Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore STAM_2019_TafsirAl-NasafiLiAl-SoffiAl-AwwalAl-Thanawi

STAM_2019_TafsirAl-NasafiLiAl-SoffiAl-AwwalAl-Thanawi

Published by Madzani Nusa, 2021-07-26 10:12:25

Description: STAM_2019_TafsirAl-NasafiLiAl-SoffiAl-AwwalAl-Thanawi

Search

Read the Text Version

‫من نعم ﷲ على الإنسان‬ ‫﴾ يعني‪ :‬المطر‬ ‫﴾ الذي يأكله ويحيا به كيف دبرنا أمره‪﴿ ،‬‬ ‫﴿‬ ‫من السحاب‪﴿ ،‬‬ ‫﴾ كالبر والشعير وغيرهما مما‬ ‫﴾ بالنبات‪﴿ ،‬‬ ‫ُيتغذى به‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ ثمرة ال َك ْرم؛ أي الطعام والفاكهة ﴿ ﴾ وهو كل ما يؤكل من النبات رطبا‪ ،‬كالقثاء‬ ‫والخيار ونحوهما‪ ،‬وسمي َق ْض ًبا‪ ،‬لأنه ُي ْق َضب‪ -‬أي ُيقطع‪ -‬مرة بعد أخرى‪.‬‬ ‫﴾ وبساتين ﴿ ﴾ غلاظ الأشجار‪ ،‬جمع َغ ْلباء‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴿ ﴾ لكم ﴿ ﴾ مرعى لدوابكم‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ مصدر‪ ،‬أي منفعة ﴿ ﴾‪.‬‬ ‫أهوال يوم القيامة‬ ‫﴾ صيحة القيامة؛ لأ َّن َها َت ُص ُّخ الآذان‪ ،‬أي‪ُ :‬ت ِص ُّم َها لشدة صوتها‪ ،‬وجوابه‬ ‫﴿‬ ‫محذوف يدل عليه قوله‪﴾ ﴿:‬‬ ‫﴾‪ .‬لتبعا ٍت بينه وبينهم‪ ،‬أو لاشتغاله بنفسه‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ وزوجته﴿ ﴾ بدأ بالأخ ثم بالأبوين؛ لأ َّنهما الأقرب منه‪ ،‬ثم بالصاحبة‬ ‫﴿‬ ‫والبنين؛ لأنهم أحب‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫الأسئلة‬ ‫ ‪1‬ما معنى ﴿ ﴾‪﴾ ﴿ ،‬؟ و َم ْن هو الأعمى؟ وما سبب نزول الآيات؟ وكيف‬ ‫كان النبي يعامله بعد نزول تلك الآيات؟‬ ‫﴾؟ وما أصل قوله ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد‬ ‫ ‪2‬ما معنى ﴿‬ ‫بقوله‪﴾ ﴿ :‬؟ وما أصله؟‬ ‫﴾؟ و ِلَ ُنصب‬ ‫ ‪3‬ما معنى ﴿ ﴾؟ وما نوع الاستفهام في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿ ‪﴾ ،‬؟‬ ‫﴾؟ ولم سميت بذلك؟ وما‬ ‫ ‪4‬ما معنى ﴿ ﴾‪ ،‬و ِلَ ُس ِّمى بذلك؟ وما ﴿‬ ‫المراد بصاحبته؟‬ ‫﴾؟ وما معنى ﴿ ﴾؟‬ ‫ ‪5‬ما معنى ﴿ ﴾؟ وعلام يدل قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫وما المصير الذي ينتظرهم لجمعهم الفجور إلى الكفر؟‬ ‫ ‪6‬وضح السر البلاغي فيما يأتي‪:‬‬ ‫(أ) ‪ -‬في قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(ب) ‪ -‬في قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(ج) ‪ -‬في قوله تعالى ‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫ ‪7‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫ ‪1 .‬الأخذ بالأَ ْولى والنظر في تقديم الأهم على المهم‪.‬‬ ‫ ‪2 .‬الحرص على دعوة الناس وهدايتهم‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬العمى الحقيقي عمى القلب والبصيرة وليس البصر‪.‬‬ ‫ ‪4 .‬المساواة في الدعوة‪ ،‬فلا فرق بين الأغنياء والفقراء‪.‬‬ ‫استفادة‬ ‫ ‪5 .‬الأدب الرباني في نصيحة الآخرين‪ ،‬فلا ُب َّد أن نهتم بمشاعرهم‬ ‫حتى لا ُيؤذيهم قولنا‪.‬‬ ‫ ‪6 .‬على المسلمين أن تكون أفعالهم وأقوالهم موافقة لما في القرآن‪.‬‬ ‫ ‪7 .‬الترغيب في الاستعداد ليوم القيامة بالأعمال الصالحة‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫سورة التكوير‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي‪ :‬تسع وعشرون آية)‬ ‫من أهوال يوم القيامة‬ ‫﴾ ُذ ِه َب بضوئها‪ ،‬وأصل التكوير‪ :‬ل ُّف الشيء على جهة الاستدارة‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫﴿‬ ‫ك ّورت العمامة‪ ،‬إذا لففتها‪ ،‬ولفظ ﴿ ﴾ مرفوع على أنه فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده‪،‬‬ ‫أي‪ :‬إذا كورت الشمس كورت؛ لأن ﴿ ﴾ يطلب الفعل؛ لما فيه من معنى الشرط‪.‬‬ ‫﴾ عن وجه الأرض وأبعدت‪ ،‬أو ُس ِّيت‬ ‫﴾ تساقطت‪﴿ ،‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ جمع َع ْشاء‪ ،‬وهي الناقة التي أتى على حملها عشرة أشهر‪.‬‬ ‫في الجو تسيير السحاب‪﴿ ،‬‬ ‫﴿ ﴾أهملتو ُتركتبدونراعيحميها‪،‬لاشتغالأصحابهابأنفسهم‪﴾ ﴿،‬‬ ‫ُجعت من كل ناحية‪ ،‬وعن ابن عباس  َحش ُرها‪ :‬موتها‪.‬‬ ‫﴾ أي‪ُ :‬ملئت‪ ،‬وفجر بعضها إلى بعض وصارت بح ًرا واح ًدا‪ .‬وقيل‪ُ :‬ملئت‬ ‫﴿‬ ‫نِيرا ًنا؛ لتعذيب أهل النار‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪ 5‬سورة التكوير‬ ‫سورة مكية تتحدث آياتها عن القيامة وعن الوحي‬ ‫• •من أهوال يوم القيامة‬ ‫والرسالة وكلها من لوازم الإيمان‪.‬‬ ‫• • ِص ْد ُق الوحي القرآني‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫وقد ابتدأت بعرض مشاهد من يوم القيامة وما‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة‬ ‫يحدث فيها من انقلاب كوني شديد‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وهي صور سريعة ومشاهد تقشعر منها الأبدان من‬ ‫أهوالها وهي مص ّورة تصويراً بديعاً ودقيقاً‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وتختم السورة بآيات تبطل مزاعم المشركين‬ ‫‪3‬‬ ‫حول‪ ‬القرآن الكريم‪ ‬وأنه ذكر للعالمين ولا يكون ذلك‬ ‫‪4‬‬ ‫إلا بتوفيق من‪ ‬الله تعالى وبمشيئته‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫﴿ ﴾ قالا‪ :‬لهذا أجريت القصة‪ ،‬فالمعنى على هذا‪ :‬إذا الشمس كورت وكانت هذه الأشياء‪،‬‬ ‫علمت نفس ما أحضرت من عملها‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫﴾ من خير وشر‪ ،‬وهذا جواب ﴿‬ ‫﴾ أي‪ :‬كل نفس ﴿‬ ‫﴿‬ ‫وما بعدها‪.‬‬ ‫ِص ْد ُق الوحي القرآني‬ ‫﴿ ﴾ (لا) زائدة لتأكيد القسم‪ ،‬وجواب القسم قوله‪.﴾ ﴿ :‬‬ ‫﴿ ﴾ جمع خانِسة‪ ،‬وهى التي َ ْتنس‪ ،‬أي تختفي‪ ﴾ ﴿ .‬الكواكب السيارة ﴿ ﴾‬ ‫قال قتادة‪ :‬هي النجوم تبدو بالليل و َ ْتنس بالنهار‪َ ،‬ف ُت ْخفى فلا ُترى‪ ،‬وعن عل ٍّي ‪ :‬أ َّنَا الكواكب‬ ‫َ ْتنس بالنهار فلا ُترى‪ ،‬و َت ْكنِس‪ - :‬أي تستتر ‪ -‬فتأوي إلى مجاريها‪﴿ .‬‬ ‫﴾ أقبل‬ ‫بظلامه‪ ،‬أو أدبر‪ ،‬فهو من الأضداد‪.‬‬ ‫﴾ امتد ضوءه‪ ،‬ولما كان إقبال الصبح يلازمه ال َّر ْوح والنسيم جعل ذلك نف ًسا له‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي‪ :‬جبريل ‪ ،‬وإنما أضيف القرآن‬ ‫مجا ًزا‪ ،‬وجواب القسم‪ ﴾ ﴿ :‬أي‪ :‬القرآن ﴿‬ ‫إليه؛ لأ َّنه هو الذي نزل به ﴿ ﴾ عند ربه‪ ﴾ ﴿ ،‬قدرة على ما ُيك َّلف؛ لا يعجز عنه ولا‬ ‫﴾ ليدل على‬ ‫﴾ عند الله ﴿ ﴾ ذي جاه ومنزلة‪ ،‬وقال‪﴿ :‬‬ ‫يضعف ﴿‬ ‫عظم منزلته ومكانته‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫﴾ ُقرنت كل نفس بشكلها؛ الصالح مع الصالح في الجنة‪ ،‬والطالح مع‬ ‫﴿‬ ‫الطالح في النار‪ ،‬أو قرنت الأرواح بالأجساد‪ ،‬أو نفوس المؤمنين بالحور العين ونفوس الكافرين‬ ‫بالشياطين‪.‬‬ ‫﴾ المدفونة حية‪ ،‬وكان بعض العرب يئدون البنات؛ خشية الإملاق‪﴾ ﴿ .‬‬ ‫﴿‬ ‫سؤال الموءودة سؤال تلطف لتقول‪ :‬بلا ذنب ُقتل ُت‪.‬‬ ‫أو سؤال توبيخ لقاتلها‪ ،‬قال الحسن‪ :‬أراد الله أن يوبخ قاتلها؛ لأنها قتلت بغير ذنب‪ ،‬أو لتدل على‬ ‫﴾ فيه دليل على أن أطفال المشركين لا ُيع َّذبون‪ ،‬وعلى أن التعذيب لا‬ ‫قاتلها‪﴿ .‬‬ ‫﴾ ُفتِ َحت بعد أن كانت َمطوية‪.‬‬ ‫يكون بلا ذنب‪﴿ .‬‬ ‫والمراد صحف الأعمال ُتطوى عند الموت‪ ،‬وتنشر يوم القيامة‪ ،‬ويجوز أن ُيراد نشرت بين أصحابها‪،‬‬ ‫﴾ قال ال َّز َّجاج‪ُ :‬قلعت كما يقلع السقف‪.‬‬ ‫أي‪َ :‬ف ّرقت بينهم‪﴿ .‬‬ ‫﴾ أوقدت إيقا ًدا شدي ًدا‪ ،‬وتسعيرها‪ :‬إيقادها بشدة‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾‪،‬‬ ‫﴾ قربت و ُأ ْدنيت من المتقين‪ ،‬كقوله‪﴿ :‬‬ ‫﴿‬ ‫(سورة ق‪ :‬الآية ‪)31‬‬ ‫عن ابن عباس وعمر  أنهما قرآها‪ ،‬فلما بلغا ﴿ ﴾‬ ‫‪48‬‬

‫﴾ بدلمنالعالمين ﴿ ﴾‬ ‫﴾ ما القرآن إلا عظة للخلق﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾‬ ‫﴾ الاستقامة ﴿‬ ‫أي‪ :‬القرآن ذكر لمن شاء الاستقامة‪﴿ .‬‬ ‫مالك الخلق أجمعين‪.‬‬ ‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ استعارة َم ْكنِ َّية؛ لأ َّنه حذف المشبه به وأتى بشي ٍء‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫من لوازمه وهو التنفس‪ ،‬حيث شبه الصبح بما ٍش وآ ٍت من مسافة بعيدة‪ ،‬وإثبات‬ ‫التنفس قرينة‪ ،‬وإسنادها له تخييل‪.‬‬ ‫ ‪-‬افتتاح السورة بـ ﴿ ﴾ افتتاح مشوق؛ لأ َّنا في كلام العرب تستعمل للمقطوع بحصوله‪.‬‬ ‫﴾ توجيه السؤال إلى الموءودة توبيخ وتخطئ ٌة للذي‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫و َأ َد َها‪ ،‬وليكون جوابها شهادة على َم ْن وأدها‪ ،‬فيكون استحقاقه العقاب أش َّد وأظهر‪.‬‬ ‫﴾ استفهام تقريري‪ ،‬وإنََّم ُسئلت عن تعيين الذنب‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫الموجب قتلها دون أن تسأل عن قاتلها؛ لزيادة التهديد‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫﴿ ﴾ أي‪ :‬في السموات يطيعه َم ْن فيها‪ ،‬أو عند ذى العرش ‪ -‬أي‪ :‬عند الله ‪ -‬يطيعه ملائكته‬ ‫المقربون‪ ،‬يصدرون عن أمره ويرجعون إلى رأيه ﴿ ﴾ على الوحي‪.‬‬ ‫﴾ يعني محم ًدا ﴿ ﴾ كما تزعم الكفرة‪ ،‬وهو عطف على جواب القسم‬ ‫﴿‬ ‫﴾‬ ‫﴾بمطلعالشمس﴿‬ ‫﴿ ﴾رأىمحم ٌد جبريل علىصورته﴿‬ ‫ما محمد على الوحي ﴿ ﴾ ببخيل؛ من ال َّض ِّن وهو البخل؛ أي‪ :‬لا يبخل بالوحي‪ ،‬كما‬ ‫يبخل ال ُك َّهان رغبة في ال ُح ْلوان ‪ -‬وهو ما ُيعطاه الكاهن من أجر‪ -‬بل يع ِّلمه كما ُع ِّلم ولا يكتم‬ ‫منه شيئا‪ ،‬وقرأ ابن كثير‪ ،‬وأبو عمرو‪ ،‬والكسائي‪ :‬بالظاء‪ ،‬بمعنى ُمت َهم؛ من ال ِّظنَّة وهي التهمة‪،‬‬ ‫والمعنى‪ :‬وما محمد بمتهم فيما يبلغه عن ربه‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫﴾ طريد‪ ،‬وهو كقوله‪﴿:‬‬ ‫﴿ ﴾وما القرآن﴿‬ ‫(سورة الشعراء‪ :‬الآية ‪)210‬‬ ‫أي‪ :‬وليس هذا القرآن الكريم‪ ،‬المنزل على محمد بقول شيطان مرجوم ُم ْس َ ِت ٍق للسمع‪،‬‬ ‫وإ َّنما هو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‪ ﴾ ﴿ .‬جملة‬ ‫﴾‪ ،‬والمقصود بها توبيخهم‬ ‫معترضة بين ما سبقها‪ ،‬وبين قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫وتعجيزهم عن أن يأتوا ولو بحجة واحدة يدافعون بها عن أنفسهم؛ وقال ال َّز َّجاج‪ ،‬معناه‪ :‬فأي‬ ‫طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي ُبينت لكم‪ .‬وقال الجُنَ ْيد‪ :‬فأين تذهبون عنا وإ ْن من‬ ‫شيء إلا عندنا؟‬ ‫‪50‬‬

‫الأسئلة‬ ‫﴾؟ وما معنى‬ ‫ ‪1‬ما معنى ﴿ ﴾؟ وما أصل التكوير؟ وما إعراب ﴿‬ ‫– ﴾؟‬ ‫﴿‬ ‫ ‪2‬مامفرد﴿ ﴾‪،‬ومامعناها؟وماالمرادبقوله‪﴾ ﴿:‬؟و َم ْنهي﴿ ﴾؟‬ ‫ ‪3‬لماذا كان العرب يئدون بناتهم؟ وما نوع السؤال؟ وما سببه؟‬ ‫ ‪4‬ما معنى ﴿ ﴾؟ وما أصل الخنوس؟ وما معنى ﴿ ﴾؟‬ ‫﴾ وقراءة‬ ‫﴾؟ وما الفرق بين قراءة ﴿‬ ‫ ‪5‬ما المراد بالغيب؟ وما معنى ﴿‬ ‫(بظنين)؟‬ ‫ ‪6‬وضح السر البلاغي فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -‬افتتاح السورة بـ ﴿ ﴾‪.‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪.﴾ ﴿ :‬‬ ‫توجيه السؤال إلى الموءودة‪.‬‬ ‫ ‪7‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫ ‪1 .‬تصوير هول يوم القيامة وبيان علاماتها الدالة على قرب وقوعها‪.‬‬ ‫ ‪2 .‬كمال عدله تعالى بين الخلائق‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬وجوبالإيمانبيومالقيامةوالحثعلىالاستعدادلهبالعملالصالح‪.‬‬ ‫ ‪4 .‬حرمة النفس الإنسانية‪.‬‬ ‫استفادة‬ ‫ ‪5 .‬بيان قدرة الله تعالى المطلقة‪.‬‬ ‫ ‪6 .‬بيان شرف القرآن الكريم و ُعلو منزلته‪.‬‬ ‫ ‪7 .‬بيان فضل جبريل ‪.‬‬ ‫ ‪8 .‬بيان فضل الرسول محمد ‪.‬‬ ‫ ‪9 .‬مشيئة الله نافذة لا يمكن أن ُتعا َرض أو ُتا َنع‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫سورة الانفطار‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي‪ :‬تسع عشرة آية)‬ ‫من أهوال يوم القيامة‬ ‫﴾ تساقطت‪.‬‬ ‫﴾ انشقت ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾‬ ‫﴾ ُفتح بعضها إلى بعض وصارت بح ًرا واح ًدا ﴿‬ ‫﴿‬ ‫خرج ما فيها من الموتى مسرعين‪ ،‬وجواب ﴿ ﴾ ﴿ ﴾ أي‪ :‬كل نفس؛ َبر ٌة وفاجرة‬ ‫﴾ ما عملت من طاعة ﴿ ﴾ وتركت فلم تعمل‪ ،‬أو ما قدمت من الصدقات‬ ‫﴿‬ ‫وما أخرت من الميراث‪.‬‬ ‫تكريم الإنسان‬ ‫﴾ أي‪ :‬أي‬ ‫﴾قيل‪:‬الخطاب لمنكري البعث﴿‬ ‫﴿‬ ‫شيء خدعك حتى ض َّيعت ما وجب عليك مع كرم ربك‪ ،‬حيث أنعم عليك بالخلق والتسوية‬ ‫والتعديل‪ ،‬وعنه حين تلاها‪ ،‬قال‪\" :‬غ َّره جهله\"‪ ﴾ ﴿ . 1‬فجعلك مستوي الخلق سالم‬ ‫الأعضاء ﴿ ﴾ فص َّيك ُمعتد ًل متناسب الخلق من غير تفاوت‪ ،‬فلم يجعل إحدى اليدين‬ ‫أطول ولا إحدى العينين أوسع‪ ،‬أوجعلك معتدل الخلق تمشي قائ ًم‪ ،‬لا كالبهائم‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه سعيد بن منصور في ُسنَنِ ِه‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪ 6‬سورة الانفطار‬ ‫• •من أهوال يوم القيامة‬ ‫• •تكريم الإنسان‬ ‫• •حفظ أعمال الإنسان‬ ‫• •جزاء الأبرار والفجار‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة‬ ‫ثم تب ّي أحوال الأبرار‬ ‫وذلك لأن الإنسان ينسى أن‬ ‫سورة مكية وهي كما سورة‬ ‫وأحوال الف ّجار في ذلك‬ ‫الملائكة تس ّجل كل أعماله‬ ‫التكوير تتحدث عن الانقلاب‬ ‫اليوم العصيب وما‬ ‫وأفعاله في كتاب يقرأه يوم‬ ‫يؤولون إليه من نعيم‬ ‫الكوني في يوم القيامة‪ ‬ثم‬ ‫الحساب‪.‬‬ ‫تتحدث الآيات عن جحود‬ ‫أو جحيم‪.‬‬ ‫الإنسان وكفره بأنعم‪ ‬ﷲ‬ ‫تعالى‪   .‬‬ ‫‪54‬‬

‫﴾ يدخلونها يوم الجزاء‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾‪.‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬لا يخرجون منها كقوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴿‬ ‫(سورة المائدة الآية‪)٣٧‬‬ ‫﴾ فك َّرر‬ ‫ثم ع ّظم شأن يوم القيامة فقال‪﴿ :‬‬ ‫لتأكيد والتهويل‪.‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬لا‬ ‫ثم ف َّصل سبحانه جان ًبا من أهوال ذلك اليوم بقوله‪﴿ :‬‬ ‫تستطيع دف ًعا عنها ولا نف ًعا لها‪ ،‬وإنَّام تملك الشفاعة بالإذن‪.‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬لا أمر إلا لله تعالى وحده فهو القاضي فيه دون غيره‪ .‬واختتمت‬ ‫﴿‬ ‫السورة الكريمة كما بدئت بالتهويل من شأن يوم القيامة‪ ،‬ليزداد العقلاء استعدا ًدا له‪.‬‬ ‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ أسلوب نداء الغرض منه التنبيه ‪،‬حيث يشعر بالاهتمام‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫بالكلام والاستدعاء لسماعه‪ ،‬فليس النداء مستعم ًل في حقيقته؛ إذ ليس مرا ًدا به طلب إقبال‪.‬‬ ‫﴾ استفهام الغرض منه الإنكار والتعجب من‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ صيغة المضارع َأ َفا َد ْت أن تكذيبهم بالجزاء متجدد لا‬ ‫الإشراك بالله تعالى‪.‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫يقلعون عنه‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫﴾ ﴿ ﴾ مزيدة للتوكيد‪ ،‬أي‪ :‬ر َّكبك في صورة هي من أبهى الصور‬ ‫﴿‬ ‫وأجملها‪ ،‬ولم ُتعطف هذه الجملة كما ُعطف ما قبلها؛ لأنها بيان ل﴿ ﴾‪.‬‬ ‫﴾ وهو الجزاء‪ ،‬أو دين‬ ‫﴿ ﴾ ردع وزجر عن الاغترار بكرم الله تعالى‪﴿ .‬‬ ‫الإسلام فلا تصدقون ثوا ًبا ولا عقا ًبا‪.‬‬ ‫حفظ أعمال الإنسان‬ ‫﴾ أي‪ :‬وإ ّن عليكم ملائكة من صفاتهم أنهم يحفظون أعمالكم وأقوالكم‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫ويسجلونها عليكم‪.‬‬ ‫﴾يعني‪:‬أنكم ُتك ِّذبونبالجزاءوالكاتبونيكتبونعليكمأعمالكم‪،‬ل ُتجازوابها‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ لا يخفى عليهم شيء من أعمالكم‪ ،‬وفي تعظيم الكتبة بالثناء عليهم تعظي ٌم‬ ‫﴿‬ ‫لأمر الجزاء‪ ،‬وأ َّنه عند الله من جلائل الأمور‪ ،‬وفيه إنذار وتهويل للمجرمين ولطف للمتقين‪،‬‬ ‫وعن الفضيل أنه كان إذا قرأها قال‪ :‬ما أش َّدها من آي ٍة على الغافلين‪.‬‬ ‫جزاء الأبرار والفجار‬ ‫﴾ أي‪ :‬إن المؤمنين لفي نعيم الجنة‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي‪ :‬وان الكفار لفي النار‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫‪56‬‬

‫الأسئلة‬ ‫ ‪1‬ما معنى‪﴾ – – – – – ﴿ :‬؟‬ ‫﴾؟ وما نوع ﴿ ﴾‬ ‫﴾؟ وما معنى ﴿‬ ‫ ‪2‬ما جواب ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿‬ ‫﴾؟‬ ‫فى قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ كما ُعطف ما قبله؟‬ ‫ ‪ِ 3‬لَ َلْ ُيعطف قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ ‪4‬مامعنى﴿ ﴾؟وماالمرادبقولهتعالى‪،﴾ ﴿:‬‬ ‫﴿ ﴾؟‬ ‫﴾؟ وما فائدة تكرار ﴿ ﴾؟‬ ‫ ‪5‬ما ﴿ ﴾؟ وما معنى ﴿‬ ‫وما معنى ﴿ ﴾؟‬ ‫ ‪6‬وضح السر البلاغى فما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪.﴾ ﴿ :‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪.﴾ ﴿ :‬‬ ‫﴾ بصيغة المضارع‪.‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ ‪7‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫ ‪1 .‬عظم يوم القيامة وأهواله‪.‬‬ ‫استفادة‬ ‫ ‪2 .‬على الإنسان ألا يغره إمهال الله له وحلمه عليه‪ ،‬بل عليه المسارعة‬ ‫في التوبة‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬امتنان الله على الإنسان حيث جعله في أحسن صورة‪.‬‬ ‫ ‪4 .‬وجوب شكر النعمة‪ ،‬فنعم الله تعالى لا ُتع ُّد ولا ُتصى‪.‬‬ ‫ ‪5 .‬بيان أ َّن القائمين بحقوق الله وحقوق عباده جزاؤهم النعيم‪.‬‬ ‫ ‪6 .‬المقصرون في حقوق الله وحقوق عباده جزاؤهم الجحيم‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫سورة المطففين‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي‪ :‬ست وثلاثون آية)‬ ‫وعيد المطففين‬ ‫﴾ جمع مطفف‪،‬‬ ‫﴿ ﴾ لفظ دا ٌّل على الهلاك والعذاب‪ ،‬وهو مبتدأ خبره ﴿‬ ‫والتطفيف‪ :‬الإنقاص في المكيال أو الميزان‪ ،‬والمراد الذين يبخسون حقوق الناس في الكيل‬ ‫والوزن‪.‬‬ ‫﴾ أي إذا أخذوا بالكيل من الناس يأخذون حقوقهم وافية‬ ‫﴿‬ ‫تامة‪ ،‬ولما كان اكتيالهم من الناس اكتيا ًل يض ُّرهم‪ ،‬ويتحامل فيه عليهم‪ ،‬أبدل ﴿ ﴾ مكان‬ ‫(من)؛ للدلالة على ذلك‪.‬‬ ‫ويجوز أن يتعلق ﴿ ﴾ بـ ﴿ ﴾‪ ،‬و ُيق َّدم المفعول على الفعل لإفادة الاختصاص‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫﴾ راجع إلى الناس‪،‬‬ ‫يستوفون على الناس خاصة‪ ،‬والضمير المنصوب في ﴿‬ ‫أي‪ :‬كالوا لهم أو وزنوا لهم‪ ،‬فحذف الجا ّر وأوصل الفعل‪ ،‬ويحتمل أ َّن المطففين كانوا لا‬ ‫يأخذون ما ُيكال ويوزن إلا بالمكاييل‪ ،‬لتمكنهم بالاكتيال من الاستيفاء والسرقة‪﴾ ﴿ .‬‬ ‫ينقصون‪ُ ،‬يقال‪ :‬خسر الميزان وأخسره‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪ 7‬سورة المطففين‬ ‫• •وعيد المطففين‬ ‫• •جزاء الفجار‬ ‫• •من جزاء الأبرار‬ ‫• •الجزاء من جنس العمل‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫سورة مكية وقد ابتدأت‬ ‫وفي مقابل هؤلاء‬ ‫‪2‬‬ ‫المطففين تعرض الآيات‬ ‫بالحرب على المطففين ‪1‬‬ ‫أحوال الأبرار والنعيم‬ ‫في الكيل والميزان‬ ‫وب ّينت عقابهم في‬ ‫الذي يلاقونه يوم‬ ‫الآخرة لأنهم لا يخافون‬ ‫الحساب‪.‬‬ ‫الآخرة‪.‬‬ ‫ثم ختمت السورة‬ ‫ببيان موقف الف ّجار ‪3‬‬ ‫الك ّفار الذين كانوا‬ ‫يسخرون من عباد‪ ‬ﷲ‬ ‫وكيف سيكون‬ ‫جزاءهم في الآخرة‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫﴾ َب ّي ُن الكتابة‪ ،‬أو ُمع َّلم يعلم َم ْن رآه أ َّنه لا خير فيه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫﴾ وعيد وتهديد لأولئك المنكرين للبعث يوم يخرج المكتوب‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ الجزاء والحساب‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ مجاوز للحد‪ ﴾ ﴿ .‬مكتسب للإثم‪.‬‬ ‫﴾ بذلك اليوم ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي أحاديث المتقدمين‪ .‬وقال ال َّز َّجاج‪:‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬القرآن ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾‪ :‬أباطيل‪ ،‬واحدها أسطورة؛ مثل أحدوثة وأحاديث‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴿ ﴾ ردع للمعتدي الأثيم عن هذا القول﴿ ﴾ نفي لما قالوا‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫غ َّطاها كسبهم؛ أي‪ :‬غلب على قلوبهم حتى َغ َم َرها ما كانوا يكسبون من المعاصي‪.‬‬ ‫قال الحسن‪ :‬الران هو الذنب بعد الذنب حتى َي ْس َو ّد القلب‪.‬‬ ‫وقال ال َّض َّحاك‪ :‬ال َّر ْين‪ ،‬موت القلب‪.‬‬ ‫﴾ عن رؤية ربهم‬ ‫﴿ ﴾ ردع عن الكسب الرائن على القلب ﴿‬ ‫﴾ لممنوعون‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫قال الزجاج‪ :‬في الآية دليل على أ َّن المؤمنين يرون ربهم‪ ،‬وإلا لا يكون التخصيص مفي ًدا‪.‬‬ ‫وقال الحسين بن الفضل‪ :‬كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته‪.‬‬ ‫‪63‬‬

‫﴾ أدخل همزة الاستفهام على ﴿ ﴾ النافية توبي ًخا‪ ،‬وليست ﴿ ﴾‬ ‫﴿‬ ‫هذه للتنبيه‪ ،‬وفيه إنكاروتعجيب من حالهم في الاجتراء على التطفيف‪ ،‬كأنهم لا يخطر ببالهم ولا‬ ‫يخ ِّمنون تخمينًا أنهم مبعوثون‪.‬‬ ‫﴾ يعني يوم القيامة‪ ،‬فهم ُماسبون على مقدارالذرة‪ ،‬وعن عبد الملك بن مروان أ َّن‬ ‫﴿‬ ‫أعراب ًيا قال له‪ :‬لقد سمعت ما قال الله في المطففين فما ظنك بنفسك وأنت تأخذ أموال المسلمين‬ ‫بلا كيل ولا وزن‪.‬‬ ‫﴾ لأمره وجزائه‪ ،‬وعن ابن عمر أ َّنه‬ ‫﴾ ُنصب بـ﴿ ﴾ ﴿‬ ‫﴿‬ ‫قرأ هذه السورة‪ ،‬فلمَّ بلغ هنا بكى نحي ًبا وامتنع من قراءة ما بعده‪.‬‬ ‫جزاء الفجار‬ ‫﴿ ﴾ ردع وتنبيه‪ ،‬أي‪ :‬ردع لهم ع َّم كانوا عليه من التطفيف والغفلة عن البعث والحساب‪،‬‬ ‫وتنبي ٌه لهم على أ َّنه ممَّا يجب أن ُيتاب عنه و ُيندم عليه‪.‬‬ ‫﴾ صحائف أعمالهم‪.‬‬ ‫ُث َّم أتبعه وعيد الفجار على العموم فقال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ ﴿ ﴾ كتاب جامع‪ ،‬هو ديوان الشر‪ ،‬د َّون الله فيه أعمال‬ ‫﴿‬ ‫الشياطين والكفرة من الجن والانس‪ ،‬وسمي سجينًا فِ َّعيلا من السجن وهو الحبس والتضييق؛‬ ‫لأ َّنه سبب الحبس والتضييق في جهنم‪ ،‬أو لأ َّنه مطروح تحت الأرض السابعة في مكان مظلم‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫﴾ تحضره الملائكة‪.‬‬ ‫﴾ كتاب الأبراركتاب واضح ب ِّي‪﴿ .‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ إلى كرامة الله ونعمه‪،‬‬ ‫﴾ الأَ ِ َّسة ﴿‬ ‫﴾ ُتنَ َّعم في الجنان‪﴿ ،‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ بهجة التنعم‪﴾ ﴿ ،‬‬ ‫والى أعدائهم كيف ُيع َّذبون‪﴿ ،‬‬ ‫شراب خالص لا ِغ ّش فيه‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ مسدود لم تمسه يد قبل أيدي هؤلاء الأبرار‪.‬‬ ‫﴾ ُتتم أوانيه بمسك بدل الطين الذي ُيتم به الشراب في الدنيا‪ ،‬أمر الله تعالى‬ ‫﴿‬ ‫بالختم عليه إكراما لأصحابه‪ ،‬أو ختامه مسك أي‪ :‬مقطعه‪ 1‬رائحة مسك‪ ،‬أي‪ :‬توجد رائحة المسك‬ ‫﴾ فليرغب الراغبون‪،‬‬ ‫عند خاتمة شربه ﴿ ﴾ الرحيق أو النعيم ﴿‬ ‫وذلك إنما يكون بالمسارعة إلى الخيرات والانتهاء عن السيئات‪.‬‬ ‫﴾ هو َع َل َم لِ َعي ٍن بعينها‪ ،‬سميت بالتسنيم لأنها أرفع‬ ‫﴿ ﴾ ومزاج الرحيق ﴿‬ ‫شراب في الجنة‪ ،‬أو لأنها تأتيهم من فوق و َتنْ َص ُّب في أوانيهم‪.‬‬ ‫﴾ عن ابن عباس وابن‬ ‫﴾ أي‪ :‬منها ﴿‬ ‫﴿ ﴾ حال‪ ،‬أو ُنصب على المدح ﴿‬ ‫مسعود  يشربها المقربون خالص ًة و ُتزج لأصحاب اليمين‪.‬‬ ‫المعجم‬ ‫ ‪1 .‬مقطعه‪ :‬مقطع كل شيء‪ :‬منتهاه‪ ،‬الصحاح‪.‬‬ ‫‪65‬‬

‫وقال مالك بن أنس‪ :‬ل َّما حجب أعداءه فلم يروه تج ّلى لأوليائه حتى رأوه‪.‬‬ ‫﴾ ث َّم بعد كونهم محجوبين عن ربهم لداخلون النار‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي‪ :‬هذا العذاب هو الذي كنتم تكذبون به في الدنيا‬ ‫﴿‬ ‫وتنكرون وقوعه‪.‬‬ ‫من جزاء الأبرار‬ ‫﴾ ما ُكتب من أعمالهم‪ ،‬والأبرار‪ :‬المطيعون الذين‬ ‫﴿ ﴾ ردع عن التكذيب ﴿‬ ‫لا يطففون الميزان ويؤمنون بالبعث؛ قال الحسن‪ :‬ال َب ُّر الذي لا يؤذي ال َّذ َّر﴿ ﴾ هو‬ ‫َع َلم لديوان الخير الذي ُد ِّون فيه ك ُّل ما عملته الملائكة‪ ،‬وصالحو الإنس والجن‪.‬‬ ‫وأصل ﴿ ﴾ من العلو‪ُ :‬سمي به؛ لأ َّنه سبب الارتفاع إلى أعالي الدرجات في الجنة‪ ،‬أو‬ ‫لأ َّنه مرفوع في السماء السابعة تكري ًما له‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ ما الذي أعلمك يا محمد ﴿ ﴾ أي شيء هو؟‬ ‫‪64‬‬

‫﴾ في محل النصب على الحال‪ ،‬أي‪ :‬يضحكون منهم ناظرين إليهم وإلى ما‬ ‫﴿‬ ‫هم فيه من الهوان بعد العزة والاستكبار وهم على الأرائك آمنون‪ ،‬وقيل‪ُ :‬يفتح للكفار باب إلى‬ ‫الجنة‪ ،‬فيقال لهم‪َ :‬ه ُل ُّموا إلى الجنة‪ ،‬فإذا وصلوا إليها‪ُ ،‬أغلق دونهم‪ ،‬فيضحك المؤمنون منهم‪.‬‬ ‫﴾ هل ُجوزوا بسخريتهم بالمؤمنين في الدنيا إذا ُفعل بهم ما ُذكر‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ استئناف ناشئ عن الوعيد والتقريع لهم بالويل‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ التعبير بالمضارع لاستحضار الحال‪.‬‬ ‫على التطفيف‪.‬‬ ‫‪ -‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ تشبيه بليغ‪ ،‬أي كالمسك في الطيب والبهجة‪،‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫فحذفه منه الأداة ووجه الشبه‪ ،‬فأصبح بليغا‪.‬‬ ‫﴾ توبيخ ولوم لزيادة تعذيبهم وهو ما‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ينتظره كل من عاند‪.‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫ ‪1 .‬الوعيد الشديد للذين يبخسون الناس بالمكيال والميزان‪ ،‬أو لمن يأخذ‬ ‫أموال غيره عنوة أو سرقة‪.‬‬ ‫ ‪2 .‬الإيمان بالبعث والجزاء رادع للإنسان عن المعاصي والسيئات‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة‪.‬‬ ‫استفادة‬ ‫ ‪4 .‬الأبرار هم أهل الجنة ومكانهم في أعلى الجنان‪.‬‬ ‫ ‪5 .‬الحث على التسابق و المبادرة إلى الله بالأعمال الصالحة‪.‬‬ ‫ ‪6 .‬الجزاء من جنس العمل‪.‬‬ ‫‪67‬‬

‫الجزاء من جنس العمل‬ ‫﴾ في الدنيا استهزاء بهم‬ ‫﴾ كفروا ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ يشير بعضهم إلى بع ٍض بِال َعي ِن طعنًا فيهم وعي ًبا لهم‪.‬‬ ‫﴾ متلذذين بذكرهم‬ ‫﴾ أي‪ :‬إذا رجع الكفار إلى منازلهم ﴿‬ ‫﴿‬ ‫والسخرية منهم‪ ،‬وقرأ غير حفص (فاكهين)أي فرحين‪.‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬خدع محمد‬ ‫﴾ واذا رأى الكافرون المؤمنين ﴿‬ ‫﴿‬ ‫هؤلاء َف َض ُّلوا وتركوا اللذات‪ ،‬لما يرجونه في الآخرة من الكرامات‪ ،‬فقد تركوا الحقيقة بالخيال‪،‬‬ ‫وهذا هو عين الضلال‪.‬‬ ‫﴾ وما أرسل الكفار ﴿ ﴾ على المؤمنين ﴿ ﴾ يحفظون عليهم أحوالهم‬ ‫﴿‬ ‫ويرقبون أعمالهم‪ ،‬بل أمروا بإصلاح أنفسهم‪ ،‬فاشتغالهم بذلك أولى بهم من َت َت ُّب ِع غيرهم‬ ‫وتسفيه أحلامهم‪.‬‬ ‫﴾ بسبب استهزاء الذين‬ ‫﴿ ﴾ أي‪ :‬يوم القيامة ﴿‬ ‫أجرموا من المؤمنين في الدنيا‪ ،‬كافأ الله تعالى المؤمنين على صبرهم‪ ،‬فجعلهم يوم القيامة يضحكون‬ ‫من الكفار حين يرونهم أذلاء مهانين‪ ،‬كما كان الكفار يضحكون من المؤمنين في الدنيا‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪ 8‬سورة الانشقاق‬ ‫• •أهوال يوم القيامة وانقسام الناس فريقين‬ ‫• •وقوع القيامة وما يتبعها من الأهوال‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫سورة مكية تناولت أهوال يوم القيامة وبعض المشاهد‬ ‫‪1‬‬ ‫من ذلك اليوم العصيب كما في السورة السابقة‪  .‬‬ ‫تحدثت عن خلق الإنسان الذي يتعب في سبيل تحصيل الرزق‬ ‫‪2‬‬ ‫ويأتي يوم القيامة لتعرض عليه أعماله فإن ق ّدم خيراً فهو خير له‬ ‫وإن ق ّدم شراً فسيكون حسابه عسيرا وهذا هو الجزاء من‪ ‬ﷲ‪.‬‬ ‫تأتي ختام السورة بتوبيخ شديد للمشركين على كفرهم‪ ‬بالله تعالى مع وضوح‬ ‫‪3‬‬ ‫الآيات على وحدانيته‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫الأسئلة‬ ‫﴾؟ وما المراد بقوله تعالى‪:‬‬ ‫ ‪1‬ما الويل؟ وما إعرابه؟ وما معنى ﴿‬ ‫﴿ ﴾؟‬ ‫﴾ و ِلَقدم‬ ‫ ‪ِ 2‬لَأبدل ﴿ ﴾ مكان (إلى) في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫المفعول على الفعل؟‬ ‫﴾؟ وما المراد بها؟‬ ‫ ‪3‬ما الغرض من﴿ ﴾ في قوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫﴾؟ ومل ُسمى بذلك؟‬ ‫﴾؟ وما معنى﴿‬ ‫وما معنى﴿‬ ‫وما معنى ﴿ ﴾؟‬ ‫)؟ وعلام استدل ال َّز َّجاج بقوله‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‪4‬ما معنى ( ‪-‬‬ ‫﴾؟‬ ‫﴿‬ ‫ ‪5‬وضح السر البلاغى فما يأتى‪:‬‬ ‫﴾‬ ‫﴾‬ ‫(أ) ‪ -‬قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾‬ ‫(ب) ‪ -‬قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫(ج) ‪ -‬قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ ‪6‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة‬ ‫‪28‬‬

‫والمراد‪ :‬جزاء ال َك ْدح إن خيرا فخي ٌر وإن ش ًرا فش ٌّر‪.‬‬ ‫وقيل‪:‬لقاء الك ْدح‪:‬لقا ُء كتا ٍب فيه ذلك ال َك ْدح ‪،‬يدل عليه قوله تعالى‪﴾ ﴿:‬‬ ‫﴾ سه ًل هينًا‪ ،‬وهو‪:‬أن ُيازى على الحسنات‪،‬‬ ‫أي‪ :‬كتا َب عمله‪﴿ .‬‬ ‫ويتجاوز عن السيئات‪ ،‬وفى الحديث‪((:‬من ُيا َسب ُيع َّذب فقيل‪ :‬فأين قوله تعالى‪:‬‬ ‫﴾قال‪:‬ذلكم ال َع ْرض‪َ ،‬م ْن ُنو ِق َش ال ِحساب ُع ِّذب))‪﴾ ﴿،1‬‬ ‫﴿‬ ‫إلى عشيرته إن كانوا مؤمنين‪ ،‬أو إلى فريق المؤمنين عامة ‪ ،‬أو ﴿ ﴾ في الجنَّة من الحور العين‬ ‫﴿ ﴾ َف ِر ًحا‪.‬‬ ‫﴿﴾‬ ‫قيل‪ُ :‬ت َغ ُّل ُي ْمنَا ُه إِ َل ُعنُقه‪ ،‬و ُ ْت َعل ِشماله َو َراء َظ ْهره ‪ ،‬ف ُيؤ َتى كتا َبه ب ِشمماله من وراء ظهره‪.‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬يدخل جهنَّم‪.‬‬ ‫﴾ يقول‪ :‬يا ُث ُبوراه! وال ُث ُبور‪ :‬الهلاك‪﴿ .‬‬ ‫﴿‬ ‫(‪ )1‬متفق عليه ‪.‬‬ ‫‪71‬‬

‫سورة الانشقاق‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي‪ :‬خمس وعشرون آية)‬ ‫أهوال يوم القيامة وانقسام الناس فريقين‬ ‫﴾ َس ِمعت وأطاعت وأجابت ر َّبا‬ ‫﴾ َتص َّدعت‪ ،‬و َتش َّققت‪﴿ .‬‬ ‫﴿‬ ‫إلى الانشقاق‪ ،‬ولم َت ْأ َب‪ ،‬ولم تمتنع‪ ﴾ ﴿ ،‬أي‪ :‬و ُح َّق لها أن تسمع و ُتطيع لأمر الله؛ إذ هي‬ ‫﴾ ُب ِس َطت ُس ِّويت باندكاك جبالها‪ ،‬وك ِّل ُمرتف ٍع‬ ‫مصنوع ٌة مربوبة لله تعالى‪﴿ ،‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬أخرجت ما في َجوفِها من ال ُكنُوز والموتى‪َ ﴾ ﴿ .‬و َخ َل ْت غاية‬ ‫فيها‪﴿ .‬‬ ‫الخُل ِّو‪ ،‬حتى لم يبق شي ٌء في باطنها‪ ،‬كأ َّنَا تك َّلفت أقصى َج ْهدها في الخُ ُلو‪ ،‬يقال‪َ :‬ت َك َّرم الكري ُم‬ ‫﴾ في إلقا‪ ،‬ما في بطنها وتخ ِّليها‬ ‫إذا بلغ َج ْهده في الكرم‪ ،‬وتك َّلف فوق ما في طبعه‪﴿ .‬‬ ‫﴿ ﴾ وهى َحقيق ٌة بأ ْن تنقاد ولا تمتنع‪.‬‬ ‫وحذف جواب ﴿ ﴾؛ لِ َيذه َب ال ُم َق ِّدر في تقديره ُك َّل َمذهب‪ ،‬أو أ َّنه محذو ٌف‪ ،‬اكتفا ًء بذكره في سور‬ ‫﴾‪ ،‬وسورة‬ ‫أخرى؛ مثل‪ :‬سورة ال َّتكوير‪ ،‬حيث جاء الجواب في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾‪ ،‬أو جوابه ما د َّل عليه‬ ‫الانفطار؛ حيث جاء الجواب في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ خطاب للجنس‬ ‫﴾ لاقى الإنسان َك ْد َحه ﴿‬ ‫﴾ أي‪﴿ :‬‬ ‫قوله ﴿‬ ‫﴾﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ الضمير يعود على ال َك ْدح‪ ،‬وهو َج ْهد النَّفس فى العمل‪،‬‬ ‫والك ُّد فيه ‪ ،‬حتى يؤثر فيها‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫﴾لا يخضعون‪.‬‬ ‫﴾ فما لهم في أ ّل يؤمنوا؟!﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ بالبعث والقرآن‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ بما يجمعون فى صدورهم‪ ،‬و ُي ْض ِمرون من ال ُك ْفر‪ ،‬وتكذيب النب ِّي‬ ‫﴿‬ ‫أو‪ :‬بما يجمعون فى صحفهم من أعمال السوء و َي َّدخرون لأنفسهم من أنواع العذاب‪،‬‬ ‫﴾ أخبرهم َخ َ ًبا يظهر أثره على َب ْ َش ِتم ُحز ًنا وه ًّما‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ استثنا ٌء ُمنقط ٌع‪ ،‬وهو‪ :‬ال ِّذى يكو ُن فيه الم ْس َتثنى من غير‬ ‫﴿‬ ‫﴾ غي ُر مقطو ٍع‪ ،‬أو‪ :‬غير منقو ٍص‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫جن ِس الم ْس َتثنى منه‪﴿ ،‬‬ ‫من الأسرار البلاغية‬ ‫ ‪-‬ال َّسما ُء والأَ ْر ُض بينهما طباق‪.‬‬ ‫﴾ مقابلة‪.‬‬ ‫﴾‪،‬وقوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫ ‪-‬بين قوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫﴾ كناية عن الشدة والأهوال التي يتعرض لها الإنسان‪.‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ أسلوب تهكمي‪ ،‬ففي استعمال البشارة في موضع‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫الإنذار تهكم وسخرية بالكفار‪.‬‬ ‫‪73‬‬

‫﴿ ﴾ فى الدنيا ‪ ﴾ ﴿ ،‬معهم ﴿ ﴾ بالكفر‪ ،‬يضحك ممن آمن بالبعث‪.‬‬ ‫﴾ لن يرجع إلى ربه؛ تكذي ًبا بالبعث ‪ ،‬فال َح ْو ُر معناه ال ُّرجوع‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ إيجا ٌب لما بعد النفى فى قوله تعالى ﴿ ﴾ أي‪ :‬بلى ل َي ُحو َر َّن‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ وبأعماله ﴿ ﴾ لا تخفى عليه‪ ،‬فلا ب َّد أن ُيرجعه و ُيازيه عليها‪.‬‬ ‫وقوع القيامه وما يتبعها من الأهوال‬ ‫﴾ فأقسم بالبياض بعد ال ُح ْمرة‪ ،‬أو الحُ ْمرة‪ ،‬وهي التي تظهر في أفق ال َّسماء قبل‬ ‫﴿‬ ‫طلوع الشمس ‪ ،‬وبعد غروبها‪.‬‬ ‫﴾ َ َج َع وض َّم من ال ُظلمة والنَّجم ‪ ،‬أو ما ُعمل فيه من طاعة لله تعالى كال َّتهجد‬ ‫﴿‬ ‫﴾ اجتمع وصار بد ًرا‪ ،‬على وزن افتعل‪ِ ،‬م ْن ال َو ْسق‪﴾ ﴿ .‬‬ ‫وغيره‪﴿ .‬‬ ‫﴾ حا ًل بعد حال‪ُ ،‬ك ُّل واحدة مطابقة لأختها في‬ ‫أيها الإنسان‪ ،‬على إرادة الجنس ﴿‬ ‫ال ِّشدة والهَول‪ ،‬وال َّط َبق‪ :‬ما طابق غيره‪ ،‬يقال‪ :‬ما هذا بِ َط َب ٍق لذا‪ ،‬أي‪ :‬لا ُيطابقه‪ ،‬ومنه قيل‬ ‫للغطاء‪ :‬الطبق‪.‬‬ ‫ويجوزأنيكونجمعطبقة‪،‬وهيال َم ْر َتبة‪،‬منقولهم‪:‬هوعلىطبقات‪،‬أي‪َ :‬ل َ ْت َك ُب َّنأحوا ًلبعدأحوال؛‬ ‫حي طبقات في ال ِّشدة بع ُضها أرف ُع من بعض‪ ،‬وهي الموت وما بعده من مواطن القيامة وأهوالها‪.‬‬ ‫وقوله تعالى ﴿ ﴾ في محل نصب صفة لقوله تعالى‪ ﴾ ﴿ :‬أي‪ ﴾ ﴿ :‬مجاو ًزا لطبق‪.‬‬ ‫﴾ مجاوزين لطبق‪.‬‬ ‫وي جوز أن يكون حا ًل من الضمير في ﴿ ﴾ أي‪﴿ :‬‬ ‫وقرأا ْبنكثير َو َ ْح َزةوالكسائي﴿ ﴾بفتحالباء‪،‬وعليهيكونالخطابللنبي ‪،‬أي‪﴾ ﴿:‬‬ ‫ِم ْن أطباق ال َّسماء بعد ﴿ ﴾ أي‪ :‬في المعراج‪.‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪ 9‬سورة البروج‬ ‫• •القسم على لعنة أصحاب الأخدود‬ ‫• •قصة أصحاب الأخدود‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫سورة مكية وتتناول آياتها قصة أصحاب الأخدود وهي‬ ‫قصة‪ ‬التضحية‪١  .‬‬ ‫وقد ابتدأت السورة بالقسم بالسماء وما‬ ‫فيها من نجوم هائلة ومدارات ضخمة‬ ‫بيوم القيامة وبالرسل بالنفس في سبيل ‪٢‬‬ ‫العقيدة والإيمان‪  .‬‬ ‫ثم تأتي الآيات بالوعيد للفجار على‬ ‫‪٣‬‬ ‫ما فعلوه بالمؤمنين‪.‬‬ ‫تختم السورة بقصة فرعون الطاغية الجبّار وما أصابه وقومه من‬ ‫‪٤‬‬ ‫هلاك ودمار بسبب بغيه وطغيانه وهذه القصة تناسب سياق‬ ‫الآيات من الحديث عن أصحاب الأخدود‪.‬‬ ‫‪75‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫ ‪1 .‬السماءوالأرضمنآياتاللهالتيلاتخرجعنطاعتهوالخضوعلأمره‪.‬‬ ‫استفادة‬ ‫ ‪2 .‬الإنسان ُملا ٍق جزاء عمله‪ ،‬إِ ْن َخي ًرا فخي ٌر وإِن ش ًّرا فش ٌّر‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬يأخذ المؤمن كتاب أعماله بيمينه ‪ ،‬في ْس ُهل عليه الحساب‪.‬‬ ‫ ‪4 .‬يندمالكافرعندمايأخذكتابأعمالهبشماله‪،‬فيدعوعلىنفسهبالهلاكوال ِّدمار‪.‬‬ ‫ ‪5 .‬البعث حقيقة لا ُينْكرها إلا الجاهلون‪.‬‬ ‫ ‪6 .‬الله ُم َّطل ٌع على أعمالنا ‪ ،‬ولا يخفى عليه شيء من أحوالنا‪.‬‬ ‫ ‪7 .‬كانيلزمالمشركينبعدرؤيتهمالدلائلعلىصدقالنبيأنيؤمنوابهوي َّتبِعوه‪.‬‬ ‫ ‪8 .‬لأهل الإيمان في الجنَّة نعي ٌم لا ينقطع أب ًدا‪.‬‬ ‫الأسئلة‬ ‫﴾؟‬ ‫﴾؟ومامعنى‪﴾ ﴿:‬؟ومامعنى﴿‬ ‫ ‪1‬ماالمراد بقولهتعالى‪﴿:‬‬ ‫ومن أي شىء تخلت؟ وما جواب ﴿ ﴾؟ ولماذا ُق ِّدر جواب ﴿ ﴾‬ ‫ ‪2‬ما الكدح؟ وما معنى ﴿ ﴾ ثم و ّضح المراد بالشفق وما معنى‪﴾ ﴿ :‬؟‬ ‫وما نوع ﴿ ﴾ في قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬؟‬ ‫﴾؟ وما نوع الاستفهام في‬ ‫ ‪3‬ما المراد من اتساق القمر؟ وما المراد بقوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾؟ وما المراد بالسجود؟ وما معنى ﴿ ﴾؟‬ ‫قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ ‪4‬وضح السر البلاغي فيما يأتي‪ :‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫ ‪5‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫قصة أصحاب الأخدود‬ ‫أخبر النّبي ‪ ‬أ َّنه كان لبعض الملوك ساحر‪ ،‬فلما َك ُب َض َّم إليه غلا ًما؛ ليعلمه السحر‪ ،‬و كان في‬ ‫طريق الغلام راهب فسمع منه‪ ،‬وفي يوم رأى الغلام في طريقه داب ًة قد حبست الناس‪ ،‬فأخذ‬ ‫حج ًرا وقال‪ :‬الل ُه َّم إ ْن كان ال َّراه ُب أح َب إليك ِم ْن ال َّساحر فاقتلها‪ ،‬فقتلها‪ ،‬فكان الغلام بعد‬ ‫ذلك ُيبرئ الأكمه ‪ -‬وهو الذي ُولِ َد كفي ًفا‪ -‬ويعالج الأبرص بإذن الله‪.‬‬ ‫وكان للم ِلك جلي ٌس أصابه العمى فأبرأه الغلام‪ ،‬فل ّم رأى الم ِل ُك جليسه قد أ ْب َص سأله‪:‬‬ ‫َم ْن َر َّد عليك َب َصك؟ قال‪ :‬ربي‪ ،‬فغضب الم ِل ُك و َع َّذ َب َجليسه‪َ ،‬فد َّله على الغلام فعذبه‪،‬‬ ‫فد ّل الغلا ُم على ال َّراهب فلم يرجع ال َّراهب عن دينه حتى فلقوه بالمِنشار‪ُ ،‬ث َّم َأ َت ْوا بالغلام‬ ‫فأبى أن يترك دينه‪ ،‬وحاولوا قتله فذهبوا به إلى جبل لِ ُيطرح ِم ْن قمته‪ ،‬فدعا وارتجف‬ ‫الجبل بالقوم فطاحوا جمي ًعا ونجا‪ ،‬فذهبوا به إلى سفينة في البحر ليغرقوه‪ ،‬فدعا فانكفأت‬ ‫بهم السفينة وغرقوا جمي ًعا ونجا‪ُ ،‬ث َّم قال للم ِلك‪ :‬لست بقاتلي حتى تجمع الناس في صعيد‬ ‫وتصل َبني على ِجذ ٍع ‪ ،‬وتأخذ من ِكنانتي سه ًم وتقول ‪ :‬بسم الله رب الغلام‪ ،‬ثم توميني‬ ‫به‪ ،‬ففعل الملك ومات الغلام‪ ،‬فلما رآه النَّاس قالوا جمي ًعا ‪ :‬آمنَّا برب الغلام ‪.‬‬ ‫فقيل للم ِلك‪ :‬نزل بك ما كنت تحذر‪ ،‬فخذ ُأخدو ًدا وا ْملأها نا ًرا‪،‬فمن لم يرجع عن‬ ‫دينه ا ْطرحه فيها‪ ،‬حتى جاءت امرأة معها صبي‪ ،‬فخافت أن تقع فيها‪ ،‬فقال الصبي‪:‬‬ ‫يا أ َّماه اصبري فإنك على الحق‪ ،‬ف ُألقي الصب ُي و ُأ ُّم ُه فيها‪.1‬‬ ‫(‪ )1‬هذه القصة رواها مسلم وغيره‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫سورة البروج‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي ‪ :‬اثنتان وعشرون آية )‬ ‫القسم على لعنة أصحاب الأخدود‬ ‫﴾ هي البروج الاثنا عشر وقيل ‪ :‬النُّجوم‪ ،‬أو أعظم الكواكب﴿ ﴾‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي‪﴾ ﴿:‬في ذلك اليوم‪ ﴾ ﴿،‬فيه‪ ،‬والمراد بال َّشاهد‪َ :‬م ْن‬ ‫يوم القيامة ﴿‬ ‫يشهد فيه من الخلائق ُك ِّلهم‪ ،‬بالمشهود فيه‪ :‬ما في ذلك اليوم من عجائبه وقد كثرت أقوال المفسرين‬ ‫في ال ّشاهد والمشهود ‪ ،‬فقيل‪ :‬ال َّشاهد سيدنا محمد والمشهود‪ :‬يوم القيامة‪ ،‬وقيل‪ :‬عيسى وأ َّمته‬ ‫لقوله تعالى‪.﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة المائدة‪ :‬الآية‪)١١٧‬‬ ‫وقيل‪ :‬أ َّمة النبي ‪ ‬والمشهود‪ :‬سائر الأُ َمم‪ ،‬أو ال َح َجر الأسود والحجيج‪ ،‬أو الأيام والليالي‬ ‫﴾ أو الأنبياء‬ ‫وبنوآدم‪ ،‬أو الحفظة وبنوآدم‪ ،‬أو الله تعالى وال َخ ْلق؛ لقوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫و سيدنا محمد ‪.‬‬ ‫(سورة النساء‪ :‬الآية ‪)79‬‬ ‫﴾‪،‬أي‪ُ :‬ل ِع َن؛‬ ‫وجواب ال َق َسم المتق ِّدم في الآيات محذو ٌف يد ُّل عليه قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫كأ َّنه أقسم بهذه الأشياء أ َّنم ملعونون‪ -‬يعني‪ :‬كفار قريش‪ -‬كما ُل ِع َن أصحاب الأخدود‪ ،‬وهو جمع‬ ‫خ ٍّد أي‪َ :‬ش ٌق عظي ٌم في الأرض‪.‬‬ ‫‪76‬‬

‫﴾ يجوز أن يريد بالذين فتنوا‪ :‬أصحاب الأُخدود خا ّصة‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫وبالذين آمنوا‪ :‬المطروحين فى الأخدود‪ ،‬ومعنى فتنوهم‪ :‬عذبوهم بالنّار‪ ،‬وأحرقوهم‪.‬‬ ‫﴾ بكفرهم‬ ‫﴿ ﴾ لم يرجعوا عن كفرهم ﴿ ﴾ فى الآخرة ﴿‬ ‫﴾ فى الدنيا؛ لما ُروي أن النّار انقلبت عليهم فأحرقتهم ‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫ويجوز أن يريد ‪ :‬بالذين فتنوا المؤمنين‪ ،‬أي‪ :‬بلوهم بالأذى على العموم‪ ،‬وأ َّن للفاتنين عذابين‬ ‫في الآخرة؛ لكفرهم ول ِف ْتنتهم ‪.‬‬ ‫﴿﴾‬ ‫أي ‪ :‬الذين صبروا على تعذيب الأخدود أو هو أع ّم‪ ،‬والمراد‪ :‬بيان َأ ْخذ ال َّظلمة والجبابرة‬ ‫بالعذاب والانتقام‪.‬‬ ‫كمال القدرة الإلهية‬ ‫﴾ البطش الأخذ بالعنف‪ ،‬فإذا ُوصف بال ِّشده فقد َتضاعف و َتفاقم‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫والمراد ‪ :‬بيان أخذ ال َّظلمة والجبابرة بالعذاب والانتقام ‪.‬‬ ‫﴾ أى ‪ُ :‬يلقهم ابتدا ًء‪ُ ،‬ث َّم يعيدهم بعد أن صيَّ هم ترا ًبا‪َ ،‬د َّل باتقداره‬ ‫﴿‬ ‫على الإبداء والإعادة على شدة بطشه‪،‬أو‪:‬أوعد الكفرة بأ َّنه ُيعيدهم كما َبدأهم؛ ليبطش بهم؛‬ ‫إذ لم يشكروا نعمة الإبداء‪ ،‬وك َّذبوا بالإعادة ‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫﴾ و ْص ٌف لها بأ َّنَا نا ٌر عظيم ٌة‪ ،‬لها ما يرتفع به‬ ‫﴿ ﴾ بد ُل ا ْشتِ َمل من ﴿ ﴾‪﴿،‬‬ ‫له ُبها ِم َن ال َح َطب الكثير وأبدان النَّاس‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ ظر ٌف لقوله‪ ،﴾ ﴿ :‬أي‪ُ :‬ل ِعنوا حين َأ ْحرقوا بالنَّار قاعدين حولها‪ ﴾ ﴿ .‬أي‬ ‫الك َّفار على ما يدنو منها من حافات الأُ ْخدود ﴿ ﴾ ُج ُلو ٌس على الكراسي‪.‬‬ ‫﴾ من الإحراق ﴿ ﴾ يشهد بعضهم لبعض‬ ‫﴿ ﴾ أي الك َّفار ﴿‬ ‫عند الملك أ َّن أح ًدا منهم لم يف ِّرط فيما أمر به‪ ،‬وفوض إليه من التعذيب‪.‬‬ ‫وفيه ح ٌّث للمؤمنين على الصبر‪ ،‬وتح ُّمل أذى أهل م َّكة ‪.‬‬ ‫﴾ وما عابوا منهم وما أنكروا إلَّ الإيمان‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ َذ َكر الأوصا َف التي يستحق بها أن ُي ْؤ َمن به‪ ،‬وهو كونه‪ :‬عزي ًزا‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫غال ًبا‪ ،‬قاد ًرا ُيشى ِعقا ُبه‪ ،‬حمي ًدا‪ ،‬منع ًم‪ ،‬يجب له الحمد على نعمته‪ ،‬و ُيرجى َثوا ُبه‬ ‫﴿ ﴾‪.‬‬ ‫فك ُّل َم ْن فيهما يح ُّق عليه عباد ُته‪ ،‬والخُشو ُع له؛ تقري ًرا لأن ما نقموا منهم هو‬ ‫الح ُّق الذي لا َين ِقمه إلا ُمبط ٌل‪ ،‬وأ َّن الناقمين أه ٌل لانتقام الله منهم بعذا ٍب عظي ٍم‪.‬‬ ‫﴾ وعي ٌدلهم‪ ،‬يعنى‪ :‬أ َّنه َعلم ما فعلوا‪ ،‬وهو مجازيهم عليه‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫‪78‬‬

‫من الأسرار البلاغية‪:‬‬ ‫﴾بطريق ال َّتنكير؛ ليدل على كثرة ال ّشاهد والمشهود يوم‬ ‫ ‪-‬جاء قوله تعالى‪﴿:‬‬ ‫القيامة ‪ ،‬أو ليد َّل على إبهام ال ّشاهد والمشهود‪ ،‬حيث لا يعلم أح ٌد وصفهما ‪.‬‬ ‫﴾ أورد الخبر الإنكاري خبر مؤ َّك ٌد بإن واللام‪،‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫للدلالة على شدة عقابه تعالى لمن أنكر الرسالة‪.‬‬ ‫﴾ مجاز مرسل علاقته الحالية لأن التكذيب‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫معنى من المعاني ولا يحل الإنسان فيه‪.‬‬ ‫﴾ ش َّبه عل َم اﷲ بأحوالهم‪ ،‬وقدرته عليهم‪ ،‬مع كونهم‬ ‫ ‪-‬في قوله ‪﴿ :‬‬ ‫لا يفوتونه‪ ،‬بالشيء الذي يحيط به صاحبه‪ ،‬فلا يمكن أن َيفوته ‪.‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫‪1.1‬إظهار عظمة اﷲ وجليل صفاته‪.‬‬ ‫‪2.2‬أ َّن اﷲ تعالى ُيهلك الأُمم الطاغية في كل حين‪ ،‬ولا سيما‬ ‫الذين يفتنون المؤمنين‪.‬‬ ‫‪3.3‬أع َّد اﷲ للمؤمنين الصابرين أج ًرا عظي ًما جزاء ما لا َق ْوه في الدنيا‪.‬‬ ‫استفادة‬ ‫‪4.4‬ينبغي الاعتبار بمصير الأمم السابقة المكذبة لرسلهم‪.‬‬ ‫‪5.5‬تك َّفل اﷲ تعالى بحفظ القرآن من التبديل والتغيير والتحريف‪.‬‬ ‫‪81‬‬

‫﴾ ال ّساتر للعيوب‪ ،‬العافي عن الذنوب ﴿ ﴾ ال ُم ِح ُّب لأوليائه‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫وقيل ‪ :‬الفاع ُل بأهل طاعته ما يفعله ال َودود من إعطائهم أرادوا ‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ خالقه ومالكه ﴿ ﴾ وهناك قراءة بالجر‪ ،‬وهي قراءة حمزة وال ِكسائي على‬ ‫أ ّنه صفة للعرش‪ ،‬ومجد الله‪ :‬عظمته‪ ،‬ومجد العرش‪ُ :‬ع ّلوه وعظمته ‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ خب ٌر لمبتدأ محذوف‪ ﴾ ﴿،‬تكوينَه‪.‬‬ ‫﴾ بد ٌل من‬ ‫﴾ خبر الجُ ُموع ال َّطاغية في الأمم الخالية‪﴿ .‬‬ ‫﴿‬ ‫الجنود‪ ،‬وأراد بفرعون‪ :‬إ َّياه وقو َمه معه‪ ،‬والمعنى ‪ :‬قد عرفت تكذيب تلك الجنود لل ُّرسل‪،‬‬ ‫وما نزل بهم لتكذيبهم‪.‬‬ ‫﴾ واستحقاق للعذاب‪ ،‬ولا يعتبرون بالجنود‪ ،‬لا‬ ‫﴾ من قومك ﴿‬ ‫﴿‬ ‫لخفاء حال الجنود عليهم‪ ،‬لكن يكذبونك عنا ًدا‪.‬‬ ‫﴾عالمٌ بأحوالهم‪ ،‬وقاد ٌر عليهم‪ ،‬وهم لا ُيعجزونه‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ شري ٌف‪ ،‬عالي ال َّطبقة في ال ُكتب‪ ،‬وفي نظمه‪،‬‬ ‫﴿ ﴾ هذا الذي ك ّذبوا به ﴿‬ ‫وإعجازه‪ ،‬وليس كما يزعمون‪ :‬أ َّنه ُم ْف َ َتى‪ ،‬و َأ َّنه أساطير الأولين ‪.‬‬ ‫﴾ بال َّرفع على أ َّنه صفة‬ ‫﴾من وصول ال َّشياطين‪ ،‬وفي قراءة نافع ﴿‬ ‫﴿‬ ‫للقرآن‪ ،‬أي‪ :‬محفو ٌظ من ال َّتغيير وال َّتبديل ‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪ 10‬سورة الطارق‬ ‫• •على كل نفس حافظ‬ ‫• •القسم على صدق القرآن‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫‪٣٢١‬‬ ‫وقد ختمت السورة كما في‬ ‫وقد ابتدأت السورة بالقسم‬ ‫سورة مكية وتدور آياتها‬ ‫السورة السابقة بالحديث‬ ‫بمخلوقين من مخلوقات‪ ‬ﷲ‬ ‫حول الإيمان بالبعث‬ ‫عن القرآن العظيم معجزة‬ ‫تعالى يقسم بمخلوقاته التي‬ ‫رسولنا الكريم وتب ّي صدقه‬ ‫نرى كل يوم عظمتها وبديع‬ ‫وقد أقامت الدليل على‬ ‫قدرة‪ ‬ﷲ تعالى في خلقه‬ ‫وبيّنت أمهال‪ ‬ﷲ تعالى‬ ‫صنعها‪  .‬‬ ‫للمكذبين بهذا القرآن‪.‬‬ ‫وفي كونه‪.‬‬ ‫‪83‬‬

‫الأسئلة‬ ‫ ‪1‬ما المراد بالبروج؟ وما وجه وصف السماء بها؟ وما المراد باليوم الموعود؟ و َم ْن ‬ ‫المراد بالشاهد والمشهود؟ وماذا أفاد تنكيرهما؟ وما جواب القسم؟‬ ‫ ‪َ 2‬م ْن المراد بأصحاب الأخدود؟ وما قصتهم؟ وما الأخدود؟ وما إعراب‬ ‫﴿ ﴾؟ وكيف كان قعودهم على النار؟ وماذا فعلوا بالمؤمنين؟‬ ‫ ‪3‬ما معنى ال َف ْتن؟ وهل المراد بعذاب الحريق عذاب الدنيا أم الأخرة؟ وما هو ‬ ‫البطش؟ وما فائدة وصفه بالشدة؟ ول َم ْن هذا البطش؟ ‬ ‫﴾ ؟ وما ‬ ‫﴾؟ وما إعراب ﴿‬ ‫ ‪4‬ما المراد من قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫معنى ﴿ ﴾؟ وما المراد بالحديث؟ وبالجنود؟ وما مرجع الضمير في قوله ‬ ‫﴾ ؟ وما وجه وصف القرآن بالمجيد؟‬ ‫تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ ‪5‬وضح السر البلاغي في قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫ ‪6‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة الكريمة‪ .‬‬ ‫‪82‬‬

‫و ﴿ ﴾ مبتدأ و ﴿ ﴾ الخبر‪ ،‬والجملة خبر ﴿ ﴾‪ ،‬وأ ّيتهما كانت (إن) المخففة أو‬ ‫النافية‪ ،‬فالجملة مما ُيلتقى به ال َق َسم‪.‬‬ ‫﴾ ل َم َّا ذكر أ َّن على ك ِّل نف ٍس حاف ًظا أمره بالنَّظر في أ َّول أمره؛ ليعلم أ َّن َم ْن‬ ‫﴿‬ ‫أنشأه قادر على إعادته وجزائه‪ ،‬فيعمل ليوم الجزاء‪ ،‬ولا ُيملي على حافظه إ َّل ما َي ُ ُّسه في عاقبته‪.‬‬ ‫و ﴿ ﴾ استفهام‪ ،‬أي‪ِ :‬م ْن أي شي ٍء ُخ ِلق؟ جوابه ‪﴿ :‬‬ ‫﴾ ال َّد ْف ُق‪َ :‬ص ٌّب فيه‬ ‫َد ْف ٌع‪ ،‬و عن بعض أهل اللغة‪َ :‬د َف ْق ُت الما َء َدف ًقا‪َ :‬ص َب ْبته‪ ،‬و َدفق الما ُء بنفسه؛ أي‪ :‬ا ْنص َّب‪.‬‬ ‫ولم يقل‪:‬من ماءين؛ لامتزاجهما في ال َّرحم واتحادهما حين ابتدئ في خلقه‬ ‫﴾ ِم ْن بين ُص ْلب ال َّرجل وترائب المرأة‪ ،‬وهي ِعظام ال َّصدر‬ ‫﴿‬ ‫حيث تكون القلادة‪ ،‬وقيل‪:‬ال َع ْظم وال َع َصب ِمن ال َّرجل‪ ،‬وا َّللحم وال َّدم من المرأة‪ ﴾ ﴿ .‬إ َّن‬ ‫الخالق؛ لدلالة ﴿ ﴾ عليه‪ ،‬ومعناه‪ :‬إ َّن الذى َخ َلق الإنسان ابتدا ًء ِم ْن نطفة ﴿ ﴾ على‬ ‫إعادته خصو ًصا ﴿ ﴾ لب ّ ُي القدرة لا َيعجز عنه‪ ،‬كقوله ‪ :‬إ َّنني لقادر و ُن ِص َب ﴿ ﴾‬ ‫برجعه‪ ،‬أي ُت ْك َش َف‪ ،‬أو بمضمر د َّل عليه قوله ﴿ ﴾ أي‪َ :‬م ْب َع ُثه يوم تبلى ﴿ ﴾ ما‬ ‫ُأ ِ َّس في القلوب من العقائد والن َّيات ‪ ،‬وما ُأخفي من الأعمال ‪.‬‬ ‫﴾ ُيعنيه و َي ْدفع عنه‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ فما للانسان ﴿ ﴾ في نفسه على َد ْفع ما ح َّل به ﴿‬ ‫‪85‬‬

‫سورة ال ّطارق‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي ‪ :‬سبع عشرة آية )‬ ‫على كل نفس حافظ‬ ‫﴾ َع َّظ َم الله َق ْدر ال َّسماء فى أع ُي الخَ ْلق‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫لكونها مصد َر رزقهم‪ ،‬ومسك َن ملائكته وفيها َخ َلق الجنَّة‪ ،‬فأقسم بها وبالطارق‪ ،‬والمراد‬ ‫بالطارق‪ :‬جنس النُّجوم‪ ،‬أو‪ :‬جنس ال ُّش ُهب التى ُي ْر َجم بها لعظم منفتها‪ُ ،‬ث َّم وصفه بالثاقب‪،‬‬ ‫أي ‪ :‬المضيء‪ ،‬ك َأ َّنه َيث ُقب ال َّظلام بضوئه فينفذ فيه‪ ،‬و ُو ِص َف بال َّطارق؛ لأ َّنه يبدو بالليل‪ ،‬كما‬ ‫ُيقال للآتي لي ًل ‪ :‬طارق‪.‬‬ ‫﴾ لأ َّن‬ ‫أو‪ :‬لأ َّنه َي ْطرق الجنِّ ِي؛ أي‪َ :‬ي ُص ُّكه‪ ،‬وجواب القسم ﴿‬ ‫﴿ ﴾ إِ ْن كانت مشددة بمعنى (إ َّل)‪ -،‬كقراءة عاصم‪ ،‬وحمزة‪ ،‬وابن عامر‪ ،-‬فتكون ﴿ ﴾ نافية‪،‬‬ ‫أي‪ :‬ما ﴿ ﴾ إ َّل ﴿ ﴾‪.‬‬ ‫وإ ْن كانت مخففة ( َلا) كقراءة غيرهم ‪ ،‬فتكون ﴿ ﴾ مخ ّففة من الثقيلة‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫﴾ لعليها ﴿ ﴾ يحفظها من الآفات‪ ،‬أو يحفظ عملها ورزقها و أجلها‪ ،‬فإذا استوفى‬ ‫﴿‬ ‫ذلك مات‪.‬‬ ‫وقيل ‪:‬الحافظ ‪ :‬هو كاتب الأعمال‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ مجاز عقلي‪ ،‬وهو إسناد الفعل أو ما في معناه‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫إلى غير ما هو له مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي‪ ،‬وهنا أسند ال َّد ْف َق إلى‬ ‫الماء‪ ،‬والذي َي ّدفق الما َء في الحقيقة هو الرجل‪ ،‬والماء مدفوق لا دافق‪ ،‬والعلاقة‬ ‫هنا المفعولية‪.‬‬ ‫﴾ طباق‪ ،‬حيث طابق بين َع ْظم الظهر و َع ْظم الصدر‪.‬‬ ‫ ‪-‬في قوله‪﴿ :‬‬ ‫﴾ حيث َس ّمى جزاء كيدهم ﴿ ﴾‬ ‫ ‪-‬المشاكلة في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫وال ُمشاكلة ‪ :‬ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته‪ ،‬أي لمجئه معه‪.‬‬ ‫﴾ ك َّرر اللفظين وخالف‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫بينهما؛ لزيادة التسكين وال َّتصبير‪ ،‬لئلا يستعجل النبي ‪ ‬العذاب للمشركين‪ .‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫‪1 .1‬كل نفس عليها حافظ ‪ ،‬يحفظ أعمالها‪،‬ويكتب أقوالها ‪.‬‬ ‫‪2 .2‬قدرة اﷲ تعالى على بعث الخلق م َّر ًة أخرى ‪.‬‬ ‫استفادة‬ ‫‪3 .3‬القرآن منزل من عند اﷲ ليفرق بين الحق والباطل‪.‬‬ ‫‪4 .4‬انتقام اﷲ تعالى من الكافرين آت لا محالة‪ ،‬لك َّن اﷲ يؤخرهم‬ ‫لحكمة يعلمها‪.‬‬ ‫‪87‬‬

‫القسم على صدق القرآن‬ ‫﴾ أي ‪ :‬المطر‪ ،‬و ُس ِّمي به لعوده ُك َّل حين‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ هو ما َتتص َّدع عنه الأرض من النبات ‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ فاص ٌل بين الحق والباطل‪ ،‬كما قيل له‪ُ :‬فرقان‬ ‫﴿ ﴾ إ َّن القرآن ﴿‬ ‫﴾ باللعب والباطل‪ ،‬يعني‪ :‬أ َّنه َج ٌّد ُك ُّله ‪ ،‬ومن َح ِّقه وقد وصفه الله بذلك‬ ‫﴿‬ ‫َأ ْن يكون َمهي ًبا في ال ُّصدور‪ُ ،‬معظ ًم في القلوب‪ ،‬يرتفع به قارئه وسامعه أن يل َّم ِ َب ْز ٍل‪ ،‬أو‬ ‫َيت َف َّكه بِ ُمزا ٍح‪.‬‬ ‫﴾ يعملون المكايد لإبطال أمر الله‪ ،‬واطفاء‬ ‫﴿ ﴾ يعني مشركي مكة ﴿‬ ‫نور الحق‪.‬‬ ‫﴾ و أجازيهم جزا َء َك ْيدهم باستدراجي لهم من حيث لا يعلمون‪ ،‬فس َّمى جزاء‬ ‫﴿‬ ‫الكيد كي ًدا؛ كما َس َّمى جزاء الاعتداء اعتدا ًء وجزا َء السيئة وسيئ ًة‪ ،‬وا ْن لم يكن اعتدا ًء‬ ‫سيئ ًة‪ ،‬ولا يجوز إطلاق هذا الوصف على الله تعالى إلا على وجه الجزاء؛ كقوله تعالى‪:‬‬ ‫﴿﴾‬ ‫(سورة التوبة ‪ :‬الآية ‪)67‬‬ ‫وقوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة اانساء ‪ :‬الآية ‪)142‬‬ ‫وقوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة البقرة ‪ :‬الآية ‪)15‬‬ ‫﴾ أ ْنظرهم‬ ‫﴾ أي‪ :‬لا َت ْد ُع بهلاكهم‪ ،‬ولا تستعجل به ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ إمها ًل يسي ًرا ‪ ،‬ولا ُي َتكلم بها إلا ُمص َّغر ًة‪ ،‬وهي ِم ْن َرا َدت ال ِّري ُح ‪َ ،‬ت ُرود َرو ًدا‪:‬‬ ‫﴿‬ ‫تح َّركت حرك ًة ضعيف ًة‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪ 11‬سورة الأعلى‬ ‫• •تنزيه اﷲ تعالى عن كل ما لا يليق به‬ ‫• • تزكية النفس والعمل للآخرة‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫سورة مكية وهي تعالج مواضيع‬ ‫‪1‬‬ ‫عدة هي‪ :‬بعض صفات‪ ‬ﷲ‬ ‫تبارك وتعالى والدلائل على قدرته‬ ‫ووحدانيته سبحانه‪.‬‬ ‫تتناول الوحي والقرآن الذي‬ ‫‪2‬‬ ‫أنزل على الرسول وتيسير‬ ‫حفظه عليه‪  .‬‬ ‫تعالج موضوع الموعظة الحسنة‬ ‫‪3‬‬ ‫التي ينتفع بها أصحاب القلوب‬ ‫الحيّة وأهل الإيمان‪.‬‬ ‫اختتمت السورة ببيان فوز‬ ‫‪4‬‬ ‫َم ْن ط ّهر نفسه من الذنوب‬ ‫‪89‬‬ ‫والمعاصي والآثام وز ّك نفسه‬ ‫بصالح الأعمال والبيان بأَ َّن‬ ‫الأخرة هي أبقى للإنسان من‬ ‫الدنيا الزائلة الفانية‪ .‬‬

‫الأسئلة‬ ‫ ‪1‬ما أصل الطارق؟ وما المراد منه هنا؟ ولماذا أقسم اللهتعالىبالنجم؟ وما جواب القسم؟‬ ‫﴾؟ وما جواب الاستفهام؟ وما معنى﴿ ﴾؟‬ ‫ ‪َ 2‬من المراد بالحافظ؟ وما معنى ﴿‬ ‫ ‪3‬ما المراد من ﴿ ﴾؟ وما معنى بلائها؟ وما المراد من نفي القوة والناصر؟‬ ‫﴾؟ وما كيدهم؟ ‬ ‫ ‪4‬ما المراد بالرجع؟ وما معنى ﴿ ﴾؟ ولمن الضمير في قوله ‪﴿:‬‬ ‫﴾‬ ‫ ‪5‬وضح السر البلاغي فيما يأتي‪:‬‬ ‫﴾ بقوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫( أ) قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ ‪6‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة ‪ .‬‬ ‫‪88‬‬

‫﴾ ياب ًسا هشي ًم ﴿ ﴾ أي ‪ :‬أسود‪ ،‬في ﴿ ﴾ صف ٌة لقوله ﴿ ﴾‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أن َينسخه‪ ،‬وهذه‬ ‫﴾ سنعلمك القرآن حتى لا تنساه‪﴿ ،‬‬ ‫﴿‬ ‫بشار ٌة من الله لنبيه أ ْن يحفظ عليه الوحى؛ حتى لا َينْ َفلت منه شي ٌء؛ إ ّل ما شاء الله أن‬ ‫َينْ َسخه‪ ،‬فيذه َب به عن حفظه برفع ُحكمه وتلاوته‪.‬‬ ‫وسأل اب ُن كيسان النَّحوي ُجني ًدا عنه فقال‪ ﴾ ﴿ :‬العم َل به‪ ،‬فقال‪ِ :‬م ْث ُلك ُيص َّدر‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬قوله تعالى‪ ﴾ ﴿ :‬على النهي والألف لأجل الفاصلة‪ ،‬كقوله ﴿ ﴾‬ ‫(سورة النحل‪ :‬الآية ‪)67‬‬ ‫أي ‪ :‬فلا ُت ْغفل قراءته وتكريره فتنساه‪﴿ ،‬‬ ‫﴾ أن ُينْ ِس َيك إ َّياه برفع تِلاوته‪.‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬إ َّنك َته ُر بالقراءة مع قراءة جبريل مخافة ال َّت َف ُّلت‪ ،‬والله يعلم‬ ‫﴿‬ ‫َج ْهرك معه‪ ،‬وما في نفسك ممَّا يدعوك إلى الجهر‪.‬‬ ‫أو ‪ :‬يعلم ما تقرأ في نفسك مخاف َة النِّسيان‪ ،‬أو ‪ :‬يعلم ما أ ْ َس ْرتم وما أعلنتم من أقوالكم‬ ‫وأفعالكم‪،‬وما ظهر وما َب َط َن من أحوالكم‪.‬‬ ‫﴾ معطو ٌف على قوله تعالى‪ ،﴾ ﴿:‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ جملة معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه‪ .‬والمعنى‪ُ :‬نوفقك‬ ‫﴿‬ ‫لل َّطريقة التي هي أيسر وأسهل يعني حفظ الوحي‪ ،‬أو نوفقك لل َّشيعة ال َّس ْمحة التي‬ ‫هي أيسر الشرائع‪ ،‬أو لعمل الجنَّة‪.‬‬ ‫‪91‬‬

‫سورة الأعلى‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي ‪ :‬سبع عشرة آية )‬ ‫تنزيه اﷲ تعالى عن كل ما لا يليق به‬ ‫﴾ َن ِّزه ذاته عن كل ما لا يليق به‪ ،‬و ﴿ ﴾ بمعنى ال ُعل ّو الذي هو القهر‬ ‫﴿‬ ‫والاقتدار‪،‬لا بمعنى ال ُعل ِّو في المكان‪.‬‬ ‫وقيل ‪ُ :‬ق ْل سبحان ربي الأعلى‪ ،‬وفي الحديث ل َّما نزلت قال النبي‪(( : ‬اجعلوها في سجودكم))‬ ‫(رواه أحمد وغيره بسند يحتمل ال َّتحسين)‬ ‫﴾ أي‪ُ ﴾ ﴿ :‬ك َّل شي ٍء ﴿ ﴾ َخ ْلقه تسوي ًة ولم يأت به متفاو ًتا غير ُم ْلتئم‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫ولك ْن خلقه على إحكام وا ِّتساق‪ ،‬ودلال ٍة على أ َّنه صاد ٌر عن عالمٍ حكي ٍم‪ ،‬أو ‪ :‬س َّواه على ما فيه‬ ‫منفعته ومصلحته‪.‬‬ ‫﴾ أي ‪ :‬ق َّدر لكل مخلوق ما ُي ْص ِل ُحه ‪ ،‬فهداه إليه وع َّرفه وجه الانتفاع‬ ‫﴿‬ ‫به‪ ،‬أو ‪ ﴾ ﴿:‬وأضل‪ ،‬ولكن ُحذف [وأضل] اكتفا ًء بـ [ َه َدى] وذلك كقوله تعالى‪:‬‬ ‫﴿ ﴾‪.‬‬ ‫(سورة النحل‪ :‬الآية ‪)93‬‬ ‫﴾ أنبت ما َت ْرعاه ال َّدواب‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫‪90‬‬

‫﴾ َو َك َّب َر لافتتاح الصلاة ﴿ ﴾ ال َخ ْمس‪ ،‬وبه ُي ْح َت ُّج على وجوب تكبيرة‬ ‫﴿‬ ‫الافتتاح (الإحرام)‪ ،‬وعلى أ َّنها ليست من الصلاة؟ لأ َّن الصلاة ُعطفت عليها‪ ،‬وال َع ْطف‬ ‫يقتضي ال ُمغايرة‪.‬‬ ‫واح ُتج بهذه الآية أي ًضا على أ َّن الافتتاح جائ ٌز بكل اسم من اسمائه عز وجل‪ .‬وعن ابن‬ ‫عباس  ‪ :‬المعنى َذ َكر معاده ووقوفه بين يدي ربه فص َّلى له‪.‬‬ ‫﴾ على الآخرة؛ فلا تفعلون ما به ُتفلحون‪ ،‬وال ُمخاطب به‬ ‫﴿‬ ‫الكافرون‪َ ،‬ي ُد ُّل عليه قراءة ابي عمرو﴿ ﴾ بالياء بد ًل من ال َّتاء‪.‬‬ ‫﴾ أفض ُل في نفسها و َأ ْد َو ُم‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ ﴿ ﴾ إشارة إلى جميع ما تقدم من قوله تعالى‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي ‪ :‬إ َّن معنى هذا الكلام وار ٌد في‬ ‫﴾ إلى قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴿‬ ‫تلك ال ُّص ُحف ‪ ،‬ويجوز أ ْن يكون إشار ًة إلى ما في السورة ُك ِّلها ‪.‬‬ ‫﴾ بدل من ﴿ ﴾‬ ‫﴿‬ ‫‪93‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook