Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore STAM_2019_TafsirAl-NasafiLiAl-SoffiAl-AwwalAl-Thanawi

STAM_2019_TafsirAl-NasafiLiAl-SoffiAl-AwwalAl-Thanawi

Published by Madzani Nusa, 2021-07-26 10:12:25

Description: STAM_2019_TafsirAl-NasafiLiAl-SoffiAl-AwwalAl-Thanawi

Search

Read the Text Version

‫تزكية النفس والعمل للآخرة‬ ‫﴾ ﴿ ﴾ َ ْشطية‪ ،‬وجوابها محذوف د َّل عليه‬ ‫﴿ ﴾ أي ‪ِ :‬ع ْظ بالقرآن‪﴿ ،‬‬ ‫الفعل ﴿ ﴾ وقيل‪ :‬ظاهره شر ٌط‪ ،‬ومعناه استبعا ٌد لتأثير ال ِّذ ْكرى فيهم‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬هو َأ ْم ٌر بال َّتذكير على الإطلاق كقوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة الغاشية‪ :‬الآية ‪)21‬‬ ‫‪ -‬غير َمش ْرو ٍط بالنَّفع ‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ سيتعظ ويقبل التذكرة ﴿ ﴾ الله وسوء العاقبة‪ ﴾ ﴿ .‬يتباعد عن‬ ‫الذكرى فلا يقبلها ﴿ ﴾ الكافر‪ ،‬أو‪ :‬الذي هو اشقى الكفرة؛ لتو ُّغ ِله في عداوة رسول‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫﴾ فيستريح‬ ‫﴾ يدخل نا َر جهنم‪ ،‬والصغرى‪ :‬نار الدنيا ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ حيا ًة يتل َّذذ بها‪.‬‬ ‫من العذاب ﴿‬ ‫وقيل ﴿ ﴾ التي تفيد التَّ اخي؛ لأ َّن التأرجح أو التردد بين الحياة والموت افظع من الصلي‪،‬‬ ‫فهو مترا ٍخ عنه في مراتب الشدة‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ نال الفوز ﴿ ﴾ تط َّهر من الشرك‪ ،‬أو تط َّهر لل َّصلاة‪ ،‬أو أ َّدى الزكاة‪ ،‬على‬ ‫وزن َت َف َّعل من الزكاة ك َت َص َّدق من ال َّصدقة ‪.‬‬ ‫‪92‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪1 1‬ما معنى ﴿ ﴾؟ ول َم ْن الخطاب؟ وما مفعول ﴿ ﴾؟ وما المراد من ﴿ ﴾؟‬ ‫﴾؟ وما مفعوله الثاني؟‬ ‫‪2 2‬ما ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿‬ ‫وما المراد بالنسيان؟ وهل الفعل ﴿ ﴾ مرفوع أم مجزوم؟‬ ‫‪3 3‬ما المراد باليسرى؟ وما جواب الشرط في ﴿ ﴾؟‬ ‫﴾؟ وما المراد من التزكي؟ وما‬ ‫‪َ 4 4‬م ْن المراد بـ ﴿ ﴾؟ ومعنى ﴿‬ ‫مفعول ﴿ ﴾؟‬ ‫‪5 5‬وضح السر البلاغي فيما يأتي ‪:‬‬ ‫( أ) حذف المفعول في قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬وقوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫( ب) قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(ج) قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫‪6 6‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة‪.‬‬ ‫‪95‬‬

‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ ليفيد‬ ‫﴾‪ ،‬وقوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫ ‪-‬حذف المفعول في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫العموم لأن المراد‪:‬خلق ك َّل شيء فسواه‪ ،‬وق َّدر ك َّل شيء فهداه‪.‬‬ ‫﴾ طباق‪.‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ طباق‪.‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى ‪﴿ :‬‬ ‫﴾ مقابلة ‪.‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى ‪﴿ :‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫‪1 .1‬ينبغي على المسلم أن ُينَ ِّزه اﷲ تعالى عن كل ما لا يليق به‪.‬‬ ‫‪2 .2‬تتج َّلى عظمة اﷲ تعالى وقدرته في خلقه لهذه المخلوقات‬ ‫استفادة‬ ‫بتلك الكيفية البديعة‪.‬‬ ‫‪3 .3‬هيأ اﷲ تعالى كل مخلوق لما ُخ ِل َق له في هذا الكون‪.‬‬ ‫‪4 .4‬و َع َد اﷲ نبيه ‪ ‬أ ْن يحفظ عليه القرآن فلا ينساه‪.‬‬ ‫‪5 .5‬الموعظة بالقرآن واجبة‪ ،‬سواء ان ُت ِفع بها أم لا‪.‬‬ ‫‪6 .6‬ينتفع بالذكرى أهل الإيمان‪ ،‬و ُي ْعرض عنها أهل الكفر والجحود‪.‬‬ ‫‪94‬‬

‫سورة الغاشية‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي ‪ :‬ست وعشرون آية )‬ ‫من أهوال القيامة وأحوال أهل النار‬ ‫﴾ ال َّداهية التي تغشى النَّاس بشدائدها و ُتلبسهم‬ ‫﴿ ﴾ بمعنى ‪ :‬قد ﴿‬ ‫أهوالها‪ ،‬يعني‪ :‬يوم القيامة‪ ،‬وقيل‪ :‬النَّار‪ ،‬من قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة إبراهيم‪ :‬الآية ‪)50‬‬ ‫﴿ ﴾ أي ‪ :‬وجوه الك َّفار‪ ،‬وإ َّنما خ َّص الوجه؛ لأ َّن ال ُح ْز َن وال ُسو َر إذا استحكما في المرء أ َّثرا‬ ‫في وجهه ﴿ ﴾يو َم إِ ْذ ُغ ِش َيت ﴿ ﴾ ذليل ًة؛ لمِ َا اعترى أصحابها من ال ِخزي والهَوان‪.‬‬ ‫﴾ تعمل في النّار عم ًل تتعب فيه‪،‬وهو َج ُّرها السلاسل والأغلال‪ ،‬وخوضها في‬ ‫﴿‬ ‫النّار كما تخوض الإبل في الوحل‪ ،‬وارتقاؤها دائب ًة في صعو ٍد من نار وهبوطها في ُحدور منها‪.‬‬ ‫وقيل ‪:‬عملت في الدنيا أعمال السوء‪ ،‬والت ّذت بها وتن ّعمت‪ ،‬فهي في َن َصب منها في الآخرة‪.‬‬ ‫وقيل هم أصحاب ال َّصوامع‪-‬الذين كانوا يتعبدون إلى الله تعالى في أماكنهم الخاصة بهم‪-‬‬ ‫ومعناه ‪ :‬أ َّنا خشعت لله‪ ،‬و َع ِملت وتعبت في أعمالها‪ ،‬من الصوم الدائب والتهجد الواصب ‪.‬‬ ‫‪97‬‬

‫‪ 12‬سورة الغاشية‬ ‫• •من أهوال القيامة و أحوال أهل النار‬ ‫• •نعيم المؤمنين في الجنة‬ ‫• •من مظاهر قدرة الله تعالى‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫‪١‬‬ ‫سورة مكيّة تناولت‬ ‫موضوعين أساسيين‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬القيامة وأهوالها‬ ‫وما يلقاه المؤمن من‬ ‫النعيم‪.‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫وبعد عرض دلائل القدرة‬ ‫والتوحيد‪ ،‬يأمر‪ ‬ﷲ تعالى‬ ‫والثاني عرض بعض الأدلة‬ ‫رسوله بتذكير المكذبين‬ ‫والبراهين على وحدانية‪ ‬ﷲ‬ ‫ووعظهم لأنه لا يمكنه أن‬ ‫تعالى وقدرته في الكون والخلق‬ ‫يجبرهم على الإيمان‪.‬‬ ‫البديع‪.‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫فهؤلاء عقابهم عند‪ ‬ﷲ‬ ‫الذي يحاسبهم جزاء كفرهم‬ ‫وتكذيبهم‪ .‬‬ ‫‪96‬‬

‫﴿ ﴾ َأ ُّيا المخا َطب‪ ،‬أو هذه الوجوه ﴿ ﴾ أي‪ :‬لغ ًوا‪ ،‬أو‪ :‬كلم ًة ذا َت لغو‪ :‬أو‪:‬‬ ‫نف ًسا تلغو‪ ،‬لا يتك َّلم أهل الجنَّة إلا بالحكمة و َ ْحد الله على ما رزقهم من النَّعيم الدائم ‪.‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬عيو ٌن كثير ٌة‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ جمع سرير﴿ ﴾ ِم ْن ِرفعة المقدار‪ ،‬أو المكان؛ ليرى المؤمن بجلوسه عليه جميع‬ ‫﴿‬ ‫ما أعطاه ر ُّبه من الملك والنَّعيم‪ ﴾ ﴿.‬جمع ُكوب‪ ،‬وهو ال َق َدح‪ ،‬وقيل‪ :‬آنية لا ُع ْروة (‪ )1‬لها‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ بين أيديهم؛ ليتل َّذذوا بالنَّظر إليها‪ ،‬أو ‪ :‬موضوع ٌة على حا ّفات العيون ُمع َّدة للشرب‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ وسائد مفردها ‪َ :‬ن ْم َرق ﴿ ﴾ بع ُضها إلى جنب بعض‪َ ،‬مسان ُد و َمطار ُح‪،‬‬ ‫أينما أراد أن يجلس َجلس على واحدة‪ ،‬واستند إلى الأخرى‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ و ُب ُسط ِعرا ٌض فاخر ٌة‪ ،‬جمع‪ِ :‬ز ْرب َّية ﴿ ﴾ مبسوطة‪ ،‬أو‪ :‬مف َّرقة في المجالس‪.‬‬ ‫﴾ رف ًعا بعيد المدى بلا إمسا ٍك و َع َم ٍد‪ ،‬و ُنجومها تكثر هذه الكثرة فلا‬ ‫﴿‬ ‫تدخل في حساب الخَ ْلق‪ ،‬فكذلك أكواب الجنَّة‪.‬‬ ‫من مظاهر قدرة الله تعالى‬ ‫ول َّما أنزل الله تعالى هذه الآيات في صفة الجنة‪ ،‬أنكر الكفار ذلك واستبعدوه‬ ‫لكونهم لم يشاهدوا شي ًئا منه في الدنيا! فقال الله تعالى‪﴾ ﴿:‬‬ ‫﴾ طويلة‪ ،‬ثم تبرك ح َّتى ُت ْركب‪ ،‬و ُيمل عليها ‪ُ ،‬ث َّم تقوم‪ ،‬فكذا ال َّسير ُيطأطئ‬ ‫﴿‬ ‫للمؤمن كما تطأطئ الإبل‪.‬‬ ‫المعجم‬ ‫ ‪1 .‬العروة من الدلو والكوز و نحوه هي ال َم ْقبِض تاج العروس مادة عرو ‪25/39‬‬ ‫‪99‬‬

‫َي ْع ِدل َح َّرها‪،‬‬ ‫قد ُأحميت ُمد ًدا طويلة‪ ،‬فلا َح َّر‬ ‫﴾ َتمدنخلعي ِننامًراا ٍء‬ ‫﴾‬ ‫﴿‬ ‫والأفعال راج ٌع‬ ‫قد انتهى ح ُّرها والتأنيث في هذه الصفات‬ ‫﴿‬ ‫﴾‪ ،‬وهو َن ْب ٌت يقال‬ ‫إلى الوجوه‪ ،‬والمراد‪ :‬أصحابها؛ بدليل قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫له‪ ،‬ال ِّشب ِرق إذا كان َر ْط ًبا‪ ،‬فإذا يبس فهو ضري ٌع‪ ،‬وهو ُس ٌّم قاتل‪.‬‬ ‫والعذاب ألوا ٌن‪ ،‬والمعذبون طبقا ٌت‪ ،‬فمنهم أكلة ال َّزقوم‪ ،‬ومنهم أكلة ال ِغ ْسلين‪ ،‬ومنهم َأكلة‬ ‫ال َّضيع‪ ،‬ولا تناقض بين هذه الآية وبين قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة الحاقة‪ :‬الآية ‪)36‬‬ ‫﴾ أي ‪ :‬منفعتا الغذاء‬ ‫﴿ ﴾ فى محل جر‪ ،‬لأ َّنه َوص ٌف لـ﴿ ﴾‪﴿ ،‬‬ ‫منفيتان عنه‪ ،‬وهما‪:‬إماطة الجوع‪ ،‬وإفادة ال ِّس َمن فى البدن‪.‬‬ ‫نعيم المؤمنين في الجنة‬ ‫﴾ ثم وصف وجوه المؤمنين‪ ،‬ولم يقل ‪ :‬ووجوه؛ لأ َّن الكلام الأ َّول قد طال‬ ‫﴿‬ ‫﴾ متنعمة في لين العيش‪.‬‬ ‫وانقطع‪﴿،‬‬ ‫﴾ رضيت بعملها وطاعتها‪ ،‬ل َّما رأت ما أ َّداهم إليه ذلك من الكرامة والثواب‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ من علو المكان أو المقدار‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫‪98‬‬

‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ ق َّدم الجار والمجرور﴿ ﴾ ليفيد التشديد في‬ ‫‪ -‬في قوله تعالى ‪﴿:‬‬ ‫الوعيد‪ ،‬وأن رجوعهم ليس لأحد إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام منهم‪.‬‬ ‫﴾‪ ،‬لتأكيد الوعيد‪ ،‬لا لتأكيد‬ ‫‪ -‬ق َّدم الجار والمجرور في قوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫الوجوب‪ ،‬فاﷲ تعالى لا يجب عليه شيء‪.‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫‪1.1‬أع َّد اﷲ تعالى لأهل الجنة من ألوان النَّعيم ما تسعد به نفوسهم‪.‬‬ ‫استفادة‬ ‫‪2.2‬يشفى أهل الكفر يوم القيامة بكفرهم‪ ،‬ويكونون في ذلة‬ ‫وهوان بسببه‪.‬‬ ‫‪3.3‬في الكون آيات عظيمة تدل على قدرة اﷲ وبديع ُصنعه‪.‬‬ ‫‪4.4‬ينبغي على المرء أن يتأمل في آيات اﷲ المنظورة‪ ،‬ويتفكر‬ ‫في الكون من حوله‪.‬‬ ‫‪ 5.5‬ليس على رسول الله ‪ ‬إلا تبليغ الرسالة للناس ‪ ،‬أما‬ ‫هدايتهم للحق فلا يملكها إلا اﷲ‪.‬‬ ‫‪6.6‬لاب َّد لهذه الحياة من نهاية يحاس ُب اﷲُ فيها عباده على َما ق ّدموه ‪.‬‬ ‫‪101‬‬

‫﴾ َن ْص ًبا ثاب ًتا‪ ،‬فهي راسخة لا تميل مع طولها‪ ،‬فكذلك النَّمارق‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ َس ْط ًحا بتمهيد وتوطئة‪ ،‬فهي ك ُّلها بِسا ٌط واح ٌد ينبسط من‬ ‫﴿‬ ‫﴾ إلى هذه المخلوقات‬ ‫الأُفق إلى الأُفق‪ ،‬فكذا الزراب ُّي‪ ،‬ويجوز أن يكون المعنى‪﴿:‬‬ ‫الشاهدة على قدرة الخالق‪ ،‬حتى لا ينكروا اقتداره على البعث‪ ،‬فيسمعوا إنذار الرسول‬ ‫ويؤمنوا به ‪َ ،‬و َي ْس َت ِع ُّدوا للقائه تعالى‪.‬‬ ‫وتخصيص هذه الأربعة بال ِّذكر؛ لأ َّن هذا خطا ٌب للعرب وح ٌث لهم على الاستدلال‪،‬‬ ‫والمرء إنََّم َيستدل بما َتك ُثر مشاهدته له‪ ،‬والعرب تكون في البوادي‪ ،‬ونظرهم فيها إلى‬ ‫السماء والأرض والجبال‪ ،‬والإبل أع ُّز أموالهم‪ ،‬وهم أكثر استعما ًل لها من سائر الحيوانات؛‬ ‫ولأ َّنا تجمع جميع الحاجات المطلوبة من الحيوان‪ ،‬وهي النّسل‪ ،‬وال َّد ُر‪ ،‬والحم ُل‪ ،‬والركوب‪،‬‬ ‫والأكل‪ ،‬بخلاف غيرها‪.‬‬ ‫﴾ ليس عليك إلا التبليغ‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ فذكرهم بالأدلة ليتفكروا فيها ﴿‬ ‫﴾‬ ‫﴾ بِ ُم َس َّل ٍط‪ ،‬كقوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴿‬ ‫(سورة ق الآية ‪)45‬‬ ‫﴾ الاستثناء منقط ٌع‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫أي‪ :‬لست ب ُم ْس َتو ٍل عليهم‪ ،‬ولكن من تولَّ منهم‪ ،‬وكفر بالله‪ ،‬فإن لله الولاية عليه والقهر‪،‬‬ ‫فهو ُي َع ِّذبه العذاب الأكبر‪ ،‬وهو عذاب جهنَّم ‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬هو استثناء متص ٌل من مفعول ﴿ ﴾ أي ‪َ :‬ف َذ ِّكر ‪ ...‬إلا من انقطع ط َم ُعك من‬ ‫﴾‪ ،‬وما بينهما كلا ٌم معترض ‪.‬‬ ‫إيمانه و ﴿ ﴾ فاستحق ﴿‬ ‫﴾ فنحاسبهم محلى أعمالهم ونجازيهم بها‬ ‫﴾ رجوعهم ﴿‬ ‫﴿‬ ‫جزاء أمثالهم ‪.‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪ 13‬سورة الفجر‬ ‫‪٢‬‬ ‫• •عذاب الكفار و جزاء بعضهم في الدنيا‬ ‫• •قلة اهتمام الانسان بالآخرة‬ ‫ثم تبين الآيات سنة‪ ‬ﷲ تعالى في‬ ‫• •حال الإنسان يوم القيامة‬ ‫ابتلاء العباد بالخير والشر والغنى‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫والفقر وطبيعة النفس‪.‬‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫‪١‬‬ ‫سورة مكية تذكر قصص بعض الأمم‬ ‫السابقين من الذين كذبوا رسل‪ ‬ﷲ‬ ‫تعالى كقوم عاد وثمود وقوم فرعون‬ ‫وتبين ما حل بهم من العذاب‬ ‫بسبب طغيانهم‪.‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫ثم تنتقل الآيات للحديث‬ ‫عن أهوال القيامة وشدائدها‬ ‫وانقسام الخلائق إلى أشقياء في‬ ‫النار أو سعداء في الجنة‪.‬‬ ‫‪103‬‬

‫الأسئلة‬ ‫﴾؟ وما معنى خشوع الوجوه يوم‬ ‫‪1 1‬ما معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد بـ ﴿‬ ‫القيامة؟ ومن أصحاب هذه الوجوه؟‬ ‫﴾؟ وما‬ ‫﴾؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد بـ ﴿‬ ‫‪2 2‬ما معنى ﴿‬ ‫الضريع؟ ولِ َم نفى السمن والإغناء من الجوع؟ ومن أصحاب الوجوه الناعمة؟‬ ‫﴾؟ ولمن الضمير في ﴿ ﴾؟ وما المراد بقوله‬ ‫‪3 3‬ما إعراب ﴿‬ ‫تعالى‪﴾ ﴿ :‬؟ وما الفرق بين النمارق والزراب ّي؟ ومصفوفة ومبثوثة؟‬ ‫﴾؟ وعلام عطفت الفاء؟ و ما وجه‬ ‫‪4 4‬ما نوع الاستفهام في قوله تعالى ﴿‬ ‫تخصيص هذه الأشياء الأربعة بالذكر؟ وما الإياب؟‬ ‫‪ 5 5‬وضح السر البلاغي فيما يأتي ‪:‬‬ ‫( أ) قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫( ب) ﴿ ﴾‬ ‫‪6 6‬اذكر ما ُيستفاد من السورة الكريمة‪.‬‬ ‫‪102‬‬

‫﴾ أي ‪:‬‬ ‫ثم ذكر تعذيب الأمم التي كذبت الرسل فقال‪﴿ :‬‬ ‫ألم تعلم يا محمد ِع ْل ًم يوازي اليقين؟‬ ‫و عا ٌد هم بنو عاد بن عوص بن إِ َرم بن سام بن نوح‪ ،‬ثم قيل للأولين منهم ‪ :‬عاد الأولى‪،‬‬ ‫و ﴿ ﴾ تسمية لهم باسم َجدهم‪ ،‬وقيل ل َم ْن بعدهم ‪ :‬عا ٌد الأخيرة‪ ،‬فـ ﴿ ﴾ عطف بيان‬ ‫لـ ﴿ ﴾‪ ،‬وقيل ‪ :‬إرم‪ :‬بلدتهم وأرضهم التي كانوا فيها ‪ ،‬و﴿ ﴾ إذا كانت صفة‬ ‫للقبيلة فالمعنى‪ :‬أنهم كانوا بدويين أه َل َع َمد‪ ،‬أو‪ :‬طوال الأجسام على تشبيهها بالأعمدة‪،‬‬ ‫وإن كانت صفة للبلدة فالمعنى ‪ :‬أنها ذات أساطين؟‬ ‫﴾أي مث ُل عا ٍد في قوتهم‪ ،‬وطول قامتهم‪ ،‬أو لم ُيلق مث ُل مدينة ش ّداد‪،‬و‬ ‫﴿‬ ‫﴾ في جميع بلاد الدنيا‬ ‫ش ّداد هذا هو من عاد على ما ُروي‪ ،‬والأولى أن تحذف ويقال‪﴿ :‬‬ ‫﴾ نحتوا صخر الجبال‪ ،‬واتخذوا فيها بيو ًتا‪ ،‬قيل ‪ :‬أول َم ْن نحت‬ ‫﴿‬ ‫الجبال والصخور ثمود‪ ﴾ ﴿،‬بوادي ال ُقرى ‪.‬‬ ‫﴾ أي ذي الجنود الكثيرة‪ ،‬وقيل ‪ :‬كان له أوتاد يعذب الناس بها كما فعل‬ ‫﴿‬ ‫بآسية ﴿ ﴾ في محل النَّصب على ال َّذم‪ ،‬أو ال َّرفع على أ ّنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره‪ُ :‬هم‬ ‫﴿ ﴾‪ ،‬أو الج ُّر على أ َّنه صفة للمذكورين عاد وثمود وفرعون‬ ‫‪105‬‬

‫سورة الفجر‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مكية وهي ‪ :‬ثلاثون آية )‬ ‫عذاب الكفار و جزاء بعضهم في الدنيا‬ ‫﴾‬ ‫﴾ أقسم بالفجر‪ ،‬وهو وقت الصبح‪ ،‬كقوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴿‬ ‫(سورة المدثر الآية ‪)34‬‬ ‫أو‪ :‬بصلاة الفجر‪﴿ .‬‬ ‫﴾ عشر ذي الحجة؛ أو‪ :‬العشر الأُول من ال ُمح َّرم‪ ،‬أو‪:‬‬ ‫الأواخر من رمضان‪.‬‬ ‫﴾ َش ْف ُع ُك ِّل الأشياء ووترها ‪ ،‬أو ‪ :‬شف ُع هذه الليالي و َو ْترها‪ ،‬أو‪ :‬شف ُع الصلاة‬ ‫﴿‬ ‫و َو ْترها‪ ،‬أو‪ :‬يوم النَّحر‪ ،‬لأ َّنه اليوم العاشر‪ ،‬ويوم عرفة؛ لأ َّنه التاسع‪ ،‬أو الخَ ْلق والخالق‪.‬‬ ‫وبعد ما أقسم بالليالي المخصوصة أقسم بالليل على العموم فقال تعالى‪ ﴾ ﴿ :‬وقيل‪:‬‬ ‫﴾ أي فيما أق َسم ُت به من هذه الأشياء‬ ‫ُأريد ليلة القدر ﴿ ﴾ إذا يمضي ﴿‬ ‫﴾ عقل؟ ُس ِّمى العقل به؛ لأ َّنه َ ْي ُجر (يمنع) عن ال ُّسقوط‬ ‫﴿ ﴾ أي ُم ْقس ٌم به ﴿‬ ‫فيما لا ينبغي‪ ،‬كما ُس ِّمي عق ًل و ُنْي ًة؛ لأنه يع ِقل وينهى‪ ،‬يريد ‪ :‬هل تحقق عنده أن ُتع َّظم‬ ‫﴾ أي ‪ :‬هل هو قس ٌم‬ ‫هذه الأشياء بالإقسام بها؟ أو ﴿ ﴾ إقسامي بها إقسا ٌم ﴿‬ ‫عظي ٌم يؤ َّكد بمثله المق َسم عليه؟ أو‪ :‬هل في القسم بهذه الأشياء قسم مقنع لذي عقل ولب؟‬ ‫والمقسم عليه محذوفه‪ ،‬تقديره ‪ :‬ليع ّذ ُب َّن يدل عليه قوله تعالى ‪ ﴾ ﴿ :‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫﴿ ﴾‪.‬‬ ‫‪104‬‬

