Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Book STAM TARIKH AL-ADAB NUSUSUHU Digital

Book STAM TARIKH AL-ADAB NUSUSUHU Digital

Published by Madzani Nusa, 2021-08-12 13:19:14

Description: Book STAM TARIKH AL-ADAB NUSUSUHU Digital

Search

Read the Text Version

‫مظاهر ال ّتجديد في ال ّشعر عند ال َبا ُرو ِد ّي‬ ‫ألفاظ ال ّشعر وأساليبه‬ ‫ ارتقى بالكلمة والعبارة ِمن ال ّضعف والابتذال إلى ص ّحة ال ّتركيب وق ّوته‪ ،‬وصفاء‬ ‫ال ّسليقة ونقائها‪ ،‬والعناية بالأسلوب وجماله‪ ،‬وارتفع بهما ِمن تكلف البديع وأثقاله إلى ال ّرصانة‬ ‫و ال ّتحرر‪ ،‬ومن ال ّتعقيد والغموض إلى الوضوح والإفصاح‪.‬‬ ‫يقول ال َبا ُرو ِد ّي إحساسا ِمنه بال ّدور ا ّلذي قام به في إحياء ال ّشعر‪:‬‬ ‫ ‬ ‫َأ ْح َيي ُت أن َفا َس الق ِري ِض بِمنط ِقي *** وصرع ُت ُف ْرسا َن العجا ِج بِلهذ ِمي‬ ‫ ‬ ‫موضوعات شعره‬ ‫نأى ال َبا ُرو ِد ّي بموضوعاته عن ال ّتكرار والجدب وال ّسطحية‪ ،‬إلى ال ّتجدد و ال ّتنوع‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وال ّتعبير عن الأحاسيس ال ّذاتية‪ ،‬والحياة المعاصرة‪ ،‬والقضايا القوم ّية‪ ،‬وأحداث العصر‪ ،‬منتقلا‬ ‫بالموضوع ال ّشعري ِمن الأمور ال ّشخصية ال ّتافهة ال ّضئيلة إلى الأمور العا ّمة ا ّلتي تق ّدم زادا‬ ‫للإنسان ِمن خلال خبرته الإنسان ّية وتجربته مع الحياة ممتزجة بالعاطفة‪ .‬ن ّظم ال َبا ُرو ِدي ال ّشعر‬ ‫في أغراض ال ّشعر الموروثة عن القدامى ِمن الغزل والوصف والفخر وال ّرثاء‪ ،‬فبدأ بمق ّدمة‬ ‫غزل ّية‪ ،‬ووصف ال ّطبيعة‪ ،‬وص ّور الحروب والمعارك وأهوالها ا ّلتي خاضها‪ ،‬وافتخر بفروسيته‪،‬‬ ‫وح ّض على البطولة والإقدام‪ ،‬وكتب في ح ّب مصر ووصف ليلها ونيلها‪ ،‬ورثى والده وزوجته‬ ‫وابنه ِمن منفاه بأصدق ال ّشعر وأشجنه‪.‬‬ ‫واستحدث ال َبا ُرو ِد ّي موضوعات جديدة تنطلق من شعوره العميق بمشكلات وطنه‪ ،‬وأحداث‬ ‫عصره‪ ،‬فن ّظم شعرا في ال ّسياسة والوطنيات‪.‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫النّيرا ِت ‪ -‬قم في فم ال ّدنيا ‪ -‬قم ناد أنقرة ‪ -‬قف ناد أهرام الجلال ‪ -‬قف بالممالك وانظر دولة‬ ‫المال ‪ -‬آذار أقبل قم بنا يا صاح‪.‬‬ ‫ وأقدم كثير منهم على مناظرة روائع ال ّشعر العرب ّي القديم‪ ،‬وق ّلدوها بقصائد مماثلة وز ًنا‬ ‫وقافية أو موضو ًعا وكانت تس ّمى هذه بالمعارضة على نحو ما فعل شوقي في قصيدة نهج البردة‬ ‫ا ّلتي عارض بها قصيدة البردة للإمام البوصيري‪.‬‬ ‫ ورغم ك ّل ما ق ّدموه ِمن تقليد وانتهاج لما هو قديم إ ّل أ ّنهم استحدثوا أغرا ًضا شعر ّية‬ ‫جديدة لم تكن معروفة ِمن قبل في ال ّشعر العرب ّي‪ ،‬كال ّشعر الوطن ّي‪ ،‬وال ّشعر الاجتماع ّي‪ ،‬وال ّشعر‬ ‫ال ّتمثيل ّي المسرح ّي‪ ،‬فن ّظموا ال ّشعر في المناسبات الوطن ّية وال ّسياس ّية والاجتماع ّية‪ ،‬واعتمدوا‬ ‫في نظمهم على الأسلوب الخطاب ّي ا ّلذي يلائم المحافل‪ ،‬وكان شعرهم في مجمله هاد ًفا‪ ،‬جا ًدا‬ ‫في معناه‪ ،‬تنتشر الحكمة والموعظة بين ثناياه‪.‬‬ ‫مآخذ على مدرسة المحافظين‬ ‫ قد أخذ عليهم اهتمامهم بال ّصياغة البيان ّية والإفراط فيها‪ ،‬دون عناية بالمضمون‪ ،‬أو‬ ‫اهتمام بصدق ال ّتجربة وأ ّنهم لم يهتموا بال ّتعبير عن تجاربهم النّفس ّية‪ ،‬فلا تكشف أشعارهم‬ ‫عن شخصية ال ّشاعر وطبعه ولون نظرته إلى الحياة والكون‪.‬‬ ‫وقد كان ر ّواد مدرسة ال ّديوان أكبر المنتقدين لهذا النّهج ال ّشعري‪ ،‬وأفرد ع ّباس الع ّقاد في‬ ‫كتاب ال ّديوان في الأدب و النّقد مساحات كبيرة لانتقادات لاذعة لأشعار أحمد شوقي‪.‬‬ ‫***‬ ‫المفردات‬ ‫المعنى‬ ‫الكلمة‬ ‫وافقه‬ ‫يلائم‬ ‫َجا َو َز ال َح َّد ‪ ،‬أ ْ َش َف ‪َ ،‬با َل َغ‬ ‫الإفراط‬ ‫‪45‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪45‬‬

‫مدرسة المحافظين‬ ‫ظ ّل ال َبا ُرو ِد ّي رائدا لمدرسة الإحياء والبعث قرابة نصف قرن ِمن ال ّزمان ح ّتى أثمرت‬ ‫ ‬ ‫النّهضة ثمرتها وبات لل ّشعر ال ّرصين شعراء يتبارون في ميدانه‪ ،‬فتبعه على درب ال ّتأ ّثر بعصور‬ ‫الازدهار الأدب ّي أشهر شعراء الأدب الحديث ا ّلذين أطلق عليهم النّقاد اسم مدرسة المحافظين‪:‬‬ ‫إسماعيل صبري‪ ،‬وعائشة ال ّتيمورية‪ ،‬وأمير ال ّشعراء أحمد شوقي‪ ،‬وشاعر النّيل حافظ إبراهيم‪،‬‬ ‫وولي ال ّدين يكن‪ ،‬ومحمد عبدالمطلب‪ ،‬وأحمد محرم ِمن مصر‪ ،‬ومحمد رضا ال ّشبيبي‪ ،‬وعبد‬ ‫المحسن الكاظمي‪ ،‬وجميل صدقي الزهاوي‪ ،‬ومعروف ال ّرصافي ِمن العراق‪ ،‬وشكيب أرسلان‬ ‫ِمن سوريا‪ ،‬وغيرهم ِمن شعراء جيلهم بالبلاد العرب ّية المختلفة‪ ،‬وأعقبهم ِمن الأجيال ال ّتالية‪:‬‬ ‫علي الجارم‪ ،‬ومحمد الأسمر‪ ،‬وعزيز أباظة‪ ،‬ومحمود غنيم وغيرهم‪.‬‬ ‫ وقد حافظ شعراء هذه المدرسة على نهج ال ّشعر العرب ّي القديم في بناء القصيدة‪.‬‬ ‫و ِمن أبرز خصائص مدرسة المحافظين‬ ‫◄ تق ّيدوا بالبحور ال ّشعرية المعروفة‪ ،‬و التزموا القافية الواحدة في ك ّل قصيدة‪.‬‬ ‫ ◄ تابعوا خطى ال ّشعراء القدامى فيما ن ّظموه ِمن الأغراض ال ّشعرية‪ ،‬فن ّظموا مثلهم في المديح‬ ‫وال ّرثاء والغزل والوصف‪.‬‬ ‫◄ جارى لمحافظون ‪ -‬في بعض قصائدهم‪ -‬طريقة ال ّشعر العرب ّي القديم في افتتاح القصيدة‬ ‫بالغزل ال ّتقليد ّي‪ ،‬والبكاء على الأطلال ث ّم الانتقال إلى الأغراض ال ّتقليد ّية نفسها ِمن مدح‬ ‫أو رثاء ونحوهما‪ ،‬وكذلك في استهلال القصيدة بمخاطبة ال ّصاحب‪.‬‬ ‫◄ الالـتزام بنهج الـقدمـاء في استعمـال الألـفـاظ الـجزلـة الـ ّرصينة‪ ،‬فجـاءت بعضهـا‬ ‫غريبة على عصرهم‪.‬‬ ‫ ومناجاة مخاطب متخ ّيل كما في بعض افتتاحيات شوقى‪ :‬قم ناج جلق ‪ -‬قم ح ّي هذي‬ ‫‪44‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫شعر ا ّلذين ينظرون إلى الخلف ويعيشون في ظلال القديم‪ ،‬ويعارضون القدماء عجزا عن‬ ‫ال ّتجديد والابتكار‪ ،‬بينما ال ّشعر الج ّيد هو ذلك ا ّلذي يقوله هؤلاء ال ّشبان ا ّلذين ينظرون إلى‬ ‫الأمام مع ّبرين عن ذواتهم وعواطفهم‪ ،‬وما يسود عصرهم ِمن أحداث ومشكلات‪.‬‬ ‫و ِمن أبرز خصائص مدرسة ال ّديوان‬ ‫ ◄ الجمع بين ال ّثقافتين العرب ّية والإنجليز ّية‪.‬‬ ‫ ◄ ال ّتطلع إلى المثل العليا والنّزعة المثال ّية‪ ،‬ال ّتعبير عن النّفس الإنسان ّية وما ي ّتصل بها من‬ ‫ال ّتأ ّملات الفكر ّية والفلسف ّية‪.‬‬ ‫ ◄ وضوح الجانب الفكر ّي عندهم مما جعل الفكر يطغي على العاطفة ‪ -‬فكان لذلك ‪ -‬يميل‬ ‫إلى الجفاف‪.‬‬ ‫ ◄ ال ّصدق في ال ّتعبير والبعد عن المبالغات‪.‬‬ ‫◄ ظهور مسحة ِمن الحزن والألم وال ّتشاؤم واليأس في شعرهم‪.‬‬ ‫◄ استخدام لغة عصرهم والابتعاد عن لغة قصائد الفحول القدامى‪.‬‬ ‫ ◄ عدم الاهتمام بوحدة الوزن والقافية‪ ،‬وال ّدعوة إلى ال ّشعر المرسل‪.‬‬ ‫◄ الاهتمامبوضععنوانللقصيدة‪،‬ووضععنوانلل ّديوان؛ليد ّلعلىالإطارالعاملمحتواهما‪.‬‬ ‫ ◄ ال ّتجديد في الأغراض‪ ،‬فأضافوا إلى ال ّشعر موضوعات غير مألوفة‪ ،‬فكتبوا شعرا عن رجل‬ ‫المرور‪ ،‬والكواء‪.‬‬ ‫ ◄ استخدام طريقة الحكاية في عرض الأفكار والآمال‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫المعنى‬ ‫الكلمة‬ ‫الفحول‬ ‫ا ُْل َف َّض ُلو َن َوا ُْل َت َم ِّي ُزو َن‬ ‫اليأس‬ ‫ا ْل ُقنُو ُط ا ِل ْستِ ْسلا ُم‬ ‫‪47‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪47‬‬

‫مدرسة ال ّديوان‬ ‫ تع ّد مدرسة ال ّديوان أبرز حركات ال ّتجديد في ال ّشعر العربي ا ّلتي ظهرت في النّصف‬ ‫الأ ّول من القرن العشرين على يد عباس محمود الع ّقاد‪ ،‬وإبراهيم المازني‪ ،‬وعبد ال ّرحمن‬ ‫شكري‪ .‬وسميت بهذا الاسم نسبة إلى كتاب ألفه الع ّقاد والمازني سنة ‪١٩٢١‬م وضعا فيه مبادئ‬ ‫مدرستهم‪ ،‬وأطلقوا عليه اسم \"ال ّديوان في الأدب و النّقد\"‪ .‬فاشتهر ال ّثلاثة بجماعة ال ّديوان‪،‬‬ ‫أو شعراء ال ّديوان‪ ،‬أو مدرسة ال ّديوان‪ ،‬والواقع أن آراءهم ال ّشعر ّية قد ظهرت قبل ذلك منذ‬ ‫عام ‪١٩٠٩‬م‪ ،‬وقد نظر هؤلاء إلى ال ّشعر نظر ًة تختلف عن شعراء مدرسة الإحياء‪ ،‬فع ّبروا عن‬ ‫ذواتهم وعواطفهم‪ ،‬وما ساد عصرهم‪ ،‬ودعوا إلى ال ّتحرر ِمن الاستعمار وتح ُّمل المسؤول ّية‪،‬‬ ‫فهاج ّموا المحافظين‪ ،‬وفي مق ّدمتهم شوقي‪ ،‬وحافظ‪ ،‬وال ّرافعي‪.‬‬ ‫ وقد ا ّتجه ُر ّواد هذه المدرسة إلى ال ّتجديد عندما وجدوا أنفسهم يم ّثلون ال ّشباب‬ ‫العرب ّي‪ ،‬وهو يم ّر بأزمة فرضها الاستعمار على الوطن العرب ّي ا ّلذي نشر الفوضى والجهل بين‬ ‫أبنائه في محاولة منه لتحطيم ال ّشخصية العرب ّية الإسلام ّية‪ ،‬عندئذ تصادمت آمالهم الجميلة مع‬ ‫الواقع الأليم ا ّلذي لا يستطيعون تغييره‪ ،‬فاندفعوا إلى هذا الا ّتجاه ال ّتجديد ّي بدافع الهروب ِمن‬ ‫عالم الواقع إلى عالم الأحلام‪ ،‬وف ّروا إلى ال ّطبيعة؛ ليبثوا لها آمالهم ال ّضائعة‪ ،‬متأ ّملين في الكون‬ ‫متع ّمقين في أسرار الوجود متأ ّثرين بالمدرسة ال ّرومانس ّية العالم ّية في الأدب‪ ،‬فمن ال ّشعراء‬ ‫ال ّثلاثة (الع ّقاد‪ ،‬المازني‪ ،‬شكري) تك ّونت المدرسة متأ ّثرة بال ّرومانس ّية في الأدب الإنجليز ّي‪،‬‬ ‫مع اعتزاز شديد بال ّثقافة العرب ّية‪.‬‬ ‫ ُح ّددت أهداف المدرسة كما يقول الع ّقاد في ال ّديوان‪\" :‬وأوجز ما نصف به عملنا إن‬ ‫أفلحنا فيه أنه إقامة ح ّد بين عهدين لم يبق ما يسوغ ا ّتصالهما والاختلاط بينهما‪ ،‬وأقرب ما نم ّيز‬ ‫به مذهبنا أ ّنه مذهب إنسان ّي مصر ّي عرب ّي\"‪.‬‬ ‫وترى جماعة ال ّديوان أ ّن ال ّشعر تعبير عن الحياة كما يح ّسها ال ّشاعر ِمن خلال وجدانه‪،‬‬ ‫ ‬ ‫فليس منه شعر المناسبات والمجاملات‪ ،‬ولا شعر الوصف ا ّلذي يأتى خال ًيا ِمن ال ّشعور‪ ،‬ولا‬ ‫‪46‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫ومن نماذج شعره‬ ‫*** َك ُس ُجو ِد ِهــ ْم لِل َّش ْمـ ِس إِ ْذ َت َل َل‬ ‫َس َج ُدوا لِ ِك ْس َرى إِ ْذ َب َدا إِ ْجـل َالاَ‬ ‫*** َما َذا َأ َحا َل بِ َك الأ ُسو َد ِس َخا َل‬ ‫َيا ُأ َّم َة ا ْل ُف ْر ِس ا ْل َع ِري َق َة فِي ا ْل ُع َلى‬ ‫*** َوا ْل َيـ ْو َم بِ ُّت ْم َصا ِغـ ِريـ َن ِضـ َئا َل‬ ‫كنْ ُت ْم ِك َبا ًرا فِي ا ْل ُحـُرو ِب َأ ِعـ َّز ًة‬ ‫*** َو ِر َقا َب ُك ْم َوال ِعـ ْر َض َوالأَ ْمـ َوا َل‬ ‫ُع َّباد ِك ْس َرى مانِ ِحي ِه ُن ُفو َســ ُك ْم‬ ‫*** َوت ُــ َعــ ِّفــ ُرو َن َأ ِذ َّلـ ًة َأ ْو َكــا َل‬ ‫َت ْس َت ْقبِـ ُلو َن نِ َعـا َل ُه بِ ُو ُجـو ِهـ ُك ْم‬ ‫*** َويـَــ ُعــ ُّد ُأ َّمــ َة َفــا ِر ٍس َأ ْر َذا َل‬ ‫ال ِّت ْب ُر ِك ْس َرى َو ْحـ َد َه فِي َفا ِر ٍس‬ ‫*** َلــ ُه ُم َو َي ْز ُعــ ُم ُه ْم َع َلي ِه ِعــ َيا َل‬ ‫َش ُّر ا ْل ِع َيـا ِل َع َل ْيـ ِهـ ْم َو َأ َع ُّق ُهـم‬ ‫*** َثــ ْأ ًرا ُيبِـــ ْد ُه ْم بِا ْل َعـــ ُد ِّو ِق َتا َل‬ ‫إِ ْن ُي ْؤتِ ِهـ ْم َفض ًل َي ُم ُّن َوإِ ْن َي ُر ْم‬ ‫*** َضــ َر َب الأَ َنــا ُم بِ َع ْدلِ ِه الأَ ْم َثا َل‬ ‫َوإِ َذا َق َضى َي ْو ًما َق َضــا ًء َعا ِد َل‬ ‫‪49‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪49‬‬

‫ال ّتجديد قبل مدرسة ال ّديوان‬ ‫ سبق مدرسة ال ّديوان إلى ال ّتجديد خليل مطران أحد الر ّواد ا ّلذين دعوا إلى ال ّتجديد في‬ ‫الأدب وال ّشعر العرب ّي‪ ،‬فأخرج ال ّشعر العرب ّي ِمن أغراضه ال ّتقليدية القديمة‪ ،‬وصوره البدو ّية‬ ‫إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر‪ ،‬مع الحفاظ على أصول ال ّلغة وال ّتعبير‪ ،‬كما أدخل ال ّشعر‬ ‫القصصي وال ّتصويري للأدب العرب ّي‪.‬‬ ‫ وخلي ُل مطران (‪١‬يوليو ‪١٨٧٢‬م ‪1-‬يونيو ‪١٩٤٩‬م) شاعر لبنان ّي شهير عاش معظم‬ ‫حياته في مصر‪ ،‬عرف بغوصه في المعاني‪ ،‬وجمعه بين ال ّثقافة العرب ّية والأجنبية‪ ،‬كما كان من‬ ‫كبار الكتاب عمل بال ّتاريخ وال ّترجمة‪ُ ،‬يش ّبه بالأخطل بين حافظ وشوقي‪ ،‬كما شبهه المنفلوطي‬ ‫بابن ال ّرومي‪ ،‬كما ُعرف مطران بغزارة علمه وإلمامه بالأدب الفرنسي والعربي‪ ،‬هذا بالإضافة‬ ‫لرقة طبعه ومسالمته‪ ،‬وهو ال ّشيء ا ّلذي انعكس على أشعاره‪.‬‬ ‫ ُأطلق عليه لقب \"شاعر القطرين\" ويقصد بهما مصر ولبنان‪ ،‬وبعد وفاة حافظ وشوقي‪،‬‬ ‫أطلقوا عليه لقب \"شاعر الأقطار العرب ّية\"‪ ،‬عمل كمح ّرر بجريدة الأهرام لع ّدة سنوات‪ ،‬ث ّم قام‬ ‫بإنشاء \"المجلة المصر ّية\"‪ ،‬و ِمن بعدها جريد \"الجوانب المصر ّية\" اليوم ّية ال ّتي عمل فيها على‬ ‫مناصرة مصطفى كامل باشا في حركته الوطن ّية‪ ،‬واستمر إصدارها على مدار أربع سنوات‪ ،‬وكان‬ ‫له إسهامات كبيرة في ال ّتعرف على مظاهر الحضارة الغرب ّية بترجمته العديد من أمهات الكتب‬ ‫ِمن الفرنس ّية إلى العرب ّية‪.‬‬ ‫اهت ّم مطران بال ّشعر القصصي وال ّتصويري ا ّلذي تم ّكن ِمن استخدامه لل ّتعبير عن‬ ‫ ‬ ‫ال ّتاريخ والحياة الاجتماع ّية اليوم ّية ال ّتي يعيشها النّاس‪ ،‬فاستعان بقصص ال ّتاريخ‪ ،‬وقام بعرض‬ ‫أحداثها بخياله الخاص‪ ،‬بالإضافة لتعبيره عن الحياة الاجتماع ّية‪ ،‬وكان مطران متفو ًقا في هذا‬ ‫النّوع ِمن ال ّشعر عن غيره‪ ،‬فكان يص ّور الحياة البشر ّية ِمن خلال خياله الخاص مراع ًيا جميع‬ ‫أجزاء القصة‪.‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫وقد تم ّيز الأدب المهجر ّي بمجموعة ِمن الخصائص أه ّمها‬ ‫ِ من حي ث الم ضمو ن مجيء شعرهم تعبيرا عن تجربة شعور ّية ذات ّية‪ ،‬ونزعة إنسان ّية‬ ‫تأمل ّية‪ ،‬فا ّتجه أدباء المهجر إلى دخيلة أنفسهم ينطلقون منها‪ ،‬وتو ّحدوا معها فرارا ِمن صخب‬ ‫الحياة ا ّلتي تحاصرهم‪ ،‬كما تو ّجهوا إلى ال ّطبيعة‪ ،‬فتأ ّملوا في مظاهرها‪ ،‬وش ّخصوها ككائن حي‬ ‫يع ّبر عما يجيش في نفوسهم ِمن أحاسيس‪ ،‬كما أكثر أدباء المهجر ِمن الحنين إلى الوطن الأم‪،‬‬ ‫يشكون مصابه‪ ،‬واشتهر شعرهم بظاهرة الحزن لطول الأ ّيام في الغربة وإحساس المهاجر‬ ‫إحساسا حادا بال ّزمن‪.‬‬ ‫ا ّتسم شعرهم بالوحدة العضو ّية المتم ّثلة في وحدة‬ ‫و ِمن حي ث ال ّ شكل و الأداء ‬ ‫الموضوع‪ ،‬ووحدة الج ّو النّفس ّي‪ ،‬وترتيب الأفكار وال ّصور في بناء متماسك‪ ،‬اعتمدوا على‬ ‫ال ّرمز لما له ِمن دلالات لا تنضب‪ ،‬وال ّرمز معناه ‪ -‬عندهم ‪ -‬أن ي ّتخذ ال ّشاعر ِمن الأشياء‬ ‫الحس ّية رموزا لمعنو ّيات خف ّية‪ ،‬وقد تح ّرر شعرهم ِمن الوزن والقافية‪ ،‬فج ّدد المهجريون في‬ ‫قالب القصيدة‪ ،‬وا ّتبعوا نظام المقطوعات‪ ،‬كما ا ّتجه بعضهم إلى شعر ال ّتفعيلة ا ّتسمت لغتهم‬ ‫بال ّسهولة والوضوح‪ ،‬وعدم الالتزام أحيانا بقواعد ال ّلغة العرب ّية كما أكثروا من استخدام ال ّشكل‬ ‫القصص ّي في القصيدة‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫المعنى‬ ‫الكلمة‬ ‫تجربة‬ ‫اختبا ٌر من َّظم لظاهرة َأو ظواهر ‪ُ ،‬يرا ُد ملاحظتها‬ ‫تأمل ّية‬ ‫ملاحظة دقيقة ومنهجية للكشف عن نتيجة ّما ‪،‬‬ ‫َأو تحقيق غرض مع ّي‬ ‫تدبره و َأعاد النظر فيه مرة بعد أخرى لِ َي ْس َت ْي ِقنَه‬ ‫‪51‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪51‬‬

‫مدرسة شعراء المهجر‬ ‫ شعراء المهجر هم شعرا ٌء عرب عاشوا ون ّظموا شعرهم وكتاباتهم في البلاد ال ّتي‬ ‫هاجروا إليها وعاشوا فيها‪ ،‬ويطلق اسم شعراء المهجر عادة على نخبة ِمن أهل ال ّشام وخا ّصة‬ ‫اللبنان ّيين المث ّقفين ا ّلذين هاجروا إلى الأمريكيتين (ال ّشمال ّية والجنوب ّية) أواخر القرن ال ّتاسع‬ ‫عشر‪ ،‬وأوائل القرن العشرين‪ ،‬وك ّونوا فيها جمعيات وروابط أدب ّية‪ ،‬كما أخرجوا صحفا‬ ‫ومج ّلت تركز على نشر أدبهم‪ ،‬وترصد الحركة الأدب ّية في المهجر‪ .‬وأشهر هذه الجمعيات‬ ‫الأدب ّية‪ :‬ال ّرابطة القلمية والعصبة الأندلس ّية‪.‬‬ ‫ ا ل ّراب طة ال قلم ّية وقد تكونت سنة ‪١٩٢٠‬م في نيويورك بأمريكا ال ّشمالية‪ ،‬وأعلنت‬ ‫ ال ّثورة على ال ّشعر ال ّتقليد ّي‪ ،‬ودعت إلى ال ّتجديد في ال ّشعر شكلا ومضمونا‪ .‬و ِمن‬ ‫ شعرائها جبران خليل جبران‪ ،‬وميخائيل نعيمة‪ ،‬وإيليا أبو ماضي‪ ،‬ونسيب عريضة‪،‬‬ ‫ ورشيد أيوب‪.‬‬ ‫ ا لعص بة الأ ندلس ّية وقد تك ّونت سنة ‪١٩٣٢‬م في البرازيل بأمريكا الجنوب ّية‪ ،‬وهي‬ ‫ أقرب إلى المحافظة على القديم‪ ،‬ودعم ال ّصلات بين ال ّشعر الجديد والقديم ِمن‬ ‫ ال ّرابطة القلم ّية أ ّسسهـا ميشيل معلـوف‪ ،‬و ِمن شعرائهـا‪ :‬إلـيـاس فرحـات‪ ،‬سلـمى‬ ‫ صائغ‪ ،‬والقرو ّي‪.‬‬ ‫ وقد شاع ‪ -‬على سبيل الخطأ ‪ -‬حصر شعراء المهجر في شعراء ال ّرابطة القلم ّية والعصبة‬ ‫الأندلس ّية ِمن أمثال‪ :‬جبران خليل جبران‪ ،‬وميخائيل نعيمة‪ ،‬وإيليا أبو ماضي‪ ،‬ونسيب عريضة‪،‬‬ ‫ورشيد سليم الخوري‪ ،‬وشفيق المعلوف‪ ،‬وإلياس فرحات بينما في الواقع هناك الكثير ِمن‬ ‫ال ّشعراء المهاجرين ا ّلذين لم يكونوا أعضاء في تلك ال ّراوبط ِمن أمثال أمين ال ّريحاني‪ ،‬نعمة‬ ‫الله الحاج‪ ،‬فوزي المعلوف‪.‬‬ ‫‪50‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫وقد ضمت الجماعة شعراء الوجدان في مصر والوطن العرب ّي‪ ،‬و ِمن ُر ّوادها‪ :‬إبراهيم‬ ‫ ‬ ‫ناجي‪ ،‬وعلي محمود طه‪ ،‬وعلي العناني‪ ،‬وكامل كيلاني‪ ،‬ومحمود عماد‪ ،‬وجميلة العلايلي‬ ‫وصلاح أحمد إبراهيم‪.‬‬ ‫ غلب على شعرهم الا ّتجاه ال ّرومانس ّي‪ ،‬فقد وجد هؤلاء ال ّرومانس ّيون على اختلاف‬ ‫إبداعهم في صورة الح ّب الحزين ا ّلذي ينتهي إ ّما بفراق وإ ّما بموت إشارة رمز ّية إلى يأسهم في‬ ‫الحياة وعجزهم الاقتصاد ّي وعجزهم عن ال ّتص ّدي للواقع‪ .‬وصورة الإنسان في أدبهم وحيد‬ ‫سلبي حزين‪ ،‬وهذا ما نجده واضحا في أشعار إبراهيم ناجي وعلي محمود طه‪ ،‬وصلاح أحمد‬ ‫إبراهيم‪ ،‬وروايات محمد عبد الحليم عبد الله ومحمد فريد أبو حديد ويوسف ال ّسباعي‪.‬‬ ‫ وكانت المدرسة أق ّل إثارة للجدل ِمن مدرسة ال ّديوان‪ ،‬ارتبط وجودها بمجلة أبوللو‬ ‫ا ّلتي أصدرتها فترة ِمن الوقت لم ت ُد ْم طويلا فسرعان ما تو َّقفت إثر خلاف مع ع ّباس محمود‬ ‫الع ّقاد لكن ظ ّلت أفكار المدرسة راسخة في عقول ووجدان الكثير ِمن أدباء العصر الحديث‪،‬‬ ‫متجلية في أعمالهم الإبداع ّية‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫ر ّواد‬ ‫المعنى‬ ‫ال ّتص ّدي‬ ‫َم ْن َي َت َق َّد ُم َق ْو َم ُه َو ُينِي ُر َلُ ُم ال َّط ِري َق‬ ‫راسخة‬ ‫ال ّتنم ّية‬ ‫َت َع َّر َض َل ُه‬ ‫الإبداعية‬ ‫َثابِ ٌت فِي ِه ‪ُ ،‬م َت َم ِّك ُن فِي ِه‬ ‫دستور ّية‬ ‫ال َّر ْف ُع ِم ْن ُم ْس َت َوى ال ِإ ْن َتا ِج‬ ‫ابتكار‪ ،‬إيجاد شيء غير مسبوق بما ّدة أو زمان‬ ‫وفق اللوائح والقواعد المعمول بها‬ ‫‪53‬‬ ‫ال ّدرس الأ ّول ‪53‬‬

‫جماعة أبو ُّللو‬ ‫ جماعة أبوللو ال ّشعر ّية إحدى أه ّم المدارس الأدب ّية في العصر الحديث‪ ،‬وأبوللو تكتب‬ ‫بلامين أو بلام واحدة‪ ،‬كلمة يونان ّية قديمة‪ ،‬أ ّسس جماعة أبوللو ال ّشاعر أحمد زكي أبو شادي‬ ‫في فترة ِمن أصعب الفترات ال ّتاريخ ّية‪ ،‬وأقساها في تاريخ مصر الحديث حين تهادن القصر‬ ‫والانجليز‪ ،‬وا ّتفقا أن يسلبا مصر حقها في حياة دستور ّية ونياب ّية‪ ،‬وع ّطل ال ّدستور‪ ،‬وتو ّقف ْت‬ ‫الحياة النّياب ّية‪ ،‬وقهر كل رأي يعارض‪ ،‬وأجهضت أي محاولة للوقوف ضد استبداد الحكم‪،‬‬ ‫وتبع ذلك الاستبداد ال ّسياس ّي والقهر الفكر ّي خراب اقتصاد ّي وظلم اجتماع ّي فادحان كما‬ ‫تأ ّخرت حركة ال ّتعليم‪ ،‬وتعثرت كثير ِمن ال ّصحف والمج ّلت والنّوادي ال ّثقافية‪.‬‬ ‫ وفي وسط هذا الإطار المتأ ّزم والملتهب سياس ّيا واقتصاد ّيا واجتماع ّيا تح ّرك بعض‬ ‫ال ّشعراء وعلى رأسهم أحمد زكي أبو شادي؛ لتكوين جماعة تنشر رو ًحا من ال ّتآخي و ال ّتآلف‬ ‫بين ال ّشعراء رغم اختلاف مفاهيمهم الفنّية وقدراتهم الإبداع ّية‪.‬‬ ‫ عرفت بجماعة أبوللو بهذا الاسم عام ‪١٩٣٢‬م‪ ،‬واختارت اسم أبوللو إله ال ّشعر‬ ‫الأعلام‬ ‫عند الإغريق كإشارة رمز ّية إلى دعوتهم جميع ال ّشعراء‬ ‫للالتفاف حول لواء ال ّشعر مهما كانت مدرسة ال ّشاعر أو‬ ‫ا ّتجاهه الفكري أو ميوله الفنّ ّية‪.‬‬ ‫أحمد زكي أبو شادي‬ ‫ كما أن تسمية جماعة أبوللو بهذا الاسم يوحي من‬ ‫زاوية خف ّية بما يحمله الاسم من دلالات رمز ّية ارتبط به‬ ‫أبوللو في الفلسفة اليونان ّية ِمن ال ّتنم ّية الحضار ّية‪ ،‬ومح ّبة‬ ‫الفلسفة وإقرار المبادئ ال ُخلق ّية‪ ،‬وهذا ما كانت تسعى إليه‬ ‫جماعة شعراء أبوللو بتوسيع مجالات ثقافتهم وإبداعهم‪.‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫مدارس ال ّشعر في‬ ‫العصر الحديث‬ ‫جماعة أبوللو‬ ‫ال ّتجديد قبل مدرسة‬ ‫مدرسة شعراء المهجر‬ ‫ال ّديوان‬ ‫مؤسسها والعوامل‬ ‫من هم شعراء المهجر‬ ‫التي أدت لنشأتها‬ ‫مدرسة خليل مطران‬ ‫أشهر الجمع ّيات‬ ‫أشهر شعرائها‪،‬‬ ‫ال ّتعريف بخليل مطران‪،‬‬ ‫الأدب ّية في المهجر‬ ‫وا ّتجاههم ال ّشعري‬ ‫أه ّم أعماله‬ ‫من أبرز خصائص‬ ‫مدرسة الديوان‬ ‫الأدب المهجر‬ ‫ظهور مدرسة الديوان‬ ‫مدرسة الإحياء والبعث‬ ‫مدرسة المحافظين‬ ‫ا ّتجاه ُرواد مدرسة‬ ‫دور البارودي في‬ ‫الأغراض الشعرية‬ ‫ال ّديوان‬ ‫النّهضة بال ّشعر وإحيائه‬ ‫ا ّلتي استحدثها شعراء‬ ‫أهداف مدرسة ال ّديوان‬ ‫مدرسة المحافظين‬ ‫رائد مدرسة الإحياء‬ ‫لل ّشعر الجيد‬ ‫والبعث‬ ‫نقد مدرسة المحافظين‬ ‫من أبرز خصائص‬ ‫مدرسة ال ّديوان‬ ‫حال ال ّشعر قبل مدرسة‬ ‫شعراء مدرسة‬ ‫الإحياء‬ ‫المحافظين‬ ‫ِمن أبرز خصائص‬ ‫سبب تسمية بمدرسة‬ ‫مدرسة المحافظين‬ ‫الإحياء والبعث‬ ‫مجاراة‪ ،‬ومحاكاة‪،‬‬ ‫ومعارضة البارودي للقدماء‬ ‫مظاهر ال ّتجديد في ال ّشعر‬ ‫عند البارود ّي‬ ‫‪54‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫ال ّتدريبات‬ ‫ال ّتدريب الأول‬ ‫س ‪َ ١‬ض ْع علامة صواب أمام العبارة ال ّصحيحة )‪ ، (‬وعلامة خطأ أمام العبارة‬ ‫الخاطئة )‪ (‬مع ال ّتصويب‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أ حافظ ْت مدرسة المهجر على وحدة الوزن والقافية في‬ ‫ ‬ ‫ قصائدها‪ .‬‬ ‫ب ُس ِّم َي ْت مدرسة ال ّديوان بهذا الاسم نسبة إلى كتاب أ ّلفه‬ ‫ ‬ ‫ عبد ال ّرحمن شكري‪ .‬‬ ‫ج ِمن أبرز خصائص مدرسة ال ّديوان طغيان العاطفة على الفكرة ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫د التزم خليل مطران في تجديده ال ّشعر ّي بوحدة الوزن والقافية‪ .‬‬ ‫ ‬ ‫ه ينحصر شعراء المهجر في شعراء ال ّرابطة القلم ّية والعصبة‬ ‫ ‬ ‫ الأندلس ّية‪ .‬‬ ‫س ‪َ 2‬ت َخ َّي ْر ال ّصواب م َّما بين القوسين‪.‬‬ ‫أ (أحمد شوقي ‪ -‬خليل مطران ‪ -‬الع ّقاد ‪-‬عل ّي محمود طه) ُأطلق عليه لقب‬ ‫ ‬ ‫ شاعر القطرين‪.‬‬ ‫ب (محمود سامي البارود ّي ‪ -‬حافظ إبراهيم ‪ -‬خليل مطران المان ّي) رائد مدرسة‬ ‫ ‬ ‫ البعث والإحياء‪.‬‬ ‫ج ا ّتسم شعر المهجر ب (الوحدة العضو ّية ‪ -‬وحدة البيت ‪ -‬وحدة الموضوع ‪-‬‬ ‫ ‬ ‫ ال ّتمرد على ك ّل أشكال الوحدة)‬ ‫د ِمن شعراء جماعة أبوللو ( جبران خليل جبران ‪ -‬إبراهيم ناج ّي ‪ -‬أحمد محرم‬ ‫ ‬ ‫ معروف ال ّرصاف ّي)‪.‬‬ ‫ه اشتهر شعر مدرسة ال ّديوان ب ( نزعة الحزن ‪ -‬النّزعة الفكر ّية ‪ -‬اليأس ‪ -‬تقليد‬ ‫ ‬ ‫ القدامى)‬ ‫‪55‬‬ ‫ال ّتدريبات ‪55‬‬

‫أنشطة إثرائ َّية‬ ‫‪ 1‬نشاط‬ ‫ُق ْم مع أقرانك بعمل َب ْح ٍث مشترك عن‬ ‫مدارس ال ّشعر في العصر الحديث‪.‬‬ ‫‪ 2‬نشاط‬ ‫ُق ْم مع أقرانك بعمل عدة َل ْو َحات تتناول فيها‬ ‫حياة شعراء وأدباء يم ّثلون مدارس ال ّشعر‬ ‫في العصر الحديث‪.‬‬ ‫‪57‬‬ ‫أنشطة إثرائ َّية ‪57‬‬

‫س ‪َ 3‬أ ْك ِم ْل َما َيلى‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫أ ال ّتجديد في ال ّشعر العربي الحديث م ّثلته ثلاث مدارس‪:‬‬ ‫ ‬ ‫‪.،‬‬ ‫ ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ب ِمن شعراء مدرسة المحافظين‬ ‫ ‬ ‫مؤ ّسس جماعة أبوللو ال ّشعرية‪.‬‬ ‫ ج ‬ ‫‪.‬‬ ‫د ُيطلق اسم شعراء المهجر على‬ ‫ ‬ ‫‪.‬‬ ‫ال ّرابطة القلم ّية ا ّلتي تم ّثل أحد أشكال مدرسة‬ ‫ه أ ّسس‬ ‫ ‬ ‫ال ّتدريب ال ّثاني‬ ‫س ‪ ١‬لِ َما َذا ُأ ْط ِل َق على حركة ال ّشعر أوائل عصر النّهضة مدرسة الإحياء والبعث؟‬ ‫ َو َه ْل َت َوا َف َق على هذه ال ّتسم ّية؟ ولماذا؟‬ ‫س ‪َ 2‬ما َخ َصا ِئ ُص لغة شعراء مدرسة ال ّديوان؟ َو َما أه ّم الأغراض ا ّلتي استحدثها‬ ‫ شعراء تلك المدرسة؟‬ ‫س ‪\" 3‬أبوللو\" اسم لمدرسة ِم ْن أه ّم مدارس ال ّشعر في العصر الحديث‪ ،‬فما سبب‬ ‫ ال ّتسمية؟ َو َما ال َع َوامل ا ّلتي أ ّدت لنشأتها؟ وما المقصود بذات ّية ال ّتجربة ال ّشعر ّية؟‬ ‫س ‪َ 4‬ما ال َع َوا ِمل المؤ ّثرة في أدب المهجر؟‬ ‫‪56‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫النّص‬ ‫َت َأ َّو َب َط ْي ُف ِمـــ ْن َس ِميـــــ َر َة َزا ِئر *** َو َما ال َّطي ُف إِ َّل َمــا ُتري ِه ا ْل َخــ َوا ِطــ ُر‬ ‫َط َوى ُس ْد َف َة ال َّظ ْل َما ِء َوال َّلي ُل َضا ِر ٌب *** بِ َأ ْر َوا ِقــ ِه َوالنَّ ْجــ ُم بِا ْلُ ْف ِق َحــا ِئـــ ُر‬ ‫َف َيــــا َل َك ِمن َطي ٍف َأ َلـــــ َّم َو ُدو َن ُه *** ُِمي ٌط ِمــــ َن ا ْل َب ْحــر ا ْ َلنُــو ِ ّب َزا ِخ ُر‬ ‫َت َخـــ َّطى إِ َل َّي الأَ ْر َض َو ْجـ َد ًا َو َما َل ُه *** ِس َوى َن َزوا ِت ال َّشـ ْو ِق َحـا ٍد َو َزا ِجــ ُر‬ ‫َأ َلــ َّم َو َلــــ ْم َي ْل َبـــ ْث َو َســا َر َو َل ْي َت ُه *** َأ َقـا َم َو َل ْو َطـــــا َل ْت َع َ َّل ال َّد َيا ِجــ ُر‬ ‫َت َحــ َّم َل َأ ْهــ َوا َل ال َّظلا ِم ُم َخـــا ِط ًرا *** َو َع ْه ِدي بِ َمــ ْن َجــا َد ْت بِ ِه لا ُ َتا ِطـ ُر‬ ‫ُخ َما ِس َّي ٌة َل ْم َت ْد ِر َما ال َّل ْي ُل َوال ُّســـ َرى *** َو َلْ َتنْ َح ِ ْس َعــ ْن َص ْف َح َتي َها ال َّس َتا ِئـ ُر‬ ‫َع ِقي َلـة َأ ْتـــ َرا ٍب َت َوا َل ْيــ َن َح ْو َلـــهـا *** َك َم َدا َر بِا ْل َب ْدر النُّ ُجـــو ُم الـ َّزوا ِهــ ُر‬ ‫َغ َوافِ ُل َل َي ْع ِر ْفــ َن ُبـ ْؤ َس َم ِعي َشــــ ٍة *** َولا ُه َّن بِا ْلَ ْط ِب ا ْل ُم ِلـ ِّم َشــوا ِعــ ُر‬ ‫‪59‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثاني ‪59‬‬

‫ال ّدرس ال ّثاني‬ ‫طيف سميرة‬ ‫لل ّشاعر محمود‬ ‫سامي البارود ّي‬ ‫أهداف ال ّدرس‪:‬‬ ‫بنهاية ال ّدرس يتو ّقع أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن‪:‬‬ ‫‪ 1‬يذكر ترجمة مختصرة للبارود ّي‪.‬‬ ‫‪ 2‬يع ّدد الأوصاف ا ّلتي وصف بها البارود ّي ابنته وأسرته‪.‬‬ ‫‪ 3‬يح ّدد ِسمات شخص َّية ال ّشاعر‪ ،‬وخصائص أسلوبه‪.‬‬ ‫‪ 4‬يشرح أبيات القصيدة بأسلوبه الخاص‪.‬‬ ‫‪ 5‬يذكر أثر غربة البارود ّي في ال ّتعبيرات ا ّلتي ورد ْت بالنّص‪.‬‬ ‫‪ 6‬يتذ ّوق ويحفظ الأبيات المختارة ِمن القصيدة‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫ال ّتعريف بال ّشاعر‬ ‫هو محمود سامي ال َبا ُرو ِد ّي بن حسن بك حسن ّي مدير \"دنقلة\" في عهد محمد عل ّي‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وهو ينْ َحدر ِمن أصل جركس ّي‪ُ ،‬ولِ َد بمصر ونشأ فيها‪ ،‬وكانت ولادته عام ‪١٨٣٨‬م‪.‬‬ ‫مات أبوه وهو في ال ّسابعة ِمن عمره‪ ،‬تخ ّرج في المدرسة الحرب ّية‪ ،‬وترقى في رتب‬ ‫ ‬ ‫الجيش‪ ،‬وتنقل بين المناصب ح ّتى شغل منصب رئيس الوزراء‪ ،‬قبيل ال ّثورة العراب ّية \"ناظر‬ ‫النّظار\" وشارك في ال ّثورة العراب ّية‪ ،‬وكان ِمن زعمائها‪ ،‬وبعد إخفاقها حكم عليه بِالنَّفي إلى‬ ‫جزيرة \"سرنديب\" إحدى جزر المحيط الهند ّي‪ ،‬وظ ّل في منفاه سبع عشرة سنة‪ ،‬ث ّم عاد بعدها‬ ‫إلى مصر سنة ‪١٩٠٠‬م‪ ،‬وعاش بها أربع سنوات‪ ،‬ثم وافاه أجله سنة ‪١٩٠٤‬م‪.‬‬ ‫أخلاقه‬ ‫ كان نبيل النّفس‪ ،‬عالي الهمة‪ُ ،‬شجاع القلب ق ّل مدحه‪ ،‬ورثاؤه‪ ،‬وكثر فخره‪ ،‬وهذا يد ّل‬ ‫على اعتزازه بنفسه وبشعره‪ ،‬وكان متد ّينا‪ ،‬مح ّبا لل ّرسول ‪ ‬وآل بيته‪ ،‬وله قصيدة طويلة في‬ ‫مدح ال ّرسول ‪ ‬عارض بها \"بردة البوصير ّي\" س َّماهـا‬ ‫الأعلام‬ ‫\"كشف الغمة في مدح س ّيد الأ ّمة\" وهي مطبوعة‬ ‫منفردة عن ديوانه‪.‬‬ ‫محمود سامي ال َبا ُرو ِد ّي بن حسن‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫بك حسن ّي‬ ‫نبيل‬ ‫المعنى‬ ‫شجاع القلب‬ ‫‪61‬‬ ‫ال َّشري ُف‬ ‫فخر‬ ‫ق ّوة معنو ّية تم ِّكن الإنسان‬ ‫ال ّدرس ال ّثاني ‪61‬‬ ‫من مقاومة ال ِم َحن‬ ‫ال َف ْض َل ‪ ،‬ال َع َظ َم َة‬

‫َت َع َّو ْد َن َخ ْف َض ْال َع ْي ِش فِى ِظــ ِّل َوالِ ٍد *** َر ِحـي ٍم َو َب ْي ٍت َش َّي َد ْتــ ُه ا ْل َعنَــا ِصـــ ُر‬ ‫ُت َم ِّث ُل َها ال ِّذ ْكـــــــ َرى لِــ َع ْينِي َك َأ َّننِي *** إِ َلي َها َع َل ُب ْع ٍد ِمـــ َن الأَ ْر ِض َنـاظِـ ُر‬ ‫َف َيــا ُب ْعـــ َد َمـا َب ْينِي َو َب ْي َن َأ ِحـــ َّبتِي *** َو َيا ُقـــ ْر َب ما ا ْل َت َّف ْت َع َلي ِه ال َّضما ِئـ ُر‬ ‫َفإِ ْن َت ُك ِن الأَ َّيــــا ُم َفــ َّر ْق َن َب ْينَن َـــــا *** َف ُكــ ُّل ا ْم ِر ٍئ َيو ًمــا إِ َل الله َصــا ِئـ ُر‬ ‫ِه َي ال َّدا ُر َما الأَ ْنـــــ َفا ُس إِ َّل َن َها ِئ ُب *** َل َد ْ َيا َوما الأَ ْج َســـا ُم إِ َّل َع َقــا ِئــ ُر‬ ‫إِ َذا َأ ْح َسنَ ْت َي ْو ًما َأ َسـا َء ْت ُض َحى َغ ٍد *** َفإِ ْح َسا ُنَا َس ْي ٌف َع َل النَّــا ِس َجا ِئ ُر‬ ‫تـَـ ُر ُّب ا ْلــ َف َتى َحــ َّتى إِ َذا َتـــ َّم َأ ْم ُر ُه *** َد َه ْت ُه َك َمـا َر َّب ال َب ِهي َمــــة َجـــاز ُر‬ ‫َل َها تِــــ َر ٌة فِى ُكــ ِّل َح ٍّي َو َمـــا َلها *** َع َل ُطو ِل َما َ ْتنِي َع َل ا ْل َخ ْل ِق َواتِ ُر‬ ‫َكثِــــي َر ُة َأ ْلـــ َوا ِن ا ْلـــ ِو َدا ِد َمـــ ِل َّي ٌة *** بِ َأ ْن َي َت َو َّقــا َهـــا ا ْل َقــ ِري ُن ا ْل ُم َعـا ِش ُر‬ ‫َف َمـ ْن َن َظ َر الـــ ُّد ْن َيا بِ ِحــــ ْك َم ِة َنا ِق ٍد *** َد َرى َأ َّنَــا َب ْ َي الأَ َنــا ِم ُت َقــا ِمــــ ُر‬ ‫‪60‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫معاني المفردات‬ ‫‪ 1‬تأ ّوب ‪ :‬أتي ليلا‪ ،‬ال ّطيف‪ :‬الخيال ال ّطائف في الـمنام‪ ،‬الـخواطر‪ :‬مـا يخطر بالبـال ِمن‬ ‫ معا ٍن وأراء‪.‬‬ ‫‪ 2‬ال ّسدفة ‪ :‬ال ّساتر والمراد حجاب ال ّظلام‪ ،‬الأرواق جمع روق‪ :‬وهو ال ِّستر‪.‬‬ ‫‪ 3‬فيالك ‪ :‬عجبا لك‪ ،‬أل َّم‪ :‬نزل وح ّل‪ ،‬البحر الجنوب ّي‪ :‬المحيط الهند ّي‪ ،‬وفيه جزيرة‬ ‫ سرنديب‪ ،‬زاخر‪ :‬كثير المياه‪.‬‬ ‫‪ 4‬وجدا ‪ :‬شوقا‪ ،‬نزوات ال ّشوق‪ :‬نوازعه ودوافعه‪ ،‬والمفرد نزوة‪ ،‬حاد‪ :‬أصلها حادي اسم‬ ‫ فـاعل ِمن الـفعل حدا‪ ،‬وهو ا ّلذي يغنى للإبل لتسير‪ ،‬والـجمع ( ُح َداة)‪ ،‬زاجر سـائق‬ ‫ في عنف‪.‬‬ ‫‪ 5‬أل َّم ‪ :‬زار زيارة خفيفة‪ ،‬لم يلبث‪ :‬لم يمكث طوي ًل‪ ،‬ال َّدياجر‪ :‬ال ّظلمات‪.‬‬ ‫‪ 6‬مخاطرا ‪ :‬متع ّرضا للخطر والهلاك‪.‬‬ ‫المعنى العام‬ ‫ يقول ال ّشاعر‪ :‬إن خيال ابنته زاره ليلا‪ ،‬وهذا ناتج عن كثرة انشغاله بها في اليقظة‪ ،‬وقد قاوم‬ ‫هذاالخيالظلماتال ّليلكييصلإليه‪،‬وتخطىالبحرالهائجالمضطربا ّلذييخاف ِمن‬ ‫اقتحامهالأبطال‪،‬وماجاءبهذاال ّطيفيواجهك ّلتلكالعقباتإ ّلدوافعال ّشوق‪.‬‬ ‫ ولم يمكث خيالها طويلا‪ ،‬فما هي إ ّل لحظات‪ ،‬فكأ ّنه ما س َّلم ح ّتى و َّدع‪ ،‬وكم كان ال ّشاعر‬ ‫يتمنَّىأنتطولال ّزيارةح ّتىلوكانفيذلك‬ ‫المفردات‬ ‫أنيقضيبقيةعمرهفيال ّظلام‪.‬‬ ‫المعنى‬ ‫الكلمة‬ ‫ وقد تحمل هذا ال ّطيف مخاطر‬ ‫ال ّطيف‬ ‫كثيرة ح ّتى وصل إلى ال ّشاعر رغم أن‬ ‫صورة تحدث عند مرور‬ ‫صاحبة ال ّطيف صغيرة لا قدرة لها على‬ ‫الضوء الأبيض في منشور‬ ‫مواجهةالمخاطر‪،‬فضلاعنال ّتغلبعليها‪.‬‬ ‫زجاجي فينْ َح ّل إلى سبعة‬ ‫أنوار مل ّونة‬ ‫‪63‬‬ ‫الدرس ال ّثاني ‪63‬‬

‫شع ُره‬ ‫قال ال َبا ُرو ِد ّي ال ّشعر منذ صباه‪ ،‬ون ّظمه بالعرب ّية‪ ،‬وبالفارس ّية‪ ،‬وال ّترك ّية‪ ،‬ويمتاز شعره‬ ‫ ‬ ‫ب َج َزالـة ال ّلـف ِظ وفخـامة الأسلوب‪ ،‬وق ّوة العـاطفة‪ ،‬على أ ّنه كـان ير ُّق حين تتط ّلب الـمعـاني‬ ‫ال ّرقة والعذوبة‪.‬‬ ‫ وقد ساعده على تجويد ال ّشعر موهبته الفطر ّية‪ ،‬ودراسته الواعية لدواوين كبار ال ّشعراء‬ ‫المتق ّدمين ِمن الأمو ّيين والع ّباس ّيين‪.‬‬ ‫مناسبة القصيدة‬ ‫ رأى ‪ -‬وهو في منفاه ‪ -‬خيال ابنته ال ّصغيرة \"سميرة\" في النّوم‪ ،‬فح ّركت أشواقه‪ ،‬وفاض‬ ‫به الحنين‪ ،‬فن ّظم فيها قصيدة طويلة‪ ،‬اخترنا منها هذه الأبيات موضوع ال ّدراسة‪.‬‬ ‫أ طيف سميرة‬ ‫َت َأ َّو َب َط ْي ُف ِمـــ ْن َس ِميـــــ َر َة َزا ِئ ُر *** َو َما ال َّطي ُف إِ َّل َمــا ُتري ِه ا ْل َخــ َواطِــ ُر‬ ‫َط َوى ُس ْد َف َة ال َّظ ْل َما ِء َوال َّلي ُل َضا ِر ٌب *** بِ َأ ْر َوا ِقــ ِه َوالنَّ ْجــ ُم بِا ْلُ ْف ِق َحــا ِئـــ ُر‬ ‫َف َيــــا َل َك ِمن َطي ٍف َأ َلـــــ َّم َو ُدو َن ُه *** ُِمي ٌط ِمـ َن ا ْل َب ْحــر ا ْل َجنُــوبِ ّي َزا ِخ ُر‬ ‫َت َخـــ َّطى إِ َل َّي الأَ ْر َض َو ْجـ ًدا َو َما َل ُه *** ِس َوى َن َزوا ِت ال َّشـ ْو ِق َحـا ٍد َو َزا ِجــ ُر‬ ‫َأ َلــ َّم َو َلــــ ْم َي ْل َبـــ ْث َو َســا َر َو َل ْي َت ُه *** َأ َقـا َم َو َل ْو َطـــا َل ْت َع َ َّل ال َّد َيا ِجــ ُر‬ ‫َت َحــ َّم َل َأ ْهــ َوا َل ال َّظ َل ِم ُم َخـــا ِط ًرا *** َو َع ْه ِدي بِ َمــ ْن َجا َد ْت بِ ِه َل ُ َتا ِطـ ُر‬ ‫‪62‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫معاني المفردات‬ ‫خماس ّية‪ :‬عمرها خمس سنوات أو طولها خمسة أشبار‪ ،‬والمراد أ ّنها صغيرة‪ ،‬ال ّسرى‪:‬‬ ‫‪ 7‬‬ ‫ ‬ ‫ال ّسير ليلا‪ ،‬تنحسر‪ :‬تنكشف‪ ،‬ال ّصفحتان‪ :‬جانبا الوجه‪ ،‬ال ّستائر‪ :‬جمع ستارة‪ ،‬وهي ما‬ ‫ ‬ ‫ُيستر به ال ّشيء‪.‬‬ ‫‪ 8‬‬ ‫العقيلة‪ :‬الكريمة في قومها والجمع (عقائل)‪ ،‬أتراب جمع (تِرب) ‪ -‬بكسر ال ّتاء ‪ -‬وهو‬ ‫المساوي في ال ّسن‪ ،‬والمراد هنا أخواتها‪ ،‬ال َّزواهر‪ :‬المشرقات‪.‬‬ ‫ ‬ ‫غوافل‪ :‬جمع غافلة‪ ،‬وهي ال ّتي لا تحمل ه ّم شيء بسبب ما هي فيه ِمن النّعيم‪ ،‬بؤس‬ ‫‪ 9‬‬ ‫المعيشة‪ :‬قسوتها‪ ،‬الخطب الملم‪ :‬الخطر النّازل‪ ،‬والجمع (خطوب)‪ ،‬شواعر‪ :‬مدركات‬ ‫ ‬ ‫‪ 10‬خـفض الـعيش‪ :‬سعته ونعيمه‪ ،‬ش َّيدته‪ :‬بنته‪ ،‬الـعناصر‪ :‬جمع عنصر‪ ،‬ويراد به‬ ‫ الأصل الكريم‪.‬‬ ‫‪ 11‬تم ّثلها الذك َرى‪ :‬تص ّورها له‪ ،‬فيا بعد‪ :‬ما أبعد ما بيننا‪ ،‬التفت عليه‪ :‬اشتملت عليه‪.‬‬ ‫‪ 12‬الـ ّضمائر جمع ضمير وهو ما في خاطر الإنسان‪ ،‬وفعلهـا أضمر‪ ،‬يقـال أضمر الـ ّشيء‬ ‫ أي أخفاه‪.‬‬ ‫‪ 13‬صائر‪ :‬راجع‪ ،‬وفعله‪ :‬صار‪ ،‬ومصدره‪ :‬صيرورة‪.‬‬ ‫المعنى العام‬ ‫ يقول ال ّشاعر إن ابنته صغيرة ال ّسن‪ ،‬تجهل أهوال ال ّليل‪ ،‬ومخاطر ال ّسير فيه‪.‬‬ ‫ وهي أصيلة كريمة معززة بين أخواتها ال ّلتي ُيشبهنها في إشراق وجهها‪ ،‬وإن كانت‬ ‫بينهن مثل البدر‪ ،‬وه ّن حولها النّجوم‪ ،‬وك ّله ّن غافلات عن حوادث الأيام؛ لأ ّنهن تع ّودن على‬ ‫العيشة المنعمة المرفهة في ظ ّل والد لا يعرف القسوة وأسرة كريمة‪.‬‬ ‫ وهو يتخ ّيلها ماثلة أمامه‪ ،‬وكأ ّنه يراها رأي العين رغم بعد المسافة بينهما‪ ،‬وإذا كانت‬ ‫الأجسام متباعدة شديدة ال ّتباعد‪ ،‬فإن القلوب متقاربة أش ّد ال ّتقارب‪ ،‬ث ّم يقول إذا كانت الأيام قد‬ ‫فرقت بينه وبين أحبته‪ ،‬فحرمتهم نعمة ال ّلقاء‪ ،‬فإ ّنه يرجو أن يلتقي بهم غ ًدا في رحاب الله تعالى‪.‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثاني ‪65‬‬

‫مواطن الجمال‬ ‫استعارة مكن ّية‪ ،‬أفادة ال ّتشخيص‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪\":‬تأوب طيف\"‬ ‫أسلوب قصر‪ ،‬وسيلته النّفي بـ ( ما) والاستثناء‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬مــا الــطيف إلا مــا بـ (إلا)‪ ،‬وهو يفيد ال ّتخصيص وال ّتوكيد‪ ،‬وفي‬ ‫البيت تصريع بين شطري البيت يعطى جرسا‬ ‫تريه الـخواطر\"‬ ‫موسيق ّيا تطرب له الأذن‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬والنّجم بالأفق حائر\" كناية عن ش ّدة ال ّظلام‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬نزوات ال ّشوق حاد وزاجر\" استعارة مكن ّية لل ّتشخيص‪.‬‬ ‫طباق يبرز المعنى‪ ،‬ويو ّضحه بال ّتضاد‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬سار ‪ -‬وأقام\"‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬مخاطر ‪ -‬ولا تخاطر\" طباق سلب يبرز المعنى‪ ،‬ويو ّضحه بال ّتضاد‬ ‫ب‬ ‫وصف ال ّطيف‬ ‫ُخ َما ِس َّي ٌة َل ْم َت ْد ِر َما ال َّل ْي ُل َوال ُّســـ َرى *** َو َل ْم َتنْ َح ِس ْر َعــ ْن َص ْف َح َتي َها ال َّس َتا ِئـ ُر‬ ‫َع ِقي َلـة َأ ْتـــ َرا ٍب َت َوا َل ْيــ َن َح ْو َلـــهـا *** َك َم َدا َر بِا ْل َب ْدر النُّ ُجـــو ُم الـ َّزوا ِهــ ُر‬ ‫َولا ُه َّن بِا ْلَ ْط ِب ال ُم ِلـ ِّم َشـــوا ِعــ ُر‬ ‫َغ َوافِ ُل َل َي ْع ِر ْفــ َن ُبـ ْؤ َس َم ِعي َشــــ ٍة ***‬ ‫َر ِحـي ٍم َو َب ْي ٍت َش َّي َد ْتــ ُه ا ْل َعنَــا ِصــ ُر‬ ‫َت َع َّو ْد َن َخ ْف َض ْال َع ْي ِش فِى ِظــ ِّل َوالِ ٍد ***‬ ‫إِ َلي َها َع َل ُب ْع ٍد ِمـــ َن الأَ ْر ِض َنـاظِـ ُر‬ ‫ُت َم ِّث ُل َها ال ِّذ ْكـــــــ َرى لِــ َع ْينِي َك َأ َّننِي ***‬ ‫َو َيا ُقـــ ْر َب ما ا ْل َت َّف ْت َع َلي ِه ال َّضما ِئـ ُر‬ ‫َف َيــا ُب ْعـــ َد َمـا َب ْينِي َو َب ْي َن َأ ِحـــ َّبتِي ***‬ ‫َف ُكــ ُّل ا ْم ِر ٍئ َيومــ ًا إِ َل الله َصـا ِئـ ُر‬ ‫َفإِ ْن َت ُك ِن الأَ َّيــــا ُم َفــ َّر ْق َن َب ْينَن َـــــا ***‬ ‫‪64‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫معاني المفردات‬ ‫‪ 14‬هي ال ّدار‪ :‬المراد ال ّدنيا‪ ،‬نهائب‪ :‬غنائم‪ ،‬جمع نهيبة‪ ،‬عقائر‪ :‬ذبائح‪ ،‬جمع عقيرة وما عقر‬ ‫ ما ذبح ِمن صيد وغيره‪.‬‬ ‫‪َ 15‬ت ُر ُّب الـفتى‪ :‬تـربيه‪ ،‬ت ّم أمـره‪ :‬بـلغ أش ّده‪ ،‬دهته‪ :‬أصابته بـداهية‪ ،‬وهي الـمصيبة‪،‬‬ ‫ الجازر‪ :‬الجزار‪.‬‬ ‫ترة‪ :‬ثأر‪ ،‬فعلها‪ :‬وتره يتره إذا وجب له ثأرا عليه‪ ،‬الموتور‪َ :‬من قتل له قتيل فلم يدرك‬ ‫‪ 16‬‬ ‫ ‬ ‫ثأره‪ ،‬الواتر‪َ :‬من أدرك ثأره‪.‬‬ ‫َم ِل ّية‪ :‬جديرة وتستح ّق‪ ،‬يتوقاها‪ :‬يحاذر منها‪ ،‬القرين‪ :‬ال ّصاحب‪.‬‬ ‫‪ 17‬‬ ‫‪ 18‬‬ ‫النّاقد‪ :‬البصير بما ينظر فيه‪ ،‬الأنام‪ :‬الخلق‪ ،‬المقامر‪ :‬لاعب القمار‪.‬‬ ‫المعنى العام‬ ‫ يقول ال ّشاعر‪ :‬ال ّدنيا دار للبلاء والمحن تقتل أهلها‪ ،‬وإذا نال بعض النّاس منها إحسان‬ ‫فسرعان ما تعقبه إساءة‪.‬‬ ‫ وهي تعطي النّاس النّعيم ح ّتى إذا ركنوا إليها أصابتهم فجأة بالمصائب كما يفعل الجزار‬ ‫بالبهائم‪ ،‬فك ّل الأجسام معقورة بما تس ّدده إليها ِمن قواتل‪.‬‬ ‫ ولل ّدنيا في كل إنسان نِكاية‪ ،‬وما سلم ِمن أذاها أحد‪ ،‬لكن لم يثأر منها أحد على كثرة ما‬ ‫للنّاس عندها ِمن ثارات‪.‬‬ ‫وهي خادعة محكمة لخداعها‪ ،‬تبدو أحيا ًنا كالمرأة ال ّلعوب‪ ،‬تظهر لعشاقها كثي ًرا ِمن‬ ‫ ‬ ‫ألوان الود‪ ،‬فإذا أحكمت قبضتها على أحدهم غدرت به‪.‬‬ ‫ ولذا ف َمن تأ ّمل في أحوال ال ّدنيا‪ ،‬وكان لبيبا ذا حكمة وتعقل فإ ّنه سوف يعلم يقينًا أ ّنها لا‬ ‫تدوم على حال فهي كثيرة ال ّتقلب وال ّتغير‪.‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثاني ‪67‬‬

‫مواطن الجمال‬ ‫كناية عن صغر ال ّسن‪.‬‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬خماس ّية\"‬ ‫كناية عن الاحتشام‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬لــم تنــكشف عــن‬ ‫صفحتيها الـ ّستائر\"‬ ‫إيجاز بحذف المبتدأ‪ ،‬وال ّتقدير (هي) وفي‬ ‫البيت تشبيه لها بين أخواتها الجميلات‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬خماس ّية‪ ،‬وعقيلة\"‬ ‫بالقمر بين النّجوم اللامعة‪.‬‬ ‫كله كناية عن ال ّترف والنّعيم‪.‬‬ ‫◄ البيت ال ّتاسع‬ ‫تعليل لما قبله‪.‬‬ ‫◄ البيت العاشر‬ ‫كناية عن ش ّدة شوقه إلى ابنته‪.‬‬ ‫◄ البيت الحادى عشر‬ ‫مقابلة تبرز المعنى‪ ،‬وتو ّضحه بال ّتضاد‪.‬‬ ‫◄ بين شط َري البيت ال ّثاني عشر‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتشخيص‪ ،‬حيث صور الأ ّيام‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬فإن تكن الأ ّيام فرقن بيننا\" بإنسان قا ٍس يفرق بين ال ّشاعر وبين من‬ ‫يح ّبهم‪ ،‬وتوحى بالألم والحسرة‪.‬‬ ‫ج‬ ‫ُخدا ُع ال َحياة‬ ‫َل َد ْي َها َوما الأَ ْج َســـا ُم إِ َّل َع َقــا ِئــ ُر‬ ‫ِه َي ال َّدا ُر َما الأَ ْنـــــ َفا ُس إِ َّل َن َها ِئ ُب ***‬ ‫َفإِ ْح َسا ُنَا َس ْي ٌف َع َل النَّــا ِس َجا ِئ ُر‬ ‫إِ َذا َأ ْح َسنَ ْت َي ْو ًما َأ َسـا َء ْت ُض َحى َغ ٍد ***‬ ‫ت َــ ُر ُّب ا ْلــ َف َتى َحــ َّتى إِ َذا َتـــ َّم َأ ْم ُر ُه *** َد َه ْت ُه َك َمـا َر َّب ال َب ِهي َمــــة َجــاز ُر‬ ‫َل َها تِــــ َر ٌة فِى ُكــ ِّل َح ٍّي َو َمـــا َلها *** َع َل ُطـو ِل َما َ ْتنِي َع َل الخَ ْل ِق َواتِ ُر‬ ‫َكثِــــي َر ُة َأ ْلـــ َوا ِن ا ْلـــ ِو َدا ِد َمـــ ِل َّي ٌة *** بِ َأ ْن َي َت َو َّقــا َهـــا ا ْل َقــ ِري ُن ا ْل ُم َعـا ِش ُر‬ ‫َف َمـ ْن َنـــ َظ َر ال ُّد ْن َيا بِ ِحــــ ْك َم ِة َنا ِق ٍد *** َد َرى َأ َّنَــا َب ْ َي الأَ َنــا ِم ُت َقــا ِمــــ ُر‬ ‫‪66‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫ال ِّسمات الفنِّ ّية لأسلوب ال ّشاعر‬ ‫ ق ّوة الأسلوب‪ ،‬جزالة الألفاظ‪ ،‬حسن اختيار الألفاظ‪ ،‬روعة ال ّصور وال ّتشبيهات غالبا‪،‬‬ ‫و ِمن ال ّصور البيان ّية البديعة في النّص قوله‪\" :‬والنّجم بالأفق حائر\"‬ ‫والموسيقا في النّص ظاهرة وتتم ّثل في الوزن والقافية‪ ،‬وال ّتصريع في مطلع القصيدة‪ ،‬وموسيقا‬ ‫داخل ّية‪ :‬تتم ّثل في حسن اختيار الألفاظ وملاءمتها للمعاني‪.‬‬ ‫ما يؤخذ على ال ّشاعر في قصيدته‬ ‫ ◄ أن معظم معانيها مأخوذة من معاني المتق ّدمين‪ ،‬ليس فيها ابتكار وتجديد‪ ،‬فحديثه عن‬ ‫ال ّطيف وزيارته ليلا مأخوذ من قول البحتري‪\" :‬فمنك تأ ّوب ال ّطيف ال ّطروب \" وقد قصر‬ ‫البارود ّي عن البحتري في ذلك‪.‬‬ ‫◄ أن معانيه في جملتها بسيطة ساذجة ليس فيها عمق ولا طرافة‪ ،‬فهي لا تحتاج إلى إمعان‬ ‫نظر‪ ،‬وهذا ما ي ّتفق مع قوله‪ :‬في ال ّشعر الجيد‪ ،‬إنه ما كان \"غن ًّيا عن مراجعة الفكرة \"‪ ،‬وهذا‬ ‫يتنافي مع طبيعة ال ّشعر ا ّلذي يزداد قيمة ك ّلما ازداد تع ّمقا‪.‬‬ ‫ وك ّل هذه المآخذ لا تنقص من قدر البارود ّي فهو رائد ال ّشعر في عصره‪ ،‬ومؤ ّسس‬ ‫مدرسة الإحياء والبعث‪ ،‬ورب ال ّسيف والقلم‪.‬‬ ‫***‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫ابتكار‬ ‫المعنى‬ ‫إ ْبداع أو ا ْختِراع ‪ ،‬ما ُي ْبتدع أو‬ ‫ساذجة‬ ‫ُي ْخترع‬ ‫تو ّقعات مبن ّية على أساس‬ ‫ا ّتجاهات سابقة‬ ‫‪69‬‬ ‫الدرس ال ّثاني ‪69‬‬

‫مواطن الجمال‬ ‫أسلوب قصر يفيد ال ّتخصيص وال ّتوكيد‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬ما الانفاس إ ّل نهائب ‪ -‬و‬ ‫ما الأجسام إ ّل عقائر\"‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬أحسنت ‪ -‬وأساءت\" طباق يبرز المعنى‪ ،‬ويو ّضحه بال ّتضاد‪،‬‬ ‫تشبيه يفيد ال ّتوضيح‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬فإحسانها سيف\"‬ ‫تشبيه تمثيل ّي حيث ص ّور هيئة ال ّدنيا تربى‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬تر ّب الفتى ‪ -‬البيت\"‬ ‫الإنسان منذ صغره ح ّتى يكبر ث ّم تصيبه فجأة‬ ‫بمصائبها بهيئة الجزار ا ّلذي يربى البهيمة‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬لها تِرة ‪ -‬ومالها واترر\"‬ ‫ال ّصغيرة ح ّتى تسمن‪ ،‬وتروق النّاظر ث ّم فجأة‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬كثيرة ألوان الوداد\"‬ ‫◄ البيت ال ّتاسع عشر‬ ‫يقوم بذبحها‪.‬‬ ‫مقابلة تبرز المعنى‪ ،‬وتو ّضحه بال ّتضاد‪.‬‬ ‫كناية عن تقلب ال ّدنيا‪ ،‬وعدم دوامها‬ ‫على حال‪.‬‬ ‫من قبيل الـحكمة‪ ،‬وهي كثيرة في‬ ‫شعر البارود ّي‪.‬‬ ‫ال ّتعليق على النّص‬ ‫الغرض ِمن القصيدة‬ ‫ أغراض القصيدة متع ّددة فهي تتحد ّث عن ال ّطيف والأولاد‪ ،‬ووصف ال ّدنيا‪ ،‬والحديث‬ ‫عن ال ّصبر‪ ،‬والأمل في الله تعالى‪ ،‬ث ّم الحديث عن طلب العلا‪ ،‬ث ّم الفخر بنفسه‪ ،‬ث ّم الحديث عن‬ ‫النّهاية المحتومة ال ّتي ينتظرها ك ّل إنسان تلك ا ّلتي تنسيه ما كان في الحياة ِمن أفراح وأحزان‪.‬‬ ‫ وهذه الأغراض ك ّلها وإن تع ّددت إ ّل أ ّنها تصدر عن ج ّو نفسي واحد هو الحزن والألم‬ ‫مع الأمل في الله عز وج ّل‪.‬‬ ‫‪68‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫ال ّتطبيقات‬ ‫ال ّتطبيق الأ ّول‬ ‫َت َأ َّو َب َط ْي ٌف ِمـــ ْن َس ِميـــــ َر َة َزا ِئ ٌر *** َو َما ال َّطي ُف إِ َّل َمــا ُت ِري ِه ا ْل َخــ َوا ِطــ ُر‬ ‫َط َوى ُس ْد َف َة ال َّظ ْل َما ِء َوال َّلي ُل َضا ِر ٌب *** بِ َأ ْر َوا ِقــ ِه َوالنَّ ْجــ ُم بِالأُ ْف ِق َحــا ِئـــ ُر‬ ‫َف َيــــا َل َك ِمن َطي ٍف َأ َلـــــ َّم َو ُدو َن ُه *** ُِمي ٌط ِمـ َن ا ْلـــ َب ْحــر ا ْ َلنُــو ِ ّب َزا ِخ ُر‬ ‫اِ ْن ِس ْب القصيدة إلى صاحبها‪ ،‬و َما مناسبة نظمها؟‬ ‫أ ‬ ‫\"تأ ّوب ‪ -‬سدفة ال ّظلماء ‪ -‬أرواقه\" َها ِت ُم َرا ِد َف الأولى‪ ،‬و َما المراد ِمن ال ّثانية‪ ،‬و ُم ْف َرد‬ ‫ب ‬ ‫ال ّثال ّثة؟‬ ‫ ‬ ‫ج ‬ ‫\"تأوب طيف\" َما نو ُع ال ّصورة؟ و َما الغرض البلاغ ّي منها؟‬ ‫د ‬ ‫ُا ْذ ُك ْر نو َع الأسلوب في البيت الأخير‪ ،‬ث ّم ا ْذ ُك ْر غر َضه البلاغ ّي‪.‬‬ ‫ه ‬ ‫هناك عوامل ساعدت ال ّشاعر على تجويد ال ّشعر‪ُ ،‬ا ْذ ُك ْر َها‪.‬‬ ‫ال ّتطبيق ال ّثاني‬ ‫*** َل َد ْي َها َوما الأَ ْج َســـا ُم إِ َّل َع َقــا ِئــ ُر‬ ‫ِه َي ال َّدا ُر َما الأَ ْنـــــ َفا ُس إِ َّل َن َها ِئ ُب‬ ‫*** َفإِ ْح َسا ُن َها َس ْي ٌف َع َلى النَّــا ِس َجا ِئ ُر‬ ‫إِ َذا َأ ْح َسنَ ْت َي ْو ًما َأ َسـا َء ْت ُض َحى َغ ٍد‬ ‫*** َد َه ْت ُه َك َمـا َر َّب ال َب ِهي َمــــة َجـــاز ُر‬ ‫تـَـ ُر ُّب ا ْلــ َف َتى َحــ َّتى إِ َذا َتـــ َّم َأ ْم ُر ُه‬ ‫َض ْع عن َوانا مناسبا للأبيات‪ُ .‬ث ّم ا ْن ُث ْر الأبيات بأسلوبك‪.‬‬ ‫أ ‬ ‫ب ‬ ‫َما المقصود \"بال ّدار\"؟ و َما معنى \"ترب الفتى\"؟ وما مفرد عقائر؟‬ ‫ج ‬ ‫َع ِّي ْن ِمن الأبيات صورة خيال ّية ومحسنا بديع ّيا َوا ْذ ُك ْر غرضها البلاغ ّي‪.‬‬ ‫‪71‬‬ ‫ال ّتطبيقات ‪71‬‬

‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫اسمه‪ ،‬ونشأتة‪ ،‬ومولده‪،‬‬ ‫وظائفه ا ّلتي تولاها‪،‬‬ ‫ِشعره‬ ‫أخلاقه‪ ،‬وفاته‪.‬‬ ‫مناسبة القصيدة‬ ‫ال ّتعليق على النّص‬ ‫طيف سميرة‬ ‫(أ) طيف سميرة‬ ‫ال ّشاعر محمود‬ ‫المعنى العام‬ ‫ال ِّسمات الفنِّ ّية‬ ‫سامي البارود ّي‬ ‫الغرض‬ ‫معاني المفردات‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫ما يؤخذ على ال ّشاعر‬ ‫في قصيدته‬ ‫(ج) ُخدا ُع ال َحياة‬ ‫(ب) وصف ال ّطيف‬ ‫معاني المفردات‬ ‫معاني المفردات‬ ‫المعنى العام‬ ‫المعنى العام‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫‪70‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫ال ّتدريبات‬ ‫س‪1‬‬ ‫أ اِ ْخ َت ْر الإجابة ال ّصحيحة‪:‬‬ ‫ ‬ ‫‪ُ -١‬ل ِق َب البارود ّي ب (أمير ال ّشعراء ‪ -‬رب ال ّسيف والقلم ‪ -‬شاعر النّيل)‬ ‫ ‬ ‫ ‪ -٢‬يع ّد البارود ّي رائد مدرسة (الإحياء والبعث ‪ -‬ال ّديوان ‪ -‬ال َم ْهجر)‬ ‫ب للبارود ّي نظرة في ال ّشعر الجيد‪ُ .‬ا ْذ ُك ْر َها‪ .‬وهل َت َح َّق َق ْت في ن ّصه؟‬ ‫ ‬ ‫إِ َل ْي َها ع َلى ُب ْع ٍد ِم َن الأَ ْر ِض َنــاظِر‬ ‫***‬ ‫س ‪ 2‬يقول البارود ّي‪:‬‬ ‫َو َيـا ُق ْر َب ما ا ْل َت َّف ْت َع َلي ِه ال َّضما ِئ ُر‬ ‫***‬ ‫َف ُك ُّل ا ْم ِر ٍئ َي ْو ًمــــا إِ َل الله َصـا ِئ ُر‬ ‫***‬ ‫ُت َم ِّث ُلها الـ ِّذ ْك َرى لِ َع ْينِى َك َأ َّننِى‬ ‫َف َيا ُب ْع َد َمـا َب ْينِي َو َب ْي َن َأ ِح َّبتِي‬ ‫َفإِ ْن َت ُكــ ِن الأَ َّيا ُم َف َّر ْق َن َب ْينَنَا‬ ‫أ َض ْع عنوا ًنا مناس ًبا للأبيات ال ّسابقة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ب \"تمثلها ‪ -‬الذكرى ‪ -‬أحبة\" َها ِت مراد َف الأولى‪ ،‬وجمع ال ّثانية‪ ،‬ومفرد ال ّثالثة ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ج اِ ْش َر ْح الأبيات‪.‬‬ ‫ ‬ ‫د َها ِت ِمن البيت الأ ّول صورة بيان ّية و َو ِّض ْح َها ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ه َما َذا أفا َد قوله‪\" :‬فيا بعد ما بينى وبين أحبتي\"؟‬ ‫ ‬ ‫‌و َها ِت ِمن البيت ال ّثاني محسنا بديع ًيا َوا ْذ ُك ْر س َّر جماله‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‌ز لِ َما َذا جاءت كلمة \"امرئ\" نكرة؟‬ ‫‌ح ماذا َأ َفا َد ال ّتقديم في قوله‪\" :‬فك ّل امرئ يوما إلى الله صائر\"؟‬ ‫المقصود بال ّصورة البيان ّية (ال ّتشبيه – الاستعارة – المجاز المرسل)‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ال ّتدريبات ‪73‬‬

‫إجابة ال ّتطبيق الأ ّول‬ ‫محمود سامي ال َبا ُرود ّي‬ ‫أ ‬ ‫مناسبة نظم القصيدة‪ :‬أثناء منفاه في \"سرنديب\" رأى ال ّشاعر خيال ابنته ال ّصغيرة‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫\"سميرة\" في منامه‪ ،‬فهاج شوقه‪ ،‬وفاض به الحنين‪ ،‬فن ّظم هذه القصيدة‪.‬‬ ‫أتاه ليلا ‪ -‬حجاب الظلام ‪ -‬روق‪.‬‬ ‫ب ‬ ‫ج ‬ ‫استعارة مكن ّية أفادت ال ّتشخيص حيث صور الخيال بإنسان يأتيه ليلا ‪.‬‬ ‫د ‬ ‫إنشائ ّي نداء‪ ،‬الغرض البلاغ ّي‪ :‬ال ّتع ّجب‪.‬‬ ‫ه ‬ ‫موهبته ال ّشعر ّية‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫◄ اطلاعه على شعر ال ّسابقين‪.‬‬ ‫ ‬ ‫◄ إجادته لأكثر ِمن لغة منها‪ :‬الفارس ّية وال ّترك ّية‪.‬‬ ‫◄ تأ ّثره بالأدب الإنجليز ّي‪.‬‬ ‫إجابة ال ّتطبيق ال ّثاني‬ ‫خداع الحياة‬ ‫أ ‬ ‫ما ال ّدنيا إ ّل دار بلاء ت ّتخذ من أجسام النّاس أغراضا ترميها بالبلاء‪ ،‬وهي لا تخطئ حين‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ترمى بسهامها‪ ،‬فال ّدنيا تعقب الإحسان بالإساءة دون أن تعطي النّاس فرصة بال ّتمتع‪.‬‬ ‫ب ‬ ‫ال ّدنيا ‪ -‬تربية ‪ -‬عقيرة‪.‬‬ ‫ج ‬ ‫\"إحسانها سيف\" تشبيه بليغ لل ّتجسيم‪.‬‬ ‫َب ْي َن \" أحسنت يوما أساءت ضحى \" مقابلة تو ّضح المعنى وتبرزه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫قوة الألفاظ‪ ،‬وجزالة العبارات‪ ،‬وحدة الوزن والقافية‪ ،‬ال ّدقة في اختيار الكلمات‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪72‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫ال ّدرس ال ّثال ّث‬ ‫رحلة عابسة‬ ‫لل ّشاعر‬ ‫أحمد محرم‬ ‫أهداف ال ّدرس‪:‬‬ ‫بنهاية ال ّدرس يتو ّقع أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن‪:‬‬ ‫‪ 1‬يذكر ترجمة مختصرة لأحمد محرم‪.‬‬ ‫‪ 2‬يع ّدد الأوصاف ا ّلتي وصف بها أحمد محرم حادثة دنشواي‪.‬‬ ‫‪ 3‬يح ّدد ِسمات شخص ّية ال ّشاعر‪ ،‬وخصائص أسلوبه‪.‬‬ ‫‪ 4‬يشرح أبيات القصيدة بأسلوبه الخاص‪.‬‬ ‫‪ 5‬يذكر أثر المدرسة ا ّلتي ينتمى إليها ال ّشاعر في ال ّتعبيرات ا ّلتي وردت بالنّص‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫النّص‬ ‫َع َصـ َف ا ْل َه َوى بِ َجــوانِ ِح ال ُم ْش َتـا ِق *** َو َهـ َفا الـ َحنِي ُن بِ َق ْلبِــ ِه ا ْلـ َخ َّفـا ِق‬ ‫َما َي ْصنَ ُع ا ْل َق ْل ُب ال َّط ُرو ُب إذا ال َه َوى *** َب َل َغ ا ْل َق َرا َر َو َجــا َل ِف ا ْل ْع َمـا ِق‬ ‫يا َصا ِحبِي فِي َم ا ْل ُم َقـا ُم عـلى ا ْلَ َذى *** ِســ ْر َفا ْلبِـل َا ُد َف ِسي َحــ ُة الآ َفـا ِق‬ ‫ماذا َت ُظ ُّن بِـن َا الـ َم َدا ِئـ ُن وا ْلــ ُقـ َرى *** ال َّر ْكــ ُب َر ْكبِى َوال ِّر َفا ُق ِر َفـا ِقي‬ ‫َو َأ َنـا ا ّلـ ِذى أ ْحــ َب ْب ُتـه َا َو َج َعــ ْل ُتـه َا *** َدا َر ا ْل َهـوى َو َمــ ِح َّل َة ا ْل ُم ْش َتـــا ِق‬ ‫َوا ْل َبـا ِق َيــا ُت َج َوا ِمــ ُد الآ َمـا ِق‬ ‫َو َل َكـ ْم َس َق ْي ُت ُر ُبو َع َها ِمـ ْن َأ ْد ُم ِعي ***‬ ‫ِف ا ْ َلا ِد َثا ِت النُّ ْك ِر ِمث َل ُر َوا ِقي‬ ‫َل َذ ْت بِ َأ ْرو َقــ ِة ا ْل َب َيــا ِن َف َلــ ْم َت ِج ْد ***‬ ‫َعنْـ ُه الـ ُم َسا ِو ُم‪َ ،‬وا َّت َقـا ُه ال َّرا ِقي‬ ‫َأ َد ٌب َت َح َّصن بِا ْل ُمـ ُرو َء ِة َفا ْر َعــوى ***‬ ‫َأ َّن ا ْلـ َق ِري َض ُي َبـا ُع ِف ا ْلَ ْس َوا ِق‬ ‫َما ُكنْ ُت َأ ْح َس ُب َوالـ ُخ ُطو ُب َكثِي َر ٌة ***‬ ‫ِف َغ ْيـ ِر َما َو َجـ ٍل َو َل إِ ْشــ َفا ِق‬ ‫ُقــ ْل لِ ْل َج َدا ِو ِل َوالــ ُّز ُرو ِع َت َح َّدثِي ***‬ ‫‪75‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثالث ‪75‬‬

‫الأعلام‬ ‫ال ّتعريف بال ّشاعر‬ ‫أحمد محرم بن حسن أفندى‬ ‫ هو أحمد محرم بن حسن أفندى عبد الله‪ُ ،‬ولِ َد‬ ‫عبد الله‬ ‫بالقاهرة في شهر المحرم ‪١٢٩4‬هـ الموافق يناير ‪١٨٧٧‬م‪،‬‬ ‫وهو ِمن أصل ترك ّي لكن أخوال أ ّمه ِمن إحدى‬ ‫العائلات المصر ّية ال ّشهيرة‪ ،‬انتقل به والده إلى دمنهور‬ ‫حيث مقر عمله‪ ،‬وأخذ يتنقل بين القاهرة ودمنهور‪ ،‬ث ّم‬ ‫استقر بدمنهور‪ ،‬وتوفي بها سنة ‪١٩٤٥‬م‪ .‬يع ّد أحمد محرم‬ ‫ِمن كبار شعراء النّهضة‪ ،‬وبعض النّقاد يفضله على حافظ‬ ‫إبراهيم‪ ،‬فهو ند لل ّشعراء الكبار إ ّل أ ّنه لم ينل شهرتهم‪،‬‬ ‫وله قصائد إسلام ّية ضمنها ديوانه \"مجد الإسلام\"‪،‬‬ ‫ويعتبر محرم شاعر الإسلام‪ ،‬وشاعر الوطن ّية‪.‬‬ ‫مناسبة القصيدة‬ ‫خرج ال ّشاعر في رحلة ِمن بلدته دمنهور بالبحيرة إلى القاهرة ث ّم الإسكندر ّية فم ّر في‬ ‫ ‬ ‫طريقه بدنشواي والقناطر الخير ّية والأهرام‪ ،‬فتأ ّثرت نفسه فقال هذه القصيدة‪ ،‬فالنّص من‬ ‫قبيل ال ّتجربة ال ّذاتية‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫المعنى‬ ‫الكلمة‬ ‫مشهور ‪ ،‬لامع ‪ ،‬نابه‬ ‫ال ّشهيرة‬ ‫لم ينل‬ ‫لم يدركه‬ ‫الأهرام‬ ‫بناء فرعون ّي ضخم من الحجارة ال ُّص ْلبة ذو قاعدة ُمر َّبعة ‪ ،‬له‬ ‫أربعة ُجدران مث َّلثة ال َّشكل تلتقي رؤوسها ُمك ّونة ق َّمة الهرم‬ ‫‪77‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثالث ‪77‬‬

‫َمــ ْن أن ِت ُكــ ُّل َر َجـائ ِه و ُيـلا ِقى‬ ‫َمـا َذا ُي َمـار ُس ِمــن َش َدا ِئ ِد د ْه ِر ِه ***‬ ‫َأ ْم َأ ْن ِت لِ ْلــ َجا ِن بِل َا ا ْستِ ْحـــق َا ِق‬ ‫َولِ َمــ ْن َجنَـاك َألِ َّل ِذى ُهــ َو َزا ِر ُع ***‬ ‫َما َذا َق ِمـ ْن َعنَ ٍت َو ِمـ ْن إِ ْر َهــا ِق‬ ‫َو ْي ِلي على ( َفلَّ ِح م ْص َر) َأ َما َك َفى ***‬ ‫َو َي ِعـي ُش في َف ْقــ ٍر َو ِف إِ ْمــل َا ِق‬ ‫ُي ْغنِى ُأ ُلــو َف ا ْلــ ُم ْت َرفِي َن بِــم َالِـ ِه ***‬ ‫َأ َكـ َذا َي ُكـو ُن َت َفـا ُو ُت ا ْلَ ْر َزا ِق؟!‬ ‫ُس ْب َحــا َن َم ْن َش َر َع ال َّسبِي َل لِ َخ ْل ِق ِه ***‬ ‫َو ْج ٌد َع َلـى َم ِّر ا ْلــ َح َوا ِد ِث َبـا ِق‬ ‫ُسـو ُد ا ْلــ ِحب َا ِل ُت َش ُّد ِف ا ْلَ ْعن َا ِق‬ ‫َو َل َق ْد َم َر ْر ُت (بِ ُد ْن ُش َوا َي) َف َها َجني ***‬ ‫تِ ْلـ َك ال ِّس َيا ُط ع َلى ا ْلـ ُج ُلو ِد َوه ِذه ***‬ ‫َ ْت ِري ف َت ْغر ُق ِف الــ َّد ِم ا ْل ُم ْه َرا ِق‬ ‫َو َأ َرى ُد ُمــو َع ال َّثا ِكــلا ِت َه َوا ِم َيا ***‬ ‫َت َز ُع الـ ُّر َما َة َو َمــا َلهــا ِم ْن َوا ِق‬ ‫َي ْر ِمي الـنُّ ُفو َس َو َمـا بِهــا م ْن ُق َّو ٍة ***‬ ‫َلبِ َس ا ْلَ َسى ِف َهــ ِذ ِه ا ْلَ ْط َوا ِق‬ ‫َع َر َف (ا ْلــ َح َما ُم) ُم َصا َبه َا َف َكأ َّنم َا ***‬ ‫لم َي ْس ِق َها ا ْل َم ْو ُت ا ْل ُم َس َّمى َســا ِق‬ ‫َل ْولاَ ا ْلُ َلى َح َم ُلوا ال ِّسل َا َح لِ َص ْي ِده ***‬ ‫‪76‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫معناها‬ ‫معاني المفردات‬ ‫جمع جانحة وهي ال ّضلع ‪ ،‬المراد به القلب‬ ‫الكلمة‬ ‫حرك‬ ‫الجوانح‬ ‫لا دموع فيهن‪ ،‬والآماق جمع مؤق وهو مجرى ال ّدمع‬ ‫هفا‬ ‫في العين‬ ‫جمع ربع‪ ،‬وهو المكان الذي يقام زمن ال ّربيع ث ّم أطلق‬ ‫جوامد الآماق‬ ‫على ك ّل منزل‬ ‫ربوع‬ ‫جمع نكراء‪ ،‬وهي ال ّشديدة‪ ،‬وال ّرواق شقة البيت ا ّلتي‬ ‫النّكر‬ ‫دون ال ّشقة العليا‬ ‫ترك‪ ،‬ونزع عن ال ّشىء‬ ‫ارعوى‬ ‫وجل‬ ‫خوف‬ ‫يمارس‬ ‫الجنى‬ ‫يعانى‬ ‫عنت‬ ‫ال ّثمر‬ ‫إملاق‬ ‫مشقة‬ ‫فقر شديد‬ ‫المعنى العام‬ ‫ يقول ال ّشاعر‪ :‬إ ّنه وجد في نفسه شو ًقا وحنينًا إلى ال ّتنقل في أنحاء بلده ا ّلذى أح ّبه‪ ،‬وطالما‬ ‫سقى ربوعه بأدمعه حين بخلت عيون غيره بال ّدموع‪ ،‬فهذا البلد ملجأ ال ّشاعر‪ ،‬كما أ ّنه ملاذ‬ ‫لها وهو المع ّب ببيانه عن آلامها‪ ،‬وما ألم بها ِمن حوادث‪ ،‬ويبدأ ال ّشاعر يفخر بأدبه‪ ،‬فهو أدب‬ ‫حر صانته المروءة عن ال ّتبذل‪ ،‬فلم يطمع في شرائه طامع‪ ،‬ويأسف ال ّشاعر‪ ،‬لأ ّن بعض ال ّشعراء‬ ‫يتكسبون بأشعارهم ويبيعونها لمن يدفع ال ّثمن‪ ،‬فيمدحون‪ ،‬ويخضعون لمن ُيعطيهم‪.‬‬ ‫‪79‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثالث ‪79‬‬

‫الأبيات ِمن ‪15-1‬‬ ‫َو َهفــ َا الـ َحنِي ُن بِ َق ْلبِ ِه ا ْلــ َخ َّفا ِق‬ ‫َع َصـ َف ا ْلـ َه َوى بِ َجوانِ ِح الـ ُم ْش َتا ِق ***‬ ‫َب َل َغ ا ْلـ َق َرا َر َو َجـا َل فِي ا ْل ْع َما ِق‬ ‫ِسـ ْر َفا ْلـبِل َا ُد َف ِسيـ َح ُة الآ َفـــا ِق‬ ‫َما َي ْصنَ ُع ا ْل َق ْل ُب ال َّط ُرو ُب إذا ال َه َوى ***‬ ‫ال َّر ْك ُب َر ْكبِي َوالـــ ِّر َفا ُق ِر َفا ِقي‬ ‫يـا َصا ِحبِي فِي َم ا ْلـ ُم َقا ُم على ا ْلَ َذى ***‬ ‫َدا َر ا ْلـ َهوى َو َمــ ِح َّل َة ا ْلـ ُم ْش َتا ِق‬ ‫مـاذا َت ُظ ُّن بِــن َا الــ َم َدا ِئ ُن وا ْلــ ُق َرى ***‬ ‫َوا ْلـ َبا ِق َيـــا ُت َجـ َوا ِمـ ُد الآ َما ِق‬ ‫َو َأ َنــا ا ّلـ ِذى أ ْح َب ْب ُتهـ َا َو َجـ َعــ ْل ُتهـ َا ***‬ ‫فِي ا ْل َحا ِد َثا ِت النُّ ْك ِر ِمث َل ر َوا ِقي‬ ‫َو َلـ َك ْم َس َق ْي ُت ُر ُبو َع َهـا ِم ْن َأ ْد ُمــ ِعي ***‬ ‫َعــنْ ُه الــ ُم َسا ِو ُم‪َ ،‬وا َّت َقا ُه ال َّرا ِقي‬ ‫َل َذ ْت بِـ َأ ْرو َق ِة ا ْل َب َيـا ِن َف َلــ ْم َت ِجـــ ْد ***‬ ‫َأ َّن الــ َق ِري َض ُي َبا ُع فِى ا ْلَ ْس َوا ِق‬ ‫َأ َد ٌب َت َح َّصـن بِا ْلـــ ُم ُرو َء ِة َفا ْر َعوى ***‬ ‫فِي َغ ْي ِر َمـا َو َج ٍل َولاَ إِ ْشـــف َا ِق‬ ‫َما ُكنْ ُت َأ ْح َســ ُب َوال ُخ ُطو ُب َكثِي َر ٌة ***‬ ‫َم ْن أن َت ُك ُّل َر َجــائ ِه و ُيـــلا ِقى‬ ‫ُقـــ ْل لِ ْلــ َج َدا ِو ِل َوال ُّز ُرو ِع َت َح َّدثي ***‬ ‫َأ ْم َأ ْن َت َل ْلـــ َجانِي بِل َا ا ْستِ ْحق َا ِق‬ ‫َما َذا ُي َمــارس ِمــــن َش َدا ِئ ِد د ْه ِر ِه ***‬ ‫َما َذا َق ِمـ ْن َعنَ ٍت َو ِمــ ْن إِ ْر َها ِق‬ ‫َولِــ َم ْن َجنَــاك َألِ َّلـــ ِذى ُه َو َزا ِر ُع ***‬ ‫َو َي ِعـي ُش في َف ْقـ ٍر وفي إِ ْمــل َا ِق‬ ‫َأ َكــ َذا َي ُكو ُن َت َفا ُو ُت ا ْلَ ْر َزا ِق؟!‬ ‫َو ْيلـي عـلى ( َفلَّ ِح م ْص َر) َأ َما َك َفى ***‬ ‫ُي ْغنِي ُأ ُلــو َف ا ْلـــ ُم ْت َرفِي َن بِمـــ َالِ ِه ***‬ ‫ُس ْب َحـا َن َمـ ْن َش َر َع الــ َّسبِي َل لِ َخ ْل ِق ِه ***‬ ‫‪78‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫استعارة مكن ّية لل ّتشخيص حيث صور الأدب‬ ‫◄ يف قوله‪\" :‬أدب تحصن بالمروءة\"‬ ‫بإنسان يتحصن بالمروءة‪.‬‬ ‫كناية عن ع ّزة نفس ال ّشاعر واحترامه لشعره‪.‬‬ ‫◄ يف قوله‪َ \" :‬ما ُكنْ ُت َأ ْح َس ُب َوال ُخ ُطو ُب‬ ‫َكثِي َر ٌة َأ َّن ال َق ِري َض ُي َبا ُع فِي ا ْلَ ْس َوا ِق\"‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتشخيص‪ ،‬حيث صور‬ ‫◄ يف قوله‪\" :‬قل للجداول‬ ‫الجداول والحقول بأشخاص يسألون‬ ‫وال ّزروع تحدثي\"‬ ‫ويتحدثون‪ .‬وعطف \"وجل\" على \"إشفاق\"‬ ‫◄ يف قوله‪\" :‬أنت كل رجائه\"‬ ‫إطناب بال ّتادف يفيد ال ّتوكيد‪.‬‬ ‫كناية عن ش ّدة ح ّبه لبلده‪.‬‬ ‫الاستفهام في البيت السابق غرضه ال ّتع ّجب‬ ‫والاستنكار‪ ،‬وبين قوله‪\" :‬زارع‪ ،‬والجاني\"طباق‬ ‫قوله‪\" :‬ولمن جناك أللذ￯ هو زارع أم‬ ‫ ◄‬ ‫أنت للجاني بلا استحقاق؟\" ‬ ‫يو ّضح المعنى‪ ،‬وي ّؤكده بال ّتضاد‪ .‬وبين \"جناك‬ ‫‪ -‬والـجـاني\" جنـاس نـاقص يـثير الـ ّذهـن‪،‬‬ ‫ويحرك الانتباه‪.‬‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتجسيم‪ ،‬حيث صور العنت‬ ‫◄ يف قوله‪\" :‬ما ذاق من عنت‬ ‫والإرهاق بطعام مر يتذ ّوقه الفلاح‪.‬‬ ‫ومن إرهاق\"‬ ‫◄ يف قوله‪ُ \" :‬ي ْغنِى ُأ ُلو َف ا ْل ُم ْت َرفِي َن بِم َالِ ِه بين شط َري البيت مقابلة تبرز المعنى‪،‬‬ ‫َو َي ِعي ُش في َف ْق ٍر وفي إِ ْمل َا ِق\"‬ ‫وتو ّضحه بال ّتضاد‪.‬‬ ‫استفهام غرضه ال ّتع ّجب‪.‬‬ ‫◄ يف قوله‪\" :‬أكذا يكون‬ ‫تفاوت الأرزاق؟!\"‬ ‫‪81‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثالث ‪81‬‬

‫ وينتقل ال ّشاعر للحديث عن الفلاح ‪ -‬وقد عمل محرم في شبابه بالفلاحة مع والده ا ّلذي‬ ‫كان يدير بعض الأراضي ‪ -‬فيأسف لما يصيب الفلاح ِمن شقاء وحرمان‪ ،‬و ِمن شدائد ال ّدهر‪،‬‬ ‫فهو لا ينتفع بما ينتجه ِمن خيرات‪ ،‬بل يتم ّتع بها من لا يستح ّقها‪ ،‬وبينما يسعد المترفون بعرق‬ ‫الفلاح يعيش هو في فقر شديد‪ ،‬ث ّم يتع ّجب ال ّشاعر ِمن تفاوت الأرزاق بين النّاس‪.‬‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫يعطى جر ًسا موسيق ًيا تطرب له الأذن‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪ :‬المشتاق ‪ /‬الخفاق في‬ ‫البيت الأ ّول \"تصريع\"‬ ‫استفهام‪ ،‬غرضه ال ّتع ّجب‪.‬‬ ‫◄ يف قوله‪\" :‬مـا يصنع الـقلب\"‪،‬‬ ‫في البيت ال ّثاني‬ ‫نداء لل ّتنبيه‪ ،‬أما قوله‪\" :‬فيم المقام على الأذى؟\"‬ ‫◄ يف قوله‪\" :‬يا صاحبي\"‬ ‫فهو استفهام غرضه الإنكار‪ .‬أما قوله‪ِ \" :‬س‬ ‫فالبلاد فسيحة الآفاق\" فهو أمر للنّصح‬ ‫والإرشاد‪.‬‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتشخيص‪.‬‬ ‫◄ يف قوله‪\" :‬ماذا تظن بنا‬ ‫المدائن والقرى؟\"‬ ‫تشبيه بليغ‪ ،‬حيث شبه الهوى بال ّدار‪.‬‬ ‫◄ يف قوله‪\" :‬دار الهوى\"‬ ‫\"كم\" خبر ّية لتفيد الكثرة‪ ،‬وقوله‪\" :‬سقيت‬ ‫◄ يف قوله‪\" :‬ولكم سقيت ربوعها من ربوعها من أدمعي\" كناية عن كثرة البكاء‪.‬‬ ‫أدمعي والباقيات جوامد الآماق\" وبين \"أدمعي‪ ،‬وجوامد الآماق\"‪ ،‬طباق يو ّضح‬ ‫المعنى‪ ،‬ويؤ ّكده بال ّتضاد ‪.‬‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتشخيص‪ ،‬حيث صور مصر‬ ‫◄ يف قوله‪\" :‬لاذت بأروقة البيان\"‬ ‫بإنسان يبحث‪.‬‬ ‫‪80‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫حزن‬ ‫وجد‬ ‫جمع ثاكلة‪ ،‬وهي التي فقدت وحيدها‪.‬‬ ‫ال ّثاكلات‬ ‫غزيرة‬ ‫هواميا‬ ‫المسفوح‬ ‫المهراق‬ ‫المعنى العام‬ ‫يقول ال ّشاعر إ ّنه م ّر بمدينة دنشواي‪،‬‬ ‫وذلك بعد أكثر ِمن ثلاثين سنة ِمن‬ ‫أحداثها‪ ،‬ف َت ِهيج أحزانه‪ ،‬وتعود به‬ ‫ال ّذاكرة إلى تلك الأيام المظلمة ا ّلتي‬ ‫عاشت فيها القرية‪ ،‬وتبدو لعينيه‬ ‫حادثة دنشواي‬ ‫تلك ال ّسياط ال ّظالمة ا ّلتي ُجلد بها‬ ‫الفلاحون‪ ،‬والحبال ال ّسود ا ّلتي شنق بها زملاؤهم‪ ،‬ودموع النّساء والأمهات تسقط غزيرة‪،‬‬ ‫فتختلط بال ّدماء‪ ،‬بل تغرق فيها‪ ،‬ويخ ّيل إليه أن الحمام في تلك القرية يلبس الأطواق ال ّسوداء‬ ‫حول رقبته حز ًنا على ما أصاب أهلها‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫شنق‬ ‫المعنى‬ ‫دموع‬ ‫َر َب ُطوا ُعنُ َق ُه َو َع َّل ُقو ُه َح َّتى َي ُمو َت‬ ‫تغرق‬ ‫ما ُء العين يسيل من حزن أو سرور أو نحوهما‬ ‫جاوز الح َّد وبالغ‬ ‫‪83‬‬ ‫ال ّدرس ال ّثالث ‪83‬‬

‫الأبيات ِمن ‪21 - 16‬‬ ‫َو ْج ٌد َعـ َلى َم ِّر ا ْلـــ َح َوا ِد ِث َبا ِق‬ ‫َو َلـ َق ْد َم َر ْر ُت (بِ ُد ْن ُش َوا َي) َف َها َجني ***‬ ‫ُسو ُد ا ْلــ ِحب َا ِل ُت َش ُّد فِى ا ْلَ ْعن َا ِق‬ ‫تِ ْل َك الــ ِّس َيا ُط ع َلى ا ْل ُج ُلو ِد َوه ِذه ***‬ ‫َت ْج ِري ف َت ْغر ُق فِي ال َّد ِم ا ْل ُم ْه َرا ِق‬ ‫َو َأ َرى ُد ُمـــو َع الـ َّثا ِكلا ِت َه َوا ِم َيـا ***‬ ‫َت َز ُع ال ُّر َما َة َو َمــا َلــها ِم ْن َوا ِق‬ ‫َي ْر ِمي الــنُّ ُفو َس َو َمــا بِها م ْن ُق َّو ٍة ***‬ ‫َلــبِ َس ا ْلَ َسى فِي َه ِذ ِه ا ْلَ ْط َوا ِق‬ ‫لم َي ْس ِق َها ا ْل َم ْو ُت ا ْل ُم َس َّمى َسا ِق‬ ‫َع َر َف (ا ْلــ َح َما ُم) ُم َصا َبه َا َف َكأ َّنم َا ***‬ ‫َل ْولاَ ا ْلُ َلى َح َم ُلوا ال ِّسل َا َح لِ َص ْي ِد ِه ***‬ ‫معاني المفردات‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫دنشواي‬ ‫قرية ِمن قرى المنوف ّية ذهب إليها أفراد ِمن عساكر الإنجليز‪،‬‬ ‫وأخذوا يصيدون حمام القرية‪ ،‬وقد تع ّرض أحدهم لضربة‬ ‫شمس‪ ،‬فمات بها‪ ،‬فا ّتهمت ال ّسلطات الإنجليز ّية جماعة ِمن‬ ‫أهل القرية بقتله‪ ،‬فعقدوا لهم محكمة في القرية‪ ،‬وح ّكموا‬ ‫على عدد منهم بالإعدام والجلد‪ ،‬ونفذوا الحكم أمام أهالى‬ ‫القرية‪ ،‬وقد كان لهذه المأساة أثر بعيد المدى في إنماء الحركة‬ ‫الوطن ّية‪ ،‬وقد نشرت هذه القصيدة في سنة ‪١٩٤٠‬م‪ ،‬وكانت‬ ‫حادثة دنشواي سنة ‪١٩٠٦‬م‪.‬‬ ‫‪82‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫اسمه‪ ،‬ومولده‪ ،‬ونسبه‪،‬‬ ‫الخريطة ال ّذهن ّية‬ ‫ونشأته‪ ،‬ومكانة ال ّشعر ّية‬ ‫مناسبة القصيدة‬ ‫ال ّتعليق على النص‬ ‫رحلة عابسة‬ ‫لشاعر أحمد محرم‬ ‫الأبيات ِمن ‪21-16‬‬ ‫الأبيات ِمن ‪15-1‬‬ ‫معاني المفردات‬ ‫معاني المفردات‬ ‫المعنى العام‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫المعنى العام‬ ‫مواطن الجمال‬ ‫‪85‬‬ ‫الخريطة ال ّذهن ّية ‪85‬‬

‫مواطن الجمال‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬ولقد مررت بدنشواي\" أسلوب مؤ ّكد باللام وقد‪.‬‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬تلك ال ّسياط على الجلود كنـاية عن الـ ّتنويع في الـعقاب مـا بين‬ ‫وهذه سود الحبال تشد في الأعناق\" الجلد وال ّشنق‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪\":‬وأرى دمـوع الـ ّثاكـلات كنـاية عن اختلاط دمـوع الـ ّثاكلات‬ ‫هوامياتجريفتغرقفيال ّدمالمهراق\" بدماء القتلى‪.‬‬ ‫أسلوب مؤ ّكد بحرف الجر الزائد (من)‪.‬‬ ‫◄ في قوله‪\": :‬مابها من ق ّوة‪ ،‬وما لها‬ ‫من واق\"‬ ‫استعارة مكن ّية لل ّتشخيص حيث صور‬ ‫◄ في قوله‪\" :‬عرف الحمام\"‬ ‫الحمام بإنسـان يعرف الأحـزان‪ ،‬وبقية‬ ‫البيت امتداد للخيال‪.‬‬ ‫ ◄ في قوله‪\" :‬لم يسقها الموت\"‬ ‫استعارة مكنية للتشخيص‪.‬‬ ‫ال ّتعليق على النّص‬ ‫ تتم ّيز القصيدة بجزالة الألفاظ وال ّدقة في اختيارها‪ ،‬ورصانة الأسلوب وق ّوة الأداء‪،‬‬ ‫ومناسبة الألفاظ للمعاني‪ ،‬واستخدام بعض ال ّصور البيان ّية والمحسنات البديع ّية‪.‬‬ ‫ وأغراض القصيدة في مجملها جديدة‪ ،‬وربما لجأ ال ّشاعر للفخر في آخر القصيدة؛ لينفس‬ ‫عن نفسه بعض ال ّظلم ا ّلذي وقع عليه‪ ،‬إذ نال ال ّشهرة والجاه والغنى كثير ِمن ال ّشعراء ا ّلذين هم أق ّل‬ ‫منه في حين عاش هو محرو ًما غير مقدر إ ّل م ّمن يعرفونه عن قرب ِمن أهل الفضل‪.‬‬ ‫ والموسيقا في النّص ظاهرة‪ ،‬وتتم ّثل في الوزن والقافية‪ ،‬وكذلك ال ّتصريع في مطلع‬ ‫القصيدة‪ ،‬والجناس النّاقص بين قوله \"جناك ‪ -‬والجاني\" وموسيقا داخل ّية‪ ،‬وتتم ّثل في حسن‬ ‫اختيار الألفاظ وملاءمتها للمعاني‪.‬‬ ‫‪84‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫الجواب‬ ‫أ قائل الأبيات هو ال ّشاعر أحمد محرم‪ ،‬وعنوان النّص هو رحلة عابسة‪ ،‬أما مناسبة‬ ‫القصيدة‪ :‬فقد خرج ال ّشاعر في رحلة من بلدته دمنهور بالبحيرة إلى القاهرة ث ّم‬ ‫ ‬ ‫الإسكندر ّية‪ ،‬فم ّر في طريقه بدنشواي والقناطر الخيرية والأهرام‪ ،‬فتأ ّثرت نفسه فقال‬ ‫ ‬ ‫ هذه القصيدة‪ ،‬والقصيدة تجربة ذات ّية‪.‬‬ ‫ب لقد دفعه ال ّشوق‪ ،‬وأغراه الهوى‪ ،‬ودفعه إلى أن يتج ّول في ربوع مصر الحبيبة‪ ،‬وهو لا‬ ‫ يملك أن ير ّد للهوى أم ًرا‪ ،‬أو أن يعصي له طل ًبا‪ ،‬وكيف لا وقلبه شغوف بح ّب مصر‪،‬‬ ‫خاصة أن هذا الح ّب قد بلغ القرار‪ ،‬وجال في الأعماق؟ ث ّم كيف له أن يقيم على الأذى‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫وفي مصر ما فيها من رحاب فسيحه تنأى به عن الأذى؟!‬ ‫ج ‬ ‫ ‬ ‫\"الجوانح\" جمع جانحة وهي ال ّضلع‪ ،‬والمراد به القلب‪.‬‬ ‫ ‬ ‫و\"هفا\" بمعنى‪ :‬حرك ‪.‬‬ ‫د ‬ ‫و\"الآفاق\" جمع أفق وهو كل ما ظهر لك ِمن ال ّسماء‪.‬‬ ‫ال ّلون البيان ّي في قوله‪\" :‬جوانح\" هو مجاز مرسل علاقته المحل ّية‪ ،‬وس ّر جماله الإيجاز‬ ‫ وال ّدقة في اختيار العلاقة‪.‬‬ ‫ والمحسن البديع ّي تصريع بين شط َري البيت‪ ،‬وهو يعطي جر ًسا موسيق ًّيا تطرب له‬ ‫ الأذن‪.‬‬ ‫في قوله‪\" :‬يا صاحبي\" نداء غرضه ال ّتنبيه‪،‬‬ ‫هـ ‬ ‫وفي قوله‪ :‬فِي َم المقام على الأذى؟ استفهام غرضه الإنكار‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫وفي قوله‪\" :‬سر\" أمر غرضه النّصح والإرشاد‪.‬‬ ‫‪87‬‬ ‫ال ّتطبيقات ‪87‬‬

‫ال ّتطبيقات‬ ‫ال ّتطبيق الأ ّول‬ ‫ ‬ ‫يقول ال ّشاعر‪:‬‬ ‫َو َهف َا الــــ َحنِي ُن بِ َق ْلبِ ِه ا ْل َخ َّفا ِق‬ ‫َع َص َف ا ْلـــ َه َوى بِ َجوانِ ِح ال ُم ْش َتا ِق ***‬ ‫َب َلـ َغ ا ْل َق َرا َر َو َجا َل فِي ا ْل ْع َما ِق‬ ‫ِس ْر َفا ْلبِل َا ُد َف ِسيـــــ َح ُة الآ َفا ِق‬ ‫َما َي ْصنَ ُع ا ْل َق ْل ُب ال َّط ُرو ُب إذا ال َه َوى ***‬ ‫يا َصــا ِحبِي فِي َم ا ْل ُم َقا ُم على ا ْلَ َذى ***‬ ‫َمن قائل الأبيات ال ّسابقة؟ وما عنوان النّص؟ وما مناسبته؟‬ ‫أ ‬ ‫اِ ْش َر ْح الأبيات بأسلوبك‪.‬‬ ‫ب ‬ ‫ج ‬ ‫َها ِت معاني الكلمات الآتية‪:‬‬ ‫ (جوانح‪ -‬هفا ‪ -‬الآفاق)‬ ‫د اِ ْس َت ْخ ِر ْج ِم ْن البيت الأ ّول لو ًنا بيان ًّيا‪ ،‬ومحسنًا بديع ًّيا‪َ ،‬وا ْذ ُك ْر نوعهما وأثرهما في المعنى‪.‬‬ ‫هـ في البيت ال ّثالث ثلاثة أساليب إنشائ ّية‪ُ .‬ا ْذ ُك ْر َها و َب ِّي ْن الغرض منها‪.‬‬ ‫‪86‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫س ‪ 2‬يقول ال ّشاعر‪:‬‬ ‫َو ْج ٌد َعـ َلى َم ِّر ا ْلـــ َح َوا ِد ِث َبا ِق‬ ‫َو َلـ َق ْد َم َر ْر ُت (بِ ُد ْن ُش َوا َي) َف َها َجني ***‬ ‫ُسو ُد ا ْلــ ِحب َا ِل ُت َش ُّد فِى ا ْلَ ْعن َا ِق‬ ‫تِ ْل َك الــ ِّس َيا ُط ع َلى ا ْل ُج ُلو ِد َوه ِذه ***‬ ‫َت ْج ِري ف َت ْغر ُق فِي ال َّد ِم ا ْل ُم ْه َرا ِق‬ ‫َو َأ َرى ُد ُمـــو َع الـ َّثا ِكلا ِت َه َوا ِم َيـا ***‬ ‫أ اِ ْخ َت ْر ال ّصواب م ّما بين القوسين‪:‬‬ ‫ ◄البيت الأول مؤ ّكد (بمؤ ّكد واحد ‪ -‬بمؤ ّكدين ‪ -‬بثلاثة مؤ ّكدات)‬ ‫ ◄\"ال ّثاكلات\" مفردها (ثاكلة ‪ -‬ثكلى ‪ -‬ثكلاء)‬ ‫ ◄\"هوام َيا\" معناها (قوية ‪ -‬غزيرة ‪ -‬كثيرة)‬ ‫ب ُا ْذ ُك ْر ما تعرفه عن دنشواي‪.‬‬ ‫ج اِ ْش َر ْح الأبيات شر ًحا موج ًزا بأسلوبك‪.‬‬ ‫د َما َذا أفاد بناء الفعل للمجهول في قوله‪« :‬سود الحبال تش ّد في الأعناق»؟‬ ‫‪89‬‬ ‫ال ّتدريبات ‪89‬‬

‫ال ّتدريبات‬ ‫س ‪ 1‬يقول ال ّشاعر‪:‬‬ ‫فِي َغ ْي ِر َمــا َو َجــ ٍل َولاَ إِ ْشف َا ِق‬ ‫***‬ ‫ُق ْل لِ ْل َج َدا ِو ِل َوال ُّز ُرو ِع َت َح َّدثي‬ ‫َم ْن أن ِت ُك ُّل َر َجـــــائ ِه و ُيلا ِقي‬ ‫***‬ ‫َما َذا ُي َمارس ِمن َش َدا ِئ ِد د ْه ِر ِه‬ ‫َأ ْم َأ ْن َت َل ْل َجـــانِى بِل َا ا ْستِ ْحق َا ِق‬ ‫***‬ ‫َولِ َم ْن َجنَـاك َألِ َّل ِذي ُه َو َزا ِر ُع‬ ‫أ َمن قائل الابيات؟ ُا ْذ ُك ْر ما تعرفه عن النّص‪.‬‬ ‫ب اِ ْش َر ْح الأبيات بأسلوبك‪.‬‬ ‫ج يقول ال ّشاعر‪:‬‬ ‫فِي َغ ْي ِر َما َو َج ٍل َولاَ إِ ْشف َا ِق‬ ‫ُق ْل لِ ْل َج َدا ِو ِل َوال ُّز ُرو ِع َت َح َّدثي ***‬ ‫ في البيت ال ّسابق (استعارة مكن ّية ‪ -‬استعارة تصريح ّية ‪ -‬مجاز مرسل)‬ ‫د َب ِّي ْن كلم َت ْي \"وجل‪ ،‬وإشفاق\" (طباق ‪ -‬ترادف ‪ -‬جناس )‬ ‫هـ ُا ْك ُت ْب البيتين ال ّتاليين للأبيات ال ّسابقة‪.‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الوحدة ال ّثانية‬

‫النّص‬ ‫َلـ ِز ْم ُت بـا َب أ ِمــي ِر الأَ ْنبِ َيــا ِء و َمـ ْن *** ُي ْم ِسـ ْك بِ ِم ْف َتـــا ِح بـَــا ِب الل ِه ي ْغ َتنِـ ِم‬ ‫َع َّل ْقـ ُت مـن َم ْد ِحــ ِه َحـ ْبل ًا ُأ َعـ ُّز به *** فِي يو ٍم لا ِعـ َّز بالأَنس َــا ِب وال ُّل َحـ ِم‬ ‫ُمحـَـ َّم ٌد َص ْفـو ُة البــا ِري ورحم ُتـ ُه *** و ُب ْغ َيـ ُة الله ِمـ ْن َخـــ ْل ٍق و ِمــ ْن َن َسـ ِم‬ ‫َقـ ْد أ َخ َطـأ النَّ ْجـ ُم مـا َنـا َل ْت ُأ ُب َّو ُتـ ُه *** ِمـ ْن ُســـ ْؤ ُد ٍد بــا ِذ ٍخ في َم ْظ َهـ ٍر َسنِ ِم‬ ‫ُن ُمـوا إليـ ِه فـَ َزا ُدوا في ا ْلــ ُعلا َش َر ًفا *** َو ُر َّب أ ْصــ ٍل ل َف ْر ٍع في ال َف َخـا ِر ُن ِمى‬ ‫َسا ِئ ْل ِحرا َء و ُرو َح ا ْل ُق ْد ِس َه ْل َع ِل َما *** َمصـو َن ِسـ ٍّر عـــ ِن ال ِإدرا ِك ُم ْك َتـ َت ِم‬ ‫َكــ ْم ِجيئـ ٍة و َذ َهـا ٍب ُشـ ِّر َف ْت بِ ِه َمـا *** َب ْط َحـا ُء َم ّكـ َة في ال ِإ ْصبـَا ِح وا ْل َغ َس ِم‬ ‫و ُنـو ِد َي‪ :‬ا ْقــر ْأ‪َ ،‬تعـــا َلى الل ُه َقا ِئ ُل َهـا *** لـ ْم ت َّت ِصـ ْل قبـ ُل َمـ ْن ِقي َلـ ْت لـ ُه بِ َف ِم‬ ‫ُهن َــا َك ُأ ِّذ َن لل َّر ْحــ َم ِن فـــا ْمتـل َأ ْت *** أ َســما ُع َم َّكــ َة ِمـ ْن ُق ْد َسـ َّي ِة النَّ َغــ ِم‬ ‫َفـ َل َت َسـ ْل َعـ ْن ُق َر ْي ٍش ك ْي َف َح ْير ُت َها *** و َكـيف َن ْف َر ُتهـا في ال َّسـ ْه ِل والـ َع َلم‬ ‫‪91‬‬ ‫ال ّدرس ال ّرابع ‪91‬‬

‫ال ّدرس ال ّرابع‬ ‫ِمن‬ ‫قصيدة نهج البردة‬ ‫لل ّشاعر‬ ‫أحمد شوقي‬ ‫أهداف ال ّدرس‪:‬‬ ‫بنهاية ال ّدرس يتوقع أن يكون ال ّطالب قاد ًرا على أ ْن‪:‬‬ ‫‪ 1‬يذكر ترجمة مختصرة لأحمد شوقي‪.‬‬ ‫‪ 2‬يع ّدد الأوصاف ا ّلتي وصف بها أحمد شوقي ال ّرسول ‪.‬‬ ‫‪ 3‬يح ّدد ِسمات شخص ّية ال ّشاعر‪ ،‬وخصائص أسلوبه‪.‬‬ ‫‪ 4‬يشرح أبيات القصيدة بأسلوبه الخاص‪.‬‬ ‫‪90‬‬

‫مكانة شوقي ال ّشعر ّية‬ ‫ كان شوقي شاع ًرا عظيما نابها‪ ،‬تق ّلد إمارة ال ّشعر ‪١٩٢٧‬م‪ ،‬و ُأ ِقي َم لذلك حفل حضره‬ ‫كبار ال ّشعراء من ال ّدول العرب ّية‪ ،‬وبايعوه بإمارة ال ّشعر‪ ،‬وبرغم ذلك فله مؤ ِّيدون‪ ،‬ومعارضون‪.‬‬ ‫تك ّلم شوقي في كثير ِمن أغراض ال ّشعر‪ ،‬فقال في المدح‪،‬‬ ‫الأعلام‬ ‫والهجاء‪ ،‬والغزل‪ ،‬وال ّرثاء‪ ،‬والوصف‪ ،‬وأبرز مدائحه‬ ‫في الأتراك‪ ،‬وألطفها في النّبي ‪.‬وقد صور شوقي‬ ‫في شعره الأحداث الكبرى العالم ّية ا ّلتي عاصرها فله‬ ‫قصيدة تصف زلزا ًل حدث في اليابان‪ ،‬وثانية في روما‪،‬‬ ‫وثالثة في تتويج ملك انجلترا وهكذا‪.‬‬ ‫ وشوقي مولع بال ّتاريخ مح ّب له‪ ،‬فله في نظمه‬ ‫أحمد شوقي بن علي بن‬ ‫قصائد طويلة النّفس‪ ،‬وله فيه ديوان خاص‪ ،‬وهو ‪ -‬أيضا‬ ‫أحمد شوقي‬ ‫‪ -‬معني بالحكمة‪ ،‬يرسلها في شعره ك ّلما وجد لها مناسبة‪،‬‬ ‫وقد جمع شعره في ديوان كبير سماه \"ال ّشوقيات\"‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫الكلمة‬ ‫مكث‬ ‫المعنى‬ ‫زلزا ًل‬ ‫أقام به وسكنه‬ ‫ه ّزه وح ّركه حركة شديدة‬ ‫ال ّرثاء‬ ‫صوت البكاء مع الكلام على الميت ؛ صوت الكلام‬ ‫الغزل‬ ‫أثناء البكاء على الميت‬ ‫ال ِّش ْع ُر ا َّل ِذي ُي َقا ُل فِي النِّ َسا ِء َو َو ْص ِف ِه َّن َوال َّت َش ُّب ِب بِ ِه َّن‬ ‫‪93‬‬ ‫ال ّدرس ال ّرابع ‪93‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook