مظاهر ال ّتجديد في ال ّشعر عند ال َبا ُرو ِد ّي ألفاظ ال ّشعر وأساليبه ارتقى بالكلمة والعبارة ِمن ال ّضعف والابتذال إلى ص ّحة ال ّتركيب وق ّوته ،وصفاء ال ّسليقة ونقائها ،والعناية بالأسلوب وجماله ،وارتفع بهما ِمن تكلف البديع وأثقاله إلى ال ّرصانة و ال ّتحرر ،ومن ال ّتعقيد والغموض إلى الوضوح والإفصاح. يقول ال َبا ُرو ِد ّي إحساسا ِمنه بال ّدور ا ّلذي قام به في إحياء ال ّشعر: َأ ْح َيي ُت أن َفا َس الق ِري ِض بِمنط ِقي *** وصرع ُت ُف ْرسا َن العجا ِج بِلهذ ِمي موضوعات شعره نأى ال َبا ُرو ِد ّي بموضوعاته عن ال ّتكرار والجدب وال ّسطحية ،إلى ال ّتجدد و ال ّتنوع، وال ّتعبير عن الأحاسيس ال ّذاتية ،والحياة المعاصرة ،والقضايا القوم ّية ،وأحداث العصر ،منتقلا بالموضوع ال ّشعري ِمن الأمور ال ّشخصية ال ّتافهة ال ّضئيلة إلى الأمور العا ّمة ا ّلتي تق ّدم زادا للإنسان ِمن خلال خبرته الإنسان ّية وتجربته مع الحياة ممتزجة بالعاطفة .ن ّظم ال َبا ُرو ِدي ال ّشعر في أغراض ال ّشعر الموروثة عن القدامى ِمن الغزل والوصف والفخر وال ّرثاء ،فبدأ بمق ّدمة غزل ّية ،ووصف ال ّطبيعة ،وص ّور الحروب والمعارك وأهوالها ا ّلتي خاضها ،وافتخر بفروسيته، وح ّض على البطولة والإقدام ،وكتب في ح ّب مصر ووصف ليلها ونيلها ،ورثى والده وزوجته وابنه ِمن منفاه بأصدق ال ّشعر وأشجنه. واستحدث ال َبا ُرو ِد ّي موضوعات جديدة تنطلق من شعوره العميق بمشكلات وطنه ،وأحداث عصره ،فن ّظم شعرا في ال ّسياسة والوطنيات. 42 الوحدة ال ّثانية
النّيرا ِت -قم في فم ال ّدنيا -قم ناد أنقرة -قف ناد أهرام الجلال -قف بالممالك وانظر دولة المال -آذار أقبل قم بنا يا صاح. وأقدم كثير منهم على مناظرة روائع ال ّشعر العرب ّي القديم ،وق ّلدوها بقصائد مماثلة وز ًنا وقافية أو موضو ًعا وكانت تس ّمى هذه بالمعارضة على نحو ما فعل شوقي في قصيدة نهج البردة ا ّلتي عارض بها قصيدة البردة للإمام البوصيري. ورغم ك ّل ما ق ّدموه ِمن تقليد وانتهاج لما هو قديم إ ّل أ ّنهم استحدثوا أغرا ًضا شعر ّية جديدة لم تكن معروفة ِمن قبل في ال ّشعر العرب ّي ،كال ّشعر الوطن ّي ،وال ّشعر الاجتماع ّي ،وال ّشعر ال ّتمثيل ّي المسرح ّي ،فن ّظموا ال ّشعر في المناسبات الوطن ّية وال ّسياس ّية والاجتماع ّية ،واعتمدوا في نظمهم على الأسلوب الخطاب ّي ا ّلذي يلائم المحافل ،وكان شعرهم في مجمله هاد ًفا ،جا ًدا في معناه ،تنتشر الحكمة والموعظة بين ثناياه. مآخذ على مدرسة المحافظين قد أخذ عليهم اهتمامهم بال ّصياغة البيان ّية والإفراط فيها ،دون عناية بالمضمون ،أو اهتمام بصدق ال ّتجربة وأ ّنهم لم يهتموا بال ّتعبير عن تجاربهم النّفس ّية ،فلا تكشف أشعارهم عن شخصية ال ّشاعر وطبعه ولون نظرته إلى الحياة والكون. وقد كان ر ّواد مدرسة ال ّديوان أكبر المنتقدين لهذا النّهج ال ّشعري ،وأفرد ع ّباس الع ّقاد في كتاب ال ّديوان في الأدب و النّقد مساحات كبيرة لانتقادات لاذعة لأشعار أحمد شوقي. *** المفردات المعنى الكلمة وافقه يلائم َجا َو َز ال َح َّد ،أ ْ َش َف َ ،با َل َغ الإفراط 45 ال ّدرس الأ ّول 45
مدرسة المحافظين ظ ّل ال َبا ُرو ِد ّي رائدا لمدرسة الإحياء والبعث قرابة نصف قرن ِمن ال ّزمان ح ّتى أثمرت النّهضة ثمرتها وبات لل ّشعر ال ّرصين شعراء يتبارون في ميدانه ،فتبعه على درب ال ّتأ ّثر بعصور الازدهار الأدب ّي أشهر شعراء الأدب الحديث ا ّلذين أطلق عليهم النّقاد اسم مدرسة المحافظين: إسماعيل صبري ،وعائشة ال ّتيمورية ،وأمير ال ّشعراء أحمد شوقي ،وشاعر النّيل حافظ إبراهيم، وولي ال ّدين يكن ،ومحمد عبدالمطلب ،وأحمد محرم ِمن مصر ،ومحمد رضا ال ّشبيبي ،وعبد المحسن الكاظمي ،وجميل صدقي الزهاوي ،ومعروف ال ّرصافي ِمن العراق ،وشكيب أرسلان ِمن سوريا ،وغيرهم ِمن شعراء جيلهم بالبلاد العرب ّية المختلفة ،وأعقبهم ِمن الأجيال ال ّتالية: علي الجارم ،ومحمد الأسمر ،وعزيز أباظة ،ومحمود غنيم وغيرهم. وقد حافظ شعراء هذه المدرسة على نهج ال ّشعر العرب ّي القديم في بناء القصيدة. و ِمن أبرز خصائص مدرسة المحافظين ◄ تق ّيدوا بالبحور ال ّشعرية المعروفة ،و التزموا القافية الواحدة في ك ّل قصيدة. ◄ تابعوا خطى ال ّشعراء القدامى فيما ن ّظموه ِمن الأغراض ال ّشعرية ،فن ّظموا مثلهم في المديح وال ّرثاء والغزل والوصف. ◄ جارى لمحافظون -في بعض قصائدهم -طريقة ال ّشعر العرب ّي القديم في افتتاح القصيدة بالغزل ال ّتقليد ّي ،والبكاء على الأطلال ث ّم الانتقال إلى الأغراض ال ّتقليد ّية نفسها ِمن مدح أو رثاء ونحوهما ،وكذلك في استهلال القصيدة بمخاطبة ال ّصاحب. ◄ الالـتزام بنهج الـقدمـاء في استعمـال الألـفـاظ الـجزلـة الـ ّرصينة ،فجـاءت بعضهـا غريبة على عصرهم. ومناجاة مخاطب متخ ّيل كما في بعض افتتاحيات شوقى :قم ناج جلق -قم ح ّي هذي 44 الوحدة ال ّثانية
شعر ا ّلذين ينظرون إلى الخلف ويعيشون في ظلال القديم ،ويعارضون القدماء عجزا عن ال ّتجديد والابتكار ،بينما ال ّشعر الج ّيد هو ذلك ا ّلذي يقوله هؤلاء ال ّشبان ا ّلذين ينظرون إلى الأمام مع ّبرين عن ذواتهم وعواطفهم ،وما يسود عصرهم ِمن أحداث ومشكلات. و ِمن أبرز خصائص مدرسة ال ّديوان ◄ الجمع بين ال ّثقافتين العرب ّية والإنجليز ّية. ◄ ال ّتطلع إلى المثل العليا والنّزعة المثال ّية ،ال ّتعبير عن النّفس الإنسان ّية وما ي ّتصل بها من ال ّتأ ّملات الفكر ّية والفلسف ّية. ◄ وضوح الجانب الفكر ّي عندهم مما جعل الفكر يطغي على العاطفة -فكان لذلك -يميل إلى الجفاف. ◄ ال ّصدق في ال ّتعبير والبعد عن المبالغات. ◄ ظهور مسحة ِمن الحزن والألم وال ّتشاؤم واليأس في شعرهم. ◄ استخدام لغة عصرهم والابتعاد عن لغة قصائد الفحول القدامى. ◄ عدم الاهتمام بوحدة الوزن والقافية ،وال ّدعوة إلى ال ّشعر المرسل. ◄ الاهتمامبوضععنوانللقصيدة،ووضععنوانلل ّديوان؛ليد ّلعلىالإطارالعاملمحتواهما. ◄ ال ّتجديد في الأغراض ،فأضافوا إلى ال ّشعر موضوعات غير مألوفة ،فكتبوا شعرا عن رجل المرور ،والكواء. ◄ استخدام طريقة الحكاية في عرض الأفكار والآمال. المفردات المعنى الكلمة الفحول ا ُْل َف َّض ُلو َن َوا ُْل َت َم ِّي ُزو َن اليأس ا ْل ُقنُو ُط ا ِل ْستِ ْسلا ُم 47 ال ّدرس الأ ّول 47
مدرسة ال ّديوان تع ّد مدرسة ال ّديوان أبرز حركات ال ّتجديد في ال ّشعر العربي ا ّلتي ظهرت في النّصف الأ ّول من القرن العشرين على يد عباس محمود الع ّقاد ،وإبراهيم المازني ،وعبد ال ّرحمن شكري .وسميت بهذا الاسم نسبة إلى كتاب ألفه الع ّقاد والمازني سنة ١٩٢١م وضعا فيه مبادئ مدرستهم ،وأطلقوا عليه اسم \"ال ّديوان في الأدب و النّقد\" .فاشتهر ال ّثلاثة بجماعة ال ّديوان، أو شعراء ال ّديوان ،أو مدرسة ال ّديوان ،والواقع أن آراءهم ال ّشعر ّية قد ظهرت قبل ذلك منذ عام ١٩٠٩م ،وقد نظر هؤلاء إلى ال ّشعر نظر ًة تختلف عن شعراء مدرسة الإحياء ،فع ّبروا عن ذواتهم وعواطفهم ،وما ساد عصرهم ،ودعوا إلى ال ّتحرر ِمن الاستعمار وتح ُّمل المسؤول ّية، فهاج ّموا المحافظين ،وفي مق ّدمتهم شوقي ،وحافظ ،وال ّرافعي. وقد ا ّتجه ُر ّواد هذه المدرسة إلى ال ّتجديد عندما وجدوا أنفسهم يم ّثلون ال ّشباب العرب ّي ،وهو يم ّر بأزمة فرضها الاستعمار على الوطن العرب ّي ا ّلذي نشر الفوضى والجهل بين أبنائه في محاولة منه لتحطيم ال ّشخصية العرب ّية الإسلام ّية ،عندئذ تصادمت آمالهم الجميلة مع الواقع الأليم ا ّلذي لا يستطيعون تغييره ،فاندفعوا إلى هذا الا ّتجاه ال ّتجديد ّي بدافع الهروب ِمن عالم الواقع إلى عالم الأحلام ،وف ّروا إلى ال ّطبيعة؛ ليبثوا لها آمالهم ال ّضائعة ،متأ ّملين في الكون متع ّمقين في أسرار الوجود متأ ّثرين بالمدرسة ال ّرومانس ّية العالم ّية في الأدب ،فمن ال ّشعراء ال ّثلاثة (الع ّقاد ،المازني ،شكري) تك ّونت المدرسة متأ ّثرة بال ّرومانس ّية في الأدب الإنجليز ّي، مع اعتزاز شديد بال ّثقافة العرب ّية. ُح ّددت أهداف المدرسة كما يقول الع ّقاد في ال ّديوان\" :وأوجز ما نصف به عملنا إن أفلحنا فيه أنه إقامة ح ّد بين عهدين لم يبق ما يسوغ ا ّتصالهما والاختلاط بينهما ،وأقرب ما نم ّيز به مذهبنا أ ّنه مذهب إنسان ّي مصر ّي عرب ّي\". وترى جماعة ال ّديوان أ ّن ال ّشعر تعبير عن الحياة كما يح ّسها ال ّشاعر ِمن خلال وجدانه، فليس منه شعر المناسبات والمجاملات ،ولا شعر الوصف ا ّلذي يأتى خال ًيا ِمن ال ّشعور ،ولا 46 الوحدة ال ّثانية
ومن نماذج شعره *** َك ُس ُجو ِد ِهــ ْم لِل َّش ْمـ ِس إِ ْذ َت َل َل َس َج ُدوا لِ ِك ْس َرى إِ ْذ َب َدا إِ ْجـل َالاَ *** َما َذا َأ َحا َل بِ َك الأ ُسو َد ِس َخا َل َيا ُأ َّم َة ا ْل ُف ْر ِس ا ْل َع ِري َق َة فِي ا ْل ُع َلى *** َوا ْل َيـ ْو َم بِ ُّت ْم َصا ِغـ ِريـ َن ِضـ َئا َل كنْ ُت ْم ِك َبا ًرا فِي ا ْل ُحـُرو ِب َأ ِعـ َّز ًة *** َو ِر َقا َب ُك ْم َوال ِعـ ْر َض َوالأَ ْمـ َوا َل ُع َّباد ِك ْس َرى مانِ ِحي ِه ُن ُفو َســ ُك ْم *** َوت ُــ َعــ ِّفــ ُرو َن َأ ِذ َّلـ ًة َأ ْو َكــا َل َت ْس َت ْقبِـ ُلو َن نِ َعـا َل ُه بِ ُو ُجـو ِهـ ُك ْم *** َويـَــ ُعــ ُّد ُأ َّمــ َة َفــا ِر ٍس َأ ْر َذا َل ال ِّت ْب ُر ِك ْس َرى َو ْحـ َد َه فِي َفا ِر ٍس *** َلــ ُه ُم َو َي ْز ُعــ ُم ُه ْم َع َلي ِه ِعــ َيا َل َش ُّر ا ْل ِع َيـا ِل َع َل ْيـ ِهـ ْم َو َأ َع ُّق ُهـم *** َثــ ْأ ًرا ُيبِـــ ْد ُه ْم بِا ْل َعـــ ُد ِّو ِق َتا َل إِ ْن ُي ْؤتِ ِهـ ْم َفض ًل َي ُم ُّن َوإِ ْن َي ُر ْم *** َضــ َر َب الأَ َنــا ُم بِ َع ْدلِ ِه الأَ ْم َثا َل َوإِ َذا َق َضى َي ْو ًما َق َضــا ًء َعا ِد َل 49 ال ّدرس الأ ّول 49
ال ّتجديد قبل مدرسة ال ّديوان سبق مدرسة ال ّديوان إلى ال ّتجديد خليل مطران أحد الر ّواد ا ّلذين دعوا إلى ال ّتجديد في الأدب وال ّشعر العرب ّي ،فأخرج ال ّشعر العرب ّي ِمن أغراضه ال ّتقليدية القديمة ،وصوره البدو ّية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر ،مع الحفاظ على أصول ال ّلغة وال ّتعبير ،كما أدخل ال ّشعر القصصي وال ّتصويري للأدب العرب ّي. وخلي ُل مطران (١يوليو ١٨٧٢م 1-يونيو ١٩٤٩م) شاعر لبنان ّي شهير عاش معظم حياته في مصر ،عرف بغوصه في المعاني ،وجمعه بين ال ّثقافة العرب ّية والأجنبية ،كما كان من كبار الكتاب عمل بال ّتاريخ وال ّترجمةُ ،يش ّبه بالأخطل بين حافظ وشوقي ،كما شبهه المنفلوطي بابن ال ّرومي ،كما ُعرف مطران بغزارة علمه وإلمامه بالأدب الفرنسي والعربي ،هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته ،وهو ال ّشيء ا ّلذي انعكس على أشعاره. ُأطلق عليه لقب \"شاعر القطرين\" ويقصد بهما مصر ولبنان ،وبعد وفاة حافظ وشوقي، أطلقوا عليه لقب \"شاعر الأقطار العرب ّية\" ،عمل كمح ّرر بجريدة الأهرام لع ّدة سنوات ،ث ّم قام بإنشاء \"المجلة المصر ّية\" ،و ِمن بعدها جريد \"الجوانب المصر ّية\" اليوم ّية ال ّتي عمل فيها على مناصرة مصطفى كامل باشا في حركته الوطن ّية ،واستمر إصدارها على مدار أربع سنوات ،وكان له إسهامات كبيرة في ال ّتعرف على مظاهر الحضارة الغرب ّية بترجمته العديد من أمهات الكتب ِمن الفرنس ّية إلى العرب ّية. اهت ّم مطران بال ّشعر القصصي وال ّتصويري ا ّلذي تم ّكن ِمن استخدامه لل ّتعبير عن ال ّتاريخ والحياة الاجتماع ّية اليوم ّية ال ّتي يعيشها النّاس ،فاستعان بقصص ال ّتاريخ ،وقام بعرض أحداثها بخياله الخاص ،بالإضافة لتعبيره عن الحياة الاجتماع ّية ،وكان مطران متفو ًقا في هذا النّوع ِمن ال ّشعر عن غيره ،فكان يص ّور الحياة البشر ّية ِمن خلال خياله الخاص مراع ًيا جميع أجزاء القصة. 48 الوحدة ال ّثانية
وقد تم ّيز الأدب المهجر ّي بمجموعة ِمن الخصائص أه ّمها ِ من حي ث الم ضمو ن مجيء شعرهم تعبيرا عن تجربة شعور ّية ذات ّية ،ونزعة إنسان ّية تأمل ّية ،فا ّتجه أدباء المهجر إلى دخيلة أنفسهم ينطلقون منها ،وتو ّحدوا معها فرارا ِمن صخب الحياة ا ّلتي تحاصرهم ،كما تو ّجهوا إلى ال ّطبيعة ،فتأ ّملوا في مظاهرها ،وش ّخصوها ككائن حي يع ّبر عما يجيش في نفوسهم ِمن أحاسيس ،كما أكثر أدباء المهجر ِمن الحنين إلى الوطن الأم، يشكون مصابه ،واشتهر شعرهم بظاهرة الحزن لطول الأ ّيام في الغربة وإحساس المهاجر إحساسا حادا بال ّزمن. ا ّتسم شعرهم بالوحدة العضو ّية المتم ّثلة في وحدة و ِمن حي ث ال ّ شكل و الأداء الموضوع ،ووحدة الج ّو النّفس ّي ،وترتيب الأفكار وال ّصور في بناء متماسك ،اعتمدوا على ال ّرمز لما له ِمن دلالات لا تنضب ،وال ّرمز معناه -عندهم -أن ي ّتخذ ال ّشاعر ِمن الأشياء الحس ّية رموزا لمعنو ّيات خف ّية ،وقد تح ّرر شعرهم ِمن الوزن والقافية ،فج ّدد المهجريون في قالب القصيدة ،وا ّتبعوا نظام المقطوعات ،كما ا ّتجه بعضهم إلى شعر ال ّتفعيلة ا ّتسمت لغتهم بال ّسهولة والوضوح ،وعدم الالتزام أحيانا بقواعد ال ّلغة العرب ّية كما أكثروا من استخدام ال ّشكل القصص ّي في القصيدة. المفردات المعنى الكلمة تجربة اختبا ٌر من َّظم لظاهرة َأو ظواهر ُ ،يرا ُد ملاحظتها تأمل ّية ملاحظة دقيقة ومنهجية للكشف عن نتيجة ّما ، َأو تحقيق غرض مع ّي تدبره و َأعاد النظر فيه مرة بعد أخرى لِ َي ْس َت ْي ِقنَه 51 ال ّدرس الأ ّول 51
مدرسة شعراء المهجر شعراء المهجر هم شعرا ٌء عرب عاشوا ون ّظموا شعرهم وكتاباتهم في البلاد ال ّتي هاجروا إليها وعاشوا فيها ،ويطلق اسم شعراء المهجر عادة على نخبة ِمن أهل ال ّشام وخا ّصة اللبنان ّيين المث ّقفين ا ّلذين هاجروا إلى الأمريكيتين (ال ّشمال ّية والجنوب ّية) أواخر القرن ال ّتاسع عشر ،وأوائل القرن العشرين ،وك ّونوا فيها جمعيات وروابط أدب ّية ،كما أخرجوا صحفا ومج ّلت تركز على نشر أدبهم ،وترصد الحركة الأدب ّية في المهجر .وأشهر هذه الجمعيات الأدب ّية :ال ّرابطة القلمية والعصبة الأندلس ّية. ا ل ّراب طة ال قلم ّية وقد تكونت سنة ١٩٢٠م في نيويورك بأمريكا ال ّشمالية ،وأعلنت ال ّثورة على ال ّشعر ال ّتقليد ّي ،ودعت إلى ال ّتجديد في ال ّشعر شكلا ومضمونا .و ِمن شعرائها جبران خليل جبران ،وميخائيل نعيمة ،وإيليا أبو ماضي ،ونسيب عريضة، ورشيد أيوب. ا لعص بة الأ ندلس ّية وقد تك ّونت سنة ١٩٣٢م في البرازيل بأمريكا الجنوب ّية ،وهي أقرب إلى المحافظة على القديم ،ودعم ال ّصلات بين ال ّشعر الجديد والقديم ِمن ال ّرابطة القلم ّية أ ّسسهـا ميشيل معلـوف ،و ِمن شعرائهـا :إلـيـاس فرحـات ،سلـمى صائغ ،والقرو ّي. وقد شاع -على سبيل الخطأ -حصر شعراء المهجر في شعراء ال ّرابطة القلم ّية والعصبة الأندلس ّية ِمن أمثال :جبران خليل جبران ،وميخائيل نعيمة ،وإيليا أبو ماضي ،ونسيب عريضة، ورشيد سليم الخوري ،وشفيق المعلوف ،وإلياس فرحات بينما في الواقع هناك الكثير ِمن ال ّشعراء المهاجرين ا ّلذين لم يكونوا أعضاء في تلك ال ّراوبط ِمن أمثال أمين ال ّريحاني ،نعمة الله الحاج ،فوزي المعلوف. 50 الوحدة ال ّثانية
وقد ضمت الجماعة شعراء الوجدان في مصر والوطن العرب ّي ،و ِمن ُر ّوادها :إبراهيم ناجي ،وعلي محمود طه ،وعلي العناني ،وكامل كيلاني ،ومحمود عماد ،وجميلة العلايلي وصلاح أحمد إبراهيم. غلب على شعرهم الا ّتجاه ال ّرومانس ّي ،فقد وجد هؤلاء ال ّرومانس ّيون على اختلاف إبداعهم في صورة الح ّب الحزين ا ّلذي ينتهي إ ّما بفراق وإ ّما بموت إشارة رمز ّية إلى يأسهم في الحياة وعجزهم الاقتصاد ّي وعجزهم عن ال ّتص ّدي للواقع .وصورة الإنسان في أدبهم وحيد سلبي حزين ،وهذا ما نجده واضحا في أشعار إبراهيم ناجي وعلي محمود طه ،وصلاح أحمد إبراهيم ،وروايات محمد عبد الحليم عبد الله ومحمد فريد أبو حديد ويوسف ال ّسباعي. وكانت المدرسة أق ّل إثارة للجدل ِمن مدرسة ال ّديوان ،ارتبط وجودها بمجلة أبوللو ا ّلتي أصدرتها فترة ِمن الوقت لم ت ُد ْم طويلا فسرعان ما تو َّقفت إثر خلاف مع ع ّباس محمود الع ّقاد لكن ظ ّلت أفكار المدرسة راسخة في عقول ووجدان الكثير ِمن أدباء العصر الحديث، متجلية في أعمالهم الإبداع ّية. المفردات الكلمة ر ّواد المعنى ال ّتص ّدي َم ْن َي َت َق َّد ُم َق ْو َم ُه َو ُينِي ُر َلُ ُم ال َّط ِري َق راسخة ال ّتنم ّية َت َع َّر َض َل ُه الإبداعية َثابِ ٌت فِي ِه ُ ،م َت َم ِّك ُن فِي ِه دستور ّية ال َّر ْف ُع ِم ْن ُم ْس َت َوى ال ِإ ْن َتا ِج ابتكار ،إيجاد شيء غير مسبوق بما ّدة أو زمان وفق اللوائح والقواعد المعمول بها 53 ال ّدرس الأ ّول 53
جماعة أبو ُّللو جماعة أبوللو ال ّشعر ّية إحدى أه ّم المدارس الأدب ّية في العصر الحديث ،وأبوللو تكتب بلامين أو بلام واحدة ،كلمة يونان ّية قديمة ،أ ّسس جماعة أبوللو ال ّشاعر أحمد زكي أبو شادي في فترة ِمن أصعب الفترات ال ّتاريخ ّية ،وأقساها في تاريخ مصر الحديث حين تهادن القصر والانجليز ،وا ّتفقا أن يسلبا مصر حقها في حياة دستور ّية ونياب ّية ،وع ّطل ال ّدستور ،وتو ّقف ْت الحياة النّياب ّية ،وقهر كل رأي يعارض ،وأجهضت أي محاولة للوقوف ضد استبداد الحكم، وتبع ذلك الاستبداد ال ّسياس ّي والقهر الفكر ّي خراب اقتصاد ّي وظلم اجتماع ّي فادحان كما تأ ّخرت حركة ال ّتعليم ،وتعثرت كثير ِمن ال ّصحف والمج ّلت والنّوادي ال ّثقافية. وفي وسط هذا الإطار المتأ ّزم والملتهب سياس ّيا واقتصاد ّيا واجتماع ّيا تح ّرك بعض ال ّشعراء وعلى رأسهم أحمد زكي أبو شادي؛ لتكوين جماعة تنشر رو ًحا من ال ّتآخي و ال ّتآلف بين ال ّشعراء رغم اختلاف مفاهيمهم الفنّية وقدراتهم الإبداع ّية. عرفت بجماعة أبوللو بهذا الاسم عام ١٩٣٢م ،واختارت اسم أبوللو إله ال ّشعر الأعلام عند الإغريق كإشارة رمز ّية إلى دعوتهم جميع ال ّشعراء للالتفاف حول لواء ال ّشعر مهما كانت مدرسة ال ّشاعر أو ا ّتجاهه الفكري أو ميوله الفنّ ّية. أحمد زكي أبو شادي كما أن تسمية جماعة أبوللو بهذا الاسم يوحي من زاوية خف ّية بما يحمله الاسم من دلالات رمز ّية ارتبط به أبوللو في الفلسفة اليونان ّية ِمن ال ّتنم ّية الحضار ّية ،ومح ّبة الفلسفة وإقرار المبادئ ال ُخلق ّية ،وهذا ما كانت تسعى إليه جماعة شعراء أبوللو بتوسيع مجالات ثقافتهم وإبداعهم. 52 الوحدة ال ّثانية
الخريطة ال ّذهن ّية مدارس ال ّشعر في العصر الحديث جماعة أبوللو ال ّتجديد قبل مدرسة مدرسة شعراء المهجر ال ّديوان مؤسسها والعوامل من هم شعراء المهجر التي أدت لنشأتها مدرسة خليل مطران أشهر الجمع ّيات أشهر شعرائها، ال ّتعريف بخليل مطران، الأدب ّية في المهجر وا ّتجاههم ال ّشعري أه ّم أعماله من أبرز خصائص مدرسة الديوان الأدب المهجر ظهور مدرسة الديوان مدرسة الإحياء والبعث مدرسة المحافظين ا ّتجاه ُرواد مدرسة دور البارودي في الأغراض الشعرية ال ّديوان النّهضة بال ّشعر وإحيائه ا ّلتي استحدثها شعراء أهداف مدرسة ال ّديوان مدرسة المحافظين رائد مدرسة الإحياء لل ّشعر الجيد والبعث نقد مدرسة المحافظين من أبرز خصائص مدرسة ال ّديوان حال ال ّشعر قبل مدرسة شعراء مدرسة الإحياء المحافظين ِمن أبرز خصائص سبب تسمية بمدرسة مدرسة المحافظين الإحياء والبعث مجاراة ،ومحاكاة، ومعارضة البارودي للقدماء مظاهر ال ّتجديد في ال ّشعر عند البارود ّي 54 الوحدة ال ّثانية
ال ّتدريبات ال ّتدريب الأول س َ ١ض ْع علامة صواب أمام العبارة ال ّصحيحة ) ، (وعلامة خطأ أمام العبارة الخاطئة ) (مع ال ّتصويب. أ حافظ ْت مدرسة المهجر على وحدة الوزن والقافية في قصائدها . ب ُس ِّم َي ْت مدرسة ال ّديوان بهذا الاسم نسبة إلى كتاب أ ّلفه عبد ال ّرحمن شكري . ج ِمن أبرز خصائص مدرسة ال ّديوان طغيان العاطفة على الفكرة . د التزم خليل مطران في تجديده ال ّشعر ّي بوحدة الوزن والقافية . ه ينحصر شعراء المهجر في شعراء ال ّرابطة القلم ّية والعصبة الأندلس ّية . س َ 2ت َخ َّي ْر ال ّصواب م َّما بين القوسين. أ (أحمد شوقي -خليل مطران -الع ّقاد -عل ّي محمود طه) ُأطلق عليه لقب شاعر القطرين. ب (محمود سامي البارود ّي -حافظ إبراهيم -خليل مطران المان ّي) رائد مدرسة البعث والإحياء. ج ا ّتسم شعر المهجر ب (الوحدة العضو ّية -وحدة البيت -وحدة الموضوع - ال ّتمرد على ك ّل أشكال الوحدة) د ِمن شعراء جماعة أبوللو ( جبران خليل جبران -إبراهيم ناج ّي -أحمد محرم معروف ال ّرصاف ّي). ه اشتهر شعر مدرسة ال ّديوان ب ( نزعة الحزن -النّزعة الفكر ّية -اليأس -تقليد القدامى) 55 ال ّتدريبات 55
أنشطة إثرائ َّية 1نشاط ُق ْم مع أقرانك بعمل َب ْح ٍث مشترك عن مدارس ال ّشعر في العصر الحديث. 2نشاط ُق ْم مع أقرانك بعمل عدة َل ْو َحات تتناول فيها حياة شعراء وأدباء يم ّثلون مدارس ال ّشعر في العصر الحديث. 57 أنشطة إثرائ َّية 57
س َ 3أ ْك ِم ْل َما َيلى: ، أ ال ّتجديد في ال ّشعر العربي الحديث م ّثلته ثلاث مدارس: .، . ، ، ب ِمن شعراء مدرسة المحافظين مؤ ّسس جماعة أبوللو ال ّشعرية. ج . د ُيطلق اسم شعراء المهجر على . ال ّرابطة القلم ّية ا ّلتي تم ّثل أحد أشكال مدرسة ه أ ّسس ال ّتدريب ال ّثاني س ١لِ َما َذا ُأ ْط ِل َق على حركة ال ّشعر أوائل عصر النّهضة مدرسة الإحياء والبعث؟ َو َه ْل َت َوا َف َق على هذه ال ّتسم ّية؟ ولماذا؟ س َ 2ما َخ َصا ِئ ُص لغة شعراء مدرسة ال ّديوان؟ َو َما أه ّم الأغراض ا ّلتي استحدثها شعراء تلك المدرسة؟ س \" 3أبوللو\" اسم لمدرسة ِم ْن أه ّم مدارس ال ّشعر في العصر الحديث ،فما سبب ال ّتسمية؟ َو َما ال َع َوامل ا ّلتي أ ّدت لنشأتها؟ وما المقصود بذات ّية ال ّتجربة ال ّشعر ّية؟ س َ 4ما ال َع َوا ِمل المؤ ّثرة في أدب المهجر؟ 56 الوحدة ال ّثانية
النّص َت َأ َّو َب َط ْي ُف ِمـــ ْن َس ِميـــــ َر َة َزا ِئر *** َو َما ال َّطي ُف إِ َّل َمــا ُتري ِه ا ْل َخــ َوا ِطــ ُر َط َوى ُس ْد َف َة ال َّظ ْل َما ِء َوال َّلي ُل َضا ِر ٌب *** بِ َأ ْر َوا ِقــ ِه َوالنَّ ْجــ ُم بِا ْلُ ْف ِق َحــا ِئـــ ُر َف َيــــا َل َك ِمن َطي ٍف َأ َلـــــ َّم َو ُدو َن ُه *** ُِمي ٌط ِمــــ َن ا ْل َب ْحــر ا ْ َلنُــو ِ ّب َزا ِخ ُر َت َخـــ َّطى إِ َل َّي الأَ ْر َض َو ْجـ َد ًا َو َما َل ُه *** ِس َوى َن َزوا ِت ال َّشـ ْو ِق َحـا ٍد َو َزا ِجــ ُر َأ َلــ َّم َو َلــــ ْم َي ْل َبـــ ْث َو َســا َر َو َل ْي َت ُه *** َأ َقـا َم َو َل ْو َطـــــا َل ْت َع َ َّل ال َّد َيا ِجــ ُر َت َحــ َّم َل َأ ْهــ َوا َل ال َّظلا ِم ُم َخـــا ِط ًرا *** َو َع ْه ِدي بِ َمــ ْن َجــا َد ْت بِ ِه لا ُ َتا ِطـ ُر ُخ َما ِس َّي ٌة َل ْم َت ْد ِر َما ال َّل ْي ُل َوال ُّســـ َرى *** َو َلْ َتنْ َح ِ ْس َعــ ْن َص ْف َح َتي َها ال َّس َتا ِئـ ُر َع ِقي َلـة َأ ْتـــ َرا ٍب َت َوا َل ْيــ َن َح ْو َلـــهـا *** َك َم َدا َر بِا ْل َب ْدر النُّ ُجـــو ُم الـ َّزوا ِهــ ُر َغ َوافِ ُل َل َي ْع ِر ْفــ َن ُبـ ْؤ َس َم ِعي َشــــ ٍة *** َولا ُه َّن بِا ْلَ ْط ِب ا ْل ُم ِلـ ِّم َشــوا ِعــ ُر 59 ال ّدرس ال ّثاني 59
ال ّدرس ال ّثاني طيف سميرة لل ّشاعر محمود سامي البارود ّي أهداف ال ّدرس: بنهاية ال ّدرس يتو ّقع أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن: 1يذكر ترجمة مختصرة للبارود ّي. 2يع ّدد الأوصاف ا ّلتي وصف بها البارود ّي ابنته وأسرته. 3يح ّدد ِسمات شخص َّية ال ّشاعر ،وخصائص أسلوبه. 4يشرح أبيات القصيدة بأسلوبه الخاص. 5يذكر أثر غربة البارود ّي في ال ّتعبيرات ا ّلتي ورد ْت بالنّص. 6يتذ ّوق ويحفظ الأبيات المختارة ِمن القصيدة. 58
ال ّتعريف بال ّشاعر هو محمود سامي ال َبا ُرو ِد ّي بن حسن بك حسن ّي مدير \"دنقلة\" في عهد محمد عل ّي، وهو ينْ َحدر ِمن أصل جركس ّيُ ،ولِ َد بمصر ونشأ فيها ،وكانت ولادته عام ١٨٣٨م. مات أبوه وهو في ال ّسابعة ِمن عمره ،تخ ّرج في المدرسة الحرب ّية ،وترقى في رتب الجيش ،وتنقل بين المناصب ح ّتى شغل منصب رئيس الوزراء ،قبيل ال ّثورة العراب ّية \"ناظر النّظار\" وشارك في ال ّثورة العراب ّية ،وكان ِمن زعمائها ،وبعد إخفاقها حكم عليه بِالنَّفي إلى جزيرة \"سرنديب\" إحدى جزر المحيط الهند ّي ،وظ ّل في منفاه سبع عشرة سنة ،ث ّم عاد بعدها إلى مصر سنة ١٩٠٠م ،وعاش بها أربع سنوات ،ثم وافاه أجله سنة ١٩٠٤م. أخلاقه كان نبيل النّفس ،عالي الهمةُ ،شجاع القلب ق ّل مدحه ،ورثاؤه ،وكثر فخره ،وهذا يد ّل على اعتزازه بنفسه وبشعره ،وكان متد ّينا ،مح ّبا لل ّرسول وآل بيته ،وله قصيدة طويلة في مدح ال ّرسول عارض بها \"بردة البوصير ّي\" س َّماهـا الأعلام \"كشف الغمة في مدح س ّيد الأ ّمة\" وهي مطبوعة منفردة عن ديوانه. محمود سامي ال َبا ُرو ِد ّي بن حسن المفردات الكلمة بك حسن ّي نبيل المعنى شجاع القلب 61 ال َّشري ُف فخر ق ّوة معنو ّية تم ِّكن الإنسان ال ّدرس ال ّثاني 61 من مقاومة ال ِم َحن ال َف ْض َل ،ال َع َظ َم َة
َت َع َّو ْد َن َخ ْف َض ْال َع ْي ِش فِى ِظــ ِّل َوالِ ٍد *** َر ِحـي ٍم َو َب ْي ٍت َش َّي َد ْتــ ُه ا ْل َعنَــا ِصـــ ُر ُت َم ِّث ُل َها ال ِّذ ْكـــــــ َرى لِــ َع ْينِي َك َأ َّننِي *** إِ َلي َها َع َل ُب ْع ٍد ِمـــ َن الأَ ْر ِض َنـاظِـ ُر َف َيــا ُب ْعـــ َد َمـا َب ْينِي َو َب ْي َن َأ ِحـــ َّبتِي *** َو َيا ُقـــ ْر َب ما ا ْل َت َّف ْت َع َلي ِه ال َّضما ِئـ ُر َفإِ ْن َت ُك ِن الأَ َّيــــا ُم َفــ َّر ْق َن َب ْينَن َـــــا *** َف ُكــ ُّل ا ْم ِر ٍئ َيو ًمــا إِ َل الله َصــا ِئـ ُر ِه َي ال َّدا ُر َما الأَ ْنـــــ َفا ُس إِ َّل َن َها ِئ ُب *** َل َد ْ َيا َوما الأَ ْج َســـا ُم إِ َّل َع َقــا ِئــ ُر إِ َذا َأ ْح َسنَ ْت َي ْو ًما َأ َسـا َء ْت ُض َحى َغ ٍد *** َفإِ ْح َسا ُنَا َس ْي ٌف َع َل النَّــا ِس َجا ِئ ُر تـَـ ُر ُّب ا ْلــ َف َتى َحــ َّتى إِ َذا َتـــ َّم َأ ْم ُر ُه *** َد َه ْت ُه َك َمـا َر َّب ال َب ِهي َمــــة َجـــاز ُر َل َها تِــــ َر ٌة فِى ُكــ ِّل َح ٍّي َو َمـــا َلها *** َع َل ُطو ِل َما َ ْتنِي َع َل ا ْل َخ ْل ِق َواتِ ُر َكثِــــي َر ُة َأ ْلـــ َوا ِن ا ْلـــ ِو َدا ِد َمـــ ِل َّي ٌة *** بِ َأ ْن َي َت َو َّقــا َهـــا ا ْل َقــ ِري ُن ا ْل ُم َعـا ِش ُر َف َمـ ْن َن َظ َر الـــ ُّد ْن َيا بِ ِحــــ ْك َم ِة َنا ِق ٍد *** َد َرى َأ َّنَــا َب ْ َي الأَ َنــا ِم ُت َقــا ِمــــ ُر 60 الوحدة ال ّثانية
معاني المفردات 1تأ ّوب :أتي ليلا ،ال ّطيف :الخيال ال ّطائف في الـمنام ،الـخواطر :مـا يخطر بالبـال ِمن معا ٍن وأراء. 2ال ّسدفة :ال ّساتر والمراد حجاب ال ّظلام ،الأرواق جمع روق :وهو ال ِّستر. 3فيالك :عجبا لك ،أل َّم :نزل وح ّل ،البحر الجنوب ّي :المحيط الهند ّي ،وفيه جزيرة سرنديب ،زاخر :كثير المياه. 4وجدا :شوقا ،نزوات ال ّشوق :نوازعه ودوافعه ،والمفرد نزوة ،حاد :أصلها حادي اسم فـاعل ِمن الـفعل حدا ،وهو ا ّلذي يغنى للإبل لتسير ،والـجمع ( ُح َداة) ،زاجر سـائق في عنف. 5أل َّم :زار زيارة خفيفة ،لم يلبث :لم يمكث طوي ًل ،ال َّدياجر :ال ّظلمات. 6مخاطرا :متع ّرضا للخطر والهلاك. المعنى العام يقول ال ّشاعر :إن خيال ابنته زاره ليلا ،وهذا ناتج عن كثرة انشغاله بها في اليقظة ،وقد قاوم هذاالخيالظلماتال ّليلكييصلإليه،وتخطىالبحرالهائجالمضطربا ّلذييخاف ِمن اقتحامهالأبطال،وماجاءبهذاال ّطيفيواجهك ّلتلكالعقباتإ ّلدوافعال ّشوق. ولم يمكث خيالها طويلا ،فما هي إ ّل لحظات ،فكأ ّنه ما س َّلم ح ّتى و َّدع ،وكم كان ال ّشاعر يتمنَّىأنتطولال ّزيارةح ّتىلوكانفيذلك المفردات أنيقضيبقيةعمرهفيال ّظلام. المعنى الكلمة وقد تحمل هذا ال ّطيف مخاطر ال ّطيف كثيرة ح ّتى وصل إلى ال ّشاعر رغم أن صورة تحدث عند مرور صاحبة ال ّطيف صغيرة لا قدرة لها على الضوء الأبيض في منشور مواجهةالمخاطر،فضلاعنال ّتغلبعليها. زجاجي فينْ َح ّل إلى سبعة أنوار مل ّونة 63 الدرس ال ّثاني 63
شع ُره قال ال َبا ُرو ِد ّي ال ّشعر منذ صباه ،ون ّظمه بالعرب ّية ،وبالفارس ّية ،وال ّترك ّية ،ويمتاز شعره ب َج َزالـة ال ّلـف ِظ وفخـامة الأسلوب ،وق ّوة العـاطفة ،على أ ّنه كـان ير ُّق حين تتط ّلب الـمعـاني ال ّرقة والعذوبة. وقد ساعده على تجويد ال ّشعر موهبته الفطر ّية ،ودراسته الواعية لدواوين كبار ال ّشعراء المتق ّدمين ِمن الأمو ّيين والع ّباس ّيين. مناسبة القصيدة رأى -وهو في منفاه -خيال ابنته ال ّصغيرة \"سميرة\" في النّوم ،فح ّركت أشواقه ،وفاض به الحنين ،فن ّظم فيها قصيدة طويلة ،اخترنا منها هذه الأبيات موضوع ال ّدراسة. أ طيف سميرة َت َأ َّو َب َط ْي ُف ِمـــ ْن َس ِميـــــ َر َة َزا ِئ ُر *** َو َما ال َّطي ُف إِ َّل َمــا ُتري ِه ا ْل َخــ َواطِــ ُر َط َوى ُس ْد َف َة ال َّظ ْل َما ِء َوال َّلي ُل َضا ِر ٌب *** بِ َأ ْر َوا ِقــ ِه َوالنَّ ْجــ ُم بِا ْلُ ْف ِق َحــا ِئـــ ُر َف َيــــا َل َك ِمن َطي ٍف َأ َلـــــ َّم َو ُدو َن ُه *** ُِمي ٌط ِمـ َن ا ْل َب ْحــر ا ْل َجنُــوبِ ّي َزا ِخ ُر َت َخـــ َّطى إِ َل َّي الأَ ْر َض َو ْجـ ًدا َو َما َل ُه *** ِس َوى َن َزوا ِت ال َّشـ ْو ِق َحـا ٍد َو َزا ِجــ ُر َأ َلــ َّم َو َلــــ ْم َي ْل َبـــ ْث َو َســا َر َو َل ْي َت ُه *** َأ َقـا َم َو َل ْو َطـــا َل ْت َع َ َّل ال َّد َيا ِجــ ُر َت َحــ َّم َل َأ ْهــ َوا َل ال َّظ َل ِم ُم َخـــا ِط ًرا *** َو َع ْه ِدي بِ َمــ ْن َجا َد ْت بِ ِه َل ُ َتا ِطـ ُر 62 الوحدة ال ّثانية
معاني المفردات خماس ّية :عمرها خمس سنوات أو طولها خمسة أشبار ،والمراد أ ّنها صغيرة ،ال ّسرى: 7 ال ّسير ليلا ،تنحسر :تنكشف ،ال ّصفحتان :جانبا الوجه ،ال ّستائر :جمع ستارة ،وهي ما ُيستر به ال ّشيء. 8 العقيلة :الكريمة في قومها والجمع (عقائل) ،أتراب جمع (تِرب) -بكسر ال ّتاء -وهو المساوي في ال ّسن ،والمراد هنا أخواتها ،ال َّزواهر :المشرقات. غوافل :جمع غافلة ،وهي ال ّتي لا تحمل ه ّم شيء بسبب ما هي فيه ِمن النّعيم ،بؤس 9 المعيشة :قسوتها ،الخطب الملم :الخطر النّازل ،والجمع (خطوب) ،شواعر :مدركات 10خـفض الـعيش :سعته ونعيمه ،ش َّيدته :بنته ،الـعناصر :جمع عنصر ،ويراد به الأصل الكريم. 11تم ّثلها الذك َرى :تص ّورها له ،فيا بعد :ما أبعد ما بيننا ،التفت عليه :اشتملت عليه. 12الـ ّضمائر جمع ضمير وهو ما في خاطر الإنسان ،وفعلهـا أضمر ،يقـال أضمر الـ ّشيء أي أخفاه. 13صائر :راجع ،وفعله :صار ،ومصدره :صيرورة. المعنى العام يقول ال ّشاعر إن ابنته صغيرة ال ّسن ،تجهل أهوال ال ّليل ،ومخاطر ال ّسير فيه. وهي أصيلة كريمة معززة بين أخواتها ال ّلتي ُيشبهنها في إشراق وجهها ،وإن كانت بينهن مثل البدر ،وه ّن حولها النّجوم ،وك ّله ّن غافلات عن حوادث الأيام؛ لأ ّنهن تع ّودن على العيشة المنعمة المرفهة في ظ ّل والد لا يعرف القسوة وأسرة كريمة. وهو يتخ ّيلها ماثلة أمامه ،وكأ ّنه يراها رأي العين رغم بعد المسافة بينهما ،وإذا كانت الأجسام متباعدة شديدة ال ّتباعد ،فإن القلوب متقاربة أش ّد ال ّتقارب ،ث ّم يقول إذا كانت الأيام قد فرقت بينه وبين أحبته ،فحرمتهم نعمة ال ّلقاء ،فإ ّنه يرجو أن يلتقي بهم غ ًدا في رحاب الله تعالى. 65 ال ّدرس ال ّثاني 65
مواطن الجمال استعارة مكن ّية ،أفادة ال ّتشخيص. ◄ في قوله\":تأوب طيف\" أسلوب قصر ،وسيلته النّفي بـ ( ما) والاستثناء ◄ في قوله\" :مــا الــطيف إلا مــا بـ (إلا) ،وهو يفيد ال ّتخصيص وال ّتوكيد ،وفي البيت تصريع بين شطري البيت يعطى جرسا تريه الـخواطر\" موسيق ّيا تطرب له الأذن. ◄ في قوله\" :والنّجم بالأفق حائر\" كناية عن ش ّدة ال ّظلام. ◄ في قوله\" :نزوات ال ّشوق حاد وزاجر\" استعارة مكن ّية لل ّتشخيص. طباق يبرز المعنى ،ويو ّضحه بال ّتضاد. ◄ في قوله\" :سار -وأقام\" ◄ في قوله\" :مخاطر -ولا تخاطر\" طباق سلب يبرز المعنى ،ويو ّضحه بال ّتضاد ب وصف ال ّطيف ُخ َما ِس َّي ٌة َل ْم َت ْد ِر َما ال َّل ْي ُل َوال ُّســـ َرى *** َو َل ْم َتنْ َح ِس ْر َعــ ْن َص ْف َح َتي َها ال َّس َتا ِئـ ُر َع ِقي َلـة َأ ْتـــ َرا ٍب َت َوا َل ْيــ َن َح ْو َلـــهـا *** َك َم َدا َر بِا ْل َب ْدر النُّ ُجـــو ُم الـ َّزوا ِهــ ُر َولا ُه َّن بِا ْلَ ْط ِب ال ُم ِلـ ِّم َشـــوا ِعــ ُر َغ َوافِ ُل َل َي ْع ِر ْفــ َن ُبـ ْؤ َس َم ِعي َشــــ ٍة *** َر ِحـي ٍم َو َب ْي ٍت َش َّي َد ْتــ ُه ا ْل َعنَــا ِصــ ُر َت َع َّو ْد َن َخ ْف َض ْال َع ْي ِش فِى ِظــ ِّل َوالِ ٍد *** إِ َلي َها َع َل ُب ْع ٍد ِمـــ َن الأَ ْر ِض َنـاظِـ ُر ُت َم ِّث ُل َها ال ِّذ ْكـــــــ َرى لِــ َع ْينِي َك َأ َّننِي *** َو َيا ُقـــ ْر َب ما ا ْل َت َّف ْت َع َلي ِه ال َّضما ِئـ ُر َف َيــا ُب ْعـــ َد َمـا َب ْينِي َو َب ْي َن َأ ِحـــ َّبتِي *** َف ُكــ ُّل ا ْم ِر ٍئ َيومــ ًا إِ َل الله َصـا ِئـ ُر َفإِ ْن َت ُك ِن الأَ َّيــــا ُم َفــ َّر ْق َن َب ْينَن َـــــا *** 64 الوحدة ال ّثانية
معاني المفردات 14هي ال ّدار :المراد ال ّدنيا ،نهائب :غنائم ،جمع نهيبة ،عقائر :ذبائح ،جمع عقيرة وما عقر ما ذبح ِمن صيد وغيره. َ 15ت ُر ُّب الـفتى :تـربيه ،ت ّم أمـره :بـلغ أش ّده ،دهته :أصابته بـداهية ،وهي الـمصيبة، الجازر :الجزار. ترة :ثأر ،فعلها :وتره يتره إذا وجب له ثأرا عليه ،الموتورَ :من قتل له قتيل فلم يدرك 16 ثأره ،الواترَ :من أدرك ثأره. َم ِل ّية :جديرة وتستح ّق ،يتوقاها :يحاذر منها ،القرين :ال ّصاحب. 17 18 النّاقد :البصير بما ينظر فيه ،الأنام :الخلق ،المقامر :لاعب القمار. المعنى العام يقول ال ّشاعر :ال ّدنيا دار للبلاء والمحن تقتل أهلها ،وإذا نال بعض النّاس منها إحسان فسرعان ما تعقبه إساءة. وهي تعطي النّاس النّعيم ح ّتى إذا ركنوا إليها أصابتهم فجأة بالمصائب كما يفعل الجزار بالبهائم ،فك ّل الأجسام معقورة بما تس ّدده إليها ِمن قواتل. ولل ّدنيا في كل إنسان نِكاية ،وما سلم ِمن أذاها أحد ،لكن لم يثأر منها أحد على كثرة ما للنّاس عندها ِمن ثارات. وهي خادعة محكمة لخداعها ،تبدو أحيا ًنا كالمرأة ال ّلعوب ،تظهر لعشاقها كثي ًرا ِمن ألوان الود ،فإذا أحكمت قبضتها على أحدهم غدرت به. ولذا ف َمن تأ ّمل في أحوال ال ّدنيا ،وكان لبيبا ذا حكمة وتعقل فإ ّنه سوف يعلم يقينًا أ ّنها لا تدوم على حال فهي كثيرة ال ّتقلب وال ّتغير. 67 ال ّدرس ال ّثاني 67
مواطن الجمال كناية عن صغر ال ّسن. ◄ في قوله\" :خماس ّية\" كناية عن الاحتشام. ◄ في قوله\" :لــم تنــكشف عــن صفحتيها الـ ّستائر\" إيجاز بحذف المبتدأ ،وال ّتقدير (هي) وفي البيت تشبيه لها بين أخواتها الجميلات ◄ في قوله\" :خماس ّية ،وعقيلة\" بالقمر بين النّجوم اللامعة. كله كناية عن ال ّترف والنّعيم. ◄ البيت ال ّتاسع تعليل لما قبله. ◄ البيت العاشر كناية عن ش ّدة شوقه إلى ابنته. ◄ البيت الحادى عشر مقابلة تبرز المعنى ،وتو ّضحه بال ّتضاد. ◄ بين شط َري البيت ال ّثاني عشر استعارة مكن ّية لل ّتشخيص ،حيث صور الأ ّيام ◄ في قوله\" :فإن تكن الأ ّيام فرقن بيننا\" بإنسان قا ٍس يفرق بين ال ّشاعر وبين من يح ّبهم ،وتوحى بالألم والحسرة. ج ُخدا ُع ال َحياة َل َد ْي َها َوما الأَ ْج َســـا ُم إِ َّل َع َقــا ِئــ ُر ِه َي ال َّدا ُر َما الأَ ْنـــــ َفا ُس إِ َّل َن َها ِئ ُب *** َفإِ ْح َسا ُنَا َس ْي ٌف َع َل النَّــا ِس َجا ِئ ُر إِ َذا َأ ْح َسنَ ْت َي ْو ًما َأ َسـا َء ْت ُض َحى َغ ٍد *** ت َــ ُر ُّب ا ْلــ َف َتى َحــ َّتى إِ َذا َتـــ َّم َأ ْم ُر ُه *** َد َه ْت ُه َك َمـا َر َّب ال َب ِهي َمــــة َجــاز ُر َل َها تِــــ َر ٌة فِى ُكــ ِّل َح ٍّي َو َمـــا َلها *** َع َل ُطـو ِل َما َ ْتنِي َع َل الخَ ْل ِق َواتِ ُر َكثِــــي َر ُة َأ ْلـــ َوا ِن ا ْلـــ ِو َدا ِد َمـــ ِل َّي ٌة *** بِ َأ ْن َي َت َو َّقــا َهـــا ا ْل َقــ ِري ُن ا ْل ُم َعـا ِش ُر َف َمـ ْن َنـــ َظ َر ال ُّد ْن َيا بِ ِحــــ ْك َم ِة َنا ِق ٍد *** َد َرى َأ َّنَــا َب ْ َي الأَ َنــا ِم ُت َقــا ِمــــ ُر 66 الوحدة ال ّثانية
ال ِّسمات الفنِّ ّية لأسلوب ال ّشاعر ق ّوة الأسلوب ،جزالة الألفاظ ،حسن اختيار الألفاظ ،روعة ال ّصور وال ّتشبيهات غالبا، و ِمن ال ّصور البيان ّية البديعة في النّص قوله\" :والنّجم بالأفق حائر\" والموسيقا في النّص ظاهرة وتتم ّثل في الوزن والقافية ،وال ّتصريع في مطلع القصيدة ،وموسيقا داخل ّية :تتم ّثل في حسن اختيار الألفاظ وملاءمتها للمعاني. ما يؤخذ على ال ّشاعر في قصيدته ◄ أن معظم معانيها مأخوذة من معاني المتق ّدمين ،ليس فيها ابتكار وتجديد ،فحديثه عن ال ّطيف وزيارته ليلا مأخوذ من قول البحتري\" :فمنك تأ ّوب ال ّطيف ال ّطروب \" وقد قصر البارود ّي عن البحتري في ذلك. ◄ أن معانيه في جملتها بسيطة ساذجة ليس فيها عمق ولا طرافة ،فهي لا تحتاج إلى إمعان نظر ،وهذا ما ي ّتفق مع قوله :في ال ّشعر الجيد ،إنه ما كان \"غن ًّيا عن مراجعة الفكرة \" ،وهذا يتنافي مع طبيعة ال ّشعر ا ّلذي يزداد قيمة ك ّلما ازداد تع ّمقا. وك ّل هذه المآخذ لا تنقص من قدر البارود ّي فهو رائد ال ّشعر في عصره ،ومؤ ّسس مدرسة الإحياء والبعث ،ورب ال ّسيف والقلم. *** المفردات الكلمة ابتكار المعنى إ ْبداع أو ا ْختِراع ،ما ُي ْبتدع أو ساذجة ُي ْخترع تو ّقعات مبن ّية على أساس ا ّتجاهات سابقة 69 الدرس ال ّثاني 69
مواطن الجمال أسلوب قصر يفيد ال ّتخصيص وال ّتوكيد. ◄ في قوله\" :ما الانفاس إ ّل نهائب -و ما الأجسام إ ّل عقائر\" ◄ في قوله\" :أحسنت -وأساءت\" طباق يبرز المعنى ،ويو ّضحه بال ّتضاد، تشبيه يفيد ال ّتوضيح. ◄ في قوله\" :فإحسانها سيف\" تشبيه تمثيل ّي حيث ص ّور هيئة ال ّدنيا تربى ◄ في قوله\" :تر ّب الفتى -البيت\" الإنسان منذ صغره ح ّتى يكبر ث ّم تصيبه فجأة بمصائبها بهيئة الجزار ا ّلذي يربى البهيمة ◄ في قوله\" :لها تِرة -ومالها واترر\" ال ّصغيرة ح ّتى تسمن ،وتروق النّاظر ث ّم فجأة ◄ في قوله\" :كثيرة ألوان الوداد\" ◄ البيت ال ّتاسع عشر يقوم بذبحها. مقابلة تبرز المعنى ،وتو ّضحه بال ّتضاد. كناية عن تقلب ال ّدنيا ،وعدم دوامها على حال. من قبيل الـحكمة ،وهي كثيرة في شعر البارود ّي. ال ّتعليق على النّص الغرض ِمن القصيدة أغراض القصيدة متع ّددة فهي تتحد ّث عن ال ّطيف والأولاد ،ووصف ال ّدنيا ،والحديث عن ال ّصبر ،والأمل في الله تعالى ،ث ّم الحديث عن طلب العلا ،ث ّم الفخر بنفسه ،ث ّم الحديث عن النّهاية المحتومة ال ّتي ينتظرها ك ّل إنسان تلك ا ّلتي تنسيه ما كان في الحياة ِمن أفراح وأحزان. وهذه الأغراض ك ّلها وإن تع ّددت إ ّل أ ّنها تصدر عن ج ّو نفسي واحد هو الحزن والألم مع الأمل في الله عز وج ّل. 68 الوحدة ال ّثانية
ال ّتطبيقات ال ّتطبيق الأ ّول َت َأ َّو َب َط ْي ٌف ِمـــ ْن َس ِميـــــ َر َة َزا ِئ ٌر *** َو َما ال َّطي ُف إِ َّل َمــا ُت ِري ِه ا ْل َخــ َوا ِطــ ُر َط َوى ُس ْد َف َة ال َّظ ْل َما ِء َوال َّلي ُل َضا ِر ٌب *** بِ َأ ْر َوا ِقــ ِه َوالنَّ ْجــ ُم بِالأُ ْف ِق َحــا ِئـــ ُر َف َيــــا َل َك ِمن َطي ٍف َأ َلـــــ َّم َو ُدو َن ُه *** ُِمي ٌط ِمـ َن ا ْلـــ َب ْحــر ا ْ َلنُــو ِ ّب َزا ِخ ُر اِ ْن ِس ْب القصيدة إلى صاحبها ،و َما مناسبة نظمها؟ أ \"تأ ّوب -سدفة ال ّظلماء -أرواقه\" َها ِت ُم َرا ِد َف الأولى ،و َما المراد ِمن ال ّثانية ،و ُم ْف َرد ب ال ّثال ّثة؟ ج \"تأوب طيف\" َما نو ُع ال ّصورة؟ و َما الغرض البلاغ ّي منها؟ د ُا ْذ ُك ْر نو َع الأسلوب في البيت الأخير ،ث ّم ا ْذ ُك ْر غر َضه البلاغ ّي. ه هناك عوامل ساعدت ال ّشاعر على تجويد ال ّشعرُ ،ا ْذ ُك ْر َها. ال ّتطبيق ال ّثاني *** َل َد ْي َها َوما الأَ ْج َســـا ُم إِ َّل َع َقــا ِئــ ُر ِه َي ال َّدا ُر َما الأَ ْنـــــ َفا ُس إِ َّل َن َها ِئ ُب *** َفإِ ْح َسا ُن َها َس ْي ٌف َع َلى النَّــا ِس َجا ِئ ُر إِ َذا َأ ْح َسنَ ْت َي ْو ًما َأ َسـا َء ْت ُض َحى َغ ٍد *** َد َه ْت ُه َك َمـا َر َّب ال َب ِهي َمــــة َجـــاز ُر تـَـ ُر ُّب ا ْلــ َف َتى َحــ َّتى إِ َذا َتـــ َّم َأ ْم ُر ُه َض ْع عن َوانا مناسبا للأبياتُ .ث ّم ا ْن ُث ْر الأبيات بأسلوبك. أ ب َما المقصود \"بال ّدار\"؟ و َما معنى \"ترب الفتى\"؟ وما مفرد عقائر؟ ج َع ِّي ْن ِمن الأبيات صورة خيال ّية ومحسنا بديع ّيا َوا ْذ ُك ْر غرضها البلاغ ّي. 71 ال ّتطبيقات 71
الخريطة ال ّذهن ّية اسمه ،ونشأتة ،ومولده، وظائفه ا ّلتي تولاها، ِشعره أخلاقه ،وفاته. مناسبة القصيدة ال ّتعليق على النّص طيف سميرة (أ) طيف سميرة ال ّشاعر محمود المعنى العام ال ِّسمات الفنِّ ّية سامي البارود ّي الغرض معاني المفردات مواطن الجمال ما يؤخذ على ال ّشاعر في قصيدته (ج) ُخدا ُع ال َحياة (ب) وصف ال ّطيف معاني المفردات معاني المفردات المعنى العام المعنى العام مواطن الجمال مواطن الجمال 70 الوحدة ال ّثانية
ال ّتدريبات س1 أ اِ ْخ َت ْر الإجابة ال ّصحيحة: ُ -١ل ِق َب البارود ّي ب (أمير ال ّشعراء -رب ال ّسيف والقلم -شاعر النّيل) -٢يع ّد البارود ّي رائد مدرسة (الإحياء والبعث -ال ّديوان -ال َم ْهجر) ب للبارود ّي نظرة في ال ّشعر الجيدُ .ا ْذ ُك ْر َها .وهل َت َح َّق َق ْت في ن ّصه؟ إِ َل ْي َها ع َلى ُب ْع ٍد ِم َن الأَ ْر ِض َنــاظِر *** س 2يقول البارود ّي: َو َيـا ُق ْر َب ما ا ْل َت َّف ْت َع َلي ِه ال َّضما ِئ ُر *** َف ُك ُّل ا ْم ِر ٍئ َي ْو ًمــــا إِ َل الله َصـا ِئ ُر *** ُت َم ِّث ُلها الـ ِّذ ْك َرى لِ َع ْينِى َك َأ َّننِى َف َيا ُب ْع َد َمـا َب ْينِي َو َب ْي َن َأ ِح َّبتِي َفإِ ْن َت ُكــ ِن الأَ َّيا ُم َف َّر ْق َن َب ْينَنَا أ َض ْع عنوا ًنا مناس ًبا للأبيات ال ّسابقة. ب \"تمثلها -الذكرى -أحبة\" َها ِت مراد َف الأولى ،وجمع ال ّثانية ،ومفرد ال ّثالثة . ج اِ ْش َر ْح الأبيات. د َها ِت ِمن البيت الأ ّول صورة بيان ّية و َو ِّض ْح َها . ه َما َذا أفا َد قوله\" :فيا بعد ما بينى وبين أحبتي\"؟ و َها ِت ِمن البيت ال ّثاني محسنا بديع ًيا َوا ْذ ُك ْر س َّر جماله. ز لِ َما َذا جاءت كلمة \"امرئ\" نكرة؟ ح ماذا َأ َفا َد ال ّتقديم في قوله\" :فك ّل امرئ يوما إلى الله صائر\"؟ المقصود بال ّصورة البيان ّية (ال ّتشبيه – الاستعارة – المجاز المرسل). 73 ال ّتدريبات 73
إجابة ال ّتطبيق الأ ّول محمود سامي ال َبا ُرود ّي أ مناسبة نظم القصيدة :أثناء منفاه في \"سرنديب\" رأى ال ّشاعر خيال ابنته ال ّصغيرة \"سميرة\" في منامه ،فهاج شوقه ،وفاض به الحنين ،فن ّظم هذه القصيدة. أتاه ليلا -حجاب الظلام -روق. ب ج استعارة مكن ّية أفادت ال ّتشخيص حيث صور الخيال بإنسان يأتيه ليلا . د إنشائ ّي نداء ،الغرض البلاغ ّي :ال ّتع ّجب. ه موهبته ال ّشعر ّية ◄ اطلاعه على شعر ال ّسابقين. ◄ إجادته لأكثر ِمن لغة منها :الفارس ّية وال ّترك ّية. ◄ تأ ّثره بالأدب الإنجليز ّي. إجابة ال ّتطبيق ال ّثاني خداع الحياة أ ما ال ّدنيا إ ّل دار بلاء ت ّتخذ من أجسام النّاس أغراضا ترميها بالبلاء ،وهي لا تخطئ حين ترمى بسهامها ،فال ّدنيا تعقب الإحسان بالإساءة دون أن تعطي النّاس فرصة بال ّتمتع. ب ال ّدنيا -تربية -عقيرة. ج \"إحسانها سيف\" تشبيه بليغ لل ّتجسيم. َب ْي َن \" أحسنت يوما أساءت ضحى \" مقابلة تو ّضح المعنى وتبرزه. قوة الألفاظ ،وجزالة العبارات ،وحدة الوزن والقافية ،ال ّدقة في اختيار الكلمات. 72 الوحدة ال ّثانية
ال ّدرس ال ّثال ّث رحلة عابسة لل ّشاعر أحمد محرم أهداف ال ّدرس: بنهاية ال ّدرس يتو ّقع أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن: 1يذكر ترجمة مختصرة لأحمد محرم. 2يع ّدد الأوصاف ا ّلتي وصف بها أحمد محرم حادثة دنشواي. 3يح ّدد ِسمات شخص ّية ال ّشاعر ،وخصائص أسلوبه. 4يشرح أبيات القصيدة بأسلوبه الخاص. 5يذكر أثر المدرسة ا ّلتي ينتمى إليها ال ّشاعر في ال ّتعبيرات ا ّلتي وردت بالنّص. 74
النّص َع َصـ َف ا ْل َه َوى بِ َجــوانِ ِح ال ُم ْش َتـا ِق *** َو َهـ َفا الـ َحنِي ُن بِ َق ْلبِــ ِه ا ْلـ َخ َّفـا ِق َما َي ْصنَ ُع ا ْل َق ْل ُب ال َّط ُرو ُب إذا ال َه َوى *** َب َل َغ ا ْل َق َرا َر َو َجــا َل ِف ا ْل ْع َمـا ِق يا َصا ِحبِي فِي َم ا ْل ُم َقـا ُم عـلى ا ْلَ َذى *** ِســ ْر َفا ْلبِـل َا ُد َف ِسي َحــ ُة الآ َفـا ِق ماذا َت ُظ ُّن بِـن َا الـ َم َدا ِئـ ُن وا ْلــ ُقـ َرى *** ال َّر ْكــ ُب َر ْكبِى َوال ِّر َفا ُق ِر َفـا ِقي َو َأ َنـا ا ّلـ ِذى أ ْحــ َب ْب ُتـه َا َو َج َعــ ْل ُتـه َا *** َدا َر ا ْل َهـوى َو َمــ ِح َّل َة ا ْل ُم ْش َتـــا ِق َوا ْل َبـا ِق َيــا ُت َج َوا ِمــ ُد الآ َمـا ِق َو َل َكـ ْم َس َق ْي ُت ُر ُبو َع َها ِمـ ْن َأ ْد ُم ِعي *** ِف ا ْ َلا ِد َثا ِت النُّ ْك ِر ِمث َل ُر َوا ِقي َل َذ ْت بِ َأ ْرو َقــ ِة ا ْل َب َيــا ِن َف َلــ ْم َت ِج ْد *** َعنْـ ُه الـ ُم َسا ِو ُمَ ،وا َّت َقـا ُه ال َّرا ِقي َأ َد ٌب َت َح َّصن بِا ْل ُمـ ُرو َء ِة َفا ْر َعــوى *** َأ َّن ا ْلـ َق ِري َض ُي َبـا ُع ِف ا ْلَ ْس َوا ِق َما ُكنْ ُت َأ ْح َس ُب َوالـ ُخ ُطو ُب َكثِي َر ٌة *** ِف َغ ْيـ ِر َما َو َجـ ٍل َو َل إِ ْشــ َفا ِق ُقــ ْل لِ ْل َج َدا ِو ِل َوالــ ُّز ُرو ِع َت َح َّدثِي *** 75 ال ّدرس ال ّثالث 75
الأعلام ال ّتعريف بال ّشاعر أحمد محرم بن حسن أفندى هو أحمد محرم بن حسن أفندى عبد اللهُ ،ولِ َد عبد الله بالقاهرة في شهر المحرم ١٢٩4هـ الموافق يناير ١٨٧٧م، وهو ِمن أصل ترك ّي لكن أخوال أ ّمه ِمن إحدى العائلات المصر ّية ال ّشهيرة ،انتقل به والده إلى دمنهور حيث مقر عمله ،وأخذ يتنقل بين القاهرة ودمنهور ،ث ّم استقر بدمنهور ،وتوفي بها سنة ١٩٤٥م .يع ّد أحمد محرم ِمن كبار شعراء النّهضة ،وبعض النّقاد يفضله على حافظ إبراهيم ،فهو ند لل ّشعراء الكبار إ ّل أ ّنه لم ينل شهرتهم، وله قصائد إسلام ّية ضمنها ديوانه \"مجد الإسلام\"، ويعتبر محرم شاعر الإسلام ،وشاعر الوطن ّية. مناسبة القصيدة خرج ال ّشاعر في رحلة ِمن بلدته دمنهور بالبحيرة إلى القاهرة ث ّم الإسكندر ّية فم ّر في طريقه بدنشواي والقناطر الخير ّية والأهرام ،فتأ ّثرت نفسه فقال هذه القصيدة ،فالنّص من قبيل ال ّتجربة ال ّذاتية. المفردات المعنى الكلمة مشهور ،لامع ،نابه ال ّشهيرة لم ينل لم يدركه الأهرام بناء فرعون ّي ضخم من الحجارة ال ُّص ْلبة ذو قاعدة ُمر َّبعة ،له أربعة ُجدران مث َّلثة ال َّشكل تلتقي رؤوسها ُمك ّونة ق َّمة الهرم 77 ال ّدرس ال ّثالث 77
َمــ ْن أن ِت ُكــ ُّل َر َجـائ ِه و ُيـلا ِقى َمـا َذا ُي َمـار ُس ِمــن َش َدا ِئ ِد د ْه ِر ِه *** َأ ْم َأ ْن ِت لِ ْلــ َجا ِن بِل َا ا ْستِ ْحـــق َا ِق َولِ َمــ ْن َجنَـاك َألِ َّل ِذى ُهــ َو َزا ِر ُع *** َما َذا َق ِمـ ْن َعنَ ٍت َو ِمـ ْن إِ ْر َهــا ِق َو ْي ِلي على ( َفلَّ ِح م ْص َر) َأ َما َك َفى *** َو َي ِعـي ُش في َف ْقــ ٍر َو ِف إِ ْمــل َا ِق ُي ْغنِى ُأ ُلــو َف ا ْلــ ُم ْت َرفِي َن بِــم َالِـ ِه *** َأ َكـ َذا َي ُكـو ُن َت َفـا ُو ُت ا ْلَ ْر َزا ِق؟! ُس ْب َحــا َن َم ْن َش َر َع ال َّسبِي َل لِ َخ ْل ِق ِه *** َو ْج ٌد َع َلـى َم ِّر ا ْلــ َح َوا ِد ِث َبـا ِق ُسـو ُد ا ْلــ ِحب َا ِل ُت َش ُّد ِف ا ْلَ ْعن َا ِق َو َل َق ْد َم َر ْر ُت (بِ ُد ْن ُش َوا َي) َف َها َجني *** تِ ْلـ َك ال ِّس َيا ُط ع َلى ا ْلـ ُج ُلو ِد َوه ِذه *** َ ْت ِري ف َت ْغر ُق ِف الــ َّد ِم ا ْل ُم ْه َرا ِق َو َأ َرى ُد ُمــو َع ال َّثا ِكــلا ِت َه َوا ِم َيا *** َت َز ُع الـ ُّر َما َة َو َمــا َلهــا ِم ْن َوا ِق َي ْر ِمي الـنُّ ُفو َس َو َمـا بِهــا م ْن ُق َّو ٍة *** َلبِ َس ا ْلَ َسى ِف َهــ ِذ ِه ا ْلَ ْط َوا ِق َع َر َف (ا ْلــ َح َما ُم) ُم َصا َبه َا َف َكأ َّنم َا *** لم َي ْس ِق َها ا ْل َم ْو ُت ا ْل ُم َس َّمى َســا ِق َل ْولاَ ا ْلُ َلى َح َم ُلوا ال ِّسل َا َح لِ َص ْي ِده *** 76 الوحدة ال ّثانية
معناها معاني المفردات جمع جانحة وهي ال ّضلع ،المراد به القلب الكلمة حرك الجوانح لا دموع فيهن ،والآماق جمع مؤق وهو مجرى ال ّدمع هفا في العين جمع ربع ،وهو المكان الذي يقام زمن ال ّربيع ث ّم أطلق جوامد الآماق على ك ّل منزل ربوع جمع نكراء ،وهي ال ّشديدة ،وال ّرواق شقة البيت ا ّلتي النّكر دون ال ّشقة العليا ترك ،ونزع عن ال ّشىء ارعوى وجل خوف يمارس الجنى يعانى عنت ال ّثمر إملاق مشقة فقر شديد المعنى العام يقول ال ّشاعر :إ ّنه وجد في نفسه شو ًقا وحنينًا إلى ال ّتنقل في أنحاء بلده ا ّلذى أح ّبه ،وطالما سقى ربوعه بأدمعه حين بخلت عيون غيره بال ّدموع ،فهذا البلد ملجأ ال ّشاعر ،كما أ ّنه ملاذ لها وهو المع ّب ببيانه عن آلامها ،وما ألم بها ِمن حوادث ،ويبدأ ال ّشاعر يفخر بأدبه ،فهو أدب حر صانته المروءة عن ال ّتبذل ،فلم يطمع في شرائه طامع ،ويأسف ال ّشاعر ،لأ ّن بعض ال ّشعراء يتكسبون بأشعارهم ويبيعونها لمن يدفع ال ّثمن ،فيمدحون ،ويخضعون لمن ُيعطيهم. 79 ال ّدرس ال ّثالث 79
الأبيات ِمن 15-1 َو َهفــ َا الـ َحنِي ُن بِ َق ْلبِ ِه ا ْلــ َخ َّفا ِق َع َصـ َف ا ْلـ َه َوى بِ َجوانِ ِح الـ ُم ْش َتا ِق *** َب َل َغ ا ْلـ َق َرا َر َو َجـا َل فِي ا ْل ْع َما ِق ِسـ ْر َفا ْلـبِل َا ُد َف ِسيـ َح ُة الآ َفـــا ِق َما َي ْصنَ ُع ا ْل َق ْل ُب ال َّط ُرو ُب إذا ال َه َوى *** ال َّر ْك ُب َر ْكبِي َوالـــ ِّر َفا ُق ِر َفا ِقي يـا َصا ِحبِي فِي َم ا ْلـ ُم َقا ُم على ا ْلَ َذى *** َدا َر ا ْلـ َهوى َو َمــ ِح َّل َة ا ْلـ ُم ْش َتا ِق مـاذا َت ُظ ُّن بِــن َا الــ َم َدا ِئ ُن وا ْلــ ُق َرى *** َوا ْلـ َبا ِق َيـــا ُت َجـ َوا ِمـ ُد الآ َما ِق َو َأ َنــا ا ّلـ ِذى أ ْح َب ْب ُتهـ َا َو َجـ َعــ ْل ُتهـ َا *** فِي ا ْل َحا ِد َثا ِت النُّ ْك ِر ِمث َل ر َوا ِقي َو َلـ َك ْم َس َق ْي ُت ُر ُبو َع َهـا ِم ْن َأ ْد ُمــ ِعي *** َعــنْ ُه الــ ُم َسا ِو ُمَ ،وا َّت َقا ُه ال َّرا ِقي َل َذ ْت بِـ َأ ْرو َق ِة ا ْل َب َيـا ِن َف َلــ ْم َت ِجـــ ْد *** َأ َّن الــ َق ِري َض ُي َبا ُع فِى ا ْلَ ْس َوا ِق َأ َد ٌب َت َح َّصـن بِا ْلـــ ُم ُرو َء ِة َفا ْر َعوى *** فِي َغ ْي ِر َمـا َو َج ٍل َولاَ إِ ْشـــف َا ِق َما ُكنْ ُت َأ ْح َســ ُب َوال ُخ ُطو ُب َكثِي َر ٌة *** َم ْن أن َت ُك ُّل َر َجــائ ِه و ُيـــلا ِقى ُقـــ ْل لِ ْلــ َج َدا ِو ِل َوال ُّز ُرو ِع َت َح َّدثي *** َأ ْم َأ ْن َت َل ْلـــ َجانِي بِل َا ا ْستِ ْحق َا ِق َما َذا ُي َمــارس ِمــــن َش َدا ِئ ِد د ْه ِر ِه *** َما َذا َق ِمـ ْن َعنَ ٍت َو ِمــ ْن إِ ْر َها ِق َولِــ َم ْن َجنَــاك َألِ َّلـــ ِذى ُه َو َزا ِر ُع *** َو َي ِعـي ُش في َف ْقـ ٍر وفي إِ ْمــل َا ِق َأ َكــ َذا َي ُكو ُن َت َفا ُو ُت ا ْلَ ْر َزا ِق؟! َو ْيلـي عـلى ( َفلَّ ِح م ْص َر) َأ َما َك َفى *** ُي ْغنِي ُأ ُلــو َف ا ْلـــ ُم ْت َرفِي َن بِمـــ َالِ ِه *** ُس ْب َحـا َن َمـ ْن َش َر َع الــ َّسبِي َل لِ َخ ْل ِق ِه *** 78 الوحدة ال ّثانية
استعارة مكن ّية لل ّتشخيص حيث صور الأدب ◄ يف قوله\" :أدب تحصن بالمروءة\" بإنسان يتحصن بالمروءة. كناية عن ع ّزة نفس ال ّشاعر واحترامه لشعره. ◄ يف قولهَ \" :ما ُكنْ ُت َأ ْح َس ُب َوال ُخ ُطو ُب َكثِي َر ٌة َأ َّن ال َق ِري َض ُي َبا ُع فِي ا ْلَ ْس َوا ِق\" استعارة مكن ّية لل ّتشخيص ،حيث صور ◄ يف قوله\" :قل للجداول الجداول والحقول بأشخاص يسألون وال ّزروع تحدثي\" ويتحدثون .وعطف \"وجل\" على \"إشفاق\" ◄ يف قوله\" :أنت كل رجائه\" إطناب بال ّتادف يفيد ال ّتوكيد. كناية عن ش ّدة ح ّبه لبلده. الاستفهام في البيت السابق غرضه ال ّتع ّجب والاستنكار ،وبين قوله\" :زارع ،والجاني\"طباق قوله\" :ولمن جناك أللذ هو زارع أم ◄ أنت للجاني بلا استحقاق؟\" يو ّضح المعنى ،وي ّؤكده بال ّتضاد .وبين \"جناك -والـجـاني\" جنـاس نـاقص يـثير الـ ّذهـن، ويحرك الانتباه. استعارة مكن ّية لل ّتجسيم ،حيث صور العنت ◄ يف قوله\" :ما ذاق من عنت والإرهاق بطعام مر يتذ ّوقه الفلاح. ومن إرهاق\" ◄ يف قولهُ \" :ي ْغنِى ُأ ُلو َف ا ْل ُم ْت َرفِي َن بِم َالِ ِه بين شط َري البيت مقابلة تبرز المعنى، َو َي ِعي ُش في َف ْق ٍر وفي إِ ْمل َا ِق\" وتو ّضحه بال ّتضاد. استفهام غرضه ال ّتع ّجب. ◄ يف قوله\" :أكذا يكون تفاوت الأرزاق؟!\" 81 ال ّدرس ال ّثالث 81
وينتقل ال ّشاعر للحديث عن الفلاح -وقد عمل محرم في شبابه بالفلاحة مع والده ا ّلذي كان يدير بعض الأراضي -فيأسف لما يصيب الفلاح ِمن شقاء وحرمان ،و ِمن شدائد ال ّدهر، فهو لا ينتفع بما ينتجه ِمن خيرات ،بل يتم ّتع بها من لا يستح ّقها ،وبينما يسعد المترفون بعرق الفلاح يعيش هو في فقر شديد ،ث ّم يتع ّجب ال ّشاعر ِمن تفاوت الأرزاق بين النّاس. مواطن الجمال يعطى جر ًسا موسيق ًيا تطرب له الأذن. ◄ في قوله :المشتاق /الخفاق في البيت الأ ّول \"تصريع\" استفهام ،غرضه ال ّتع ّجب. ◄ يف قوله\" :مـا يصنع الـقلب\"، في البيت ال ّثاني نداء لل ّتنبيه ،أما قوله\" :فيم المقام على الأذى؟\" ◄ يف قوله\" :يا صاحبي\" فهو استفهام غرضه الإنكار .أما قولهِ \" :س فالبلاد فسيحة الآفاق\" فهو أمر للنّصح والإرشاد. استعارة مكن ّية لل ّتشخيص. ◄ يف قوله\" :ماذا تظن بنا المدائن والقرى؟\" تشبيه بليغ ،حيث شبه الهوى بال ّدار. ◄ يف قوله\" :دار الهوى\" \"كم\" خبر ّية لتفيد الكثرة ،وقوله\" :سقيت ◄ يف قوله\" :ولكم سقيت ربوعها من ربوعها من أدمعي\" كناية عن كثرة البكاء. أدمعي والباقيات جوامد الآماق\" وبين \"أدمعي ،وجوامد الآماق\" ،طباق يو ّضح المعنى ،ويؤ ّكده بال ّتضاد . استعارة مكن ّية لل ّتشخيص ،حيث صور مصر ◄ يف قوله\" :لاذت بأروقة البيان\" بإنسان يبحث. 80 الوحدة ال ّثانية
حزن وجد جمع ثاكلة ،وهي التي فقدت وحيدها. ال ّثاكلات غزيرة هواميا المسفوح المهراق المعنى العام يقول ال ّشاعر إ ّنه م ّر بمدينة دنشواي، وذلك بعد أكثر ِمن ثلاثين سنة ِمن أحداثها ،ف َت ِهيج أحزانه ،وتعود به ال ّذاكرة إلى تلك الأيام المظلمة ا ّلتي عاشت فيها القرية ،وتبدو لعينيه حادثة دنشواي تلك ال ّسياط ال ّظالمة ا ّلتي ُجلد بها الفلاحون ،والحبال ال ّسود ا ّلتي شنق بها زملاؤهم ،ودموع النّساء والأمهات تسقط غزيرة، فتختلط بال ّدماء ،بل تغرق فيها ،ويخ ّيل إليه أن الحمام في تلك القرية يلبس الأطواق ال ّسوداء حول رقبته حز ًنا على ما أصاب أهلها. المفردات الكلمة شنق المعنى دموع َر َب ُطوا ُعنُ َق ُه َو َع َّل ُقو ُه َح َّتى َي ُمو َت تغرق ما ُء العين يسيل من حزن أو سرور أو نحوهما جاوز الح َّد وبالغ 83 ال ّدرس ال ّثالث 83
الأبيات ِمن 21 - 16 َو ْج ٌد َعـ َلى َم ِّر ا ْلـــ َح َوا ِد ِث َبا ِق َو َلـ َق ْد َم َر ْر ُت (بِ ُد ْن ُش َوا َي) َف َها َجني *** ُسو ُد ا ْلــ ِحب َا ِل ُت َش ُّد فِى ا ْلَ ْعن َا ِق تِ ْل َك الــ ِّس َيا ُط ع َلى ا ْل ُج ُلو ِد َوه ِذه *** َت ْج ِري ف َت ْغر ُق فِي ال َّد ِم ا ْل ُم ْه َرا ِق َو َأ َرى ُد ُمـــو َع الـ َّثا ِكلا ِت َه َوا ِم َيـا *** َت َز ُع ال ُّر َما َة َو َمــا َلــها ِم ْن َوا ِق َي ْر ِمي الــنُّ ُفو َس َو َمــا بِها م ْن ُق َّو ٍة *** َلــبِ َس ا ْلَ َسى فِي َه ِذ ِه ا ْلَ ْط َوا ِق لم َي ْس ِق َها ا ْل َم ْو ُت ا ْل ُم َس َّمى َسا ِق َع َر َف (ا ْلــ َح َما ُم) ُم َصا َبه َا َف َكأ َّنم َا *** َل ْولاَ ا ْلُ َلى َح َم ُلوا ال ِّسل َا َح لِ َص ْي ِد ِه *** معاني المفردات معناها الكلمة دنشواي قرية ِمن قرى المنوف ّية ذهب إليها أفراد ِمن عساكر الإنجليز، وأخذوا يصيدون حمام القرية ،وقد تع ّرض أحدهم لضربة شمس ،فمات بها ،فا ّتهمت ال ّسلطات الإنجليز ّية جماعة ِمن أهل القرية بقتله ،فعقدوا لهم محكمة في القرية ،وح ّكموا على عدد منهم بالإعدام والجلد ،ونفذوا الحكم أمام أهالى القرية ،وقد كان لهذه المأساة أثر بعيد المدى في إنماء الحركة الوطن ّية ،وقد نشرت هذه القصيدة في سنة ١٩٤٠م ،وكانت حادثة دنشواي سنة ١٩٠٦م. 82 الوحدة ال ّثانية
اسمه ،ومولده ،ونسبه، الخريطة ال ّذهن ّية ونشأته ،ومكانة ال ّشعر ّية مناسبة القصيدة ال ّتعليق على النص رحلة عابسة لشاعر أحمد محرم الأبيات ِمن 21-16 الأبيات ِمن 15-1 معاني المفردات معاني المفردات المعنى العام مواطن الجمال المعنى العام مواطن الجمال 85 الخريطة ال ّذهن ّية 85
مواطن الجمال ◄ في قوله\" :ولقد مررت بدنشواي\" أسلوب مؤ ّكد باللام وقد. ◄ في قوله\" :تلك ال ّسياط على الجلود كنـاية عن الـ ّتنويع في الـعقاب مـا بين وهذه سود الحبال تشد في الأعناق\" الجلد وال ّشنق. ◄ في قوله\":وأرى دمـوع الـ ّثاكـلات كنـاية عن اختلاط دمـوع الـ ّثاكلات هوامياتجريفتغرقفيال ّدمالمهراق\" بدماء القتلى. أسلوب مؤ ّكد بحرف الجر الزائد (من). ◄ في قوله\": :مابها من ق ّوة ،وما لها من واق\" استعارة مكن ّية لل ّتشخيص حيث صور ◄ في قوله\" :عرف الحمام\" الحمام بإنسـان يعرف الأحـزان ،وبقية البيت امتداد للخيال. ◄ في قوله\" :لم يسقها الموت\" استعارة مكنية للتشخيص. ال ّتعليق على النّص تتم ّيز القصيدة بجزالة الألفاظ وال ّدقة في اختيارها ،ورصانة الأسلوب وق ّوة الأداء، ومناسبة الألفاظ للمعاني ،واستخدام بعض ال ّصور البيان ّية والمحسنات البديع ّية. وأغراض القصيدة في مجملها جديدة ،وربما لجأ ال ّشاعر للفخر في آخر القصيدة؛ لينفس عن نفسه بعض ال ّظلم ا ّلذي وقع عليه ،إذ نال ال ّشهرة والجاه والغنى كثير ِمن ال ّشعراء ا ّلذين هم أق ّل منه في حين عاش هو محرو ًما غير مقدر إ ّل م ّمن يعرفونه عن قرب ِمن أهل الفضل. والموسيقا في النّص ظاهرة ،وتتم ّثل في الوزن والقافية ،وكذلك ال ّتصريع في مطلع القصيدة ،والجناس النّاقص بين قوله \"جناك -والجاني\" وموسيقا داخل ّية ،وتتم ّثل في حسن اختيار الألفاظ وملاءمتها للمعاني. 84 الوحدة ال ّثانية
الجواب أ قائل الأبيات هو ال ّشاعر أحمد محرم ،وعنوان النّص هو رحلة عابسة ،أما مناسبة القصيدة :فقد خرج ال ّشاعر في رحلة من بلدته دمنهور بالبحيرة إلى القاهرة ث ّم الإسكندر ّية ،فم ّر في طريقه بدنشواي والقناطر الخيرية والأهرام ،فتأ ّثرت نفسه فقال هذه القصيدة ،والقصيدة تجربة ذات ّية. ب لقد دفعه ال ّشوق ،وأغراه الهوى ،ودفعه إلى أن يتج ّول في ربوع مصر الحبيبة ،وهو لا يملك أن ير ّد للهوى أم ًرا ،أو أن يعصي له طل ًبا ،وكيف لا وقلبه شغوف بح ّب مصر، خاصة أن هذا الح ّب قد بلغ القرار ،وجال في الأعماق؟ ث ّم كيف له أن يقيم على الأذى وفي مصر ما فيها من رحاب فسيحه تنأى به عن الأذى؟! ج \"الجوانح\" جمع جانحة وهي ال ّضلع ،والمراد به القلب. و\"هفا\" بمعنى :حرك . د و\"الآفاق\" جمع أفق وهو كل ما ظهر لك ِمن ال ّسماء. ال ّلون البيان ّي في قوله\" :جوانح\" هو مجاز مرسل علاقته المحل ّية ،وس ّر جماله الإيجاز وال ّدقة في اختيار العلاقة. والمحسن البديع ّي تصريع بين شط َري البيت ،وهو يعطي جر ًسا موسيق ًّيا تطرب له الأذن. في قوله\" :يا صاحبي\" نداء غرضه ال ّتنبيه، هـ وفي قوله :فِي َم المقام على الأذى؟ استفهام غرضه الإنكار، وفي قوله\" :سر\" أمر غرضه النّصح والإرشاد. 87 ال ّتطبيقات 87
ال ّتطبيقات ال ّتطبيق الأ ّول يقول ال ّشاعر: َو َهف َا الــــ َحنِي ُن بِ َق ْلبِ ِه ا ْل َخ َّفا ِق َع َص َف ا ْلـــ َه َوى بِ َجوانِ ِح ال ُم ْش َتا ِق *** َب َلـ َغ ا ْل َق َرا َر َو َجا َل فِي ا ْل ْع َما ِق ِس ْر َفا ْلبِل َا ُد َف ِسيـــــ َح ُة الآ َفا ِق َما َي ْصنَ ُع ا ْل َق ْل ُب ال َّط ُرو ُب إذا ال َه َوى *** يا َصــا ِحبِي فِي َم ا ْل ُم َقا ُم على ا ْلَ َذى *** َمن قائل الأبيات ال ّسابقة؟ وما عنوان النّص؟ وما مناسبته؟ أ اِ ْش َر ْح الأبيات بأسلوبك. ب ج َها ِت معاني الكلمات الآتية: (جوانح -هفا -الآفاق) د اِ ْس َت ْخ ِر ْج ِم ْن البيت الأ ّول لو ًنا بيان ًّيا ،ومحسنًا بديع ًّياَ ،وا ْذ ُك ْر نوعهما وأثرهما في المعنى. هـ في البيت ال ّثالث ثلاثة أساليب إنشائ ّيةُ .ا ْذ ُك ْر َها و َب ِّي ْن الغرض منها. 86 الوحدة ال ّثانية
س 2يقول ال ّشاعر: َو ْج ٌد َعـ َلى َم ِّر ا ْلـــ َح َوا ِد ِث َبا ِق َو َلـ َق ْد َم َر ْر ُت (بِ ُد ْن ُش َوا َي) َف َها َجني *** ُسو ُد ا ْلــ ِحب َا ِل ُت َش ُّد فِى ا ْلَ ْعن َا ِق تِ ْل َك الــ ِّس َيا ُط ع َلى ا ْل ُج ُلو ِد َوه ِذه *** َت ْج ِري ف َت ْغر ُق فِي ال َّد ِم ا ْل ُم ْه َرا ِق َو َأ َرى ُد ُمـــو َع الـ َّثا ِكلا ِت َه َوا ِم َيـا *** أ اِ ْخ َت ْر ال ّصواب م ّما بين القوسين: ◄البيت الأول مؤ ّكد (بمؤ ّكد واحد -بمؤ ّكدين -بثلاثة مؤ ّكدات) ◄\"ال ّثاكلات\" مفردها (ثاكلة -ثكلى -ثكلاء) ◄\"هوام َيا\" معناها (قوية -غزيرة -كثيرة) ب ُا ْذ ُك ْر ما تعرفه عن دنشواي. ج اِ ْش َر ْح الأبيات شر ًحا موج ًزا بأسلوبك. د َما َذا أفاد بناء الفعل للمجهول في قوله« :سود الحبال تش ّد في الأعناق»؟ 89 ال ّتدريبات 89
ال ّتدريبات س 1يقول ال ّشاعر: فِي َغ ْي ِر َمــا َو َجــ ٍل َولاَ إِ ْشف َا ِق *** ُق ْل لِ ْل َج َدا ِو ِل َوال ُّز ُرو ِع َت َح َّدثي َم ْن أن ِت ُك ُّل َر َجـــــائ ِه و ُيلا ِقي *** َما َذا ُي َمارس ِمن َش َدا ِئ ِد د ْه ِر ِه َأ ْم َأ ْن َت َل ْل َجـــانِى بِل َا ا ْستِ ْحق َا ِق *** َولِ َم ْن َجنَـاك َألِ َّل ِذي ُه َو َزا ِر ُع أ َمن قائل الابيات؟ ُا ْذ ُك ْر ما تعرفه عن النّص. ب اِ ْش َر ْح الأبيات بأسلوبك. ج يقول ال ّشاعر: فِي َغ ْي ِر َما َو َج ٍل َولاَ إِ ْشف َا ِق ُق ْل لِ ْل َج َدا ِو ِل َوال ُّز ُرو ِع َت َح َّدثي *** في البيت ال ّسابق (استعارة مكن ّية -استعارة تصريح ّية -مجاز مرسل) د َب ِّي ْن كلم َت ْي \"وجل ،وإشفاق\" (طباق -ترادف -جناس ) هـ ُا ْك ُت ْب البيتين ال ّتاليين للأبيات ال ّسابقة. 88 الوحدة ال ّثانية
النّص َلـ ِز ْم ُت بـا َب أ ِمــي ِر الأَ ْنبِ َيــا ِء و َمـ ْن *** ُي ْم ِسـ ْك بِ ِم ْف َتـــا ِح بـَــا ِب الل ِه ي ْغ َتنِـ ِم َع َّل ْقـ ُت مـن َم ْد ِحــ ِه َحـ ْبل ًا ُأ َعـ ُّز به *** فِي يو ٍم لا ِعـ َّز بالأَنس َــا ِب وال ُّل َحـ ِم ُمحـَـ َّم ٌد َص ْفـو ُة البــا ِري ورحم ُتـ ُه *** و ُب ْغ َيـ ُة الله ِمـ ْن َخـــ ْل ٍق و ِمــ ْن َن َسـ ِم َقـ ْد أ َخ َطـأ النَّ ْجـ ُم مـا َنـا َل ْت ُأ ُب َّو ُتـ ُه *** ِمـ ْن ُســـ ْؤ ُد ٍد بــا ِذ ٍخ في َم ْظ َهـ ٍر َسنِ ِم ُن ُمـوا إليـ ِه فـَ َزا ُدوا في ا ْلــ ُعلا َش َر ًفا *** َو ُر َّب أ ْصــ ٍل ل َف ْر ٍع في ال َف َخـا ِر ُن ِمى َسا ِئ ْل ِحرا َء و ُرو َح ا ْل ُق ْد ِس َه ْل َع ِل َما *** َمصـو َن ِسـ ٍّر عـــ ِن ال ِإدرا ِك ُم ْك َتـ َت ِم َكــ ْم ِجيئـ ٍة و َذ َهـا ٍب ُشـ ِّر َف ْت بِ ِه َمـا *** َب ْط َحـا ُء َم ّكـ َة في ال ِإ ْصبـَا ِح وا ْل َغ َس ِم و ُنـو ِد َي :ا ْقــر ْأَ ،تعـــا َلى الل ُه َقا ِئ ُل َهـا *** لـ ْم ت َّت ِصـ ْل قبـ ُل َمـ ْن ِقي َلـ ْت لـ ُه بِ َف ِم ُهن َــا َك ُأ ِّذ َن لل َّر ْحــ َم ِن فـــا ْمتـل َأ ْت *** أ َســما ُع َم َّكــ َة ِمـ ْن ُق ْد َسـ َّي ِة النَّ َغــ ِم َفـ َل َت َسـ ْل َعـ ْن ُق َر ْي ٍش ك ْي َف َح ْير ُت َها *** و َكـيف َن ْف َر ُتهـا في ال َّسـ ْه ِل والـ َع َلم 91 ال ّدرس ال ّرابع 91
ال ّدرس ال ّرابع ِمن قصيدة نهج البردة لل ّشاعر أحمد شوقي أهداف ال ّدرس: بنهاية ال ّدرس يتوقع أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن: 1يذكر ترجمة مختصرة لأحمد شوقي. 2يع ّدد الأوصاف ا ّلتي وصف بها أحمد شوقي ال ّرسول . 3يح ّدد ِسمات شخص ّية ال ّشاعر ،وخصائص أسلوبه. 4يشرح أبيات القصيدة بأسلوبه الخاص. 90
مكانة شوقي ال ّشعر ّية كان شوقي شاع ًرا عظيما نابها ،تق ّلد إمارة ال ّشعر ١٩٢٧م ،و ُأ ِقي َم لذلك حفل حضره كبار ال ّشعراء من ال ّدول العرب ّية ،وبايعوه بإمارة ال ّشعر ،وبرغم ذلك فله مؤ ِّيدون ،ومعارضون. تك ّلم شوقي في كثير ِمن أغراض ال ّشعر ،فقال في المدح، الأعلام والهجاء ،والغزل ،وال ّرثاء ،والوصف ،وأبرز مدائحه في الأتراك ،وألطفها في النّبي .وقد صور شوقي في شعره الأحداث الكبرى العالم ّية ا ّلتي عاصرها فله قصيدة تصف زلزا ًل حدث في اليابان ،وثانية في روما، وثالثة في تتويج ملك انجلترا وهكذا. وشوقي مولع بال ّتاريخ مح ّب له ،فله في نظمه أحمد شوقي بن علي بن قصائد طويلة النّفس ،وله فيه ديوان خاص ،وهو -أيضا أحمد شوقي -معني بالحكمة ،يرسلها في شعره ك ّلما وجد لها مناسبة، وقد جمع شعره في ديوان كبير سماه \"ال ّشوقيات\". المفردات الكلمة مكث المعنى زلزا ًل أقام به وسكنه ه ّزه وح ّركه حركة شديدة ال ّرثاء صوت البكاء مع الكلام على الميت ؛ صوت الكلام الغزل أثناء البكاء على الميت ال ِّش ْع ُر ا َّل ِذي ُي َقا ُل فِي النِّ َسا ِء َو َو ْص ِف ِه َّن َوال َّت َش ُّب ِب بِ ِه َّن 93 ال ّدرس ال ّرابع 93
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240