‫﴾ ذا ل ٍمّ‪ ،‬وهو الجمع بين الحلال والحرام‪ ،‬وكانوا‬ ‫﴾ أي‪ :‬الميراث ﴿‬ ‫﴿‬ ‫لا ُي ِّورثون النساء ولا الصبيان‪ ،‬ويأكلون ميراثهم مع ميراثهم‪﴾ ﴿ .‬‬ ‫أى ‪ :‬كثي ًرا شدي ًدا مع الحرص ومنع الحقوق‪.‬‬ ‫حال الإنسان يوم القيامة‬ ‫﴿ ﴾ ردع لهم عن ذلك وانكار لفعلهم ‪ ،‬ثم أتى بالوعيد وذكر تح ُّسهم على ما فرطوا‬ ‫﴾ دكا بعد دك‪،‬‬ ‫﴾ إذا زلزلت ﴿‬ ‫فيه حين لا تنفع الحسرة ‪ ،‬فقال ‪﴿ :‬‬ ‫أي‪ :‬ك َّرر عليها ال َّدك حتى عادت هباء ُمنب ًثا‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ تمثيل لظهور آيات اقتداره‪ ،‬وتبيين آثار قهره وسلطانه‪ ،‬فإ َّن واح ًدا من الملوك‬ ‫إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبه ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصه‪ ،‬وعن‬ ‫﴾أي‪ :‬ينزل ملائكة كل سماء فيصط ُّفون ص ًّفا‬ ‫ابن عباس‪ :‬جاء أمره وقضاؤه‪﴿.‬‬ ‫بعد صف‪.‬‬ ‫﴾ ُيؤتى بجهنَّم يومئذ لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك‬ ‫﴿‬ ‫﴾ ومن أين له منفعة الذكرى‬ ‫﴾أي‪:‬يتعظ﴿‬ ‫يج ُّرونها﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ يريد الآخرة‪ ،‬أي‪ :‬يليتني قدمت الأعمال الصالحة في الحياة الفانية‬ ‫﴾ أي‪ :‬لا يتولى عذاب اﷲ لأهل النار احد؛ لأ ّن‬ ‫لحياتي الباقية ﴿‬ ‫الأمر اﷲ وحده فى ذلك اليوم‪.‬‬ ‫‪107‬‬

‫﴾بالكفروالقتلوالظلم﴿‬ ‫﴾تجاوزواالح َّد﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ وهو المكان الذي ُينْتظر فيه‬ ‫﴾ أي ‪ُ :‬ع ِّذبوا عذا ًبا مؤل ًما دائ ًم ﴿‬ ‫ال َّر ْصد‪ ،‬وهذا مث ٌل لإرصاده العباد‪ ،‬وأ َّنم لا يفوتونه‪ ،‬وأ َّنه عالمٌ بما َيصد ُر منهم‪ ،‬فيجازيهم‬ ‫عليه إ ْن خي ًرا فخي ٌر‪ ،‬وإ ْن ش ًّرا فش ٌّر‪.‬‬ ‫قلة اهتمام الإنسان بالآخرة‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي‪ :‬الواجب على َم ْن َر ُّبه بالمرصاد‬ ‫﴾أي ض َّيق عليه ﴿‬ ‫أن يسعى للعاقبة‪ ،‬ولا ته ُّمه العاجلة‪ ،‬وهو قد عكس فإ َّنه إذا امتحنه ربه بالنعمة والسعة‬ ‫ليشكر قال‪ ﴾ ﴿ :‬أي‪:‬ف َّضلنى بما أعطاني‪ ،‬فيرى الإكرام فى كثرة الحظ من الدنيا‪،‬‬ ‫واذا امتحنه بالفقر فض َّيق عليه رزقه ليصبر قال‪ ﴾ ﴿ :‬فيرى الإهانة فى قلة الحظ من‬ ‫الدنيا‪ ،‬لأ َّنه لا ته ُّمه إلا العاجلة‪.‬‬ ‫فر َّد عليه زعمه بقوله‪ ﴾ ﴿:‬أي ‪ :‬ليس الإكرام والإهانة فى كثرة المال وقلته ‪ ،‬بل الإكرام فى‬ ‫توفيق الطاعة ‪ ،‬والإهانة في الخذلان‪.‬‬ ‫﴾ أي‪:‬بل هناك شر من هذا القول‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫وهو أ َّن الله يكرمهم بالغنى‪ ،‬فلا ُيؤ ُّدون ما يلزمهم فيه من إكرام اليتيم بالمب َّرة َو َح ِّض أهله على‬ ‫طعام المسكين‪.‬‬ ‫‪106‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫‪1.1‬حتمية عذاب الكفار‪ ،‬فقد أقسم اﷲ تعالى بالفجر‪ ،‬وبالليالي‬ ‫استفادة‬ ‫العشر من ذي الحجة‪ ،‬وبالشفع والوتر على أ َّنه ل ُيع ِّذب َّن الكفار‪.‬‬ ‫‪2.2‬الكرامة عند اﷲ والهوان ليس بكثرة الحظ في الدنيا وقلته‪،‬‬ ‫وإ َّنما الكرامة عنده أن يكرم اﷲُ العبد بطاعته وتوفيقه‪ ،‬المؤدي‬ ‫إلى حظ الآخرة‪ ،‬وإن و ّسع عليه في الدنيا حمده وشكره ‪.‬‬ ‫‪3.3‬ذ ُّم إهانة اليتيم ومنعه من الميراث‪ ،‬وأكل ماله‪ ،‬وعدم الحض‬ ‫على إطعام المسكين‪ ،‬ومحبة المال ح ًّبا كثي ًرا ‪.‬‬ ‫‪4.4‬يتعظ الكافر يوم القيامة ويتوب‪ ،‬ولكن من أين له الانتفاع‬ ‫بالاتعاظ وقد فرط فيها في الدنيا‪.‬‬ ‫‪5.5‬السطان المطلق في الحساب والجزاء ﷲ وحده‪ ،‬ولا‬ ‫يخرج أحد عن قبضة اﷲ وسلطانه‪.‬‬ ‫‪6.6‬النفس المطمئنة بالإيمان والعمل الصالح ُيقال لها ‪ :‬ارجعي‬ ‫إلى رضوان ر ّبك وجنته‪ ،‬راضية بما أعطاك ا َﷲُ من النعم‪،‬‬ ‫مرضية عند ا َﷲِ بما قدمت من عمل‪.‬‬ ‫‪109‬‬

‫﴾ أي‪ :‬لا ُيع ِّذب أح ٌد أح ًدا كعذاب اﷲ‪،‬‬ ‫﴿ ﴾ بالسلاسل والأغلال ﴿‬ ‫ولا يوثق أحد أحدا كوثاق ال َّله‪ ،‬والضمير يرجع إلى الإنسان الموصوف وهو الكافر‪ ،‬ثم‬ ‫﴾ إكرا ًما له‪ ،‬أو يقوله على لسان ملك‬ ‫يقول اﷲ تعالى للمومن‪﴿ :‬‬ ‫﴾ الآمنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن وهى النفس المؤمنة‪ ،‬أو المطمئنة‬ ‫﴿‬ ‫الى الحق‪ ،‬وإنما ُيقال لها ذلك عند ذلك عند الموت أو عند البعث أو عند دخول‬ ‫﴾ موعد ﴿ ﴾ أو ثواب ربك ﴿ ﴾ من اﷲ بما ُأعطيت ﴿ ﴾‬ ‫الجنة ﴿‬ ‫﴾ معهم‪.‬‬ ‫﴾ في جملة عبادي الصالحين﴿‬ ‫عند اﷲ بما عملت ﴿‬ ‫من الأسرار البلاغية‪:‬‬ ‫ ‪-‬التنكير في قوله تعالى‪ ، ﴾ ﴿ :‬لبيان زيادة فضيلتها ‪.‬‬ ‫﴾ أسند ال َّسرى‪ -‬بمعنى السير‪ -‬إلى الليل مجا ًزا؛ لأ َّن‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى ‪﴿ :‬‬ ‫الليل لا َي ْس ِرى‪ ،‬وإ َّنما ُيسرى فيه‪ ،‬كما يقال ‪ :‬لي ٌل نائم‪ ،‬أي ‪ُ :‬ينام فيه ‪.‬‬ ‫﴾ لل َّتقرير ‪.‬‬ ‫ ‪-‬الاستفهام في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ مجا ٌز عن إيقاع العذاب بهم على أبلغ‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى ‪﴿ :‬‬ ‫وجه؛ إذ ال َّص ُّب ُيشعر بال َّدوام‪ ،‬وال َّسو ُط بزيادة الإيلام ‪.‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪ 14‬سورة البلد‬ ‫‪tetuer‬‬ ‫• •ابتلاء الإنسان بالتعب واغتراره بقوته وماله‬ ‫‪nibh‬‬ ‫• •طريق النجاة في الآخرة‬ ‫‪magna‬‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫‪111‬‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫سورة مكية ابتدأت بالقسم بالبلد الحرام‬ ‫بلد الرسول وفيه لفتة لأن الكفار آذوا ‪١‬‬ ‫الحرام الذي يجب أن يكون آمنا‪ .‬‬ ‫ثم تتحدث الآيات عن اغترار كفار قريش بقوتهم‬ ‫‪٢‬‬ ‫تسلطوا وعاندوا وكذبوا بغير وجه حق عند‪ ‬ﷲ تعالى‪  .‬‬ ‫ثم تناولت السورة كما هي الحال في كل سور ٍة‬ ‫‪٣‬‬ ‫هذا الجزء الأخير أهوال يوم القيامة والمصاعب‬ ‫التي يواجهها الإنسان والتي لا يم ّكنه من تجاوزها‬ ‫إلا عمله الصالح‪.‬‬ ‫‪4. Lorem Ipsum‬‬ ‫‪Lorem ipsum dolor sit amet, consectetuer adipiscing elit, sed‬‬ ‫‪diam nonummy nibh euismod tincidunt ut laoreet dolore‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪1 1‬ما المراد بالفجر؟ وما المراد من الليالي؟ ولم ُن ِّكرت؟ وما المراد بالشفع‬ ‫والوتر؟‬ ‫‪2 2‬ما معنى ﴿ ﴾؟ وما هو ال ِح ْجر؟ وما جواب القسم؟ وما المراد من الرؤية‬ ‫في قوله تعالى‪ ﴾ ﴿ :‬؟وما نوع الاستفهام فيه؟ ‪.‬‬ ‫﴾ ؟ وما المراد بالوادي والأوتاد؟ وما معنى السوط؟‬ ‫‪3 3‬ما معنى ﴿‬ ‫‪4 4‬ما المرصاد؟ وما المراد بدك الأرض؟ وما المراد بالحياة في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫﴾؟ ومتى يقال لها ذلك؟‬ ‫﴿ ﴾ ؟ وما المراد بالنفس؟ وما معنى ﴿‬ ‫‪5 5‬وضح السر البلاغي فيما يأتي‪:‬‬ ‫ ‪ -‬قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫‪ 6 6‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة‪.‬‬ ‫‪110‬‬

‫﴾ أي ‪ :‬كثي ًرا جمع ل ْبدة ‪ ،‬وهو ما تل ّبد أي ‪ :‬كثر واجتمع‪ ،‬يريد‪َ :‬ك ْثرة‬ ‫وأنه ﴿‬ ‫﴾ حين كان ينفق‬ ‫ما أنفقه فيما كان أهل الجاهليةيسمونها مكارم ومعالي ﴿‬ ‫ما ينفق ريا ًء وافتخا ًرا‪ ،‬يعني‪ :‬أ َّن اﷲ تعالى كان يراه‪ ،‬وكان عليه رقي ًبا ‪.‬‬ ‫طريق النجاة في الآخرة‬ ‫﴾يبصربهماالمرئيات﴿ ﴾يع ِّبربهع َّمافىقلبه‬ ‫ثمذكرنعمهعليه‪،‬فقالتعالى‪﴿:‬‬ ‫﴿ ﴾يستربهمافمه‪،‬ويستعينبهماعلىالنطقوالأكلوالشربوالنفخ ﴿ ﴾‬ ‫طريقيالخيروالشرالمؤديينإلىالجنةوالنار‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ يعني ‪ :‬فلم يشكر تلك النعم بالأعمال الصالحة من فك الرقاب‪،‬‬ ‫أو إطعام اليتامى والمساكين‪ ،‬ثم بالإيمان الذي هو أصل كل طاعة‪ ،‬وأساس كل خير بل‬ ‫َج َح َد النعم و َك َف َر بالمن ِعم‪ ،‬والمعنى ‪ :‬أ َّن الإنفاق على هذا الوجه َم ْر ِض ٌّي نافع عند اﷲ ‪،‬‬ ‫لا أن ُيهلك ماله لب ًدا في الرياء‪.‬‬ ‫‪113‬‬

‫سورة البلد‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي ‪ :‬عشرون آية )‬ ‫ابتلاء الإنسان بالتعب واغتراره بقوته وماله‬ ‫﴾ أقسم سبحانه بالبلد الحرام وبما بعده على أ َّن الإنسان ُخلق‬ ‫﴿‬ ‫مغمو ًرا في شدة وعناء من مكابدة الدنيا؛ واعترض بين القسم وال ُمق َسم عليه بقوله تعالى ‪:‬‬ ‫﴿ ﴾ أي‪:‬‬ ‫﴾يعني‪ :‬مكة في المستقبل‪ ،‬تصنع فيه ما تريده من‬ ‫وأنت أيها الرسول ﷺ ﴿‬ ‫القتل والأسر ؟! الرسول ﷺ عفا حتى عن هند قاتله عمه حمزة والآية تشير إلى المكانة العالية‬ ‫للنبي ﷺ و أن مكانته أعظم حتى من البلد الحرام لأنها مع كونها كذلك أحلها اﷲ له‪ ،‬إلا أنه‬ ‫ﷺ ما كان سفاك دماء بل كان صاحب عفو و خلق كريم‪ ،‬وذلك أ َّن اﷲ تعالى فتح عليه مكة‬ ‫وأح ّلها له وما ُفتحت على أحد قبله؛ ولا ُأحلت له ‪ ،‬فأح ّل ما شاء وح ّرم ما شاء‪ ،‬قتل‬ ‫ابن خطل ‪ ،‬وهو متعلق بأستار الكعبة‪ ،‬ومقيس بن صبابة‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬وحرم دار أبي سفيان ‪.‬‬ ‫﴾ هما آدم وولده‪ ،‬أو كل والد وولده‪ ،‬أو إبراهيم وولده‪ ﴾ ﴿ ،‬بمعنى‬ ‫﴿‬ ‫﴾ جواب القسم ﴿ ﴾‪ ،‬مشقة يكابد مصائب الدنيا‬ ‫َم ْن‪ ،‬أو بمعنى الذي ﴿‬ ‫﴾ لبعض صناديد قريش‬ ‫وشدائد الآخرة ‪ ،‬والضمير في قوله‪﴿ :‬‬ ‫الذي كان رسول اﷲ ﷺ يكابد منهم ما يكابد‪ ،‬والمعنى ‪ :‬أيظ ُّن هذا هؤلاء الصناديد الأقوياء‬ ‫في قومه المستضفين للمؤمنين أن لن تقوم قيامتهم‪ ،‬ولن يقدر على الانتقام منهم؟ ثم ذكر‬ ‫ما يقوله في ذلك اليوم‪،‬‬ ‫‪112‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫‪1.1‬القسم بالبلد الحرام ‪-‬مكة ‪ ،-‬وبالوالد والمولود‪-‬كآدم وذريته‪،‬‬ ‫وكل أب وولده‪ ،-‬على أ َّن الإنسان ُخلق مغمو ًرا فى شدة‬ ‫وعناء من مكابدة الدنيا‪.‬‬ ‫‪2.2‬توبيخ الإنسان على بعض الأفكار والأعمال‪ ،‬كظنه ألا قدرة‬ ‫استفادة‬ ‫لأحد عليه‪ ،‬وإنفاقه المال الكثير مراءاة‪ ،‬وجهله بأ َّن الله عالم‬ ‫به مطلع على جميع أقواله وأفعاله‪.‬‬ ‫‪3.3‬تذكير الإنسان بنعم الل ِه عليه ِم ْن البصر والنطق والجمال‬ ‫والعقل والفكر المم ِّيز بين الحق والباطل‪ ،‬وبيان طريقي‬ ‫الخير والشر‪ .‬وهذه النعم تقتضي الشكر عليها‪.‬‬ ‫‪4.4‬النجاة في الآخرة بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالصبر والتراحم‪.‬‬ ‫الأسئلة‬ ‫‪1 1‬ما المراد بالبلد؟ و َم ْن المخاطب في قوله تعالى‪ ﴾ ﴿ :‬؟ و َم ْن المراد بالوالد‬ ‫وما ولد؟ وما جواب القسم؟‬ ‫‪2 2‬من المراد بالإنسان؟ وما معنى الكبد؟ ولِ َم ْن الضمير في ﴿ ﴾ ؟‬ ‫‪3 3‬ما معنى ﴿ ﴾ ؟ وما المراد بالنجدين؟ وما ﴿ ﴾ ؟‬ ‫‪4 4‬بم يكون فك الرقبة؟ وما المراد من ﴿ ﴾ ؟ وما معنى ﴿ ﴾ ؟‬ ‫‪5 5‬وضح السر البلاغي فيما يأتي‪:‬‬ ‫ ( أ) قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫ (ب) قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫‪ 6 6‬اذكر ما ُيستفاد من السورة الكريمة‪.‬‬ ‫‪115‬‬

‫والفخار وق ّلما تستعمل (لا) مع الماضي إلا مكررة‪ ،‬وا َّنما لم ُتك َّرر في الكلام الأفصح؛ لأ َّنه ل َّما‬ ‫ف َّس اقتحام العقبة بثلاثة أشياء صار كأ َّنه أعاد (لا) ثلاث مرات وتقديره ‪ :‬فلا فك رقبة‪،‬‬ ‫ولا أطعم مسكينًا‪ ،‬ولا آمن ‪ ،‬والاقتحام‪ :‬الدخول والمجاوزة بشدة ومشقة‪ ،‬وال ُق ْح َمة‪ :‬الشدة‪.‬‬ ‫﴾ ما اقتحامها‪ ،‬ومعناه‪ :‬أنك لم تدرك صعوبتها على النفس‪،‬‬ ‫والمراد بقوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫وحقيقة ثوابها عند الله ‪،‬وف ّك الرقبة‪ :‬تخليصها من الرق والإعانة في مال الكتابة‪ ،‬والمسغبة‪:‬‬ ‫المجاعة ‪ِ ،‬م ْن سغب إذا جاع‪ ،‬والمتربة‪ :‬الفقر‪ِ ،‬م ْن َت ِرب إذا افتقر‪،‬ومعناه ‪:‬التصق بالتراب‪،‬‬ ‫فيكون مأواه المزابل ‪.‬‬ ‫﴾ عن المعاصي‪ ،‬وعلى الطاعات‪ ،‬والمحن التي ُيبتلى بها‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي‪ :‬الموصوفون بهذه‬ ‫﴾ بالتراحم فيما بينهم ﴿‬ ‫المؤمن ﴿‬ ‫﴾ أصحب‬ ‫﴾بالقرآن أو بدلائلنا﴿‬ ‫الصفاتمن أصحاب الميمنة﴿‬ ‫﴾ أي‪:‬مطبقة من أوصدقاتالباب وآصدته إذاأطبقتهوأغلقته‪،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫الشمال ﴿‬ ‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ استفهام انكارى للتوبيخ‪.‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪ ﴾ ﴿ :‬استعارة تبعية لهذا العمل الشاق على النفس من‬ ‫حيث هو بذل مال تشبي ٌه بعقبة الجبل‪ :‬وهو ما صعب منه‪ ،‬أي أن العقبة‪ :‬الطريق‬ ‫الوعر فى الجبل‪ ،‬استعير للأعمال الصالحة ذات المشقة‪.‬‬ ‫﴾ استعارة‪ ،‬استعار النجدين لطريقي الخير‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫والشر أو السعادة والشقاوة‪ ،‬وأصل النَّ ْجد‪ :‬الطريق المرتفع‪.‬‬ ‫‪114‬‬

‫سورة الشمس‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهى‪ :‬خمسة عشرة آية)‬ ‫جزاء إصلاح النفس و إهمالها‬ ‫﴾ أي ‪ :‬تبعها في الضياء والنور‬ ‫﴾ أي‪ :‬وضوئها إذا أشرقت ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي ‪ :‬ج ّلى الشمس وأظهرها للرائين‪ ،‬وذلك عند انتشار النهار وانبساطه؛ لأ َّن‬ ‫﴿‬ ‫الشمس تنجلي في ذلك الوقت تمام الانجلاء ‪.‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬يستر الشمس فتظلم الآفاق‪ ،‬والواو الأولى للقسم بالاتفاق‪ ،‬وكذا الثانية‬ ‫﴿‬ ‫عند البعض‪ ،‬وعند الخليل الثانية للعطف؛ لأ َّن إدخال القسم على القسم قبل مجيء الجواب لا‬ ‫يجوز‪ ،‬واحت َّج َم ْن قال إ َّنها للقسم بأ َّن كونها للعطف يحتاج إلى تأويل ‪.‬‬ ‫و﴿ ﴾ وما دخلت عليه في قوله‪ ﴾ ﴿:‬في‬ ‫تأويل مصدر عند البعض‪ ،‬أي ‪ :‬وبنائها‪ ،‬و َط ْح ِوها أي ‪َ :‬ب ْسطِها‪-‬وتسوية خلقها في أحسن صورة‪،‬‬ ‫ويجوز أن تكون موصولة بمعنى الذي‪ ،‬وإ َّنما ُأوثرت (ما)على( َم ْن)؛لإرادة معنى الوصفية‪ ،‬كأ َّنه‬ ‫قيل‪ ﴾ ﴿ :‬والقادر العظيم الذي بناها‪ ﴾ ﴿ ،‬والحكيم الباهر الحكمة الذي سواها‪،‬‬ ‫وإ َّنما ُن ِّكرت ﴿ ﴾؛ للتكثير‪،‬كما في قولهتعالى‪﴾ ﴿:‬‬ ‫(سورة الإنفطار‪ :‬الآية‪)5 :‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪ 15‬سورة الشمس‬ ‫• •جزاء إصلاح النفس و إهمالها‬ ‫• •العظة بقصة ثمود‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪ ‬وختمت السورة‬ ‫ثم تنتقل الآيات‬ ‫بالتأكيد على ما هو‬ ‫لعرض قصة ثمود‬ ‫وقد تناولت آياتها‬ ‫سورة مكية ابتدأت‬ ‫واضح في سياق كل‬ ‫الذين طغوا وعقروا‬ ‫موضوع النفس‬ ‫بالقسم بسبعة أشياء‬ ‫الناقة فاستحقوا‬ ‫سورة هذا الجزء‬ ‫الهلاك والعذاب‬ ‫البشرية وما جبلت‬ ‫من مخلوقات‪ ‬ﷲ‬ ‫الثلاثين من أن الآخرة‬ ‫عليه من الخير والشر‬ ‫تعالى في كونه وهذا‬ ‫من‪ ‬ﷲ تعالى‪.‬‬ ‫وأهمية تزكية هذه‬ ‫القسم العظيم كله‬ ‫لله تعالى وأنه لا‬ ‫النفس لترقى بصاحبها‬ ‫على فلاح الإنسان إذا‬ ‫يُسأل عما يفعل‬ ‫اتقى ربه وهلاكه إذا‬ ‫من عقاب الكافرين‬ ‫إلى جنات النعيم‬ ‫وثواب المؤمنين‪ .‬فله‬ ‫وبيان عقوبة من لم‬ ‫عصاه‪.‬‬ ‫الأمر وله الحكم‬ ‫يز ِك نفسه‪.‬‬ ‫سبحانه‪.‬‬ ‫‪116‬‬

‫من الأسرار البلاغية‪:‬‬ ‫﴾ طباق ‪.‬‬ ‫﴾و ﴿‬ ‫ ‪-‬بين ﴿‬ ‫﴾‪ ،‬وكذا بين‬ ‫ ‪-‬بين قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ مقابلة‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫ ‪-‬الإضافة في قوله تعالى‪ ﴾ ﴿ :‬للتكريم والتشريف‪.‬‬ ‫﴾ مجاز مرسل علاقته الكلية‪ ،‬حيث َأسند ال َع ْق َر إلى‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫الكل وأراد الجز‪.‬‬ ‫﴾ تهويل‪ ،‬فالتعبير بالدمدمة يدل على‬ ‫ ‪-‬في قوله ‪﴿ :‬‬ ‫هول العذاب‪.‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫‪1.1‬القسم بهذه المخلوقات لما فيها من عجائب الصنعة الدالة‬ ‫على الخالق‪.‬‬ ‫‪2.2‬قد أفلح وفاز َم ْن زكى نفسه بالطاعة‪ ،‬وخسرت نفس أهملها‬ ‫استفادة‬ ‫صاحبها وتركها تنغمس في المعصية‪.‬‬ ‫‪3.3‬أهلك اﷲ ثمود هلاك استئصال بسبب تكذيبهم رسولهم‪.‬‬ ‫‪119‬‬

‫﴾فأعلمها طاعتها ومعصيتها أي ‪ :‬أفهمها أ َّن أحدهما حسن‪ ،‬والآخر‬ ‫﴿‬ ‫قبيح﴿ ﴾جواب القسم‪ ،‬والتقدير‪ :‬لقد أفلح‪ ،‬قال ال َّز َّجاج ‪ :‬صار طول الكلام ِع َو ًضا عن‬ ‫اللام‪ ،‬والأظهر َأ َّن الجواب محذوف‪ ،‬وتقديره‪ :‬ل ُيدم ِدم َّنالله عليهم أي ‪ :‬علىأهل مكة‪،‬لتكذيبهم‬ ‫رسول الله كما دمدم على ثمود؛ لأ َّنهم كذبوا صال ًحا‪ ،‬وأ َّما ﴿ ﴾ فكلام تابع لقوله ‪:‬‬ ‫﴾‪،‬علىسبيل الاستطراد وليس من جواب القسم في شيء‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي ‪ :‬أغواها‬ ‫﴿ ﴾ أي ‪ :‬ط ّهرها الله وأصلحها وجعلها زاكية ﴿‬ ‫الله‪ ،‬قال عكرمة ‪ :‬أفلحت نفس ز ّكاها الله‪ ،‬وخابت نفس أغواها الله‪ ،‬ويجوز أن يكون التطهير‬ ‫والتدسية فِ ْع َل العبد‪.‬‬ ‫العظة بقصة ثمود‬ ‫﴾أي‪ :‬بطغيانها؛ إذ الحامل لهم على التكذيب طغيانهم﴿ ﴾ حين‬ ‫﴿‬ ‫﴾صالح ‪ُ ﴾ ﴿ .‬نصب‬ ‫قام بِ َع ْقر الناقة ﴿ ﴾ أشقى ثمود ﴿‬ ‫على التحذير؛ أي ‪ :‬احذروا َع ْقرها ﴿ ﴾ كقولك ‪ :‬الأس َد الأس َد ﴿ ﴾ فيما‬ ‫﴾ أي ‪ :‬الناقة‪ُ ،‬أسند الفعل إليهم‪ ،‬وان كان‬ ‫ح َّذرهم منه من نزول العذاب إن فعلوا ﴿‬ ‫﴾ أهلكهم هلاك استئصال ﴿ ﴾ بسبب‬ ‫العاقر واح ًدا ‪ ،‬لرضاهم به‪﴿.‬‬ ‫ذنبهم‪ ،‬وهو تكذيبهم الرسول وعقرهم الناقة ﴿ ﴾ فس َّوى ال َّدمدمة عليهم لم يفلت منها‬ ‫﴾ولا يخاف الله عاقبة هذه الفعلة أي ‪ :‬فعل ذلك غير‬ ‫صغيرهم ولا كبيرهم ﴿‬ ‫خائف أن تلحقه تبعة من أحد كما يخاف َم ْن ُيعاقب من الملوك‪.‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪ 16‬سورة الليل‬ ‫• •اختلاف َمس َعى الناس‬ ‫• •قد أعذر من أنذر‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫ختمت السورة‬ ‫قد أقسم‪ ‬ﷲ تعالى‬ ‫ابتدأت السورة‬ ‫سورة مكيّة‬ ‫بنموذج للمؤمن‬ ‫على أن سعي‬ ‫بالقسم كما في الكثير‬ ‫وتتمحور آياتها‬ ‫الصالح الذي ينفق‬ ‫منسورهذاالجزء‪     .‬‬ ‫عن سعي الإنسان‬ ‫أمواله في سبيل‪ ‬ﷲ‬ ‫الإنسان في هذه‬ ‫وعمله وعن نضاله‬ ‫وابتغاء مرضاته وب ّي‬ ‫الحياة مختلف‬ ‫في هذه الحياة ثم‬ ‫نهايته إلى النعيم‬ ‫جزاءه‪ .‬‬ ‫ومتباين‪.‬‬ ‫أو إلى الجحيم‪.‬‬ ‫‪121‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪1 1‬ما المراد بضحاها؟ وما معنى ﴿ ﴾ ؟ وما مرجع الضمير المنصوب في ج َّلها؟‬ ‫وما معنى يغشاها؟‬ ‫﴾ للقسم أو للعطف؟ وهل‬ ‫‪2 2‬هل الواو الثانية في قوله تعالى ‪﴿ :‬‬ ‫﴾ مصدرية أم موصولة؟ ‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾؟ وما موقع جملة ﴿ ﴾‬ ‫‪3 3‬ما وجه تنكير ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿‬ ‫من الإعراب؟ ولمن ضمير الفاعل والمفعول في﴿ ﴾ و﴿ ﴾؟‬ ‫﴾؟ وما معنى الباء فيه؟ ومن المراد برسول اﷲ؟ وما معنى‬ ‫‪4 4‬ما المراد ﴿‬ ‫﴾‪ ،‬وما ذنبهم؟ وما معنى﴿ ﴾؟‬ ‫الباء في ﴿‬ ‫‪5 5‬وضح السر البلاغي فيما يأتي ‪:‬‬ ‫ ( أ ) قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫ (ب ) قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫ (ج) قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫‪6 6‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة‪.‬‬ ‫‪120‬‬

‫﴾ أي ‪ :‬لم ينفعه ماله إذا هلك‪ ،‬وتر ّدى ‪ :‬تف ّعل ِم ْن الردى وهو الهلاك‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫أو تر ّدى في القبر أوفى قعر جهنم‪ ،‬أي‪ :‬سقط‪.‬‬ ‫قد أعذر َم ْن أنذر‬ ‫﴾ إ ّن علينا الإرشاد الى الحق بإظهار الدلائل وبيان الشرائع‬ ‫﴿‬ ‫﴾ فلا يضرنا ضلال َم ْن ضل‪ ،‬ولا ينفعنا اهتداء َم ْن اهتدى‪ ،‬أو أ َّن الآخرة‬ ‫﴿‬ ‫والأولى لنا‪َ ،‬ف َم ْن طلبهما من غيرنا‪ ،‬فقد أخطأ الطريق ﴿ ﴾ َخ ّوفتكم ﴿ ﴾ تتل ّهب‬ ‫﴾ إلا الكافر الذي كذب‬ ‫﴾لا يدخلها للخلود فيها‪﴿ .‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾‬ ‫﴾ وسيبعد منها ﴿ ﴾ المؤمن ﴿‬ ‫الرسل وأعرض عن الإيمان ﴿‬ ‫للفقراء ﴿ ﴾ من الزكاة أي‪ :‬يطلب أن يكون عند اﷲ زاك ًيا‪ ،‬لا يريد بعمله رياء ولا سمعة‪.‬‬ ‫قال ابو عبيدة ‪ :‬الاشقى بمعنى الشقي وهو الكافر‪ ،‬والأتقى بمعنى التقي وهو المؤمن‪ ،‬وقيل‬ ‫‪ :‬الآية واردة فى الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين‪ ،‬وقيل‪ :‬هما‬ ‫﴾ أي‪ :‬وما لأحد عند اﷲ‬ ‫أبو جهل وأبو بكر ‪﴿.‬‬ ‫نعمة ُيجازيه بها إلا ان يفعل فع ًل يبتغى به وجهه فيجازيه عليه ﴿ ﴾ هو الرفع بسلطانه‪،‬‬ ‫المنيع في شأنه وبرهانه‪ ،‬ولم ُيرد به العلو من حيث المكان‪.‬‬ ‫﴾ وع ٌد بالثواب الذي يرضيه‪ ،‬و ُيق ّر عينه ‪ ،‬وهو كقوله تعالى لنبيه‬ ‫﴿‬ ‫﴿ ﴾‪.‬‬ ‫(سورة الضحی‪ :‬الآية‪)5 :‬‬ ‫‪123‬‬

‫سورة الليل‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي‪ :‬إحدى وعشرون آية)‬ ‫اختلاف َمس َعى الناس‬ ‫﴾ أي ‪ :‬ظهر بزوال ظلمة الليل ‪.‬‬ ‫﴾ أي ‪ :‬يغ ِّطي ك َّل شئ بظلامه﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي ‪ :‬والقادر العظيم القدرة الذى قدر على خلق الذكر والأنثى من ماء‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي ‪ :‬إ َّن عملكم لمختلف ‪.‬‬ ‫واحد‪ ،‬وجواب القسم ‪﴿ :‬‬ ‫﴾ أي ‪ :‬بالملة‪،‬‬ ‫﴾ حقوق ماله ﴿ ﴾ ر َّبه فاجتنب محارمه ﴿‬ ‫﴿‬ ‫الحسنى‪ ،‬وهي ملة الإسلام‪ ،‬أو بالمثوبة الحسنى‪ ،‬وهى الجنة‪ ،‬او بالكلمة الحسنى وهي لا إله‬ ‫﴾ فسنهيئه لل ِخ ْصلة اليسرى‪ ،‬وهي العمل بما يرضاه ربه‪.‬‬ ‫إلا الله ﴿‬ ‫﴾ بماله ﴿ ﴾ عن ربه‪ ،‬فلم يتقه‪ ،‬أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ فسنهيئه للخصلة المؤدية الى النار‪،‬‬ ‫﴾ بالإسلام أو الجنة ﴿‬ ‫﴿‬ ‫فتكون الطاعة أعسر شيء عليه وأشد‪ ،‬وس َّمى طريقة الخير باليسرى؛ لأ َّن عاقبتها اليسرى‪،‬‬ ‫وطريقة الشر بالعسرى ؛ لأ ّن عاقبتها العسر‪ ،‬أو أراد بهما طريقي الجنة والنار‪.‬‬ ‫‪122‬‬

‫الأسئلة‬ ‫﴾؟ ولم ُحذف؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد‬ ‫‪1 1‬ما تقدير مفعول ﴿‬ ‫بـ﴿ ﴾؟‬ ‫‪2 2‬ما وجه التعبير بـ ﴿ ﴾ دون َم ْن؟ وما جواب القسم؟ وما معنى شتات السعي؟‬ ‫﴾ وما المراد بـ﴿ ﴾‪ ،‬و﴿ ﴾‪ ،‬و﴿ ﴾ وما‬ ‫‪3 3‬ما مفعول﴿‬ ‫المراد بالتردي؟ وما معنى تلظى؟‬ ‫‪4 4‬وضح السر البلاغي فما يأتي‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ ( أ) قوله تعالى‪:‬‬ ‫ (ب ) حذف المفعول في قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫‪5 5‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة‪.‬‬ ‫‪125‬‬

‫من الأسرار البلاغية‪:‬‬ ‫﴾ طباق‪،‬‬ ‫ ‪-‬بين ﴿ ﴾ ‪ ﴾ ﴿ ،‬و ﴿ و ﴾ و﴿‬ ‫وهو من المحسنات البديعية التي تبرز المعنى وتوضحه‪.‬‬ ‫﴾ مقابلة‪ ،‬وهي من المح ِّسنات‬ ‫ ‪-‬بين قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫البديعية إلتي تبرز المعنى وتوضحه‪.‬‬ ‫﴾؛ لإفادة التعميم‪.‬‬ ‫ ‪-‬حذف المفعول في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫‪1 .1‬القسم بالليل حينما يغ ّطي ك َّل شيء بظلامه‪ ،‬وبالنهار إذا‬ ‫انكشف ووضح وظهر‪ ،‬وبالذي خلق الذكر والأنثى على أ َّن‬ ‫عمل الناس مختلف في الجزاء‪ ،‬فبعضهم مؤمن و َب ٌّر‪ ،‬وكافر‬ ‫وفاجر‪ ،‬ومطيع وعاص‪.‬‬ ‫‪َ 2 .2‬م ْن بذل ماله في سبيل اﷲ‪ ،‬وأعطى حق اﷲ عليه‪ ،‬واتقى‬ ‫استفادة‬ ‫المحارم والمنكرات‪ ،‬فا ُﷲ يهيئ له الطريق اليسرى السهلة‬ ‫للوصول إلى غايته‪ ،‬ويرشده لأسباب الخير والصلاح‪ ،‬حتى‬ ‫يسهل عليه فعلها‪.‬‬ ‫‪َ 3 .3‬م ْن بخل بما عنده‪ ،‬فلم يبذل خي ًرا‪ ،‬فاﷲ يسهل طريقه للشر‪،‬‬ ‫ويع ّسر عليه أسباب الخير والصلاح‪ ،‬حتى يصعب عليه فعلها‪.‬‬ ‫‪124‬‬

‫سورة الضحى‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مكية وهي‪ :‬إحدى عشرة آية)‬ ‫من نعم اﷲ تعالى على نبيه ﷺ‬ ‫﴿ ﴾المرادبه‪:‬وقتالضحى‪،‬وهوأولالنهارحينترتفعالشمس‪،‬أوالمرادبالضحىالنهار‬ ‫﴾ سكن‪ ،‬والمراد سكون الناس والأصوات‬ ‫كله؛ لمقابلته بالليل في قولهتعالى‪﴿:‬‬ ‫﴾ أي ‪ :‬ما تركك منذ اختارك‪ ،‬وما أبغضك منذ أحبك‪،‬‬ ‫فيه‪ ،‬وجواب القسم‪﴿:‬‬ ‫والتوديع مبالغة في الوداع ؛ لأن َم ْن و َّدع َك مفارق ًا‪ ،‬فقد بالغ في تركك‪ .‬روي أ َّن الوحي تأخر‬ ‫عن رسول اﷲ أيا ًما‪ ،‬فقال المشركون‪:‬إ َّن محم ًدا و َّدعه ربه وقلاه‪ ،‬فنزلت‪ 1‬و َح ْذف الضمير من‬ ‫﴿ ﴾ وتقديره‪ :‬وما قلاك‪ ،‬ونحوه ‪﴾ ﴿،﴾ ﴿،﴾ ﴿:‬وتقديره‪( :‬فآواك)و(فهداك)‬ ‫و(فأغناك)‪،‬وهو اختصار لفظي؛ لظهور المحذوف‪.‬‬ ‫﴾أي ‪:‬ما أع َّد اﷲ لك في الآخرة من المقام المحمود‪ ،‬والحوض‬ ‫﴿‬ ‫﴾ فيالآخرة من‬ ‫المورود‪ ،‬والخير الموعود خي ٌر م َّما أعجبك في الدنيا‪﴿.‬‬ ‫الثواب ومقام الشفاعة وغير ذلك ﴿ ﴾‪ ،‬ثم ع َّدد عليه نعمه من أول حاله؛ ليقيس المنت َظرمن‬ ‫فضل اﷲ على ما سبق منه؛ لئلا يتوقع إلا الحسنى وزيادة الخير ولا يضيق صدره ولا يقل صبره‪،‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪ 17‬سورة الضحى‬ ‫• •من نعم اﷲ تعالى على نبيه ﷺ‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫تتناول شخصية الرسول وما أنعم‪ ‬ﷲ تعالى عليه من النعم في‬ ‫‪١‬‬ ‫الدنيا والآخرة‪ .‬‬ ‫إذا سجى وهما وقتان في منتهى الرقّة على النفس البشرية وقت‬ ‫‪٢‬‬ ‫الضحى وهو أول ابتداء النهار ووقت الليل إذا سجى أي أول وقت‬ ‫الليل وهو الوقت اللطيف من الليل وليس وقتًا مظل ًم موح ًشا‪.‬‬ ‫فهذان القسمان مناسبان تماماً لطبيعة السورة الرقيقة والملي بالمحبة‬ ‫‪٣‬‬ ‫للرسول والسورة كلها فيها من جمال اللفظ وروعة البيان ورقيق‬ ‫المعاني ما يدل على محبة‪ ‬ﷲ تعالى للرسول ولطفه وعنايته به‪.‬‬ ‫‪126‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫ ‪1 .‬القسم بالضحى‪ -‬أي بالنهار‪ -‬وبالليل إذا سكن‪ ،‬على‬ ‫أ َّن الله ما ترك نبيه وما أبغضه منذ أحبه‪.‬‬ ‫ ‪2 .‬تبشير الله نبيه ببشارتين عظيمتين‪:‬‬ ‫استفادة‬ ‫الأولى ‪َ :‬ج ْعل أحواله الآتية خي ًرا له من الماضية ‪.‬‬ ‫والثانية ‪ :‬سيعطيه غاية ما يتمناه ويرتضيه في الدنيا بالنصر‬ ‫والتفوق وغلبة دينه على الأديان كلها‪ ،‬وفي الآخرة بالثواب‬ ‫والحوض والشفاعة‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬تعديد نعم الله ومننه على نبيه ‪ ،‬وذكر منها في السورة‪ :‬الإيواء‬ ‫بعد ال ُي ْتم‪ ،‬والهدى بعد عدم العلم ‪ ،‬والإغناء بعد الفقر‪.‬‬ ‫ ‪4 .‬أمر الله نبيه بأن يتعامل مع الخلق مثل معاملة اللهِ له‪.‬‬ ‫الأسئلة‬ ‫ ‪1‬ما المراد بالضحى؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما وجه إسناد هذا الوصف لليل؟‬ ‫وما جواب القسم؟‬ ‫﴾؟ وما سبب نزول هذه الآية؟‬ ‫ ‪ 2‬ما معنى ﴿‬ ‫ ‪3‬ما المراد من ﴿ ﴾؟ وما مفعولاه؟ وما معنى﴿ ﴾؟ وما مفعوله؟ ولم ُحذف؟‬ ‫﴾ ؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد بالسائل؟‬ ‫ ‪4‬ما المراد بقوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ ‪5‬وضح السر البلاغي فيما يأتي‪:‬‬ ‫(أ) ‪ -‬قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(ب)‪ -‬بين قوله تعالى ‪ ﴿ :‬‬ ‫﴾وبينقوله تعالى‪﴾ ﴿:‬‬ ‫ ‪6‬اذكر ما ُيستفاد من السورة ‪.‬‬ ‫‪129‬‬

‫فقال تعالى‪ ﴾ ﴿ ﴾ ﴿:‬وجد هنا بمعنى علم‪ ،‬والكاف‪ ،‬ويتي ًما منصوبان على‬ ‫أ َّنهما مفعولاه‪ ،‬والمعنى ‪ :‬ألم تكن يتي ًما حين مات أبواك ﴿ ﴾ أي‪ :‬فآواك إلى عمك‬ ‫﴾ أي ‪ :‬غير عالم ولا واقف‬ ‫أبي طالب وضمك إليه حتى كفلك ور َّباك ﴿‬ ‫على معالم النبوة وأحكام الشريعة ﴿ ﴾ فع َّرفك الشرائع والقرآن‪ ،‬وقيل‪ :‬ض َّل في‬ ‫طريق الشام حين خرج به أبو طالب فر َّده إلى القافلة‪ ،‬ولا يجوز أن ُيفهم به عدول‬ ‫عن حق ووقوع في غ ّي‪ ،‬فقد كان من أول حاله إلى نزول الوحي عليه معصو ًما من‬ ‫﴾ فقي ًرا ﴿ ﴾ فأغناك‬ ‫عبادة الأوثان‪ ،‬وقاذورات أهل الفسق والعصيان‪﴿ .‬‬ ‫﴾ فلا تظلمه لضعفه‪،‬‬ ‫بمال خديجة‪ ،‬أو بما أفاء عليك من الغنائم ﴿‬ ‫﴾ فلا تزجره‪ ،‬بل أجبه أو ُر َّد عليه ر ًّدا‬ ‫بل أحسن إليه‪ ،‬وتلطف به‪﴿ .‬‬ ‫﴾ أي ‪ :‬ح ِّدث بجميع نعم ربك عليك وخاصة نعمة‬ ‫جمي ًل‪﴿ .‬‬ ‫النبوة والقرآن‪ ،‬واﷲ أعلم‪.‬‬ ‫من الأسرار البلاغية‬ ‫ ‪-‬قوله تعالى ‪ ﴾ ﴿ :‬و ﴿ ﴾ بينهما طباق؛ أي ‪ :‬بين الآخرة والدنيا‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫ ‪-‬بين قوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫﴾‪.‬‬ ‫مقابلة و بين قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫‪128‬‬

‫سورة الشرح‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي‪ :‬ثمان آيات)‬ ‫من نعم الله تعالى على نبيه ﷺ‬ ‫﴾ أي ‪ :‬ف ّس ْحنا ُه بما أودعنا فه من الحكمة والإيمان والنبوة‪ ،‬وأزلنا عنه‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي ‪:‬‬ ‫ضيق الجهل حتى َو ِسع هموم النبوة‪ ،‬ودعوة الجن والإنس‪﴿ .‬‬ ‫﴾أي‪ :‬أثقلهحتى‬ ‫وخ َّففنا عنك أعباء النبوة والقيام بأمرها‪ ،‬وال ِو ْزر‪ :‬ال ِح ْمل الثقيل‪﴿.‬‬ ‫﴾ رفع اﷲ ذكره؛ حيثقرن اسمه ﷺ باسمه تعالى‬ ‫ُس ِمع له نقيض‪ ،‬أي صوت‪﴿ .‬‬ ‫فى كلمة الشهادة‪ ،‬والأذان‪ ،‬والإقامة‪ ،‬والخطب‪ ،‬والتشهد‪ ،‬وفي تسميته رسول اﷲ‪ ،‬ونبي اﷲ ﷺ‬ ‫﴾ أي‪ :‬إ َّن مع الشدة التي أنت فيها من مقاساة بلاء المشركين‬ ‫﴿‬ ‫يس ًرا بنصري إياك عليهم حتى تغلبهم‪.‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬فلا تيأس من فضل اﷲ‪ ،‬فإ َّن مع العسر الذي أنتم فيه يس ًرا‪ ،‬وجيء‬ ‫ثم قال ‪﴿:‬‬ ‫بلفظ ﴿ ﴾ للإشعار بمقاربة اليسر العس ُر؛كأ َّنه جاء معه؛ زيادةفى التسلية‪ ،‬ولتقوية القلوب‪ ،‬وإ َّنما‬ ‫جاء فى الأثر‪(( :‬لن يغلب عسريسرين))؛ لأ َّن العسر ُأعيد ُمع َّر ًفا فكان واح ًدا ؟ لأ َّن المعرفة إذا‬ ‫ُأعيدتمعرفة كانت الثانية عين الأولى‪ ،‬واليسر ُأعيد نكرة ‪ ،‬والنكرة إذا ُأعيدت نكرة كانت الثانية‬ ‫غير الأولى‪ ،‬فصار المعنى ‪ :‬إ َّن مع العسريسرين ‪.‬‬ ‫﴾ أي ‪ :‬فإذا فرغت من أداء الرسالة‪ ،‬ودعوة الخلق فاجتهد في العبادة ‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي‪ :‬واجعل رغبتك إلى اﷲ وحده‪ ،‬وتضرع إليه‪ ،‬ولا تطلب ثواب عملك إلا‬ ‫﴿‬ ‫منه‪ ،‬وعلى اﷲ فليتوكل المؤمنون‪.‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪ 18‬سورة الشرح‬ ‫• •من نعم الله تعالى على نبيه ﷺ‬ ‫• • من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫سورة مكيّة وكما سورة الضحى تتحدث‬ ‫عن مكانة الرسول ومقامه الرفيع عند‬ ‫رب العالمين وعدد ﷲ تعالى على الرسول‬ ‫وذلك بشرح صدره لتطييب‪1 .‬‬ ‫واختتمت الآيات بأجمل المعاني وهي‬ ‫‪2‬‬ ‫السورة عن إعلاء مكانة الرسول‬ ‫الذي يقترن اسمه مع اسم‪ ‬ﷲ تعالى‬ ‫تذكير الرسول بالتفرغ للعبادة بعدما‬ ‫في الشهادة التي يكررها المسلمون‬ ‫بلّغ الرسالة وفي هذا شكر لله تعالى على‬ ‫مرات عديدة وبالصلاة عليه عند ‪3‬‬ ‫نعمه لأن النعم تستحق الشكر وشكر‬ ‫ذكر اسمه‪  .‬‬ ‫النعم تكون على قدر المن ِعم وعطائه‬ ‫‪130‬‬ ‫ونعم‪ ‬ﷲ تعالى‪.‬‬

‫‪ 19‬سورة التين‬ ‫• •حال الإنسان خل ًقا وعم ًل‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫هي سورة مكيّة تعالج موضوعين‬ ‫أساسيين هما تكريم‪ ‬الله تعالى‬ ‫لمّا عصى الإنسان ربه تعالى‬ ‫للإنسان وموضوع الإيمان‬ ‫نكس الإنسان نفسه‪.‬‬ ‫بالحساب والآخرة‪.‬‬ ‫وختمت الآيات ببيان عدل‪ ‬الله ‪3‬‬ ‫تعالى في حساب الناس على‬ ‫أعمالهم‪  ‬ويبقى طاهرين الذين‬ ‫آمنوا وعملوا الصالحات‪.‬‬ ‫‪133‬‬

‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ استفهام تقريري للتذكير بنعم‬ ‫ ‪-‬الاستفهام في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫الله‪ ،‬أي قد شرحنا لك صدرك ‪.‬‬ ‫أعباء‬ ‫ش ّبه‬ ‫تمثيلية‪،‬‬ ‫﴾ استعارة‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫التمثيل‪.‬‬ ‫النبوة بِ ِح ْمل ثقيل‬ ‫بطريق‬ ‫حامله‬ ‫كاهل‬ ‫ُيرهق‬ ‫﴾للتعظيم والتفخيم‪،‬كأنه قال‪:‬يس ًرا عظي ًم‪.‬‬ ‫ ‪ -‬تنكير اليسر في قوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫ ‪1 .‬من نعم الله على نبيه ﷺ أن‪ :‬شرح صدره‪ ،‬وحط عنه وزره‪،‬‬ ‫ورفع ِذ ْك َره‪.‬‬ ‫ ‪2 .‬جعل الل ُه تيسيرا ورحمة على العباد يسرين مع كل عسر‪.‬‬ ‫استفادة‬ ‫ ‪ 3 .‬الح ّث على المواظبة على العمل الصالح‪ ،‬والإقبال على فعله‪.‬‬ ‫ ‪4 .‬التوكل على الله وحده‪ ،‬والرغبة إليه والتضرع لوجهه الكريم‪.‬‬ ‫الأسئلة‬ ‫﴾؟ وما المراد بالشرح؟‬ ‫ ‪1‬ما نوع الاستفهام في﴿‬ ‫ ‪2‬ما المراد بالوزر؟ وما معنى ﴿ ﴾؟‬ ‫ ‪ 3‬بماذا رفع الله ذكره نبيه ﷺ ؟ ولم جئ بلفظ ﴿ ﴾ في قوله‪﴾ ﴿ :‬؟‬ ‫ ‪4‬ما المراد بقوله ‪﴾ ﴿ :‬؟‬ ‫ ‪5‬وضح السر البلاغي فيما يأتي ‪:‬‬ ‫(أ) تنكير اليسر فى قوله ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(ب) قوله ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫‪6 132‬اذكر ما ُيستفاد من السورة الكريمة‪.‬‬

‫﴾ الاستثناء على القول الأول متصل‪ ،‬والمعنى‪:‬‬ ‫﴿‬ ‫إ َّل ا َّل ِذي َن جمعوا بين الإيمان والعمل‪ ،‬فلهم ثواب جزيل ‪ ،‬ينجون به من النار أسفل السافلين‪.‬‬ ‫وعلى القول الثاني منقطع‪ ،‬والمعنى ‪ :‬لكن الذين كانوا صالحين من ال َه ْر َمى وال َّز ْمنَى فلهم‬ ‫ثواب غير منقطع على طاعتهم وصبرهم على الابتلاء بالشيخوخة والهرم وعلى مقاساة المشاق‬ ‫والقيام بالعبادة ‪.‬‬ ‫﴾أي‪:‬فما سبب تكذيبك ‪ -‬أيها الإنسان‪-‬بالجزاء بعد هذا الدليل القاطع‬ ‫﴿‬ ‫والبرهان الساطع على قدرة الخالق؛ حيث خلقك من نطفة وجعلك بش ًرا سو ًيا ثم ر َّدك إلى‬ ‫أرذل العمر‪ ،‬أليس َم ْن قدر على خلق الإنسان وعلى هذا كله لم يعجز عن إعادته بعد موته! ‪.‬‬ ‫﴾ وعيد للكفار وأنه يحكم عليهم بما هم أهله ‪ ،‬واﷲ أعلم ‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ مجاز مرسل علاقته الحالية بإطلاق الحال وإرادة المحل‪.‬‬ ‫من الأسرار البلاغية‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى ‪﴿ :‬‬ ‫﴾ للإنسان على طريقة الالتفات من‬ ‫ ‪-‬الخطاب في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫الغيبة إلى الخطاب لزيادة التوبيخ والعتاب‪.‬‬ ‫﴾ استفهام تقريري‪.‬‬ ‫ ‪ -‬في قوله تعالى ‪﴿ :‬‬ ‫‪135‬‬

‫سورة التين‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي‪ :‬ثمان آيات)‬ ‫حال الإنسان خل ًقا وعم ًل‬ ‫﴾ أقسم بهما؛ لأ َّنهما عجيبان من بين الأشجار المثمرة‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ‬قال‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أضيف الطور‪ ،‬وهو الجبل الذي ك َّلم اﷲ موسى‬ ‫‪ :‬هو تينكم هذا وزيتونكم هذا‪﴿.‬‬ ‫عنده إلى سينين أي ‪ :‬سيناء‪ ،‬وهي البقعة التي فيها الجبل‪.‬‬ ‫ويجوز أن تعرب﴿ ﴾ بالواو رف ًعا‪ ،‬وبالياء‪ ،‬نص ًبا وج ًرا ‪ ،‬كجمع المذكر السالم‪ ،‬وأن تعرب‬ ‫بحركات الإعراب الثلاث(الضمة‪ ،‬والفتحة‪ ،‬والكسرة)على النون ‪.‬‬ ‫﴾ يعني ‪ :‬مكة ﴿ ﴾ أي ‪ :‬الآمن‪ ،‬أو المأمون فيه ‪ ،‬من َأ ِم َن الرجل أمانة فهو‬ ‫﴿‬ ‫أمين‪ ،‬وأمانته أ َّنه َيحفظ َم ْن دخله كما يحفظ الأمين ما ُيؤتمن عليه ‪ ،‬ومعنى القسم بهذه الأشياء‬ ‫‪ :‬إظهار شرف تلك البقاع المباركة وما ظهر فيها من الخير والبركة ؛ لأ َّنها مهابط وحي اﷲ على‬ ‫ُأولي العزم من الرسل؛ فالتين والزيتون قسم بمهبط الوحي على عيسى‪ ،‬والطور ‪ :‬المكان الذي‬ ‫ُنودي منه موسى‪ ،‬ومكة ‪ :‬مكان البيت الذي هو هدى للعالمين‪ ،‬ومولد نبينا ومبعثه‪،‬صلوات اﷲ‬ ‫عليهمأجمعين‪.‬‬ ‫﴾ في أحسن تعديل لشكله‬ ‫﴾ وهو جنس ﴿‬ ‫وجواب القسم ‪﴿:‬‬ ‫وصورته وتسوية أعضائه ﴿ ﴾ أي ‪ :‬ثم كان عاقبة أمره حين لم يشكر نعمة تلك الخلقة‬ ‫﴾أي‪:‬جعلناه من أصحاب النار التي هي أسفل‬ ‫الحسنة القويمة السويةأن رددناه ﴿‬ ‫الدركات ‪ ،‬أو ثم رددناه بعد ذلك التقويم والتحسين إلى أرذل العمر‪ ،‬وهو الهرم والضعف‪،‬‬ ‫والخرف‪ ،‬فانحنى ظهره بعد اعتداله ‪ ،‬وابيض شعره بعد سواده‪ ،‬وضعف سمعه وبصوه ‪ ،‬وتغير‬ ‫كل شيء منه‪.‬‬ ‫‪134‬‬

‫‪ 20‬سورة العلق‬ ‫• •الحكمة في خلق الانسان وتعليمه‬ ‫• •تهديد الطغاة ووعيدهم‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫وأمرت الرسول بعدم الإصغاء ‪2‬‬ ‫سورة مكيّة وأول ما نزل من‬ ‫‪1‬‬ ‫إليه وأمرته بالسجود شكراً لله‬ ‫الوحي على الرسول في غار حراء‬ ‫تعبداً وتقرباً إليه‪.‬‬ ‫وهي إيذان ببداية الرسالة‪.‬‬ ‫وقد اشتملت هذه السورة‬ ‫ثم تناولت السورة قصة أبي‬ ‫‪3‬‬ ‫جهل الذي يمثّل فرعون الأمة‬ ‫على العلم والعمل والعبادة ‪4‬‬ ‫فابتدأت بالدعوة للعلم‬ ‫ووعيد‪ ‬ﷲ تعالى له بأشد‬ ‫وانتهت بالأمر بالعبادة‬ ‫العذاب والعقاب‪ .‬‬ ‫والسجود والصلاة‪.‬‬ ‫‪137‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫ ‪1 .‬القسم بمواضع ثلاثة مقدسة هي مقام الأنبياء ومهبط ‬ ‫الوحي‪ ،‬على أ َّن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم ثم ‬ ‫ير ُّده إلى أرذل العمر‪ ،‬وهو الهرم بعد الشباب‪ ،‬والضعف ‬ ‫بعد القوة‪ ،‬أو يردُّ بعض أفراده أسفل سافلين ‪.‬‬ ‫ ‪2 .‬إقامة الدليل على البعث بعد الموت ‪ ،‬فالقادر على ابتداء ‬ ‫استفادة‬ ‫الخلق‪ ،‬قادر على الإعادة بعد الموت من باب أولى‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬الله أتقن الحاكمين صن ًعا في كل ما خلق‪ ،‬وأحكم الحاكمين ‬ ‫قضاء بالحق وعدلا بين الخلق‪.‬‬ ‫الأسئلة‬ ‫ ‪1‬ما المراد بالتين والزيتون؟ وما وجه الإقسام بهما؟ وما الطور؟ وما سينين؟ ‬ ‫وكيف تعرب؟ ‪.‬‬ ‫ ‪2‬ما المراد بالبلد؟ وما المراد من أمنه؟ وما جواب القسم؟ ‪..‬‬ ‫﴾ ؟ وما المعنى؟ ول َم ْن الخطاب ‬ ‫ ‪ 3‬ما نوع الاستثناء في قوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫في قوله‪﴾ ﴿ :‬؟‬ ‫ ‪4‬وضح السر البلاغي فيما يأتي ‪:‬‬ ‫(أ) قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(ب) الخطاب في قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫ ‪5‬اذكر ما ُيستفاد من السورة‪.‬‬ ‫‪136‬‬

‫﴿ ﴾رد ٌعل َم ْنكفربنعمةاﷲعليهبطغيانه‪،‬وإنلم يذكرلدلالةالكلامعليه﴿ ﴾إلى‬ ‫آخرالسورةنزلت في أبي جهل‪﴾ ﴿،1‬أن رأى نفسه‪ ،‬ومعنى الرؤية هنا‪:‬العلم‪ ،‬ومفعول رأى الأول‬ ‫﴾ تهدي ٌد للإنسان من عاقبة‬ ‫‪:‬هوالضمير‪ ،‬و﴿ ﴾ هو المفعول الثاني‪.‬وقوله ‪﴿:‬‬ ‫الطغيان على طريق الالتفات‪ ،‬وال ُّرجعى‪:‬مصدربمعنى الرجوع أي ‪ :‬إ َّن رجوعك ‪ -‬أيها الإنسان‪-‬‬ ‫إلى ربك فيجازيك على طغيانك‪.‬‬ ‫تهديد الطغاة ووعيدهم‬ ‫﴾أي‪ :‬أرأيت أبا جهل ينهى محمدا ﷺ‪﴾ ﴿.‬‬ ‫﴿‬ ‫أي‪ :‬أرأيت كان ذلك الناهي على طريقة سديدة فيما ينهى عنه من عبادة اﷲ ﴿ ﴾أو‬ ‫كان آم ًرا بالمعروف والتقوى فيما يأمر به من عبادة الأوثان كما يعتقد﴿ ﴾‬ ‫أي‪ :‬أرأيت إن كان ذلك الناهى ُمك ِّذبا بالحق معر ًضا عنه كما نقول نحن؟! ﴿ ﴾‬ ‫أي‪ :‬يطلع على أحواله من الهدى والضلال‪ ،‬فيجازيه على حسب حاله‪ ،‬وهذا وعي ٌد له‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه أحمد‪ ،‬ومسلم ‪.‬‬ ‫‪139‬‬

‫سورة العلق‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي‪ :‬تسعة عشرة آية)‬ ‫الحكمة في خلق الانسان وتعليمه‬ ‫عن ابن عباس ‪ ‬و مجاهد‪ :‬هي أول سورة نزلت‪.‬‬ ‫﴾ النصب على الحال من ضمير﴿ ﴾‪ .‬أي ‪ :‬اقرأ مفتتحا‬ ‫﴾ محل ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ لم يذكر لخ َل َق مفعو ًل ؛ لأ َّن المعنى‬ ‫باسم ربك‪ ،‬كأ َّنه قيل‪ :‬قل بسم اﷲ ثم اقرأ‪﴿ .‬‬ ‫أ َّن ر َّب َك الذي حصل منه الخلق واستأثر به لا خالق سواه ‪ ،‬أو تقديره خلق كل شيء ‪ ،‬فيتناول‬ ‫﴾ تخصيص للإنسان بالذكر من بين ما يتناوله‬ ‫كل مخلوق ؛ لأ َّنه مطلق‪ .‬وقوله‪﴿ :‬‬ ‫﴾الإنسان؛ إلا أ َّنه‬ ‫الخلق ؛ لشرفه ‪ ،‬ولأ َّن التنزيل إليه ‪ ،‬ويجوز أن ُيراد بقوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ُذكر مبه ًما ثم مفس ًرا؛ تفخي ًما لخلقه‪ ،‬ودلالة على عجيب فطرته‪ ﴾ ﴿ .‬وإنما ُجمع ولم‬ ‫يقل‪ :‬من علقة ؛ لأ َّن الإنسان في معنى الجمع؛ والمراد به الجنس‪ ﴾ ﴿ .‬من‬ ‫كل كريم؛ ينعم على عباده النعم ‪ ،‬ويحلم عنهم فلا يعاجلهم بالعقوبة مع كفرهم وجحودهم‬ ‫﴾ أي ‪ :‬ع ّلم الإنسان الكتابة ﴿ ﴾‪.‬‬ ‫لنعمه‪﴿ .‬‬ ‫﴾ فدل على كمال كرمه بأنه علم عباده ما لم يعلموا ‪ ،‬ونقلهم من ظلمة‬ ‫﴿‬ ‫الجهل إلى نور العلم ‪ ،‬ون َّبه على فضل علم الكتابة ؛ لِ َما فيه من المنافع العظيمة ‪ ،‬فما ُد ِّونت‬ ‫العلوم‪ ،‬ولا ُق ِّيدت الحكم‪ ،‬ولا ُضبِطت أخبار الأولين‪ ،‬ولا ُك ُتب اﷲ ال ُمنَ َّزلة إلا بالكتابة‪ ،‬ولولا‬ ‫هي ل َما استقامت أمور الدين والدنيا‪ ،‬ولو لم يكن على دقيق حكمة اﷲ دليل إلا أمر القلم والخط‬ ‫لكفى به‪.‬‬ ‫‪138‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫ ‪1 .‬فضل تعلم القراءة والكتابة ؟ لأ َّنما أداة معرفة علوم الدين والوحي‪،‬‬ ‫استفادة‬ ‫وأساس تقدم العلوم والمعارف والآداب والثقافات‪ ،‬ونمو الحضارة‪.‬‬ ‫ ‪2 .‬من كرم الل ِه تعالى وفضله ‪ :‬أن ع َّلم الإنسان ما لم يكن يعلمه‪ ،‬لينقله‬ ‫من ظلمة الجهل إلى نور العلم ‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬ذ ُّم َط ْب ٍع في الإنسان قبيح‪ ،‬وهو أنه ذو فرح و َأ َش‪ ،‬و َب َط ٍر وطغيان‪ ،‬إذا‬ ‫رأى نفسه قد استغنى‪ ،‬وكثر ماله ‪.‬‬ ‫ ‪4 .‬تهديد الطغاة بالحشر والنشر‪ ،‬فإن الله تعالى ُيازي كل أحد بما عمل‪.‬‬ ‫الأسئلة‬ ‫﴾ ؟ وما مفعول﴿ ﴾إن كان له مفعول؟ ولم‬ ‫ ‪1‬ما محل قوله تعالى ‪﴿ :‬‬ ‫ُحذف؟ وما المعنى إن لم يكن له مفعول؟ ‪.‬‬ ‫﴾ الأول خا ًّصا فما‬ ‫مفعول ﴿‬ ‫كان‬ ‫الإنسان بالخلق بعد ما عم َّم؟ واذا‬ ‫‪ِ 2‬لَ خ َّص‬ ‫ ‬ ‫﴾؟ وما وجه‬ ‫‪.‬‬ ‫وما وجه ِذ ْكر َخ ْلق الإنسان بعده؟‬ ‫تقديره؟‬ ‫﴾ ولم يقل من علقه؟ وما مفعول ﴿‬ ‫﴿‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫‪3‬الومِ ِنَّلَة‬ ‫ ‬ ‫﴾؟‬ ‫بقوله‪﴿ :‬‬ ‫﴾ ؟ ول َم ْن ضمير الفاعل والمفعول فى‬ ‫ ‪4‬في َم ْن نزل قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾؟ وما نوع الاستفهام في﴿ ﴾ ؟‬ ‫قوله تعالى‪﴾ ﴿:‬؟ وما ﴿‬ ‫وما المراد بالموصول وبالعبد؟ ‪.‬‬ ‫ ‪ 5‬وضح السر البلاغى فما يأتي ‪:‬‬ ‫(أ) قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(ب) قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(ج) قوله تعالى‪﴾ ﴿:‬‬ ‫ ‪6‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة‪.‬‬ ‫‪141‬‬

‫تهديد الطغاة ووعيدهم‬ ‫﴿ ﴾ ردع لأبى جهل عن نهيه عن عبادة اﷲ‪ ،‬وأمره بعبادة الأصنام ﴿ ﴾ ع َّما هو فيه‬ ‫﴾الناصية‪ :‬شعر الجبهة‪،‬وال َّس ْفع ‪ :‬القبض على الشىء‪ ،‬وجذبه بشدة‪،‬أي‪ :‬لنأخذ َّن‬ ‫﴿‬ ‫بناصيته‪ ،‬ولنسحبنَّه بها إلى النار ﴿ ﴾ تعرب بد ًل من الناصية ؛ لأ َّنها ُوصفت بالكذب‬ ‫﴾ النادي‪ :‬المجلس الذى‬ ‫والخطأ بقولهتعالى‪﴿ .﴾ ﴿:‬‬ ‫يجتمع فيه القوم‪ ،‬والمراد به هنا ‪ :‬أهل النادي‪ ،‬والزبانية ‪ :‬ال ُّشرط‪ ،‬جمع ِز ْبنية ِم ْن الزبن وهو الدفع‪،‬‬ ‫والمراد ‪ :‬ملائكة العذاب ‪ُ .‬روي أ َّن أبا جهل م َّربالنَّبيﷺ وهويصلي‪،‬فقال‪ :‬ألم أنهك؟ فأغلظ‬ ‫له رسول اﷲ ﷺ‪ ،‬فقال‪:‬أتهددنى وأنا أكثر أهل الوادي ناد ًيا؟! فنزلت الآية ‪ ﴾ ﴿.1‬ردع لأبي‬ ‫جهل ﴿ ﴾ أي اثبت على ما أنت عليه ‪ -‬أيها الرسول ‪ -‬من عصيانه ﴿ ﴾ أي ‪ُ :‬دم‬ ‫واستمر على سجودك يريد الصلاة ﴿ ﴾ وتقرب إلى ربك بالسجود‪ ،‬فإ َّن أقرب ما يكون‬ ‫العبد من ربه إذا سجد‪ ،‬كذا الحديث‪ ، 2‬واﷲ أعلم‪.‬‬ ‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ كناية‪ ،‬كنى بالعبد عن رسول الله‬ ‫ ‪ -‬في قوله تعالى ‪﴿ :‬‬ ‫ﷺ‪ ،‬ولم يقل‪ :‬ينهاك تفخي ًم لشأنه وتعظي ًم لقدره‪.‬‬ ‫﴾ مجاز عقلي‪ ،‬أسند الكذب والخطأ إلى الناصية‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫مجا ًزا‪ ،‬والمراد صاحبها؛ لأنه السبب‪.‬‬ ‫﴾ مجاز مرسل علاقته المحلية‪ ،‬أي أهل ناديه‪ ،‬بإطلاق المحل‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫وإرادة الحال‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه أحمد‪ ،‬والتر مذي‪ ،‬وقال‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه مسلم‪ .‬‬ ‫‪140‬‬

‫سورة القدر‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية و قيل مد ّينة وهي‪ :‬خمس ّة آيات)‬ ‫فضل ليلة القدر‬ ‫﴾ ع َّظم اﷲ القرآ َن حيث أسند إنزاله إليه دون غيره‪ ،‬وجاء بضميره دون اسمه‬ ‫﴿‬ ‫الظاهر؛ للاستغناء عن التعريف به‪،‬ورفع مقدارالوقت الذيأنزله فيه‪.‬‬ ‫ومعنى ليلة القدر‪ :‬ليلة تقدير الأمور وقضائها‪ ،‬والقدر بمعنى التقدير‪ ،‬أو س ِّميت بذلك؛ لشرفها‬ ‫على سائر الليالي‪ ،‬وهي ليلة السابع والعشرين من رمضان على الأرجح؛ كذا ُروي عن أبي‬ ‫حنيفة‪ ،‬وهو قول الجم‪MM‬ه‪UE‬و‪SR‬ر‪ LIP،O‬ولعل ال َّداعي إلى إخفائها‪ :‬أن ُيحيي َم ْن يريدها الليالي الكثيرة؛‪1 2‬‬ ‫‪LOREM‬‬ ‫‪IPSUM‬‬ ‫طل ًبا لموافقتها‪،‬وفي الحديث‪َ ((:‬م ْن أدركها فليقول‪:‬اللهم إنك عف ٌّوتحب العفو فاعف عني))‪.1‬‬ ‫﴾‪M‬أ‪E‬ي‪O:R‬ل‪L‬م تبلغ معرفتك غاية فضلها ‪ ،‬ثم ب ّين له فضلها بقوله تعالى‪:‬‬ ‫‪﴿ LOREM‬‬ ‫‪ ﴾IPSUMLoremipsumdolorsitamet,‬ليس فيها ليلة القدر‪ ،‬وسبب ارتقاء فضلها إلى هذه الغاية‪ :‬ما يوجد‪1 2‬‬ ‫‪﴿ IPSUMLorem ipsum dolor sit amet,‬‬ ‫‪consectetuer adipiscing elit, sed‬‬ ‫‪diam nonummy nibh euismod‬‬ ‫‪consectetuer adipiscing elit, se‬‬ ‫‪diam nonummy nibh euismo‬‬ ‫‪tinciduntutlaoreetdolore‬فيها من تن ُّزل الملائكة‪،‬والروح‪ ،‬و َف ْصل ك ِّل أم ٍر حكي ٍم‪ ،‬و ُذ ِكر في تخصيص هذه المدة أ َّن النبي‬ ‫‪tincidunt ut laoreet dolore‬‬ ‫‪magna aliquam erat volutpat. Ut‬‬ ‫‪magna aliquam erat volutpat.‬‬ ‫‪wisi enim ad minim veniam, quis‬‬ ‫‪wisi enim ad minim veniam, qu‬‬ ‫‪nostrud exerci tation ullamcorper‬‬‫‪nostrud exerci tation ullamcorp‬‬ ‫‪suscipitlobortis‬ﷺ ذكر رج ًل من بنى اسرائيل لبس السلاح في سبيل اﷲ ألف شهر‪ ،‬فعجب المؤمنون من‬ ‫‪Lorem ipsum dolor sit amet,‬‬ ‫‪consectetuer adipiscing elit, sed‬‬ ‫‪suscipit lobortis‬‬ ‫‪Lorem ipsum dolor sit amet,‬‬ ‫‪consectetuer adipiscing elit, sed‬‬ ‫‪ُ2 diam nonummy nibh euismod‬أعطوا ليلة هي خير من مدة ذلك الغازي ‪﴾ ﴿ .‬‬ ‫‪tincidunt ut laoreet dolore‬ذلك وتقاصرت إليهم أعمالهم ‪ ،‬ف‬ ‫‪diam nonummy nibh euismod‬‬ ‫‪tincidunt ut laoreet dolore‬‬ ‫‪magna aliquam erat volutpat. Ut‬‬ ‫‪magna aliquam erat volutpat. Ut‬‬ ‫‪ ﴾wisi enim ad minim veniam, quis‬حبريل ﴿‬ ‫‪wisi enim ad minim veniam, quis‬إلى الأرض ﴿‬ ‫﴾ أي ‪ :‬تنزل من أجل كل أمر قضاه اﷲ‬ ‫‪nostrud exerci tation ullamcorper‬‬ ‫‪nostrud exerci tation ullamcorper‬‬ ‫‪suscipit lobortis‬‬ ‫‪suscipit lobortis‬‬ ‫لتلك السنة﴿ ﴾ خبر ومبتدأ‪ ،‬أيماهي إلا سلامة‪ ،‬أي‪:‬لا يق ّدر اﷲ فيها إلا السلامة والخير‪،‬‬ ‫ويقضى في غيرها بلاء وسلامة‪ ،‬أو ما هي إلا سلام؛ لكثرة تسليم الملائكة على المؤمنين في‬ ‫﴾ أي ‪ :‬إلى وقت طلوع الفجر‪ ،‬وقد ُح ِرم من السلام الذين كفروا‪،‬‬ ‫تلك الليلة ﴿‬ ‫واﷲ أعلم‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه مسلم‪ .‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه ابن أبي حاتم والواحدي ‪.‬‬ ‫‪143‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook