أفكار النّص تناول النّص صفات ال ّرجل المه ّذب بأ ّنه إنسان لا يتع ّصب لرأيه ،ولا يض ّل غيره ،لا يعيب ال ّشرفاء الكرماء ،مح ّبا للمه ّذبين غير كاره لغيرهم ،لا يؤذي غيره ،لا ير ّد الإساءة بمثلها، لا ينخدع بالمظاهر أو السن ،فقد يكون كبيرا في ال ّسن وعقله عقل طفل ،وال ّرجل المه ّذب محافظ على ال ّصديق ،يستر عيوبه عن أعين النّاس ،ويكون له ناص ًحا ،ويضحي من أجله. أ صفات الرجل المهذب ُح ٌّر و َمـــ ْذ َه ُب ُك ِّل ُح ٍّر َم ْذ َهبِي *** َما ُكنْ ُت بِال َغا ِوي َولا ا ْل ُم َت َع ِّص ِب إِ ِّنى َلَ ْغ َض ُب لِ ْلــــ َك ِري ِم َينُو ُش ُه *** َم ْن ُدو َن ُه َو َألو ُم َم ْن َلــ ْم َي ْغ َض ِب َو ُأ ِح ُّب ُكـــــ َّل ُم َه َّذ ٍب َو َل ْو َأ َّن ُه *** َخ ْص ِمى َو َأ ْر َح ُم ُك َّل َغ ْي ِر ُم َه َّذ ِب َي ْأبى ُف َؤا ِدي َأ ْن َي ِمي َل إ َلى الأ َذى *** ُح ُّب الأَ ِذ َّي ِة ِمـــ ْن ِطبا ِع ا ْل َع ْق َر ِب معاني المفردات معناها الكلمة معناها الكلمة مذهب طليق غير مقيد ح ّر طريق وهي نكره للعموم الغاوي المتع ّصب ال ّضال ،وضدها: ينوشه وال ّشمول دونه المهتدي المتش ّدد عكسها: يصيبه بال ّسوء، المتسامح والماضي :ناش أقل منه قد ًرا ومنزلة 142 الوحدة ال ّثانية
معاني المفردات ﺎﻫﺎﻨﻌﻣ اﺔﻤﻠﻜﻟ ﺎﻫﺎﻨﻌﻣ اﺔﻤﻠﻜﻟ ﺴﺣﺐ ﺎﺴﻣءة يكفي اﳌﴘء اﺎﺳﻹءة واﻷذى ﺑﱪق المخطئ، ﺎﻳ ليتني ﱠﻠﹸﺧﺐ وﺎﻫﺪﺿ :اﳌﻦﺴﺤ ﱂ أذنب ﻻﻊﻣ ﹸﻪﹸﻟﺎﻘﹶﻣ تمني ﳏﻮﺒب ﺪﻴﻌﺑ الطيالس ﺪﺑون ﺮﻄﻣ وﺎﺧدع ﴫﺒﻠﻟ ﱂ أرﻜﺗﺐ ذﺎﺒﻧ سقيم ﺮﻔﻣده :ﻃﺎﺴﻠﻴن وﻮﻫ ﻮﻧع ﻗﻪﻟﻮ أثوابه ﻦﻣ اﺎﻴﺜﻟب ﻪﺴﺒﻠﻳ ب ُص ْرت به لا تخدعني لا تغشني أﴍاف اﺎﻨﻟس تحدثه جمع مفردهُ :ح ْل َية ال ُح َلي مريض ،وضدها :صحيح صبي وهي ما ُيتز َّين به أجرب خاصة للنّساء َس ْب َسب ال ّشكل الجميل الأشمط مرض جلدي أي: رأيته مش َّوه الجلد والمنظر تكلمه صحراء جرداء صغير ال ّسن، والجمع :سباسب والجمع :صبية وصبيان من اختلط سواد 145 شعره ببياض ال ّشيب ال ّدرس ال ّسابع 145 تك َّشف ظهر
مواطن الجمال خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا: ◄ في قوله\" :حر\" وفيه إيجاز بحذف المسند إليه للاختصار ◄ في قوله\" :مذهب ك ّل حر أسلوب اختصاص بتقديم المسند ،فمذهب خبر مقدم ،وقوله \"مذهبي\" مبتدأ مؤ ّخر وهو معرفة. مذهبي\" ◄ في قوله\" :حر ،ك ّل حر\" تكرير أفاد ال ّتقرير وال ّتوكيد. أسلوب خبر ّي للوعيد مؤ ّكد بإ ّن واللام، ◄ في قوله\" :إني لأغضب\" للكريم :اللام لل َّتعليل من أجل الكريم. ◄ في قوله\" :مه ّذب ،وغير طباق بالسلب ،كل مه ّذب :إيجاز بالحذف: مهذب\" حذف الموصوف وال ّتقدير ك ّل شخص. طباق ،وقوله \"يأبى الفؤاد\" استعارة مكن ّية، ◄ في قوله\" :بين كلمة جعل الفؤاد إنسانا يأبى ويرفض. يأبى ويميل\" في ال ّشطر ال ّثاني تعليل للأ ّول ،العقرب ◄ في قوله\" :حب الأذية\" \"استعارة تصريح ّية\" :جعل المنافق عقر ًبا يلدغ ويؤذي في السراء. استعارة مكن ّية ،حيث جعل العقرب مناف ًقا يضر، ◄ في قوله\" :طباع العقرب\" ويؤذي في الخفاء. ب الرجل المثالى لا تخدعه المظاهر * * * َلــــ ْو َأ َّننِي َأ ْر َضى بِ َب ْر ٍق ُخـــ َّل ِب لِى َأ ْن َأ ُر َّد َم َســــــا َء ًة بِ َم َسا َء ٍة * * * في َن ْف ِس ِه َيــــا َل ْي َتنِي َلــــ ْم ُأ ْذنِ ِب َح ْس ُب ا ْل ُم ِسي ِء ُش ُعو ُر ُه َو َمقا ُل ُه * * * ك ْم في ال َّط َيالِ ِس ِم ْن َس ِقي ٍم َأ ْج َر ِب َأ َنا لا َت ُغ ُّشنِ َي ال َّط َيالِ ُس وال ُح َلى * * * و َيـــ َدا َك ِم ْن َأ ْخـلا ِق ِه في َس ْب َس ِب َع ْينا َك ِم ْن َأ ْثــــــوابِ ِه في َجنَّ ٍة وإ َذا ب ُص ْر َت ب ِه َب ُص ْر َت ب َأ ْش َم ٍط * * * وإِ َذا ُت َحــ ِّد ُثه تك َّشف عــن صبِي الوحدة ال ّثانية 144
ج التضحية من أجل الأصدقاء * * * داف ْع ُت عنْ ُه بنَا ِج ِذي وبـ ِم ْخ َلبِـي إِ ِّنـي إِ َذا ن َزل الــــــبلا ُء بِ َصاحبِـي وش َد ْد ُت َساع َد ُه ال َّضعي َف ب َساع ِدي * * * و َس َت ْر ُت ِمنْ َك َب ُه الـ َع ِر َّي بـ ِمنْ َكبي و َأ َرى َم َســـا ِو َئ ُه َكــــ َأ ّنـي لا َأ َرى * * * و َأ َرى م َـ َحا ِسنَ ُه وإِ ْن لــم ُت ْك َت ِب معاني الـمفردات معناها الكلمة معناها الكلمة الـمصائب والكوارث البلاء وقع َوح َّل نزل يكون للوحش ،وهو بـمخلبي النّاب ،والجمع :نواجذ بناجذي الظفر للإنسان كتفه والـجمع :مناكب منكبه ذراعه ساعده مساوئه ال ّظاهر ال َع ِر ّي صفاته غير الـحسنة لـم تكتب صفاته الجميلة الحسنة مـحاسنه غير ظاهرة الـمعنى العام ال ّرجل المثال ّي ِمن صفاته الـمحافظة على ال ّصديق ،والوقوف معه في ال ّشدائد، فيدافع عنه بكل ما أوتي من القوة والأسلحة ،وهنا يظهر عنف ال ّشاعر بعد أن كان ي ّتسم بال ّرقة في أ ّول النّص ،وهو يقف بـجانب صديقه ،ويش ّد من أزره ويساعده ،ويستر عيوبه ولا يكشفها ،و ِمن صفاته أ ّنه يتغاضى عن مساوئ صديقه ،فكأ ّنه لايراها ،وتكبر في عينيه مـحاسنه ،وإن لـم تظهر. 147 ال ّدرس ال ّسابع 147
الـمعنى العام ليس من خلقي أن أرد الإساءة بإساءة مثلها ،فلو رددت واكتسبت نصرا ،فهو نصر زائف لا يرضى النّفس الكبيرة العظيمة ،لأ ّنه نصر عابر لا قيمة له ،فالنّفس العظيمة الكبيرة الـمحترمة لِ َذاتـِها هي ا ّلتي تشعر بذنبها ا ّلذي ترتكبه ،فتح ُّس فيه وخز ال ّضمير .وال ّرجل الـمثال ّي لاتـخدعه الـمظاهر ،فهو لا يغتر بال ّثياب ،فكثيرا ما تكون وراء ال ّثياب الفاخرة أخلاق فاسدة ،وأنت تنظر للمخادع تراه من حيث ال ّشكل َجنّة ،ولكنّه في الحقيقة صحراء جرداء لا خير فيها ،كذلك ال ّرجل الـمثال ّي لا يـخدع بال ّسن ،ف ُر َّبـما كان ال ّرجل متق ّد ًما في ال ّسن ،وقد ظهر ال ّشيب في رأسه لكن له عقل صب ٍّى طائش. مواطن الـجمال مـجاز مرسل \"مشاكلة\" علاقته السبب ّية \"ببرق خلب\" ◄ مساءة بـمساءة استعارة تصريـح ّية ،حيث صور النّصر الـمزيف بالبرق الـخادع بدون مطر. كناية عن عدم الانخداع بالمظهر الجميل. ◄ ال ّطيالس \"كم\" خبر ّية تدل على ال ّتكثير ،ولا تـحتاج إلى ◄ كم في ال ّطيالس جواب ،وال ّشطر ال ّثاني تعليل للأ ّول. البيت ال ّثامن تشبيه تـمثيل ّي ،وجه ال ّشبه فيه مر َّكب، ◄ في قولهَ \" :ع ْينـا َك ِم ْن َأ ْثـوابِ ِه حيث شبه حال الـمخادع بـحال من هو حسن في َجنَّ ٍة و َي َدا َك ِمـ ْن َأ ْخـلا ِق ِه الـمظهر ،س ِّيء الـمخبر ،عيناك في جنّة :كناية عن الـمتعة والجمال يداك في سبسب :كناية عن الفراغ، في َس ْب َس ِب\" وبينهما مقابلة. مـحسن بديع ّي نوعه :مقابلة ،وهي تبرز الـمعنى َب ُص ْر َت قولهَ :وإِ َذا ب ُص ْر َت ب ِه ◄ وتو ّضحه بال ّتضاد. تك َّشف ب َعأ ْنشـ َمصبِ ٍطيَ،وإِ َذا ُتـ َح ِّد ُثه 146 الوحدة ال ّثانية
مناسبة النّص الخريطة ال ّذهن ّية ال ّتعريف بال ّشاعر اسمه، أفكار النّص نشأته ،دراسته، التعليق على النّص قصيدة أنا صفات الرجل المه ّذب مم ّييزات أسلوبه في النّص لإيليا أبي ماضي المعنى العام مواطن الجمال صفاته معاني المفردات ال ّتضحية من أجل ال ّرجل المثال ّي لا الأصدقاء تخدعه المظاهر معاني المفردات معاني المفردات المعنى العام المعنى العام مواطن الجمال مواطن الجمال 149 الخريطة ال ّذهن ّية 149
مواطن الـجمال استعارة مكن ّية ،فقد جعل البلاء شيئا ماديا ينزل ِمن ◄ في قوله\" :نزل البلاء\" ال ّسماء كالـمطر. أسلوب خبر ّي غرضه ال ّتقرير ،وفيه استعارة مكن ّية. في قوله\" :دافعت عنه ◄ بناجذي وبـمخلبي\" كناية عن الـحفظ ،وعدم إذاعته الأسرار ،وهناك طباق بين \"شددت ساعده ال ّضعيف بساعدي ،وسترت منكبه ال َع ِر ّي بـمنكبي\" وكذلك في قوله \"مساوئه ،ومحاسنه\" ◄ في قوله \" :وستر منكبه\" \"أرى ،ولا أرى\" محسن بديع ّي \"طباق\". ◄ في قوله\" :أرى مساوئه\" استعارة مكنية جعل الـمساوئ شيئا ماديا يرى. ال ّتعليق على النّص ◄ عاطفة ال ّشاعر :عاطفة الحب للمه ّذب والكراهية للمخادع. ◄ أسلوبه :يغلب عليه الأسلوب الـخبر ّي لل ّتقرير وال ّتوكيد. ◄ مـميزات شعره :البساطة ،والوضوح ،والصدق ،والغوص في عمق النّفس الإنسان ّية. مـم ِّييزات أسلوبه في النّص ا ّتسم أسلوبه بسهولة الألفاظ ،ووضوح العبارة ،واستخدام ال ّصور والـمحسنات من غير تكلف في الفخر بنفسه واعتزازه بصفاته ا ّلتي ترب ّـى عليها. صفاته متأ ّثر بصفات الـمجتمع ال ّشرق ّي الإسلام ّي ،فصفات ال ّرجل الـمه ّذب هي الأخلاق ا ّلتي يدعو إليها الإسلام ،ومنها ما جاء في قول النّبي َ \": ل َف ْض َل لِ َع َربِـ ٍّي َع َلى َع َجم ّي إِ َّل بِال َّت ْق َوى\" وهو بذلك ير ّد على الـمجتمع الأمريك ّي الذي عاصره في ُعنص ِر َّيتِ ِه ا ّلتي تـج َّل ْت في تفضيل الأبيض على الأسود ،تلك العنصر ّية ا ّلتي قضى عليها الإسلام ،فالنّاس ك ّلهم سواسية. 148 الوحدة ال ّثانية
أ إلى أ ِّي الـمدارس ال ّشعر ّية ينتمي هذا النّص؟ و َما أهم سـماتـها؟ ب ُا ْن ُث ْر الأبيات بأسلوب أدبـ ّي. ج َما مرادف \"برق\"؟ و ما مضاد \"المسيء\"؟ د اِ ْس َت ْخ ِر ْج ِمن الأبيات ما يأتي: -١استعارة مكن ّيةَ ،وا ْذ ُك ْر س ّر جـمالها . -٢مـجا ًزا مرس ًلَ ،وا ْذ ُك ْر علاقته. هـ في البيت الأ ّول حسن تعليلَ ،وا ْذ ُك ْرَ ،و َو ِّض ْحه . * * * ك ْم في ال َّط َيالِ ِس ِم ْن َس ِقي ٍم َأ ْج َر ِب س 3يقول ال ّشاعر: * * * َو َي َدا َك ِمــــ ْن َأ ْخلا ِق ِه في َس ْب َس ِب * * * وإِ َذا ُتـــ َح ِّد ُثه تك َّشف عن صبِـي أ َنا لا َت ُغ ُّشنِـ َي ال َّط َيالِ ُس والـ ُح َلى َع ْينــــــــا َك ِم ْن َأ ْث َوابِ ِه في َجنَّ ٍة وإِ َذا ب ُص ْر َت ب ِه َب ُص ْر َت ب َأ ْشـ َم ٍط أ عنوان النّص؟ و َم ْن قائله؟ ب َما مرادف \" َت ُغ ُّشنِي\"؟ وما مفرد طيالس؟ وما جمع\" َس ْب َس ِب\"؟ ج َما صفات ال ّرجل الـمثال ّي ا ّلتـي وردت في الأبيات السابقة؟ د َما ال ِّسمات الأسلوب ّية لقائل النّص؟ *** 151 ال ّتدريبات 151
ال ّتالتددريريببااتت س 1يقول ال ّشاعر: * * * َما ُكنْ ُت بِال َغا ِوى َولا ا ْل ُم َت َع ِّص ِب ُح ٌّر و َم ْذ َه ُب ُكــــ ِّل ُح ٍّر َم ْذ َهبِي َم ْن ُدو َن ُه َو َألو ُم َم ْن َلــ ْم َي ْغ َض ِب *** إِ ِّنى َلَ ْغ َض ُب لِ ْل َكــــ ِري ِم َينُو ُش ُه َخ ْص ِمى َو َأ ْر َح ُم ُك َّل َغ ْي ِر ُم َه َّذ ِب *** َو ُأ ِح ُّب ُك َّل ُم َه َّذ ٍب َو َلـــــ ْو َأ َّن ُه ُح ُّب الأَ ِذ َّي ِة ِم ْن ِطبــا ِع ا ْل َع ْق َر ِب *** َي ْأبى ُف َؤا ِدى َأ ْن َي ِمي َل إ َلى الأ َذى أ لِـ َمن النّص؟ و َما َذا تعرف عنه؟ ب َما ُم َرا ِدف \"ينُوشه\"؟ وما مقابل \"الغاوي\"؟ وما جمع \" َخ ْصم\"؟ ج َما ال ِف ْك َر ُة ا ّلتـي تدور حولـها الأبيات ال ّسابقة؟ د اِ ْس َت ْخ ِر ْج ِمن الأبيات ما يأتي: -١إيـجاز حذفَ ،و َق ِّدر الـمحذوف. -٢أسلوبـي توكي ًدا َوا ْذ ُك ْر َأ َداة ال ّتوكيد في كل منهما. س 2يقول ال ّشاعر: ُح ُّب الأَ ِذ َّي ِة ِمن ِطبا ِع ال َع ْق َر ِب *** َي ْأبـَى ُف َؤا ِدي َأن َيـ ِمي َل إِ َلى الأ َذى *** َلــ ْو َأ َّننِـي َأ ْر َضى بِ َب ْر ٍق ُخ َّل ِب *** لِي َأ ْن َأ ُر َّد َم َســـــــا َء ًة بِـ َم َسا َء ٍة في َن ْف ِس ِه َ :يا َلي َتنـي َلـ ْم ُأ ْذنِ ِب َح ْس ُب ا ْلـم ِسي ِء ُش ُعو ُر ُه َو َمقا ُل ُه 150 الوحدة ال ّثانية
النّص متى يـَ ْجم ُع ال َّده ُر مـا َف َّر َقا َسأ ْل ُت ِك يـــــا َص ْخ َر َة الـ ُم ْلت َقى *** أ َفا َءا إلى ُح ْسنِهــا الـ ُمنْت َقى َف َيا َصـــــ ْخ َر ًة َج َم َع ْت ُم ْه َجت ْي ِن *** َأ َج َّدا على َظ ْه ِر َها الــ َم ْوثِ َقا إِ َذا الــــ َّد ْه ُر َلــــــــ َّج ب َأ ْقدا ِر ِه *** َو َف َّض ال َه َوى ِس َّر َها ا ْل ُم ْغ َل َقا َق َر ْأنا عـلي ِك ِك َتا َب ا ْلــــــحيا ِة *** َو َننْ َتظِ ُر الـ َب ْد َر في الـ ُم ْر َت َقى َن َرى الـــ َّشم َس َذا ِئب ًة في ا ْل ُع َبا ِب *** َو َأ ْطل َق فِي النَّف ِس َما َأ ْط َلقا إِذا َن َش َر الــــ َغ ْر ُب َأ ْثـــ َوا َبــــ ُه *** َو َخ َّل ْت بِ ِه َد َم َهـــا الـ ُم ْه َر َقا َن ُقو ُل :هـ ِل الـ َّش ْم ُس قد َخ َّض َب ْت ُه *** لــــه طِــلب ٌة َع َّز َأ ْن ُت ْل َح َقا؟ َأ ِم ال َغ ْر ُب كالقل ِب دا ِمي الـ ِجرا ِح *** َر َأ ْينا بـِ َها َهـ َّمنَا ا ْلـــ ُم ْغ ِر َقا َف َيا ُصور ًة في ن َوا ِحي ال َّسحـا ِب *** َيرا َها ا ْلـــ َفتـَى ُك َّل َما َأ ْط َر َقا لـــنا اللهُ ِم ْن ُصور ٍة فِى ال َّضمي ِر *** َمـــا َزا َل ُمـــ ْل َت ِه ًبا ُمـ ْح ِر َقا َي َرى ُصو َر َة الـ ُج ْر ِح َط َّي ال ُفؤا ِد *** 153 ال ّدرس ال ّثامن 153
ِمالن ّدقرصيسدةال ّثاصمخنرة الـملتقى لل ّشاعر إبراهيم ناجي أهداف ال ّدرس: بنهاية ال ّدرس يتو ّقع أن يكون ال ّطالب قا ًدرا على أ ْن: 1يذكر ترجـمة مـختصرة لإبراهيم ناجي. 2يـح ّدد سـمات شخص ّية ال ّشاعر وخصائص أسلوبه. 3يشرح أبيات القصيدة بأسلوبه الـخاص. 4يذكر أثر الـمدرسة ا ّلتي ينتمي إليها ال ّشاعر في ال ّتعبيرات ا ّلتي وردت بالنّص. 152
مناسبة القصيدة كان ال ّشاعر يـجلس على صخرة على شاطئ النّهر في الـمنصورة ،وتذكر مـحبوبته التي كان يلتقي بـها على هذه ال ّصخرة منذ سنوات ،فتأ ّثرت نفسه بذلك ،فن ّظم هذه القصيدة، فهي تـجربة ذاتية عاشها ال ّشاعر بنفسه. أ تـم ّسك بعهد الحب متـى َيـ ْجم ُع ال َّده ُر ما ف َّر َقا َسأ ْل ُت ِك يا َص ْخ َر َة الــ ُم ْلت َقى *** أ َفا َءا إلى ُح ْسنِها الــ ُمنْت َقى َف َيا َص ْخ َر ًة َج َم َع ْت ُم ْه َجت ْي ِن *** َأ َج َّدا على َظ ْه ِر َها الـ َم ْوثِ َقا إِ َذا ال َّد ْه ُر َلــــــ َّج ب َأ ْق َدا ِر ِه *** معناها معانى المفردات اسم مكان وفعله \"التقى\" حبيبين ،والـمهجة هي الروح ،أو دم القلب الكلمة رجعا ،ومادتـها\" :فيء\" الـ ُملت َقى جـمالـها ،والـجمع\" :مـحاسن\" ُم ْه َجت ْي ِن الـمختار أفاءا عاند وألـ ّح ومضادها\" :هادن\" حسنها الـمنتقى ج َّد َدا لـ ّج عهد الحب ،والجمع\" :مواثق\" َأ َج َّدا الـموثقا 155 ال ّدرس ال ّثامن 155
َو َي ْأ َبـى الــ َّت َذ ّك ُر َأ ْن ُي ْش ِف َقا َو َي ْأ َبـى ا ْلـــ َو َفا ُء َع َلي ِه ان ِد َما ًل *** وقد ُم ِّز َق ال َّش ْمـ ُل ما ُم ِّز َقا َو َيا َص ْخ َر َة الـ َع ْه ِد ُأ ْب ُت إِلي ِك *** َوال َّش ْي ُب ما َك َّل َل الـ َم ْف ِرقا ُأ ِري ِك َم ِشي َب الـفؤا ِد ال َّشهي ِد *** َو َو َّد َع َلى اللهِ َأ ْن ُي ْع َت َقـــا َش َكا َأ ْس َر ُه في ِح َبا ِل الــ َه َوى *** َح َّن إلى َأ ْس ِر ِه ُم ْط َل َقــــا َفل َّما َق َضى ال َح ُّظ َف َّك الأَ ِسيـ ِر *** الأعلام ال ّتعريف بال ّشاعر إبراهيم ناجى إبراهيم ناجى شاعر مصر ّي معاصر ،وأحد مؤسسي \"مدرسة أبوللو\"ُ ،ولِ َد بالـمنصورة سنة ١٨٩٨م ،وتـخرج في كلية الط ّب جامعة القاهرة، لكنه انشغل بالأدب عن الط ّب ،وتف َّرغ للكتابة ،وله دواوين شعر ّية منها \"وراء الغمام\" و\"ليالي القاهرة\" وتوفي سنة ١٩٥٣م. 154 الوحدة ال ّثانية
الـمعنى العام يسأل ال ّشاعر الصخرة ،فيقول :متـى يلتقي مرة أخرى بـمحبوبته على هذه ال ّصخرة ا ّلتي شهدت عهد الـح ّب بينهما؟ وكلما حاول ال ّدهر أن يفرق بينهما ،جددا هما عهد الـح ّب بينهما. مواطن الـجمال ◄ في قوله \"سألتك يا صخرة الملتقى\" استعارتان مكنيتان أفادتا ال ّتشخيص، حيث صور ال ّصخرة بإنسان يسأل ،وال ّدهر بإنسان يـجمع ويفرق. و\"يجمع الدهر ما فرقا\" نداء غرضه التمنـّي. ◄ وفي قوله \"يا صخرة الـملتقى\" استفهام غرضه التمنـي وال ّتحسر، ◄ وفي قوله \"متى يـجمع ال ّدهر\" وبين \"الـملتقى ،وفرقا\" تصريع يعطى جر ًسا موسيق ًّيا تطرب له الأذن. وبين \"يـجمع ،وفرقا\" طباق يبرز الـمعنى ويو ّضحه بال ّتضاد. مـجاز مرسل علاقته الـجزئ َّية، ◄ وفي قوله \"مهجتين\" أو الـمحل َّية ،وسر جـماله الإيـجاز وال ّدقة في اختيار العلاقة. ◄ وفي الأبيات \"التفات\" من ضمير وسر جـماله تـحريك ال ّذهن، الـخطاب في قوله \"سألتك ،ويا صخرة\" ودفع الـملل. إلى ضمير الغيبة في قوله \"جـمعت\" ثم العودة إلى ضمير الخطاب مرة أخرى في قوله\" :قرأنا عليك\" استعارة مكن ّية لل ّتشخيص ،وبين ◄ وفي قوله \"لـ ّج الدهر\" شط َر ْي البيت مقابلة تبرز الـمعنى، وتو ّضحه بال ّتضاد. 156 الوحدة ال ّثانية
َو َف َّض الـ َه َوي ِس َّر َها ا ْلـ ُم ْغ َل َقا ب َو َننْ َت ِظ ُر الــ َب ْد َر في الـ ُم ْر َت َقى ذكريات مؤلـمة َو َأ ْطل َق فِى الـنَّف ِس َما َأ ْط َلقا َو َخ َّل ْت بِ ِه َد َم َهــا الــ ُم ْه َر َقا َق َر ْأنــا عليــ ِك ِك َتا َب ا ْلـــحيا ِة *** لــــــه طِلب ٌة َع َّز َأ ْن ُت ْل َح َقا؟ َن َرى ال َّشم َس َذا ِئب ًة في ا ْلــ ُع َبا ِب *** إِذا َن َشــ َر الـــ َغ ْر ُب َأ ْث َوا َبـــــ ُه *** نقول :هــ ِل ال َّش ْم ُس قد َخ َّض َب ْت ُه *** َأ ِم ال َغ ْر ُب كالقل ِب دا ِمي الـ ِجرا ِح *** معناها معانـي الـمفردات عرفنّا خبراتـها الكلمة فتح قرأنا الـحب ،والجمع :أهواء كتاب الحياة مـختلطة بـماء النّهر ف َّض أثار في النّفس كثي ًرا من ال ّذكريات الـهوى ل َّون ْت ُه بالـ ِحنَّا ِء ذائبة في العباب تركت أطلق في النّفس ما أطلقا َخ َّض َب ْت ُه َخ َّل ْت 157 ال ّدرس ال ّثامن 157
استعارة مكن ّية لل ّتشخيص ،وكلمة \"خضبته\" ◄ في قوله \"ال ّشمس خضبته\" غير ملائمة للجو النّفس ّي لـما فيها من معنـى الفرحوال ّسعادة،والاستفهامفيالبيتلل ّتع ّجب. ◄ وفي قوله \"الغرب كالقلب دامى الجراح\" خيالمر ّكب ،حيث جمع بين ال ّتشبيه والاستعارة المكن ّية فيعبارة واحدة، ج إخلاص وألم والاستفهام فيه لل ّتع ّجب أيضا. َر َأ ْينا بِـ َها َهـ َّمنَا ا ْلـ ُم ْغ ِر َقا َف َيا ُصور ًة في ن َوا ِحى ال َّسحا ِب *** َيرا َها ا ْل َفت َـى ُك َّل َما َأ ْط َر َقا لــنا الل ُه ِم ْن ُصور ٍة فِي ال َّضمي ِر *** مـــازال ُم ْل َت ِه ًبا ُمـ ْح ِر َقا َي َرى ُصو َر َة الـ ُج ْر ِح َط َّي ال ُفؤا ِد *** َو َي ْأ َبـى ال َّت َذ ّك ُر َأ ْن ُي ْش ِف َقا َو َي ْأ َبـى ا ْلــــ َو َفا ُء َع َلي ِه ان ِد َمالاً *** معناها معانـي الـمفردات جوانب ،ومفردها ناحية ،ومادتـها نـحو الكلمة الغيوم ،ومفردها سحابة نواحي حزننا الكثير ا ّلذي جاوز حده ال ّسحاب طأطأ رأسه ،وأغمض عينيه متأملا همنا المغرقا في داخل القلب ،وهو مصدر ال ّثلاثي فعله :طوى أطرق طي الفؤاد 159 ال ّدرس ال ّثامن 159
ال َّسائل الـ ُمراق الـ ُم ْه َر َقا مطلب طِلب ٌة َص ُع َب و َش َّق ،ومضادها( :هادن) ع ّز الـمعنى العام يقول ال ّشاعر :إ ّنه كان يلتقي بـمحبوبته كثي ًرا على تلك ال ّصخرة ،ح ّتى إ ّنـهما عرفا عليها ك ّل أسرار الكون ،فقد كانا يقضيان وقتا طويلا من منتصف النّهار حتى طلوع القمر ،وظهور ال ّشفق الأحمر ا ّلذي يبعث في النّفس كثي ًرا من ال ّذكريات الـحزينة ،وهذا ال ّشفق يشبه قلبه الـمليء بالـجراح ال ّدامية. مواطن الـجمال تشبيه بليغ ،يفيد ال ّتوضيح. ◄ في قوله \"كتاب الحياة\" استعارة مكن ّية لل ّتشخيص ،وبين ◄ وفي قوله \"فض الـهو\" \"فض والـمغلق\" طباق ،ووصف ال ّسر ◄ في قوله \"ال ّشمس ذائبة في العباب\" بالـمغلق لل ّتوكيد. استعارة مكن ّية لل ّتجسيم ،حيث شبه ال ّشمس بذهب سائل مـختلط بـماء النّهر ،وبين ال ّشمس والبدر طباق. استعارة مكن ّية لل ّتشخيص. ◄ في قوله \"نشر الغرب أثوابه\" كناية عن كثرة ال ّذكريات الـحزينة في نفس ◄ وفي قوله \"أطلق في النّفس ما أطلقا\" ال ّشاعر ،وفيه إيـجاز بـحذف الـمفعول به، وهذا يفيد العموم وال ّشمول. 158 الوحدة ال ّثانية
شكوي وتر ّدد د وقد ُم ِّز َق ال َّش ْم ُل مـا ُم ِّز َقا َو َيا َص ْخ َر َة الــ َع ْه ِد ُأ ْب ُت إِلي ِك *** َوال َّش ْي ُب ما َك َّل َل الـ َم ْف ِرقا ُأ ِري ِك َم ِشي َب الـــفؤا ِد ال َّشهي ِد *** َو َو َّد على الل ِه َأ ْن ُي ْع َت َقــــا َش َكا َأ ْس َر ُه في ِح َبــا ِل الـ َه َوي *** َح َّن إلى َأ ْس ِر ِه ُم ْط َل َقـــــا َفل َّما َق َضى الـ َح ُّظ َف َّك الأَ ِسيـ ِر *** معناها معانـي الـمفردات ال ّصخرة التي شهدت ميثاق حبهما الكلمة رجعت من آب ،يؤوب ،أوبة وإيابا ،ومادتها (أوب) صخرة العهد تفرق الـجمع أبت تـمزيقا تاما ُم ِّزق الشمل أطلعك ما مزقا ما توج أريك يتحرر من قيوده ما كلل حرا يعتق شيب القلب مطلقا منتصف الرأس ،وهو اسم مكان مشيب الفؤاد قيده الـمفرق طلب متمنيا أسره حكم النّصيب و َّد قضى الحظ 161 ال ّدرس ال ّثامن 161
يـمتنع ويرفض ،وض ّدها:يوافق ويقبل يأبى الإخلاص ،ومقابلها :الغدر الوفاء شفاء ،والتئاما ،ومادته :دمل اندمالا يشفق يرحم ،ومقابلها :يقسو الـمعنى العام يقول ال ّشاعر إن صورة الغروب كالـمرآة ا ّلتي يرى فيها أحزانه وآلامه الـمرسومة داخل نفسه ،والـمطو ّية في قلبه تـحرقه وتؤلـمه ،فإخلاصه لـمحبوبته لا يـجعل جراح قلبه تلتئم، وذكرياته معها لا ترحمه. مواطن الـجمال استعارة مكن ّية جسد بـها الهموم في صورة ◄ في قوله \"رأينا بها همنا المغرقا\" مادية مـحسوسة. ◄ وفي قوله \"لنا الله\" أسلوب خبر ّي لفظا إنشائ ّي معنى ،غرضه ال ّدعاء ،وهو أسلوب قصر يفيد ال ّتخصيص وال ّتوكيد ،ووسيلته تقديم الخبر شبه الجملة على الـمبتدأ الـمعرفة. ◄ وفي قوله \"صورة في ال ّضمير\" استعارة مكن ّية حيث صور ال ّضمير بـمرآة يرى ◄ وفي قوله \"يري صورة الـجرح فيها صورة الغروب الـحزين ،وفيها تـجسيم. طي الفؤاد\" استعارة مكن ّية حيث صور القلب بثوب يطوى على الآلام والجراح ،وفيها تـجسيم. وبين \"يرى وطي\" طباق. ◄ وفي قوله \"يأبى الفؤاد ،ويأبى ال ّتذكر\" استعارة مكن ّية لل ّتشخيص. 160 الوحدة ال ّثانية
◄ وكذلك في قوله\" :ح ّن إلى أسره\" وهو امتداد للخيال هنا ◄ وفي البيت ال ّسابق بين أسير ومطلقا طباق ويعاب على الشاعر استعمال كلمة \"الـحظ\" هنا بعد قوله \"ود على الله\" وكان الأفضل أن يقول \"قضى الـحق أو قضى الله\" والأساليب الـخبرية في النّص ك ّله لإظهار الأَ َسى ،والألم وال ّتحسر ،ماعدا البيت الأخير فهو لتأكيد الاستسلام لآلام الـح ّب. ال ّتعليق على النّص ◄النّص من شعر الغزل ،وهو من الأغراض القديـمة التي تط ّورت على يد الرومانسيين علي طريقة مدرسة \"أبوللو\" ◄ويتناول النّص صورا كل ّية خطوطها ثلاثة :اللون ،وال ّصوت ،والـحركة. ◄ويظهر اللون في \"ال ّشمس ،دمها ،خضبت\" ◄ ويظهر ال ّصوت في \"سألتك ،شكا ،قرأنا\" ◄وتظهر الـحركة في \"أفاء ،فض ،مزق\" ◄وقد رسم ذلك كله من خلال ال ّصور الـجزئ ّية الـمتم ّثلة في الألوان البيان ّية الـمستخدمة في النّص ،مثل قوله \"سألتك يا صخرة الـملتقى\" ومثل قوله\" :نرى ال ّشمس ذائبة في العباب\" إلـخ. *الألفاظ سهلة وواضحة ،وملائمة للموضوع فيما عدا بعض الكلمات مثل قوله: \"خضبته ،والـحظ\". ◄وقد استعمل بعض ال ّتعبيرات الـجديدة في ال ّلغة مثل \"صخرة الـملتقى ،وصخرة العهد\". 163 ال ّدرس ال ّثامن 163
الـمعنى العام في نـهاية القصيدة يـخاطب ال ّشاعر ال ّصخرة قائلا :إ ّنه عاد إليها بعد فراقه ال ّتام عن مـحبوبته ،وقد شاب قلبه ،مع أ ّنه لم يبلغ س ّن الـمشيب ،وقد جاءها يشكو أ ّنه كالأسير يتمنّـى أن يتخ ّلص من أسر هذا الـح ّب ،فل ّما أطلق صراحه عاوده الـحنين إلى أسر هذا الـح ّب مرة أخرى. مواطن الـجمال استعارة مكن ّية لل ّتجسيم ،وهو نداء لل ّتحسر. ◄ في قوله\" :صخرة العهد\" ُبنِي الفعل للمجهول لل ّتفخيم وال ّتهويل. ◄ وفي قوله\" :مزق الشمل ما مزقا\" طباق. ◄ وبين مزق والشمل استعارة مكن ّية لل ّتجسيم وتوحى بالوفاء ◄ في قوله\" :الفؤاد والشهيد\" وال ّتضحية ◄ وقوله\" :وال ّشيب ما كلل المفرقا\" استعارة مكن ّية لل ّتجسيم حيث صور الشيب تاجا أبيض لـم يلبسه. ◄ وفي كلمة المفرق ◄ وفي قوله\" :شكا أسره \" مـجاز مرسل علاقته الجزئية. ◄ وفي قوله\" :حبال الـهوى\" ◄ وفي قوله\" :و َّد على الله أن يعتقا\" استعارة مكن ّية لل ّتجسيم حيث صور قلبه بأسير يشكو آلامه وقيده. ◄ وبين \"أسر ،ويعتق\" ◄ وفي قوله\" :قضى الـحظ\" تشبيه بليغ للتوضيح. امتداد للخيال حيث تـخيل قلبه إنسانا أسيرا يشكو ويتمنّى ال ّتحرر. طباق يبرز الـمعنى ،ويو ّضحه بال ّتضاد. استعارة مكن ّية لل ّتجسيم. 162 الوحدة ال ّثانية
الخريطة ال ّذهن ّية ِمن قصيدة صخرة الملتقى ال ّشاعر إبراهيم ناجي ملامح شخص ّية ال ّشاعر مناسبة النّص ال ّتعريف بال ّشاعر اسمه ،نشأته، من خلال النّص ال ّتعليق على النّص دراسته ،ودواوينه ووفاته شكوي وتردد إخلاص وألـ ّم ذكريات مؤلمة تمسك بعهد الحب معاني المفردات معاني المفردات المعنى العام المعنى العام معاني المفردات معاني المفردات مواطن الجمال مواطن الجمال المعنى العام المعنى العام مواطن الجمال مواطن الجمال 165 الخريطة ال ّذهن ّية 165
ملامح شخص ّية ال ّشاعر ِمن خلال النّص ◄شاعر واسع ال ّثقافة كثير الاطلاع. ◄مـخلص لـمحبوبته. ◄متر ّدد في بعض الأحيان. ◄مستسلم للحزن واليأس ومن أبرز صور ال ّتجديد في النّص :ظهور خصائص الـمدرسة الرومانس ّية ِمن خلال النّص. ومن أبرز صور القديم في النّص :الاعتماد على الوزن ،والقافية. من مؤلفات إبراهيم ناجي المفردات الكلمة المعنى مـخلص مستسلم اسم فاعل من خ َّل َص /خ َّل َص على اسم فاعل ِمن اِ ْس َت ْس َل َم الوحدة ال ّثانية 164
وقد ُم ِّز َق ال َّش ْم ُل مـا ُم ِّز َقا س 2يقول إبراهيم ناجي: َوال َّش ْي ُب ما َك َّل َل الـ َم ْف ِرقا َو َيا َص ْخ َر َة الـــ َع ْه ِد ُأ ْب ُت إِلي ِك *** َو َو َّد عــــلى الل ِه َأ ْن ُي ْع َت َقا ُأ ِري ِك َم ِشي َب الـــفؤا ِد ال َّشهي ِد *** َح َّن إلى َأ ْس ِر ِه ُم ْط َل َقـــــا َش َكا َأ ْس َر ُه في ِح َبا ِل الـــ َه َوى *** َفل َّما َق َضى الـ َح ُّظ َف َّك الأَ ِسيـ ِر *** أ تـَ َخ َّي ْر ال ّصواب مـ ّما بين القوسين لـما يأتي: مرادف \"أبت\"ُ (:ع ْد ُت -رجع ُت -كلاهما صحيح) جمع \"فؤاد\"( :فوائد -أفئدة -كلاهما صحيح) \"حبال الهوى\" صورة نوعها( :كناية -مـجاز مرسل -استعارة) ب اِ ْم َت َز َج ْت الأفكار بعاطفة ال ّشاعرَ .و ِّض ْح ذلك من خلال الأبيات ال ّسابقة. ج َها ِت ِمن الأبيات ما يأتي: ◄خبرا وإنشاء ،و َب ِّي ْن الغرض منهما. ◄لونا من ألوان البيان ،وآخر من ألوان البديعَ ،وا ْذ ُك ْر نوع كل وأثره. د إلى أي الـمدارس ال ّشعر ّية ينتمي هذا النّص؟ َو َما َأ َه ّم ِسـماتـها؟ *** 167 167 ال ّتدريبات
ال ّتدريبات س 1يقول إبراهيم ناجي: َسأ ْل ُت ِك يا َص ْخ َر َة الـ ُم ْلت َقى *** متـى َيـ ْجم ُع ال َّده ُر ما ف َّر َقا َف َيا َص ْخ َر ًة َج َم َع ْت ُم ْه َجت ْي ِن *** أ َفا َءا إلى ُح ْسنِهـا الـ ُمنْت َقى إِ َذا الــــــ َّد ْه ُر َلـ َّج ب َأ ْقدا ِر ِه *** َأ َج َّدا على َظ ْه ِر َها الـ َم ْوثِ َقا أ ت َـ َخ َّي ْر ال َّصواب مـ ّما بين القوسين لـما يأتي: ( َلـ َّج ) مرادفها( :ح َّل -أل َّح -ظ َّل) (موثق) جمعها( :مواثيق -وثائق -مواثق) ب ُا ْن ُث ْر الأبيات بأسلوب أدبـ ّي. ج اِ ْس َت ْخ ِر ْج ِمن الأبيات: ◄ لونا بيان ّيا وآخر بديع ّيا َوا ْذ ُك ْر نوع ك ِّل وأثره. ◄ أسلوبا إنشائ ّيا وآخر خبر ّياَ ،وا ْذ ُك ْر غرض ك ّل منهما. 166 الوحدة ال ّثانية
الأعلام قصيدة رثاء م ّي زيادة عباس محمود العقاد الاسم 1889م مولده 1964م وفاته ع ّباس محمود الع ّقاد الأعلام قصيدة أنا الاسم مولده إيليا أبو ماضي وفاته 1890م في لبنان 1957م الأعلام إيليا أبو ماضي قصيدة صخرة الملتقى إبراهيم ناجي الاسم 1898م بالمنصورة مولده وفاته 1953م إبراهيم ناجي 169 الأعلام 169
الأعلام أعلام طيف سميرة الاسم محمود سامي البارود ّي بن مولده حسن بك حسني وفاته 1838م بمصر 1903م محمود سامي البارود ّي الأعلام رحلة عابسة الاسم أحمد محرم بن حسن مولده أفندي عبد الله وفاته 1877م بالقاهرة 1945م الأعلام أحمد محرم قصيدة نهج البردة ومسرح ّية كليوباترا أحمد شوقي بن علي بن الاسم أحمد شوقي مولده 1868م بالقاهرة وفاته 1932م أحمد شوقي 168 الوحدة ال ّثانية
في نـهاية هذه الوحدة: بعد الانتهاء من هذه الوحدة ينبغي أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن: 1يذكر الفنون النّثرية في العصر الحديث. 2يح ّدد مكونات القصة. 3يذكر أه ّم ُر ّواد القصة القصيرة ،وال ّرواية. 4يكتب مقال أدبي عن فنّون النّثر في العصر الحديث. ُ 5يعد خطبة عن دور الأزهر في النّهضة الأدبية في العصر الحديث. 6يوازن بين القصة القصيرة والرواية. 7يتع ّرف مكونات المسرح ّية. 8يتع ّرف أه ّم مراحل تطور المسرح ّية. 9يتذ ّوق ويـح ّلل عد ًدا من النّصوص النّثرية تشمل خطبة ،ومقالة، وقصة،ومسرح ّية. 171 171
الوحدة ال ّثالثة فنون النّثر في العصر الـحديث 170
تـمهيد النّثر هو الكلام الفنّي الجميل ،الـمنثور بأسلوب جيد لا يـحكمه النّظام الإيقاع ّي وزنا وقافية -كما هو حال الشعر -و ُيـم ّيزه عن النّثر غير الفنّي (مثل الكلام اليوم ّي) ال ّلغة الـمنتقاة والفكرة الـجلية ،والـمنطق ال ّسليم الـمقنع ،الـمؤثر في الـمتلقى .فالنّثر الفنّي يـخضع لنظرية الف ّن أو هو ا ّلذي يغلب عليه عناصر الأسلوب الفنّي ،فيحرك المشاعر بلغته ال ّتصوير ّية ،ويـجسد المعانى أمام عيني الـمتلقى ،فكأ ّنه يعاصر ويشاهد ما يقرأ واقعا مرئ ّيا ،وت ّتسم لغة النّثر الفنّي بـحسن ال ّصياغة ،وجودة ال ّسبك ،ودقة النّظم ،بـهذه ال ّسمات يـختلف النّثر الفنّي عن غيره مـما نسمعه من كلام النّاس أثناء الـمعاملة في حياتـهم اليوم ّية. ومن فنون النّثر في الأدب الحديث ،فنون قديـمة وهي :الـخطابة والكتابة ،وفنون مستحدثة في هذا العصر وهي :الـمقالة ،والق ّصة ،والـمسرح ّية النّثر ّية. فنون النّثر قديـمة مستحدثة الـمسرحية الـمقالة الكتابة الـخطابة النّثرية الق ّصة 173 ال ّدرس الأ ّول 173
ال ّدرس الأ ّول النّثر وفنونه أهداف ال ّدرس: بنهاية ال ّدرس يتوقع أن يكون الطالب قاد ًرا على أ ْن: 1يـح ّدد أهم فنون النّثر في العصر الحديث. 2يذكر مثالا لـخطبة ِمن العصر الـحديث. 3يذكر الأسباب ا ّلتي أدت لانتشار فنّي الق ّصة والـمسرح ّية في العصرالـحديث. 4يـح ّدد أه ّم العوامل ا ّلتي أدت لانتشار ف ّن المقالة في العصر الحديث. 172
وكان للنّضال ال ّسياس ّي في مواجهة الـمستعمر أثره في ازدهار الخطابة ،فعرفت مصر ال ّزعامات ال ّسياس ّية بعد قرون من موتها تـحت ثقل أغلال ال ّدولة العثمان ّية ،وارتبطت الزعامة ال ّسياس ّية بالقدرة الخطابية ،فشهدت مصر خطباء بارزين من أمثال :عبد الله النّديم، وعبدال ّرحمن الكواكب ّي ،وسعد زغلول ،ومكرم عبيد ،وكانت الخطابة أ ّول الأمر تميل إلى ال ّسجع ،والحلية اللفظية ،ثم سرعان ما تخلصت من الـمحسنات البديع ّية ،وركزت على إثارة العواطف ،ومـخاطبة العقول ،والإكثار من الاقتباسات من القرآن الكريم ،والحديث النّبو ّي، وأقوال العرب وأشعارهم ،ومـ ّما ساعد على ازدهار الخطابة ال ّسياس ّية ظهور الأحزاب ،ونشأة البرلـمان مـ ّما دفع إلى الخطابة كأداة لـجذب الأنصار ومواجهة الـخصوم ال ّسياس ّيين. وكما نشطت الخطابة في ميادين ال ّسياسة نشطت الخطابة في مجالات الحياة الاجتماعية ،وتنوعت موضوعاتـها الاجتماعية بين الأغراض ال ّتقليد ّية من ال ّتأبين والاستقبال وال ّتكريم وال ّتوديع والاحتفالات الاجتماعية من زواج وميلاد وغيرها وبين موضوعات جديدة فرضتها الـمستجدات الاجتماع ّية والفكر ّية الجديدة ،وما واكبها من نـمو الوع ّي الاجتماع ّي ،وتط ّور الـمجتمعات ،فتناولت الخطابة قضايا ال ّتقليد وال ّتجديد ،والمرأة، وخروجها للعمل ،وغيرها. وم ّما ساعد على ازدهار الخطابة القضائ ّية في العصر الحديث إنشاء كل ّية ال ّشريعة والقانون ،ومدرسة الحقوق التي أصبحت إحدى كل ّيات أ ّول جامعة أهل ّية (جامعة القاهرة) المفردات الكلمة تكمم المعنى البرلـمان َت َغ َّطى ِبا ازدهار هيئة تشريع ّية ُع ْليا في الحُكم ال ّديمقراطي ،تتكون 175 ِمن عدد ِمن النُّ ّواب ال ُم َم ِّثلين عن ال َّشعب ،و ُي ْعرف 175 كذلك باسم مجلس النّ ّواب ،ومجلس الأ ّمة ، ومجلس ال ّشعب ،والمجلس الوطن ّي َت َق ُّدم ًا ُ ،ن ُم ّو ًا ال ّدرس الأ ّول
الـخطابة الـخطابة ف ّن ِمن فنون النّثر الأدب ّي قديـمة قدم الأدب العرب ّي ،فهي أحد الأنـماط الفنّ ّية الـموروثة منذ أدب العصر الجاهل ّي ،ويراد بها ف ّن مشافهة الجمهور بغية ال ّتأثير فيهم باستمالتهم عاطفيا ومـخاطبة عقولهم؛ لذا فهي تـجمع بين الحجة والبرهان والانفعال والوجدان. وإذا نظرنا إلى الخطابة قبل عصر النّهضة الأدبية فسنجد العصر الحديث ورث عن العصر العثمان ّي خطابة لا روح فيها ،ولا رونق لها ،لا تختلف في ضعفها وتكلفها عن الشعر، وإذا كانت الحياة الأدب ّية في أوائل القرن ال ّتاسع عشر عرفت من ينشد قصيدة ،أو يكتب رسالة على نحو أدبي ،فإ ّنـها لم تعرف خطيبا يرتـجل خطبة تسمع قبيل عصر النّهضة ،فإذا استثنينا الـمناسبات ال ّدين ّية ،فلن نـجد ميدانا للخطابة يتح ّدث فيه الخطيب ،أو دافعا يـحرضه على القول ،فال ّسياسة القاسية ال ّظالـمة تكمم الأفواه ،والـمجتمع الفقير ينشغل بتحصيل القوت عن ال ّتعرف على فنون الأدب ،وال ّتخلف وال ّركود الفكري يـحبس الألسنة عن القول. ومضى العصر العثمان ّي والـخطابة لا تتجاوز خطبة الـجمعة والعيدين ،وقد تـجمدت لاعتماد أكثر خطباء الوعظ ال ّدين ّي على خطب ونصوص أعدت في عصور سالفة يقرؤونـها على النّاس من الكتب فوق الـمنابر. ولـما خطت الحياة العامة في مصر خطوات نحو النّهضة خطت معها الحياة الأدب ّية شع ًرا ونث ًرا ،فتوفر للخطابة عدة عوامل ساعدت على ازدهارها ،وتنوعها بين ال ّسياس ّية، وال ّدين ّية ،والاجتماع ّية. فألـهبت الثورة العراب ّية مشاعر الأدباء والـجماهير ،وصاحبت الخطابة الثورة وآزرتـها، يشدو بصوتـها في كل نا ٍد خطيب الثورة العراب ّية عبد الله النّديم ،واشتهر النّديم بـخطابته أكثر من شهرته بـمقالاته ،فقد كانت موهبته الـحقة في لسانه ،وقوة حجته ونصاعة بيانه ا ّلذي كان له أكبر الأثر في نفوس العا ّمة والخا ّصة. 174 الوحدة ال ّثالثة
ومن نـماذخ خطابة عصر النّهضة خطبة سعد زغلول بعد ق ْطع المفاوضات مع الإنجليز في يوم ٢١أكتوبر لسنة ١٩٢٤م: \"إ ّنـهم طلبوا أن تكون لهم قوة عسكر ّية في أرض مصر ،على شرط ألا تتد َّخل في شؤوننا ،ولنا الحر ّية ال ّتا ّمة أن َنشترط ما نشاء من ال ّشروط ،ونطلب ما نريد من ال ّضمانات؛ لئلا تتم َّكن هذه القوة من ال ّتد ُّخل في شؤوننا ،فر َفضنا ،رفضنا؛ لأ ّننا نعلم أن وجو َد عسكر ّي واحد على الأرض المصر ّية ،مـُ ِخ ٌّل بالاستقلال ،ر َفضت ذلك ،وما أظ ّن أن رفضي هذا عم ٌل من الأعمال الجليلة؛ لأ ّن المرء لا ُيعتبر فاضلا ولا ذا عمل جليل ،بـمج َّرد كونه ام َتنع عن خيانة وطنه؛ ولهذا كلما رأيت منكم مبالغ ًة في إكرامي ،تخ َّيلت أنكم تتو َّهمون أني ُأخ ّو ُن ُكم ،إنـي لم أعمل شي ًئا أكثر من عمل خفي ٍر على جر ٍن د َفع عنه العا ِد َية ،هذا هو العمل الذي ع ِملته ،ولكنّكم ِكرام تع َّودتم الك َرم والإكرام ،ورأيتم كثيرين و َعدوا وأخ َلفوا ،ورأيتمونـي و َعدت فو َّفيت، فأك َبرتم عملي ،لكني -والوطنية وحبها -لا ُأ ِقركم على هذا ال ّتقدير؛ لأن عملي لا يستح ُّق هذا الإكرام ،إنـما العمل الـمجيد والعمل الجليل والعمل الـخال ّد في ال ّتاريخ -هو ال ّتضحية، وإ ّنـي لـ ُمض ٍّح بنفسي قبلكم\". 177 ال ّدرس الأ ّول 177
الأعلام ثم تع ّددت فروعها بتع ّدد الجامعات ،وقد قدمت نـخبة من الخطباء المفوهين يتم ّتعون بثقافة قانون ّية ،ود ّقة في توظيف الشيخ محمد مصطفى المراغي ال ّلغة ،وامتلاك لناصية البيان ،وقدرة على ال ّتصوير المؤ ّثر في نفوس ال ّسامعين ،و ِمن أعلام الخطابة القانون ّية أحمد لطفي الأعلام ال ّسيد ،وصبرى أبو علم ،وعبدال ّرحمن ال ّرافع ّي. الشيخ محمود شلتوت وإذا انتقلنا إلى الخطابة ال ّدين ّية ا ّلتي لم تنقطع في أي عهد من العهود ،فهي أوسع ألوان الخطابة انتشارا ،وأكثرها الأعلام جمهورا لارتباطها بشعائر الإسلام فسنجد أنـها انتقلت من طور ال ّتقليد والجمود إلى طور ال ّتجديد والإبداع في عصر النّهضة ،فكثر الخطباء الواعظون ،وأصبح الارتجال هو الأصل في الخطابة ال ّدين ّية ،فلا مـجال لقراءة نص الخطبة من وريقات ،وقد أسهم في ذلك أقسام ال ّدعوة في كل ّيات أصول ال ّدين ،وكل ّية ال ّدعوة ،وكلية ال ّلغة العرب ّية ،وكلية ال ّشريعة الإسلام ّية ،وكل ّية ال ّدراسات الإسلام ّية والعرب ّية فكان لهم دور في تخريج الخطيب الـمف ّوه ،والواعظ البارع ،ومن أعلام الخطابة ال ّدين ّية في العصر الحديث الشيخ الـمراغ ّي، والشيخ محمود شلتوت ،وال ّشيخ الباقور ّي ،وغيرهم. المفردات الكلمة النُّ ْخ َب ُة المعنى أسهم المختا ُر من كل شيء أوسع أ ْع َطا ُه َسه ْم أو َأك َث َر البارع َج َع َل َها أ ْك َث َر َس َع ًة ،اِ ِّت َساع ًا تم ّيز وتف ّوق في مجاله وفا َق نظراءه الشيخ الباقور ّي 176 الوحدة ال ّثالثة
الكتابة ورث القرن ال ّتاسع عشر فيما ورث عن العصر العثمان ّي أسلوب الكتابة ا ّلذي لم يكن أفضل حالا من ال ّشعر ،فكانت الكتابة غالبا بالعام ّية أو بلغة لا ترتفع كثيرا عنها ،ولم يكن للغة الأدب ّية مكان في كتاباتهم ،واهت ّم الك ّتاب بالألفاظ ،وتركوا ما عداها ،فلم تكن عنايتهم بالألفاظ ت ّتجه إلى تـخ ّير اللفظ الأد ّق الأليق بـمكانه من الـ ُجملة ،ولا إلى ال ّلفظ ال ّسمح العذب ،ولم تكن كذلك متجهة إلى اصطناع أسلوب رصين ،أو عبارة رقيقة ،وإ ّنـما كانت متجهة إلى ال ّلعب بالألفاظ ،واختيار ما هو أقرب إلى المحسن البديع ّي المتك ّلف ،أو ال ّتصوير البيان ّي ال ّساذج، أما الـمعاني فلم تكن لهم همم تغوص لاستخراج الجديد منها ،ولم تكن تعمل على إعادة صياغتها صياغة فنّية جميلة ،ولم تخرج الموضوعات عن ال ّتقليد ّي من العتاب والشكوى وال ّتهنئة وال ّتعزية والاستمناح ،فدارت كتاباتهم حول هذه الأغراض ،وعجزت قرائحهم عن المعنى الرائع ،والخيال ال ّسامي ،وال ّتصوير البديع ،واكتفت بالمحسنات البديع ّية المتك ّلفة من جناس وسجع ومراعاة النّظير وغيرها مما ا ّتصف بال ّركاكة وال ّسطح ّية ،وشاع في الكتابة ترديد معانى المتق ّدمين في صورة مهلهلة غير محكمة ال ّصياغة. ولا نكاد نـجد بين هذا ال ّركام ِمن نصوص الكتابة المنقولة إلينا قبل عصر النّهضة، وبدايات هذا العصر ما يرقى إلى ال ّدراسة إلا بصي ًصا من أمل في كتابات ال ّشيخ الخشاب، والعطار ،ورفاعة الطهطاو ّي ،فقد كانت ثقافتهم عونا لهم على بث شيء من الروح فيما كتبوا، وإن ظ ّلوا ككتاب عهدهم يلتزمون ال ّسجع ،وغيره من المحسنات البديع ّية الأخرى. ث ّم جاء أحمد فارس ال ّشدياق المتوفي سنة ١٨٧٨م وكان متط ّلعا إلى ال ّتجديد ،وقد ساعده على ذلك اطلاعه على آداب ال ّلغات الأخرى فحاول أن يـخلص الكتابة من أشد أغلالها ألا وهو ال ّسجع ،فكتب عبارات سهلة واضحة مطبوعة بعيدة عن ال ّتك ّلف ،وإن لم يتخ ّلص نهائ ّيا من تقاليد الكتابة في عصره. 179 ال ّدرس الأ ّول 179
الخريطة ال ّذهن ّية ال ّنثر وف ّنونه أولا :الخطابة أنواع الخطابة حال الخطابة في أوائل القرن ال ّتاسع عشر أسباب انحطاط أو العوامل التي ساعدت ضعف الخطابة على ازدهار الخطابة الخطابة القضائ ّية الخطابة ال ّسياس ّية الخطابة ال ّدين ّية الخطابة الاجتماع ّية 178 الوحدة ال ّثالثة
الخريطة ال ّذهن ّية النّثر وفنونه ثانيا :الكتابة حال الكتابة في صدر القرن دور أحمد فارس الشدياق التاسع عشر في التجديد أسلوب الكتابة الألفاظ المعاني الموضوعات العوامل التي ساعدت على دور الشيخ الخشاب ،والعطار النّهوض بالكتابة أو بالنّثر ورفاعة الطهطاوي في رقى الكتابة 181 الخريطة ال ّذهن ّية 181
لم يتأ ّخر النّثر طويلا عن الالتحاق بال ّشعر في مسيرة ال ّتجديد ،فتضافرت عدة عوامل على النّهوض بالنّثر ،ودفعت به على خطى اليقظة الأدب ّية. و ِمن هذه العوامل الاتصال بالآداب الغرب ّية اتصالا وثيقا عن طريق ال ّترجمة .وقد كان للمؤلفات التي ترجمها أعضاء البعثة الأولى -وهي تبلغ نـحو مائتي كتاب -آثار بعيدة المدى في لغة المترجم أولا ،ثم في لغة كل من قرأ هذه الـمترجمات بعده. و ِمن هذه العوامل إحياء ال ّتراث الأدب ّي القديمِ ،من أمثال كتب الـجاحظ وأبى حيان ال ّتوحيد ّي والـمبرد وابن قتيبة ،وقد وجد ال ّدارسون فيها البلاغة وال ّروعة ،ولم يـجدوا إلا كتابة ُمرسلة خالية من تك ّلف البديع والبيان. ومنها ال ّصحافة وقد كان أثرها خطيرا في تط ّور أساليب النّثر إلى ال ّسهولة وطرح الـمحسنات البديع ّية جانبا ،وإن ساء أثر ال ّصحافة -بعد ذلك -فيما آلت إليه لغة بعض الأدباء من الابتذال وال ّضحالة والبعد عن الأساليب العالية ال ّرصينة. *** 180 الوحدة ال ّثالثة
وتنقسم الـمقالة تبعا لعلاقة موضوعها بالكاتب إلى مقالة ذات ّية ومقالة موضوع ّية، وخير ما يع ّبر عن الـمقالة الذات ّية الـمقالات الأدب ّية ،وخير ما يعبر عن الـمقالات الـموضوع ّية الـمقالات العلم ّية بـجميع فروعها وتـخصصاتـها ،ويغلب على الـمقالة كونـها تعبيرا عن ذات كاتبها أكثر من كونـها تعبيرا مـجردا عن موضوع ما ،لأ ّن القارئ يرى موضوع الـمقالة بعيني الكاتب ،ويشعر بانفعالاته ،ويتأ ّثر بأفكاره ،فالكاتب يو ّجه اهتمام القارئ إلى حيث يريد تسليط ال ّضوء ،ويلفت الانتباه. وتنقسم الـمقالة من حيث ال ّتكوين الفنّي إلى مقالة قصص ّية وتمثيل ّية ومقالة ال ّرحلات ومقالة ال ّرسالة ،وتنقسم من حيث ال ّطول إلى المقالة والخاطرة ،ويراد بالخاطرة :الـمقالة القصيرة ج ّدا ،فلا تتجاوز ع ّدة جمل تعتمد على النّظرة الـخاطفة في معالجة الموضوعات، وت ّتسم غالبا بالسخر ّية ومن أشهر ك ّتابـها عبد الو ّهاب عزام وأحمد رجب وأحمد بـهجت. وقد نـجح الـمقال في الانتقال بالكتابة إلى واقع جديد اختفت فيه العبارات القديـمة المـحفوظة ،والـمبالغات ا ّلتي كان يـحفل بها الأدب في عصور الانـحطاط ،وتراجع الإكثار من الاستشهاد ،وق ّل ال ّترادف ،ومزاوجة الـجمل على نـحو أرهق النّص ،وأصقله بالـحلية ال ّلفظية ،ور ّكز الك ّتاب على مساواة الألفاظ للمعاني وسمو الخيال وشمول الفكرة ورصانة العبارة وسلامة الكلمة وشاعت ال ّتشبيهات والاستعارات الـجديدة المستمدة من بيئة الكاتب وعصره. *** المفردات الكلمة المعنى تسليط أرهق و ّجه الأنظار إليه َدنا منه وأ ْدر َك ُه 183 ال ّدرس الأ ّول 183
الـمقالة مفهومها الـمقالة أبرز فنون النّثر الحديث ارتبط ظهورها بال ّصحافة ،فهي ربيبتها ،نشأت بنشأتـها، وازدهر ْت بازدهارها ،تع ّدد ْت المفاهيم الـمعرفة بـها ،ومن أشـملها :أنـها قطعة من النّثر معتدلة الطول ،تعالـج موضو ًعا ما معالـجة سريعة من وجهة نظر كاتبها ،والـمقالة من أكثر الفنون الأدب ّية استيعا ًبا وشـمولا لشتى الموضوعات ،فهي تعالج موضوعا ما قد يكون طب ًّيا أو بيئ ًّيا أو علم ًّيا شديد ال ّتعقيد مـ ّما لا يـمكن أن تـحملها أجنحة ال ّشعر ،ولا حوادث الق ّصة، ولا حوار المسرح ّية ،والـمقالة الأصيلة في فنون الأدب ليس كل مقالة صحف ّية ،بل المقالة الأدب ّية ا ّلتي توحي بما تعج به نفس الكاتب ِمن عواطف وانفعالات في لغة فن ّية مؤثرة قوامها ال ّتصوير وال ّتشخيص. أنواع الـمقالة تتن ّوع الـمقالة تبعا للموضوع إلى مقالة سياس ّية واجتماع ّية ودين ّية وتاريـخ ّية ،ومن حيث الأسلوب إلى مقالة علم ّية تـهت ّم بنقل الـحقائق العلم ّية ،وترتيب الأفكار بلغة سلسة قريبة إلى الجمهور ،بعيدا عن التأ ّنق في العبارة ،وتتع ّدد أنواع المقالة العلم ّية بين طب ّية وفيزيائ ّية ،كون ّية، واقتصاد ّية ،ومقالة أدب ّية وهي قطعة نثر ّية ،تشف عن ذات الأديب ،وتعبر عن مشاعره ،وتنطلق مع خياله ،وترسم ملامح شخص ّيته ،أسلوبـها أدب ّي مـحض ،ففيها ما شئت من عواطف جياشة، وخيال عريض ،وصور مترفة وأسلوب رشيق ،ومن أشهر ك ّتاب الـمقالة الأدب ّية أحمد حسن ال ّزيات ومصطفى صادق ال ّرافعي وعبد العزيز البشر ّي والع ّقاد وطه حسين. 182 الوحدة ال ّثالثة
الف ّن القصص ّي نشأة الق ّصة الق ّصة بـمعنى الـحكاية لها جذور عميقة في ال ّتراث الأدبـ ّي الإنسان ّي ،فارتبط ف ّن الق ّصة بنشأة الإنسان وتط ّور بتط ّوره ،إذ عرفه الإنسان منذ أقدم العصور ،حيث كان هو نفسه مصدر هذا الف ّن ومبدعه وبطله .وكانت الـحياة بأوسع معانيها مسرح الأحداث ا ّلتي صورتـها ال ّقصة ،فكانت خيالات الإنسان وأحلامه وشطحاته منبع إبداع حكاياته وشخص ّياتـها ،مص ّورا كفاحه حينا وصراعه أحيانا مع مـحيطه ال ّطبيع ّي والإنسانـ ّي. والف ّن القصص ّي له جذور مـمت ّدة في أدبنا العرب ّي منذ العصر الـجاهل ّي ،فهذا العصر حافل بالنّماذج القصص ّية ا ّلتي تصور العرب في مـختلف جوانب حياتـهم في الـحرب وال ّسلم، وكانت الـمادة القصص ّية تروى مشافهة ،ويتوارثها النّاس جيلا بعد جيل ،وقد أخذ هذا الف ّن ينمو ويتط ّور بتط ّور الـمجتمع العربـ ّي ،وانتقاله من مرحلة حضار ّية إلى أخرى ح ّتى كان العصر العباس ّي ،حيث عرف الـمجتمع العرب ّي تط ّورا هائلا في كافة الـمجالات ال ّسياس ّية والاقتصاد ّية والاجتماع ّية والفكر ّية والأدب ّية ،وظهرت ثـمرة أكبر تفاعل بين مـختلف الـحضارات ،وكان منها ألوان جديدة في الأدب مثل الق ّصة ،فظهرت الق ّصة الـخراف ّية أو الق ّصة على لسان الـحيوان ،والق ّصة الـمقام ّية ،والق ّصة الفلسف ّية مثل\" :حي بن يقظان ،رسالة الغفران\" ،وشهدت القصص وال ّسير ال ّشعب ّية رواجا كبيرا مثل\" :سيرة عنترة بن شداد ،وسيف بن ذي يزن ،وقصص بني هلال ،وألف ليلة وليلة\" ،وغيرها من القصص ا ّلتي ترضى الخيال الشعب ّي ،لكنها لم تصل إلى مستوى نضج القصة الأدب ّية الـحديثة في بنيتها الفن ّية. الق ّصة القصص وال ّسير الق ّصة الـمقام ّية الق ّصة الفلسف ّية الق ّصة الـخراف ّية أو الق ّصة ال ّشعب ّية على لسان الـحيوان 185 ال ّدرس الأ ّول 185
الخريطة ال ّذهن ّية نشأة المقالة مميزات المقالة النّثر وفنونه مفهوم المقالة ثالثا:المقالة أنواع المقالة من حيث الطول من حيث علاقة من حيث الموضوع موضوعات بالكاتب من حيث التكوين الفني من حيث الأسلوب 184 الوحدة ال ّثالثة
فعلى ال ّرغم من النّضج الفنـي الذي أحدثته ثورة ١٩١٩م ،وتـج ّلى في ظهور أول رواية فنّية كتبها محمد حسين هيكل اضطر الكاتب إلى استخدام اسم مستعار لل ّتعبير عن نفسه باسم (مصري فلاح) وسـماها مظاهر وأخلاق ريف ّية تـجنّبا للاستهجان ا ّلذي تس ّببه كلمة ق ّصة في الأوساط الـمصر ّية آنذاك. ونـجحت الق ّصة في انتزاع اعتراف بها من الـمصر ّيين ،ففي الوقت الذي كانت البلاد فيه تـحاول الاستقلال في الـمجال ال ّسياس ّي ،وفي أحضان حراك الـمصر ّيين نـحو ال ّتحرر من الـمستعمر ،واصلت القصة تط ّورها ومواكبتها لـمتغ ّيرات الـمجتمع الفكر ّية وال ّسياس ّية ،فقدم (عيسی عبيد) مـجموعته القصص ّية الأولی (إحسان هانم) ،وأهداها إلی سعد زغلول ،ث ّم كتب روايته ثر ّيا ،وكتب محمود تيمور رجب أفند وكتب طاهر لاشين ،روايته (حواء بلا آدم) ويـم ّثل مـجموع تلك ال ّرويات طورا رابعا أكثر نضجا وتط ّورا من النّاحية الفنّ ّية لل ّرواية ال ّتسل ّية وال ّترفية ذات البعد الاجتماع ّي. وجاء ال ّطور الـخامس ليض ّم ألوانا مـختلفة ِمن ال ّروايات النّفس ّية والاجتماع ّية وال ّسياس ّية وال ّرواية ال ّذات ّية ومن أشهرها رواية الأ ّيام لطه حسين ،ورواية سارة للع ّقاد ،ورواية ابراهيم ال ّثاني للمازنـ ّي ،وال ّرباط المق ّدس لتوفيق الحكيم، الأعلام مـما ع ّزز مكانة ال ّرواية في الأدب العربـ ّي. نـجيب مـحفوظ المفردات الكلمة نضجا 187 المعنى ع ّزز ال ّدرس الأ ّول 187 تمام نم ّو الكائن الح ّي واكتمال خصائص بلوغه ق َّواه ،د َّعمه ،ش َّدده
أطوار الفن القصص ّي في العصر الحديث عاش الأدب حالة من ال ّركود والـخمول حتى كان البعث والإحياء ال ّشعري ثـمرة لل ّطباعة وال ّصحافة وال ّترجمة وغيرها من عوامل النّهضة الحديثة ا ّلتي شهدت أول مظهر ِمن مظاهر النّشاط الروائ ّي في مصر في القرن ال ّتاسع عشر متم ّثلة في الق ّصة ال ّتعليم ّية الـمترجمة \"مغامرات تليماك\" وقد ترجمها ِرفاعة ال ّطهطاو ّيِ ،من الفرنس ّية إلى العرب ّية ،بغية تقديم مواعظ لتحسين سلوك عامة النّاس ،ث ّم ق ّدم فرح أنطون الق ّصة ال ّتعليم ّية ا ّلتي لا تـختلف عن مترجمات ال ّطهطاو ّي وتبعهما على مبارك فسلك الـمسلك نفسه. وحاول الـمويلح ّي في (حديث عيسی بن هشام) وحافظ إبراهيم في (ليالى سطيح) أن يقترب بـما كتب من مقامات من القصة في شكلها الفنى إلا أ ّنـها ظ ّلت مـحاولات لا ترتقى إلى بنية القصة الفنّية. انتقلتالق ّصةمنطورهاالأولفيعصرالنّهضةعندقصاص ّيال ّتيارال ّتعليم ّيالـخال ّص، لطورها ال ّثاني الـمتم ّثل في كتابات تيار ما بين ال ّتعليم وال ّترفيه ا ّلذي بدأه الـمهاجرون ال ّشوام، ا ّلذين كانوا -بـحكم ظروفهم -أكثر إقبالا علی ال ّثقافة الأورب ّية وآدابـها ،ففي الوقت ا ّلذي كان الأدباء الـمصر ّيون مشغولين بـمحاولة الإصلاح الاجتماع ّي وبعث التراث العرب ّي القديم، كان الـمهاجرون ال ّشوام مشغولين بنقل الأشكال الأدب ّية الجديدة إلينا ،وفي مقدمتها الق ّصة، فظهرت ال ّرواية ال ّتاريـخ ّية على يد (جورجى زيدان) فقدم روايات (فتاة غسان) و (أرمانوسة المصر ّية) و (عذراء قريش) و (غادة كربلا) و (الحجاج بن يوسف) وغيرها. ث ّم كان ال ّطور ال ّثالث بظهور تيار رواية ال ّتسلية وال ّترفيه في الفترة التي تـمت ّد من أواخر القرن ال ّتاسع عشر ،إلی ثورة ١٩١٩م ،وظ ّلت ال ّرواية ح ّتی هذه الفترة غير معترف بها في الـحياة الأدب ّية الـمصر ّية ا ّلتي ن ّظرت لل ّرواية كوليد غير شرع ّي في هذا الـمجتمع. 186 الوحدة ال ّثالثة
وهي ذات سياق مـمتد في ال ّزمن ،وأحداث متش ّعبة في الـمكان ،تعالـج فترة من الحياة ،بك ّل ملابساتـها وجزئ ّياتـها وتشابكها ،تعتمد على ال ّتفاصيل ال ّطويلة ،وتسجيل كل ما يـمكن أن تقع العين عليه ،وتـحليل الأحداث والوقائع ،وتفسير سلوك ودوافع لل ّشخص ّيات ،ا ّلتي قد تتع ّدد إلى عدة شخص ّيات في مـحيط واسع في الـحياة ،فال ّرواية ق ّصة طويلة. الق ّصة القصيرة تـم ّثل حد ًثا واح ًدا ،يقع في وقت واحد ،وتتناول القصة القصيرة على نحو ُمر َّكز شخصية ،أو حادثة مفردة ،أو عاطفة ،أو مـجموعة من العواطف ،ا ّلتي أثارها موقف مفرد ،وقد قيست زمن ًيا بأ ّنـها تقرأ في وقت لا يق ّل عن ربع ساعة ،ولا يـجاوز ال ّساعتين ،وقيست طول ًيا بعدد كلماتـها بين ( )١٥٠٠كلمة و( )١٠٠٠٠كلمة. الأقصوصة عمل روائ ّي أقصر ِمن الق ّصة القصيرة حج ًما ،يكتفي بال ّتت ّبع ال ّسريع الخاطف ،لموقف، أو إحساس ،أو انفعال ،يـحاول القاص أن يـجلوه ويطيف به. أنواع الف ّن القصص ّي الأقصوصة الق ّصة القصيرة ال ّرواية الق ّصة 189 189 ال ّدرس الأ ّول
ث ّم كان ال ّطور ال ّسادس للق ّصة العرب ّية على يد فارسها نـجيب مـحفوظ ا ّلذي انتقل بالق ّصة العرب ّية إلى مصاف الآداب العالـم ّية بـما كتب من قصص قصيرة وروايات ُصنّفت تـحت القصة الواقع ّية؛ ليعطي للقصة العرب ّية مكانة فريدة في الأدب العالـم ّي ،يشاركه في ذلك كتاب الق ّصة من الـجيل ال ّثاني من أمثال عبد الحميد جودة ال ّسحار ،وعادل كامل ،ويـحيی ح ّقي وعبد الـحليم عبد الله ،ويوسف ال ّسباع ّي ،ا ّلذين أعقبهم الجيل ال ّثالث من أعلام الق ّصة العرب ّية متم ّثلا في عبد ال ّرحمن ال ّشرقاو ّي ،وصالـح مرسي ،ويوسف إدريس ،وعبد ال ّستار خليف ،وغيرهم مـ ّمن ق ّدموا ال ّرواية الواقع ّية ال ّتحليل ّية ا ّلتي تـحكي تفاصيل الواقع الـمصر ّي وتص ّور ال ّشخص ّية المصر ّية في مـختلف أطوار عمرها. أنواع الف ّن القصص ّي يراد بالـف ّن الـقصص ّي عدة صنوف أدب ّية ،تتن ّوع بين رواية وق ّصة طويلة ،وق ّصة قصيرة ،وأقصوصة. الق ّصة لـم تستقر في العرب ّية على مدلول اصطلاح ّي مـحدد ،فهي تستعمل أحيا ًنا لل ّدلالة على مشتملات الف ّن القصص ّي بعامة ،من رواية ،وأقصوصة ،وحكاية ،ونادرة ،وأحدوثة. وتستخدم أحيانا لل ّدلالة على نوع من الف ّن القصص ّي ،لا يطول ليبلغ حد ال ّرواية ،ولا يقصر ليقف عند حد الأقصوصة. ال ّرواية أكبر أنواع الفن القصصي حج ًما ،فهي تـملأ الـمج ّلدات ،وتستغرق أ ّيا ًما وليالي في قراءتـها ،وتنتحى ناحية تصوير البطولات الخارقة ،من خلال روايتها لأحداث ال ّتاريخ ،أو روايتها لأحداث متخ ّيلة ،فهي ال ّصورة الأدب ّية النّثر ّية ،ا ّلتي تط ّورت عن الملحمة القديـمة، 188 الوحدة ال ّثالثة
الحوار وال ّسرد ال ّسرد والـحوار هما الوعاء ال ّلغو ّي ا ّلذي يـحتوى ك ّل عناصر الق ّصة ،باعتبارها نو ًعا ِمن فنون القول ،وال ّسرد هو قول أو خطاب صادر من ال ّسارد (الواصف والحاكى) ،يصف عالـ ًما خيال ًيا مكو ًنا من أشخاص يتح ّركون في إطار زمان ّي ومكانـ ّي مـح ّدد. والـحوار هو ال ّلغة ا ّلتي تنطق بـها شخص ّيات ال ّرواية؛ لتع ّرف بال ّشخص ّية وتـحرك الـحدث بـما يساعد علی حيو ّية المواقف ،ولاب َّد أن يكون دقي ًقا بـحيث يكون عاملا من عوامل الكشف عن أبعاد ال ّشخصية ،وتـجلية غموض نفسها ،وتطوير الـحدث ،والوصول بالفكرة إلى الغاية التي يرمي إليها الكاتب. ال ّزمن والـمكان (البيئة) يـمثل الزمن عنص ًرا من العناصر الأساس ّية ا ّلتـي يقوم عليها ف ّن القص ،فإذا كان الأدب يعتبر فنًا زمن ًيا إذا صنفنا الفنون إلی زمان ّية ومكان ّية فإن القص هو أكثر الأنواع الأدب ّية ارتباطا بال ّزمن. أما الـمكان فهو البيئة ا ّلتي يعيش فيها النّاس ،ولا شك أ ّن الإنسان (ابن البيئة) فالـمكان ا ّلذي نولد فيه هو ا ّلذي يـح ّدد سـماتنا الخاصة الـمم ّيزة ،لذلك يهت ّم الكاتب القصص ّي بتحديد (الـمكان) اهتما ًما كبي ًرا لدوره في تـحديد ملامح ال ّشخص ّيات. *** مك ّونات القصة الحوار وال ّسرد ال ّزمن والـمكان (البيئة) ال ّشخصية الـحدث 191 191 ال ّدرس الأ ّول
مك ّونات القصة ف ّن الق ّصة يقوم بـمعالـجة المشاكل الـمح ّددة في الـحياة أو جانب من شخص ّية أو الشخص ّيات ا ّلتي تص ّور الحياة الإنسان ّية وله مق ّومات منها: الـحدث هو (الفعل القصص ّي) أو هو الـحادثة ا ّلتي تش ّكلها حركة الشخص ّيات؛ لتق ّدم في النّهاية تـجربة إنسان ّية ذات دلالات معينة. ال ّشخصية ال ّشخصية هي الكائن الإنسانـ ّي ا ّلذي يتح ّرك في سياق الأحداث ،وقد تكون ال ّشخص ّية من الـحيوان ،فيستخدم عندئ ٍذ كرمز يشف ع ّما وراءه من شخص ّية إنسان ّية تـهدف من ورائها العبرة والعظة. وتنقسم ال ّشخص ّية في الق ّصة إلى رئيسة وثانوية. ال ّشخص ّية ال ّرئيسة هي مـحور القصة والـمح ّركة للأحداث ،وال ّشخص ّية ال ّثانوية تأتى في مكانة أقل في الق ّصة ،فهي تابعة لل ّشخص ّية ال ّرئيسة ومتأثرة بـها. كما تنقسم ال ّشخص ّيات في الق ّصة إلى شخص ّية نامية ومسطحة. أما ال ّشخص ّية النّامية فهي ا ّلتي تنمو بنمو الأحداث ،وتق ّدم علی مراحل أثناء تط ّور ال ّرواية، وتكون في حالة صراع مستمر مع الآخرين ،أو في حالة صراع نفس ّي مع ال ّذات ،أو شخص ّية مس ّطحة لا تكاد طبيعتها تتغ ّير من بداية الق ّصة ح ّتی النّهاية ،وإ ّنما تثبت علی صفحة واحدة لا تكاد تفارقها. ال ّشخص ّيات في الق ّصة ال ّشخص ّية في القصة ال ّشخصية المسطحة ال ّشخصية النّامية ال ّثانوية ال ّرئيسة الوحدة ال ّثالثة 190
الـمسرح ّية الـمس َرح ّية هي ق ّصة تـمثيل ّية تعرض فكرة ،أو موضو ًعا ،أو موق ًفا ،وذلك من خلال حوار يدور بين شخصيات مـختلفة ،ونتيجة لل ّصراع بين هذه ال ّشخص ّيات يـحدث ال ّتعقيد ،ث ّم في نـهاية الـمسرح ّية يتلاشي ال ّتعقيد؛ لنصل إلى الـحل. وقد تكون الـمسرح ّية من فصل واحد ،أو ثلاثة ،أو خمسة فصول ،وفي الـجميع لاب ّد من توافر الوحدة ،والـمقصود بالوحدة قدي ًما هي (وحدة ال ّزمان ،والـمكان ،والـحدث)، أما الـمسرح ّيون الـمحدثون فقد لا يهت ّمون بهذه ال ّتفريعات ،وإنـّما يعنيهم بالوحدة وحدة الـموضوع والفكرة. وتتك ّون الـمسرح ّية من ثلاثة أجزاء تـم ّثل أسس بناء الـمسرح ّية ،ونستخلصها من النّص الـمسرح ّي دون أن يصرح بـها الكاتب وهي: ◄العرض :ويكون غال ًبا في الفصل الأ ّول ،وفيه يت ّم ال ّتعريف بـموضوع الـمسرح ّية ، وبشخصياتـها الـمحور ّية. ◄ ال ّتعقيد :ومعناه تتابع الأحداث ،إلى أن تصل إلى ال ّذروة. ◄الـح ّل :ويأتي في ختام الـمسرح ّية ،و ُيزيل ال ّتعقيد ال ّسابق. أجزاء الـمسرح ّية الـح ّل ال ّتعقيد العرض 193 ال ّدرس الأ ّول 193
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240