﻴﺭﻯ ﻜﺎﻨﻁ ﺃﻥ \" ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ – ﻭ ﻫﻤﺎ ﻤﻔﻬﻭﻤﺎﻥ ﺭﻴﺎﻀﻴﺎﻥ -ﺼﻭﺭﺘﺎﻥ ﻗﺒﻠﻴﺘﺎﻥ ﻟﻠﻌﻘل ﻟﻡﻴﺴﺘﻤﺩﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ .ﻭ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻟﻪ ﺴﻤﻙ ﻤﺘﺒﺎﻴﻥ ﻭ ﻤﺤﺩﻭﺩ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﻤﺴﺘﻭ ﻭ ﻤﺘﺠﺎﻨﺱ ﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻨﺎﻩ.ﺍﻟﻨﻘﺩ :ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻓﻁﺭﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺩﻋﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ،ﻟﻭﺠﺩﻨﺎﻫﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻁﻔل ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺒﻁﺎﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ .ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻴﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﻔل ﻻ ﻴﻔﻬﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﻌﺎﻥ ﺒﺄﺸﻴﺎﺀ ﻤﺤﺴﻭﺴﺔ، ﻤﺜﻼ :ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻷﺼﺎﺒﻊ ﻟﻠﻌﺩ(. -2-1ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ :ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ. -ﻗﺎل ﺠﻭﻥ ﺍﺴﺘﻴﻭﺍﺭﺕ ﻤل \" :ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻭ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻨﻨﺎ ﻫﻲ ﻨﺴﺦ ﻟﻠﻨﻘﺎﻁ ﻭﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ\" .ﻭ ﻫﻜﺫﺍ ﻓﺎﻟﻨﺠﻤﺔ ﺘﻭﺤﻲ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ،ﻭ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻴﻭﺤﻲ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻱ ...
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292