مجلة العربي للدراسات الاعلامية

‫صور اللاجئين والمنكوبين الألبان‬ ‫لمطالب دورات الأخبار على مدار أربعة‬ ‫تستخدم كورقة لتوفير الدعم الدعائي‬ ‫وعشرون ساعة‪ُ ،‬يعرف هذا التطور بـ‬ ‫للغرب وتعزيز جهود الحرب‪ ،‬غير أن صور‬ ‫\"الأثر المتسارع\" ‪The accelerant effect‬‬ ‫الأخطاء والأضرار الجانبية التي شملت‬ ‫الذي يمكن أن يكون مادة تزيد من الخطأ‪،‬‬ ‫المدنيين الأبرياء أدت إلى تخفيض دعم‬ ‫سوء الفهم أو سوء الإدراك‪ ،‬فمن المرجح‬ ‫أن الفروق بين الصياغة والتنفيذ‬ ‫الحرب‪.‬‬ ‫ستصبح أكثر تشويشا‪ ،‬وتدفع بالتالي‬ ‫إلى اّتباع تنقيحات تكتيكية‪ ،‬فعلى‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬أثناء حرب الخليج وبعد‬ ‫قصف العامرية في ‪ 13‬فيفري ‪،1991‬‬ ‫وانتشار صور جثث المدنيين على‬ ‫شاشات التلفاز‪ُ ،‬أثيرت الشكوك حول‬ ‫ادعاءات التحالف من القصف الدقيق‬ ‫على الأهداف العسكرية‪ ،‬وهو ما دفع‪،‬‬ ‫بدرجة كبيرة‪ ،‬إلى تعديل السياسات‬ ‫والأهداف بوسط بغداد‪181.‬‬ ‫في سياق التدخل العسكري من‬ ‫الطرف الثالث تتأثر أدوار الإعلام بمختلف‬ ‫المراحل التي يمر بها التدخل أثناء‬ ‫عملية التنفيذ‪ ،‬ويمر بنقاط متباينة (‬ ‫انظر الشكل رقم ‪ُ )01‬تفضي إلى نتيجة‬ ‫مفادها أن السياسة الخارجية للحكومة‬ ‫هي أهم مجالات التأثير المحتمل على‬ ‫الأثر ‪ ،CNN‬فخلال ‪ 78‬يوما من حملة‬ ‫القصف التي قادها الناتو على جمهورية‬ ‫يوغسلافيا الاتحادية عام ‪ ،1998‬كانت‬ ‫‪ Ibid, p,p 61, 62.‬ـ ‪181‬‬ ‫‪198‬‬

‫تغ ّير السياسة‬ ‫بداية التدخل‬ ‫ضد التدخل‬ ‫مـــــــــــــــــــــــــــؤيد للتدخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل‬ ‫اعتراضات‬ ‫التسلسل الزمني‬ ‫‪CNN‬الأثر‬ ‫الأثر الدعــــــــائي‬ ‫الأثر المعرقل‬ ‫الشكل رقم‪ :01‬الآثار المختلفة للإعلام في علاقته بتغير سياسة الطرف الثالث‬ ‫المتدخل عسكريا‪ .‬المصدر‪:‬‬ ‫‪Babak Bahador: « The CNN effect in action: How the news media pushed‬‬ ‫‪63. the West toward war in Kosovo ». Op. Cit, p‬‬ ‫(فضيحة ووترغايت ‪Watergate‬‬ ‫ثانيا ـ الإعلام الأمريكي والتدخل‬ ‫‪ ،)scandal‬كما اقترن اسم سيمور هيرش‬ ‫الإنساني‪ :‬من توافق ألموند ـ ليبمان إلى‬ ‫بفضح التجاوزات اللا إنسانية للقوت‬ ‫البروباغندا‬ ‫المسلحة الأمريكية (جريمة ماي لاي ‪My‬‬ ‫‪ Lai Massacre‬في فيتنام‪ ،‬وانتهاكات‬ ‫تاريخيا‪ ،‬أ ّدت وسائل الإعلام دور‬ ‫سجن أبو غريب في العراق)؛ تحملُ هذه‬ ‫محاسبة ورقابة بالغ الأهمية‪ ،‬ففي‬ ‫الأمثلة في طياتها ما يشار له عادة بـ‬ ‫سبعينات القرن الماضي نجح ال ُصّحفيان‬ ‫بوب وودوارد وَ كارل برنستين في كشف‬ ‫\"صحافة كلب الحراسة\" ( ‪Watchdog‬‬ ‫الفساد السياسي داخل إدارة نيكسون‬

‫في المنطقة‪ ،‬وفي حالة الاتحاد‬ ‫‪ ) journalism‬التي تنشط وفق نموذج‬ ‫السوفييتي فإن \"المصالحة الأفغانية\"‬ ‫السوق الحرة باستقلالية عن السلطة‬ ‫كانت عنوانا يوحي بتوطيد السلطة في‬ ‫السياسية‪ ،182‬لذلك هناك إجماع على أن‬ ‫البلاد‪ ،‬وكما هو الحال مع الفتنمة فإن‬ ‫الأيديولوجية السياسية والهيكل‬ ‫المصالحة ستقدم تفسيرا منطقيا‬ ‫الحكومي يؤثران بشكل واضح على‬ ‫لانسحاب القوات السوفييتية من‬ ‫عملية الاتصال السياسي‪ ،‬فإن كانت‬ ‫أفغانستان‪ ،‬الذين باتوا متفهّمين أن‬ ‫وسائل الإعلام في الدول الديمقراطية‬ ‫حليفهم (الرئيس محمد نجيب الله) قادر‬ ‫توسم بـ\" السلطة رابعة\" التي تجسّد‬ ‫على الدفاع عن الأرض بعد إتمام عملية‬ ‫قوة الحماية والرصد‪ ،‬فإنها في النظام‬ ‫الانسحاب‪ ،‬ورغم أن الصراع في كلتا‬ ‫ال ّسلطوي ستكون بُوقا يَنشر الدعاية‬ ‫الحالتين قد ُس ّوي وُأطّر في المفاوضات‬ ‫الزعامتية؛ فليس من الغريب أن لا ُتقر‬ ‫الدولية‪ ،‬إلا أنه وبشكل غير متوقع‪ ،‬وفي‬ ‫وسائل الإعلام السوفييتية‪ ،‬في ظل‬ ‫كلتا الحالتين اهتمت القوتان العظميان‬ ‫هيمنة الدولة الكاملة على المعلومة‪،‬‬ ‫بالحفاظ على سمعتهما من وراء هذا‬ ‫بوجود قوات قتالية في أفغانستان إلا‬ ‫الانسحاب‪ ،‬ليس بالتركيز على إقناع‬ ‫بعد مرور خمس سنوات ونصف‪ ،‬غير أن‬ ‫الخصوم الدوليين‪ ،‬بل بالتركيز أكثر على‬ ‫هذا التمايز النظري سيندثر بمجرد أن يتم‬ ‫استدعاء لحظات تاريخية فارقة تشابهت‬ ‫إقناع الجماهير المحلية‪183.‬‬ ‫فيها أدوار وسائل الإعلام سواء في‬ ‫منظومة الدول الديمقراطية أو تلك التي‬ ‫تبدو هذه الأمثلة التاريخية محرجة‬ ‫توسم على أنها شمولية‪ ،‬ففي عام‬ ‫لما عُرف بـ\" توافق ألموند ـ‬ ‫‪ 1968‬أعلن القادة الأمريكيون عن عملية‬ ‫ليبمان\"( ‪The Almond/Lippmann‬‬ ‫\"الفتنمة\" (‪ )Vietnamization‬التي‬ ‫‪ ) Consensus‬الذي يعتبر ُمشرعنا‬ ‫تقضي بتسليم مقاليد السلطة‬ ‫للفرضية الواقعية المستندة إلى أن‬ ‫للفيتناميين الجنوبيين‪ ،‬وعلى رغم‬ ‫ترشيد متطلبات السياسة الخارجية لا‬ ‫قناعتهم بالعكس فإن الأمريكيين رأوا‬ ‫يمكن أن يتماشى مع تأييد الرأي العام‬ ‫في الفتنمة طريقا لتحقيق الاستقرار‬ ‫الذي غالبا ما تكون تفضيلاته عاطفية لا‬ ‫‪ Piers Robinson: «Media and US foreign‬ـ ‪182‬‬ ‫‪ Laura Roselle: «Media and the politics of‬ـ ‪183‬‬ ‫« ‪policy». In: Michael Cox and Doug Stokes (Ed):‬‬ ‫‪failure: Great powers, communication strategies,‬‬ ‫‪US foreign policy ». Oxford: Oxford university‬‬ ‫‪and military defeats». UK: Palgrave Macmillan, 1st‬‬ ‫‪press, 2nd edition, 2012, p 161.‬‬ ‫‪published, 2006, p2.‬‬ ‫‪200‬‬

‫في ما ي ّتصل بتأييد توافق ألموند‬ ‫عقلانية؛ فقد نبّه غابريال ألموند إلى‬ ‫ـ ليبمان‪ ،‬أجرى برنارد كوهين سنة ‪1973‬‬ ‫أن \"المزاج\" (‪ )Mood‬قد يدفع السياسة‬ ‫مقابلات مع مسؤولين في وزارة‬ ‫الخارجية إلى الانعزالية( ‪،)Isolationism‬‬ ‫الخارجية الأمريكية تبيّن من خلالها أن‬ ‫فبتجميع بيانات استقصائية من نهاية‬ ‫مصلحة الرأي العام شبه منعدمة‪ ،‬كما‬ ‫الحرب العالمية الثانية إلى غاية بداية‬ ‫توصّلت الدراسة إلى أن أي محاولة من‬ ‫الحرب الباردة يتضح أن معظم الناس‬ ‫المسؤولين لتثقيف الرأي العام بشأن‬ ‫يفتقرون إلى معلومات أساسية حول‬ ‫القضايا الدولية ستجعل السياسة‬ ‫الشؤون الدولية‪ ،‬في حين يبدون‬ ‫الخارجية موضع خطر‪ ،‬وفي ذات السياق‬ ‫اهتماما أكبر بالقضايا التي تمس بشكل‬ ‫أجرى كل من وارن ميلر َو دونالد‬ ‫مباشر حياتهم اليومية ( الصحة‪،‬‬ ‫ستوكس دراسة على توجهات مجلس‬ ‫الاقتصاد‪ ،‬الجريمة‪ ،‬العلاقة بين الأعراق)؛‬ ‫النواب سنة ‪ ،1963‬وكانت النتيجة أن‬ ‫هذه المزاجية‪ ،‬حسب ألموند‪ ،‬لا يمكن أن‬ ‫غالبية النواب يراعون في مواقفهم‬ ‫تكون قائدا جيدا للسياسة الخارجية؛ أما‬ ‫القضايا المحلية أكثر من القضايا الدولية؛‬ ‫ليبمان فقد كان أكثر هجومية حين أكد‬ ‫غير أنه وبعد نهاية الحرب الباردة ظهرت‬ ‫أن فرض الناس للفيتو على قرارات‬ ‫مسوحات جديدة ابتعدت عن المسألة‬ ‫واعية ومسؤولة قد جعل الحكومة‬ ‫الكلاسيكية المتعلقة بتأثير الرأي العام‬ ‫مضطرة للبحث عن الإجابات الضرورية‬ ‫محاولةً تقديم فحص أفضل لتأثير‬ ‫والأنسب‪ ،‬وكان لهذا تداعيات ظهرت‬ ‫الجمهور على الحروب‪ ،‬خصوصا أن هناك‬ ‫في تأخيٍر‪ ،‬طويل كان أو قصير‪ ،‬لاعتماد‬ ‫مكنونات تاريخية تثبت وجود علاقة‬ ‫السلم مع دعاة السلام‪ ،‬الحرب مع‬ ‫بين الرأي العام والتدخل العسكري من‬ ‫العدوانيين‪ ،‬أو المفاوضات مع‬ ‫عدمه (المثال السابق عن الانسحاب‬ ‫المحايدين‪ ،‬المسالمين والعنيدين‪ ،‬فـ \"‬ ‫الأمريكي والسوفييتي من فيتنام‬ ‫الرأي الجماهيري\" اكتسب سلطة متزايدة‬ ‫وأفغانستان على التوالي)‪ ،‬وهذا في‬ ‫وقد أثبت خطورته خاصة حين يتعلق‬ ‫ظل توافر معطيات وخصائص جديدة‬ ‫الأمر بقرارات مصيرية تتعلق برهانات‬ ‫تتعلق بالرأي العام نفسه‪ ،‬النظام‬ ‫الموت والحياة‪184.‬‬ ‫‪interventions». UK: Palgrave Macmillan, 1st‬‬ ‫‪ Helene Dieck: «The influence of public‬ـ ‪184‬‬ ‫‪published, 2015, p, p 20,22, 23.‬‬ ‫‪opinion on post – cold war US military‬‬ ‫‪201‬‬

‫فرصة تنقية المعلومات بما يسع لها أن‬ ‫السياسي‪ ،‬شخصية الرئيس َو الأزمات‬ ‫تمسّ الجمهور وته ّمش الشقاق والخروج‬ ‫الدولية‪185.‬‬ ‫من الصف‪.187‬‬ ‫يندرج توافق ألموند ـ ليبمان في‬ ‫يعتقد تشومسكي أن قادة الولايات‬ ‫إطار ما يسميه بيارز روبنسون بـ \"نموذج‬ ‫المتحدة قد التزموا السيطرة على العقل‬ ‫العام‪ ،‬مدفوعين في ذلك بنجاحات‬ ‫الصفوة\" الذي يحصر السياسة الخارجية‬ ‫لجنة كريل‪ Creel Committee ‬أو‬ ‫إنجازات التخويف من الشيوعية (الذعر‬ ‫ضمن فئات ضيقة تشمل رسميي‬ ‫الأحمر‪ ،)The Red Scare‬فمن المهم‬ ‫بمكان تحفيز الرأي العام لتأييد‬ ‫الشؤون الخارجية ومراكز البحوث‬ ‫\"مغامرات\" السياسة الخارجية\"‪ ،‬ومن‬ ‫الضروري تزييف التاريخ وأحيانا القيام‬ ‫والتفكير وَممثلي المصالح التجارية‬ ‫بالتمثيل وكأنه حقيقة‪188‬؛ ذلك ما‬ ‫يسميه جون ميرشايمر بـ \" الكذب في‬ ‫الكبرى‪ ،‬وتبدو افتراضات هذا النموذج‬ ‫السياسة الدولية\" فالاستماتة لكسب‬ ‫الحرب وإنقاذ مواطني طرف معين في‬ ‫غير متوافقة مع القناعات الفكرية لـ‬ ‫حرب استفزاز طويلة ومكلفة للأرواح‬ ‫تتسبب في أن يَستهدف المحاربون‬ ‫\"النموذج التعددي\" الذي يؤمن بأن القوة‬ ‫مواطنين في دول عدوة لهم‪ ،‬ما جعل‬ ‫من الدول الديمقراطية أكثر استهدافا‬ ‫موزعة بما فيه الكفاية على كافة شرائح‬ ‫للمدنيين في الحروب من الدول غير‬ ‫و ممثلي المجتمع‪ ،‬بحيث لا تستطيع أي‬ ‫مجموعة أن تستأثر بالمصالح والنقاشات‬ ‫العامة دون غيرها‪ ،‬وبين النموذجين تبرز‬ ‫الموافقة\"‬ ‫\"صناعة‬ ‫أطروحة‬ ‫(‪ ) Manufacturing consent‬لكل من‬ ‫الألسني نوعام تشومسكي َوالاقتصادي‬ ‫إدوارد هرمان والتي تركز على \"الدعاية‬ ‫النظامية\"‪ 186‬أين تتاح للرسائل‬ ‫الحكومية والمصالح الخاصة المسي ِطرة‬ ‫الأمريكي المسالم إلى معادي لألمانيا ومتعطش لخوض الحرب ضدها وإنقاذ العالم‪.‬‬ ‫‪ Ibid, p, p24, 25.‬ـ ‪185‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪ Piers Robinson: «Media and US foreign‬ـ ‪186‬‬ ‫‪Robert L. Heath and W. Timothy Coombs:‬‬ ‫‪policy». Op. Cit, p, p 162, 168, 172.‬‬ ‫‪« Today’s public relations: An introduction ».‬‬ ‫‪ 187‬ـ ماثياس ريمون‪ \" :‬مديرو تسيير الرأي العام‪ :‬من يسيطر على وسائل الإعلام؟\"‪.‬‬ ‫في‪ :‬برتراند بادي ودومينيك فيدال (مشرفين)‪ \" :‬من يحكم العالم؟‪ :‬أوضاع العالم‬ ‫‪U.S.A: Sage publications, 2006, p 56.‬‬ ‫‪ .\"2017‬ترجمة‪ :‬نصير مرّوة‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،2016 ،1‬ص‬ ‫‪ 188‬ـ نوعام تشومسكي‪ \" :‬السيطرة على الإعلام‪ :‬الإنجازات الهائلة للبروباغندا\"‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬أميمة عبد اللطيف‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص‪ ،‬ص‬ ‫‪.239‬‬ ‫‪ ‬ـ لجنة الإعلام الأمني أو لجنة كريل‪ :‬نسبة إلى جورجكريل ‪،George Creel‬‬ ‫‪.19 ،17 ،13‬‬ ‫وهي لجنة دعاية حكومية أنشئت أثناء إدارة وودرو ويلسون بهدف تحويل المزاج‬ ‫‪202‬‬

‫المجد أو الحسابات الإستراتيجية‪ ،‬بل‬ ‫الديمقراطية؛ يكفي فقط الاستشهاد‬ ‫كانت نتيجة تعاطف مع صور ُمذاعة‬ ‫بأن الولايات المتحدة قتلت ‪ 900000‬من‬ ‫لجوعى في شمال العراق‪ ،‬الصومال‬ ‫المدنيين اليابانيين عن سابق تصميم‪،‬‬ ‫وَالبوسنة‪ ،‬فالرغبة في إطعامهؤلاء‬ ‫رغم ذلك لا يتوان القادة في القبول‬ ‫كانت هي من دفعت بالجيش الأمريكي‬ ‫بالمعايير الأخلاقية التي تعطي أوصافا‬ ‫مقبولة لسلوك الدولة؛ عادة ما ترتبط‬ ‫إلى ثلاث مناطق نائية بالعالم‪191.‬‬ ‫هذه المعايير بشكل وثيق بنظرية‬ ‫الحرب العادلة‪189‬؛ يشرح الفيلسوف‬ ‫الخاتمة‪:‬‬ ‫البريطاني رالف ميليباند أن \"الطبقة‬ ‫القيادية\" في المجتمع الرأسمالي هي‬ ‫الإعلام أداةٌ حربية؛ وآليةٌ مستجدّة‬ ‫التي تملك وتتحكم بوسائل الإنتاج‪،‬‬ ‫لنصب الفخاخ والكمائن‪ ،‬ففي معاركٍ‬ ‫وهي القادرة بفضل سلطتها الاقتصادية‪،‬‬ ‫تنطوي على تأثير محتمل للأثر ‪ CNN‬قد‬ ‫التي تحوزها تبعا لهذا التمّلك‪ ،‬أن‬ ‫يكون هناك جذبٌ متعمّد للخصوم‬ ‫تستخدم الدولة كأداة سيطرة على‬ ‫ووضعهم في موقع غير ُمواتٍ‪ ،‬ما يُسهم‬ ‫المجتمع‪ ،‬فمن ركام مقبرة تيميشوارا‬ ‫في دفع الخصم إلى ارتكاب أعمال قد‬ ‫‪ ( Timisoara‬رومانيا) إلى إبادة أهل‬ ‫تزيد من تشويه صورته؛ فعلى عكس‬ ‫كوسوفو‪ ،‬مرورا بحرب الخليج الأولى أو‬ ‫الحروب السابقة باتت الجيوش اليوم‬ ‫التدخل الغربي الأخير في ليبيا‪ ،‬كانت‬ ‫حذر ًة من ارتكاب أعمال ضارة وغير‬ ‫وسائل الإعلام الكبرى تردد بشكل أبدي‬ ‫صدى الدعاية الحكومية‪ ،190‬لذلك ليس‬ ‫إنسانية أمام عدسات الكاميرات‪.‬‬ ‫غريبا أن تتحرك الآلة الدعائية الأمريكية‬ ‫لتبرير التدخلات الإنسانية رغم‬ ‫إ ّن الأهمية القصوى للإعلام في‬ ‫الانتقائية الواضحة في هذه التدخلات؛‬ ‫التأثير على ظاهرة التدخلات الإنسانية‬ ‫فقد روّج مايكل ماندلباوم إلى أن‬ ‫هي أنها تجعل الحروب أقل دموية‬ ‫التدخلات الأمريكية في حقبة ما بعد‬ ‫ومنسجمة مع مبادئ الحرب‪ ،‬وأمّا على‬ ‫الحرب الباردة لم تكن بدافع الذهب‪،‬‬ ‫المدى الطويل فهي تراهن على‬ ‫‪ 189‬ـ جون ميرشايمر‪ \" :‬لماذا يكذب القادة والزعماء‪ :‬حقيقة الكذب في السياسة‬ ‫‪ 190‬ـ ماثياس ريمون‪ \" :‬مديرو تسيير الرأي العام‪ :‬من يسيطر على وسائل‬ ‫الدولية\"‪ .‬ترجمة‪ :‬عبد الفتاح عمورة‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫الإعلام؟\"‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.239‬‬ ‫ط‪ ،2016 ،1‬ص‪ ،‬ص ‪.132 ،131‬‬ ‫‪ Piers Robinson: «Media and US foreign‬ـ ‪191‬‬ ‫‪policy». Op. Cit, p166 .‬‬ ‫‪203‬‬

‫الإعلام توفير رو ٍح إبداعية ليكون قادرًا‬ ‫تخفيض وحشية وقمع العداء الإنساني‬ ‫على مواجهتها‪.‬‬ ‫المتأصل‪.‬‬ ‫قائمة المراجع‪:‬‬ ‫يوصف الاّتصال على أنّه صمّام‬ ‫التفاعل بين البشر والإعلام؛ هذا الأخير‬ ‫أ ـ باللغة العربية‪:‬‬ ‫يمكنه أن يولّد العداوة بقدر ما يُمكنه أن‬ ‫ينمّي الصّداقة‪ ،‬وصحفي الحرب‬ ‫ـ توماس ل‪ .‬ماكفيل‪ \" :‬الإعلام‬ ‫المتمكّن هو ذلك الباحث عن الحقيقة‪،‬‬ ‫العالمي\"‪ .‬ترجمة‪ :‬عبد الحكم أحمد‬ ‫المؤمن بمضامين العدالة؛ ليس‬ ‫الخزامي‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفجر للنشر‬ ‫المقصود هنا أن يتح ّول الصحفي إلى‬ ‫مناضل لل ّسلام‪ ،‬بل تكمن مهمّته في‬ ‫والتوزيع‪ ،‬ط‪.2012 ،1‬‬ ‫فتح آفاق جديدة ُتخرج المجتمع من‬ ‫منطق العنف وتهيئ الرأي العام لمنطق‬ ‫ـ جون ميرشايمر‪ \" :‬لماذا يكذب القادة‬ ‫بديل‪ ،‬وتساعد العاملين على احتواء‬ ‫والزعماء‪ :‬حقيقة الكذب في السياسة‬ ‫النزاعات في مهامهم؛ فالدّال على الخير‬ ‫الدولية\"‪ .‬ترجمة‪ :‬عبد الفتاح عمورة‪،‬‬ ‫دمشق‪ :‬دار الفرقد للطباعة والنشر‬ ‫كفاعله‪.‬‬ ‫والتوزيع‪ ،‬ط‪.2016 ،1‬‬ ‫إن ال ّتوصية الرئيسية التي تستند‬ ‫عليها هذه الورقة البحثية هو ضرورة‬ ‫ـ نوعام تشومسكي‪ \" :‬السيطرة على‬ ‫انتهاج \"إعلام السلام\"؛ فدائمًا هناك‬ ‫الإعلام‪ :‬الإنجازات الهائلة للبروباغندا\"‪.‬‬ ‫خطر كام ٌن للعنف والحروب؛ يستمد‪ ،‬هذا‬ ‫ترجمة‪ :‬أميمة عبد اللطيف‪ ،‬القاهرة‪:‬‬ ‫الخطر‪ ،‬جذوره من نزاع عالق ينتظر حًلّا‪،‬‬ ‫ومن شأن استمرارية النزاع أن ُتفضي إلى‬ ‫مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬ ‫سلسلة من الأعمال الانتقامية؛ خصو ًصا‬ ‫في ظ ّل إشكاليات تطرحها أكثر من‬ ‫ـ ماثياس ريمون‪ \" :‬مديرو تسيير الرأي‬ ‫‪ 2000‬قومية تسعى كلها للحصوص‬ ‫العام‪ :‬من يسيطر على وسائل الإعلام؟\"‪.‬‬ ‫على وضع الدولة ـ الوطنية في عالم لا‬ ‫في‪ :‬برتراند بادي ودومينيك فيدال‬ ‫يتّسع إلا لما يزيد قليلا عن ‪ 200‬منها؛ إن‬ ‫(مشرفين)‪ \" :‬من يحكم العالم؟‪ :‬أوضاع‬ ‫هذه التحديات الجسيمة تستوجب على‬ ‫العالم ‪ .\"2017‬ترجمة‪ :‬نصير مروّة‪ ،‬بيروت‪:‬‬ ‫مؤسسة الفكر العربي‪ ،‬ط‪.2016 ،1‬‬ ‫‪204‬‬

- Helene Dieck: «The ‫ \" التلفزيون وآليات‬:‫ـ بيير بورديو‬ ‫ درويش‬:‫ ترجمة‬.\"‫التلاعب بالعقول‬ influence of public opinion ‫ دار كنعان للدراسات‬:‫ دمشق‬،‫الحلوجي‬ .2004 ،1‫ ط‬،‫والنشر والخدمات الإعلامية‬ on post – cold war US :‫ \" النظام العالمي‬:‫ـ هنري كيسنجر‬ military interventions». UK: .\"‫تأملات حول طلائع الأمم ومسار التاريخ‬ ‫ دار الكتاب‬:‫ بيروت‬،‫ فاضل جتكر‬:‫ترجمة‬ Palgrave Macmillan, 1st .2015 ،‫العربي‬ published, 2015. - Laura Roselle: «Media ‫ \" الحرب في‬:‫ـ شهيرة بن عبد الله‬ ‫ آليات بناء المعنى وإنتاج‬:‫وسائل الإعلام‬ and the politics of failure: ،‫ مجلة المستقبل العربي‬.\"‫المعرفة‬ Great powers, .2014 ‫ نوفمبر‬،429 ‫العدد‬ communication strategies, :‫ب ـ باللغة الأجنبية‬ and military defeats». UK: - Robert L. Heath and W. Timothy Coombs: Palgrave Macmillan, 1st « Today’s public relations: An introduction ». U.S.A: published, 2006. Sage publications, 2006. - Piers Robinson: - Babak Bahador: « The CNN effect in action: How «Media and US foreign the news media pushed the West toward war in Kosovo policy». In: Michael Cox and ». New York: Palgrave Macmillan, 1st published, Doug Stokes (Ed): « US 2007. foreign policy ». Oxford: Oxford university press, 2nd edition, 2012. - Piers Robinson: « The CNN effect: The myth of news, foreign policy and intervention ». London and New York: Routledge, 1st published, 2002 - Thomas Rid: «War and media operations: The US military and the press from 205

Vietnam to Iraq». London and New York: Routledge, 1st published, 2007. - Geoff Simons: « Vietnam syndrome: Impact on US foreign policy ». U.S.A: Macmillan press LTD, 1st published, 1998. - Ole R. Holsti: « Public opinion and American foreign policy ». U.S.A: The university of Michigan press, 2004. - Nicholas J. Wheeler: « Saving strangers: Humanitarian intervention in international society ». Oxford: Oxford university press, 2000. - Hans Morgenthau: « Politics among nations: The struggle for power and peace ». New York: McGraw-Hill Education, 7th edition, 2005. 206

‫مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها في وعي‬ ‫الجمهور معرفيا‪:‬‬ ‫المجتمع العراقيّ أنموذجًا‬ ‫د‪ .‬علي مولود فاضل‬ ‫‪207‬‬

‫الملخص‪:‬‬ ‫أخذت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة دورًا مهمًا وفعالا في تنشئة‬ ‫المجتمع والجمهور بشكل عام والمتلقي العراقي بشكل خاص؛ فهي تقدم معلومات‬ ‫وموضوعات متنوعة ومتعددة‪ ،‬وبطريقة يسيرة وبحرية كبيرة‪ ،‬وتأخذ الطروحات‬ ‫المقدمة من خلال هذه المواقع أشكالا وأنماطا مختلفة‪ ،‬فمن جهة تقدم الموضوعات‬ ‫الاجتماعية والإخبارية والفنية والفكرية والتسلية‪ ،‬ومن جهة أخرى تقدم الإدمان‬ ‫وتسويف وقت المتلقي‪ ،‬وبالرغم من حداثة هذه المواقع وسرعة انتشارها وتزايد‬ ‫اشكالها‪ ،‬فإنّ الجمهور بات لا يمكنه الانفصال عنها أو تركها أو الابتعاد عنها‪ ،‬وسط كم‬ ‫كبير من التركيز والإذعان لها‪ ،‬كونها تغذي المتلقي بالحاجات التي تنقصه وتملأ وقته‬ ‫وتشحن فراغه بالعديد من الرسائل الإعلامية‪ ،‬وفي ذات الوقت تعرض لمخاطر ضياع‬ ‫الوقت وزيادة جهله بمحيطه‪.‬‬ ‫فالحياة الافتراضية هي عبارة عن متنفس أو وجه آخر يقصده الجمهور هروبا من‬ ‫الضغوطات الأسرية والاجتماعية‪ ،‬وما يحيط بها من ظروف لها تأثيراتها المهمة‬ ‫والمختلفة في نفسية الجمهور ومعناته‪ ،‬وهو ما أثبتته نتائج البحوث والدراسات‬ ‫المتعددة عبر تطبيقات بحثية للكثير من الأطر النظرية المتنوعة‪.‬‬ ‫فهذه المواقع التواصلية باختلاف أشكالها ومضامينها تنقل الأحداث والمواقف‬ ‫والقضايا واليوميات التي يعيشها الكائن البشري على نافذة الجوال أو الكمبيوتر من‬ ‫البيئة الاجتماعية السائدة فيها إلى جمهرة المتلقين‪ ،‬محدثة تفاعلا مباشرا بين ملايين‬ ‫الناس دون وجود لحاجز المكان أو الزمان‪ ،‬الذي كان يقطع العملية الاتصالية سابقا‪ ،‬ومع‬ ‫تزايد عدد المستخدمين لها صارت مواقع التواصل الاجتماعي تأتي في مقدمة الوسائل‬ ‫الإعلامية من حيث قدرتها الهائلة على التأثير في الأفراد‪ ،‬ولا سيما من خلال ظهور‬ ‫أنواع جديدة لهذه البرامج واستعمالات مبتكرة وآليات طرح مؤثرة‪ ،‬وهذا كله شكّل ُبعدا‬ ‫اتصاليا جديدا في البيئة العراقية خاصة بعد ثورة الإعلام التي حصلت في العراق‪ ،‬حيث‬ ‫أصبحت البيئة الافتراضية موضوعا شائكا وواقعا سائدا ومضمونا مهما‪ ،‬يستحق الوقوف‬ ‫عليه بطريقة علمية جدية‪ ،‬حتى وإن طرح أساتذة الإعلام تقاطعات عالمية أو فكرية‬ ‫حول تسمية هذا النمط الاتصالي وتصنيفه العلمي‬ ‫‪208‬‬

،‫بين مؤيد في القول على أنها وسائل إعلامية وبين معارض يقول أنها مجرد برامج‬ ،‫وبين مصنف لها على هيئة إعلام جديد وبين معارض يرى أنها شكلٌ من أشكال الإعلام‬ ‫ وهو من يستسقي تدفق معلومات‬،‫ووسط كل هذا نرى المتلقي هو من يزداد تعرضا لها‬ ‫ وبالتالي صارت تشكل الكثير من شخصيته وتكون‬،‫هذه المواقع التواصلية بطريقة كبيرة‬ ،‫ وتنشئ جيلا يعتمد في الكثير من تركيبته على ما تقدمه هذه المواقع‬،‫بنيته الذاتية‬ ‫وهذا ما أفرز صعوبات كبرى على بناء النسيج المعرفي للمجتمع العراقي وزيادة الخطورة‬ .‫عليه ازاء هذه المواقع‬ Abstract: Social media sites have played an important and active role in formulate the public attitudes. These sites introduce a variety of information and subjects with free and simple way. The messages of these sites take different shapes and sorts. They introduce news, social, art, intellectual and entertainment subjects. On the other hand, they cause public's time wasting. In spite of their modernity, their fast spread, and their forms increase, public cant's quite them because they supply public with subjects they need miss. Virtual life in these sites represents the easy and secret life that satisfy public psychological needs, they in for public with updated news and new subjects that touch their lives so they cause direct interactivity between millions of communicating users without barriers of location and time, with increasing numbers of users of social media sites, these sites have become the most important media among other kinds of media in the sense of their updating programs and options. Social media concepts are also in their way of developing. Sometime controversial issues take their way to the academic field. Some specialists consider social media sites as new form of media while some other say that the social media sites are merly programs. Finally social media public is increase ingly get the daily and necessary information from these sites. Challenges before social media sites in Iraqi public art formulation A research introduced by Ali. M. Fadhil 209

‫ونظرا للدور البالغ والمؤثر الذي‬ ‫المقدّمة ‪:‬‬ ‫أضحى يقاد من قبل مواقع التواصل‬ ‫الاجتماعي في انشاء بيئة اجتماعية‬ ‫غيرت ثورة اكتشاف مواقع التواصل‬ ‫جديدة‪ ،‬تنتشر وفق الإدمان والانقياد‬ ‫الاجتماعي الواقع الاتصالي والإعلامي‬ ‫خلف ما يطرح في هذه الشاشة الصغيرة‪،‬‬ ‫في العالم برمته‪ ،‬وجعلت المعلومات‬ ‫فإن البحث العلمي يتطلب متابعة‬ ‫وسريانها متاحا لدى الجميع‪ ،‬وبرزت في‬ ‫للأحداث والمتغيرات التي تحدق‬ ‫هذه الحياة الافتراضية الجديدة أشكال‬ ‫بالجمهور أو بالعملية الاتصالية‪ ،‬ويحاول‬ ‫وأنماط اتصالية وإعلامية جديدة‪ ،‬في‬ ‫الاجابة على التساؤلات أو المشكلات‬ ‫الساحة الاجتماعية‪ ،‬لم يكن يعهدها‬ ‫التي تلقي بهيمنتها على الباحث؛ لهذا‬ ‫العالم من قبل‪ ،‬كما أن الطروحات‬ ‫جاء هذا البحث ليعرف بالمخاطر التي‬ ‫والمضامين اختلفت وتعددت وأخذت‬ ‫تُوجدها مواقع التواصل الاجتماعي في‬ ‫طابعا وأنموذجا جديدا لم يكن معهودا‬ ‫وعي الجمهور العراقي وما أحدثته هذه‬ ‫في السابق داخل الرقعة الإعلامية‬ ‫المواقع من تأثير في البيئة الاتصالية‬ ‫ووسط القرية الصغيرة‪ ،‬إذ أصبحت مواقع‬ ‫التواصل الاجتماعي تأخذ دورًا هاماً‬ ‫الجديدة على نمط حياته المعرفية‪.‬‬ ‫وفعالًا في التنشئة الاجتماعية للجمهور‬ ‫وبنيته الاتصالية؛ فهي تقدم موادًا‬ ‫مشكلة البحث‪:‬‬ ‫وموضوعات متنوعة‪ ،‬وتأتي موضوعات‬ ‫البناء والإنشاء الاجتماعي الجديد‬ ‫إن مواقع التواصل الاجتماعي على‬ ‫متقدمة عليهم‪ ،‬وذات مكانة متميزة‬ ‫الرغم من حداثة ظهورها‪ ،‬فإنها شكلت‬ ‫بين المواد والطروحات المقدمة في‬ ‫وجودًا قوياً وواقعاً فعليًا في البيئة‬ ‫مواقع التواصل الاجتماعي‪ ،‬سواء كانت‬ ‫الاتصالية والحياة الاجتماعية‪ ،‬وأن وسائل‬ ‫هذه المواد ذات طابع ايجابي أو سلبي؛‬ ‫الإعلام بشكلها العام وخاصة في‬ ‫فهي في مقصدها تنتج جمهورا ذا‬ ‫المجتمعات التي يطرأ عليها التغير‪ ،‬لا‬ ‫تنشئة خاصة‪ ،‬وهذا ما نلاحظه على‬ ‫يمكن أن تعمل دون وجود تجديد فيها‬ ‫بنية الجمهور العراقي الذي يزداد تعرضا‬ ‫وتغير في شكلها ومضمونها حتى وإن‬ ‫لهذه المواقع يوما بعد آخر‪ ،‬على الرغم‬ ‫وُجِدت معوقات تعتريها؛ لأن مضامين‬ ‫من تواجد وسائل إعلامية أخرى‪ ،‬إلا أن‬ ‫هذه الوسائل وأهدافها‪ ،‬أيضا تأخذ شكلاً‬ ‫التواصل الاجتماعي يأتي في صدارتها‪.‬‬ ‫ونمطاً جديدًا يتماشى مع الحياة‬ ‫الجديدة التي برزت في الواقع وأخذت‬

‫هدف البحث‪:‬‬ ‫حيزًا مهمًا منه‪ ،‬وعلى الرغم من العناء‬ ‫على كاهل المتلقي الذي يواجه كماً‬ ‫يهدف البحث إلى التعرف على أهم‬ ‫كبيرًا من الرسائل والمعلومات الإعلامية‬ ‫المخاطر التي تواجه مواقع التواصل‬ ‫والتي تجعله في تشتت دائم‪ ،‬فإن‬ ‫الاجتماعي في زيادة الوعي المعرفي‬ ‫واحدة من تلك المعلومات أو المضامين‬ ‫لدى الجمهور العراقي‪ ،‬وذلك من خلال‬ ‫المقدمة عبر وسائل الإعلام بشكلها‪،‬‬ ‫المواد التي تقدمها هذه المواقع‪ ،‬وآلية‬ ‫العام والعراقي بشكله الخاص‪ ،‬هي‬ ‫تعرضه لها في ظل بيئة اتصالية‬ ‫المواد المطروحة عبر مواقع التواصل‬ ‫افتراضية جديدة أحدثتها التغيرات التي‬ ‫الاجتماعي‪ ،‬والتي تسعى لخدمة‬ ‫طرأت على المجتمع العراقي وجعلته‬ ‫المتلقي العراقي أو بناء شخصيته سواء‬ ‫بالاتجاه الصالح أو غير صالح‪ ،‬خاصة أن‬ ‫مرتبكا أمامها‪.‬‬ ‫هذه المواقع قد ظهرت مع التغير الذي‬ ‫حصل داخل المجتمع العراقي‪ ،‬وهذا‬ ‫ومن هنا يأتي هذا الهدف مركزا‬ ‫التغير والاختلاف الذي حدث في البنية‬ ‫ومكثفا؛ لأن تساؤلات البحث هي ما‬ ‫الاجتماعية والإعلامية‪ ،‬والذي أحدث‬ ‫ستفضي إلى أهداف البحث والتوافق مع‬ ‫شيئا من الإرباك للجمهور‪ ،‬ما هو إلا جزءً‬ ‫من عولمة الاتصال التي ألقت ظلالها‬ ‫مشكلته‪.‬‬ ‫على العالم كله؛ لهذا جاءت هذه‬ ‫الدراسة‪ ،‬للتعرف على المخاطر الكبيرة‬ ‫تساؤلات البحث‪:‬‬ ‫التي تلعبها مواقع التواصل الاجتماعي‬ ‫في زيادة أو نقصان الوعي لدى الجمهور‬ ‫يفترض هذا البحث عددا من‬ ‫وكذلك والتحديات والصعوبات التي‬ ‫التساؤلات التي تحتاج إلى شروحات‬ ‫تواجه ذلك المجتمع‪ ،‬وما هي الطريقة‬ ‫وتوضيح حولها‪ ،‬والتي سيستعرض‬ ‫التي تعمل عليها هذه المواقع من أجل‬ ‫البحث الإجابة عنها من خلال وحدات‬ ‫خلق جمهور جديد يتماشى مع ما‬ ‫البحث المتضمنة‪ :‬مواقع التواصل‬ ‫تعرضه‪ ،‬وهذا ما سوف يجيب عنه البحث‬ ‫الاجتماعي بين الصعوبة والتطور‬ ‫من خلال عدة وحدات لعرض المشكلة‪.‬‬ ‫والتحدي‪ ،‬والذي يتضمن فيه (مواقع‬ ‫التواصل الاجتماعي والعائلة‪ ،‬مواقع‬ ‫التواصل والطفولة‪ ،‬الإعلام الحديث‬ ‫وهوية الثقافة العراقية‪ ،‬التواصل والمرأة‬ ‫في العراق‪ ،‬الإعلام والمجتمع الافتراضي‬ ‫في المجتمع العراقي‪ ،‬التواصل‬ ‫الاجتماعي وقيم التسامح والمواطنة‬ ‫‪211‬‬

‫الوضع الراهن‪ ،‬والواقع الجديد المتصل‬ ‫والسلم الأهلي) بالإضافة إلى أهم‬ ‫بالواقع العربي والعالم واحتمالاته‬ ‫المخاطر التي تعترض الجمهور داخل‬ ‫المستقبلية أوجد تحديات هامة‬ ‫المجتمع وتحد من وعيه‪ ،‬وذلك في أثناء‬ ‫وخطيرة‪ ،‬ووضع على المؤسسات‬ ‫تربيتها للجمهور‪ ،‬خاصة في ظل هذا‬ ‫الإعلامية مسؤولية مواجهتها والتعامل‬ ‫التنامي الرهيب في مواقع التواصل‬ ‫معها في الحاضر والمستقبل‪ ،‬وخاصة‬ ‫ووسائل الإعلام بشكل عام‪ ،‬وتأثيره على‬ ‫مع التوقعات بتزايد حدة وتسارع هذه‬ ‫الجمهور العراقي في بناء ثقافته ووعيه‬ ‫التحديات في المستقبل في ظل‬ ‫التطورات والتغيرات التي يشهدها‬ ‫ومراحل تطويرها‪.‬‬ ‫العالم في مختلف الميادين (‪.)192‬‬ ‫وفيما يلي استعراض لما جاء في‬ ‫وحدات البحث وبشكل مفصل‪:‬‬ ‫ويشترك الإعلام العراقي مع الإعلام‬ ‫العربي في الكثير من المعوقات التي‬ ‫مواقع التواصل الاجتماعي بين‬ ‫تعترض عملهما في تشكيل ثقافة‬ ‫الصعوبة والتطور‬ ‫التغيير‪ ،‬إلا أن الإعلام العراقي يتفرد‬ ‫بمجموعة من المعوقات التي فرضتها‬ ‫عملت الحياة الجديدة او التغيرات‬ ‫خصوصية الثقافة السائدة‪ ،‬والظروف‬ ‫التي طرأت على المجتمع العراقي وزارة‬ ‫السياسية المتأزمة‪ ،‬التي عاشها العراق‬ ‫الإعلام فيه فوضى كبيرة في بنيته‬ ‫خلال العقود الخمسة الأخيرة‪ ،‬وبخاصة‬ ‫الاتصالية‪ ،‬إذ قلبت الثورة الإعلامية أو‬ ‫المدة التي أعقبت الاحتلال الأمريكي‪.‬‬ ‫تكنولوجيا الإعلام التي يشهدها العالم‬ ‫كما أن إشاعة ثقافة التغيير التي ينتظر‬ ‫كل الموازين المعلوماتية‪ ،‬وأضحى‬ ‫من الإعلام القيام بها في العراق مهمة‬ ‫الإعلام ركيزة أساسية في بناء مقومات‬ ‫عسيرة للغاية‪ ،‬وتتطلب زمنا طويلا‬ ‫المجتمعات‪ ،‬ولأن الإعلام أداة فاعلة‬ ‫وجهدا حثيثا وكلفة باهظة؛ وذلك‬ ‫متكاملة‪ ،‬فلا بد من تفعيل أدائه لترسيخ‬ ‫الثوابت الأساسية للمؤسسات الإعلامية‪،‬‬ ‫والقانون والإعلام في مكافحة الإرهاب تحت شــــعار‪ :‬عالم بلا‬ ‫بالإضافة إلى الدور الجوهري لمكافحة‬ ‫إرهاب خلال الفترة من ‪( ،2016/3/31-30‬جامعة الزرقاء –‬ ‫ظاهرة الإرهاب والتطرف التي تشهدها‬ ‫المنطقة والعالم‪ ،‬وفي الوقت ذاته فإن‬ ‫الأردن)‪ ،‬ص ‪.6167‬‬ ‫(‪ )192‬تحســـين محمد أنيس شـــرداقة‪ ،‬دور وســـائل الإعلام في‬ ‫مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف (د ارســة ميدانية)‪ ،‬ورقة عمل‬ ‫مقدمة للمؤتمر الدولي المحكم تحت عنوان‪ :‬دور الشــــــــريعة‬ ‫‪212‬‬

‫ظواهر اجتماعية مرضية‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫بسبب جسامة المعوقات التي تعترض‬ ‫من عدم تناول وسائل الإعلام‬ ‫الدور الإعلامي في هذا الشأن(‪.)193‬‬ ‫لموضوعات مباشرة تعمق الشرخ‬ ‫الاجتماعي‪ ،‬فإن مجمل المضامين تكشف‬ ‫وقد حدثت بالمجتمع العراقي جملة‬ ‫أن القائم بالاتصال لم يضع الخطط‬ ‫من الأزمات والتحولات على مر تاريخه‬ ‫الخاصة بالكيفيات التي من شأنها‬ ‫السياسي والاجتماعي والثقافي‬ ‫تفعيل ثقافة التواصل‪ ،‬وعليه لم تتمكن‬ ‫والاقتصادي‪ ،‬وما نتج عن هذه الأزمات من‬ ‫الوسائل الإعلامية من الإحاطة‬ ‫تداعيات أثرت سلبا على بنية المجتمع‬ ‫بالمشكلة الاجتماعية وتقليبها على‬ ‫العراقي عامة والشخصية العراقية‬ ‫وجوهها المختلفة‪ ،‬وتشخيص أبعادها‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬فأظهرت الأيديولوجيات‬ ‫ومخاطرها‪ ،‬لذلك ظلت المشكلة تفعل‬ ‫المعادية هذا المجتمع وهذه الشخصية‬ ‫بجسد المجتمع وتتسرب من خلال‬ ‫عبر وسائل الاعلام المختلفة أنها‬ ‫المسارات الهشة‪ ،‬الأمر الذي سيشكل‬ ‫شخصية عصبية وانفعالية‪ ،‬وذات مزاج‬ ‫لاحقًا عقبة كأداء أمام خطط‬ ‫حاد وغير مرنة‪ ،‬وقد أصبحت لغزا‬ ‫للباحثين والمهتمين بدراسة الشخصية‬ ‫التنمية(‪.)195‬‬ ‫من أجل التعرف على ماهيتها التي‬ ‫تنطوي أصلا على طرفي نقيض بين‬ ‫وقد شهد العراق منذ عام ‪2003‬‬ ‫وحتى الآن عدداً كبيرًا من العمليات‬ ‫الصلابة واللين (‪.)194‬‬ ‫الإرهابية المختلفة‪ ،‬التي تخالف تعاليم‬ ‫الدين الإسلامي الحنيف وثقافة‬ ‫وقد كشفت التجربة الإعلامية بعد‬ ‫المجتمع العراقي؛ وقد حازت هذه‬ ‫أحداث التغيير في ‪ 2003/4/9‬ان‬ ‫الأعمال الإرهابية على تغطية إعلامية‬ ‫القيادات الإعلامية العراقية لم تنتبه بما‬ ‫واسعة ومكثفة من وسائل الإعلام سواء‬ ‫يكفي لخطورة ثقافة القطيعة‪ ،‬إذ‬ ‫المحلية أو العربية أو الأجنبية‪ ،‬بمختلف‬ ‫حرصت كثيراً على تنفيذ الوظائف‬ ‫أنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية‪،‬‬ ‫المتعلقة بالجهات التي تصدر عنها من‬ ‫دون الالتفات إلى ما يسود المجتمع من‬ ‫(‪ )194‬أحمد جاســم مطرود‪ ،‬دور المؤســســة الإعلامية في نشــر‬ ‫ثقافة التســـــــامح‪ ،‬د ارســـــــة تحليلية‪ ،‬مجلة جامعة بابل للعلوم‬ ‫(‪ )193‬جليـل وداي حمود‪ ،‬تحـديـات تشـــــــكيـل ثقـافـة التغيير في‬ ‫الع ارق (المعوقـات الـذاتيـة للـدور الاعلامي )‪ ،‬مجلـة البـاحـ‬ ‫الانسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،23‬العدد ‪ ،2015 ،4‬ص ‪.2140‬‬ ‫الاعلامي‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،23‬ص ص ‪.150-149‬‬ ‫(‪ )195‬جليل وادي حمود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.33-23‬‬ ‫‪213‬‬

‫ويرى كثير من المختصين ن وسائل‬ ‫وكان لهذه التغطية الإعلامية آثارها‬ ‫الاعلام سلاح ذو حدين‪ ،‬بإمكانها من‬ ‫الواضحة والكبيرة داخل المجتمع‬ ‫خلال برامج العنف لن تساعد على‬ ‫العراقي وخارجه‪ ،‬لاسيما أن بعض وسائل‬ ‫ازدياد ظواهر العنف بأنواعها‪ ،‬وفي‬ ‫الإعلام والظروف السياسية والفكرية‬ ‫الوقت نفسه تستطيع وسائل الاعلام أن‬ ‫والأمنية أسهمت في تصعيدها واتساع‬ ‫تلعب دوراً كبيراً في التصدي لهذه‬ ‫دائرة انتشارها (‪ .)196‬فلا يمكننا إغفال‬ ‫الظاهرة والقضاء عليها‪ ،‬من خلال عرض‬ ‫الدور الذي لعبته وسائل الإعلام في‬ ‫البرامج الخاصة بالتوعية الثقافية التي‬ ‫تغذية أو دعم أو ظهور العنف والإرهاب‬ ‫توجه الأفراد نحو السلوك الصحيح‪ .‬كما‬ ‫والتطرف‪ ،‬من خلال استغلال الإرهابيين‬ ‫تستطيع وسائل الاتصال الجماهيري‬ ‫لها في تسويق أغراضهم وغاياتهم‬ ‫بأشكالها المختلفة أن تتصدى لظاهرة‬ ‫وتوظيفها في تضليل الأجهزة الأمنية‪،‬‬ ‫العنف الأسري بأشكاله المختلفة من‬ ‫واكتساب السيطرة على الرأي العام عن‬ ‫خلال الدور التوعوي والتثقيفي لهذا‬ ‫طريق نشر أخبار العمليات الإرهابية التي‬ ‫يقومون بتنفيذها‪ ،‬على اعتبار أن‬ ‫الوسائل (‪.)198‬‬ ‫الحملات الإعلامية التي تغطي هذه‬ ‫العمليات تساعد على تحقيق‬ ‫ويرجع الخلل الواضح في بنية الإعلام‬ ‫واستكمال أهدافهم‪ ،‬حيث يرون في‬ ‫العراقي‪ ،‬إلى أن أغلب الإعلام العراقي لم‬ ‫التغطية الإعلامية لجرائمهم معياراً هامًا‬ ‫يتحمل مسؤولياته الوطنية في‬ ‫لقياس مدى نجاح فعلهم الإرهابي‪،‬‬ ‫المفترقات الحاسمة التي مرت بها‬ ‫لدرجة أن البعض منهم اعتبر العمل‬ ‫البلاد‪ ،‬إذ كان كثير منه تحريضيا‪ ،‬ومشيعا‬ ‫الإرهابي الذي لا ترافقه تغطية إعلامية‬ ‫للكراهية‪ ،‬ومتميعا مع الخطاب‬ ‫السياسي‪ ،‬بصرف النظر عن نوع ذلك‬ ‫عملا فاشلا (‪.)197‬‬ ‫الخطاب ومدى خدمته للمجتمع والدولة‪،‬‬ ‫(‪ )196‬عـادل عبـد الر ازق مصـــــــطـاف‪ ،‬دور التغطيـة الاعلاميـة‬ ‫(‪ )197‬مي العبـــد الله‪ .،‬دور الاعلام الفضـــــــــــائي العربي في‬ ‫للقنوات الفضـــائية الع ارقية في تشـــكيل اتجاهات الجمهور نحو‬ ‫\"الثورات العربية\"‪ ،‬ال اربطة العربية لعلوم الاتصـــــــال‪ ،‬الجامعة‬ ‫الارهاب (د ارسـة ميدانية لعينة من جمهور مدينة بغداد)‪ ،‬مجلة‬ ‫اللبنانية‪.2010 ،‬‬ ‫الباح الاعلامي‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،23‬ص ‪.92‬‬ ‫(‪ )198‬ربات أحم م ل اثر العنف التاف يون ف الأساااااار‬ ‫العراقية ( راساااة مي انية ف منطوت ح تونم وح الحرية‬ ‫بم ينة بغ ا ) جامعة بغ ا ‪ :‬مجلة كلية الاداب ‪ /‬الع ‪96‬‬ ‫ص‪.525‬‬ ‫‪214‬‬

‫سعت فيها الأطراف المتصارعة إلى‬ ‫وبدل أن يعمل على تحقيق وظائفه‬ ‫القضاء المبرم على الخصم في سبيل‬ ‫التي منها تشكيل ثقافة التغيير‪ ،‬جرى‬ ‫الوصول إلى السلطة‪ ،‬سالكة في ذلك‬ ‫توظيفه سياسيا وثقافيا واجتماعيا من‬ ‫مختلف السبل‪ ،‬كما اتخذ المتصارعون‬ ‫القوى الفاعلة في المشهد العراقي بعد‬ ‫ميادين عديدة لصراعاتهم‪ ،‬وكانت‬ ‫الاحتلال‪ ،‬ومن ذلك التوظيف ما كان يراد‬ ‫الساحة الإعلامية إحدى ميادين ذلك‬ ‫به عزل العراق عن محيطه العربي‪.‬‬ ‫الصراع‪ .‬وانعكست جملة التغييرات التي‬ ‫وبالرغم من قساوة البيئة العراقية‬ ‫شهدها العراق خلال سنوات الاحتلال‬ ‫المتأزمة وخطورتها‪ ،‬فإن الإعلام العراقي‬ ‫بأشكال مختلفة على البيئة الإعلامية‬ ‫تمكن من الصمود أمامها‪ ،‬وواصل‬ ‫التي شهدت تحولاً غير مسبوق‪ ،‬من‬ ‫مسيرته في إطلاع الجمهور على‬ ‫إعلام أحادي شمولي يخضع لرقابة‬ ‫الحقائق والوقائع‪ ،‬وإن اعترت مسيرته‬ ‫حكومية صارمة‪ ،‬إلى إعلام ديمقراطي‬ ‫مثالب عديدة‪ ،‬وبخاصة في المجال‬ ‫غير مقيد بضوابط وتشريعات ويفتقد‬ ‫في غالبه إلى الشعور بالمسؤولية؛‬ ‫الثقافي والتنموي(‪.)199‬‬ ‫نتيجة عدم تهيؤ الذهنية الإعلامية‬ ‫لممارسة العمل الإعلامي في أجواء‬ ‫فالإعلام يكمن دوره في معالجة‬ ‫جديدة غير معتادة‪ ،‬فضلا عن انتهاك‬ ‫الأحداث والظواهر السلبية والأزمات‬ ‫المهنة من أطراف طارئة غير عليمة‬ ‫الاجتماعية والسياسية‪ ،‬وغيرها من‬ ‫بوظائف الإعلام ومهماته ودوره في‬ ‫الأزمات التي يمر بها المجتمع وهو ما‬ ‫عملية التنمية بكافة صورها‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يحتاجه المجتمع العراقي اليوم من بث‬ ‫أدى إلى أن يكون إعلامًا منفلتاً‪ ،‬أنتج‬ ‫برامج تدعو إلى المحبة والأخوة‬ ‫رسائل إعلامية تتقاطع مضامينها مع ما‬ ‫والمسامحة والمصالحة بين أبنائه‪ ،‬لا‬ ‫يجب أن يقوم به في هذه المرحلة‬ ‫تلك التي تدعو إلى التعصب والمغالاة‬ ‫التاريخية العصيبة(‪.)201‬‬ ‫ورفض الآخرين(‪.)200‬‬ ‫وذلك إذا أخذنا في الاعتبار أن الدولة‬ ‫وقد أفرزت أحداث التغيير في‬ ‫والنظام السياسي فشلا في تحقيق‬ ‫‪ 2003/4/9‬بالعراق بيئة متأزمة‪ ،‬تحولت‬ ‫في أوقات معينة إلى بيئة متصارعة‪ ،‬إذ‬ ‫(‪ )200‬أحمد جاسم مطرود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.2150‬‬ ‫(‪ )199‬جليــل وداي حمود‪ ،2014 ،‬مرجع ســــــــــابق‪ ،‬ص ص‬ ‫(‪ )201‬جليل وداي حمود‪ ،2013 ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪.150-149‬‬ ‫‪215‬‬

‫بعد عام ‪2003‬؛ فلقد أثرت وسائل‬ ‫الاندماج بين المكونات‪ ،‬وعدم شعور‬ ‫الاتصال الحديثة على الأسرة العراقية‬ ‫المجتمع بحس الانتماء المشترك‪ ،‬فضلاً‬ ‫وأحدثت تغيرات اجتماعية واقتصادية‬ ‫عن الاحتلال الامريكي للعراق بعد عام‬ ‫وثقافية‪ ،‬أدت إلى تغير الكثير من‬ ‫‪ ،2003‬الذي زاد المشهد تعقيدًا بسبب‬ ‫المفاهيم الخاصة بالأسرة‪ ،‬والعلاقات‬ ‫إعطاء الضوء الأخضر في تمزيق المجتمع‬ ‫الأسرية ونوعيتها وعلاقة الأسرة‬ ‫العراقي على أساس كانتونات‪ ،‬تعتمد‬ ‫بمجموعاتها القرابية من حيث الروابط‬ ‫في تقسيمها إلى الهويات‬ ‫الدموية‪ ،‬كذلك فقد غيرت في طبيعة‬ ‫العلاقات الأسرية من حيث الأدوار التي‬ ‫الفرعية(‪.)202‬‬ ‫يقوم بها كل من الزوج والزوجة تجاه‬ ‫ويرصد الباحث هنا دور الإعلام‬ ‫الآخر واتجاه أبنائهم وأقاربهم (‪.)203‬‬ ‫وبرامجه التوعوية من عدة نواح وفقاً‬ ‫للعرض السابق في هذا البحث على‬ ‫وقد باتت مواقع التواصل عاملا‬ ‫مساعداً في حدوث هذا التفكك‪ ،‬إذ إن‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫أفراد الأسرة يقضون ساعات طويلة أمام‬ ‫هذا الجهاز‪ ،‬ولا يكلم بعضهم بعضاً؛ لأن‬ ‫مواقع التواصل الاجتماعي والعائلة‬ ‫كلا منهم منشغل في متابعة التمثيلية‬ ‫عملت وسائل الاتصال الحديثة وعبر‬ ‫أو الفيلم أو مباراة لكرة القدم وما إلى‬ ‫مراحل تاريخية متتالية وصولًا الى ما‬ ‫ذلك من البرامج الكثيرة‪ ،‬التي يقدمها‬ ‫يطلق عليه اليوم بالعولمة الكونية‬ ‫الموقع لجماهيره العريضة‪ ،‬والمختلفة‬ ‫والحداثة العالمية‪ ،‬بفضل التقدم‬ ‫الحاجات والميول والاتجاهات؛ فلم يعد‬ ‫العلمي الذي شهده القرن الحادي‬ ‫يقرب بين أعضاء الأسرة‪ ،‬وتبددت تلك‬ ‫والعشرين‪ ،‬ففرضت نفسها ودخلت‬ ‫الساعات التي كانت تقضيها في تبادل‬ ‫البيوت‪ ،‬وأصبح لها ادوار لا يستهان بها‪،‬‬ ‫وأصبح لها تأثير على طبيعة العلاقات‬ ‫الحديث والمسامرات (‪.)204‬‬ ‫الاجتماعية داخل الأسرة‪ .‬ولقد شهد‬ ‫المجتمع العراقي هذه الموجة خاصةً‬ ‫(‪ )203‬ف ارس يوســـف قنبر‪،‬تحديات الأســـرة الع ارقية المعاصـــرة‪،‬‬ ‫ص ‪.78‬‬ ‫(‪ )202‬أنمار غافل صـــيهود الشـــجيري‪ ،‬دور القنوات الفضـــائية‬ ‫الع ارقية في تعزيز القيم الوطنية (د ارسة مسحية لمكونات مدينة‬ ‫(‪ )204‬محمود حســــن اســــماعيل‪ ،‬مبادىء الاتصـــــال ونظريات‬ ‫كركوك)‪ ،‬رسـالة ماجسـتير غير منشـورة‪( ،‬جامعة بغداد‪ :‬كلية‬ ‫التأثير‪( ،‬القاهرة‪ :‬الدار العالمية للنشــر والتوزيع‪ ،)2003 ،‬ص‬ ‫الإعلام‪ ،)2016 ،‬ص ‪.220‬‬ ‫‪.184‬‬ ‫‪216‬‬

‫العمرية اللاحقة‪ ،‬فحين نتوجه بسؤال‬ ‫كما أن قضاء وقت كبير في مشاهدة‬ ‫قنوات البث الفضائي‪ ،‬قد يودي إلى‬ ‫لطفل ما عن ماهية البرامج التي‬ ‫تقليل التفاعل الاجتماعي بين أفراد‬ ‫الأسرة‪ ،‬ومضايقة الأسرة وضعف الضوابط‬ ‫يشاهدها فإنه يجيب برامج الأطفال‬ ‫الأخلاقية‪ ،‬وإضعاف عملية الضبط‬ ‫الاجتماعي‪ ،‬وكذلك التأثير السلبي على‬ ‫والأفلام الأجنبية‪ ،‬وإذا عدنا إلى مضمون‬ ‫عملية التنشئة الاجتماعية الأسرية‪،‬‬ ‫حيث صارت عملية الرقابة الأسرية‬ ‫هاتين المادتين لوجدنا أنهما تتضمنان‬ ‫صعبة في ظل البث الفضائي‪ .‬بالإضافة‬ ‫إلى دور القنوات الفضائية في تأجيج‬ ‫الكثير من العنف‪ .‬وإذا ما أخذنا بنظر‬ ‫روح المنافسة والصراع والخلافات بين‬ ‫أفراد الأسرة‪ ،‬وتنمية روح الأنانية‬ ‫الاعتبار المدة التي يجلس فيها الطفل‬ ‫والمصلحة الذاتية والانفعالية داخل‬ ‫أمام شاشة التلفزيون مسحورا بما يراه‪،‬‬ ‫الاسرة‪)205( .‬‬ ‫لتنبأنا بجيل من الأشخاص العدوانيين‬ ‫مواقع التواصل والطفولة‬ ‫إن التعرض المستمر لبرامج العنف‬ ‫والعنيفين (‪.)206‬‬ ‫عبر مواقع التواصل قد ولد قبولًا لا إراديا‬ ‫للعدوان‪ ،‬وبما أن البرامج مليئة بمشاهد‬ ‫لذا يجب على وسائل الإعلام توضيح‬ ‫العنف والجريمة والعدوان فإن ذلك‬ ‫يعني تهيئة شريحة كبيرة من‬ ‫حجم المعاناة التي يعيشها الطفل‬ ‫المشاهدين لقبول هذه السلبية‬ ‫والتعامل بها لحل كل ما يوجهها من‬ ‫العراقي بسبب الاحتلال‪ ،‬وما يرافقها من‬ ‫مشاكل‪ ،‬كما أن زيادة المشاهدة في‬ ‫مرحلة الطفولة ترتبط ارتباطًا سلبياً‬ ‫النفسية‬ ‫الاضطرابات‬ ‫مظاهر‬ ‫بزيادة العنف والعدوان في المراحل‬ ‫والاجتماعية‪ ،‬علاوة على المخاطر‬ ‫(‪ )205‬نبيل جاســـــم محمد الســـــويداوي‪ ،‬البث الفضـــــائي‬ ‫والعلاقات الأسـرية د ارسـة ميدانية في مدينة بغداد‪ ،‬رسالة‬ ‫المادية والصحية التي يسببها العدوان‬ ‫ماجســـــتير غير منشـــــورة‪( ،‬جامعة بغداد‪ :‬كلية الاداب‪،‬‬ ‫في مستقبل الأطفال‪ ،‬ومستقبل‬ ‫‪.)2005‬‬ ‫المجتمع العراقي بصورة عامة‪ .‬وأيضاً‬ ‫ضرورة الاهتمام بالأطفال المتضررين‬ ‫صحياً من النواحي العضوية والنفسية‬ ‫بسبب الاحتلال والعمل على تقديم‬ ‫المساعدات الطبية والصحية المناسبة‬ ‫والعلاجية التي تعيد تأهيلهم بالشكل‬ ‫اللائق بهم‪ ،‬وفقاً لما تقرره المبادئ‬ ‫الأخلاقية والإنسانية‪ ،‬في التراث‬ ‫(‪ )206‬ربـاح أحمـد مهـدي‪ ،‬اثر العنف التلفزيوني في اْلســــــــرة‬ ‫الع ارقية‪ ،‬ص ‪.536‬‬ ‫‪217‬‬

‫تشير الدراسات الحديثة إلى ضعف‬ ‫الإنساني عامة‪ ،‬والتراث العربي بشكل‬ ‫الدور الذي تقوم به مواقع التواصل‬ ‫خاص‪ .‬والعمل على‬ ‫الاجتماعي في التوعية بالتحديات‬ ‫الثقافية الخارجية وخاطرها على‬ ‫توفير الظروف المناسبة لعودة‬ ‫الهوية الثقافية الوطنية‪ ،‬وأن أغلب‬ ‫اللاجئين العراقيين إلى وطنهم‪ ،‬وتهيئة‬ ‫المواقع ترمي إلى تحقيق الربح المادي‬ ‫السبل التي تكفل أمنهم وأمانهم‬ ‫على حساب ثقافة المجتمع العراقي‬ ‫واستقرارهم في وطنهم‪ ،‬وتأمين‬ ‫وذلك بتبنيها الثقافة الخارجية‬ ‫الظروف المساعدة للأطفال لمتابعة‬ ‫وتسوقيها محليًا‪ ،‬بدلًا من التصدي لها‬ ‫وبيان أثرها ومخاطرها في‬ ‫دراستهم (‪.)207‬‬ ‫المجتمع(‪.)209‬‬ ‫الإعلام الحديث وهوية الثقافة‬ ‫العراقية‬ ‫‪ -‬التواصل والمرأة في العراق‬ ‫تأتي أهمية الإعلام عبر اشتراك المرأة‬ ‫إن للصراعات والتغيرات التي يتعرض‬ ‫في عملية التنمية‪ ،‬وعبر التطوير‬ ‫لها العراق عدة أبعاد إقليمية ودولية‪،‬‬ ‫المستمر لمحتويات وبرامج أجهزة‬ ‫هدفها تفتيت اللحمة الاجتماعية‬ ‫الإعلام باحتساب أدوات ذات تأثير كبير‬ ‫وتشتيت الهوية الوطنية لأبناء المجتمع‬ ‫وخطير في التربية لتطوير ذهنية الرجل‬ ‫العراقي‪ ،‬وهنا يأتي دور المؤسسة‬ ‫والمرأة؛ لتسهيل الطرق وعدم تعثر‬ ‫الإعلامية كونها مثل السلطة الرابعة‬ ‫الجهود المبذولة لمشاركة المرأة في‬ ‫في المجتمع‪ ،‬تقع على عاتقها‬ ‫مسؤولية نشر ثقافة التسامح ونبذ‬ ‫عملية التنمية(‪.)210‬‬ ‫العنف والتعايش السلمي بين أبناء‬ ‫ورغم ذلك‪ ،‬تكرس وسائل الإعلام‬ ‫المجتمع الواحد (‪.)208‬‬ ‫قدرتها في عملية تسليع المرأة‪،‬‬ ‫(‪ )207‬أمل حمدي دكاك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.450-449‬‬ ‫‪ ))210‬زينب محمد صــــــــالح الع ازوي‪ ،‬العوامل الأجتماعية‬ ‫(‪ )208‬أحمد جاسم مطرود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.2141‬‬ ‫والثقافية وأثرها في تكوين شـخصـية الم أرة الع ارقية‪ ،‬د ارسـة‬ ‫ميدانية في محافظات بغداد‪ -‬واســــط‪-‬البصــــرة‪ ،‬رســــالة‬ ‫(‪)209‬عادل عبدالر ازق مصــــــطاف وصــــــفد حســــــام حمودي‪،‬‬ ‫ماجســــتير غير منشــــورة‪ ( ،‬جامعة بغداد‪ :‬كلية الآداب‪،‬‬ ‫التليفزيون وتوعية الشباب الجامعي بتحديات الهوية الثقافية في‬ ‫الع ارق‪ ،‬مجلـة البـاح الإعلامي‪ ،‬العـدد ‪( ،26‬جـامعـة بغـداد‪:‬‬ ‫قسم علم الاجتماع‪ ،) 2007 ،‬ص ‪.132‬‬ ‫كلية الإعلام‪ ،)2014 ،‬ص ص ‪.21-20‬‬ ‫‪218‬‬

‫إلى تغيير كبير في مجالات الحياة‪،‬‬ ‫وإظهارها رمزا لإثارة الغرائز والإغواء وفقا‬ ‫وخاصة التغيير الكبير الذي شهدته‬ ‫لسياسة المؤسسة الإعلامية وتوقع‬ ‫الحياة الاجتماعية‪ .‬للأسرة وتأثيراتها‬ ‫الأرباح المالية‪ ،‬وتطبيقا للنظرة‬ ‫السلبية على عمليات التنشئة‬ ‫الرأسمالية في رسم صورة المرأة على‬ ‫الاجتماعية‪ ،‬ورغم الجوانب الإيجابية‬ ‫أنها بضاعة جسدية‪ ،‬وأن أنوثتها‬ ‫التي حققتها واستفاد منها الفرد بصورة‬ ‫مرتبطة بجمال جسدها كأنثى‪ ،‬والرغبة‬ ‫لا يكمن إنكارها‪ ،‬وذلك لأهميتها في‬ ‫في تحقيق المال وترويج الأنماط‬ ‫حياته اليومية‪ ،‬فإن هنالك جوانب‬ ‫سلبية بدأت تظهر آثارها عليه بشكل‬ ‫الاستهلاكية(‪.)211‬‬ ‫ينذر بمخاطر ومشاكل كبيرة‪ ،‬يجب على‬ ‫المجتمع العربي تداركها والانتباه اليها‪.‬‬ ‫وفي هذا الإطار تحتاج برامج المرأة‪،‬‬ ‫شأنها شأن بقية البرامج التواصل‪ ،‬إلى‬ ‫(‪)213‬‬ ‫إعداد يستند إلى أمور لا بد من مراعاتها‬ ‫أثناء إعداد البرنامج‪ ،‬وهي معرفة‬ ‫وقد أفرزت ظاهرة الانترنت تحولات‬ ‫المستوى الفكري والثقافي للنساء‪،‬‬ ‫مزدوجة التأثير أي ذات خصائص إيجابية‬ ‫وبالتالي ينبغي أ ّن يكون البرنامج معبرا‬ ‫وسلبية على مختلف بنى ومؤسسات‬ ‫عن قيمة ووعي المرأة‪ ،‬وتفهم‬ ‫النظام الاجتماعي (المؤسسة الأسرية‬ ‫والتربوية والسياسية والاقتصادية‬ ‫اتجاهاتها وحاجاتها الإعلامية(‪.)212‬‬ ‫والدينية)‪ ،‬فبالقدر الذي يسهم الانترنت‬ ‫بالتقدم والتطور والتقنية‪ ،‬فإنه يحمل‬ ‫‪ -‬الانترنت والمجتمع الافتراضي‬ ‫في طياته بذور الفساد والرذيلة‬ ‫في المجتمع العراقي‬ ‫والمخاطر‪ ،‬لأنها شبكة مفتوحة على‬ ‫إن التحولات التي يشهدها عالمنا‬ ‫اليوم وما يمر به من متغيرات كبيرة‬ ‫وكثيرة شملت كل مجالات الحياة‪ ،‬وما‬ ‫رافقه من تطور وتقدم تكنولوجي أدى‬ ‫(جامعة بغداد‪ ،‬كلية الإعلام‪ ،‬العدد ‪ ،16‬نيســــان‪ -‬أيار‪-‬‬ ‫‪ ))211‬أســـماء جميل رشـــيد‪ ،‬الصـــورة الاجتماعية وصـــورة‬ ‫تموز‪ ،)2012 ،‬ص ‪.151‬‬ ‫الذات للم أرة في المجتمع الع ارقي د ارسـة ميدانية في مدينة‬ ‫بغداد‪ ،‬رسـالة دكتو ارغ غير منشـورة‪( ،‬جامعة بغداد‪ :‬كلية‬ ‫(‪ )213‬منى عبدالســتار محمد حســن‪ ،‬البعد الاجتماعي للعولمة‬ ‫وتأثي ارتها على الأســـــــرة الع ارقية‪ ،‬د ارســـــــة ميدانية ‪-2012/‬‬ ‫الآداب‪ ،‬قسم علم الاجتماع‪ ،)2006 ،‬ص ‪.106‬‬ ‫‪ ،2013‬مجلة جامعة بابل‪ ،‬العلوم الانســـــــانية‪ ،‬المجلد ‪/22‬‬ ‫‪ ))212‬منتهى هادي التميمي‪ ،‬مشــكلات إعداد ب ارمج الم أرة‬ ‫في القنوات الفضـــــائية الع ارقية‪ ،‬مجلة الباح الإعلامي‪،‬‬ ‫العدد ‪ ،2014 ،2‬ص ‪.487‬‬ ‫‪219‬‬

‫مصطلحات جديدة غريبة عن ثقافته‪،‬‬ ‫الأقنية وسهلة الاتصال بها من دون‬ ‫فتداخل اللغات والمعاني والألفاظ يؤدي‬ ‫رادع‪) 214(.‬‬ ‫إلى زعزعة الثقافة التي يمتلكها‪،‬‬ ‫وبالتالي رفضها ليحل محلها الثقافات‬ ‫فالرغبة في الابتعاد عن الرقابة‬ ‫الاجتماعية كانت عاملاً اجتماعياً آخر‬ ‫الغريبة(‪)216‬‬ ‫في ظهور المجتمعات الافتراضية‪ ،‬إذ‬ ‫تنعدم في هذه المجتمعات الافتراضية‬ ‫كما يجب أن يكون هنالك برامج‬ ‫تقريباً الرقابة الاجتماعية‪ ،‬فيتمكن‬ ‫توعية تبث من خلال الإعلام المرئي‬ ‫الأفراد من أداء سلوكيات متنوعة بحرية‬ ‫لإفهام أفراد المجتمع وخاصة (الأسرة)‬ ‫أكبر؛ مما يدفعهم إلى التعلق بتواجدهم‬ ‫بمخاطر (العولمة)‪ ،‬التي غزت المجتمع‬ ‫داخل المجتمع الافتراضي‪ ،‬كما أنها‬ ‫بشعاراتها البراقة‪ ،‬وما هي إلا آفة تحاول‬ ‫مجتمعات تفتح مجالاً واسعاً لتغير الأدوار‬ ‫التأثير على الفكر البشري وخاصة في‬ ‫الاجتماعية للأفراد‪ ،‬فضلًا عن أن الانتماء‬ ‫العالم الثالث‪ ،‬من خلال سياسة البقاء‬ ‫للمجتمع الافتراضي يعد نوعًا من‬ ‫للأقوى‪ .‬وبذلك نوصي أن تكون هنالك‬ ‫الوجاهة الاجتماعية للأوساط الجامعية‪،‬‬ ‫برامج إرشادية اجتماعية ترتقي بأفراد‬ ‫والتجمعات الشبابية في المجتمع‬ ‫المجتمع في كيفية الاستفادة من‬ ‫الوسائل التكنولوجية الحديثة‬ ‫العراقي (‪.)215‬‬ ‫(كالأنترنيت والموبايل وما تعرضه‬ ‫الفضائيات )‪ ،‬وذلك للاستفادة من‬ ‫فعلى الرغم من الفائدة العظيمة‬ ‫الجوانب الايجابية التي تفيد مجتمعنا‬ ‫التي يحققها الإنترنت‪ ،‬وبالذات مع‬ ‫وتجنب كل ما هو ضار بالأبناء من قيم‬ ‫المقيمين خارج العراق‪ ،‬من خلال وسائل‬ ‫الاتصال الرقمية المختلفة‪ ،‬فإنه يعد‬ ‫واخلاق (‪.)217‬‬ ‫أساسا في تعرض الفرد إلى ثقافات‬ ‫مختلفة‪ ،‬واكتساب عادات وتداوله‬ ‫(‪ )216‬عبدالامير مويت فيصــل‪ ،‬الاغت ارب الثقافي لدي المقيمين‬ ‫(‪ )214‬إخلاص أكرم احمد رسول‪ ،‬الانترنت والتغير الاجتماعي‪،‬‬ ‫خارج الع ارق‪ ،‬مجلة الباح الاعلامي‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،27‬ص‬ ‫رســـالة ماجســـتير غير منشـــورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية الآداب‪،‬‬ ‫‪.47‬‬ ‫قسم الاجتماع‪ ،2007 ،‬ص‪.87-10‬‬ ‫(‪ )217‬منى عبدالستار محمد حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.513‬‬ ‫(‪ )215‬رباب ارســــم كاظم‪ ،‬المجتمعات الافتراضــــية و العلاقات‬ ‫الاجتماعية‪ ،‬د ارســـــــــة ميدانية في مدينة الديوانية‪( ،‬جامعة‬ ‫القادسية‪ ،‬كلية الآداب‪ ،‬قسم الاجتماع‪ ،)2012 ،‬ص‪.119‬‬ ‫‪220‬‬

‫قو ٍي ومتين للتعايش المشترك والسلم‬ ‫التواصل الاجتماعي وقيم التسامح‬ ‫الأهلي (‪.)218‬‬ ‫والمواطنة والسلم الأهلي‬ ‫فالإعلام له دور اساسي ومهم في‬ ‫رغم البيئة العراقية المتأزمة فإن‬ ‫ترسيخ وتعزيز السلم الأهليّ بين أبناء‬ ‫وسائل الإعلام يمكنها أن تخلق روحا من‬ ‫الشعب كافة‪ .‬فالحملات التوعوية‬ ‫شأنها أن تكون بناءة‪ ،‬بما يحقق روح‬ ‫الإيجابية المتواصلة من خلال الصحف‬ ‫التسامح‪ ،‬وإبراز لفيف من الآراء لدرء‬ ‫والإعلانات في الشوارع والفضائيات‪،‬‬ ‫الفتن‪ ،‬وخصوصا من لهم التأثير البالغ‬ ‫تساهم بشكل كبير في تأصيل القيم‬ ‫على السلوك الجمعي‪ ،‬وبالابتعاد عن‬ ‫الوطنية لدى جميع شرائح المجتمع‪.‬‬ ‫الشتائم والغضب والانفعال والافتعال‬ ‫كما أن المجتمع في حاجة ماسة إلى‬ ‫والتهديدات بالكلمات والإشارات‪ ،‬وحتى‬ ‫إعلام لا تمارس به الدعوة والتمييز‬ ‫الوصول إلى استخدام اليد الذي يؤلب‬ ‫والكراهية وعدم احترام حقوق الانسان‬ ‫الرأي العام‪ ،‬كما يحدث في بعض‬ ‫والآخرين وانتهاك مبدأ المواطنة‪،‬‬ ‫الصفحات التواصل في تجسيد كل‬ ‫وتمزيق وتفتيت الشعب‪ ،‬وشق الصف‬ ‫أساليب الاحتيال والغش والترويج‬ ‫وضرب الوحدة الوطنية‪ ،‬نحتاج إلى‬ ‫لبضائعهم الخاسرة التي يهدف منها إلى‬ ‫إعلام تتوازن به الحرية والمسؤولية‬ ‫إرباك الرأي العام‪ ،‬وبث روح الكراهية‬ ‫الإعلامية‪ ،‬ونبذ وتيرة العنف اللفظي‬ ‫والفتن‪ ،‬وخلق العدوانية والعنف‬ ‫في الرسالة الإعلامية‪ ،‬نتطلع إلى وجود‬ ‫وارتكاب مختلف الجرائم السياسية‬ ‫استراتيجية إعلامية وطنية تعمل على‬ ‫والاجتماعية والاقتصادية‪ ،‬ولا بد من‬ ‫تحديد الخطاب الإعلامي وإتاحة الفرصة‬ ‫الابتعاد عن أسلوب خلق العدوانية لدى‬ ‫للتعبير الحر باحترام الرأي الآخر‪ ،‬وعدم‬ ‫أي طرف كان من خلال التعاطف‬ ‫المساس بالكرامات والتجريح والتشهير‪.‬‬ ‫الاجتماعي‪ ،‬للحيلولة دون الوصول إلى‬ ‫ونبذ الانشقاق والتطرف في المجتمع‪،‬‬ ‫سلوك العنف والتدمير‪ ،‬ولا بد من أن‬ ‫ويكون محفزاً وداعياً إلى الوحدة‬ ‫يكون للأعلام الدور البالغ والفاعل في‬ ‫بث روح القيم الوطنية وبث روح‬ ‫الوطنية (‪.)219‬‬ ‫التسامح‪ ،‬التي تنعكس على خلقِ شعورٍ‬ ‫(‪ )219‬منتصر حسين جواد وزة‪ ،‬ال ِسلم اْلهلي في الع ارق‪ ،‬ص‬ ‫(‪ )218‬هاشـــــم حســـــين ناصـــــر المحنك‪ ،‬دور الاعلام في نبذ‬ ‫‪.151‬‬ ‫العنف‪ ،‬مركز د ارســات الكوفة‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬العدد ‪ 15‬لســنة‬ ‫‪ ،2009‬ص‪.105‬‬ ‫‪221‬‬

‫والأوضاع السكانية في المجتمع‪ ،‬التي‬ ‫كما يحتاج نشر ثقافة التسامح إلى‬ ‫تكون جزءاً منه‪ ،‬يتأثر بها وتؤثر فيه في‬ ‫مؤسسات إعلامية ووسائل اتصال تؤمن‬ ‫الوقت نفسه‪ ،‬فالأسرة في كافة الظروف‬ ‫بالمجتمع‪ ،‬وتؤمن بالمثقف العضوي‬ ‫وليدة التغير الاجتماعي والتكنولوجي‪،‬‬ ‫وبالقيم المجتمعية الأصيلة‪ ،‬فالمشرف‬ ‫وهي وحدة تتميز بالمرونة والقدرة على‬ ‫على المؤسسة الإعلامية والقائم‬ ‫التكيف للمؤثرات التي تأتيها من الخارج‬ ‫بالاتصال يجب أن يؤمنا بفكرة ومفهوم‬ ‫أو من الداخل‪ ،‬وبهذا فإن نجاح الأسرة‬ ‫التسامح‪ ،‬وبالثقافة المدنية وبرسالة‪،‬‬ ‫وتماسكها يرتبط بمدى تكيفها مع‬ ‫يعمل من أجل تحقيقها لصالح المجتمع‬ ‫المتغيرات الحديثة‪ ،‬هذا بجانب تمسكها‬ ‫بأسره‪ ،‬وليس السعي وراء الإعلانات‬ ‫بالقيم الاجتماعية الراسخة والنابعة من‬ ‫والربح السريع‪ ،‬أو العمل لمصلحة أصحاب‬ ‫ثقافتها‪ ،‬مع قيامها على أسس ودعائم‬ ‫النفوذ السياسي والمالي في المجتمع‪.‬‬ ‫قوية؛ لضمان تماسك الاسرة وحسن‬ ‫والمؤسسات الإعلامية هي الأدوات التي‬ ‫تنمي الثقافة المدنية وتعمل على‬ ‫فعاليتها (‪.)221‬‬ ‫نشرها وتقويتها والتصدي لثقافة العنف‬ ‫والتطرف والإقصاء والفردية والمادية‬ ‫ومطالعة الواقع تفيد بوجود عدة‬ ‫ورفض الآخر‪ .‬فوسائل الاتصال الجماهيري‬ ‫مظاهر للخلل في بنية الأسرة وأدائها‬ ‫هي الحليف الاستراتيجي للمجتمع‬ ‫لوظائفها‪ ،‬فهناك التحولات التي طرأت‬ ‫المدني‪ ،‬وهي الوسيلة الفعالة والأداة‬ ‫على الأسرة التقليدية‪ ،‬وحلول الأسرة‬ ‫الضرورية لتحقيق مبادئه وقيمه في‬ ‫بالمعنى الضيق محل الأسرة بالمعنى‬ ‫الواسع‪ ،‬وهناك انخفاض في المستوى‬ ‫المجتمع(‪.)220‬‬ ‫المعيشي للأسرة‪ ،‬وارتفاع نسب الأمية‬ ‫في مكونات المجتمع رجالًا ونسا ًء‪،‬‬ ‫تحديات الأسرة العراقية‬ ‫وهناك أزمة السكن وتأخر سن الزواج‬ ‫إن الأسرة‪ ،‬بوصفها نسقا اجتماعيا‪ ،‬لا‬ ‫والبطالة‪ ،‬وما ينتج عنها من مظاهر‬ ‫يمكن فهمها كظاهرة منعزلة‪ ،‬بل لا بد‬ ‫العنف وتفسخ الأسر‪ ،‬وتوضح معالم‬ ‫من النظر إليها في ضوء النظم‬ ‫الخلل في نظام القيم بما في ذلك‬ ‫الاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬والثقافية‬ ‫غير منشــــــــورة‪( ،‬جامعة بغداد‪ :‬كلية الآداب‪ ،)20015 ،‬ص‬ ‫(‪ )220‬أحمد جاسم مطرود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.2152‬‬ ‫‪.78‬‬ ‫(‪ )221‬ف ارس يوسف قنبر‪ ،‬تحديات الأسرة الع ارقية المعاصرة بعد‬ ‫عام ‪( ،2003‬د ارســة ميدانية في مدينة بغداد)‪ ،‬رسـالة دكتو ارغ‬ ‫‪222‬‬

‫مجتمعه واحتياجاته‪ ،‬فهي حلقة‬ ‫استغلال الأطفال في العمل وغيره‪،‬‬ ‫الوصل بين الفرد والمجتمع‪ ،‬وهي التي‬ ‫واطفال الشوارع وباقي الأطفال في‬ ‫تحتضن الفرد وتوفر له الحياة والأمان‪،‬‬ ‫وضعية صعبة‪ ،‬وضعف أداء واستيعاب‬ ‫وتساعده على معرفة قوانين المجتمع‬ ‫التكنولوجيا الحديثة وتأهيل اليد‬ ‫وكيفية التعامل مع الآخرين من خلال‬ ‫معرفة ماله وما عليه من حقوق‬ ‫العاملة (‪.)222‬‬ ‫وواجبات‪ ،‬وتعد من أهم الأمور التي‬ ‫تسهم في استقرار البناء المجتمعي‬ ‫ونستطيع أن نلتمس الأدوار التي‬ ‫للبلد‪ ،‬من خلال زرع قيم التسامح‬ ‫تلعبها العائلة من خلال الأبعاد‬ ‫والمحبة والوئام بين أفراد المجتمع‬ ‫الأساسية للتنشئة الاجتماعية في‬ ‫سبيل تحقيق الأمن الأخلاقي‬ ‫(‪.)223‬‬ ‫والمجتمعي لأبنائها‪ ،‬فالتنشئة‬ ‫الاجتماعية تسعى إلى غرس الحب‬ ‫وإن ما يسود الأسرة من علاقات‬ ‫والاحترام لدى الفرد في المجتمع الذي‬ ‫اجتماعية سليمة‪ ،‬كثيرا ما تؤدي إلى‬ ‫توجد فيه عائلته‪ ،‬كجزء من هذا‬ ‫الاستقرار والاستقامة في حياة الأبناء؛‬ ‫المجتمع‪ ،‬وغرس روح المحافظة على‬ ‫ّمما يساعدهم على الشعور بالراحة‬ ‫الممتلكات العامة والابتعاد عن التخريب‬ ‫والمحبة والتعاون فيما بينهم‪ ،‬وهذا‬ ‫العبثي؛ وذلك بأسلوب توجيهي بعيد‬ ‫ينعكس على المجتمع‪ ،‬و له تأثير فعّال‬ ‫في تعزيز الانسجام والتماسك بين أبناء‬ ‫عن العنف والقسوة (‪.)2‬‬ ‫المجتمع (‪.)224‬‬ ‫ومن ذلك يتضح لنا أن بداية التنشئة‬ ‫الاجتماعية تتم عن طريق الأسرة‪ ،‬التي‬ ‫وفي دراسة حديثة تناولت أهم‬ ‫تشكل الوحدة الاجتماعية بالنسبة‬ ‫التحولات البنائية لمستجدات التغير‬ ‫للفرد‪ ،‬فهو يتعلم منها كل مطالب‬ ‫(‪ )223‬سفانة احمد‪ ،‬التنشئة الأسرية ودورها في تعزيز الضوابط‬ ‫(‪ )222‬نادية حس ــن ابو س ــكينة‪ ،‬منال عبد الرحمن خضــر‪،‬‬ ‫الاجتمـاعيـة الـداخليـة ل بنـاء من وجهـة نظر الآبـاء‪ ،‬مجلـة‬ ‫العلاقات والمشـــكلات الاســـرية‪ ،‬ط‪( 1‬دار الفكر للنشـــر‬ ‫د ارسـات موصـلية‪ ،‬جامعة الموصـل‪ ،‬العدد ‪ 43‬لسـنة ‪،2014‬‬ ‫والتوزيع‪ ،)2011،‬ص ‪.304‬‬ ‫ص‪.203‬‬ ‫(‪ )2‬ظاهر محسـن هاني‪ ،‬التنشـئة الاجتماعية ودورها في‬ ‫(‪ )224‬كواكب صــــالح حميد‪ ،‬دور الاســــرة ي غرس المنظومة‬ ‫تحقيق الأمن الأخلاقي والمجتمعي في ظــل تحــديــات‬ ‫القيمية لدى ابنائها‪ ،‬مجلة البحو التربوية والنفســــية‪ ،‬جامعة‬ ‫العولمة‪ ،‬مجلة العلوم الانســـــــانية‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة‬ ‫بغداد‪ ،‬العدد‪38‬لسنة ‪ ،2013‬ص‪.38‬‬ ‫بابل‪ ،‬العد ‪13‬لسنة ‪ ،2012‬ص‪.256‬‬ ‫‪223‬‬

‫الاجتماعي الذي يهدد اللحمة‬ ‫داخل الأسرة العراقية‪ ،‬والوقوف على‬ ‫الاجتماعية بالتفكك والتشرذم (‪.)226‬‬ ‫العائلة وما تلاقيه من تحديات‬ ‫اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية‬ ‫ومن الظواهر الاجتماعية السلبية في‬ ‫وتقنية وآثارها السلبية في البناء‬ ‫المجتمع العراقي التي تؤدي على‬ ‫الاجتماعي عموماً والعائلة بوصفها أهم‬ ‫ديمومة العنف ورفده بأدواته‪ ،‬هي‬ ‫مرتكز أو وحدة مجتمعية‪ ،‬أشارت هذه‬ ‫ظاهرة انتشار السلاح بين أفراده بنسب‬ ‫الدراسة الى ما يسمى (بنذر التفكك‬ ‫عالية‪ ،‬ويعد امتلاك السلاح علامة فخر‬ ‫العائلي) وأن النكوص في عملية‬ ‫ورجولة لدي الفرد العراقي‪ ،‬ولا يكاد‬ ‫التنشئة وتأنيث الأسرة صار من أهم‬ ‫يوجد هناك بيت عراقي يخلو من‬ ‫المعالم التي اصبحت واضحة في واقع‬ ‫السلاح‪ ،‬خاصة بعد عمليات نهب واسعة‬ ‫النطاق‪ ،‬اعقبت سقوط النظام السابق‬ ‫للأسرة العراقية (‪.)225‬‬ ‫في ‪ ،2003/4/9‬وشملت كل معسكرات‬ ‫ومخازن العتاد‪ ،‬ومعامل التصنيع‬ ‫ويؤكد الواقع والدراسات والبحوث‬ ‫العسكري‪ ،‬فضلًا عن سياسة النظام‬ ‫المختلفة على أن التفكك الأسري يمثل‬ ‫السابق بعسكرة المجتمع وتوزيع السلاح‬ ‫أحد المؤشرات المؤثرة في تصدع البنية‬ ‫الاجتماعية وإعاقة تقدمها‪ ،‬فالعوامل‬ ‫على أفراده (‪)227‬‬ ‫التي تؤدي إلى التفكك الأسري قد‬ ‫تختلف حسب الوضع المعيشي للأسرة‪،‬‬ ‫ويعود الأمر في انتشار السلاح في‬ ‫ففي المجتمعات التي تعاني من‬ ‫المجتمع العراقي إلى حقب بعيدة‪،‬‬ ‫التخلف تغلب عليها الأسباب المادية‬ ‫خاصة إلى ايام الاحتلال العثماني‪،‬‬ ‫كالفقر والزواج اللامتكافئ وتفشي‬ ‫واقتصار سلطة الدولة على المدن‬ ‫الجهل‪ ،‬أما في المجتمعات المتحضرة‬ ‫الرئيسة‪ ،‬مما ألقى تلقائيا بحماية بقية‬ ‫فمعاناتها تأتي بالأساس من الحراك‬ ‫المناطق وطرق القوافل على العشائر‪،‬‬ ‫واستمر حال تملك العشائر للسلاح بعد‬ ‫(‪ )225‬ثناء محمد صــــــالح‪ ،‬الاس ــــــرة الع ارقية بين الثابت‬ ‫والمتحول من القيم الاجتماعية‪ ،‬رؤيا اسـتشـ ارفية لاعادة‬ ‫(‪ )226‬قاســم عبود الدباغ‪ ،‬التسـول والانح ارف عند الاطفال في‬ ‫بناء اسـري تواصـلي سـليم‪( ،‬جامعة بغداد‪ :‬كلية الاداب‪،‬‬ ‫الع ارق‪( ،‬و ازرة التخطيط والتعـــاون الانمـــائي‪ ،‬دائرة التنميـــة‬ ‫البشرية‪ ،‬قسم سياسات التنمية الاجتماعية‪ ،) 2009 ،‬ص‪.25‬‬ ‫‪.)2012‬‬ ‫(‪ )227‬طالب حســين حافظ‪ ،‬العنف الســـياســـي في العراق‪ ،‬ص‬ ‫‪.102‬‬ ‫‪224‬‬

‫‪ .2‬مساهمة الدولة بإعطاء‬ ‫نشوء دولة العراق المعاصرة‪ ،‬خاصة في‬ ‫سلف ميسورة للراغبين في الزواج‪.‬‬ ‫ظل استمرار تقاسمها للسلطة (قانون‬ ‫العشائر)‪ ،‬وعدم بسط سلطة الدولة‬ ‫‪ .3‬دور وسائل الإعلام المرئية‬ ‫بصورة كاملة بسبب عدم وجود شبكة‬ ‫والمسموعة في الحد من مشكلة‬ ‫مواصلات ووعورة المناطق‪ ،‬وقد تجلى‬ ‫العزوبة عبر تقديم البرامج‬ ‫ذلك بصورة رئيسة في المناطق الجبلية‬ ‫الاجتماعية والعلمية‪ ،‬واستضافة‬ ‫والأهوار والبادية‪ .‬وقد نتج عن ذلك‬ ‫أصحاب الاختصاص لبيان أهمية‬ ‫ازدهار تجارة السلاح غير المشروعة‬ ‫الزواج‪ ،‬وما يقدمه للشباب من‬ ‫وتنوعها؛ مما سبب تحدياً لسلطة‬ ‫استقرار نفسي واجتماعي وديني‪.‬‬ ‫الدولة(‪.)228‬‬ ‫‪ .4‬مسؤولية رجال الدين في‬ ‫الحث على الزواج المبكر‪ ،‬ونصح‬ ‫أما فيما يتعلق بمشكلات الأسرة‬ ‫الشباب بالإقبال عليه عبر‬ ‫العراقية فهي متعددة‪ ،‬فمنها تأخر‬ ‫المحاضرات الدينية في الجوامع‬ ‫سن الزواج لدى المرأة العراقية إذ‬ ‫والمساجد والحسينيات‪ ،‬وبيان‬ ‫نشير إلى عدد من المتطلبات الهامة‬ ‫أهميته‪ ،‬وبيان مخاطر العزوبة على‬ ‫للحد من خطورتها والعمل على‬ ‫الشباب عبر التركز على كتاب الله‬ ‫حلها (‪:)229‬‬ ‫والسنة النبوية الشريفة‪.‬‬ ‫‪ .1‬دور الدولة ومساهمتها‬ ‫‪ .5‬مساهمة أصحاب الأموال‬ ‫الفعالة في رفع جزء من الأعباء عن‬ ‫والشركات التجارية بتقديم‬ ‫الشباب المقبل على الزواج‪ ،‬عبر‬ ‫المساعدات للشباب المقبلين على‬ ‫تقديم سلف وتوفير سكن مناسب‬ ‫الزواج عبر الإعانات النقدية أو‬ ‫لهم‪ ،‬إذ إن ذلك ُيعد من الأسباب‬ ‫العينية‪.‬‬ ‫المباشرة في تأخر سن الزواج‪.‬‬ ‫الخلاصة‬ ‫المخاطر التي تواجه المجتمع العراقي‪،‬‬ ‫من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إزاء‬ ‫قدم هذا البحث وخلال عرضه للعديد‬ ‫وعيه المعرفي‪ ،‬وما تعانيه وسائل‬ ‫من المحاور محاولة للتعرف على أهم‬ ‫‪ ،2007-2003‬رسـالة ماجسـتير غير منشـورة‪( ،‬جامعة‬ ‫(‪ )228‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.103‬‬ ‫بغداد‪ :‬كلية الاداب‪2008 ،‬م)‪.‬‬ ‫(‪ )229‬وصـــــال علي محمد العلوي‪ ،‬مشـــــكلة تأخر ســـــن‬ ‫الزواج لدى الم أرة الع ارقية‪ ،‬د ارسـة ميدانية في مدينة بغداد‬ ‫‪225‬‬

‫‪ -1‬أحمد جاسم مطرود‪ ،‬دور المؤسسة‬ ‫الإعلام والمعلومات من تحديات‬ ‫الإعلامية في نشر ثقافة التسامح‪،‬‬ ‫وصعوبات في ظل التطور والتنامي‬ ‫دراسة تحليلية‪ ،‬مجلة جامعة بابل‬ ‫الحاصل داخل مغايرات الحياة الجديدة‪،‬‬ ‫التي طرأت على المجتمع العراقي‪ ،‬وما‬ ‫للعلوم الانسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،23‬العدد‬ ‫أفرزه ذلك من مضامين متعددة داخل‬ ‫‪.2015 ،4‬‬ ‫البيئة الجديدة على البلد‪ ،‬واستعرض‬ ‫البحث العديد من توجهات مواقع‬ ‫‪ -2‬إخلاص أكرم احمد رسول‪ ،‬الانترنت‬ ‫التواصل الاجتماعي ودورها مع الإعلام‬ ‫والتغير الاجتماعي‪ ،‬رسالة ماجستير‬ ‫ورسائله إلى الجمهور الواسع الذي تصله‬ ‫غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية‬ ‫مضامين التربية داخل نسيج المجتمع‬ ‫العراقي‪ ،‬الذي أضحى عرضة للإعلام‬ ‫الآداب‪ ،‬قسم الاجتماع‪.2007 ،‬‬ ‫بمختلف الفنون والمضامين والاشكال‬ ‫‪ -3‬أسماء جميل وآخرون‪ ،‬مفهوم‬ ‫الإعلامية‪ ،‬التي خلقت أبرز المخاطر التي‬ ‫المشاركة السياسية للمرأة بين‬ ‫تتعرض لها الأسرة العراقية‪ ،‬والتعرف‬ ‫صناعة القرار والتبعية‪( ،‬بغداد‪:‬‬ ‫على الأوضاع التعليمية والاقتصادية‬ ‫والسياسية والصحية والاجتماعية‪ ،‬إلى‬ ‫مؤسسة مدارك‪.)2008 ،‬‬ ‫جانب العنف الذي تتعرض له المرأة في‬ ‫‪ -4‬أنمار غافل صيهود الشجيري‪ ،‬دور‬ ‫المجتمع العراقي‪ ،‬وكذلك الانتهاكات‬ ‫القنوات الفضائية العراقية في تعزيز‬ ‫التي طالت الأطفال في العراق ومعاناة‬ ‫القيم الوطنية (دراسة مسحية‬ ‫الحياة التربوية داخل تركيبته‪ ،‬وهي‬ ‫لمكونات مدينة كركوك)‪ ،‬رسالة‬ ‫محاولة بحثية توضع أمام القائمين على‬ ‫ماجستير غير منشورة‪( ،‬جامعة بغداد‪:‬‬ ‫الواقع الإعلامي في العراق؛ ليأخذوا‬ ‫منها مدخلا لتطوير ثقافة الوعي والحد‬ ‫كلية الإعلام‪.)2016 ،‬‬ ‫من مظاهر انتشار الاستخدام غير الصائب‬ ‫‪ -5‬تحسين محمد أنيس شرداقة‪ ،‬دور‬ ‫لمواقع التواصل الاجتماعي‪ ،‬خاصة مع‬ ‫وسائل الإعلام في مكافحة ظاهرة‬ ‫النتائج العديدة التي أشارت إلى خطورة‬ ‫الإرهاب والتطرف (دراسة ميدانية)‪،‬‬ ‫هذه المواقع في زيادة التخلف المعرفي‬ ‫ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الدولي‬ ‫المحكم تحت عنوان‪ :‬دور الشريعة‬ ‫لدى الجمهور‪.‬‬ ‫والقانون والإعلام في مكافحة‬ ‫الإرهاب تحت شعار‪ :‬عالم بلا إرهاب‬ ‫قائمة المصادر‪:‬‬ ‫خلال الفترة من ‪،2016/3/31-30‬‬ ‫(جامعة الزرقاء – الأردن)‪.‬‬ ‫‪226‬‬

‫‪ -11‬سناء كاظم كاطع‪ ،‬الطائفية‬ ‫‪ -6‬ثناء محمد صالح‪ ،‬الاسرة العراقية بين‬ ‫العائق الاكبر في بناء الدولة العراقية‬ ‫الثابت والمتحول من القيم‬ ‫المعاصرة‪ ،‬مجلة العلوم السياسية‪،‬‬ ‫الاجتماعية‪ ،‬رؤيا استشرافية لإعادة‬ ‫كلية العلوم السياسية‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬ ‫بناء أسرى تواصلي سليم‪( ،‬جامعة‬ ‫العدد ‪ 34‬كانون الثاني‪ ،‬لسنة ‪.2007‬‬ ‫بغداد‪ :‬كلية الآداب‪.)2012 ،‬‬ ‫‪ -12‬طالب حسين حافظ‪ ،‬العنف‬ ‫‪ -7‬جليل وداي حمود‪ ،‬تحديات تشكيل‬ ‫السياسي في العراق‪ ،‬مجلة دراسات‬ ‫ثقافة التغيير في العراق (المعوقات‬ ‫الذاتية للدور الإعلامي)‪ ،‬مجلة الباحث‬ ‫دولية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬جامعة بغداد‪،‬‬ ‫‪.2012‬‬ ‫الإعلامي‪ ،‬العدد ‪.2014 ،23‬‬ ‫‪ -8‬رباب راسم كاظم‪ ،‬المجتمعات‬ ‫‪ -13‬ظاهر محسن هاني‪ ،‬التنشئة‬ ‫الافتراضية والعلاقات الاجتماعية‪،‬‬ ‫الاجتماعية ودورها في تحقيق الأمن‬ ‫دراسة ميدانية في مدينة الديوانية‪،‬‬ ‫الأخلاقي والمجتمعي في ظل‬ ‫(جامعة القادسية‪ ،‬كلية الآداب‪ ،‬قسم‬ ‫تحديات العولمة‪ ،‬مجلة العلوم‬ ‫الانسانية‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة بابل‪،‬‬ ‫الاجتماع‪.)2012 ،‬‬ ‫‪ -9‬رباح أحمد مهدي‪ ،‬أثر العنف‬ ‫العد ‪13‬لسنة ‪.2012‬‬ ‫التلفزيوني في الأسرة العراقية‬ ‫‪ -14‬عادل عبد الرزاق مصطاف‪ ،‬دور‬ ‫(دراسة ميدانية في منطقتي حي‬ ‫التغطية الإعلامية للقنوات الفضائية‬ ‫تونس وحي الحرية بمدينة بغداد)‪،‬‬ ‫العراقية في تشكيل اتجاهات‬ ‫جامعة بغداد‪ :‬مجلة كلية الآداب‪،‬‬ ‫الجمهور نحو الارهاب (دراسة ميدانية‬ ‫لعينة من جمهور مدينة بغداد)‪،‬‬ ‫العدد ‪.96‬‬ ‫‪ -10‬زينب محمد صالح العزاوي‪،‬‬ ‫مجلة الباحث الإعلامي‪ ،‬العدد ‪،23‬‬ ‫العوامل الاجتماعية والثقافية وأثرها‬ ‫‪.2014‬‬ ‫في تكوين شخصية المرأة العراقية‪،‬‬ ‫دراسة ميدانية في محافظات بغداد‪-‬‬ ‫‪ -15‬عادل عبد الرزاق مصطاف وصفد‬ ‫واسط‪-‬البصرة‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬ ‫حسام حمودي‪ ،‬التليفزيون وتوعية‬ ‫منشورة‪( ،‬جامعة بغداد‪ :‬كلية الآداب‪،‬‬ ‫الشباب الجامعي بتحديات الهوية‬ ‫الثقافية في العراق‪ ،‬مجلة الباحث‬ ‫قسم علم الاجتماع‪.)2007 ،‬‬ ‫الإعلامي‪ ،‬العدد ‪( ،26‬جامعة بغداد‪:‬‬ ‫كلية الإعلام‪.)2014 ،‬‬ ‫‪227‬‬

‫‪ -22‬منتصر حسين جواد وزة‪ ،‬السلم‬ ‫‪ -16‬عبد الامير مويت فيصل‪ ،‬الاغتراب‬ ‫الأهل ّي في العراق‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬ ‫الثقافي لدي المقيمين خارج العراق‪،‬‬ ‫منشورة‪( ،‬جامعة بغداد‪ :‬كلية العلوم‬ ‫مجلة الباحث الإعلامي‪ ،‬العدد ‪،27‬‬ ‫السياسية‪.)2014 ،‬‬ ‫‪.2015‬‬ ‫‪ -23‬منتهى هادي التميمي‪ ،‬مشكلات‬ ‫إعداد برامج المرأة في القنوات‬ ‫‪ -17‬فراس يوسف قنبر‪ ،‬تحديات الأسرة‬ ‫الفضائية العراقية‪ ،‬مجلة الباحث‬ ‫العراقية المعاصرة بعد عام ‪،2003‬‬ ‫الإعلامي‪( ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية‬ ‫(دراسة ميدانية في مدينة بغداد)‪،‬‬ ‫رسالة دكتوراه غير منشورة‪( ،‬جامعة‬ ‫الإعلام‪ ،‬العدد ‪ ،16‬نيسان‪-‬أيار‪-‬تموز‪،‬‬ ‫‪.)2012‬‬ ‫بغداد‪ :‬كلية الآداب‪.)20015 ،‬‬ ‫‪ -18‬قاسم عبود الدباغ‪ ،‬التسول‬ ‫‪ -24‬مي العبد الله‪ ،‬دور الاعلام‬ ‫والانحراف عند الاطفال في العراق‪،‬‬ ‫الفضائي العربي في \"الثورات‬ ‫(وزارة التخطيط والتعاون الانمائي‪ ،‬دائرة‬ ‫العربية\"‪ ،‬الرابطة العربية لعلوم‬ ‫التنمية البشرية‪ ،‬قسم سياسات التنمية‬ ‫الاتصال‪ ،‬الجامعة اللبنانية‪.2010 ،‬‬ ‫‪ -25‬نادية حسن ابو سكينة‪ ،‬منال عبد‬ ‫الاجتماعية‪.)2009 ،‬‬ ‫الرحمن خضر‪ ،‬العلاقات والمشكلات‬ ‫‪ -19‬كواكب صالح حميد‪ ،‬دور الاسرة ي‬ ‫غرس المنظومة القيمية لدى ابنائها‪،‬‬ ‫الاسرية‪ ،‬ط‪( 1‬دار الفكر للنشر‬ ‫والتوزيع‪.)2011،‬‬ ‫مجلة البحوث التربوية والنفسية‪،‬‬ ‫‪ -26‬نبيل جاسم محمد السويداوي‪،‬‬ ‫جامعة بغداد‪ ،‬العدد ‪ ،38‬سنة ‪.2013‬‬ ‫البث الفضائي والعلاقات الأسرية‬ ‫‪ -20‬محمود حسن اسماعيل‪ ،‬مبادئ‬ ‫دراسة ميدانية في مدينة بغداد‪،‬‬ ‫الاتصال ونظريات التأثير‪( ،‬القاهرة‪ :‬الدار‬ ‫رسالة ماجستير غير منشورة‪( ،‬جامعة‬ ‫العالمية للنشر والتوزيع‪.)2003 ،‬‬ ‫بغداد‪ :‬كلية الآداب‪.)2005 ،‬‬ ‫‪ -21‬منى عبد الستار محمد حسن‪،‬‬ ‫‪ -27‬هاشم حسين ناصر المحنك‪ ،‬دور‬ ‫البعد الاجتماعي للعولمة وتأثيراتها‬ ‫الاعلام في نبذ العنف‪ ،‬مركز دراسات‬ ‫على الأسرة العراقية‪ ،‬دراسة ميدانية‬ ‫الكوفة‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬العدد ‪15‬‬ ‫لسنة ‪.2009‬‬ ‫‪ ،2013-2012/‬مجلة جامعة بابل‪،‬‬ ‫العلوم الانسانية‪ ،‬المجلد ‪ /22‬العدد ‪،2‬‬ ‫‪.2014‬‬ ‫‪228‬‬

‫‪ -28‬وصال علي محمد العلوي‪ ،‬مشكلة‬ ‫تأخر سن الزواج لدى المرأة العراقية‪،‬‬ ‫دراسة ميدانية في مدينة بغداد‬ ‫‪ ،2007-2003‬رسالة ماجستير غير‬ ‫منشورة‪( ،‬جامعة بغداد‪ :‬كلية الآداب‪،‬‬ ‫‪2008‬م)‪.‬‬ ‫‪229‬‬

‫شخصية العدد‬ ‫ناجي العلي في ذكـرى رحيله‪ ..‬مازال حيا!!‬ ‫د‪ .‬ابراهيم النجار‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫‪230‬‬

‫ليس بالبعيد ولا بالقريب‪ ،‬إنها بمسافة‬ ‫بخطوط سوداء وبيضاء‪ ،‬رسم أوطانا‬ ‫الثورة\"‪.‬‬ ‫مؤمنا أنه لا مكان فيها للرمادية‪ ،‬لم‬ ‫يكن رساما بل كان جراحا‪ ،‬وكانت‬ ‫في ذكرى رحيل فنان الكاريكاتير المبدع‬ ‫ريشته بحق مشرط جراح‪ ،‬هذا ما حلم‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬الذي اكتسب صفة العالمية‪،‬‬ ‫به‪ ،‬وهذا ما أثبت بعد ثلاثة عقود‬ ‫معبرا بريشته وشخصيته أيقونة \"حنظله\"‪،‬‬ ‫مضت على استشهاده‪ ،‬فلا يزال‬ ‫عن الاضطهاد والظلم الذي تتعرض له‬ ‫\"حنظله\"‪ ،‬وهي الشخصية الأشهر‬ ‫الشعوب المقهورة‪ .‬في ‪ 22‬تموز‪ /‬يوليو‬ ‫لرسوماته تحيا وتستمر وتكبر‪ ،‬ولا سيما‬ ‫عام ‪ ،1987‬أطلق قاتل الرصاص في أحد‬ ‫من خلال جيل الشباب‪ ،‬ولا يزال‪ ،‬حاضرا‬ ‫شوارع لندن‪ ،‬على ناجي العلي رسام‬ ‫وثابتا ومتوارثا‪ ،‬ابن قرية الشجرة كان‬ ‫الكاريكاتير والكاتب المعبر بريشته عن‬ ‫عمره أحد عشر عاما‪ ،‬عندما حلت‬ ‫المقاومة ضد الغزو والاحتلال الإسرائيلي‬ ‫\"النكبة\"‪ ،‬فهجر مع آخرين مخيم عين‬ ‫لفلسطين‪ .‬لقد قاوم باللوحة والكلمة كل‬ ‫الحلوة في لبنان‪ ،‬وكتب عليه فيما‬ ‫بعد التنقل بين لبنان والكويت ولندن‪،‬‬ ‫أشكال الهيمنة‬ ‫التي قضي فيها شهيدا‪ ،‬اليوم‪ ،‬عند‬ ‫محطات حياة إنسان رسم الأفكار‬ ‫والاستبداد والظلم في منطقتنا والعالم‪،‬‬ ‫والمعتقدات والحق‪ ،‬فاستحق بجدارة‬ ‫وكان في كل رسوماته‪ ،‬الناطق الثوري‬ ‫بأن يكون رمزا من رموز قضية إنسانية‬ ‫الشعبي عن المضطهدين في وطننا‬ ‫وعالمية وهي قضية فلسطين‬ ‫العربي والعالم‪ .‬اعتقد القتلة (من قرر‬ ‫وخطط ونفذ) بمختلف تسمياتهم‪ ،‬أن موت‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫ناجي سينهي وجوده‪ ،‬لكن \"حنظله\"‪،‬‬ ‫الشاهد الحي‪ ،‬ما زال في وجدان وضمير كل‬ ‫\"يا وطني كل العصافير لها منازل إلا‬ ‫مناضل وإنسان يتوق للحرية‪ ،‬سقط الجسد‬ ‫العصافير التي تحترف الحرية‪ ،‬فهي‬ ‫لكن الفكرة باقية كما قال الشهيد غسان‬ ‫تموت خارج الأوطان\"‪ ،‬كلمات خالدة‬ ‫كنفاني‪ ،‬الذي كان أول من نشر للشهيد‬ ‫لرسام الكاريكاتير الفذ ناجي العلي‪،‬‬ ‫أيضا‪ ،‬حيث أكد قائلًا‪\" :‬الطريق فلسطين‬ ‫ناجي رسوماته‪.‬‬ ‫أتخيل جدلا أن ناجي العلي حيا بيننا‬ ‫اليوم‪ ،‬فهل كان سيتحمل كل هذه النكسات‬ ‫والحروب والانقسامات؟ وعن ماذا كان‬ ‫سيرسم؟ هل كان سينشئ أيقونة جديدة‬ ‫‪231‬‬

‫لأطفال سوريا واليمن والعراق والسودان‬ ‫والصومال وليبيا؟ أظن ذلك‪\" ..‬فحنظله\"‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬يريد رفاقا يبددون وحشة‬ ‫صمته‪ .‬في ذكري استشهاد البطل‪ ،‬نطرح‬ ‫جملة من التساؤلات المشروعة‪ ،‬وهي كيف‬ ‫استطاع ناجي العلي‪ ،‬أن يحرض الظلم‪،‬‬ ‫ويؤرشف التاريخ والحقائق‪ ،‬ويستشرف‬ ‫الغد؟ أيضا‪ ،‬ما واقع الإبداع اليوم؟ ماذا‬ ‫ينقصنا لخلق رموز ثقافية جديدة تمثل‬ ‫واقعنا‪ ،‬وتصوب طرقنا وترفع من وعينا؟!‬ ‫‪232‬‬

‫اقلام حرة‬ ‫‪233‬‬

‫والمجلات‪ ،‬وانتشرت الفضائيات ودخلت‬ ‫أزمات الإعلام العربي المعاصر‬ ‫الدول العربية في سباق البث الفضائي‬ ‫ومجال الأقمار الصناعية‪ ،‬وشهدت هذه‬ ‫بقلم الدكتور جمال أمين همام‬ ‫الفترة أيضًا وفرة في الإعلانات التجارية‬ ‫ما أثر إيجابًا على مداخيل وسائل الإعلام‪،‬‬ ‫مر الإعلام العربي بعدة أزمات جعلته‬ ‫لكن مع إرهاصات ما يسمى بثورات الربيع‬ ‫يئن تحت وطأة مشكلات كبيرة في‬ ‫العربي‪ ،‬ثم الدخول في مرحلة هذه‬ ‫مجال سياسية كانت أم اقتصادية‬ ‫الثورات‪ ،‬طرأت على ساحة الإعلام‬ ‫وتوجهات أيديولوجية‪ ،‬وهذه الأزمات‬ ‫العربي الكثير من المتغيرات‪ ،‬وكان من‬ ‫ليست جديدة‪ ،‬لكنها زادت حدتها في‬ ‫أهم ملامح هذه الفترة التي ما زالت‬ ‫السنوات الأخيرة‪ ،‬ومنذ منتصف القرن‬ ‫العشرين فقد الإعلام العربي استقلاليته‬ ‫موجودة ما يلي‪:‬‬ ‫جزئيًا‪ ،‬وكان ذلك لعدة أسباب‪ ،‬منها‬ ‫توظيف الإعلام لخدمة الأهداف‬ ‫*بروز دور وسائل الإعلام الخاصة‬ ‫السياسية‪ ،‬والصراعات الأيديولوجية التي‬ ‫بعيدًا عن سيطرة الحكومات‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫شهدها العالم العربي‪ ،‬وكان أوجها في‬ ‫أضعف دور الرقيب الحكومي‪ ،‬بل إن‬ ‫خمسينيات وستينيات القرن الماضي‪،‬‬ ‫بعض الدول ألغت وزارة الإعلام‪ ،‬وكان‬ ‫التي جعلت الإعلام يذهب بعيدًا عن‬ ‫لذلك دور إيجابي يتمثل في استقلال‬ ‫أداء رسالته الحقيقة‪ ،‬وينكفئ على ذاته‬ ‫وسائل الإعلام‪ ،‬لكن كان له مظاهر‬ ‫داخل كل بلد عربي‪ ،‬أو يكون وسيلة‬ ‫سلبية‪ ،‬ومنها تدخل رأس المال في‬ ‫للتراشق والاختلاف‪ ،‬وبالتوازي مع ذلك‬ ‫الإعلام سواء من حيث الملكية المباشرة‪،‬‬ ‫كانت الأمية وضعف التكنولوجيا وقلة‬ ‫أو تحت تأثير الإعلان‪ ،‬إضافة إلى الكثرة‬ ‫الإمكانيات وصعوبة النقل والانتشار تحد‬ ‫العددية لوسائل الإعلام الخاصة على‬ ‫من قوة وتأثير الإعلام‪ ،‬وإن كانت الإذاعة‬ ‫في تلك الحقبة من أهم وسائل الإعلام‬ ‫حساب جودة المنتج الإعلامي‪.‬‬ ‫العربي إلى جانب الصحف‪ ،‬التي لعبت‬ ‫دورًا مهمًا في صياغة وجدان النخب في‬ ‫التخندق في خنادق التبعية‬ ‫للحكومات أو لرجال الأعمال أي زيادة تأثير‬ ‫دول العالم العربي‪.‬‬ ‫التبعية الإعلامية والسياسية على‬ ‫حساب الموضوعية والأمانة الإعلامية‪،‬‬ ‫ثم تطورت صناعة الإعلام فيما بعد‪،‬‬ ‫وانعكس ذلك على الحروب الإعلامية‬ ‫وتوفرت المطابع الحديثة للصحف‬ ‫‪234‬‬

‫‪ ...‬الإعلام العربي بصفة عامة يعيش‬ ‫التي خاضتها وسائل الإعلام العربية‬ ‫أزمة تمويل صعبة‪ ،‬ما جعله تاب ًعا لتأثير‬ ‫متأثرة بمواقف حكوماتها أو مالكيها‪.‬‬ ‫التمويل‪ ،‬أو التبعية للحكومات ومن ثم‬ ‫تأثرت استقلاليته‪ ،‬والأزمة الاقتصادية‬ ‫*أتاحت التكنولوجيا الرقمية مساحة‬ ‫للصحف أصبحت سمة عامة حتى في‬ ‫واسعة لشبكات التواصل الاجتماعي‬ ‫الدول العربية الغنية أو متوسطة الدخل‪،‬‬ ‫والإعلام الجديد بكل أنواعه‪ ،‬ما أدى إلى‬ ‫ما أدى مؤخًرا إلى تسريح الكثير من‬ ‫سهولة وسرعة وصول المعلومة‬ ‫الصحفيين العرب بعد توقف إصدار‬ ‫ومشاركة المواطن العربي في صناعة‬ ‫صحفهم الورقية‪ ،‬أو تقليص عدد‬ ‫المادة الإعلامية والتواجد في مواقع‬ ‫صفحاتها‪ ،‬بل بلغت الأزمة أشدها في‬ ‫الأحداث‪ ،‬لكن من سلبياتها انتشار‬ ‫الدول العربية ذات الدخل المنخفض‪،‬‬ ‫الإشاعات وبث الأخبار والمعلومات‬ ‫فقد نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن‬ ‫الكاذبة والترويج للأفكار الهدامة؛ حيث‬ ‫الدكتور جورج صدقة عميد كلية الإعلام‬ ‫تعد هذه المواقع منصات إعلامية سهلة‬ ‫في الجامعة اللبنانية‪ \" :‬إن وسائل‬ ‫الاختراق والتوجيه من دول أو جماعات أو‬ ‫الإعلام اللبنانية تمر بأزمة خانقة‪ ،‬ربما‬ ‫أجهزة استخبارات وغيرها‪ ،‬وهذا ما ظهر‬ ‫الأقسى في تاريخها‪ ،‬باتت تهدد‬ ‫جل ًيا في التأثير على الرأي العام العربي‬ ‫وجودها واستمراريتها‪ ،‬تتمثل بتراجع‬ ‫مداخيلها إلى درجة أصبحت معها غير‬ ‫خلال ما يسمى بثورات الربيع العربي‪.‬‬ ‫قادرة على دفع رواتب العاملين فيها‪،‬‬ ‫وراحت تسرح موظفيها كي لا تضطر إلى‬ ‫* معاناة الصحف الورقية من شح‬ ‫الإعلانات‪ ،‬وضعف التوزيع نتيجة‬ ‫إقفال أبوابها\"‪.‬‬ ‫منافسة الإعلام الجديد‪ ،‬لدرجة أن‬ ‫العديد من الصحف العربية ألغت‬ ‫أدت الظروف المشار إليها في النقاط‬ ‫طبعاتها الورقية‪ ،‬وبعضها في الطريق‬ ‫السالفة الذكر وغيرها إلى تراجع تأثير‬ ‫إلى الإغلاق‪ ،‬كما أنها استغنت عن الكثير‬ ‫الإعلام العربي وفتح الباب لوسائل‬ ‫من كوادرها الصحفية‪ ،‬وهذا في حد‬ ‫التواصل الاجتماعي‪ ،‬وعودة دور شاعر‬ ‫ذاته خطر كبير‪ .‬كما أن هناك توجها نحو‬ ‫القبيلة في كثير من الدول العربية‪ ،‬ما‬ ‫دمج العديد من الصحف الورقية‬ ‫جعل الإعلام أداة للفرقة وليس لتوحيد‬ ‫لحمايتها من الاندثار وهذا التوجه‬ ‫الصف العربي‪ ،‬وهذا ما انعكس على‬ ‫مطروح بقوة في دول مجلس التعاون‬ ‫علاقة الدول والشعوب العربية‪.‬‬ ‫الخليجي‪.‬‬ ‫‪235‬‬

‫جعل لها وجو ًدا عربيًا يفوق قنوات‬ ‫وفي غمرة الانشغال عن مخاطر‬ ‫عربية مماثلة‪ ،‬وكذلك وكالة الأناضول‬ ‫ضعف الإعلام العربي‪ ،‬أو تبعيته‪ ،‬وفي‬ ‫بالنشرة العربية‪ ،‬واستضافت أنقرة‬ ‫ظل التناحر الإعلامي ودخوله في‬ ‫محطات فضائية وصحف معارضة‬ ‫معارك حامية الوطيس بين الدول‬ ‫للأنظمة العربية‪ ،‬وتبع ذلك افتتاح‬ ‫العربية وضد الأنظمة الحاكمة‪ ،‬عجزت‬ ‫قنوات ومواقع تبث باللغة العربية‪،‬‬ ‫جامعة الدول العربية عن إيجاد الحلول‬ ‫خاصة بعد اندلاع ما يسمى بثورات‬ ‫العملية لتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي‬ ‫\"الربيع العربي\"‪ ،‬بل مخاطبة الرئيس‬ ‫العربي‪ ،‬أو إيجاد مقاربات بين الدول‬ ‫التركي الرأي العام العربي على تويتر‬ ‫العربية؛ حيث فشل وزراء الإعلام العرب‬ ‫قبل انفجار ما يسمى بثورات الربيع‬ ‫باللغة العربية‪.‬‬ ‫العربي في ذلك‪ ،‬الأمر الذي أصبح أكثر‬ ‫صعوبة بعد هذه الثورات وزيادة‬ ‫أما إيران‪ ،‬فإنها تولي مخاطبة الرأي‬ ‫مساحات شقة الخلاف بين بعض الدول‬ ‫العام العربي أهمية قصوى‪ ،‬وتضع ذلك‬ ‫العربية وهذا ما تترجمه وسائل الإعلام‬ ‫ضمن إستراتيجية الدولة التي تنفق‬ ‫قرابة ملياري دولار سنوًيا على القنوات‬ ‫مباشرة‪.‬‬ ‫الفضائية وأكثرها موجه إلى الرأي العام‬ ‫العربي‪ ،‬فالنظام الإيراني لديه أكثر من‬ ‫وفي مجمل القول يعيش الإعلام‬ ‫‪ 100‬قناة موجهة إلى الخارج ‪ %75‬منها‬ ‫العربي أخطر مراحله‪ ،‬وفوق المعاناة‬ ‫موجه للرأي العام العربي‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫والصراع الإعلامي العربي ـ العربي‪،‬‬ ‫ظهرت منافسة أكثر خطورة تتمثل في‬ ‫عشرة آلاف صفحة على الفيس بوك‪.‬‬ ‫الإعلام الخارجي الموجه الذي يستهدف‬ ‫الدول العربية‪ ،‬وهو يأتي من مصادر‬ ‫وهناك الكثير من الدول الأجنبية أي ًضا‬ ‫إقليمية متعددة لعل منها‪ :‬تركيا وإيران‪.‬‬ ‫تستهدف التأثير على الرأي العام العربي‬ ‫وتشوه الصورة النمطية العربية التي درج‬ ‫تركيا‪ ،‬دخلت ميدان التأثير على الرأي‬ ‫الإعلام الغربي على رسمها للعرب‬ ‫العام العربي من خلال قناة \"تي آر تي \"‬ ‫بغرض اختطاف الرأي العام العربي‪ ،‬أو‬ ‫التركية باللغة العربية عام ‪2010‬م‪،‬‬ ‫الإساءة للعرب لدى الأجانب‪ ،‬فيما يظل‬ ‫وحشدت لها كادرًا من الإعلاميين العرب‪،‬‬ ‫الإعلام العربي دون استراتيجيات‬ ‫ثم افتتحت مكتبًا في القاهرة واعتمدت‬ ‫واضحة‪ ،‬ناهيك عن دوره في ل ّم الشمل‬ ‫مراسلين من كافة الأقطار العربية‪ ،‬ما‬ ‫ومواجهة الأيديولوجيات المزاحمة له‪،‬‬ ‫‪236‬‬

‫في غياب الرؤية والقدرة العربية‬ ‫الجامعة في ظل إعلام يرفع لواء التناحر‬ ‫والتقوقع والغياب عن الساحة الخارجية‪.‬‬ ‫‪237‬‬

‫وحالة الضعف المهني به‪ ،‬بل‬ ‫بنيوية الإعلام العربي‬ ‫والترقيعات التي كان يتستر خلفها‪ ،‬وأن‬ ‫المهنية ليست الأساس‪ ،‬بل أساسه الولاء‬ ‫بقلم الدكتور عبد المولى المنفي‬ ‫لا للوطن بل للحاكم‪.‬‬ ‫قد شهدت المنطقة العربية أحداثا‬ ‫متلاحقة منذ مطلع العقد الثاني‬ ‫فتحديداً عند تعامل الأعلام العربي‬ ‫للنصف الثاني من الألفية الثالثة‪ .‬وقد‬ ‫لانتفاضة تونس المطالبة بدءًا بتحسين‬ ‫يكون هناك ما يساويها حجماً مع‬ ‫العيش ومن ثم تغيير واسقاط النظام‪،‬‬ ‫اختلاف أسس ارتكازها‪ ،‬إلا أنها تمت على‬ ‫كان محوره ينصب على شاب أقدم على‬ ‫فترات متباعدة أو شبه متباعدة‪،‬‬ ‫الانتحار‪ ،‬وآخر يردد أن المواطن هرم في‬ ‫كمعاهدات السلام العلنية والخفية مع‬ ‫الحرمان‪ ،‬دون أن يرى أعلامنا العربي من‬ ‫\"إسرائيل\"‪ ،‬وحربي الخليج الأولى‬ ‫تفاصيل الأحداث إلا ما يراه الأعلام‬ ‫العراقية الإيرانية‪ ،‬والثانية العراقية‬ ‫الأمريكية عبر دول الخليج‪ ،‬ثم احتلال‬ ‫الدولي وتحديداً الغربي‪.‬‬ ‫العراق وإعدام رئيسها صدام حسين أو‬ ‫تقسيم السودان‪ ،‬واختلافات الأشقاء‬ ‫حاول الإعلام العربي القطري أن‬ ‫حكام العرب في العلن والخفاء‪ ،‬ناهيك‬ ‫يستوعب أحداث تونس‪ ،‬فتفاجأ بإحداث‬ ‫على المستوى المنحدر والذي يشبه‬ ‫الفراغ الذي سببه الرئيس التونسي بن‬ ‫التعمد في البنية العقلية للمواطن‬ ‫علي بخروجه من المشهد التونسي‬ ‫العربي الذي بات يكتب اسمه على ورقة‬ ‫فجأة‪ ،‬وأثناء ذلك نلاحظ جوقة إعلانية‬ ‫تعزف سيمفونية متعمدة تصب في رفع‬ ‫بصعوبة‪.‬‬ ‫حالة الاحتقان الشعبي في تونس‪،‬‬ ‫وتصبغ بعض القيادات أو الكتل‬ ‫تلك الأحداث حاول الإعلام العربي‬ ‫التونسية بألوان زاهية لتوحي للمواطن‬ ‫التعاطي معها وفق الخط السياسي‬ ‫أنها المنقذ من الواقع المعاش‪ ،‬وبذلك‬ ‫الذي تنتهجه دولنا العربية‪ ،‬ويجمل ذلك‬ ‫انتقل دوره من مساهم في رفع الوعي‬ ‫بصياغة توصف عقلية إدارة مؤسسة‬ ‫المجتمعي إلى مشارك في تنفيذ‬ ‫إعلامية في قطر من أقطار المنظومة‬ ‫مشروع يستهدف إحداث خلخلة في‬ ‫العربية المتهرئة‪.‬‬ ‫مفاهيم المجتمع‪.‬‬ ‫وإن ما شهدته الفترة المشار إليها أنفا‬ ‫وعلى الفور شرع الشارع المصري في‬ ‫أربك الإعلام العربي بصورة واضحة‪،‬‬ ‫تكرار ما تم في تونس‪ ،‬مستثمرا إحياء‬ ‫وكشف عن ضعف الإعلام الوطني‬ ‫‪238‬‬

‫ذكرى وطنية بالبلاد‪ ،‬برزت عندها دور‬ ‫محطة الجزيرة بصورة علنية وانحيازها‬ ‫لما يدور في الشارع‪ ،‬وتضخيم الأحداث‬ ‫والتغاضي عن بعض الأحداث‪ ،‬وتكرر ذلك‬ ‫في اليمن وليبيا وسوريا‪.‬‬ ‫إلا أن المنعطف الذي شهده الشارع‬ ‫المصري عام ‪2013‬م بخروج المواطن‬ ‫هناك للمرة الثانية إلى الشارع مطالباً‬ ‫بإزالة ما يراه عبثاً‪ ،‬نلاحظ ارتباك في‬ ‫الإعلام الوطني وانقسام في الخطاب‬ ‫الإعلامي العربي‪ ،‬يبرز ذلك من إنتاج‬ ‫قناتي الجزيرة والعربية لمجريات‬ ‫المشهد المصري‪ ،‬وانحياز للسلطة‬ ‫الحاكمة من قبل الأعلام الغربي وترقب‬ ‫للأعلام العالمي‪.‬‬ ‫تلك الفترة التي تنحصر ما بين عامي‬ ‫‪ 2010‬و‪ 2015‬كشفت البنية الواهية‬ ‫التي يرتكز عليها الإعلام العربي‪ ،‬وكذلك‬ ‫أزالت عن مواكبة الإعلام الغربي‬ ‫للسياسة الخارجية الغربية‪ ،‬رغم خسارته‬ ‫لحالة \"السوبرمانية\" التي كان يرسمها له‬ ‫المتلقي العربي‪ ،‬تمثل في عزوف نسبة‬ ‫كبيرة من شعوب المنطقة عن متابعة‬ ‫قناة السي إن إن الأمريكية على سبيل‬ ‫المثال كنموذج للأعلام الغربي‪.‬‬ ‫‪239‬‬

‫منها كتابه عن (تاريخ المسرح في‬ ‫الأجواق المسرحية المصرية في‬ ‫الحلة) وكتابه عن (المسرحيات‬ ‫العراق‬ ‫المفقودة) وكتابه عن (اسكندر زغبي‬ ‫الحلبي زجالا ومسرحيا) وكتابه (محمد‬ ‫بقلم‪ :‬ا‪.‬د‪ .‬إبراهيم خليل العلاف‬ ‫مهدي البصير رائد المسرح التحريضي‬ ‫في العراق) وكتابه (مسرحيات نعوم‬ ‫كما عودنا الكاتب‪ ،‬والباحث‪ ،‬والأستاذ‬ ‫فتح الله سحار المفقودة) وكتابه‬ ‫الأكاديمي الكبير الصديق الأستاذ الدكتور‬ ‫(المسرح المسيحي في العراق) وكتابه‬ ‫علي محمد هادي الربيعي في كشف‬ ‫(إسهامات يهود العراق في المسرح)‪،‬‬ ‫الركام عن مكنونات‪ ،‬وكنوز المسرح‬ ‫وكتابه (الخيال في الفلسفة والأدب‬ ‫العراقي منذ سنوات طويلة‪ .‬ها هو اليوم‬ ‫يتحفنا بكتاب جديد وسفر غني يحمل‬ ‫والمسرح)‪.‬‬ ‫عنوان (الأجواق المسرحية المصرية في‬ ‫العراق)‪...‬موضوع بكر‪ ،‬وأصيل‪ ،‬وموضوع‬ ‫الأستاذ الدكتور علي محمد هادي‬ ‫فذ‪ ،‬وجميل‪ ،‬ومتابعة علمية تاريخية‪،‬‬ ‫الربيعي علامة بارزة في المشهد‬ ‫الثقافي العراقي المعاصر يضيء‬ ‫دقيقة‪ ،‬ورصينة‪.‬‬ ‫المشهد دوما بالجديد‪ ،‬ويغنيه ويكشف‬ ‫عن قضايا ضاعت واندثرت ولم يعد لها‬ ‫الرجل يزرع‪ ،‬ويحصد وحصاده دوما‬ ‫مكان في الأذهان‪ ،‬لكنه يعيدها من‬ ‫وفير‪ .‬وقد سعدت عصر اليوم الاربعاء ‪14‬‬ ‫خلال الحفر والتنقيب إلى الحياة بعد أن‬ ‫اذار ‪ 2018‬وانأ في داري بالموصل‪ ،‬أتسلم‬ ‫ينفض التراب عنها فتبدو لامعة لمعان‬ ‫نسخة من هذا الكتاب الرائع‪ ،‬هدية‬ ‫الذهب وهو يخرج من بين أيدي صائغ‬ ‫ثمينة من مؤلفه الغالي عندي دوما‬ ‫ممهورة بتوقيعه الجميل‪ ،‬وبعبارات‬ ‫ماهر‪.‬‬ ‫أشكره عليها وأهنئه على الإنجاز الجديد‬ ‫متمنيا له التوفيق والنجاح والتألق‬ ‫الربيعي في كتابه الجديد عن‬ ‫الاجواق (الفرق) المسرحية المصرية‬ ‫الدائم‪.‬‬ ‫يعيد إلينا ذاكرتنا التاريخية ونحن في‬ ‫سنة ‪ 1926‬حيث قدمت العراق ولأول‬ ‫الأستاذ الدكتور علي محمد هادي‬ ‫مرة فرقة الفنان الكبير جورج أبيض‬ ‫الربيعي ‘ عميد كلية الفنون الجميلة ‪-‬‬ ‫المسرحية‪ ،‬ولاقت نجاحا باهرا بعد أن‬ ‫جامعة بابل (الحلة الفيحاء) كاتب‪،‬‬ ‫وباحث رصين أمد المكتبة المسرحية‬ ‫العربية والعراقية بالعديد من الكتب‬ ‫‪240‬‬

‫بداية تموز‪ -‬يوليو سنة ‪ 1922‬وصل‬ ‫أحيت العديد من الحفلات التمثيلية في‬ ‫جوق التمثيل المصري إلى العراق وهو‬ ‫بغداد والبصرة‪.‬‬ ‫جوق كشكش بك وافتتح عروضه‬ ‫بمسرحية صلاح الدين الأيوبي في اليوم‬ ‫ويلتقط الخيط من أستاذنا المرحوم‬ ‫العاشر من تموز‪ -‬يوليو سنة ‪،1922‬‬ ‫الأستاذ الدكتور علي الزبيدي وهو‬ ‫وأعاد الكرة وزار العراق مرة أخرى في ليلة‬ ‫يتحدث سنة ‪ 1967‬عن المسرحية‬ ‫‪ 24-23‬تشرين الأول‪-‬أكتوبر سنة ‪،1924‬‬ ‫العربية في العراق فيقول‪ :‬جاءت فرقة‬ ‫ثم زار العراق ثالثة في يوم الأربعاء الرابع‬ ‫فاطمة رشدي وفرقة يوسف وهبي إلى‬ ‫من آب ‪ -‬أغسطس سنة ‪ ،1926‬كما زار‬ ‫العراق وأفاد المسرح العراقي منهما‪ .‬ثم‬ ‫أخذت الفرق التمثيلية المصرية تفد‬ ‫البصرة وقدم هناك عروضا مسرحية‪.‬‬ ‫العراق منها فرقة عبد النبي وفرقة‬ ‫وقدم جوق التمثيل العربي إلى بغداد‬ ‫كشكش بك وفرقة البدوي‪.‬‬ ‫في بداية شهر حزيران ‪ -‬يونيو سنة‬ ‫‪ 1924‬ومما قدمه مسرحية (البطل‬ ‫لم يكتف الدكتور الربيعي بهذا بل راح‬ ‫العظيم ) ومسرحية (محاسن الصدف )‪.‬‬ ‫يبحث‪ ،‬ويبحث ومنذ سنوات ليصل إلى‬ ‫وفي منتصف شهر كانون الثاني ‪-‬يناير‬ ‫حقائق جديدة يتجاوز بها غيره‪ ،‬ومن‬ ‫سنة ‪ 1931‬وصل جوق أمين عطا الله‪،‬‬ ‫الطريف أنه أعاد إلى أذهاننا مصطلح‬ ‫وكان يضم فنانين كبارا منهم بشارة‬ ‫(الجوق) الذي كان يطلق في صحفنا‬ ‫واكيم ويوسف حسني وامين عطا الله‬ ‫العراقية بدلا من كلمة (فرقة) مسرحية‪.‬‬ ‫وليلى حسني وابريز استاني زوجة امين‬ ‫عطا الله‪ ،‬وقدمت بعض المسرحيات‬ ‫من خلال تنقيباته‪ ،‬واكتشافاته في‬ ‫ومنها مسرحية (الزوجة الخائنة)‪ ،‬وفي‬ ‫الكم الهائل من المصادر والصحف‪ ،‬وجد‬ ‫بداية تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر سنة‬ ‫أن العراق شهد فرقا تمثيلية قد زارته مع‬ ‫‪ 1945‬وصلت بغداد (فرقة الطليعة)‬ ‫مطلع القرن العشرين (‪ )1919‬وأن جوقا‬ ‫وضمت ممثلين أفذاذا‪ ،‬منهم محمد‬ ‫تمثيليا أجنبيا قدم أعماله في بغداد‬ ‫توفيق ومحمود السباع شقيق محمود‬ ‫سنة ‪ 1920‬وأن فرقة أوبرا روسية وفدت‬ ‫المليجي وأمينة نور الدين‪ ،‬ومحمد‬ ‫بغداد في آذار سنة ‪ ،1921‬وأن أول‬ ‫الديب ووداد حمدي وجمالات زايد ومما‬ ‫تواجد لممثلين مصريين كان لجوق‬ ‫يقوده الممثل محمد المصري قدم‬ ‫مسرحية (شارلوت) او (ضحية الغواية)‬ ‫في ‪ 20‬آذار‪ -‬مارس سنة ‪ ،1921‬وفي‬ ‫‪241‬‬

‫قدمته مسرحية (فاوست) للكاتب‬ ‫الانكليزي كريستوفر مارلو‪.‬‬ ‫وأن أية إضافاتٍ نوعيةٍ أضافها أخي‬ ‫وصديقي الأستاذ الدكتور علي محمد‬ ‫هادي الربيعي إلى إلى ما نعرفه عن‬ ‫المسرح العربي والمسرح العراقي‬ ‫والعلاقات المسرحية بين العراق ومصر‪.‬‬ ‫أشد على يديك وأبارك جهدك‪ ،‬فقد‬ ‫قدمت الكثير والكثير للتاريخ المسرحي‬ ‫العربي والعراقي فهنئيا لك‪ ،‬ودمت‬ ‫موفقا‪ ،‬متألقا‪ ،‬محبا‪ ،‬وشكرا لك‪.‬‬ ‫‪242‬‬

‫المختلفة‪ ،‬ويمكن استخدام وسائل‬ ‫دور الإعلام في التنمية المستدامة‬ ‫الإعلام في تحقيق الأهداف التالية‪:‬‬ ‫توفير معلومات عن الثقافات المختلفة‬ ‫بقلم‪ :‬د‪ .‬محمد قطب‬ ‫للدول والتعليم للجمهور عامة لكل‬ ‫فئاته‪ ،‬وتدريب المجموعات المتخصصة‬ ‫تلعب وسائل الإعلام دورا جوهريا في‬ ‫في المجالات المختلفة من مجالات‬ ‫حياة الفرد والمجتمع‪ ،‬وتسهم في‬ ‫التنشئة الاجتماعية‪ ،‬وفي التنمية‬ ‫التنمية‪.‬‬ ‫المستدامة يأتي دور الإعلام وله تأثير‬ ‫قوي على الكثير من جوانب الحياة‬ ‫وفي مجال تنمية المجتمعات تقوم‬ ‫الاجتماعية كالتعليم والسياسة‪،‬‬ ‫وسائل الاتصال بتنفيذ الحملات العالمية‬ ‫وبالتالي أصبحت وسائل الإعلام قادرة‬ ‫المتكاملة من أجل التنمية‪ ،‬التي تسير‬ ‫على تعزيز قدرات الأفراد من خلال‬ ‫وفقا لتوعية وتعريف الجمهور‬ ‫تزويدهم بالمعلومات بطرق أكثر قبولا‬ ‫بالمشكلة أو المشكلات موضع الحملة‪،‬‬ ‫لديهم‪ ،‬ومن المهم استغلال الإعلام‬ ‫مع توفير مقترحات لحلها‪ ،‬تقديم‬ ‫الاستغلال الإيجابي الصحيح لمعالجة‬ ‫معلومات إضافية لتدعيم الرأي الإيجابي‬ ‫القضايا الاجتماعية‪ ،‬أو الحد منها كالحد‬ ‫ووصولنا إلى الاتفاق أو الاقتناع بالفكرة‬ ‫من العنف أو القضاء على أشكال التمييز‬ ‫أو الرأي‪ ،‬وأخيرا قوة تأثير الإعلام على‬ ‫بين أفراد المجتمع‪ ،‬كالعنصرية وتسهيل‬ ‫المجتمع جعلته سلاحا ذا حدين‪ ،‬إذ قد‬ ‫عملية الحوار بشأن قضايا الساعة‪ ،‬كما أن‬ ‫يرفع من المستوى التنموي للمجتمع‬ ‫وسائل الإعلام تتمتع بقدرات هائلة‬ ‫وقد يدمره ويفسده بالكامل‪ ،‬إذا تم‬ ‫على تدريب وتنمية وتثقيف‬ ‫استغلاله بطريقة سيئة‪ ،‬لذلك لا بد من‬ ‫المجتمعات العمرانية من عناصر بشرية‬ ‫الالتفات لدور الإعلام من قبل الأخصائيين‬ ‫واستغلالها الاستغلال الأمثل بسهولة‪،‬‬ ‫الاجتماعيين لتوعية المجتمع بتأثيره‪،‬‬ ‫وبالتالي تعمل كمحور لنشر المعرفة‬ ‫ونشر الطريقة الصحيحة للاستفادة منه‬ ‫والتعليم‪ ،‬ومن أنجح الوسائل‬ ‫المستخدمة في مجال تطوير وتنمية‬ ‫والحد من مخاطره‪.‬‬ ‫المجتمعات المراكز الثقافية والمسارح‪،‬‬ ‫التي تؤدي فنا هادفا للمجتمع أو على‬ ‫كافة الاستفسارات المتعلقة بجوانبه‬ ‫‪243‬‬

‫منحدٌر غير متكامل‪ ،‬وأسر ٌة مبنية على‬ ‫الشباب العربي بين الحُلم والحقيقة ‪-‬‬ ‫ذلك الأساس‪ ،‬ولا شك في أن هذه البيئة‬ ‫إبداعٌ من َرحم المعاناة‬ ‫لا تمُ ُتّ إلى العطاء تجاه الطفل ب ِصلة‪،‬‬ ‫انتقالاً إلى بداية الوعي لدى طفلٍ غير‬ ‫بقلم‪ :‬د‪ .‬يوسف صفوري‬ ‫مسؤول‪ ،‬تأتي صدمة التحديات التي‬ ‫تجوبه حتى قبيل المراهقة‪ ،‬منتهيًا به‬ ‫شوقُ الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى‬ ‫الأمر إلى واقع مرير ‪ -‬طفل التحديات ‪-‬‬ ‫الولادة\" هكذا تبدأ مسيرة كل إنسان‬ ‫وكله حبًا للحياة‪ ،‬و‪-‬مراهق التحديات‪-‬‬ ‫انطلاقاً من الرحم مُلتقطاً أنفاسه الأولى‬ ‫وكله شو ٌق للإشراق ما بعد شهور‬ ‫وما زال محباً للحياة ‪.‬‬ ‫الظلام‪ ،‬وصوتٌ جديدٌ ي ُدبّ في الأرجاء‬ ‫عاليًا ليقول ها أنا قد أتيت إلى عالمكم‬ ‫هذا هو واقع الولادة لدى أُسَر‬ ‫مجتمعاتنا المُرهَقة ‪ -‬الولادة من‬ ‫ُمثبتاً لوجوده قائلاً‪\" :‬أنا كيان‪\".‬‬ ‫الخاصرة‪ !!-‬ولولا براءة الطفولة لفضّل‬ ‫أنا كيان‪ :‬فطرة الوجود ابتداءً وانتهاءً‬ ‫الطفل الرجوع إلى الظلام !!‬ ‫بالظلام؛ هي فطرة الخالق في سائر‬ ‫الخلق بأسا ٍس واض ٍح وهو حب الحياة‪ .‬من‬ ‫تلك البراءة التي قتلها المجتمع وقتل‬ ‫هذا المنطلق تبدأ مسيرتنا بمنهج‬ ‫معها الحلم ليترك حقيق ًة لا تليق بفطرة‬ ‫الاستمرارية ُمتدرّجين في مراحل العمر‬ ‫حب الحياة‪ ،‬ويكبر الطفل ليصبح (ذلك)‬ ‫من الطفولة إلى الشيخوخة وما بينهما‬ ‫الشاب ‪-‬ذلك الشاب وكأننا نشير إليه من‬ ‫من كامل العطاء في مرحل ِة القوة ما بين‬ ‫بعيد دون تسليط الضوء عليه‪ -‬لبنة‬ ‫ال ّضع َفيْن ‪ -‬مرحلة الشباب‪ -‬وما يلازمها‬ ‫المجتمع الأساسية المهمشة‪ ،‬يكبر‬ ‫من المسؤولية تجاه النفس والأسرة‬ ‫بمزيد من التحديات والصعوبات الحياتية‬ ‫والمجتمع‪ ،‬وما بين مسؤولي ٍة ومسؤولية‬ ‫المُر ِهقة‪.‬‬ ‫يكمن سر شبابنا العربي‪.‬‬ ‫وقوفاً عند مصطلح التحديات لا بد من‬ ‫وقوفًا عند مصطلح المسؤولية‪ ،‬لا بد‬ ‫التفريق بين تحدياتِ مسؤولية الشاب‬ ‫من تحديد الأدوار رجوعًا إلى الطفولة‬ ‫وعطائه أمام نفسه ومستقبله‪ ،‬وبين‬ ‫ببراءتها الخالية تمامًا من مسؤوليةِ‬ ‫تحدياتٍ من ذات الأسرة وذات المجتمع‬ ‫الطفل‪ ،‬والكاملة من مسؤوليةِ الأسرة‬ ‫عديم المسؤولية له أثناء الطفولة‪ ،‬لا بل‬ ‫والمجتمع؛ ف َيستيقِظ الطفل على واقعٍ‬ ‫ُمغيّبا لحقوقه في النمو والبناء‪ ،‬وقاتلاً‬ ‫أليم في منظوم ٍة أساسها مجتمعٌ‬ ‫للطفل وأحلامه‪ ،‬لا بل قاتلاً أيضاً لذلك‬ ‫‪244‬‬

‫ليس طموح الشباب العربي اختلاق‬ ‫الشاب حيث يطالبه الآن بالعطاء‪،...‬‬ ‫المقارنات بينه وبين شباب الغرب‪ ،‬فشتان‬ ‫إضاف ًة إلى تحديات دخيلة ممن يبغض‬ ‫ما بين احتضان كل مجتمع لِلَبنته الأساسية‬ ‫مجتمعاتنا ونجاحها ويستهدف الشباب‬ ‫الذي إذا ما قارنت بينهما ستعرف حقًا‬ ‫عمدًا وقصدًا مستخدمًا الفكر المسموم‬ ‫معنى مسؤولية المجتمع‪ ،‬وإذا ما قارنت‬ ‫والغزو الظلامي على هذه الفئة بشتى‬ ‫الشباب ستجد حلمًا في الصغر بحقيقة‬ ‫الوسائل والسبل‪ ،‬ولا يزال الشاب سانداً‬ ‫مرة وإرادة جامحة تقلب الحقائق لتطبيق‬ ‫لنفسه أملاً وألمًا شامخاً على الرغم من‬ ‫الأحلام‪ ،‬وإبداعًا يخرج من رحم المعاناة فم‬ ‫هذه الدوامة التي يعتليها للنفاذ من‬ ‫زال شبابنا ها هنا محبًا للحياة لا يقبل‬ ‫لعنتها بدلاً من الغرق بداخلها‪ ،‬فهو لا‬ ‫الرجوع إلى الظلام دون إبداع ‪.‬‬ ‫يعرف الفشل ففطرته هي الطموح‪.. .‬‬ ‫بَدَأت بصرخة الطفل في مجتم ٍع وََلده من‬ ‫مخطئ من يظن بأن أولويات طموح‬ ‫\"الخاصرة\" على واقعٍ لا يليق به‪ ،‬واستمرت‬ ‫الشباب العربي \"الحصول على الوظيفة‬ ‫صرخته وهو يكبر مراهقًا وشاباً متمرداً‬ ‫فقط\" وإن كان هذا ُيعتبرُ إنجازاً بحد‬ ‫بوجه الحقيقة وكل التحديات والصعوبات؛‬ ‫ذاته ضمن هذه التحديات‪ ،‬فسحقًا لهذا‬ ‫فحلمه حقيقة وإبداعه من رحم المعاناة‬ ‫الفكر وهذا الظن ولكل من يؤوله فكراً‬ ‫وظنًّا مُس ِقطاً إياه على واقع الطموح‬ ‫ليصرخ بأعلى صوته من جديد‪:‬‬ ‫الشبابي العربي؛ فطموح الشباب أبعد‬ ‫من ذلك بكثير فلا يزال محتفظاً بأحلام‬ ‫أنا كياااان‬ ‫الطفل التي ُقتِلَت ويسعى لتحقيقها‬ ‫مراراً وتكراراً‪ ،‬فلننظر جيداً إلى إنجازات‬ ‫نعم هو كيان‪ ،‬فكفى اغتيالا للكيان وقتلا‬ ‫الكثير من شبابنا التي ظلمها المجتمع‬ ‫للشخصية‪ ،‬فلتعيدوا للطفولة كيانها‬ ‫من جديد بعدم تسليط الضوء عليها‪.‬‬ ‫وللشباب كيانهم‪ .‬لا تجعلوا من عالم‬ ‫وإن كان‪ ،‬فهو تسليطٌ بلا أ ّي فائدة تذكر‬ ‫ودونما أي استثمار يليق بالعطاء وحب‬ ‫الشباب العربي عالَماً ذا أبعادٍ حجرية ‪.‬‬ ‫الحياة ومزيدٍ من التقدم والإبداع الذي‬ ‫يخلق التغيير والتأثير في محيطنا‬ ‫بل اجعلوه عالَماً شبابيًا ذا أبعادٍ إبداعية‬ ‫وإنمائية كينونية‪.‬‬ ‫الشبابي العربي ‪.‬‬ ‫‪245‬‬