من نعم ﷲ على الإنسان ﴾ يعني :المطر ﴾ الذي يأكله ويحيا به كيف دبرنا أمره﴿ ، ﴿ من السحاب﴿ ، ﴾ كالبر والشعير وغيرهما مما ﴾ بالنبات﴿ ، ُيتغذى به. ﴿ ﴾ ثمرة ال َك ْرم؛ أي الطعام والفاكهة ﴿ ﴾ وهو كل ما يؤكل من النبات رطبا ،كالقثاء والخيار ونحوهما ،وسمي َق ْض ًبا ،لأنه ُي ْق َضب -أي ُيقطع -مرة بعد أخرى. ﴾ وبساتين ﴿ ﴾ غلاظ الأشجار ،جمع َغ ْلباء. ﴿ ﴿ ﴾ لكم ﴿ ﴾ مرعى لدوابكم. ﴿ ﴾ مصدر ،أي منفعة ﴿ ﴾. أهوال يوم القيامة ﴾ صيحة القيامة؛ لأ َّن َها َت ُص ُّخ الآذان ،أيُ :ت ِص ُّم َها لشدة صوتها ،وجوابه ﴿ محذوف يدل عليه قوله﴾ ﴿: ﴾ .لتبعا ٍت بينه وبينهم ،أو لاشتغاله بنفسه. ﴿ ﴾ وزوجته﴿ ﴾ بدأ بالأخ ثم بالأبوين؛ لأ َّنهما الأقرب منه ،ثم بالصاحبة ﴿ والبنين؛ لأنهم أحب. 42
الأسئلة 1ما معنى ﴿ ﴾﴾ ﴿ ،؟ و َم ْن هو الأعمى؟ وما سبب نزول الآيات؟ وكيف كان النبي يعامله بعد نزول تلك الآيات؟ ﴾؟ وما أصل قوله ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد 2ما معنى ﴿ بقوله﴾ ﴿ :؟ وما أصله؟ ﴾؟ و ِلَ ُنصب 3ما معنى ﴿ ﴾؟ وما نوع الاستفهام في قوله تعالى﴿ : ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿ ﴾ ،؟ ﴾؟ ولم سميت بذلك؟ وما 4ما معنى ﴿ ﴾ ،و ِلَ ُس ِّمى بذلك؟ وما ﴿ المراد بصاحبته؟ ﴾؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ 5ما معنى ﴿ ﴾؟ وعلام يدل قوله تعالى﴿ : وما المصير الذي ينتظرهم لجمعهم الفجور إلى الكفر؟ 6وضح السر البلاغي فيما يأتي: (أ) -في قوله تعالى﴾ ﴿ : (ب) -في قوله تعالى ﴾ ﴿ : (ج) -في قوله تعالى ﴾ ﴿ : 7اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة. 45
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة 1 .الأخذ بالأَ ْولى والنظر في تقديم الأهم على المهم. 2 .الحرص على دعوة الناس وهدايتهم. 3 .العمى الحقيقي عمى القلب والبصيرة وليس البصر. 4 .المساواة في الدعوة ،فلا فرق بين الأغنياء والفقراء. استفادة 5 .الأدب الرباني في نصيحة الآخرين ،فلا ُب َّد أن نهتم بمشاعرهم حتى لا ُيؤذيهم قولنا. 6 .على المسلمين أن تكون أفعالهم وأقوالهم موافقة لما في القرآن. 7 .الترغيب في الاستعداد ليوم القيامة بالأعمال الصالحة. 44
سورة التكوير دقق هنا (مك ّية وهي :تسع وعشرون آية) من أهوال يوم القيامة ﴾ ُذ ِه َب بضوئها ،وأصل التكوير :ل ُّف الشيء على جهة الاستدارة ،تقول: ﴿ ك ّورت العمامة ،إذا لففتها ،ولفظ ﴿ ﴾ مرفوع على أنه فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، أي :إذا كورت الشمس كورت؛ لأن ﴿ ﴾ يطلب الفعل؛ لما فيه من معنى الشرط. ﴾ عن وجه الأرض وأبعدت ،أو ُس ِّيت ﴾ تساقطت﴿ ، ﴿ ﴾ جمع َع ْشاء ،وهي الناقة التي أتى على حملها عشرة أشهر. في الجو تسيير السحاب﴿ ، ﴿ ﴾أهملتو ُتركتبدونراعيحميها،لاشتغالأصحابهابأنفسهم﴾ ﴿، ُجعت من كل ناحية ،وعن ابن عباس َحش ُرها :موتها. ﴾ أيُ :ملئت ،وفجر بعضها إلى بعض وصارت بح ًرا واح ًدا .وقيلُ :ملئت ﴿ نِيرا ًنا؛ لتعذيب أهل النار. 47
5سورة التكوير سورة مكية تتحدث آياتها عن القيامة وعن الوحي • •من أهوال يوم القيامة والرسالة وكلها من لوازم الإيمان. • • ِص ْد ُق الوحي القرآني • •من الأسرار البلاغية وقد ابتدأت بعرض مشاهد من يوم القيامة وما • •بعض ما يستفاد من السورة يحدث فيها من انقلاب كوني شديد. 1 وهي صور سريعة ومشاهد تقشعر منها الأبدان من أهوالها وهي مص ّورة تصويراً بديعاً ودقيقاً. 2 وتختم السورة بآيات تبطل مزاعم المشركين 3 حول القرآن الكريم وأنه ذكر للعالمين ولا يكون ذلك 4 إلا بتوفيق من الله تعالى وبمشيئته. 46
﴿ ﴾ قالا :لهذا أجريت القصة ،فالمعنى على هذا :إذا الشمس كورت وكانت هذه الأشياء، علمت نفس ما أحضرت من عملها. ﴾ ﴾ من خير وشر ،وهذا جواب ﴿ ﴾ أي :كل نفس ﴿ ﴿ وما بعدها. ِص ْد ُق الوحي القرآني ﴿ ﴾ (لا) زائدة لتأكيد القسم ،وجواب القسم قوله.﴾ ﴿ : ﴿ ﴾ جمع خانِسة ،وهى التي َ ْتنس ،أي تختفي ﴾ ﴿ .الكواكب السيارة ﴿ ﴾ قال قتادة :هي النجوم تبدو بالليل و َ ْتنس بالنهارَ ،ف ُت ْخفى فلا ُترى ،وعن عل ٍّي :أ َّنَا الكواكب َ ْتنس بالنهار فلا ُترى ،و َت ْكنِس - :أي تستتر -فتأوي إلى مجاريها﴿ . ﴾ أقبل بظلامه ،أو أدبر ،فهو من الأضداد. ﴾ امتد ضوءه ،ولما كان إقبال الصبح يلازمه ال َّر ْوح والنسيم جعل ذلك نف ًسا له ﴿ ﴾ أي :جبريل ،وإنما أضيف القرآن مجا ًزا ،وجواب القسم ﴾ ﴿ :أي :القرآن ﴿ إليه؛ لأ َّنه هو الذي نزل به ﴿ ﴾ عند ربه ﴾ ﴿ ،قدرة على ما ُيك َّلف؛ لا يعجز عنه ولا ﴾ ليدل على ﴾ عند الله ﴿ ﴾ ذي جاه ومنزلة ،وقال﴿ : يضعف ﴿ عظم منزلته ومكانته. 49
﴾ ُقرنت كل نفس بشكلها؛ الصالح مع الصالح في الجنة ،والطالح مع ﴿ الطالح في النار ،أو قرنت الأرواح بالأجساد ،أو نفوس المؤمنين بالحور العين ونفوس الكافرين بالشياطين. ﴾ المدفونة حية ،وكان بعض العرب يئدون البنات؛ خشية الإملاق﴾ ﴿ . ﴿ سؤال الموءودة سؤال تلطف لتقول :بلا ذنب ُقتل ُت. أو سؤال توبيخ لقاتلها ،قال الحسن :أراد الله أن يوبخ قاتلها؛ لأنها قتلت بغير ذنب ،أو لتدل على ﴾ فيه دليل على أن أطفال المشركين لا ُيع َّذبون ،وعلى أن التعذيب لا قاتلها﴿ . ﴾ ُفتِ َحت بعد أن كانت َمطوية. يكون بلا ذنب﴿ . والمراد صحف الأعمال ُتطوى عند الموت ،وتنشر يوم القيامة ،ويجوز أن ُيراد نشرت بين أصحابها، ﴾ قال ال َّز َّجاجُ :قلعت كما يقلع السقف. أيَ :ف ّرقت بينهم﴿ . ﴾ أوقدت إيقا ًدا شدي ًدا ،وتسعيرها :إيقادها بشدة. ﴿ ﴾، ﴾ قربت و ُأ ْدنيت من المتقين ،كقوله﴿ : ﴿ (سورة ق :الآية )31 عن ابن عباس وعمر أنهما قرآها ،فلما بلغا ﴿ ﴾ 48
﴾ بدلمنالعالمين ﴿ ﴾ ﴾ ما القرآن إلا عظة للخلق﴿ ﴿ ﴾ ﴾ الاستقامة ﴿ أي :القرآن ذكر لمن شاء الاستقامة﴿ . مالك الخلق أجمعين. من الأسرار البلاغية ﴾ استعارة َم ْكنِ َّية؛ لأ َّنه حذف المشبه به وأتى بشي ٍء -في قوله تعالى﴿ : من لوازمه وهو التنفس ،حيث شبه الصبح بما ٍش وآ ٍت من مسافة بعيدة ،وإثبات التنفس قرينة ،وإسنادها له تخييل. -افتتاح السورة بـ ﴿ ﴾ افتتاح مشوق؛ لأ َّنا في كلام العرب تستعمل للمقطوع بحصوله. ﴾ توجيه السؤال إلى الموءودة توبيخ وتخطئ ٌة للذي -في قوله تعالى﴿ : و َأ َد َها ،وليكون جوابها شهادة على َم ْن وأدها ،فيكون استحقاقه العقاب أش َّد وأظهر. ﴾ استفهام تقريري ،وإنََّم ُسئلت عن تعيين الذنب -في قوله تعالى﴿ : الموجب قتلها دون أن تسأل عن قاتلها؛ لزيادة التهديد. 51
﴿ ﴾ أي :في السموات يطيعه َم ْن فيها ،أو عند ذى العرش -أي :عند الله -يطيعه ملائكته المقربون ،يصدرون عن أمره ويرجعون إلى رأيه ﴿ ﴾ على الوحي. ﴾ يعني محم ًدا ﴿ ﴾ كما تزعم الكفرة ،وهو عطف على جواب القسم ﴿ ﴾ ﴾بمطلعالشمس﴿ ﴿ ﴾رأىمحم ٌد جبريل علىصورته﴿ ما محمد على الوحي ﴿ ﴾ ببخيل؛ من ال َّض ِّن وهو البخل؛ أي :لا يبخل بالوحي ،كما يبخل ال ُك َّهان رغبة في ال ُح ْلوان -وهو ما ُيعطاه الكاهن من أجر -بل يع ِّلمه كما ُع ِّلم ولا يكتم منه شيئا ،وقرأ ابن كثير ،وأبو عمرو ،والكسائي :بالظاء ،بمعنى ُمت َهم؛ من ال ِّظنَّة وهي التهمة، والمعنى :وما محمد بمتهم فيما يبلغه عن ربه. ﴾ ﴾ طريد ،وهو كقوله﴿: ﴿ ﴾وما القرآن﴿ (سورة الشعراء :الآية )210 أي :وليس هذا القرآن الكريم ،المنزل على محمد بقول شيطان مرجوم ُم ْس َ ِت ٍق للسمع، وإ َّنما هو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ﴾ ﴿ .جملة ﴾ ،والمقصود بها توبيخهم معترضة بين ما سبقها ،وبين قوله تعالى﴿ : وتعجيزهم عن أن يأتوا ولو بحجة واحدة يدافعون بها عن أنفسهم؛ وقال ال َّز َّجاج ،معناه :فأي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي ُبينت لكم .وقال الجُنَ ْيد :فأين تذهبون عنا وإ ْن من شيء إلا عندنا؟ 50
الأسئلة ﴾؟ وما معنى 1ما معنى ﴿ ﴾؟ وما أصل التكوير؟ وما إعراب ﴿ – ﴾؟ ﴿ 2مامفرد﴿ ﴾،ومامعناها؟وماالمرادبقوله﴾ ﴿:؟و َم ْنهي﴿ ﴾؟ 3لماذا كان العرب يئدون بناتهم؟ وما نوع السؤال؟ وما سببه؟ 4ما معنى ﴿ ﴾؟ وما أصل الخنوس؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ ﴾ وقراءة ﴾؟ وما الفرق بين قراءة ﴿ 5ما المراد بالغيب؟ وما معنى ﴿ (بظنين)؟ 6وضح السر البلاغي فيما يأتي: -افتتاح السورة بـ ﴿ ﴾. -قوله تعالى.﴾ ﴿ : توجيه السؤال إلى الموءودة. 7اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة. 53
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة 1 .تصوير هول يوم القيامة وبيان علاماتها الدالة على قرب وقوعها. 2 .كمال عدله تعالى بين الخلائق. 3 .وجوبالإيمانبيومالقيامةوالحثعلىالاستعدادلهبالعملالصالح. 4 .حرمة النفس الإنسانية. استفادة 5 .بيان قدرة الله تعالى المطلقة. 6 .بيان شرف القرآن الكريم و ُعلو منزلته. 7 .بيان فضل جبريل . 8 .بيان فضل الرسول محمد . 9 .مشيئة الله نافذة لا يمكن أن ُتعا َرض أو ُتا َنع. 52
سورة الانفطار دقق هنا (مك ّية وهي :تسع عشرة آية) من أهوال يوم القيامة ﴾ تساقطت. ﴾ انشقت ﴿ ﴿ ﴾ ﴾ ُفتح بعضها إلى بعض وصارت بح ًرا واح ًدا ﴿ ﴿ خرج ما فيها من الموتى مسرعين ،وجواب ﴿ ﴾ ﴿ ﴾ أي :كل نفس؛ َبر ٌة وفاجرة ﴾ ما عملت من طاعة ﴿ ﴾ وتركت فلم تعمل ،أو ما قدمت من الصدقات ﴿ وما أخرت من الميراث. تكريم الإنسان ﴾ أي :أي ﴾قيل:الخطاب لمنكري البعث﴿ ﴿ شيء خدعك حتى ض َّيعت ما وجب عليك مع كرم ربك ،حيث أنعم عليك بالخلق والتسوية والتعديل ،وعنه حين تلاها ،قال\" :غ َّره جهله\" ﴾ ﴿ . 1فجعلك مستوي الخلق سالم الأعضاء ﴿ ﴾ فص َّيك ُمعتد ًل متناسب الخلق من غير تفاوت ،فلم يجعل إحدى اليدين أطول ولا إحدى العينين أوسع ،أوجعلك معتدل الخلق تمشي قائ ًم ،لا كالبهائم. ( )1أخرجه سعيد بن منصور في ُسنَنِ ِه. 55
6سورة الانفطار • •من أهوال يوم القيامة • •تكريم الإنسان • •حفظ أعمال الإنسان • •جزاء الأبرار والفجار • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة ثم تب ّي أحوال الأبرار وذلك لأن الإنسان ينسى أن سورة مكية وهي كما سورة وأحوال الف ّجار في ذلك الملائكة تس ّجل كل أعماله التكوير تتحدث عن الانقلاب اليوم العصيب وما وأفعاله في كتاب يقرأه يوم يؤولون إليه من نعيم الكوني في يوم القيامة ثم الحساب. تتحدث الآيات عن جحود أو جحيم. الإنسان وكفره بأنعم ﷲ تعالى . 54
﴾ يدخلونها يوم الجزاء. ﴿ ﴾. ﴾ أي :لا يخرجون منها كقوله تعالى﴿ : ﴿ (سورة المائدة الآية)٣٧ ﴾ فك َّرر ثم ع ّظم شأن يوم القيامة فقال﴿ : لتأكيد والتهويل. ﴾ أي :لا ثم ف َّصل سبحانه جان ًبا من أهوال ذلك اليوم بقوله﴿ : تستطيع دف ًعا عنها ولا نف ًعا لها ،وإنَّام تملك الشفاعة بالإذن. ﴾ أي :لا أمر إلا لله تعالى وحده فهو القاضي فيه دون غيره .واختتمت ﴿ السورة الكريمة كما بدئت بالتهويل من شأن يوم القيامة ،ليزداد العقلاء استعدا ًدا له. من الأسرار البلاغية ﴾ أسلوب نداء الغرض منه التنبيه ،حيث يشعر بالاهتمام -في قوله تعالى﴿ : بالكلام والاستدعاء لسماعه ،فليس النداء مستعم ًل في حقيقته؛ إذ ليس مرا ًدا به طلب إقبال. ﴾ استفهام الغرض منه الإنكار والتعجب من -في قوله تعالى﴿ : ﴾ صيغة المضارع َأ َفا َد ْت أن تكذيبهم بالجزاء متجدد لا الإشراك بالله تعالى. -في قوله تعالى﴿ : يقلعون عنه. 57
﴾ ﴿ ﴾ مزيدة للتوكيد ،أي :ر َّكبك في صورة هي من أبهى الصور ﴿ وأجملها ،ولم ُتعطف هذه الجملة كما ُعطف ما قبلها؛ لأنها بيان ل﴿ ﴾. ﴾ وهو الجزاء ،أو دين ﴿ ﴾ ردع وزجر عن الاغترار بكرم الله تعالى﴿ . الإسلام فلا تصدقون ثوا ًبا ولا عقا ًبا. حفظ أعمال الإنسان ﴾ أي :وإ ّن عليكم ملائكة من صفاتهم أنهم يحفظون أعمالكم وأقوالكم، ﴿ ويسجلونها عليكم. ﴾يعني:أنكم ُتك ِّذبونبالجزاءوالكاتبونيكتبونعليكمأعمالكم،ل ُتجازوابها. ﴿ ﴾ لا يخفى عليهم شيء من أعمالكم ،وفي تعظيم الكتبة بالثناء عليهم تعظي ٌم ﴿ لأمر الجزاء ،وأ َّنه عند الله من جلائل الأمور ،وفيه إنذار وتهويل للمجرمين ولطف للمتقين، وعن الفضيل أنه كان إذا قرأها قال :ما أش َّدها من آي ٍة على الغافلين. جزاء الأبرار والفجار ﴾ أي :إن المؤمنين لفي نعيم الجنة. ﴿ ﴾ أي :وان الكفار لفي النار. ﴿ 56
الأسئلة 1ما معنى﴾ – – – – – ﴿ :؟ ﴾؟ وما نوع ﴿ ﴾ ﴾؟ وما معنى ﴿ 2ما جواب ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ فى قوله تعالى﴿ : ﴾ كما ُعطف ما قبله؟ ِ 3لَ َلْ ُيعطف قوله تعالى﴿ : 4مامعنى﴿ ﴾؟وماالمرادبقولهتعالى،﴾ ﴿: ﴿ ﴾؟ ﴾؟ وما فائدة تكرار ﴿ ﴾؟ 5ما ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿ وما معنى ﴿ ﴾؟ 6وضح السر البلاغى فما يأتي: -قوله تعالى.﴾ ﴿ : -قوله تعالى.﴾ ﴿ : ﴾ بصيغة المضارع. -قوله تعالى﴿ : 7اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة. 59
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة 1 .عظم يوم القيامة وأهواله. استفادة 2 .على الإنسان ألا يغره إمهال الله له وحلمه عليه ،بل عليه المسارعة في التوبة. 3 .امتنان الله على الإنسان حيث جعله في أحسن صورة. 4 .وجوب شكر النعمة ،فنعم الله تعالى لا ُتع ُّد ولا ُتصى. 5 .بيان أ َّن القائمين بحقوق الله وحقوق عباده جزاؤهم النعيم. 6 .المقصرون في حقوق الله وحقوق عباده جزاؤهم الجحيم. 58
سورة المطففين دقق هنا (مك ّية وهي :ست وثلاثون آية) وعيد المطففين ﴾ جمع مطفف، ﴿ ﴾ لفظ دا ٌّل على الهلاك والعذاب ،وهو مبتدأ خبره ﴿ والتطفيف :الإنقاص في المكيال أو الميزان ،والمراد الذين يبخسون حقوق الناس في الكيل والوزن. ﴾ أي إذا أخذوا بالكيل من الناس يأخذون حقوقهم وافية ﴿ تامة ،ولما كان اكتيالهم من الناس اكتيا ًل يض ُّرهم ،ويتحامل فيه عليهم ،أبدل ﴿ ﴾ مكان (من)؛ للدلالة على ذلك. ويجوز أن يتعلق ﴿ ﴾ بـ ﴿ ﴾ ،و ُيق َّدم المفعول على الفعل لإفادة الاختصاص ،أي: ﴾ راجع إلى الناس، يستوفون على الناس خاصة ،والضمير المنصوب في ﴿ أي :كالوا لهم أو وزنوا لهم ،فحذف الجا ّر وأوصل الفعل ،ويحتمل أ َّن المطففين كانوا لا يأخذون ما ُيكال ويوزن إلا بالمكاييل ،لتمكنهم بالاكتيال من الاستيفاء والسرقة﴾ ﴿ . ينقصونُ ،يقال :خسر الميزان وأخسره. 61
7سورة المطففين • •وعيد المطففين • •جزاء الفجار • •من جزاء الأبرار • •الجزاء من جنس العمل • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة سورة مكية وقد ابتدأت وفي مقابل هؤلاء 2 المطففين تعرض الآيات بالحرب على المطففين 1 أحوال الأبرار والنعيم في الكيل والميزان وب ّينت عقابهم في الذي يلاقونه يوم الآخرة لأنهم لا يخافون الحساب. الآخرة. ثم ختمت السورة ببيان موقف الف ّجار 3 الك ّفار الذين كانوا يسخرون من عباد ﷲ وكيف سيكون جزاءهم في الآخرة. 60
﴾ َب ّي ُن الكتابة ،أو ُمع َّلم يعلم َم ْن رآه أ َّنه لا خير فيه. ﴾ وعيد وتهديد لأولئك المنكرين للبعث يوم يخرج المكتوب. ﴿ ﴾ الجزاء والحساب. ﴿ ﴾ مجاوز للحد ﴾ ﴿ .مكتسب للإثم. ﴾ بذلك اليوم ﴿ ﴿ ﴾ أي أحاديث المتقدمين .وقال ال َّز َّجاج: ﴾ أي :القرآن ﴿ ﴿ ﴾ :أباطيل ،واحدها أسطورة؛ مثل أحدوثة وأحاديث. ﴿ ﴿ ﴿ ﴾ ردع للمعتدي الأثيم عن هذا القول﴿ ﴾ نفي لما قالوا﴾ ﴿ : غ َّطاها كسبهم؛ أي :غلب على قلوبهم حتى َغ َم َرها ما كانوا يكسبون من المعاصي. قال الحسن :الران هو الذنب بعد الذنب حتى َي ْس َو ّد القلب. وقال ال َّض َّحاك :ال َّر ْين ،موت القلب. ﴾ عن رؤية ربهم ﴿ ﴾ ردع عن الكسب الرائن على القلب ﴿ ﴾ لممنوعون. ﴿ قال الزجاج :في الآية دليل على أ َّن المؤمنين يرون ربهم ،وإلا لا يكون التخصيص مفي ًدا. وقال الحسين بن الفضل :كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته. 63
﴾ أدخل همزة الاستفهام على ﴿ ﴾ النافية توبي ًخا ،وليست ﴿ ﴾ ﴿ هذه للتنبيه ،وفيه إنكاروتعجيب من حالهم في الاجتراء على التطفيف ،كأنهم لا يخطر ببالهم ولا يخ ِّمنون تخمينًا أنهم مبعوثون. ﴾ يعني يوم القيامة ،فهم ُماسبون على مقدارالذرة ،وعن عبد الملك بن مروان أ َّن ﴿ أعراب ًيا قال له :لقد سمعت ما قال الله في المطففين فما ظنك بنفسك وأنت تأخذ أموال المسلمين بلا كيل ولا وزن. ﴾ لأمره وجزائه ،وعن ابن عمر أ َّنه ﴾ ُنصب بـ﴿ ﴾ ﴿ ﴿ قرأ هذه السورة ،فلمَّ بلغ هنا بكى نحي ًبا وامتنع من قراءة ما بعده. جزاء الفجار ﴿ ﴾ ردع وتنبيه ،أي :ردع لهم ع َّم كانوا عليه من التطفيف والغفلة عن البعث والحساب، وتنبي ٌه لهم على أ َّنه ممَّا يجب أن ُيتاب عنه و ُيندم عليه. ﴾ صحائف أعمالهم. ُث َّم أتبعه وعيد الفجار على العموم فقال تعالى﴿ : ﴾ ﴿ ﴾ كتاب جامع ،هو ديوان الشر ،د َّون الله فيه أعمال ﴿ الشياطين والكفرة من الجن والانس ،وسمي سجينًا فِ َّعيلا من السجن وهو الحبس والتضييق؛ لأ َّنه سبب الحبس والتضييق في جهنم ،أو لأ َّنه مطروح تحت الأرض السابعة في مكان مظلم. 62
﴾ تحضره الملائكة. ﴾ كتاب الأبراركتاب واضح ب ِّي﴿ . ﴿ ﴾ إلى كرامة الله ونعمه، ﴾ الأَ ِ َّسة ﴿ ﴾ ُتنَ َّعم في الجنان﴿ ، ﴿ ﴾ بهجة التنعم﴾ ﴿ ، والى أعدائهم كيف ُيع َّذبون﴿ ، شراب خالص لا ِغ ّش فيه. ﴿ ﴾ مسدود لم تمسه يد قبل أيدي هؤلاء الأبرار. ﴾ ُتتم أوانيه بمسك بدل الطين الذي ُيتم به الشراب في الدنيا ،أمر الله تعالى ﴿ بالختم عليه إكراما لأصحابه ،أو ختامه مسك أي :مقطعه 1رائحة مسك ،أي :توجد رائحة المسك ﴾ فليرغب الراغبون، عند خاتمة شربه ﴿ ﴾ الرحيق أو النعيم ﴿ وذلك إنما يكون بالمسارعة إلى الخيرات والانتهاء عن السيئات. ﴾ هو َع َل َم لِ َعي ٍن بعينها ،سميت بالتسنيم لأنها أرفع ﴿ ﴾ ومزاج الرحيق ﴿ شراب في الجنة ،أو لأنها تأتيهم من فوق و َتنْ َص ُّب في أوانيهم. ﴾ عن ابن عباس وابن ﴾ أي :منها ﴿ ﴿ ﴾ حال ،أو ُنصب على المدح ﴿ مسعود يشربها المقربون خالص ًة و ُتزج لأصحاب اليمين. المعجم 1 .مقطعه :مقطع كل شيء :منتهاه ،الصحاح. 65
وقال مالك بن أنس :ل َّما حجب أعداءه فلم يروه تج ّلى لأوليائه حتى رأوه. ﴾ ث َّم بعد كونهم محجوبين عن ربهم لداخلون النار. ﴿ ﴾ أي :هذا العذاب هو الذي كنتم تكذبون به في الدنيا ﴿ وتنكرون وقوعه. من جزاء الأبرار ﴾ ما ُكتب من أعمالهم ،والأبرار :المطيعون الذين ﴿ ﴾ ردع عن التكذيب ﴿ لا يطففون الميزان ويؤمنون بالبعث؛ قال الحسن :ال َب ُّر الذي لا يؤذي ال َّذ َّر﴿ ﴾ هو َع َلم لديوان الخير الذي ُد ِّون فيه ك ُّل ما عملته الملائكة ،وصالحو الإنس والجن. وأصل ﴿ ﴾ من العلوُ :سمي به؛ لأ َّنه سبب الارتفاع إلى أعالي الدرجات في الجنة ،أو لأ َّنه مرفوع في السماء السابعة تكري ًما له. ﴿ ﴾ ما الذي أعلمك يا محمد ﴿ ﴾ أي شيء هو؟ 64
﴾ في محل النصب على الحال ،أي :يضحكون منهم ناظرين إليهم وإلى ما ﴿ هم فيه من الهوان بعد العزة والاستكبار وهم على الأرائك آمنون ،وقيلُ :يفتح للكفار باب إلى الجنة ،فيقال لهمَ :ه ُل ُّموا إلى الجنة ،فإذا وصلوا إليهاُ ،أغلق دونهم ،فيضحك المؤمنون منهم. ﴾ هل ُجوزوا بسخريتهم بالمؤمنين في الدنيا إذا ُفعل بهم ما ُذكر. ﴿ من الأسرار البلاغية ﴾ استئناف ناشئ عن الوعيد والتقريع لهم بالويل -في قوله تعالى﴿ : ﴾ التعبير بالمضارع لاستحضار الحال. على التطفيف. -في قوله تعالى﴿ : ﴾ تشبيه بليغ ،أي كالمسك في الطيب والبهجة، -في قوله تعالى﴿ : فحذفه منه الأداة ووجه الشبه ،فأصبح بليغا. ﴾ توبيخ ولوم لزيادة تعذيبهم وهو ما -في قوله تعالى﴿ : ينتظره كل من عاند. بعض ما يستفاد من السورة الكريمة 1 .الوعيد الشديد للذين يبخسون الناس بالمكيال والميزان ،أو لمن يأخذ أموال غيره عنوة أو سرقة. 2 .الإيمان بالبعث والجزاء رادع للإنسان عن المعاصي والسيئات. 3 .إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة. استفادة 4 .الأبرار هم أهل الجنة ومكانهم في أعلى الجنان. 5 .الحث على التسابق و المبادرة إلى الله بالأعمال الصالحة. 6 .الجزاء من جنس العمل. 67
الجزاء من جنس العمل ﴾ في الدنيا استهزاء بهم ﴾ كفروا ﴿ ﴿ ﴿ ﴾ يشير بعضهم إلى بع ٍض بِال َعي ِن طعنًا فيهم وعي ًبا لهم. ﴾ متلذذين بذكرهم ﴾ أي :إذا رجع الكفار إلى منازلهم ﴿ ﴿ والسخرية منهم ،وقرأ غير حفص (فاكهين)أي فرحين. ﴾ أي :خدع محمد ﴾ واذا رأى الكافرون المؤمنين ﴿ ﴿ هؤلاء َف َض ُّلوا وتركوا اللذات ،لما يرجونه في الآخرة من الكرامات ،فقد تركوا الحقيقة بالخيال، وهذا هو عين الضلال. ﴾ وما أرسل الكفار ﴿ ﴾ على المؤمنين ﴿ ﴾ يحفظون عليهم أحوالهم ﴿ ويرقبون أعمالهم ،بل أمروا بإصلاح أنفسهم ،فاشتغالهم بذلك أولى بهم من َت َت ُّب ِع غيرهم وتسفيه أحلامهم. ﴾ بسبب استهزاء الذين ﴿ ﴾ أي :يوم القيامة ﴿ أجرموا من المؤمنين في الدنيا ،كافأ الله تعالى المؤمنين على صبرهم ،فجعلهم يوم القيامة يضحكون من الكفار حين يرونهم أذلاء مهانين ،كما كان الكفار يضحكون من المؤمنين في الدنيا. 66
8سورة الانشقاق • •أهوال يوم القيامة وانقسام الناس فريقين • •وقوع القيامة وما يتبعها من الأهوال • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة سورة مكية تناولت أهوال يوم القيامة وبعض المشاهد 1 من ذلك اليوم العصيب كما في السورة السابقة . تحدثت عن خلق الإنسان الذي يتعب في سبيل تحصيل الرزق 2 ويأتي يوم القيامة لتعرض عليه أعماله فإن ق ّدم خيراً فهو خير له وإن ق ّدم شراً فسيكون حسابه عسيرا وهذا هو الجزاء من ﷲ. تأتي ختام السورة بتوبيخ شديد للمشركين على كفرهم بالله تعالى مع وضوح 3 الآيات على وحدانيته. 29
الأسئلة ﴾؟ وما المراد بقوله تعالى: 1ما الويل؟ وما إعرابه؟ وما معنى ﴿ ﴿ ﴾؟ ﴾ و ِلَقدم ِ 2لَأبدل ﴿ ﴾ مكان (إلى) في قوله تعالى﴿ : المفعول على الفعل؟ ﴾؟ وما المراد بها؟ 3ما الغرض من﴿ ﴾ في قوله تعالى﴿: ﴾؟ ومل ُسمى بذلك؟ ﴾؟ وما معنى﴿ وما معنى﴿ وما معنى ﴿ ﴾؟ )؟ وعلام استدل ال َّز َّجاج بقوله: - 4ما معنى ( - ﴾؟ ﴿ 5وضح السر البلاغى فما يأتى: ﴾ ﴾ (أ) -قوله تعالى﴿ : ﴾ (ب) -قوله تعالى﴿ : (ج) -قوله تعالى﴿ : 6اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة 28
والمراد :جزاء ال َك ْدح إن خيرا فخي ٌر وإن ش ًرا فش ٌّر. وقيل:لقاء الك ْدح:لقا ُء كتا ٍب فيه ذلك ال َك ْدح ،يدل عليه قوله تعالى﴾ ﴿: ﴾ سه ًل هينًا ،وهو:أن ُيازى على الحسنات، أي :كتا َب عمله﴿ . ويتجاوز عن السيئات ،وفى الحديث((:من ُيا َسب ُيع َّذب فقيل :فأين قوله تعالى: ﴾قال:ذلكم ال َع ْرضَ ،م ْن ُنو ِق َش ال ِحساب ُع ِّذب))﴾ ﴿،1 ﴿ إلى عشيرته إن كانوا مؤمنين ،أو إلى فريق المؤمنين عامة ،أو ﴿ ﴾ في الجنَّة من الحور العين ﴿ ﴾ َف ِر ًحا. ﴿﴾ قيلُ :ت َغ ُّل ُي ْمنَا ُه إِ َل ُعنُقه ،و ُ ْت َعل ِشماله َو َراء َظ ْهره ،ف ُيؤ َتى كتا َبه ب ِشمماله من وراء ظهره. ﴾ أي :يدخل جهنَّم. ﴾ يقول :يا ُث ُبوراه! وال ُث ُبور :الهلاك﴿ . ﴿ ( )1متفق عليه . 71
سورة الانشقاق دقق هنا (مك ّية وهي :خمس وعشرون آية) أهوال يوم القيامة وانقسام الناس فريقين ﴾ َس ِمعت وأطاعت وأجابت ر َّبا ﴾ َتص َّدعت ،و َتش َّققت﴿ . ﴿ إلى الانشقاق ،ولم َت ْأ َب ،ولم تمتنع ﴾ ﴿ ،أي :و ُح َّق لها أن تسمع و ُتطيع لأمر الله؛ إذ هي ﴾ ُب ِس َطت ُس ِّويت باندكاك جبالها ،وك ِّل ُمرتف ٍع مصنوع ٌة مربوبة لله تعالى﴿ ، ﴾ أي :أخرجت ما في َجوفِها من ال ُكنُوز والموتىَ ﴾ ﴿ .و َخ َل ْت غاية فيها﴿ . الخُل ِّو ،حتى لم يبق شي ٌء في باطنها ،كأ َّنَا تك َّلفت أقصى َج ْهدها في الخُ ُلو ،يقالَ :ت َك َّرم الكري ُم ﴾ في إلقا ،ما في بطنها وتخ ِّليها إذا بلغ َج ْهده في الكرم ،وتك َّلف فوق ما في طبعه﴿ . ﴿ ﴾ وهى َحقيق ٌة بأ ْن تنقاد ولا تمتنع. وحذف جواب ﴿ ﴾؛ لِ َيذه َب ال ُم َق ِّدر في تقديره ُك َّل َمذهب ،أو أ َّنه محذو ٌف ،اكتفا ًء بذكره في سور ﴾ ،وسورة أخرى؛ مثل :سورة ال َّتكوير ،حيث جاء الجواب في قوله تعالى﴿ : ﴾ ،أو جوابه ما د َّل عليه الانفطار؛ حيث جاء الجواب في قوله تعالى﴿ : ﴾ خطاب للجنس ﴾ لاقى الإنسان َك ْد َحه ﴿ ﴾ أي﴿ : قوله ﴿ ﴾﴿ ﴿ ﴾ الضمير يعود على ال َك ْدح ،وهو َج ْهد النَّفس فى العمل، والك ُّد فيه ،حتى يؤثر فيها. 70
﴾لا يخضعون. ﴾ فما لهم في أ ّل يؤمنوا؟!﴿ ﴿ ﴾ بالبعث والقرآن. ﴿ ﴾ بما يجمعون فى صدورهم ،و ُي ْض ِمرون من ال ُك ْفر ،وتكذيب النب ِّي ﴿ أو :بما يجمعون فى صحفهم من أعمال السوء و َي َّدخرون لأنفسهم من أنواع العذاب، ﴾ أخبرهم َخ َ ًبا يظهر أثره على َب ْ َش ِتم ُحز ًنا وه ًّما. ﴿ ﴾ استثنا ٌء ُمنقط ٌع ،وهو :ال ِّذى يكو ُن فيه الم ْس َتثنى من غير ﴿ ﴾ غي ُر مقطو ٍع ،أو :غير منقو ٍص ،والله أعلم. جن ِس الم ْس َتثنى منه﴿ ، من الأسرار البلاغية -ال َّسما ُء والأَ ْر ُض بينهما طباق. ﴾ مقابلة. ﴾،وقوله تعالى﴿: -بين قوله تعالى﴿: ﴾ كناية عن الشدة والأهوال التي يتعرض لها الإنسان. -في قوله تعالى﴿ : ﴾ أسلوب تهكمي ،ففي استعمال البشارة في موضع -في قوله تعالى﴿ : الإنذار تهكم وسخرية بالكفار. 73
﴿ ﴾ فى الدنيا ﴾ ﴿ ،معهم ﴿ ﴾ بالكفر ،يضحك ممن آمن بالبعث. ﴾ لن يرجع إلى ربه؛ تكذي ًبا بالبعث ،فال َح ْو ُر معناه ال ُّرجوع. ﴿ ﴾ إيجا ٌب لما بعد النفى فى قوله تعالى ﴿ ﴾ أي :بلى ل َي ُحو َر َّن. ﴿ ﴿ ﴾ وبأعماله ﴿ ﴾ لا تخفى عليه ،فلا ب َّد أن ُيرجعه و ُيازيه عليها. وقوع القيامه وما يتبعها من الأهوال ﴾ فأقسم بالبياض بعد ال ُح ْمرة ،أو الحُ ْمرة ،وهي التي تظهر في أفق ال َّسماء قبل ﴿ طلوع الشمس ،وبعد غروبها. ﴾ َ َج َع وض َّم من ال ُظلمة والنَّجم ،أو ما ُعمل فيه من طاعة لله تعالى كال َّتهجد ﴿ ﴾ اجتمع وصار بد ًرا ،على وزن افتعلِ ،م ْن ال َو ْسق﴾ ﴿ . وغيره﴿ . ﴾ حا ًل بعد حالُ ،ك ُّل واحدة مطابقة لأختها في أيها الإنسان ،على إرادة الجنس ﴿ ال ِّشدة والهَول ،وال َّط َبق :ما طابق غيره ،يقال :ما هذا بِ َط َب ٍق لذا ،أي :لا ُيطابقه ،ومنه قيل للغطاء :الطبق. ويجوزأنيكونجمعطبقة،وهيال َم ْر َتبة،منقولهم:هوعلىطبقات،أيَ :ل َ ْت َك ُب َّنأحوا ًلبعدأحوال؛ حي طبقات في ال ِّشدة بع ُضها أرف ُع من بعض ،وهي الموت وما بعده من مواطن القيامة وأهوالها. وقوله تعالى ﴿ ﴾ في محل نصب صفة لقوله تعالى ﴾ ﴿ :أي ﴾ ﴿ :مجاو ًزا لطبق. ﴾ مجاوزين لطبق. وي جوز أن يكون حا ًل من الضمير في ﴿ ﴾ أي﴿ : وقرأا ْبنكثير َو َ ْح َزةوالكسائي﴿ ﴾بفتحالباء،وعليهيكونالخطابللنبي ،أي﴾ ﴿: ِم ْن أطباق ال َّسماء بعد ﴿ ﴾ أي :في المعراج. 72
9سورة البروج • •القسم على لعنة أصحاب الأخدود • •قصة أصحاب الأخدود • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة سورة مكية وتتناول آياتها قصة أصحاب الأخدود وهي قصة التضحية١ . وقد ابتدأت السورة بالقسم بالسماء وما فيها من نجوم هائلة ومدارات ضخمة بيوم القيامة وبالرسل بالنفس في سبيل ٢ العقيدة والإيمان . ثم تأتي الآيات بالوعيد للفجار على ٣ ما فعلوه بالمؤمنين. تختم السورة بقصة فرعون الطاغية الجبّار وما أصابه وقومه من ٤ هلاك ودمار بسبب بغيه وطغيانه وهذه القصة تناسب سياق الآيات من الحديث عن أصحاب الأخدود. 75
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة 1 .السماءوالأرضمنآياتاللهالتيلاتخرجعنطاعتهوالخضوعلأمره. استفادة 2 .الإنسان ُملا ٍق جزاء عمله ،إِ ْن َخي ًرا فخي ٌر وإِن ش ًّرا فش ٌّر. 3 .يأخذ المؤمن كتاب أعماله بيمينه ،في ْس ُهل عليه الحساب. 4 .يندمالكافرعندمايأخذكتابأعمالهبشماله،فيدعوعلىنفسهبالهلاكوال ِّدمار. 5 .البعث حقيقة لا ُينْكرها إلا الجاهلون. 6 .الله ُم َّطل ٌع على أعمالنا ،ولا يخفى عليه شيء من أحوالنا. 7 .كانيلزمالمشركينبعدرؤيتهمالدلائلعلىصدقالنبيأنيؤمنوابهوي َّتبِعوه. 8 .لأهل الإيمان في الجنَّة نعي ٌم لا ينقطع أب ًدا. الأسئلة ﴾؟ ﴾؟ومامعنى﴾ ﴿:؟ومامعنى﴿ 1ماالمراد بقولهتعالى﴿: ومن أي شىء تخلت؟ وما جواب ﴿ ﴾؟ ولماذا ُق ِّدر جواب ﴿ ﴾ 2ما الكدح؟ وما معنى ﴿ ﴾ ثم و ّضح المراد بالشفق وما معنى﴾ ﴿ :؟ وما نوع ﴿ ﴾ في قوله تعالى﴾ ﴿ :؟ ﴾؟ وما نوع الاستفهام في 3ما المراد من اتساق القمر؟ وما المراد بقوله تعالى﴿ : ﴾؟ وما المراد بالسجود؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ قوله تعالى﴿ : 4وضح السر البلاغي فيما يأتي : -قوله تعالى﴾ ﴿ : -قوله تعالى﴾ ﴿ : 5اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة. 74
قصة أصحاب الأخدود أخبر النّبي أ َّنه كان لبعض الملوك ساحر ،فلما َك ُب َض َّم إليه غلا ًما؛ ليعلمه السحر ،و كان في طريق الغلام راهب فسمع منه ،وفي يوم رأى الغلام في طريقه داب ًة قد حبست الناس ،فأخذ حج ًرا وقال :الل ُه َّم إ ْن كان ال َّراه ُب أح َب إليك ِم ْن ال َّساحر فاقتلها ،فقتلها ،فكان الغلام بعد ذلك ُيبرئ الأكمه -وهو الذي ُولِ َد كفي ًفا -ويعالج الأبرص بإذن الله. وكان للم ِلك جلي ٌس أصابه العمى فأبرأه الغلام ،فل ّم رأى الم ِل ُك جليسه قد أ ْب َص سأله: َم ْن َر َّد عليك َب َصك؟ قال :ربي ،فغضب الم ِل ُك و َع َّذ َب َجليسهَ ،فد َّله على الغلام فعذبه، فد ّل الغلا ُم على ال َّراهب فلم يرجع ال َّراهب عن دينه حتى فلقوه بالمِنشارُ ،ث َّم َأ َت ْوا بالغلام فأبى أن يترك دينه ،وحاولوا قتله فذهبوا به إلى جبل لِ ُيطرح ِم ْن قمته ،فدعا وارتجف الجبل بالقوم فطاحوا جمي ًعا ونجا ،فذهبوا به إلى سفينة في البحر ليغرقوه ،فدعا فانكفأت بهم السفينة وغرقوا جمي ًعا ونجاُ ،ث َّم قال للم ِلك :لست بقاتلي حتى تجمع الناس في صعيد وتصل َبني على ِجذ ٍع ،وتأخذ من ِكنانتي سه ًم وتقول :بسم الله رب الغلام ،ثم توميني به ،ففعل الملك ومات الغلام ،فلما رآه النَّاس قالوا جمي ًعا :آمنَّا برب الغلام . فقيل للم ِلك :نزل بك ما كنت تحذر ،فخذ ُأخدو ًدا وا ْملأها نا ًرا،فمن لم يرجع عن دينه ا ْطرحه فيها ،حتى جاءت امرأة معها صبي ،فخافت أن تقع فيها ،فقال الصبي: يا أ َّماه اصبري فإنك على الحق ،ف ُألقي الصب ُي و ُأ ُّم ُه فيها.1 ( )1هذه القصة رواها مسلم وغيره. 77
سورة البروج دقق هنا (مك ّية وهي :اثنتان وعشرون آية ) القسم على لعنة أصحاب الأخدود ﴾ هي البروج الاثنا عشر وقيل :النُّجوم ،أو أعظم الكواكب﴿ ﴾ ﴿ ﴾ أي﴾ ﴿:في ذلك اليوم ﴾ ﴿،فيه ،والمراد بال َّشاهدَ :م ْن يوم القيامة ﴿ يشهد فيه من الخلائق ُك ِّلهم ،بالمشهود فيه :ما في ذلك اليوم من عجائبه وقد كثرت أقوال المفسرين في ال ّشاهد والمشهود ،فقيل :ال َّشاهد سيدنا محمد والمشهود :يوم القيامة ،وقيل :عيسى وأ َّمته لقوله تعالى.﴾ ﴿ : (سورة المائدة :الآية)١١٧ وقيل :أ َّمة النبي والمشهود :سائر الأُ َمم ،أو ال َح َجر الأسود والحجيج ،أو الأيام والليالي ﴾ أو الأنبياء وبنوآدم ،أو الحفظة وبنوآدم ،أو الله تعالى وال َخ ْلق؛ لقوله تعالى﴿ : و سيدنا محمد . (سورة النساء :الآية )79 ﴾،أيُ :ل ِع َن؛ وجواب ال َق َسم المتق ِّدم في الآيات محذو ٌف يد ُّل عليه قوله تعالى﴿ : كأ َّنه أقسم بهذه الأشياء أ َّنم ملعونون -يعني :كفار قريش -كما ُل ِع َن أصحاب الأخدود ،وهو جمع خ ٍّد أيَ :ش ٌق عظي ٌم في الأرض. 76
﴾ يجوز أن يريد بالذين فتنوا :أصحاب الأُخدود خا ّصة، ﴿ وبالذين آمنوا :المطروحين فى الأخدود ،ومعنى فتنوهم :عذبوهم بالنّار ،وأحرقوهم. ﴾ بكفرهم ﴿ ﴾ لم يرجعوا عن كفرهم ﴿ ﴾ فى الآخرة ﴿ ﴾ فى الدنيا؛ لما ُروي أن النّار انقلبت عليهم فأحرقتهم . ﴿ ويجوز أن يريد :بالذين فتنوا المؤمنين ،أي :بلوهم بالأذى على العموم ،وأ َّن للفاتنين عذابين في الآخرة؛ لكفرهم ول ِف ْتنتهم . ﴿﴾ أي :الذين صبروا على تعذيب الأخدود أو هو أع ّم ،والمراد :بيان َأ ْخذ ال َّظلمة والجبابرة بالعذاب والانتقام. كمال القدرة الإلهية ﴾ البطش الأخذ بالعنف ،فإذا ُوصف بال ِّشده فقد َتضاعف و َتفاقم، ﴿ والمراد :بيان أخذ ال َّظلمة والجبابرة بالعذاب والانتقام . ﴾ أى ُ :يلقهم ابتدا ًءُ ،ث َّم يعيدهم بعد أن صيَّ هم ترا ًباَ ،د َّل باتقداره ﴿ على الإبداء والإعادة على شدة بطشه،أو:أوعد الكفرة بأ َّنه ُيعيدهم كما َبدأهم؛ ليبطش بهم؛ إذ لم يشكروا نعمة الإبداء ،وك َّذبوا بالإعادة . 79
﴾ و ْص ٌف لها بأ َّنَا نا ٌر عظيم ٌة ،لها ما يرتفع به ﴿ ﴾ بد ُل ا ْشتِ َمل من ﴿ ﴾﴿، له ُبها ِم َن ال َح َطب الكثير وأبدان النَّاس. ﴿ ﴾ ظر ٌف لقوله ،﴾ ﴿ :أيُ :ل ِعنوا حين َأ ْحرقوا بالنَّار قاعدين حولها ﴾ ﴿ .أي الك َّفار على ما يدنو منها من حافات الأُ ْخدود ﴿ ﴾ ُج ُلو ٌس على الكراسي. ﴾ من الإحراق ﴿ ﴾ يشهد بعضهم لبعض ﴿ ﴾ أي الك َّفار ﴿ عند الملك أ َّن أح ًدا منهم لم يف ِّرط فيما أمر به ،وفوض إليه من التعذيب. وفيه ح ٌّث للمؤمنين على الصبر ،وتح ُّمل أذى أهل م َّكة . ﴾ وما عابوا منهم وما أنكروا إلَّ الإيمان. ﴿ ﴾ َذ َكر الأوصا َف التي يستحق بها أن ُي ْؤ َمن به ،وهو كونه :عزي ًزا، ﴿ غال ًبا ،قاد ًرا ُيشى ِعقا ُبه ،حمي ًدا ،منع ًم ،يجب له الحمد على نعمته ،و ُيرجى َثوا ُبه ﴿ ﴾. فك ُّل َم ْن فيهما يح ُّق عليه عباد ُته ،والخُشو ُع له؛ تقري ًرا لأن ما نقموا منهم هو الح ُّق الذي لا َين ِقمه إلا ُمبط ٌل ،وأ َّن الناقمين أه ٌل لانتقام الله منهم بعذا ٍب عظي ٍم. ﴾ وعي ٌدلهم ،يعنى :أ َّنه َعلم ما فعلوا ،وهو مجازيهم عليه. ﴿ 78
من الأسرار البلاغية: ﴾بطريق ال َّتنكير؛ ليدل على كثرة ال ّشاهد والمشهود يوم -جاء قوله تعالى﴿: القيامة ،أو ليد َّل على إبهام ال ّشاهد والمشهود ،حيث لا يعلم أح ٌد وصفهما . ﴾ أورد الخبر الإنكاري خبر مؤ َّك ٌد بإن واللام، -في قوله تعالى﴿ : للدلالة على شدة عقابه تعالى لمن أنكر الرسالة. ﴾ مجاز مرسل علاقته الحالية لأن التكذيب -في قوله تعالى﴿ : معنى من المعاني ولا يحل الإنسان فيه. ﴾ ش َّبه عل َم اﷲ بأحوالهم ،وقدرته عليهم ،مع كونهم -في قوله ﴿ : لا يفوتونه ،بالشيء الذي يحيط به صاحبه ،فلا يمكن أن َيفوته . بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: 1.1إظهار عظمة اﷲ وجليل صفاته. 2.2أ َّن اﷲ تعالى ُيهلك الأُمم الطاغية في كل حين ،ولا سيما الذين يفتنون المؤمنين. 3.3أع َّد اﷲ للمؤمنين الصابرين أج ًرا عظي ًما جزاء ما لا َق ْوه في الدنيا. استفادة 4.4ينبغي الاعتبار بمصير الأمم السابقة المكذبة لرسلهم. 5.5تك َّفل اﷲ تعالى بحفظ القرآن من التبديل والتغيير والتحريف. 81
﴾ ال ّساتر للعيوب ،العافي عن الذنوب ﴿ ﴾ ال ُم ِح ُّب لأوليائه. ﴿ وقيل :الفاع ُل بأهل طاعته ما يفعله ال َودود من إعطائهم أرادوا . ﴿ ﴾ خالقه ومالكه ﴿ ﴾ وهناك قراءة بالجر ،وهي قراءة حمزة وال ِكسائي على أ ّنه صفة للعرش ،ومجد الله :عظمته ،ومجد العرشُ :ع ّلوه وعظمته . ﴿ ﴾ خب ٌر لمبتدأ محذوف ﴾ ﴿،تكوينَه. ﴾ بد ٌل من ﴾ خبر الجُ ُموع ال َّطاغية في الأمم الخالية﴿ . ﴿ الجنود ،وأراد بفرعون :إ َّياه وقو َمه معه ،والمعنى :قد عرفت تكذيب تلك الجنود لل ُّرسل، وما نزل بهم لتكذيبهم. ﴾ واستحقاق للعذاب ،ولا يعتبرون بالجنود ،لا ﴾ من قومك ﴿ ﴿ لخفاء حال الجنود عليهم ،لكن يكذبونك عنا ًدا. ﴾عالمٌ بأحوالهم ،وقاد ٌر عليهم ،وهم لا ُيعجزونه. ﴿ ﴾ شري ٌف ،عالي ال َّطبقة في ال ُكتب ،وفي نظمه، ﴿ ﴾ هذا الذي ك ّذبوا به ﴿ وإعجازه ،وليس كما يزعمون :أ َّنه ُم ْف َ َتى ،و َأ َّنه أساطير الأولين . ﴾ بال َّرفع على أ َّنه صفة ﴾من وصول ال َّشياطين ،وفي قراءة نافع ﴿ ﴿ للقرآن ،أي :محفو ٌظ من ال َّتغيير وال َّتبديل . 80
10سورة الطارق • •على كل نفس حافظ • •القسم على صدق القرآن • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة ٣٢١ وقد ختمت السورة كما في وقد ابتدأت السورة بالقسم سورة مكية وتدور آياتها السورة السابقة بالحديث بمخلوقين من مخلوقات ﷲ حول الإيمان بالبعث عن القرآن العظيم معجزة تعالى يقسم بمخلوقاته التي رسولنا الكريم وتب ّي صدقه نرى كل يوم عظمتها وبديع وقد أقامت الدليل على قدرة ﷲ تعالى في خلقه وبيّنت أمهال ﷲ تعالى صنعها . للمكذبين بهذا القرآن. وفي كونه. 83
الأسئلة 1ما المراد بالبروج؟ وما وجه وصف السماء بها؟ وما المراد باليوم الموعود؟ و َم ْن المراد بالشاهد والمشهود؟ وماذا أفاد تنكيرهما؟ وما جواب القسم؟ َ 2م ْن المراد بأصحاب الأخدود؟ وما قصتهم؟ وما الأخدود؟ وما إعراب ﴿ ﴾؟ وكيف كان قعودهم على النار؟ وماذا فعلوا بالمؤمنين؟ 3ما معنى ال َف ْتن؟ وهل المراد بعذاب الحريق عذاب الدنيا أم الأخرة؟ وما هو البطش؟ وما فائدة وصفه بالشدة؟ ول َم ْن هذا البطش؟ ﴾ ؟ وما ﴾؟ وما إعراب ﴿ 4ما المراد من قوله تعالى﴿ : معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد بالحديث؟ وبالجنود؟ وما مرجع الضمير في قوله ﴾ ؟ وما وجه وصف القرآن بالمجيد؟ تعالى﴿ : 5وضح السر البلاغي في قوله تعالى﴾ ﴿ : 6اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة . 82
و ﴿ ﴾ مبتدأ و ﴿ ﴾ الخبر ،والجملة خبر ﴿ ﴾ ،وأ ّيتهما كانت (إن) المخففة أو النافية ،فالجملة مما ُيلتقى به ال َق َسم. ﴾ ل َم َّا ذكر أ َّن على ك ِّل نف ٍس حاف ًظا أمره بالنَّظر في أ َّول أمره؛ ليعلم أ َّن َم ْن ﴿ أنشأه قادر على إعادته وجزائه ،فيعمل ليوم الجزاء ،ولا ُيملي على حافظه إ َّل ما َي ُ ُّسه في عاقبته. و ﴿ ﴾ استفهام ،أيِ :م ْن أي شي ٍء ُخ ِلق؟ جوابه ﴿ : ﴾ ال َّد ْف ُقَ :ص ٌّب فيه َد ْف ٌع ،و عن بعض أهل اللغةَ :د َف ْق ُت الما َء َدف ًقاَ :ص َب ْبته ،و َدفق الما ُء بنفسه؛ أي :ا ْنص َّب. ولم يقل:من ماءين؛ لامتزاجهما في ال َّرحم واتحادهما حين ابتدئ في خلقه ﴾ ِم ْن بين ُص ْلب ال َّرجل وترائب المرأة ،وهي ِعظام ال َّصدر ﴿ حيث تكون القلادة ،وقيل:ال َع ْظم وال َع َصب ِمن ال َّرجل ،وا َّللحم وال َّدم من المرأة ﴾ ﴿ .إ َّن الخالق؛ لدلالة ﴿ ﴾ عليه ،ومعناه :إ َّن الذى َخ َلق الإنسان ابتدا ًء ِم ْن نطفة ﴿ ﴾ على إعادته خصو ًصا ﴿ ﴾ لب ّ ُي القدرة لا َيعجز عنه ،كقوله :إ َّنني لقادر و ُن ِص َب ﴿ ﴾ برجعه ،أي ُت ْك َش َف ،أو بمضمر د َّل عليه قوله ﴿ ﴾ أيَ :م ْب َع ُثه يوم تبلى ﴿ ﴾ ما ُأ ِ َّس في القلوب من العقائد والن َّيات ،وما ُأخفي من الأعمال . ﴾ ُيعنيه و َي ْدفع عنه. ﴿ ﴾ فما للانسان ﴿ ﴾ في نفسه على َد ْفع ما ح َّل به ﴿ 85
سورة ال ّطارق دقق هنا (مك ّية وهي :سبع عشرة آية ) على كل نفس حافظ ﴾ َع َّظ َم الله َق ْدر ال َّسماء فى أع ُي الخَ ْلق، ﴿ لكونها مصد َر رزقهم ،ومسك َن ملائكته وفيها َخ َلق الجنَّة ،فأقسم بها وبالطارق ،والمراد بالطارق :جنس النُّجوم ،أو :جنس ال ُّش ُهب التى ُي ْر َجم بها لعظم منفتهاُ ،ث َّم وصفه بالثاقب، أي :المضيء ،ك َأ َّنه َيث ُقب ال َّظلام بضوئه فينفذ فيه ،و ُو ِص َف بال َّطارق؛ لأ َّنه يبدو بالليل ،كما ُيقال للآتي لي ًل :طارق. ﴾ لأ َّن أو :لأ َّنه َي ْطرق الجنِّ ِي؛ أيَ :ي ُص ُّكه ،وجواب القسم ﴿ ﴿ ﴾ إِ ْن كانت مشددة بمعنى (إ َّل) -،كقراءة عاصم ،وحمزة ،وابن عامر ،-فتكون ﴿ ﴾ نافية، أي :ما ﴿ ﴾ إ َّل ﴿ ﴾. وإ ْن كانت مخففة ( َلا) كقراءة غيرهم ،فتكون ﴿ ﴾ مخ ّففة من الثقيلة ،أي: ﴾ لعليها ﴿ ﴾ يحفظها من الآفات ،أو يحفظ عملها ورزقها و أجلها ،فإذا استوفى ﴿ ذلك مات. وقيل :الحافظ :هو كاتب الأعمال. 84
من الأسرار البلاغية ﴾ مجاز عقلي ،وهو إسناد الفعل أو ما في معناه -في قوله تعالى﴿ : إلى غير ما هو له مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي ،وهنا أسند ال َّد ْف َق إلى الماء ،والذي َي ّدفق الما َء في الحقيقة هو الرجل ،والماء مدفوق لا دافق ،والعلاقة هنا المفعولية. ﴾ طباق ،حيث طابق بين َع ْظم الظهر و َع ْظم الصدر. -في قوله﴿ : ﴾ حيث َس ّمى جزاء كيدهم ﴿ ﴾ -المشاكلة في قوله تعالى﴿ : وال ُمشاكلة :ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته ،أي لمجئه معه. ﴾ ك َّرر اللفظين وخالف -في قوله تعالى﴿ : بينهما؛ لزيادة التسكين وال َّتصبير ،لئلا يستعجل النبي العذاب للمشركين . بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: 1 .1كل نفس عليها حافظ ،يحفظ أعمالها،ويكتب أقوالها . 2 .2قدرة اﷲ تعالى على بعث الخلق م َّر ًة أخرى . استفادة 3 .3القرآن منزل من عند اﷲ ليفرق بين الحق والباطل. 4 .4انتقام اﷲ تعالى من الكافرين آت لا محالة ،لك َّن اﷲ يؤخرهم لحكمة يعلمها. 87
القسم على صدق القرآن ﴾ أي :المطر ،و ُس ِّمي به لعوده ُك َّل حين. ﴿ ﴾ هو ما َتتص َّدع عنه الأرض من النبات . ﴿ ﴾ فاص ٌل بين الحق والباطل ،كما قيل لهُ :فرقان ﴿ ﴾ إ َّن القرآن ﴿ ﴾ باللعب والباطل ،يعني :أ َّنه َج ٌّد ُك ُّله ،ومن َح ِّقه وقد وصفه الله بذلك ﴿ َأ ْن يكون َمهي ًبا في ال ُّصدورُ ،معظ ًم في القلوب ،يرتفع به قارئه وسامعه أن يل َّم ِ َب ْز ٍل ،أو َيت َف َّكه بِ ُمزا ٍح. ﴾ يعملون المكايد لإبطال أمر الله ،واطفاء ﴿ ﴾ يعني مشركي مكة ﴿ نور الحق. ﴾ و أجازيهم جزا َء َك ْيدهم باستدراجي لهم من حيث لا يعلمون ،فس َّمى جزاء ﴿ الكيد كي ًدا؛ كما َس َّمى جزاء الاعتداء اعتدا ًء وجزا َء السيئة وسيئ ًة ،وا ْن لم يكن اعتدا ًء سيئ ًة ،ولا يجوز إطلاق هذا الوصف على الله تعالى إلا على وجه الجزاء؛ كقوله تعالى: ﴿﴾ (سورة التوبة :الآية )67 وقوله تعالى﴾ ﴿ : (سورة اانساء :الآية )142 وقوله تعالى﴾ ﴿ : (سورة البقرة :الآية )15 ﴾ أ ْنظرهم ﴾ أي :لا َت ْد ُع بهلاكهم ،ولا تستعجل به ﴿ ﴿ ﴾ إمها ًل يسي ًرا ،ولا ُي َتكلم بها إلا ُمص َّغر ًة ،وهي ِم ْن َرا َدت ال ِّري ُح َ ،ت ُرود َرو ًدا: ﴿ تح َّركت حرك ًة ضعيف ًة. 86
11سورة الأعلى • •تنزيه اﷲ تعالى عن كل ما لا يليق به • • تزكية النفس والعمل للآخرة • •من الأسرار البلاغية • •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة سورة مكية وهي تعالج مواضيع 1 عدة هي :بعض صفات ﷲ تبارك وتعالى والدلائل على قدرته ووحدانيته سبحانه. تتناول الوحي والقرآن الذي 2 أنزل على الرسول وتيسير حفظه عليه . تعالج موضوع الموعظة الحسنة 3 التي ينتفع بها أصحاب القلوب الحيّة وأهل الإيمان. اختتمت السورة ببيان فوز 4 َم ْن ط ّهر نفسه من الذنوب 89 والمعاصي والآثام وز ّك نفسه بصالح الأعمال والبيان بأَ َّن الأخرة هي أبقى للإنسان من الدنيا الزائلة الفانية .
الأسئلة 1ما أصل الطارق؟ وما المراد منه هنا؟ ولماذا أقسم اللهتعالىبالنجم؟ وما جواب القسم؟ ﴾؟ وما جواب الاستفهام؟ وما معنى﴿ ﴾؟ َ 2من المراد بالحافظ؟ وما معنى ﴿ 3ما المراد من ﴿ ﴾؟ وما معنى بلائها؟ وما المراد من نفي القوة والناصر؟ ﴾؟ وما كيدهم؟ 4ما المراد بالرجع؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ ولمن الضمير في قوله ﴿: ﴾ 5وضح السر البلاغي فيما يأتي: ﴾ بقوله تعالى﴿ : ( أ) قوله تعالى﴿ : 6اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة . 88
﴾ ياب ًسا هشي ًم ﴿ ﴾ أي :أسود ،في ﴿ ﴾ صف ٌة لقوله ﴿ ﴾ ﴿ ﴾ أن َينسخه ،وهذه ﴾ سنعلمك القرآن حتى لا تنساه﴿ ، ﴿ بشار ٌة من الله لنبيه أ ْن يحفظ عليه الوحى؛ حتى لا َينْ َفلت منه شي ٌء؛ إ ّل ما شاء الله أن َينْ َسخه ،فيذه َب به عن حفظه برفع ُحكمه وتلاوته. وسأل اب ُن كيسان النَّحوي ُجني ًدا عنه فقال ﴾ ﴿ :العم َل به ،فقالِ :م ْث ُلك ُيص َّدر. وقيل :قوله تعالى ﴾ ﴿ :على النهي والألف لأجل الفاصلة ،كقوله ﴿ ﴾ (سورة النحل :الآية )67 أي :فلا ُت ْغفل قراءته وتكريره فتنساه﴿ ، ﴾ أن ُينْ ِس َيك إ َّياه برفع تِلاوته. ﴾ أي :إ َّنك َته ُر بالقراءة مع قراءة جبريل مخافة ال َّت َف ُّلت ،والله يعلم ﴿ َج ْهرك معه ،وما في نفسك ممَّا يدعوك إلى الجهر. أو :يعلم ما تقرأ في نفسك مخاف َة النِّسيان ،أو :يعلم ما أ ْ َس ْرتم وما أعلنتم من أقوالكم وأفعالكم،وما ظهر وما َب َط َن من أحوالكم. ﴾ معطو ٌف على قوله تعالى ،﴾ ﴿:وقوله تعالى: ﴿ ﴾ جملة معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه .والمعنىُ :نوفقك ﴿ لل َّطريقة التي هي أيسر وأسهل يعني حفظ الوحي ،أو نوفقك لل َّشيعة ال َّس ْمحة التي هي أيسر الشرائع ،أو لعمل الجنَّة. 91
سورة الأعلى دقق هنا (مك ّية وهي :سبع عشرة آية ) تنزيه اﷲ تعالى عن كل ما لا يليق به ﴾ َن ِّزه ذاته عن كل ما لا يليق به ،و ﴿ ﴾ بمعنى ال ُعل ّو الذي هو القهر ﴿ والاقتدار،لا بمعنى ال ُعل ِّو في المكان. وقيل ُ :ق ْل سبحان ربي الأعلى ،وفي الحديث ل َّما نزلت قال النبي(( : اجعلوها في سجودكم)) (رواه أحمد وغيره بسند يحتمل ال َّتحسين) ﴾ أيُ ﴾ ﴿ :ك َّل شي ٍء ﴿ ﴾ َخ ْلقه تسوي ًة ولم يأت به متفاو ًتا غير ُم ْلتئم، ﴿ ولك ْن خلقه على إحكام وا ِّتساق ،ودلال ٍة على أ َّنه صاد ٌر عن عالمٍ حكي ٍم ،أو :س َّواه على ما فيه منفعته ومصلحته. ﴾ أي :ق َّدر لكل مخلوق ما ُي ْص ِل ُحه ،فهداه إليه وع َّرفه وجه الانتفاع ﴿ به ،أو ﴾ ﴿:وأضل ،ولكن ُحذف [وأضل] اكتفا ًء بـ [ َه َدى] وذلك كقوله تعالى: ﴿ ﴾. (سورة النحل :الآية )93 ﴾ أنبت ما َت ْرعاه ال َّدواب. ﴿ 90
﴾ َو َك َّب َر لافتتاح الصلاة ﴿ ﴾ ال َخ ْمس ،وبه ُي ْح َت ُّج على وجوب تكبيرة ﴿ الافتتاح (الإحرام) ،وعلى أ َّنها ليست من الصلاة؟ لأ َّن الصلاة ُعطفت عليها ،وال َع ْطف يقتضي ال ُمغايرة. واح ُتج بهذه الآية أي ًضا على أ َّن الافتتاح جائ ٌز بكل اسم من اسمائه عز وجل .وعن ابن عباس :المعنى َذ َكر معاده ووقوفه بين يدي ربه فص َّلى له. ﴾ على الآخرة؛ فلا تفعلون ما به ُتفلحون ،وال ُمخاطب به ﴿ الكافرونَ ،ي ُد ُّل عليه قراءة ابي عمرو﴿ ﴾ بالياء بد ًل من ال َّتاء. ﴾ أفض ُل في نفسها و َأ ْد َو ُم. ﴿ ﴾ ﴿ ﴾ إشارة إلى جميع ما تقدم من قوله تعالى ﴿ ﴾ أي :إ َّن معنى هذا الكلام وار ٌد في ﴾ إلى قوله تعالى﴿ : ﴿ تلك ال ُّص ُحف ،ويجوز أ ْن يكون إشار ًة إلى ما في السورة ُك ِّلها . ﴾ بدل من ﴿ ﴾ ﴿ 93
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212