Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore خواطر تدبرية لجزء عم

خواطر تدبرية لجزء عم

Published by loaasalah734, 2021-10-17 20:07:51

Description: تحتوي بفضل الله هذه الورقات التي بين أيدينا
مما أفاض الله به عليي في جمع بعض الخواطر التدبريه لأيات رب البرية
وبعض التأملات القلبية التي بحول الله وقوته تجعل القلب يسترشد بنور الوحي فيعمل بها فيستضيئ بها قلبا وقالبا وقدر الله عز وجل أن تكون تلك الانوار في هذا الجزء المبارك من كتاب الله جزء عم لما في هذا الجزء من أهمية عظيمة لطالب العلم كباقي آيات القرآن العظيم
فعلينا أن نرتشف من هذا المعين الصافي حتي نحيا بالوحي العظيم

Keywords: جزء عم

Search

Read the Text Version

‫أسئلة حول سورة المطففين‬ ‫س‪ 1‬هل التطفيف يكون في الوزن والكيل فقط؟؟‬ ‫س‪ 2‬اذكري ما هي أساب الران على القلب وما هي علاماته؟؟‬ ‫س‪ 3‬ما الذي فهمتيه من قول الله تعالى ‪‬ﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ‪ ‬؟؟‬ ‫س‪ 4‬دِلِّلي على أن الجزاء من جنس العمل؟؟‬ ‫‪50‬‬

‫مكية‬ ‫سورة‬ ‫عدد الآيات (‪ )25‬آية‬ ‫الانشقاق‬ ‫عدد الكلمات [‪]108‬‬ ‫عدد الحروف [‪]436‬‬ ‫مناسبة التسمية‪ :‬لأن الله ذكر في مطلعها هذه العلامة من علامات يوم القيامة‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪ :‬انكشاف الأعمال يوم القيامة‪.‬‬ ‫مواضيع السورة‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬بيان أهمية العمل وإخلاص النية به [‪.]6‬‬ ‫[‪ ]2‬بيان جزاء المتقين وجزاء الكافرين [‪.]13 :7‬‬ ‫[‪ ]3‬بيان سنة الله تعالى الكونية في تغير الأحوال [‪.]19‬‬ ‫[‪ ]4‬بيان قدرة الله تعالى وأنه يعلم ما في الصدور [‪.]23‬‬ ‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﭜﭝﭞ‪‬‬ ‫يخبر الله تعالى أنه إذا انشقت السماء أي تصدعت وذابت فصارت كالدهان وهو سحاب‬ ‫أبيض رقيق وذلك لنزول الملائكة‪.‬‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﭠﭡﭢ‪‬‬ ‫أي سمعت لأمر ربها واستجابت فكانت كما أمرها الله أن تكون منشقة منفطرة حتى تكون‬ ‫كالمهل‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫الآية (‪)3‬‬ ‫‪‬ﭤﭥﭦ ‪ ‬أي اتسعت رقعتها حيث زال منها الجبال والمباني‪.‬‬ ‫الآية (‪)4‬‬ ‫‪‬ﭨﭩﭪﭫ‪‬‬ ‫أي ألقت ما فيها من الموتى ألقتهم أحياء إلى ظهرها وتخلت عنه أي عماكان في بطونها‪.‬‬ ‫الآية (‪)5‬‬ ‫‪‬ﭭﭮﭯ‪ ‬أي سمعت وأجابت وحق لها أن تسمع وتجيب وتطيع‪.‬‬ ‫الآية (‪)6‬‬ ‫‪‬ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ‪‬‬ ‫أي يا بن آدم إنك عامل تعمل ليلاً ونهاًرا إلى أن تموت وتلقى ربك تتكسب بجوارحك من‬ ‫الخير والشر إلى أن تلاقي ربك ويشهد لذلك حديث النبي ^ «كلكم يغدو فبائع نفسه‬ ‫فمعتقها أو موبقها» فكل إنسان مكلف بالعقل والبلوغ فهو عامل وكاسب لا محالة إلى أن يلقى‬ ‫ربه سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫مختصر الكلام‪ :‬أيها الإنسان أنت مخلوق في كبد ومطلوب منك الكدح أي لا مكان‬ ‫للبطالة في أمة الإسلام‪.‬‬ ‫الآية (‪ )7‬إلى (‪)9‬‬ ‫‪‬ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ‬ ‫ﮈ‪. ‬‬ ‫‪52‬‬

‫أهل الإيمان والتقوى يحاسبون حسابًا يسيًرا وهو مجرد عرض لا غير أَّما من نوقش الحساب‬ ‫فقد هلك وعُذب لأنه لا يملك حجة ولا عذًرا كما في حديث عائشة ▲ إذ قالت قال‬ ‫رسول الله ^ «‪‬فأما من أوتي كتابه بيمينه ‪  ...‬فقال ‪ :‬ليس ذلك الحساب إنما ذلك‬ ‫العرض من نوقش الحساب يوم القيامة عذب» رواه البخاري‪.‬‬ ‫[الحمد لله أن جعل الحساب يسيًرا ولو جعله دقيًقا لما أخذ أحد كتابه بيمينه]‬ ‫تتضاعف فرحتنا حينما يشاركنا من نحب في الجنة وهي كرامة يعطيها الله عز وجل لأهل‬ ‫اليمين أن يتجاوز عنهم وينقلب إلى أهله في الجنة وهم الحور والنساء المؤمنات والذرية الصالحة‬ ‫يجمعهم الله ببعض كرامة لهم‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )10‬إلى (‪)15‬‬ ‫‪‬ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬ ‫ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ‪. ‬‬ ‫وأما من أوتيكتابه‪ :‬أعماله وراء ظهره حيث تغل اليد اليمنى مع عنقه وتخرج الشمال وراء‬ ‫ظهره ويعطى كتابه وراء ظهره حينها يدعوا ثبوًرا أي هلا ًكا‪.‬‬ ‫إنهكان في أهله مسروًرا‪ :‬أي في الدنيا لا يخاف الله ولا يرجوا الدار الآخرة يعمل ما يشاء لأنه‬ ‫ظن أنه لن يرجع إلى الله ظن أن لن يحور وهذا ظن باطل لأن العبد سيبعث حيًا ويجزى بما قدم‪.‬‬ ‫التنعم في الدنيا والانكباب على شهواتها وملاذها مع ترك الطاعات والصالحات ثمرة عدم‬ ‫الإيمان أو اليقين بالبعث والجزاء‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫الآية (‪ )16‬إلى (‪)19‬‬ ‫‪‬ﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰﮱﯓ ﯔﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚ‬ ‫ﯛﯜ‪. ‬‬ ‫بالشفق‪ :‬وهو فترة الانتقال من النهار إلى الليل بعد الغروب‪.‬‬ ‫وسق‪ :‬أي دخل عليه الليل من أحياء ودواب وجمادات وعوالم ظاهرة وخفية‪.‬‬ ‫إذا اتسق‪ :‬أي القمر إذا اكتمل نوره وذلك في الليالي البيض‪.‬‬ ‫طبق عن طبق‪ :‬أي مرتبة بعد أخرى من مراتب الموت [والقبر والبعث والحشر والحساب والجزاء]‪.‬‬ ‫الآية (‪ )20‬إلى (‪)21‬‬ ‫‪‬ﯝﯞﯟﯠﯡ ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‪. ‬‬ ‫أي ما للناس لا يؤمنون أي شيء منعهم من الإيمان بالله ورسوله والدار الآخرة مع كثرة‬ ‫الآيات وقوة الحجج وسطوع البراهين‪.‬‬ ‫الآية (‪ )23‬إلى (‪)24‬‬ ‫‪‬ﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴﯵﯶﯷ‪. ‬‬ ‫والله أعلم بما يوعون‪ :‬أي يجمعون في صحفهم من الكفر والتكذيب وفي نفوسهم من الحسد‬ ‫والكبر والغل والبغض من ذلك فبشرهم يا رسولنا بعذاب أليم أي أخبرهم بما يسوئهم عاجلاً وآجلاً‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫الآية (‪)25‬‬ ‫‪‬ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀ‪. ‬‬ ‫أي للذين آمنوا عند ربهم يوم يلقونه ثواب وأجر غير منقوص ولا مقطوع في الجنة دار السلام‪.‬‬ ‫اللهم اجعلنا من أهلها برحمتك يا أرحم الراحمين‬ ‫آية العمل‬ ‫الآية المحورية في سورة‬ ‫لسورة الانشقاق‬ ‫الانشقاق‬ ‫من اعتقد أنه ملاق ربه‬ ‫‪‬ﭱﭲﭳﭴ‬ ‫أحسن في العمل‬ ‫ﭵﭶﭷﭸ‪‬‬ ‫لأن من أيقن بأنه‬ ‫لابد له من العرض‬ ‫على الملك أفرغ‬ ‫جهده في العمل‬ ‫بما يحمده عليه عند لقائه‬ ‫‪55‬‬

‫أهداف سورة الانشقاق‬ ‫[‪ ]1‬حتمية لقاء الإنسان ربه سبحانه وتعالى فالعبد عامل يعمل ليلاً ونهاًرا إلى أن يموت ويلقى‬ ‫ربه بماكسبت جوارحه من خير وشر لا مكان للبطالة في أمة الإسلام‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬أهل الإيمان والتقوى يحاسبون حسابًا يسيًرا وهو مجرد العرض لا غير لأنه من نوقش‬ ‫الحساب فقد هلك وعذب‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬لتركبن طبقا عن طبق‪ ‬يقلب الله تعالى أحوال الخَْلق في الدنيا لئلا يركنوا إليها [ولا‬ ‫يتخذوها مستقًرا فجعلها غير مستقرة]‪ .‬وقال ابن عباس ◙ حالاً بعد حال وقال‬ ‫غيره‬ ‫طبق الصحة وطبق المرض‬ ‫طبق الغنى وطبق الفقر‬ ‫طبق الأمن وطبق الخوف‬ ‫وهكذا إلى أن نلقى الله تعالى‬ ‫[‪ ]4‬من رحمة الله بالمؤمنين وحتى تتضاعف فرحتهم جمعهم بمن يحبون من أهلهم في الجنة‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫أسئلة حول سورة الانشقاق‬ ‫س‪ 1‬ماذا يعني قول الله عز وجل ‪‬ﮀﮁﮂﮃ‪ ‬؟‬ ‫س‪ 2‬اذكري معنى قوله تعالى ‪‬ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ‪ ‬؟‬ ‫س‪ 3‬ما معنى الكلمات الآتية‬ ‫الشفق‪:‬‬ ‫الليل وما وسق‪:‬‬ ‫طبق عن طبق‪:‬‬ ‫‪57‬‬

‫مكية‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫الثبات على العقيدة وعجائب صنع الله عز وجل‬ ‫مواضيع السورة‬ ‫[‪ ]1‬ذكر قصة أصحاب الأخدود ‪ 9 :1‬قوم ضعفاء ثبتوا على دينهم فقتلهم ملك القرية‬ ‫فماتوا مؤمنين وذلك هو الفوز الكبير‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬بيان جرم الذين فتنوا الناس من دينهم ووعيد الله لهم ‪.10‬‬ ‫[‪ ]3‬الفوز الكبير سبيله الإيمان والعمل الصالح ‪. 11‬‬ ‫[‪ ]4‬عرض نماذج من المكذبين وقوة بطش الله بهم ‪. 20 :12‬‬ ‫[‪ ]5‬علو شأن القرآن وحفظ الله له ‪. 22 :21‬‬ ‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﭑﭒﭓ‪ ‬ذكر الصابوني في تفسيره‬ ‫أقسم تعالى بالسماء البديعة ذات المنازل الرفيعة التي تزينها الكواكب أثناء سيرها‪.‬‬ ‫وأشار بعض المفسرون‪ :‬بأن هذه المنازل سميت برو ًجا لظهورها وشبهت بالقصور لعلوها‬ ‫وارتفاعها لأنها منازل الكواكب‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫[التفسير علميًا] قام بعض العلماء المسلمين بتصحيح العلوم الفلكية وجعلوا لها مقاييس‬ ‫وحسابات رياضية وهندسية فعرفوا منازل الشمس بالنسبة للبروج وقسموها إلى أربعة منازل تمثل‬ ‫فصول السنة الأربعة وخصصوا لكل فصل عدة بروج‪.‬‬ ‫فصول السنة الأربعة‬ ‫الشتاء‬ ‫الخريف‬ ‫الصيف‬ ‫الربيع‬ ‫برج الجدي‬ ‫برج الميزان‬ ‫برج السرطان‬ ‫برج الحمل‬ ‫برج الدلو‬ ‫برج العقرب‬ ‫برج الأسد‬ ‫برج الثور‬ ‫برج الحوت‬ ‫برج القوس‬ ‫برج العذراء‬ ‫برج الجوزاء‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﭕﭖ‪‬‬ ‫روى الترمذي عن أبي هريرة قال قال ^ «اليوم الموعد يوم القيامة واليوم المشهود يوم‬ ‫عرفة والشاهد يوم الجمعة» حديث حسن غريب‪.‬‬ ‫وجائز أن يكون الشهود الكرام الكاتبين والمشهود عليهم بنو آدم وجائز أن يكون الشاهد‬ ‫هذه الأمة والمشهود عليهم سائر الأمم‪.‬‬ ‫الآية (‪)3‬‬ ‫‪‬ﭘﭙ ‪‬‬ ‫‪59‬‬

‫قصة أصحاب الأخدود‬ ‫الذين اتخذوا الأخاديد ثلاثة من البلدان‬ ‫وفارس‬ ‫نجران والشام‬ ‫وذكر المؤرخون‬ ‫أن أصحاب الأخدودكانوا أهل شرك من نجران وكان لهم ملك يسمى (ذو نواس) وكان له‬ ‫ساحر فلما كبر سن ذلك الساحر طلب من الملك أن يأتي له بغلام يعلمه سحره قبل أن يموت‬ ‫فجاءوا بغلام يسمى (عبد الله) وكان هذا الغلام يمر في طريقه وهو ذاهب إلى الساحر بصومعة‬ ‫وكان بها راهب يعبد الله على دين عيسى عليه السلام فدخل الغلام عند هذا الراهب ليسمع منه‬ ‫(فلما سمع له آمن) وكان لهذا الغلام شأن فكانت له دعوة مستجابة فبلغ الملك شأن هذا الغلام‪.‬‬ ‫وكان أحد جلساء الملك أصيب بالعمى فطلب من الغلام أن يدعوا له فقال له الغلام‬ ‫آمن بالله وأنا أدعوا الله لك فتشفى فآمن الرجل فدعا له الغلام فبرأ فلما وصل ذلك الخبر‬ ‫للملك قال للغلام إنك بلغت بسحرك أنك تشفي الأعمى فقال له الغلام بل هو الله ربي الذي‬ ‫يشفي وكان هذا الملك يهوديًا فلما عل َم بإيمان الغلام ومن تبعه على دين عيسى قام بمحاولات‬ ‫لقتل الغلام مخافة أن ينتشر أمره فبعث جنوده وأمرهم أن يلقوا بالغلام من فوق الجبل فقال‬ ‫الغلام اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت فارتعد بهم الجبل فوقعوا من أعلى الجبل ونجى الغلام‬ ‫وذهب إلى الملك فكرر الملك محاولة قتل الغلام ثانية فبعث جنوده ليغرقوا الغلام في البحر ثم‬ ‫كرر الغلام مثل ما قال أول مرة فحدث مثل ما حدث وذهب الغلام للملك وقال له أتريد‬ ‫قتلي؟ قال نعم فقال الغلام اجمع الناس وخذ سهم منكنانتي وقل بسم الله رب الغلام فبذلك‬ ‫تقتلني ففعل ومات الغلام فعلاً ولكن حدث ما كان يخافه الملك من انتشار التوحيد في البلاد‬ ‫لأن الناس هتفت وقالوا آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫فأخدد لهم الملك الأخاديد وأشعلها ناًرا فمن ظل على توحيده لله ألقاه في الأخاديد حتى‬ ‫إن أمكانت ترضع ابنها خافت أن تلقي هي وابنها في النار فرجعت للخلف وحينها نطق الغلام‬ ‫الرضيع وقال اصبري يا أمي إنك على الحق فألقيت في النار‪.‬‬ ‫وقيل إن روح المؤمنين كانت تخرج من جسده قبل أن يلقى في النار لكيلا يذوق‬ ‫العذاب وما ذلك على الله ببعيد‪.‬‬ ‫الآية (‪)10‬‬ ‫‪‬ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‪. ‬‬ ‫إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات‪ :‬الآية عامة ليست خاصة بأصحاب الأخدود وقد‬ ‫كان أبو جهل وأمية بن خلف ممن فتنوا المؤمنين والمؤمنات في مكة وكانوا من المعذبين‬ ‫لبلال وخباب وعمار بن ياسر‪.‬‬ ‫فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق‪ :‬عذاب جهنم في الآخرة وعذاب الحريق في‬ ‫الدنيا فقد روى إن الذين عذبوا أصحاب الأخدود خرجت لهم النار من الأخاديد وأحرقتهم‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )12‬إلى (‪)16‬‬ ‫‪‬ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ‬ ‫ﯖﯗﯘﯙﯚ ‪. ‬‬ ‫الله عز وجل قادر على البطش بأعدائه وهو الغفور لذنوب أوليائه وفي الآيات تهديد للظلمة‬ ‫بالعذاب والعقوبة وتسلية لقلوب المؤمنين‪.‬‬ ‫وهو الغفور الودود‪ :‬يتودد الرب لعباده أيقظ روحك وتحسس رسائل ِوَدهُ إليك‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )17‬إلى (‪)19‬‬ ‫‪‬ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‪. ‬‬ ‫‪61‬‬

‫بعد عرض قصة أصحاب الأخدود تسلية للمؤمنين وتثبيتًا لهم وزجًرا للمشركين ورد ًعا لهم‬ ‫جاء بأخبار بعض الأمم السابقة‪.‬‬ ‫وفي اختيار فرعون هنا بعد أصحاب الأخدود لما بينهم من المشابهة‬ ‫[‪ ]1‬لتعذيب فرعون لبني إسرائيل بقتل الأولاد واستحياء النساء‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬لتقديم الآيات والبراهين على صدق موسى وتكذيب فرعون له وكذلك الغلام قدم للملك‬ ‫آيات صدقه ولكنكذب بها‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬عجز فرعون عن قتل موسى وكذلك الملك عجز عن قتل الغلام‬ ‫[‪ ]4‬إيمان أتباع فرعون من السحرة وكذلك الملك إيمان أتباعه والناس وهذا ماكان يخشونه‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬ثبات أتباع فرعون الذين آمنوا مع كثرة ما توعدهم به من العذاب وكذلك أتباع الغلام ثبتوا‬ ‫معكثرة الأخاديد ولم يتراجعوا‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )21‬إلى (‪)22‬‬ ‫‪‬ﯮﯯﯰﯱﯲ ﯳﯴﯵﯶ‪‬‬ ‫ليس القرآن كما يصفونه بأنه أساطير الأولين بل هو قرآن مجيد بالغ الغاية في‬ ‫الشرف والمجد والسمو وما يحمل من هدي وتشريع وأنه في مناعته لا تصل إليه أيدي الخلق‬ ‫بالتحريف والتبديل إذ هو في لوح محفوظ‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫فوائد ولطائف حول السورة‬ ‫[‪ ]1‬لا يزال الله يفتح باب التوبة للمذنبين وقال الحسن البصري انظروا إلى هذا الكرم والجود‬ ‫قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬فضل يوم الجمعة ويوم عرفة‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬إنما النصر صبر ساعة إذا ابتلى المؤمن في هذه الحياة ويصبر فيكون جزاءه الجنة‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬فائدة القصص هي الموعظة تحصل للعبد فلا يترك واجبًا ولا يغشى محرًما‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬إحاطة الله تعالى بعباده وأنهم في قبضته وتحت سلطانه‪.‬‬ ‫آية العمل‬ ‫الآيات المحورية في سورة‬ ‫لسورة البروج‬ ‫البروج‬ ‫الرب سبحانه وتعالى‬ ‫يتودد لعباده‬ ‫‪‬ﮤﮥﮦﮧ‪‬‬ ‫فأيقظ أيها العبد‬ ‫‪‬ﯗﯘﯙ‪‬‬ ‫روحك وقلبك‬ ‫‪‬ﮮﮯﮰ‪‬‬ ‫وتحسس وسائل‬ ‫وده إليك‬ ‫‪63‬‬

‫أسئلة حول سورة البروج‬ ‫س‪ 1‬ما هو وجه الشبه بين قصة الغلام وأصحاب الأخدود وذكر فرعون؟‬ ‫س‪ 2‬هل الآية ‪‬إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ‪ ....‬خاصة في أصحاب‬ ‫الأخدود؟‬ ‫س‪ 3‬دللي مما فهمتي على أن القرآن ليس بأساطير؟‬ ‫س‪ 4‬اذكري معاني الكلمات الآتية‬ ‫شاهد‪:‬‬ ‫مشهود‪:‬‬ ‫البروج‪:‬‬ ‫‪64‬‬

‫مكية‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫إثبات توحيد الرحمن بالنظر في أصل الإنسان‬ ‫مواضيع السورة‬ ‫[‪ ]1‬بيان إحصاء الله تعالى الأعمال على عباده ‪. 4 ‬‬ ‫[‪ ]2‬إثبات البعث بدليل إعادة الأجسام ‪. 8 :5 ‬‬ ‫[‪ ]3‬التنويه بشأن القرآن ‪.  14 :13 ‬‬ ‫[‪ ]4‬وعيد الله للكافرين ‪.  17 :15 ‬‬ ‫نبذة عن السورة‬ ‫هذه السورة دعوة للتأمل في الآيات لما فيها من الهدي للقلوب وتنوير العقول ولقد لفت‬ ‫نظري بعض الفوائد والدرر التي طرقت قلبي فأردت أن أنثرها لكم لعلها تكون لنا خير طارق من‬ ‫سورة الطارق‪.‬‬ ‫* قد ابتدأت السورة بمخلوقين من مخلوقات الله العظيمة السماء والطارق‪.‬‬ ‫ثم انتقل الحديث عن خلق آخر من خلق الله وهوكيفية خلق الإنسان من [نقطة ماء]‪.‬‬ ‫واللطيف في هذه السورة أن الآيات تعرض أي ًضا خلق الزرع من ماء المطر وتصدع الأرض‬ ‫ويخرج الزرع منها فالمطر ينزل على الأرض فيخرج الزرع المختلف ونقطة ماء الرجل تدخل رحم‬ ‫المرأة فيخرج المولود بإذن الله‪.‬‬ ‫‪65‬‬

‫الآيات من (‪ )1‬إلى (‪)3‬‬ ‫‪‬ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ‪‬‬ ‫أي المضيء الذي يثقب بنوره فيخرق السماوات فينَف َذ حتى يُرى في الأرض‪.‬‬ ‫وهو اسم جنس يشمل سائر النجوم الثواقب‪.‬‬ ‫قال ابن القيم‪ :‬سمي النجم طارقًا لأنه يظهر بالليل ويختفي في النهار بضوء الشمس‪.‬‬ ‫وقال الفراء‪ :‬ما أتاك ليلاً فهو طارق‪.‬‬ ‫وقال قتادة‪ :‬إنما سمي طارقًا لأنه يرى بالليل ويختفي بالنهار‪.‬‬ ‫الآية (‪)4‬‬ ‫‪‬ﭜﭝﭞﭟﭠﭡ‪‬‬ ‫قال ابن القيم‪ :‬المقسم عليه ههنا حال النفس الإنسانية وإنها لا تترك سدى بل قد أرصد‬ ‫عليها من يحفظ عليها أعمالها ويحصيها فأقسم سبحانه وتعالى أنه ما من نفس إلا عليها حافظ‬ ‫من الملائكة يحفظ عملها وقولها ويحصي عليها ما تكسب من خير ومن شر‪.‬‬ ‫الآية من (‪ )5‬إلى (‪)7‬‬ ‫‪‬ﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮﭯﭰﭱ‪‬‬ ‫قال الشيخ الشنقيطي يخرج من بين الصلب والترائب‪ :‬أعلم أنه تعالى يبين ذلك الماء‬ ‫الذي هو النطفة منه ما هو خارج من الصلب أي ماء الرجل ومنه ما هو خارج من الترائب وهو‬ ‫ماء المرأة‪.‬‬ ‫وصلب الرجل هو ظهره وترائب المرأة هو موضع القلادة منها أي صدرها‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫حقيقة علمية‬ ‫تأخر العلم بها وهي بيان أن صلب الإنسان هو عموده الفقري وترائب المرأة هي عظام صدرها‪.‬‬ ‫وإذا رجعنا إلى علم الأجنة وجدنا أنكل من خصية الرجل ومبيض المرأة في بدء تكوينهما‬ ‫يجاور الكلى بهذا يقع بين الصلب والترائب أي منتصف العمود الفقري تقريبًا ومقابل أسفل‬ ‫الضلوع في نشأتهما حتى يتم الإمداد لهما بالدم الشرياني وضبط الأعصاب وبعد هذا حين يكتملوا‬ ‫يأخذوا في الهبوط إلى مكانهما المعروف فتهبط الخصية إلى الصفن ويهبط المبيض بجوار الرحم وفي‬ ‫بعض الأحيان لا تهبط الخصية ولا تنزل إلى الصفن فتحتاج إلى عملية جراحية وهذا الهبوط‬ ‫يكون في أواخر الشهر السابع من الحمل ومع هذا فإن تغذية الخصية والمبيض بالدماء والأعصاب‬ ‫من حيث أصلها من الشريان أورطي البطن‪.‬‬ ‫كما أن الأعصاب المغذية للخصية والمبيض تأتي من المجموعة العصبية الموجودة تحت المعدة‬ ‫أي بين الصلب والترائب ولندقق مًعا في دقة اللفظ القرآني ‪‬ﭯﭰﭱ‪ ‬ولم يقل‬ ‫من الصلب والترائب فكلمة بين ليست بلاغية فحسب وإنما تعطي الدقة العلمية‪.‬‬ ‫(الماء الدافق) أثبت العلم الحديث أن الماء الذي لا يندفع وإنما يسيلإنما هو إفرازات المهبل‬ ‫وأن هذه الإفرازات ليس لها دخل في تكوين الجنين وإنما وظيفتها ترطيب المهبل وتأتي الأبحاث‬ ‫العلمية بشيئًا مذهل ألا وهو أن الحيوانات المنوية يحملها ماء دافق هو ماء المني كذلك البويضة‬ ‫في المبيض تكون حويصلة جراف محاطة بالماء فإذا انفجرت الحويصلة تدفق الماء وتلقفت أهداب‬ ‫فالوب البويضة لتدخلها في قناة الرحم حيث تلتقي بالحيوان المنوي لتكون نطفة‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )11‬إلى (‪)12‬‬ ‫‪‬ﮃﮄﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊ‪‬‬ ‫أي أقسم الله تعالى بالسماء ذات السحب والغيوم والأمطار‪.‬‬ ‫وبالأرض ذات التشقق عن النباتات والزروع المختلفة على أن القرآن الكريم قول فصل أي‬ ‫يفصل بين الحق والباطل‪.‬‬ ‫‪67‬‬

‫الآيات من (‪ )15‬إلى (‪)17‬‬ ‫‪‬ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‪‬‬ ‫أي كفار قريش يمكرون بالنبي ^ وبدعوته ويكيدون لهما كي ًدا‪.‬‬ ‫والله عز وجل يكيد للكافرين ويمكر بهم والله غالب على أمره وقد أنجز الله تعالى وعده لرسوله‬ ‫والمؤمنين فلم يمضي إلا سنوات قلائل ولم يبق في مكة من سلطان إلا الله ولا معبود يُعبد إلا الله عز وجل‪.‬‬ ‫أهداف وفوائد السورة‬ ‫[‪ ]1‬الإعجاز العلمي الذي يحاول العلماء الوصول إليه فقد أخبر به من لم ينطق عن الهوى من‬ ‫آلاف السنين‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬الآية ‪‬ﭭﭮﭯﭰﭱ‪ ‬في الآية بشرى لكل مبتلى فالله الذي أخرجك من مضائق‬ ‫الأصلاب والترائب قادر على إخراجك من كل ضيق فلا تيأس أب ًدا‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬الآية ‪‬ﭸﭹﭺ‪ ‬أحسن سريرتك (نيتك) يعلو شأنك‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬مكر الله عز وجل بالماكر صفة كمال لله عز وجل وأنه لا راد لقضائه حيث كتب سبحانه‬ ‫‪‬ﰕﰖﰗﰘﰙﰚﰛﰜ‪. ‬‬ ‫[‪ ]5‬إثبات أن القرآن قول فصل ليس فيه باطل وقد تأكد هذا بمرور الزمان فقد صدقت أنباؤه‪.‬‬ ‫آية العمل‬ ‫الآيات المحورية‬ ‫في سورة الطارق‬ ‫لسورة الطارق‬ ‫‪‬ﭣﭤﭥﭦ‪‬‬ ‫عمل خبيئة بيني وبين الله‬ ‫‪‬ﭸﭹﭺ‪‬‬ ‫ليوم تبلى فيه السرائر‬ ‫‪68‬‬

‫أسئلة حول سورة الطارق‬ ‫س‪ 1‬ماذا يعني قول الله عز وجل ‪‬ﭜﭝﭞﭟﭠﭡ‪‬؟‬ ‫س‪ 2‬ما معنى ماء دافق؟‬ ‫س‪ 3‬ما الدليل من الآيات على أن القرآن يفصل بين الحق والباطل ليس فيه‬ ‫عبث؟‬ ‫س‪ 4‬ماذا يعني قوله تعالى ‪‬ﮔﮕ ﮗﮘ‪‬؟‬ ‫‪69‬‬

‫مكية‬ ‫محاور السورة‬ ‫تدور السورة حول المواضيع الآتية‬ ‫[‪ ]1‬الذات العليا وبعض صفات الله عز وجل‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬الدلائل على القدرة والوحدانية‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬الوحي والقرآن المنزل على خاتم الرسل وتيسر حفظه‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬الموعظة الحسنة التي ينتفع بها أهل القلوب الحية‪.‬‬ ‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﮟﮠﮡﮢ‪‬‬ ‫عن عقبة بن عامر أن رسول الله ^ قال‪« :‬لما نزلت (فسبح باسم ربك العظيم) قال‬ ‫رسول الله ^ اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت (سبح اسم ربك الأعلى) قال اجعلوها في‬ ‫سجودكم» أخرجه أبو داود وابن ماجة أحمد فكانوا يقولون في سجودهم سبحان ربي‬ ‫الأعلى ثلاثًا فأكثر وهو أمر من الله تعالى لنبيه ^ وأمته تابعة له بأن ينزه اسم الرب تبارك‬ ‫وتعالى‪.‬‬ ‫ويكون التنزيه في‪ :‬عدم تسمية غيره باسمه وأن لا يذكر في مكان قذر وأن لا يذكر بعدم‬ ‫إجلال واحترام‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫والأعلى صفة للرب تبارك وتعالى دالة على علوه على خلقه فالخلقكله تحته‪.‬‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﮤﮥﮦ‪‬‬ ‫أي أوجد من العدم المخلوقات وسوى‪ :‬خلقهاكل مخلوق بحسب ذاته فع َّدل أجزائه وسوى‬ ‫بينها فلا تفاوت فيها‪.‬‬ ‫الآية (‪)3‬‬ ‫‪‬ﮨﮩﮪ‪ ‬سبحانه وتعالى هو الذي ق َّدر الأشياء في كتاب المقادير‪.‬‬ ‫لو لاحظنا الآيات من (‪ )2‬إلى (‪ )5‬نرى مظاهر قدرة الله عز وجل‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )4‬إلى (‪)5‬‬ ‫‪‬ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ‪‬‬ ‫النبات الذي ترعى فيه البهائم من الحشيش والعشب وغيره منه الأخضر ومنه غثاءً أحوى‬ ‫أي ياب ًسا هشي ًما‪.‬‬ ‫فهذا المثل المضروب في النبات أنه بعد ازدهار وخضار ونضارة النبات لابد له من‬ ‫[الحصاد والذبول والتيبس]‪.‬‬ ‫وهكذا الإنسان لابد له من نهاية بعد الشباب والنضارة والازدهار ثم يموت فيحصد عمله‬ ‫ثم الجزاء‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )6‬إلى (‪)7‬‬ ‫‪‬ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‪‬‬ ‫‪71‬‬

‫فيهما بشارتان عظيمتان للنبي ^‬ ‫الأولى‪ :‬أنه ييسره لليسرى وهي الطريقة السهلة وهي الشريعة الإسلامية وهي بنيت على‬ ‫أساس ‪‬ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ‪ ‬ومن ثم ما ُخير الرسول ^ بين أمرين إلا اختار‬ ‫أيسرهما‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬أنه حفظه من النسيان بأن جعله لا ينسى لأن النبي ^ إذا جاءه جبريل بالآيات‬ ‫يخاف نسيانها فيستعجل قراءتها قبل فراغ جبريل عليه السلام فيحصل للنبي ^ بذلك شدة‬ ‫فطمأنه الله تبارك وتعالى ولذلك أحب الرسول ^ سورة الأعلى وكان يصلي بها الجَُمع والأعياد‬ ‫والوتر في كل ليلة فصلى الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫الآية (‪)9‬‬ ‫‪‬ﯧﯨﯩﯪ‪ ‬أي عظ قومك يا محمد بالقرآن‪.‬‬ ‫وكان ابن عباس يقول تنفع أوليائي ولا تنفع أعدائي وقيل [إن] بمعنى [ما] أي فذكر ما‬ ‫نفعت الذكرى لا بمعنى الشرط لأن الذكرى نافعة فيكل حال [ويؤخذ منها التذكر سواء انتفع بها‬ ‫من يوعظ بها أو لا]‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )10‬إلى (‪)11‬‬ ‫‪‬ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ‪‬‬ ‫[سينتفع] بهذه التذكرة من يخشى عقاب الله ولإيمانه به ومعرفته له‪.‬‬ ‫[ويتجنب] هذه التذكرة الأشقى الذيكتبت شقاوته أزلاً وهذا حال أهل النار [نعوذ بالله‬ ‫منها]‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )14‬إلى (‪)15‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪‬ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇ‪‬‬ ‫قد فاز وأفلح في الدنيا والآخرة من أكثر ذكر الله عز وجل وصلى الفرائض والنوافل‪.‬‬ ‫ومعنى الفلاح‪ :‬هو الظفر بالمرغوب وهي الجنة‪.‬‬ ‫الآية (‪)16‬‬ ‫‪‬ﭑﭒﭓﭔ‪‬‬ ‫قال مالك بن دينار لوكانت الدنيا من ذهب فاني والآخرة من خزف باقي لكان الواجب‬ ‫أن يؤثر الخزف الباقي على الذهب الفاني وقالكيف والآخرة من ذهب باقي والدنيا من خزف‬ ‫فان؟ لعلنا نتدبر القول!!‬ ‫الآيات (‪ )18‬إلى (‪)19‬‬ ‫‪‬ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ‪‬‬ ‫قال ابن جرير المراد بقوله تعالى ‪‬إن هذا‪ ‬إلى قوله ‪‬ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆ‬ ‫ﰇﰈﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ‪‬‬ ‫أي مضمون هذا الكلام في صحف إبراهيم وموسى‪.‬‬ ‫ويؤخذ منه توافق الكتب السماوية دليل أنها وحي الله وكتبه أنزلها على رسله عليهم السلام‪.‬‬ ‫‪73‬‬

‫أهداف وفوائد حول السورة‬ ‫[‪ ]1‬لا ينبغي للعبد أن يغتر بعمله ويُعجب بنفسه لأن الله تعالى هو الذي يسر له هذا العمل‬ ‫بفضله ورحمته‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬على الإنسان أن ينتبه إلى أعمال قلبه وأعمال الخلوة فالله تعالى يعلم كل شيء ‪‬ﯞﯟ‬ ‫ﯠﯡﯢ‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬تشير الآيات من (‪ )5 ،4‬إلى قضية البعث والنشور حيث أن المرعى يصبح هشي ًما ياب ًسا ثم‬ ‫يخرجه الله مرة أخرى ويعود مرعى أخضر‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬تشير الآيات (‪ 16‬و‪ )17‬إلى أنه يجب إيثار الآخرة على الدنيا لأن الآخرة هي الباقي والدنيا‬ ‫هي الفاني‪.‬‬ ‫آية العمل لسورة الأعلى‬ ‫الآية المحورية في‬ ‫إذا تعارض ما تحب‬ ‫سورة الأعلى‬ ‫مع ما يحبه الله‬ ‫‪‬ﭑﭒﭓﭔﭕ‬ ‫فأثر ما يحبه الله‬ ‫ﭖﭗﭘ‪‬‬ ‫تصدق بشيء تحبه‬ ‫من زينة الدنيا ولو قليل‬ ‫‪74‬‬

‫أسئلة حول سورة الأعلى‬ ‫س‪ 1‬لماذا ربط في الآية (‪ )9‬التذكرة بالخشية؟‬ ‫س‪ 2‬لماذا قدم التزكية على ذكر الله والصلاة؟ الآية (‪)14‬‬ ‫س‪ 3‬ما المراد بإيثار الحياة الدنيا؟‬ ‫س‪ 4‬دل قوله تعالى ‪‬ﯨﯩﯪ‪ ‬على أدب من آداب طالب العلم فما هو؟‬ ‫‪75‬‬

‫مكية‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫التذكير بجزاء الأبرار وجزاء الكفار‬ ‫مواضيع السورة المباركة‬ ‫بيان جزاء الكافرين (‪)7 :2‬‬ ‫بيان جزاء المؤمنين (‪)16 :8‬‬ ‫لفت النظر للأدلة الكونية (‪)20 :17‬‬ ‫التذكير بيوم الحساب (‪)26 :21‬‬ ‫نبذات هامة‬ ‫لا يوجد أحد لا يعمل ولكن هناك عامل مأجور أو عامل مأزور وليس في الحياة بطالة‬ ‫فانظر في عملك‪.‬‬ ‫أمر الغاشية يذكرك بأمر الطامة ويذكرك بأمر الصاخة وردت صيغة الاستفهام (هل) ‪5‬‬ ‫مرات في القرآنكله‪.‬‬ ‫‪‬ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‪[ ‬الإنسان‪.]1 :‬‬ ‫‪‬ﯙﯚﯛﯜﯝ‪[ ‬الذاريات‪.]24 :‬‬ ‫‪‬ﯛﯜﯝﯞ‪[ ‬البروج‪.]17 :‬‬ ‫‪‬ﯺﯻﯼﯽ‪[ ‬النازعات‪.]15 :‬‬ ‫‪‬ﭤﭥﭦﭧ‪[ ‬الغاشية‪.]1 :‬‬ ‫‪76‬‬

‫الآيات من (‪ )1‬إلى (‪)7‬‬ ‫‪‬ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ‬ ‫ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‪‬‬ ‫الغاشية‪ :‬بمعنى المغطية فمن عباد الله من يغطيهم برحمته ومنهم من يغشاهم بعذابه والمراد‬ ‫بها القيامة لأنها تغطى المخلوقاتكلها بأحداثها وأهوالها يوم أن يبعث الخلق أجمعون من بني آدم‬ ‫ومن الجن ومن الحيوانات حتى يقتص من الشاه القرعاء ومن الشاه القرناء ثم يقول لها كوني ترابًا‬ ‫وحينها يقول الكافر ‪‬يا ليتني كنت ترابًا‪.‬‬ ‫فهؤلاء الآيات السبع تتحدث عن ما يلقاه الكافر يوم القيامة من ذل ونصب وتعب‬ ‫واصلائه في النار‪.‬‬ ‫يسقى من عين آنية‪ :‬أي بلغت غايتها في الحرارة والحميم‪.‬‬ ‫ومطعمهم من الضريع‪ :‬وهو نبات يقال له ال ِشْبَرق لا ترعاه الدواب لخبثه فما أنتنه من‬ ‫مطعم‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )8‬إلى (‪)16‬‬ ‫‪‬ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗ‬ ‫ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ‪‬‬ ‫فهؤلاء الآيات تتحدث عن ما يلقاه المؤمن في جنات النعيم من وجوه ناعمة وهي النضرة‬ ‫راضية لسعيها أي عملها الصالحات في الدنيا وراضية في الآخرة لما رأت من ثوابها‪.‬‬ ‫هؤلاء أدخلوا في جنات عالية لا يسمعون فيها من اللغو ما يقلق راحتهم‪.‬‬ ‫فيها سرر مرفوعة قدًرا وحالاً ومكانًا والأكواب من ذهب وفضة موضوعة لشربهم أما‬ ‫الفرش فهي نمارق مصفوفة أي مساند مصفوفة واحد جنب الآخر للإتكاء عليها‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫وزرابي مبثوثة‪ :‬أي فرش ملونة وغير ملونة تفرش مثل السجاد مبثوثة أي مفروشة على‬ ‫الأرض بكثرة‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )17‬إلى (‪)20‬‬ ‫‪‬ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ‬ ‫ﯘﯙﯚﯛﯜﯝ‪‬‬ ‫هؤلاء الآيات فيها قدرة الله والرد على من ينكر البعث والجزاء ومن مظاهر رحمة الله‬ ‫ولطفه بعباده أن يوجههم إلى سبيل هدايتهم توجيًها خاليًا من العناء والمشقة فالعربي يركب بعيره‬ ‫في طريقه إلى حاجته فينظر إليه وهو راكب وينظر إلى السماء فوقه وينظر على الأرض تحته‬ ‫وينظر إلى الجبال حوله فيتفكر ويسأل نفسه أليس القادر على خلق هذا قادًرا على البعث؟؟‬ ‫فيجيب نفسه بلى قادر‪.‬‬ ‫ولماذا الإبل هي التي وردت برغم أنه يوجد حيوانات أكبر منها؟‬ ‫لا يوجد شيء مماثل للإبل في نفعها وصبرها وقوة تحملها فتصبر على الجوع والعطش حتى‬ ‫ثمانية أيام ويستفاد من وبرها ولبنها ولحمها فليس يوجد حيوان في الدنيا مماثل للإبل‪.‬‬ ‫والسماء بما فيها من الكواكب شمس وقمر ورفعها بلا عمد ولا سند يسندها أليس ذلك‬ ‫دليل قدرة؟ بلى‬ ‫والجبال بارتفاعها وهي تراب وصخور وصلابتها وجعلها أوتاد أليس ذلك دليل قدرة؟‬ ‫بلى‬ ‫والأرض بكل ما فيها وبسطها وتسطيحها للعيش عليها وللسير وللعمران أليس ذلك دليل‬ ‫قدرة؟ بلى‬ ‫‪78‬‬

‫الآيات (‪ )21‬إلى (‪)26‬‬ ‫‪ ‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‪ .‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ‪.‬‬ ‫ففيها تسلية لقلب النبي ^ حيث أنه كانت تتقطع نفسه حسرات على من لا يؤمن‬ ‫فأخبره ربه سبحانه أنه ^ عليه التذكير وليس الهداية التي لا يملكها إلا الله سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫لست عليهم بمسيطر‪ :‬أي بمتسلط تجبرهم على الإيمان‪.‬‬ ‫إلا من تولى‪ :‬عن طاعة الله حيث أقام النبي ^ حدود في حياته‪.‬‬ ‫ومنكفر‪ :‬فيعذبه الله العذاب الأكبر وهو عذاب الآخرة‪.‬‬ ‫وأي ًضا‪ :‬فيهما إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم فلا يضرك يا رسولنا إعراضهم ولا توليهم‬ ‫وحسبك تذكيرهم فمن اهتدى نجا ونجاته لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫أهداف السورة‬ ‫[‪ ]1‬تثبيت عقيدة البعث والجزاء‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬من أسماء القيامة الغاشية لأنها تغشى الناس‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬مظاهر ما يلقاه الكافر وما يلقاه المؤمن‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬مظاهر قدرة الله تعالى في خلقه بالأدلة الواضحة‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬بيان أن الداعي إلى الله مهمته الدعوة دون هداية القلوب فإنها إلى الله وحده‪.‬‬ ‫[‪ ]6‬بيان مصير البشرية إلى الله تعالى وهي حال يقتضي الإيمان بالله تعالى وطاعته طلبًا للنجاة‬ ‫من عذاب النار والفوز بالجنة برحمته وهو مطلب كل عاقل لو أن الناس يتفكرون‪.‬‬ ‫آية العمل لسورة‬ ‫الآيات المحورية‬ ‫في سورة الغاشية‬ ‫الغاشية‬ ‫‪‬ﯲﯳﯴﯵ‬ ‫استحضر قلبك في قول‬ ‫ﯶﯷﯸﯹ‪‬‬ ‫إنا لله وإنا إليه راجعون‬ ‫حتى أحسن الوقوف‬ ‫بين يدي الله جل وعلا‬ ‫‪80‬‬

‫أسئلة حول سورة الغاشية‬ ‫س‪ 1‬اذكري معنى الغاشية مع الشرح؟‬ ‫س‪ 2‬ما هما الموضعين الرئيسين التي تكلمت عنهم السورة؟‬ ‫س‪ 3‬اذكري من الآيات ما يدل على ما يلقاه المؤمنين؟‬ ‫س‪ 4‬اذكري معاني الكلمات الآتية‬ ‫عين ءانية‪:‬‬ ‫ضريع‪:‬‬ ‫عاملة ناصبة‪:‬‬ ‫نمارق مصفوفة‪:‬‬ ‫زرابي مبثوثة‪:‬‬ ‫‪81‬‬

‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫‪‬ﮏﮐﮑ‪‬‬ ‫مواضيع السورة‬ ‫[‪ ]1‬تذكر قصص الأمم السابقة وما ح َّل بهم لما كذبوا ُر ُسلَهم كقوم عاد وقوم ثمود وقوم فرعون‬ ‫[‪.]14 :6‬‬ ‫[‪ ]2‬بيان حال الإنسان عند التوسعة والتضييق عليه في الدنيا [‪.]16 :15‬‬ ‫[‪ ]3‬حب الإنسان الشديد للمال يمنعه من التصدق به [‪.]20 :17‬‬ ‫[‪ ]4‬عرض مشهد مهيب رهيب من مشاهد القيامة وندم العصاة والكفار يومئذ [‪.]24 :21‬‬ ‫[‪ ]5‬وتبين الآيات فضل الليال العشر من أول ذي الحجة إلى العاشر منه‪.‬‬ ‫[‪ ]6‬وجوب إكرام اليتيم والحض على إطعام الجياع من الفقراء‪.‬‬ ‫[‪ ]7‬بشرى النفس المطمئنة بالإيمان وذكر الله ووعده ووعيده عند الموت وعند القيام من القبر‬ ‫وعند التطاير للصحف‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )1‬إلى (‪)4‬‬ ‫‪‬ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ‪.‬‬ ‫أقسم الله تعالى بأربعة أشياء وهي‬ ‫‪82‬‬

‫الفجر‪ :‬جائز أن يكون كل يوم له فجر وجائز أن يكون فجر يوم عرفة وجائز أن يكون‬ ‫فجركل مظلوم والله أعلم‪.‬‬ ‫وليال عشر‪ :‬وهي العشر الأول من شهر ذي الحجة وفيها يوم عرفة والأضحى‪ .‬وقد أشاد‬ ‫بها رسول الله ^ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ^ قال‪« :‬ما من أيام العمل‬ ‫الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر) قالوا‪ :‬يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل‬ ‫الله؟ قال‪( :‬ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك‬ ‫بشيء» أخرجه صحيح ابن حبان‪.‬‬ ‫والشفع والوتر‪ :‬الشفعكل زوج والوتركل مفرد فهو سبحانه أقسم بالخلقكله‪.‬‬ ‫وقال عمران بن حصين أن النبي ^ قال‪« :‬الصلاة منها شفع ومنها وتر» أخرجه الترمذي‬ ‫(‪ ،)3342‬وأحمد (‪ )19973‬واللفظ له‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس ¶ «الشفع صلاة الصبح والوتر صلاة المغرب»‪.‬‬ ‫وأولى ما يقال إن الله أقسم بكافة خلقه‪.‬‬ ‫والليل إذا يسر‪ :‬أي والليل إذا أقبل وأدبر‪.‬‬ ‫الآية (‪ )5‬ﭝﭞﭟﭠﭡﭢ‪.‬‬ ‫لذي حجر‪ :‬أي لذي لب وفهم َعَق َل عن ربه أن هذه الأقسام العظيمة التي أقسم بها الله‬ ‫عز وجل لا ينكرها ذي حجر لأنها دلائل دالة على قدرة الله العظيمة‪.‬‬ ‫كل هذا القسم جوابه في الآية (‪ )14‬ﮏﮐﮑ‪‬‬ ‫الآيات من (‪ )6‬إلى (‪)14‬‬ ‫‪‬ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ‪ .‬ﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬ ‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‪.‬‬ ‫‪83‬‬

‫ألم تر كيف فعل ربك‪ :‬الاستفهام تقريري والمخاطب به النبي ^ وهو متضمن التعريض‬ ‫بالمشركين المعاندين كما هو متضمن الوعد بنصرة النبي ^‪.‬‬ ‫عاد إرم ذات العماد‪ :‬قوم هود الذين قالوا من أشد منا قوة وفعلاًكانوا من أشد الأمم‬ ‫وعاد اسم أبي قبيلة عاد بن عُوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام حيث كان طول الرجل‬ ‫منهم ‪ 12‬ذرا ًعا‪.‬‬ ‫وثمود الذين جابوا الصخر بالواد‪ :‬أي أي ًضا انظر كيف فعل ربك بثمود قوم صالح وكانوا‬ ‫شمال المدينة النبوية وكانوا أي ًضا أقوياء أشداء حتى أنهم قطعوا الصخور نحتًا فجعلوا منها منازلهم‬ ‫والواد هو واد يهم الذين نحتوا فيه الصخر‪.‬‬ ‫ومع هذه القوة والشدة فقد أهلكهم الله الذي هو أشد منهم قوة‪.‬‬ ‫وفرعون ذي الأوتاد‪ :‬وهو فرعون حيثكان له أربعة أوتاد إذا أراد قتل منكفر به أو خرج‬ ‫عن طاعته قيدكل يد بوتد وكل رجل بوتد ويقتله‪.‬‬ ‫فصب عليهم ربك سوط عذاب‪ :‬أيكل هؤلاء بقوتهم وجبروتهم أذاقهم الله سوط عذاب‬ ‫أي أنواع العذابات حيث [إن عاد أهلكوا بريح صرصر عاتية] [وثمود أهلكوا بالصيحة]‬ ‫[وأهلك فرعون بالغرق]‪.‬‬ ‫إن ربك لبالمرصاد‪ :‬أي لكل جبار وطاغية وظالم الله عز وجل يرصد عليهم أعمالهم‬ ‫ليجزيهم بها في الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫وأي ًضا فيها‪ :‬استشعركمال رقابة الله وإحاطته فإذا أغلقت الأبواب وأرخيت الستور فاذكر‬ ‫قوله ‪‬ﮏﮐﮑ‪‬‬ ‫وقال بعض الصالحين‪ :‬لا يكن الله أهون الناظرين إليك‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫الآيات من (‪ )15‬إلى (‪)16‬‬ ‫‪‬ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ‬ ‫ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ‪.‬‬ ‫المقصود بالإنسان هنا هو الإنسان الذي يظن أن في عطاء المالكرامته على الله وفي‬ ‫فقر المال هوانه على الله‪.‬‬ ‫فالكرامة والإهانة لا يدوران مع المال سعة أو قلة فقد أوسع على الكافر لا لكرامته على‬ ‫الله وأضيق على المؤمن لا لهوانه على الله وإنما إكرام المرء بطاعة الله وهوانه بمعصية الله‪.‬‬ ‫والحكمة أنه قد أوسع على المرء بالمال لاختباره أيشكر أم يكفر؟؟ وأضيق عليه ليختبره‬ ‫أيصبر أم يضجر؟؟‬ ‫ومن كان هذه نظرته المادية للعطاء والمنع فهذه أفعاله في الآيات التالية‬ ‫من (‪ )17‬إلى (‪)20‬‬ ‫‪ ‬ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬ ‫ﯘﯙﯚﯛﯜ ﯝﯞﯟﯠ ‪.‬‬ ‫فهؤلاء لا يكرمون اليتيم برغم ما أتاهم الله من مال كثير ولا يحضون بعضهم بع ًضا على‬ ‫طعام الفقراء والمساكين حتى يتم التكافل ويأكلون ميراث الضعفاء فيهم كالمرأة والطفل وذلك‬ ‫لحبهم للمال فيجمعونه ميراثًا كان أو غيره‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )21‬إلى (‪)23‬‬ ‫‪‬ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ‬ ‫ﯱﯲ ﯳﯴﯵﯶﯷﯸ‪.‬‬ ‫‪85‬‬

‫كلا‪ :‬كلمة زجر لهم وإنكار لأقوالهم وأفعالهم لأن أفعالهم وأقوالهم تدل على توهمهم على‬ ‫أنه لا يوجد حساب ولا جزاء ولا يوم يندمون فيه أشد الندم ولكن لا تنفعهم الندامة‪.‬‬ ‫وهذه أوصاف ذلك اليوم‬ ‫إذا دكت الأرض دًكا دًكا‪ :‬أي زلزلت زلزالاً قويًا فلم يبق عليها شخص البتة‪.‬‬ ‫وجاء ربك والملك صًفا صًفا‪ :‬مجيء حقيقي يليق بجلاله وعظمته سبحانه نثبته ولا نعطله‬ ‫ولا نؤوله‪.‬‬ ‫وقال السعدني‪ :‬يجيء الله لفصل القضاء بين عباده في ظلل من الغمام وتجيء الملائكة‬ ‫الكرام أهل السماوات كلهم صًفا صًفا أي صف بعد صف كل سماء يجيء ملائكتها صًفا‪.‬‬ ‫وقال ابنكثير‪ :‬جاء ربك لفصل القضاء بين خلقه وذلك بعد ما يستشفعون إليه سبحانه‬ ‫بسيد ولد آدم محمد ^ فيقول النبي ^ «أنا لها أنا لها» فيذهب فيشفع عند الله في أن يأتي‬ ‫لفصل القضاء فيشفعه الله في ذلك وهي أول الشفاعات وهي المقام المحمود‪.‬‬ ‫وجيء يومئذ بجهنم‪ :‬تُجَر بسبعين ألف زمامكل زمام بأيدي سبعين ألف ملك حتى تنصب‬ ‫على يسار العرش‪.‬‬ ‫يومئذ يتذكر الإنسان‪ :‬أي يتعظ ويتوب‪.‬‬ ‫وأنى له الذكرى‪ :‬يظهر التوبة ومن أين له التوبة حيث أنه لم يتعظ ولم يتوب في الدنيا‪.‬‬ ‫لأنه في ذلك الموقف لا تنفعه الذكرى والتوبة‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )27‬إلى (‪)30‬‬ ‫‪‬ﭡﭢﭣﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‪.‬‬ ‫النفوس ثلاثة أنواع‪:‬‬ ‫نفس مطمئنة‪ :‬وهي التي سكنت على محبة الله موقنة بالله ورجائه والتوكل عليه‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫فالمؤمن مطمئن في اعتقاده راضيًا بالله ربا والإسلام دينًا وبمحمد ^ نبيًا ورسولاً‪.‬‬ ‫ونفس أمارة فهي متمردة على شرع الله لا تتعلق بخالقها وبارئها‪.‬‬ ‫ونفس لوامة وهي نفس بين النفسين السابقين فتلوم صاحبها تارة على عدم الازدياد من‬ ‫فعل الخير وتلومه على فعل الشر‪.‬‬ ‫ارجعي إلى ربك‪ :‬إلى دار كرامته‪.‬‬ ‫فادخلي في عبادي‪ :‬الصالحين‪.‬‬ ‫وادخلي جنتي‪ :‬فيقال لها هذا عندما يرسل الله الأرواح إلى الأجساد يوم الميعاد‪.‬‬ ‫فإذا دخلت تلقاها الملائكة بالسلام وتساق إلى ساحة العرض وتعطىكتابها بيمينها ويقال‬ ‫لها ادخلي في عبادي وادخلي جنتي بعد مرورها على الصراط اللهم اجعلنا منهم‪.‬‬ ‫اللهم إني أسألك نف ًسا بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك‪.‬‬ ‫آية العمل‬ ‫الآيات المحورية في سورة الفجر‬ ‫‪‬ﮏﮐﮑ‪‬‬ ‫لسورة الفجر‬ ‫‪‬ﯳﯴﯵ‬ ‫أن أراعي سمع وبصر الله‬ ‫ﯶﯷﯸﯹ‬ ‫عز وجل يسمع ويرى‬ ‫ﭑﭒﭓﭔ‪‬‬ ‫يعني يرصد خلقه‬ ‫فيما يعملون‬ ‫ويجازي كلا بسعيه‬ ‫‪87‬‬

‫أسئلة حول سورة الفجر‬ ‫س‪ 1‬ﮏﮐﮑ‪ ‬ما الموقف العملي الذي تتخذه من معرفة رصد الله‬ ‫لجميع الأعمال؟‬ ‫س‪ 2‬لماذا ذكر الله عز وجل عاد وثمود وفرعون؟‬ ‫س‪ 3‬هل إعطاء المال للعبد دليل إكرامه له وعدم الإعطاء دليل إهانة للعبد؟‬ ‫س‪ 4‬ما هي النفس المطمئنة وما جزائها؟؟‬ ‫‪88‬‬

‫سورة‬ ‫البلد‬ ‫محور السورة‬ ‫الدنيا دار بلاء ومشقة ‪‬ﮀﮁﮂﮃﮄ‪‬‬ ‫تنويه عن السورة عن كلمة [لا]‬ ‫لم يرد في القرآنكله أقسم ب ولكنكل القسم في القرآن ورد باستخدام [لا]‬ ‫مثل‪ :‬ﯼﯽﯾﯿ ‪ ‬ﮊﮋﮌ‪ ‬وهكذا‬ ‫فاختلف بعض النحويين في معنى [لا]‬ ‫هل هي [لا] زائدة لتوكيد القسم‪.‬‬ ‫أم هي [لا] للنفي والغرض منه أن الأمر لا يحتاج لقسم‬ ‫مثل قول البعض [لا أوصيك على فلان] فعمناه لا تحتاج أن أوصيك على فلانًا هذا‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )1‬إلى (‪)3‬‬ ‫‪‬ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ‪‬‬ ‫البلد‪ :‬المقصود بها مكة البلد الحرام التي لا يسفك فيها الدماء ولا يروع فيها آمن‪.‬‬ ‫وأنت حل‪ :‬بمعنى أن الله أحل لرسوله في يوم الفتح أن يفعل ما يشاء من أسر وقتل في ذلك‬ ‫البلد وذلك اليوم وهو يوم الفتح‪.‬‬ ‫‪89‬‬

‫عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال‪« :‬أن رسول الله ^‪ ،‬قال‪ :‬إن الله حرم‬ ‫مكة‪ ،‬ولم تحل لأحد قبلي ولا لأحد بعدي‪ ،‬وإنما حلت لي ساعة من نهار لا ُخ ْي َت ََل َخلا َها‪،‬‬ ‫ولا خي ْع َض خد َش َج خر َها‪ ،‬ولا خينَ َّف خر َص ْي خد َها‪ ،‬ولا خي ْل َت َق خط خل ْق َط خت َها إلا ِلخم َع ِّر ٍف وقال عباس بن‬ ‫عبد اِلطلب‪ :‬إلا الإ ْذ مخ َر‪ ،‬لم َصا َغتمنَا ولم خس خق مف خب خيوتمنَا‪ ،‬فقال‪ :‬إلا الإ ْذ مخ َر‪ ،‬فقال مع ْك مر َم خة‪:‬‬ ‫هل تدري ما خينَ َّف خر َص ْي خد َها؟ هو أ ْن ختنَ ِّح َي خه مم َن ال ِّظ ِّل و َتنْ مز َل َم َكا َن خه» صحيح البخاري‪.‬‬ ‫ووالد وما ولد‪ :‬فالوالد آدم وما ولد ذريته وجواب القسم أو المقسوم عليه قوله ‪‬ﮀﮁ‬ ‫ﮂﮃﮄ ‪ ‬أي في مشقة وتعب وهذا فيه تسلية للنبي ^ واصحابه وكل مبتلي أن كل‬ ‫إنسان في تعب ومشقة لست وحدك في ذلك التعب إلى أن تقوم الساعة فينتهي ذلك التعب‬ ‫للمؤمن بدخوله الجنة أو يزيد لغير المؤمن بدخوله النار‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )5‬إلى (‪)7‬‬ ‫‪‬ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ‪.‬‬ ‫هذا الرجل يقال له أبو الأشدين الذي أنفق ماله في عداوة النبي ^ والإسلام وكان يتبجح‬ ‫ويقول أهلكت مالاً لب ًدا أي مالاًكثيًرا بعضه فوق بعض والله عز وجل يعلم بما أنفق وسوف‬ ‫يحاسبه عليه ويجزيه به ولن ينجيه معتقده الفاسد أنه لا بعث ولا جزاء‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )8‬إلى (‪)10‬‬ ‫‪‬ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ‪. ‬‬ ‫الله عز وجل يعدد نعمه على الإنسان من عين يبصر بها ولسان ينطق به وزينه بشفتين يستر‬ ‫بهما فمه وأسنانه وهديناه النجدين‪ :‬بين له طريق الخير والشر والسعادة والشقاء‪.‬‬ ‫وإرسال الرسول وإنزال الكتب فنسى ذلككله هذا الإنسان الجاحد وتعامى عنه ثم ينفق‬ ‫ما أعطيناه إياه أنفقه في حرب رسولنا وديننا‪.‬‬ ‫‪90‬‬

‫الآيات (‪ )11‬إلى (‪)16‬‬ ‫‪‬ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ‬ ‫ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ‪. ‬‬ ‫كلمة [فلا]‪ :‬بمعنى فهلا أنفق ما أنفقه في عداوة نبينا في سبيل الله فلو كان أنفق ما أعطاه‬ ‫الله إياه في سبيله لاجتاز العقبة‪.‬‬ ‫وتتجاوز العقبة بأربعة أشياء‬ ‫[‪ ]1‬فك رقبة‪ :‬إعتاقها في سبيل الله‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬إطعام في يوم ذي مسغبة‪ :‬أي يوم ذي مجاعة وقلة مؤونة‪.‬‬ ‫يتي ًما ذا مقربة‪ :‬أي إطعام يتيم من ذوي قرابته‪.‬‬ ‫مسكينًا ذا متربة‪ :‬أي إطعام فقير من شدة فقره لاصًقا بالتراب‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬إيمان صادق بالله ورسوله ولقائه يحيا به قلبه‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬تواصي [بالصبر] مع المؤمنين المستضعفين بالثبات على الحق ولزوم طريقه‪.‬‬ ‫[وبالمرحمة] أي أصحاب المال أن يرحموا الفقراء والمساكين فيسدوا خلتهم ويقضوا حاجتهم‪.‬‬ ‫بهذه الأربعة أشياء تجتاز العقبة وينجو العبد من عذاب الله وفي مثل هذا تنفق الأموال لا‬ ‫أن تنفق في الدسائس والمكر بالصالحين وخداع المؤمنين‪.‬‬ ‫فوائد حول السورة‬ ‫استوفت السورة على جميع عناصر البلاغ‬ ‫[‪ ]2‬الرسول ^ (‪.)2‬‬ ‫[‪ ]1‬موطن الرسالة (‪.)1‬‬ ‫[‪ ]3‬المرسل إليه وهو الإنسان (‪ ]4[ .)3‬الرسالة (الإيمان والعمل الصالح) (‪.)17‬‬ ‫‪91‬‬

‫بعض أهداف السورة‬ ‫[‪ ]1‬سئل الإمام أحمد بن حنبل متى الراحة يا إمام؟ قال عند أول قدم توضع في الجنة فليتذكر‬ ‫أولوا الألباب‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬قليل هم الذين يتواصون بالأرحام وكثير هم الذين يتواصون بالصبر ولذلك قرن الله بينهما‬ ‫لئلا يترك القليل ويضيع‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬ما غاب مشهد المراقبة عن القلب إلا وقع صاحبه في المحرمات فالله الله في المراقبة‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬إذا تأملت هذه السورة وجدت في آياتها مشقة وتعب [كبد – العقبة – مسغبة – نار‬ ‫مؤصدة] فلم يناسب ذكر جزاء المؤمنين‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬بيان مظاهر نعم الله على العبد‪.‬‬ ‫آية العمل‬ ‫الآية المحورية في‬ ‫سورة البلد‬ ‫لسورة البلد‬ ‫‪‬ﮀﮁﮂﮃﮄ‪‬‬ ‫التسليم والرضا بقضاء الله‬ ‫ولا يحزن العبد على ما فاته‬ ‫ولا ما أصابه‬ ‫‪92‬‬

‫أسئلة حول سورة البلد‬ ‫س‪ 1‬لماذا خص الله عز وجل نعمة العين واللسان والشفتان دون غيرهم‬ ‫من سائر نعم الله على العبد؟‬ ‫س‪ 2‬ما الذي يترتب على معرفة العبد أن الله خلق الإنسان في كبد؟‬ ‫س‪ 3‬اذكري مما فهتي بأي شيء تجتاز العقبات؟‬ ‫س‪ 4‬اذكري معاني الكلمات الآتية‬ ‫مسغبة‪:‬‬ ‫هديناه النجدين‪:‬‬ ‫متربة‪:‬‬ ‫مقربة‪:‬‬ ‫مؤصدة‪:‬‬ ‫‪93‬‬

‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫[قد أفلح من زكى نفسه وقد خاب من د َّسى نفسه]‬ ‫لطائف حول السورة‬ ‫[‪ ]1‬أقسم الله عز وجل في هذه السورة ب [‪ ]11‬قسم وهذا أكبر عدد في سورة واحدة وذلك‬ ‫لعظم المقسوم عليه وهو (فلاح من تزكى وخيبة من د َّسى نفسه) فلابد أن يقضي العبد‬ ‫حياته في تزكية نفسه‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬مناسبة ذكر (ثمود) فقط دون غيرهم في هذه السورة أن الله بين لهم الهدى وصاروا يرونه‬ ‫رأي العين ولكنهم مع ذلك تركوا الهدى وضلوا‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬قال تعالى ‪‬فكذبوه فعقروها‪ ‬أضاف الله تعالى [العقر] إلى الكل ولم يُضفه إلى الفاعل فقط‬ ‫لأن الجميع رضوا بفعله تفسير القرطبي‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬هناك علاقة بين [ذكر الشمس] و[تزكية النفس] وهي أن تزكية النفوس تكون بإشراق أنوار‬ ‫الوحي فيها فيتزكىكما أن الشمس تشرق على الدنيا فتضيءكذلك الوحي يشرق بنوره في‬ ‫القلب فيتزكى‪.‬‬ ‫والله أعلى وأعلم والرجوع إليه أسلم‬ ‫‪94‬‬

‫الآيات من (‪ )1‬إلى (‪)10‬‬ ‫‪‬ﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖﭗ ﭘﭙﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟ‬ ‫ﭠﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯ‬ ‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ‪.‬‬ ‫تضمنت هذه الآيات العشر قس ًما إلهيًا من أعظم الأقسام‪.‬‬ ‫ضحاها‪ :‬الضحى هو وقت ارتفاع الشمس بمقدار رمح عن سطح الأرض إلى قبيل الزوال‬ ‫بربع الساعة وفيه تقع صلاة الضحى‪.‬‬ ‫والقمر إذا تلاها‪ :‬أي القمر تلا الشمس بعد غروبها وذلك ليلة النصف من الشهر‪.‬‬ ‫والنهار إذا جلاها‪ :‬أي أضاء فكشف الظلمة عن الدنيا‪.‬‬ ‫والليل إذا يغشاها‪ :‬أي يغشى الشمس حتى تُظلم الآفاق‪.‬‬ ‫‪‬ﭠﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫ ﭬﭭ‬ ‫ﭮ ‪ ‬فذلك هو الله سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫فألهمها فجورها وتقواها‪ :‬بمعنى بَّين لها الخير والشر أي ما تفعله من الصالحات وما تتجنبه‬ ‫من المفسدات‪.‬‬ ‫وجواب القسم هنا هو‪ :‬ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ‪ ‬بمعنى أنه من‬ ‫زكى نفسه بالعمل الصالح وطهرها بالإيمان وأبعدها عن ما يدنسها من الشرك والمعاصي فقد أفلح‬ ‫وفاز يوم القيامة‪.‬‬ ‫وأما من دساها‪ :‬أي نفسه أي أخملها وأخفاها بالذنوب وغطاها بالآثام والخطايا فقد خاب‬ ‫بمعنى خسر في آخرته‪.‬‬ ‫وهذا بعد توفيق الله عز وجل للعبد بالتزكية أو خذلان العبد لنفسه بالمعاصي‪.‬‬ ‫‪95‬‬

‫الآيات من (‪ )11‬إلى (‪)15‬‬ ‫‪‬ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇ‬ ‫ﮈﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‬ ‫ﮓﮔﮕ‪. ‬‬ ‫هذه الآيات سيقت للتدليل على أمور هي‬ ‫[‪ ]1‬أن الذنوب موجبة لعذاب الله في الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬وأن تكذيب الرسول ^ الذي عليه كفار مكة منذر بخطر عظيم إذا استمروا عليه فقد‬ ‫يهلكهم الله بهكما أهلك أصحاب الحجر قوم صالح‪.‬‬ ‫ثمود‪ :‬هي القبيلة المعروفة وهم قوم صالح عليه السلام وهم أصحاب الحجر وهو إحدى‬ ‫المناطق التي تقع بين بلاد الشام والحجاز‪.‬‬ ‫والجملة والمثال المضروب في السورة بيانية لأنه من يستمع أو يقرأ السورة ويعلم‬ ‫التزكية والدس للنفس تتشوق نفسه أن يرى مثال لذلك فكانت ثمود وتكذيبها وهلاكها‪.‬‬ ‫بطغواها‪ :‬أي ذنوبهم التي بلغت حد الطغيان الذي هو مجاوزة الحد‪.‬‬ ‫أشقاها‪ :‬أشقى القبيلة وهو [قُدار بن سالف] فعن جابر ابن سمرة رضي الله عنه‪ :‬قال رسول‬ ‫الله ^ « َعل ِّي‪َ :‬من أ ْشَقى الأَّولي َن؟ قال‪ :‬عاِقُر الَنّاقَِة‪ ،‬قال‪ :‬فَِمن أ ْشَقى الآ ِخري َن؟ قال‪ :‬اللهُ‬ ‫ورسولهُ أعل ُم‪ .‬قال‪ :‬قَاتِلُ َك» أخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (‪.)42/551‬‬ ‫رسول الله في الآية‪ :‬المقصود به صالح عليه السلام حيث قال لهم ناقة الله وهذا تعظيم‬ ‫لشأنها وتشريًفا‪.‬‬ ‫فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها‪ :‬أي أطبق عليهم العذاب وعممهم به فلم ينج منهم‬ ‫أحد وذلك بذنبهم لا بظلم من الله‪.‬‬ ‫‪96‬‬

‫ولا يخاف عقباها‪ :‬أي تبعة تلحقه من هلاكهم إذ هو الرب ومالك الكل وهو القاهر فوق‬ ‫عباده سبحانه ‪‬ﯮﯯﯰﯱﯲﯳ‪. ‬‬ ‫نبذة عن الناقة‬ ‫لما أرسل الله نبيه صالح ودعا قومه للإيمان والتوحيد طلبوا منه ءاية دليل على صدقه‬ ‫وطلبوا أن تكون ناقة تخرج من الصخر فكان ذلك وخرجت الناقة من الصخرة وكان لهم‬ ‫يوم للشراب وللناقة يوم للشراب وأمرهم ألا يمسوها بسوء ويذروها تأكل وتشرب من أرض‬ ‫الله لأن إذا أهلكوها فسوف يهلكوا فجاء أشقاهم وعقر الناقة‪.‬‬ ‫آية العمل لسورة‬ ‫الآيات المحورية في سورة‬ ‫الشمس‬ ‫الشمس‬ ‫‪‬ﭰﭱﭲﭳﭴ‬ ‫قل اللهم آت نفسي تقواها‬ ‫ﭵﭶﭷﭸ‪‬‬ ‫وزكها أنت خير من زكاها‬ ‫أنت وليها ومولاها‬ ‫‪97‬‬

‫أسئلة حول سورة الشمس‬ ‫س‪ 1‬ماذا يعني قوله تعالى ‪‬ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ ‪. ‬‬ ‫س‪ 2‬من هو أشقى الأولين والآخرين؟‬ ‫س‪ 3‬ما علاقة ذكر الشمس وتزكية النفس؟‬ ‫س‪ 4‬لماذا أضاف الله تعالى العقر للكل مع أن الذي قام به شخص واحد؟‬ ‫س‪ 5‬ماذا تفهمين من قوله تعالى ‪‬ﮒﮓﮔ‪ ‬؟‬ ‫‪98‬‬

‫سورة‬ ‫الليل‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫[البذل والبخل]‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة‬ ‫[‪ ]1‬بدأ الله تعالى بالقسم بالليل قبل النهار لأنه أسبق وهكذا الذكر قبل الأنثى فجاء ترتيب‬ ‫الآيات بنفس ترتيب الخَلق‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬من أراد شيئًا فعليه ببذل أسبابه [‪ ]7 ،5‬ومن خاف شيئًا فعليه باجتناب أسبابه [‪.]10 ،8‬‬ ‫[‪ ]3‬الذي يظنه العبد أنفع له ومصدر قوته وهو [المال] هو أسرع ما يتركه عند موته فلا ينفعه‬ ‫ولا يشفع له [‪.]11‬‬ ‫[‪ ]4‬هذه الآيات جمعت أسباب السعادة‬ ‫‪‬أعطى‪ ‬فعل المأمور‪.‬‬ ‫‪‬واتقى‪ ‬ترك المحظور‪.‬‬ ‫‪‬وصدق بالحسنى‪ ‬تصديق الوحي‬ ‫الآيات من (‪ )1‬إلى (‪)7‬‬ ‫‪‬ﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛﮜﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨ‬ ‫ﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰﮱ‪‬‬ ‫‪99‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook