تزكية النفس والعمل للآخرة ﴾ ﴿ ﴾ َ ْشطية ،وجوابها محذوف د َّل عليه ﴿ ﴾ أي ِ :ع ْظ بالقرآن﴿ ، الفعل ﴿ ﴾ وقيل :ظاهره شر ٌط ،ومعناه استبعا ٌد لتأثير ال ِّذ ْكرى فيهم. وقيل :هو َأ ْم ٌر بال َّتذكير على الإطلاق كقوله تعالى﴾ ﴿ : (سورة الغاشية :الآية )21 -غير َمش ْرو ٍط بالنَّفع . ﴿ ﴾ سيتعظ ويقبل التذكرة ﴿ ﴾ الله وسوء العاقبة ﴾ ﴿ .يتباعد عن الذكرى فلا يقبلها ﴿ ﴾ الكافر ،أو :الذي هو اشقى الكفرة؛ لتو ُّغ ِله في عداوة رسول الله . ﴾ فيستريح ﴾ يدخل نا َر جهنم ،والصغرى :نار الدنيا ﴿ ﴿ ﴾ حيا ًة يتل َّذذ بها. من العذاب ﴿ وقيل ﴿ ﴾ التي تفيد التَّ اخي؛ لأ َّن التأرجح أو التردد بين الحياة والموت افظع من الصلي، فهو مترا ٍخ عنه في مراتب الشدة. ﴿ ﴾ نال الفوز ﴿ ﴾ تط َّهر من الشرك ،أو تط َّهر لل َّصلاة ،أو أ َّدى الزكاة ،على وزن َت َف َّعل من الزكاة ك َت َص َّدق من ال َّصدقة . 92
الأسئلة 1 1ما معنى ﴿ ﴾؟ ول َم ْن الخطاب؟ وما مفعول ﴿ ﴾؟ وما المراد من ﴿ ﴾؟ ﴾؟ وما مفعوله الثاني؟ 2 2ما ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿ وما المراد بالنسيان؟ وهل الفعل ﴿ ﴾ مرفوع أم مجزوم؟ 3 3ما المراد باليسرى؟ وما جواب الشرط في ﴿ ﴾؟ ﴾؟ وما المراد من التزكي؟ وما َ 4 4م ْن المراد بـ ﴿ ﴾؟ ومعنى ﴿ مفعول ﴿ ﴾؟ 5 5وضح السر البلاغي فيما يأتي : ( أ) حذف المفعول في قوله تعالى ﴾ ﴿ :وقوله تعالى ﴾ ﴿ : ( ب) قوله تعالى ﴾ ﴿ : (ج) قوله تعالى ﴾ ﴿ : 6 6اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة. 95
من الأسرار البلاغية ﴾ ليفيد ﴾ ،وقوله تعالى﴿: -حذف المفعول في قوله تعالى﴿ : العموم لأن المراد:خلق ك َّل شيء فسواه ،وق َّدر ك َّل شيء فهداه. ﴾ طباق. -في قوله تعالى﴿ : ﴾ طباق. -في قوله تعالى ﴿ : ﴾ مقابلة . -في قوله تعالى ﴿ : بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: 1 .1ينبغي على المسلم أن ُينَ ِّزه اﷲ تعالى عن كل ما لا يليق به. 2 .2تتج َّلى عظمة اﷲ تعالى وقدرته في خلقه لهذه المخلوقات استفادة بتلك الكيفية البديعة. 3 .3هيأ اﷲ تعالى كل مخلوق لما ُخ ِل َق له في هذا الكون. 4 .4و َع َد اﷲ نبيه أ ْن يحفظ عليه القرآن فلا ينساه. 5 .5الموعظة بالقرآن واجبة ،سواء ان ُت ِفع بها أم لا. 6 .6ينتفع بالذكرى أهل الإيمان ،و ُي ْعرض عنها أهل الكفر والجحود. 94
سورة الغاشية دقق هنا (مك ّية وهي :ست وعشرون آية ) من أهوال القيامة وأحوال أهل النار ﴾ ال َّداهية التي تغشى النَّاس بشدائدها و ُتلبسهم ﴿ ﴾ بمعنى :قد ﴿ أهوالها ،يعني :يوم القيامة ،وقيل :النَّار ،من قوله تعالى ﴾ ﴿ : (سورة إبراهيم :الآية )50 ﴿ ﴾ أي :وجوه الك َّفار ،وإ َّنما خ َّص الوجه؛ لأ َّن ال ُح ْز َن وال ُسو َر إذا استحكما في المرء أ َّثرا في وجهه ﴿ ﴾يو َم إِ ْذ ُغ ِش َيت ﴿ ﴾ ذليل ًة؛ لمِ َا اعترى أصحابها من ال ِخزي والهَوان. ﴾ تعمل في النّار عم ًل تتعب فيه،وهو َج ُّرها السلاسل والأغلال ،وخوضها في ﴿ النّار كما تخوض الإبل في الوحل ،وارتقاؤها دائب ًة في صعو ٍد من نار وهبوطها في ُحدور منها. وقيل :عملت في الدنيا أعمال السوء ،والت ّذت بها وتن ّعمت ،فهي في َن َصب منها في الآخرة. وقيل هم أصحاب ال َّصوامع-الذين كانوا يتعبدون إلى الله تعالى في أماكنهم الخاصة بهم- ومعناه :أ َّنا خشعت لله ،و َع ِملت وتعبت في أعمالها ،من الصوم الدائب والتهجد الواصب . 97
12سورة الغاشية • •من أهوال القيامة و أحوال أهل النار • •نعيم المؤمنين في الجنة • •من مظاهر قدرة الله تعالى • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة ١ سورة مكيّة تناولت موضوعين أساسيين: الأول :القيامة وأهوالها وما يلقاه المؤمن من النعيم. ٣ ٢ وبعد عرض دلائل القدرة والتوحيد ،يأمر ﷲ تعالى والثاني عرض بعض الأدلة رسوله بتذكير المكذبين والبراهين على وحدانية ﷲ ووعظهم لأنه لا يمكنه أن تعالى وقدرته في الكون والخلق يجبرهم على الإيمان. البديع. ٤ فهؤلاء عقابهم عند ﷲ الذي يحاسبهم جزاء كفرهم وتكذيبهم . 96
﴿ ﴾ َأ ُّيا المخا َطب ،أو هذه الوجوه ﴿ ﴾ أي :لغ ًوا ،أو :كلم ًة ذا َت لغو :أو: نف ًسا تلغو ،لا يتك َّلم أهل الجنَّة إلا بالحكمة و َ ْحد الله على ما رزقهم من النَّعيم الدائم . ﴾ أي :عيو ٌن كثير ٌة. ﴿ ﴾ جمع سرير﴿ ﴾ ِم ْن ِرفعة المقدار ،أو المكان؛ ليرى المؤمن بجلوسه عليه جميع ﴿ ما أعطاه ر ُّبه من الملك والنَّعيم ﴾ ﴿.جمع ُكوب ،وهو ال َق َدح ،وقيل :آنية لا ُع ْروة ( )1لها. ﴿ ﴾ بين أيديهم؛ ليتل َّذذوا بالنَّظر إليها ،أو :موضوع ٌة على حا ّفات العيون ُمع َّدة للشرب. ﴿ ﴾ وسائد مفردها َ :ن ْم َرق ﴿ ﴾ بع ُضها إلى جنب بعضَ ،مسان ُد و َمطار ُح، أينما أراد أن يجلس َجلس على واحدة ،واستند إلى الأخرى. ﴿ ﴾ و ُب ُسط ِعرا ٌض فاخر ٌة ،جمعِ :ز ْرب َّية ﴿ ﴾ مبسوطة ،أو :مف َّرقة في المجالس. ﴾ رف ًعا بعيد المدى بلا إمسا ٍك و َع َم ٍد ،و ُنجومها تكثر هذه الكثرة فلا ﴿ تدخل في حساب الخَ ْلق ،فكذلك أكواب الجنَّة. من مظاهر قدرة الله تعالى ول َّما أنزل الله تعالى هذه الآيات في صفة الجنة ،أنكر الكفار ذلك واستبعدوه لكونهم لم يشاهدوا شي ًئا منه في الدنيا! فقال الله تعالى﴾ ﴿: ﴾ طويلة ،ثم تبرك ح َّتى ُت ْركب ،و ُيمل عليها ُ ،ث َّم تقوم ،فكذا ال َّسير ُيطأطئ ﴿ للمؤمن كما تطأطئ الإبل. المعجم 1 .العروة من الدلو والكوز و نحوه هي ال َم ْقبِض تاج العروس مادة عرو 25/39 99
َي ْع ِدل َح َّرها، قد ُأحميت ُمد ًدا طويلة ،فلا َح َّر ﴾ َتمدنخلعي ِننامًراا ٍء ﴾ ﴿ والأفعال راج ٌع قد انتهى ح ُّرها والتأنيث في هذه الصفات ﴿ ﴾ ،وهو َن ْب ٌت يقال إلى الوجوه ،والمراد :أصحابها؛ بدليل قوله تعالى﴿ : له ،ال ِّشب ِرق إذا كان َر ْط ًبا ،فإذا يبس فهو ضري ٌع ،وهو ُس ٌّم قاتل. والعذاب ألوا ٌن ،والمعذبون طبقا ٌت ،فمنهم أكلة ال َّزقوم ،ومنهم أكلة ال ِغ ْسلين ،ومنهم َأكلة ال َّضيع ،ولا تناقض بين هذه الآية وبين قوله تعالى﴾ ﴿ : (سورة الحاقة :الآية )36 ﴾ أي :منفعتا الغذاء ﴿ ﴾ فى محل جر ،لأ َّنه َوص ٌف لـ﴿ ﴾﴿ ، منفيتان عنه ،وهما:إماطة الجوع ،وإفادة ال ِّس َمن فى البدن. نعيم المؤمنين في الجنة ﴾ ثم وصف وجوه المؤمنين ،ولم يقل :ووجوه؛ لأ َّن الكلام الأ َّول قد طال ﴿ ﴾ متنعمة في لين العيش. وانقطع﴿، ﴾ رضيت بعملها وطاعتها ،ل َّما رأت ما أ َّداهم إليه ذلك من الكرامة والثواب. ﴿ ﴾ من علو المكان أو المقدار. ﴿ 98
من الأسرار البلاغية ﴾ ق َّدم الجار والمجرور﴿ ﴾ ليفيد التشديد في -في قوله تعالى ﴿: الوعيد ،وأن رجوعهم ليس لأحد إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام منهم. ﴾ ،لتأكيد الوعيد ،لا لتأكيد -ق َّدم الجار والمجرور في قوله تعالى﴿: الوجوب ،فاﷲ تعالى لا يجب عليه شيء. بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: 1.1أع َّد اﷲ تعالى لأهل الجنة من ألوان النَّعيم ما تسعد به نفوسهم. استفادة 2.2يشفى أهل الكفر يوم القيامة بكفرهم ،ويكونون في ذلة وهوان بسببه. 3.3في الكون آيات عظيمة تدل على قدرة اﷲ وبديع ُصنعه. 4.4ينبغي على المرء أن يتأمل في آيات اﷲ المنظورة ،ويتفكر في الكون من حوله. 5.5ليس على رسول الله إلا تبليغ الرسالة للناس ،أما هدايتهم للحق فلا يملكها إلا اﷲ. 6.6لاب َّد لهذه الحياة من نهاية يحاس ُب اﷲُ فيها عباده على َما ق ّدموه . 101
﴾ َن ْص ًبا ثاب ًتا ،فهي راسخة لا تميل مع طولها ،فكذلك النَّمارق. ﴿ ﴾ َس ْط ًحا بتمهيد وتوطئة ،فهي ك ُّلها بِسا ٌط واح ٌد ينبسط من ﴿ ﴾ إلى هذه المخلوقات الأُفق إلى الأُفق ،فكذا الزراب ُّي ،ويجوز أن يكون المعنى﴿: الشاهدة على قدرة الخالق ،حتى لا ينكروا اقتداره على البعث ،فيسمعوا إنذار الرسول ويؤمنوا به َ ،و َي ْس َت ِع ُّدوا للقائه تعالى. وتخصيص هذه الأربعة بال ِّذكر؛ لأ َّن هذا خطا ٌب للعرب وح ٌث لهم على الاستدلال، والمرء إنََّم َيستدل بما َتك ُثر مشاهدته له ،والعرب تكون في البوادي ،ونظرهم فيها إلى السماء والأرض والجبال ،والإبل أع ُّز أموالهم ،وهم أكثر استعما ًل لها من سائر الحيوانات؛ ولأ َّنا تجمع جميع الحاجات المطلوبة من الحيوان ،وهي النّسل ،وال َّد ُر ،والحم ُل ،والركوب، والأكل ،بخلاف غيرها. ﴾ ليس عليك إلا التبليغ. ﴿ ﴾ فذكرهم بالأدلة ليتفكروا فيها ﴿ ﴾ ﴾ بِ ُم َس َّل ٍط ،كقوله تعالى﴿ : ﴿ (سورة ق الآية )45 ﴾ الاستثناء منقط ٌع. ﴿ أي :لست ب ُم ْس َتو ٍل عليهم ،ولكن من تولَّ منهم ،وكفر بالله ،فإن لله الولاية عليه والقهر، فهو ُي َع ِّذبه العذاب الأكبر ،وهو عذاب جهنَّم . وقيل :هو استثناء متص ٌل من مفعول ﴿ ﴾ أي َ :ف َذ ِّكر ...إلا من انقطع ط َم ُعك من ﴾ ،وما بينهما كلا ٌم معترض . إيمانه و ﴿ ﴾ فاستحق ﴿ ﴾ فنحاسبهم محلى أعمالهم ونجازيهم بها ﴾ رجوعهم ﴿ ﴿ جزاء أمثالهم . 100
13سورة الفجر ٢ • •عذاب الكفار و جزاء بعضهم في الدنيا • •قلة اهتمام الانسان بالآخرة ثم تبين الآيات سنة ﷲ تعالى في • •حال الإنسان يوم القيامة ابتلاء العباد بالخير والشر والغنى • •من الأسرار البلاغية والفقر وطبيعة النفس. • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة ١ سورة مكية تذكر قصص بعض الأمم السابقين من الذين كذبوا رسل ﷲ تعالى كقوم عاد وثمود وقوم فرعون وتبين ما حل بهم من العذاب بسبب طغيانهم. ٣ ثم تنتقل الآيات للحديث عن أهوال القيامة وشدائدها وانقسام الخلائق إلى أشقياء في النار أو سعداء في الجنة. 103
الأسئلة ﴾؟ وما معنى خشوع الوجوه يوم 1 1ما معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد بـ ﴿ القيامة؟ ومن أصحاب هذه الوجوه؟ ﴾؟ وما ﴾؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد بـ ﴿ 2 2ما معنى ﴿ الضريع؟ ولِ َم نفى السمن والإغناء من الجوع؟ ومن أصحاب الوجوه الناعمة؟ ﴾؟ ولمن الضمير في ﴿ ﴾؟ وما المراد بقوله 3 3ما إعراب ﴿ تعالى﴾ ﴿ :؟ وما الفرق بين النمارق والزراب ّي؟ ومصفوفة ومبثوثة؟ ﴾؟ وعلام عطفت الفاء؟ و ما وجه 4 4ما نوع الاستفهام في قوله تعالى ﴿ تخصيص هذه الأشياء الأربعة بالذكر؟ وما الإياب؟ 5 5وضح السر البلاغي فيما يأتي : ( أ) قوله تعالى﴾ ﴿ : ( ب) ﴿ ﴾ 6 6اذكر ما ُيستفاد من السورة الكريمة. 102
﴾ أي : ثم ذكر تعذيب الأمم التي كذبت الرسل فقال﴿ : ألم تعلم يا محمد ِع ْل ًم يوازي اليقين؟ و عا ٌد هم بنو عاد بن عوص بن إِ َرم بن سام بن نوح ،ثم قيل للأولين منهم :عاد الأولى، و ﴿ ﴾ تسمية لهم باسم َجدهم ،وقيل ل َم ْن بعدهم :عا ٌد الأخيرة ،فـ ﴿ ﴾ عطف بيان لـ ﴿ ﴾ ،وقيل :إرم :بلدتهم وأرضهم التي كانوا فيها ،و﴿ ﴾ إذا كانت صفة للقبيلة فالمعنى :أنهم كانوا بدويين أه َل َع َمد ،أو :طوال الأجسام على تشبيهها بالأعمدة، وإن كانت صفة للبلدة فالمعنى :أنها ذات أساطين؟ ﴾أي مث ُل عا ٍد في قوتهم ،وطول قامتهم ،أو لم ُيلق مث ُل مدينة ش ّداد،و ﴿ ﴾ في جميع بلاد الدنيا ش ّداد هذا هو من عاد على ما ُروي ،والأولى أن تحذف ويقال﴿ : ﴾ نحتوا صخر الجبال ،واتخذوا فيها بيو ًتا ،قيل :أول َم ْن نحت ﴿ الجبال والصخور ثمود ﴾ ﴿،بوادي ال ُقرى . ﴾ أي ذي الجنود الكثيرة ،وقيل :كان له أوتاد يعذب الناس بها كما فعل ﴿ بآسية ﴿ ﴾ في محل النَّصب على ال َّذم ،أو ال َّرفع على أ ّنه خبر لمبتدأ محذوف تقديرهُ :هم ﴿ ﴾ ،أو الج ُّر على أ َّنه صفة للمذكورين عاد وثمود وفرعون 105
سورة الفجر دقق هنا (مكية وهي :ثلاثون آية ) عذاب الكفار و جزاء بعضهم في الدنيا ﴾ ﴾ أقسم بالفجر ،وهو وقت الصبح ،كقوله تعالى﴿ : ﴿ (سورة المدثر الآية )34 أو :بصلاة الفجر﴿ . ﴾ عشر ذي الحجة؛ أو :العشر الأُول من ال ُمح َّرم ،أو: الأواخر من رمضان. ﴾ َش ْف ُع ُك ِّل الأشياء ووترها ،أو :شف ُع هذه الليالي و َو ْترها ،أو :شف ُع الصلاة ﴿ و َو ْترها ،أو :يوم النَّحر ،لأ َّنه اليوم العاشر ،ويوم عرفة؛ لأ َّنه التاسع ،أو الخَ ْلق والخالق. وبعد ما أقسم بالليالي المخصوصة أقسم بالليل على العموم فقال تعالى ﴾ ﴿ :وقيل: ﴾ أي فيما أق َسم ُت به من هذه الأشياء ُأريد ليلة القدر ﴿ ﴾ إذا يمضي ﴿ ﴾ عقل؟ ُس ِّمى العقل به؛ لأ َّنه َ ْي ُجر (يمنع) عن ال ُّسقوط ﴿ ﴾ أي ُم ْقس ٌم به ﴿ فيما لا ينبغي ،كما ُس ِّمي عق ًل و ُنْي ًة؛ لأنه يع ِقل وينهى ،يريد :هل تحقق عنده أن ُتع َّظم ﴾ أي :هل هو قس ٌم هذه الأشياء بالإقسام بها؟ أو ﴿ ﴾ إقسامي بها إقسا ٌم ﴿ عظي ٌم يؤ َّكد بمثله المق َسم عليه؟ أو :هل في القسم بهذه الأشياء قسم مقنع لذي عقل ولب؟ والمقسم عليه محذوفه ،تقديره :ليع ّذ ُب َّن يدل عليه قوله تعالى ﴾ ﴿ :إلى قوله تعالى : ﴿ ﴾. 104
﴾ ذا ل ٍمّ ،وهو الجمع بين الحلال والحرام ،وكانوا ﴾ أي :الميراث ﴿ ﴿ لا ُي ِّورثون النساء ولا الصبيان ،ويأكلون ميراثهم مع ميراثهم﴾ ﴿ . أى :كثي ًرا شدي ًدا مع الحرص ومنع الحقوق. حال الإنسان يوم القيامة ﴿ ﴾ ردع لهم عن ذلك وانكار لفعلهم ،ثم أتى بالوعيد وذكر تح ُّسهم على ما فرطوا ﴾ دكا بعد دك، ﴾ إذا زلزلت ﴿ فيه حين لا تنفع الحسرة ،فقال ﴿ : أي :ك َّرر عليها ال َّدك حتى عادت هباء ُمنب ًثا. ﴿ ﴾ تمثيل لظهور آيات اقتداره ،وتبيين آثار قهره وسلطانه ،فإ َّن واح ًدا من الملوك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبه ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصه ،وعن ﴾أي :ينزل ملائكة كل سماء فيصط ُّفون ص ًّفا ابن عباس :جاء أمره وقضاؤه﴿. بعد صف. ﴾ ُيؤتى بجهنَّم يومئذ لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك ﴿ ﴾ ومن أين له منفعة الذكرى ﴾أي:يتعظ﴿ يج ُّرونها﴿ ﴿ ﴾ يريد الآخرة ،أي :يليتني قدمت الأعمال الصالحة في الحياة الفانية ﴾ أي :لا يتولى عذاب اﷲ لأهل النار احد؛ لأ ّن لحياتي الباقية ﴿ الأمر اﷲ وحده فى ذلك اليوم. 107
﴾بالكفروالقتلوالظلم﴿ ﴾تجاوزواالح َّد﴿ ﴿ ﴾ وهو المكان الذي ُينْتظر فيه ﴾ أي ُ :ع ِّذبوا عذا ًبا مؤل ًما دائ ًم ﴿ ال َّر ْصد ،وهذا مث ٌل لإرصاده العباد ،وأ َّنم لا يفوتونه ،وأ َّنه عالمٌ بما َيصد ُر منهم ،فيجازيهم عليه إ ْن خي ًرا فخي ٌر ،وإ ْن ش ًّرا فش ٌّر. قلة اهتمام الإنسان بالآخرة ﴿ ﴾ أي :الواجب على َم ْن َر ُّبه بالمرصاد ﴾أي ض َّيق عليه ﴿ أن يسعى للعاقبة ،ولا ته ُّمه العاجلة ،وهو قد عكس فإ َّنه إذا امتحنه ربه بالنعمة والسعة ليشكر قال ﴾ ﴿ :أي:ف َّضلنى بما أعطاني ،فيرى الإكرام فى كثرة الحظ من الدنيا، واذا امتحنه بالفقر فض َّيق عليه رزقه ليصبر قال ﴾ ﴿ :فيرى الإهانة فى قلة الحظ من الدنيا ،لأ َّنه لا ته ُّمه إلا العاجلة. فر َّد عليه زعمه بقوله ﴾ ﴿:أي :ليس الإكرام والإهانة فى كثرة المال وقلته ،بل الإكرام فى توفيق الطاعة ،والإهانة في الخذلان. ﴾ أي:بل هناك شر من هذا القول، ﴿ وهو أ َّن الله يكرمهم بالغنى ،فلا ُيؤ ُّدون ما يلزمهم فيه من إكرام اليتيم بالمب َّرة َو َح ِّض أهله على طعام المسكين. 106
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: 1.1حتمية عذاب الكفار ،فقد أقسم اﷲ تعالى بالفجر ،وبالليالي استفادة العشر من ذي الحجة ،وبالشفع والوتر على أ َّنه ل ُيع ِّذب َّن الكفار. 2.2الكرامة عند اﷲ والهوان ليس بكثرة الحظ في الدنيا وقلته، وإ َّنما الكرامة عنده أن يكرم اﷲُ العبد بطاعته وتوفيقه ،المؤدي إلى حظ الآخرة ،وإن و ّسع عليه في الدنيا حمده وشكره . 3.3ذ ُّم إهانة اليتيم ومنعه من الميراث ،وأكل ماله ،وعدم الحض على إطعام المسكين ،ومحبة المال ح ًّبا كثي ًرا . 4.4يتعظ الكافر يوم القيامة ويتوب ،ولكن من أين له الانتفاع بالاتعاظ وقد فرط فيها في الدنيا. 5.5السطان المطلق في الحساب والجزاء ﷲ وحده ،ولا يخرج أحد عن قبضة اﷲ وسلطانه. 6.6النفس المطمئنة بالإيمان والعمل الصالح ُيقال لها :ارجعي إلى رضوان ر ّبك وجنته ،راضية بما أعطاك ا َﷲُ من النعم، مرضية عند ا َﷲِ بما قدمت من عمل. 109
﴾ أي :لا ُيع ِّذب أح ٌد أح ًدا كعذاب اﷲ، ﴿ ﴾ بالسلاسل والأغلال ﴿ ولا يوثق أحد أحدا كوثاق ال َّله ،والضمير يرجع إلى الإنسان الموصوف وهو الكافر ،ثم ﴾ إكرا ًما له ،أو يقوله على لسان ملك يقول اﷲ تعالى للمومن﴿ : ﴾ الآمنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن وهى النفس المؤمنة ،أو المطمئنة ﴿ الى الحق ،وإنما ُيقال لها ذلك عند ذلك عند الموت أو عند البعث أو عند دخول ﴾ موعد ﴿ ﴾ أو ثواب ربك ﴿ ﴾ من اﷲ بما ُأعطيت ﴿ ﴾ الجنة ﴿ ﴾ معهم. ﴾ في جملة عبادي الصالحين﴿ عند اﷲ بما عملت ﴿ من الأسرار البلاغية: -التنكير في قوله تعالى ، ﴾ ﴿ :لبيان زيادة فضيلتها . ﴾ أسند ال َّسرى -بمعنى السير -إلى الليل مجا ًزا؛ لأ َّن -في قوله تعالى ﴿ : الليل لا َي ْس ِرى ،وإ َّنما ُيسرى فيه ،كما يقال :لي ٌل نائم ،أي ُ :ينام فيه . ﴾ لل َّتقرير . -الاستفهام في قوله تعالى﴿ : ﴾ مجا ٌز عن إيقاع العذاب بهم على أبلغ -في قوله تعالى ﴿ : وجه؛ إذ ال َّص ُّب ُيشعر بال َّدوام ،وال َّسو ُط بزيادة الإيلام . 108
14سورة البلد tetuer • •ابتلاء الإنسان بالتعب واغتراره بقوته وماله nibh • •طريق النجاة في الآخرة magna • •من الأسرار البلاغية 111 • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة سورة مكية ابتدأت بالقسم بالبلد الحرام بلد الرسول وفيه لفتة لأن الكفار آذوا ١ الحرام الذي يجب أن يكون آمنا . ثم تتحدث الآيات عن اغترار كفار قريش بقوتهم ٢ تسلطوا وعاندوا وكذبوا بغير وجه حق عند ﷲ تعالى . ثم تناولت السورة كما هي الحال في كل سور ٍة ٣ هذا الجزء الأخير أهوال يوم القيامة والمصاعب التي يواجهها الإنسان والتي لا يم ّكنه من تجاوزها إلا عمله الصالح. 4. Lorem Ipsum Lorem ipsum dolor sit amet, consectetuer adipiscing elit, sed diam nonummy nibh euismod tincidunt ut laoreet dolore
الأسئلة 1 1ما المراد بالفجر؟ وما المراد من الليالي؟ ولم ُن ِّكرت؟ وما المراد بالشفع والوتر؟ 2 2ما معنى ﴿ ﴾؟ وما هو ال ِح ْجر؟ وما جواب القسم؟ وما المراد من الرؤية في قوله تعالى ﴾ ﴿ :؟وما نوع الاستفهام فيه؟ . ﴾ ؟ وما المراد بالوادي والأوتاد؟ وما معنى السوط؟ 3 3ما معنى ﴿ 4 4ما المرصاد؟ وما المراد بدك الأرض؟ وما المراد بالحياة في قوله تعالى : ﴾؟ ومتى يقال لها ذلك؟ ﴿ ﴾ ؟ وما المراد بالنفس؟ وما معنى ﴿ 5 5وضح السر البلاغي فيما يأتي: -قوله تعالى﴾ ﴿ : -قوله تعالى ﴾ ﴿ : 6 6اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة. 110
﴾ أي :كثي ًرا جمع ل ْبدة ،وهو ما تل ّبد أي :كثر واجتمع ،يريدَ :ك ْثرة وأنه ﴿ ﴾ حين كان ينفق ما أنفقه فيما كان أهل الجاهليةيسمونها مكارم ومعالي ﴿ ما ينفق ريا ًء وافتخا ًرا ،يعني :أ َّن اﷲ تعالى كان يراه ،وكان عليه رقي ًبا . طريق النجاة في الآخرة ﴾يبصربهماالمرئيات﴿ ﴾يع ِّبربهع َّمافىقلبه ثمذكرنعمهعليه،فقالتعالى﴿: ﴿ ﴾يستربهمافمه،ويستعينبهماعلىالنطقوالأكلوالشربوالنفخ ﴿ ﴾ طريقيالخيروالشرالمؤديينإلىالجنةوالنار. ﴿ ﴾ يعني :فلم يشكر تلك النعم بالأعمال الصالحة من فك الرقاب، أو إطعام اليتامى والمساكين ،ثم بالإيمان الذي هو أصل كل طاعة ،وأساس كل خير بل َج َح َد النعم و َك َف َر بالمن ِعم ،والمعنى :أ َّن الإنفاق على هذا الوجه َم ْر ِض ٌّي نافع عند اﷲ ، لا أن ُيهلك ماله لب ًدا في الرياء. 113
سورة البلد دقق هنا (مك ّية وهي :عشرون آية ) ابتلاء الإنسان بالتعب واغتراره بقوته وماله ﴾ أقسم سبحانه بالبلد الحرام وبما بعده على أ َّن الإنسان ُخلق ﴿ مغمو ًرا في شدة وعناء من مكابدة الدنيا؛ واعترض بين القسم وال ُمق َسم عليه بقوله تعالى : ﴿ ﴾ أي: ﴾يعني :مكة في المستقبل ،تصنع فيه ما تريده من وأنت أيها الرسول ﷺ ﴿ القتل والأسر ؟! الرسول ﷺ عفا حتى عن هند قاتله عمه حمزة والآية تشير إلى المكانة العالية للنبي ﷺ و أن مكانته أعظم حتى من البلد الحرام لأنها مع كونها كذلك أحلها اﷲ له ،إلا أنه ﷺ ما كان سفاك دماء بل كان صاحب عفو و خلق كريم ،وذلك أ َّن اﷲ تعالى فتح عليه مكة وأح ّلها له وما ُفتحت على أحد قبله؛ ولا ُأحلت له ،فأح ّل ما شاء وح ّرم ما شاء ،قتل ابن خطل ،وهو متعلق بأستار الكعبة ،ومقيس بن صبابة ،وغيرهما ،وحرم دار أبي سفيان . ﴾ هما آدم وولده ،أو كل والد وولده ،أو إبراهيم وولده ﴾ ﴿ ،بمعنى ﴿ ﴾ جواب القسم ﴿ ﴾ ،مشقة يكابد مصائب الدنيا َم ْن ،أو بمعنى الذي ﴿ ﴾ لبعض صناديد قريش وشدائد الآخرة ،والضمير في قوله﴿ : الذي كان رسول اﷲ ﷺ يكابد منهم ما يكابد ،والمعنى :أيظ ُّن هذا هؤلاء الصناديد الأقوياء في قومه المستضفين للمؤمنين أن لن تقوم قيامتهم ،ولن يقدر على الانتقام منهم؟ ثم ذكر ما يقوله في ذلك اليوم، 112
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: 1.1القسم بالبلد الحرام -مكة ،-وبالوالد والمولود-كآدم وذريته، وكل أب وولده ،-على أ َّن الإنسان ُخلق مغمو ًرا فى شدة وعناء من مكابدة الدنيا. 2.2توبيخ الإنسان على بعض الأفكار والأعمال ،كظنه ألا قدرة استفادة لأحد عليه ،وإنفاقه المال الكثير مراءاة ،وجهله بأ َّن الله عالم به مطلع على جميع أقواله وأفعاله. 3.3تذكير الإنسان بنعم الل ِه عليه ِم ْن البصر والنطق والجمال والعقل والفكر المم ِّيز بين الحق والباطل ،وبيان طريقي الخير والشر .وهذه النعم تقتضي الشكر عليها. 4.4النجاة في الآخرة بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالصبر والتراحم. الأسئلة 1 1ما المراد بالبلد؟ و َم ْن المخاطب في قوله تعالى ﴾ ﴿ :؟ و َم ْن المراد بالوالد وما ولد؟ وما جواب القسم؟ 2 2من المراد بالإنسان؟ وما معنى الكبد؟ ولِ َم ْن الضمير في ﴿ ﴾ ؟ 3 3ما معنى ﴿ ﴾ ؟ وما المراد بالنجدين؟ وما ﴿ ﴾ ؟ 4 4بم يكون فك الرقبة؟ وما المراد من ﴿ ﴾ ؟ وما معنى ﴿ ﴾ ؟ 5 5وضح السر البلاغي فيما يأتي: ( أ) قوله تعالى ﴾ ﴿ : (ب) قوله تعالى ﴾ ﴿ : 6 6اذكر ما ُيستفاد من السورة الكريمة. 115
والفخار وق ّلما تستعمل (لا) مع الماضي إلا مكررة ،وا َّنما لم ُتك َّرر في الكلام الأفصح؛ لأ َّنه ل َّما ف َّس اقتحام العقبة بثلاثة أشياء صار كأ َّنه أعاد (لا) ثلاث مرات وتقديره :فلا فك رقبة، ولا أطعم مسكينًا ،ولا آمن ،والاقتحام :الدخول والمجاوزة بشدة ومشقة ،وال ُق ْح َمة :الشدة. ﴾ ما اقتحامها ،ومعناه :أنك لم تدرك صعوبتها على النفس، والمراد بقوله تعالى﴿: وحقيقة ثوابها عند الله ،وف ّك الرقبة :تخليصها من الرق والإعانة في مال الكتابة ،والمسغبة: المجاعة ِ ،م ْن سغب إذا جاع ،والمتربة :الفقرِ ،م ْن َت ِرب إذا افتقر،ومعناه :التصق بالتراب، فيكون مأواه المزابل . ﴾ عن المعاصي ،وعلى الطاعات ،والمحن التي ُيبتلى بها ﴿ ﴾ أي :الموصوفون بهذه ﴾ بالتراحم فيما بينهم ﴿ المؤمن ﴿ ﴾ أصحب ﴾بالقرآن أو بدلائلنا﴿ الصفاتمن أصحاب الميمنة﴿ ﴾ أي:مطبقة من أوصدقاتالباب وآصدته إذاأطبقتهوأغلقته،والله أعلم. الشمال ﴿ من الأسرار البلاغية ﴾ استفهام انكارى للتوبيخ. -في قوله تعالى﴿: -في قوله تعالى ﴾ ﴿ :استعارة تبعية لهذا العمل الشاق على النفس من حيث هو بذل مال تشبي ٌه بعقبة الجبل :وهو ما صعب منه ،أي أن العقبة :الطريق الوعر فى الجبل ،استعير للأعمال الصالحة ذات المشقة. ﴾ استعارة ،استعار النجدين لطريقي الخير -في قوله تعالى﴿ : والشر أو السعادة والشقاوة ،وأصل النَّ ْجد :الطريق المرتفع. 114
سورة الشمس دقق هنا (مك ّية وهى :خمسة عشرة آية) جزاء إصلاح النفس و إهمالها ﴾ أي :تبعها في الضياء والنور ﴾ أي :وضوئها إذا أشرقت ﴿ ﴿ ﴾ أي :ج ّلى الشمس وأظهرها للرائين ،وذلك عند انتشار النهار وانبساطه؛ لأ َّن ﴿ الشمس تنجلي في ذلك الوقت تمام الانجلاء . ﴾ أي :يستر الشمس فتظلم الآفاق ،والواو الأولى للقسم بالاتفاق ،وكذا الثانية ﴿ عند البعض ،وعند الخليل الثانية للعطف؛ لأ َّن إدخال القسم على القسم قبل مجيء الجواب لا يجوز ،واحت َّج َم ْن قال إ َّنها للقسم بأ َّن كونها للعطف يحتاج إلى تأويل . و﴿ ﴾ وما دخلت عليه في قوله ﴾ ﴿:في تأويل مصدر عند البعض ،أي :وبنائها ،و َط ْح ِوها أي َ :ب ْسطِها-وتسوية خلقها في أحسن صورة، ويجوز أن تكون موصولة بمعنى الذي ،وإ َّنما ُأوثرت (ما)على( َم ْن)؛لإرادة معنى الوصفية ،كأ َّنه قيل ﴾ ﴿ :والقادر العظيم الذي بناها ﴾ ﴿ ،والحكيم الباهر الحكمة الذي سواها، وإ َّنما ُن ِّكرت ﴿ ﴾؛ للتكثير،كما في قولهتعالى﴾ ﴿: (سورة الإنفطار :الآية)5 : 117
15سورة الشمس • •جزاء إصلاح النفس و إهمالها • •العظة بقصة ثمود • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة ٤ ٣ ١ ٢ وختمت السورة ثم تنتقل الآيات بالتأكيد على ما هو لعرض قصة ثمود وقد تناولت آياتها سورة مكية ابتدأت واضح في سياق كل الذين طغوا وعقروا موضوع النفس بالقسم بسبعة أشياء الناقة فاستحقوا سورة هذا الجزء الهلاك والعذاب البشرية وما جبلت من مخلوقات ﷲ الثلاثين من أن الآخرة عليه من الخير والشر تعالى في كونه وهذا من ﷲ تعالى. وأهمية تزكية هذه القسم العظيم كله لله تعالى وأنه لا النفس لترقى بصاحبها على فلاح الإنسان إذا يُسأل عما يفعل اتقى ربه وهلاكه إذا من عقاب الكافرين إلى جنات النعيم وثواب المؤمنين .فله وبيان عقوبة من لم عصاه. الأمر وله الحكم يز ِك نفسه. سبحانه. 116
من الأسرار البلاغية: ﴾ طباق . ﴾و ﴿ -بين ﴿ ﴾ ،وكذا بين -بين قوله تعالى﴿ : ﴾ مقابلة. ﴿ -الإضافة في قوله تعالى ﴾ ﴿ :للتكريم والتشريف. ﴾ مجاز مرسل علاقته الكلية ،حيث َأسند ال َع ْق َر إلى -في قوله تعالى﴿: الكل وأراد الجز. ﴾ تهويل ،فالتعبير بالدمدمة يدل على -في قوله ﴿ : هول العذاب. بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: 1.1القسم بهذه المخلوقات لما فيها من عجائب الصنعة الدالة على الخالق. 2.2قد أفلح وفاز َم ْن زكى نفسه بالطاعة ،وخسرت نفس أهملها استفادة صاحبها وتركها تنغمس في المعصية. 3.3أهلك اﷲ ثمود هلاك استئصال بسبب تكذيبهم رسولهم. 119
﴾فأعلمها طاعتها ومعصيتها أي :أفهمها أ َّن أحدهما حسن ،والآخر ﴿ قبيح﴿ ﴾جواب القسم ،والتقدير :لقد أفلح ،قال ال َّز َّجاج :صار طول الكلام ِع َو ًضا عن اللام ،والأظهر َأ َّن الجواب محذوف ،وتقديره :ل ُيدم ِدم َّنالله عليهم أي :علىأهل مكة،لتكذيبهم رسول الله كما دمدم على ثمود؛ لأ َّنهم كذبوا صال ًحا ،وأ َّما ﴿ ﴾ فكلام تابع لقوله : ﴾،علىسبيل الاستطراد وليس من جواب القسم في شيء. ﴿ ﴾ أي :أغواها ﴿ ﴾ أي :ط ّهرها الله وأصلحها وجعلها زاكية ﴿ الله ،قال عكرمة :أفلحت نفس ز ّكاها الله ،وخابت نفس أغواها الله ،ويجوز أن يكون التطهير والتدسية فِ ْع َل العبد. العظة بقصة ثمود ﴾أي :بطغيانها؛ إذ الحامل لهم على التكذيب طغيانهم﴿ ﴾ حين ﴿ ﴾صالح ُ ﴾ ﴿ .نصب قام بِ َع ْقر الناقة ﴿ ﴾ أشقى ثمود ﴿ على التحذير؛ أي :احذروا َع ْقرها ﴿ ﴾ كقولك :الأس َد الأس َد ﴿ ﴾ فيما ﴾ أي :الناقةُ ،أسند الفعل إليهم ،وان كان ح َّذرهم منه من نزول العذاب إن فعلوا ﴿ ﴾ أهلكهم هلاك استئصال ﴿ ﴾ بسبب العاقر واح ًدا ،لرضاهم به﴿. ذنبهم ،وهو تكذيبهم الرسول وعقرهم الناقة ﴿ ﴾ فس َّوى ال َّدمدمة عليهم لم يفلت منها ﴾ولا يخاف الله عاقبة هذه الفعلة أي :فعل ذلك غير صغيرهم ولا كبيرهم ﴿ خائف أن تلحقه تبعة من أحد كما يخاف َم ْن ُيعاقب من الملوك. 118
16سورة الليل • •اختلاف َمس َعى الناس • •قد أعذر من أنذر • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة ٤ ٣ ٢ ١ ختمت السورة قد أقسم ﷲ تعالى ابتدأت السورة سورة مكيّة بنموذج للمؤمن على أن سعي بالقسم كما في الكثير وتتمحور آياتها الصالح الذي ينفق منسورهذاالجزء . عن سعي الإنسان أمواله في سبيل ﷲ الإنسان في هذه وعمله وعن نضاله وابتغاء مرضاته وب ّي الحياة مختلف في هذه الحياة ثم نهايته إلى النعيم جزاءه . ومتباين. أو إلى الجحيم. 121
الأسئلة 1 1ما المراد بضحاها؟ وما معنى ﴿ ﴾ ؟ وما مرجع الضمير المنصوب في ج َّلها؟ وما معنى يغشاها؟ ﴾ للقسم أو للعطف؟ وهل 2 2هل الواو الثانية في قوله تعالى ﴿ : ﴾ مصدرية أم موصولة؟ . ﴿ ﴾ في قوله تعالى﴿ : ﴾؟ وما موقع جملة ﴿ ﴾ 3 3ما وجه تنكير ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿ من الإعراب؟ ولمن ضمير الفاعل والمفعول في﴿ ﴾ و﴿ ﴾؟ ﴾؟ وما معنى الباء فيه؟ ومن المراد برسول اﷲ؟ وما معنى 4 4ما المراد ﴿ ﴾ ،وما ذنبهم؟ وما معنى﴿ ﴾؟ الباء في ﴿ 5 5وضح السر البلاغي فيما يأتي : ( أ ) قوله تعالى ﴾ ﴿ : (ب ) قوله تعالى ﴾ ﴿ : (ج) قوله تعالى ﴾ ﴿ : 6 6اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة. 120
﴾ أي :لم ينفعه ماله إذا هلك ،وتر ّدى :تف ّعل ِم ْن الردى وهو الهلاك، ﴿ أو تر ّدى في القبر أوفى قعر جهنم ،أي :سقط. قد أعذر َم ْن أنذر ﴾ إ ّن علينا الإرشاد الى الحق بإظهار الدلائل وبيان الشرائع ﴿ ﴾ فلا يضرنا ضلال َم ْن ضل ،ولا ينفعنا اهتداء َم ْن اهتدى ،أو أ َّن الآخرة ﴿ والأولى لناَ ،ف َم ْن طلبهما من غيرنا ،فقد أخطأ الطريق ﴿ ﴾ َخ ّوفتكم ﴿ ﴾ تتل ّهب ﴾ إلا الكافر الذي كذب ﴾لا يدخلها للخلود فيها﴿ . ﴿ ﴾ ﴾ وسيبعد منها ﴿ ﴾ المؤمن ﴿ الرسل وأعرض عن الإيمان ﴿ للفقراء ﴿ ﴾ من الزكاة أي :يطلب أن يكون عند اﷲ زاك ًيا ،لا يريد بعمله رياء ولا سمعة. قال ابو عبيدة :الاشقى بمعنى الشقي وهو الكافر ،والأتقى بمعنى التقي وهو المؤمن ،وقيل :الآية واردة فى الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين ،وقيل :هما ﴾ أي :وما لأحد عند اﷲ أبو جهل وأبو بكر ﴿. نعمة ُيجازيه بها إلا ان يفعل فع ًل يبتغى به وجهه فيجازيه عليه ﴿ ﴾ هو الرفع بسلطانه، المنيع في شأنه وبرهانه ،ولم ُيرد به العلو من حيث المكان. ﴾ وع ٌد بالثواب الذي يرضيه ،و ُيق ّر عينه ،وهو كقوله تعالى لنبيه ﴿ ﴿ ﴾. (سورة الضحی :الآية)5 : 123
سورة الليل دقق هنا (مك ّية وهي :إحدى وعشرون آية) اختلاف َمس َعى الناس ﴾ أي :ظهر بزوال ظلمة الليل . ﴾ أي :يغ ِّطي ك َّل شئ بظلامه﴿ ﴿ ﴾ أي :والقادر العظيم القدرة الذى قدر على خلق الذكر والأنثى من ماء ﴿ ﴾ أي :إ َّن عملكم لمختلف . واحد ،وجواب القسم ﴿ : ﴾ أي :بالملة، ﴾ حقوق ماله ﴿ ﴾ ر َّبه فاجتنب محارمه ﴿ ﴿ الحسنى ،وهي ملة الإسلام ،أو بالمثوبة الحسنى ،وهى الجنة ،او بالكلمة الحسنى وهي لا إله ﴾ فسنهيئه لل ِخ ْصلة اليسرى ،وهي العمل بما يرضاه ربه. إلا الله ﴿ ﴾ بماله ﴿ ﴾ عن ربه ،فلم يتقه ،أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة. ﴿ ﴾ فسنهيئه للخصلة المؤدية الى النار، ﴾ بالإسلام أو الجنة ﴿ ﴿ فتكون الطاعة أعسر شيء عليه وأشد ،وس َّمى طريقة الخير باليسرى؛ لأ َّن عاقبتها اليسرى، وطريقة الشر بالعسرى ؛ لأ ّن عاقبتها العسر ،أو أراد بهما طريقي الجنة والنار. 122
الأسئلة ﴾؟ ولم ُحذف؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد 1 1ما تقدير مفعول ﴿ بـ﴿ ﴾؟ 2 2ما وجه التعبير بـ ﴿ ﴾ دون َم ْن؟ وما جواب القسم؟ وما معنى شتات السعي؟ ﴾ وما المراد بـ﴿ ﴾ ،و﴿ ﴾ ،و﴿ ﴾ وما 3 3ما مفعول﴿ المراد بالتردي؟ وما معنى تلظى؟ 4 4وضح السر البلاغي فما يأتي: ( أ) قوله تعالى: (ب ) حذف المفعول في قوله تعالى﴾ ﴿ : 5 5اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة. 125
من الأسرار البلاغية: ﴾ طباق، -بين ﴿ ﴾ ﴾ ﴿ ،و ﴿ و ﴾ و﴿ وهو من المحسنات البديعية التي تبرز المعنى وتوضحه. ﴾ مقابلة ،وهي من المح ِّسنات -بين قوله تعالى﴿ : البديعية إلتي تبرز المعنى وتوضحه. ﴾؛ لإفادة التعميم. -حذف المفعول في قوله تعالى﴿ : بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: 1 .1القسم بالليل حينما يغ ّطي ك َّل شيء بظلامه ،وبالنهار إذا انكشف ووضح وظهر ،وبالذي خلق الذكر والأنثى على أ َّن عمل الناس مختلف في الجزاء ،فبعضهم مؤمن و َب ٌّر ،وكافر وفاجر ،ومطيع وعاص. َ 2 .2م ْن بذل ماله في سبيل اﷲ ،وأعطى حق اﷲ عليه ،واتقى استفادة المحارم والمنكرات ،فا ُﷲ يهيئ له الطريق اليسرى السهلة للوصول إلى غايته ،ويرشده لأسباب الخير والصلاح ،حتى يسهل عليه فعلها. َ 3 .3م ْن بخل بما عنده ،فلم يبذل خي ًرا ،فاﷲ يسهل طريقه للشر، ويع ّسر عليه أسباب الخير والصلاح ،حتى يصعب عليه فعلها. 124
سورة الضحى دقق هنا (مكية وهي :إحدى عشرة آية) من نعم اﷲ تعالى على نبيه ﷺ ﴿ ﴾المرادبه:وقتالضحى،وهوأولالنهارحينترتفعالشمس،أوالمرادبالضحىالنهار ﴾ سكن ،والمراد سكون الناس والأصوات كله؛ لمقابلته بالليل في قولهتعالى﴿: ﴾ أي :ما تركك منذ اختارك ،وما أبغضك منذ أحبك، فيه ،وجواب القسم﴿: والتوديع مبالغة في الوداع ؛ لأن َم ْن و َّدع َك مفارق ًا ،فقد بالغ في تركك .روي أ َّن الوحي تأخر عن رسول اﷲ أيا ًما ،فقال المشركون:إ َّن محم ًدا و َّدعه ربه وقلاه ،فنزلت 1و َح ْذف الضمير من ﴿ ﴾ وتقديره :وما قلاك ،ونحوه ﴾ ﴿،﴾ ﴿،﴾ ﴿:وتقديره( :فآواك)و(فهداك) و(فأغناك)،وهو اختصار لفظي؛ لظهور المحذوف. ﴾أي :ما أع َّد اﷲ لك في الآخرة من المقام المحمود ،والحوض ﴿ ﴾ فيالآخرة من المورود ،والخير الموعود خي ٌر م َّما أعجبك في الدنيا﴿. الثواب ومقام الشفاعة وغير ذلك ﴿ ﴾ ،ثم ع َّدد عليه نعمه من أول حاله؛ ليقيس المنت َظرمن فضل اﷲ على ما سبق منه؛ لئلا يتوقع إلا الحسنى وزيادة الخير ولا يضيق صدره ولا يقل صبره، ( )1أخرجه البخاري ومسلم . 127
17سورة الضحى • •من نعم اﷲ تعالى على نبيه ﷺ • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة تتناول شخصية الرسول وما أنعم ﷲ تعالى عليه من النعم في ١ الدنيا والآخرة . إذا سجى وهما وقتان في منتهى الرقّة على النفس البشرية وقت ٢ الضحى وهو أول ابتداء النهار ووقت الليل إذا سجى أي أول وقت الليل وهو الوقت اللطيف من الليل وليس وقتًا مظل ًم موح ًشا. فهذان القسمان مناسبان تماماً لطبيعة السورة الرقيقة والملي بالمحبة ٣ للرسول والسورة كلها فيها من جمال اللفظ وروعة البيان ورقيق المعاني ما يدل على محبة ﷲ تعالى للرسول ولطفه وعنايته به. 126
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: 1 .القسم بالضحى -أي بالنهار -وبالليل إذا سكن ،على أ َّن الله ما ترك نبيه وما أبغضه منذ أحبه. 2 .تبشير الله نبيه ببشارتين عظيمتين: استفادة الأولى َ :ج ْعل أحواله الآتية خي ًرا له من الماضية . والثانية :سيعطيه غاية ما يتمناه ويرتضيه في الدنيا بالنصر والتفوق وغلبة دينه على الأديان كلها ،وفي الآخرة بالثواب والحوض والشفاعة. 3 .تعديد نعم الله ومننه على نبيه ،وذكر منها في السورة :الإيواء بعد ال ُي ْتم ،والهدى بعد عدم العلم ،والإغناء بعد الفقر. 4 .أمر الله نبيه بأن يتعامل مع الخلق مثل معاملة اللهِ له. الأسئلة 1ما المراد بالضحى؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما وجه إسناد هذا الوصف لليل؟ وما جواب القسم؟ ﴾؟ وما سبب نزول هذه الآية؟ 2ما معنى ﴿ 3ما المراد من ﴿ ﴾؟ وما مفعولاه؟ وما معنى﴿ ﴾؟ وما مفعوله؟ ولم ُحذف؟ ﴾ ؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد بالسائل؟ 4ما المراد بقوله تعالى﴿ : 5وضح السر البلاغي فيما يأتي: (أ) -قوله تعالى ﴾ ﴿ : (ب) -بين قوله تعالى ﴿ : ﴾وبينقوله تعالى﴾ ﴿: 6اذكر ما ُيستفاد من السورة . 129
فقال تعالى ﴾ ﴿ ﴾ ﴿:وجد هنا بمعنى علم ،والكاف ،ويتي ًما منصوبان على أ َّنهما مفعولاه ،والمعنى :ألم تكن يتي ًما حين مات أبواك ﴿ ﴾ أي :فآواك إلى عمك ﴾ أي :غير عالم ولا واقف أبي طالب وضمك إليه حتى كفلك ور َّباك ﴿ على معالم النبوة وأحكام الشريعة ﴿ ﴾ فع َّرفك الشرائع والقرآن ،وقيل :ض َّل في طريق الشام حين خرج به أبو طالب فر َّده إلى القافلة ،ولا يجوز أن ُيفهم به عدول عن حق ووقوع في غ ّي ،فقد كان من أول حاله إلى نزول الوحي عليه معصو ًما من ﴾ فقي ًرا ﴿ ﴾ فأغناك عبادة الأوثان ،وقاذورات أهل الفسق والعصيان﴿ . ﴾ فلا تظلمه لضعفه، بمال خديجة ،أو بما أفاء عليك من الغنائم ﴿ ﴾ فلا تزجره ،بل أجبه أو ُر َّد عليه ر ًّدا بل أحسن إليه ،وتلطف به﴿ . ﴾ أي :ح ِّدث بجميع نعم ربك عليك وخاصة نعمة جمي ًل﴿ . النبوة والقرآن ،واﷲ أعلم. من الأسرار البلاغية -قوله تعالى ﴾ ﴿ :و ﴿ ﴾ بينهما طباق؛ أي :بين الآخرة والدنيا. ﴾ -بين قوله تعالى﴿: ﴾. مقابلة و بين قوله تعالى﴿ : 128
سورة الشرح دقق هنا (مك ّية وهي :ثمان آيات) من نعم الله تعالى على نبيه ﷺ ﴾ أي :ف ّس ْحنا ُه بما أودعنا فه من الحكمة والإيمان والنبوة ،وأزلنا عنه ﴿ ﴾ أي : ضيق الجهل حتى َو ِسع هموم النبوة ،ودعوة الجن والإنس﴿ . ﴾أي :أثقلهحتى وخ َّففنا عنك أعباء النبوة والقيام بأمرها ،وال ِو ْزر :ال ِح ْمل الثقيل﴿. ﴾ رفع اﷲ ذكره؛ حيثقرن اسمه ﷺ باسمه تعالى ُس ِمع له نقيض ،أي صوت﴿ . فى كلمة الشهادة ،والأذان ،والإقامة ،والخطب ،والتشهد ،وفي تسميته رسول اﷲ ،ونبي اﷲ ﷺ ﴾ أي :إ َّن مع الشدة التي أنت فيها من مقاساة بلاء المشركين ﴿ يس ًرا بنصري إياك عليهم حتى تغلبهم. ﴾ أي :فلا تيأس من فضل اﷲ ،فإ َّن مع العسر الذي أنتم فيه يس ًرا ،وجيء ثم قال ﴿: بلفظ ﴿ ﴾ للإشعار بمقاربة اليسر العس ُر؛كأ َّنه جاء معه؛ زيادةفى التسلية ،ولتقوية القلوب ،وإ َّنما جاء فى الأثر(( :لن يغلب عسريسرين))؛ لأ َّن العسر ُأعيد ُمع َّر ًفا فكان واح ًدا ؟ لأ َّن المعرفة إذا ُأعيدتمعرفة كانت الثانية عين الأولى ،واليسر ُأعيد نكرة ،والنكرة إذا ُأعيدت نكرة كانت الثانية غير الأولى ،فصار المعنى :إ َّن مع العسريسرين . ﴾ أي :فإذا فرغت من أداء الرسالة ،ودعوة الخلق فاجتهد في العبادة . ﴿ ﴾ أي :واجعل رغبتك إلى اﷲ وحده ،وتضرع إليه ،ولا تطلب ثواب عملك إلا ﴿ منه ،وعلى اﷲ فليتوكل المؤمنون. 131
18سورة الشرح • •من نعم الله تعالى على نبيه ﷺ • • من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة سورة مكيّة وكما سورة الضحى تتحدث عن مكانة الرسول ومقامه الرفيع عند رب العالمين وعدد ﷲ تعالى على الرسول وذلك بشرح صدره لتطييب1 . واختتمت الآيات بأجمل المعاني وهي 2 السورة عن إعلاء مكانة الرسول الذي يقترن اسمه مع اسم ﷲ تعالى تذكير الرسول بالتفرغ للعبادة بعدما في الشهادة التي يكررها المسلمون بلّغ الرسالة وفي هذا شكر لله تعالى على مرات عديدة وبالصلاة عليه عند 3 نعمه لأن النعم تستحق الشكر وشكر ذكر اسمه . النعم تكون على قدر المن ِعم وعطائه 130 ونعم ﷲ تعالى.
19سورة التين • •حال الإنسان خل ًقا وعم ًل • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة 1 2 هي سورة مكيّة تعالج موضوعين أساسيين هما تكريم الله تعالى لمّا عصى الإنسان ربه تعالى للإنسان وموضوع الإيمان نكس الإنسان نفسه. بالحساب والآخرة. وختمت الآيات ببيان عدل الله 3 تعالى في حساب الناس على أعمالهم ويبقى طاهرين الذين آمنوا وعملوا الصالحات. 133
من الأسرار البلاغية ﴾ استفهام تقريري للتذكير بنعم -الاستفهام في قوله تعالى﴿ : الله ،أي قد شرحنا لك صدرك . أعباء ش ّبه تمثيلية، ﴾ استعارة -في قوله تعالى﴿ : التمثيل. النبوة بِ ِح ْمل ثقيل بطريق حامله كاهل ُيرهق ﴾للتعظيم والتفخيم،كأنه قال:يس ًرا عظي ًم. -تنكير اليسر في قوله تعالى﴿: بعض ما يستفاد من السورة الكريمة 1 .من نعم الله على نبيه ﷺ أن :شرح صدره ،وحط عنه وزره، ورفع ِذ ْك َره. 2 .جعل الل ُه تيسيرا ورحمة على العباد يسرين مع كل عسر. استفادة 3 .الح ّث على المواظبة على العمل الصالح ،والإقبال على فعله. 4 .التوكل على الله وحده ،والرغبة إليه والتضرع لوجهه الكريم. الأسئلة ﴾؟ وما المراد بالشرح؟ 1ما نوع الاستفهام في﴿ 2ما المراد بالوزر؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ 3بماذا رفع الله ذكره نبيه ﷺ ؟ ولم جئ بلفظ ﴿ ﴾ في قوله﴾ ﴿ :؟ 4ما المراد بقوله ﴾ ﴿ :؟ 5وضح السر البلاغي فيما يأتي : (أ) تنكير اليسر فى قوله ﴾ ﴿ : (ب) قوله ﴾ ﴿ : 6 132اذكر ما ُيستفاد من السورة الكريمة.
﴾ الاستثناء على القول الأول متصل ،والمعنى: ﴿ إ َّل ا َّل ِذي َن جمعوا بين الإيمان والعمل ،فلهم ثواب جزيل ،ينجون به من النار أسفل السافلين. وعلى القول الثاني منقطع ،والمعنى :لكن الذين كانوا صالحين من ال َه ْر َمى وال َّز ْمنَى فلهم ثواب غير منقطع على طاعتهم وصبرهم على الابتلاء بالشيخوخة والهرم وعلى مقاساة المشاق والقيام بالعبادة . ﴾أي:فما سبب تكذيبك -أيها الإنسان-بالجزاء بعد هذا الدليل القاطع ﴿ والبرهان الساطع على قدرة الخالق؛ حيث خلقك من نطفة وجعلك بش ًرا سو ًيا ثم ر َّدك إلى أرذل العمر ،أليس َم ْن قدر على خلق الإنسان وعلى هذا كله لم يعجز عن إعادته بعد موته! . ﴾ وعيد للكفار وأنه يحكم عليهم بما هم أهله ،واﷲ أعلم . ﴿ ﴾ مجاز مرسل علاقته الحالية بإطلاق الحال وإرادة المحل. من الأسرار البلاغية -في قوله تعالى ﴿ : ﴾ للإنسان على طريقة الالتفات من -الخطاب في قوله تعالى﴿ : الغيبة إلى الخطاب لزيادة التوبيخ والعتاب. ﴾ استفهام تقريري. -في قوله تعالى ﴿ : 135
سورة التين دقق هنا (مك ّية وهي :ثمان آيات) حال الإنسان خل ًقا وعم ًل ﴾ أقسم بهما؛ لأ َّنهما عجيبان من بين الأشجار المثمرة ،عن ابن عباس قال ﴿ ﴾ أضيف الطور ،وهو الجبل الذي ك َّلم اﷲ موسى :هو تينكم هذا وزيتونكم هذا﴿. عنده إلى سينين أي :سيناء ،وهي البقعة التي فيها الجبل. ويجوز أن تعرب﴿ ﴾ بالواو رف ًعا ،وبالياء ،نص ًبا وج ًرا ،كجمع المذكر السالم ،وأن تعرب بحركات الإعراب الثلاث(الضمة ،والفتحة ،والكسرة)على النون . ﴾ يعني :مكة ﴿ ﴾ أي :الآمن ،أو المأمون فيه ،من َأ ِم َن الرجل أمانة فهو ﴿ أمين ،وأمانته أ َّنه َيحفظ َم ْن دخله كما يحفظ الأمين ما ُيؤتمن عليه ،ومعنى القسم بهذه الأشياء :إظهار شرف تلك البقاع المباركة وما ظهر فيها من الخير والبركة ؛ لأ َّنها مهابط وحي اﷲ على ُأولي العزم من الرسل؛ فالتين والزيتون قسم بمهبط الوحي على عيسى ،والطور :المكان الذي ُنودي منه موسى ،ومكة :مكان البيت الذي هو هدى للعالمين ،ومولد نبينا ومبعثه،صلوات اﷲ عليهمأجمعين. ﴾ في أحسن تعديل لشكله ﴾ وهو جنس ﴿ وجواب القسم ﴿: وصورته وتسوية أعضائه ﴿ ﴾ أي :ثم كان عاقبة أمره حين لم يشكر نعمة تلك الخلقة ﴾أي:جعلناه من أصحاب النار التي هي أسفل الحسنة القويمة السويةأن رددناه ﴿ الدركات ،أو ثم رددناه بعد ذلك التقويم والتحسين إلى أرذل العمر ،وهو الهرم والضعف، والخرف ،فانحنى ظهره بعد اعتداله ،وابيض شعره بعد سواده ،وضعف سمعه وبصوه ،وتغير كل شيء منه. 134
20سورة العلق • •الحكمة في خلق الانسان وتعليمه • •تهديد الطغاة ووعيدهم • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة وأمرت الرسول بعدم الإصغاء 2 سورة مكيّة وأول ما نزل من 1 إليه وأمرته بالسجود شكراً لله الوحي على الرسول في غار حراء تعبداً وتقرباً إليه. وهي إيذان ببداية الرسالة. وقد اشتملت هذه السورة ثم تناولت السورة قصة أبي 3 جهل الذي يمثّل فرعون الأمة على العلم والعمل والعبادة 4 فابتدأت بالدعوة للعلم ووعيد ﷲ تعالى له بأشد وانتهت بالأمر بالعبادة العذاب والعقاب . والسجود والصلاة. 137
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة 1 .القسم بمواضع ثلاثة مقدسة هي مقام الأنبياء ومهبط الوحي ،على أ َّن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم ثم ير ُّده إلى أرذل العمر ،وهو الهرم بعد الشباب ،والضعف بعد القوة ،أو يردُّ بعض أفراده أسفل سافلين . 2 .إقامة الدليل على البعث بعد الموت ،فالقادر على ابتداء استفادة الخلق ،قادر على الإعادة بعد الموت من باب أولى. 3 .الله أتقن الحاكمين صن ًعا في كل ما خلق ،وأحكم الحاكمين قضاء بالحق وعدلا بين الخلق. الأسئلة 1ما المراد بالتين والزيتون؟ وما وجه الإقسام بهما؟ وما الطور؟ وما سينين؟ وكيف تعرب؟ . 2ما المراد بالبلد؟ وما المراد من أمنه؟ وما جواب القسم؟ .. ﴾ ؟ وما المعنى؟ ول َم ْن الخطاب 3ما نوع الاستثناء في قوله تعالى﴿: في قوله﴾ ﴿ :؟ 4وضح السر البلاغي فيما يأتي : (أ) قوله تعالى﴾ ﴿ : (ب) الخطاب في قوله تعالى﴾ ﴿ : 5اذكر ما ُيستفاد من السورة. 136
﴿ ﴾رد ٌعل َم ْنكفربنعمةاﷲعليهبطغيانه،وإنلم يذكرلدلالةالكلامعليه﴿ ﴾إلى آخرالسورةنزلت في أبي جهل﴾ ﴿،1أن رأى نفسه ،ومعنى الرؤية هنا:العلم ،ومفعول رأى الأول ﴾ تهدي ٌد للإنسان من عاقبة :هوالضمير ،و﴿ ﴾ هو المفعول الثاني.وقوله ﴿: الطغيان على طريق الالتفات ،وال ُّرجعى:مصدربمعنى الرجوع أي :إ َّن رجوعك -أيها الإنسان- إلى ربك فيجازيك على طغيانك. تهديد الطغاة ووعيدهم ﴾أي :أرأيت أبا جهل ينهى محمدا ﷺ﴾ ﴿. ﴿ أي :أرأيت كان ذلك الناهي على طريقة سديدة فيما ينهى عنه من عبادة اﷲ ﴿ ﴾أو كان آم ًرا بالمعروف والتقوى فيما يأمر به من عبادة الأوثان كما يعتقد﴿ ﴾ أي :أرأيت إن كان ذلك الناهى ُمك ِّذبا بالحق معر ًضا عنه كما نقول نحن؟! ﴿ ﴾ أي :يطلع على أحواله من الهدى والضلال ،فيجازيه على حسب حاله ،وهذا وعي ٌد له. ( )1أخرجه أحمد ،ومسلم . 139
سورة العلق دقق هنا (مك ّية وهي :تسعة عشرة آية) الحكمة في خلق الانسان وتعليمه عن ابن عباس و مجاهد :هي أول سورة نزلت. ﴾ النصب على الحال من ضمير﴿ ﴾ .أي :اقرأ مفتتحا ﴾ محل ﴿ ﴿ ﴾ لم يذكر لخ َل َق مفعو ًل ؛ لأ َّن المعنى باسم ربك ،كأ َّنه قيل :قل بسم اﷲ ثم اقرأ﴿ . أ َّن ر َّب َك الذي حصل منه الخلق واستأثر به لا خالق سواه ،أو تقديره خلق كل شيء ،فيتناول ﴾ تخصيص للإنسان بالذكر من بين ما يتناوله كل مخلوق ؛ لأ َّنه مطلق .وقوله﴿ : ﴾الإنسان؛ إلا أ َّنه الخلق ؛ لشرفه ،ولأ َّن التنزيل إليه ،ويجوز أن ُيراد بقوله تعالى﴿ : ُذكر مبه ًما ثم مفس ًرا؛ تفخي ًما لخلقه ،ودلالة على عجيب فطرته ﴾ ﴿ .وإنما ُجمع ولم يقل :من علقة ؛ لأ َّن الإنسان في معنى الجمع؛ والمراد به الجنس ﴾ ﴿ .من كل كريم؛ ينعم على عباده النعم ،ويحلم عنهم فلا يعاجلهم بالعقوبة مع كفرهم وجحودهم ﴾ أي :ع ّلم الإنسان الكتابة ﴿ ﴾. لنعمه﴿ . ﴾ فدل على كمال كرمه بأنه علم عباده ما لم يعلموا ،ونقلهم من ظلمة ﴿ الجهل إلى نور العلم ،ون َّبه على فضل علم الكتابة ؛ لِ َما فيه من المنافع العظيمة ،فما ُد ِّونت العلوم ،ولا ُق ِّيدت الحكم ،ولا ُضبِطت أخبار الأولين ،ولا ُك ُتب اﷲ ال ُمنَ َّزلة إلا بالكتابة ،ولولا هي ل َما استقامت أمور الدين والدنيا ،ولو لم يكن على دقيق حكمة اﷲ دليل إلا أمر القلم والخط لكفى به. 138
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة 1 .فضل تعلم القراءة والكتابة ؟ لأ َّنما أداة معرفة علوم الدين والوحي، استفادة وأساس تقدم العلوم والمعارف والآداب والثقافات ،ونمو الحضارة. 2 .من كرم الل ِه تعالى وفضله :أن ع َّلم الإنسان ما لم يكن يعلمه ،لينقله من ظلمة الجهل إلى نور العلم . 3 .ذ ُّم َط ْب ٍع في الإنسان قبيح ،وهو أنه ذو فرح و َأ َش ،و َب َط ٍر وطغيان ،إذا رأى نفسه قد استغنى ،وكثر ماله . 4 .تهديد الطغاة بالحشر والنشر ،فإن الله تعالى ُيازي كل أحد بما عمل. الأسئلة ﴾ ؟ وما مفعول﴿ ﴾إن كان له مفعول؟ ولم 1ما محل قوله تعالى ﴿ : ُحذف؟ وما المعنى إن لم يكن له مفعول؟ . ﴾ الأول خا ًّصا فما مفعول ﴿ كان الإنسان بالخلق بعد ما عم َّم؟ واذا ِ 2لَ خ َّص ﴾؟ وما وجه . وما وجه ِذ ْكر َخ ْلق الإنسان بعده؟ تقديره؟ ﴾ ولم يقل من علقه؟ وما مفعول ﴿ ﴿ قال تعالى: 3الومِ ِنَّلَة ﴾؟ بقوله﴿ : ﴾ ؟ ول َم ْن ضمير الفاعل والمفعول فى 4في َم ْن نزل قوله تعالى﴿ : ﴾؟ وما نوع الاستفهام في﴿ ﴾ ؟ قوله تعالى﴾ ﴿:؟ وما ﴿ وما المراد بالموصول وبالعبد؟ . 5وضح السر البلاغى فما يأتي : (أ) قوله تعالى﴾ ﴿ : (ب) قوله تعالى﴾ ﴿ : (ج) قوله تعالى﴾ ﴿: 6اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة. 141
تهديد الطغاة ووعيدهم ﴿ ﴾ ردع لأبى جهل عن نهيه عن عبادة اﷲ ،وأمره بعبادة الأصنام ﴿ ﴾ ع َّما هو فيه ﴾الناصية :شعر الجبهة،وال َّس ْفع :القبض على الشىء ،وجذبه بشدة،أي :لنأخذ َّن ﴿ بناصيته ،ولنسحبنَّه بها إلى النار ﴿ ﴾ تعرب بد ًل من الناصية ؛ لأ َّنها ُوصفت بالكذب ﴾ النادي :المجلس الذى والخطأ بقولهتعالى﴿ .﴾ ﴿: يجتمع فيه القوم ،والمراد به هنا :أهل النادي ،والزبانية :ال ُّشرط ،جمع ِز ْبنية ِم ْن الزبن وهو الدفع، والمراد :ملائكة العذاب ُ .روي أ َّن أبا جهل م َّربالنَّبيﷺ وهويصلي،فقال :ألم أنهك؟ فأغلظ له رسول اﷲ ﷺ ،فقال:أتهددنى وأنا أكثر أهل الوادي ناد ًيا؟! فنزلت الآية ﴾ ﴿.1ردع لأبي جهل ﴿ ﴾ أي اثبت على ما أنت عليه -أيها الرسول -من عصيانه ﴿ ﴾ أي ُ :دم واستمر على سجودك يريد الصلاة ﴿ ﴾ وتقرب إلى ربك بالسجود ،فإ َّن أقرب ما يكون العبد من ربه إذا سجد ،كذا الحديث ، 2واﷲ أعلم. من الأسرار البلاغية ﴾ كناية ،كنى بالعبد عن رسول الله -في قوله تعالى ﴿ : ﷺ ،ولم يقل :ينهاك تفخي ًم لشأنه وتعظي ًم لقدره. ﴾ مجاز عقلي ،أسند الكذب والخطأ إلى الناصية -في قوله تعالى﴿ : مجا ًزا ،والمراد صاحبها؛ لأنه السبب. ﴾ مجاز مرسل علاقته المحلية ،أي أهل ناديه ،بإطلاق المحل -في قوله تعالى﴿ : وإرادة الحال. ( )1أخرجه أحمد ،والتر مذي ،وقال :حسن صحيح . ( )2أخرجه مسلم . 140
سورة القدر دقق هنا (مك ّية و قيل مد ّينة وهي :خمس ّة آيات) فضل ليلة القدر ﴾ ع َّظم اﷲ القرآ َن حيث أسند إنزاله إليه دون غيره ،وجاء بضميره دون اسمه ﴿ الظاهر؛ للاستغناء عن التعريف به،ورفع مقدارالوقت الذيأنزله فيه. ومعنى ليلة القدر :ليلة تقدير الأمور وقضائها ،والقدر بمعنى التقدير ،أو س ِّميت بذلك؛ لشرفها على سائر الليالي ،وهي ليلة السابع والعشرين من رمضان على الأرجح؛ كذا ُروي عن أبي حنيفة ،وهو قول الجمMMهUEوSRر LIP،Oولعل ال َّداعي إلى إخفائها :أن ُيحيي َم ْن يريدها الليالي الكثيرة؛1 2 LOREM IPSUM طل ًبا لموافقتها،وفي الحديثَ ((:م ْن أدركها فليقول:اللهم إنك عف ٌّوتحب العفو فاعف عني)).1 ﴾MأEيO:RلLم تبلغ معرفتك غاية فضلها ،ثم ب ّين له فضلها بقوله تعالى: ﴿ LOREM ﴾IPSUMLoremipsumdolorsitamet,ليس فيها ليلة القدر ،وسبب ارتقاء فضلها إلى هذه الغاية :ما يوجد1 2 ﴿ IPSUMLorem ipsum dolor sit amet, consectetuer adipiscing elit, sed diam nonummy nibh euismod consectetuer adipiscing elit, se diam nonummy nibh euismo tinciduntutlaoreetdoloreفيها من تن ُّزل الملائكة،والروح ،و َف ْصل ك ِّل أم ٍر حكي ٍم ،و ُذ ِكر في تخصيص هذه المدة أ َّن النبي tincidunt ut laoreet dolore magna aliquam erat volutpat. Ut magna aliquam erat volutpat. wisi enim ad minim veniam, quis wisi enim ad minim veniam, qu nostrud exerci tation ullamcorpernostrud exerci tation ullamcorp suscipitlobortisﷺ ذكر رج ًل من بنى اسرائيل لبس السلاح في سبيل اﷲ ألف شهر ،فعجب المؤمنون من Lorem ipsum dolor sit amet, consectetuer adipiscing elit, sed suscipit lobortis Lorem ipsum dolor sit amet, consectetuer adipiscing elit, sed ُ2 diam nonummy nibh euismodأعطوا ليلة هي خير من مدة ذلك الغازي ﴾ ﴿ . tincidunt ut laoreet doloreذلك وتقاصرت إليهم أعمالهم ،ف diam nonummy nibh euismod tincidunt ut laoreet dolore magna aliquam erat volutpat. Ut magna aliquam erat volutpat. Ut ﴾wisi enim ad minim veniam, quisحبريل ﴿ wisi enim ad minim veniam, quisإلى الأرض ﴿ ﴾ أي :تنزل من أجل كل أمر قضاه اﷲ nostrud exerci tation ullamcorper nostrud exerci tation ullamcorper suscipit lobortis suscipit lobortis لتلك السنة﴿ ﴾ خبر ومبتدأ ،أيماهي إلا سلامة ،أي:لا يق ّدر اﷲ فيها إلا السلامة والخير، ويقضى في غيرها بلاء وسلامة ،أو ما هي إلا سلام؛ لكثرة تسليم الملائكة على المؤمنين في ﴾ أي :إلى وقت طلوع الفجر ،وقد ُح ِرم من السلام الذين كفروا، تلك الليلة ﴿ واﷲ أعلم. ( )1أخرجه مسلم . ( )2أخرجه ابن أبي حاتم والواحدي . 143
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212