Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore خواطر تدبرية لجزء عم

خواطر تدبرية لجزء عم

Published by loaasalah734, 2021-10-17 20:07:51

Description: تحتوي بفضل الله هذه الورقات التي بين أيدينا
مما أفاض الله به عليي في جمع بعض الخواطر التدبريه لأيات رب البرية
وبعض التأملات القلبية التي بحول الله وقوته تجعل القلب يسترشد بنور الوحي فيعمل بها فيستضيئ بها قلبا وقالبا وقدر الله عز وجل أن تكون تلك الانوار في هذا الجزء المبارك من كتاب الله جزء عم لما في هذا الجزء من أهمية عظيمة لطالب العلم كباقي آيات القرآن العظيم
فعلينا أن نرتشف من هذا المعين الصافي حتي نحيا بالوحي العظيم

Keywords: جزء عم

Search

Read the Text Version

‫نلاحظ أن ترتيب الآيات بنفس ترتيب الخلق‬ ‫الليل ثم النهار ثم الذكر ثم الأنثى وجوًدا وخلًقا‪.‬‬ ‫فالخالق واحد سبحانه وتعالى والسعي متعدد بين شقي وسعيد حسنات وسيئات جنة‬ ‫ونار‪.‬‬ ‫فأما من أعطى واتقى‪ :‬اقتران العطاء بالتقوى أمر بالغ الأهمية يترتب عليه قبول العطاء أو رده‪.‬‬ ‫وصدق بالحسنى‪ :‬أي الخلف والعوض المضاعف الذي أوعد به الله عز وجل من ينفق في‬ ‫سبيله قال تعالى ‪‬ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ ‪[ ‬سبأ‪.]39 :‬‬ ‫وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي ^‪« :‬ما من يوم تطلع فيه الشمس‬ ‫إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفًقا خلًفا ويقول الآخر اللهم أعط ممس ًكا‬ ‫تلًفا» صحيح البخاري‪.‬‬ ‫فسنيسره لليسرى‪ :‬هذه واحدة من رحمات الرب تبارك وتعالى لا فلاح للعبد ولا نجاح ولا‬ ‫استقامة ولا هداية ولا توفيق بدونها وهي إعانة الله وتيسيره لذا كان طلب العون والتيسير دعاء‬ ‫مفروض في كل ركعة من الصلاة ‪‬إياك نعبد وإياك نستعين‪ ‬ولا ينبغي للعبد أن يطلب الإعانة‬ ‫والتيسير وهو منهمك في المعاصي فذلك من الخذلان والعجز بل لابد من الأخذ بالأسباب‬ ‫وسلوك طرائق الخير ومنهاج الفلاح مع دعاء الله ورجائه وتفويض الأمر إليه‪.‬‬ ‫معادلة مهمة ج ًدا‪ :‬إعطاء ‪ +‬تقوى ‪ +‬تصديق بالحسنى = التيسير‬ ‫لليسرى وهي الجنة في الآخرة والثبات على مرضات الله في الدنيا‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )8‬إلى (‪)11‬‬ ‫‪‬ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬ ‫ﯣ‪‬‬ ‫‪100‬‬

‫وأما من بخل واستغنى‪ :‬أبأس الناس البخلاء يعيشون عيش الفقراء ويحاسبون حساب‬ ‫الأغنياء‪.‬‬ ‫البخيل‪ :‬هو الذي يمنع في موضع العطاء‪.‬‬ ‫واستغنى بماله وولده وجاهه فلم يتقرب إلى الله تعالى في ترك معاصيه ولا في أداء فرائضه‬ ‫وكذب بالخلف من الله على ما ينفق في سبيله‪.‬‬ ‫وما يغني عنه ماله إذا تردى‪ :‬يخبرنا تعالى بأن من بخل واستغنى وكذب بالحسنى حفاظًا‬ ‫على ماله وبخل أن ينفقه في سبيل الله هذا المال لا يغني عنه شيئًا يوم القيامة إذا ألقي في النار‬ ‫فتردى ساقطًا من أعلى إلى أسفل‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )12‬إلى (‪)21‬‬ ‫‪‬ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﭑﭒﭓﭔ‬ ‫ﭕ ﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜ ﭝﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣﭤ‬ ‫ﭥﭦﭧﭨ ﭩﭪﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰﭱ‪‬‬ ‫إن علينا للهدى‪ :‬بعد أن أعلم تعالى عباده أنه ييسر لليسرى من أعطى واتقى وصدق‬ ‫بالحسنى وأنه سبحانه ييسر للعسرى من بخل واستغنى وكذب بالحسنى وهذه هي الحقيقة الأولى‪.‬‬ ‫إن الله تبارك وتعالى متكفل بطريق الهدى فأرسل الرسل وأنزل الكتب فأوضح الطريق‬ ‫وأوضح السبيل وهذه الحقيقة الثانية‪.‬‬ ‫إن لنا للآخرة والأولى‪ :‬تقدمت الآخرة على الأولى لأن الآخرة أهم من الدنيا ولأن الله‬ ‫تعالى بيده وحده الدنيا والآخرة فالآخرة تطلب بالإيمان والتقوى والدنيا تطلب باتباع سنن الله‬ ‫في الحصول عليها‪.‬‬ ‫ولأن الآخرة يظهر فيها ملك الله تعالى تماًما أما الدنيا ففيها ملوك وأمراء ورؤساء يملكون ما‬ ‫أعطاهم الله عز وجل من الملك ولكن في الآخرة لا ملك لأحد‪.‬‬ ‫‪101‬‬

‫‪‬ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ‪[ ‬غافر‪.]16 :‬‬ ‫الأشقى‪ :‬يذكر بعض المفسرون أن المراد بالأشقى هو أمية بن خلف ونظراؤه من أكابر‬ ‫مجرمي قريش‪.‬‬ ‫واللفظ عام يشملكل من ينطبق عليه الوصف‪.‬‬ ‫الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى‪ :‬هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق ◙ فقد كان‬ ‫في مكة يشتري العبيد من مواليهم الذين يعذبونهم من أجل إسلامهم فكان يشتريهم ويعتقهم‬ ‫لوجه الله تعالى ومنهم بلال ◙‪.‬‬ ‫فقال المشركون إنما يفعل ذلك ليد عنده أي يكافئهم على معروف لهم عنده فأكذبهم‬ ‫الله عز وجل‪.‬‬ ‫والآية دليل على فضل أبي بكر وأنه مبشر بالجنة في هذه الآية‪.‬‬ ‫ما هو الاسم الذي يتبادر إلى ذهنك عند قراءتك للآيات من أسماء الله‬ ‫الحسنى؟‬ ‫‪102‬‬

‫أهداف السورة‬ ‫[‪ ]1‬من أساب تيسير الأمور البذل في سبيل الله مع تقوى الله عز وجل‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬تصدق ولو بشيء قليل من مالك حتى تتزكى من الشح والبخل‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬انتظر الثواب من الله ولا تنتظر الثناء من المخلوقين‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬كثرة المال لا تمنع المك ِّذب من العذاب‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬هدف عملي‪ :‬تصدق يوميًا ولو بالقليل مع التصديق أن الله مخلف على العبد بنص حديث‬ ‫النبي ^ «اللهم اعط منفًقا خلًفا ‪»......‬‬ ‫ءايات العمل‬ ‫الآيات المحورية في‬ ‫لسورة الليل‬ ‫سورة الليل‬ ‫(‪ )1‬تصدق ولو بشيء قليل‬ ‫‪‬ﯞﯟﯠﯡﯢﯣ‪‬‬ ‫من مالك‬ ‫‪‬ﯩﯪﯫﯬ‪‬‬ ‫‪‬ﭝﭞﭟﭠ‪‬‬ ‫‪‬ﯮﯯﯰ‪‬‬ ‫(‪ )2‬انتظر الثواب من الله‬ ‫ولا تنتظر ثناء المخلوقين‬ ‫‪‬ﭢﭣﭤﭥﭦﭧ‬ ‫ﭩﭪﭫﭬﭭ‪‬‬ ‫‪103‬‬

‫أسئلة حول سورة الليل‬ ‫س‪ 1‬من هو الأشقى والأتقى من خلال فهمك للآيات؟‬ ‫س‪ 2‬هل الإحسان إلى الخلق يستوجب انتظاره منهم؟‬ ‫س‪ 3‬علق الله تعالى رضاه عن المنفق في هذه الآيات بأمر فما هو؟‬ ‫س‪ 4‬معاني كلا من‪:‬‬ ‫تردى‪:‬‬ ‫إن علينا للهدى‪:‬‬ ‫تلظى‪:‬‬ ‫‪104‬‬

‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫[رعاية الله عز وجل لنبيه ^]‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬ينبغي للعبد عند كربه أن يحسن الظن بربه لأن العبد لا يزال يتقلب في نعم الله سبحانه منذ‬ ‫أتى إلى الدنيا (‪.)8 :6‬‬ ‫[‪ ]2‬التحدث بالنعم مقصوده شكرها والاعتراف بفضل الله وصرف هذه النعم في مرضاته وظهور‬ ‫آثرها على العبد (‪.)11‬‬ ‫[‪ ]3‬من تربية الله للعبد أن يبتليه فإذا ذاق ُمَّر البلاء ثم العافية رحم أهل هذا البلاء فواساهم وجبر‬ ‫كسرهم (‪.)10 :9‬‬ ‫[‪ ]4‬ليست السعادة أن تمتلككل شيء إنما السعادة أن يسعدك الله بما أعطاك ويرضيك بما آتاك (‪.)5‬‬ ‫سبب نزول السورة‪:‬‬ ‫قيل لما ُسئل النبي ^ عن أصحاب الكهف والروح وذي القرنين فقال سأخبركم غ ًدا ولم‬ ‫يستثن فانتظر الوحي [‪ ]15‬يوًما حتى قال المشركون قلاه فأنزل الله سورة الضحى‪.‬‬ ‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﭲ‪‬‬ ‫‪105‬‬

‫الضحى هو وقت ارتفاع الشمس بعد الشروق إلى قبل الظهر ب ‪ 10‬إلى ‪ 20‬دقيقة والله‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪ ‬ﭴﭵﭶ ‪‬‬ ‫سجى بمعنى سكن وهو ما يكون في آخر الليل ويؤخذ منه أي ًضا‪ :‬سكون الوحي وانقطاعه‬ ‫وهذا الانقطاع ظلمه والضحى يمثل نور الوحي وإشراقه والدنيا من غير نور الوحي ظلام‬ ‫ولذلك قدم الضحى‪.‬‬ ‫الآية (‪)3‬‬ ‫‪ ‬ﭸﭹﭺﭻﭼ ‪‬‬ ‫ما ودعك‪ :‬أي ما تركك‪.‬‬ ‫ما قلى‪ :‬أي ما أبغضك‪.‬‬ ‫والمعنى‪ :‬التوديع يكون بين المتحابين فذكر [ك] الخطاب تحببًا له أما القلى فلا يكون بين‬ ‫المتحابين بل بين المتخاصمين فلم يذكرها ب [ك] الخطاب إكراًما للنبي ^ وتنزه لمقامه عن القلى‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )4‬إلى (‪)5‬‬ ‫‪ ‬ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ‪‬‬ ‫وللآخرة ولسوف هذه اللام توكيد أطلق في الإكرام سبحانه العطاء فلم يحدده فشمل هذا‬ ‫العطاء كل شيء إكراًما للنبي ^ ولذلك أضاف [ك] المخاطب تكريمًا آخر في الإكرام‪.‬‬ ‫فترضى‪ :‬فالرضا هو من أجل النعم على الإنسان وهو أساس الاستقرار والطمأنينة وراحة البال‪.‬‬ ‫‪106‬‬

‫فإذا فقد الرضا حَلّت الهموم والشقاء ودواعي النكد على الإنسان وهو صفة أهل الجنة‬ ‫‪‬فهو في عيشة راضية ‪‬‬ ‫مع الرضا راحة والراحة بدونه نكد وتعب‪.‬‬ ‫والفقر مع الرضا غنى والغنى بدونه فقًرا‪.‬‬ ‫والحرمان معه عطاء والعطاء بدونه حرمان‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )6‬إلى (‪)8‬‬ ‫‪ ‬ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ‪‬‬ ‫هذه ثلاث منن من الله تعالى على رسوله ^ ليوقن أن الله معه وله وأنه ما تركه ولن يتركه‬ ‫حتى تنتهي فرحة المشركين ببطء الوحي‪ .‬ضاًلا فهدى‪ :‬بمعنى لم تكن تعرف عل ًما ولا شرًعا وإن‬ ‫كان معصوًما ^ من مقارفة الذنوب فهداه إلى شرعه بالنبوة‪ .‬فأغنى‪ :‬فأغناه الله بغنى القناعة‪.‬‬ ‫فبعد أن أتته الدنيا تنطرح عند قدميه فينفقها في سبيل الله لأن قلبه الطاهر الشريف ممتلئ ب‬ ‫‪‬ﭾﭿﮀﮁﮂ‪. ‬‬ ‫الآيات (‪ )9‬إلى (‪  )10‬ﮖﮗﮘﮙﮚ ﮛﮜﮝﮞﮟ‪‬‬ ‫• السائل يكون سائل حاجة وسائل علم‬ ‫• فلا تقهر اليتيم بإذلاله وأخذ ماله منه‪.‬‬ ‫• ولا ترد سائل وإنكان ليس معك ما تعطيه له فقل لهكلمة طيبة تشرح بها صدره‪.‬‬ ‫‪107‬‬

‫الآية (‪  )11‬ﮠﮡﮢﮣ ﮤ ‪‬‬ ‫أي اشكر نعمة الوحي والعلم والإيمان بالتحدث عنها وإبلاغها للناس وتعليمها لهم فذلك‬ ‫شكرها‪[ .‬هكذا أ ّد َب الله عز وجل نبيه ^ فأكمل تأديبه]‬ ‫آية العمل لسورة‬ ‫الآيات المحورية في‬ ‫سورة الضحى‬ ‫الضحى‬ ‫‪‬ﭾﭿﮀﮁﮂ‪‬‬ ‫‪‬ﮖﮗﮘﮙﮚ‬ ‫[‪ ]1‬أداء صلاة الضحى‪.‬‬ ‫ﮛﮜﮝﮞ‪‬‬ ‫[‪ ]2‬إكرام اليتيم‬ ‫وعدم نهر السائل‬ ‫ورده ولو بكلمة طيبة‬ ‫‪108‬‬

‫سورة‬ ‫الشرح‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫[أنعم الله عز وجل على نبيه ^]‬ ‫[‪ ]1‬أفضل نعمة يعيش بها العبد في [الدنيا] بعد الإيمان هي انشراح الصدر وذلك لأن صاحبه‬ ‫لا يحزن على شيء فاته ولا يغتم لما يصيبه ولا يقلق لما ينتظره‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬قال عمر بن الخطاب ◙ [لن يغلب عسر يسرين] فأبشروا يا أهل البلاء بالفرج فهذا‬ ‫وعد الله فيكتابه‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬مسألة هامة ج ًدا‪ :‬هل الأنبياء معصومون من كل الذنوب والمعاصي؟؟‬ ‫قال شيخ الإسلام بن تيمية‪ :‬أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء معصومون من الخطأ‬ ‫فيما يبلغون عن الله عز وجل‪.‬‬ ‫والأنبياء معصومون عن الكبائر وقد تقع من أحدهم الصغائر فينبههم الله تعالى عليها‬ ‫فيبادرون بالتوبة‪.‬‬ ‫وعلى هذا القول ذهب الصحابة والتابعين والأئمة وجماهير علماء الإسلام‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )1‬إلى (‪)3‬‬ ‫‪ ‬ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰﮱ ‪‬‬ ‫في هذه السورة ثلاث منن مَنّها الله عز وجل على رسوله ^‬ ‫‪109‬‬

‫فالأولى‪ :‬انشراح الصدر ليتسع للوحي ولما سيلقاه من قومه من سيئ القول الذي يضيق له‬ ‫صدر الإنسان‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬وضع الوزر عنه ^ وأنه لم يكن له وزر حقيقة فأنهكان يشعر بحمل ثقيل من جراء‬ ‫الوقت ما كان قبل النبوة ونزول الوحي‪.‬‬ ‫أما مقارفة الخطايا فكان معصوًما محفوظًا ^ لم يشرب خمًرا قط ولم يسجد لصنم قط‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬رفع ذكره ^ إذ قرن اسمه باسمه تعالى في التشهد وفي الأذان وفي الإقامة‪.‬‬ ‫ورفع ذكره أي ًضا مع غير المسلمين ع َّده أحدهم الأول في عظماء العالم والآخر يقول عنه‬ ‫أنه الوحيد ^ الذي يستطيع حل مشكلات العالم‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )5‬إلى (‪)6‬‬ ‫‪‬ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ ‪‬‬ ‫وهذه بشرى بقرب الفرج له ولأصحابه عن الحسن البصري قال‪ :‬خرج النبي ^ يوًما مسروًرا‬ ‫فرًحا وهو يقوُل‪« :‬لَ ْن يَ ْغِل َب عُ ْسٌر يُ ْسَريْ ِن‪ ،‬لَ ْن يَغِْل َب عُ ْسٌر يُ ْسَريْ ِن‪﴿ .‬ﯗﯘﯙﯚ ﯛ ﯜ‬ ‫ﯝﯞﯟ﴾» أخرجه عبد الرازق في (تفسيره) (‪ ،)3643‬والطبري في (تفسيره) (‪،)24/495‬‬ ‫والحاكم (‪.)3950‬‬ ‫الآيات (‪ )7‬إلى (‪)8‬‬ ‫‪ ‬ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ ‪‬‬ ‫ارغب بعدكل عمل تقوم به في مثوبة عطاء ربك‪.‬‬ ‫‪110‬‬

‫من خلال عرض السورتين الضحى والشرح‬ ‫ما هي الأسماء الحسنى التي تشير إليها؟؟؟‬ ‫الرب‪ :‬لفظة الرب وردت في القرآن [‪ ]900‬مرة‪.‬‬ ‫يقول السعدي‪:‬‬ ‫الرب هو المربي لجميع عباده بالتدبير وأضاف النعم وخص تربيته لأصفيائه [وآثر الإيمان‬ ‫بهذا الاسم]‪.‬‬ ‫إيمان بأنه الرب سبحانه وتعالى‬ ‫[خالًقا – قادًرا – مصوًرا – حيًا – علي ًما – سميًعا – بصيًرا – جواًدا – كريم]‬ ‫يقول ابن القيم‪:‬‬ ‫إن ربوبيته سبحانه إنما تتحقق بكونه فعالاً مدبًرا متصرفًا في خلقه [يعلم يقدر يريد يسمع‬ ‫يبصر]‪.‬‬ ‫• فإذا انتفت أفعاله وصفاته انتفت ربوبيته تعالى الله عن ذلك علًوا كبيًرا‪.‬‬ ‫الوكيل‪ :‬ورد في القرآن [‪ ]14‬مرة‬ ‫التوكل هو إظهار العجز والاعتماد على غيرك [معنى الكلمة في الجوهري]‬ ‫[أثر الإيمان بهذا الاسم] يبعث الثقة بكفاية الله تعالى وتولية لعباده الصالحين ونصرته لهم‬ ‫وإحسان الظن به سبحانه وهذا يبث الرجاء في النفوس ويذهب عنها اليأس والخوف من المخلوق‬ ‫والإحباط والتشاؤم‪.‬‬ ‫ولوجود هذا الأثر في النفس يستلزم تحقيق التوحيد والتقوى والتقرب إلى الله بالطاعات‬ ‫وبترك المحرمات‪.‬‬ ‫‪111‬‬

‫المعطي‪ :‬لم يرد ذكره سبحانه المعطي في القرآن الكريم وإنما ورد في السنة‪.‬‬ ‫وورد في القرآن بصيغة المصدر في قوله ‪ ‬ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ‬ ‫ﭺﭻﭼﭽ ‪[ ‬الإسراء‪.]20 :‬‬ ‫وفي قوله ‪ ‬ﮆﮇﮈ ‪. ‬‬ ‫وفي قوله ‪‬ﮄﮅﮆﮇ ‪. ‬‬ ‫وفي السنة‪ :‬اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت‪.‬‬ ‫وعطاؤه سبحانه واسع ليس له حدود ولا قيود‪.‬‬ ‫[أثر الإيمان بهذا الاسم]‬ ‫[‪ ]1‬محبته سبحانه وشكره على ماله من العطايا المتنوعة في الدين والدنيا التي لا تعد ولا تحصى‬ ‫وهذا الشكر يستلزم اتباع ما أمر به والابتعاد عن ما نهى عنه‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬سؤاله سبحانه وحده والتعلق به وحده في جلب المنافع والمصالح ودفع المضار‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬وأثر مهم ج ًدا‪ :‬وهو عدم المن بالعطية لأنها من الله عز وجل على الحقيقة وإنما العبد‬ ‫مستخلف فيها للابتلاء‪.‬‬ ‫آية العمل لسورة‬ ‫الآيات المحورية في‬ ‫سورة الشرح‬ ‫الشرح‬ ‫‪‬ﯗﯘﯙﯚ‪‬‬ ‫[‪ ]1‬فضل الله على نبيه ^‬ ‫‪‬ﯥﯦﯧ‪‬‬ ‫فأكثروا من الصلاة عليه‬ ‫[‪ ]2‬بشرى عند الابتلاء‬ ‫أن العسر واحد وله يسران‬ ‫سينفرج بإذن الله‬ ‫‪112‬‬

‫ما يؤخذ من السورتين‬ ‫[‪ ]1‬فضل صلاة الضحى فهي صلاة الأوابين وهي زكاة الأعضاء‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬بيان علو مقام النبي ^ وشرف مكانته‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬وجوب شكر النعم بصرفها في مرضاة المنعم عز وجل‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬علامة شرح صدر المؤمن للدين واتساعه لتحمل الأذى في سبيل الله والعلامة هي التجافي‬ ‫عن دار الغرور والإنابة على دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬العسر محفوف بيسرين يسر قبله ويسر بعده‪.‬‬ ‫[‪ ]6‬اشغال الوقت بطاعة فإذا فرغت فانصب فإذا فرغت من العمل الصالح في الدنيا فانصب‬ ‫على الله بالعبادة فَ ِجد في العبادة ثم تضرع واطلب‪.‬‬ ‫[‪ ]7‬صفة العبد القريب من ربه أن يُْؤثر الآخرة على الأولى‪.‬‬ ‫‪113‬‬

‫أسئلة حول السورتين الضحى والشرح‬ ‫س‪ 1‬ما هي صفة العبد القريب من ربه؟‬ ‫س‪ 2‬هل السائل هو سائل المال فقط؟‬ ‫س‪ 3‬كيفية التحدث عن النعمة؟‬ ‫س‪ 4‬اليسر أوسع من العسر وضح ذلك؟‬ ‫‪114‬‬

‫سورة‬ ‫التين‬ ‫لطائف حول السورة‬ ‫[‪ ]1‬التين إشارة إلى الحلاوة‪ ،‬والزيتون إشارة إلى الصفاء والطور إشارة الثبات‪ ،‬والبلد الأمين إشارة‬ ‫إلى الأمان وكل هذا لمن أخذ الإسلام بحقه فذاق حلاوة الإيمان‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬أصل الفطرة الإسلام فمن آمن وعمل صالحًا يبقى على أصل فطرته ومن انحرف عن هذه‬ ‫الفطرة ومن الطريق الذي وضحه الله له سيجعله الله في أسفل سافلين‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬من تدبر الآية ‪‬ﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‪ ‬لم يتجرأ أن يسخر من إنسان خلقه الله‬ ‫ولا أن يحتقر خلقة مدحها الله‪.‬‬ ‫وقيل في الآيات الثلاثة الأولى‬ ‫أ ‪ -‬أنها [التين والزيتون] محله بيت المقدس التي بعث الله فيها عيسى بن مريم عليه السلام‪.‬‬ ‫ب – [طور سنين] وهو طور سيناء الذيكَلّم الله عز وجل عليه موسى بن عمران عليه السلام‪.‬‬ ‫ج‪[ -‬البلد الأمين] وهي مكة الذي من دخلها كان آمنا وهو الذي أرسل فيه محم ًدا ^ وهو‬ ‫خاتم أنبيائه ورسله سيد ولد آدم‬ ‫وهنا لطيفة‪ :‬ترقى في هذا القسم من الفاضل إلى الأفضل ومن الشريف إلى الأشرف فإنه‬ ‫تدرج من التين إلى الزيتون على طور سيناء إلى البلد الأمين فيختم بموطن الرسالة الخاتمة أشرف‬ ‫الرسالات‪.‬‬ ‫‪115‬‬

‫والتين والزيتون‪ :‬قد يقصد بها الشجرتان المعروفتان وقد ورد في الأثر أن التين شجرة من‬ ‫شجر الجن‪.‬‬ ‫والزيتون‪ :‬شجرة مباركة فيها منافع كثيرة وفي حديث النبي ^ «كلوا الزيت وادهنوا به‬ ‫فإنه من شجرة مباركة» الترمذي‪.‬‬ ‫الأمين‪ :‬وصف يحتمل أن يكون من الأمانة كما يحتمل أن يكون من الأمن وكلا المعنيين‬ ‫مراد‪.‬‬ ‫فمن حيث الأمانة وصف البلد بالأمين لأنه مكان أداء الأمانة وهي الرسالة‪ :‬والأمانة ينبغي‬ ‫أن تؤدي في مكان أمين فالرسالة أمانة نزل بها الروح الأمين جبريل على الصادق الأمين ^ في‬ ‫البلد الأمين مكة‪.‬‬ ‫‪‬ﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‪ ‬جواب قسم لماكان الناس في إجابة هذه الدعوة فريقين‬ ‫منهم من أجاب ومنهم من أبى ذكر حال الفريقين‪.‬‬ ‫فذكر حال الأكثرين وهم المردودون إلى أسفل سافلين والآخرين وهم المؤمنون الذين لهم‬ ‫أجر غير ممنون‪.‬‬ ‫في أحسن تقويم‪ :‬من نصب قامته وتسوية أعضاءه وحسن سمته وجمال منظره‪.‬‬ ‫وقال ابن طاهر‪[ :‬مزينًا بالعقل – مهديًا بالتميز – مديد القامة يناول مأكوله بيده]‪.‬‬ ‫قول القرطبي في [أحسن تقويم]‬ ‫[جمال هيئة – وبديع تركيب الرأس بما فيه – والصدر بما جمعه والبطن بما حواه – والفرج بما‬ ‫طواه – واليدين وما بطشتاه والرجلان وما احتملتاه]‪.‬‬ ‫وفي هذا دليل قدرة وحكمة وعلم يقتضي لذلك الإنسان الإيمان بها‪.‬‬ ‫[خلقنا] لطيفة في هذه الكلمة‬ ‫أولاً‪ :‬فإنه سبحانه وتعالى أسند الخلق إلى نفسه ولم يبنه للمجهول‪.‬‬ ‫‪116‬‬

‫مثل في سور النساء مثلا ‪ ‬ﭥﭦﭧ‪[ ‬النساء‪.]28 :‬‬ ‫ومثل في سورة الأنبياء مثلاً ‪‬ﭣﭤﭥﭦﭧ ‪[ ‬الأنبياء‪.]37 :‬‬ ‫بل نسبه لنفسه لماذا؟؟ لأنه موطن بيان عظيم قدرته وحسن فعله وبديع صنعه ففي مقام‬ ‫النعمة والتفضل يسند الأمر إلى نفسه وهو سبحانه له أهل‪.‬‬ ‫أما في بيان نقص الإنسان وضعفه بنى الفعل للمجهول‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬أسند الخلق إلى نفسه لأن المقام مقام بيان منهج للإنسان فأراد سبحانه أن يبين أن‬ ‫واضع المنهج للإنسان هو خالق الإنسان الذي يعلم بما يصلحه‪.‬‬ ‫‪‬ﭢﭣﭤﭥ ‪[ ‬قول الألوسي] المتبادر من السياق الإشارة إلى الإنسان في‬ ‫حال الكفر يوم القيامة أنه يكون على أقبح صورة وأبشعها بعد أنكان على أحسن صورة وأبدعها‬ ‫وذلك لعدم شكره تلك النعمة‪.‬‬ ‫‪‬ﭧﭨﭩﭪﭫ ‪‬‬ ‫استثنى من الرد إلى أسفل سافلين من آمن وعمل صالحًا‪.‬‬ ‫‪ ‬ﭬﭭﭮﭯ‪ ‬قيل غير منقوص ولا منقطع وقيل غير مكدر بالمن عليهم فهو‬ ‫يجمعكل هذه المعاني‪.‬‬ ‫‪ ‬ﭱﭲﭳﭴ‪ ‬فما الذي يجعلك تكذب أيها الإنسان بعد هذه الأدلة فكنت‬ ‫نطفة فقومك بشًرا سويًا وتدريجك في مراتب الزيادة إلى أن يكمل ويستوي‪.‬‬ ‫فإذا‪ :‬الذي خلقك أقدر على أن يعيدك بعد موتك وينشئك خلًقا جديًدا‪.‬‬ ‫قادر سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ففي الآية أدلة عقلية وأدلة نقلية‬ ‫الدليل العقلي‪ :‬هو الاستدلال بخلق الإنسان في أحسن تقويم‪.‬‬ ‫والدليل النقلي‪ :‬هو ما أخبرت به الرسالات السماوية وقد ذكر من هذه الرسالات رسالات‬ ‫موسى وعيسى ومحم ًدا صلى الله عليهم وسلم‪.‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪ ‬ﭶﭷﭸﭹ‪ ‬أليس الذي فعل ذلك بأحكم الحاكمين صنًعا وتدبيًرا وإن‬ ‫حكمته بالغة لا حدود لها ومن حكمته فهو لا يجور ولا يظلم أح ًدا وأن يقيم القيامة فينصف‬ ‫المظلوم في الدنيا ممن ظلمه‪.‬‬ ‫نظرة في الألفاظ في الآيات‬ ‫[الأمين] لتجمع بين معنى الأمن والأمانة‪.‬‬ ‫[أسفل سافلين] لتجمع بين معنى أرذل العمر ودركات جهنم السفلى‪.‬‬ ‫[غير ممنون] لتجمع بين معنى غير منقطع ولا منغص بالمنة عليهم‪.‬‬ ‫[الدين] لتجمع بين الجزاء والدين‪.‬‬ ‫[أحكم الحاكمين] لتجمع بين الحكمة والقضاء‪.‬‬ ‫وعند نهاية السورة نقول بلى وأنا على ذلك من الشاهدين‬ ‫ما يستفاد منه من خلال الآيات‬ ‫[‪ ]1‬الإيمان والعمل الصالح سبب المحافظة على كرامة العبد‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬الحرص على التسليم والانقياد لأحكام الدين ‪ ‬ﭶﭷﭸﭹ‪.‬‬ ‫آية العمل لسورة‬ ‫الآية المحورية‬ ‫في سورة التين‬ ‫التين‬ ‫‪‬ﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‪‬‬ ‫‪‬ﭶﭷﭸﭹ‪‬‬ ‫[‪ ]1‬شكر الله الذي خلقك‬ ‫في أحسن تقويم‬ ‫وعدم التسخط على أقدار الله‬ ‫[‪ ]2‬عدم السخرية من خلق الله‬ ‫‪118‬‬

‫سورة‬ ‫العلق‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫فضل العلم وأفضل ما يرفع وينفع الإنسان ِعلم الآخرة‬ ‫فوائد حول السورة‬ ‫[‪ ]1‬أول ما نزل على النبي ^ (اقرأ) فنحن أمة القراءة والعلم وقد شرفنا الله تعالى بالوحي الذي‬ ‫هو منشأ وأصل العلوم في الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬من أراد القرب من الله في الدنيا وفي الآخرة فعليه بكثرة الصلاة‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬بدأت السورة ب (اقرأ) والقراءة وسيلة العلم وختمت ب (واسجد واقترب) والعبادة هي الغاية‬ ‫التي ُخلِْقنَا من أجلها‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬التذكير بخلق الإنسان من علق والافتقار إلى الله لأن الله تعالى أنكر استغناء العبد عن ربه‬ ‫سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬القدر الذي امتاز به آدم عليه السلام على الملائكة هو العلم‪.‬‬ ‫سبب نزول الآيات‬ ‫الآيات الخمس الأولى هي أول ما نزل من القرآن‬ ‫ومما اشتهر في ذلك الأحاديث الصحاح أن النبي ^ كان يأتي غار حراء يتحنث فيه الليال‬ ‫ذوات العدد فراًرا مما عليه قومه حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء فقال «يا محمد أنا جبريل‬ ‫‪119‬‬

‫وأنت رسول الله ثم اقرأ قلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني ثلاث مرات حتى بلغ مني‬ ‫الجهد ثم قال اقرأ باسم ربك الذي خلق»‪.‬‬ ‫سؤال‪ :‬لماذا النبي ^ كان يتعبد على الحَنِفية ملة إبراهيم ولم يتعبد على المسيحية وكان‬ ‫عيسى عليه السلام النبي الذي قبله؟؟‬ ‫أولاً‪ :‬لأن عيسى عليه السلام بعث خاصة إلى بني إسرائيل ومحم ًدا ^ بعث للعالم أجمع‬ ‫بل للثقلين‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬وتم تحريف دين المسيح في حياته قبل رفعه‪.‬‬ ‫والمدة الزمانية بين الرسول ^ وعيسى عليه السلام ‪ 600‬سنة تقريبًا‪.‬‬ ‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﭻﭼﭽﭾﭿﮀ‪‬‬ ‫اقرأ مستعينًا باسم ربك فهي ليست قراءة مجردة بل قراءة متلبسة بالاستعانة بالله‪.‬‬ ‫لا ريب أن هذه الآية أصل عظيم في شرف القراءة لكن المقصود هنا القراءة التي هي‬ ‫محل الحمد والشرف هي التي باسم ربك لأن القراءة المحمودة هي التي تكون باسم الله مستعينًا‬ ‫فيها بالله مراًدا بها وجه الله وإن لم تكن هكذا فهي تضر صاحبها وتنقله من عالم الشهوات إلى‬ ‫عالم الشبهات‪.‬‬ ‫ربك الذي خلق‪ :‬عبر بوصف الربوبية فهو الرب المالك المدبر الذي يربي عبده بنعمه ولهذا‬ ‫قال الذي خلق كل شيء فعَّرف الربوبية بأخص أوصافها وهو الخلق ولذلك الآية التالية نوع من‬ ‫الخلق خلق الإنسان من علق‪.‬‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﮁﮂﮃﮄﮅ ‪‬‬ ‫‪120‬‬

‫جنس الإنسانكله من العلق الذي هو الدم اليسير المتجمد الملتصق بجدار الرحم‪.‬‬ ‫الآية (‪)3‬‬ ‫‪‬ﮆﮇﮈﮉ ‪‬‬ ‫فهو سبحانه خلق سبحانه قد تكرم فهذا وصف زائد عن مجرد الخلق وفقط بل سبحانه‬ ‫تكرم إكرام لا يوازيه كريم ولا يعادله ولا يشابهه‪.‬‬ ‫الآية (‪)4‬‬ ‫ومن مظاهر كرمه ‪ ‬ﮊﮋﮌﮍ‪‬‬ ‫والمراد بالقلم جنس الأقلام الذي يكتب بها وقيل إن أول من خط بالقلم إدريس عليه‬ ‫السلام وقال ^ «أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فكتب ما يكون إلى يوم القيامة فهو‬ ‫عنده في الذكر فوق العرش» رواه البخاري في بدء الخلق (‪ ،)3194‬ومسلم في التوبة (‪.)2751‬‬ ‫الآية (‪)5‬‬ ‫ومن مظاهر كرمه ‪ ‬ﮎﮏﮐﮑﮒﮓ‪‬‬ ‫فبين الخلق والعلم صلة وترابط فالرب الأكرم علم الإنسان ما لم يكن يعلمه من قبل قال‬ ‫تعالى ‪‬ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ‬ ‫ﯰ ‪[ ‬النمل‪.]78 :‬‬ ‫هذه هي منافذ العلم [السمع‪ ،‬البصر‪ ،‬الفؤاد‪ ،‬العقل]‪.‬‬ ‫الآية (‪)6‬‬ ‫‪‬ﮔﮕﮖﮗﮘ ‪‬‬ ‫كلا‪ :‬هنا للزجر والردع وهو إنكارهم البعث فبعد هذا الإكرام تجد بعض الإنسان يطغى‪.‬‬ ‫الإنسان‪ :‬المقصود به هنا الكافر المتجاوز للحد وهو الطغيان‪.‬‬ ‫‪121‬‬

‫الآية (‪)7‬‬ ‫‪‬ﮙﮚﮛﮜ‪‬‬ ‫أي رأى نفسه في نعمة المال فاستغنى بماله أو صحته أو أولاده فاستغنى بهم ونسى ربه ولم‬ ‫يلجأ إليه ولم يضرع إليه وغير مفتقر إليه سبحانه فخيل لهذا الإنسان الجاحد أنه مكتف بما‬ ‫عنده‪.‬‬ ‫يخبر الله تعالى عن حقيقة الإنسان قبل تهذب مشاعره وأخلاقه بالإيمان والآداب‬ ‫الشرعية‪.‬‬ ‫الآية (‪)8‬‬ ‫‪‬ﮝﮞﮟﮠﮡ‪‬‬ ‫إذاكان هذا الإنسان الذي استغنى بماله وأهله وولده وصحته وغير ذلك أنه راجع إلى الله‬ ‫مولاه وهنا مضرب المثل لأبو جهل‪.‬‬ ‫وأي ًضا هي تسلية لقلب نبيه ^ لما لاقاه منه ومن أمثاله فاصبر يا رسولنا مصيرهم‬ ‫إلينا وسوف ننتقم لك منهم‪.‬‬ ‫وهذا المعنى في الافتقار إلى الله واللجوء إلى الله والاستغناء بالله قائم في ضمير كل مؤمن‬ ‫وبقدر حضوره تحصل التقوى‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )9‬إلى (‪)12‬‬ ‫‪‬ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‪‬‬ ‫الاستفهام إنكاري لأن أبو جهل عليه لعائن الله كان يقول لئن رأيت محم ًدا يصلي لأطأن‬ ‫عنقه ولأعفرن وجهه بالتراب‪.‬‬ ‫‪122‬‬

‫الآية (‪)13‬‬ ‫‪‬ﯕﯖﯗﯘﯙ‪‬‬ ‫وهاهنا المقابلة مستنكرة لأن أبو جهل ومن على دربه كذب وفوق التكذيب أعرض فيا‬ ‫عجبًا رجل على الهدى ويأمر بالتقوى يتهدده رجل ك َّذب وتولى‪.‬‬ ‫الآية (‪)14‬‬ ‫‪‬ﯚﯛﯜﯝﯞﯟ‪‬‬ ‫هل غاب عنه وخفي عليه بأن الله يرى أكان الله يدعه يفعل فعلته في حق النبي ^؟؟ إنما‬ ‫يتذكر أولوا الألباب‬ ‫الآيات من (‪ )15‬إلى (‪)19‬‬ ‫‪‬ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯮﯯ‬ ‫ﯰ ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ‪‬‬ ‫لئن لم ينته‪ :‬عن أذية رسول الله ^‪.‬‬ ‫كلا‪ :‬للزجر‪.‬‬ ‫لنسفًعا بالناصية‪ :‬هي مقدمة الرأس والمراد جميعه ولكن عبر بالبعض عن الكل ولأن أشرف‬ ‫وأعلى ما في الإنسان ناصيته وهذا تهديد بليغ من الله عز وجل‪.‬‬ ‫وقد جاء عن النبي ^ أنه قال «لو دنا مني لتخطفته الملائكة عضًوا عضًوا» صحيح‬ ‫مسلم‪ .‬فأنزل الله الآية كلا لئن لم ينته‪.‬‬ ‫ووصف الناصية بأنهاكاذبة وخاطئة وبئس الوصف قولا الكذب وعملا الخطيئة‪.‬‬ ‫فليدع ناديه‪ :‬وهم القوم الذين يفتخر بهم ويجمعهم عنده‪.‬‬ ‫وناديهم‪ :‬أي مجلسهم عنده ويدل هذا على مكانته التيكان يفتخر بها‪.‬‬ ‫‪123‬‬

‫سندع الزبانية‪ :‬إذا دعا هو رجال ناديه ومجلس قومه حينئذ سندع الزبانية أي خزنة النار من‬ ‫الملائكة فليرتدع هذا الطاغية وليعلم أنه لن يقدر إلى أن يصل على رسولنا بعد اليوم بأذى‪.‬‬ ‫كلا لا تطعه‪ :‬فيما طلبه منك من عدم الصلاة في المسجد الحرام فقدكفيناك شره‪.‬‬ ‫واسجد واقترب‪ :‬فقرن بين السجود والقرب «وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد‬ ‫فأكثروا الدعاء» وعبر عن الصلاة بالسجود لأن السجود أشرف ما فيها فإن السجود عنوان‬ ‫العبودية لله عز وجل حيث يضع العبد أشرف ما فيه وهي جبهته على الأرض‪.‬‬ ‫آية العمل‬ ‫الآيات المحورية‬ ‫في سورة العلق‬ ‫لسورة العلق‬ ‫‪‬ﮝﮞﮟﮠ‪‬‬ ‫‪‬ﯚﯛﯜﯝﯞ‪‬‬ ‫[‪ ]1‬ادع الله أن يعلمك‬ ‫‪‬ﯴﯵﯶ‪‬‬ ‫ما ينفعك‬ ‫[‪ ]2‬مراعاة إنك لله لراجع أكيد‬ ‫[‪ ]3‬كثرة السجود حتى تقترب‬ ‫‪124‬‬

‫سورة‬ ‫القدر‬ ‫علاقة سورة [القدر] بالسور التي سبقتها سورة [العلق] وبالتي تليها سورة‬ ‫[البينة]‬ ‫آخر آية فيها ‪‬فاسجد واقترب‪ ‬وها هي ليلة القدر ليلة السجود ليلة الاقتراب‪.‬‬ ‫وذكر سبحانه فيها إَنّا أنزلناه لم يذكر هذا الذي أنزل لعظم شأنه ولأنه معلوم وهو ما بينته‬ ‫سورة البينة ‪‬رسول من الله يتلوا صحًفا مطهرة‪. ‬‬ ‫وقالوا ليلة القدر‪ 9 :‬أحرف تكررت ‪ 3‬مرات مجموعها ‪ 27‬حرفًا قال العلماء أرجى ليلة‪.‬‬ ‫وقالوا ‪‬سلام هي حتى مطلع الفجر‪ ‬كلمة هي ال ‪ 27‬من ‪30‬كلمة عددكلمات السورة‬ ‫بعدد أيام الشهر وهذا الكلام من قبيل المناسبة ولا يترتب عليه حكم‪.‬‬ ‫ربط هام بين السور‪ :‬سورة القدر سبقتها سورة العلق آخر آية فيها ‪‬فاسجد واقترب‪ ‬وها‬ ‫هي ليلة القدر ليلة السجود ليلة الاقتراب وفيها إنا أنزلناه‪.‬‬ ‫ليلة القدر‪ :‬لم يقل ليلة ذات شرف أو ذات قدر بل هي القدر نفسه والشرف نفسه وهي‬ ‫المكانة نفسها فليلة القدرة تجمع هذه المعاني العظيمة‪.‬‬ ‫ولأنها فيها الله عز وجل يُطلع بعض من ملائكته وهم الكتبة على ما سيقع في تلك السنة‬ ‫من الأحداث ويأمرهم بنسخه من اللوح المحفوظ وذلك في قوله تعالى ‪‬فيها يفرقكل أمر حكيم‪‬‬ ‫[الدخان‪.]4 :‬‬ ‫‪125‬‬

‫[هام فيكيفية نزول القرآن]‬ ‫أنه نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك‬ ‫منج ًما طوال حياة النبي ^ بعد بعثته في مكة وفي المدينة وذلك استناًدا لقول بن عباس‬ ‫◙‪.‬‬ ‫وما أدراك‪ :‬كل ما أدراك يجيب عنه مثل سورة القارعة وكل ما يدريك لا يجيب عنه مثل‬ ‫سورة عبس ‪‬وما يدريك لعله يزكى‪. ‬‬ ‫أدراك فعل ماضي‪ ،‬يدريك فعل مضارع فأجاب عن الماضي ولم يجيب عن المضارع الذي‬ ‫يكون للاستقبال أو الامتداد‪.‬‬ ‫‪‬ﭝﭞﭟﭠﭡﭢ‪‬‬ ‫إذاكانت ساعات الليلة نحو [‪ ]10‬ساعات فإن هذا يعني أن الساعة الواحدة تعادل أكثر‬ ‫من [‪ ]8‬سنوات‪.‬‬ ‫والثانية الواحدة تعادل [‪ ]50‬يوًما إذا كانت ليلة فيها كل هذا الخير [فيا طول حسرة‬ ‫المفرطين‪ .‬ويا أسفى على المتخلفين عن الركب]‪.‬‬ ‫وقال السعدي‪ :‬فلو أنفق الإنسان عمره في طلبها لما قدرها حق قدرها‪.‬‬ ‫فهي خير من ألف شهر‪ :‬أي أكثر من ‪ 83‬عام‪.‬‬ ‫والمقصود ب ‪ 1000‬شهر أي من شهور الدنيا‪.‬‬ ‫‪‬ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‪‬‬ ‫قيل الملائكة تشتاق لرؤية المؤمنين فيستأذنوا ربهم في هذه الليلة ليسلموا على المؤمنين فيأذن‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬أي ينزلون بأمره تعالى لهم بالتنزل فيها‪.‬‬ ‫‪126‬‬

‫‪‬ﭮ‪ ‬فيها رأيين‪.‬‬ ‫الأول‪ :‬التحية سلام عليكم‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬الأمان والسلامة فيكل أمر لأن الله عز وجل لا يقدر فيها إلاكل خير‪.‬‬ ‫ملحوظة هامة‪ :‬كون إنزال القرآن هنا في الليل دون النهار يُشعر بفضل اختصاص الليل‪.‬‬ ‫الدليل من القرآن‪:‬‬ ‫‪‬ﭑﭒﭓﭔﭕ‪[‬الإسراء‪.]1 :‬‬ ‫‪‬ﭽﭾﭿﮀﮁﮂ ‪[ ‬الإسراء‪.]79 :‬‬ ‫‪‬ﮊﮋﮌﮍﮎ‪[ ‬ق‪.]40 :‬‬ ‫‪‬ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ ‪[ ‬المزمل‪.]6 :‬‬ ‫‪‬ﮌﮍﮎﮏﮐﮑ‪[ ‬الذاريات‪.]17 :‬‬ ‫والدليل من السنة‬ ‫«إذاكان الثلث الأخير من الليل ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ‪ ».......‬الحديث‪.‬‬ ‫فهذا يدل على أن الليل أخص بالنفحات الإلهية وذلك لخلو القلب وانقطاع الشواغل‬ ‫وسكون الليل‪.‬‬ ‫نبذة هامة جدًا ج ًدا عن القَدَر‬ ‫أقدار الله نوعان [قدر معلق] و [قدر مبتوت]‬ ‫فالدعاء يكون من أسباب رد [القدر المعلق]‪.‬‬ ‫يعني أن الله عز وجل قدر للعبد أن يهبه ولد إذا دعا ربه يسر له واستجاب دعوته‪.‬‬ ‫‪127‬‬

‫أو قدر له مالاً أن يرزقه مالاً إذا دعا ربه ‪ ....‬وهكذا‪.‬‬ ‫وهذا مما سبق في علم الله عز وجل أن العبد يسأله فإذا ألهمه الله الدعاء ووفقه للدعاء حصل‬ ‫له المقدر له المعلق‪.‬‬ ‫أما الأقدار [المتبتة]كالموت إذا جاء العبد مات دعا أو لم يدعُ‪.‬‬ ‫سؤال هام‪ :‬ما معنى الدعاء والبلاء يتعلجان؟‬ ‫البلاء يرفع بقدر الدعاء لحديث عائشة ▲ قالت قال رسول الله ^‪« :‬لا يغني‬ ‫حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء ينزل فيتلقاه الدعاء فيتعلجان‬ ‫إلى يوم القيامة» صحيح الجامع‪.‬‬ ‫آية العمل لسورة‬ ‫الآية المحورية‬ ‫في سورة القدر‬ ‫القدر‬ ‫عبادة الليل لأن الليل‬ ‫‪‬ﭝﭞﭟ‬ ‫أخص بالنفحات الإلهية‬ ‫ﭠﭡﭢ‪‬‬ ‫ومنها استحضار القلب‬ ‫‪128‬‬

‫أسئلة حول سورة القدر‬ ‫س‪ 1‬بين سبب إنزال القرآن هنا في الليل دون النهار؟؟‬ ‫س‪ 2‬اذكري كيفية نزول القرآن في ليلة القدر؟؟‬ ‫س‪ 3‬لماذا سميت بليلة القدر؟؟‬ ‫‪129‬‬

‫مناسبة التسمية‬ ‫البينة لأن أدلة رسالة الإسلام واضحة لكل متأمل عاقل يريد الحق‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫دين الله واحد [الإسلام]‬ ‫فوائد حول السورة‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬كل الرسل أتت بالإسلام [الخضوع والاستسلام لأوامر الله ونواهيه]‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬الإخلاص لله تعالى هو لب العقيدة‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬الفرق بين ‪ ‬أوتوا الكتاب ‪ ‬وبين ‪ ‬ءاتيناهم الكتاب ‪ ‬؟؟ القرآن يستعمل ‪ ‬ءاتيناهم‬ ‫الكتاب‪ ‬في مقام المدح والآياتكثيرة فتأمل‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬الحرص على الاجتماع علىكتاب الله وسنة رسوله ونبذ الافتراق‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬من أفضل الأعمال بعد التوحيد الصلاة التي هي حق الخالق والزكاة التي هي حق الخلق‪.‬‬ ‫[‪ ]6‬أهل الإيمان والعمل الصالح هم خير البرية‪.‬‬ ‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ‪‬‬ ‫أهل الكتاب كانوا يستفتحون على مشركي العرب أنه إذا أتى نبي آخر الزمان سينصروه‪.‬‬ ‫‪130‬‬

‫ففي سورة البقرة‪ :‬ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ‬ ‫ﭤﭥﭦ‪[ ‬البقرة‪.]89 :‬‬ ‫منفكين‪ :‬أي زائلين عماهم عليه حتى تأتيهم حجة واضحة فلما جاءتهم البينة وهي محمد‬ ‫^ وكتابه انقسموا فمنهم من آمن ومنهم منكفر‪.‬‬ ‫الآية (‪ )2‬إلى (‪)3‬‬ ‫‪‬ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ‪‬‬ ‫صحف مطهرة‪ :‬من الباطل‪.‬‬ ‫فيها كتب قيمة‪ :‬هو القرآن وما حواه من الشرائع والأحكام والقصص‪.‬‬ ‫قيمة‪ :‬أي مستقيمة لا انحراف فيها عن الحق‪.‬‬ ‫الآية (‪)4‬‬ ‫‪‬ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗ‪‬‬ ‫في حين ما جاء ما كانوا ينتظرون من نبي آخر الزمان الذي يوجد أوصافه في كتابهم تفرقوا‬ ‫وخص الذين أوتوا الكتاب في الآيتان (‪ )1 ،4‬لما عندهم من علم ولأنهم كانوا يعلمون صحة‬ ‫نبوته ^ بما يجدون فيكتبهم‪.‬‬ ‫الآية (‪)5‬‬ ‫‪ ‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ‬ ‫ﮧﮨﮩ ‪‬‬ ‫في حين ما أمروا به فيكتبهم وعلى ألسنة رسلهم وكذا في القرآن على لسان النبي ^‬ ‫‪131‬‬

‫إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء‪ :‬أي مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام‬ ‫وأن يقيموا الصلاة التي هي حق الله ويؤتوا الزكاة التي هي حق الفقراء‪.‬‬ ‫وذلك دين القيمة‪ :‬أي الملة العادلة أو الأمة المستقيمة المعتدلة‪.‬‬ ‫ومن هذه الآية استدل الإمام الشافعي على أن الأعمال داخلة في الإيمان‪.‬‬ ‫فهو أي الإيمان‪ :‬تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان‪.‬‬ ‫الآية (‪)6‬‬ ‫‪ ‬ﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚ‬ ‫ﯛﯜ ‪. ‬‬ ‫حكم الله عز وجل على الطوائف الثلاثة بعد ما جاءتهم البينة ولم يؤمنوا بها بأنهم شر‬ ‫الخليقة‪.‬‬ ‫الآية (‪)7‬‬ ‫‪‬ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ‪. ‬‬ ‫البرية‪ :‬هي من برأ الخلق والباري هو الخالق سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫من آمن بالله ولم يشرك به شيئًا وعمل الصالحات فأولئك هم خير البرية وحصلت‬ ‫لهم الخيرية بإيمانهم بربهم واستقامتهم على شرعه فكملوا في أرواحهم وأخلاقهم فكانوا‬ ‫بذلك خير البرية‪.‬‬ ‫الآية (‪)8‬‬ ‫‪ ‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨ ‪. ‬‬ ‫‪132‬‬

‫رضوا عنه‪ :‬بمعنى الرضا عن أقدار الله فلا تسخط للمنع ولا ت َّضجر في عدم العطاء مع‬ ‫حسن الظن بالرب سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫إنه لم يمنعك من بخل ولا من شح لا حاشاه سبحانه وتعالى بل لحكمة يعلمها فلِثقتك في‬ ‫الحكيم رضيت بقضائه‪.‬‬ ‫الخشية‪ :‬الموجبة لهذا النعيم المقيم هي ثمرة العلم إذ لا خشية بلا علم‪.‬‬ ‫والخشية هي‪ :‬ملاك السعادة الحقيقية والفوز بالمراتب العليا إذ لولاها لم تترك المناهي‬ ‫والمعاصي ولا استعد ليوم يؤخذ فيه بالنواصي والإقدام‪.‬‬ ‫[ما فارق الخوف قلبًا إلا َخ ِر َب]‬ ‫آية العمل‬ ‫الآية المحورية‬ ‫لسورة البينة‬ ‫في سورة البينة‬ ‫‪ ‬ﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣ‬ ‫‪‬ﮘﮙﮚﮛﮜ‬ ‫ﭤﭥﭦﭧ ‪‬‬ ‫ﮝﮞﮟﮠ‬ ‫ﮡﮢﮣﮤﮥ‬ ‫وهذه الآية تدل على أن‬ ‫الإيمان تصديق بالجنان‬ ‫ﮦﮧﮨ‪‬‬ ‫وقول باللسان وعمل بالأركان‬ ‫‪133‬‬

‫أسئلة حول سورة البينة‬ ‫س‪ 1‬لماذا خص الله أهل الكتاب بالذكر في الآيات؟‬ ‫س‪ 2‬اذكري من الآيات ما يدل على أن الإيمان تصديق بالجنان وقول باللسان‬ ‫وعمل بالأركان؟؟‬ ‫س‪ 3‬لماذا خص الصلاة والزكاة بالذكر؟؟‬ ‫س‪ 4‬ما معنى الخشية؟؟‬ ‫س‪ 5‬ما الأصل العظيم الذي تدل عليه الآية ‪‬ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ‬ ‫ﮠ‪ ‬؟؟‬ ‫‪134‬‬

‫مدنية‬ ‫عدد الآيات (‪ )8‬آية‬ ‫عدد الكلمات [‪]36‬‬ ‫عدد الحروف [‪]156‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫هو دقة الحساب يوم القيامة‬ ‫فوائد حول السورة‬ ‫[‪ ]1‬أدق ءايتين في القرآن (‪ )8 ،7‬فمن يعمل ومن يعمل‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬ينبغي للمرء ألا يزهد في قليل من الخير يأتيه ولا في قليل من الشر أن يتجنبه فإنه لا يعلم‬ ‫الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة التي يسخط الله عليه بها‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬ليروا أعمالهم لن يروها بأنفسهم اختياًرا ولكن رغ ًما عنهم لأن من أسقط الآخرة من‬ ‫حسابته لا يريد أن يرى جزاء يوم القيامة‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬قال بعض السلف‪ :‬من لم تنفعه مواعظ القرآن فلو تناطحت الجبال أمام عينه فلن يتعظ‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬هذه السورة جامعة لأن أحكام القرآن تنقسم إلى أحكام دنيوية وأحكام أخروية وهذه السورة‬ ‫تشتمل على أحكام الآخرة إجمالاً‪.‬‬ ‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﭩﭪﭫﭬﭭ ‪ ‬زلزلت أي تحركت حركة شديدة لقيام الساعة‪.‬‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﭮﭯﭰﭱ ‪ ‬أيكنوزها وموتاها فألقتها وتخلت‪.‬‬ ‫‪135‬‬

‫الآية (‪)4‬‬ ‫‪‬ﭷﭸﭹﭺ ‪‬‬ ‫روى الترمذي عن أبي هريرة أن النبي ^ قرأ هذه الآية فقال «أتدرون ما أخبارها؟ قالوا الله‬ ‫ورسوله أعلم قال فإن أخبارها أن تشهد علىكل عبد وأمة بما عمل على ظهرها وتقول عمل‬ ‫كذا وكذا في يومكذا وكذا» أخرجه الترمذي (‪ )3353‬واللفظ له‪ ،‬والنسائي في (السنن الكبرى)‬ ‫(‪ ،)11693‬وأحمد (‪.)8867‬‬ ‫يقول السعدي‪ :‬فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم‪.‬‬ ‫الآية (‪)5‬‬ ‫‪‬ﭻﭼﭽﭾﭿ ‪‬‬ ‫أي بأن تتحدث وفي هذه الآية أن الله أمر الأرض أن تتحدث فحدثت وتكلم الجمادات‬ ‫من آيات الله الدالة على قدرته وحكمته‪.‬‬ ‫الآية (‪)6‬‬ ‫‪ ‬ﮀ ﮁ ﮂﮃﮄ ﮅﮆ ‪ ‬أي اليوم الذي تزلزل فيه‬ ‫الأرض وتهتز‪.‬‬ ‫يصدر الناس أشتاتًا‪ :‬أي متفرقين على ساحة فصل القضاء فمن أخذ كتابه بيمينه ومن‬ ‫أخذكتابه بشماله ففريق في الجنة وفريق في السعير‪.‬‬ ‫الآيات (‪)8( ، )7‬‬ ‫‪‬ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‬ ‫ﮓﮔ ‪‬‬ ‫قيل من يعمل من مثقال ذرة من خير وهو كافر يرى أثرها في نفسه وأهله وماله وولده‬ ‫[حتى يخرج من الدنيا وليس له خير]‪.‬‬ ‫ومن يعمل من مثقال ذرة من شر وهو مؤمن يرى عقوبتها في نفسه وأهله وماله [حتى‬ ‫يخرج من الدنيا وهو ليس له شر]‪.‬‬ ‫‪136‬‬

‫وهنا يؤخذ منه أن الكافر عمله الخيري ينفعه في الدنيا دون الآخرة وأن المؤمن يُجَزى بالسيئة‬ ‫في الدنيا ويدخر له صالح عمله للآخرة‪.‬‬ ‫وعن أنس ◙ أن رسول الله ^ قال‪« :‬إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب‬ ‫عليها الرزق في الدنيا ويجزي بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بها في الدنيا فإذاكان يوم‬ ‫القيامة لم تكن له حسنة» (رواه أنس ابن مالك سنده صحيح)‪.‬‬ ‫وقال أبو الدرداء‪[ :‬البر لا يبلى والإثم لا ينسى والديان لا ينام فكنكما شئتكما تدين تدان]‪.‬‬ ‫اسم الله الديان‪ :‬هو المجازي وأي ًضا هو الحاكم ومن أثر الإيمان بهذا الاسم العظيم‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬الخوف من الله واجتناب ما يسخطه قبل يوم الحساب يوم الفصل يوم القضاء‪ .‬ﭪ‬ ‫ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ ‪[ ‬الأنبياء‪.]47 :‬‬ ‫[‪ ]2‬تسلية لقلبكل مظلوم ومقهور في هذه الدنيا ‪‬ﯶﯷﯸﯹﯺﯻ‬ ‫ﯼﯽ‪[ ‬إبراهيم‪.]42 :‬‬ ‫آية العمل لسورة‬ ‫الآيات المحورية‬ ‫الزلزلة‬ ‫في سورة الزلزلة‬ ‫ً‬ ‫‪‬ﭷﭸﭹ‪‬‬ ‫حاسب نفسك يوميا‬ ‫‪‬ﮀﮁﮂ‬ ‫على ما قدمت من خير وشر‬ ‫ﮃﮄﮅﮆ‬ ‫صلي في مكان‬ ‫ﮇﮈﮉ‬ ‫تحب أن يشهد لك‬ ‫ﮊﮋﮌ‪‬‬ ‫‪137‬‬

‫أسئلة حول سورة الزلزلة‬ ‫س‪ 1‬ما الذي فهمتيه من قوله تعالى ‪‬ﭷﭸﭹ‪ ‬؟‬ ‫س‪ 2‬الله سبحانه لا يظلم أحد ومع ذلك الكافر لا يجد يوم القيامة الخير الذي‬ ‫عمله كيف ذلك؟‬ ‫س‪ 3‬لماذا لا تحقر من الأعمال شيء شرًا كان أو خيرًا؟؟‬ ‫س‪ 4‬ما هو الأثر الإيماني عليك بعد معرفة اسم الله الديان؟‬ ‫‪138‬‬

‫مكية‬ ‫من فوائد السورة‬ ‫س‪ 1‬ما الحكمة من ذكر الله عز وجل أحوال متعددة للخيل ثم بعدها ذكر جحود الإنسان؟؟؟‬ ‫إن الخيل تعمل كل هذا إرضاءً لسيدها وهي في الأصل لا تعرف شيئًا إلا إنها تعمل الذي‬ ‫هو يريده لأنه فقط يطعمها ويسقيها فما تفعله الخيل هو نوع من رد الجميل وبعد ذلك ذكر الله‬ ‫عز وجل جحود الإنسان رغم أن الله عز وجل أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى إلا إننا‬ ‫غير معترفين بها ولا راضين بحالنا ودائ ًما ساخطين على أقدار الله ومع أول ابتلاء نطعن في حكمة‬ ‫وعدل الله عز وجل إلا من رحم الله عز وجل وهذا هو الفرق بين الإنسان والخيل في تعامل كلاً‬ ‫منهما مع سيده‪.‬‬ ‫[معاني بعض الكلمات في السورة]‬ ‫العاديات ضب ًحا‪ :‬الخيل الجارية في سبيل الله حين يظهر صوتها‪.‬‬ ‫الموريات قد ًحا‪ :‬الموقدات بحوافرها النار من شدتها‪.‬‬ ‫فالمغيرات صب ًحا‪ :‬الخيل التي تغير وتباغت العدو صبا ًحا‪.‬‬ ‫نقًعا‪ :‬غباًرا‪.‬‬ ‫فأثرن‪ :‬فيهجن‪.‬‬ ‫فوسطن به جمًعا‪ :‬فتوسطن بَِركبها جموع الأعداء‪.‬‬ ‫بعثر‪ :‬أخرج‬ ‫لكنود‪ :‬جحود‪ .‬الخير‪ :‬المال‪.‬‬ ‫‪139‬‬

‫سورة العاديات ترسم لنا العادات الأساسية لتحقيق هدفنا الذي خلقنا له في الحياة‬ ‫وهو عبودية الله عز وجل‪.‬‬ ‫العادة الأولى‪ :‬المسارعة [والعاديات ضبحا] تعدو للجهاد سريعة [فكن مسارًعا في طاعة‬ ‫ربك]‪.‬‬ ‫العادة الثانية‪ :‬القوة [فالموريات قد ًحا] تورى الحجارة شرًرا لقوة ضربها عليهن [فكن قويًا‬ ‫في طاعة ربك] المؤمن القوي خير‪.‬‬ ‫العادة الثالثة‪ :‬التبكير [فالمغيرات صب ًحا] تغير على العدو صبا ًحا [فلتكن من عاداتك‬ ‫التبكير]‪ .‬وفي إشارة إلى بركة الصبح وأثره على حياة المسلم‪.‬‬ ‫العادة الرابعة‪ :‬الأثر والتفاعل [فأثرن به نقًعا] أثر الغبار من صولات الخيل [فلتكن من‬ ‫عاداتك الأثر المبارك] خير الناس أنفعهم للناس‪.‬‬ ‫العادة الخامسة‪ :‬التأثير [فوسطن به جمًعا] وسطن المعركة [فلتكن من عاداتك التأثير في‬ ‫المجامع] المسلمكالغيث حيثما حل نفع‪.‬‬ ‫الآية (‪)6‬‬ ‫‪‬ﮦﮧﮨﮩﮪ ‪‬‬ ‫قال الحسن‪[ :‬يعدد المصائب وينسى النعم]‪.‬‬ ‫وقال الشنقيطي‪[ :‬جحود لفضل ربه الذي أوجده من العدم]‪.‬‬ ‫سبحان الله هذه أقسام من البلاء والكدح والمعاناة التي يجدها الخيل!!‬ ‫لماذا يأتي جواب القسم إن الإنسان لربه لكنود؟؟‬ ‫يقول أرأيت الخيل!! أرأيت المعاناة التي تفعلها وتلقي بنفسها في وسط جمع المعركة!!‬ ‫كل هذا لأجل علفة وشربة ماء‬ ‫‪140‬‬

‫أنت وأنا ماذا أعطاك الله من نعم؟؟‬ ‫وماذا فعلت لأجله جل جلاله؟؟‬ ‫لاحظت الفرق‬ ‫صاحب الخيل أعطاها علفة ولم يخلق معدة ولا قلب ولا دم ولا عيون ولا‪ ...‬ولا‪...‬؟‬ ‫فقط علفة وشربة ماء لم تقدر أن تكافئ صاحبها إلا أن تلقي بنفسها في غمام الموت لكي‬ ‫ترضيه‪.‬‬ ‫نحن ماذا فعلنا حتى نرضي ربنا؟؟‬ ‫الآية (‪)7‬‬ ‫‪‬ﮫﮬﮭﮮﮯ ‪ ‬أخبر تعالى بما َعلِ َمه من الإنسان وشهد به عليه كما أن‬ ‫الإنسان بأعماله وصنائع أقواله وأفعاله شهيد على نفسه‪.‬‬ ‫الآية (‪)8‬‬ ‫‪‬ﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ‪‬‬ ‫قال السعدي رحمه الله‪ :‬أي كثير حب المال وحبه ذلك هو الذي أوجب له ترك الحقوق‬ ‫الواجبة عليه قدم شهوة نفسه على حق ربه كل هذا لأنه قَ ِصَر نظره على هذه الدار وغفل عن‬ ‫الآخرة‪.‬‬ ‫الآيات (‪)10 ،9‬‬ ‫‪‬ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﭑﭒﭓﭔﭕ ‪‬‬ ‫جمع سبحانه بين القبور والصدور لماذا؟؟ فإن الإنسان يواري صدره ما فيه من الخير والشر‬ ‫ويواري قبره جسده‪.‬‬ ‫‪141‬‬

