Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Book STAM TARIKH AL-ADAB NUSUSUHU Digital

Book STAM TARIKH AL-ADAB NUSUSUHU Digital

Published by Madzani Nusa, 2021-08-12 13:19:14

Description: Book STAM TARIKH AL-ADAB NUSUSUHU Digital

Search

Read the Text Version

‫أنواع الف ّن‬ ‫مك ّونات القصة‬ ‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫القصص ّي‬ ‫النّثر وفنونه‬ ‫نشأة الق ّصة‬ ‫رابعا‪ :‬الفن القصصي‬ ‫أطوار الفن القصصي في‬ ‫العصر الحاضر‬ ‫الطور ال ّثالث‪ :‬تيار رواية‬ ‫ال ّطور ال ّثاني‪ :‬تيار ما بين‬ ‫ال ّطور الأول‪ :‬تيار القصص‬ ‫ال ّتسلية وال ّترفيه‬ ‫ال ّتعليم وال ّترفيه‬ ‫المترجمة‬ ‫ال ّطور ال ّسادس‪ :‬تيار‬ ‫ال ّطور الخامس‪ :‬تيار الألوان‬ ‫ال ّطور ال ّرابع‪ :‬تيار رواية‬ ‫ال ّرواية الواقع ّية ال ّتحليل ّية‬ ‫المختلفة من ال ّروايات‬ ‫ال ّتسلية وال ّترفيه ذات البعد‬ ‫الاجتماع ّي‬ ‫‪192‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫نشأة وتطور الف ّن الـمسرح ّي‬ ‫ لـم يعرف الأدب العرب ّي القديم ف ّن الـمسرح ّية على ال ّرغم من قدم هذا الف ّن بين فنون‬ ‫الآداب العالم ّية‪ ،‬فأ ّول ظهوره كان في الحضارات القديـمة عند الـمصر ّيين القدام ّي والإغريق‪،‬‬ ‫غير أن العرب الأوائل لم يهت ّموا بنقله؛ لأن حياتـهم كانت تعتمد على الـ ِح ّل وال ّترحال‪ ،‬وعدم‬ ‫الاستقرار‪ ،‬بينما العمل الـمسرح ّي يـحتاج إلى تـجمع ال ّسكان واستقرارهم‪ ،‬وهذا ما لم تعرفه‬ ‫الحياة العرب ّية في الـجاهلية‪.‬‬ ‫ وبعد أن استق ّر الـمسلمون‪ ،‬وأقاموا مدنا وأمصارا ظ ّل المسرح لا مكان له في آداب‬ ‫العرب قديـما‪ ،‬فلم ينقل الـمسلمون الأوائل برغم ازدهار حركة ال ّترجـمة الـمسرح الإغريق ّي‬ ‫عن اليونان ل ّما وجدوه في تلك الـمسرح ّيات من وثنية تتم ّثل في تـجسيد الإله‪ ،‬وتص ّوره دوما‬ ‫في حالة صراع مع غيره من الآلـهة والبشر‪ ،‬وهذا يتعارض مع عقيدة الإسلام‪.‬‬ ‫ وأول عهد الأدب العرب ّي بالمسرح كان في عصر النّهضة حيث م ّر بعدة مراحل في‬ ‫الأدب العربي الـحديث‪.‬‬ ‫نشأة وتطور الف ّن الـمسرح ّي‬ ‫في الحضارات القديـمة‬ ‫عند العرب في الـجاهل ّية‪.‬‬ ‫عند الـمسلمين‬ ‫في عصر النّهضة الأدبية‬ ‫‪195‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪195‬‬

‫ وتقوم أسس بناء الـمسرح ّية على خمسة عناصر هي‪:‬‬ ‫◄الفكرة‪ :‬وهي الـمضمون العام للمسرحية‪ ،‬وقد تكون الفكرة اجتماعية كمسرح ّية (الست‬ ‫هدى) لشوقي أو عاطفية كمسرح ّيته (مـجنون ليلى)‪ ،‬وقد تكون سياس ّية مثل مسرح ّية‬ ‫شيلوك الجديد لعلي أحمد باكثير وقد تكون تاريـخية مثل مسرح ّية أهل الكهف لتوفيق‬ ‫الحكيم‪.‬‬ ‫◄ الحكاية‪ :‬إذا كانت الفكرة هي روح العمل المسرح ّي فإن الحكاية هي جسد الفكرة‬ ‫الـمسرح ّية‪ ،‬فهي الـمضمون ا ّلذي يـحمل الفكرة إلى الـمشاهد أو القارئ‪.‬‬ ‫◄ال ّشخص ّيات‪ :‬هي النّماذج البشر ّية ا ّلتي تؤدي الحوار‪ ،‬ويـختلف أسلوب ك ّل شخص ّية‬ ‫حسب مستواها‪ ،‬وثقافتها‪ ،‬ونفسيتها‪ ،‬واتـجاهاتـها‪ ،‬وهي‪ :‬إما مـحور ّية‪ ،‬أو ثانو ّية‪.‬‬ ‫◄ال ّصراع‪ :‬هو أهم أسس الـمسرح ّية ح ّتى أن النّقاد يقولون‪( :‬لا مسرح بلا صراع)‪ ،‬وقد‬ ‫يكون ال ّصراع دين ًيا‪ ،‬أو خلق ًيا‪ ،‬أو اجتماع ًيا‪ ،‬أو ذهن ًيا‪.‬‬ ‫◄الـحوار‪ :‬ويسمى أي ًضا الأسلوب‪ :‬وهو ا ّلذي يتو ّزع بين ال ّشخص ّيات الـمختلفة‪ ،‬وذلك‬ ‫حسب مستوى كل شخص ّية‪ ،‬ويـختلف الأسلوب من مسرح ّية إلى أخرى‪.‬‬ ‫ال ّصراع‬ ‫الفكرة‬ ‫الـحوار‬ ‫أسس بناء‬ ‫الحكاية‬ ‫الـمسرح ّية‬ ‫ال ّشخصيات‬ ‫‪194‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫ الـمرحلة الرابعة وتـم ّثل اتـجاهات الـمسرح ّية الـمصر ّية الـحديثة‪:‬‬ ‫ وذلك بعد ثورة سنة ‪١٩١٩‬م‪ ،‬وفي تلك الـمرحلة تط ّورت الـمسرح ّية الـمصر ّية‬ ‫الـحديثة‪ ،‬على يد الأديب (محمود تيمور) وأخيه (محمد تيمور) ا ّلذين عالـجا بعض مشكلات‬ ‫الـمجتمع الـمصر ّي على الـمسرح لأ ّول م ّرة‪ ،‬كما في مسرح ّيته (العصفور في القفص)‪ ،‬وا ّلتي‬ ‫تعرض فيها لتربية الأبناء تربية قاس ّية‪ ،‬كما تناول الإدمان ومشكلاته في مسرح ّية (الـهاوية)‪.‬‬ ‫ الـمرحلة الخامسة ويـم ّثلها مسرح أحمد شوقي‪ ،‬وتوفيق الحكيم‪:‬‬ ‫ وهذه المرحلة تعد مرحلة الازدهار الحقيق ّي للأدب المسرح ّي في مصر‪ ،‬فظهرت‬ ‫الـمسرح ّية ال ّشعر ّية النّاضجة فنية على يد رائد المسرح ال ّشعر ّي أحمد شوقي‪ ،‬ومن مسرح ّياته‬ ‫مصرع كليوباترا‪ ،‬ومـجنون ليلى‪ ،‬وقمبيز‪ ،‬وعلي بك الكبير‪ ،‬والست هدى وجميع ما قدمه‬ ‫شوقي للمسرح لم يـخرج عن ال ّشعر باستثناء مسرح ّيته النّثر ّية أميرة الأندلس‪.‬‬ ‫ وشهدت تلك الـمرحلة ظهور المسرح ّية النّثر ّية في ثوب فني زاهي الألوان على يد‬ ‫رائد المسرح النّثر ّي الحديث توفيق الحكيم‪ ،‬فكتب الكثير من الـمسرحيات السياسية مثل‪:‬‬ ‫ال ّضيف ال ّثقيل ورمز بـها إلى الاحتلال الإنـجليز ّي‪ ،‬وكتب الـمسرح ّية ال ّذهن ّية مثل أهل‬ ‫الكهف‪ ،‬والـمسرح ّية الاجتماع ّية مثل‪ :‬الأيدي النّاعمة‪ ،‬وال ّصفقة‪ ،‬والمسرحية النّفس ّية مثل نهر‬ ‫الـجنون‪ ،‬والـمسرحية الوطن ّية مثل‪ :‬مسرح ّية ميلاد بطل‪ ،‬وجاءت في فصل واحد تناول فيها‬ ‫قصة بطل في ميدان الـمعركة‪ ،‬وب ّين فيها معنى البطولة الوطن ّية‪ ،‬فالبطل الحقيق ّي هو الذي يولد‬ ‫في نيران الـمعركة‪ ،‬وليس البطل هو من يتف ّوق في مجال من مـجالات ال ّرياضة‪ ،‬أو من ي ّدعي‬ ‫لنفسه بطولات لا يستح ّقها‪.‬‬ ‫ أعقب ازدهار حركة التأليف الـمسرح ّي رواج لـحركة ال ّتمثيل وتكوين الفرق‬ ‫الـمسرح ّية فظهرت فرقة رمسيس ا ّلتي كونـها (يوسف وهبي)‪ ،‬وفرقة (نـجيب الريـحانـي)‪،‬‬ ‫وغيرها من الفرق الفن ّية ا ّلتي دفعت الك ّتاب إلى تـجويد وإصقال نصوصهم الـمسرح ّية‪.‬‬ ‫‪197‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪197‬‬

‫مراحل وأطوار الف ّن المسرح ّي‬ ‫ مرت الـمسرح ّية بعدد من الأطوار‪ ،‬واجتازت عدة مراحل نـحو النّمو والنّضج الفنـ ّي‬ ‫الذي استق ّرت عليه في العصر الـحديث‪.‬‬ ‫ الـمرحلة الأولى مرحلة (مارون النّقاش) في بيروت‪:‬‬ ‫ يعتبر (مارون النّقاش) هو رائد الـمسرح العرب ّي‪ ،‬ولد في بيروت سنة ‪١٨١٧‬م وتوفي‬ ‫سنة ‪١٨٨٥‬م‪ ،‬وله عدة مسرحيات‪ ،‬أولها (البخيل) ث ّم (أبو الحسن‪ -‬وهارون الرشيد)‪ ،‬وأسلوبه‬ ‫يتم ّيز بالـميل إلى البساطة‪ ،‬والفكاهة‪ ،‬والـمزج بين الفصحى والعام ّية‪.‬‬ ‫ الـمرحلة الثانية مرحلة (يعقوب صنوع) في مصر‪:‬‬ ‫ وقد ولد هذا ال ّرجل في مصر سنة ‪١٨٣٩‬م‪ ،‬وتوفي سنة ‪١٩١٢‬م وقد نـهض بالـمسرح‬ ‫في مصر‪ ،‬وق َّدم على خشبة الـمسرح ما يزيد على اثنتين وثلاثين مسرح ّية‪ ،‬وذلك على مسرح‬ ‫صغير أنشأه في أحد مقاهي الأزبكية‪ ،‬وكانت تدور حول الـموضوعات ال ّتاريـخ ّية غال ًبا‬ ‫كمسرح ّية الـمعتمد بن عباد‪ ،‬وكان يستخدم لغة أقرب إلى العام ّية‪ ،‬كما أنه كان يعتمد على‬ ‫النّقل‪ ،‬أو الاقتباس أو الترجـمة‪.‬‬ ‫ الـمرحلة الثالثة ميلاد الـمسرح ّية الاجتماع ّية الـخال ّصة‬ ‫ ظهرت الـمسرح ّية الاجتماع ّية الـخالصة على مسرح (جورج أبيض) حيث عرض‬ ‫مسرح ّية (مصر الجديدة) لفرج أنطون‪ ،‬وتناول فيها كثي ًرا من ال ّسلب ّيات ا ّلتي أوجدها الاستعمار‬ ‫في مصر‪ ،‬مثل لعب القمار‪ ،‬وشرب الخمور‪ ،‬وتعاطى الـمخ ّدرات‪.‬‬ ‫‪196‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫النّثر وفنونه‬ ‫خامسا‪ :‬المسرح ّية‬ ‫سبب ضعف‬ ‫مراحل وأطوار‬ ‫نشأة وتطور‬ ‫المسرح ّية العرب ّية‬ ‫الفن المسرح ّي‬ ‫الفن الـمسرح ّي‬ ‫مكونات المسرح ّية‬ ‫أسس بناء الـمسرح ّية‬ ‫أجزاء الـمسرح ّية‬ ‫‪199‬‬ ‫الخريطة ال ّذهن ّية ‪199‬‬

‫ وقد واكب الـمسرح ال ّتغيرات ا ّلتي لـحقت بالـمجتمع الـمصر ّي عقب ثورة سنة‬ ‫‪ ١٩٥٢‬م فظهرت مـجموعة من الأعمال الـمسرح ّية الاجتماع ّية‪ ،‬وال ّتاريـخ ّية‪ ،‬وال ّسياس ّية لعدد‬ ‫من كبار كتاب الـمسرح تص ّور تلك الفترة‪ ،‬ومنها مسرح ّية شهر زاد لتوفيق الحكيم‪ ،‬ومسرح ّية‬ ‫(النّار وال ّزيتون) لألفريد فرج و (ثورة الزنج) لـمعين بسيسو و (مأساة الحلاج) لصلاح عبد‬ ‫ال ّصبور و (الـهلافيت) لـمحمود دياب و (آه يا ليل يا قمر) لنجيب سرور‪ ،‬و (سر الـحاكم بأمر‬ ‫الله) لعلي أحمد باكثير وغيرها‪.‬‬ ‫ غير أن الـمسرح ّية العرب ّية سرعان ما تراجعت إثر ضعف الـمسرح القوم ّي الـمدعوم‬ ‫من ال ّدولة‪ ،‬وظهور الـمسارح الـخا ّصة ال ّساعية للكسب الـمادي‪ ،‬فتراجعت النّصوص‬ ‫الـمسرح ّية الـجادة‪ ،‬وتـح ّول الـمسرح من أداة للارتقاء بالـح ّس الفنـ ّي للجمهور لأداة‬ ‫تسليه وترفيه فحسب تنزل إلى الـجمهور‪ ،‬ولا ترتقي به‪ ،‬فتأثر النّص الـمسرح ّي تبعا لذلك‪،‬‬ ‫وتلاشت أدبيته‪.‬‬ ‫***‬ ‫مراحل وأطوار الف ّن المسرح ّي‬ ‫‪ 1‬الـمرحلة الأولى‬ ‫مرحلة (مارون النّقاش) في بيروت‬ ‫‪ 2‬الـمرحلة ال ّثانية‬ ‫مرحلة (يعقوب صنوع) في مصر‬ ‫‪ 3‬الـمرحلة ال ّثالثة‬ ‫ميلاد الـمسرحية الاجتماع ّية الـخالصة‬ ‫‪ 4‬الـمرحلة ال ّرابعة‬ ‫الـمرحلة الخامسة‬ ‫‪5‬‬ ‫وتـم ّثل اتـجاهات‬ ‫ويـم ّثلها مسرح أحمد‬ ‫الـمسرح ّية الـمصر ّية‬ ‫شوقي‪ ،‬وتوفيق الحكيم‬ ‫الـحديثة‬ ‫‪198‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫ج رائد الق ّصة الواقع ّية ا ّلذي انتقل بالق ّصة العرب ّية إلى مصاف الآداب العالـم ّية (توفيق‬ ‫ ‬ ‫الحكيم ‪ -‬إحسان عبد القدوس ‪ -‬نـجيب مـحفوظ ‪ -‬يوسف إدريس)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫د كتب مسرح ّية البخيل (مارون نقاش ‪ -‬جورجى زيدان ‪ -‬أديب إسحاق ‪ -‬محمود‬ ‫ ‬ ‫تيمور)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫هـ منأشهركتابالـمقالالأدب ّية(ال ّزياتوطهحسينوالرافع ّي‪-‬سعدزغلولومكرم‬ ‫عبيد وعبد الله النّديم ‪ -‬ال ّشيخ الـمراغ ّي وشلتوت والباقور ّي)‪.‬‬ ‫س ‪َ : 3‬أ ْك ِم ْل َما َي ِلى‪:‬‬ ‫أ رواية (حواء بلا آدم) كتبها ‪ ........‬وتنتمى إلى مرحلة ‪ ........‬من مراحل تطور ‬ ‫ ‬ ‫الفن القصصي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ب ارتبطت الزعامة السياسية بالقدرة الخطابية‪ ،‬فشهدت مصر خطباء بارزين من ‬ ‫ ‬ ‫أمثال‪..........، .......... ،........... ،........... :‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ج من أشهر ك ّتاب الـمقالة الأدبية‪........ ، ........ ، ........‬‬ ‫ ‬ ‫د السرد أحد عناصر البناء القصص ّي‪ ،‬ويراد به‪...........‬‬ ‫ ‬ ‫هـ رائد الـمسرح ال ّشعري الحديث ‪ ، ...........‬ومن مسرح ّياته مسرحية ‪،.........‬‬ ‫ورائد المسرح النّثري الحديث ومن مسرح ّياته مسرحية‪..........‬‬ ‫‪201‬‬ ‫ال ّتدريبات ‪201‬‬

‫االلّتتددررييببااتت‬ ‫ال ّتدريب الأول‬ ‫س ‪ : ١‬ضع علامة صواب أمام العبارة ال ّصحيحة )‪ ، (‬وعلامة خطأ أمام العبارة‬ ‫الـخاطئة )‪ ، (‬مع التصويب‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ الـمقالة أبرز فنون النّثر الـحديث ارتبط ظهورها بازدهار حركة الترجمة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫فهي ربيبة الترجمة ‪ .‬‬ ‫ ‬ ‫ب اشتهر عبدالله النّديم بـمقالاته أكثر من شهرته بـخطابته ‪ .‬‬ ‫ ‬ ‫ج من أعلام الخطابة القضائية في العصر الـحديث الشيخ المراغي‪،‬‬ ‫ ‬ ‫والشيخ محمود شلتوت‪ ،‬والشيخ الباقوري ‪ .‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫د تنقسم الـمقالة تبعا لـموضوعها إلى مقالة ذاتية وموضوعية ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫هـ أول رواية فنية عرفها الأدب الـحديث كتبها توفيق الحكيم ‪ .‬‬ ‫ ‬ ‫و عرف الأدب العربي القديم الـمسرحية مبكرا قبل العصر الـحديث ‪.‬‬ ‫س ‪ : 2‬تـخير ال ّصواب مـما بين القوسين‪.‬‬ ‫أ من عوامل ازدهار الـخطابة القضائية (إنشاء كليات الـحقوق والشريعة والقانون‬ ‫ ‬ ‫نشأة الأحزاب انتشار كليات الدعوة وأصول الدين)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ب تنتمي روايات جورجى زيدان إلى مرحلة (ال ّتعليم ‪ -‬ال ّترفيه وال ّتسلية ‪ -‬ما بين‬ ‫ال ّتعليم وال ّترفيه ‪ -‬الواقع ّية)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬ ‫‪200‬‬

‫أنشطة إثرائ ّية‬ ‫‪ 1‬نشاط‬ ‫ ُق ْم بِكتابة مقال أدب ّي عن دور الأزهر في نشر الإسلام بقارتي آسيا وأفريقيا‪.‬‬ ‫‪ ٢‬نشاط‬ ‫ ُق ْم بإعداد خطبة عن سماحة الإسلام مع غير الـمسلمين‪.‬‬ ‫‪203‬‬ ‫أنشطة إثرائ ّية ‪203‬‬

‫ال ّتدريب الثاني‬ ‫س ‪َ : ١‬ح ِّد ْد أركان (عناصر) الـخطبة‪ ،‬وأهم الـمهارات التي يجب توافــرها‬ ‫في الخطيب‪.‬‬ ‫س ‪َ : 2‬ع ِّد ْد أهم خصائص الـمقال‪ ،‬والسمات الأسلوبية التي تشترك فيها المقالات‬ ‫بكافة أنواعها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪َ :‬وا ِز ْن بين ال ّرواية‪ ،‬والق ّصة القصيرة‪.‬‬ ‫س‪3‬‬ ‫‪ :‬اِ ْش َر ْح أسس بناء الق ّصة القصيرة‪.‬‬ ‫س‪4‬‬ ‫س ‪ : 4‬يرى البعض أن تراثنا العرب ّي لـم يعرف ف ّن الـمسرح ّية‪،‬‬ ‫ما ص ّحة هذا ال ّرأي؟ ولـماذا؟‬ ‫***‬ ‫‪202‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫النّص‬ ‫َه َذا َشيء َينْ َب ِغي َأ ْن َأ ْذ ُك َر ُه‪ ،‬وهو َأ َّن النَّا َس في ِم ْص َر َيـخ َشو َن َخ َط َر الأزهر‬ ‫ ‬ ‫َع َلى ا ْلـ َح َياة ال َعا َّم ِة‪َ ،‬ف ُهم َي ُقو ُلو َن‪ :‬إِ َّن الأزه َر إِ َذا َق ِو َي واش َت َّد ْت عزيم ُت ُه يدخ ُل‬ ‫في الحيا ِة الا ْجتماع َّي ِة‪َ ،‬ف ُي َك ِّد ُر هذ ِه الحيا َة‪ ،‬إِذ َيـح ُظ ُر ح ّر َي َة ال ِف ْك ِر‪ ،‬و َي ِق ُف َح َج َر‬ ‫َع ْث َر ِة في طري ِق الأَ ْفكا ِر ال ِع ْلم ّي ِة الـ ُح َّر ِة‪ ،‬هذا من جه ٍة‪ ،‬و ِمن جه ٍة ُأ ْخرى َيـ ْح ِر ُم‬ ‫النّا َس َملا َّذهم وش َه َواتِـهم‪ ،‬والحيا ُة لا ُتـح َت َم ُل ولا ُت َطا ُق إذا سي َط َر الأزهر عليها‬ ‫بسلطا ِن ال ّدي ِن‪.‬‬ ‫ هذا شي ُء يقو ُل ُه النّا ُس أ ْح َب ْب ُت أن أ ْذ ُك َر ُه َل ُك ْم‪ ،‬أ ّما الحيا ُة الفكر َّي ُة فلا أ ُظ ُّن‬ ‫بـحال أ ّن الأزه َر َخ َط ٌر عليها‪ ،‬لأن الأزهر ُي َسا ِي ُر أسلا َفه من العلماء الأ ِج ّل ِء‪،‬‬ ‫ومن الأئ ّم ِة ا َّل ِذي َن َكا َن عندهم من َس َعة ال ّصد ِر َما ا ْح َت َم َل هذه الـمذاهب المتع ّددة‬ ‫التي َنق َر ُؤها في ُكتب الكلا ِم‪ ،‬وفي ُكتب الفق ِه ‪ ،‬والتي َننْ ُق ُدها ونـختا ُر منها ما هو‬ ‫صالح ‪َ ،‬و َن ْت ُر ُك ما ليس بصال ٍح‪.‬‬ ‫ والإسلا ُم بطبيعتِ ِه دي ُن ت َسا ُمح ‪ ،‬و َمبا ِد ُئ ُه لم َت ْع َت ِر ْف بالإكراه ﭽ ﯿ ﰀ‬ ‫ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈﰉﭼ (‪ ،)1‬ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫ﭶ ﭷ ﭼ (‪)2‬‬ ‫(‪ )1‬سورة البقرة‪ .‬الآية‪٢٥٦ :‬‬ ‫(‪ )2‬سورة يونس‪ .‬الآية‪٩٩ :‬‬ ‫‪205‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثاني ‪205‬‬

‫ال ّدرس ال ّثاني‬ ‫ِمن خطبة ال ّشيخ محمد‬ ‫مصطفى المراغ ّي‬ ‫يتح ّدث فيها عن الأزهر‬ ‫أهداف ال ّدرس‪:‬‬ ‫بنهاية ال ّدرس يتوقع أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن‪:‬‬ ‫‪ 1‬يذكر ترجمة لل ّشيخ المراغ ّي‪.‬‬ ‫‪ 2‬يو ّضح مناسبة الخطبة‪.‬‬ ‫‪ 3‬يح ّدد سمات شخص ّية الخطيب‪ ،‬وخصائص أسلوبه‪.‬‬ ‫‪ 4‬يشرح الخطبة بأسلوبه الخاص‪.‬‬ ‫‪ 5‬يتذ ّوق ويحفظ المختار ِمن الخطبة‪.‬‬ ‫‪ 6‬يب ّين أثر البيئة في أسلوب الخطيب‪.‬‬ ‫‪204‬‬

‫ه َذا ُه َو ا َّل ِذي َي ْد ُخ ُل فيه الأزه ُر‪ ،‬فهو ُيقا ِو ُم الفوا ِح َش َما ظ َهر ِمن َها َو َما‬ ‫ ‬ ‫َب َط َن ‪ ،‬و ُيقا ِو ُم الذي َن َيقولو َن على الله بغي ِر ِع ْل ٍم ‪ .‬والفواح ُش لي َس ْت ِم َن ال َك ْث َر ِة‬ ‫بـحي ُث إذا ا ْن َع َد َم ْت ِم ْن ُأ ّم ٍة َضا َع َهنا ُؤها و َت َر ُف َها َو َس َعاد ُتـها ‪ ،‬وفي الـ ُم َبا َحا ِت ِم َن‬ ‫الــكثرة ما يـَ ْجع ُل الـحيا َة سعيد ًة ُم ْت َرف ًة نـاعم ًة ‪ ،‬فالـ ّدائر ُة التي ُيقـاو ُمها الأزهـ ُر‬ ‫لا ُيمك ُن أن تـجع َل الأ َّم َة َع ِديـ َم َة الـ َهنَا َء ِة‪.‬‬ ‫إ َّن لِلنَّاس فِي ُك ْم آ ُّيها الأزهر ُيو َن آ َمالاً في مصر وفي غي ِر مص َر ‪ .‬وال َح َيا ُة‬ ‫ ‬ ‫الإسلام ّي ُة َتنْ َت ِع ُش في َه َذا ا ْل َوق ِت في الأ ّم ِة الـ ِمصر ّي ِة وغي ِرها ‪ .‬وهذا الا ْنتِ َعا َش‬ ‫َيـح َتا ُج إلى ِعناي ٍة و ِرقاب ٍة و َت َد ُّب ٍر وتب ُّص ٍر‪ .‬إ ّن ا ّلذي يـج ُب علي ُكم هو َأ ْن َتف َه ُموا‬ ‫دينَ ُكم ح َّق ال َف ْه ِم ‪ ،‬و َأ ْن َتع ِر ُضو ُه على النَّاس َع ْرض ًا صحيح ًا وأ ّل ُت ْب ُقوا فيه تلك‬ ‫الإضافا ِت التي ُأ ِضي َف ْت إ َل ْي ِه ‪َ ،‬و َك ّر َه ْت َبعض النّا ِس فِيه ‪َ .‬ج ِّر ُدوا ِد َين ُكم ِم ْن ُك ّل َما‬ ‫َغ ِش َي ُه‪ ،‬وخ ُذو ُه من ال َينَابِي ِع ال ّصحيح ِة‪ُ ،‬حذو ُه ِم َن الكتاب وال ُسنّ ِة ‪ ،‬وآراء ال َّس َل ِف‬ ‫ال ّصال ِح ِمن الأَئم ِة ‪َ .‬واتر ُكوا بعد ذلك َما َج َّد َو َعرض ‪َ .‬فإِ َذا َف َع ْل ُت ْم ذلك اه َت َد ْي ُت ْم‪،‬‬ ‫َوا ْه َت َدى النّا ُس بِ ُكم َو َح َّق ْق ُتم أ َم َل َأ َّمتِ ُكم وال َعا َل ِم الإسلام ِّي فيكم ‪ .‬وإ ّني أسأل الله‬ ‫سبحا َنه و َت َعالى َلنَا ال َّس َعاد َة َج ِمي ًعا‪.‬‬ ‫‪207‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثاني ‪207‬‬

‫ وقد َحمى الإسلام أديان ًا ُتخالِف ُه ‪ ،‬و َح َمى علما ُء الإسلا ِم َمذا ِه َب غير‬ ‫صحيح ٍة واج َته ُدوا َأ ْن َي ُر ُّدوا عليها بال ّدلي ِل‪ ،‬و َب ِقي ْت هذه المذاه ُب ح َّي ًة عائش ًة في‬ ‫ُكتبِنا التي نقرؤها في الأزهر ‪ ،‬فليس الأزه ُر من المعاه ِد التي تك َر ُه ُح ِّر َّي َة ال ّرأ ِي‪،‬‬ ‫والآرا َء العلم ّي ِة‪ .‬لك ّن الأزه َر َيكر ُه شي ًئا واح ًدا ُه َو َت َع ُّم ُد الاستهزا ِء بال ّدي ِن‪َ ،‬ت َع ُّم ُد‬ ‫الاستهزا ِء بالأنبيا ِء‪ ،‬والاستهزا ِء ب ُأ َّم ِة المسلمي َن‪ .‬يكر ُه هذا‪ ،‬و َيكر ُه أي ًضا أن ُي َش َّك َك‬ ‫العا َّم ُة في دينهم‪ .‬وأن ُيش َّك َك النَّ ْش ُء في عقا ِئ ِد ِه ْم‪ .‬ف ُك ُّل َش ْي ٍء ِمن َش ْأن ِه أن يجعل‬ ‫العا ّمة ‪ ،‬أو يجع َل النَّ ْش َء ‪ ،‬غي َر ُم ْس َت ْم ِس ِكي َن بدينهم ُي َقا ِو ُم ُه الأزه ُر ب ُك ّل َما َيستطي ُع‬ ‫من ُق ّو ٍة‪ .‬أ ّما الآرا ُء ال ِعلم ّي ُة في ُح ُدو ِد الع ْل ِم ‪ ،‬وفي دائرتِ ِه فإ ّنها ُت َد َّر ُس في المعاه ِد‬ ‫الكبرى دون أن َيـ ْخ ُط َر الأزه ِر ببا ٍل أن ُيقاو َمها ‪ ،‬أو أن يكون ح َج َر عثر ٍة في‬ ‫سبي ِلها ‪ ،‬وأ ّما الحيا ُة الاجتماع ّي ُة‪ .‬فالل ُه تعالى يقو ُل‪:‬‬ ‫ﭽ ﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎ‬ ‫ﮏﮐﮑﮒ ﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﭼ (‪)3‬‬ ‫(‪ )3‬سورة الأعراف‪ .‬الآية‪33 :‬‬ ‫‪206‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫موضوع الـخطبة‬ ‫ دور الأزهر في حياة الأ ّمة‪.‬‬ ‫مناسبة الـخطبة‬ ‫ الرد على الـمتخ ّوفين من دور الأزهر وأثره على الحياة العا ّمة ‪.‬‬ ‫تـحليل النّص‬ ‫ نتناول النّص بال ّتحليل حيث نعرض لكل فقرة ببيان معاني كلماتـها وشرحها‪ ،‬ث ّم نتبع‬ ‫ذلك بال ّتعليق العام على النّص ك ّله‪:‬‬ ‫(أ) موقف بعض النّاس من قيام الأزهر برسالته‬ ‫َه َذا َشيء َينْ َب ِغي َأ ْن َأ ْذ ُك َر ُه‪ ،‬وهو َأ َّن النَّا َس في ِم ْص َر َيـخ َشو َن َخ َط َر الأزهر َع َلى ا ْلـ َح َياة‬ ‫ ‬ ‫ال َعا َّم ِة‪َ ،‬ف ُهم َي ُقو ُلو َن‪ :‬إِ َّن الأزه َر إِ َذا َق ِو َي واش َت َّد ْت عزيم ُت ُه يدخ ُل في الحيا ِة الا ْجتماع َّي ِة‪َ ،‬ف ُي َك ِّد ُر‬ ‫هذ ِه الحيا َة‪ ،‬إِذ َيـح ُظ ُر ح ّر َي َة ال ِف ْك ِر‪ ،‬و َي ِق ُف َح َج َر َع ْث َر ٍة في طري ِق الأَ ْفكا ِر ال ِع ْلم ّي ِة الـ ُح َّر ِة‪ ،‬هذا‬ ‫من جه ٍة‪ ،‬و ِمن جه ٍة ُأ ْخرى َيـ ْح ِر ُم النّا َس َملا َّذهم وش َه َواتِـهم‪ ،‬والحيا ُة لا ُتـح َت َم ُل ولا ُت َطا ُق إذا‬ ‫سي َط َر الأزهر عليها بسلطا ِن ال ّدي ِن‪.‬‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫يستحسن‬ ‫ينبغى‬ ‫يـمنع ومقابلها‪ :‬يبيح‬ ‫يـحظر‬ ‫عائق ومانع‬ ‫حجر عثرة‬ ‫الـمطلقة ومقابلها‪ :‬المقيدة‬ ‫الحرة‬ ‫يعكر‪ ،‬ومقابلها‪ :‬يصفو‬ ‫يك ّدر‬ ‫ال ّشهوة‬ ‫كل ما يشتهيه الإنسان ويرغب فيه‬ ‫‪209‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثاني ‪209‬‬

‫ال ّتعريف بال ّشيخ الـمراغي‬ ‫ هو الإمام محمد بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم المراغي‪ ،‬ولد بالـمراغة جرجا‬ ‫مـحافظة سوهاج‪ ،‬ولد في اليوم ال ّتاسع من مارس سنة ‪١٨٨١‬م في بيت علم‪ ،‬حيث كان والده‬ ‫عالـ ًما جليلا واسع ال ّثقافة‪ ،‬ول ّما ظهرت نجابته أرسله والده إلى الأزهر‪ ،‬فا ّتصل بال ّشيخ محمد‬ ‫عبده‪ ،‬وتأ ّثر بفكره‪ ،‬وانتفع بعلمه ولاسيما في البلاغة وال ّتوحيد وال ّتفسير‪ ،‬وقد ش ّجعه ال ّشيخ‬ ‫الإمام بـما رأى من نبوغه وتف ّوقه على أن يعود للمصادر الأصيلة دون الاكتفاء بالقشور‪ ،‬ونال‬ ‫العالـمية في ال ّثاني عشر ِمن ربيع الأول سنة ‪١٣٢٢‬هـ الموافق ‪١٩٠١‬م‪ .‬ورشحه ال ّشيخ محمد‬ ‫عبده‪ ،‬ليكون قاض ًيا بال ّسودان سنة ‪١٩٠٤‬م ث ّم قاض ًيا ل ُقضاة ال ّسودان سنة ‪١٩٠٨‬م‪ ،‬ث ّم رئي ًسا‬ ‫لل ّتفتيش بوزارة العدل سنة ‪١٩١٩‬م‪ ،‬ث ّم رئي ًسا لـمحكمة مصر ال ّشرع ّية ‪ ١٩٢٠‬م ث ّم رئي ًسا‬ ‫للمحكمة ال ّشرع ّية العليا سنة ‪١٩٢٣‬م‪ ،‬ث ّم شي ًخا للأزهر للم ّرة الأولى سنة ‪١٩٢٨‬م‪ ،‬ث ّم شي ًخا‬ ‫للأزهر للم ّرة ال ّثانية سنة ‪١٩٣٥‬م‪ ،‬وتوفي في ليلة الأربعاء ال ّرابع عشر من شهر رمضان سنة‬ ‫‪١٣٦٤‬هـ الموافق ال ّثاني والعشرين من أغسطس سنة ‪١٩٤٥‬م‪ ،‬ومن أعماله‪ :‬تعديل لائحة‬ ‫الأعلام‬ ‫الـمحاكم ال ّشرع ّية بال ّسودان‪ ،‬تشكيل لـجنة تنظيم‬ ‫الأحوال ال ّشخص ّية وعدم ال ّتقيد الـمذهب ّي‪ ،‬و ِمن‬ ‫مؤ ّلفاته‪ :‬الأولياء والـمحجورون (نال بـها عضو ّية‬ ‫هيئة كبار العلماء) تفسير جزء (تبارك)‪ ،‬وتكملة لتفسير‬ ‫جزء (عم) لل ّشيخ محمد عب ُده‪ ،‬وبـحث في وجوب‬ ‫ترجمة معاني القرآن الكريم‪ ،‬ورسالة ال ّزمالة الإنسان ّية‬ ‫الشيخ محمد مصطفى المراغي‬ ‫(كتبها لمؤتـمر بلندن)‪ ،‬وبحوث في ال ّتشريع الإسلام ّي‬ ‫وأسانيد قانون ال ّزواج رقم ‪ ٢٥‬سنة ‪١٩٢٩‬م‪ ،‬ومباحث‬ ‫لغو ّية بلاغ ّية‪ ،‬وله عدد ِمن ال ّدروس ال ّدين ّية‪ ،‬والمقالات‬ ‫ّنشرت في ال ّصحف والـمج ّلت حينها‪.‬‬ ‫‪208‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫الـمعنى العام‬ ‫ ثم يقول ‪ :‬إن ما ير ّدده بعض النّاس يمكن الر ّد عليه كالآتي‪ :‬أما الحياة الفكر ّية فلا خطر‬ ‫عليها من الأزهر ال ّشيف‪ ،‬وذلك لأن الأزهر يسير على نهج علمائه الأج ّلء ال ّسابقين‪ ،‬ا ّلذين‬ ‫تعرضوا بالنّقد وال ّشح وال ّتحليل لآراء مـخالفيهم‪ ،‬ولم يصادروها‪ ،‬بل هى مق ّررة الآن في‬ ‫الـمعاهد الأزهر ّية سواء في علم ال ّتوحيد أو الفلسفة الإسلام ّية‪ ،‬وك ّل ما فعله علماء الأزهر هو‬ ‫أنـّهم ف ّرقوا بين الـجيد وال ّرديء منه وبين الصالـح والفاسد‪.‬‬ ‫(ج) سـماحة الإسلام وموقفه من مـخالفيه‬ ‫ والإسلا ُم بطبيعتِ ِه دي ُن ت َسا ُمح ‪ ،‬و َمبا ِد ُئ ُه لم َت ْع َ ِت ْف بالإكرا ِه ﭽ ﯿ ﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅ‬ ‫ﰆ ﰇ ﰈﰉﭼ‪ ،‬ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ‪ .‬وقد َحى الإسلام‬ ‫أديان ًا ُتالِف ُه‪ ،‬و َ َحى علما ُء الإسلا ِم َمذا ِه َب غير صحيح ٍة واج َته ُدوا َأ ْن َي ُر ُّدوا عليها بال ّدلي ِل‪،‬‬ ‫و َب ِقي ْت هذه المذاه ُب ح َّي ًة عائش ًة في ُكتبِنا ا ّلتي نقرؤها في الأزهر ‪ ،‬فليس الأزه ُر من المعاه ِد التي‬ ‫تك َر ُه ح ّر َّي ُة ال ّرأ ِي ‪ ،‬والآرا َء العلم ّي ِة‪.‬‬ ‫الكلمة‬ ‫معناها‬ ‫ال ّصفة الأصيلة غير الـمكتسبة‬ ‫ال ّطبيعة‬ ‫الـهدى‬ ‫ال ّرشد‬ ‫الغ ّى‬ ‫ال ّضلال‬ ‫المعنى العام‬ ‫ يقول ال ّشيخ المراغى ‪ :‬ليس الأزهر من الـمعاهد التي تكره حر ّية ال ّرأى‪ ،‬أو‬ ‫تصادر الأفكار الـمخالفة‪ ،‬فقد حمى الإسلام قديـ ًما وحدي ًثا أديا ًنا تـخالفه‪ ،‬بل ومذاهب غير‬ ‫صحيحة‪ .‬وكل ماحدث أنـهم اجتهدوا في ال ّرد عليها بال ّدليل والبرهان‪ ،‬ومقارعة الـحجة‬ ‫بالـحجة‪ ،‬وذلك لأ ّن الأزهر لا ي ْكره حر ّية ال ّرأي ‪ ،‬ولا ُي ْكره أح ًدا على اعتناقه أو ال ّدخول فيه‪.‬‬ ‫‪211‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثاني ‪211‬‬

‫الـمعنى العام‬ ‫ يقول ال ّشيخ الـمراغي ‪ : ‬يستحسن أن أتناول في حديثى هذا بعض ما ير ِّدده النّاس‬ ‫من تـخ ُّوفهم من تد ُّخل الأزهر في حياة النّاس الاجتماع ّية‪ ،‬فإ ّنه حينئذ يعكر صفو هذه الـحياة‪،‬‬ ‫فيق ّيد ح ّرية الفكر والإبداع ويعوق مسيرة التق ُّدم العلمي‪ .‬هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإ ّنه‬ ‫سوف يـحرم على النّاس بعض ما يح ّبون من متع الحياة وملذاتـها‪ ،‬مـ ّما يـجعل الحياة لا تطاق‬ ‫إذا َس ْيطر عليها الأزهر با ْسم ال ّدين! هذا ما ير ِّدده بعض النّاس‪.‬‬ ‫(ب) أثر الأزهر على الحياة الفكر ّية ونـهجه على ذلك‬ ‫ هذا شي ُء يقو ُل ُه النّا ُس أ ْح َب ْب ُت أن أ ْذ ُك َر ُه َل ُك ْم‪ ،‬أ ّما الحيا ُة الفكر َّي ُة فلا أ ُظ ُّن بـحال أ ّن الأزه َر‬ ‫َخ َط ٌر عليها‪ ،‬لأن الأزهر ُي َسا ِي ُر أسلا َفه من العلماء الأ ِج ّل ِء‪ ،‬ومن الأئ ّم ِة ا َّل ِذي َن َكا َن عندهم من‬ ‫َس َعة ال ّصد ِر َما ا ْح َت َم َل هذه الـمذاهب المتع ّددة التي َنق َر ُؤها في ُكتب الكلا ِم‪ ،‬وفي ُكتب الفق ِه ‪،‬‬ ‫وا ّلتي َننْ ُق ُدها ونـختا ُر منها ما هو صالح‪َ ،‬و َن ْت ُر ُك ما ليس بصال ٍح‪.‬‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫يـجاري‬ ‫يساير‬ ‫من سبقوه والمفرد (سلف) ومقابلها‪ :‬خلف‬ ‫أسلافه‬ ‫العظماء مفردها‪ :‬جليل‬ ‫الأج ّلء‬ ‫تقبل ال ّرأى الآخر‬ ‫سعة الصدر‬ ‫علم ال ّتوحيد والعقيدة والفلسفة‬ ‫كتب الكلام‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫ملاذ‬ ‫المعنى‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬ ‫شهوة ‪ ،‬متعة من ُم َتع الحياة وعلى الأخ ّص في مجال‬ ‫الحوا ّس ‪ ،‬أو ما يثير في الإنسان إحسا ًسا جميل ًا أو يكون‬ ‫مصد ًرا لهذا الإحساس كالأشياء والأعمال‬ ‫‪210‬‬

‫(هـ) موقف الأزهر من الحياة العلم ّية والاجتماع ّية‬ ‫ أ ّما الآرا ُء العلم ّي ُة في ُح ُدو ِد الع ْل ِم ‪ ،‬وفي دائرتِ ِه فإ ّنها ُت َد َّر ُس في المعاه ِد ال ُك ْبرى دون‬ ‫أن َيـ ْخ ُط َر الأزه ِر ببا ٍل أن ُيقاو َمها ‪ ،‬أو أن يكون ح َج َر عثر ٍة في سبي ِلها ‪ ،‬وأ ّما الحيا ُة الاجتماع ّي ُة‬ ‫فالل ُه تعالى يقول‪:‬‬ ‫ﭽﮀﮁ ﮂﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‬ ‫ﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﭼ‬ ‫ه َذا ُه َو ا َّل ِذي َي ْد ُخ َل فيه الأزه ُر‪ ،‬فهو ُيقاوم الفوا ِح َش ما ظهر منها وما َب َط َن ‪ ،‬و ُيقا ِو ُم‬ ‫ ‬ ‫ا ّلذي َن َيقولو َن على الله بغي ِر ِع ْل ٍم ‪ .‬والفواح ُش لي َس ْت ِم َن ال َك ْث َر ِة بـحي ُث إذا ا ْن َع َد َم ْت ِم ْن ُأ ّم ٍة َضا َع‬ ‫َهنا ُؤها و َت َر ُف َها وسعاد ُتـها ‪ ،‬وفي الـمبا َحا ِت ِم َن الكثرة ما يـجع ُل الحيا َة سعيد ًة ُمت َرف ًة ناعم ًة ‪،‬‬ ‫فال ّدائر ُة ا ّلتي ُيقاو ُمها الأزه ُر لا ُيمكن أن تـجع َل الأ َّم َة َع ِديـ َم َة الـ َهنَا َء ِة‪.‬‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫جمع فاحشة وهي القبيح من الأقوال والأفعال‬ ‫الفواحش‬ ‫النّعيم وال ّرفاهية‬ ‫ال ّترف‬ ‫جمع مباح وهو ما سكت عنه ال ّشرع‬ ‫الـمباحات‬ ‫الـمعنى العام‬ ‫ ث ّم يب ّين ال ّشيخ موقف الأزهر من الـحياة العلم ّية والاجتماع ّية‪ ،‬فيقول‪ :‬إ ّن الـحياة العلم ّية‬ ‫لا يخطر للأزهر ببال أن يقاومها ما دامت في حدود العلم ودائرته‪ .‬أما الحياة الاجتماع ّية فهو‬ ‫يـحرص على طهارتـها ونقائها‪ ،‬وفي هذا إصلاح للمجتمع ُك ُّله‪ ،‬حيث يقول تعالى‪:‬‬ ‫ﭽﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‬ ‫ﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝ ﭼ‬ ‫‪213‬‬ ‫‪213‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثاني‬

‫(د) رسالة الأزهر وهدفه‬ ‫لك ّن الأزه َر َيكر ُه شي ًئا واح ًدا ُه َو َت َع ُّم ُد الاستهزا ِء بال ّدي ِن ‪َ ،‬ت َع ُّم ُد الاستهزا ِء بالأنبيا ِء ‪،‬‬ ‫ ‬ ‫والاستهزا ِء ب ُأ َّم ِة المسلمي َن ‪ .‬يكر ُه هذا ‪ ،‬و َيكر ُه أي ًضا أن ُي َش َّك َك العا َّم ُة في دينهم ‪ .‬وأن ُيش َّك َك‬ ‫النَّ ْش ُء في عقا ِئ ِد ِه ْم ‪ .‬ف ُك ّل شي ٍء من شأن ِه أن يجعل العا ّمة‪ ،‬أو يجع َل النَّ ْش َء ‪ ،‬غي َر ُم ْس َت ْم ِس ِكي َن‬ ‫بدينهم ُي َقا ِو ُم ُه الأزهر ب ُك ّل َما َيستطي ُع من ُق ّو ٍة ‪.‬‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫السخرية والاحتقار‬ ‫الاستهزاء‬ ‫غير الـمتخصصين في أمور ال ّدين‪ ،‬ومقابلها‪ :‬الـخاصة‬ ‫العامة‬ ‫جمع عقيدة‬ ‫العقائد‬ ‫الأطفال أو ال ّصبية‬ ‫النّشء‬ ‫متمسكين بقوة ومقابلها‪ :‬مفرطين‬ ‫مستمسكين‬ ‫يقاومه‬ ‫يواجهه بقوة‬ ‫المعنى العام‬ ‫ يقول ال ّشيخ الـمراغى ‪ :‬برغم سـماحة الأزهر ورفضه لل ّتع ّصب‪ ،‬وقبوله للأخر‬ ‫إلا أ ّنه يكره تع ّمد الاستهزاء بال ّدين‪ ،‬أو بالأنبياء جميع الأنبياء‪ ،‬أو بأمة الـمسلمين‪ ،‬كما أ َّنه‬ ‫يرفض رف َضا قاط ًعا تشكيك النّاس في دينهم وعقيدتـهم وأخلاقهم‪ ،‬يرفض ذلك ويقاومه‬ ‫بكل حسم وقوة‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫يكره‬ ‫المعنى‬ ‫رفض‬ ‫ق ُبح وأثار الاشمئزاز وال ُبغ َض‬ ‫َر َّد ُه‬ ‫‪212‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫ال ّتعليق على النّص‬ ‫◄يتم ّيز أسلوب الخطبة بال ّسهولة واليسر والوضوح والبعد عن ال ّتك ّلف والـمحسنات ‬ ‫البديع ّية ا ّلتي كانت شائعة في كتابات ال ّسابقين‪ ،‬وأسلوبه من قبيل الأسلوب ‬ ‫الأدب ّي وخطبته من الخطابة الاجتماع ّية‪.‬‬ ‫◄الأفكار مترابطة ومن ّظمة حيث تـخرج من فكرة إلى فكرة في وحدة موضوع ّية متماسكة‪.‬‬ ‫◄ الاقتباس من القرآن الكريم مـما يقوى جانب العاطفة الدين ّية‪ ،‬ويؤ ّكد صدق ما‬ ‫ يدعو إليه‪.‬‬ ‫◄يغلب على الخطبة العاطفة الدين ّية‪ ،‬حيث إن ّـها تتح ّدث عن رسالة الأزهر مـم ّثل ‬ ‫الإسلام في العالم ك ّله‪.‬‬ ‫◄الخطبة تعتمد على الحقائق ولا مجال للخيال فيها‪،‬ومن هنا قلت فيها ال ّصور‬ ‫ البيان ّية كقوله‪\" :‬اشتدت عزيـمته\" \"يقف حجر عثرة\" \"وبقيت هذه الـمذاهب حية\" وما‬ ‫جاء فيها من مـحسنات بديع ّية كال ّسجع والـجناس فقد جاء عفوا بعيدا عن ال ّتك ّلف‬ ‫وال ّتصنّع‪ .‬وهذا الأسلوب يطلق عليه \"ال ّسهل الـممتنع\" أي ال ّسهل في فهمه‪ ،‬ال ّصعب‬ ‫في الإتيان بـمثله‪.‬‬ ‫***‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫عثرة‬ ‫المعنى‬ ‫اشتد‬ ‫السجع‬ ‫ز ّلة ‪ ،‬هفوة ‪ِ ،‬مْنة‬ ‫َع ُظ َم َوزا َد‬ ‫الـجناس‬ ‫‪215‬‬ ‫َأ َتى بِ َكل َا ٍم َمنْ ُثو ٍر ُم َق ّف ًى ‪َ ،‬ل ُه َف َوا ِص ُل‬ ‫اتفا ُق الكلمت ْي في ك ِّل ال ُحرو ِف أو أ ْكثرها مع‬ ‫‪215‬‬ ‫اختلاف المعنى‬ ‫ال ّدرس ال ّثاني‬

‫(و) آمال الأمة الإسلام ّية في الأزهر‬ ‫إ ّن لِلنَّاس فيكم آيها الأزهر ُيو َن آ َمالاً في مص َر وفي غي ِر مص َر ‪ .‬وال َح َيا ُة الإسلام ّي ُة َتنْ َت ِع ُش‬ ‫ ‬ ‫في َه َذا ا ْل َوق ِت في الأ ّم ِة الـمصر ّي ِة وغي ِرها ‪ .‬وهذا الا ْنتِ َعا َش َيـح َتا ُج إلى ِعناي ٍة و ِرقاب ٍة و َت َد ُّب ٍر‬ ‫وتب ّص ٍر ‪ ،‬إ ّن الذي يـج ُب علي ُكم هو َأ ْن َتف َه ُموا دينَ ُكم ح َّق ال َف ْه ِم ‪ ،‬و َأ ْن َتع ِر ُضو ُه على النَّاس‬ ‫َع ْرض ًا صحي ًحا وأ ّل ُت ْب ُقوا فيه تلك الإضافا ِت ا ّلتي ُأ ِضي َف ْت إ َل ْي ِه ‪َ ،‬و َك ّر َه ْت َبعض النّا ِس فِيه ‪.‬‬ ‫َج ِّر ُدوا ِد َين ُكم ِم ْن ُك ّل َما َغ ِش َي ُه ‪ ،‬وخ ُذو ُه من ال َينَابِيع ال ّصحيح ِة‪ُ ،‬ح ُذو ُه ِم َن الكتاب وال ُسنّ ِة ‪،‬‬ ‫وآراء ال َّس َل ِف ال ّصال ِح من الأَئم ِة ‪َ .‬واتر ُكوا بعد ذلك َما َج َّد َو َعرض ‪َ .‬فإِ َذا َف َع ْل ُت ْم ذلك اه َت َد ْي ُت ْم‪،‬‬ ‫َوا ْه َت َدي النّا ُس بِ ُكم َو َح َّق ْق ُتم أ َم َل َأ َّمتِ ُكم وال َعا َلم الإسلام ِّي فيكم ‪ .‬وإ ّني أسأل الله سبحانه وتعالى‬ ‫لنا ال َّس َعاد َة َج ِمي ًعا‪.‬‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫تق ّدموه للنّاس‬ ‫تعرضوه‬ ‫لا يـجعل النّاس تنفر من الدين‬ ‫عر ًضا صحي ًحا‬ ‫غطاه‬ ‫غشيه‬ ‫المصادر‪ ،‬والـمفرد ينبوع وهو عين الـماء‬ ‫الينابيع‬ ‫المعنى العام‬ ‫ يل ّخص رحمه الله تعالى في الـختام واجب الأزهـر ّيين نـحو تـحقيق آمـال أمتهم‬ ‫فيما يأتي‪:‬‬ ‫أ أن يتف ّهموا دينهم حق الفهم‪ ،‬وأن يعرضوه على النّاس في صورة ط ّيبة صحيحة حسنة‪.‬‬ ‫ب أن ُيخ ِّلصوا دينهم من كل ما غشيه من آراء‪ ،‬ومـما د َّس عليه من افتراءات‪ .‬بـحيث ير ّدونه‬ ‫إلى منابعه ال ّصحيحة الكتاب والسنة‪ ،‬وهم إذا فعلوا ذلك اهت َدوا واهتدى بهم النّاس‪،‬‬ ‫وح ّققوا أمل أمتهم وعالمهم الإسلام ّي فيهم‪.‬‬ ‫‪214‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫ال ّتدريبات‬ ‫س ‪َ : ١‬ما ال ّسبب ا ّلذي من أجله قال ال ّشيخ الـمراغ ّي هذه الخطبة ؟‬ ‫س ‪َ : 2‬ما رسالة الأزهر كما فه ْمت ِمن الخطبة؟‬ ‫س ‪ : 3‬ما أثر الأزهر على الحياة الفكر ّية؟ وما نـهجه في ذلك؟‬ ‫س‪4‬‬ ‫والإسلام بطبيعته دين تسا ُمح‪ ،‬ومبادئه لم تعترف بالإكراه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ﭽﯿﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅﰆ ﰇﰈﰉ ﭼ ‪)1( ،‬‬ ‫ ‬ ‫ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ (‪)2‬‬ ‫ ‬ ‫وقد حمى الإسلام أديا ًنا تـخالفه‪ ،‬وحمى علماء الإسلام مذاهب غير صحيحة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫واجتهدوا أن ير ّدوا عليها بال ّدليل‪ ،‬وبقيت هذه الـمذاهب ح ًّية عائش ًة في كتبنا ا ّلتي‬ ‫ ‬ ‫نقرؤها في الأزهر‪ ،‬فليس الأزهر من الـمعاهد التي تكره حر ّية ال ّرأي‪ ،‬والآراء العلم ّية)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪217‬‬ ‫ال ّتدريبات ‪217‬‬

‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫ِمن خطبة ال ّشيخ محمد مصطفى الـمراغي‬ ‫يتح ّدث فيها عن الأزهر‬ ‫ال ّتعليق على النّص‬ ‫اسمه‪ ،‬ونسبه‪ ،‬ومولده‪ ،‬وتعليمه‬ ‫بالأزهر‪ ،‬ووظائفه‪ ،‬ووفاته ومن‬ ‫أعماله ومؤلفاته‬ ‫موضوع ومناسبة الخطبة‬ ‫الأفكار ال ّسادسة‪:‬آمال الأمة‬ ‫الأفكار الأولى‪ :‬موقف بعض النّاس‬ ‫الإسلام ّية في الأزهر‬ ‫من قيام الأزهر برسالته‬ ‫المفردات‬ ‫المفردات‬ ‫معنى العام‬ ‫معنى العام‬ ‫الأفكار الخامسة‪ :‬وقف الأزهر من‬ ‫الأفكار ال ّثانية‪ :‬أثر الأزهر على‬ ‫الحياة العلمية والاجتماعية‬ ‫الحياة الفكر ّية ونـهجه على ذلك‬ ‫المفردات‬ ‫المفردات‬ ‫معنى العام‬ ‫معنى العام‬ ‫الأفكار ال ّرابعة‪:‬رسالة الأزهر وهدفه‬ ‫الأفكار ال ّثالثة‪ :‬سـماحة الإسلام‬ ‫المفردات‬ ‫وموقفه من مـخالفيه‬ ‫معنى العام‬ ‫المفردات‬ ‫معنى العام‬ ‫‪216‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫ال ّدرس ال ّثالث‬ ‫مقال يا هادي‬ ‫الطريق جرت!!‬ ‫لأحمد حسن‬ ‫ال ّزيات‬ ‫أهداف ال ّدرس‪:‬‬ ‫بنهاية ال ّدرس يتو ّقع أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن‪:‬‬ ‫‪ 1‬يذكر ترجمة لأحمد حسن ال ّزيات‪.‬‬ ‫‪ 2‬يو ّضح مناسبة المقال‪.‬‬ ‫‪ 3‬يـح ّدد سـمات شخص ّية الكاتب‪ ،‬وخصائص أسلوبه‪.‬‬ ‫‪ 4‬يشرح الـمقال بأسلوبه الخاص‪.‬‬ ‫‪ 5‬يتع ّرف أثر البيئة في أسلوب الكاتب‪.‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪219‬‬

‫أ َم ْن َقائل العبارات ال ّسابقة ؟ تـح ّدث عنه فيما لا يزيد عن أربعة أسطر‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ب ُا ْذ ُك ْر بعض الأعمال ا ّلتي وليها ال ّشيخ المراغ ّي ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ج ُا ْذ ُك ْر أربعة من مؤلفات ال ّشيخ المراغ ّي ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫د ُا ْذ ُك ْر بعض المواقف ا ّلتي تؤ ّيد سـماحة الإسلام مع مـخالفيه‪.‬‬ ‫س ‪َ : 5‬ما آمال الأمة الإسلام ّية في الأزهر وأبنائه كما َف ِه ْمتها ِمن النّص؟‬ ‫س ‪ُ : 6‬ا ْذ ُك ْر من النّص ما يد ّل على أن الأزهر يقاوم الفواحش الظاهرة والباطنة‪،‬‬ ‫وأنـها بالنّسبة للمباحات قليلة‪ ،‬ومقاومتها لا تسلب النّاس سعادتـهم‪.‬‬ ‫ ‬ ‫س ‪ُ : 7‬ا ْذ ُك ْر دور الأزهر في بناء النّهضة الأدب ّية الـحديثة‪.‬‬ ‫س ‪ : 8‬ت َـ َح ّد ْث عن دور الأزهر ِمن النّاحيتين ال ّسياس ّية والعلم ّية‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪218‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫فتنازعوا ال َّزعام َة‪ ،‬وتـ َجا َذبوا الأَ ِز ّم َة‪ ،‬فأ ْخ َر َجنا هذا من م ْذه ٍب إلى م ْذ َه ٍب‪،‬‬ ‫و َص َر َفنَا ذلك من َم ْط َل ٍب إلى َم ْط َل ٍب‪ ،‬حتى إذا ا ْنك َش َف ْت عن عيونِنَا َأ ْغطِ َي ُة ال َغ ْف َل ِة‪،‬‬ ‫َو َج ْد َنا َأن ُف َسنَا بعد ال َج ْه ِد ال َجاه ِد َن ُدو ُر َح ْو َل ال َم ْوق ِف ا َّل ِذي ُكنَّا فِيه‪ ،‬أو َنر ِج ُع إِلى‬ ‫الموضع الذي َف ّصلنا عنه‪ .‬على هذ ِه ال ِق َيا َد ِة الم َت َضا ِر َب ِة الأفِينَة َر َج ْعنَا ال َق ْه َق َرى‬ ‫ُزها َء ثـماني َن َسنَ ًة‪َ :‬ر َج ْعنَا إلى الع ْه ِد ا َّلذي كنا ُنـ َه ْد ِه ُد ال ّدس ُتو َر فيه على َه َوى‬ ‫ال ُس ْل َطا ِن ال ُم ْط َل ِق‪ ،‬و ُن َد ِّر ُب القا ُنون على ُمصار َع ِة ال ُع ْر ِف الغالب ‪ ،‬و ُن َع ِّل ُم ال َّش ْع ِب‬ ‫الأ ِجي َر معنى الأُ َّم ِة المالِك ِة‪ ،‬ليتنا ُع ْد َنا إلى ذلك العه ِد بأخلا ِق ِه و ُر ُجو َلتِ ِه‪ .‬فق ْد‬ ‫ُكنّا على ِق ّلتِنَا َأ ِع َّز ًة ‪ ،‬وعلى َقا َفتِنَا َأ ِع ّف ًة‪ ،‬وعلى َج َهالتِنا َأ ْع َل َم بالخي ِر‪ ،‬و َأ ْف َه َم‬ ‫لـ َم ْعنى الـمجتمع ‪ُ .‬كنَّا َن َت َوا َصى على ال ّصب ِر‪ ،‬و َن َت َعاون على الب ّر‪ ،‬و َن َتها َدى صنا ِئ َع‬ ‫الـمعرو ِف‪ ،‬و َنح َف ُظ َو ْح َد َة الأ ُسر ِة بالح ِّب‪ ،‬و ُسلطا َن ال ّدول ِة بال ّطاع ِة‪ ،‬وحقو َق‬ ‫الله بال َو َرع فما كا َن ِمنّا َم ْن َي ُخو ُن الأمان َة و َي ْسر ُق الأ ّم َة‪َ ،‬و َي ّتك ُئ على النّقي َص ِة‪،‬‬ ‫وي َت َح َّم ُل على الخب ِث‪َ ،‬و َي ّت ِج ُر بال ّدين‪ ،‬وي ّت ِخ ُذ عد َّو وطن ِه َولِ ًّيا‪ ،‬ويعتقد خط ًة‬ ‫غا ِصبيه شريع ًة‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫ال َّزعام َة‬ ‫المعنى‬ ‫‪221‬‬ ‫َز َع َم به َز َع َم َز ْع ًم ‪ ،‬و َزعام ًة ‪َ :‬ك َف َل به ‪ ،‬فهو‬ ‫‪221‬‬ ‫زعيم به ‪ :‬أي كفي ٌل‬ ‫ال ّدرس ال ّثالث‬

‫النّص‬ ‫َذلك ُهتا ُف الأ ّم ِة الـ َح ْي َرى‪َ ،‬يت َج ْل َج ُل في ص ْد ِرها الـ َمك ُظو ِم ك َّلما‬ ‫ ‬ ‫َبـ َه َر ْتـ َها ال ّشدا ِئ ُد وأ ْج َهدتـها الـم َفاو ُز و َف َدحتـها الضحايا ‪ ،‬وو َق َف بـها ال ُّلغو ُب‪،‬‬ ‫ودا َر ْت بِ َب َص ِرها في الفضا ِء فلا تتب ّي ُن َن َس ًما لِطري ٍق‪ ،‬ولا َت َت َع َّر ُف وج ًها لغاي ٍة‪ .‬ذلك‬ ‫ُصرا ُخ ال َقافل ِة الـ َم ْك ُرو َبة ‪َ ،‬تـ َخ ّب ُط ُمنْذ ز َم ٍن طوي ٍل في َم َعا ِمى الأرض ‪ ،‬و َخ َوا ِد ِع‬ ‫ال ُّس ُب ِل و َأ ِد َّلؤها ال ُغ َوا ُة ي ْل َت ِهمو َن َزا َدها مع ال َو ْح ِش ‪ ،‬و َي ْق َت ِسمو َن َمالها مع ا ْل َغي ِر‪،‬‬ ‫ويغتنمو َن ضلالها مع الحواد ِث‪ ،‬حتى َق َطعوها عن َرك ِب الإنسان ّية‪ ،‬و َت َركوها في‬ ‫َم َطا ِوي ال ِّتي ِه‪ُ ،‬تن ِف ُق َجه َدها على غي ِر َطا ِئ ٍل‪ ،‬وتن ُش ُد َقص َد َها من غير أ َم ٍل‪ .‬و َم ْن‬ ‫َي ْستطي ُع اليو َم َأ ْن ُي َع ِّر َف هذا الهاد َي بالنّدا ِء‪ ،‬أو يـ َخ ّص ُصه بالو ْص ِف ‪ ،‬أو ي ْأخ َذ ُه‬ ‫بال َّت َب ِع ّي ِة ؟ لقد َت َع ّد َد الـ ُهداة في القافِل ِة‪ ،‬واختل َف ِت ال ّشياطي ُن بين هؤلا ِء الـ ُهدا ِة‪،‬‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫َمك ُظو ِم‬ ‫المعنى‬ ‫ال ُّلغوب‬ ‫اسم مفعول من ك َظ َم ‪ /‬ك َظ َم على‬ ‫َم َطا ِوي‬ ‫الضحايا‬ ‫الضعي ُف الأَ ْ َحق‬ ‫الجمع ‪ِ :‬م ْط َواة‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬ ‫جمع َّض ِح َّي ُة‬ ‫‪220‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫الحائرة ‪ ،‬والمذكر حيران‬ ‫ال َحي َرى‬ ‫َيت َجلج ُل‬ ‫يتر َّدد‬ ‫الـمكظوم‬ ‫الـمكروب‬ ‫بـهرتـها ال ّشدائد‬ ‫أعيتها وأتعبتها‬ ‫الـمفاوز‬ ‫جمع مفازة وهي الصحراء ا ّلتي لا ماء بها‬ ‫ال ُّل ُغوب‬ ‫أش ُّد التعب‬ ‫معامى‬ ‫جمع َمعمى اسم مكان من العمى‬ ‫النّسم‬ ‫تـخ َّبط‬ ‫الوجه‬ ‫الأدلاء‬ ‫أصلها تتخ َّبط والمقصود‪ :‬تسير على غير هدى‬ ‫على غير طائل‬ ‫الأَز َّمة‬ ‫جمع دليل وهو الذي يدل على ال ّطريق‬ ‫صرفنا‬ ‫بلا فائدة‬ ‫الـجهد‬ ‫الجاهد‬ ‫جمع ِزمام وهو ما تقاد به ال ّدابة‬ ‫فصلنَا عنه‬ ‫أبعدنا‬ ‫الأَفن‬ ‫القهقرى‬ ‫ال ّتعب والـمشقة‬ ‫نـهدهد‬ ‫البالغ في الإتعاب‬ ‫الورع‬ ‫مصطفى وسعد‬ ‫خرجنا عنه‬ ‫ضعف ال ّرأى والعقل‬ ‫الوراء‬ ‫يقال‪َ :‬ه ْد َه َد ال َّصب َّى أي‪ :‬حركه لينام‬ ‫ترك الحلال مخافة الوقوع في الحرام‬ ‫أي مصطفى كامل وسعد زغلول‬ ‫‪223‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثالث ‪223‬‬

‫ولكنّا ‪ . .‬واأسفا ُه ‪َ .‬بع َد ه ّب ِة مصطفى‪ ،‬ونـ ْه َض ِة َسع ٍد‪ ،‬وجها ِد خم َس َة َع َش َر عام ًا‪،‬‬ ‫تـ َم ّك َن فيها ال ُسلطا ُن‪ ،‬واس َتبح َر ال ُعمرا ُن‪ ،‬وا ْز َده َر ال ِعل ُم‪ ،‬وت َو ّل َد النّبو ُغ‪ ،‬و َت َو َح ّد‬ ‫ال ّشعب‪ ،‬وتك ّو َن ال ّرأ ُى‪ُ ،‬تصاب بهذه النّكس ِة ال ّشديد ِة‪ ،‬فنعو ُد ناقضي َن ما ُأ ْب ِر َم‪،‬‬ ‫َخا ِسري َن ما ُغنِ َم‪ ،‬ال ّل ُه َّم إِ َّن النّي َل لا َيزال يفي ُض‪ ،‬وإن الواد َي لا َي َزا ُل ُينبِ ُت‪ ،‬وإن‬ ‫ال ّشمس التي أنض َج ْت أذ َها َن الفراعي ِن لا تزا ُل ُتش ُّع‪ ،‬وإ ّن الأ ْي ِد َي التي غ َر َس ْت‬ ‫أولى الحضارات على ال ُع ْد َو َت ْي ِن لا تزال تعم ُل‪ ،‬فما با ُلنا اليوم َيتق ّد ُم النَّا ُس‬ ‫ون َت َأ َّخ ُرا!‪ ،‬و َت َتح ّر ُر شعو ُب النّا ِس الضعيف ِة ‪ ،‬ونـحن لا َن َت َح َّر ُر‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫اس َتبح َر‬ ‫المعنى‬ ‫النّبو ُغ‬ ‫استبحر ال َّشخ ُص في العلم وغي ِره ‪ :‬تو ّسع‬ ‫غ َرس‬ ‫وتع َّمق فيه‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬ ‫َن َب َغ ِف ال ِع ْل ِم ‪َ :‬أ َجا َد فِي ِه َن َب َغ ِف ال ِّش ْع ِر‬ ‫غ َرس ال ّشج َر ونح َوه ‪ :‬أثبته في الأرض‬ ‫وزرعه‬ ‫‪222‬‬

‫مواطن الـجمال‬ ‫نداء لل ّتنبيه‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬يا هادى الطريق ج ْر َت\"‬ ‫\"ذلك\" اسم إشارة للبعيد؛ أفاد بعد الـمسافة‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬ذلك هتاف الأمة الحيرى\"‬ ‫الـمعنو ّية بين القول وواقع الأمة‪.‬‬ ‫وقد‪ ،‬وهو كناية عن‬ ‫أسلوب مؤ ّكد بال ّلم‪،‬‬ ‫في قوله‪\" :‬لقد تعدد الـهداة في القافلة\"‬ ‫◄ ‬ ‫ال ّتنازع وال ّتفرق‪.‬‬ ‫اقتباس من القرآن الكريم‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬انكشفت عن عيوننا‬ ‫أغطية الغفلة\"‬ ‫استعارتان مكن ّيتان‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬نـهدهد الدستور‪،‬‬ ‫وندرب القانون\"‬ ‫طباق يبرز الـمعنى‪ ،‬ويو ّضحه بال ّتضاد‬ ‫◄ بين \"جهالتنا وأعلم‪،‬‬ ‫ويـخون والأمانة\"‬ ‫طباق يبرز المعنى‪ ،‬ويو ّضحه بال ّتضاد‪ ،‬وفيه‬ ‫ ◄ بين قوله‪\" :‬ناقضين ما أبرم‪،‬‬ ‫خاسرين ما غنم\"‬ ‫أيضا اقتباس من القرآن الكريم‪ ،‬مـ ّما يد ّل على‬ ‫ال ّروح ال ّدين ّية لدى الكاتب‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫ندرب‬ ‫المعنى‬ ‫يـخون‬ ‫التنازع‬ ‫اعتاده و ُأولع به ح َّتى أصبح حاذ ًقا بصنعه‬ ‫َن َق َض ُه ‪َ ،‬أ ْي َلْ َي ْر َع َع ْه َد ُه‬ ‫اقتباس‬ ‫ادعاء كل فريق أن الحق معه‬ ‫طباق‬ ‫أن يضمن المتكلم كلامه من شعر أو نثر شيئا من‬ ‫يبرز‬ ‫القرآن أو من كلام رسول الله دون الإشعار بأن هذا‬ ‫‪225‬‬ ‫ليس من كلامه ‪.‬‬ ‫‪225‬‬ ‫ا ْ َل ْم ُع َب ْ َي َم ْعنَ َي ْ ِي ُم َت َقابِ َل ْ ِي َأ ْو ُم َت َضا َّد ْي ِن‬ ‫ُي َب ِّ ُي َعنْ َها‬ ‫ال ّدرس ال ّثالث‬

‫المعنى العام‬ ‫ كتب ال ّزيات هذا المقال في فترة من َأ ْح َل ِك الفترات في تاريخ الحكم الـمصري فقد‬ ‫كانت البلاد آنذاك تديرها حكومة ( ِصدقي باشا)‪ ،‬وقد أنشأ ال ّرجل حزب ال ّشعب‪ ،‬وحكم البلاد‬ ‫أسوأ حك ٍم‪ ،‬وصحبت حك َمه أزم ٌة مالي ٌة أرهقت النّاس‪ .‬وفي الوقت نفسه كانت الأحزاب‬ ‫الأخرى تحاول إسقاط وزارة ( ِصدقي ) سع ًيا وراء الحكم‪.‬‬ ‫ وكانت الـمصالح الحزب ّي ُة فوق كل اعتبا ٍر‪ ،‬وكان للإقطاع ورأس الـمال والـمحسوب َّي ِة‬ ‫سطوة في كل مناحي ال ّدولة‪ ،‬وتج ّلى في ات ّـجاهات قادة الأحزاب وال ّزعامات ال ّسياس ّية‪.‬‬ ‫ وقد نفث الكاتب في مقاله آلامه الـمبرحة‪ ،‬لـما يعانيه ال ّشعب المصر ّي من جور‬ ‫زعاماته‪ ،‬وتنكبهم ال ّطريق ال ّسليم و ُبعدهم عن العلاج الناجح لهذا ال ّشعب‪ ،‬ا ّلذي يعاني من‬ ‫متاعب الحياة ما يعاني‪ ،‬وتض ّل قافلته في متاهات الأحداث‪ ،‬ولا تـجد نو ًرا يضيء لها طريقها‪.‬‬ ‫ وقد قسا الكاتب على زعماء الأمة وقادتـها‪ ،‬فهم عو ٌن عليها مع الـمستعمر وهم حر ٌب‬ ‫عليها مع الـحوادث‪ ،‬يلتهمون زادها‪ ،‬ويأخذون مالـها‪ ،‬وقد تركوها في ال ّتيه لا تـهتدى لطريق‪،‬‬ ‫ولا تصل إلى غاي ٍة‪.‬‬ ‫ وهم قد رجعوا بها إلى الوراء ثـمانين عا ًما‪ ،‬وليتهم رجعوا بـها إلى ما كانت عليه في‬ ‫ذلك ال ّتاريخ‪ ،‬حين كانت عزيز ًة مع الق ّلة عفيف ًة مع الفاقة‪ ،‬عليم ًة بالـخير مع الـجهل‪ ،‬وكان‬ ‫يسود ال ّتعاون بين أبنائها‪ ،‬و ُي َس ْيطر الـح ّب على أسرتـها‪ ،‬و ُتصان فيها حقوق الله وحقوق الوطن‬ ‫فلم يكن فيها خائن ولا ناقض للعهد‪ ،‬ولا متاجر بال ّدين ولا من يوالى أعداء الوطن ويقدس‬ ‫خططهم‪ .‬ثم يكشف عن حال مص َر بعد زعيميها الأبرين‪ :‬مصطفى وسع ٍد‪ ،‬وبعد جهادها خمسة‬ ‫عشر عاما‪ ،‬فإذا هى قد خسرت ما كسبت ونقضت ما أبرم الـمصلحون‪ ،‬ويعجب كيف أن البيئة‬ ‫الـمصر ّية لم تتغ ّير سوى أ ّنـها تأ ّخرت‪.‬‬ ‫‪224‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫ وقد استطاع الكاتب مع إيـجاز العبارة أن يص ّور واقع مصر الـممت ّد من شـمالها إلى‬ ‫جنوبـها في تلك الـحقبة من تاريـخها‪ ،‬فبرغم أن هذا جزء من مقال لا يتجاوز سطورا معدودة‬ ‫إلا أ ّنه أعطانا صورة كاملة صادقة لـما كانت عليه مصر في ذلك الوقت‪ ،‬وما كان عليه القائمون‬ ‫على أمرها وعباد المنافع فيها‪ ،‬داعيا إلى تدارك إفلاس الأمة‪ ،‬وفشل ال ّسياسة‪ ،‬وفوضى الحكم‬ ‫بإيقاظ ال ّضمائر الغافلة‪ ،‬واستخدام الكفايات المع ّطلة‪ ،‬واستلهام هذا ال ّشعب الـمجهد ا ّلذي‬ ‫عودته عناية الله أن ُيعوق ولا َيض ّل‪ ،‬و ُيعذب ولا ُيذ ّل‪ ،‬و ُيارب ولا يستكين‪.‬‬ ‫***‬ ‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫مقال \"يا هادي ال ّطريق جرت!!\"‬ ‫لأحمد حسن الزيات‬ ‫نوع النّص‬ ‫زمن النّص‬ ‫المناسبة ا ّلتي قيل‬ ‫ال ّتعريف بال ّشاعر‬ ‫في النّص‬ ‫‪227‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثالث ‪227‬‬

‫ال ّتعليق على ال ّنص‬ ‫ من خصائص أسلوب الكاتب في النص‪ ،‬تأ ّثره بالقديم‪ ،‬فقد استعار الكاتب عنوان مقاله‬ ‫من كلمة لسيدنا أبي بكر‪ ،‬قالها في مرض موته‪ ،‬وبعض ال ّدلالة في هذا ال ّصنيع أن ال ّزيات كأحد‬ ‫ال ُك ّتاب المحافظين كانت صلته وثيق ًة بالقديم‪.‬‬ ‫ ومن الـخصائص الـجل ّية في الـمقال تـخ ّي اللفظ‪ ،‬ورصانة العبارة‪ ،‬وتوازن الـجمل‬ ‫ا ّلذي قد يكون مع أكثر من جملتين‪.‬‬ ‫ ومن أه ّم ما ا ّتسمت به كتابات ال ّزيات حرصه على الإتيان في ك ّل مقال بكلمة أو أكثر‬ ‫جديدة في الاستعمال‪ ،‬إما أن يـجىء بها من بطون القواميس‪ ،‬أو يستولدها بطري ٍق من طرق تكثير‬ ‫الـمفردات‪ ،‬من الاشتقاق والنّحت‪ ،‬والـجمع‪ ،‬ومن ذلك في هذا الـمقال كلمة \"معامى\" فهى لا‬ ‫تكاد توجد في ن ٍص قدي ٍم أو حدي ٍث‪ ،‬وكذلك كلمة \"نسم\" بـمعنى الوجه‪.‬‬ ‫وعلى ال ّرغم من فخامة الألفاظ‪ ،‬وجزالتها لا نـجد فيها لفظا غريبا‪ ،‬ولا كلم ٍة ينبو بـها‬ ‫ ‬ ‫موضعها‪ ،‬فهى من الـمعاني ال ّسامية ا ّلتي تـجول بـخواطر أصحاب الفكر ال ّرفيع‪.‬وقد بالغ في‬ ‫الا ّتـهام وأغلظ في القول‪ ،‬وألذع في الهجاء‪ ،‬ولكنّه لم يعين واحدا‪ ،‬ولم يـم ّيز متهما‪.‬‬ ‫ ولقديلمحالـمتأملظلثقافةالكاتبا ّلذينشأبالأزهر‪،‬وأطالالنّظرفيكتبالـمتق ّدمين‬ ‫فيجدها تنضح على أسلوبه بشىء ربـما لـم يقصد إليه‪ ،‬فال ّتعريف بالنّداء وال ّتخصيص بال ّصفة من‬ ‫عبارات النّحويين‪ ،‬وقد جاءت على قلم كاتب تراجم رافائيل‪ ،‬وآلام فرتر‪ ،‬وكأ ّنا جاءت عف ًوا‬ ‫دون أن يقصد إليها‪.‬‬ ‫‪226‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫ال ّتدريبات‬ ‫\" َو َمن َي ْس َت ِطيع اليو َم َأ ْن ُي َع ِّر َف هذا الهاد َي بالنّدا ِء‪ ،‬أو يـ َخ ّص ّصه بالو ْص ِف ‪ ،‬أو‬ ‫س‪١‬‬ ‫ي ْأخ َذ ُه بال َّت َب ِع ّي ِة ؟ لقد َت َع ّد َد الـ ُهداة في القافِل ِة ‪ ،‬واختل َف ِت الشياطي ُن بين هؤلا ِء‬ ‫ ‬ ‫الـ ُهدا ِة ‪ ،‬فتنازعوا ال َّزعام َة ‪،‬وتـ َجا َذبوا الأ ِز ّم َة\"‪...‬‬ ‫أ َم ْن القائل؟ وما عنوان النّص؟ و ِمـ َّمن ا ْس َت ْو َحى الكاتب عنوان النّص؟ َو ِمن َأ ّي ‬ ‫ ‬ ‫ أنواع النّثر هو؟‬ ‫ ‬ ‫ب في الفقرة ما يد ّل على تأ ّثر الكاتب بدراسته الأزهرية‪َ .‬و ِّض ْح ذلك‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ج لماذا كان الكاتب قاس ًيا على زعماء الأمة؟‬ ‫ ‬ ‫د قوله‪\" :‬فتنازعوا الزعامة‪ ،‬وتـجاذبوا الأ ِز َّمة\" علاقته بـما قبله‬ ‫ ‬ ‫ (تعليل ‪ -‬ترادف ‪ -‬نتيجة)‪.‬‬ ‫هـ َما ال ِّسمات الفن ّية لأسلوب الكاتب؟‬ ‫س ‪َ : 2‬ض ْع َع َل َمة صواب أمام العبارة الصحيحة )‪ ، (‬وعلامة خطأ أمام العبارة‬ ‫الـخاطئة )‪ (‬مع ال ّتصويب‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ في قوله‪( :‬نـهدهد الدستور وندرب القانون) استعارة مكن ّية‪ .‬‬ ‫ ‬ ‫ ب كانت تـحكم البلاد في ذلك الوقت حكومة سعد زغلول‪) ( .‬‬ ‫ج أنشأ (صدقى باشا) حزب ال ّشعب‪) ( .‬‬ ‫ ‬ ‫د كاتب الـمقال يأتى في مقالاته ببعض الألفاظ الـجديدة في الاستعمال ‪) ( .‬‬ ‫ ‬ ‫ه الكاتب لـم يتأ ّثر بطبيعة دراسته عند كتابة الـمقال‪) ( .‬‬ ‫ ‬ ‫و كانت البلاد في تلك الفترة تـم ّر برفاهية ورخاء ونـمو اقتصاد ّي‪) ( .‬‬ ‫ ‬ ‫‪229‬‬ ‫‪229‬‬ ‫ال ّتدريبات‬

‫دهشة وتعجب‬ ‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫حيرة الأمة‬ ‫نكسه الأمة بعد‬ ‫الأفكار الرئيسية‬ ‫ضلال القادة وأثره‬ ‫نهوضها‬ ‫من مقال “يا هادي‬ ‫ال ّطريق جرت!!”‬ ‫ماضي الأمة‬ ‫س ّر ال ّتخلف تعدد‬ ‫وحاضرها‬ ‫القادة‬ ‫‪228‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫أعلام‬ ‫الأعلام‬ ‫من خطبة ال ّشيخ محمد مصطفى المراغي‬ ‫ال ّشيخ محمد مصطفى‬ ‫الإمام محمد بن مصطفى‬ ‫المراغي‬ ‫الاسم بن محمد بن عبد المنعم‬ ‫المراغي‬ ‫مولده ‪1881‬م بالمراغة‬ ‫وفاته ‪1945‬م‬ ‫مقال يا هادي ال ّطريق جرت!!‬ ‫الأعلام‬ ‫أحمد حسن ال ّزيات‬ ‫الاسم‬ ‫أحمد حسن ال ّزيات‬ ‫‪1885‬م بمصر‬ ‫مولده‬ ‫‪1968‬م‬ ‫وفاته‬ ‫‪231‬‬ ‫الأعلام‬ ‫‪231‬‬

‫\"فقد كنّا على قلتنا أعزة‪ ،‬وعلى فاقتنا أعفة‪ .‬وعلى جهالتنا أعلم بالخير وأفهم لمعنى‬ ‫س‪3‬‬ ‫ ‬ ‫المجتمع‪ .‬كنا نتواصى على الصبر‪ ،‬ونتعاون على الب ّر‪ ،‬ونتهادى صنائع الـمعروف‪،‬‬ ‫ونـحفظ وحدة الأسرة بالح ّب‪ ،‬وسلطان ال ّدولة بال ّطاعة‪ ،‬وحقوق الله بالورع‪\".‬‬ ‫أ اِ ْع َت َم َد الكاتب على الطباق لإبراز فكرته‪َ ،‬ها ِت ِمن الفقرة ما يد ُّل على ذلك ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ب اِ ْش َر ْح الفقرة بأسلوبك ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ج اِ ْخ َت ْر ال ّصواب مـما بين القوسين فيما يأتى ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ ◄ كلمة \"أع َّزة\" مضادها (ضعفاء ‪َ -‬أ ِذ ّلء ‪ -‬أقوياء)‪.‬‬ ‫ ◄ كلمة \"أعفة\" مفردها (عفيف‪ -‬عائف ‪ -‬معا ًفى)‪.‬‬ ‫ ◄ كلمة \"فاقة\" مرادفها (فقر‪ -‬احتياج ‪ -‬كلاهما صحيح)‪.‬‬ ‫ ◄ قوله‪ :‬في الفقرة \"أعلم‪ ،‬وأفهم\" (فعل مضارع ‪ -‬اسم فاعل ‪ -‬اسم تفضيل)‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪230‬‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‬

‫ِمن أه ّم المراجع‬ ‫◄عمر الدسوقي‪ .‬في الأدب الحديث ‪ -‬دار الفكر العرب ّي‪ -‬القاهرة ‪ ١٩٦٦‬م‪.‬‬ ‫◄أحمد حسن ال ّزيات‪ .‬تاريخ الأدب العرب ّي‪ .‬دار نـهضة مصر‪ .‬القاهرة‪.‬‬ ‫◄شوقي ضيف‪ .‬الأدب العرب ّي المعاصر في مصر‪ .‬دار المعارف المصرية ‪.١٩٦١‬‬ ‫◄جـمال ال ّدين ال ّشيال‪ِ .‬رفاعة رافع ال ّطهطاوي‪ .‬دار الـمعارف‪ .‬القاهرة ‪ ١٩٧٠‬م‪.‬‬ ‫◄طه حسين‪ .‬حديث الأربعاء‪ .‬ال ّطبعة ال ّثالثة عشرة‪ .‬دار المعارف‪ .‬القاهرة‪.‬‬ ‫◄الإمام محمد عب ُده‪ .‬الأعمال الكاملة‪ .‬دار ال ّشروق‪ .‬القاهرة‪ ٢٠٠٩ .‬م‪.‬‬ ‫◄عبد الـمحسن طه بدر‪ .‬تط ّور ال ّرواية العرب ّية الحديثة‪ .‬ال ّطبعة ال ّرابعة‪.‬‬ ‫دار المعارف‪ .‬القاهرة‪.‬‬ ‫◄خيرى شلبي‪ .‬في الـمسرح المصر ّي الـمعاصر‪ .‬دار المعارف‪ .‬القاهرة‪.‬‬ ‫◄ع ّز ال ّدين إسـماعيل‪ .‬الأدب وفنونه‪ .‬مكتبة نـهضة مصر‪ .‬القاهرة ‪ ٢٠٠١‬م‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪232‬‬ ‫المراجع‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook