خواطر تدبرية لجزء عم

‫وقفات بيانية‬ ‫ومن معاني أنها تعدل ثلث القرآن‬ ‫قال العلماء‪ :‬لما تضمنته من المعاني والعلوم‪.‬‬ ‫[قصص]‬ ‫[أحكام]‬ ‫فعلوم القرآن ثلاث‪[ :‬توحيد]‬ ‫وقد اشتملت هذه السورة على التوحيد فهي ثلث القرآن لأنها أساس وحدانية الله تعالى في‬ ‫إفراده بالعبادة دون شريك ولا ولد سبحانه وتعالى عما يقولون‪.‬‬ ‫لماذا التوجيه باسم الله الأحد دون الواحد؟؟‬ ‫لا يوصف شيء بالأحدية غير الله تعالى بل هي صفة من صفات الله عز وجل استأثر بها‬ ‫فلا يشركه فيها شيء ولأن الواحد يدخل في الأحد والأحد لا يدخل في الواحد والأحد تدل على‬ ‫الحياة والعلم بمعنى‪ :‬لو قلت فلان لا يقاومه واحد جاز أن قاومه اثنان أو ثلاث ولكن لو قلت‬ ‫فلان لا يقاومه أحد معنى ذلك نفيت أنه يُقاوم يبقى واحد تفيد الإثبات وأحد تفيد النفي وأحد‬ ‫تضيف إلى واحد لأنه لا شيء غيره معه وأنه ليسكمثله شيء‪.‬‬ ‫لما نُ ِّكر [أحد] وعُِّرف [الصمد]؟‬ ‫[الله أحد] هذا إخبار للمخاطبين كانوا يجهلونه وينكرونه بالنسبة لقريش لا يعتقدون‬ ‫بالتوحيد لأنهم مشركون فهذا إخبار لهم‪.‬‬ ‫[أما الله الصمد]‪ :‬فكلهم يعلمون هذا الشيء والصمد بمعنى الكافي الذي يرجعون إليه إذا‬ ‫احتاجوه وهو الذي يكفيهم ويَ ُسد حاجاتهم‪.‬‬ ‫ومعنى الصمد أو صمد إليه‬ ‫أي توجه إليه وطلب منه الحاجات وهو الباقي الذي لا يفنى وهو غنى الله عما يحتاجه‬ ‫خلقه لكمال سؤدده جل جلال ربنا‪.‬‬ ‫‪200‬‬

‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﭑﭒﭓﭔﭕ‪‬‬ ‫أخبر الناس يا محمد ^ أن الله أحد في ذاته ولا مشابه له في أسمائه ولا مشابه له في أفعاله‬ ‫ولا مشابه له في علمه‪.‬‬ ‫معنى الله‪ :‬مألوه أي معبود وقيل إنه الاسم الأعظم وقال بعض العلماء أن اسم الله الأعظم‬ ‫يا حي يا قيوم‪.‬‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﭖﭗﭘ‪‬‬ ‫من الآثار الإيمانية والعملية لهذا الاسم محبة الله عز وجل ولازم هذه المحبة عبادته وحده‬ ‫والبراءة من الشرك وإفراده سبحانه بالتوكل والتعلق والثقة في كفايته وقدرته دعاؤه سبحانه بهذا‬ ‫الاسم العظيم والتوسل إليه به‪.‬‬ ‫[ومن هذه الأدعية]‬ ‫اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد‬ ‫ولم يولد ولم يكن له كفًوا أحد أن تغفر ذنوبنا وتكفر عنا سيئاتنا إنك أنت الغفور الرحيم‪.‬‬ ‫وقيل في هذا الحديث والأسماء التي فيه اسم الله الأعظم‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )3‬إلى (‪)4‬‬ ‫‪‬ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ ‪‬‬ ‫الذي لم يلد أحد ولم يلده أحد فلا ولد له سبحانه ولا والد له سبحانه ولم يكن له مماثل‬ ‫في خلقه‪.‬‬ ‫لماذا قدم سبحانه وتعالى نفي الولد على نفي الوالد؟؟‬ ‫‪201‬‬

‫قدم سبحانه نفي الولد لأنه أهم إذ قد نسب أهل الضلالة الولد إلى الله تعالى ولم ينسبوا‬ ‫إلى الله الوالد‪.‬‬ ‫ومعناه‪ :‬أنه سبحانه لم يلد ولم يلده غيره‪.‬‬ ‫وفي هذا رد على المشركين الذين زعموا أن الملائكة بنات الله واليهود الذين قالوا عزيًرا ابن‬ ‫الله والنصارى الذين قالوا المسيح ابن الله‪.‬‬ ‫تعالى الله عن ذلك علًوا كبيًرا‪.‬‬ ‫وفي صحيح البخاري‬ ‫«لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله أنهم يجعلون له ول ًدا وهو يرزقهم ويعافيهم»‬ ‫وفي الحديث القدسي‬ ‫«كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله‬ ‫لن يُعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون عل َّي من إعادته وأما شتمه إياي فقوله اتخذ‬ ‫الله ول ًدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفًوا أحد» البخاري‪.‬‬ ‫سورة الإخلاص‬ ‫سورة شاملة جامعة لإثبات صفات الجلال والكمال والتنزيه للرب جل جلاله‪.‬‬ ‫أثبتت الآية الأولى‪ :‬الوحدانية ونفت التعدد قل هو الله أحد‪.‬‬ ‫وأثبتت الآية الثانية‪ :‬كماله تعالى ونفت النقص والعجز الله الصمد‪.‬‬ ‫وأثبتت الآية الثالثة‪ :‬أزليته وبقاءه ونفت الذرية والتناسل لم يلد ولم يولد‪.‬‬ ‫وأثبتت الآية الرابعة‪ :‬عظمته وجلاله ونفت الأنداد ولم يكن لهكفًوا أحد‪.‬‬ ‫ولم يكن له كفًوا أحد‪ :‬أي ليس له شبيه في صفاته ولا في ذاته‪.‬‬ ‫مثل علم الله تعالى لا أحد يعلم مثل علم الله‪.‬‬ ‫‪202‬‬

‫قدرة الله تعالى لا أحد يقدر كقدرة الله‪.‬‬ ‫شفاء الله تعالى لا أحد يشفي شفاء الله‪.‬‬ ‫قوة الله تعالى لا أحد يستطيع مثل هذه القوة‪.‬‬ ‫هل عبادة المشركون كانوا يُسوون بين الله وبين اللات أو العزى؟! [لا]‬ ‫إنما إذا سألتهم لماذا عبدتم يقولون ‪‬ﮓﮔﮕﮖ‪ ‬فليتذكر أولوا الألباب‪.‬‬ ‫[لا وسيط بينك وبين الله]‬ ‫الله عز وجل لا يختلط عليهكثرة المسائل من عباده ولا يختلط عليه سمع عن سمع ولا لغة ولا‬ ‫لهجة [فليس له كفًوا أحد]‪.‬‬ ‫‪203‬‬

‫ماذا تعلمنا من سورة الإخلاص‬ ‫[‪ ]1‬دوام اللجوء لله عز وجل وتعلق القلب به وحده فهو القادر على إجابات الدعوات وتفريج‬ ‫الكروبات‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬تعلمنا الإخلاص لله وحده في كل شيء فمن عرف حق الله لم يتوجه لغيره‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬تعلمنا تعظيم الله وتوقيره واستشعاركماله ونفي الشبيه والنظير والمثيل عنه سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫هام ج ًدا‪:‬‬ ‫الإخلاص سر بين العبد وربه فكيف نربي أنفسنا عليه؟؟‬ ‫[‪ ]1‬الحياء من الله وتعظيم نظره إلينا‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬تذكر الموت والخوف يوم العرض على الله يوم تبلى السرائر‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬دعاء الله أن يرزقنا الإخلاص ويعافينا من الرياء‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬الحذر من معوقات الإخلاص مثل العجب وحب المدح‪.‬‬ ‫الآيات المحورية لسورة الإخلاص‬ ‫‪‬ﭑﭒﭓﭔﭕ ﭖﭗﭘ ﭙﭚ‬ ‫ﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡﭢ‪‬‬ ‫‪204‬‬

‫السورتان الأرجح أنهما‬ ‫المعوذات‬ ‫مدنيتان‬ ‫سورة الفلق‬ ‫سورتي الفلق‬ ‫والناس‬ ‫المعوذات‪ :‬سورتي الفلق والناس‬ ‫هي السور الثلاث التي اختتم الحق سبحانهكتابه بهم‬ ‫وهي أفضل ثلاث سور أنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان‪.‬‬ ‫فضلها‪:‬‬ ‫عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله ^‪« :‬ألم تر آيات أنزلت الليلة لم يُر مثلهن قط‬ ‫‪‬قل أعوذ برب الفلق‪ ‬قل أعوذ برب الناس‪ »‬صحيح مسلم‪.‬‬ ‫مناسبة السور لما قبلها‪:‬‬ ‫لما بين سبحانه وتعالى أمر الألوهية في سورة الإخلاص جاء بالمعوذتين بعدها بيانًا لما يستعاذ‬ ‫منه من أنواع الشرور‪.‬‬ ‫بيان عظيم منفعتهما‪:‬‬ ‫بيان شدة الحاجة إليهما بل إنه لا يستغنى عنهما أحد قط وإن لهما تأثيًرا خا ًصا في دفع‬ ‫السحر والعين وسائر الشرور وأن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهما أعظم من حاجته إلى الطعام‬ ‫والشراب واللباس‪.‬‬ ‫‪205‬‬

‫اشتملت سورتا الفلق والناس على ثلاث أصول‬ ‫ب) المستعاذ به ج) المستعاذ منه‬ ‫أ) فعل‬ ‫الاستعاذة‬ ‫الشرور‬ ‫[رب الفلق] [رب‬ ‫أ – عام [من شر ما خلق]‬ ‫الناس]‬ ‫[قل أعوذ]‬ ‫ب‪ -‬خاص‬ ‫[ومن شر غاسق إذا وقب]‬ ‫[والنفاثات في العقد]‬ ‫[وحاسد إذا حسد]‬ ‫[والوسواس الخناس]‬ ‫سبب نزول السورتان‪:‬‬ ‫أنه شخص يدعي لبيد بن الأعصم اليهودي تعرض للنبي ^ بسحر فأخذ جزء من شعره‬ ‫^ وصنع له سحًرا فكان يخيل للنبي ^ أنه يأتي نسائه وهو لا يأتيهم‪.‬‬ ‫فأرسل الله له جبريل وميكائيل‬ ‫فأخبراه بما وقع من لبيد بن الأعصم وأخبراه لمكان السحر وكان في بئر وأنزل عليه المعوذات‬ ‫فقراءها وزال عنه كل بلاء فكانكلما قرأ آية فكت عقدة من السحر‪.‬‬ ‫والسورتان عدد آياتهما [‪ ]11‬آية وهم عدد العقد التيكانت في سحر بن الأعصم‪.‬‬ ‫ورقاه جبريل وقال بسم الله أرقيك منكل شيء يؤذيك من شر حاسد وعين الله يشفيك‪.‬‬ ‫‪206‬‬

‫وفي هذه الحادثة دليل على بشرية النبي ^ وأنه يصيبه ما يصيب البشر فقدكسرت رباعيته‬ ‫^ وأوذي وتعرض لأنواع الابتلاء وش َّج رأسه ^ وضيقوا عليه في مكة تضييًقا شدي ًدا‪.‬‬ ‫أما عصمته ^ فالله عز وجل عصم نبيه فلم يستطيعوا قتله ولا منعه من تبليغ رسالته‬ ‫ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ فقد بلغ ^ الرسالة وأدى الأمانة‪.‬‬ ‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﭤﭥﭦﭧﭨ‪‬‬ ‫[قل] فعل أمر [أعوذ] ألجأ وألوذ وأعتصم‪[ .‬ورب الفلق] فالق الحب والنوى وفالق الإصباح‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﭩﭪﭫﭬﭭ‪‬‬ ‫وهذا يشمل جميع ما خلق الله من إنس وجن وحيوان وأمراض وما غير ذلك فيستعاذ بخالقها‬ ‫من الشر الذي فيها‪.‬‬ ‫الآية (‪)3‬‬ ‫‪‬ﭮﭯﭰﭱﭲﭳ‪‬‬ ‫ومن شر غاسق إذا وقب‪ :‬أي الليل إذا أقبل بظلمته ودخل في كل شيء وأظلم فاستعيذ‬ ‫من شر ما يكون في الليل حين يغشى الناس وتنتشر فيه الحيوانات المؤذية والأرواح الشريرة والمجرمون‪.‬‬ ‫الآية (‪)4‬‬ ‫‪‬ﭴﭵﭶﭷﭸﭹ‪‬‬ ‫ومن شر النفاثات في العقد‪ :‬أي من شر السواحر اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في‬ ‫العقد التي يعقدنها على السحر‪.‬‬ ‫‪207‬‬

‫الآية (‪)5‬‬ ‫‪‬ﭺﭻﭼﭽﭾﭿ‪‬‬ ‫الحاسد‪ :‬هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود‪.‬‬ ‫وقال ابن المعتز‬ ‫اصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله‬ ‫فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله‬ ‫والحسد نوعان‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬نوع يحسد ويكره في قلبه نعمة الله على غيره ويتمنى زوال النعمة من الغير وإن لم تؤتى الحاسد‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬ونوع يتمنى أن يكون عنده مثل هذه النعمة وهي الغبطة‪.‬‬ ‫والعين‪ :‬قال ^ «العين حق ولوكان شيء سابق القدر سبقته العين» أخرجه الترمذي‬ ‫وابن حبان والبيهقي‪.‬‬ ‫وقال أي ًضا‪« :‬إن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر» إسناده ضعيف‪.‬‬ ‫ما الفرق بين الحاسد والعائن؟؟‬ ‫فقد فرق بعض أهل العلم بين الحسد والعين فذكروا أن الحسد قد يحصل عن بعد‬ ‫وأما العين فلا تحصل إلا عند رؤية العائن لما يصيبه بالعين‪.‬‬ ‫وذكر الله عز وجل‬ ‫[الغاسق إذا وقب والنفاثات في العقد والحاسد إذا حسد]‬ ‫لأن البلاء كله في هذه الأحوال الثلاثة يكون خفيًا وعلى المؤمن أن يعلق قلبه بربه ويفوض‬ ‫أمره إليه ويحقق التوكل عليه ويستعمل الأوراد الشرعية التي بها يحصن نفسه ويحفظها من شر هؤلاء‪.‬‬ ‫فالحسد الذنب الذي ُع ِص َي الله به في السماء وفي الأرض‬ ‫‪208‬‬

‫ففي السماء قال إبليس أنا خير منه‬ ‫وفي الأرض قابيل وهابيل قتل الأخ أخاه‬ ‫وحمل الحسد أخوة يوسف على الكيد له‬ ‫ما الفرق بين المعوذتين [الفلق والناس] في المعنى؟؟‬ ‫سورة [الفلق] استعاذة من الشرور [الخارجية]‪.‬‬ ‫[الليل إذا أظلم] [القمر إذا غاب]‬ ‫وهذان الوقتان مظنةكثرة الشرور والساحرات اللاتي ينفخن في عقد السحر والحسد‪.‬‬ ‫سورة [الناس‪ ،‬استعاذة من الشرور [الداخلية] [من الوسواس] [والنفس الأمارة بالسوء إذا‬ ‫غفل المسلم]‬ ‫فالشرور الداخلية أشد من الخارجية‪.‬‬ ‫لأن الداخلية متعلقة بالقلوب والعقائد‪.‬‬ ‫أما الخارجية متعلقة بالأبدان‪.‬‬ ‫ولذلك يُستعاذ في سورة الفلق مرة واحدة ويُستعاذ في سورة الناس ثلاث مرات‬ ‫فلنستشعر أهمية الاستعاذة فهي بقدر الله تقيك الشرور الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫‪209‬‬

‫مدنية‬ ‫سورة‬ ‫الناس‬ ‫علينا أن نربي أنفسنا على أن الله عز وجل هو مربي الناس بنعمه مالك كل شيء فتجب‬ ‫طاعته تعلًقا وتعظي ًما‪.‬‬ ‫وهنا تبرز العلاقة بين ختم المصحف بسورة الناس وافتتاحه بسورة الحمد‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )1‬إلى (‪)3‬‬ ‫‪‬ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ‪‬‬ ‫قدم الربوبية لعمومها وشمولها لكل مربوب وأ َّخر الألوهية لخصوصها‪.‬‬ ‫لأنه سبحانه هو إله من عبده ووحده‪........... .‬تفكر!!!‬ ‫وتأتي صفة الملك بين الربوبية والألوهية لأن الملك هو المتصرف بقوله وأمره فهو مطاع‪.‬‬ ‫وفيها أي ًضا ارتقاء إلى الأعلى الرب يطلق على كثير رب البيت مثلاً أما الملك فلا يوصف‬ ‫به إلا أ َحد الناس وهم الملوك وأما الإله فهو أعلى من الملك لا ي َّدعي أن الملوك آلهة فإنما هو الإله‬ ‫واحد لا شريك له ولا نظير له فلذلك ختم بها‪.‬‬ ‫الآيات من (‪ )4‬إلى (‪)6‬‬ ‫‪‬ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ‬ ‫ﮗﮘﮙ ‪‬‬ ‫من شر الشيطان الذي يلقي وسوسته إلى الإنسان إذا غفل عن ذكر الله وهذه الوسوسة‬ ‫تكون من الإنس كما تكون من الجن‪.‬‬ ‫‪210‬‬

‫ما هي حقيقة الوسوسة من الشيطان؟؟‬ ‫وسوسة الشيطان تكون في صدر الإنسان وتكون بأنواعكثيرة منها‬ ‫إفساد الإيمان والتشكيك في العقائد‬ ‫فإن لم يقدر على ذلك أمره بالمعاصي فإن لم يقدر على ذلك ثبطه عن الطاعات فإن‬ ‫لم يقدر على ذلك أدخل عليه الرياء في الطاعات ليحبطها وإن سلم من ذلككله أدخل عليه‬ ‫العُجب بنفسه واستكثار العمل‪.‬‬ ‫والوسوسة هي‪ :‬إلقاء معاني خبيثة في الصدر فإن غفل العبد تسللت إلى القلب وتكون عن‬ ‫طريق صوت خفي كحديث النفس‪.‬‬ ‫ما دلالة وصف الشيطان بالخناس؟؟‬ ‫لأنهكثير الاختفاء وقيل لأنه يخنس أي يتأخر إذا ذكر العبد ربه سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫الصدر هو‪ :‬ساحة القلب وبيته فمنه تدخل الواردات والوساوس ثم تلج في القلب بحسب‬ ‫ضعفه وغفلته‪.‬‬ ‫من الجنة والناس‪ :‬أخبر تعالى أنه قد يكون الموسوس من الناس‪.‬‬ ‫قال الحسن‪ :‬هما شيطانان [أََّما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس] [وأما شيطان‬ ‫الإنس فيأتي علانية]‪.‬‬ ‫وقال قتادة‪ :‬إن من الجن شياطين ومن الإنس شياطين فتعوذ بالله منهما الإنس والجن‪.‬‬ ‫‪211‬‬

‫س كيف يتمكن الشيطان من ابن آدم؟؟‬ ‫[شدة الحزن]‬ ‫[شدة الخوف]‬ ‫[قلة الذكر]‬ ‫س كيف نعرف أن الراقي على منهج شرعي ؟؟‬ ‫[‪ ]1‬لا يطلب اسم الأم‬ ‫[‪ ]2‬لا يتمتم‬ ‫[‪ ]3‬لا يأخذ أثرًا‬ ‫[‪ ]4‬لا يقول للمسحور الذي سحرك فلان‬ ‫[‪ ]5‬لا يخلوا بالمرأة خلوة محرمة‬ ‫س هل في السورتين ثناء على الله عز وجل؟؟‬ ‫نعم فيهما ثناء على الله بربوبيته وألوهيته‬ ‫وهذا من أدب الدعاء أن يقدم العبد بين دعائه ثناء على الله عز وجل‬ ‫ثم يرفع طلبه ودعاه‪.‬‬ ‫ومن كان ثناؤه على ربه أكثر كان نصيبه من العطاء والإجابة أعظم‪.‬‬ ‫والثناء هو المدح ‪ ....‬امدحي الملك العظيم وسترين من كرمه ما به‬ ‫تنعمين‪.‬‬ ‫‪212‬‬

‫كيف نطبق هاتان السورتان في حياتنا؟؟‬ ‫[‪ ]1‬المحافظة على قراءتهما في أذكار الصباح والمساء وقبل النوم‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬صدق التوكل على الله وتفويض الأمر له ومن توكل عليهكفاه‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬اليقين بضعف الشيطان وزوال وسوسته بالذكر‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬رحمة الله بنا بأن علمناكيفية الاستعاذة‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬الانشغال بالعلم الشرعي لأنه سبب لزيادة الإيمان ودحر الشيطان‪.‬‬ ‫[‪ ]6‬أن شيطان الإنس أخطر من شياطين الجن فاحذري منهم لأن شيطان الجن يسهل دفعه‬ ‫بخلاف رفيق السوء‪.‬‬ ‫[‪ ]7‬اشتملت سورة الفلق على أربع خصال يستعاذ منها‬ ‫واشتملت سورة الناس على شر واحد يستعاذ منه إلا أنه أخطر من تلك الأربع وذلك لتعلقه‬ ‫بالقلب‪.‬‬ ‫‪213‬‬

‫لطيفة في سورة الناس‬ ‫لم تأتي الآيات في السورة بواو العطف [ولا يجوز أصلاً] وهذا حتى لا يظن أنهم ذوات‬ ‫مختلفة لأنها ذات واحدة فهو سبحانه المربي وهو الملك وهو الإله الواحد‪.‬‬ ‫أو يظن أنه سبحانه أكثر من واحد بل هو الإله الواحد سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫جاءت الآية (‪ )4‬بتحديد الاستعاذة من شر الوسواس الخناس وليس من جنس الجن ولا‬ ‫الناس وذلك لأن الشيطانكله شر ولذا جاءت الآية للاستعاذة منه‬ ‫أما البشر فلا فلم تأتي الاستعاذة من شر الناس‪.‬‬ ‫لأن الناس فيهم ما هو شر وما هو خير‪.‬‬ ‫فنحن نستعيذ بالله من الظالمين من الناس والأشرار من الناس وليس من الناس كلهم جميًعا‪.‬‬ ‫وأي ًضا حق الجن فمنهم مؤمن ومنهم غير ذلك‪.‬‬ ‫الآيات المحورية‬ ‫الآيات المحورية‬ ‫لسورة الناس‬ ‫لسورة الفلق‬ ‫‪‬ﮋﮌﮍ‬ ‫‪‬ﭤﭥﭦﭧﭨ‬ ‫ﮎﮏ‬ ‫ﭩﭪﭫﭬﭭ ‪‬‬ ‫ﮐﮑﮒ‬ ‫ﮓﮔﮕ‪‬‬ ‫‪214‬‬

‫أسئلة حول تدبر جزء عم‬ ‫السؤال الأول‬ ‫أ) اذكري بعض من ثمرات التدبر؟‬ ‫ب) ما الذي تفهميه من قول النبي ^ «القرآن حجة لك أو عليك»؟‬ ‫ج) اذكري موقف عملي تغير فيه سلوكك بعد معرفتك لتدبر جزء ع َّم؟‬ ‫د) ادعوا صديقتك لحضور حلقات للتدبر فماذا أنت قائله لها؟‬ ‫ه) صفي تدبر جزء ع َّم في كلمة أو كلمتين؟‬ ‫السؤال الثاني‬ ‫[اذكري الآيات المحورية للسور الآتية مع ذكركيفية الانتفاع بها]‬ ‫النازعات‪ ،‬الانفطار‪ ،‬الطارق‪ ،‬الأعلى‪ ،‬الفجر‪ ،‬الضحى‪ ،‬الزلزلة‬ ‫السؤال الثالث‪ :‬أجيبي على الأسئلة التالية في ضوء دراستك للجزء‬ ‫في سورة العاديات ما الحكمة من ذكر أحوال متعددة للخيل ثم بعدها ذكر جحود‬ ‫الإنسان؟‬ ‫في سورة الشمس هناك علاقة بين ذكر الشمس وتزكية النفس فما هي؟‬ ‫في سورة العصر تخصيص لأربعة أمور يكون سلم الإنسان من الخسارة؟‬ ‫في سورة الهمزة والمطففين بدأ بكلمة ويل لماذا؟ مع ذكر أسوء أنواع التطفيف؟‬ ‫في سورة الهمزة الآية (‪ )7‬ﮀﮁﮂﮃ‪ ‬لماذا خصت الأفئدة بالذكر معكونها‬ ‫تغشى أبدانهمكلها؟‬ ‫في سورة قريش تتحدث عن آفة خطيرة فما هي؟ وما السبيل لتفاديها؟‬ ‫‪215‬‬

‫في سورة الماعون ما الذي فهمتيه من قول ابن عباس [الحمد لله الذي فرق بيننا وبين‬ ‫المنافقين بحرف]؟‬ ‫في سورة النصر بشارة وإشارة وأمر فما هم؟‬ ‫في سورة الكوثر جاء الخطاب القرآني بلفظ [أعطيناك] ولم يأتي بلفظ [ءاتيناك] فما الفرق‬ ‫بينهما؟‬ ‫في سورة عبس ما الدليل على استحالةكتمان النبي ^ شيء من الوحي وضحي ذلك؟‬ ‫السؤال الرابع‬ ‫[‪ ]1‬ما هي الآثار الإيمانية والعملية لاسم الله [الصمد]؟‬ ‫[‪ ]2‬سورة الإخلاص سورة شاملة جامعة لإثبات صفات الجلال الكمال والتنزيه للرب جل جلاله‬ ‫وضحي ذلك‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬لماذا يُستعاذ في سورة الفلق بصفة واحدة لله عز وجل من أربع شرور‪ .‬ويُستعاذ في سورة‬ ‫الناس بثلاث صفات لله عز وجل من شر واحد فقط؟‬ ‫[‪ ]4‬ما هي حقيقة الوسوسة من الشيطان؟‬ ‫[‪ ]5‬كيف نعرف أن الراقي على منهج شرعي؟‬ ‫السؤال الخامس‪:‬‬ ‫اذكري معاني الكلمات الآتية‬ ‫شاهد ومشهود‪ ،‬الغاشية‪ ،‬النفس المطمئنة‪ ،‬أترابًا‪ ،‬لقد خلقنا الإنسان في كبد‪ ،‬وما‬ ‫قلى‪ ،‬إن علينا للهدى‪ ،‬ضالاً فهدى‪ ،‬في أحسن تقويم‪ ،‬وكل شيء أحصيناهكتابا‬ ‫أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم وأن يرزقنا العمل بما أفاض به علينا من علم وأن يجمع‬ ‫علينا كتابه فه ًما وتدبًرا وعملاً وحفظًا والله الموفق وعنده حسن المآب‪.‬‬ ‫‪216‬‬

217

‫صبًرا يا أهل البلاء‬ ‫هذه الصحابية جبل الصبر وقلعة التصبر هي عمة النبي ^ [صفية بنت‬ ‫عبد المطلب ▲]‬ ‫هي أول امرأة قتلت مشرًكا في الإسلام‪.‬‬ ‫هي التي أنشأت للمسلمين أول فارس سل سيًفا في سبيل الله هو الزبير بين العوام بن خويلد‬ ‫حواري رسول الله ^ فكانت في أُ ُحد تسقي العطشى وتداوي الجرحى وتبري السهام ولما قتل‬ ‫أخيها حمزة بن عبد المطلب وقد ُمِثّل به فقد بُِقَرت بطنه وأخرجت كبده وجدع أنفه وصلمت‬ ‫أذناه وشوه وجهه فاستغفرت له وقالت إن ذلك في الله ‪ -‬لقد رضيت بقضاء الله‪ -‬والله‬ ‫لأصبرن ولأحتسبن إن شاء الله‪.‬‬ ‫هذاكان موقف صفية ▲ يوم أحد‪.‬‬ ‫قلعة أخرى من قلاع الصبر ُرِو َي عن سعد بن أبي وقاص قال مر رسول الله ^ بامرأة من‬ ‫بني دينار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله ^ بأحد فلما نعونا لها‬ ‫قالت‪ :‬فما فعل رسول الله ^؟‬ ‫قالوا‪ :‬خيًرا وهو بحمد اللهكما تحبين‬ ‫قالت‪ :‬أرنيه حتى أنظر إليه فأشير لها حتى إذا رأته قالت كل مصيبة بعدك صغيرة نفسي‬ ‫لنفسك فداء يا رسول الله ^ أين من جزعت وتسخطت على من هو أهون من هذا؟‬ ‫ومع هذا لم يذكر اسم المرأة ولا شاعت بين الناس ما حدث حتى تنال محمدة من الخلق‪.‬‬ ‫وإليكم من قُِّدم لها أعظم مهر وهو الإسلام فهي زوجة أبو طلحة ◙ وكان‬ ‫مهرها إسلامه فهي أم ُسليم ▲‪.‬‬ ‫‪218‬‬

‫وهي من مات ابنها ولم تخبر أبي طلحة فور رجوعه من السفر فجزاهم الله عز وجل‬ ‫تسعة من الأولادكلهم قد حفظوا القرآن‪.‬‬ ‫أبشر بخير فإن الفارج اللهُ‬ ‫يا صاحب الهم إن الهم منفر ُج‬ ‫فإن الذي يكشف البلوى هو اللهُ‬ ‫إذا بُليت فثق بالله وارضى به‬ ‫لا تجزعن فإن الصانع اللهُ‬ ‫الله يحدث بعد العسر ميسرةً‬ ‫فحسبُك الله في ك ٍل لك اللهُ‬ ‫والله مالك غير الله من أح ٍد‬ ‫وهذا من باب تسلية القلب وأي ًضا لما تعلم بأن الابتلاءات تخلص العبد من الكبر‬ ‫والعجب ولولا الابتلاء ما تعرفت على فضيلة الصبر‪.‬‬ ‫قال ^‪« :‬ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى‬ ‫وما عليه خطيئة» صحيح الجامع‪.‬‬ ‫وعن أنس ◙ قال سمعت رسول الله ^ يقول‪« :‬إن الله عز وجل قال إذا ابتليت‬ ‫عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة» أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫يقول الله تعالى‪« :‬ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفَيّهُ من أهل الدنيا ثم‬ ‫أحتسبه إلا الجنة» أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫وبالابتلاء تعرف حقيقة الدنيا قال رسول الله ^ «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» مسلم‪.‬‬ ‫إشراقة‪[ :‬في غفلة الزوج]‬ ‫تقول أسماء بنت أبي بكر ¶ لقيت رسول الله ^ ومعه نفر من الأنصار والنوى على‬ ‫رأسي فدعاني ليحملني فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته فعرف رسول الله ^ أني‬ ‫استحييت فمضى فها هي بنت الصديق وضعت لزوجها الزبير اعتبار في غيابه وكأنه معها‪.‬‬ ‫‪219‬‬

‫فخذي من موقف أسماء قدوة في غياب زوجك سواء لأمر طارئ غاب فيه أو سفر‬ ‫غاب فيه هل تتصرفين كأنه معك أم تجدينها فرصة فتتحررين أو تتهاونين فيما يكره؟؟‬ ‫إشراقة‪[ :‬خدمة الزوج]‬ ‫فاطمة بنت رسول الله ^ قد أثر في يدها الرحى منكثرة العمل وشدته ▲‪.‬‬ ‫وأسماء بنت الصديق ¶ قالت تزوجت الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك‬ ‫غير فرسه فكنت أعلف فرسه واسقي له وأعجن له‪ .‬فالملاحظ أنها حياةكفاح ومشقة لمساعدة‬ ‫الزوج وخدمته لبناءكيان أسري‪.‬‬ ‫إشراقات من حياة الصحابيات‬ ‫إشراقة‪[ :‬عندما يكون الزوج عاصيا لله]‬ ‫كانت من المهاجرين الأوائل إلى الحبشة فراًرا بدينهم من المشركين ولكن واجهتها محنة جديدة‬ ‫في أرض الغربة وهي أن زوجها ارتد عن الإسلام ودخل النصرانية وأخذ يدعوها إليها فرفضت‬ ‫وكانت أشد رسو ًخا من الجبال فثبتت وصبرت‪.‬‬ ‫فكيف تتعاملي أنت مع الزوج العاصي مش المرتد؟؟‬ ‫فهلا نصحتي له وصبرت وفوضتي أمرك على الله فهذه الصحابية بحسن التوكل على الله‬ ‫وتمسكها بدينها وصبرها وثباتها كفاءها الله عز وجل فعوضها بما هو خير فكانت رملة بنت أبي‬ ‫سفيان أم المؤمنين أم حبيبة ▲‪.‬‬ ‫إشراقة‪[ :‬إن لم يكن يشف فإنه يصف]‬ ‫أهدي إلى أسماء بنت أبي بكر ¶ قماش جاء من خارج الجزيرة العربية فلمسته بيدها‬ ‫فقامت برده فقيل لها إنه لا يشف فردت ▲ إن لم يكن يشف فإنه يصف‪.‬‬ ‫ردته حر ًصا على الستر والحياء والحشمة وقبل هذا لرضا الله عز وجل‪.‬‬ ‫فأين من تتخير من الأقمشة ما تشف وما تصف شتان!!‬ ‫‪220‬‬

‫إشراقة‪[ :‬لمن يجمع للدنيا ويترك الآخرة]‬ ‫جاء رجل إلى علي بن أبي طالب ◙ ليكتب له عقد شراء دار فرأى في وجه الرجل‬ ‫الدنيا تربعت في قلبه فأمسك بالقلم وكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد اشترى ميت من‬ ‫ميت داًرا في بلد المذنبين وسكة الغافلين لها أربع حدود‬ ‫الحد الأول ينتهي إلى الموت‬ ‫والحد الثاني ينتهي إلى القبر‬ ‫والحد الثالث ينتهي إلى الآخرة‬ ‫والحد الرابع إما إلى الجنة وإما إلى النار‬ ‫فلما نظر الرجل إلى عقد الشراء قال ما هذا يا أمير المؤمنين جئتك تكتب لي عقد دار‬ ‫فتكتب لي عقد مقبرة فقال له علي ◙‬ ‫أن السلامة فيها ترك ما فيها‬ ‫النفس تبكي على الدنيا وقد علمت‬ ‫إلا التي كان قبل الموت يبنيها‬ ‫لا دار للمرء بعد الموت يسكنها‬ ‫وإن بناها بشر خاب بانيها‬ ‫فإن بناها بخير طاب مسكنه‬ ‫ودورنا لخراب الدهر نبنيها‬ ‫أموالنا لذوي الميراث نجمعها‬ ‫فالموت لا شك يفنينا ويفنيها‬ ‫لا تركنن إلى الدنيا وما فيها‬ ‫والزعفران حشيش نابت فيها‬ ‫قصورها ذهب والمسك طينتها‬ ‫والخمر يجري في مجاريها‬ ‫أنهارها لبن محض ومن عسل‬ ‫بركعة بظلام الليل يحييها‬ ‫فمن يشتري الدار في الفردوس يعمرها‬ ‫‪221‬‬

‫كيف نسعد بحياتنا الزوجية‬ ‫لماذا أقوم بحق زوجي؟!‬ ‫قال رسول الله ^‪« :‬لو كنت آمًرا أح ًدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد‬ ‫لزوجها» الترمذي‪.‬‬ ‫وقال ^‪« :‬إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها‬ ‫قيل لها ادخلي الجنة من أي أبوابها شئت» رواه بن حبان‪.‬‬ ‫وقد سئل ^ عن خير النساء؟‬ ‫قال‪« :‬التي تطيعه إذا أمر وتسره إذا نظر وتحفظه في نفسها وماله» رواه النسائي‪.‬‬ ‫تنبيه هام‬ ‫طاعة المرأة لزوجها ليست مطلقة فإنها مشروطة بما ليس فيه معصية لله تعالى فإن أمرها‬ ‫زوجها أن تخلع الحجاب أو تترك الصلاة أو يجامعها في حيض أو في دبرها فإنها لا تطيعه‪.‬‬ ‫قاعدة هامة‬ ‫فقد قال ^‪« :‬لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف»‪.‬‬ ‫ومن الثمرات التي تجنيها المرأة من حسن تبعلها لزوجها‪.‬‬ ‫طاعة الزوج تحبب المرأة إليه وترفع منزلتها عنده وتجلب لهما جمعيًا السعادة والطمأنينة وأن‬ ‫يقتدى الأولاد بأمهم فينشئوا على ذلك فهي تسقط مجتمع بأكمله بقدر الله وهي لا تدري‪.‬‬ ‫وهذه بعض ثمرات تلك الطاعة في الدنيا فما ظنكم بحسن ثواب الله تعالى‪.‬‬ ‫‪222‬‬

‫فعلينا أن نأخذ بالأسباب وحسن التوكل على الله عز وجل‬ ‫ولا ترغبن يوًما عن الطلب‬ ‫توكل على الرحمن في الأمر كله‬ ‫وهزي إليك الجذع يساقط الرطب‬ ‫ألم تر أن الله قال لمريم‬ ‫فلو شاء أن تجنيه من غير هذه جنته ولكن لكل رزق سبب‪.‬‬ ‫ومن هذه الأسباب‬ ‫أولًا‪ :‬سؤال الله العون وتجديد نيته‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬التزين وحسن الاستقبال‪.‬‬ ‫وفي الحديث‪ :‬عن جابر بن عبد الله ¶ أن النبي ^ قال‪« :‬إذا دخلت ليلاً فلا‬ ‫تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة وتمشط الشعثة» رواه البخاري‪.‬‬ ‫تستحد المغيبة‪ :‬أي تزيل شعر العانة‪.‬‬ ‫والمغيبة هي‪ :‬الغائب عنها زوجها‪.‬‬ ‫والشعثة‪ :‬هي البعيدة العهد بالغسل وتسريح الشعر والنظافة‪.‬‬ ‫وكانت عبلة بنت المهدي كثيرة الصلاة وقراءة القرآن وكانت تتزين وتقول ما حرم الله شيئًا‬ ‫إلا وقد جعل فيما أحل عو ًضا منه فماذا يحتاج العاصي‪.‬‬ ‫وإليك هذه الأبيات التي نصحت بها أم‬ ‫وطفلة صغيرة محفوفة بالعافية‬ ‫لزوجة مطيعة عينك عنها راضية‬ ‫ولقمة لذيذة من يد أغلى طاهية‬ ‫وغرفة نظيفة نفسك فيها راضية‬ ‫تعقبها عقوبة يصلى بنار حامية‬ ‫خير من الساعات في ظل القصور‬ ‫العالية‬ ‫‪223‬‬

‫ثالثا القناعة وعدم الطمع فيما عنده‬ ‫فإن القناعة تعمر البيوت وتوقع الألفة وإن الجشع والطمع يضعفان المحبة ويأتيان بالكراهية‪.‬‬ ‫وكانت النساء الصالحات تقول لأزواجهن [إياك وكسب الحرام فإنا نصبر على الجوع‬ ‫ولا نصبر على النار]‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬أن تحفظ أسراره‬ ‫وقال ^‪« :‬إن من شر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه‬ ‫ثم ينشر سرها» رواه مسلم‪.‬‬ ‫فحفظ السر واجب شرعي وضرورة اجتماعية‪.‬‬ ‫وقال ^‪« :‬إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة»‪.‬‬ ‫فحفظ أسرار الجماع أوجب‪.‬‬ ‫وقال ^ لمن ينشر أسرار الجماع بين الناس «فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل الشيطان لقى‬ ‫شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون» صحيح‪.‬‬ ‫خام ًسا‪ :‬إكرام أهله‬ ‫من حق الزوج على زوجته أن تكرم أهله وأقاربه ولتعلم الزوجة الحكيمة أن زوجها يحب أهله‬ ‫أكثر من أهلككما أنك تحبين أهلك أكثر من أهله فلا يكون هذا سبب لخلافاتك معه‪.‬‬ ‫ساد ًسا‪ :‬حفظه في دينه وعرضه‬ ‫وذلك بعدم التبرج والتكشف على غير المحارم أو الخلوة بالأجانب حتى لو كان شقيق الزوج‬ ‫وتحفظ زوجها في غيابه فلا تزني وأن تصون سمعته فلا تجعلها مضغة في أفواه الناس‪.‬‬ ‫‪224‬‬

‫سابعًا‪ :‬حسن تربية أولاده وإرضاع أولادها‬ ‫إن إرضاع الأم لطفلها واجب عليها باتفاق الفقهاء تسأل عنه أمام الله تعالى حفاظًا على‬ ‫حياة الولد‪.‬‬ ‫وعليها أن تربي أولادها على الطهارة والنظافة والعفة والشجاعةكي ينشئوا مسلمين يعيشون‬ ‫بالإسلام وللإسلام‪.‬‬ ‫وإليك وصية أمامة بنت الحارث لابنتها حين ُزفت‬ ‫أي بنية‪ :‬لو أن امرأة استغنت عن زوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها‪.‬كنت أغنى الناس‬ ‫عن ذلك ولكن الرجال للنساء خلقن ولهن خلقن الرجال واحفظ تلك الخصال‪.‬‬ ‫أما الأولى والثانية‪ :‬فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة فإن القناعة راحة‬ ‫للقلب وفي حسن المعاشرة مرضاة للرب‪.‬‬ ‫وأما الثالثة والرابعة‪ :‬فالمعاهدة لوضع عينه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عيناه منك على‬ ‫قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح‪.‬‬ ‫وأما الخامسة والسادسة‪ :‬فالتعاهد لوقت طعامه والتفقد حين منامه فإن حرارة الجوع ملهبة‬ ‫وتنغيص النوم مغضبة‪.‬‬ ‫وأما السابعة والثامنة‪ :‬فلا تفشي له سًرا ولا تعصين له أمًرا فإنك إن أفشيت له سًرا لم‬ ‫تأمني غدره وإن عصيت أمره أوغرت صدره‪.‬‬ ‫وأما التاسعة والعاشرة‪ :‬اتقي الفرح إن كان ترًحا والاكتئاب إذا كان فرًحا‪.‬‬ ‫فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير‪.‬‬ ‫وللوصول لهذا يجب علينا التحلي بالصبر‪.‬‬ ‫فلما صبر الورد على الألم وتحمل مجاورة الشوك ووخز الإبر استحق أن يتصدى مجالس‬ ‫الأمراء ويصبح رمز الحسن والبهاء ولا تكاد هديه أرق من الورد‪.‬‬ ‫‪225‬‬

‫ولما أثر الحشيش السلامة صار مرتع الحمير وعلف البهائم وداسته الأقدام حتى غدا رمز‬ ‫المهانة‪.‬‬ ‫وارعي سمع قلبك لقول الحسن بن علي‬ ‫وأبليتني فلم تجدني صابًرا‬ ‫إلهي نَّعمتني فلم تجدني شاكًرا‬ ‫ولا أنت أدمت الشدة بترك الصبر‬ ‫فلا أنت سلبت نعمتك بترك الشكر‬ ‫إلهي ما يكون من الكريم إلا الكرم ولا من الجافي إلا الجفا‬ ‫وفي الحديث الصحيح «إن الله تعالى يقول‪ :‬يا ابن آدم!! تفَّرغ لعبادتي أملأ صدرك‬ ‫غنى وأ ُس َّد فقرك وإن لا تفعل ملأ ُت يديك شغلاً ولم أس َّد فقرك»‪.‬‬ ‫‪226‬‬

‫المراجع‬ ‫ابن سعدي‬ ‫تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان‬ ‫الطاهر بن عاشور‬ ‫التحرير والتنوير‬ ‫البقاعي‬ ‫نظم الدرر في تناسب السور‬ ‫السيوطي‬ ‫الدر المنثور في التفسير بالمأثور‬ ‫ابن القيم‬ ‫بدائع التفسير‬ ‫الشنقيطي‬ ‫أضواء البيان‬ ‫أبي بكر الجزائري‬ ‫أيسر التفاسير‬ ‫مركز المنهاج‬ ‫القرآن تدبر وعمل‬ ‫عادل محمد خليل‬ ‫أول مرة أتدبر القرآن‬ ‫عبد العزيز بن ناصر الجليل‬ ‫ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها‬ ‫راغب السرجاني‬ ‫أسوة للعالمين‬ ‫محمد بكر إسماعيل‬ ‫قصص القرآن‬ ‫فاضل السامرائي‬ ‫لمسات بيانية‬ ‫الصلابي‬ ‫السيرة النبوية‬ ‫المباركفوري‬ ‫الرحيق المختوم‬ ‫‪227‬‬

‫فهرس الكتاب‬ ‫مقدمة ‪2 ....................................................... ................................‬‬ ‫المقدمة ‪3 ..................................................... ................................‬‬ ‫ثمرات وفضل التدبر ‪7 ....................................... ................................‬‬ ‫سورة النبأ ‪11 ................................................ ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة النبأ ‪16 .................................. ................................‬‬ ‫سورة النازعات ‪17 .......................................... ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة النازعات ‪22 ............................ ................................‬‬ ‫نبذة عن صناديد قريش وما الذي وصلوا إليه ‪23 ..........................................‬‬ ‫سورة عبس ‪24 .............................................. ................................‬‬ ‫أسئلة على سورة عبس ‪30 ................................ ................................‬‬ ‫سورة التكوير ‪31 ............................................ ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة التكوير ‪38 .............................. ................................‬‬ ‫سورة الانفطار ‪39 ........................................... ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة الانفطار ‪43 ............................. ................................‬‬ ‫سورة المطففين ‪44 ......................................... ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة المطففين ‪50 ............................ ................................‬‬ ‫سورة الانشقاق ‪51 .......................................... ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة الانشقاق ‪57 ............................ ................................‬‬ ‫سورة البروج ‪58 ............................................ ................................‬‬ ‫قصة أصحاب الأخدود ‪60 ................................ ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة البروج ‪64 .............................. ................................‬‬ ‫سورة الطارق ‪65 ............................................ ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة الطارق ‪69 .............................. ................................‬‬ ‫سورة الأعلى ‪70 ............................................. ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة الأعلى ‪75 ............................... ................................‬‬ ‫‪228‬‬

‫سورة الغاشية ‪76 ............................................ ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة الغاشية ‪81 .............................. ................................‬‬ ‫سورة الفجر ‪82 .............................................. ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة الفجر ‪88 ................................ ................................‬‬ ‫سورة البلد ‪89 ................................................ ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة البلد ‪93 .................................. ................................‬‬ ‫سورة الشمس ‪94 ............................................ ................................‬‬ ‫نبذة عن الناقة ‪97 ......................................... ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة الشمس ‪98 .............................. ................................‬‬ ‫سورة الليل ‪99 ............................................... ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة الليل ‪104 ............................... ................................‬‬ ‫سورة الضحى ‪105 .......................................... ................................‬‬ ‫سورة الشرح ‪109 ........................................... ................................‬‬ ‫ما يؤخذ من السورتين ‪113 ................................ ................................‬‬ ‫أسئلة حول السورتين الضحى والشرح ‪114 ..............................................‬‬ ‫سورة التين ‪115 ............................................. ................................‬‬ ‫سورة العلق ‪119 ............................................ ................................‬‬ ‫سورة القدر ‪125 ............................................. ................................‬‬ ‫نبذة هامة جدًا جدًا عن القَدَر ‪127 ......................... ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة القدر ‪129 ............................... ................................‬‬ ‫سورة البينة ‪130 ............................................ ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة البينة ‪134 .............................. ................................‬‬ ‫سورة الزلزلة ‪135 .......................................... ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة الزلزلة ‪138 ............................ ................................‬‬ ‫سورة العاديات ‪139 ......................................... ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة العاديات ‪144 ........................... ................................‬‬ ‫سورة القارعة ‪145 .......................................... ................................‬‬ ‫‪229‬‬

‫أسئلة حول سورة القارعة ‪148 ............................ ................................‬‬ ‫سورة التكاثر ‪149 ........................................... ................................‬‬ ‫بعض وصايا السورة ‪152 ................................ ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة التكاثر ‪153 ............................. ................................‬‬ ‫سورة العصر ‪154 ........................................... ................................‬‬ ‫من وصايا السورة ‪156 .................................. ................................‬‬ ‫بعض أسماء الله الحسنى في السورة ‪156 ................................................‬‬ ‫سورة الهمزة ‪158 ........................................... ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة الهمزة ‪163 ............................. ................................‬‬ ‫سورة الفيل ‪164 ............................................. ................................‬‬ ‫سورة قريش ‪167 ........................................... ................................‬‬ ‫علاقة السورة لما قبلها ‪168 ............................. ................................‬‬ ‫سورة الماعون ‪170 ........................................ ................................‬‬ ‫أسئلة حول سورة الماعون ‪174 ........................... ................................‬‬ ‫سورة الكوثر ‪175 ........................................... ................................‬‬ ‫نبذة عن نهر الكوثر ‪180 ................................... ................................‬‬ ‫سورة الكافرون ‪182 ........................................ ................................‬‬ ‫سورة النصر ‪186 ........................................... ................................‬‬ ‫أبرز الذين أسلموا يوم الفتح ‪188 ....................... ................................‬‬ ‫من ثمرات الذكر في السورة ‪190 .......................... ................................‬‬ ‫بعض أسماء الله عز وجل في السورة ‪191 ...............................................‬‬ ‫كيفية العمل بالآيات ‪192 ................................... ................................‬‬ ‫التعرف على النسب الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم ‪192 .........................‬‬ ‫أسئلة حول سورة النصر ‪193 ............................. ................................‬‬ ‫سورة المسد ‪194 ............................................ ................................‬‬ ‫ملحوظة ‪197 .............................................. ................................‬‬ ‫سورة الإخلاص ‪199 ........................................ ................................‬‬ ‫‪230‬‬

‫ماذا تعلمنا من سورة الإخلاص ‪204 ......................................................‬‬ ‫المعوذات‪ :‬سورتي الفلق والناس ‪205 ......................................................‬‬ ‫ما الفرق بين المعوذتين [الفلق والناس] في المعنى؟؟ ‪209 ..........................‬‬ ‫سورة الناس ‪210 ............................................ ................................‬‬ ‫أسئلة حول تدبر جزء عم ‪215 ............................. ................................‬‬ ‫إشراقات ‪217 ................................................ ................................‬‬ ‫المراجع ‪227 ................................................ ................................‬‬ ‫فهرس الكتاب ‪228 .......................................... ................................‬‬ ‫‪231‬‬