شؤون عراقية مجلة علمية بحثية تعني بقضايا العراق يصدرھا المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية مؤسسة عراقية غير حكومية تأسست في بغداد عام ٢٠٠٦م ١٤٢٧ -ھـ oمركز متخصص في العمل الفكري والعلمي يھتم بقضايا العراق . oيھ دف ال ى دراس ة وتحلي ل واستش راف مجم ل التط ورات السياس ية والاقتص ادية والأمني ة الجاري ة ف ي العراق ..وانعكاساتھا على مستقبل البلاد والوطن العربي . oالاسھام في الجھود المخلصة التي ترمي الى استقلال واستقرار العراق . oلايرتبط بأي حكومة ولايتبنى أي نظام ولايدخل في محاور أو تحالفات يعتمد الاستقلالية الكاملة في أدارة وتمويل نشاطاته . المراسلات :بأسم المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية /مجلة شؤون عراقية . البريد الالكتروني [email protected]: الموقع الالكتروني www.iraqicss.org : الآراء ال واردة ف ي ھ ذه المجل ة لاتعب ر بالض رورة ع ن رأي او أتجاھ ات يتبناھ ا المرك ز العراق ي للدراس ات الاستراتيجية أو الجھة التي يعمل فيھا الكاتب ..أنطلاقاً م ن اعتم اد الم نھج التحليل ي والنق دي ف ي القض ايا موض ع الدراسة والاھتمام والتأكيد على الحرية في التعبير عن الرأي . السنة الاولى /العدد :الأول كانون الثاني / ٢٠١٠صفر ١٤٣١
رئيس مجلس الادارة الشيخ خميس فرحان الخنجر رئيس التحرير الھيئة الاستشارية د .وصال العزاوي د .محمد صالح المسفر مديرو التحرير د .وميض جمال عمر نظمي د.باسل الغريري ا .مصطفى الكبيسي د.نصوح المجالي د .رياض عزيز ھادي ھيئة التحرير ا .نزار السامرائي ا .منير شفيق ا .علاء لفته موسى ا .عبدالوھاب القصاب سكرتير التحرير د .سعد المشھداني الاشراف اللغوي ا.لطفي محمد تحفة الاشراف الفني ميس شاكر الفلاحي
شؤون عراقية عدد خاص العدد ) (١كانون الثاني ٢٠١٠ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قائمة المحتويات كلمة رئيس التحرير د .مؤيد الونداوي ملف الانتخابات في العراق د.باسل الغريري ا .نزار السامرائي تحليل الانتخابات التشريعية في العراق د .يحيى الكبيسي ظاھرة الاحتباس السياسي في العراق استشراف مستقبل العراق بعد انتخابات ٢٠١٠ د.وصال العزاوي – أ.مصطفى الكبيسي الانتخابات وأزمة مشروع الدولة في العراق د.سالم سليمان – د.خضر عباس عطوان الملف السياسي د.ھداب فالح الكبيسي علم التحليل السياسي النسخة العربية الملف الاقتصادي الفساد السياسي والاداء الاداري اموال العراق ..الى اين ؟ وثائق مترجمة تقرير دي مستورا حول كركوك التعريف بالمركز قواعد النشر
بســـم ﷲ الرحمــن الرحيــم كلمة رئيس التحرير تعثر مشروع الدولة الوطنية في العراق ((١)) لابد من نافلة القول أن ولادة الدولة العراقية جاءت على إثر الاحتلال البريطاني في الحرب العالمية الاولى وجاء انھيارھا على يد الاحتلال الاميركي في نيسان عام . ٢٠٠٣ وفي ظل الاحتلال والاحتضان الاميرك ي للع راق انطلق ت المخطط ات الاميركي ة برس م المش روع السياس ي العراقي الجديد الذي يضمن مصالحھا وبق اء الع راق تح ت وص ايتھا ولأجل ه ت م ترتي ب الأح داث والتي ارات والرموز السياسية التي تمثل عناصر المش روع الاميرك ي المخط ط ل ه ف ي الع راق ولك ن ج رت الري اح بم ا لايشتھيه الاحتلال .... لقد تعددت الطروحات والرؤى في إقامة الدول ة العراقي ة الجدي دة ولك ن ع ن أي دول ة يتح دثون ؟ ھ ل يمك ن الحديث عن دولة وھي ناقص ة الس يادة الت ي تعتب ر أي الس يادة اھ م وأب رز عناص ر الدول ة ؟ أم الح ديث ع ن مشروع إقامة الدولة العراقية بعد إنھاء الاحتلال الاميركي ؟
ھذا من جھة ومن جھة أخرى الخطوة الثانية للمش روع تتطل ب توص يف النظ ام السياس ي الق ائم ف ي الع راق والفلس فة السياس ية او الايديولوجي ة الت ي تحك م النظ ام السياس ي ث م وض ع أس اس ھ ذه الدول ة الق انوني أي الدستور ...ولنتوقف امام محطات ارھاصات الواقع العراقي في ظل الاحتلال والتي تتمثل في : -١ال وطن ،الوطني ة ،المواطن ة ...مف اھيم بات ت ف ي ظ ل الاح تلال ص عباً اخض اعھا للتحدي د ال دقيق وتحولت الى نسيج ھش وسياج متھاو يسھل اختراقه واناشيد وطنية في ظل احتلال منصوص علي ه في المواثيق الدولية ؟؟ -٢توظي ف الت اريخ واس تنطاقه عب ر أجھ زة الاح تلال والأجھ زة الأمني ة الحكومي ة واقتص اره عل ى الاعتراف او الادلاء بشھادة تتناسب مع رغبة المحققين والحاكمين والمحتلين لأن الاجتثاث ھو اح د الأسلحة الرئيسية للمحتل في اجتثاث حضارة وتاريخ وھوية العراق . -٣ضريبة المال والدم اصبحت المعيار الاساس ي للمواطن ة توجتھ ا السياس ة الطائفي ة ومش اھد الفرھ ود والفسا د الكبير من قمة الھرم الى قاعدته . -٤مع ارك المص طلحات والمف اھيم الت ي بات ت واجھ ة لمواق ف سياس ية تبريري ة اس تخدمت فيھ ا تل ك المص طلحات ادوات للتكفي ر والتكفي ر المض اد ال ذي تن امى ال ى ب ؤر لتص ادم دم وي ب ين الق وى السياسية وبتغذية اس ترجاعية م ن الاح تلال م ن دون ان يخ دم ذل ك ف ي الحص يلة النھائي ة الاس تقلال الوطني . -٥انغراس مفردة المؤامرة في الوعي السياس ي وأض حت عق دة الق وى السياس ية وغايتھ ا ف ي الوص ول ال ى الس لطة وض رب المت امرين عل ى مش روعھا ال وطني ؟؟؟ وھك ذا أض حى الت آمر ھ و الوس يلة للوص ول ال ى الس لطة واجتث اث المعارض ين بحج ة الم ؤامرة الكب رى ؟ والحقيق ة ان الم ؤامرة ھ ي الوليد الشرعي لأسلوب الحكم المستبد. -٦نشوء دولة جديدة تحت عنوان الدولة الامنية )الامنو قراطية ( وسيادة مؤسس ة العن ف عل ى مؤسس ة القانون . -٧س يادة الانتھازي ة والمحس وبية والمنس وبية والفئوي ة والطائفي ة والعش ائرية والقبلي ة والمرجعي ة والمظلومي ة والثأري ة والغال ب والمغل وب والإرھ اب والمليش يات والعص ابات والمافي ات والش ركات الامنية والكلاب المدربة على إھانة العراقي والعراقية . إن الدول ة المنش ودة لاتس تقيم ف ي مجتم ع مخت ل الت وازن ،فمفھ وم الدول ة الوطني ة ف ي الع راق مفھ وم محاصر لا من الخارج فحسب بل من الداخل بصورة اساسية .
ان مشروع اقامة الدولة الوطني ة ف ي الع راق يقتض ي اجتث اث الاح تلال بك ل أش كاله وص وره المباش رة وغير المباشرة اجتثاثا من جذوره أولا ً . والخطوة الثانية رفض وإنھاء كل اشكال الطائفية والعرقية وإرساء أسس الھويه الوطنية التي تتجسد في أجمل معانيھا بالانتماء الى الوطن والالتصاق به ورفض مشاريع التقسيم وبناء الوطنية العراقي ة روحي ا وثقافيا حتى يصير الانتماء الى الوطن حاكماعلى سائر الانتماءات الاخ رى يعي د بناءھ ا ويمنحھ ا معن ى واتجاھا . فالدولة الوطنية تقوم على اساس الاعتقاد بوجود وطن حر مستقل وطن مشترك ورابطة وطني ة تتج اوز الحدود الت ي ترس مھا الھوي ات الفرعي ة القائم ة عل ى اس اس الانتم اء الم ذھبي او العرق ي ب ين التكوين ات الاجتماعية المختلفة ..ليس بمقدور الھويات الفرعي ة بن اء فك رة ال وطن المش ترك ب ين افرادھ ا م الم تق م بينھم ھوية وطنية مشتركة . ان كان ت الني ات ص ادقة ف ي اقام ة الدول ة الوطني ة العراقي ة قب ل ان نتح دث ع ن ) الدول ة الديمقراطي ة ومستلزماتھا مثل الانتخابات وغيرھا( لان ھذه ھي تحصيل حاصل لنتاج الدولة الوطنية اولاً والقانونية ثانياً . فالدولة القانونية ھي دولة بطبيعتھا تتخذ م ن مب دأ س يادة الق انون اساس اً مھم اً وحيوي اً لمش روعية عملھ ا وك ذلك عم ل الس لطات العام ة فيھ ا تش ريعية كان ت ام تنفيذي ة او قض ائية وھ ي باختص ار يخض ع فيھ ا الجميع حكاماً ومحكومين لمبدأ سيادة القانون . اذن فالدولة ھي الوحدة القانونية المستقلة ذات الس يادة الت ي تمل ك ص لاحيات الارغ ام الم ادي المش روع وادواته على الصعيد الداخلي كما تملك الشخصية القانونية التي تكسبھا أھلية ان تك ون مخاطب ة بأحك ام القانون الدولي على الصعيد الخارجي . ))((٢
فمنذ عام ٢٠٠٣كثر الحديث عن اعداد مشروع لإقامة الدولة الوطنية ف ي الع راق ..وتع ددت الأطروح ات والاجتھادات حول ذلك وضمن تيارين متعارض ين ومتخاص مين ،الأول تتبن اه الق وى السياس ية الت ي تطل ق عل ى نفس ھا مؤسس ي الدول ة الجدي دة والت ي ج اءت م ع الاح تلال او بع د الاح تلال والت ي ت رى ان وج ود الاحتلال لايمنع اعداد المشروع لانه في تصورھم ان الاح تلال س يغادر الع راق اج لا ام ع اجلا ..والث اني تتبناه القوى المناھضة للاحتلال والتي ترى بعدم مشروعية بناء الدولة ف ي ظ ل الاح تلال واي ح ديث ح ول البن اء السياس ي للع راق ام ر غي ر مقب ول ولا يكس ب الش رعية ولاب د وفق ا لوجھ ة نظرھ ا تحقي ق الاس تقلال والسيادة الكاملة غير المنقوصة .. على اية حال ،سنحاول في مقالتنا المتواضعة رس م الاس اس العلم ي والموض وعي والمحاي د لمقوم ات بن اء الدول ة العراقي ة ،ون ود ان نؤك د حقيق ة مھم ة للغاي ة وھ ي انن ا لازلن ا ف ي ط ور النق اش ح ول ماھي ة الدول ة المنشودة ،وفي طور الاعداد للمشروع السياسي العراقي .. في البدء ،نقصد بالمشروع :رؤي ة مؤمل ة يش رع بتحقيقھ ا عب ر ص يرورة مس تمرة ،وينتھ ي المش روع ام ا بتحقيق ھذه الرؤية وبلوغ الاھداف المؤملة او بالاخفاق في تحقيقھا بسبب انھياره .. ان الزلزال الذي اط اح بالدول ة العراقي ة ع ام ٢٠٠٣وقي ام الاح تلال الاميرك ي البريط اني باجتث اث الع راق )ھوية ،حضارة ،تاريخ ،ارادة (،اض افة ال ى اجتث اث مؤسس ات الدول ة ،يط رح اس ئلة كثي رة :اھمھ ا اذا كان الھدف ھو اسقاط النظام السياس ي ونجح ت ف ي اس قاطه ،لم اذا انقض ت عل ى الع راق ك الوحش الكاس ر واجتث ت بني ة الدول ة العراقي ة ومؤسس اتھا وقادت ه م ن س يء ال ى اس وء ..اي ن مش روعھا ال ديمقراطي ال ذي ستتباھى بتحقيقه ويكون مثلا للاحتذاء به في المنطقة ،ماھي ھوية النظام السياسي العراق ي الح الي وم اھي الفلسفة او الايديولوجية التي تحكم النظام السياسي اين السياسات الحكومي ة وم ن يق وم بتقي يم اداءھ ا وم اھي برامجھا ومالذي تحقق ول م يتحق ق ،وقب ل ذل ك مت ى يحص ل الع راق عل ى س يادته الكامل ة ؟ ومت ى يتص الح اھله؟ ودستوره وعلمه ونش يده مختل ف علي ه ...وبرلم ان ض عيف تس وده الفرق ة والكراھي ة ب ين اعض اءه... ومسرحيات ھزلية ضاحكة باكية لجلسات غير مكتمل النصاب؟ ھكذا يتم اقرار القوانين ،وفس اد س رطاني من قمة الھرم لقاعدته وعلى كل المستويات ....والتوتر الم ذھبي والط ائفي والانقس ام السياس ي الح اد الل ذان يطغيان على المش ھد السياس ي ويحم لان امكاني ة دفع ه نح و المجھ ول وض عف الس لطة السياس ية والح روب الكلامية الناشبة فوق الخراب واثرھا في تعزيز الإيديولوجيات المذھبية والطائفية ....
ان الاسس التي وضعھا الاحتلال لبناء الدولة العراقية منذ عام ٢٠٠٣انما ھي اس س مول دة للازم ات الت ي تنفجر بدرجات متفاوتة في العنف وفي شدة التدمير الذاتي ،كلما اختل التوازن المذھبي والط ائفي والعرق ي لاسباب محلية او اقليمية .وتبين من جھة اخرى ان ھذه الاسس ذاتھا ھ ي الت ي حال ت ولات زال تح ول دون تطوره الى دولة وطنية ؟؟؟؟ اذن اثبت ت الوق ائع اع لاه ص حة الفرض ية الت ي تؤك د اس تحالة اع داد مش روع بن اء الدول ة العراقي ة ف ي ظ ل الاحتلال السياسي والعسكري المباشر اوغير المباشر ..وفي ظل المحاصصة الطائفية والعرقية . ان الوطنية ھ ي ص فة الدول ة الحديث ة وفض يلتھا وماھيتھ ا وض مانة ص يرورتھا دول ة ديمقراطي ة وھ ي بھ ذا التحديد موئل وطنية الافراد الذين يستمد ك ل م نھم وطنيت ه م ن عض ويته فيھ ا ومش اركته ف ي حياتھ ا العام ة وامكاني ة مش اركته ف ي حيات ه الخاص ة ،أي امكاني ة مش اركته المباش رة ف ي اح دى مؤسس اتھا التش ريعية او التنفيذية او القضائية ،بحكم مؤھلاته وصفاته الشخصية وثقة مواطنيه ب ه ،لا بحك م انتمائ ه ال ى عش يرة او طائف ة او جماع ة عرقي ة او ح زب ح اكم ،او بحك م ولائ ه لھ ذه الق وة او تل ك ،وم ن ث م فھ ي موئ ل وطني ة الجماعات والفئات او الطبقات الاجتماعية والاحزاب السياسية الت ي يفت رض انھ ا تعب ر ع ن ھ ذه الطبق ات ، لاعن المذاھب والطوائف الدينية والجماعات العرقية ،كما ھي حال الاحزاب العراقية . الانتم اء ال ى الدول ة الوطني ة الحديث ة ،لا ال ى العش يرة او الم ذھب او الطائف ة او الجماع ات العرقي ة ،ھ و المعيار الموضوعي الرئيس للوطنية ..ولاتتجلى الوطنية في شيء اكثر مما تتجلى ف ي تربي ة النف وس عل ى محبة الدولة الوطنية واحترام قوانينھ ا وال دفاع عنھ ا وحماي ة س يادتھا وحريتھ ا واس تقلالھا ،وم ن ھن ا يمك ن الق ول :ان ال روابط الوطني ة لات زال ھش ة وض عيفة ،قياس ا ب الروابط والعلاق ات ماقب ل الوطني ة ،واذ لايستطيع احد من مواطني الدولة المعنية ان ينتمي الى دولته الوطنية اكثر من الاخرين ،فان الوطني ة بھ ذا المعنى تحم ل مب دأ المس اواة ف ي المواطن ة ،وتؤك د حقيق ة ان المواطن ة او الوطني ة كالانس انية ص فة لاتقب ل التفاوت والتفاضل. ان وجود الحالة الطائفية في العراق لايعني الاستسلام والخضوع لھا وترقب نتائجھ ا الم دمرة ،ب ل يتوج ب التصدي لھا ومحاربتھا وصولا الى تطويقھا والغاء دورھا ،لان التھاون في التص دي لھ ا يحولھ ا م ن نت اج للواقع الى حالة مترسخة في المجتمع تؤدي ال ى انھي اره ،فالطائفي ة ان تمكن ت م ن مجتم ع م ا فانھ ا تت راكم تدريجيا وتحشر في اللاوعي حتى تصبح ھي العقل الرئيس له وتصبح وجدان الانسان وحقيقته وھويته. واخي را ول يس اخ را ،ان الدول ة الوطني ة تق وم عل ى اس اس الاعتق اد بوج ود وط ن مش ترك ورابط ة وطني ة تتجاوز الحدود التي ترسمھا الھويات الفرعية القائمة على اساس الانتماء المذھبي او العرقي ب ين التكوين ات الاجتماعية المختلفة ..واذا كانت الديمقراطية من اھم مميزات الدولة الحديثة فان الثقاف ة الفرعي ة لاتس تطيع اقامة الديمقراطي ة حت ى وان اخ ذت بمظاھرھ ا الخارجي ة كالانتخاب ات ،لان ج وھر الديمقراطي ة يتمث ل ف ي الاختيار الفردي الحر بين برامج سياسية تطرحھا قوى او احزاب سياسية .والھويات الفرعية تقيد خي ارات الفرد لصالح قرار الجماعة الطبيعية او من يدعي تمثيلھا ،وتقيم احزابا طائفية تشتغل بقوة الانتماء الطائفي وليس بقوة البرنامج السياسي ..
المجتمع الديمقراطي يجب ان يعتمد على مفھوم يضمن لجميع المواطنين الحقوق والحريات الاساسية كحالة لشعورھم بالامن والاعتراف المسالم والمشترك بھم ..اذا اردنا ان نبني مواطنة صالحة ،مواطن ة يتس اوى قي ظلھا الافراد في الحقوق والواجبات بصرف النظر عن انتمائھم القومي والديني والطائفي ،فاننا لاب د ان نفصل الدين عن السلطة ولا نقول عن الدولة بل عن ادارة الدولة وادارة الحكم حيث يجب ان تكون الس لطة غير مؤطرة باطار ديني أي محايد في ھذا الاتجاه وبالتالي تصبح نظرتھا الى جميع مواطنيھا نظرة حيادي ة متساوية لاتفرق بينھم على اساس أي متغير . د.وصال العزاوي
انتخابات البرلمان العراقي في ٢٠١٠ /٣/٧ تحليل مضمون الكيانات والائتلافات السياسية المشاركة اعداد د .مؤيـد الونـداوي أولا:أزمة التعديلات الثلاثة على قانون الانتخابات رقم ) (١٦لسنة ٢٠٠٥ من ذ وق ت مبك ر ك ان واض حا ان البرلم ان العراق ي س يحتاج إن ع اجلا أو أج لا ال ى تع ديل ق انون الانتخابات رقم ) (١٦لسنة ٢٠٠٥لأجل التمھيد لإجراء الانتخاب ات البرلماني ة العام ة لس نة .٢٠١٠ وكان البرلمان قد الزم نفسه لأكثر من مرة بأن يسعى ف ي ان يك ون ت اريخ ٢٠٠٩ /١٠/ ١٥موع دا لتشريع قانون جديد بموجبه يتم تعديل القانون أعلاه .أسباب كثيرة فرضت نفس ھا لك ي تج ري عملي ة التعديل أھمھا إدراك الجميع ان الشعب العراقي يطالب ان تجري الانتخابات القادمة عل ى وف ق نظ ام القائمة المفتوحة بوصفھا أكثر ضمانة للناخب في ان يرى المرشح الذي يحوز عل ى ثقت ه جالس ا ف ي مقعده داخل البرلمان ،إذ ومن خلال التجربة ولأكثر من مرة اكتشف الناخب ان اعتماد نظام القائم ة المغلقة والدائرة الانتخابية الواحدة إنما ھي طريقة تضمن مصلحة الأحزاب المشاركة في الانتخابات قبل ضمان مصلحة الناخب والمرشح الذي قد يحوز على ثقة الناخب. وبينما كانت التطمينات العلنية تقدم من قبل السياسيين )ل يس بالض رورة جميعھ ا حقيقي ة( ب أن تجرب ة عام ٢٠٠٥وتجربة انتخابات مجالس المحافظات لعام ٢٠٠٩لن تتكررا ،وبان التعديل القادم سيعتمد نظام القائمة المفتوحة )الكثير قيل عن دعم المرجعية الدينية في النجف للقائمة المفتوحة( فان الحقيق ة كانت تماما بخلاف ذلك .إعلان الكتل السياسية في البرلم ان ع ن رغبتھ ا ف ي تش كيل ائتلاف ات كبي رة
لأجل خوض الانتخابات أشرت مبكرا وجود النية لان يكون شكل التعديل القادم يخ دم أغراض ھا ول م ينتبه الكثير من المراقبين للدوافع وراء مثل ھكذا إصرار لأجل تشكيل الائتلاف ات الكبي رة .ومم ا زاد ف ي الغم وض الج دل الواس ع ح ول ش كل الانتخاب ات ف ي محافظ ة كرك وك وكي ف يج ب ان تج ري. مفوض ية الانتخاب ات م ن طرفھ ا وحت ى قب ل ص دور الق انون باش رت ف ي عملي ة تس جيل الكيان ات السياسية وكذلك أيضا تسجيل الائتلافات مما يستدل منه انھ ا كان ت مطلع ة مبك را عل ى الإط ار الع ام للتعديل القادم. بتاريخ ٢٠٠٩/١١/٧تمكن البرلمان في جلسة لم تكن خالية م ن الفوض ى بس بب حال ة الإرب اك الت ي سببھا الاختلاف على الطريقة التي يمك ن ان تج ري بموجبھ ا الانتخاب ات ف ي كرك وك م ن التص ويت على تعديل القانون وھكذا تمت المصادقة على قانون تعديل قانون رقم ) (١٦لسنة .٢٠٠٥ التع ديل ھ ذا ونس ميه ھن ا )التع ديل الأول( ألغ ى الم ادة )١٥م ن الق انون رق م (١٦وأح ل محلھ ا م ادة جديدة حددت شكل احتساب ع دد مقاع د البرلم ان الق ادم اس تنادا لإحص ائيات وزارة التج ارة عل ى أن تكون المقاعد التعويضية من ضمنھا بواقع .%٥كما حدد التعديل عدد مقاعد المكونات ) (٨تمنح لھا من المقاعد التعويضية. التع ديل الجدي د وبموج ب الم ادة ) (٣من ه ألغ ى الم واد ) (١٦ ،١١ ،١٠ ،٩م ن الق انون رق م )(١٦ وأحل محلھا نصا جديدا أشار أولا منه الى الاتي: \"يكون الترشيح بطريقة القائمة المفتوحة ولا يق ل ع دد المرش حين فيھ ا ع ن ثلاث ة ولا يزي د عل ى ض عف المقاع د المخصص ة لل دائرة الانتخابي ة ويح ق للناخ ب التص ويت عل ى القائم ة أو اح د المرشحين فيھا ويجوز الترشيح الفردي\" . ماذا يعن ي ھ ذا ال نص؟ .ان ه يعن ي وببس اطة ان الانتخاب ات القادم ة س تكون لا مفتوح ة ولا مغلق ة ب ل نص ف مفتوح ة ونص ف مغلق ة .ولأج ل ان تتض ح الص ورة أكث ر لت دل عل ى ان الكيان ات الكبي رة )الائتلافات( ستأكل الكيانات الصغيرة ھنا جاءت الفقرة ثانيا من المادة ) (٣لتبين الاتي:
\"تجمع الأصوات الصحيحة التي حصلت عليھا القائم ة ف ي ال دائرة الانتخابي ة وتقس م عل ى القاس م الانتخابي لتحديد عدد المقاعد المخصصة لتلك القائمة\". وأما الفقرة ثالثا من ذات المادة فقد بينت الاتي: \"توزع المقاعد بإعادة ترتيب تسلسل المرشحين استنادا إلى عدد الأصوات الت ي حص ل عليھ ا ك ل منھم ويكون الفائز الأول من يحصل على اعلى الأصوات وھكذا بالنس بة لبقي ة المرش حين عل ى أن لا تقل نسبة النساء عن ربع الفائزين\" مم ا تق دم يتض ح ان عملي ة بن اء التع ديل للق انون ج اءت لتخ دم أغ راض الكت ل الكبي رة قب ل ان تخ دم الناخ ب او الكيان ات الص غيرة ولھ ذا ل يس بالوس ع الق ول ان عملي ة الانتخاب ات القادم ة ستس ير عل ى الطريقة المفتوحة وبكل ما يعنيه ھذا المصطلح من معنى .بالتأكي د س تحقق الائتلاف ات الكبي رة القاس م الانتخابي على مستوى المحافظة وعلى المستوى الوطني .ومن خلال ھ ذا ستحص ل عل ى اكب ر ع دد م ن المقاع د المخصص ة لك ل محافظ ة فض لا ع ن إمكاني ة حص ولھا عل ى م ا س يتبقى م ن المقاع د التعويض ية والت ي ح ددت الم ادة ) (١٧م ن الق انون رق م ) (١٦طريق ة توزيعھ ا .باختص ار ان قاع دة الأسماك الكبيرة ستأكل الأسماك الصغيرة وھي التي ستسود خلال العملي ة الانتخابي ة القادم ة وان م ا قيل عن ان الانتخابات القادمة ستكون وفق الطريقة المفتوحة ليس سوى وھم كبي ر وم ن الم دھش ان المواطن العراقي لم يع بعد ھ ذه الحقيق ة لع دم وج ود م ن يق دمھا ل ه لك ون ان معظ م وس ائل الإع لام العراق أما ھي تابعة للقوى المھيمنة على صنع القرارات أو أنھا مشغولة بالموض وعات الت ي س ببت إثارة كبيرة حول شكل وطرق احتساب توزيع المقاعد على المحافظات ،كما يبدو أيضا ان المرجعي ة الدينية في النجف باتت متفقة مع ما تم تشريعه ولھذا ھي لم تعترض على ما جرى. شكل وطريق ة تنفي ذ الانتخاب ات ف ي كرك وك ت م حس مه ھ و الآخ ر عب ر الم واد ) ٦و ( ٧ف ي ق انون التعديل وبالتالي ستجري فيھا الانتخابات أسوة بالمحافظات العراقية الأخرى ولك ن مس تقبل ع دد م ن نوابھا المنتخبين من زاوية بقائھم أو مغادرتھم لمقاعدھم في البرلمان سيعتمد على ض وء م ا ستكش فه اللجان التي تق رر تش كيلھا وفيم ا إذا كان ت ھنال ك حق ا ق د حص لت عملي ات تلاع ب ف ي س جلاتھا م ن عدمه ويقصد ب )المحافظات المشكوك بسجلاتھا( ھي من تجاوز معدل النمو السكاني فيھا أكث ر م ن %٥سنويا .ولأجل فھم كيف ستتم عملية التدقيق وشكل اللجان التي ستتألف يمكن الرجوع إلى ن ص
التعديل ولكن من المھم الإشارة إليه ھنا ھو إصرار المشرع العراق ي ف ي الفق رة ) (٤م ن الم ادة )(٦ من التعديل على تثبيت الأتي: لا تعتبر نتائج الانتخابات في محافظة كركوك أو أية محافظة مشكوك في سجلاتھا قبل الانتھاء من عملي ة ت دقيق س جلات الن اخبين فيھ ا كأس اس لأي عملي ة انتخابي ة مس تقبلية أو س ابقة لأي وض ع سياسي أو إداري. بموج ب التع ديل الجدي د )التع ديل الأول( أص بح تع داد مقاع د البرلم ان الق ادم ) (٣٢٣بع د ان ك ان ) ،(٢٧٥وقد تم منح ) (٨مقاعد للأقليات إذ ت م تخص يص مقع د مس يحي ف ي ك ل م ن اربي ل ،دھ وك، نينوى ،كركوك ،وبغداد .كما تم تخصيص مقعد واحد للشبك وأخر لليزيدية في نينوى وأخر للص ابئة المندائية في بغ داد .مقاع د المكون ات تق رر تخصيص ھا م ن المقاع د التعويض ية الت ي تق رر ان تك ون ) (١٦مقعدا. الانتخابات ستجري على أساس ان كل محافظة من المحافظات العراقية ال ) (١٨سترسل مندوبيھا . بعد ساعات من صدور التعديل أعلنت مفوضية الانتخاب ات م ن جانبھ ا حج م تمثي ل ك ل محافظ ة ف ي البرلمان القادم وكما يلي :
جدول يوضح حجم المتغيرات في عدد المقاعد المخصصة لكل محافظة بالمقارنة ما بين عام وأيضا بعدد المقاعد التعويضية٢٠١٠ و٢٠٠٥ Governorate 2005 2010 Change Percent Basra 18 24 +6 33 7 10 +3 33 Maysan Dhi Qar 12 18 +6 50 Muthanna 5 7 +2 40 Qadisiyya 8 11 +3 38 Babel 11 16 +5 45 Najaf 8 12 +4 50 Karbala 6 10 +4 67 Wasit 8 11 +3 38 Baghdad 59 68 +9 15 Anbar 9 14 +5 55 Salahaddin 8 12 +4 50 Nineveh 19 31 +12 63 Kirkuk 9 12 +3 33 Diyala 10 13 +3 30 Sulaymaniyya 15 15 00 Arbil 13 14 +1 8 Dahuk 7 9 +2 29 Compensation and 45 16 (8+8) ‐29 ‐64 minority seats Total 275 323 * الجدول مقتبس من تقرير مرسل إلينا من قبل الخبير في الشؤون العراقية النرويجي الجنسية السيد رايدر فيزر
وقررت المفوض ية أيض ا اعتب ار الع راقيين المقيم ين ف ي الخ ارج )دائ رة انتخابي ة واح دة( .ھن ا وم ع الأسف فقد تجاوزت المفوضية جوھر نص التعديل باعتماد القائم ة المفتوح ة وذھب ت بالمقاب ل باتج اه إجبار الناخبين في الخارج بالتص ويت لص الح الكيان ات السياس ية والائتلاف ات وق د ب ررت المفوض ية سلوكھا ھذا لدواع فنية ! .ھذا وقد خصصت المفوضية فق ط ) (٥مقاع د ب رغم أع دادھم الكبي رة عل ى ان يخص ص ھ ذا ال رقم م ن المقاع د التعويض ية ال ) (٨المتبقي ة بع د ان ك ان ھ ذا ال رقم ) (٤٥ف ي الانتخابات الماضية .النساء مرة أخرى سيحافظن على نسبتھن البالغة %٢٥مع عدد المقاعد. التعديل القانوني أعلاه تع رض إل ى ال نقض م ن قب ل اح د أعض اء مجل س الرئاس ة وھ و نائ ب رئ يس الجمھورية طارق الھاشمي الذي منحه الدستور النافذ مثل ھكذا حق .نق ض الھاش مي للتع ديل انص ب على قناعته بأن التعديل قد غبن حق ناخبي الخارج عندما منحھم ع ددا م ن المقاع د لا يتناس ب تمام ا وأعدادھم الكبيرة .مثل ھكذا نقض ودون الخوض في طبيعة وحقيقة أسبابه ومبرراته وما ترتب عليه من ردود أفعال فانه عمليا ووفق البنود الدستورية قد أعاد مشروع التعديل إلى البرلم ان لأج ل إع ادة النظر بالتعديل. بع د جھ ود مض نية وم ع تق ديم أكث ر م ن مقت رح ع اد مجل س الن واب العراق ي واتخ ذ بجلس ته ف ي ٢٣ تش رين الث اني ٢٠٠٩ق رارا جدي دا )التع ديل الث اني( .م رة أخ رى الجلس ة س ادتھا الفوض ى ول م ي تم التركيز على جوھر النقض الذي مارسه الھاشمي بقدر توصل المجلس إلى تع ديل الم ادة الأول ى م ن قانون تعديل قانون رقم ) (١٦لسنة ٢٠٠٥وجاء كما يلي: المادة الأولى: -١يتألف مجلس النواب م ن ع دد م ن المقاع د بنس بة مقع د واح د لك ل مائ ة أل ف نس مة وفق ا لإحص ائيات وزارة التجارة للمحافظات لعام ٢٠٠٥على أن تضاف اليھا نسبة النمو السكاني بمعدل ) (٢٫٨لكل محافظة سنويا. -٢يص وت العراقي ون أي ن م ا ك انوا لق وائم محافظ اتھم أو لمرش حيھم عل ى أن يش مل المص وتين خ ارج الع راق بضوابط التصويت الخاص. -٣تمنح المكونات التالية حصة )كوتا( تحتسب من المقاعد المخصصة لمحافظاتھم وكما يلي:
أ-المكون المسيحي خمسة مقاعد توزع على محافظات بغداد ونينوى وكركوك ودھوك وأربيل. ب-المكون الإيزيدي مقعد واحد في محافظة نينوى . ت-المكون الصابئي المندائي مقعد واحد في محافظة بغداد. ث-المكون الشبكي مقعد واحد في محافظة نينوى . -٤تخصص نسبة ) (%٥من المقاعد كمقاعد تعويضية توزع على القوائم بنسبة المقاعد التي حصلت عليھا. وت م التص ويت عل ى إض افة فق رة أخ رى تتعل ق بكوت ا المس يحيين ونص ھا\":تكون المقاع د المخصص ة لكوت ا المسيحيين ضمن دائرة انتخابية واحدة\". وفيما يتعلق بالمادة الثالثة صوت المجلس بنقض النقض. بموجب التعديل أعلاه قامت مفوضية الانتخابات بإعادة النظر بالطريقة التي اعتمدتھا سابقا )بموجب التعديل الأول( في توزيع مقاعد البرلم ان عل ى المحافظ ات العراقي ة وأظھ رت أرقام ا جدي دة مختلف ة بموجبھا خسر عدد من المحافظات لعدد من المقاعد ولصالح زيادات جدي دة ترك زت ف ي الع دد ال ذي قد تقرر سابقا إلى محافظ ات إقل يم كردس تان .يب دو واض حا ان الكثي ر م ن الن واب ل م يك ن يعل م وھ و يمارس حقه بالتصويت بناء على مطالبة رئيس الكتلة التي ينتمي إليھا حقيقة م ا يص وت علي ه رقمي ا من زاوية طريقة احتساب المقاعد المخصصة لكل محافظة. بأختصار التعديل الجديد )التعديل الثاني( غير تماما شكل تنفي ذ عملي ة التص ويت للمرش حين والق وائم من قبل الناخبين .إض افة ل ذلك غي ر ش كل التص ويت للمقاع د المخصص ة لكوت ا المس يحيين إذ اعتم د أسلوب الدائرة الانتخابية الواحدة مما يعني ان الانتخابات القادمة ستجري بأكثر من طريقة وأسلوب. كما ألغى ھذا التعديل دائرة انتخابات عراقيي الخارج .وأخيرا تضمن التعديل الجدي د نص ا يش ير إل ى ان البرلم ان ق د ص وت \"ب نقض ال نقض\" ال ذي مارس ه الھاش مي وھ و أم ر لا يمك ن فھ م مض امينه وأبعاده .أخيرا احدث التعديل متغيرا مھما في عدد المقاعد التي ستحصل عليھا كل محافظة في ح ين وفر التعديل الجديد مقاعد إضافية لمحافظات إقليم كردستان مما أثار جدلا جديدا للموضوع.
الأكراد خرجوا سعداء بھذه النتيجة خصوصا وان الزيادة في عدد كراسي محافظاتھم الثلاث سترتفع من) ( ٣٨من عدد مقاعد البرلمان إلى ما ھ و أكث ر) ( ٤١ولك ن أيض ا وھ و أم ر ل م يدرك ه الجمي ع وك ان اح د أھ م أس باب معارض تھم للتع ديل الزي ادة المحتمل ة ف ي نس بة حص تھم المالي ة م ن الموازن ة السنوية القادمة وبزيادة قد تصل إلى أكثر من ملياري دولارا .الخاسرون ك ان ع ددا م ن المحافظ ات ذات الأغلبية العربية في الشمال والوسط والجنوب بينھا محافظة نينوى. بعد ساعات قليلة من تصويت البرلمان على تعديل التعديل وبت اريخ / ٢٤ت ٢٠٠٩/٢اص در مكت ب الھاشمي بيانا ذكر فيه ان التعديل الجديد جاء يتضمن تناقضاً واضحاً في طريقة احتساب المقاعد بين مادته الأولى والثانية وھو ما لم ي رد ف ي التع ديلات المقترح ة إض افة إل ى ان ه تع ديل ق د تجاھ ل م رة أخرى موضوع عراقيي الخارج .وأضاف البيان ان نائب الرئيس يعتبر ان قرار التعديل الجديد غير دستوري وانه قد قرر نقض التعديل الجديد في حالة عدم التوصل إلى توافق جديد. مرة أخرى ج رت ح وارات جدي دة ولك ن بع د ان تع رض الھاش مي إل ى حمل ة إعلامي ة ش عواء قادھ ا بشكل خاص الخصوم الشيعة على وجه الخصوص يتقدمھم رئيس اللجنة القانونية ف ي البرلم ان بھ اء الاعرجي .ولأجل تفادي وقوع نقض جديد حصلت ح وارات معمق ة لأج ل الخ روج م ن الم أزق نج م عنھا إمكانية حصول توافق جديد يمكن ان يعتم د مقترح اً قي ل ان بعث ة الأم م المتح دة ف ي الع راق ق د قدمته .المقترح الجديد قدم صيغة جديدة لأجل إعادة توزيع حصص ك ل محافظ ة ف ي البرلم ان الق ادم دون ان يعت رض علي ه اح د وعل ى وج ه الخص وص الأك راد بع د الامتي از ال ذي حص لوا علي ه عب ر التعديل الثاني .المقترح الجديد بموجبه سيكون عدد مقاعد البرلم ان الق ادم ھ و ) (٣٢٥ت وزع مقاع ده بحسب إحصائية وزارة التجارة لعام .٢٠٠٩ ولأجل تفادي النقض الجديد للھاشمي فقد حددت المحكمة العليا منتصف ليلة ٢٠٠٩/١٢/ ٧-٦كأخر موعد يمكن للھاشمي ان يستخدم حقه بالنقض من عدمه .بتاريخ ٢٠٠٩/١٢/٣وج ه رئ يس البرلم ان الدكتور أياد السامرائي الدعوة لأعضاء البرلمان الذين كانوا يتمتعون بعطلة عيد الأضحى تنتھي يوم ٢٠٠٩/١٢/٨لجلس ة اس تثنائية تنعق د ي وم الس بت ٢٠٠٩/١٢/٥لمناقش ة إمكاني ة إح داث تع ديل أو إصدار ملحق جديد بالقانون .مثل ھذه الجلسة لم يكن منتظراً ان يتحقق نصابھا خصوصا وعدد كبير
من النواب لم يكن متواجداً في البلاد ،فضلا عن حاجة الجميع للوق ت لفھ م م ا دار ف ي الأي ام الس ابقة في كواليس ومطبخ رؤساء الكتل. يوم الأحد المصادف ٦ديسمبر ٢٠٠٩سيذكر دوما في الت اريخ العراق ي المعاص ر .رئ يس البرلم ان ح دد الس اعة الرابع ة موع دا للتص ويت عل ى التع ديل الجدي د )التع ديل الثال ث( المقت رح عل ى الق انون الانتخابي .وإذ قيل ان النصاب القانوني لم يتحقق فقد ت م تأجي ل الجلس ة إل ى الس اعة السادس ة ث م إل ى الس اعة الثامن ة وھك ذا فھ م الجمي ع ان ل يس بالوس ع إج راء التص ويت .أھ م الأس باب الت ي س ببت الفوضى ھو تمسك الأكراد بالامتيازات التي كانوا قد حصلوا عليھا في التعديل الثاني .ولأج ل تف ادي الفوضى السياسية المحتملة التي قد ت نجم ج راء ع دم التوص ل إل ى تواف ق سياس ي فق د كثف ت الس فارة الأمريكية تواجدھا داخل أروقة قاعة اجتماعات المجلس وأيضا ممثلي بعثة الأمم المتحدة العاملة ف ي العراق .الھاشمي من جانبه ولأج ل تأكي د إص راره عل ى ممارس ة حق ه ب النقض م رة أخ رى ف ي ذل ك اليوم كان قد بعث خلال النھار بورقة النقض إلى رئاسة البرلمان. قبل دقائق قليلة على انقضاء المھلة التي حددتھا المحكمة العليا وھي الساعة الثانية عشر من منتصف ليلة ٧/٦ديسمبر جاءت المفاج أة إذ ف وجئ الش عب العراق ي بانعق اد المجل س الني ابي م رة أخ رى ف ي الساعة الحادية عشر .الجلسة اختلفت عن كل الجلسات السابقة إذ اعلن رئيس البرلم ان ع ن حص ول توافق بين الكتل السياسية لتعديل جديد )صفقة سياسية( وأوعز لنائبه خالد العطية بقراءة نص التعديل وال ذي تض من ھ ذه الم رة بي ان المقاع د الت ي ستخص ص لك ل محافظ ة .الن واب الحاض رون واف ق معظمھم وعلى الفور ومن دون أي مناقشة على التعديل وھكذا أسدل الستار على الأزم ة القائم ة بع د أن حسمھا اتفاق اللحظة الأخيرة. حالم ا ت م التص ويت عل ى التع ديل الجدي د أعل ن الھاش مي قبول ه للتع ديل الجدي د .ممثل و التح الف الكردستاني وعلى لسان فرياد راون دوزي خرج وا م ن القاع ة ليعلن وا ان ق د ص وتوا لص الح التع ديل وذلك بعد اتصالات تمت بين الرئيس الأمريكي اوباما ومسعود برزاني رئيس إقليم كردستان ،مضيفا ان اوباما قدم ضمانات للبارزاني بصدد قضايا مھمة منھا تل ك المتعلق ة بكرك وك والمن اطق المتن ازع عليھ ا وأيض ا دع م إج راء التع داد الع ام للس كان خ لال ع ام .٢٠١٠مث ل ھك ذا إع لان أك ده الس فير الأمريكي كريستوفر ھيل موضحا حص ول اتص الات مكثف ة خ لال الس اعات الأخي رة قب ل التص ويت النھائي من قبل البرلمان وھي اتصالات تمت من جھة بين الرئيس اوباما ونائبه جوزيف بايدن وعدد من القادة العراقيين منھم البارزاني.
التعديل الجديد وھو التعديل الثال ث عل ى الق انون رق م ) (١٦وال ذي اتخ ذ ش كل م ذكرة متمم ة لق انون التعديل قرر ان يكون عدد مقاعد البرلمان القادم ) (٣٢٥بع د ان ك ان ) .(٣٢٣وتق رر أن تك ون ع دد المقاع د الت ي ستخص ص للمحافظ ات ال ) (١٨بع دد ) (٣١٠م ع ابق اء ) (١٥مقع دا بوص فھا مقاع د تعويضية .وفيما يخص الأقليات فقد قرر التعديل الجديد الإبقاء عليھ ا كم ا ك ان ق د تق رر أص لا وھ ي ) (٨مقاعد تخصص لھ م م ن المقاع د التعويض ية ،م ع التأكي د ان تك ون المقاع د المخصص ة للمك ون المسيحي ) ٥مقاعد( ض من دائ رة وطني ة واح دة .ھ ذا وق د ت م توزي ع المقاع د عل ى المحافظ ات عل ى الوجه التالي: بغ داد ٦٨ :مقع دا/نينوى ٣١ :مقعدا/البص رة ٢٤ :مقع دا/ذي ق ار ١٨ :مقعدا/الس ليمانية١٧ : مقع دا/بابل ١٦ :مقع دا/الانبار ١٤ :مقع دا/أربيل ١٤ :مقع دا/ديالى ١٣مقع دا/كركوك١٢ : مقعدا/ص لاح ال دين ١٢ :مقع دا/النجف ١٢ :مقعدا/واس ط ١١ :مقعدا/القادس ية١١ : مقعدا/ميسان ١٠ :مقاعد/دھوك ١٠ :مقاعد/كربلاء ١٠ :مقاعد/المثنى ٧ :مقاعد مراجعة للتعديل الجديد )التعديل الثالث( تكشف أولا :عن تمسك البرلمان بما ج اء ف ي التع ديل الث اني بشان إلغاء الدائرة الانتخابية ال ) (١٩الخاصة بعراقيي الخارج .وثانيا :ان محافظات إقليم كردس تان قد احتفظت بالزيادة في عدد المقاعد المخصصة لھا والتي حصلت عليھا بموجب التعديل الثاني عب ر منحھا ثلاثة إضافية خصص ت م ن المقاع د التعويض ية )مقع دين للس ليمانية +مقع د ل دھوك( .وثالث ا: احتفظ ت المحافظ ات الأخ رى بع دد المقاع د الت ي س بق وان خص ص لھ ا بموج ب التع ديل الأول. ورابعا :أصر التعديل الجديد على ان تكون المقاعد المخصصة للمكون المسيحي ضمن دائرة وطني ة واحدة .وخامسا أصبح عدد المقاعد التعويضية ) (١٥بعد ان كانت ).(١٦ ليس من مھمة ھذه الورقة بيان ما سببه النقض الذي مارسه الھاشمي والطريقة التي تم الرد بھا عليه من قبل بعض القوى داخل البرلمان )التعديل الثاني( غير ان كاتبا معروفا وھو ان ور بيرق دار رئ يس حزب العدالة التركماني العراقي قد لخص م ا ح دث عب ر ج دول أع ده وق د ت م نش ره عل ى موق ع دار الأخبار العراقية بعد ساعات من إعلان التعديل الثالث وقد جاء كما يلي: توزيع المقاعد بعد النقض توزيع المقاعد قبل النقض ٣٢٥ المقاعد الكلية ٣٢٣ المقاعد الكلية
المقاعد التعويضية ١٥ المقاعد التعويضية ١٦ عدد مقاعد إقليم كردستان ٤١ عدد مقاعد إقليم كردستان ٣٨ ٨ كوتا الأقليات ٨ كوتا الأقليات ما يبقى من التعويضية بعد طرح كوتا الاقليات ٨ما يبقى من التعويضية بعد طرح كوتا الأقليات ٧ المقاعد التي تمنح لإقليم كردستان من التعويضية المقاعد التي تمنح لإقليم كردستان من الوطنية :مقعدان بضمانة أمريكية. التعويضية الوطنية :صفر ما يبقى من التعويضية في النتيجة النھائية ٨ما يبقى من التعويضية في النتيجة النھائية ٥ مقاعد مقاعد ثانيا:الكيانات السياسية المشاركة التجارب القريبة الماضية أشرت لنا انه وفي كل عملي ة انتخابي ة ك ان تع داد الكيان ات المس جلة يص ل إلى حدود ) (٥٠٠كيان سياسي .اليوم نجد فقط ) (٢٨٦كيانا قد تق دم للتس جيل .الس بب ف ي ذل ك يع ود إلى ان الكثير من الكيانات السابقة لم تكن سوى أسماء للتعبير عن وجود فعلي للممارسة الديمقراطية في البلاد وان الكثير من تلك الكيانات لم تكن سوى كيانات مصنعة من قب ل أط راف سياس ية بم ا ف ي ذلك الكيانات السياسية الكبيرة لأجل تشتيت أصوات الناخبين. خلال الأشھر الثلاثة الأخيرة من عام ٢٠٠٩كانت مفوضية الانتخابات ق د اس تمرت بإص دار سلس لة من النشرات حول الكيان ات السياس ية المس جلة ولق د ل وحظ حص ول متغي رات أساس ية منھ ا انس حاب العديد من الكيان ات المس جلة وك ذلك حص ول متغي رات ف ي أس ماء م ن س جلت باس مھم ھ ذه الكيان ات ودخ ول كيان ات جدي دة أھمھ ا الكيان ات المس يحية بع د ان نظ م الق انون الانتخ ابي طريق ة الانتخ اب الخاص ة ب المكون المس يحي .أخي را وف ي ٢٠٠٩/١٢/٣١كان ت لائح ة المفوض ية تش ير إل ى ان رق م الكيانات السياسية المشاركة قد استقر على الرقم ).(٢٧٦
لم يلتفت احد كثيرا ولم يسلط الإعلام الضوء على ھ ذه الكيان ات بق در الاھتم ام بموض وع الائتلاف ات الت ي ت م تس جيلھا وق د بل غ ع ددھا ) (١٤ائتلاف ا .ف ي ھ ذه الدراس ة س نقدم تحل يلاً لطبيع ة الكيان ات والائتلافات المشاركة في الانتخابات القادمة والتي تقرر ان تج ري ف ي ٢٠١٠/٣/٧وم ا تقدم ه م ن تطور جديد في الساحة السياسية العراقية. من ب ين) ( ٢٧٦كيان اً مس جلاً ھنال ك ) (١٤٨كيان اً ت م تس جيلھا بوص فھا تش ارك لأول م رة وبالت الي ھنالك ) (١٢٨كياناً سياسياً سبق له ان شارك في الانتخابات الس ابقة .لا تع د مث ل ھك ذا أرق ام حقيقي ة والسبب ان معيار الاحتساب ھو باسم من يتم تسجيل الكيان وبالت الي يمك ن الق ول ان بع ض الكيان ات الجديدة يمكن ان تكون قد شاركت ف ي الماض ي .عل ى أي ة ح ال ب ين ال ) (٢٧٦مس جلاً ھنال ك )(٤٣ كياناً فردياً مقابل ) (٢٣٣كياناً سياسياً جاءت تحت مسميات كثيرة منھا حزب /حركة /تجمع /مجلس /قائم ة /كتلة/جماع ة /تيار/ائتلاف/منظمة/جبھة/تحالف/ھيئ ة//كيان/اتحاد/مؤتمر وغي ر ذل ك م ن الأسماء .في بلد ينتمي للعالم الثالث فيه المجتمع العشائري لا يزال نافذا وكبيرا نجد ان بين ال )(٤٣ كيان اً فردي اً ھنال ك ع دد قلي ل م ن رؤس اء العش ائر والقبائ ل ق د ق رر ان يش ارك باس مه بعي دا ع ن الأحزاب .ومن المؤكد ان بعض الكيانات المسجلة ل ن ت دخل الانتخاب ات بص فتھا المنف ردة لكونھ ا ق د ذابت وتوحدت مع كيانات وائتلافات اخرى وإذا م ا أع دنا النظ ر ف ي الكيان ات المس جلة س نجد ان ھنال ك ) ( ٢٤كيان اً يخ ص الأك راد ،و )(١١ كياناً يخص التركمان ،و ) (٤كيانات تخص اليزيدية .الشبك س جلوا أنفس ھم ف ي ) (٤كي ان ف ي ح ين ھنال ك ) (٨كي ان مس يحي .تع د أرق ام الأخي رة لكيان ات المكون ات العرقي ة والديني ة الص غيرة أرقام ا كبيرة غير ان أسبابھا في الحقيق ة سياس ية تتعل ق برغب ة المك ون الك ردي الاس تحواذ أو الھيمن ة عل ى أصوات ھ ذه المكون ات .وفيم ا يخ ص أرق ام المك ون المس يحي فھ و أيض ا نت اج اعتم اد نظ ام ال دائرة الوطني ة المغلق ة لأج ل الف وز بالمقاع د ال ) (٥لھ ذا المك ون .ھن ا علين ا ان نت ذكر دوم ا ان مس يحي العراق ينتمون إلى أكثر من كنيسة وطائفة وعرق وتوزع قبلي وان معظمھم لا يقطنون داخ ل ح دود إقل يم كردس تان غي ر ان معظ م المتبق ي م نھم ف ي الع راق يس كنون ف ي من اطق ت دعى حكوم ة إقل يم كردس تان بوج وب ان تلح ق إل ى الإقل يم وحالي ا تخض ع لھيمن ة ق وات الب ارزاني .م ا ينطب ق عل ى المس يحيين يمك ن ان ينطب ق عل ى الطائف ة اليزيدي ة وال ى ح د م ا عل ى التركم ان والش بك أيض ا .بقي ة الكيانات توزعت على العرب السنة منھم والشيعة مع ملاحظة ان عدد أحزاب العرب السنة قد تزاي د
ھ ذه الم رة قياس ا بتجرب ة ع ام ٢٠٠٥الت ي قاطعھ ا الكثي ر م نھم .ھنال ك أيض ا ) (٣٨كيان اً مس جلاً بوصفھا أحزاباً وحركات إسلامية منھا ) (٢حزبان اسلاميان كردا و ) (٢حزبان إسلاميان تركمانا. مع انتھاء الموعد المحدد م ن قب ل مفوض ية الانتخاب ات لتس جيل الائتلاف ات ولغاي ة إع لان المفوض ية عن قرعة الأرقام الخاصة بالكيانات )أرق ام الل وتري( اتض ح ان ھنال ك ) (١٢ائتلاف اً ت م تش كيله وق د انظ م تح ت لوائھ ا ) (١٦٥كيان اً مس جلاً .وإذا م ا عرفن ا ان ھنال ك كيان ات سياس ية مس جلة ق د ذاب ت وانص ھرت م ع كيان ات أخ رى فھ ذا يعن ي ان ھنال ك فق ط ) (٧٤كيان اً سياس ياً ق د ق ررت خ وض الانتخاب ات المقبل ة بعي دة ع ن ھ ذه الائتلاف ات م ن بينھ ا ) (٤كيان ات تخ ص الص ابئة ،و) (٤تخ ص الشبك ،و ) (٤تخص اليزيدية و ) (٦تخص المسيحيين .كيانات المكونات الأخيرة ھذه ستتنافس على المقاعد المخصصة لكل منھا فقط ،وأما الكيانات المسيحية فسوف تتنافس عل ى وف ق ال دائرة الوطني ة الواحدة. وإذا ما نظرنا للموضوع من زاوية مختلفة واشرنا إلى ان ال ) (٨٦كياناً وائتلافاً والتي ستشترك ف ي الانتخابات واستبعدنا منھا ال ) (١٨كيان اً الخاص ة بالمكون ات الص غيرة وأيض ا ال ) (١٢ائتلاف اً ف ان متبقي الكيانات التي ستشارك سيكون فقط ).(٤٦ مراجعة سريعة من قبل المراقب المتخصص لھذه ال ) (٤٦كياناً سياسياً يمكن معھ ا الق ول ان معظ م ھذه الكيانات سوف لن تحقق شيئاً ملموساً في الانتخابات المقبلة ولعل اول مشاكلھا ليس لكون قادتھ ا غير معروفين تماما في أوساطھم الاجتماعية ولكن حتى بالنسبة لم ن ھ و ناش ط ومع روف م نھم ف أن الكثير منھم سيفش لون حتم ا ف ي النھاي ة لع دم ق درتھم عل ى تحقي ق القاس م الانتخ ابي .مث ل ھك ذا توق ع يمكن ان ينسحب حتى عل ى تل ك الكيان ات السياس ية الت ي ق ررت خ وض الانتخاب ات ف ي المحافظ ات التي تعتقد ان لھا فيھا شعبيتھا .السبب في ذلك سيكون وجود الائتلافات الكبيرة. مع ذلك يبقى ھنالك عدد قليل جدا من الكيانات السياسية التي بوسعھا ان تحق ق نت ائج مھم ة .م ن ب ين ھذه الكيان ات يمك ن الإش ارة وعل ى س بيل المث ال لا الحص ر إل ى )الجماع ة الإس لامية الكردس تانية(، وأيضا قائمة )التغيير( التي يتزعمھا نيش روان مص طفى وھ و كي ان اثب ت قب ل وق ت قص ير وعن دما تمت عملية انتخاب ات مج الس محافظ ات إقل يم كردس تان ان بوس عه الحص ول عل ى تأيي د كبي ر ب رغم مواجھته للتحالف القائم بين حزبي مسعود البارزاني وجلال الطالباني.
ثالثاً :النتائج المحتملة للانتخابات العراقية مما تقدم وبغض النظر عن الطريقة التي ستجري بھا الانتخابات وعدد المقاعد الت ي ستخص ص لك ل محافظة فانه من الواضح وجود ميل كبير لدى صناع السياسية العراقيين الحاليين وبغض النظر ع ن مس مياتھم وانتم اءاتھم اتج ه ويتج ه نح و إدارة وتنفي ذ العملي ة الانتخابي ة بطريق ة تض من مص الحھم وھيمنتھم يتمثل ذلك في الكتل الكبيرة التي ستبقى سيدة الموقف داخل البرلمان .بالوسع التعرف عل ى ھ ذا المي ل م ن خ لال الط رق الت ي أق رت وأدرج ت ف ي ق انون تع ديل ق انون الانتخاب ات وھ ي ط رق توضح بطريقة لا يختلف عليھا أحد بأنھا لن تخدم حقوق الناخب كثيرا بقدر ما س تخدم الكت ل الكبي رة فقط ومن خلال قدرتھا عل ى تحقي ق القاس م الانتخ ابي وان الكيان ات الت ي ق ررت ع دم الانض مام إل ى التحالفات الكبيرة سوف لن تحقق شيئاً مھماً إطلاقا .أيضا يتمثل ذلك برفض ھذه الكتل تش ريع ق انون الأحزاب السياس ية وھ و م ن الق وانين الض ابطة الت ي تطال ب الأح زاب الكش ف ع ن مص ادر تمويلھ ا مثلما يطالبھا بان تقدم كشفا بما تؤمن به وبطريقة يجب أن تنسجم مع النصوص الدستورية. الائتلاف ات الت ي ت م تس جيلھا ل ن تحق ق معظمھ ا م ا اعتق دت ان ه ممكن ا وبالت الي ستحص ل الائتلاف ات الكبيرة وعددھا ) (٦فقط على معظم مقاعد البرلمان القادم .نقصد بھذه الائتلافات التالية: -١ائتلاف دولة القانون/المالكي -٢ائتلاف وحدة العراق/بولاني -٣العراقية/علاوي-صالح -٤الائتلاف الوطني/الحكيم -٥التوافق العراقي/الحزب الإسلامي العراقي -٦التحالف الكردستاني/مسعود -جلال
مع ذلك نعتقد ان عدداً مھماً من الكيانات التي انضمت إلى ھذه الكتل الكبيرة ليست سوى أشخاص او جماع ات ص غيرة منح ت أس ماءھا ومس مياتھا لق اء إغ راءات مالي ة أو مناص ب وظيفي ة يمك ن ان تخصص لھا ما دام نظام المحاصصة سيبقى لوق ت ق ادم .أم ا الائتلاف ات الص غيرة ف ان ال بعض منھ ا يمكن ان يحقق بعض النتائج ولكن في عدد قليل من المحافظات )محافظتين او ثلاث ليس أكثر( التي واذا م ا راجعن ا طبيع ة ھ ذه الائتلاف ات الص غيرة فان ه تعتقد ان لديھا فيھا وجوداً م ؤثراً بالوس ع ملاحظ ة ان معظمھ ا يترك ز نش اطھا ف ي المحافظ ات المعروف ة ب ان فيھ ا أغلبي ة م ن الع رب السنة )ائتلاف واحد سيركز في مناطق ذات أغلبية شيعية(. ما ذا يعني ما تقدم ؟ انه يعني ان قاعدة التماسيح الكبيرة ستأكل التماسيح الصغيرة ستكون ذات ت أثير فاعل في حسم مبكر لنتائج الانتخابات المقبلة وھذا ما ھدف إليه زعماء الكتل المھيمنة على البرلم ان والحكوم ة حالي ا عب ر التش ريع الق انوني ال ذي أرادت ه .الطريق ة الت ي س تعتمدھا مفوض ية الانتخاب ات تكشف حقيقة ذلك وھي طريقة ستعتمد أولا على إظھار القاس م الانتخ ابي الأول لك ل محافظ ة وال ذي بموجبه سيتم إقصاء الكيانات والائتلاف ات الت ي ل ن تحق ق ھ ذا القاس م .بع د ذل ك س يتم توزي ع المقاع د بحس ب م ا حص لت علي ه الكت ل الت ي حقق ت القاس م الانتخ ابي وسيحص ل تحدي دا المرش حون ال ذين حصلوا على اكبر عدد من الأصوات على مقاعدھم .في حالة بقاء عدد م ن المقاع د ي تم إثرھ ا تحدي د قاسم انتخابي جديد للكتل الفائزة ليتم بموجبه تحديد توزيع المتبق ي م ن المقاع د وھن ا ستحص ل الكت ل الكبيرة تحديدا على فرصتھا الثانية في اغتنام م ا تبق ى م ن المقاع د .مم ا تق دم س تظھر أمامن ا ح الات فوز مرش حين بمقاع د ب رغم وج ود مرش حين أخ رين حقق وا نس باً اكب ر ولك ن ك تلھم ل م تحق ق القاس م الانتخابي. رابعـاً :أرقام الاقتراع الخاصة بالكيانات السياسية بعد شھور طويلة من العمل باتت مفوضية الانتخابات تقدم للمتتبعين صور الشكل النھائي ال ذي علي ه الكيان ات المش اركة وق د اس تقرت الأرق ام عل ى ان ھنال ك ) ( ٢٧٦كيان ا سياس يا مص ادقا علي ه ولك ن ھنال ك فق ط ) (٨٥كيان ا سياس يا وائ تلاف ستش ارك ف ي الانتخاب ات .م ن جان ب المفوض ية أج رت وبتاريخ ٢٤ديسمبر/كانون أول ٢٠٠٩القرعة لتحديد التسلسلات الرقمية التي سيسمى به كل كي ان وائتلاف وكانت النتيجة كما يلي:
أرقام الاقتراع الخاصة بالكيانات السياسية حسب تسلسل المصادقة وفقا للقرعة انظر المرفق لاحقاً بعد الانتھاء من إجراء القرعة الرقمية أكدت رئيس الإدارة الانتخابية السيدة حمدية الحسيني ان عدد الائتلافات بلغ ١٤ائتلافا و ٣٠٦كيانا سياسيا تضمنت أكثر من ٦٥٠٠مرشحا ،وأوضحت الحسيني ان أرقام الاقتراع التي ستدرج في ورقة الاقتراع ستكون وفقا للترتيب التصاعدي وستبدأ بالرقم ) (٣١٠وتنتھي بـ ) . (٣٩٥وبينت الحسيني ان الائتلافات والكيانات – للمقاعد العامة – تبدأ من الرقم الأول ) (٣١٠وتنتھي بالرقم ).(٣٧٦ وإذا ما راجعنا الجدول أعلاه سنجد ان ھنالك ) (٨٦كيانا سياسيا وائتلافا تقرر ان تخوض الانتخابات منھا ) (٦١كيانا يدخل انتخابات لأول مرة مقابل ) (١٥سبق له الاشتراك في انتخابات سابقة .كما ان ھنال ك ) (١٢ائتلاف ا و ) (٥٣حزب ا و ) (٢١كيان ا فردي ا س جل باس م ص احبه .كم ا ان ھنال ك )(١٠ أح زاب إس لامية منھ ا ) (٦للع رب الش يعة و ) (٢للع رب الس نة و ) (٢للأك راد الس نة .أيض ا ھنال ك ) (٥٠كيانا مسجلة م ن قب ل الع رب مقاب ل ) (١٠مس جلة م ن قب ل أك راد .وأخي را ھنال ك ) (٧كيان ات مسيحية واحد منھا مسجل كائتلاف و ) (٤للص ابئة و ) (٤للش بك و ) (٤لليزيدي ة .أخي را ھنال ك فق ط ) (٢كيانان يحمل اسم التركمان. خامسـاً:الكيانات المرشحة عن كل محافظة كما أعلنت المفوضية عدد الكيانات السياس ية والائتلاف ات الت ي س تتنافس للف وز ف ي ك ل محافظ ة م ن المحافظات العراقية وكما يلي: عدد الكيانات المرشحة عن كل محافظة والتي توزعت حسب الجدول التالي: عدد الكيانات المحافظة ت
١اربيل ٢٦ ٢الانبار ٢٨ ٣١ البصرة ٣ ١٦ السليمانية ٤ ٢٧ القادسية ٥ ٢٢ المثنى ٦ ٢٧ النجف ٧ ٨بابل ٢٩ ٩بغداد ٥٣ ١٠دھوك ١٤ ١١ديالى ٢٩ ٢٨ ذي قار ١٢ ٢٩ صلاح الدين ١٣ ٢٧ كربلاء ١٤ ٣٤ كركوك ١٥ ٢٣ ميسان ١٦ ١٧نينوى ٣٧ واسط ٢٨ ١٨ وبع د ان أض افت مفوض ية الانتخاب ات م ن جانبھ ا المك ون المس يحي المتن افس ھ و الأخ ر فق د تغي ر الجدول أعلاه لتعود لاحقا المفوضية ل تعلن ع ن ان ع دد الكيان ات والائتلاف ات الت ي س تتنافس للف وز بمقاعد كل محافظة من المحافظات سيكون كما يلي: العدد الكلي 7 + للمكون المسيحي عدد الكيانات 53 المحافظة المرشحة ت بغداد 46 1 2نينوى 37 30
3البصرة 31 24 4ذي قار 28 21 5بابل 29 22 6السليمانية 16 9 7الأنبار 28 21 16 9 أربيل 8 29 22 ديالى 9 10كركوك 34 27 11صلاح الدين 29 22 12النجف 27 20 13واسط 28 21 14القادسية 27 20 15ميسان 23 16 16دھوك 14 7 17كربلاء 27 20 18المثنى 23 16 مــلاحــظــة :سيكون ھناك ٧كيانات سياسية للمكون المسيحي سيرد اس مھا ورق م اقتراعھ ا ف ي ك ل أوراق الاقتراع الخاصة بالمحافظات باعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة ) للمكون المس يحي فق ط ( وفق القانون .
الجدول أعلاه يظھر بوضوح ضعف حج م المنافس ة ف ي محافظ ات إقل يم كردس تان والس بب ف ي ذل ك ھيمن ة حزب ي الب ارزاني والطالب اني عل ى الوض ع الع ام مقاب ل اس تمرار مخ اوف الجماع ات الكردي ة الأخرى من دخول ميدان المنافسة .في حين تقدمت م دن الع راق الأساس ية ال ثلاث ونقص د بھ ا بغ داد ونينوى والبصرة إذ تشتد المنافسة بين الأحزاب للفوز فيھا ).(٤٦،٣٠،٢٤ سادسـاً :انتخابات الخارج أما عن انتخابات الخارج فقد أخذت ھي الأخرى وقتا طويلا ولأسباب أھمھ ا ع دم ام تلاك المفوض ية الأموال والخبرة والوقت الكافي .الاتجاه العام كان في البداية ان تنفذ انتخابات الخارج في عدد قليل من الدول ولكن في النھاية قررت المفوضية ان تقتصر على ) (١٦دولة وكما يلي: ) سورية ،الأردن ،إيران ،مصر ،الإمارات ،تركيا ،أمريكا ،السويد ،ھولندا ،كندا ،ألمانيا ، بريطانيا ،النمسا ،استراليا ،لبنان ،الدنمارك ( . وأوض ح مجل س المفوض ين ان ع دم ف تح مكات ب انتخابي ة ف ي دول أخ رى ي أتي لقل ة ع دد الع راقيين المقيمين فيھا وھي ثمان دول على التوالي ) :النرويج ،اليونان ،ايطاليا ،اليمن ،بولندا ،ماليزيا ، بلجيكا ،فرنسا ( .وكشف المجل س ان الع راقيين المقيم ين ف ي البل دان الت ي لا ينتخب ون فيھ ا س يكون بإمكانھم الذھاب الى البلد المج اور لمك ان إق امتھم او القريب ة م نھم والإدلاء بأص واتھم ھن اك لض مان حقھم في اختيار ممثليھم في مجلس النواب. سابعاً:آلية الانتخاب آلية الانتخاب جاءت معقدة بعض الشيء والسبب في ذلك كون نظام الانتخابات اعتمد نظامي القائم ة النصف مغلقة والنصف مفتوحة .المفوضية من جانبھا اشترطت طرقا للتص ويت م ن الص عب عل ى المواطن فھمھا إذ ذكرت السيدة حمدي ة الحس يني رئ يس الإدارة الانتخابي ة ف ي المفوض ية بص دد آلي ة التصويت على الورقة الأتي:
أن تأشير الناخ ب يك ون ف ي المرب ع الموج ود أم ام اس م الكي ان ،ف ي حال ة اختي اره للكي ان ،وإذا ك ان يرغب في اختيار مرشح م ا يض ع إش ارة ف ي المرب ع الموج ود أم ام رق م المرش ح ف ي ص ف الأرق ام الموجود في الجانب الأيسر من ورقة الاقتراع ،بالإضافة الى إشارة الكي ان .وإذا وض ع إش ارة أم ام المرش ح فق ط ول م يض ع إش ارة أم ام الكي ان يعتب ر ص وته ب اطلا .أم ا اذا ك ان يرغ ب ف ي التص ويت لمرشح من الأقليات ،فيضع إش ارة ف ي المرب ع الموج ود أم ام اس م مرش ح الأقلي ات ال ذي يرغ ب ف ي اختياره فقط ) .في المحافظات التي ستخصص فيھا مقاعد للأقليات بغداد ،نينوى ،البصرة(. ماذا تعني مثل ھكذا آلية ؟ أنھا تعني ظلما كبيرا سيقع على المرشحين الذين يقع اختيار الناخب عليھم دون غيرھم .بالتالي علينا ان نتوقع سقوط عدد كبير من أوراق الاقتراع بسبب عد الإش ارة إل ى رق م المرشح +إشارة الكيان. ثامنـاً :ھيئة المساءلة والعدالة في عام ٢٠٠٨شرع البرلمان العراقي قانون المساءلة والعدالة ليحل محل قانون اجتثاث البعث الذي أص دره الح اكم الأمريك ي للع راق الس فير ب ول بريم ر ع ام .٢٠٠٣الكثي ر م ن ذوي الاختص اص يؤكدون ان قانون المساءلة والعدالة يعد أكث ر س وء م ن ق انون اجتث اث البع ث .م ع ذل ك وعل ى م دار سنتين لم يتم تفعيل ھذا القانون .ومع انتھاء أزمة تعديل القانون الانتخابي ومباشرة الكيانات السياسية والائتلاف ات بتق ديم أس ماء المرش حين لأج ل خ وض الانتخاب ات المقبل ة ب رزت إل ى الس طح مش كلة دستورية لجنة اجتثاث البعث والتي يرأسھا الدكتور احمد الجلبي ومديرھا التنفيذي علي اللام ي .قب ل ھذا الوقت وفي شھر تشرين اول ٢٠٠٩كانت الحكومة قد انتھت من تس مية أعض اء لجن ة المس اءلة والعدالة والتي جابھت معارضة من قبل بعض الكتل السياسية يتقدمھا التيار الصدري وھي معارضة
انصبت على ش خص رئ يس اللجن ة ولي د الحل ي وال ذي ھ و م ن ح زب ال دعوة ال ذي يرأس ه الم الكي. بسبب ھذه المعارضة لم يتمكن البرلمان من المصادقة على تسمية ھ ذه اللجن ة .ولأج ل تف ادي الكثي ر من المشاكل وبحسب ما اعلمنا به رئيس البرلم ان العراق ي ج رت ص فقة سياس ية ب ين رؤس اء بع ض الكت ل السياس ة بإمكاني ة ان تعم ل اللجن ة الم ذكورة وبالتنس يق م ع لجن ة المس اءلة والعدال ة واللجن ة البرلمانية المختصة بقانون اجتثاث البعث لأجل فحص استمارات المرشحين للانتخابات. منذ البداية كان واضحا ان ھنالك تش ددا واس عا س يتم تنفي ذه لأج ل ع دم الس ماح ل بعض الخص وم م ن المشاركة في الانتخاب ات .م ن وق ت طوي ل ص رح الم الكي وف ي مناس بات عدي دة ان ه ل ن يس مح بم ن س ماھم ب البعثيين المش اركة ف ي الانتخاب ات .الم دير التنفي ذي للجن ة اجتث اث البع ث ھ و الأخ ر ص رح ولأكثر من مرة بل وحتى قبل مباش رة الكيان ات السياس ية المش اركة بتس مية مرش حيھا ب ان لجنت ه ق د قررت اجتثاث عدد من رؤساء التحالفات والكيانات وسمى بعضھا. ما تقدم يؤشر بوضوح ع دم دس تورية لجن ة المس اءلة والعدال ة وبالت الي نج د ان مفوض ية الانتخاب ات استمرت تتعامل مع لجنة اجتثاث البعث بوصفھا اللجن ة القانوني ة المعني ة حت ى ألان .وھ ذا يعن ي ف ي حقيقة الأمر ان ما يتم العمل به إنما لا يزال يدور في إطار ما تم الاتفاق عليه من قبل بع ض رؤس اء الكتل السياسية حول كيفية معالجة ھذا الموضوع!!. لقد أشارت التقارير ان ھنالك حوالي ٧٠٠٠مرشح للمشاركة في الانتخاب ات وس بب س عة ھ ذا الع دد يعود إلى حق الكيانات المشاركة بتقديم ق وائم تص ل إل ى ض عف ع دد المقاع د البرلماني ة المخصص ة لكل محافظة .المفاجأة الكبيرة ج اءت عن دما ت م الإع لان ع ن ان ھنال ك أكث ر م ن ٥٠٠مرش ح س يتم اجتثاثھم ومنعھم م ن المش اركة وق د تق دم ھ ذه الأس ماء ال دكتور ص الح المطل ك رئ يس جبھ ة الح وار الوطني في البرلمان والأمين العام ف ي ائ تلاف القائم ة العراقي ة الت ي يتزعمھ ا ال دكتور اي اد ع لاوي. كما تم الإشارة إلى أسماء مھمة أخرى منھا وزير الدفاع عبد القادر العبيدي ونھرو محمد عبد الكريم رئيس ائتلاف التحالف الوطني وعاصم الجنابي وجمال الكربولي وشخص يات كردي ة معارض ة مث ل ارشد الزيباري ومحي ال دين الھرك ي وأخ رين .معظ م م ن ط الھم الاجتث اث س بق لھ م المش اركة ف ي الانتخابات العامة الماضية وانتخابات مجالس المحافظات التي تمت في مطلع عام ٢٠٠٩وق د حق ق الكثير منھم نتائج لصالحه.
ھذا التطور المھم والخطي ر آث ار م ن جدي د حال ة م ن الج دال السياس ي الواس ع ح ول ش رعية او ع دم ش رعية مث ل ھك ذا ق رارات اجتث اث خصوص ا م ن ش جع عليھ ا او ق ام بتقريرھ ا ھ م قي ادات سياس ية وأشخاص ھم أنفسھم مرشحون للمشاركة في الانتخابات ولھذا فان ھنال ك تع ارض مص الح واض حاً. بعثة الأمم المتحدة العاملة في العراق حاولت إقناع مفوضية الانتخاب ات بت وخي الدق ة ف ي عملھ ا قب ل ان تلجاْ إلى إصدار بيانات قد تزعج البعض من الفرقاء السياسيين .ستة من سبعة ھم يؤلف ون مجل س إدارة المفوضية يشك في انھم يرتبطون بأحزاب ان تجد مثل ھكذا خصوم خ ارج العملي ة الانتخابي ة. لقد كان واضحا ان بعثة الأمم المتحدة غير راضية على ما ي تم تنفي ذه ولھ ذا نج دھا ق د تعرض ت إل ى ھجمة إعلامية من قبل لجنة المساءلة والعدالة عبر بيان اص دره عل ي اللام ي بت اريخ ٢٠١٠/١/١٧ يتھم فيه بعثة الأمم بالتدخل في شؤون سيادية عراقية. لا بد ھنا ان نؤكد ان مثل ھكذا توج ه ف ي اجتث اث الأخ رين ت م فھم ه عل ى أس اس ع دم وج ود رغب ة حقيقية لدى بعض الأطراف السياسة لتنفي ذ برن امج للمص الحة الوطني ة وھ ي ب رامج يعتق د الكثي رون ومنھم الإدارة الأمريكية لا بد منھا لأجل دفع العجلة العراقية أكثر نحو الأمام وقبل ان تباشر بس حب أعداد كبيرة من قواتھا من العراق قبل نھاية العام .لھذا لم يك ن مس تغربا ان يتلق ى ع دد م ن الزعم اء العراقيين وم نھم رئ يس الجمھوري ة ورئ يس البرلم ان اتص الات ھاتفي ة م ن نائ ب ال رئيس الأمريك ي جون بايدن بتاريخ ٢٠١٠/١/١٨يدعوھم فيھا إل ى م ا س مي بحلحل ة )تحري ك( الحال ة السياس ية نح و الامام ودعوته بان يؤج ل موض وع الاجتث اث وليع اد النظ ر بم ن يمك ن ان يش ملھم ولك ن بع د إج راء الانتخابات. بتاريخ ٢٠١٠/١/١٩وخلال انعقاد جلسة البرلمان قدمت للجنة المساءلة والعدالة في البرلمان والتي يرئس ھا النائ ب ف لاح شنيش ل تقري را بص دد المرش حين مم ن تق رر اس تبعادھم ع ن المش اركة ف ي الانتخاب أشارت فيه إلى ان مكتب المس ائلة والعدال ة وج د ب ين أكث ر م ن ) (٦مرش ح ھنال ك )(١٨٢ سبق لھم العمل في دوائر الأجھزة الأمنية العراقية أو ممن ق دم المس اعدة للنظ ام الس ابق ،وان ھنال ك ) (٢١٦مرشح كانوا يحتلون مواقع علي ا ف ي ح زب البع ث ،وان ھنال ك ) (١٠٥مرش ح س بق وان ت م تكريمھم بمداليات مث ل وس ام الراف دين ووس ام الق دس ،وان ھنال ك ) (٥مرش حين مم ن أس ھموا بقم ع الانتفاض ة الش عبانية ،وان ) (٣مرش حين دعم وا ح زب البع ث والنظ ام الس ابق وبالت الي ف ان الع دد الإجم الي لم ن ت م اس تبعادھم ھ و ) .(٥١١ف ي ذات الي وم أش عرت مفوض ية الانتخاب ات الكيان ات المشاركة بالانتخاب بأسماء مرشحيھا ممن تم اجتثاثھم مطالبة بان يتم ترشيح بدلاء عنھم خلال ثلاثة أيام.
من ھنا ولحين حسم ملفات من تق رر اجتث اثھم ف ان ھنال ك توقع ات كبي رة ب ان العدي د مم ن اعل ن ع ن اجتثاثھم سوف يبقون لدواع سياسية عديدة. الخاتمة قد يسأل سائل وبعد كل ما تقدم في ھذا البحث ليقول كي ف يمك ن ان تت وزع مقاع د البرلم ان العراق ي القادم وكم عدد المقاعد التي سيحصل على كل ائتلاف ؟. لا يھتم ھذا البحث بتقديم صور محتملة للنتائج بقدر ما يھتم بتقديم صورة أخ رى مفادھ ا ان البرلم ان القادم ستتوزع معظم مقاعده على الائتلافات الـ ) (٦أعلاه وبالت الي س يكون ل دينا مجموعت ان ش يعية واحدة منھما تھيمن عليھا القوى الدينية السياسية )الائتلاف الوطني( وأخرى تھيمن عليھا قوى دينية- لبرالية )ائتلاف دولة القانون( ھاتان المجموعت ان غالبي ة مكوناتھ ا م ن الع رب الش يعة ولا تبتع د ع ن بعض ھا كثي را وس وف تھ يمن عليھم ا دوم ا فك رة ان حك م ال بلاد يج ب ان يس تمر تح ت س لطتھما بوص فھما يش كلان أغلبي ة طائفي ة وم ا الخ لاف الق ائم س وى خ لاف ب ين حلف اء وبس بب حاج ة الحك م ومتطلباته في المرحلية الحالية .في المقابل توجد أمامھما قوتان لبراليتان ھما العراقية وائتلاف وحدة العراق .صحيح ان زعيمي الكتلتين ھما من الع رب الش يعة ولك ن معظ م الجس د س يتألف م ن الع رب الس نة .ھنال ك أيض ا كتلت ان كرديت ان واح دة منھ ا كبي رة وأخ رى ص غيرة .وأخي را ھنال ك الح زب الإسلامي العراقي )سنة عرب( الذي يأمل ان يستجمع قوت ه م ن جدي د مس تفيدا م ن حال ة التص دعات القائمة داخل كتلتي الدكتور علاوي والبولاني. علينا أيضا ان نتذكر ان الكيانات السياسية والائتلافات الصغيرة سوف تحقق ھ ي الأخ رى ع دداً م ن المقاعد وبالتالي فان أكثر من طرف سوف يسعى لاحق ا إل ى كس ب ود ھ ؤلاء الف ائزين خصوص ا ان كانت تلك المقاعد بوسعھا ان تقلب جانبا من المعادلات السياسية داخل قبة البرلمان. بمعنى أخر سيكون ھنالك متغير جديد من نوع ما سيستند الى ما ستنجم عنه الانتخاب ات المقبل ة يق وم على أساس ان الحكومة القادمة ستكون حكومة ائتلافية حتما إذ لن يمكن تشكيلھا بأقل من اتفاق ثلاثة ائتلاف ات .إض افة إل ى ذل ك ونظ را لوج ود إمكاني ة حص ول تص دعات مھم ة وجوھري ة ف ي بع ض
الائتلافات حالما يصل النواب إلى البرلمان فان من شان ذلك س يعقد الكثي ر م ن المس ائل منھ ا ت أخير تسمية رئيس الوزراء القادم لبعض الوقت )التجارب الماض ية كان ت ٥-٣أش ھر( ف ي ح ين يب دو م ن الواضح ومنذ الان إمكانية عودة الرئيس الطالباني إلى منص ب رئ يس الجمھوري ة وھ و موض وع ل م ينكره الطالباني ذاته ب رغم م ن وج ود أحادي ث خل ف الك واليس تش ير ال ى وج ود رغب ة أمريكي ة لان يكون الرئيس القادم من بين العرب السنة. أيض ا البرلم ان الق ادم سيش ھد ن وعين م ن الأداء نقص د بھم ا أولا أداء س يعتمد نظ ام المحاصص ة الطائفية والعرقية وذلك كلما كانت القضية المعروض ة أم ام البرلم ان تس تدعي مث ل ھك ذا اص طفاف. والنوع الثاني من الأداء سيستند الى بعد وطن ي وذل ك كلم ا يس تدعي الأم ر ذل ك .مث ل ھك ذا ممارس ة موجودة حاليا ولكن بطريقة نادرة جدا ولكنھا ستكون اكبر وأوسع في المرحلة القادمة . ظاھرة الاحتباس السياسي في العراق :الانتخابات أنموذجا د.باسل حسين المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية ليس من قبيل المبالغة القول ،إن الجدل الذي أثاره المشھد الانتخابي بدءا بقانون الانتخابات وانتھاءا بقرار الاجتثاث قد كشف عن احتباس سياسي حقيقي داخل منظومة العملية السياسية التي تشكلت بعد عام ،٢٠٠٣ھذا الاحتباس ھو نتاج طبيعي للبنى السياسية والتشريعية ومعھا المنظومة القيمية التي تم تبنيھا على نحو فج لايمثل صيغ الدولة العصرية).(١
وقد تجلى ھذا الاحتباس السياسي في أشد صوره تجسيدا حينما عمدت ھيئة المسآءلة والعدالة إلى منع مايفوق ٥٢٢مرشحا من خوض الانتخابات ،فضلا عن عدة كيانات سياسية من المشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من آذار عام .٢٠١٠وھو ما أثار كثيرا من الجدل واللغط حول طبيعة ومضمون ھذا القرار والاجندة التي حملھا والشرعية التي استند اليھا ،بالاضافة الى مدى المشروعية التي يمكن ان توصف بھا العملية الانتخابية ومن بعدھا المشھد السياسي ككل).(٢ اولا :القانون االانتخابي في ميزان النقد ليس من قبيل المبالغة القول ،ان ضباب الجدل الذي أثير حول قانون الانتخابات قد أعمى بصيرة الكثيرين عن عيوب رئيسية تمس ھذا القانون ،أو استخراج المعنى والدلالة وراء ھذا الاقرار ،أو البيئة الانتخابية التي سيتم فيھا اجراء ھذه العملية : .١ان ھذا القانون ليس قانونا انتخابيا من حيث الاطار والمضمون ،فھو تعديل او لنقل ترقيعا لقانون سابق ھو قانون رقم ١٦لسنة ،٢٠٠٥ثم انه يفتقر الى كثير من الاجراءات والضوابط الانتخابية المعمول بھا في الدول الديمقراطية التي تؤمن التنافس العادل ،فعلى سبيل المثال لم ينظم القانون عملية التمويل الانتخابي والكيفية التي يتم بھا تلقي الأموال بما يضمن مبدأ الشفافية والعدالة بين جميع القوى والأطراف المشاركة) .(٣ .٢انه افتقر الى الصرامة والوضوح وتضمن مغالطات دستورية لم يتم فيھا احترام قاعدة عدم دستورية القوانين ،كما ان ھذا القانون قد قيد نفسه بنفسه ،إذ تم اعطاء مفوضية الانتخاب المثيرة للجدل مھمات ،جعلت القانون رھينة تفسيراتھا في نواح عدة .واذا ما نظرنا الى من يسيطر على ھذه المفوضية لسھل علينا فھم ھذا التخويل) .(٤ .٣يعد اقرار القاسم الانتخابي من أحد العيوب الرئيسية في ھذا القانون ،إذ يشكل بمثابة تزوير مبطن لارادة الناخب لأنھا ترحل أصوات الناخبيبن الذي صوتوا لجھة معينة الى جھة ھي ابعد ما تكون من خياراتھم الانتخابية ،وھي من حيث الاسلوب والمضمون بدعة برلمانية عراقية، يتم فيھا تقاسم الأصوات مابين الكتل الكبيرة ،على حساب الأصوات المستقلة التي دخلت على نحو منفرد او الكتل الصغيرة ،ليصبح القانون تجسيداً حقيقيا لمقولة السمك الكبير يلتھم السمك الصغير ،مما يفقد العملية الانتخابية أحد أركانھا الجوھرية ،إذ يعد حق الانتخاب في الدول
الديمقراطية ،من أھم الممارسات السياسية .فھو وسيلة لنقل السلطة بطريقة سلمية من شخص أو مجموعة إلى شخص آخر أو مجموعة أخرى بمحض ارادتھا لا ان يلتف عليھا) .(٥ .٤أعطى القانون ميزة إضافية للقوائم الكبيرة ،حينما منح حصة تقارب النصف من حصص المقاعد التعويضية ،وھي منحة غير مبررة على الاطلاق ،لأن المفترض منح ھذه الحصص اما للقوائم التي لم تفز باي مقعد من المقاعد كلا حسب نسبتھا التي حصلت عليھا او الى الشخصيات المستقلة التي اقتربت من العتبة الانتخابية .اما منحھا للقوائم الفائزة فھو تجسيد آخر لعقلية القوى المھيمنة على البرلمان العراقي ،القصد منھا تأمين وصول قادة الاحزاب والاشخاص النافذين الذين لن يصلوا الى العتبة الانتخابية) .(٦ .٥فيما يتعلق بنظام القائمة المغلقة او المفتوحة ،فان القانون وإن لم يتب َن نظام القائمة المغلقة ،فانه في الواقع لم يتب َن نظام القائمة المفتوحة ،بمعنى ان القانون سلك طريقا ما بين طريقين ،وان كان ھو أقرب الى القائمة المغلقة منه الى المفتوحة ،فلم يضف شيئا سوى حرية انتخاب الناخب لمرشح ولكن من قائمة واحدة) .(٧ .٦ان ھذا القانون قد أدخل مفاھيم مغلوطة لا تتسق مع النظم الديمقراطية الحديثة ،فھو اعتمد مبدأ التمييز بين فئاته في مخالفة صريحة للدستور المادة ١٤التي تنص ) العراقيون متساوون أمام القانون دون تميي ٍز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذھب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي(.ومنح امتيازات للقوى المھيمنة وفي ھذه ايضا مخالفة صريحة لنص الدستور المادة ١٦التي تنص )تكافؤ الفرص ح ٌق مكفو ٌل لجميع العراقيين ،وتكفل الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك( .كما تم تغييب الرقابة والمحاسبة،وقلل من دور المواطن بالمشاركة والتأثير من خلال الالتفاف على ارادته) .(٨ .٧ان المعنى والدلالة الحقيقية لھذا القانون يتمثلان في مھمة اساسية تتجلى في محاولة القوى المھيمنة وشخوصھا اعادة انتاج انفسھم تحت مسميات واشكال جديدة .إذ حافظ ھذا القانون المعتمد على مكانة النخب التي سادت بعد ٢٠٠٣بما يضمن إستمراريتھا . ثانيا :البيئة الانتخابية وجدل المشروعية. وإذا ما علمنا ان العملية الانتخابية ھي عماد الديمقراطية او على حد قول الأستاذ ليون بردات في كتابه )الأيديولوجيات السياسية( \"ان الانتخابات ھي اھم مافي الديمقراطية ولايوجد اي شئ آخر يضاھيھا\" ،فان البيئة الانتخابية يجب ان تسمح باجراء انتخابات شفافة ونزيھة وھذا لايمكن ان نجده في البيئة الانتخابية داخل العراق لعدة أسباب لعل من أھمھا: أ.غياب قانون الاحزاب ،إذ ان غياب ھذا القانون يعطي أكثر من علامة استفھام عن الأسباب الذي تعيق اقرار ھذا القانون ومن ھي الجھات المستفيدة جراء ھذا الغياب .ولاشك ان الجھة المستفيدة ھي تلك القوى السياسية المھيمنة على الحياة السياسية فيه لان اي قانون لابد ان
يراعي منع الاحزاب ذات المدعى العنصري والطائفي كما سيفرض مبدأ الافصاح حول مصادر التمويل لتلك الأحزاب ،ويحد من الكثير من التجاوزات التي تحدث الآن بسبب ھذا الغياب. ب .تجري الانتخابات في ضوء ادراك جمعي لدى عموم الشعب العراقي بعدم الايمان بجدوى التصويت ،لان سلوك معظم البرلمانيين اعطى انطباعا لديھم مفاده ان اعضاء البرلمان ينظرون الى عضوية البرلمان على انھا تشريف وليس تكليفاً ،بتعبير أوضح ان الوصول الى البرلمان أو لبقية المناصب الحكومية والادارية العليا ،ليس الآ وسيلة للحصول على امتيازات وليس وسيلة للقيام بالتزامات تجاه المواطنين ،ومما زاد الطين بلة حجم الفساد الھائل الذي ينخر أجھزة الدولة العراقية الى درجة يمكن القول معھا ان الفساد تحول الى مؤسسة حقيقية نستطيع ان نطلق عليھا مؤسسة الفساد في مفارقتھا العجيبة انھا تكاد المؤسسة \"الوطنية\" الوحيدة بامتياز!!! وھذا يعود الى ان بنية ھذه المؤسسة تتكون من جھات واشخاص عابرين للطوائف والقوميات ،يحمون بعضھم البعض بما يشكل حلقات منسجمة ومتراصة تجسد الوحدة الوطنية بشكل مثالي لكن على نحو مغاير تماما. ھذا الارداك الجمعي ربما سيسبب في احجام المواطن وامتناعه عن الذھاب الى الصندوق الانتخابي ،ولاشك ان امام القوى السياسية مھمة عسيرة في دفع الناخب الى المشاركة في ھذه الانتخابات التي من المتوقع انھا لن تزيد عن ،%٥٠إذا لم يتم تعبئة سياسية واعلامية مقنعة للناخب العراقي. ج .تطغي صفة اقتسام الكراسي على معظم التحالفات والكيانات السياسية القائمة ،وبالتالي ھي ائتلافات كراسي اكثر منھا ائتلافات قائمة على الافكار او البرامج السياسية ،وبالتالي فالمشھد السائد ھو غياب الايديولوجية لصالح إعادة تكوين النخب المحلية والتقليدية والدينية ،حيث نجد تحالفات لجھات متقاطعة لايجمعھا جامع الا ھدف الوصول الى السلطة ،وبالتالي فان ھذه الكيانات مھددة باي وقت من الاوقات بالانفراط لعدم وجود الرابط او اللاصق الذي يجمعھا).(٩ د.تسيطر ست قوى رئيسية على المشھد الانتخابي وھي الكتلة العراقية وائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي والائتلاف الكردي وتجمع الوحدة الوطنية وجبھة التوافق العراقي. ھـ.ھنالك تدھور ملحوظ في الوضع الامني في البلاد ،ويرى نائب القائد العام لعمليات الجيش الأميركي في العراق الميجور جنرال جون جونسون إن القوات الأمريكية العاملة ھناك \"تستعد لمواجھة تصاعد العنف قبل الانتخابات العراقية\" مؤكدا في الوقت ذاته أن \" الوضع الأمني مرشح للاستقرار بحلول منتصف العام المقبل).(١٠ ھذا التدھور انعكس سلبا على الحكومة العراقية الحالية وأدخلھا في حرب استنزاف سياسي من شأنه أن يقوض الحكومة على الصعيدين المحلي والدولي ،كما ان الملف الامني اصبح محل جذب وخلاف ما بين القوى السياسية ليتحول الى ورقة انتخابية سيكون لھا دور مھم في سلوك الناخب التصويتي.
و .ھنالك تخوف حقيقي من عمليات تزوير كبيرة ستشھدھا ھذه الانتخابات ،اولا لھيمنة قوى سياسية معينة على مفوضية الانتخابات التي وجھت لھا تھمة من الان بانھا ھي اول من بدات بالتزوير عن طريق اتاحة تسجيل كيانات سياسية مجيرة لصالح الاكراد .وثانيا لعدم وجود الضمانات القانونية والاجرائية الكافية لاجراء انتخابات نزيھة .وثالثا .تمرس القوى المھيمنة على اساليب مبتكرة في عمليات التزوير ،ورابعا التجارب السابقة من حيث رفض القبول بالطعون المقدمة او ضعف الرقابة وغيرھا من الشبھات كلھا تصب في خانة التخوف الموضوعي من حدوث عملية التزوير. ز .تجري الانتخابات في ظل ھيمنة فعلية للاكراد على القرار السياسي العراقي بل يمكن القول ان الخارطة السياسية اضحت رھينة للقرار الكردي ،ويبدو ان الاكراد ھم وحدھم يملكون مشروعا واضحا ،لاسيما وان الاستراتيجية الكردية قائمة على مبدأ خذ كل شئ ولا تعطي اي شئ مستفيدة من الصراعات البينية ما بين الجانب العربي. ثالثا :الانتخابات والأھمية الاستراتيجية ان ھذا المشھد الانتخابي غير المشجع ،لايمكن ان يلغي الاھمية الاستراتيجية لھذه الانتخابات سلبا ام ايجابا ،ذلك ان ھذه الانتخابات ستظھر مدى قدرة الصندوق على احداث التغيير في العراق ،مثلما يمكن ان تثبت بانھا مجرد عملية تزكية للنظام القائم وشخوصه ،فالتغيير المنشود ھو صعود قوى تھدف الى بناء مؤسسات قائمة على ھوية المواطنة والكفاءة بدلا من الھويات الجھوية والفئوية ،وان حدث ذلك فانه سيشكل انقلابا على المفاھيم التي استقرت في المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد الاحتلال والتي اعتمدت مبدأ المحاصصة التي جلبت البلاء للشعب العراقي في كافة الصعد .كما انه سيؤدي الى قبول عربي ودولي اكبر للعراق ودوره في المنطقة .لكن ھذا الامر ليس بالسھل فالقوى السياسية المضادة لن ترضخ بسھولة وھي غالبا ما تستخدم الديمقراطية كمطية للوصول الى السلطة ،لكن في حال فشلھا ليس من المتوقع ان تقبل باللعبة الديمقراطية وربما ستسعى الى تقويض ھذه النتائج ،وھي لديھا القدرة على تحقيق بما تمتلكه من امكانات مادية ودعم اقليمي . اما اذا ما اسفرت ھذه الانتخابات عن اعادة انتاج القوى السياسية المھيمنة شكلا ومضمونا فان العراق سوف يشھد مزيدا من الازمات والكوارث والانقسامات ،كما انھا ستمھد الى تكريس مفھوم المحاصصة في البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بمختلف تنوعاتھا وعلى نحو يصعب معه التخلص منه او من تبعاته السيئة مستقبلا. رابعا :الانتخابات والمتغير الامريكي ويلعب المتغير الامريكي دورا مھما في مسار العملية السياسية ،ويبدو أن الادارة الامريكية الحالية مازالت تنظر الى المحاصصة السياسية كوسيلة مثلى لحل الاشكال العراقي .إذ اكد وزير
الدفاع الامريكي غيتس انه تحدث الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اثناء زيارته الاخيرة لبغداد بشأن الحاجة الى تشكيل حكومة تشمل كل فئات الشعب بسرعة عقب الانتخابات العامة بھدف تضييق فرص السقوط مرة أخرى في دائرة العنف .وبالتالي فان ھذا المطلب يلغي نتيجة الانتخابات مسبقا ويفترض وصول قوى طائفية الى قبة البرلمان ،بما يدفع الى تبني نظرية مفادھا ان الولايات المتحدة الامريكية ربما قد أعدت مسبقا نتائج الانتخابات ،عن طريق تقسيم المقاعد افقيا ما بين القوى الست الرئيسية المتنافسة على المقاعد البرلمانية بحيث لايستطيع اي تحالف بمفرده أن يحوز على الاغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة. ولا شك ان فكرة الانسحاب المسؤول تتضمن من بين ما تتضمنه تحقيق الاستقرار السياسي ولو على نحو سلبي ،ولذا نرى انغماس الولايات المتحدة في تفاصيل المفاوضات حول الانتخابات التشريعية التي جرت مابين الاطراف السياسية العراقية ،ومارست الضغط على المسؤولين العراقيين من أجل تفادي تأجيل الانتخابات وھذا ما اكدته مساعدة وزير الدفاع الأمريكي لشئون السياسة ميشيل فلورنوي حينما اشارت الى ان الولايات المتحدة مارست ضغوطا على بغداد حتى لا يتم تأجيل الانتخابات البرلمانية .موضحة في حديث أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب إلى أن إرجاء الانتخابات قد يكون له تأثير على انسحاب القوات الأمريكية من العراق حسب الخطة الموضوعة.وأضافت أن على القوات الأمريكية التنسيق مع الحكومة العراقية من أجل تأمين ھذه الانتخابات وأن تأجيلھا سيؤثر على تلك الاستعدادات. وتجسد ھذا الضغط في صور عدة منھا حضور السفير الامريكي وطاقمه في المفاوضات ،وكذلك حضور جلسات البرلمان من اجل ضبط ايقاع المفاوضات وعدم خروجھا عن الخطوط الاساسية التي رسمتھا الادارة الامريكية ،بالاضافة الى الاتصالات التي اجراھا الرئيس اوباما لاسيما مع مسعود البرزاني ،التي قيل انھا بقصد اعطاء ضمانات للاكراد في قضية كركوك ،وكذلك الاتصالات التي قام بھا نائب الرئيس الامريكي بايدن مع قادة الكتل السياسية بھدف دفعھم نحو الوصول الى اتفاق بشأن قانون الانتخابات. ان الادارة الامريكية تعد فترة ما بعد الانتخابات ھي الفترة الحقيقية لمعرفة مدى ھشاشة او قوة النظام السياسي الذي بنته ،وبالتالي ستتخذ القرار المناسب لھا سواء بتعجيل الانسحاب او تأجيله او ربما حتى اعادة النظر فيه. وبھذا الشأن يشير انتوني كوردسمان خبير الدراسات الإستراتيجية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن الى ان الولايات المتحدة سوف تواجه بعد الانتخابات تحديات رئيسية):(١١ .١تحدي الانسحاب ،إذ ينبغي تكييف الانسحاب على نحو يضمن شراكة استراتيجية طويلة الامد ،لكن ھذا لا يعني باي شكل من الاشكال ان على الولايات المتحدة أن تحاول البقاء في العراق كقوة احتلال ،أو وقف برنامجھا لتخفيض عدد القوات . .٢التحدي الكردي ،إذ سوف تحتاج الولايات المتحدة إلى جھد مستمر دبلوماسي وعسكري لإقناع الاكراد بأن يكونوا اكثر واقعية في النظر الى المكاسب التي تم تحقيقھا بعد عام ،٢٠٠٣لأن
الجانب العربي في ذلك الوقت كانت ضعيفا جدا .ولذا فمھمة الدبلوماسية الامريكية ينبغي ان تنصب على مساعدة الاكراد في ايجاد حلول مقبولة وواقعية والقيام بذلك في أسرع وقت ممكن .ويشير كوردسمان ان من الواضح أن التوترات بين العرب والاكراد بدات تتصاعد ،وأن الصبر بدأ ينفد من كلا الجانبين .وان التصعيد بين العرب والاكراد في كركوك ونينوى ، وجميع المناطق المتنازع عليھا ھو شاھد حقيقي على الوضع المتأزم الذي سيحتاج الى جھد غير عادي من قبل الدبلوماسية الامريكية والامم المتحدة معا .وسوف يتطلب ما لا يقل عن سنة من عناية فائقة قبل شروع القوات الامريكية في خفض قواتھا بشكل مطرد وعلى الولايات المتحدة ان تفعل كل شيء ممكن للتقليل من حدة ھذا التوتر الذي يمكن ان يشتعل في اية لحظة. .٣التحدي الطائفي ،إذ يرى كوردسمان ان التوتر بين \"السنة والشيعة\" لا يزال يشكل تحدياً جدياً وخطيراً .ومع ان معظم العراقيين العرب قد سئموا العنف والتطرف ،واظھروا رغبة عارمة في انھم يريدون السلام ،والحكم الرشيد والتنمية والتقدم ،فانه ومع ذلك ،لايزال ھذا التحدي قائما بوجود بنى سياسية واجتماعية واقتصادية تعمل على اثارة الفتنة. .٤تحدي التنمية والاعمار :من تحمل نفقات الاعمار والامن والتنمية عن طريق تنشيط قطاع النفط ،وتشجيع انماط الاستثمار الخارجي. .٥التحدي الامني المتعلق بجماعات العنف المسلح على مختلف تنوعاتھا. .٦التحدي المتعلق بالتدخلات الاقليمية في الشأن العراقي ،واقناع دول الجوار بقبول بالنظام السياسي الذي شكل بعد عام .٢٠٠٣ خامسا :الانتخابات والمتغير الاقليمي يلعب العامل الاقليمي دورا مھما في الساحة السياسية العراقية ،فالدول العربية وان اختلفت في تكيفھا السلبي ام الايجابي مع الشأن العراقي الا انھا تكاد تجمع بضرورة اجراء تغييرات في المنظومة السياسية العراقية ،لانھا تشعر ان العراق القائم الان لاينسجم مع المنظومة العربية ،ومن ثم فانھا بلا شك سترحب باي تغيير باتجاه يتناغم مع ما تريده من النظام السياسي في العراق ،وثمة أقوال كثيرة داخل العراق بشأن دعم بعض البلدان العربية لبعض القوى السياسية. وتتجه الانظار عادة الى سوريا والسعودية ،وتظھر دراسة اقامھا معھد معھد السلام الأمريكي بالتعاون مع مركز ھنري ستيمسون والتي جاءت تحت عنوان \"العراق ودول الجوار ،وإدارة أوباما: منظور سوري – سعودي\" ان دول الجوار العراقي ،لاسيما سوريا والمملكة العربية السعودية ،في صدد مراجعة سياساتھا تجاه العراق وإعادة النظر في مواقفھا إزاء قضاياھا المشتركة معھا ،في وقت يتصاعد فيه الحديث عن سياسة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية تجاه العراق في عھد أوباما ،قائمة على سحب القوات الأمريكية من العراق .وان الاحتمالات المفتوحة بعد تحقيق ھذا الانسحاب يحتم على دول الجوار أن تلعب دو ًرا ھا ًّما ومؤثرا من أجل تحقيق مصالحھا في المنطقة في ظل ھذا الزخم من التحديات السياسية والأمنية.
وتشير الدراسة الى أن العلاقات السورية ـ العراقية تتحكم في مسارھا عدة قضايا على قدر كبير من الأھمية والتشابك لعل أبرزھا ما أطلقت عليھا الدراسة مسألة الطائفية ورد فعلھا السلبي ،قضية تصدير المحاربين ،مشكلة اللاجئين العراقيين ،استضافة المعارضة ،وأخي ًرا الموضوعات التجارية والاقتصادية. اما فيما يتعلق الامر بالسعودية فقد أكدت الدراسة على أن السعودية قد صدمت وأصيبت باستياء شديد من الموقف الأمريكي المتمثل في تجاھل نصائحھا أو بالأحرى فشلت في التشاور معھا بشان الأمور الحرجة المتعلقة بالعراق وذلك من منطلق الشراكة الوطيدة التي تجمع بينھما ،بحيث أشارت الدراسة إلى أن إدارة بوش لم تكن على استعداد أن يملي عليھا أي طرف مھما كان ما يجب أن تفعله في العراق ،كما أنھا لم تكن راغبة في عقد أي شراكة نزيھة فيما يتعلق بالأمور الحيوية في العراق .وفى ھذا الإطار وصفت مختلف الأوساط السعودية الإدارة الأمريكية بأنھا تتعامل مع المسألة العراقية بصورة منفردة بعيدة عن مصالح دول الجوار ،ذلك على الرغم من التداخل الشديد بينھا و بين الأزمات الأخرى التي تعانى منھا المنطقة. وفى إطار استعراضھا لأھم القضايا التي تحكم العلاقات السعودية ـ العراقية ،أشارت الدراسة إلى عدد من القضايا لعل أبرزھا الموقف السياسي من الحكومة العراقية ،مسألة تأمين الحدود ،تحرير العراق من العزلة ،وأخي ًرا الموضوعات التجارية والاقتصادية لاسيما مسألة تخفيف الديون. وليس بالامر الخافي ان العلاقات السعودية العراقية في ظل حكومة المالكي لم تتطور على النحو الايجابي بل على العكس شھدت توترا كبيرا ،إذ ترى السعودية ان المالكي لم يلتزم بوعوده التي قطعھا من اجل اجراء مصالحة حقيقية ،وبالتالي فھنالك كان دوما مجال للشك والريبة تجاه شخصية المالكي نفسه ،وللنھج الذي اختطته حكومته .فيما تتھم الحكومة العراقية برئاسة المالكي ان السعودية لم تتفاعل مع رغبة الحكومة بتطوير العلاقات السعودية العراقية. وليس من قبيل المبالغة القول ،ان ايران من اكثر دول الجوار تدخلا في الشأن العراقي ،لانھا وجدت في المشھد السياسي في العراق ساحة مثلى للامتداد والھيمنة الاقليمية ،وبابا خلفيا للسياسة الخارجية الايرانية في صراعاتھا مع الولايات المتحدة او مع دول الجوار كالدول الخليجية او مصر او حتى تركيا. ويخطئ الظن من يعتقد ان ايران تتحرك وفقا للھوى المذھبي او الايديولوجي فحسب ،لان ايران اكثر من ذات مرة اثبتت بان سياستھا برغماتية الى حد ما وانھا مستعدة للوصول الى اتفاقات مصلحية بما يخدم مصالحھا القومية ،فعلى سبيل المثال عندما حدث الصراع بين ارمينيا المسيحية واذربيجان الشيعية وقفت ايران مع ارمينيا المسيحية بالضد من اذربيجان الشيعية لانھا رات بان مصالحھا تتحقق من خلال دعم ارمينيا. وبالتالي فانه على الرغم من الخطاب السائد مابين الولايات المتحدة وايران يغلف بالايديولوجيا فانه في الواقع ينم عن صراع مصالح في المنطقة ،وحينئذ يسھل علينا فھم التوقعات التي تقول بامكانية
حدوث صفقة امريكية ايرانية طالما الصراع ھو على المصالح لا على الايديولوجيات ،ولاريب ان العراق سيكون احدى القضايا الرئيسية لاي اتفاق امريكي ايراني . وتمتلك ايران اداوت متعددة من حيث الشكل والمضمون لتأكيد نفوذھا داخل العراق بدءا بمؤسسة صنع القرار السياسي العراقي وانتھاءا بعلاقتھا مع جميع القوى الموجودة داخل العراق كي تؤمن لھا حرية واسعة من المناورة وتحقيق المصالح المرجوة. لذا فان ايران ترغب الى حد ما في استمرار الوضع السياسي عما ھو عليه من اجل ادامة المشھد العراقي على ما ھو عليه من انقسام داخلي وفوضى وتشتت يتيح لھا ممارسة دورھا بسھولة .وربما ھو ما يتفق ايضا بما تريده الولايات المتحدة الامريكية كما اشرنا اليه سابقا. سادسا :العراق وسيناريوھات المستقبل ان تناول المشھد العراقي وتجلياته وارتباطاته الاقليمية والدولية يتيح لنا في التحليل النھائي بحث المآلات المستقبلية للعراق والذي يتجسد في المشاھد الاتية: المشھد الاول :تمكن كيان من الحصول على اغلبية مطلقة تؤھله لتكوين حكومة لوحده والامر الراجح لھذا السيناريو يتجسد في الكتلة العراقية التي تضم تشكيلة متنوعة بعضھا يتنافس على معظم ) الوفاق الوطني برئاسة اياد علاوي ،جبھة الحوار برئاسة صالح الدوائر الانتخابية مثل المطلك ،والتجديد برئاسة طارق الھاشمي او تيار المستقبل برئاسة رافع العيساوي ( وبعضھا قوى محلية تستطيع ان تكتسح المحافظة بمعظمھا )) مثل قائمة الحدباء في نينوى التي يقودھا اسامة النجيفي (( او قوى محلية اخرى تستطيع ان تنال أصواتاً مؤثرة مثل ))قائمة اسكندر وتوت في بابل او العبادي في البصرة(( .لكن مع ھذا يبقى العارض الرئيسي لھا المشھد ھو التحالف الكردستاني. المشھد الثاني :توزيع الاصوات افقيا على الكتل الرئيسية المنافسة مما يستدعي قيام تحالف عريض لتشكيل الحكومة ،وھو ما يدخل البلاد في فترة سبات طويلة من اجل تحقيق التوافق على توزيع المناصب فيما بينھا لفترة طويلة ،وبما يقود الى ترسيخ فكرة المحاصصة على نحو كبير.ويتوقع عدد من الخبراء ان ھذا المشھد ھو الأكثر ترجيحا من المشاھد الاخرى. المشھد الثالث :حصول كيان على اغلبية لكنھا اغلبية لا تمكنه من تشكيل الحكومة لوحده ،لذا يتم اللجوء الى التحالف مع كيان او اكثر لتشكيل الحكومة ،وھذا الامر متوفر للكتلة العراقية وكذلك لائتلاف دولة القانون او الائتلاف الوطني العراقي. المشھد الرابع :حصول كيانين على اغلبية لكن اغلبية لاتؤھل اي أحد منھما من تشكيل الحكومة ،فيتم اما التحالف مع بعضھما البعض او محاولة أي منھما الى البحث عن كيانات اخرى مع بقاء الاخر في المعارضة.
المشھد الخامس :ھو السيناريو )اكس أو المتغير المجھول( ،بمعنى حدوث تغيير غير متوقع على المشھد الانتخابي يقلب جميع التوقعات ،وفي ھذا الصدد يشير احد المفكرين الالمان ان من لايؤمن بالمفاجأة في عالم السياسة ليس بسياسي. الخاتمة صفوة القول ،ان الانتخابات تعد احدى الادوات الرئيسة لتسوية الاختلافات بين الجماعات الاجتماعية داخل حدود الدولة الواحدة ،ووسيلة للتحكيم بين الافكار والاختيارات ،وان السلوك التصويتي في مجمله ھو تجسيد لفكرة القبول بالاخر والعيش المشترك .لكن ھذا الوصف لايمكن تعميمه على التجربة العراقية ،لان البناء السياسي قد شكل وفقا لاھواء وصور ھي ابعد ما تكون عن الديمقراطية الحقة ،بحيث وصلنا الى مشھد ديمقراطي يفتقر الى ديمقراطيين . وبالتالي لايمكن الحديث عن الانتقال السلمي للسلطة في غياب انتخابات حقيقية تعبر عن ارادة الشعب العراقي او تؤكد مصداقية العمل السياسي ،ومازالت العملية الانتخابية بعيدة كل البعد عن تحقيق اشتراطات النزاھة ،بسبب وجود الكثير من الشوائب والشبھات . الا ان ذلك لا يعني باي شكل من الاشكال الدعوة الى مقاطعة الانتخابات فالذھاب الى الانتخابات ھو اقل الخيارات سوءا من بين عدة خيارات ،ولعلھا تكون بداية لتغيير حقيقي في مسار العملية السياسية . الھوامش: (1) الاحتباس لغةً :الاحتباس لغة له معان عدة فھو يعني المنع من ح ّريّة ال ّسعي ،ويخت ّص بما يحبسه الإنسان لنفسه .تقول :احتبست ال ّشيء :إذا اختصصته لنفسك خا ّصةً . كما يطلق الاحتباس عند فقھاء المسلمين على تسليم المرأة نفسھا لزوجھا ،كما قالوا :إ ّن النّفقة جزاء الاحتباس وھو ما اخذ به المشرع المصري في قانون الاحوال الشخصية المادة الاولى من القانون ١٩٢٠/٢٥حينما نصت على : »تستحق الزوجة النفقة في القانون نظير حق احتباس الزوج لھا على ذمته». كما يطلق الاحتباس أو الحبس على الوقف ،لما فيه من منع التّص ّرف فيه ،كما ذھب فقھاء القانون في جواز حبس المال المبيع عن المشتري ضماناً لاستيفاء ثمنه ،وعلى ھذا فالاحتباس أخ ّص من الإمساك ،ويعني الاحتباس ايضا الاعتكاف .للمزيد انظر :قاسم القونوي ،معجم انيس الفقھاء ،ص ٤٨وكذلك اما مصطلح الاحتباس السياسي فھو وان استخدم في المنابر الاعلامية او الادبيات السياسية كما ھو حال الباحث ، فانه لم يتم تاصيله نظريا .ونرى اجتھادا ان مصطلح الاحتباس السياسي ظھر نتيجة انتقال قضايا البيئة من دائرة الاھتمام العلمي الى دائرة الاھتمام السياسي ،وعليه نستطيع القول ان مصطلح الاحتباس السياسي يعني :ظاھرة
تصيب النظام السياسي بالشلل وشدة التوتر ،نتيجة فشل الوحدات المشكلة له من اداء ادوارھا الوظيفية المنوطة بھا ).الباحث(. (2) انظر بھذا الخصوص موقع المفوضية العليا للانتخابات على الشبكة العنكبوتية http://www.ihec.iq/Arabic/index.aspx (3) يحتوي قانون ١٦لسنة ٢٠٠٥على سبع فصول و ٣٠مادة ،تناول الفصل الاول سريان القانون والثاني حق الانتخاب اما الفصل الثالث فاشتمل حق الترشيح والرابع اشار الى الدوائر الانتخابية في حين انصرف الفصل الخامس الى توصيف الحملة الانتخابية الا انه لم يشر من قريب او بعيد الى مسالة تمويل الحملة الانتخابية ومصادرھا المسموحة والممنوعة ،وتطرق الى تعريف الجرائم الانتخابية اما الفصل السابع في عالج المسائل الختامية .للتفاصيل انظر الى نص القانون (4) كما ھو معلوم فان تسمية اعضاء المفوضية لم تتم على اساس مھني محض ،بل خضعت لمبدأ المحاصصة بحيث بات ينظر الى المفوضية على انھا امتداد لھيمنة الاحزاب النافذة. (5) انظر بھذا الخصوص نص التعديل المادة ) (٣رابعا وللمقارنة من نص القانون ١٦انظر المادة ١٦فقرة .٣ (6) انظر المادة ) (١رابعا من قانون التعديل (7) انظر :المادة ) (٣اولا من قانون التعديل. ) (٨انظر :المادتين ) (١٦) ،(١٤من الدستور العراقي. (9) ان فحص التحالفات على نحو موضوعي سوف يصل بنا الى نتيجة مفادھا ان معظم ھذه التحالفات سوف لن تستمر على النحو الذي ھي عليه الان بعد الانتخابات ،وربما سوف يعاد تشكيل عملية التحالفات طبقا لمقتضيات المصلة والسلطة والنفوذ. (10) انظر :الى تصريح h p://www.iraqcp.org/tarikalshab/75/59/index3.htm (11) h p://csis.org/files/publica on/091118_IraqSecTrends.pdf; h p://www.iraqo omorrow.org/civil_studies/76168.html
استشراف مستقبل العراق بعد انتخابات ٢٠١٠ نزار السامرائي * مقدمة - : منعت المادة ٢٣من اتفاقية لاھاي لعام ١٩٠٧إجراء أي تغيير في أي قانون أساسي مثل الدستور من قبل سلطة الاحتلال لبلد احتلته ،وقد تم دمج ھذا المنع بألفاظ قوية في الفقرات ٣٥٣و ٣٥٨و ٣٦٣و ٣٦٦من الدليل الميداني للجيش الأمريكي رقم ١٠/٢٧لسنة ، ١٩٥٦ومع ذلك فقد جاء الاحتلال الأمريكي للعراق محملا بنزعة تنسف ما وضعه من أسس في طرق التعامل مع الأقاليم المحتلة ،فحينما تم تعيين بول بريمر حاكما للعراق خلفا لجي كارنر ،فإن أول قرار اتخذه بعد توليه لمنصبه ھو قانون رقم واحد والخاص باجتثاث البعث ،ليكون الوصفة الناجحة لكثير من الأزمات المتناسلة . فقانون اجتثاث البعث استخدم سيفا مسلطا على رقبة كل طرف يراد قمعه أو إسكات صوته ،سواء كان بعثيا أو لم يكن ،فقد أطيح بمئات الآلاف من الرؤوس بسيف اجتثاث البعث ،وتم استبعاد الآلاف من السياسيين من واجھة الأحداث باسم القانون لمجرد الرغبة بإقصائھم حين الإحساس بالعجز عن مجاراتھم في ساحة المنافسة ،وھذا ما نلحظه في القوائم المتتالية التي أصدرتھا ھيئة المساءلة والعدالة ،والتي تفتقد للعدالة بكل المقاييس المعروفة دوليا ،فأصبح مجرد التفكير بصوت عال جريمة يحاسب عليھا القانون ،وأصبحت المقارنات الموضوعية بين الحقبة التي عاشھا العراق إبان الحكم الوطني ،وما بعد الاحتلال تھمة تعني في أقل الأوصاف ترويجا للإرھاب والعنصرية والتكفير والتطھير الطائفي ،كما نصت الفقرة الأولى من المادة السابعة من قانون اجتثاث البعث ، وذھب الكثيرون إلى تقديم فرضية أن قانون اجتثاث البعث كان مجرد حيلة وضعھا بريمر بيد الكتل السياسية
الحاكمة والتي جاءت بعيد الاحتلال لضرب طيف كامل من الشعب العراقي ،لاسيما وأن ھناك دعاوى ترتفع حينا وتخبو حينا آخر عن استعادة الشيعة لحكم فقدوه منذ ١٤٠٠سنة وأن عليھم عدم إضاعة ھذه الفرصة التاريخية . ولم يقف بريمر عند ھذا القانون بل امتدت يده إلى الجيش العراقي والأجھزة الأمنية ووزارة الإعلام والمخابرات وجھاز الأمن الخاص وكيانات اخرى فوضعھا على لائحة الشطب من سجلات الدولة العراقية ،وربما كان بريمر يخطط لبقاء طويل في العراق ،وربما لم يكن ليظن أن بلاده يمكن أن تنسحب من العراق في أي يوم من الأيام ، ولكن الولايات المتحدة التي خططت للصفحة العسكرية في غزو العراق ،أغفلت تماما ما ينبغي عليھا أن تفعله لإدارة بلد يحمل تراثا حضاريا عميقا ،وسجلا تاريخيا في مواجھة الأخطار الخارجية بما لا يتيح فرصة لمحتل أن يستقر فوق أرضه دون ثمن يدفعه ،وھذا ما حصل فقد انطلقت مقاومة مسلحة وعلى نحو فاجأ الولايات المتحدة ، فبدأت الإدارة الأمريكية بسلسلة من التدابير التي لا تقل سوءاً عن قرار الحرب ،فجاء قانون إدارة الدولة العراقية وتشكيل مجلس الحكم ليراكم المزيد من الإخفاقات الأمريكية ،وليضيف تعقيدات مستحكمة على كل الملفات السياسية في العراق ،وھو ما بدأت إفرازاته تظھر تباعا ،وھذا ما سنحاول التعرض له . خلفيات قريبة - : إذا كانت انتخابات عام ٢٠٠٥قد جاءت متساوقة مع نھج المحاصصة الطائفية العرقية الذي وضع أساسه الحاكم الأمريكي بول بريمر في قانون إدارة الدولة العراقية ،وتم تثبيته في الدستور المعمول به حاليا ،فإنھا أدت لاحقا إلى حصول شطر عمودي داخل الائتلاف الموحد تسبب بانشقاقه فيما بعد إلى كتلتين ستتضح صورتھما بعد ثلاث سنوات في انتخابات مجالس المحافظات في ٣١كانون الثاني /يناير ،٢٠٠٩وكذلك أدت نتائج الانتخابات النيابية إلى استبعاد إبراھيم الجعفري من زعامة حزب الدعوة ومجيء نوري المالكي محله في زعامة الحزب ورئاسة الحكومة وتعرض الحزب إلى انشقاق جديد . إن انتخابات عام ، ٢٠٠٥أفرزت ظاھرتين بدتا غير منسجمتين مع بعضھما ومع حقيقة المشھد السياسي السائد في العراق ... الأولى :سيطرة الائتلاف الشيعي المدعوم من إيران على مركز صنع القرار الإداري والمالي في المؤسسات الحكومة عموما والأمنية خصوصا من حيث الفرز الطائفي وحث الخطى لمواصلة تھميش دور وثقل طيف كبير من الشعب العراقي وذلك بإطلاق يد مليشيات تكونت في إيران أو التحقت بھا بعد الاحتلال لتمارس حرب إباد ٍة جماعي ٍة وتطھي ٍر عرقي ٍ◌ وصلت ذروتھا بين ٢٠٠٦و. ٢٠٠٧ والثانية :استعادة الخلافات القديمة بين الأطراف المكونة لقائمة الائتلاف العراقي الموحد لعافيتھا في رسم صورة العلاقة فيما بينھا ،ولتضاف إليھا خلافات ناشئة عن ممارسة السلطة وما تفرضه من دور ووجاھة وامتيازات تستثير الكثير من ردود الفعل الصامتة حينا والمعلنة في أحيان اخرى حتى إذا أخذت مبررات بعيدة عن الأسباب الحقيقية ،فتلك الأطراف متفقة على برنامج مشترك للتعاطي مع كل الأطراف من خارج الائتلاف ،ولكنھا تعيش خلافات لم تبق حبيسة الصدور أو غرف الاجتماعات المغلقة ،وإنما انتقلت إلى ساحات مفتوحة ،بدأت أولى صفحاتھا برفض حزب الفضيلة المشاركة في حكومة المالكي نتيجة إصراره على الحصول على حقيبة النفط مما ترك تساؤلات عن الأسباب التي تقف وراء ذلك ،وتبع ذلك انسحاب التيار الصدري من وزارة المالكي وتحول علاقة الحليف الذي أصر على تولي المالكي لرئاسة الوزارة إلى أكثر خصومه ضراوة حتى وصل الأمر بينھما إلى مواجھة دموية ذھب ضحيتھا الآلاف كما حصل في العمليات العسكرية ضد جيش المھدي عام ٢٠٠٨حتى وإن حرص المالكي على طرح فكرة أن العمليات العسكرية كانت ضد الخارجين على القانون .
تھاوت تحالفات كثيرة وتصدعت تحالفات اخرى حتى لم يكد تكتل ينجو من التشرذم ويخسر من رصيده بعض عناصره ،على حين حاولت جميع القوى رسم مسارات جديدة لنفسھا دون التخلي عما تعتبره ثوابت مقدسة لاسيما الأحزاب الدينية ذات البرامج الطائفية ،وبقيت الأحزاب الكردية وحدھا تبدو وكأنھا فوق أي تصدع أو اختلاف ، كانت تختزن في جوفھا الكثير من عناصر التشرذم ولكنھا كانت تريد الظھور بمظھر موحد مع ) الخارج ( كي لا تضيع عليھا الفرصة التاريخية في تكريس المكاسب التي حصلت عليھا بدعم أمريكي منذ عام ١٩٩١أو تلك التي تم تثبيتھا في قانون إدارة الدولة وتم ترحيلھا إلى دستور ، ٢٠٠٥لاسيما وأن الدعم الأمريكي لمطالب الحركة الكردية كان يسير باتجاه منسجم مع وحدة موقف الحركة تجاه ) الخارج ( والذي ھو ھنا تحديدا وحدة العراق أرضا وشعبا ،ولكن الوقت كان يترك المزيد من عوامل التعرية على جدران السرية التي أقامھا كل حزب كردي حول نفسه أو لعلاقاته المشحونة بالتوتر مع الأحزاب الاخرى ،وطفت على السطح أخيرا حركة يسميھا قادتھا بأنھا حركة تصحيح داخل الاتحاد الوطني الكردستاني ،وحتى بفرض عدم وجود صلة بين ھذه الحركة والخصم التاريخي اللدود لجلال الطالباني وھو الحزب الديمقراطي الكردستاني وحصرا عائلة البرزاني ،فإن ظھور حركة التغيير بقيادة نوشيروان مصطفى ،وبقدر ما يحمله من مشاعر التململ داخل الاتحاد ،فإنه ودون أدنى شك سيحظى بترحيب صامت من جانب العدو الذي ما من صداقته بد ،الحزب الديمقراطي الكردستاني ،أما عموم الأكراد فإن حالة التململ التي يعانون منھا ويتعرضون فيھا لقمع تحت لافتة الدفاع عن مكاسب الشعب الكردي وحقوقه القومية إضافة إلى تفشي حالة الفساد المالي والإداري وملاحقة الناشطين الأكراد الذين يسلطون الأضواء عليھا ،كلھا من دواعي التذمر المتزايد في المنطقة الشمالية من العراق . وبدأ خطاب إعلامي جديد يفرض نفسه على الشارع السياسي الحكومي في ضوء نتائج انتخابات مجالس المحافظات في كانون الثاني ، ٢٠٠٩فقد أخذت شعارات معلنة جديدة تشق طريقھا إلى خطاب نوري المالكي ، من قبيل ما قاله في ٣٠آذار /مارس ) ٢٠٠٩وحدة العراق وعروبته وسيادته خطوط حمر ( وكأنه كان يرد على دعوات المجلس الإسلامي الأعلى الفدرالية ،وھو حليفه اللدود في انتخابات ، ٢٠٠٥وخصمه العنيد في انتخابات مجالس المحافظات ،وخاصة بعد سقوط شعار فدرالية الوسط والجنوب وھو الحلم الذي مات عبد العزيز الحكيم ولم يتمكن من رؤيته ،بعد أن خذل أھل الوسط والجنوب تحالفه وصوتوا لمرشحين منافسين من ضمنھم قائمة رئيس الوزراء ) ائتلاف دولة القانون ( ،كما أن الحديث المتكرر للمالكي عن ضرورة إعادة النظر بالدستور لجھة ترجيح صلاحيات المركز على الأطراف ناغت مشاعر الكثيرين ممن يتطلعون إلى فرض ھيبة الدولة المركزية . وبصرف النظر عن صحة الطعون التي طرحت على النتائج ،نتيجة استخدام المال السياسي وسلطة أجھزة الأمن والإدارة ،فقد أقر زعماء المجلس الإسلامي بالھزيمة وعزوھا إلى انزوائھم وعدم تفاعلھم مع سكان المنطقة وھمومھم ومطالبھم والجھل بحقيقة توجھات المواطنين ،ولكن المالكي لم يتمكن من الحفاظ على الخط الذي ادعاه لنفسه وحزبه وقائمته لزمن طويل ،إذ سرعان ما عاد إلى المربع الأول سواء بالخطاب المعلن أو بالممارسات القمعية لأجھزة الأمن المرتبطة به ،وخاصة قيادة عمليات بغداد . الواقع الراھن - : يبدو أن نتائج الانتخابات المحلية أعطت نوري المالكي ثقة بالنفس ربما تفوق بكثير الوقائع على الأرض ،ومنذ تلك اللحظة بيت حزب الدعوة الذي يحمل موروثا معروفا من الضغائن مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية منذ أيام التواجد المشترك في طھران ،على أن يخوض انتخابات عام ٢٠١٠بقائمته الخاصة ) ائتلاف دولة القانون ( مستفيدا من العوامل التي جعلته يشعر بالنصر في انتخابات المحافظات ،مستغلا شعار سيادة القانون ووحدة العراق وعروبته ،لما تبين لھا أنھا شعارات تلامس ما استقر في أعماق المواطن العراقي الذي لم تلوثه ھاوية الحرب الأھلية التي كاد العراق ينزلق إليھا عام ، ٢٠٠٦وربما جازف المالكي حينما خاض معركته ضد أكبر قوة ھلامية على صعيد الشارع الشيعي ،وھي التيار الصدري الذي فرض المالكي نفسه رئيسا للوزراء كما فعل مع سلفه إبراھيم الجعفري والذي واجه فيما بعد حربا طاحنة في ربيع ٢٠٠٨حينما امتدت المعارك ضد جيش المھدي
من البصرة في أقصى جنوب العراق لتصل إلى الثورة والشعلة في بغداد مرورا بمدن الجنوب والفرات الأوسط ، والتي كانت تعتبر مناطق مغلقة للتيار الصدري على وفق ما يطرح الصدريون عن أنفسھم . في غمرة ما اعتبره نوري المالكي نصرا شخصيا في انتخابات مجالس المحافظات بدأ يسوق شعارات مبكرة للانتخابات النيابية في عام ، ٢٠١٠ويمكن إجمال المحاور الرئيسية لھا بما يلي : – ١الدعوة لنبذ الطائفية والعرقية والمحاصصة ،واعتماد خطاب وطني شامل في أداء المؤسسات الدستورية . – ٢الدعوة لتعديل الدستور بما يؤمن للحكومة المركزية من أداء مھامھا بصورة انسيابية ،وربما ستكون ھذه الدعوة ملازمة لكل من يتصدى لمسؤولية مركزية ويشعر أن الدستور يحد من صلاحياته . – ٣الدعوة إلى حكم الأغلبية ،وھذه الدعوة بالذات أثارت الكثير من التساؤلات عما يعنيه المالكي ،ھل ھو حكم الأغلبية الحزبية ؟ أم أغلبية القائمة ؟ أم الأغلبية السكانية المفترضة ؟ – ٤الدعوة للمصالحة الوطنية وتوسيع نطاق المشاركة في العملية السياسية . – ٥المضي قدما في خيار الديمقراطية والتعددية . ومع أن ھناك تناقضا بين النقاط الخمس التي وردت على لسان المالكي ،إلا أن الواقع يشير إلى أنھا كانت قد أطلقت في ظروف سياسية ونفسية مختلفة ،مما يعزز القناعة بعدم وجود برامج بعيدة المدى لدى المالكي شخصيا ولدى حزب الدعوة وأن النمط التجريبي ما زال سيد الموقف ،كما أكد أن المزاج الشخصي يلعب دوره الكبير في رسم مسار التقلبات الموسمية لمعظم السياسيين في عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي . أن الممارسات اللاحقة التي طبعت سلوك حكومة المالكي ،لم تتطابق مع الشعارات المرفوعة التي ابتلعتھا دھاليز الصراعات السياسية الساخنة بين أطراف جمعتھم في مركب واحد ظروف وربما ضغائن ضد طرف أو أطراف اخرى ،ومن المؤكد أن الضغائن لا تصلح تحت أي ظرف لتكون أساسا لتحالفات سياسية ناجحة وخاصة في بلد مثل العراق ،الذي يريد كل طرف إزاحة الآخرين من طريقه ،مترافقا مع ضجيج عال بالدعوة إلى المصالحة وتوسيع دائرة العملية السياسية وإدانة الاستئثار بالسلطة وتغييب الديمقراطية . المالكي لم يكشف خططه لخوض الانتخابات منفردا حتى اللحظة الأخيرة ،وترك حلفاء الأمس يجرون وراء نصره السابق خشية من أن يتمكن من ابتلاعھم في الانتخابات القادمة ،رغبة بالتحالف معه مع استعداد لتقديم تنازلات جدية لائتلاف دولة القانون ،ولكن العقبة الرئيسية التي حالت دون إتمام عقد الزواج مجددا كانت منصب رئاسة الحكومة وھو الشرط الأول الذي أصر عليه المالكي معتبرا أن من حقق الانجازات الأولى عليه ھو وحده أن يكملھا أو أن يسجلھا باسمه ،كما أن نسبة كل طرف من التحالفين السابقين في الائتلاف الجديد كانت تطرح بين آونة واخرى من أجل إضافة عراقيل جديدة لمنع سطو الخاسرين على إنجازات غيرھم . ولكن المالكي وھو في غمرة مشاعر النصر ،ارتكب خطيئة تجاھل الرقم الكردي في المعادلة الانتخابية ،ودخل في صراعات سياسية خفية أحيانا وعلنية أحيانا اخرى ،ولكنھا قوية مع قيادة الحركة الكردية الممسكة بمقاليد الوضع في شمال العراق ،ونسي المالكي أنه وقد أشاح بوجھه عن حلفاء الأمس ضمن قائمة الائتلاف العراقي الموحد ،فإن ھؤلاء لا بد لھم من البحث عن موضع الألم في جسم قائمة دولة القانون للضغط عليه بقوة من أجل إثارة الأوجاع حد الصراخ ،فباشرت قائمة الائتلاف الوطني العراقي وھو التحالف الشيعي الوريث للائتلاف الموحد ،اتصالات مع اللاعبين الذين لا يمكن تجاھلھم حتى من قبل أعدائھم في أية صفقات سياسية مستقبلية ،أي التحالف الكردي ،وحاول المالكي في الوقت الضائع تدارك ما ارتكبه من خطأ ،فقد زار النجف واجتمع بالمرجع الشيعي علي السيستاني ،وبعد اجتماعه غير المعروف التفاصيل ،قال بأنه يتطلع لتشكيل تحالف مع قائمة الائتلاف الوطني ،وھي القائمة التي أجلت الإعلان عن نفسھا أكثر من مرة رغبة في استدراجه إليھا ولكنه أصر
على النأي عنھا إلى خيار القائمة المنفردة غير أن دعوته سرعان ما جوبھت بالرفض القاطع من قبل قياديي الائتلاف الوطني ،وفي خطوة لافتة وصل عمار الحكيم إلى السليمانية وأربيل في حركة التفاف بعيدة على قائمة المالكي ،وأعلن من ھناك أن الآراء متفقة على تشكيل تحالف بين الائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني ، لتشكيل الحكومة التي ستفرزھا الانتخابات المقبلة ،ويبدو أن ھذه الخطوة لم تأخذ نصيبھا من الأھمية عند المالكي ،وفي تصريحات علنية قال الطالباني إن التحالف بين الشيعة والأكراد ھو الخيار المتاح لقيادة البلد نحو الأھداف المرسومة . المستقبل المفترض - : ھل من الممكن وفي ضوء قرارات الاجتثاث التي أعلنتھا ھيئة المساءلة والعدالة ،والتي شملت ١٥كيانا انتخابيا ، أن تستقيم الأوضاع للعملية السياسية التي تم تصميمھا على أسس خاطئة ؟ وھل تستند إجراءات تلك الھيئة الى أساس قانوني ؟ وھل يجب ألا يشق العراق طريقا له غير طريق الانتقام ؟ تم حل ھيئة اجتثاث البعث وتم إحلال ھيئة المساءلة والعدالة محلھا ،ولكن مجلس النواب لم يتوصل إلى اتفاق بشأن أعضاء الھيئة الجديدة ،وھكذا يبدو وكأن المادة السابعة من الدستور وكذلك قانون اجتثاث قد دخلا في حالة انعدام وزن لعدم وجود جھة متخصصة بتنفيذھما ،وبدلا من أن تستغل حكومة المالكي ھذا الوضع القانوني لإظھار المزيد من التسامح مع خصومھا الذين حاولت إلباسھم ألبسة البعث ،فإنھا تعسفت وبحدود غير متوقعة في توسيع نطاق القانون ليضرب كل الخصوم وخاصة من طيف محدد من العراقيين ،بھدف إزاحتھم من ساحة المواجھة حتى إذا عجزت عن ذلك أزاحتھم عن الخارطة السياسية ،واللافت أن رئيس الھيئة ھو أحد المتنافسين وكذلك مديرھا المعني بإصدار القوائم ،واللافت أكثر أن رموز الائتلافين ،الوطني ودولة القانون ،لم يجدوا ضيرا في إمضاء قوائم الاجتثاث الجديدة . من أجل تكوين صورة قريبة من الواقع الذي سيكون عليه العراق بعد الانتخابات ،لا بد من قراءة متأنية للظروف السياسية والقانونية التي فرضت نفسھا على المشھد الانتخابي برمته . شھدت مرحلة تشريع قانون الانتخابات تجاذبات ساخنة بين القوى التي نظر كل منھا إلى القانون من زاوية المصلحة والمكاسب التي يؤمنھا لھا أو الضرر الذي يدفعه عنھا ،وعكس الجدل الحاد الذي رافق جلسات مجلس النواب احتقانا سياسيا وفرزا طائفيا وعرقيا أعاد إلى الواجھة ما جرى في بداية تشكيل العملية السياسية ،وعلى الرغم من أن القانون ھو نسخة معدلة من القانون الذي أجريت انتخابات عام ٢٠٠٥بموجبه وھو القانون رقم ١٦ لسنة ، ٢٠٠٥إلا أن إعادة إنتاجه تطلبت وقتا طويلا أدى إلى استخدام نائب الرئيس طارق الھاشمي حقه الدستوري بالنقض بالمادة الأولى من القانون ،وإمعانا في تجاھل مجلس النواب للصلاحيات الدستورية للسلطات الثلاث ،فقد أدخل تعديلا على المادة الثانية وأبقى المادة الأولى على ما ھي عليه ،ھذا التباين في النظر إلى قانون واحد عكس إلى حدود بعيدة اختلافا في الموقف السياسي بين كتل كلھا تدعي الوصل بليلى ) العراق ( ،ولكنھا في واقع الحال كانت تستميت في تجيير المنافع لنفسھا ومنعھا عن الكتل الاخرى الحليفة والمنافسة على حد سواء ، كان الشرخ أكبر من القدرة على التستر عليه ،بحيث كان من حق المراقب أن يطرح تساؤلا جديا عما إذا كان ھؤلاء ينتمون إلى بلد واحد . لقد فتح الخلاف على قانون الانتخابات القديم الجديد ،جدلا سياسيا حاميا حول أھدافه ومراميه ،وخاض الجميع في كل شيء إلا في قواعده القانونية وفي سلامتھا لتغطية حقبة ساخنة من تاريخ العراق ،وأطلت المحاصصة على المشھد السياسي بقوة لتؤكد أن الطبقة السياسية أكثر تمسكا بھا من الشعب العراقي ،لأن ھذه المحاصصة ھي التي تتيح الفرصة لمن بيده شيئ من سلطة التحكم بالقرار والمال العام ألا يتنازل عنھا بأي حال ،وھو مستعد لاستخدام ھذين العاملين لقمع الآخر وقطع لسانه حتى عن مجرد المطالبة بما يعتقده حقا ثابتا له ،وشنت حملة تشنيع وكراھية متبادلة .
وبمجرد انتھاء معركة قانون الانتخابات بالصورة الرضائية ،امتلأت ساحة الصراع السياسي والإعلامي بشعارات ومطالب جديدة ،بدأ فصلھا الأول في الدعوة التي أطلقتھا رموز قائمة الائتلاف الوطني لجعل حكومة المالكي حكومة تصريف أعمال ،من أجل التأكد من عدم استخدام المال العام في الدعاية الانتخابية ،واجه ھذا المقترح رفضا قويا من قبل حزب الدعوة ) حزب رئيس الوزراء ( وقطعا لا بد أن يأخذ الرفض قالبا دستوريا وھذا ما حصل ،كما أن الضغوط السياسية التي مارستھا حكومة المالكي على مجلس النواب أدت إلى عدم تمرير قانون السلوك الانتخابي . ولكن الأزمة بدأت عندما تم الإعلان عن اجتثاث صالح المطلك وكتلته بالإضافة إلى ١٤كيانا آخر من قبل ھيئة المساءلة و العدالة وھي النسخة الثانية من ) ھيئة اجتثاث البعث ( ،رغم أن أبرز الوجوه المجتثة ،كانت جزءاً فاعلا في العملية السياسية ،بل أن المطلك كان قد ساھم بكتابة دستور عام ٢٠٠٥والذي استخدمت مادته السابعة في استبعاد المطلك ومن معه ،مما سيطرح تساؤلات جدية حول مدى مصداقية الشعارات المرفوعة عن توسيع نطاق المشاركة في العملية السياسية من خلال دعم مسيرة المصالحة الوطنية ،فإذا كان من ساھم بإرساء دعائم العملية السياسية وكان عضوا في لجنة كتابة الدستور ،وعضوا في البرلمان لدورة برلمانية كاملة ،قد تعرض لھذا الإجراء الاقصائي وبطريقة لا تخلو من السذاجة والغرض السياسي ،فكيف يمكن أن يطمئن من يريد الانخراط في ھذه العملية بعد أن أكلت الكثير من أبنائھا تباعا ،بل عرضتھم لخطر مواجھة تھم قد تعرض حياتھم للخطر وليس مجرد استھداف حياتھم السياسية ،وألا يؤكد ذلك مصداقية من وقف بقوة ضد العملية السياسية ودعا إلى حجب الشرعية عنھا منذ البداية ؟ إن الانتخابات التي تجري في ظل استعدادات أمريكية للانسحاب من العراق ،لا بد أن تطرح بقوة سؤالا محددا ، عما إذا كانت قادرة على طرح البديل عن الأخطاء التي رافقت تجربة الحكم منذ عام ٢٠٠٣وحتى الآن ،ورافقت محاولات رئيس الحكومة للاستفراد بالحكم ،وفرض وجھات نظره عن طريق تشكيل قوى مسلحة مرتبطة بمكتبه ،تنفذ أوامره بصرف النظر عن تطابقھا مع نصوص الدستور الذي منع قطعيا استخدام الجيش في مھمات داخلية لقمع أبناء الشعب العراقي ،ولھذا رأينا أن القوات المسلحة ومنذ تأسيسھا من مليشيات طائفية ،لم تنفذ واجبا واحدا دفاعا عن الأراضي العراقية وسيادة البلد ووحدة أراضيه ،وھل أن الانتخابات ستجري بنزاھة وشفافية ؟ وھل أن الشعارات الطائفية والعرقية ستختفي من الواجھة ؟ وبالتالي ھل أن النتائج ستنقل العراق من حال إلى اخرى أم أنه سيتدحرج إلى ھوة سحيقة ؟ وھل ستتوسع الدائرة الضيقة التي احتكرت صنع القرار طيلة السنوات التي أعقبت الاحتلال ؟ الاستنتاجات النھائية يمكن بثقة وصف الوضع في العراق كما يلي :لا توجد سلطة قادرة على إصدار قوانين منظمة للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلد ثم تكون قادرة على فرض احترامھا ) القوانين ( على الشارع ،بل توجد كتل متناحرة على كل شيء من منطلقات عرقية وطائفية وحزبية داخل كل طائفة أو عرق ،فمن حكم العراق منذ نيسان ٢٠٠٣وحتى الآن ،ھم من الذين عاشوا في الخارج لسنوات طويلة حصلت فيھا تغييرات جوھرية على الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ،حتى بدا وكأن الولايات المتحدة حرصت على معاقبة العراقيين مرتين ،مرة حينما غزت بلدھم ودمرت بنية الدولة ومؤسساتھا ،ومرة اخرى عندما فرضت عليه حكاما يحملون منطقا ثأريا من جھة ويجھلون طبيعة المجتمع العراقي من جھة اخرى . وإذا سارت الانتخابات كما ترسم لھا ھيئة اجتثاث البعث والأجندة التي تقف وراءھا وبصرف النظر عن المسميات ،فإن من العسير التنبؤ بنتائج قاطعة ،إلا أن صورة قريبة يمكن رسم معالمھا على أية حال . لابد من التذكير بواحدة من حقائق الواقع السياسي الجديد لعراق ما بعد الاحتلال الأمريكي ،وھي أن التحالف الكردستاني رقم لا يمكن استبعاده من معادلة أية حكومة يتم تشكيلھا في بغداد ،لأن الحكومة ستسير في ھذه الحالة على قدم واحدة أو في أحسن أحوالھا ستكون بحاجة إلى عكازة خارجية لفرض واقع آخر فأي استبعاد للتحالف
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215