Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore خواطر تدبرية لجزء عم

خواطر تدبرية لجزء عم

Published by loaasalah734, 2021-10-17 20:07:51

Description: تحتوي بفضل الله هذه الورقات التي بين أيدينا
مما أفاض الله به عليي في جمع بعض الخواطر التدبريه لأيات رب البرية
وبعض التأملات القلبية التي بحول الله وقوته تجعل القلب يسترشد بنور الوحي فيعمل بها فيستضيئ بها قلبا وقالبا وقدر الله عز وجل أن تكون تلك الانوار في هذا الجزء المبارك من كتاب الله جزء عم لما في هذا الجزء من أهمية عظيمة لطالب العلم كباقي آيات القرآن العظيم
فعلينا أن نرتشف من هذا المعين الصافي حتي نحيا بالوحي العظيم

Keywords: جزء عم

Search

Read the Text Version

‫ألهاكم التكاثر وكلمة ألهاكم أبلغ في الذم منكلمة شغلكم لأن قد يكون المشغول بالجوارح‬ ‫فقط والقلب غير لاه ولكن اللهو هو زهو وإعراض‪.‬‬ ‫في تفسير السعدي‪ :‬يقول الله عز وجل موبخًا عباده عن انشغالهم عما خلقوا له من عبادته‬ ‫وتوحيده ومعرفته والإنابة إليه وتقديم محبته علىكل شيء ولم يذكر المتكاثر به ليشمل ذلككل ما‬ ‫يتكاثر به المتكاثرون ويفتخر به المتفاخرون من الأموال والأولاد والخدم والجاه وغير ذلك‪.‬‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﮎﮏﮐﮑ ‪ ‬وفيه دليل على صحة القول بعذاب القبر‬ ‫وزرتم المقابر‪ :‬أي دفنتم فيها‪.‬‬ ‫وفيها أي ًضا إشارة لطيفة إلى أنه حتى موت الإنسان ودفنه في هذه الدنيا ما هو إلا زيارة‬ ‫فالموت ليس نهاية المطاف‪.‬‬ ‫الآيات (‪)4 ،3‬‬ ‫‪‬ﮒﮓﮔﮕ ﮖﮗﮘﮙﮚ‪‬‬ ‫يقول الإمام الشوكاني‪ :‬ردع وزجر لهم وتنبيه على أنهم سيعلمون عاقبة ذلك يوم القيامة‪.‬‬ ‫وقيل الردع الأول عند الموت أو في القبر والردع الثاني يوم القيامة‪.‬‬ ‫وقال الفراء هذا التكرار على وجه التغليظ والتأكيد وهو وعيد بعد وعيد كما قال مجاهد‪.‬‬ ‫الآية (‪)5‬‬ ‫‪‬ﮛﮜﮝﮞﮟﮠ ‪‬‬ ‫قال الإمام ابن كثير‪ :‬لو علمتم حق العلم لما ألهاكم التكاثر عن طلب الدار الآخرة حتى‬ ‫صرتم إلى المقابر‪.‬‬ ‫‪150‬‬

‫ويقول الطاهر بن عاشور فيكتاب التحرير التنوير أعيد الزجر ثالث مرة زيادة في إبطال‬ ‫ما هم عليه من اللهو عن التدبر في أقوال القرآن لعلهم يقلعون عن انكبابهم على التكاثر ولهوهم‬ ‫به عن النظر في دعوة الحق والتوحيد‪.‬‬ ‫الآيات (‪)7 – 6‬‬ ‫‪‬ﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨ‪‬‬ ‫بهذه الآية ذكر فيها أنواع العلم الثلاثة وهي‪:‬‬ ‫[علم اليقين‪ ،‬عين اليقين‪ ،‬حقيقة اليقين]‬ ‫وعلم اليقين هي أدنى مرحلة أي لو عندك أدنى علم بالدنيا وإنها زائلة وأدنى علم بالآخرة‬ ‫وهي الباقية لما أثرتم التكاثر عن ذكر الله‪.‬‬ ‫إن لله عبا ًدا فطنا قد طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا‬ ‫إليها فلما علموا أنها ليس لحي وطنا‬ ‫نظروا‬ ‫لجة واتخدوا صالح الأعمال فيها سفنا‬ ‫حاسبوها‬ ‫مثلًا‪ :‬لعلم اليقين‪:‬‬ ‫كل مسلم يعلم أن الكعبة هي قبلة المسلمين وأنها في مكة‪.‬‬ ‫عين اليقين‪ :‬أن يرى ذلك الكعبة سواء في التلفاز أو غيره‪.‬‬ ‫وحقيقية اليقين‪ :‬أن يصلي عندها حقيقة‪.‬‬ ‫يبقى علم اليقين‪ :‬تسمع بالشيء ولا تراه‪.‬‬ ‫وعين اليقين‪ :‬ترى الشيء بنفسك‪.‬‬ ‫وحقيقة اليقين‪ :‬هي المعايشة‪.‬‬ ‫‪151‬‬

‫‪‬ﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨ ‪‬‬ ‫لترون الجحيم‪ :‬أي النار وذلك يوم القيامة المشرك يراها ويصلاها والمؤمن يراها وينجيه‬ ‫الله تعالى منها‪.‬‬ ‫ثم لترونها عين اليقين‪ :‬لأنه يأتي بجهنم فيراها أهل الموقف أجمعون‬ ‫الآية (‪ )8‬ﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ‪‬‬ ‫اختلف في تحديد نوع النعيم الذي تسأل عنه يوم القيامة فقيل‪[ :‬الصحة والأمن – وقيل‬ ‫الصحة والفراغ – وقيل شبع البطون – وقيل الشراب البارد]‪.‬‬ ‫عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله ^ «لا تزول‬ ‫قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن [أربع]‪ :‬عمره في َم أفناه؟ وعن علمه في َم فعل؟ وعن‬ ‫ماله من أين اكتسبه؟ وفي َم أنفقه؟ وعن جسمه في َم أبلاه» رواه الترمذي وهو صحيح‪.‬‬ ‫بعض وصايا السورة‬ ‫[‪ ]1‬التحذير من جمع المال وتكثيره مع عدم شكره وترك طاعة الله ورسوله من أجله‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬ينبغي للعبد أن يكثر من الصالحات فإنها مضمونة وباقية ولا ينشغل عنها بالاستكثار من‬ ‫التكاثر بأنواعه فإنها غير مضمونة‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬حتمية سؤال العبد عن النعم التي أنعم الله تعالى عليه بها في الدنيا فإن كان شاكًرا لها فاز‬ ‫وإن كان كافًرا لها أخذ والعياذ بالله‪.‬‬ ‫الآيات المحورية لسورة التكاثر‬ ‫‪‬ﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐ‪‬‬ ‫‪‬ﮩﮪﮫﮬﮭ‪‬‬ ‫‪152‬‬

‫أسئلة حول سورة التكاثر‬ ‫س‪ 1‬كيف يسلم العبد من المحاسبة على النعم؟؟‬ ‫‪153‬‬

‫مكية‬ ‫سورة‬ ‫العصر‬ ‫في هذه السورة ذات الآيات الثلاثة يتمثل منهج كامل للحياة البشرية كما‬ ‫يريدها الإسلام‬ ‫قال الإمام الشافعي‪:‬‬ ‫[لو ما أنزل الله عز وجل حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم]‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫بيان الخسران الحقيقي والفوز الحقيقي‪.‬‬ ‫بعض لطائف السورة‬ ‫[‪ ]1‬الزمن له شرفكبير وأهميةكبيرة لأنه مزرعة الآخرة‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬مهما بلغ الإنسان من تقدم فهو خاسر إلا أن يكون من أهل الإيمان لأنه ليس له إلا منهج‬ ‫واحد رابح وطريق واحد ناجح وهو الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬لقد أقسم الله عز وجل بالعصر الذي هو في حقيقته بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى‬ ‫بضع منه وما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك‬ ‫شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة‪.‬‬ ‫وهل الخسارة في عرف التجار ألا تضيع رأس المال‪.‬‬ ‫هكذا الإنسان إذا أضاع وقته من غير ربح فقد خسر رأس ماله وهو وقته وعمره‪.‬‬ ‫‪154‬‬

‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﭑﭒ ‪‬‬ ‫من معاني العصر‪ :‬الدهر وأي ًضا وقت صلاة العصر واي ًضا الله عز وجل أقسم بالدهر لأنه‬ ‫الشاهد على ما أقسم عليه وهو الإنسان أنه لفي خسر إلا من استثنتهم السورة‪.‬‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﭓﭔﭕﭖﭗ ‪‬‬ ‫يعني ساقط في الخسر إلا من استثناهم ربنا سبحانه وتعالى فالذي هو في خسر هو ساقط‬ ‫في الخسر في حياته كلها فكل إنسان أصابه من الخسر بمقدار ما نقص يعني من نقص من عمل‬ ‫صالح يصيبهكان ممكن أن يستزيد من شيء ولم يفعل‪.‬‬ ‫الآية (‪)3‬‬ ‫‪‬ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ‪‬‬ ‫نوعين تكتمل بهما النفس الإيمان والعمل الصالح‪.‬‬ ‫ونوعين يكتمل بهما الغير التواصي بالحق والتواصي بالصبر‪.‬‬ ‫التواصي بالحق يحتاج إلى صبر فهي علاقة ملازمة‬ ‫الصبر على أذى الآخرين‪.‬‬ ‫الصبر على الطاعات‪.‬‬ ‫الصبر على الشهوات‪.‬‬ ‫الصبر عن المعاصي‪.‬‬ ‫وكلمة [التواصي] فيها معنى المشاركة لبناء المجتمع والتواصي يكون بعلم لا بجهل‪.‬‬ ‫‪155‬‬

‫وتكرار الفعل وحرف الجر في [التواصي بالحق وتواصي بالصبر] لأهميةكل فعل منهم‬ ‫وهذا أعلى درجات الاهتمام بالحق والصبر‪.‬‬ ‫تابع الآية [‪ ]3‬ففيها تخصيص لأمور أربعة وهي‬ ‫‪‬ﭘﭙ‪ ‬ﭚﭛﭜ‪  ‬ﭝﭞﭟﭠ ‪‬‬ ‫فبالأمرين الأولين يكمل الإنسان نفسه وبالأمرين الآخرين يكمل غيره وبتكميل الأمور‬ ‫الأربعة يكون قد سلم الإنسان من الخسارة وفاز‪.‬‬ ‫من وصايا السورة‬ ‫[‪ ]1‬أهمية الزمن الذي هو مزرعة الآخرة‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬من علامات الإخوة الصادقة التواصي بالحق والصبر‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬في السورة أربع مراتب باستكمالها يحصل للشخص غايةكماله‪.‬‬ ‫الأولى‪ :‬معرفة الحق‪ .‬الثانية‪ :‬العمل به‪ .‬الثالثة‪ :‬تعليمه لمن لا يحسنه‪ .‬الرابعة‪ :‬صبره على‬ ‫تعلمه وتعليمه والعمل به‪.‬‬ ‫وكلها في السورة‪( .‬ابن القيم)‪.‬‬ ‫بعض أسماء الله الحسنى في السورة‬ ‫الحسيب‬ ‫قال الشيخ السعدي هو العليم بعباده كافي المتوكلين المجازي لعباده بالخير والشر بحسب‬ ‫حكمته وعلمه بدقيق أعمالهم وجليلها وقال أي ًضا الحسيب بمعنى الرقيب «الحاسب لعباده‬ ‫المتولي جزاءهم بالعدل وبالفضل وبمعنى الكافي عبده وهمومه وغمومه وأنه الحسيب‬ ‫للمتوكلين أيكافيه أمور دينه ودنياه»‪.‬‬ ‫‪156‬‬

‫فكفاية الله لعبده بحسب ما قام به في متابعة الرسول ^ ظاهًرا وباطنًا وقيامه بعبودية الله‬ ‫عز وجل‪.‬‬ ‫فمعنى الحسيب الكافي والحافظ والمحاسب‪.‬‬ ‫غمرة معرفة هذا الاسم والإيمان به‪:‬‬ ‫يثمر في قلب المؤمن الخوف والوجل من الله ومحاسبة النفس واجتناب المحرمات ومظالم العباد‪.‬‬ ‫[أي ًضا‪ :‬مراقبة الله عز وجل في الأقوال والأعمال لأن الله لا يغيب عن علمه شيء فهو‬ ‫الحافظ المحصي لأعمال عباده فمن عبد الله بأسمائه الحفيظ – العليم – السميع – البصير حصلت‬ ‫له المراقبة‪.‬‬ ‫الحكيم‪ :‬خير الحاكمين‬ ‫قال ابن جرير ليس لي أن أتعدى حكمه وأتجاوزه لأنه لا حكم أعدل منه ولا قائل أصدق منه‪.‬‬ ‫ثمرة الإيمان بهذا الاسم‪ :‬الرضا بحكمه عز وجل والتسليم له وأنه لا أحسن منه حك ًما‬ ‫ولا شريك له عز وجل في حكمته‪.‬‬ ‫آية العمل لسورة‬ ‫الآيات المحورية‬ ‫العصر‬ ‫في سورة العصر‬ ‫الاهتمام بالزمن‬ ‫الذي هو مزرعة الآخرة‬ ‫‪‬ﭑﭒ‬ ‫ﭓﭔﭕﭖﭗ‬ ‫الصبر على أقدار الله‬ ‫ﭘﭙﭚﭛﭜ‬ ‫احرص على إخوة في الله صادقة‬ ‫ﭝﭞﭟﭠﭡ‪‬‬ ‫‪157‬‬

‫مكية‬ ‫سورة‬ ‫الهمزة‬ ‫فوائد حول السورتين‬ ‫سورة المطففين وسورة الهمزة‬ ‫فالمطففين‪ :‬تتحدث عن أموال الناس‪.‬‬ ‫والهمزة‪ :‬تتحدث عن أعراض الناس فلا تقترب منهما‬ ‫سبب نزولها‬ ‫قال عطاء‪ :‬نزلت في الأخنس بن شريق‬ ‫وأي ًضا نزل فيه ‪‬ﯜﯝﯞﯟﯠ‪[ ‬القلم‪ .]10 :‬ﭯﭰﭱﭲﭳ‬ ‫ﭴﭵﭶ ‪[ ‬البقرة‪.]204 :‬‬ ‫وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة وهو والد الصحابيين خالد بن الوليد والوليد بن الوليد‪.‬‬ ‫وقيل نزلت في العاص بن وائل وهو والد الصحابي عمرو بن العاص‪.‬‬ ‫وقيل نزلت في أمية بن خلف وهو والد الصحابي صفوان بن أمية بن خلف وهو من نزلت‬ ‫فيه ‪‬ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ‪[ ‬الزخرف‪ .]67 :‬ﭥﭦﭧ‬ ‫ﭨﭩﭪﭫ‪[ ‬الكهف‪.]28 :‬‬ ‫ويمكن أن تكون نزلت في الجميع وهي مع ذلك عامة فلكل من اتصف بهذه‬ ‫الصفات‪.‬‬ ‫‪158‬‬

‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﭢﭣﭤﭥﭦ ‪‬‬ ‫توعد الرب سبحانه وتعالى لمن اتصف بهذه الصفات [الهمز – واللمز – وجمع المال وتعداده‬ ‫والاشتغال به عن ذكر الموت وما بعده]‬ ‫الهمز‪ :‬هو الذي يهمز الناس بفعله بمعنى أنه يشير إليهم بيده وعينه على وجه التنقص لهم‪.‬‬ ‫اللمز‪ :‬هو الذي يلمز الناس بقوله فيسلط لسانه بسبهم واغتيابهم والكلام في أعراضهم‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس ◙ هم المشاءون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون للبراء‬ ‫العيب‪.‬‬ ‫الآيات (‪)3 ،2‬‬ ‫‪‬ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ‪‬‬ ‫الذي أصيب بالهمز واللمز للناس أصيب بعقدة النقص فيرىكماله في ماله والانشغال بالمال‬ ‫سبب من أسباب الضلال‪.‬‬ ‫[فطوبى لمن لم يشغله ما ضمن له (وهو الرزق) عما خلق له (العبادة والتوحيد حق الله)‪.‬‬ ‫أشد السكرات‪:‬‬ ‫سكرة المال لأنها تعمي بصيرة صاحبها عن كونه زائلاً وتوهمه بأن المال هو الذي سيطيل‬ ‫بقاءه يظن أن البقاء يطول مع الثراء والله لا يطيل عمر الغني لغناه ولا يق ِّصر عمر الفقير لفقره‪.‬‬ ‫ويقال‪ :‬الغنى بغير الله فقر والأنس بغير الله وحشة والعز بغير الله ذل‪.‬‬ ‫ويقال‪ :‬الفقير من استغنى بماله والحقير من استغنى بجاهه والمفلس من استغنى بطاعته‪.‬‬ ‫والذليل من استغنى بغير الله والجليل من استغنى بالله‪.‬‬ ‫[فبسم الله] اسم من لا يجد الفقير دونه قرارا‪.‬‬ ‫‪159‬‬

‫اسم من لا عوض عنه في جلاله وجماله‪.‬‬ ‫اسم من لا يصبر العبد عن مختارا‪.‬‬ ‫اسم من لا يجد أحد من حكمه فراًرا‪.‬‬ ‫اللهم ارزقنا بركة هذا الاسم‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )5 ،4‬ﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻ‪‬‬ ‫كلا‪ :‬كلمة ردع‬ ‫ومعناها‪ :‬ليس الأمر كما ظن هذا اللماز الهماز الذي يجمع ماله من حلال من حرام ظنًا‬ ‫منه أن ماله سيخلده‪.‬‬ ‫لينبذ َّن‪ :‬اللام لام القسم أي والله ليطرحن ويقذفن‬ ‫والنون‪ :‬هي نون التوكيد المثقلة‬ ‫واللام والنون يدلان على مزيد التأكيد‪.‬‬ ‫الحطمة‪ :‬اسم من أسماء النار والمقصود التي تحطمكل ما يلقى فيها فكل ما ألقى فيها يعود‬ ‫حطي ًما‪.‬‬ ‫وما أدراك ما الحطمة‪ :‬وهذا الاستفهام لتعظيم أمرها وتهويل شأنها‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )6‬إلى (‪)9‬‬ ‫‪‬ﭼﭽﭾﭿ ﮀﮁﮂﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊ‬ ‫ﮋﮌ‪‬‬ ‫نار الله‪ :‬هذا جواب السؤال إضافة [نار] إلى اسم الجلالة للترويع بها أنها نار خلقها القادر‬ ‫على خلق الأمور العظيمة [الطاهر بن عاشور التحرير والتنوير]‪.‬‬ ‫الموقدة‪ :‬أي المستعرة المتأججة‪.‬‬ ‫‪160‬‬

‫والناركما الجنة مخلوقتان الآن وباقيتان لا تفنيان‪.‬‬ ‫التي تطلع على الأفئدة‪ :‬خص الأفئدة معكونها تغشى أبدانهم لأنها محل العقائد الزائغة أو‬ ‫لكون الألم إذا وصل إليها مات صاحبها أي أنهم في حال من يموت وهم لا يموتون [الشوكاني]‬ ‫إنها عليهم مؤصدة‪ :‬فسرها السلف بقولهم مطبقة فهم لا يستطيعون الخروج منهاكما قال‬ ‫تعالى‪ :‬ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ‪[ ‬الحج‪:‬‬ ‫‪.]22‬‬ ‫وهنا اجتمع عليهم العذاب النفسي والعذاب الحسي والعياذ بالله‪.‬‬ ‫في عمد ممددة‪ :‬أي أن النار ممتدة داخل هذه الأعمدة وهذا أمر غيبي لا ندرك كيفيته‬ ‫بعقولنا ولكن تصوره يفيد الرهبة والشدة وطول العذاب‪.‬‬ ‫ومضة‬ ‫جاء في الحديث أن النبي ^ مر عليه بجنازة فقال «ُم ْستَ ِريح وُم ْستَ َرا ُح منه» قالوا يا‬ ‫رسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ قال «العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى‬ ‫رحمه الله والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب» متفق عليه رواه‬ ‫البخاري‪.‬‬ ‫فاختر أيه العبد لنفسك؟؟‬ ‫بعض مقاصد سورة الهمزة‬ ‫[‪ ]1‬التواضع واحترام المسلمين والكف عن أعراضهم‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬عدم الاغترار بالمال وإطابة المكاسب وعدم الانشغال بالمال عما أوجب الله‪.‬‬ ‫[‪  ]3‬ﮅﮆﮇ‪ ‬لما حرم الفقراء والمحتاجين وأغلق الخزائن على الأموال كان جزاءه‬ ‫أن أغلق الله عليه النار‪.‬‬ ‫‪161‬‬

‫[‪ ]4‬الله عز وجل لم يحرم جمع المال لكن ذم من ‪‬ﭧﭨﭩﭪﭫ ﭬﭭ‬ ‫ﭮﭯ‪ ‬وأثنى سبحانه وتعالى على ‪‬ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬العقيدة تنعكس وتؤثر على سلوك المسلم‪.‬‬ ‫العمل بالآيات‬ ‫الآية المحورية في‬ ‫سورة الهمزة‬ ‫ًً‬ ‫‪‬ﭢﭣﭤﭥ‪‬‬ ‫تذكر همزا أو لمزا فعتله‬ ‫ثم استغفر الله وتوب‬ ‫تصدق بشيء من مالك‬ ‫‪162‬‬

‫أسئلة حول سورة الهمزة‬ ‫س‪ 1‬ما معنى كلمة [كلا] وماذا تفيد؟ وكلمة[لينبذ َنّ]؟‬ ‫س‪ 2‬لماذا خص الأفئدة بأن النار تطلع عليها مع أن النار تطلع على جميع‬ ‫البدن؟‬ ‫س‪ 3‬اذكري ما تحمله السورة من تهديد ووعيد لمن احتقر الناس وأعجبه‬ ‫مال؟‬ ‫‪163‬‬

‫مكية‬ ‫سورة‬ ‫الفيل‬ ‫وقفات تدبرية مع السورة‬ ‫[‪ ]1‬بيت الله له عند الله ُحرمة والمؤمن عند الله أعظم ُحرمة‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬من ِح َك َم الله عز وجل إرسال الطير على الفيلة ليعلم المؤمن أن الله ينصر من يشاء بما يشاء‪.‬‬ ‫اغتروا بحجم الفيل فسحقتهم حصاه من طير‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬عند انقطاع الأسباب المادية عند العباد تتنزل معونة الله والنصر الإلهي‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬ﮕﮖﮗﮘﮙ‪ ‬تأكيد للحديث الصحيح «إن الله عز وجل ليملي للظالم‬ ‫حتى إذا أخذه لم يفلته» صحيح الجامع‪ .‬فأمهل أبرهة حتى تم تجهيزاته ولما وصل إلى بيته‬ ‫أهلكه‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬الفعل ‪َ ‬ألَمْ َت َر‪ ‬بصيغة المضارعة للدلالة على الاستمرارية فكل من طغى وتجبر على الله‬ ‫سيكون مصيرهكمصير أبرهة‪.‬‬ ‫[‪ ]6‬ﮛﮜ‪ ‬ولم يقل أرسل إليهم لأن [على] تفيد الاستعلاء واستعمال [على] في‬ ‫القرآن تأتي مع العقوبات‪.‬‬ ‫نبذة عن عام الفيل‬ ‫هو العام الذي ولد فيه رسول الله ^ وولد ^ بعد حادثة الفيل بخمسين يوًما وهو كان‬ ‫مؤرخ هذا العام عند العرب حيث أنهم كانوا يؤرخوا أي شيء عندهم بقبل عام الفيل بكذا أو‬ ‫بعد عام الفيل بكذا فلما يذكرهم الله عز وجل به فهم يعرفونه يقينًا‪.‬‬ ‫‪164‬‬

‫الآيات من (‪ )1‬إلى (‪)5‬‬ ‫‪‬ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬ ‫ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ‪‬‬ ‫هذه الآيات تضمنت حادث جلل قبل ولادة النبي ^ وهو أن أبرهة الأشرم والي اليمن‬ ‫رأى أن العرب تحج إلى الكعبة فأراد أن يجذبهم إلى اليمن للحج عنده حتى تتحقق له المكاسب‬ ‫فبنى كنيسة عظيمة في البناء وطلب منهم أن يحجوا إليها بدلاً من الكعبة فجاء رجل من قريش‬ ‫فتغوط فيها غضبًا لما قاله أبرهة فلما بلغ أبرهة بهذا الفعل أقسم أن يهدم الكعبة المشرفة‪.‬‬ ‫فجهز جي ًشا لغزو مكة وهدم الكعبة وكان معه ‪ 13‬فيل يتقدمهم أكبر الفيلة وسارواكلما‬ ‫وقف في وجوههم حي من أحياء العرب قاتلوه ولما تقربوا إلى مكة أخذوا إبل لعبد المطلب بن‬ ‫هاشم فذهب على أبرهة وطلب منه رد إبله إليه وقال له للبيت رب يحميه فأما الإبل فأنا ربها‬ ‫وأمر عبد المطلب رجال مكة أن يخرجوا هم ونساءهم خلف جبال مكة وإذ بالصاعقة تنزل على‬ ‫جيش أبرهةكلما وجهوا الفيل نحو الكعبة لم يتحرك‪ .‬وإن وجهوه إلى أي ناحية أخرى توجه‪.‬‬ ‫وإذا هم على هذه الحالة بفرق من الطير ترسل على ذلك الجيش حجارة تسقط على‬ ‫الرجل يذوب ويتناثر لحمه فهلكوا جميًعا وحما الله بيته وهذه كانت نصرة لسكان الحرم وحماة بيته‪.‬‬ ‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ‪‬‬ ‫يخاطب الله تعالى رسوله ^ مذكًرا إياه بفعله الجبار في إهلاك الجبابرة فأين قوة العاص بن‬ ‫وائل وعمرو بن هشام والوليد بن عقبة من قوة أبرهة‪.‬‬ ‫فأباده الله عز وجل فاصبر يا محمد ^ ولا تحمل لهم ه ًما‪.‬‬ ‫فهي تسلية لقلب النبي ^ وتذكير لقريش بفعل الله عز وجل تخويًفا وترهيبًا لهم‪.‬‬ ‫‪165‬‬

‫علاقة السورة بما قبلها‬ ‫ففي سورة الهمزة بين فيها أن المال لا يغني من الله شيئًا وهنا في سورة الفيل أقام الدليل على‬ ‫ذلك بقصة أصحاب الفيل‪.‬‬ ‫هام جدًا‬ ‫من أَوى إلى الله فأواه الله وأكرمه الله وكفاه الله وحماه الله وأعطاه الله وأرضاه‪.‬‬ ‫وفي الحديث القدسي «عبدي اشتغل بعبادتي أملئ قلبك غنًا وأ ُسد فقرك وإلا ملئت‬ ‫يديك شغلاً ولم أ ُسد فقرك»‪.‬‬ ‫الآية المحورية لسورة الفيل‬ ‫‪‬ﮕﮖﮗﮘﮙ‪‬‬ ‫‪166‬‬

‫مكية‬ ‫سورة‬ ‫قريش‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫فضل قريش‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬عبدوا الله [‪ ]10‬سنين‬ ‫[‪ ]2‬نصرهم يوم الفيل وهم مشركون‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬فيهم النبوة‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬فيهم الخلافة‪.‬‬ ‫[‪ ]6‬وفيهم الحجابة والسقياه‪.‬‬ ‫سورة قريش تتحدث عن آفة خطيرة وهي إلف النعمة‬ ‫فالإنسان قد يألف النعمة التي أنعم الله تعالى عليه بحيث لا يعود يشعر بها وبعظمتها وبالتالي‬ ‫لا يؤدي شكرهاكما فعل كفار قريش‪.‬‬ ‫وقال الإمام الفخر الرازي‪ :‬اعلم أن النعمة قسمين‪:‬‬ ‫فالأول‪ :‬دفع الضر وهو ما ذكر في سورة الفيل‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬جلب منفعة وهو ما ذكر في سورة قريش ولما دفع الله عنهم الضر وجلب لهم النفع‬ ‫أمرهم بالعبودية‪.‬‬ ‫‪167‬‬

‫علاقة السورة بما قبلها‬ ‫إنكلا منهما تتضمن ذكر نعمة من نعم الله على أهل مكة‬ ‫فالأولى تضمنت إهلاك عدوهم الذي جاء لهدم بيتهم وهو أساس مجدهم وعزتهم‪.‬‬ ‫والثانية تضمنت نعمة اجتماع أمرهم والتئام شملهم ليتمكنوا من الارتحال صيًفا وشتاءً في‬ ‫تجارتهم‪.‬‬ ‫فيذكرهم بهذه المنن ليستحوا مما هم فيه من عبادة غير الله وهو رب البيت الذي يعيشون‬ ‫بجواره آمنين طاعمين ويسيرون باسمه مراعين ويعودون سالمين‪.‬‬ ‫تذكير‪ :‬يستجيش الحياء في النفوس ويثير الخجل في القلوب ولكن انحراف الجاهلية لا يقف‬ ‫عند منطق فاحذر أيها الفطن اللبيب أن تقع في مثل هذا!!‬ ‫إذا كنت في نعمة فارعها فإن الذنوب تزيل النعم‬ ‫وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم‬ ‫وإياك والظلم مهما استطعت فظلم العباد شديد الوخم‬ ‫ما هي دلالة تقديم الشتاء على الصيف والجوع على الخوف؟؟‬ ‫المعروف أن حاجة الإنسان للطعام في الشتاء أكثر من الصيف‪.‬‬ ‫والخوف في الصيف أكثر من الشتاء لأنه يكثر فيه الزواحف وقطاع الطرق‪.‬‬ ‫ومن الملاحظ‪ :‬أنه قال تعالى ‪‬أطعمهم‪ ‬ولم يقل ‪‬أشبعهم‪ ‬وذلك لأن الطعام أفضل‬ ‫من الإشباع فالإشباع فيه مضاره‪.‬‬ ‫تعريج على متى يسبق الخوف الجوع‪ ،‬ومتى يسبق الجوع الخوف في سورة البقرة‬ ‫سبق الخوف الجوع لأن الآية تتكلم عن القتال وفي القتال الخوف مقدم على الجوع‬ ‫‪168‬‬

‫‪‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ‬ ‫ﭬ ‪[ ‬البقرة‪.]155 :‬‬ ‫وفي سورة النحل سبق الجوع الخوف لأن الكلام على الرزق‬ ‫‪‬ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ‬ ‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‪‬‬ ‫[النحل‪.]112 :‬‬ ‫وهكذا لما تتكلم الآيات عن القتال يُقدم الخوف على الجوع ولما تتكلم الآيات عن التجارة‬ ‫والأرزاق يُقدم الجوع على الخوف‪.‬‬ ‫هام جدًا الآية (‪ )4‬ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ‪. ‬‬ ‫قيل إنه أطعمهم من جوع الجهل بطعام الوحي وآمنهم من خوف الضلال ببيان الهدى‬ ‫كأنه تعالى يقول يا أهل مكةكنتم قبل مبعث محم ًدا ^ تُ َسموَن جهال العرب وأجلافهم‬ ‫وغيركم كانوا يُ َس َموَن أهل كتاب‪.‬‬ ‫ثم أنزلت الوحي على نبيكم وعلمتكم الكتاب والحكمة حتى صرتم الآن تسمون [أهل العلم‬ ‫وأهل القرآن] وغيركم يسمون جَّهال اليهود والنصارى‪.‬‬ ‫فهل وعينا ما نحن فيه من فضل؟؟‬ ‫أسأل الله أن يجعلنا أهلًا لعطائه وفضله‬ ‫فإذا كان إطعام الطعام الذي يكون غذاء الجسد يوجب الشكر فإطعام الطعام الذي هو‬ ‫غذاء الروح ألا يكون موجب للشكر؟‬ ‫ءاية العمل في سورة قريش‪:‬‬ ‫شكر نعم الله علينا‬ ‫‪169‬‬

‫مكية‬ ‫سورة‬ ‫الماعون‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‬ ‫السورة فيها تحذير شديد ومعالجة للانفصال الشديد بين الأخلاق والعبادات‪.‬‬ ‫وهذا الانفصال نتج عنه‬ ‫[‪ ]1‬عابد سيئ الخلق‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬حسن الخُلق سيء العبادة‪.‬‬ ‫فترى أنا ًسا حريصين على الأمانة والصدق والتراحم ولكنهم لا يصلون‪.‬‬ ‫وترى أنا ًسا حريصين على الصلاة والعبادات ولكنهم سيئوا الخُلق‪.‬‬ ‫وهذين النموذجين مشوهان فالإسلام يهدف إلى إيجاد العابد حسن ال ُخلُق‬ ‫يقول ^‪« :‬إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من وَدعهَ أو تركه الناس لاتقاء‬ ‫فحشه» روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها‪ .‬سنده صحيح‪.‬‬ ‫وقال أي ًضا ^‪« :‬والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله؟ قال‬ ‫الذي لا يأمن جاره بوائقه قالوا يا رسول الله وما بوائقه قال شره» رواه أبو هريرة‪ .‬سنده‬ ‫صحيح‪.‬‬ ‫وأي ًضا في السورة وصف المنافق بأربعة أشياء البخل وتأخير الصلاة والرياء ومنع الزكاة‪.‬‬ ‫الآية (‪ )1‬ﭦﭧﭨﭩﭪ ‪‬‬ ‫‪170‬‬

‫بدأت السورة باستفهام عجيب وكأن من يكذب بالدينكثير وممكن أن يراه أي أحد إذا‬ ‫عرف صفاته‪.‬‬ ‫وكلمة أرأيت فيها إشارة للبصر تفضح من يكذب بالدين بقلبه نفاقًا وتنبئنا عن أفعاله حتى‬ ‫نعرفه بها‪.‬‬ ‫وصيغة الاستفهام في السورة فيها تشويق للسامع والقارئ عن أهمية الموضوع وخطورته ثم‬ ‫يأتي الجواب ‪‬ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ‪ ‬وفيه‬ ‫إشارة البعيد كأنه أُبعد عن رحمة الله ومعيته فالجزاء من جنس العمل‪.‬‬ ‫الآية (‪ )2‬إلى (‪)3‬‬ ‫‪‬ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ‪‬‬ ‫ولا يحض على طعام المسكين‪ :‬فهو لا يحث على طعام المسكين لا نفسه ولا غيره فكيف‬ ‫بالذي لا يطعم أصلاً؟‬ ‫وكأن الله عز وجل يعلمنا أن دين الإسلام هو دين رحمة وشفقة وهو دين التكافل والتعاون‬ ‫والمحبة‪.‬‬ ‫وقال ^‪« :‬الراحمون يرحمهم الرحمن» أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد‪.‬‬ ‫والآية أي ًضا فيها مفهوم هام ج ًدا وهو إن من يعتقد شيئًا في باطنه فإنه ظاهر على سلوكه‬ ‫لا محالة وإن الدين الإسلامي عبادات ومعاملات لا ينفك أحدهما عن الآخر حق الله عز وجل‬ ‫وحقوق البشر لا يكتمل الإيمان إلا بهما‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )4‬إلى (‪)7‬‬ ‫‪171‬‬

‫‪‬ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ‬ ‫ﮂﮃﮄﮅ ‪‬‬ ‫فويل للمصلين‪ :‬وهنا أسلوب تشويق لشدة الانتباه وهو ذكر الحادثة قبل ذكر أسبابها ثم‬ ‫يبين سبب الويل ويوضح حقيقة عظيمة قد يغفل عنها الكثير ألا وهي أنه ليس كل من صلى‬ ‫هو مؤمن بل أن بعض ممن يؤديها هو من أهل النفاق فتكون حجة عليه‪.‬‬ ‫الذين هم عن صلاتهم ساهون‪ :‬فمن الناس من يؤخر الصلاة عن وقتها ومنهم من يؤديها‬ ‫حركات وكلمات بلا روح لأنهم يصلونها رياء الناس لا إخلا ًصا لله عز وجل‬ ‫‪‬ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ‪[ ‬النساء‪.]142 :‬‬ ‫وقال ابن عباس ◙‪ :‬الحمد لله الذي فرق بيننا وبين اِلنافقين بحرف فقال‬ ‫الذين هم [عن] صلاتهم ساهون ولم يقل الذين هم [في] صلاتهم ساهون‪.‬‬ ‫وقال أي ًضا‪ :‬ويعني صلاة اِلنافقين الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر‪.‬‬ ‫وقال الإمام ابن كثير‪ :‬ﭽ ‪ ‬فهذا اللفظ يشمل هذا كله إما عن فعلها‬ ‫بالكلية وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شر ًعا فيخرجها عن وقتها وإما عن أدائها‬ ‫بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به وإما عن الخشوع فيها والتدبر لمعانيها‪.‬‬ ‫السهو‪ :‬هو غفلة عن الشيء وذهاب القلب عنه‪.‬‬ ‫يقول ابن القيم‪ :‬للعبد بين يدي الله موقفان‬ ‫موقف بين يديه في الصلاة وموقف بين يديه يوم القيامة فمن قام بحق اِلوقف الأول‬ ‫ه ِّون عليه اِلوقف الثاني ومن استهان بهذا اِلوقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك اِلوقف‪.‬‬ ‫‪172‬‬

‫يراءون‪ :‬هم الذين يعملون حيث يراهم الناس ويظهرون أعمالهم ل خيعجب الناس‬ ‫بها ويثنون عليهم وهذا في غير الفريضة‪.‬‬ ‫ويمنعون الماعون‪ :‬وهنا ذكر آخر من حقوق العباد وهو دفع اِلعونة التي لا يضر‬ ‫من إعطاؤها عَل وجه العارية أو الهبة كالإناء أو الفأس وغيرها ولو أنهم أقاموا الصلاة‬ ‫عَل حقيقتها ِلا منعوا العون عن عباد الله‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬ويمنعون الماعون‪ :‬كل اِلعروف الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم‪.‬‬ ‫بعض من وصايا السورة‬ ‫[‪ ]1‬إن الله عز وجل لا يعاقب أح ًدا إلا بعد أن يوضح له المنهج الصحيح الذي يجب أن يسلكه‬ ‫ويبين له العقوبة على ترك هذا المنهج مثال‪  :‬ﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻ‬ ‫ﭼﭽ‪. ‬‬ ‫[‪ ]2‬الله عز وجل لا يريد منا شيئًا فهو الغني سبحانه وتعالى ولكن كل عبادة أو معاملة أمرنا بها‬ ‫هي لأنفسنا هداية ورشاد ومحبة وألفة ومن ثم سعادة بصلاح المجتمعات‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬وصف الله عز وجل المنافق بأربعة أمور [البخل وترك أو تأخير الصلاة والرياء ومنع الزكاة]‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬في السورة الكريمة التذكير بحق الله [الصلاة] وحق الناس [الزكاة والصدقة والمعروف]‪.‬‬ ‫الآيات المحورية لسورة الماعون‬ ‫‪‬ﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽ‪‬‬ ‫‪173‬‬

‫أسئلة حول سورة الماعون‬ ‫س‪ 1‬كيف يكون السهو عن الصلاة؟؟‬ ‫س‪ 2‬بين الله أن المكذب بالدين متصف بأخلاق قبيحة لماذا؟‬ ‫‪174‬‬

‫مكية وقيل مدنية‬ ‫سورة‬ ‫الكوثر‬ ‫الحمد لله الذي أكرم رسوله بالكوثر والحوض المورود وجعله صاحب اللواء المعقود‬ ‫والمقام المحمود وحفظه منكل حاقد وحسود ^ وعلى آله وصحبه صلاة دائمة إلى اليوم‬ ‫الموعود وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نفوز بها يوم الدين وأشهد أن‬ ‫محم ًدا عبده ورسوله خاتم النبيين ^ وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد‪.‬‬ ‫سبب نزول السورة‬ ‫أنه في إحدى الأيام أراد أحدهم الانتقاص من قدر النبي ^ وإلحاق الأذى به فكانكلما‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫فأنزل‬ ‫ِذ ْكُره‬ ‫انقطع‬ ‫هلك‬ ‫لو‬ ‫أبتر لا عقب له‬ ‫دعوه إنما هو رجل‬ ‫ذكر النبي ^ أمامه قال‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫وما‬ ‫خير من الدنيا‬ ‫الكريم ^ بما هو‬ ‫سورة الكوثر بشر بها نبيه‬ ‫ومضة هامة ج ًدا‬ ‫فإن سورة الكوثر تأتي بعد سورة الماعون فإليك المقابلة بين السورتين‬ ‫المشاكل التي تعالجها سورة الكوثر‬ ‫المشاكل التي تعالجها سورة‬ ‫الماعون‬ ‫[‪ ]1‬الأمر بالصلاة والمداومة عليها‬ ‫[‪ ]1‬سهو عن الصلاة‬ ‫[‪ ]2‬إخلاص الصلاة لله‬ ‫[‪ ]2‬المراءاه في الصلاة‬ ‫[‪ ]3‬لا يصدق بالجزاء ويوم الدين [‪ ]3‬الكوثر نهر في الجنة وهذا تصديق بيوم الدين‬ ‫[‪ ]4‬كل الصفات هنا تدل على الأبتر والجزاء‬ ‫[‪ ]4‬سورة الكوثر هي إنجاز لما وعد الله تعالى‬ ‫لأنه انقطع الخير عنه‬ ‫رسوله‬ ‫في سورة الضحى ‪ ‬ﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫ﮇ‪‬‬ ‫‪175‬‬

‫لماذا قال الله تعالى ‪‬ﮇ‪ ‬ولم يقل ءاتيناك؟‬ ‫أولاً‪ :‬الله عز وجل لا يُسئل عما يفعل‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬لغويًا الإيتاء يشمله نزع بمعنى إنه ليس تملي ًكا‪.‬‬ ‫أما العطاء‪ :‬تمليك وتخصيص على الأغلب‪.‬‬ ‫أمثلة‬ ‫‪‬ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‪[ ‬آل عمران‪.]26 :‬‬ ‫‪‬ﮰﮱﯓ‪...........‬ﮗﮘﮙﮚ ‪[ ‬القصص]‪.‬‬ ‫ورب العالمين َمَلّك رسوله ^ الكوثر وأعطاه إياه تملي ًكا له أن يتصرف فيه كيف‬ ‫يشاء‪.‬‬ ‫ما هو معنى الكوثر‬ ‫هو المبالغة فيكثرة الخير فقيل عن الكوثر أنه نهر في الجنة وقيل إنه الحوض وقيل‬ ‫رفعة الذكر وغير ذلك‪.‬‬ ‫وكل ما قيل يشمل الخير الذي أعطاه الله عز وجل لرسوله ^‪.‬‬ ‫وبعد أن بشر الله عز وجل رسوله ^ بإعطائه الكوثر فأراد منه أن يشكر النعمة التي أعطاه‬ ‫إياها ولذلك طلب الله عز وجل من رسوله ^ أمرين‬ ‫الأول‪ :‬يتعلق بالله عز وجل ب [الصلاة]‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬يتعلق بالعباد وهو ب [النحر]‪.‬‬ ‫• فشكر النعم تكون بشكر الله والإحسان إلى خلقه فهو من الشكر‬ ‫‪176‬‬

‫ولماذا قدمت الصلاة على النحر؟؟‬ ‫• لأن الصلاة أعظم ركن من أركان الإسلام وهو أعلى درجات الشكر لله‪.‬‬ ‫• ولأنها أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة‪.‬‬ ‫• ولأنها لا تسقط عن العبد في أي حال من الأحوال من مرض أو فقر أو غيره‪.‬‬ ‫أما النحر‪ :‬يكون مع القدرة المادية‪.‬‬ ‫نبذة في لفظ الصلاة‬ ‫• إن كانت من الله فهي رحمة‪.‬‬ ‫• وإنكانت من الرسول ^ فهي دعاء‪.‬‬ ‫• وإنكانت من العباد فهي عبادة وقول وفعل وحركة الصلاة‪.‬‬ ‫لماذا لم يقل فصل لنا؟؟‬ ‫لو قال فصل لنا لأفاد أن الصلاة تكون للمعطي ولكن الصحيح أن المعطي له الشكر فقط‬ ‫وليس الصلاة حتى لا يتوهم أن الصلاة تكون لأي معطي والصلاة حق لله وحده عز وجل‪.‬‬ ‫ملاحظة هامة ج ًدا‬ ‫في القرآنكله لا يوجد موضع ذكر فيه ضمير التعظيم إلا سبقه أو تبعه إفراد بما يفيد وحدانية‬ ‫الله تعالى‪.‬‬ ‫حتى لا يتوهم أصحاب القلوب المريضة أنه تعالى له شريك والعياذ بالله‪.‬‬ ‫أمثلة‬ ‫‪‬ﭠﭡﭢﭣﭤ‪ .........‬ﭳﭴﭵﭶﭷ ‪‬‬ ‫‪‬ﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖ ‪‬‬ ‫‪177‬‬

‫‪‬ﮄﮅﮆﮇ ‪‬‬ ‫‪‬ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ ‪‬‬ ‫والرب هو المربي والمعطي والقيم جل جلال ربنا‬ ‫لماذا كلمة وانحر ولم يقل واذبح أو ضحي؟؟‬ ‫النحر‪ :‬يتعلق بالإبل فقط ولا تستعمل لغير الإبل‪.‬‬ ‫أما الذبح‪ :‬يكون في الشاة والطيور والبقر‪.‬‬ ‫فخص لفظ النحر‬ ‫والمقصود به الإبل أراده الله عز وجل أن يتصدق بأعز الأشياء عند العرب وبما أن الله عز‬ ‫وجل أعطى رسوله الخير الكثير فلا يناسب هذا العطاء الكبير أن يكون الشكر عليه قليلاً‪.‬‬ ‫ولذا اختر الصلاة والنحر وهما أعظم أنواع الشكر‪.‬‬ ‫لماذا لم يقل فصل لربك وانحر لربك؟؟‬ ‫أولاً‪ :‬لأن المتعلق الأول يغني عن المتعلق الثاني أي يفهم من الآية فصل لربك وانحر لربك‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬لأن الصلاة لا تكون إلا عبادة ولا تكون غير ذلك‪.‬‬ ‫أما النحر‪ :‬فقد يكون عبادة وقد يكون للأكل فقط وليست بهدف العبادة‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬فلو قال وانحر لربك لألزم أن يكون النحر فقط عبادة ولِما جاز لغير العبادة أب ًدا‪.‬‬ ‫سبحانه من رب رحيم حليم رؤوف ودود منان وهاب شكور جل جلال ربنا‬ ‫معنى شنئان‪ :‬أي بغض‬ ‫جعل الله عز وجل مجرد بغض النبي ^ هو خسارة وهذه خاصة لرسول الله ^‪.‬‬ ‫ولم يقل عدوك المبتور بل قال [الأبتر]‬ ‫‪178‬‬

‫وكلمة أبتر على وزن أفعل تفيد الثبوت مثل أحمر‪ ،‬أعرج‪.‬‬ ‫وكلمة مبتور على وزن مفعول تفيد التحول مثل مهموم‪ ،‬مسرور‪.‬‬ ‫فاستخدامكلمة أبتر [تدل على ثبوتكل معاني البتر مع استمرارية هذه الصفة]‬ ‫ومعنى الأبتر هو‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬كل أمر انقطع أثره من الخير فهو أبتر‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬إذا مات أولاد الشخص أولاد ذكور له فهو أبتر‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬الخاسر يسمى أبتر‪.‬‬ ‫ويقال إن شانئ الرسول ^ انقطع نسله بتاتًا إَّما بانقطاع الذرية أصلاً أو بإسلام أولاده‬ ‫فلا يدعون له‪ .‬فالشانئ خسركل شيء‪.‬‬ ‫أما النبي ^ لم يخسر شيء لا في الدنيا ولا في الآخرة‪.‬‬ ‫فالنبي ^ يذكر اسمه كل ثانية وهذا خاص بالنبي ^‪.‬‬ ‫ولما أمر الله عز وجل نبيه ^ بالنحر مكَنّه من مائة من الإبل نحرها بعد نزول الآية‬ ‫شكًرا لله تعالى على نعمه الكثيرة‪.‬‬ ‫‪179‬‬

‫نبذة عن نهر الكوثر‬ ‫نهر من أنهار الجنة ماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج مجراه على ظهر أرض‬ ‫الجنة دون أخاديد مجراه على الياقوت والدر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف طينه مسك أذفر‬ ‫أي خالص لا يخالطه شيء آخر أنيته من الذهب والفضة شاربه لا يظمأ بعد ذلك أب ًدا‪.‬‬ ‫وقال ابن القيم‪:‬‬ ‫أنهارها في غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان‬ ‫من تحتهم تجري كما شاءوا مفجرة ما للنهر من نقصان‬ ‫ث|م أنهار من الألبان‬ ‫عسل مصفى ثم ماءٌ ثم خمر‬ ‫لكن هما في اللفظ مشتركان‬ ‫والله ما تلك المواد كهذه‬ ‫هذا وبينهما يسير تشابه وهو اشتراك تام في الأذهان‬ ‫وقال ^‪ :‬عن طيور الجنة التي حول نهر الكوثر «هو نهر أعطانيه الله في الجنة أبيض‬ ‫من اللبن وأحلى من العسل فيه طيور أعناقهاكأعناق الجزور» فقال عمر بن الخطاب‪ :‬إنها‬ ‫لنا ِع َمةٌ يا رسول الله فقال ^ «أَكِلوها أنعم منها» رواه الترمذي‪.‬‬ ‫ناعمة‪ :‬أي متنعمة‪.‬‬ ‫وما العمل إذا أردنا أن يكرمنا الله عز وجل بهذه الكرامة العظيمة ويسقينا‬ ‫الحبيب ^ بيده الشريفة؟؟‬ ‫أن نستن بسنته ولنتمسك بهديه ولنتبع أثره ولنقتدي بمنهجه ^‪.‬‬ ‫فلنحذر من البدع والمحدثات في الدين فكم من أناس يتعبدون الله بعبادات لم يشرعها‬ ‫ولم يفعلها رسوله ^‪.‬‬ ‫‪180‬‬

‫وحين نسمع هذا الكلام من حبيبنا وقرة أعيننا ومن نشتاق إلى رؤيته وهو يقولكلمات‬ ‫يدمع لها القلب قبل العين‪.‬‬ ‫قال ^ «ألا أني فرطكم على الحوض أنظُُرُكم وأكاثر بكم الأمم فلا تسودوا وجهي»‬ ‫مسند أحمد‪.‬‬ ‫فما العلاج إذًا؟ أين العلاج إ ًذا؟‬ ‫علينا بقول رسول الله ^ «إن من ورائكم أيام الصبر الصبر فيه مثل قبض الجمر‬ ‫للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله» قالوا يا رسول الله أجر خمسين‬ ‫منهم قال «أجر خمسين منكم» رواه أبو داود والترمذي‪.‬‬ ‫الآية المحورية لسورة الكوثر‬ ‫‪‬ﮎﮏﮐﮑ‪‬‬ ‫أي مبغض النبي ^ ومبغض شرعك وسنتك‬ ‫فهو المقطوع من كل خير‬ ‫‪181‬‬

‫مكية‬ ‫سورة‬ ‫الكافرون‬ ‫وقيل عنها‪:‬‬ ‫تسمى هي وسورة الإخلاص المقشقشتين لأنهما تقشقشا من الشرك أي تبرئان من الشرك‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬من قرأها فكأنما قرأ ربع القرآن وتباعدت عنه مردة الشياطين‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬تسمى سورة العبادة‪.‬‬ ‫وقال الفيروز آبادي‪ :‬تسمى سورة الدين‬ ‫سبب النزول‪ :‬قال الواحدي في السيرة أن رسول الله ^ كان يطوف بالبيت فاعترضه‬ ‫الوليد ابن المغيرة والعاص بن وائل وأبو جهل وأمية بن خلف فقالوا يا محمد نعبد ما تعبد سنة‬ ‫وتعبد ما نعبد سنة فنشترك نحن وأنت في الأمر فإن كان الذي تعبد خيًرا مما نعبد كنا قد أخذنا‬ ‫بحظنا منه‪.‬‬ ‫وإنكان ما نعبد خيًرا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه‪.‬‬ ‫فقال رسول الله ^‪« :‬معاذ الله أن أشرك به غيره» فأنزل الله السورة كلها فقرأها النبي‬ ‫^ فيئسوا منه عند ذلك‪.‬‬ ‫والذي حمل هؤلاء المشركين على عرض ما قالوا للنبي ^ هو أنهم رأوا حرص النبي ^‬ ‫على أن يؤمنوا فطمعوا أن يجعلوه يعترف بألوهية أصنامهم‪.‬‬ ‫‪182‬‬

‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﭑﭒﭓﭔ‪ ‬يقول الطاهر بن عاشور نادهم بوصف الكافرين تحقيًرا‬ ‫لهم وإيذانًا بأنه لا يخشاهم إذا ناداهم بما يكرهون‪.‬‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﭕﭖﭗﭘﭙ ‪‬‬ ‫إنه ^ تبرأ من اعتقاد وفعل هؤلاء الكافرين وأي ًضا استحالة أن يساوم الكفر مع الإيمان‬ ‫[فمفهوم العبادة عند هؤلاء الكافرين مشوه]‬ ‫فالعبودية هي‬ ‫• الاستسلام والتذلل والتنسك لله وحده‪.‬‬ ‫• وأن لا تتحرك ولا تتوجه ولا تسكن إلا إليه سبحانه‪.‬‬ ‫• وأن لا تعتمد على أح ًدا سواه ولا تلجأ إلا إليه‪.‬‬ ‫• ولا تطلب حاجتك إلا منه‪.‬‬ ‫• وأنكل ما في الكون يدلك عليه سبحانه‪.‬‬ ‫• فلا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫‪‬ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ ﭦﭧﭨﭩﭪ‪‬‬ ‫• يأتي النفي القطعي المستحيل عن ذات رسول الله ^ أنه يصدر منه العبودية لغير الله‪.‬‬ ‫• وأي ًضا‪ :‬في الآيات تأكيد على ملاصقة صفة الكفر لحالهم واستمرارها فيهم حتى فنائهم‪.‬‬ ‫• وأي ًضا‪ :‬التكرار في السورة إيجاز وإعجاز لأنه نفى عن نبيه عبادة الأصنام في الماضي والحال‬ ‫والمستقبل‪.‬‬ ‫• وأي ًضا‪ :‬نفى عن الكفار المذكورين عبادة الله عز وجل في الأزمنة الثلاثة‪.‬‬ ‫‪183‬‬

‫‪‬ﭬﭭﭮﭯ ‪‬‬ ‫لكم دينكم‪ :‬لا أتابعكم عليه‪.‬‬ ‫ولي دين‪ :‬لا تتابعونني عليه‪.‬‬ ‫وبهذا أيأس الله رسوله ^ من إيمان هذه الجماعة التيكان النبي ^ يطمع في إيمانهم وأيأس‬ ‫المشركين من الطمع في موافقة الرسول ^ على مقترحهم الفاسد‪.‬‬ ‫وقد هلك هؤلاء المشركون على الكفر فلم يؤمن منهم أحد فمنهم من هلك في مكة ومنهم‬ ‫من هلك ببدر‪.‬‬ ‫آيات العمل في سورة الكافرون‬ ‫تحقيق العبودية‬ ‫قراءة سورة الكافرون‬ ‫لله عز وجل‬ ‫في الركعة الأولى‬ ‫وعدم تمييع‬ ‫وسورة الإخلاص‬ ‫مبادئ الدين‬ ‫في الركعة الثانية‬ ‫وتقديم التنازلات‬ ‫من سنتي الفجر والمغرب‬ ‫في العقيدة‬ ‫وقراءتها عند النوم‬ ‫‪184‬‬

‫بعض وصايا السورة‬ ‫[‪ ]1‬أهمية صدق الاعتقاد والثبات عليه‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬لا يكون الاعتقاد سلي ًما وصحي ًحا إلا إذا انطلق من منهج الله عز وجل ورسوله ^‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬دين الله لا يُ َساَوم عليه ولا يَُفاوض به لأجل المصالح الذاتية وغيرها‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬لا يوجد أنصاف حلول في الإسلام إما حق وإما باطل‪.‬‬ ‫[‪]5‬كان ^ يقرأ بها وسورة الإخلاص في ركعتي سنة المغرب وسنة الفجر‪.‬‬ ‫وأوصى ^ الرجل الذي جاء يطلب منه سورة يقرأها عند النوم فاقرأ [الكافرون] فإنها‬ ‫براءة من الشرك‪.‬‬ ‫بعض الملاحظات في السورة‬ ‫• ثلاث سور فقط في القرآن الكريم سميت بأصناف الناس الثلاثة‬ ‫[الكافرون]‬ ‫[المنافقون]‬ ‫[المؤمنون]‬ ‫• لا يتحقق ما جاء في سورة النصر إلا بتحقيق ما جاء في سورة الكافرون فتأمل هذه المناسبة‬ ‫العجيبة‪.‬‬ ‫• من الفهم الخطأ‪ :‬أن نسمع من يقول لأصحابه إذا نصح أحد مالك تنصح فلان فلكم دينكم‬ ‫ولي دين‪.‬‬ ‫فأقول لهؤلاء أن هذه السورة نزلت في كفار قريش وهم يساومون النبي على تقسيم‬ ‫العبودية بين الله عز وجل وبين أصنامهم فلا يجوز تحويل مقاصدها إلى المسلمين وأنه لا‬ ‫يجوز أن تصف بها مسل ًما فليس للمسلم دين غير الإسلام‪.‬‬ ‫‪185‬‬

‫مدنية‬ ‫سورة‬ ‫النصر‬ ‫من أسماء السورة‬ ‫سورة النصر‬ ‫سورة إذا جاء نصر الله‬ ‫سورة التوديع‬ ‫وهي من آخر ما نزل من القرآن‬ ‫مناسبة السورة لما قبلها‬ ‫في سورة الكافرون مفاصلة بين المسلمين والكافرين وتأتي سورة النصر لتؤكد أن النصر والعاقبة‬ ‫ستكون حت ًما لله عز وجل ولرسوله ^ وللمؤمنين‪.‬‬ ‫احتوت هذه السورة على‬ ‫[بشارة] [وأمر] [وإشارة]‬ ‫البشارة‪ :‬وهي البشارة بنصر الله لرسوله ^ وفتحه مكة ودخول الناس في دين الله أفوا ًجا‪.‬‬ ‫الأمر‪ :‬فهو أمر الرسول ^ أن يشكر ربه على ذلك ويسبح بحمده ويستغفره‪.‬‬ ‫الإشارة‪ :‬إلى أن أجل رسول الله ^ قد اقترب ودنا وأنه سيستمر النصر لهذا الدين‪.‬‬ ‫‪186‬‬

‫وهذه السورة الكريمة تتحدث عن‬ ‫فتح مكة الذي أعز الله به المسلمين وانتشر به الإسلام وانتصر الحق وزهق الباطل ودخل‬ ‫الناس في دين الله أفوا ًجا‪.‬‬ ‫وقد كان الإخبار من الله بفتح مكة قبل وقوعه وهذا من دلائل نبوته ^‪.‬‬ ‫ما علاقة النصر بالتسبيح والاستغفار؟؟‬ ‫عبر العصور والأزمان عادة ما يصيب المنتصركبر وعجب‪.‬‬ ‫أما الأمة الإسلامية فلها منهج محدد فتأتي سورة النصر لِتُ َعلم أن النصر ليس وقت للكبر‬ ‫والعجب لكنه وقت عودة النفس لربها الذي أعان على النصر‪.‬‬ ‫ولو نظرنا لوجدنا أن نهاية الأعمال العظيمة في ديننا لابد في نهايتها من الاستغفار‬ ‫كما نفعل عقبكل صلاة والحج والصوم وكل العبادات وهذا يحملنا على عدم الوقوع في‬ ‫الكبر والعجب والزهو بالنفس ودائ ًما يذكر المسلم تقصيره أمام عظمة الله تعالى‪.‬‬ ‫لماذا لفظ [جاء] وليس لفظ [أتى]؟؟‬ ‫المجيء في القرآن مع الشدائد العظام‬ ‫أمثلة‬ ‫‪‬ﯶﯷﯸ‪ ‬ﮬﮭﮮ‪ ‬ﭱﭲﭳﭴﭵ‪ ‬فهذا‬ ‫النصر لا يأتي بسهولة وإنما يأتي بحرب ومعارك ولذلك لفظ [جاء] أما الإتيان في القرآن أيسر من‬ ‫المجيء‪.‬‬ ‫لماذا نسب النصر إلى الله؟‬ ‫[‪ ]1‬ليؤكد أن النصر من عند الله عز وجل فلابد أن نتعلق به ويقول بعض المفسرين بنصر الله‬ ‫يجيء به الله في الوقت الذي قدره في الصورة التي يريدها‪.‬‬ ‫‪187‬‬

‫[‪ ]2‬ليشير أن النصر لا يكون نصًرا إلا إذا أثمر حالاً يرضي لله‪.‬‬ ‫لماذا اقترن النصر مع الفتح؟‬ ‫[‪ ]1‬لأنه قد يحدث النصر ولا يحدث معه الفتح فالفتح زاد النصر تماًما وكمالاً‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬وكلمة الفتح تشير إلى أن النصر المنشود ليس توسًعا في اكتساب الأرض بل لا يكتمل النصر‬ ‫إلا بالفتح‪ ،‬الإيماني للقلوب في النفوس‪.‬‬ ‫ملحوظة هامة جدًا‬ ‫في السورة تأكيد على أنه ليس نصًرا ذاك الذي يغير الظواهر ولا يغير الجواهر إنما‬ ‫النصر الدخول في السلمكافة‪.‬‬ ‫وهاهم الصحابة وافق قولهم أعمالهم ففي فتح مكة تحقق ذلك فالصحابة الذين نافحوا‬ ‫عن الأصنام طيلة حياتهم ها هم يكسروا هذه الأصنام بأيديهم فكان حول الكعبة ‪ 300‬صنم‬ ‫تقريبًا‪.‬‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ ‪‬‬ ‫يجوز أن تكون علمت علم اليقين أن الناس يدخلون في دين الله ويجوز أن تكون رؤية بصرية‬ ‫بأن رأي أفواج وفود العرب يردون المدينة يدخلون في الإسلام‪.‬‬ ‫وأبرز الذين أسلموا يوم الفتح‬ ‫• أبو سفيان بن حرب وزوجته هند بنت عتبة وكان أبو سفيان قائد المشركين في مكة فكان‬ ‫لإسلامه تأثيركبير في إسلام الكثيرين‪.‬‬ ‫• وأسلم عكرمة بن أبي جهل‪.‬‬ ‫‪188‬‬

‫• وأسلم صفوان بن أمية‪.‬‬ ‫• وأسلم أبو قحافة والد أبي بكر‪.‬‬ ‫• وأسلم سهيل بن عمرو رسول قريش يوم الحديبية‬ ‫• وقد عفا النبي ^ عن قريش في هذا اليوم المبارك‬ ‫الآية (‪)3‬‬ ‫‪‬ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ ‪‬‬ ‫هذا من باب الشكر والشكر يكون على قدر النعمة ولذلك في سورة النصر بعد أن تمت‬ ‫الرسالة فسبح واحمد واستغفر وكان بعدها يقول ^ «سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب‬ ‫إليك»‪.‬‬ ‫لماذا تقدم التسبيح والتحميد على الاستغفار؟‬ ‫هو أداء العبد ما يجب عليه من تنزيه الله عن النقص والحمد ثناء لله على إنعامه وهو مستلزم‬ ‫إثبات صفات الكمال لله فهو جامع بين جانب الله وهو [التسبيح والتحميد]‬ ‫وحظ العبد وهو [الاستغفار]‪.‬‬ ‫وقال ابن القيم سألت بن تيمية يوًما أيهم أنفع للعبد التسبيح أم الاستغفار‬ ‫فقال‪ :‬إذا كان الثوب نقيًا فالبخور وماء الورد أنفع له وإذاكان دن ًسا فالصابون والماء‬ ‫الحار أنفع له‪.‬‬ ‫فلما كان الحال هنا حال الثوب النقي فالتسبيح أولى له من الاستغفار‪.‬‬ ‫إنه كان توابًا‪ :‬في الجملة أربع مؤكدات وهي [إن] [ه الضمير] [كان] [صيغة المبالغة في‬ ‫التواب] لتبث البشرى والتفاؤل في نفس التائب والمستغفر فتزيده إقبالاً على التوبة والاستغفار‪.‬‬ ‫‪189‬‬

‫من ثمرات الذكر في السورة‬ ‫عن عبد الله ابن مسعود أن رسول الله ^ قال‪« :‬إ َّن أ َح َّب الكلام إلى الله أن يقول‬ ‫العبد‪ :‬سبحانك الله َّم وبحم ِدك‪ ،‬وتبارك اس ُمك وتعالَى َج ُّدك‪ ،‬ولا إله غيُرك‪ .‬وإ َّن أبغ َض‬ ‫الكلام إلى الله أن يقول الرج ُل للرج ِل‪ :‬اَتِّق اللهَ‪ ،‬فيقول عليك بنفسك» إسناده صحيح‪.‬‬ ‫عن أم هانئ رضي الله عنها قالت‪ :‬مر بي رسوُل الله ^ فقل ُت‪ :‬يا رسوَل الله قدكبِر ُت‬ ‫وضعف ُت – أو كما قالت‪ -‬فمرني بعمل أعملُه وأناَ جالسةٌ قال‪« :‬سِبّحي الله مائة تسبيحٍة‬ ‫فإنها تعد ُل لك مائةَ رقبٍة تعتقينها من ول ِد إسماعي َل واحمدي الله مائةَ تحميدٍة فإنها تعد ُل‬ ‫ل ِك مائةَ فرس ُمسرجٍة ُملجمٍة تحملين عليها في سبيل الله وكبري الله مائةَ تكبيرٍة فإنها تعد ُل‬ ‫ل ِك مائةَ بدنٍة ُمقلدٍة متقبلٍة وهللي اللهَ مائةَ تهليلٍة»‪ -‬قال أبو خل ٍف‪ :‬أحسبُه قال‪ -:‬تملأُ ما‬ ‫بين السماِء والأر ِض ولا يرف ُع يومئ ٍذ لأح ٍد عم ٌل أفض ُل مما يرف ُع لك إلا أ ْن يأت َي بمث ِل ما‬ ‫أتي ِت‪ .‬أخرجه النسائي وأحمد وابن ماجه‪.‬‬ ‫وقال ^‪« :‬من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة» أخرجه البزار‬ ‫(‪.)2468‬‬ ‫والاستغفار أمان من العذاب والمخاطر وتعويض للخسائر قال الله عز وجل‬ ‫‪‬ﯲﯳﯴﯵﯶﯷ‪[ ‬الأنفال‪.]33 :‬‬ ‫عن البراء ابن عازب أن رسول الله ^ قال‪« :‬من استغفر اللهَ ُدبَُر ك ِّل صلاةٍ ثلا َث‬ ‫مرا ٍت‪ ،‬فقال‪ :‬أستغفُر اللهَ الذي لا إله إلا هو الح ُّي القيوُم وأتو ُب إليه‪ ،‬غفرت ذنوبُه‪ ،‬وإن‬ ‫كان قد فَّر من يوِم الزح ِف» أخرجه ابن السني في (عمل اليوم والليلة)‪ ،‬وابن عدي في‬ ‫(الكامل في الضعفاء)‪.‬‬ ‫‪190‬‬

‫بعض أسماء الله عز وجل في السورة‬ ‫[النصير] حيث نصر رسوله ^ ومكن له في الأرض بعد أن بدأ دعوته وحي ًدا وأخرجه‬ ‫قومه من بلده‪.‬‬ ‫[الفتاح] حيث فتح لرسوله ^ فتح خير وبركة وفتح عليه مكة وفتح بينه وبين من خالفه‬ ‫حتى إذا أخذهم لم يفتلهم‪.‬‬ ‫[السبوح] الذي تنزه عن النقائص ويستحق التسبيح سبحانه‪.‬‬ ‫[الرب] الذي يخلق عباده ويملك أمرهم ويصلح شأنهم ويعتني بهم ويدبر شؤونهم ويربيهم‬ ‫على طاعته‪.‬‬ ‫الآية المحورية لسورة النصر‬ ‫‪‬ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‪‬‬ ‫‪191‬‬

‫كيفية العمل بالآيات‬ ‫[‪ ]1‬أن أنسب الفضل دوًما لله عز وجل في تحقيق أي نجاح‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬إن معيار النصر دوًما هو الانتقال إلى حال أُرضي الله فيه‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬أن أستعد للموت وأعمل له‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬أن أجدد التوبة لله عقبكل نجاح وانتصار في حياتي‪.‬‬ ‫وقفة مع النفس في السورة‬ ‫• كم مرة أنجز الله عز وجل لك نصًرا وانشغلت بالنصر عن الله!!!‬ ‫• ما هي مساحة التسبيح والتحميد والاستغفار في حياتك؟‬ ‫التعرف على النسب الشريف للنبي ^‬ ‫فهو أبو القاسم‬ ‫محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن‬ ‫مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركه‬ ‫بن إلياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ^‪.‬‬ ‫فالنبي ^ أشرف الناس نسبًا وأكملهم ُخلًُقا‪.‬‬ ‫و َخْلًقا قال «إن الله اصطفىكنانة من ولد إسماعيل واصطفى قري ًشا منكنانة واصطفى‬ ‫من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم» صحيح مسلم‪.‬‬ ‫فالنبي ^ خيار من خيار من خيار ^‪.‬‬ ‫أما أبو القاسم‪ :‬فهيكنيته والنبي ^ له أسماء أخرى‬ ‫فقال ^‪« :‬إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر‬ ‫وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي» ^‪ .‬صحيح‬ ‫ابن حبان‪.‬‬ ‫‪192‬‬

‫أسئلة حول سورة النصر‬ ‫س‪ 1‬ما هو أبرز ما تنوي فعله بعد أن تعلمت سورة النصر؟‬ ‫س‪ 2‬ما هي الأسماء والصفات لله التي تساعدك على العمل بالسورة؟‬ ‫س‪ 3‬ما هي أهم المعلومات التي خرجت بها بعد دراسة سورة النصر؟‬ ‫‪193‬‬

‫مدنية‬ ‫سورة‬ ‫المسد‬ ‫سبب نزول السورة‬ ‫الآيات الخمس نزلت رًدا على أبي لهب عم النبي ^ لما طلع النبي ^ جبل الصفا‬ ‫ونادى‪« :‬وصباحاه» فاجتمع الناس حوله فقال لهم «إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد‬ ‫قولوا [لا إله إلا الله]كلمة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم» فنطق أبو لهب فقال‬ ‫ألهذا جمعتنا تبًا لك سائر اليوم‪.‬‬ ‫الآية (‪)1‬‬ ‫‪‬ﮈﮉﮊﮋﮌﮍ‪‬‬ ‫لماذا خص البيان بالتب دون غيرها؟؟‬ ‫قولان لهذا‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬لأن معناها تبت أي هلكت نفس أبو لهب قال تعالى ‪‬ﮌﮍﮎﮏ ‪[ ‬الحج‪:‬‬ ‫‪ .]10‬أي نفسك‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬وقيل نسب العمل إلى اليد لأنه في الأكثر يكون بها‪.‬‬ ‫ملحوظة عن اسم أبو لهب ولماذا لم يذكر باسمه وذكرتكنيته؟؟‬ ‫أولاً‪ :‬هو عبد العزىكنيته أشهر من اسمه‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬لأن الاسم أشرف من الكنية ولذلك لأن الكنية إشارة إليه باسم غيره‪.‬‬ ‫ومن هنا دعا الله أنبياءه بأسمائهم‪.‬‬ ‫‪194‬‬

‫سؤال هام‪:‬‬ ‫لماذا لم يكن اسم السورة أبو طالب أو أبو جهل؟‬ ‫[أبو طالب] كان أخو أبو لهب وعلى نفس ملته إلا أنه كان يحمي النبي ^ ويدافع عنه‬ ‫فجازاه الله عز وجل على ذلك‪.‬‬ ‫[أما أبو جهل] كان أشد عداوة للنبي ^ حتى وصفه النبي ^ بأنه فرعون هذه الأمة‪.‬‬ ‫• ولكنه لم يكن قريبًا للنبي ^ كأبي لهب •‬ ‫ومضة عن أبو لهب‬ ‫يقال إنه كان عنده جارية تسمى ثويبة وهي من بشرته بمولد الحبيب ^ فأعتقها لهذه‬ ‫البشرى‪.‬‬ ‫فما الذي حمله على عداوته إ ًذا؟؟‬ ‫تلك هي العقائد الباطلة التي تزين لأصحابها الكبر والحقد على الحق وأهله‪.‬‬ ‫[وعلى ذكر ثويبة]‪ :‬فهي أول من أرضعت الحبيب ^ مع عمه حمزة بن عبد المطلب‬ ‫وعبد الله بن جحش فهم إخوة للنبي ^ بالرضاعة‪.‬‬ ‫سبحان الله اجتمع حمزة بن عبد المطلب مع عبد الله بن جحش في الرضاعة واجتمع أي ًضا‬ ‫في إسلامهم حتى دفنهم فهم استشهدوا في أحد ودفنهم النبي ^ في قبر واحد‪.‬‬ ‫الآية (‪)2‬‬ ‫‪‬ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ‪‬‬ ‫‪195‬‬

‫قيل إن أبا لهب أصيب بمرض اسمه العدسة وكانت العرب تتقي هذا المرض مثل الطاعون‬ ‫فتركه أولاده مخافة العدوة حتى مات وأقام ثلاثة أيام لم يدفن حتى أنتن فحركوه بعود أي العصا من‬ ‫بعيد حتى ألقوه في حفرة وهدموا عليه هدم‪.‬‬ ‫فلم يدفع عنه العذاب في الدنيا ولا في الآخرة مالاً ولا ولد‬ ‫الآية (‪)3‬‬ ‫‪‬ﮕﮖﮗﮘﮙ‪‬‬ ‫قيل إن بعد موت أبا لهب رآه في المنام العباس بن عبد المطلب فقال له أبو لهب لم أجد‬ ‫بعدكم راحة إنما أنا في شر وخيبة إلا أنني أسقى يوم الإثنين من هذه النقرة وهي ما بين الإبهام‬ ‫والسبابة‪ .‬وذلك لأنه أعتق ثويبة يوم بشرته بميلاد الحبيب ^‪.‬‬ ‫فانظر إلى عظيم فضل الله وأن الله لا يضيع عنده شيء‬ ‫فكيف يكون إكرام الله لمن في قلبه تصديق برسوله ^ وحسن الطاعة والاتباع؟؟‬ ‫فما زادني شرفًا وتيًها دخولي تحت قولك يا عبادي وأن سيرت أحم ًدا لي نبيًا‪.‬‬ ‫الآيات (‪ )4‬إلى (‪)5‬‬ ‫‪‬ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ‪‬‬ ‫صح أنه لما سمعت زوجة أبا لهب ما نزل فيها وزوجها من القرآن أتت رسول الله ^ وهو‬ ‫جالس في المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر وعمر ¶ وفي يدها َح َجر فلما وقفت عليه‬ ‫أخذ الله بصرها عن رسول الله ^ فلم تراه فقالت يا أبا بكر أين صاحبك قد بلغني أنه يهجوني‬ ‫والله لو وجدته لضربته بهذا الحجر وإني لشاعرة فهجت النبي ^ وانصرفت‪.‬‬ ‫[فقال أبو بكر يا رسول الله أما تراها رأتك؟؟]‬ ‫‪196‬‬

‫فقال ^‪« :‬ما رأتني لقد أخذ الله بصرها عني»‬ ‫ملحوظة‬ ‫سيصلى أبي لهب نار ذات لهب فكان له من اسمه نصيب وكذلك امرأتهكان لها من‬ ‫فعلها نصيب‪.‬‬ ‫فقد كانت تحمل الشوك وتضعه في طريق النبي ^ وكانت عندها قلادة لأنهم كانوا من‬ ‫الأثرياء فكانت تقول سأنفق هذه القلادة لحرب محم ًدا‪.‬‬ ‫في جيدها حبل من مسد‪ :‬هذه الحالة الفظيعة التي عوضت فيها بحبل في جيدها عن العقد‬ ‫التي كانت تتحلى به فَتُربط به وهذا تحقير من صورتها وهيئتها لأن ربط العنق بحبل من الليف أو‬ ‫النخيل لا يكون إلا في البهائم‪.‬‬ ‫واسمها هو أم جميل أروى بنت حرب بن أمية وهي أخت أبو سفيان بن حرب وقيل اسمها‬ ‫العوراء وقيل هي صفاتها‪.‬‬ ‫[وابنيها] هم عتبة بن أبي لهب وعتيبة بن أبي لهب الذين كانوا متزوجين من بنتي رسول الله‬ ‫^ أمكلثوم ورقية اللتين تزوجهما بعد ذلك عثمان بن عفان ◙ واحدة بعد الأخرى أي‬ ‫بعد وفاة الأولى تزوج من الثانية‪.‬‬ ‫‪197‬‬

‫من ثمرات السورة‬ ‫[‪ ]1‬من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه وأن الجزاء من جنس العمل‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬المال والولد لن يغنيا من عذاب الله شيئًا‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬هذه السورة من أسباب النصر لأن الله عز وجل أهلك عدوه وعدو رسوله ^ وهذا نصر‬ ‫من الله عز وجل لنبيه ^‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬تركز هذه السورة على توعد المعادين للدعوة بالهوان والعذاب في الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫الآية المحورية لسورة المسد‬ ‫‪‬ﮎﮏﮐﮑﮒﮓ‪‬‬ ‫‪198‬‬

‫مدنية‬ ‫سورة‬ ‫الإخلاص‬ ‫أسماء السورة‬ ‫توقيفية‪ :‬سورة الإخلاص‪ ،‬سورة قل هو الله أحد‪.‬‬ ‫اجتهادية‪ :‬سورة الأساس‪ ،‬سورة التوحيد‪ ،‬سورة الصمد‪.‬‬ ‫سبب نزول السورة‬ ‫روى الترمذي عن أبي بنكعب أن المشركين قالوا لرسول الله ^ انسب لنا ربك فأنزل الله‬ ‫عز وجل ‪‬ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ‪‬‬ ‫فضائل السورة‬ ‫ثبت في صحيح البخاري‪ :‬عن أبي سعيد الخدري أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ ‪‬ﭑﭒﭓ‬ ‫ﭔ‪ ‬ويرددها فذكر ذلك للنبي ^ فقال‪« :‬والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن»‬ ‫وروى مسلم عن عائشة ▲ أن رسول الله ^ بعث رجلاً على سرية وكان يقرأ لأصحابه‬ ‫في صلاتهم فيختم ب ‪‬ﭑﭒﭓﭔ‪ ‬فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ^ فقال «سلوه لأي‬ ‫شيء يصنع ذلك؟» فسألوه فقال الرجل لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها فقال رسول الله‬ ‫^ «أخبروه أن الله عز وجل يحبه»‪.‬‬ ‫ويسن قراءتها‬ ‫في صلاة الوتر وفي سنة الفجر وفي سنة الطواف وفي أذكار الصباح والمساء‪.‬‬ ‫‪199‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook