Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Book STAM TARIKH AL-ADAB NUSUSUHU Digital

Book STAM TARIKH AL-ADAB NUSUSUHU Digital

Published by Madzani Nusa, 2021-08-12 13:19:14

Description: Book STAM TARIKH AL-ADAB NUSUSUHU Digital

Search

Read the Text Version

‫أفكار النّص‬ ‫ تناول النّص صفات ال ّرجل المه ّذب بأ ّنه إنسان لا يتع ّصب لرأيه‪ ،‬ولا يض ّل غيره‪ ،‬لا‬ ‫يعيب ال ّشرفاء الكرماء‪ ،‬مح ّبا للمه ّذبين غير كاره لغيرهم‪ ،‬لا يؤذي غيره‪ ،‬لا ير ّد الإساءة بمثلها‪،‬‬ ‫لا ينخدع بالمظاهر أو السن‪ ،‬فقد يكون كبيرا في ال ّسن وعقله عقل طفل‪ ،‬وال ّرجل المه ّذب‬ ‫محافظ على ال ّصديق‪ ،‬يستر عيوبه عن أعين النّاس‪ ،‬ويكون له ناص ًحا‪ ،‬ويضحي من أجله‪.‬‬ ‫‌أ‬ ‫صفات الرجل المهذب‬ ‫ُح ٌّر و َمـــ ْذ َه ُب ُك ِّل ُح ٍّر َم ْذ َهبِي *** َما ُكنْ ُت بِال َغا ِوي َولا ا ْل ُم َت َع ِّص ِب‬ ‫إِ ِّنى َلَ ْغ َض ُب لِ ْلــــ َك ِري ِم َينُو ُش ُه *** َم ْن ُدو َن ُه َو َألو ُم َم ْن َلــ ْم َي ْغ َض ِب‬ ‫َو ُأ ِح ُّب ُكـــــ َّل ُم َه َّذ ٍب َو َل ْو َأ َّن ُه *** َخ ْص ِمى َو َأ ْر َح ُم ُك َّل َغ ْي ِر ُم َه َّذ ِب‬ ‫َي ْأبى ُف َؤا ِدي َأ ْن َي ِمي َل إ َلى الأ َذى *** ُح ُّب الأَ ِذ َّي ِة ِمـــ ْن ِطبا ِع ا ْل َع ْق َر ِب‬ ‫معاني المفردات‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مذهب‬ ‫طليق غير مقيد‬ ‫ح ّر‬ ‫طريق‬ ‫وهي نكره للعموم‬ ‫الغاوي‬ ‫المتع ّصب‬ ‫ال ّضال‪ ،‬وضدها‪:‬‬ ‫ينوشه‬ ‫وال ّشمول‬ ‫دونه‬ ‫المهتدي‬ ‫المتش ّدد عكسها‪:‬‬ ‫يصيبه بال ّسوء‪،‬‬ ‫المتسامح‬ ‫والماضي‪ :‬ناش‬ ‫أقل منه قد ًرا ومنزلة‬ ‫‪142‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫معاني المفردات‬ ‫ﺎﻫﺎﻨﻌﻣ‬ ‫اﺔﻤﻠﻜﻟ‬ ‫ﺎﻫﺎﻨﻌﻣ‬ ‫اﺔﻤﻠﻜﻟ‬ ‫ﺴﺣﺐ‬ ‫ﺎﺴﻣءة‬ ‫يكفي‬ ‫اﳌﴘء‬ ‫اﺎﺳﻹءة واﻷذى‬ ‫ﺑﱪق‬ ‫المخطئ‪،‬‬ ‫ﺎﻳ ليتني‬ ‫ﱠﻠﹸﺧﺐ‬ ‫وﺎﻫﺪﺿ ‪:‬اﳌﻦﺴﺤ‬ ‫ﱂ أذنب‬ ‫ﻻﻊﻣ‬ ‫ﹸﻪﹸﻟﺎﻘﹶﻣ‬ ‫تمني ﳏﻮﺒب ﺪﻴﻌﺑ‬ ‫الطيالس‬ ‫ﺪﺑون ﺮﻄﻣ‬ ‫وﺎﺧدع ﴫﺒﻠﻟ‬ ‫ﱂ أرﻜﺗﺐ ذﺎﺒﻧ‬ ‫سقيم‬ ‫ﺮﻔﻣده ‪:‬ﻃﺎﺴﻠﻴن وﻮﻫ ﻮﻧع‬ ‫ﻗﻪﻟﻮ‬ ‫أثوابه‬ ‫ﻦﻣ اﺎﻴﺜﻟب ﻪﺴﺒﻠﻳ‬ ‫ب ُص ْرت به‬ ‫لا تخدعني‬ ‫لا تغشني‬ ‫أﴍاف اﺎﻨﻟس‬ ‫تحدثه‬ ‫جمع مفرده‪ُ :‬ح ْل َية‬ ‫ال ُح َلي‬ ‫مريض‪ ،‬وضدها‪ :‬صحيح‬ ‫صبي‬ ‫وهي ما ُيتز َّين به‬ ‫أجرب‬ ‫خاصة للنّساء‬ ‫َس ْب َسب‬ ‫ال ّشكل الجميل‬ ‫الأشمط‬ ‫مرض جلدي أي‪:‬‬ ‫رأيته‬ ‫مش َّوه الجلد والمنظر‬ ‫تكلمه‬ ‫صحراء جرداء‬ ‫صغير ال ّسن‪،‬‬ ‫والجمع‪ :‬سباسب‬ ‫والجمع‪ :‬صبية وصبيان‬ ‫من اختلط سواد‬ ‫‪145‬‬ ‫شعره ببياض ال ّشيب‬ ‫ال ّدرس ال ّسابع ‪145‬‬ ‫تك َّشف ظهر‬

‫مواطن الجمال‬ ‫خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا‪:‬‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬حر\"‬ ‫وفيه إيجاز بحذف المسند إليه للاختصار‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬مذهب ك ّل حر أسلوب اختصاص بتقديم المسند‪ ،‬فمذهب خبر‬ ‫مقدم‪ ،‬وقوله \"مذهبي\" مبتدأ مؤ ّخر وهو معرفة‪.‬‬ ‫مذهبي\"‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬حر‪ ،‬ك ّل حر\" تكرير أفاد ال ّتقرير وال ّتوكيد‪.‬‬ ‫أسلوب خبر ّي للوعيد مؤ ّكد بإ ّن واللام‪،‬‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬إني لأغضب\"‬ ‫للكريم‪ :‬اللام لل َّتعليل من أجل الكريم‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬مه ّذب‪ ،‬وغير طباق بالسلب‪ ،‬كل مه ّذب‪ :‬إيجاز بالحذف‪:‬‬ ‫مهذب\"‬ ‫حذف الموصوف وال ّتقدير ك ّل شخص‪.‬‬ ‫طباق‪ ،‬وقوله \"يأبى الفؤاد\" استعارة مكن ّية‪،‬‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬بين كلمة‬ ‫جعل الفؤاد إنسانا يأبى ويرفض‪.‬‬ ‫يأبى ويميل\"‬ ‫في ال ّشطر ال ّثاني تعليل للأ ّول‪ ،‬العقرب‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬حب الأذية\"‬ ‫\"استعارة تصريح ّية\"‪ :‬جعل المنافق عقر ًبا‬ ‫يلدغ ويؤذي في السراء‪.‬‬ ‫استعارة مكن ّية‪ ،‬حيث جعل العقرب مناف ًقا يضر‪،‬‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬طباع العقرب\"‬ ‫ويؤذي في الخفاء‪.‬‬ ‫ب‌‬ ‫الرجل المثالى لا تخدعه المظاهر‬ ‫* * * َلــــ ْو َأ َّننِي َأ ْر َضى بِ َب ْر ٍق ُخـــ َّل ِب‬ ‫لِى َأ ْن َأ ُر َّد َم َســــــا َء ًة بِ َم َسا َء ٍة‬ ‫* * * في َن ْف ِس ِه َيــــا َل ْي َتنِي َلــــ ْم ُأ ْذنِ ِب‬ ‫َح ْس ُب ا ْل ُم ِسي ِء ُش ُعو ُر ُه َو َمقا ُل ُه‬ ‫* * * ك ْم في ال َّط َيالِ ِس ِم ْن َس ِقي ٍم َأ ْج َر ِب‬ ‫َأ َنا لا َت ُغ ُّشنِ َي ال َّط َيالِ ُس وال ُح َلى‬ ‫* * * و َيـــ َدا َك ِم ْن َأ ْخـلا ِق ِه في َس ْب َس ِب‬ ‫َع ْينا َك ِم ْن َأ ْثــــــوابِ ِه في َجنَّ ٍة‬ ‫وإ َذا ب ُص ْر َت ب ِه َب ُص ْر َت ب َأ ْش َم ٍط‬ ‫* * * وإِ َذا ُت َحــ ِّد ُثه تك َّشف عــن صبِي‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬ ‫‪144‬‬

‫ج‬ ‫التضحية من أجل الأصدقاء‬ ‫* * * داف ْع ُت عنْ ُه بنَا ِج ِذي وبـ ِم ْخ َلبِـي‬ ‫إِ ِّنـي إِ َذا ن َزل الــــــبلا ُء بِ َصاحبِـي‬ ‫وش َد ْد ُت َساع َد ُه ال َّضعي َف ب َساع ِدي‬ ‫* * * و َس َت ْر ُت ِمنْ َك َب ُه الـ َع ِر َّي بـ ِمنْ َكبي‬ ‫و َأ َرى َم َســـا ِو َئ ُه َكــــ َأ ّنـي لا َأ َرى‬ ‫* * * و َأ َرى م َـ َحا ِسنَ ُه وإِ ْن لــم ُت ْك َت ِب‬ ‫معاني الـمفردات‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫الـمصائب والكوارث‬ ‫البلاء‬ ‫وقع َوح َّل‬ ‫نزل‬ ‫يكون للوحش‪ ،‬وهو‬ ‫بـمخلبي‬ ‫النّاب‪ ،‬والجمع‪ :‬نواجذ‬ ‫بناجذي‬ ‫الظفر للإنسان‬ ‫كتفه والـجمع‪ :‬مناكب‬ ‫منكبه‬ ‫ذراعه‬ ‫ساعده‬ ‫مساوئه‬ ‫ال ّظاهر‬ ‫ال َع ِر ّي‬ ‫صفاته غير الـحسنة‬ ‫لـم تكتب‬ ‫صفاته الجميلة الحسنة‬ ‫مـحاسنه‬ ‫غير ظاهرة‬ ‫الـمعنى العام‬ ‫ال ّرجل المثال ّي ِمن صفاته الـمحافظة على ال ّصديق‪ ،‬والوقوف معه في ال ّشدائد‪،‬‬ ‫ ‬ ‫فيدافع عنه بكل ما أوتي من القوة والأسلحة‪ ،‬وهنا يظهر عنف ال ّشاعر بعد أن كان ي ّتسم‬ ‫بال ّرقة في أ ّول النّص‪ ،‬وهو يقف بـجانب صديقه‪ ،‬ويش ّد من أزره ويساعده‪ ،‬ويستر عيوبه‬ ‫ولا يكشفها‪ ،‬و ِمن صفاته أ ّنه يتغاضى عن مساوئ صديقه‪ ،‬فكأ ّنه لايراها‪ ،‬وتكبر في عينيه‬ ‫مـحاسنه‪ ،‬وإن لـم تظهر‪.‬‬ ‫‪147‬‬ ‫ال ّدرس ال ّسابع ‪147‬‬

‫الـمعنى العام‬ ‫ ليس من خلقي أن أرد الإساءة بإساءة مثلها‪ ،‬فلو رددت واكتسبت نصرا‪ ،‬فهو نصر زائف‬ ‫لا يرضى النّفس الكبيرة العظيمة‪ ،‬لأ ّنه نصر عابر لا قيمة له‪ ،‬فالنّفس العظيمة الكبيرة الـمحترمة‬ ‫لِ َذاتـِها هي ا ّلتي تشعر بذنبها ا ّلذي ترتكبه‪ ،‬فتح ُّس فيه وخز ال ّضمير‪ .‬وال ّرجل الـمثال ّي لاتـخدعه‬ ‫الـمظاهر‪ ،‬فهو لا يغتر بال ّثياب‪ ،‬فكثيرا ما تكون وراء ال ّثياب الفاخرة أخلاق فاسدة‪ ،‬وأنت تنظر‬ ‫للمخادع تراه من حيث ال ّشكل َجنّة‪ ،‬ولكنّه في الحقيقة صحراء جرداء لا خير فيها‪ ،‬كذلك‬ ‫ال ّرجل الـمثال ّي لا يـخدع بال ّسن‪ ،‬ف ُر َّبـما كان ال ّرجل متق ّد ًما في ال ّسن‪ ،‬وقد ظهر ال ّشيب في‬ ‫رأسه لكن له عقل صب ٍّى طائش‪.‬‬ ‫مواطن الـجمال‬ ‫مـجاز مرسل \"مشاكلة\" علاقته السبب ّية \"ببرق خلب\"‬ ‫ ◄ مساءة بـمساءة‬ ‫استعارة تصريـح ّية‪ ،‬حيث صور النّصر الـمزيف‬ ‫بالبرق الـخادع بدون مطر‪.‬‬ ‫كناية عن عدم الانخداع بالمظهر الجميل‪.‬‬ ‫◄ ال ّطيالس‬ ‫\"كم\" خبر ّية تدل على ال ّتكثير‪ ،‬ولا تـحتاج إلى‬ ‫ ◄ كم في ال ّطيالس‬ ‫جواب‪ ،‬وال ّشطر ال ّثاني تعليل للأ ّول‪.‬‬ ‫البيت ال ّثامن تشبيه تـمثيل ّي‪ ،‬وجه ال ّشبه فيه مر َّكب‪،‬‬ ‫◄ في قوله‪َ \" :‬ع ْينـا َك ِم ْن َأ ْثـوابِ ِه حيث شبه حال الـمخادع بـحال من هو حسن‬ ‫في َجنَّ ٍة و َي َدا َك ِمـ ْن َأ ْخـلا ِق ِه الـمظهر‪ ،‬س ِّيء الـمخبر‪ ،‬عيناك في جنّة‪ :‬كناية عن‬ ‫الـمتعة والجمال يداك في سبسب‪ :‬كناية عن الفراغ‪،‬‬ ‫في َس ْب َس ِب\"‬ ‫وبينهما مقابلة‪.‬‬ ‫مـحسن بديع ّي نوعه‪ :‬مقابلة‪ ،‬وهي تبرز الـمعنى‬ ‫َب ُص ْر َت‬ ‫قوله‪َ :‬وإِ َذا ب ُص ْر َت ب ِه‬ ‫◄‬ ‫وتو ّضحه بال ّتضاد‪.‬‬ ‫تك َّشف‬ ‫ب َعأ ْنشـ َمصبِ ٍطي‪َ،‬وإِ َذا ُتـ َح ِّد ُثه‬ ‫‪146‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫مناسبة النّص‬ ‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫ال ّتعريف بال ّشاعر اسمه‪،‬‬ ‫أفكار النّص‬ ‫نشأته‪ ،‬دراسته‪،‬‬ ‫التعليق على النّص‬ ‫قصيدة أنا‬ ‫صفات الرجل المه ّذب‬ ‫مم ّييزات أسلوبه في النّص‬ ‫لإيليا أبي ماضي‬ ‫المعنى العام‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫صفاته‬ ‫معاني المفردات‬ ‫ال ّتضحية من أجل‬ ‫ال ّرجل المثال ّي لا‬ ‫الأصدقاء‬ ‫تخدعه المظاهر‬ ‫معاني المفردات‬ ‫معاني المفردات‬ ‫المعنى العام‬ ‫المعنى العام‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫‪149‬‬ ‫الخريطة ال ّذهن ّية ‪149‬‬

‫مواطن الـجمال‬ ‫استعارة مكن ّية‪ ،‬فقد جعل البلاء شيئا ماديا ينزل ِمن‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬نزل البلاء\"‬ ‫ال ّسماء كالـمطر‪.‬‬ ‫أسلوب خبر ّي غرضه ال ّتقرير‪ ،‬وفيه استعارة مكن ّية‪.‬‬ ‫في قوله‪\" :‬دافعت عنه‬ ‫ ◄‬ ‫بناجذي وبـمخلبي\"‬ ‫كناية عن الـحفظ‪ ،‬وعدم إذاعته الأسرار‪ ،‬وهناك طباق‬ ‫بين \"شددت ساعده ال ّضعيف بساعدي‪ ،‬وسترت منكبه‬ ‫ال َع ِر ّي بـمنكبي\" وكذلك في قوله \"مساوئه‪ ،‬ومحاسنه\"‬ ‫◄ في قوله ‪\" :‬وستر منكبه\"‬ ‫\"أرى‪ ،‬ولا أرى\" محسن بديع ّي \"طباق\"‪.‬‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬أرى مساوئه\" استعارة مكنية جعل الـمساوئ شيئا ماديا يرى‪.‬‬ ‫ال ّتعليق على النّص‬ ‫ ◄ عاطفة ال ّشاعر‪ :‬عاطفة الحب للمه ّذب والكراهية للمخادع‪.‬‬ ‫ ◄ أسلوبه‪ :‬يغلب عليه الأسلوب الـخبر ّي لل ّتقرير وال ّتوكيد‪.‬‬ ‫◄ مـميزات شعره‪ :‬البساطة‪ ،‬والوضوح‪ ،‬والصدق‪ ،‬والغوص في عمق النّفس الإنسان ّية‪.‬‬ ‫مـم ِّييزات أسلوبه في النّص‬ ‫ ا ّتسم أسلوبه بسهولة الألفاظ‪ ،‬ووضوح العبارة ‪ ،‬واستخدام ال ّصور والـمحسنات من‬ ‫غير تكلف في الفخر بنفسه واعتزازه بصفاته ا ّلتي ترب ّـى عليها‪.‬‬ ‫صفاته‬ ‫ متأ ّثر بصفات الـمجتمع ال ّشرق ّي الإسلام ّي‪ ،‬فصفات ال ّرجل الـمه ّذب هي الأخلاق‬ ‫ا ّلتي يدعو إليها الإسلام‪ ،‬ومنها ما جاء في قول النّبي ‪َ \": ‬ل َف ْض َل لِ َع َربِـ ٍّي َع َلى َع َجم ّي إِ َّل‬ ‫بِال َّت ْق َوى\" وهو بذلك ير ّد على الـمجتمع الأمريك ّي الذي عاصره في ُعنص ِر َّيتِ ِه ا ّلتي تـج َّل ْت في‬ ‫تفضيل الأبيض على الأسود‪ ،‬تلك العنصر ّية ا ّلتي قضى عليها الإسلام‪ ،‬فالنّاس ك ّلهم سواسية‪.‬‬ ‫‪148‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫أ إلى أ ِّي الـمدارس ال ّشعر ّية ينتمي هذا النّص؟ و َما أهم سـماتـها؟‬ ‫ب ُا ْن ُث ْر الأبيات بأسلوب أدبـ ّي‪.‬‬ ‫ج َما مرادف \"برق\"؟ و ما مضاد \"المسيء\"؟‬ ‫د اِ ْس َت ْخ ِر ْج ِمن الأبيات ما يأتي‪:‬‬ ‫ ‪ -١‬استعارة مكن ّية‪َ ،‬وا ْذ ُك ْر س ّر جـمالها ‪.‬‬ ‫ ‪ -٢‬مـجا ًزا مرس ًل‪َ ،‬وا ْذ ُك ْر علاقته‪.‬‬ ‫هـ في البيت الأ ّول حسن تعليل‪َ ،‬وا ْذ ُك ْر‪َ ،‬و َو ِّض ْحه ‪.‬‬ ‫* * * ك ْم في ال َّط َيالِ ِس ِم ْن َس ِقي ٍم َأ ْج َر ِب‬ ‫س ‪ 3‬يقول ال ّشاعر‪:‬‬ ‫* * * َو َي َدا َك ِمــــ ْن َأ ْخلا ِق ِه في َس ْب َس ِب‬ ‫* * * وإِ َذا ُتـــ َح ِّد ُثه تك َّشف عن صبِـي‬ ‫أ َنا لا َت ُغ ُّشنِـ َي ال َّط َيالِ ُس والـ ُح َلى‬ ‫َع ْينــــــــا َك ِم ْن َأ ْث َوابِ ِه في َجنَّ ٍة‬ ‫وإِ َذا ب ُص ْر َت ب ِه َب ُص ْر َت ب َأ ْشـ َم ٍط‬ ‫أ عنوان النّص؟ و َم ْن قائله؟‬ ‫ب َما مرادف \" َت ُغ ُّشنِي\"؟ وما مفرد طيالس؟ وما جمع\" َس ْب َس ِب\"؟‬ ‫ج َما صفات ال ّرجل الـمثال ّي ا ّلتـي وردت في الأبيات السابقة؟‬ ‫د َما ال ِّسمات الأسلوب ّية لقائل النّص؟‬ ‫***‬ ‫‪151‬‬ ‫ال ّتدريبات ‪151‬‬

‫ال ّتالتددريريببااتت‬ ‫س ‪ 1‬يقول ال ّشاعر‪:‬‬ ‫* * * َما ُكنْ ُت بِال َغا ِوى َولا ا ْل ُم َت َع ِّص ِب‬ ‫ُح ٌّر و َم ْذ َه ُب ُكــــ ِّل ُح ٍّر َم ْذ َهبِي‬ ‫َم ْن ُدو َن ُه َو َألو ُم َم ْن َلــ ْم َي ْغ َض ِب‬ ‫***‬ ‫إِ ِّنى َلَ ْغ َض ُب لِ ْل َكــــ ِري ِم َينُو ُش ُه‬ ‫َخ ْص ِمى َو َأ ْر َح ُم ُك َّل َغ ْي ِر ُم َه َّذ ِب‬ ‫***‬ ‫َو ُأ ِح ُّب ُك َّل ُم َه َّذ ٍب َو َلـــــ ْو َأ َّن ُه‬ ‫ُح ُّب الأَ ِذ َّي ِة ِم ْن ِطبــا ِع ا ْل َع ْق َر ِب‬ ‫***‬ ‫َي ْأبى ُف َؤا ِدى َأ ْن َي ِمي َل إ َلى الأ َذى‬ ‫أ لِـ َمن النّص؟ و َما َذا تعرف عنه؟‬ ‫ب َما ُم َرا ِدف \"ينُوشه\"؟ وما مقابل \"الغاوي\"؟ وما جمع \" َخ ْصم\"؟‬ ‫ج َما ال ِف ْك َر ُة ا ّلتـي تدور حولـها الأبيات ال ّسابقة؟‬ ‫د اِ ْس َت ْخ ِر ْج ِمن الأبيات ما يأتي‪:‬‬ ‫ ‪ -١‬إيـجاز حذف‪َ ،‬و َق ِّدر الـمحذوف‪.‬‬ ‫ ‪ -٢‬أسلوبـي توكي ًدا َوا ْذ ُك ْر َأ َداة ال ّتوكيد في كل منهما‪.‬‬ ‫س ‪ 2‬يقول ال ّشاعر‪:‬‬ ‫ُح ُّب الأَ ِذ َّي ِة ِمن ِطبا ِع ال َع ْق َر ِب‬ ‫***‬ ‫َي ْأبـَى ُف َؤا ِدي َأن َيـ ِمي َل إِ َلى الأ َذى‬ ‫***‬ ‫َلــ ْو َأ َّننِـي َأ ْر َضى بِ َب ْر ٍق ُخ َّل ِب‬ ‫***‬ ‫لِي َأ ْن َأ ُر َّد َم َســـــــا َء ًة بِـ َم َسا َء ٍة‬ ‫في َن ْف ِس ِه ‪َ :‬يا َلي َتنـي َلـ ْم ُأ ْذنِ ِب‬ ‫َح ْس ُب ا ْلـم ِسي ِء ُش ُعو ُر ُه َو َمقا ُل ُه‬ ‫‪150‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫النّص‬ ‫متى يـَ ْجم ُع ال َّده ُر مـا َف َّر َقا‬ ‫َسأ ْل ُت ِك يـــــا َص ْخ َر َة الـ ُم ْلت َقى ***‬ ‫أ َفا َءا إلى ُح ْسنِهــا الـ ُمنْت َقى‬ ‫َف َيا َصـــــ ْخ َر ًة َج َم َع ْت ُم ْه َجت ْي ِن ***‬ ‫َأ َج َّدا على َظ ْه ِر َها الــ َم ْوثِ َقا‬ ‫إِ َذا الــــ َّد ْه ُر َلــــــــ َّج ب َأ ْقدا ِر ِه ***‬ ‫َو َف َّض ال َه َوى ِس َّر َها ا ْل ُم ْغ َل َقا‬ ‫َق َر ْأنا عـلي ِك ِك َتا َب ا ْلــــــحيا ِة ***‬ ‫َو َننْ َتظِ ُر الـ َب ْد َر في الـ ُم ْر َت َقى‬ ‫َن َرى الـــ َّشم َس َذا ِئب ًة في ا ْل ُع َبا ِب ***‬ ‫َو َأ ْطل َق فِي النَّف ِس َما َأ ْط َلقا‬ ‫إِذا َن َش َر الــــ َغ ْر ُب َأ ْثـــ َوا َبــــ ُه ***‬ ‫َو َخ َّل ْت بِ ِه َد َم َهـــا الـ ُم ْه َر َقا‬ ‫َن ُقو ُل‪ :‬هـ ِل الـ َّش ْم ُس قد َخ َّض َب ْت ُه ***‬ ‫لــــه طِــلب ٌة َع َّز َأ ْن ُت ْل َح َقا؟‬ ‫َأ ِم ال َغ ْر ُب كالقل ِب دا ِمي الـ ِجرا ِح ***‬ ‫َر َأ ْينا بـِ َها َهـ َّمنَا ا ْلـــ ُم ْغ ِر َقا‬ ‫َف َيا ُصور ًة في ن َوا ِحي ال َّسحـا ِب ***‬ ‫َيرا َها ا ْلـــ َفتـَى ُك َّل َما َأ ْط َر َقا‬ ‫لـــنا اللهُ ِم ْن ُصور ٍة فِى ال َّضمي ِر ***‬ ‫َمـــا َزا َل ُمـــ ْل َت ِه ًبا ُمـ ْح ِر َقا‬ ‫َي َرى ُصو َر َة الـ ُج ْر ِح َط َّي ال ُفؤا ِد ***‬ ‫‪153‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثامن ‪153‬‬

‫ِمالن ّدقرصيسدةال ّثاصمخنرة‬ ‫الـملتقى لل ّشاعر‬ ‫إبراهيم ناجي‬ ‫أهداف ال ّدرس‪:‬‬ ‫بنهاية ال ّدرس يتو ّقع أن يكون ال ّطالب قا ًدرا على أ ْن‪:‬‬ ‫‪ 1‬يذكر ترجـمة مـختصرة لإبراهيم ناجي‪.‬‬ ‫‪ 2‬يـح ّدد سـمات شخص ّية ال ّشاعر وخصائص أسلوبه‪.‬‬ ‫‪ 3‬يشرح أبيات القصيدة بأسلوبه الـخاص‪.‬‬ ‫‪ 4‬يذكر أثر الـمدرسة ا ّلتي ينتمي إليها ال ّشاعر في ال ّتعبيرات ا ّلتي وردت بالنّص‪.‬‬ ‫‪152‬‬

‫مناسبة القصيدة‬ ‫ كان ال ّشاعر يـجلس على صخرة على شاطئ النّهر في الـمنصورة‪ ،‬وتذكر مـحبوبته‬ ‫التي كان يلتقي بـها على هذه ال ّصخرة منذ سنوات‪ ،‬فتأ ّثرت نفسه بذلك‪ ،‬فن ّظم هذه القصيدة‪،‬‬ ‫فهي تـجربة ذاتية عاشها ال ّشاعر بنفسه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تـم ّسك بعهد الحب‬ ‫متـى َيـ ْجم ُع ال َّده ُر ما ف َّر َقا‬ ‫َسأ ْل ُت ِك يا َص ْخ َر َة الــ ُم ْلت َقى ***‬ ‫أ َفا َءا إلى ُح ْسنِها الــ ُمنْت َقى‬ ‫َف َيا َص ْخ َر ًة َج َم َع ْت ُم ْه َجت ْي ِن ***‬ ‫َأ َج َّدا على َظ ْه ِر َها الـ َم ْوثِ َقا‬ ‫إِ َذا ال َّد ْه ُر َلــــــ َّج ب َأ ْق َدا ِر ِه ***‬ ‫معناها‬ ‫معانى المفردات‬ ‫اسم مكان وفعله \"التقى\"‬ ‫حبيبين‪ ،‬والـمهجة هي الروح‪ ،‬أو دم القلب‬ ‫الكلمة‬ ‫رجعا‪ ،‬ومادتـها‪\" :‬فيء\"‬ ‫الـ ُملت َقى‬ ‫جـمالـها‪ ،‬والـجمع‪\" :‬مـحاسن\"‬ ‫ُم ْه َجت ْي ِن‬ ‫الـمختار‬ ‫أفاءا‬ ‫عاند وألـ ّح ومضادها‪\" :‬هادن\"‬ ‫حسنها‬ ‫الـمنتقى‬ ‫ج َّد َدا‬ ‫لـ ّج‬ ‫عهد الحب‪ ،‬والجمع‪\" :‬مواثق\"‬ ‫َأ َج َّدا‬ ‫الـموثقا‬ ‫‪155‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثامن ‪155‬‬

‫َو َي ْأ َبـى الــ َّت َذ ّك ُر َأ ْن ُي ْش ِف َقا‬ ‫َو َي ْأ َبـى ا ْلـــ َو َفا ُء َع َلي ِه ان ِد َما ًل ***‬ ‫وقد ُم ِّز َق ال َّش ْمـ ُل ما ُم ِّز َقا‬ ‫َو َيا َص ْخ َر َة الـ َع ْه ِد ُأ ْب ُت إِلي ِك ***‬ ‫َوال َّش ْي ُب ما َك َّل َل الـ َم ْف ِرقا‬ ‫ُأ ِري ِك َم ِشي َب الـفؤا ِد ال َّشهي ِد ***‬ ‫َو َو َّد َع َلى اللهِ َأ ْن ُي ْع َت َقـــا‬ ‫َش َكا َأ ْس َر ُه في ِح َبا ِل الــ َه َوى ***‬ ‫َح َّن إلى َأ ْس ِر ِه ُم ْط َل َقــــا‬ ‫َفل َّما َق َضى ال َح ُّظ َف َّك الأَ ِسيـ ِر ***‬ ‫الأعلام‬ ‫ال ّتعريف بال ّشاعر‬ ‫إبراهيم ناجى‬ ‫ إبراهيم ناجى شاعر مصر ّي معاصر‪ ،‬وأحد‬ ‫مؤسسي \"مدرسة أبوللو\"‪ُ ،‬ولِ َد بالـمنصورة سنة‬ ‫‪١٨٩٨‬م‪ ،‬وتـخرج في كلية الط ّب جامعة القاهرة‪،‬‬ ‫لكنه انشغل بالأدب عن الط ّب‪ ،‬وتف َّرغ للكتابة‪ ،‬وله‬ ‫دواوين شعر ّية منها \"وراء الغمام\" و\"ليالي القاهرة\"‬ ‫وتوفي سنة ‪١٩٥٣‬م‪.‬‬ ‫‪154‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫الـمعنى العام‬ ‫ يسأل ال ّشاعر الصخرة‪ ،‬فيقول‪ :‬متـى يلتقي مرة أخرى بـمحبوبته على هذه ال ّصخرة ا ّلتي‬ ‫شهدت عهد الـح ّب بينهما؟ وكلما حاول ال ّدهر أن يفرق بينهما‪ ،‬جددا هما عهد الـح ّب بينهما‪.‬‬ ‫مواطن الـجمال‬ ‫ ◄ في قوله \"سألتك يا صخرة الملتقى\" استعارتان مكنيتان أفادتا ال ّتشخيص‪،‬‬ ‫حيث صور ال ّصخرة بإنسان يسأل‪ ،‬وال ّدهر‬ ‫بإنسان يـجمع ويفرق‪.‬‬ ‫و\"يجمع الدهر ما فرقا\"‬ ‫نداء غرضه التمنـّي‪.‬‬ ‫◄ وفي قوله \"يا صخرة الـملتقى\"‬ ‫استفهام غرضه التمنـي وال ّتحسر‪،‬‬ ‫ ◄ وفي قوله \"متى يـجمع ال ّدهر\"‬ ‫وبين \"الـملتقى‪ ،‬وفرقا\" تصريع‬ ‫يعطى جر ًسا موسيق ًّيا تطرب له الأذن‪.‬‬ ‫وبين \"يـجمع‪ ،‬وفرقا\" طباق يبرز‬ ‫الـمعنى ويو ّضحه بال ّتضاد‪.‬‬ ‫مـجاز مرسل علاقته الـجزئ َّية‪،‬‬ ‫ ◄ وفي قوله \"مهجتين\"‬ ‫أو الـمحل َّية‪ ،‬وسر جـماله الإيـجاز‬ ‫وال ّدقة في اختيار العلاقة‪.‬‬ ‫◄ وفي الأبيات \"التفات\" من ضمير‬ ‫وسر جـماله تـحريك ال ّذهن‪،‬‬ ‫الـخطاب في قوله \"سألتك‪ ،‬ويا صخرة\"‬ ‫ودفع الـملل‪.‬‬ ‫إلى ضمير الغيبة في قوله \"جـمعت\" ثم‬ ‫العودة إلى ضمير الخطاب مرة أخرى في‬ ‫قوله‪\" :‬قرأنا عليك\"‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتشخيص‪ ،‬وبين‬ ‫◄ وفي قوله \"لـ ّج الدهر\"‬ ‫شط َر ْي البيت مقابلة تبرز الـمعنى‪،‬‬ ‫وتو ّضحه بال ّتضاد‪.‬‬ ‫‪156‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫َو َف َّض الـ َه َوي ِس َّر َها ا ْلـ ُم ْغ َل َقا‬ ‫ب‬ ‫َو َننْ َت ِظ ُر الــ َب ْد َر في الـ ُم ْر َت َقى‬ ‫ذكريات مؤلـمة‬ ‫َو َأ ْطل َق فِى الـنَّف ِس َما َأ ْط َلقا‬ ‫َو َخ َّل ْت بِ ِه َد َم َهــا الــ ُم ْه َر َقا‬ ‫َق َر ْأنــا عليــ ِك ِك َتا َب ا ْلـــحيا ِة ***‬ ‫لــــــه طِلب ٌة َع َّز َأ ْن ُت ْل َح َقا؟‬ ‫َن َرى ال َّشم َس َذا ِئب ًة في ا ْلــ ُع َبا ِب ***‬ ‫إِذا َن َشــ َر الـــ َغ ْر ُب َأ ْث َوا َبـــــ ُه ***‬ ‫نقول‪ :‬هــ ِل ال َّش ْم ُس قد َخ َّض َب ْت ُه ***‬ ‫َأ ِم ال َغ ْر ُب كالقل ِب دا ِمي الـ ِجرا ِح ***‬ ‫معناها‬ ‫معانـي الـمفردات‬ ‫عرفنّا‬ ‫خبراتـها‬ ‫الكلمة‬ ‫فتح‬ ‫قرأنا‬ ‫الـحب‪ ،‬والجمع‪ :‬أهواء‬ ‫كتاب الحياة‬ ‫مـختلطة بـماء النّهر‬ ‫ف َّض‬ ‫أثار في النّفس كثي ًرا من ال ّذكريات‬ ‫الـهوى‬ ‫ل َّون ْت ُه بالـ ِحنَّا ِء‬ ‫ذائبة في العباب‬ ‫تركت‬ ‫أطلق في النّفس ما أطلقا‬ ‫َخ َّض َب ْت ُه‬ ‫َخ َّل ْت‬ ‫‪157‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثامن ‪157‬‬

‫استعارة مكن ّية لل ّتشخيص‪ ،‬وكلمة \"خضبته\"‬ ‫ ◄ في قوله \"ال ّشمس خضبته\"‬ ‫غير ملائمة للجو النّفس ّي لـما فيها من معنـى‬ ‫الفرحوال ّسعادة‪،‬والاستفهامفيالبيتلل ّتع ّجب‪.‬‬ ‫◄ وفي قوله \"الغرب كالقلب‬ ‫دامى الجراح\"‬ ‫خيالمر ّكب‪ ،‬حيث جمع بين ال ّتشبيه‬ ‫والاستعارة المكن ّية فيعبارة واحدة‪،‬‬ ‫ج‬ ‫إخلاص وألم‬ ‫والاستفهام فيه لل ّتع ّجب أيضا‪.‬‬ ‫َر َأ ْينا بِـ َها َهـ َّمنَا ا ْلـ ُم ْغ ِر َقا‬ ‫َف َيا ُصور ًة في ن َوا ِحى ال َّسحا ِب ***‬ ‫َيرا َها ا ْل َفت َـى ُك َّل َما َأ ْط َر َقا‬ ‫لــنا الل ُه ِم ْن ُصور ٍة فِي ال َّضمي ِر ***‬ ‫مـــازال ُم ْل َت ِه ًبا ُمـ ْح ِر َقا‬ ‫َي َرى ُصو َر َة الـ ُج ْر ِح َط َّي ال ُفؤا ِد ***‬ ‫َو َي ْأ َبـى ال َّت َذ ّك ُر َأ ْن ُي ْش ِف َقا‬ ‫َو َي ْأ َبـى ا ْلــــ َو َفا ُء َع َلي ِه ان ِد َمالاً ***‬ ‫معناها‬ ‫معانـي الـمفردات‬ ‫جوانب‪ ،‬ومفردها ناحية‪ ،‬ومادتـها نـحو‬ ‫الكلمة‬ ‫الغيوم‪ ،‬ومفردها سحابة‬ ‫نواحي‬ ‫حزننا الكثير ا ّلذي جاوز حده‬ ‫ال ّسحاب‬ ‫طأطأ رأسه‪ ،‬وأغمض عينيه متأملا‬ ‫همنا المغرقا‬ ‫في داخل القلب‪ ،‬وهو مصدر ال ّثلاثي فعله‪ :‬طوى‬ ‫أطرق‬ ‫طي الفؤاد‬ ‫‪159‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثامن ‪159‬‬

‫ال َّسائل الـ ُمراق‬ ‫الـ ُم ْه َر َقا‬ ‫مطلب‬ ‫طِلب ٌة‬ ‫َص ُع َب و َش َّق ‪ ،‬ومضادها‪( :‬هادن)‬ ‫ع ّز‬ ‫الـمعنى العام‬ ‫ يقول ال ّشاعر‪ :‬إ ّنه كان يلتقي بـمحبوبته كثي ًرا على تلك ال ّصخرة‪ ،‬ح ّتى إ ّنـهما عرفا عليها‬ ‫ك ّل أسرار الكون‪ ،‬فقد كانا يقضيان وقتا طويلا من منتصف النّهار حتى طلوع القمر‪ ،‬وظهور‬ ‫ال ّشفق الأحمر ا ّلذي يبعث في النّفس كثي ًرا من ال ّذكريات الـحزينة‪ ،‬وهذا ال ّشفق يشبه قلبه‬ ‫الـمليء بالـجراح ال ّدامية‪.‬‬ ‫مواطن الـجمال‬ ‫تشبيه بليغ‪ ،‬يفيد ال ّتوضيح‪.‬‬ ‫◄ في قوله \"كتاب الحياة\"‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتشخيص‪ ،‬وبين‬ ‫◄ وفي قوله \"فض الـهو\"‬ ‫\"فض والـمغلق\" طباق‪ ،‬ووصف ال ّسر‬ ‫ ◄ في قوله \"ال ّشمس ذائبة في العباب\"‬ ‫بالـمغلق لل ّتوكيد‪.‬‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتجسيم‪ ،‬حيث شبه ال ّشمس‬ ‫بذهب سائل مـختلط بـماء النّهر‪ ،‬وبين‬ ‫ال ّشمس والبدر طباق‪.‬‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتشخيص‪.‬‬ ‫ ◄ في قوله \"نشر الغرب أثوابه\"‬ ‫كناية عن كثرة ال ّذكريات الـحزينة في نفس‬ ‫◄ وفي قوله \"أطلق في النّفس ما أطلقا\" ال ّشاعر‪ ،‬وفيه إيـجاز بـحذف الـمفعول به‪،‬‬ ‫وهذا يفيد العموم وال ّشمول‪.‬‬ ‫‪158‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫شكوي وتر ّدد‬ ‫د‬ ‫وقد ُم ِّز َق ال َّش ْم ُل مـا ُم ِّز َقا‬ ‫َو َيا َص ْخ َر َة الــ َع ْه ِد ُأ ْب ُت إِلي ِك ***‬ ‫َوال َّش ْي ُب ما َك َّل َل الـ َم ْف ِرقا‬ ‫ُأ ِري ِك َم ِشي َب الـــفؤا ِد ال َّشهي ِد ***‬ ‫َو َو َّد على الل ِه َأ ْن ُي ْع َت َقــــا‬ ‫َش َكا َأ ْس َر ُه في ِح َبــا ِل الـ َه َوي ***‬ ‫َح َّن إلى َأ ْس ِر ِه ُم ْط َل َقـــــا‬ ‫َفل َّما َق َضى الـ َح ُّظ َف َّك الأَ ِسيـ ِر ***‬ ‫معناها‬ ‫معانـي الـمفردات‬ ‫ال ّصخرة التي شهدت ميثاق حبهما‬ ‫الكلمة‬ ‫رجعت من آب‪ ،‬يؤوب‪ ،‬أوبة وإيابا‪ ،‬ومادتها (أوب)‬ ‫صخرة العهد‬ ‫تفرق الـجمع‬ ‫أبت‬ ‫تـمزيقا تاما‬ ‫ُم ِّزق الشمل‬ ‫أطلعك‬ ‫ما مزقا‬ ‫ما توج‬ ‫أريك‬ ‫يتحرر من قيوده‬ ‫ما كلل‬ ‫حرا‬ ‫يعتق‬ ‫شيب القلب‬ ‫مطلقا‬ ‫منتصف الرأس‪ ،‬وهو اسم مكان‬ ‫مشيب الفؤاد‬ ‫قيده‬ ‫الـمفرق‬ ‫طلب متمنيا‬ ‫أسره‬ ‫حكم النّصيب‬ ‫و َّد‬ ‫قضى الحظ‬ ‫‪161‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثامن ‪161‬‬

‫يـمتنع ويرفض‪ ،‬وض ّدها‪:‬يوافق ويقبل‬ ‫يأبى‬ ‫الإخلاص‪ ،‬ومقابلها‪ :‬الغدر‬ ‫الوفاء‬ ‫شفاء‪ ،‬والتئاما‪ ،‬ومادته‪ :‬دمل‬ ‫اندمالا‬ ‫يشفق‬ ‫يرحم‪ ،‬ومقابلها‪ :‬يقسو‬ ‫الـمعنى العام‬ ‫ يقول ال ّشاعر إن صورة الغروب كالـمرآة ا ّلتي يرى فيها أحزانه وآلامه الـمرسومة داخل‬ ‫نفسه‪ ،‬والـمطو ّية في قلبه تـحرقه وتؤلـمه‪ ،‬فإخلاصه لـمحبوبته لا يـجعل جراح قلبه تلتئم‪،‬‬ ‫وذكرياته معها لا ترحمه‪.‬‬ ‫مواطن الـجمال‬ ‫استعارة مكن ّية جسد بـها الهموم في صورة‬ ‫ ◄ في قوله \"رأينا بها همنا المغرقا\"‬ ‫مادية مـحسوسة‪.‬‬ ‫◄ وفي قوله \"لنا الله\"‬ ‫أسلوب خبر ّي لفظا إنشائ ّي معنى‪ ،‬غرضه‬ ‫ال ّدعاء‪ ،‬وهو أسلوب قصر يفيد ال ّتخصيص‬ ‫وال ّتوكيد‪ ،‬ووسيلته تقديم الخبر شبه الجملة‬ ‫على الـمبتدأ الـمعرفة‪.‬‬ ‫◄ وفي قوله \"صورة في ال ّضمير\"‬ ‫استعارة مكن ّية حيث صور ال ّضمير بـمرآة يرى‬ ‫ ◄ وفي قوله \"يري صورة الـجرح‬ ‫فيها صورة الغروب الـحزين‪ ،‬وفيها تـجسيم‪.‬‬ ‫طي الفؤاد\"‬ ‫استعارة مكن ّية حيث صور القلب بثوب‬ ‫يطوى على الآلام والجراح‪ ،‬وفيها تـجسيم‪.‬‬ ‫وبين \"يرى وطي\" طباق‪.‬‬ ‫ ◄ وفي قوله \"يأبى الفؤاد‪ ،‬ويأبى ال ّتذكر\" استعارة مكن ّية لل ّتشخيص‪.‬‬ ‫‪160‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫◄ وكذلك في قوله‪\" :‬ح ّن إلى أسره\" وهو امتداد للخيال هنا‬ ‫ ◄ وفي البيت ال ّسابق بين أسير ومطلقا طباق‬ ‫ويعاب على الشاعر استعمال كلمة \"الـحظ\" هنا بعد قوله \"ود على الله\" وكان الأفضل‬ ‫أن يقول \"قضى الـحق أو قضى الله\"‬ ‫والأساليب الـخبرية في النّص ك ّله لإظهار الأَ َسى‪ ،‬والألم وال ّتحسر‪ ،‬ماعدا البيت‬ ‫الأخير فهو لتأكيد الاستسلام لآلام الـح ّب‪.‬‬ ‫ال ّتعليق على النّص‬ ‫◄النّص من شعر الغزل‪ ،‬وهو من الأغراض القديـمة التي تط ّورت على يد الرومانسيين‬ ‫علي طريقة مدرسة \"أبوللو\"‬ ‫◄ويتناول النّص صورا كل ّية خطوطها ثلاثة‪ :‬اللون‪ ،‬وال ّصوت‪ ،‬والـحركة‪.‬‬ ‫◄ويظهر اللون في \"ال ّشمس‪ ،‬دمها‪ ،‬خضبت\"‬ ‫◄ ويظهر ال ّصوت في \"سألتك‪ ،‬شكا‪ ،‬قرأنا\"‬ ‫◄وتظهر الـحركة في \"أفاء‪ ،‬فض‪ ،‬مزق\"‬ ‫◄وقد رسم ذلك كله من خلال ال ّصور الـجزئ ّية الـمتم ّثلة في الألوان البيان ّية الـمستخدمة‬ ‫في النّص‪ ،‬مثل قوله \"سألتك يا صخرة الـملتقى\" ومثل قوله‪\" :‬نرى ال ّشمس ذائبة في‬ ‫العباب\" إلـخ‪.‬‬ ‫ *الألفاظ سهلة وواضحة‪ ،‬وملائمة للموضوع فيما عدا بعض الكلمات مثل قوله‪:‬‬ ‫\"خضبته‪ ،‬والـحظ\"‪.‬‬ ‫◄وقد استعمل بعض ال ّتعبيرات الـجديدة في ال ّلغة مثل \"صخرة الـملتقى‪ ،‬وصخرة العهد\"‪.‬‬ ‫‪163‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثامن ‪163‬‬

‫الـمعنى العام‬ ‫ في نـهاية القصيدة يـخاطب ال ّشاعر ال ّصخرة قائلا‪ :‬إ ّنه عاد إليها بعد فراقه ال ّتام عن‬ ‫مـحبوبته‪ ،‬وقد شاب قلبه‪ ،‬مع أ ّنه لم يبلغ س ّن الـمشيب‪ ،‬وقد جاءها يشكو أ ّنه كالأسير يتمنّـى‬ ‫أن يتخ ّلص من أسر هذا الـح ّب‪ ،‬فل ّما أطلق صراحه عاوده الـحنين إلى أسر هذا الـح ّب‬ ‫مرة أخرى‪.‬‬ ‫مواطن الـجمال‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتجسيم‪ ،‬وهو نداء لل ّتحسر‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬صخرة العهد\"‬ ‫ُبنِي الفعل للمجهول لل ّتفخيم وال ّتهويل‪.‬‬ ‫ ◄ وفي قوله‪\" :‬مزق الشمل ما مزقا\"‬ ‫طباق‪.‬‬ ‫◄ وبين مزق والشمل‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتجسيم وتوحى بالوفاء‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬الفؤاد والشهيد\"‬ ‫وال ّتضحية‬ ‫◄ وقوله‪\" :‬وال ّشيب ما كلل المفرقا\"‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتجسيم حيث صور الشيب‬ ‫تاجا أبيض لـم يلبسه‪.‬‬ ‫◄ وفي كلمة المفرق‬ ‫◄ وفي قوله‪\" :‬شكا أسره \"‬ ‫مـجاز مرسل علاقته الجزئية‪.‬‬ ‫◄ وفي قوله‪\" :‬حبال الـهوى\"‬ ‫ ◄ وفي قوله‪\" :‬و َّد على الله أن يعتقا\"‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتجسيم حيث صور قلبه بأسير‬ ‫يشكو آلامه وقيده‪.‬‬ ‫◄ وبين \"أسر‪ ،‬ويعتق\"‬ ‫ ◄ وفي قوله‪\" :‬قضى الـحظ\"‬ ‫تشبيه بليغ للتوضيح‪.‬‬ ‫امتداد للخيال حيث تـخيل قلبه إنسانا أسيرا‬ ‫يشكو ويتمنّى ال ّتحرر‪.‬‬ ‫طباق يبرز الـمعنى‪ ،‬ويو ّضحه بال ّتضاد‪.‬‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتجسيم‪.‬‬ ‫‪162‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫ِمن قصيدة صخرة الملتقى‬ ‫ال ّشاعر إبراهيم ناجي‬ ‫ملامح شخص ّية ال ّشاعر‬ ‫مناسبة النّص‬ ‫ال ّتعريف بال ّشاعر اسمه‪ ،‬نشأته‪،‬‬ ‫من خلال النّص‬ ‫ال ّتعليق على النّص‬ ‫دراسته‪ ،‬ودواوينه ووفاته‬ ‫شكوي وتردد‬ ‫إخلاص وألـ ّم‬ ‫ذكريات مؤلمة‬ ‫تمسك بعهد الحب‬ ‫معاني المفردات‬ ‫معاني المفردات‬ ‫المعنى العام‬ ‫المعنى العام‬ ‫معاني المفردات‬ ‫معاني المفردات‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫المعنى العام‬ ‫المعنى العام‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫‪165‬‬ ‫الخريطة ال ّذهن ّية ‪165‬‬

‫ملامح شخص ّية ال ّشاعر ِمن خلال النّص‬ ‫◄شاعر واسع ال ّثقافة كثير الاطلاع‪.‬‬ ‫◄مـخلص لـمحبوبته‪.‬‬ ‫◄متر ّدد في بعض الأحيان‪.‬‬ ‫◄مستسلم للحزن واليأس‬ ‫ومن أبرز صور ال ّتجديد في النّص‪ :‬ظهور خصائص الـمدرسة الرومانس ّية ِمن خلال النّص‪.‬‬ ‫ومن أبرز صور القديم في النّص‪ :‬الاعتماد على الوزن‪ ،‬والقافية‪.‬‬ ‫من مؤلفات إبراهيم ناجي‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫المعنى‬ ‫مـخلص‬ ‫مستسلم‬ ‫اسم فاعل من خ َّل َص ‪ /‬خ َّل َص على‬ ‫اسم فاعل ِمن اِ ْس َت ْس َل َم‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬ ‫‪164‬‬

‫وقد ُم ِّز َق ال َّش ْم ُل مـا ُم ِّز َقا‬ ‫س ‪ 2‬يقول إبراهيم ناجي‪:‬‬ ‫َوال َّش ْي ُب ما َك َّل َل الـ َم ْف ِرقا‬ ‫َو َيا َص ْخ َر َة الـــ َع ْه ِد ُأ ْب ُت إِلي ِك ***‬ ‫َو َو َّد عــــلى الل ِه َأ ْن ُي ْع َت َقا‬ ‫ُأ ِري ِك َم ِشي َب الـــفؤا ِد ال َّشهي ِد ***‬ ‫َح َّن إلى َأ ْس ِر ِه ُم ْط َل َقـــــا‬ ‫َش َكا َأ ْس َر ُه في ِح َبا ِل الـــ َه َوى ***‬ ‫َفل َّما َق َضى الـ َح ُّظ َف َّك الأَ ِسيـ ِر ***‬ ‫أ تـَ َخ َّي ْر ال ّصواب مـ ّما بين القوسين لـما يأتي‪:‬‬ ‫ مرادف \"أبت\"‪ُ (:‬ع ْد ُت ‪ -‬رجع ُت ‪ -‬كلاهما صحيح)‬ ‫جمع \"فؤاد\"‪( :‬فوائد‪ -‬أفئدة‪ -‬كلاهما صحيح)‬ ‫ ‬ ‫ \"حبال الهوى\" صورة نوعها‪( :‬كناية‪ -‬مـجاز مرسل‪ -‬استعارة)‬ ‫ب اِ ْم َت َز َج ْت الأفكار بعاطفة ال ّشاعر‪َ .‬و ِّض ْح ذلك من خلال الأبيات ال ّسابقة‪.‬‬ ‫ج َها ِت ِمن الأبيات ما يأتي‪:‬‬ ‫ ◄خبرا وإنشاء‪ ،‬و َب ِّي ْن الغرض منهما‪.‬‬ ‫ ◄لونا من ألوان البيان‪ ،‬وآخر من ألوان البديع‪َ ،‬وا ْذ ُك ْر نوع كل وأثره‪.‬‬ ‫د إلى أي الـمدارس ال ّشعر ّية ينتمي هذا النّص؟ َو َما َأ َه ّم ِسـماتـها؟‬ ‫***‬ ‫‪167‬‬ ‫‪167‬‬ ‫ال ّتدريبات‬

‫ال ّتدريبات‬ ‫س ‪ 1‬يقول إبراهيم ناجي‪:‬‬ ‫ ‬ ‫َسأ ْل ُت ِك يا َص ْخ َر َة الـ ُم ْلت َقى *** متـى َيـ ْجم ُع ال َّده ُر ما ف َّر َقا‬ ‫َف َيا َص ْخ َر ًة َج َم َع ْت ُم ْه َجت ْي ِن *** أ َفا َءا إلى ُح ْسنِهـا الـ ُمنْت َقى‬ ‫إِ َذا الــــــ َّد ْه ُر َلـ َّج ب َأ ْقدا ِر ِه *** َأ َج َّدا على َظ ْه ِر َها الـ َم ْوثِ َقا‬ ‫أ ت َـ َخ َّي ْر ال َّصواب مـ ّما بين القوسين لـما يأتي‪:‬‬ ‫ ( َلـ َّج ) مرادفها‪( :‬ح َّل ‪ -‬أل َّح ‪ -‬ظ َّل)‬ ‫ (موثق) جمعها‪( :‬مواثيق‪ -‬وثائق‪ -‬مواثق)‬ ‫ب ُا ْن ُث ْر الأبيات بأسلوب أدبـ ّي‪.‬‬ ‫ج اِ ْس َت ْخ ِر ْج ِمن الأبيات‪:‬‬ ‫ ◄ لونا بيان ّيا وآخر بديع ّيا َوا ْذ ُك ْر نوع ك ِّل وأثره‪.‬‬ ‫ ◄ أسلوبا إنشائ ّيا وآخر خبر ّيا‪َ ،‬وا ْذ ُك ْر غرض ك ّل منهما‪.‬‬ ‫‪166‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫الأعلام‬ ‫قصيدة رثاء م ّي زيادة‬ ‫عباس محمود العقاد‬ ‫الاسم‬ ‫‪1889‬م‬ ‫مولده‬ ‫‪1964‬م‬ ‫وفاته‬ ‫ع ّباس محمود الع ّقاد‬ ‫الأعلام‬ ‫قصيدة أنا‬ ‫الاسم‬ ‫مولده‬ ‫إيليا أبو ماضي‬ ‫وفاته‬ ‫‪1890‬م في لبنان‬ ‫‪1957‬م‬ ‫الأعلام‬ ‫إيليا أبو ماضي‬ ‫قصيدة صخرة الملتقى‬ ‫إبراهيم ناجي‬ ‫الاسم‬ ‫‪1898‬م بالمنصورة‬ ‫مولده‬ ‫وفاته‬ ‫‪1953‬م‬ ‫إبراهيم ناجي‬ ‫‪169‬‬ ‫الأعلام‬ ‫‪169‬‬

‫الأعلام‬ ‫أعلام‬ ‫طيف سميرة‬ ‫الاسم‬ ‫محمود سامي البارود ّي بن‬ ‫مولده‬ ‫حسن بك حسني‬ ‫وفاته‬ ‫‪1838‬م بمصر‬ ‫‪1903‬م‬ ‫محمود سامي البارود ّي‬ ‫الأعلام‬ ‫رحلة عابسة‬ ‫الاسم‬ ‫أحمد محرم بن حسن‬ ‫مولده‬ ‫أفندي عبد الله‬ ‫وفاته‬ ‫‪1877‬م بالقاهرة‬ ‫‪1945‬م‬ ‫الأعلام‬ ‫أحمد محرم‬ ‫قصيدة نهج البردة ومسرح ّية كليوباترا‬ ‫أحمد شوقي بن علي بن‬ ‫الاسم أحمد شوقي‬ ‫مولده ‪1868‬م بالقاهرة‬ ‫وفاته ‪1932‬م‬ ‫أحمد شوقي‬ ‫‪168‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫في نـهاية هذه الوحدة‪:‬‬ ‫بعد الانتهاء من هذه الوحدة ينبغي أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن‪:‬‬ ‫‪ 1‬يذكر الفنون النّثرية في العصر الحديث‪.‬‬ ‫‪ 2‬يح ّدد مكونات القصة‪.‬‬ ‫‪ 3‬يذكر أه ّم ُر ّواد القصة القصيرة‪ ،‬وال ّرواية‪.‬‬ ‫‪ 4‬يكتب مقال أدبي عن فنّون النّثر في العصر الحديث‪.‬‬ ‫‪ُ 5‬يعد خطبة عن دور الأزهر في النّهضة الأدبية في العصر الحديث‪.‬‬ ‫‪ 6‬يوازن بين القصة القصيرة والرواية‪.‬‬ ‫‪ 7‬يتع ّرف مكونات المسرح ّية‪.‬‬ ‫‪ 8‬يتع ّرف أه ّم مراحل تطور المسرح ّية‪.‬‬ ‫‪ 9‬يتذ ّوق ويـح ّلل عد ًدا من النّصوص النّثرية تشمل خطبة‪ ،‬ومقالة‪،‬‬ ‫ وقصة‪،‬ومسرح ّية‪.‬‬ ‫‪171‬‬ ‫‪171‬‬

‫الوحدة ال ّثالثة‬ ‫فنون النّثر‬ ‫في‬ ‫العصر الـحديث‬ ‫‪170‬‬

‫تـمهيد‬ ‫ النّثر هو الكلام الفنّي الجميل‪ ،‬الـمنثور بأسلوب جيد لا يـحكمه النّظام الإيقاع ّي وزنا‬ ‫وقافية ‪-‬كما هو حال الشعر‪ -‬و ُيـم ّيزه عن النّثر غير الفنّي (مثل الكلام اليوم ّي) ال ّلغة الـمنتقاة‬ ‫والفكرة الـجلية‪ ،‬والـمنطق ال ّسليم الـمقنع‪ ،‬الـمؤثر في الـمتلقى‪ .‬فالنّثر الفنّي يـخضع لنظرية‬ ‫الف ّن أو هو ا ّلذي يغلب عليه عناصر الأسلوب الفنّي‪ ،‬فيحرك المشاعر بلغته ال ّتصوير ّية‪ ،‬ويـجسد‬ ‫المعانى أمام عيني الـمتلقى‪ ،‬فكأ ّنه يعاصر ويشاهد ما يقرأ واقعا مرئ ّيا‪ ،‬وت ّتسم لغة النّثر الفنّي‬ ‫بـحسن ال ّصياغة‪ ،‬وجودة ال ّسبك‪ ،‬ودقة النّظم‪ ،‬بـهذه ال ّسمات يـختلف النّثر الفنّي عن غيره‬ ‫مـما نسمعه من كلام النّاس أثناء الـمعاملة في حياتـهم اليوم ّية‪.‬‬ ‫ ومن فنون النّثر في الأدب الحديث‪ ،‬فنون قديـمة وهي‪ :‬الـخطابة والكتابة‪ ،‬وفنون‬ ‫مستحدثة في هذا العصر وهي‪ :‬الـمقالة‪ ،‬والق ّصة‪ ،‬والـمسرح ّية النّثر ّية‪.‬‬ ‫فنون النّثر‬ ‫قديـمة‬ ‫مستحدثة‬ ‫الـمسرحية‬ ‫الـمقالة‬ ‫الكتابة‬ ‫الـخطابة‬ ‫النّثرية‬ ‫الق ّصة‬ ‫‪173‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪173‬‬

‫ال ّدرس الأ ّول‬ ‫النّثر وفنونه‬ ‫أهداف ال ّدرس‪:‬‬ ‫بنهاية ال ّدرس يتوقع أن يكون الطالب قاد ًرا على أ ْن‪:‬‬ ‫‪ 1‬يـح ّدد أهم فنون النّثر في العصر الحديث‪.‬‬ ‫‪ 2‬يذكر مثالا لـخطبة ِمن العصر الـحديث‪.‬‬ ‫‪ 3‬يذكر الأسباب ا ّلتي أدت لانتشار فنّي الق ّصة والـمسرح ّية في العصرالـحديث‪.‬‬ ‫‪ 4‬يـح ّدد أه ّم العوامل ا ّلتي أدت لانتشار ف ّن المقالة في العصر الحديث‪.‬‬ ‫‪172‬‬

‫ وكان للنّضال ال ّسياس ّي في مواجهة الـمستعمر أثره في ازدهار الخطابة‪ ،‬فعرفت‬ ‫مصر ال ّزعامات ال ّسياس ّية بعد قرون من موتها تـحت ثقل أغلال ال ّدولة العثمان ّية‪ ،‬وارتبطت‬ ‫الزعامة ال ّسياس ّية بالقدرة الخطابية‪ ،‬فشهدت مصر خطباء بارزين من أمثال‪ :‬عبد الله النّديم‪،‬‬ ‫وعبدال ّرحمن الكواكب ّي‪ ،‬وسعد زغلول‪ ،‬ومكرم عبيد‪ ،‬وكانت الخطابة أ ّول الأمر تميل إلى‬ ‫ال ّسجع‪ ،‬والحلية اللفظية‪ ،‬ثم سرعان ما تخلصت من الـمحسنات البديع ّية‪ ،‬وركزت على إثارة‬ ‫العواطف‪ ،‬ومـخاطبة العقول‪ ،‬والإكثار من الاقتباسات من القرآن الكريم‪ ،‬والحديث النّبو ّي‪،‬‬ ‫وأقوال العرب وأشعارهم‪ ،‬ومـ ّما ساعد على ازدهار الخطابة ال ّسياس ّية ظهور الأحزاب‪ ،‬ونشأة‬ ‫البرلـمان مـ ّما دفع إلى الخطابة كأداة لـجذب الأنصار ومواجهة الـخصوم ال ّسياس ّيين‪.‬‬ ‫ وكما نشطت الخطابة في ميادين ال ّسياسة نشطت الخطابة في مجالات الحياة‬ ‫الاجتماعية‪ ،‬وتنوعت موضوعاتـها الاجتماعية بين الأغراض ال ّتقليد ّية من ال ّتأبين والاستقبال‬ ‫وال ّتكريم وال ّتوديع والاحتفالات الاجتماعية من زواج وميلاد وغيرها وبين موضوعات‬ ‫جديدة فرضتها الـمستجدات الاجتماع ّية والفكر ّية الجديدة‪ ،‬وما واكبها من نـمو الوع ّي‬ ‫الاجتماع ّي‪ ،‬وتط ّور الـمجتمعات‪ ،‬فتناولت الخطابة قضايا ال ّتقليد وال ّتجديد‪ ،‬والمرأة‪،‬‬ ‫وخروجها للعمل‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫ وم ّما ساعد على ازدهار الخطابة القضائ ّية في العصر الحديث إنشاء كل ّية ال ّشريعة‬ ‫والقانون‪ ،‬ومدرسة الحقوق التي أصبحت إحدى كل ّيات أ ّول جامعة أهل ّية (جامعة القاهرة)‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫تكمم‬ ‫المعنى‬ ‫البرلـمان‬ ‫َت َغ َّطى ِبا‬ ‫ازدهار‬ ‫هيئة تشريع ّية ُع ْليا في الحُكم ال ّديمقراطي ‪ ،‬تتكون‬ ‫‪175‬‬ ‫ِمن عدد ِمن النُّ ّواب ال ُم َم ِّثلين عن ال َّشعب‪ ،‬و ُي ْعرف‬ ‫‪175‬‬ ‫كذلك باسم مجلس النّ ّواب ‪ ،‬ومجلس الأ ّمة ‪،‬‬ ‫ومجلس ال ّشعب‪ ،‬والمجلس الوطن ّي‬ ‫َت َق ُّدم ًا ‪ُ ،‬ن ُم ّو ًا‬ ‫ال ّدرس الأ ّول‬

‫الـخطابة‬ ‫ الـخطابة ف ّن ِمن فنون النّثر الأدب ّي قديـمة قدم الأدب العرب ّي‪ ،‬فهي أحد الأنـماط الفنّ ّية‬ ‫الـموروثة منذ أدب العصر الجاهل ّي‪ ،‬ويراد بها ف ّن مشافهة الجمهور بغية ال ّتأثير فيهم باستمالتهم‬ ‫عاطفيا ومـخاطبة عقولهم؛ لذا فهي تـجمع بين الحجة والبرهان والانفعال والوجدان‪.‬‬ ‫ وإذا نظرنا إلى الخطابة قبل عصر النّهضة الأدبية فسنجد العصر الحديث ورث عن‬ ‫العصر العثمان ّي خطابة لا روح فيها‪ ،‬ولا رونق لها‪ ،‬لا تختلف في ضعفها وتكلفها عن الشعر‪،‬‬ ‫وإذا كانت الحياة الأدب ّية في أوائل القرن ال ّتاسع عشر عرفت من ينشد قصيدة‪ ،‬أو يكتب رسالة‬ ‫على نحو أدبي‪ ،‬فإ ّنـها لم تعرف خطيبا يرتـجل خطبة تسمع قبيل عصر النّهضة‪ ،‬فإذا استثنينا‬ ‫الـمناسبات ال ّدين ّية‪ ،‬فلن نـجد ميدانا للخطابة يتح ّدث فيه الخطيب‪ ،‬أو دافعا يـحرضه على‬ ‫القول‪ ،‬فال ّسياسة القاسية ال ّظالـمة تكمم الأفواه‪ ،‬والـمجتمع الفقير ينشغل بتحصيل القوت عن‬ ‫ال ّتعرف على فنون الأدب‪ ،‬وال ّتخلف وال ّركود الفكري يـحبس الألسنة عن القول‪.‬‬ ‫ ومضى العصر العثمان ّي والـخطابة لا تتجاوز خطبة الـجمعة والعيدين‪ ،‬وقد تـجمدت‬ ‫لاعتماد أكثر خطباء الوعظ ال ّدين ّي على خطب ونصوص أعدت في عصور سالفة يقرؤونـها‬ ‫على النّاس من الكتب فوق الـمنابر‪.‬‬ ‫ ولـما خطت الحياة العامة في مصر خطوات نحو النّهضة خطت معها الحياة الأدب ّية‬ ‫شع ًرا ونث ًرا‪ ،‬فتوفر للخطابة عدة عوامل ساعدت على ازدهارها‪ ،‬وتنوعها بين ال ّسياس ّية‪،‬‬ ‫وال ّدين ّية‪ ،‬والاجتماع ّية‪.‬‬ ‫ فألـهبت الثورة العراب ّية مشاعر الأدباء والـجماهير‪ ،‬وصاحبت الخطابة الثورة وآزرتـها‪،‬‬ ‫يشدو بصوتـها في كل نا ٍد خطيب الثورة العراب ّية عبد الله النّديم‪ ،‬واشتهر النّديم بـخطابته أكثر‬ ‫من شهرته بـمقالاته‪ ،‬فقد كانت موهبته الـحقة في لسانه‪ ،‬وقوة حجته ونصاعة بيانه ا ّلذي كان‬ ‫له أكبر الأثر في نفوس العا ّمة والخا ّصة‪.‬‬ ‫‪174‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫ ومن نـماذخ خطابة عصر النّهضة خطبة سعد زغلول بعد ق ْطع المفاوضات مع الإنجليز‬ ‫في يوم ‪ ٢١‬أكتوبر لسنة ‪١٩٢٤‬م‪:‬‬ ‫ \"إ ّنـهم طلبوا أن تكون لهم قوة عسكر ّية في أرض مصر‪ ،‬على شرط ألا تتد َّخل في‬ ‫شؤوننا‪ ،‬ولنا الحر ّية ال ّتا ّمة أن َنشترط ما نشاء من ال ّشروط‪ ،‬ونطلب ما نريد من ال ّضمانات؛ لئلا‬ ‫تتم َّكن هذه القوة من ال ّتد ُّخل في شؤوننا‪ ،‬فر َفضنا‪ ،‬رفضنا؛ لأ ّننا نعلم أن وجو َد عسكر ّي واحد‬ ‫على الأرض المصر ّية‪ ،‬مـُ ِخ ٌّل بالاستقلال‪ ،‬ر َفضت ذلك‪ ،‬وما أظ ّن أن رفضي هذا عم ٌل من‬ ‫الأعمال الجليلة؛ لأ ّن المرء لا ُيعتبر فاضلا ولا ذا عمل جليل‪ ،‬بـمج َّرد كونه ام َتنع عن خيانة‬ ‫وطنه؛ ولهذا كلما رأيت منكم مبالغ ًة في إكرامي‪ ،‬تخ َّيلت أنكم تتو َّهمون أني ُأخ ّو ُن ُكم‪ ،‬إنـي لم‬ ‫أعمل شي ًئا أكثر من عمل خفي ٍر على جر ٍن د َفع عنه العا ِد َية‪ ،‬هذا هو العمل الذي ع ِملته‪ ،‬ولكنّكم‬ ‫ِكرام تع َّودتم الك َرم والإكرام‪ ،‬ورأيتم كثيرين و َعدوا وأخ َلفوا‪ ،‬ورأيتمونـي و َعدت فو َّفيت‪،‬‬ ‫فأك َبرتم عملي‪ ،‬لكني ‪-‬والوطنية وحبها ‪ -‬لا ُأ ِقركم على هذا ال ّتقدير؛ لأن عملي لا يستح ُّق‬ ‫هذا الإكرام‪ ،‬إنـما العمل الـمجيد والعمل الجليل والعمل الـخال ّد في ال ّتاريخ ‪-‬هو ال ّتضحية‪،‬‬ ‫وإ ّنـي لـ ُمض ٍّح بنفسي قبلكم\"‪.‬‬ ‫‪177‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪177‬‬

‫الأعلام‬ ‫ثم تع ّددت فروعها بتع ّدد الجامعات‪ ،‬وقد قدمت نـخبة من‬ ‫الخطباء المفوهين يتم ّتعون بثقافة قانون ّية‪ ،‬ود ّقة في توظيف‬ ‫الشيخ محمد مصطفى المراغي‬ ‫ال ّلغة‪ ،‬وامتلاك لناصية البيان‪ ،‬وقدرة على ال ّتصوير المؤ ّثر في‬ ‫نفوس ال ّسامعين‪ ،‬و ِمن أعلام الخطابة القانون ّية أحمد لطفي‬ ‫الأعلام‬ ‫ال ّسيد‪ ،‬وصبرى أبو علم‪ ،‬وعبدال ّرحمن ال ّرافع ّي‪.‬‬ ‫الشيخ محمود شلتوت‬ ‫ وإذا انتقلنا إلى الخطابة ال ّدين ّية ا ّلتي لم تنقطع في أي‬ ‫عهد من العهود‪ ،‬فهي أوسع ألوان الخطابة انتشارا‪ ،‬وأكثرها‬ ‫الأعلام‬ ‫جمهورا لارتباطها بشعائر الإسلام فسنجد أنـها انتقلت من‬ ‫طور ال ّتقليد والجمود إلى طور ال ّتجديد والإبداع في عصر‬ ‫النّهضة‪ ،‬فكثر الخطباء الواعظون‪ ،‬وأصبح الارتجال هو‬ ‫الأصل في الخطابة ال ّدين ّية‪ ،‬فلا مـجال لقراءة نص الخطبة من‬ ‫وريقات‪ ،‬وقد أسهم في ذلك أقسام ال ّدعوة في كل ّيات أصول‬ ‫ال ّدين‪ ،‬وكل ّية ال ّدعوة‪ ،‬وكلية ال ّلغة العرب ّية‪ ،‬وكلية ال ّشريعة‬ ‫الإسلام ّية‪ ،‬وكل ّية ال ّدراسات الإسلام ّية والعرب ّية فكان لهم‬ ‫دور في تخريج الخطيب الـمف ّوه‪ ،‬والواعظ البارع‪ ،‬ومن‬ ‫أعلام الخطابة ال ّدين ّية في العصر الحديث الشيخ الـمراغ ّي‪،‬‬ ‫والشيخ محمود شلتوت‪ ،‬وال ّشيخ الباقور ّي‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫النُّ ْخ َب ُة‬ ‫المعنى‬ ‫أسهم‬ ‫المختا ُر من كل شيء‬ ‫أوسع‬ ‫أ ْع َطا ُه َسه ْم أو َأك َث َر‬ ‫البارع‬ ‫َج َع َل َها أ ْك َث َر َس َع ًة ‪ ،‬اِ ِّت َساع ًا‬ ‫تم ّيز وتف ّوق في مجاله وفا َق نظراءه‬ ‫الشيخ الباقور ّي‬ ‫‪176‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫الكتابة‬ ‫ورث القرن ال ّتاسع عشر فيما ورث عن العصر العثمان ّي أسلوب الكتابة ا ّلذي لم يكن أفضل‬ ‫حالا من ال ّشعر‪ ،‬فكانت الكتابة غالبا بالعام ّية أو بلغة لا ترتفع كثيرا عنها‪ ،‬ولم يكن للغة الأدب ّية‬ ‫مكان في كتاباتهم‪ ،‬واهت ّم الك ّتاب بالألفاظ‪ ،‬وتركوا ما عداها‪ ،‬فلم تكن عنايتهم بالألفاظ ت ّتجه‬ ‫إلى تـخ ّير اللفظ الأد ّق الأليق بـمكانه من الـ ُجملة‪ ،‬ولا إلى ال ّلفظ ال ّسمح العذب‪ ،‬ولم تكن‬ ‫كذلك متجهة إلى اصطناع أسلوب رصين‪ ،‬أو عبارة رقيقة‪ ،‬وإ ّنـما كانت متجهة إلى ال ّلعب‬ ‫بالألفاظ‪ ،‬واختيار ما هو أقرب إلى المحسن البديع ّي المتك ّلف‪ ،‬أو ال ّتصوير البيان ّي ال ّساذج‪،‬‬ ‫أما الـمعاني فلم تكن لهم همم تغوص لاستخراج الجديد منها‪ ،‬ولم تكن تعمل على إعادة‬ ‫صياغتها صياغة فنّية جميلة‪ ،‬ولم تخرج الموضوعات عن ال ّتقليد ّي من العتاب والشكوى‬ ‫وال ّتهنئة وال ّتعزية والاستمناح‪ ،‬فدارت كتاباتهم حول هذه الأغراض‪ ،‬وعجزت قرائحهم عن‬ ‫المعنى الرائع‪ ،‬والخيال ال ّسامي‪ ،‬وال ّتصوير البديع‪ ،‬واكتفت بالمحسنات البديع ّية المتك ّلفة من‬ ‫جناس وسجع ومراعاة النّظير وغيرها مما ا ّتصف بال ّركاكة وال ّسطح ّية‪ ،‬وشاع في الكتابة ترديد‬ ‫معانى المتق ّدمين في صورة مهلهلة غير محكمة ال ّصياغة‪.‬‬ ‫ولا نكاد نـجد بين هذا ال ّركام ِمن نصوص الكتابة المنقولة إلينا قبل عصر النّهضة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وبدايات هذا العصر ما يرقى إلى ال ّدراسة إلا بصي ًصا من أمل في كتابات ال ّشيخ الخشاب‪،‬‬ ‫والعطار‪ ،‬ورفاعة الطهطاو ّي‪ ،‬فقد كانت ثقافتهم عونا لهم على بث شيء من الروح فيما كتبوا‪،‬‬ ‫وإن ظ ّلوا ككتاب عهدهم يلتزمون ال ّسجع‪ ،‬وغيره من المحسنات البديع ّية الأخرى‪.‬‬ ‫ ث ّم جاء أحمد فارس ال ّشدياق المتوفي سنة ‪١٨٧٨‬م وكان متط ّلعا إلى ال ّتجديد‪ ،‬وقد‬ ‫ساعده على ذلك اطلاعه على آداب ال ّلغات الأخرى فحاول أن يـخلص الكتابة من أشد‬ ‫أغلالها ألا وهو ال ّسجع‪ ،‬فكتب عبارات سهلة واضحة مطبوعة بعيدة عن ال ّتك ّلف‪ ،‬وإن لم‬ ‫يتخ ّلص نهائ ّيا من تقاليد الكتابة في عصره‪.‬‬ ‫‪179‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪179‬‬

‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫ال ّنثر وف ّنونه‬ ‫أولا‪ :‬الخطابة‬ ‫أنواع الخطابة‬ ‫حال الخطابة في أوائل‬ ‫القرن ال ّتاسع عشر‬ ‫أسباب انحطاط أو‬ ‫العوامل التي ساعدت‬ ‫ضعف الخطابة‬ ‫على ازدهار الخطابة‬ ‫الخطابة القضائ ّية‬ ‫الخطابة ال ّسياس ّية‬ ‫الخطابة ال ّدين ّية‬ ‫الخطابة الاجتماع ّية‬ ‫‪178‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫النّثر وفنونه‬ ‫ثانيا‪ :‬الكتابة‬ ‫حال الكتابة في صدر القرن‬ ‫دور أحمد فارس الشدياق‬ ‫التاسع عشر‬ ‫في التجديد‬ ‫أسلوب الكتابة‬ ‫الألفاظ‬ ‫المعاني‬ ‫الموضوعات‬ ‫العوامل التي ساعدت على‬ ‫دور الشيخ الخشاب‪ ،‬والعطار‬ ‫النّهوض بالكتابة أو بالنّثر‬ ‫ورفاعة الطهطاوي في رقى الكتابة‬ ‫‪181‬‬ ‫الخريطة ال ّذهن ّية ‪181‬‬

‫ لم يتأ ّخر النّثر طويلا عن الالتحاق بال ّشعر في مسيرة ال ّتجديد‪ ،‬فتضافرت عدة عوامل‬ ‫على النّهوض بالنّثر‪ ،‬ودفعت به على خطى اليقظة الأدب ّية‪.‬‬ ‫ و ِمن هذه العوامل الاتصال بالآداب الغرب ّية اتصالا وثيقا عن طريق ال ّترجمة‪ .‬وقد كان‬ ‫للمؤلفات التي ترجمها أعضاء البعثة الأولى ‪-‬وهي تبلغ نـحو مائتي كتاب‪ -‬آثار بعيدة المدى‬ ‫في لغة المترجم أولا‪ ،‬ثم في لغة كل من قرأ هذه الـمترجمات بعده‪.‬‬ ‫و ِمن هذه العوامل إحياء ال ّتراث الأدب ّي القديم‪ِ ،‬من أمثال كتب الـجاحظ وأبى حيان‬ ‫ ‬ ‫ال ّتوحيد ّي والـمبرد وابن قتيبة‪ ،‬وقد وجد ال ّدارسون فيها البلاغة وال ّروعة‪ ،‬ولم يـجدوا إلا كتابة‬ ‫ُمرسلة خالية من تك ّلف البديع والبيان‪.‬‬ ‫ ومنها ال ّصحافة وقد كان أثرها خطيرا في تط ّور أساليب النّثر إلى ال ّسهولة وطرح‬ ‫الـمحسنات البديع ّية جانبا‪ ،‬وإن ساء أثر ال ّصحافة ‪-‬بعد ذلك‪ -‬فيما آلت إليه لغة بعض الأدباء‬ ‫من الابتذال وال ّضحالة والبعد عن الأساليب العالية ال ّرصينة‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪180‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫وتنقسم الـمقالة تبعا لعلاقة موضوعها بالكاتب إلى مقالة ذات ّية ومقالة موضوع ّية‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وخير ما يع ّبر عن الـمقالة الذات ّية الـمقالات الأدب ّية‪ ،‬وخير ما يعبر عن الـمقالات الـموضوع ّية‬ ‫الـمقالات العلم ّية بـجميع فروعها وتـخصصاتـها‪ ،‬ويغلب على الـمقالة كونـها تعبيرا عن‬ ‫ذات كاتبها أكثر من كونـها تعبيرا مـجردا عن موضوع ما‪ ،‬لأ ّن القارئ يرى موضوع الـمقالة‬ ‫بعيني الكاتب‪ ،‬ويشعر بانفعالاته‪ ،‬ويتأ ّثر بأفكاره‪ ،‬فالكاتب يو ّجه اهتمام القارئ إلى حيث يريد‬ ‫تسليط ال ّضوء‪ ،‬ويلفت الانتباه‪.‬‬ ‫ وتنقسم الـمقالة من حيث ال ّتكوين الفنّي إلى مقالة قصص ّية وتمثيل ّية ومقالة ال ّرحلات‬ ‫ومقالة ال ّرسالة‪ ،‬وتنقسم من حيث ال ّطول إلى المقالة والخاطرة‪ ،‬ويراد بالخاطرة‪ :‬الـمقالة‬ ‫القصيرة ج ّدا‪ ،‬فلا تتجاوز ع ّدة جمل تعتمد على النّظرة الـخاطفة في معالجة الموضوعات‪،‬‬ ‫وت ّتسم غالبا بالسخر ّية ومن أشهر ك ّتابـها عبد الو ّهاب عزام وأحمد رجب وأحمد بـهجت‪.‬‬ ‫ وقد نـجح الـمقال في الانتقال بالكتابة إلى واقع جديد اختفت فيه العبارات القديـمة‬ ‫المـحفوظة‪ ،‬والـمبالغات ا ّلتي كان يـحفل بها الأدب في عصور الانـحطاط‪ ،‬وتراجع‬ ‫الإكثار من الاستشهاد‪ ،‬وق ّل ال ّترادف‪ ،‬ومزاوجة الـجمل على نـحو أرهق النّص‪ ،‬وأصقله‬ ‫بالـحلية ال ّلفظية‪ ،‬ور ّكز الك ّتاب على مساواة الألفاظ للمعاني وسمو الخيال وشمول الفكرة‬ ‫ورصانة العبارة وسلامة الكلمة وشاعت ال ّتشبيهات والاستعارات الـجديدة المستمدة من‬ ‫بيئة الكاتب وعصره‪.‬‬ ‫***‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫المعنى‬ ‫تسليط‬ ‫أرهق‬ ‫و ّجه الأنظار إليه‬ ‫َدنا منه وأ ْدر َك ُه‬ ‫‪183‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول‬ ‫‪183‬‬

‫الـمقالة‬ ‫مفهومها‬ ‫الـمقالة أبرز فنون النّثر الحديث ارتبط ظهورها بال ّصحافة‪ ،‬فهي ربيبتها‪ ،‬نشأت بنشأتـها‪،‬‬ ‫وازدهر ْت بازدهارها‪ ،‬تع ّدد ْت المفاهيم الـمعرفة بـها‪ ،‬ومن أشـملها‪ :‬أنـها قطعة من النّثر‬ ‫معتدلة الطول‪ ،‬تعالـج موضو ًعا ما معالـجة سريعة من وجهة نظر كاتبها‪ ،‬والـمقالة من أكثر‬ ‫الفنون الأدب ّية استيعا ًبا وشـمولا لشتى الموضوعات‪ ،‬فهي تعالج موضوعا ما قد يكون طب ًّيا‬ ‫أو بيئ ًّيا أو علم ًّيا شديد ال ّتعقيد مـ ّما لا يـمكن أن تـحملها أجنحة ال ّشعر‪ ،‬ولا حوادث الق ّصة‪،‬‬ ‫ولا حوار المسرح ّية‪ ،‬والـمقالة الأصيلة في فنون الأدب ليس كل مقالة صحف ّية‪ ،‬بل المقالة‬ ‫الأدب ّية ا ّلتي توحي بما تعج به نفس الكاتب ِمن عواطف وانفعالات في لغة فن ّية مؤثرة قوامها‬ ‫ال ّتصوير وال ّتشخيص‪.‬‬ ‫أنواع الـمقالة‬ ‫تتن ّوع الـمقالة تبعا للموضوع إلى مقالة سياس ّية واجتماع ّية ودين ّية وتاريـخ ّية‪ ،‬ومن حيث‬ ‫الأسلوب إلى مقالة علم ّية تـهت ّم بنقل الـحقائق العلم ّية‪ ،‬وترتيب الأفكار بلغة سلسة قريبة إلى‬ ‫الجمهور‪ ،‬بعيدا عن التأ ّنق في العبارة‪ ،‬وتتع ّدد أنواع المقالة العلم ّية بين طب ّية وفيزيائ ّية‪ ،‬كون ّية‪،‬‬ ‫واقتصاد ّية‪ ،‬ومقالة أدب ّية وهي قطعة نثر ّية‪ ،‬تشف عن ذات الأديب‪ ،‬وتعبر عن مشاعره‪ ،‬وتنطلق‬ ‫مع خياله‪ ،‬وترسم ملامح شخص ّيته‪ ،‬أسلوبـها أدب ّي مـحض‪ ،‬ففيها ما شئت من عواطف جياشة‪،‬‬ ‫وخيال عريض‪ ،‬وصور مترفة وأسلوب رشيق‪ ،‬ومن أشهر ك ّتاب الـمقالة الأدب ّية أحمد حسن‬ ‫ال ّزيات ومصطفى صادق ال ّرافعي وعبد العزيز البشر ّي والع ّقاد وطه حسين‪.‬‬ ‫‪182‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫الف ّن القصص ّي‬ ‫نشأة الق ّصة‬ ‫الق ّصة بـمعنى الـحكاية لها جذور عميقة في ال ّتراث الأدبـ ّي الإنسان ّي‪ ،‬فارتبط ف ّن الق ّصة بنشأة‬ ‫الإنسان وتط ّور بتط ّوره‪ ،‬إذ عرفه الإنسان منذ أقدم العصور‪ ،‬حيث كان هو نفسه مصدر هذا الف ّن‬ ‫ومبدعه وبطله‪ .‬وكانت الـحياة بأوسع معانيها مسرح الأحداث ا ّلتي صورتـها ال ّقصة‪ ،‬فكانت‬ ‫خيالات الإنسان وأحلامه وشطحاته منبع إبداع حكاياته وشخص ّياتـها‪ ،‬مص ّورا كفاحه حينا‬ ‫وصراعه أحيانا مع مـحيطه ال ّطبيع ّي والإنسانـ ّي‪.‬‬ ‫ والف ّن القصص ّي له جذور مـمت ّدة في أدبنا العرب ّي منذ العصر الـجاهل ّي‪ ،‬فهذا العصر‬ ‫حافل بالنّماذج القصص ّية ا ّلتي تصور العرب في مـختلف جوانب حياتـهم في الـحرب وال ّسلم‪،‬‬ ‫وكانت الـمادة القصص ّية تروى مشافهة‪ ،‬ويتوارثها النّاس جيلا بعد جيل‪ ،‬وقد أخذ هذا الف ّن‬ ‫ينمو ويتط ّور بتط ّور الـمجتمع العربـ ّي‪ ،‬وانتقاله من مرحلة حضار ّية إلى أخرى ح ّتى كان العصر‬ ‫العباس ّي‪ ،‬حيث عرف الـمجتمع العرب ّي تط ّورا هائلا في كافة الـمجالات ال ّسياس ّية والاقتصاد ّية‬ ‫والاجتماع ّية والفكر ّية والأدب ّية‪ ،‬وظهرت ثـمرة أكبر تفاعل بين مـختلف الـحضارات‪ ،‬وكان‬ ‫منها ألوان جديدة في الأدب مثل الق ّصة‪ ،‬فظهرت الق ّصة الـخراف ّية أو الق ّصة على لسان‬ ‫الـحيوان‪ ،‬والق ّصة الـمقام ّية‪ ،‬والق ّصة الفلسف ّية مثل‪\" :‬حي بن يقظان‪ ،‬رسالة الغفران\"‪ ،‬وشهدت‬ ‫القصص وال ّسير ال ّشعب ّية رواجا كبيرا مثل‪\" :‬سيرة عنترة بن شداد‪ ،‬وسيف بن ذي يزن‪ ،‬وقصص‬ ‫بني هلال‪ ،‬وألف ليلة وليلة\"‪ ،‬وغيرها من القصص ا ّلتي ترضى الخيال الشعب ّي‪ ،‬لكنها لم تصل‬ ‫إلى مستوى نضج القصة الأدب ّية الـحديثة في بنيتها الفن ّية‪.‬‬ ‫الق ّصة‬ ‫القصص وال ّسير‬ ‫الق ّصة الـمقام ّية‬ ‫الق ّصة الفلسف ّية‬ ‫الق ّصة الـخراف ّية أو الق ّصة‬ ‫ال ّشعب ّية‬ ‫على لسان الـحيوان‬ ‫‪185‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪185‬‬

‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫نشأة المقالة‬ ‫مميزات المقالة‬ ‫النّثر وفنونه‬ ‫مفهوم المقالة‬ ‫ثالثا‪:‬المقالة‬ ‫أنواع المقالة‬ ‫من حيث الطول‬ ‫من حيث علاقة‬ ‫من حيث الموضوع‬ ‫موضوعات بالكاتب‬ ‫من حيث التكوين الفني‬ ‫من حيث الأسلوب‬ ‫‪184‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫ فعلى ال ّرغم من النّضج الفنـي الذي أحدثته ثورة ‪١٩١٩‬م‪ ،‬وتـج ّلى في ظهور أول رواية‬ ‫فنّية كتبها محمد حسين هيكل اضطر الكاتب إلى استخدام اسم مستعار لل ّتعبير عن نفسه باسم‬ ‫(مصري فلاح) وسـماها مظاهر وأخلاق ريف ّية تـجنّبا للاستهجان ا ّلذي تس ّببه كلمة ق ّصة في‬ ‫الأوساط الـمصر ّية آنذاك‪.‬‬ ‫ ونـجحت الق ّصة في انتزاع اعتراف بها من الـمصر ّيين‪ ،‬ففي الوقت الذي كانت البلاد‬ ‫فيه تـحاول الاستقلال في الـمجال ال ّسياس ّي‪ ،‬وفي أحضان حراك الـمصر ّيين نـحو ال ّتحرر من‬ ‫الـمستعمر‪ ،‬واصلت القصة تط ّورها ومواكبتها لـمتغ ّيرات الـمجتمع الفكر ّية وال ّسياس ّية‪ ،‬فقدم‬ ‫(عيسی عبيد) مـجموعته القصص ّية الأولی (إحسان هانم)‪ ،‬وأهداها إلی سعد زغلول‪ ،‬ث ّم كتب‬ ‫روايته ثر ّيا‪ ،‬وكتب محمود تيمور رجب أفند وكتب طاهر لاشين‪ ،‬روايته (حواء بلا آدم) ويـم ّثل‬ ‫مـجموع تلك ال ّرويات طورا رابعا أكثر نضجا وتط ّورا من النّاحية الفنّ ّية لل ّرواية ال ّتسل ّية وال ّترفية‬ ‫ذات البعد الاجتماع ّي‪.‬‬ ‫وجاء ال ّطور الـخامس ليض ّم ألوانا مـختلفة ِمن ال ّروايات النّفس ّية والاجتماع ّية‬ ‫ ‬ ‫وال ّسياس ّية وال ّرواية ال ّذات ّية ومن أشهرها رواية الأ ّيام لطه حسين‪ ،‬ورواية سارة للع ّقاد‪ ،‬ورواية‬ ‫ابراهيم ال ّثاني للمازنـ ّي‪ ،‬وال ّرباط المق ّدس لتوفيق الحكيم‪،‬‬ ‫الأعلام‬ ‫مـما ع ّزز مكانة ال ّرواية في الأدب العربـ ّي‪.‬‬ ‫نـجيب مـحفوظ‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫نضجا‬ ‫‪187‬‬ ‫المعنى‬ ‫ع ّزز‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪187‬‬ ‫تمام نم ّو الكائن الح ّي واكتمال خصائص‬ ‫بلوغه‬ ‫ق َّواه ‪ ،‬د َّعمه ‪ ،‬ش َّدده‬

‫أطوار الفن القصص ّي في العصر الحديث‬ ‫عاش الأدب حالة من ال ّركود والـخمول حتى كان البعث والإحياء ال ّشعري ثـمرة لل ّطباعة‬ ‫وال ّصحافة وال ّترجمة وغيرها من عوامل النّهضة الحديثة ا ّلتي شهدت أول مظهر ِمن مظاهر‬ ‫النّشاط الروائ ّي في مصر في القرن ال ّتاسع عشر متم ّثلة في الق ّصة ال ّتعليم ّية الـمترجمة‬ ‫\"مغامرات تليماك\" وقد ترجمها ِرفاعة ال ّطهطاو ّي‪ِ ،‬من الفرنس ّية إلى العرب ّية‪ ،‬بغية تقديم مواعظ‬ ‫لتحسين سلوك عامة النّاس‪ ،‬ث ّم ق ّدم فرح أنطون الق ّصة ال ّتعليم ّية ا ّلتي لا تـختلف عن مترجمات‬ ‫ال ّطهطاو ّي وتبعهما على مبارك فسلك الـمسلك نفسه‪.‬‬ ‫ وحاول الـمويلح ّي في (حديث عيسی بن هشام) وحافظ إبراهيم في (ليالى سطيح) أن‬ ‫يقترب بـما كتب من مقامات من القصة في شكلها الفنى إلا أ ّنـها ظ ّلت مـحاولات لا ترتقى‬ ‫إلى بنية القصة الفنّية‪.‬‬ ‫ انتقلتالق ّصةمنطورهاالأولفيعصرالنّهضةعندقصاص ّيال ّتيارال ّتعليم ّيالـخال ّص‪،‬‬ ‫لطورها ال ّثاني الـمتم ّثل في كتابات تيار ما بين ال ّتعليم وال ّترفيه ا ّلذي بدأه الـمهاجرون ال ّشوام‪،‬‬ ‫ا ّلذين كانوا ‪ -‬بـحكم ظروفهم ‪ -‬أكثر إقبالا علی ال ّثقافة الأورب ّية وآدابـها‪ ،‬ففي الوقت ا ّلذي‬ ‫كان الأدباء الـمصر ّيون مشغولين بـمحاولة الإصلاح الاجتماع ّي وبعث التراث العرب ّي القديم‪،‬‬ ‫كان الـمهاجرون ال ّشوام مشغولين بنقل الأشكال الأدب ّية الجديدة إلينا‪ ،‬وفي مقدمتها الق ّصة‪،‬‬ ‫فظهرت ال ّرواية ال ّتاريـخ ّية على يد (جورجى زيدان) فقدم روايات (فتاة غسان) و (أرمانوسة‬ ‫المصر ّية) و (عذراء قريش) و (غادة كربلا) و (الحجاج بن يوسف) وغيرها‪.‬‬ ‫ ث ّم كان ال ّطور ال ّثالث بظهور تيار رواية ال ّتسلية وال ّترفيه في الفترة التي تـمت ّد من أواخر‬ ‫القرن ال ّتاسع عشر‪ ،‬إلی ثورة ‪١٩١٩‬م‪ ،‬وظ ّلت ال ّرواية ح ّتی هذه الفترة غير معترف بها في الـحياة‬ ‫الأدب ّية الـمصر ّية ا ّلتي ن ّظرت لل ّرواية كوليد غير شرع ّي في هذا الـمجتمع‪.‬‬ ‫‪186‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫وهي ذات سياق مـمتد في ال ّزمن‪ ،‬وأحداث متش ّعبة في الـمكان‪ ،‬تعالـج فترة من الحياة‪ ،‬بك ّل‬ ‫ملابساتـها وجزئ ّياتـها وتشابكها‪ ،‬تعتمد على ال ّتفاصيل ال ّطويلة‪ ،‬وتسجيل كل ما يـمكن أن تقع‬ ‫العين عليه‪ ،‬وتـحليل الأحداث والوقائع‪ ،‬وتفسير سلوك ودوافع لل ّشخص ّيات‪ ،‬ا ّلتي قد تتع ّدد‬ ‫إلى عدة شخص ّيات في مـحيط واسع في الـحياة‪ ،‬فال ّرواية ق ّصة طويلة‪.‬‬ ‫ الق ّصة القصيرة‬ ‫تـم ّثل حد ًثا واح ًدا‪ ،‬يقع في وقت واحد‪ ،‬وتتناول القصة القصيرة على نحو ُمر َّكز شخصية‪ ،‬أو‬ ‫حادثة مفردة‪ ،‬أو عاطفة‪ ،‬أو مـجموعة من العواطف‪ ،‬ا ّلتي أثارها موقف مفرد‪ ،‬وقد قيست زمن ًيا‬ ‫بأ ّنـها تقرأ في وقت لا يق ّل عن ربع ساعة‪ ،‬ولا يـجاوز ال ّساعتين‪ ،‬وقيست طول ًيا بعدد كلماتـها‬ ‫بين (‪ )١٥٠٠‬كلمة و(‪ )١٠٠٠٠‬كلمة‪.‬‬ ‫الأقصوصة‬ ‫ ‬ ‫عمل روائ ّي أقصر ِمن الق ّصة القصيرة حج ًما‪ ،‬يكتفي بال ّتت ّبع ال ّسريع الخاطف‪ ،‬لموقف‪،‬‬ ‫ ‬ ‫أو إحساس‪ ،‬أو انفعال‪ ،‬يـحاول القاص أن يـجلوه ويطيف به‪.‬‬ ‫أنواع الف ّن القصص ّي‬ ‫الأقصوصة‬ ‫الق ّصة القصيرة‬ ‫ال ّرواية‬ ‫الق ّصة‬ ‫‪189‬‬ ‫‪189‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول‬

‫ ث ّم كان ال ّطور ال ّسادس للق ّصة العرب ّية على يد فارسها نـجيب مـحفوظ ا ّلذي انتقل‬ ‫بالق ّصة العرب ّية إلى مصاف الآداب العالـم ّية بـما كتب من قصص قصيرة وروايات ُصنّفت‬ ‫تـحت القصة الواقع ّية؛ ليعطي للقصة العرب ّية مكانة فريدة في الأدب العالـم ّي‪ ،‬يشاركه في ذلك‬ ‫كتاب الق ّصة من الـجيل ال ّثاني من أمثال عبد الحميد جودة ال ّسحار‪ ،‬وعادل كامل‪ ،‬ويـحيی‬ ‫ح ّقي وعبد الـحليم عبد الله‪ ،‬ويوسف ال ّسباع ّي‪ ،‬ا ّلذين أعقبهم الجيل ال ّثالث من أعلام الق ّصة‬ ‫العرب ّية متم ّثلا في عبد ال ّرحمن ال ّشرقاو ّي‪ ،‬وصالـح مرسي‪ ،‬ويوسف إدريس‪ ،‬وعبد ال ّستار‬ ‫خليف‪ ،‬وغيرهم مـ ّمن ق ّدموا ال ّرواية الواقع ّية ال ّتحليل ّية ا ّلتي تـحكي تفاصيل الواقع الـمصر ّي‬ ‫وتص ّور ال ّشخص ّية المصر ّية في مـختلف أطوار عمرها‪.‬‬ ‫أنواع الف ّن القصص ّي‬ ‫ يراد بالـف ّن الـقصص ّي عدة صنوف أدب ّية‪ ،‬تتن ّوع بين رواية وق ّصة طويلة‪ ،‬وق ّصة‬ ‫قصيرة‪ ،‬وأقصوصة‪.‬‬ ‫ الق ّصة‬ ‫ لـم تستقر في العرب ّية على مدلول اصطلاح ّي مـحدد‪ ،‬فهي تستعمل أحيا ًنا لل ّدلالة على‬ ‫مشتملات الف ّن القصص ّي بعامة‪ ،‬من رواية‪ ،‬وأقصوصة‪ ،‬وحكاية‪ ،‬ونادرة‪ ،‬وأحدوثة‪.‬‬ ‫ وتستخدم أحيانا لل ّدلالة على نوع من الف ّن القصص ّي‪ ،‬لا يطول ليبلغ حد ال ّرواية‪ ،‬ولا‬ ‫يقصر ليقف عند حد الأقصوصة‪.‬‬ ‫ ال ّرواية‬ ‫ أكبر أنواع الفن القصصي حج ًما‪ ،‬فهي تـملأ الـمج ّلدات‪ ،‬وتستغرق أ ّيا ًما وليالي في‬ ‫قراءتـها‪ ،‬وتنتحى ناحية تصوير البطولات الخارقة‪ ،‬من خلال روايتها لأحداث ال ّتاريخ‪ ،‬أو‬ ‫روايتها لأحداث متخ ّيلة‪ ،‬فهي ال ّصورة الأدب ّية النّثر ّية‪ ،‬ا ّلتي تط ّورت عن الملحمة القديـمة‪،‬‬ ‫‪188‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫الحوار وال ّسرد‬ ‫ ال ّسرد والـحوار هما الوعاء ال ّلغو ّي ا ّلذي يـحتوى ك ّل عناصر الق ّصة‪ ،‬باعتبارها نو ًعا‬ ‫ِمن فنون القول‪ ،‬وال ّسرد هو قول أو خطاب صادر من ال ّسارد (الواصف والحاكى)‪ ،‬يصف‬ ‫عالـ ًما خيال ًيا مكو ًنا من أشخاص يتح ّركون في إطار زمان ّي ومكانـ ّي مـح ّدد‪.‬‬ ‫ والـحوار هو ال ّلغة ا ّلتي تنطق بـها شخص ّيات ال ّرواية؛ لتع ّرف بال ّشخص ّية وتـحرك‬ ‫الـحدث بـما يساعد علی حيو ّية المواقف‪ ،‬ولاب َّد أن يكون دقي ًقا بـحيث يكون عاملا من‬ ‫عوامل الكشف عن أبعاد ال ّشخصية‪ ،‬وتـجلية غموض نفسها‪ ،‬وتطوير الـحدث‪ ،‬والوصول‬ ‫بالفكرة إلى الغاية التي يرمي إليها الكاتب‪.‬‬ ‫ال ّزمن والـمكان (البيئة)‬ ‫ يـمثل الزمن عنص ًرا من العناصر الأساس ّية ا ّلتـي يقوم عليها ف ّن القص‪ ،‬فإذا كان‬ ‫الأدب يعتبر فنًا زمن ًيا إذا صنفنا الفنون إلی زمان ّية ومكان ّية فإن القص هو أكثر الأنواع الأدب ّية‬ ‫ارتباطا بال ّزمن‪.‬‬ ‫ أما الـمكان فهو البيئة ا ّلتي يعيش فيها النّاس‪ ،‬ولا شك أ ّن الإنسان (ابن البيئة) فالـمكان‬ ‫ا ّلذي نولد فيه هو ا ّلذي يـح ّدد سـماتنا الخاصة الـمم ّيزة‪ ،‬لذلك يهت ّم الكاتب القصص ّي بتحديد‬ ‫(الـمكان) اهتما ًما كبي ًرا لدوره في تـحديد ملامح ال ّشخص ّيات‪.‬‬ ‫***‬ ‫مك ّونات القصة‬ ‫الحوار وال ّسرد ال ّزمن والـمكان (البيئة)‬ ‫ال ّشخصية‬ ‫الـحدث‬ ‫‪191‬‬ ‫‪191‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول‬

‫مك ّونات القصة‬ ‫ ف ّن الق ّصة يقوم بـمعالـجة المشاكل الـمح ّددة في الـحياة أو جانب من شخص ّية أو‬ ‫الشخص ّيات ا ّلتي تص ّور الحياة الإنسان ّية وله مق ّومات منها‪:‬‬ ‫الـحدث‬ ‫ هو (الفعل القصص ّي) أو هو الـحادثة ا ّلتي تش ّكلها حركة الشخص ّيات؛ لتق ّدم في النّهاية‬ ‫تـجربة إنسان ّية ذات دلالات معينة‪.‬‬ ‫ال ّشخصية‬ ‫ ال ّشخصية هي الكائن الإنسانـ ّي ا ّلذي يتح ّرك في سياق الأحداث‪ ،‬وقد تكون ال ّشخص ّية‬ ‫من الـحيوان‪ ،‬فيستخدم عندئ ٍذ كرمز يشف ع ّما وراءه من شخص ّية إنسان ّية تـهدف من ورائها‬ ‫العبرة والعظة‪.‬‬ ‫ وتنقسم ال ّشخص ّية في الق ّصة إلى رئيسة وثانوية‪.‬‬ ‫ ال ّشخص ّية ال ّرئيسة هي مـحور القصة والـمح ّركة للأحداث‪ ،‬وال ّشخص ّية ال ّثانوية تأتى‬ ‫في مكانة أقل في الق ّصة‪ ،‬فهي تابعة لل ّشخص ّية ال ّرئيسة ومتأثرة بـها‪.‬‬ ‫ كما تنقسم ال ّشخص ّيات في الق ّصة إلى شخص ّية نامية ومسطحة‪.‬‬ ‫أما ال ّشخص ّية النّامية فهي ا ّلتي تنمو بنمو الأحداث‪ ،‬وتق ّدم علی مراحل أثناء تط ّور ال ّرواية‪،‬‬ ‫وتكون في حالة صراع مستمر مع الآخرين‪ ،‬أو في حالة صراع نفس ّي مع ال ّذات‪ ،‬أو شخص ّية‬ ‫مس ّطحة لا تكاد طبيعتها تتغ ّير من بداية الق ّصة ح ّتی النّهاية‪ ،‬وإ ّنما تثبت علی صفحة واحدة لا‬ ‫تكاد تفارقها‪.‬‬ ‫ال ّشخص ّيات في الق ّصة‬ ‫ال ّشخص ّية في القصة‬ ‫ال ّشخصية المسطحة‬ ‫ال ّشخصية النّامية‬ ‫ال ّثانوية‬ ‫ال ّرئيسة‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬ ‫‪190‬‬

‫الـمسرح ّية‬ ‫ الـمس َرح ّية هي ق ّصة تـمثيل ّية تعرض فكرة‪ ،‬أو موضو ًعا‪ ،‬أو موق ًفا‪ ،‬وذلك من خلال‬ ‫حوار يدور بين شخصيات مـختلفة‪ ،‬ونتيجة لل ّصراع بين هذه ال ّشخص ّيات يـحدث ال ّتعقيد‪ ،‬ث ّم‬ ‫في نـهاية الـمسرح ّية يتلاشي ال ّتعقيد؛ لنصل إلى الـحل‪.‬‬ ‫ وقد تكون الـمسرح ّية من فصل واحد‪ ،‬أو ثلاثة‪ ،‬أو خمسة فصول‪ ،‬وفي الـجميع لاب ّد‬ ‫من توافر الوحدة‪ ،‬والـمقصود بالوحدة قدي ًما هي (وحدة ال ّزمان‪ ،‬والـمكان‪ ،‬والـحدث)‪،‬‬ ‫أما الـمسرح ّيون الـمحدثون فقد لا يهت ّمون بهذه ال ّتفريعات‪ ،‬وإنـّما يعنيهم بالوحدة وحدة‬ ‫الـموضوع والفكرة‪.‬‬ ‫ وتتك ّون الـمسرح ّية من ثلاثة أجزاء تـم ّثل أسس بناء الـمسرح ّية‪ ،‬ونستخلصها من‬ ‫النّص الـمسرح ّي دون أن يصرح بـها الكاتب وهي‪:‬‬ ‫◄العرض‪ :‬ويكون غال ًبا في الفصل الأ ّول‪ ،‬وفيه يت ّم ال ّتعريف بـموضوع الـمسرح ّية‪ ،‬‬ ‫وبشخصياتـها الـمحور ّية‪.‬‬ ‫◄ ال ّتعقيد‪ :‬ومعناه تتابع الأحداث‪ ،‬إلى أن تصل إلى ال ّذروة‪.‬‬ ‫◄الـح ّل‪ :‬ويأتي في ختام الـمسرح ّية‪ ،‬و ُيزيل ال ّتعقيد ال ّسابق‪.‬‬ ‫أجزاء الـمسرح ّية‬ ‫الـح ّل‬ ‫ال ّتعقيد‬ ‫العرض‬ ‫‪193‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪193‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook