أنواع الف ّن مك ّونات القصة الخريطة ال ّذهن ّية القصص ّي النّثر وفنونه نشأة الق ّصة رابعا :الفن القصصي أطوار الفن القصصي في العصر الحاضر الطور ال ّثالث :تيار رواية ال ّطور ال ّثاني :تيار ما بين ال ّطور الأول :تيار القصص ال ّتسلية وال ّترفيه ال ّتعليم وال ّترفيه المترجمة ال ّطور ال ّسادس :تيار ال ّطور الخامس :تيار الألوان ال ّطور ال ّرابع :تيار رواية ال ّرواية الواقع ّية ال ّتحليل ّية المختلفة من ال ّروايات ال ّتسلية وال ّترفيه ذات البعد الاجتماع ّي 192 الوحدة ال ّثالثة
نشأة وتطور الف ّن الـمسرح ّي لـم يعرف الأدب العرب ّي القديم ف ّن الـمسرح ّية على ال ّرغم من قدم هذا الف ّن بين فنون الآداب العالم ّية ،فأ ّول ظهوره كان في الحضارات القديـمة عند الـمصر ّيين القدام ّي والإغريق، غير أن العرب الأوائل لم يهت ّموا بنقله؛ لأن حياتـهم كانت تعتمد على الـ ِح ّل وال ّترحال ،وعدم الاستقرار ،بينما العمل الـمسرح ّي يـحتاج إلى تـجمع ال ّسكان واستقرارهم ،وهذا ما لم تعرفه الحياة العرب ّية في الـجاهلية. وبعد أن استق ّر الـمسلمون ،وأقاموا مدنا وأمصارا ظ ّل المسرح لا مكان له في آداب العرب قديـما ،فلم ينقل الـمسلمون الأوائل برغم ازدهار حركة ال ّترجـمة الـمسرح الإغريق ّي عن اليونان ل ّما وجدوه في تلك الـمسرح ّيات من وثنية تتم ّثل في تـجسيد الإله ،وتص ّوره دوما في حالة صراع مع غيره من الآلـهة والبشر ،وهذا يتعارض مع عقيدة الإسلام. وأول عهد الأدب العرب ّي بالمسرح كان في عصر النّهضة حيث م ّر بعدة مراحل في الأدب العربي الـحديث. نشأة وتطور الف ّن الـمسرح ّي في الحضارات القديـمة عند العرب في الـجاهل ّية. عند الـمسلمين في عصر النّهضة الأدبية 195 ال ّدرس الأ ّول 195
وتقوم أسس بناء الـمسرح ّية على خمسة عناصر هي: ◄الفكرة :وهي الـمضمون العام للمسرحية ،وقد تكون الفكرة اجتماعية كمسرح ّية (الست هدى) لشوقي أو عاطفية كمسرح ّيته (مـجنون ليلى) ،وقد تكون سياس ّية مثل مسرح ّية شيلوك الجديد لعلي أحمد باكثير وقد تكون تاريـخية مثل مسرح ّية أهل الكهف لتوفيق الحكيم. ◄ الحكاية :إذا كانت الفكرة هي روح العمل المسرح ّي فإن الحكاية هي جسد الفكرة الـمسرح ّية ،فهي الـمضمون ا ّلذي يـحمل الفكرة إلى الـمشاهد أو القارئ. ◄ال ّشخص ّيات :هي النّماذج البشر ّية ا ّلتي تؤدي الحوار ،ويـختلف أسلوب ك ّل شخص ّية حسب مستواها ،وثقافتها ،ونفسيتها ،واتـجاهاتـها ،وهي :إما مـحور ّية ،أو ثانو ّية. ◄ال ّصراع :هو أهم أسس الـمسرح ّية ح ّتى أن النّقاد يقولون( :لا مسرح بلا صراع) ،وقد يكون ال ّصراع دين ًيا ،أو خلق ًيا ،أو اجتماع ًيا ،أو ذهن ًيا. ◄الـحوار :ويسمى أي ًضا الأسلوب :وهو ا ّلذي يتو ّزع بين ال ّشخص ّيات الـمختلفة ،وذلك حسب مستوى كل شخص ّية ،ويـختلف الأسلوب من مسرح ّية إلى أخرى. ال ّصراع الفكرة الـحوار أسس بناء الحكاية الـمسرح ّية ال ّشخصيات 194 الوحدة ال ّثالثة
الـمرحلة الرابعة وتـم ّثل اتـجاهات الـمسرح ّية الـمصر ّية الـحديثة: وذلك بعد ثورة سنة ١٩١٩م ،وفي تلك الـمرحلة تط ّورت الـمسرح ّية الـمصر ّية الـحديثة ،على يد الأديب (محمود تيمور) وأخيه (محمد تيمور) ا ّلذين عالـجا بعض مشكلات الـمجتمع الـمصر ّي على الـمسرح لأ ّول م ّرة ،كما في مسرح ّيته (العصفور في القفص) ،وا ّلتي تعرض فيها لتربية الأبناء تربية قاس ّية ،كما تناول الإدمان ومشكلاته في مسرح ّية (الـهاوية). الـمرحلة الخامسة ويـم ّثلها مسرح أحمد شوقي ،وتوفيق الحكيم: وهذه المرحلة تعد مرحلة الازدهار الحقيق ّي للأدب المسرح ّي في مصر ،فظهرت الـمسرح ّية ال ّشعر ّية النّاضجة فنية على يد رائد المسرح ال ّشعر ّي أحمد شوقي ،ومن مسرح ّياته مصرع كليوباترا ،ومـجنون ليلى ،وقمبيز ،وعلي بك الكبير ،والست هدى وجميع ما قدمه شوقي للمسرح لم يـخرج عن ال ّشعر باستثناء مسرح ّيته النّثر ّية أميرة الأندلس. وشهدت تلك الـمرحلة ظهور المسرح ّية النّثر ّية في ثوب فني زاهي الألوان على يد رائد المسرح النّثر ّي الحديث توفيق الحكيم ،فكتب الكثير من الـمسرحيات السياسية مثل: ال ّضيف ال ّثقيل ورمز بـها إلى الاحتلال الإنـجليز ّي ،وكتب الـمسرح ّية ال ّذهن ّية مثل أهل الكهف ،والـمسرح ّية الاجتماع ّية مثل :الأيدي النّاعمة ،وال ّصفقة ،والمسرحية النّفس ّية مثل نهر الـجنون ،والـمسرحية الوطن ّية مثل :مسرح ّية ميلاد بطل ،وجاءت في فصل واحد تناول فيها قصة بطل في ميدان الـمعركة ،وب ّين فيها معنى البطولة الوطن ّية ،فالبطل الحقيق ّي هو الذي يولد في نيران الـمعركة ،وليس البطل هو من يتف ّوق في مجال من مـجالات ال ّرياضة ،أو من ي ّدعي لنفسه بطولات لا يستح ّقها. أعقب ازدهار حركة التأليف الـمسرح ّي رواج لـحركة ال ّتمثيل وتكوين الفرق الـمسرح ّية فظهرت فرقة رمسيس ا ّلتي كونـها (يوسف وهبي) ،وفرقة (نـجيب الريـحانـي)، وغيرها من الفرق الفن ّية ا ّلتي دفعت الك ّتاب إلى تـجويد وإصقال نصوصهم الـمسرح ّية. 197 ال ّدرس الأ ّول 197
مراحل وأطوار الف ّن المسرح ّي مرت الـمسرح ّية بعدد من الأطوار ،واجتازت عدة مراحل نـحو النّمو والنّضج الفنـ ّي الذي استق ّرت عليه في العصر الـحديث. الـمرحلة الأولى مرحلة (مارون النّقاش) في بيروت: يعتبر (مارون النّقاش) هو رائد الـمسرح العرب ّي ،ولد في بيروت سنة ١٨١٧م وتوفي سنة ١٨٨٥م ،وله عدة مسرحيات ،أولها (البخيل) ث ّم (أبو الحسن -وهارون الرشيد) ،وأسلوبه يتم ّيز بالـميل إلى البساطة ،والفكاهة ،والـمزج بين الفصحى والعام ّية. الـمرحلة الثانية مرحلة (يعقوب صنوع) في مصر: وقد ولد هذا ال ّرجل في مصر سنة ١٨٣٩م ،وتوفي سنة ١٩١٢م وقد نـهض بالـمسرح في مصر ،وق َّدم على خشبة الـمسرح ما يزيد على اثنتين وثلاثين مسرح ّية ،وذلك على مسرح صغير أنشأه في أحد مقاهي الأزبكية ،وكانت تدور حول الـموضوعات ال ّتاريـخ ّية غال ًبا كمسرح ّية الـمعتمد بن عباد ،وكان يستخدم لغة أقرب إلى العام ّية ،كما أنه كان يعتمد على النّقل ،أو الاقتباس أو الترجـمة. الـمرحلة الثالثة ميلاد الـمسرح ّية الاجتماع ّية الـخال ّصة ظهرت الـمسرح ّية الاجتماع ّية الـخالصة على مسرح (جورج أبيض) حيث عرض مسرح ّية (مصر الجديدة) لفرج أنطون ،وتناول فيها كثي ًرا من ال ّسلب ّيات ا ّلتي أوجدها الاستعمار في مصر ،مثل لعب القمار ،وشرب الخمور ،وتعاطى الـمخ ّدرات. 196 الوحدة ال ّثالثة
الخريطة ال ّذهن ّية النّثر وفنونه خامسا :المسرح ّية سبب ضعف مراحل وأطوار نشأة وتطور المسرح ّية العرب ّية الفن المسرح ّي الفن الـمسرح ّي مكونات المسرح ّية أسس بناء الـمسرح ّية أجزاء الـمسرح ّية 199 الخريطة ال ّذهن ّية 199
وقد واكب الـمسرح ال ّتغيرات ا ّلتي لـحقت بالـمجتمع الـمصر ّي عقب ثورة سنة ١٩٥٢م فظهرت مـجموعة من الأعمال الـمسرح ّية الاجتماع ّية ،وال ّتاريـخ ّية ،وال ّسياس ّية لعدد من كبار كتاب الـمسرح تص ّور تلك الفترة ،ومنها مسرح ّية شهر زاد لتوفيق الحكيم ،ومسرح ّية (النّار وال ّزيتون) لألفريد فرج و (ثورة الزنج) لـمعين بسيسو و (مأساة الحلاج) لصلاح عبد ال ّصبور و (الـهلافيت) لـمحمود دياب و (آه يا ليل يا قمر) لنجيب سرور ،و (سر الـحاكم بأمر الله) لعلي أحمد باكثير وغيرها. غير أن الـمسرح ّية العرب ّية سرعان ما تراجعت إثر ضعف الـمسرح القوم ّي الـمدعوم من ال ّدولة ،وظهور الـمسارح الـخا ّصة ال ّساعية للكسب الـمادي ،فتراجعت النّصوص الـمسرح ّية الـجادة ،وتـح ّول الـمسرح من أداة للارتقاء بالـح ّس الفنـ ّي للجمهور لأداة تسليه وترفيه فحسب تنزل إلى الـجمهور ،ولا ترتقي به ،فتأثر النّص الـمسرح ّي تبعا لذلك، وتلاشت أدبيته. *** مراحل وأطوار الف ّن المسرح ّي 1الـمرحلة الأولى مرحلة (مارون النّقاش) في بيروت 2الـمرحلة ال ّثانية مرحلة (يعقوب صنوع) في مصر 3الـمرحلة ال ّثالثة ميلاد الـمسرحية الاجتماع ّية الـخالصة 4الـمرحلة ال ّرابعة الـمرحلة الخامسة 5 وتـم ّثل اتـجاهات ويـم ّثلها مسرح أحمد الـمسرح ّية الـمصر ّية شوقي ،وتوفيق الحكيم الـحديثة 198 الوحدة ال ّثالثة
ج رائد الق ّصة الواقع ّية ا ّلذي انتقل بالق ّصة العرب ّية إلى مصاف الآداب العالـم ّية (توفيق الحكيم -إحسان عبد القدوس -نـجيب مـحفوظ -يوسف إدريس). د كتب مسرح ّية البخيل (مارون نقاش -جورجى زيدان -أديب إسحاق -محمود تيمور). هـ منأشهركتابالـمقالالأدب ّية(ال ّزياتوطهحسينوالرافع ّي-سعدزغلولومكرم عبيد وعبد الله النّديم -ال ّشيخ الـمراغ ّي وشلتوت والباقور ّي). س َ : 3أ ْك ِم ْل َما َي ِلى: أ رواية (حواء بلا آدم) كتبها ........وتنتمى إلى مرحلة ........من مراحل تطور الفن القصصي. ب ارتبطت الزعامة السياسية بالقدرة الخطابية ،فشهدت مصر خطباء بارزين من أمثال..........، .......... ،........... ،........... : ج من أشهر ك ّتاب الـمقالة الأدبية........ ، ........ ، ........ د السرد أحد عناصر البناء القصص ّي ،ويراد به........... هـ رائد الـمسرح ال ّشعري الحديث ، ...........ومن مسرح ّياته مسرحية ،......... ورائد المسرح النّثري الحديث ومن مسرح ّياته مسرحية.......... 201 ال ّتدريبات 201
االلّتتددررييببااتت ال ّتدريب الأول س : ١ضع علامة صواب أمام العبارة ال ّصحيحة ) ، (وعلامة خطأ أمام العبارة الـخاطئة ) ، (مع التصويب. أ الـمقالة أبرز فنون النّثر الـحديث ارتبط ظهورها بازدهار حركة الترجمة، فهي ربيبة الترجمة . ب اشتهر عبدالله النّديم بـمقالاته أكثر من شهرته بـخطابته . ج من أعلام الخطابة القضائية في العصر الـحديث الشيخ المراغي، والشيخ محمود شلتوت ،والشيخ الباقوري . د تنقسم الـمقالة تبعا لـموضوعها إلى مقالة ذاتية وموضوعية . هـ أول رواية فنية عرفها الأدب الـحديث كتبها توفيق الحكيم . و عرف الأدب العربي القديم الـمسرحية مبكرا قبل العصر الـحديث . س : 2تـخير ال ّصواب مـما بين القوسين. أ من عوامل ازدهار الـخطابة القضائية (إنشاء كليات الـحقوق والشريعة والقانون نشأة الأحزاب انتشار كليات الدعوة وأصول الدين). ب تنتمي روايات جورجى زيدان إلى مرحلة (ال ّتعليم -ال ّترفيه وال ّتسلية -ما بين ال ّتعليم وال ّترفيه -الواقع ّية). الوحدة ال ّثالثة 200
أنشطة إثرائ ّية 1نشاط ُق ْم بِكتابة مقال أدب ّي عن دور الأزهر في نشر الإسلام بقارتي آسيا وأفريقيا. ٢نشاط ُق ْم بإعداد خطبة عن سماحة الإسلام مع غير الـمسلمين. 203 أنشطة إثرائ ّية 203
ال ّتدريب الثاني س َ : ١ح ِّد ْد أركان (عناصر) الـخطبة ،وأهم الـمهارات التي يجب توافــرها في الخطيب. س َ : 2ع ِّد ْد أهم خصائص الـمقال ،والسمات الأسلوبية التي تشترك فيها المقالات بكافة أنواعها. َ :وا ِز ْن بين ال ّرواية ،والق ّصة القصيرة. س3 :اِ ْش َر ْح أسس بناء الق ّصة القصيرة. س4 س : 4يرى البعض أن تراثنا العرب ّي لـم يعرف ف ّن الـمسرح ّية، ما ص ّحة هذا ال ّرأي؟ ولـماذا؟ *** 202 الوحدة ال ّثالثة
النّص َه َذا َشيء َينْ َب ِغي َأ ْن َأ ْذ ُك َر ُه ،وهو َأ َّن النَّا َس في ِم ْص َر َيـخ َشو َن َخ َط َر الأزهر َع َلى ا ْلـ َح َياة ال َعا َّم ِةَ ،ف ُهم َي ُقو ُلو َن :إِ َّن الأزه َر إِ َذا َق ِو َي واش َت َّد ْت عزيم ُت ُه يدخ ُل في الحيا ِة الا ْجتماع َّي ِةَ ،ف ُي َك ِّد ُر هذ ِه الحيا َة ،إِذ َيـح ُظ ُر ح ّر َي َة ال ِف ْك ِر ،و َي ِق ُف َح َج َر َع ْث َر ِة في طري ِق الأَ ْفكا ِر ال ِع ْلم ّي ِة الـ ُح َّر ِة ،هذا من جه ٍة ،و ِمن جه ٍة ُأ ْخرى َيـ ْح ِر ُم النّا َس َملا َّذهم وش َه َواتِـهم ،والحيا ُة لا ُتـح َت َم ُل ولا ُت َطا ُق إذا سي َط َر الأزهر عليها بسلطا ِن ال ّدي ِن. هذا شي ُء يقو ُل ُه النّا ُس أ ْح َب ْب ُت أن أ ْذ ُك َر ُه َل ُك ْم ،أ ّما الحيا ُة الفكر َّي ُة فلا أ ُظ ُّن بـحال أ ّن الأزه َر َخ َط ٌر عليها ،لأن الأزهر ُي َسا ِي ُر أسلا َفه من العلماء الأ ِج ّل ِء، ومن الأئ ّم ِة ا َّل ِذي َن َكا َن عندهم من َس َعة ال ّصد ِر َما ا ْح َت َم َل هذه الـمذاهب المتع ّددة التي َنق َر ُؤها في ُكتب الكلا ِم ،وفي ُكتب الفق ِه ،والتي َننْ ُق ُدها ونـختا ُر منها ما هو صالح َ ،و َن ْت ُر ُك ما ليس بصال ٍح. والإسلا ُم بطبيعتِ ِه دي ُن ت َسا ُمح ،و َمبا ِد ُئ ُه لم َت ْع َت ِر ْف بالإكراه ﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈﰉﭼ ( ،)1ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ ()2 ( )1سورة البقرة .الآية٢٥٦ : ( )2سورة يونس .الآية٩٩ : 205 ال ّدرس ال ّثاني 205
ال ّدرس ال ّثاني ِمن خطبة ال ّشيخ محمد مصطفى المراغ ّي يتح ّدث فيها عن الأزهر أهداف ال ّدرس: بنهاية ال ّدرس يتوقع أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن: 1يذكر ترجمة لل ّشيخ المراغ ّي. 2يو ّضح مناسبة الخطبة. 3يح ّدد سمات شخص ّية الخطيب ،وخصائص أسلوبه. 4يشرح الخطبة بأسلوبه الخاص. 5يتذ ّوق ويحفظ المختار ِمن الخطبة. 6يب ّين أثر البيئة في أسلوب الخطيب. 204
ه َذا ُه َو ا َّل ِذي َي ْد ُخ ُل فيه الأزه ُر ،فهو ُيقا ِو ُم الفوا ِح َش َما ظ َهر ِمن َها َو َما َب َط َن ،و ُيقا ِو ُم الذي َن َيقولو َن على الله بغي ِر ِع ْل ٍم .والفواح ُش لي َس ْت ِم َن ال َك ْث َر ِة بـحي ُث إذا ا ْن َع َد َم ْت ِم ْن ُأ ّم ٍة َضا َع َهنا ُؤها و َت َر ُف َها َو َس َعاد ُتـها ،وفي الـ ُم َبا َحا ِت ِم َن الــكثرة ما يـَ ْجع ُل الـحيا َة سعيد ًة ُم ْت َرف ًة نـاعم ًة ،فالـ ّدائر ُة التي ُيقـاو ُمها الأزهـ ُر لا ُيمك ُن أن تـجع َل الأ َّم َة َع ِديـ َم َة الـ َهنَا َء ِة. إ َّن لِلنَّاس فِي ُك ْم آ ُّيها الأزهر ُيو َن آ َمالاً في مصر وفي غي ِر مص َر .وال َح َيا ُة الإسلام ّي ُة َتنْ َت ِع ُش في َه َذا ا ْل َوق ِت في الأ ّم ِة الـ ِمصر ّي ِة وغي ِرها .وهذا الا ْنتِ َعا َش َيـح َتا ُج إلى ِعناي ٍة و ِرقاب ٍة و َت َد ُّب ٍر وتب ُّص ٍر .إ ّن ا ّلذي يـج ُب علي ُكم هو َأ ْن َتف َه ُموا دينَ ُكم ح َّق ال َف ْه ِم ،و َأ ْن َتع ِر ُضو ُه على النَّاس َع ْرض ًا صحيح ًا وأ ّل ُت ْب ُقوا فيه تلك الإضافا ِت التي ُأ ِضي َف ْت إ َل ْي ِه َ ،و َك ّر َه ْت َبعض النّا ِس فِيه َ .ج ِّر ُدوا ِد َين ُكم ِم ْن ُك ّل َما َغ ِش َي ُه ،وخ ُذو ُه من ال َينَابِي ِع ال ّصحيح ِةُ ،حذو ُه ِم َن الكتاب وال ُسنّ ِة ،وآراء ال َّس َل ِف ال ّصال ِح ِمن الأَئم ِة َ .واتر ُكوا بعد ذلك َما َج َّد َو َعرض َ .فإِ َذا َف َع ْل ُت ْم ذلك اه َت َد ْي ُت ْم، َوا ْه َت َدى النّا ُس بِ ُكم َو َح َّق ْق ُتم أ َم َل َأ َّمتِ ُكم وال َعا َل ِم الإسلام ِّي فيكم .وإ ّني أسأل الله سبحا َنه و َت َعالى َلنَا ال َّس َعاد َة َج ِمي ًعا. 207 ال ّدرس ال ّثاني 207
وقد َحمى الإسلام أديان ًا ُتخالِف ُه ،و َح َمى علما ُء الإسلا ِم َمذا ِه َب غير صحيح ٍة واج َته ُدوا َأ ْن َي ُر ُّدوا عليها بال ّدلي ِل ،و َب ِقي ْت هذه المذاه ُب ح َّي ًة عائش ًة في ُكتبِنا التي نقرؤها في الأزهر ،فليس الأزه ُر من المعاه ِد التي تك َر ُه ُح ِّر َّي َة ال ّرأ ِي، والآرا َء العلم ّي ِة .لك ّن الأزه َر َيكر ُه شي ًئا واح ًدا ُه َو َت َع ُّم ُد الاستهزا ِء بال ّدي ِنَ ،ت َع ُّم ُد الاستهزا ِء بالأنبيا ِء ،والاستهزا ِء ب ُأ َّم ِة المسلمي َن .يكر ُه هذا ،و َيكر ُه أي ًضا أن ُي َش َّك َك العا َّم ُة في دينهم .وأن ُيش َّك َك النَّ ْش ُء في عقا ِئ ِد ِه ْم .ف ُك ُّل َش ْي ٍء ِمن َش ْأن ِه أن يجعل العا ّمة ،أو يجع َل النَّ ْش َء ،غي َر ُم ْس َت ْم ِس ِكي َن بدينهم ُي َقا ِو ُم ُه الأزه ُر ب ُك ّل َما َيستطي ُع من ُق ّو ٍة .أ ّما الآرا ُء ال ِعلم ّي ُة في ُح ُدو ِد الع ْل ِم ،وفي دائرتِ ِه فإ ّنها ُت َد َّر ُس في المعاه ِد الكبرى دون أن َيـ ْخ ُط َر الأزه ِر ببا ٍل أن ُيقاو َمها ،أو أن يكون ح َج َر عثر ٍة في سبي ِلها ،وأ ّما الحيا ُة الاجتماع ّي ُة .فالل ُه تعالى يقو ُل: ﭽ ﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎ ﮏﮐﮑﮒ ﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﭼ ()3 ( )3سورة الأعراف .الآية33 : 206 الوحدة ال ّثالثة
موضوع الـخطبة دور الأزهر في حياة الأ ّمة. مناسبة الـخطبة الرد على الـمتخ ّوفين من دور الأزهر وأثره على الحياة العا ّمة . تـحليل النّص نتناول النّص بال ّتحليل حيث نعرض لكل فقرة ببيان معاني كلماتـها وشرحها ،ث ّم نتبع ذلك بال ّتعليق العام على النّص ك ّله: (أ) موقف بعض النّاس من قيام الأزهر برسالته َه َذا َشيء َينْ َب ِغي َأ ْن َأ ْذ ُك َر ُه ،وهو َأ َّن النَّا َس في ِم ْص َر َيـخ َشو َن َخ َط َر الأزهر َع َلى ا ْلـ َح َياة ال َعا َّم ِةَ ،ف ُهم َي ُقو ُلو َن :إِ َّن الأزه َر إِ َذا َق ِو َي واش َت َّد ْت عزيم ُت ُه يدخ ُل في الحيا ِة الا ْجتماع َّي ِةَ ،ف ُي َك ِّد ُر هذ ِه الحيا َة ،إِذ َيـح ُظ ُر ح ّر َي َة ال ِف ْك ِر ،و َي ِق ُف َح َج َر َع ْث َر ٍة في طري ِق الأَ ْفكا ِر ال ِع ْلم ّي ِة الـ ُح َّر ِة ،هذا من جه ٍة ،و ِمن جه ٍة ُأ ْخرى َيـ ْح ِر ُم النّا َس َملا َّذهم وش َه َواتِـهم ،والحيا ُة لا ُتـح َت َم ُل ولا ُت َطا ُق إذا سي َط َر الأزهر عليها بسلطا ِن ال ّدي ِن. معناها الكلمة يستحسن ينبغى يـمنع ومقابلها :يبيح يـحظر عائق ومانع حجر عثرة الـمطلقة ومقابلها :المقيدة الحرة يعكر ،ومقابلها :يصفو يك ّدر ال ّشهوة كل ما يشتهيه الإنسان ويرغب فيه 209 ال ّدرس ال ّثاني 209
ال ّتعريف بال ّشيخ الـمراغي هو الإمام محمد بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم المراغي ،ولد بالـمراغة جرجا مـحافظة سوهاج ،ولد في اليوم ال ّتاسع من مارس سنة ١٨٨١م في بيت علم ،حيث كان والده عالـ ًما جليلا واسع ال ّثقافة ،ول ّما ظهرت نجابته أرسله والده إلى الأزهر ،فا ّتصل بال ّشيخ محمد عبده ،وتأ ّثر بفكره ،وانتفع بعلمه ولاسيما في البلاغة وال ّتوحيد وال ّتفسير ،وقد ش ّجعه ال ّشيخ الإمام بـما رأى من نبوغه وتف ّوقه على أن يعود للمصادر الأصيلة دون الاكتفاء بالقشور ،ونال العالـمية في ال ّثاني عشر ِمن ربيع الأول سنة ١٣٢٢هـ الموافق ١٩٠١م .ورشحه ال ّشيخ محمد عبده ،ليكون قاض ًيا بال ّسودان سنة ١٩٠٤م ث ّم قاض ًيا ل ُقضاة ال ّسودان سنة ١٩٠٨م ،ث ّم رئي ًسا لل ّتفتيش بوزارة العدل سنة ١٩١٩م ،ث ّم رئي ًسا لـمحكمة مصر ال ّشرع ّية ١٩٢٠م ث ّم رئي ًسا للمحكمة ال ّشرع ّية العليا سنة ١٩٢٣م ،ث ّم شي ًخا للأزهر للم ّرة الأولى سنة ١٩٢٨م ،ث ّم شي ًخا للأزهر للم ّرة ال ّثانية سنة ١٩٣٥م ،وتوفي في ليلة الأربعاء ال ّرابع عشر من شهر رمضان سنة ١٣٦٤هـ الموافق ال ّثاني والعشرين من أغسطس سنة ١٩٤٥م ،ومن أعماله :تعديل لائحة الأعلام الـمحاكم ال ّشرع ّية بال ّسودان ،تشكيل لـجنة تنظيم الأحوال ال ّشخص ّية وعدم ال ّتقيد الـمذهب ّي ،و ِمن مؤ ّلفاته :الأولياء والـمحجورون (نال بـها عضو ّية هيئة كبار العلماء) تفسير جزء (تبارك) ،وتكملة لتفسير جزء (عم) لل ّشيخ محمد عب ُده ،وبـحث في وجوب ترجمة معاني القرآن الكريم ،ورسالة ال ّزمالة الإنسان ّية الشيخ محمد مصطفى المراغي (كتبها لمؤتـمر بلندن) ،وبحوث في ال ّتشريع الإسلام ّي وأسانيد قانون ال ّزواج رقم ٢٥سنة ١٩٢٩م ،ومباحث لغو ّية بلاغ ّية ،وله عدد ِمن ال ّدروس ال ّدين ّية ،والمقالات ّنشرت في ال ّصحف والـمج ّلت حينها. 208 الوحدة ال ّثالثة
الـمعنى العام ثم يقول :إن ما ير ّدده بعض النّاس يمكن الر ّد عليه كالآتي :أما الحياة الفكر ّية فلا خطر عليها من الأزهر ال ّشيف ،وذلك لأن الأزهر يسير على نهج علمائه الأج ّلء ال ّسابقين ،ا ّلذين تعرضوا بالنّقد وال ّشح وال ّتحليل لآراء مـخالفيهم ،ولم يصادروها ،بل هى مق ّررة الآن في الـمعاهد الأزهر ّية سواء في علم ال ّتوحيد أو الفلسفة الإسلام ّية ،وك ّل ما فعله علماء الأزهر هو أنـّهم ف ّرقوا بين الـجيد وال ّرديء منه وبين الصالـح والفاسد. (ج) سـماحة الإسلام وموقفه من مـخالفيه والإسلا ُم بطبيعتِ ِه دي ُن ت َسا ُمح ،و َمبا ِد ُئ ُه لم َت ْع َ ِت ْف بالإكرا ِه ﭽ ﯿ ﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈﰉﭼ ،ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ .وقد َحى الإسلام أديان ًا ُتالِف ُه ،و َ َحى علما ُء الإسلا ِم َمذا ِه َب غير صحيح ٍة واج َته ُدوا َأ ْن َي ُر ُّدوا عليها بال ّدلي ِل، و َب ِقي ْت هذه المذاه ُب ح َّي ًة عائش ًة في ُكتبِنا ا ّلتي نقرؤها في الأزهر ،فليس الأزه ُر من المعاه ِد التي تك َر ُه ح ّر َّي ُة ال ّرأ ِي ،والآرا َء العلم ّي ِة. الكلمة معناها ال ّصفة الأصيلة غير الـمكتسبة ال ّطبيعة الـهدى ال ّرشد الغ ّى ال ّضلال المعنى العام يقول ال ّشيخ المراغى :ليس الأزهر من الـمعاهد التي تكره حر ّية ال ّرأى ،أو تصادر الأفكار الـمخالفة ،فقد حمى الإسلام قديـ ًما وحدي ًثا أديا ًنا تـخالفه ،بل ومذاهب غير صحيحة .وكل ماحدث أنـهم اجتهدوا في ال ّرد عليها بال ّدليل والبرهان ،ومقارعة الـحجة بالـحجة ،وذلك لأ ّن الأزهر لا ي ْكره حر ّية ال ّرأي ،ولا ُي ْكره أح ًدا على اعتناقه أو ال ّدخول فيه. 211 ال ّدرس ال ّثاني 211
الـمعنى العام يقول ال ّشيخ الـمراغي : يستحسن أن أتناول في حديثى هذا بعض ما ير ِّدده النّاس من تـخ ُّوفهم من تد ُّخل الأزهر في حياة النّاس الاجتماع ّية ،فإ ّنه حينئذ يعكر صفو هذه الـحياة، فيق ّيد ح ّرية الفكر والإبداع ويعوق مسيرة التق ُّدم العلمي .هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى فإ ّنه سوف يـحرم على النّاس بعض ما يح ّبون من متع الحياة وملذاتـها ،مـ ّما يـجعل الحياة لا تطاق إذا َس ْيطر عليها الأزهر با ْسم ال ّدين! هذا ما ير ِّدده بعض النّاس. (ب) أثر الأزهر على الحياة الفكر ّية ونـهجه على ذلك هذا شي ُء يقو ُل ُه النّا ُس أ ْح َب ْب ُت أن أ ْذ ُك َر ُه َل ُك ْم ،أ ّما الحيا ُة الفكر َّي ُة فلا أ ُظ ُّن بـحال أ ّن الأزه َر َخ َط ٌر عليها ،لأن الأزهر ُي َسا ِي ُر أسلا َفه من العلماء الأ ِج ّل ِء ،ومن الأئ ّم ِة ا َّل ِذي َن َكا َن عندهم من َس َعة ال ّصد ِر َما ا ْح َت َم َل هذه الـمذاهب المتع ّددة التي َنق َر ُؤها في ُكتب الكلا ِم ،وفي ُكتب الفق ِه ، وا ّلتي َننْ ُق ُدها ونـختا ُر منها ما هو صالحَ ،و َن ْت ُر ُك ما ليس بصال ٍح. معناها الكلمة يـجاري يساير من سبقوه والمفرد (سلف) ومقابلها :خلف أسلافه العظماء مفردها :جليل الأج ّلء تقبل ال ّرأى الآخر سعة الصدر علم ال ّتوحيد والعقيدة والفلسفة كتب الكلام المفردات الكلمة ملاذ المعنى الوحدة ال ّثالثة شهوة ،متعة من ُم َتع الحياة وعلى الأخ ّص في مجال الحوا ّس ،أو ما يثير في الإنسان إحسا ًسا جميل ًا أو يكون مصد ًرا لهذا الإحساس كالأشياء والأعمال 210
(هـ) موقف الأزهر من الحياة العلم ّية والاجتماع ّية أ ّما الآرا ُء العلم ّي ُة في ُح ُدو ِد الع ْل ِم ،وفي دائرتِ ِه فإ ّنها ُت َد َّر ُس في المعاه ِد ال ُك ْبرى دون أن َيـ ْخ ُط َر الأزه ِر ببا ٍل أن ُيقاو َمها ،أو أن يكون ح َج َر عثر ٍة في سبي ِلها ،وأ ّما الحيا ُة الاجتماع ّي ُة فالل ُه تعالى يقول: ﭽﮀﮁ ﮂﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﭼ ه َذا ُه َو ا َّل ِذي َي ْد ُخ َل فيه الأزه ُر ،فهو ُيقاوم الفوا ِح َش ما ظهر منها وما َب َط َن ،و ُيقا ِو ُم ا ّلذي َن َيقولو َن على الله بغي ِر ِع ْل ٍم .والفواح ُش لي َس ْت ِم َن ال َك ْث َر ِة بـحي ُث إذا ا ْن َع َد َم ْت ِم ْن ُأ ّم ٍة َضا َع َهنا ُؤها و َت َر ُف َها وسعاد ُتـها ،وفي الـمبا َحا ِت ِم َن الكثرة ما يـجع ُل الحيا َة سعيد ًة ُمت َرف ًة ناعم ًة ، فال ّدائر ُة ا ّلتي ُيقاو ُمها الأزه ُر لا ُيمكن أن تـجع َل الأ َّم َة َع ِديـ َم َة الـ َهنَا َء ِة. معناها الكلمة جمع فاحشة وهي القبيح من الأقوال والأفعال الفواحش النّعيم وال ّرفاهية ال ّترف جمع مباح وهو ما سكت عنه ال ّشرع الـمباحات الـمعنى العام ث ّم يب ّين ال ّشيخ موقف الأزهر من الـحياة العلم ّية والاجتماع ّية ،فيقول :إ ّن الـحياة العلم ّية لا يخطر للأزهر ببال أن يقاومها ما دامت في حدود العلم ودائرته .أما الحياة الاجتماع ّية فهو يـحرص على طهارتـها ونقائها ،وفي هذا إصلاح للمجتمع ُك ُّله ،حيث يقول تعالى: ﭽﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝ ﭼ 213 213 ال ّدرس ال ّثاني
(د) رسالة الأزهر وهدفه لك ّن الأزه َر َيكر ُه شي ًئا واح ًدا ُه َو َت َع ُّم ُد الاستهزا ِء بال ّدي ِن َ ،ت َع ُّم ُد الاستهزا ِء بالأنبيا ِء ، والاستهزا ِء ب ُأ َّم ِة المسلمي َن .يكر ُه هذا ،و َيكر ُه أي ًضا أن ُي َش َّك َك العا َّم ُة في دينهم .وأن ُيش َّك َك النَّ ْش ُء في عقا ِئ ِد ِه ْم .ف ُك ّل شي ٍء من شأن ِه أن يجعل العا ّمة ،أو يجع َل النَّ ْش َء ،غي َر ُم ْس َت ْم ِس ِكي َن بدينهم ُي َقا ِو ُم ُه الأزهر ب ُك ّل َما َيستطي ُع من ُق ّو ٍة . معناها الكلمة السخرية والاحتقار الاستهزاء غير الـمتخصصين في أمور ال ّدين ،ومقابلها :الـخاصة العامة جمع عقيدة العقائد الأطفال أو ال ّصبية النّشء متمسكين بقوة ومقابلها :مفرطين مستمسكين يقاومه يواجهه بقوة المعنى العام يقول ال ّشيخ الـمراغى :برغم سـماحة الأزهر ورفضه لل ّتع ّصب ،وقبوله للأخر إلا أ ّنه يكره تع ّمد الاستهزاء بال ّدين ،أو بالأنبياء جميع الأنبياء ،أو بأمة الـمسلمين ،كما أ َّنه يرفض رف َضا قاط ًعا تشكيك النّاس في دينهم وعقيدتـهم وأخلاقهم ،يرفض ذلك ويقاومه بكل حسم وقوة. المفردات الكلمة يكره المعنى رفض ق ُبح وأثار الاشمئزاز وال ُبغ َض َر َّد ُه 212 الوحدة ال ّثالثة
ال ّتعليق على النّص ◄يتم ّيز أسلوب الخطبة بال ّسهولة واليسر والوضوح والبعد عن ال ّتك ّلف والـمحسنات البديع ّية ا ّلتي كانت شائعة في كتابات ال ّسابقين ،وأسلوبه من قبيل الأسلوب الأدب ّي وخطبته من الخطابة الاجتماع ّية. ◄الأفكار مترابطة ومن ّظمة حيث تـخرج من فكرة إلى فكرة في وحدة موضوع ّية متماسكة. ◄ الاقتباس من القرآن الكريم مـما يقوى جانب العاطفة الدين ّية ،ويؤ ّكد صدق ما يدعو إليه. ◄يغلب على الخطبة العاطفة الدين ّية ،حيث إن ّـها تتح ّدث عن رسالة الأزهر مـم ّثل الإسلام في العالم ك ّله. ◄الخطبة تعتمد على الحقائق ولا مجال للخيال فيها،ومن هنا قلت فيها ال ّصور البيان ّية كقوله\" :اشتدت عزيـمته\" \"يقف حجر عثرة\" \"وبقيت هذه الـمذاهب حية\" وما جاء فيها من مـحسنات بديع ّية كال ّسجع والـجناس فقد جاء عفوا بعيدا عن ال ّتك ّلف وال ّتصنّع .وهذا الأسلوب يطلق عليه \"ال ّسهل الـممتنع\" أي ال ّسهل في فهمه ،ال ّصعب في الإتيان بـمثله. *** المفردات الكلمة عثرة المعنى اشتد السجع ز ّلة ،هفوة ِ ،مْنة َع ُظ َم َوزا َد الـجناس 215 َأ َتى بِ َكل َا ٍم َمنْ ُثو ٍر ُم َق ّف ًى َ ،ل ُه َف َوا ِص ُل اتفا ُق الكلمت ْي في ك ِّل ال ُحرو ِف أو أ ْكثرها مع 215 اختلاف المعنى ال ّدرس ال ّثاني
(و) آمال الأمة الإسلام ّية في الأزهر إ ّن لِلنَّاس فيكم آيها الأزهر ُيو َن آ َمالاً في مص َر وفي غي ِر مص َر .وال َح َيا ُة الإسلام ّي ُة َتنْ َت ِع ُش في َه َذا ا ْل َوق ِت في الأ ّم ِة الـمصر ّي ِة وغي ِرها .وهذا الا ْنتِ َعا َش َيـح َتا ُج إلى ِعناي ٍة و ِرقاب ٍة و َت َد ُّب ٍر وتب ّص ٍر ،إ ّن الذي يـج ُب علي ُكم هو َأ ْن َتف َه ُموا دينَ ُكم ح َّق ال َف ْه ِم ،و َأ ْن َتع ِر ُضو ُه على النَّاس َع ْرض ًا صحي ًحا وأ ّل ُت ْب ُقوا فيه تلك الإضافا ِت ا ّلتي ُأ ِضي َف ْت إ َل ْي ِه َ ،و َك ّر َه ْت َبعض النّا ِس فِيه . َج ِّر ُدوا ِد َين ُكم ِم ْن ُك ّل َما َغ ِش َي ُه ،وخ ُذو ُه من ال َينَابِيع ال ّصحيح ِةُ ،ح ُذو ُه ِم َن الكتاب وال ُسنّ ِة ، وآراء ال َّس َل ِف ال ّصال ِح من الأَئم ِة َ .واتر ُكوا بعد ذلك َما َج َّد َو َعرض َ .فإِ َذا َف َع ْل ُت ْم ذلك اه َت َد ْي ُت ْم، َوا ْه َت َدي النّا ُس بِ ُكم َو َح َّق ْق ُتم أ َم َل َأ َّمتِ ُكم وال َعا َلم الإسلام ِّي فيكم .وإ ّني أسأل الله سبحانه وتعالى لنا ال َّس َعاد َة َج ِمي ًعا. معناها الكلمة تق ّدموه للنّاس تعرضوه لا يـجعل النّاس تنفر من الدين عر ًضا صحي ًحا غطاه غشيه المصادر ،والـمفرد ينبوع وهو عين الـماء الينابيع المعنى العام يل ّخص رحمه الله تعالى في الـختام واجب الأزهـر ّيين نـحو تـحقيق آمـال أمتهم فيما يأتي: أ أن يتف ّهموا دينهم حق الفهم ،وأن يعرضوه على النّاس في صورة ط ّيبة صحيحة حسنة. ب أن ُيخ ِّلصوا دينهم من كل ما غشيه من آراء ،ومـما د َّس عليه من افتراءات .بـحيث ير ّدونه إلى منابعه ال ّصحيحة الكتاب والسنة ،وهم إذا فعلوا ذلك اهت َدوا واهتدى بهم النّاس، وح ّققوا أمل أمتهم وعالمهم الإسلام ّي فيهم. 214 الوحدة ال ّثالثة
ال ّتدريبات س َ : ١ما ال ّسبب ا ّلذي من أجله قال ال ّشيخ الـمراغ ّي هذه الخطبة ؟ س َ : 2ما رسالة الأزهر كما فه ْمت ِمن الخطبة؟ س : 3ما أثر الأزهر على الحياة الفكر ّية؟ وما نـهجه في ذلك؟ س4 والإسلام بطبيعته دين تسا ُمح ،ومبادئه لم تعترف بالإكراه. ﭽﯿﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅﰆ ﰇﰈﰉ ﭼ )1( ، ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ ()2 وقد حمى الإسلام أديا ًنا تـخالفه ،وحمى علماء الإسلام مذاهب غير صحيحة، واجتهدوا أن ير ّدوا عليها بال ّدليل ،وبقيت هذه الـمذاهب ح ًّية عائش ًة في كتبنا ا ّلتي نقرؤها في الأزهر ،فليس الأزهر من الـمعاهد التي تكره حر ّية ال ّرأي ،والآراء العلم ّية). 217 ال ّتدريبات 217
الخريطة ال ّذهن ّية ِمن خطبة ال ّشيخ محمد مصطفى الـمراغي يتح ّدث فيها عن الأزهر ال ّتعليق على النّص اسمه ،ونسبه ،ومولده ،وتعليمه بالأزهر ،ووظائفه ،ووفاته ومن أعماله ومؤلفاته موضوع ومناسبة الخطبة الأفكار ال ّسادسة:آمال الأمة الأفكار الأولى :موقف بعض النّاس الإسلام ّية في الأزهر من قيام الأزهر برسالته المفردات المفردات معنى العام معنى العام الأفكار الخامسة :وقف الأزهر من الأفكار ال ّثانية :أثر الأزهر على الحياة العلمية والاجتماعية الحياة الفكر ّية ونـهجه على ذلك المفردات المفردات معنى العام معنى العام الأفكار ال ّرابعة:رسالة الأزهر وهدفه الأفكار ال ّثالثة :سـماحة الإسلام المفردات وموقفه من مـخالفيه معنى العام المفردات معنى العام 216 الوحدة ال ّثالثة
ال ّدرس ال ّثالث مقال يا هادي الطريق جرت!! لأحمد حسن ال ّزيات أهداف ال ّدرس: بنهاية ال ّدرس يتو ّقع أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن: 1يذكر ترجمة لأحمد حسن ال ّزيات. 2يو ّضح مناسبة المقال. 3يـح ّدد سـمات شخص ّية الكاتب ،وخصائص أسلوبه. 4يشرح الـمقال بأسلوبه الخاص. 5يتع ّرف أثر البيئة في أسلوب الكاتب. 219 219
أ َم ْن َقائل العبارات ال ّسابقة ؟ تـح ّدث عنه فيما لا يزيد عن أربعة أسطر. ب ُا ْذ ُك ْر بعض الأعمال ا ّلتي وليها ال ّشيخ المراغ ّي . ج ُا ْذ ُك ْر أربعة من مؤلفات ال ّشيخ المراغ ّي . د ُا ْذ ُك ْر بعض المواقف ا ّلتي تؤ ّيد سـماحة الإسلام مع مـخالفيه. س َ : 5ما آمال الأمة الإسلام ّية في الأزهر وأبنائه كما َف ِه ْمتها ِمن النّص؟ س ُ : 6ا ْذ ُك ْر من النّص ما يد ّل على أن الأزهر يقاوم الفواحش الظاهرة والباطنة، وأنـها بالنّسبة للمباحات قليلة ،ومقاومتها لا تسلب النّاس سعادتـهم. س ُ : 7ا ْذ ُك ْر دور الأزهر في بناء النّهضة الأدب ّية الـحديثة. س : 8ت َـ َح ّد ْث عن دور الأزهر ِمن النّاحيتين ال ّسياس ّية والعلم ّية. *** 218 الوحدة ال ّثالثة
فتنازعوا ال َّزعام َة ،وتـ َجا َذبوا الأَ ِز ّم َة ،فأ ْخ َر َجنا هذا من م ْذه ٍب إلى م ْذ َه ٍب، و َص َر َفنَا ذلك من َم ْط َل ٍب إلى َم ْط َل ٍب ،حتى إذا ا ْنك َش َف ْت عن عيونِنَا َأ ْغطِ َي ُة ال َغ ْف َل ِة، َو َج ْد َنا َأن ُف َسنَا بعد ال َج ْه ِد ال َجاه ِد َن ُدو ُر َح ْو َل ال َم ْوق ِف ا َّل ِذي ُكنَّا فِيه ،أو َنر ِج ُع إِلى الموضع الذي َف ّصلنا عنه .على هذ ِه ال ِق َيا َد ِة الم َت َضا ِر َب ِة الأفِينَة َر َج ْعنَا ال َق ْه َق َرى ُزها َء ثـماني َن َسنَ ًةَ :ر َج ْعنَا إلى الع ْه ِد ا َّلذي كنا ُنـ َه ْد ِه ُد ال ّدس ُتو َر فيه على َه َوى ال ُس ْل َطا ِن ال ُم ْط َل ِق ،و ُن َد ِّر ُب القا ُنون على ُمصار َع ِة ال ُع ْر ِف الغالب ،و ُن َع ِّل ُم ال َّش ْع ِب الأ ِجي َر معنى الأُ َّم ِة المالِك ِة ،ليتنا ُع ْد َنا إلى ذلك العه ِد بأخلا ِق ِه و ُر ُجو َلتِ ِه .فق ْد ُكنّا على ِق ّلتِنَا َأ ِع َّز ًة ،وعلى َقا َفتِنَا َأ ِع ّف ًة ،وعلى َج َهالتِنا َأ ْع َل َم بالخي ِر ،و َأ ْف َه َم لـ َم ْعنى الـمجتمع ُ .كنَّا َن َت َوا َصى على ال ّصب ِر ،و َن َت َعاون على الب ّر ،و َن َتها َدى صنا ِئ َع الـمعرو ِف ،و َنح َف ُظ َو ْح َد َة الأ ُسر ِة بالح ِّب ،و ُسلطا َن ال ّدول ِة بال ّطاع ِة ،وحقو َق الله بال َو َرع فما كا َن ِمنّا َم ْن َي ُخو ُن الأمان َة و َي ْسر ُق الأ ّم َةَ ،و َي ّتك ُئ على النّقي َص ِة، وي َت َح َّم ُل على الخب ِثَ ،و َي ّت ِج ُر بال ّدين ،وي ّت ِخ ُذ عد َّو وطن ِه َولِ ًّيا ،ويعتقد خط ًة غا ِصبيه شريع ًة. المفردات الكلمة ال َّزعام َة المعنى 221 َز َع َم به َز َع َم َز ْع ًم ،و َزعام ًة َ :ك َف َل به ،فهو 221 زعيم به :أي كفي ٌل ال ّدرس ال ّثالث
النّص َذلك ُهتا ُف الأ ّم ِة الـ َح ْي َرىَ ،يت َج ْل َج ُل في ص ْد ِرها الـ َمك ُظو ِم ك َّلما َبـ َه َر ْتـ َها ال ّشدا ِئ ُد وأ ْج َهدتـها الـم َفاو ُز و َف َدحتـها الضحايا ،وو َق َف بـها ال ُّلغو ُب، ودا َر ْت بِ َب َص ِرها في الفضا ِء فلا تتب ّي ُن َن َس ًما لِطري ٍق ،ولا َت َت َع َّر ُف وج ًها لغاي ٍة .ذلك ُصرا ُخ ال َقافل ِة الـ َم ْك ُرو َبة َ ،تـ َخ ّب ُط ُمنْذ ز َم ٍن طوي ٍل في َم َعا ِمى الأرض ،و َخ َوا ِد ِع ال ُّس ُب ِل و َأ ِد َّلؤها ال ُغ َوا ُة ي ْل َت ِهمو َن َزا َدها مع ال َو ْح ِش ،و َي ْق َت ِسمو َن َمالها مع ا ْل َغي ِر، ويغتنمو َن ضلالها مع الحواد ِث ،حتى َق َطعوها عن َرك ِب الإنسان ّية ،و َت َركوها في َم َطا ِوي ال ِّتي ِهُ ،تن ِف ُق َجه َدها على غي ِر َطا ِئ ٍل ،وتن ُش ُد َقص َد َها من غير أ َم ٍل .و َم ْن َي ْستطي ُع اليو َم َأ ْن ُي َع ِّر َف هذا الهاد َي بالنّدا ِء ،أو يـ َخ ّص ُصه بالو ْص ِف ،أو ي ْأخ َذ ُه بال َّت َب ِع ّي ِة ؟ لقد َت َع ّد َد الـ ُهداة في القافِل ِة ،واختل َف ِت ال ّشياطي ُن بين هؤلا ِء الـ ُهدا ِة، المفردات الكلمة َمك ُظو ِم المعنى ال ُّلغوب اسم مفعول من ك َظ َم /ك َظ َم على َم َطا ِوي الضحايا الضعي ُف الأَ ْ َحق الجمع ِ :م ْط َواة الوحدة ال ّثالثة جمع َّض ِح َّي ُة 220
معناها الكلمة الحائرة ،والمذكر حيران ال َحي َرى َيت َجلج ُل يتر َّدد الـمكظوم الـمكروب بـهرتـها ال ّشدائد أعيتها وأتعبتها الـمفاوز جمع مفازة وهي الصحراء ا ّلتي لا ماء بها ال ُّل ُغوب أش ُّد التعب معامى جمع َمعمى اسم مكان من العمى النّسم تـخ َّبط الوجه الأدلاء أصلها تتخ َّبط والمقصود :تسير على غير هدى على غير طائل الأَز َّمة جمع دليل وهو الذي يدل على ال ّطريق صرفنا بلا فائدة الـجهد الجاهد جمع ِزمام وهو ما تقاد به ال ّدابة فصلنَا عنه أبعدنا الأَفن القهقرى ال ّتعب والـمشقة نـهدهد البالغ في الإتعاب الورع مصطفى وسعد خرجنا عنه ضعف ال ّرأى والعقل الوراء يقالَ :ه ْد َه َد ال َّصب َّى أي :حركه لينام ترك الحلال مخافة الوقوع في الحرام أي مصطفى كامل وسعد زغلول 223 ال ّدرس ال ّثالث 223
ولكنّا . .واأسفا ُه َ .بع َد ه ّب ِة مصطفى ،ونـ ْه َض ِة َسع ٍد ،وجها ِد خم َس َة َع َش َر عام ًا، تـ َم ّك َن فيها ال ُسلطا ُن ،واس َتبح َر ال ُعمرا ُن ،وا ْز َده َر ال ِعل ُم ،وت َو ّل َد النّبو ُغ ،و َت َو َح ّد ال ّشعب ،وتك ّو َن ال ّرأ ُىُ ،تصاب بهذه النّكس ِة ال ّشديد ِة ،فنعو ُد ناقضي َن ما ُأ ْب ِر َم، َخا ِسري َن ما ُغنِ َم ،ال ّل ُه َّم إِ َّن النّي َل لا َيزال يفي ُض ،وإن الواد َي لا َي َزا ُل ُينبِ ُت ،وإن ال ّشمس التي أنض َج ْت أذ َها َن الفراعي ِن لا تزا ُل ُتش ُّع ،وإ ّن الأ ْي ِد َي التي غ َر َس ْت أولى الحضارات على ال ُع ْد َو َت ْي ِن لا تزال تعم ُل ،فما با ُلنا اليوم َيتق ّد ُم النَّا ُس ون َت َأ َّخ ُرا! ،و َت َتح ّر ُر شعو ُب النّا ِس الضعيف ِة ،ونـحن لا َن َت َح َّر ُر. المفردات الكلمة اس َتبح َر المعنى النّبو ُغ استبحر ال َّشخ ُص في العلم وغي ِره :تو ّسع غ َرس وتع َّمق فيه الوحدة ال ّثالثة َن َب َغ ِف ال ِع ْل ِم َ :أ َجا َد فِي ِه َن َب َغ ِف ال ِّش ْع ِر غ َرس ال ّشج َر ونح َوه :أثبته في الأرض وزرعه 222
مواطن الـجمال نداء لل ّتنبيه ◄ في قوله\" :يا هادى الطريق ج ْر َت\" \"ذلك\" اسم إشارة للبعيد؛ أفاد بعد الـمسافة ◄ في قوله\" :ذلك هتاف الأمة الحيرى\" الـمعنو ّية بين القول وواقع الأمة. وقد ،وهو كناية عن أسلوب مؤ ّكد بال ّلم، في قوله\" :لقد تعدد الـهداة في القافلة\" ◄ ال ّتنازع وال ّتفرق. اقتباس من القرآن الكريم ◄ في قوله\" :انكشفت عن عيوننا أغطية الغفلة\" استعارتان مكن ّيتان ◄ في قوله\" :نـهدهد الدستور، وندرب القانون\" طباق يبرز الـمعنى ،ويو ّضحه بال ّتضاد ◄ بين \"جهالتنا وأعلم، ويـخون والأمانة\" طباق يبرز المعنى ،ويو ّضحه بال ّتضاد ،وفيه ◄ بين قوله\" :ناقضين ما أبرم، خاسرين ما غنم\" أيضا اقتباس من القرآن الكريم ،مـ ّما يد ّل على ال ّروح ال ّدين ّية لدى الكاتب. المفردات الكلمة ندرب المعنى يـخون التنازع اعتاده و ُأولع به ح َّتى أصبح حاذ ًقا بصنعه َن َق َض ُه َ ،أ ْي َلْ َي ْر َع َع ْه َد ُه اقتباس ادعاء كل فريق أن الحق معه طباق أن يضمن المتكلم كلامه من شعر أو نثر شيئا من يبرز القرآن أو من كلام رسول الله دون الإشعار بأن هذا 225 ليس من كلامه . 225 ا ْ َل ْم ُع َب ْ َي َم ْعنَ َي ْ ِي ُم َت َقابِ َل ْ ِي َأ ْو ُم َت َضا َّد ْي ِن ُي َب ِّ ُي َعنْ َها ال ّدرس ال ّثالث
المعنى العام كتب ال ّزيات هذا المقال في فترة من َأ ْح َل ِك الفترات في تاريخ الحكم الـمصري فقد كانت البلاد آنذاك تديرها حكومة ( ِصدقي باشا) ،وقد أنشأ ال ّرجل حزب ال ّشعب ،وحكم البلاد أسوأ حك ٍم ،وصحبت حك َمه أزم ٌة مالي ٌة أرهقت النّاس .وفي الوقت نفسه كانت الأحزاب الأخرى تحاول إسقاط وزارة ( ِصدقي ) سع ًيا وراء الحكم. وكانت الـمصالح الحزب ّي ُة فوق كل اعتبا ٍر ،وكان للإقطاع ورأس الـمال والـمحسوب َّي ِة سطوة في كل مناحي ال ّدولة ،وتج ّلى في ات ّـجاهات قادة الأحزاب وال ّزعامات ال ّسياس ّية. وقد نفث الكاتب في مقاله آلامه الـمبرحة ،لـما يعانيه ال ّشعب المصر ّي من جور زعاماته ،وتنكبهم ال ّطريق ال ّسليم و ُبعدهم عن العلاج الناجح لهذا ال ّشعب ،ا ّلذي يعاني من متاعب الحياة ما يعاني ،وتض ّل قافلته في متاهات الأحداث ،ولا تـجد نو ًرا يضيء لها طريقها. وقد قسا الكاتب على زعماء الأمة وقادتـها ،فهم عو ٌن عليها مع الـمستعمر وهم حر ٌب عليها مع الـحوادث ،يلتهمون زادها ،ويأخذون مالـها ،وقد تركوها في ال ّتيه لا تـهتدى لطريق، ولا تصل إلى غاي ٍة. وهم قد رجعوا بها إلى الوراء ثـمانين عا ًما ،وليتهم رجعوا بـها إلى ما كانت عليه في ذلك ال ّتاريخ ،حين كانت عزيز ًة مع الق ّلة عفيف ًة مع الفاقة ،عليم ًة بالـخير مع الـجهل ،وكان يسود ال ّتعاون بين أبنائها ،و ُي َس ْيطر الـح ّب على أسرتـها ،و ُتصان فيها حقوق الله وحقوق الوطن فلم يكن فيها خائن ولا ناقض للعهد ،ولا متاجر بال ّدين ولا من يوالى أعداء الوطن ويقدس خططهم .ثم يكشف عن حال مص َر بعد زعيميها الأبرين :مصطفى وسع ٍد ،وبعد جهادها خمسة عشر عاما ،فإذا هى قد خسرت ما كسبت ونقضت ما أبرم الـمصلحون ،ويعجب كيف أن البيئة الـمصر ّية لم تتغ ّير سوى أ ّنـها تأ ّخرت. 224 الوحدة ال ّثالثة
وقد استطاع الكاتب مع إيـجاز العبارة أن يص ّور واقع مصر الـممت ّد من شـمالها إلى جنوبـها في تلك الـحقبة من تاريـخها ،فبرغم أن هذا جزء من مقال لا يتجاوز سطورا معدودة إلا أ ّنه أعطانا صورة كاملة صادقة لـما كانت عليه مصر في ذلك الوقت ،وما كان عليه القائمون على أمرها وعباد المنافع فيها ،داعيا إلى تدارك إفلاس الأمة ،وفشل ال ّسياسة ،وفوضى الحكم بإيقاظ ال ّضمائر الغافلة ،واستخدام الكفايات المع ّطلة ،واستلهام هذا ال ّشعب الـمجهد ا ّلذي عودته عناية الله أن ُيعوق ولا َيض ّل ،و ُيعذب ولا ُيذ ّل ،و ُيارب ولا يستكين. *** الخريطة ال ّذهن ّية مقال \"يا هادي ال ّطريق جرت!!\" لأحمد حسن الزيات نوع النّص زمن النّص المناسبة ا ّلتي قيل ال ّتعريف بال ّشاعر في النّص 227 ال ّدرس ال ّثالث 227
ال ّتعليق على ال ّنص من خصائص أسلوب الكاتب في النص ،تأ ّثره بالقديم ،فقد استعار الكاتب عنوان مقاله من كلمة لسيدنا أبي بكر ،قالها في مرض موته ،وبعض ال ّدلالة في هذا ال ّصنيع أن ال ّزيات كأحد ال ُك ّتاب المحافظين كانت صلته وثيق ًة بالقديم. ومن الـخصائص الـجل ّية في الـمقال تـخ ّي اللفظ ،ورصانة العبارة ،وتوازن الـجمل ا ّلذي قد يكون مع أكثر من جملتين. ومن أه ّم ما ا ّتسمت به كتابات ال ّزيات حرصه على الإتيان في ك ّل مقال بكلمة أو أكثر جديدة في الاستعمال ،إما أن يـجىء بها من بطون القواميس ،أو يستولدها بطري ٍق من طرق تكثير الـمفردات ،من الاشتقاق والنّحت ،والـجمع ،ومن ذلك في هذا الـمقال كلمة \"معامى\" فهى لا تكاد توجد في ن ٍص قدي ٍم أو حدي ٍث ،وكذلك كلمة \"نسم\" بـمعنى الوجه. وعلى ال ّرغم من فخامة الألفاظ ،وجزالتها لا نـجد فيها لفظا غريبا ،ولا كلم ٍة ينبو بـها موضعها ،فهى من الـمعاني ال ّسامية ا ّلتي تـجول بـخواطر أصحاب الفكر ال ّرفيع.وقد بالغ في الا ّتـهام وأغلظ في القول ،وألذع في الهجاء ،ولكنّه لم يعين واحدا ،ولم يـم ّيز متهما. ولقديلمحالـمتأملظلثقافةالكاتبا ّلذينشأبالأزهر،وأطالالنّظرفيكتبالـمتق ّدمين فيجدها تنضح على أسلوبه بشىء ربـما لـم يقصد إليه ،فال ّتعريف بالنّداء وال ّتخصيص بال ّصفة من عبارات النّحويين ،وقد جاءت على قلم كاتب تراجم رافائيل ،وآلام فرتر ،وكأ ّنا جاءت عف ًوا دون أن يقصد إليها. 226 الوحدة ال ّثالثة
ال ّتدريبات \" َو َمن َي ْس َت ِطيع اليو َم َأ ْن ُي َع ِّر َف هذا الهاد َي بالنّدا ِء ،أو يـ َخ ّص ّصه بالو ْص ِف ،أو س١ ي ْأخ َذ ُه بال َّت َب ِع ّي ِة ؟ لقد َت َع ّد َد الـ ُهداة في القافِل ِة ،واختل َف ِت الشياطي ُن بين هؤلا ِء الـ ُهدا ِة ،فتنازعوا ال َّزعام َة ،وتـ َجا َذبوا الأ ِز ّم َة\"... أ َم ْن القائل؟ وما عنوان النّص؟ و ِمـ َّمن ا ْس َت ْو َحى الكاتب عنوان النّص؟ َو ِمن َأ ّي أنواع النّثر هو؟ ب في الفقرة ما يد ّل على تأ ّثر الكاتب بدراسته الأزهريةَ .و ِّض ْح ذلك. ج لماذا كان الكاتب قاس ًيا على زعماء الأمة؟ د قوله\" :فتنازعوا الزعامة ،وتـجاذبوا الأ ِز َّمة\" علاقته بـما قبله (تعليل -ترادف -نتيجة). هـ َما ال ِّسمات الفن ّية لأسلوب الكاتب؟ س َ : 2ض ْع َع َل َمة صواب أمام العبارة الصحيحة ) ، (وعلامة خطأ أمام العبارة الـخاطئة ) (مع ال ّتصويب. أ في قوله( :نـهدهد الدستور وندرب القانون) استعارة مكن ّية . ب كانت تـحكم البلاد في ذلك الوقت حكومة سعد زغلول) ( . ج أنشأ (صدقى باشا) حزب ال ّشعب) ( . د كاتب الـمقال يأتى في مقالاته ببعض الألفاظ الـجديدة في الاستعمال ) ( . ه الكاتب لـم يتأ ّثر بطبيعة دراسته عند كتابة الـمقال) ( . و كانت البلاد في تلك الفترة تـم ّر برفاهية ورخاء ونـمو اقتصاد ّي) ( . 229 229 ال ّتدريبات
دهشة وتعجب الخريطة ال ّذهن ّية حيرة الأمة نكسه الأمة بعد الأفكار الرئيسية ضلال القادة وأثره نهوضها من مقال “يا هادي ال ّطريق جرت!!” ماضي الأمة س ّر ال ّتخلف تعدد وحاضرها القادة 228 الوحدة ال ّثالثة
أعلام الأعلام من خطبة ال ّشيخ محمد مصطفى المراغي ال ّشيخ محمد مصطفى الإمام محمد بن مصطفى المراغي الاسم بن محمد بن عبد المنعم المراغي مولده 1881م بالمراغة وفاته 1945م مقال يا هادي ال ّطريق جرت!! الأعلام أحمد حسن ال ّزيات الاسم أحمد حسن ال ّزيات 1885م بمصر مولده 1968م وفاته 231 الأعلام 231
\"فقد كنّا على قلتنا أعزة ،وعلى فاقتنا أعفة .وعلى جهالتنا أعلم بالخير وأفهم لمعنى س3 المجتمع .كنا نتواصى على الصبر ،ونتعاون على الب ّر ،ونتهادى صنائع الـمعروف، ونـحفظ وحدة الأسرة بالح ّب ،وسلطان ال ّدولة بال ّطاعة ،وحقوق الله بالورع\". أ اِ ْع َت َم َد الكاتب على الطباق لإبراز فكرتهَ ،ها ِت ِمن الفقرة ما يد ُّل على ذلك . ب اِ ْش َر ْح الفقرة بأسلوبك . ج اِ ْخ َت ْر ال ّصواب مـما بين القوسين فيما يأتى : ◄ كلمة \"أع َّزة\" مضادها (ضعفاء َ -أ ِذ ّلء -أقوياء). ◄ كلمة \"أعفة\" مفردها (عفيف -عائف -معا ًفى). ◄ كلمة \"فاقة\" مرادفها (فقر -احتياج -كلاهما صحيح). ◄ قوله :في الفقرة \"أعلم ،وأفهم\" (فعل مضارع -اسم فاعل -اسم تفضيل). *** 230 الوحدة ال ّثالثة
ِمن أه ّم المراجع ◄عمر الدسوقي .في الأدب الحديث -دار الفكر العرب ّي -القاهرة ١٩٦٦م. ◄أحمد حسن ال ّزيات .تاريخ الأدب العرب ّي .دار نـهضة مصر .القاهرة. ◄شوقي ضيف .الأدب العرب ّي المعاصر في مصر .دار المعارف المصرية .١٩٦١ ◄جـمال ال ّدين ال ّشيالِ .رفاعة رافع ال ّطهطاوي .دار الـمعارف .القاهرة ١٩٧٠م. ◄طه حسين .حديث الأربعاء .ال ّطبعة ال ّثالثة عشرة .دار المعارف .القاهرة. ◄الإمام محمد عب ُده .الأعمال الكاملة .دار ال ّشروق .القاهرة ٢٠٠٩ .م. ◄عبد الـمحسن طه بدر .تط ّور ال ّرواية العرب ّية الحديثة .ال ّطبعة ال ّرابعة. دار المعارف .القاهرة. ◄خيرى شلبي .في الـمسرح المصر ّي الـمعاصر .دار المعارف .القاهرة. ◄ع ّز ال ّدين إسـماعيل .الأدب وفنونه .مكتبة نـهضة مصر .القاهرة ٢٠٠١م. *** 232 المراجع
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240