‫فَيُخرج الرب تبارك وتعالى جسمه من القبر وسره من الصدر فيصير جسمه بارًزا على‬ ‫الأرض وسره باديًا على وجهه‪.‬‬ ‫الآية (‪)11‬‬ ‫‪‬ﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ‪‬‬ ‫وقفة مع اسم الله عز وجل [الخبير]‬ ‫اسم الله الخبير ورد في القرآن [‪ ]45‬مرة تارة منفرًدا تارة مقترن [بالعليم] وتارة مقترن‬ ‫[بالحكيم] وتارة مقترن [بالبصير]‪.‬‬ ‫قال ابن القيم معنى اسم الله الخبير‪ :‬هو الذي انتهى علمه إلى الإحاطة ببواطن الأمور‬ ‫والأشياء وخفاياها كما أحاط بظواهرها‪.‬‬ ‫وقال الإمام الغزالي معنى اسم الله الخبير‪ :‬هو الذي لا تعزب عنه الأخبار الباطنة ولا يجري‬ ‫في الملك والملكوت شيء ولا يتحرك ذرة ولا يسكن ولا يضطرب نفس ولا يطمئن إلا ويكون عنده‬ ‫خبره‪.‬‬ ‫أثر الإيمان بأن الله تبارك وتعالى [خبير]‬ ‫من آمن بأن الله عز وجل خبير بأعمال عباده إنسهم وجنهم وملائكتهم وأنه خبير بهم في‬ ‫حال استقامتهم وفي حال انحرافهم راقب ربه وارتدع عن ذنبه‪.‬‬ ‫فَعِْل ُمنَا أنه مطلع على ما نصنع يدفعنا إلى غض البصر وحفظ الفرج وحفظ جوارحنا عنكل ما‬ ‫يسخطه‪.‬‬ ‫وأي ًضا إيمانًا بأنه خبير يستوي عنده إسرارنا القول أو الجهر به وهذا الشعور يدفع المؤمنون‬ ‫إلى التخلص من الآفات الباطنة مثل [الرياء‪ ،‬الكبر‪ ،‬الحسد]‪.‬‬ ‫وأي ًضا الإيمان بأنه الخبير يثمر في القلب الاستسلام لأحكام الله جل وعلا سواء ظهرت‬ ‫الحكمة من التشريع أم خفيت والقطع أن في أي قضاء الله وقدره وأحكامه وتشريعه الحكمة‬ ‫‪142‬‬

‫والمصلحة للعبد ولو ق َّصرت العقول عن إدراكها لأنها ناشئة من خبره وعلم وحكمة من الله عز‬ ‫وجل‪.‬‬ ‫وصايا عملية للسورة‬ ‫[‪ ]1‬التصدق بشيء تحبه ‪‬ﮰﮱﯓﯔ ‪. ‬‬ ‫[‪ ]2‬اعترف بنعم الله عل َّي بشكرها ‪‬ﮦﮧﮨﮩ ‪. ‬‬ ‫[‪ ]3‬العناية بأعمال القلوب ‪‬ﭑﭒﭓﭔ ‪. ‬‬ ‫الآيات المحورية في سورة العاديات‬ ‫‪‬ﮦﮧﮨﮩ ‪‬‬ ‫‪‬ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﭑﭒﭓﭔ‪‬‬ ‫‪143‬‬

‫أسئلة حول سورة العاديات‬ ‫س‪ 1‬ما هو تأثير شدة حب الإنسان للمال على سلوكه الأخلاقي؟؟‬ ‫س‪ 2‬ما هو موقفك بعد إذ علمت الآية ‪‬ﮦﮧﮨﮩ ‪‬‬ ‫س‪ 3‬لماذا جمع بين الصدور والقبور في سياق واحد؟!‬ ‫س‪ 4‬ما هو الأثر المترتب على إيمانك بأن الله عز وجل خبير؟؟‬ ‫‪144‬‬

‫مكية‬ ‫سورة‬ ‫القارعة‬ ‫فوائد حول السورة‬ ‫[‪ ]1‬ينبغي للعبد ألا يفرط ولو في ¼ حسنة في حياته لعلها تكون سبب نجاته من النار وتثقيل‬ ‫ميزانه لا تحقرن من المعروف شيئًا‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬ثوابت الكون تتبدل فكيف بثوابتك التي تضعها لنفسك ولا ترضى لها بديلاً‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬الأمان الوحيد للعبد في وسط هذه الأهوال العظام هو العمل الصالح الذي يثقل الميزان فمن‬ ‫أراد الأمان فعليه بالإيمان والعمل الصالح‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬تقرير عقيدة وزن الأعمال صالحها وفاسدها وترتيب الجزاء عليها‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )1‬إلى (‪)3‬‬ ‫‪‬ﭜﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣﭤﭥ‪‬‬ ‫القارعة‪ :‬اسم من أسماء يوم القيامة وسميت بذلك لأنها تقرع القلوب بأهوالها‪.‬‬ ‫والاستفهام في الآيات للتهويل والتعظيم من شأنها‪.‬‬ ‫الآية (‪)4‬‬ ‫‪‬ﭦﭧﭨﭩﭪﭫ ‪‬‬ ‫الفراش‪ :‬هو الطائر الخفيف الضعيف الصغير التي تتزاحم عند وجود النار وتمشي بدون‬ ‫َه ْدي وربما تقع في النار لطيشها وهي لا تدري فهم يَ ْشبُِهو َن الفراشات في ضعفها وحيرتها‬ ‫وتراكمها حول ما يهلكها وتسير إلى غير هدى‪ .‬والمبثوث‪ :‬أي المنتشر‪.‬‬ ‫‪145‬‬

‫الآية (‪)5‬‬ ‫‪‬ﭬﭭﭮﭯﭰ ‪‬‬ ‫العهن‪ :‬الصوف وقيل القطن‪ .‬المنفوش‪ :‬أي المبعثر‪.‬‬ ‫أي أن هذه الجبال بعد أن كانت صلبة قوية راسخة تكون كالعهن بتطاير مع أدنى‬ ‫ريح‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )6‬إلى (‪)9‬‬ ‫‪‬ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ‬ ‫ﭾﭿ ﮀﮁﮂ‪‬‬ ‫قسم الله عز وجل الناس إلى قسمين‪:‬‬ ‫من رجحت موازين حسناته فهو في عيشة طيبة ليس فيهاكدر ولا نكد ولا صخب وهي الجنة‪.‬‬ ‫ومن خفت موازينه أو ليس له حسنات في الآخرة لأنه أخذ حقه في الدنيا‪.‬‬ ‫فأمه هاوية‪ :‬وصف الله تعالى النار بالأم لأنها تضم الكافر والعاصي وتكون مأواه كما هو‬ ‫حال الأم مع ولدها‪.‬‬ ‫‪146‬‬

‫الآيات من (‪ )10‬إلى (‪)11‬‬ ‫‪‬ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ‪‬‬ ‫عن أبي هريرة ◙ أن النبي ^ قال‪« :‬ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من‬ ‫سبعين جزءًا من حر جهنم» قالوا والله إن كانت لكافية يا رسول الله قال «فإنها فضلت‬ ‫عليها بتسعة وستين جزءًا كلها مثل حرها» (أخرجه البخاري (‪ ،)3265‬ومسلم (‪)2843‬‬ ‫واللفظ له)‪.‬‬ ‫الآيات المحورية لسورة القارعة‬ ‫‪ ‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ‬ ‫ﭹﭺ ﭻﭼﭽﭾﭿﮀ‬ ‫ﮁ‪‬‬ ‫‪147‬‬

‫أسئلة حول سورة القارعة‬ ‫س‪ 1‬لماذا شبه الله عز وجل النار بالأم؟؟‬ ‫س‪ 2‬لماذا التشبيه في السورة بالفراش؟؟‬ ‫س‪ 3‬اذكري ثمرة استخرجتها من السورة؟؟‬ ‫‪148‬‬

‫مكية‬ ‫من فوائد السورة‬ ‫قال الإمام ابن القيم في الفوائد‬ ‫[‪ ]1‬هذه السورة أخلصت من الوعد والوعيد والتهديد وكفى بها موعظة لمن عقلها‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬ينبغي للعبد أن يكثر من الصالحات فإنها مضمونة وباقية ولا ينشغل عنها بالاستكثار من‬ ‫المال والولد فإنهما غير مضمونين وغير باقيين‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬ﮋﮌ‪ ‬لم يذكر المتكاثر به وأصنافه وألوانه ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به‬ ‫المتكاثرون ويفتخر به المفتخرون‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬ﮎﮏﮐ‪ ‬إشارة لطيفة أنه حتى موت الإنسان ودفنه في هذه الدنيا ما هو إلا‬ ‫زيارة فالموت ليس نهاية المطاف‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬حتمية سؤال العبد عن النعيم الذي أنعم الله تعالى عليه به في الدنيا فإن كان شاكًرا له فاز‬ ‫وإن كان كافًرا له أخذ والعياذ بالله‪.‬‬ ‫الآية (‪)1‬‬ ‫قال ^ حين قرأ ‪‬ﮋﮌﮍ‪« ‬يقول ابن آدم مالي – مالي قال وهل لك‬ ‫من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت» رواه مسلم‪.‬‬ ‫فأمضيت بمعنى‪ :‬أمضيته لنفسك من الإفناء والإبلاء وأبقيته ليوم الجزاء‪.‬‬ ‫‪149‬‬