Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore القسم الثالث_العصر الجديد_هيجل_ترجمة ابو يعرب المرزوقي

القسم الثالث_العصر الجديد_هيجل_ترجمة ابو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2021-01-09 07:20:19

Description: القسم الثالث_العصر الجديد_هيجل_ترجمة ابو يعرب المرزوقي

Search

Read the Text Version

‫ترجمة‪ :‬أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪re nils frahm‬‬ ‫‪Dritter Abschnitt‬‬ ‫‪Die neue Zeit‬‬ ‫القسم الثالث‪ :‬العصر الجديد‬ ‫الأسماء والبيان‬





‫‪2‬‬ ‫المحتويات‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬القسم الأول ‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ -‬القسم الثاني ‪-‬‬ ‫‪18‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪ -‬القسم الثالث ‪-‬‬ ‫‪37‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪ -‬القسم الرابع ‪-‬‬ ‫‪54‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪ -‬القسم الخامس ‪-‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪ -‬القسم السادس ‪-‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪78‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪ -‬القسم السابع ‪-‬‬ ‫‪92‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪ -‬القسم الثامن ‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪ -‬القسم التاسع ‪-‬‬ ‫‪ -‬القسم العاشر ‪-‬‬ ‫‪ -‬القسم الحادي عشر ‪-‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫‪ -‬القسم الثاني عشر ‪-‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫‪Revolution und Aufklärung .Kapitel Drittes‬‬ ‫الفصل الثالث من الباب الرابع التنوير والثورة‬ ‫تعليق‪ :‬خطة المنتخبات من هيجل وهدفها البعيد‬

‫‪--‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫أشرع في ترجمة القسم الاول من كلام هيجل على الحداثة وتأويله لأحداثها بعد الكلام على‬ ‫التحقيب الهيجلي للقسم الاخير من فلسفة تاريخ العالم والذي عنونه بالعالم الجرماني وأدرج‬ ‫فيه الكلام على العالم الإسلامي ‪-‬المحمدية‪-‬بالصورة التي تزيفه وبيان علة التزييف ومقصده‪.‬‬ ‫فهو نفي دور العلاقة بين الحضارتين الإسلامية والغربية في التطور الحاصل والإيهام بأنه طفرة‪-‬‬ ‫خرافة المعجزة الأوروبية نظيرة خرافة المعجزة اليونانية‪ -‬بمعزل تام عن علاقاته بالحضارة‬ ‫الإسلامية كما بينت في مقال البارحة بعنوان التحقيب الهيجلي‪.‬‬ ‫والنتيجة هي الكلام حاليا على الحضارة اليهودية المسيحية بقصد الغاء دور الإسلام في مسار‬ ‫التاريخ الأوروبي رغم أنه قد أقام في جناحي أوروبا فطبعهما بما لا ينكره إلا كاذب ومزيف‪:‬‬ ‫ففي الجناح الغربي (في حقبته الاولى من فتح الاندلس إلى ضياعها)‬ ‫وفي الجناح الشرقي في حقبته الثانية (من فتح القسطنطينية إلى بداية سقوط الخلافة)‬ ‫وهو تأثير عميق ما تزال آثاره بينة لكل ذي بصيرة مهما تحايل لتزييف التاريخ‪ .‬والتأثير لم‬ ‫يتوقف بسقوط الاندلس ولا حتى بعد بداية استضعاف الخلافة العثمانية‪:‬‬ ‫• بحلف الشرق (روسيا) والغرب (كل اوروبا) عليها في القرن ‪ 18‬و‪19‬‬ ‫• وبخطة لايبنتس للتخريب الداخلي وانجاز نابليون وتنفيذ محمد علي لضرب الخلافة من‬ ‫خلف‪.‬‬ ‫وهدفي من مراجعة التزييف الهيجلي ليس بيان فضل العرب على العجم لان ذلك أمر لا يعنيني‬ ‫ولا حتى فضل الاسلام على الإنسانية بل هو استعادة ما حصل فعلا قدر الامكان حتى لا يبقى‬ ‫شباب الأمة خاضعا لخرافات رؤية الغير لنا وما يؤيدها من خرافات رؤيتنا لذاتنا التي زيفت هي‬ ‫بدورها‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪1‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫فمن يزعمون أن تاريخنا بعد عصر الراشدين لم يكن إلا انحطاطا لا يقلون خطرا على دور‬ ‫حضارتنا مما تذهب اليه الباطنية التي لم تستثن حتى عصر الراشدين لأن القصد كما فعل هيجل‬ ‫هو العودة إلى ما تقدم على الإسلام إذ هو يعتبر الحقبة الأوروبية من جنس الحضارتين اليونانية‬ ‫والفارسية ولا علاقة لها بالحضارة الإسلامية‪.‬‬ ‫أعود اليوم إلى ما تقدم على الفصول التسعة التي نشرتها قبل مقالة التحقيب أمس لبيان هذا‬ ‫التزييف وهو تسع صفحات من ‪ 223‬إلى ‪ 233‬ونشرع اليوم في ترجمة النص من ص‪ 211.‬إلى‬ ‫‪.222‬‬ ‫والإحالات إلى المصدر وردت في ما تقدم من الترجمة‪.‬‬ ‫وفيها سيتبين للقارئ كيف أن كل ما يقوله عن الإصلاح وما يعنيه دقيق لنقد التحريف الديني‬ ‫أشرت إليه في الفصل الذي نشرته أمس‪.‬‬ ‫فلما حاك الغرب حضارة الإسلام سابقا في كل ما قام به من أعادة البناء التي يتكلم عليه هيجل‬ ‫حاكى ما يمكنه من التقدم المشروط في سياسة عالم الشهادة ليحقق شروط الاستعمار في الأرض‪.‬‬ ‫لكنه حرف دلالة جعله مستمدا معناه التعميري من الاستخلاف‪.‬‬ ‫ونحن إذ نحاكيه لسنا واعين بهذا التحريف الثاني لأننا نتخلص من ضرورة الجمع بين التعمير‬ ‫والاستخلاف لتوهمنا أن تقدمه المادي مغن فلا نعي بأنه ليس تعميرا بل هو تدمير والإسلام لن‬ ‫يكون بديلا يغير مصير الإنسانية من دون الجمع بين البعدين‪.‬‬ ‫ولولا هذا المعنى لما كتبت حرفا في ابراز هذه العلاقات بيننا وبين الغرب ولاكتفيت بتفسير القرآن‬ ‫من حيث هو استراتيجية توحيد الإنسانية ببعدي وظيفتها التعمير والاستخلاف‪ :‬فمن دون‬ ‫الاستخلاف تبقى الانسانية في التدمير الذي تتصوره تعميرا التدمير الذي تمثله العولمة الحالية‪.‬‬ ‫النص الاصلي‬ ‫نص هيجل مترجما‬ ‫‪211‬‬ ‫‪211‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪2‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪Wir sind nunmehr zur dritten‬‬ ‫والآن وصلنا إلى الحقبة الثالثة من تاريخ‬ ‫‪Periode des germanischen‬‬ ‫الدولة الألمانية ودخلنا بذلك إلى حقبة الروح‬ ‫‪Reiches gekommen und treten‬‬ ‫الذي يعلم أنه حر إذ هو قد صار يريد الكلي‬ ‫‪hiermit in die Periode des‬‬ ‫الحقيقي والسرمدي في ذاته ولذاته‪ .‬ففي‬ ‫‪Geistes, der sich als freier weiß,‬‬ ‫‪indem er das Wahrhafte, Ewige,‬‬ ‫هذه الحقبة علينا مرة اخرى أن نقسم المسألة‬ ‫‪an und für sich Allgemeine will.‬‬ ‫إلى ثلاثة فصول‪.‬‬ ‫‪In dieser dritten Periode sind‬‬ ‫‪ .1‬أولها علينا فيه أن نتأمل الإصلاح‬ ‫كإصلاح والذي هو الشمس المضيئة التي ‪wieder drei Abteilungen zu ma-‬‬ ‫‪chen. Zuerst haben wir die‬‬ ‫‪Reformation als solche zu‬‬ ‫تعلو احمرار الصبح الموالي لنهاية‬ ‫‪betrachten, die alles verklä-‬‬ ‫العصر الوسيط‬ ‫‪rende Sonne, die auf jene Mor-‬‬ ‫‪genröte am Ende des Mit-‬‬ ‫‪ .2‬والثاني تطور الوضعية بعد الإصلاح‬ ‫‪ .3‬والاخير العصور الحديثة من نهاية‬ ‫‪telalters folgt, dann die‬‬ ‫القرن الماضي‪.‬‬ ‫‪Entwicklung des Zustandes nach‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬الاصلاح الديني‬ ‫‪der Reformation und endlich‬‬ ‫لقد نبع الإصلاح الديني من انحطاط‬ ‫الكنيسة‪ .‬فانحطاط الكنيسة لم يكن أمرا‬ ‫‪die neueren Zeiten von dem‬‬ ‫عرضيا وليس هو مجرد سوء استعمال للتسلط‬ ‫والرئاسة‪ .‬ذلك أن عبارة \"سوء الاستعمال\"‬ ‫‪Ende des vorigen Jahrhunderts‬‬ ‫‪an.‬‬ ‫‪Erstes Kapitel. Die Reformation‬‬ ‫هي الكيفية المعتادة بكثرة لتسمية الانحطاط‪Die Reformation ist aus dem .‬‬ ‫وهي عبارة تفترض مسبقا أن الوضعية جيدة ‪Verderben der Kirche hervorge-‬‬ ‫‪gangen. Das Verderben der‬‬ ‫‪Kirche ist nicht zufällig, nicht‬‬ ‫وأن الأمر في ذاته ليس ناقصا‪.‬‬ ‫‪nur Mißbrauch der Gewalt und‬‬ ‫وإنما الانفعالات والمصالح الخاصة وإرادة‬ ‫‪Herrschaft. Mißbrauch ist die‬‬ ‫البشر العرضية عامة في ذلك الخير بوصفها‬ ‫‪sehr gewöhnliche Weise, ein‬‬ ‫أداة هي التي أساءت استعماله بتوظيفه‬ ‫‪Verderben zu benennen; es‬‬ ‫لذاتها وأن مطلوب الاصلاح لا يتعلق إلا‬ ‫‪wird vorausgesetzt, daß die‬‬ ‫باستبعاد هذه الأمور العرضية‪ .‬وبمثل هذا‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪3‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

-- Grundlage gut, die Sache selbst ‫التصور يحمى الأمر المنحط إذ يعتبر الشر‬ mangellos, aber die Lei- .‫أمرا خارجيا فيه‬ denschaften, subjektiven Inter- ‫ولكن إذا كان امر ما قد اسيء استعماله‬ essen, überhaupt der zufällige ‫بصورة عرضية فإن الإساءة لن تكون إلا في‬ Wille der Menschen jenes Gute ‫ لكن الشر الكلي الكبير في أمر‬.‫بعض جزئياته‬ als ein Mittel für sich gebraucht ‫كلي بهذه العظمة مثل الكنيسة شيء آخر‬ habe, und daß es um nichts zu tun sei, als diese Zufälligkeiten .‫مختلف تماما‬ zu entfernen. In solcher Vorstel- lung wird die Sache gerettet und das Übel als ein ihr nur Äußerliches genommen. Aber wenn eine Sache auf eine zufäl- lige Weise gemißbraucht wird, so ist dies nur im einzelnen, aber etwas ganz andres ist ein allgemeines großes Übel in einer so großen und allge- meinen Sache, als eine Kirche ist. ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 4 ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫لم أترجم هذه المنتخبات سدى‪ :‬فالهدف بيان التحيل الهيجلي في عرض تاريخ الانتقال من العصر‬ ‫الوسيط الأوروبي إلى العصر الحديث بطريقة غير أمينة يمكن فهمها بمقارنة بسيطة‪.‬‬ ‫فلو أن أحدا أراد أن يؤرخ للقرنين الاخيرين (‪ 19‬و‪ )20‬من تاريخ المسلمين بإغفال ما بين‬ ‫محاولتهم النهوض وبين ما بدأوا ينتبهون إليه من أسرار قوة الغرب شرعوا في محاكاته ونكرانه‬ ‫بل ومحاولة نفي دوره في نهضتهم لما صدقه أحد ولأعتبره مزيفا لحقائق التاريخ‪.‬‬ ‫فهيجل الذي اكتفى بحكم سريع عن الحضارة الإسلامية ‪-‬التي يسميها التنوير الشرقي‪ -‬بفصيل‬ ‫قصير بين فيه أنها مجرد شماريخ لم تصمد لأنها شديدة المثالية مثل الثورة الفرنسية ولا يعنيها‬ ‫إلى المجردات‬ ‫وقد أغفل التأثير العميق لما بين الغرب والمسلمين في جناحي أوروبا (الاندلس والبلقان) وخاصة‬ ‫الجناح الثاني لأن الإصلاح الديني الذي قام به لوثر برعاية شارل الخامس كان متلازما مع‬ ‫الصراع بين الخلافة العثمانية وبينه باعتباره قاد حرب الاسترداد ومحاكي الخلافة في كل شيء‬ ‫لتنظيم دولته واستتباع البعد الديني للبعد السياسي كالحال في الخلافة‪.‬‬ ‫لذلك فهيجل لم يستطع أن يتجنب ترديد معان كلها إسلامية الجوهر في مقابلته بين الإصلاح‬ ‫والكاثوليكية‪ .‬فكل ما يذكره يدرك أي مسلم أنه تكرار بين لكل ما تدين به الرؤية البروتسنتية‬ ‫لثورتها على الكنيسة أعني‪:‬‬ ‫‪ .1‬الانتقال من الخارجي والعيني إلى الكلي والمجرد في روح الإنسان وسريرته‬ ‫‪ .2‬وتحرير الإسلام الإنسان منه كل سلطة روحية خارجية تنوب الإنسان وتلغي العلاقة‬ ‫المباشرة بين المؤمن وربه (أقرب إلينا من حبل الوريد)‬ ‫‪ .3‬ورفض اعتبار الدين وظيفة طبقة مختصة في المعرفة وتمثيل الدين‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪5‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪ .4‬واعتبار كل تمثيل للروح والغيب وثنية وهو المعنى الثاني للتجريد الذي يذمه في الإسلام‬ ‫ويمدحه في البروتستنتية‪.‬‬ ‫‪ .5‬وأخيرا محاولة تحقيق المعاني القيمية والتشريعات المتعلقة بالعدل والمساواة بين البشر في‬ ‫التاريخ الفعلي يمدحها في البروتستنتية ويذمها في الإسلام بل ويعتبرها حائلة دون استقرار‬ ‫الدول في حين أن الخلافة حتى الاخيرة كانت أطول عمر من كل دول اوروبا‪.‬‬ ‫والمقابلة بين ممثلي الدين واللاييك ‪-‬أي العامي الذي لا يمثل العلم الديني ومن ثم الأمي لأن‬ ‫الكتابة والقراءة كانتا مقصورتين على رجال الدين‪ .‬وحتى يفهم الشباب العلاقة فليقارن بين‬ ‫السنة والشيعة‪ .‬فالشيعة مثل الكاثوليك الدين كله أمور خارجية وفيه مراجع حية وعبادة أوثان‬ ‫المراقد أو مثل ما انحطت إليه السنة بتوسط من يسمون أولياء صالحين من المتصوفة وسطاء‬ ‫روحيين في عصر الانحطاط‪.‬‬ ‫ومعنى ذلك أن ما حصل في الغرب من جنس ما حصل في الإسلام ولكن بعكسه‪ :‬لكأن السنة‬ ‫بروتستانت متقدمين والتشيع كاثوليك متأخرين‪.‬‬ ‫البروتستانت أصلحوا الكاثوليكية والتشيع أفسد التسنن‪.‬‬ ‫لكن التسنن نفسه لما انحط صار مثل التشيع يتبع وسطاء وتسيطر عليه الخرافة وتلك هي علاقة‬ ‫التيمية في ثورتها على التوثين وعبادة القبور والاشياء والسلطة الدينية الخارجية‪.‬‬ ‫والإصلاح رغم أهميته لم يمكن ألمانيا من أن تتقدم لأن الثورة والتغيير السياسي والسيطرة على‬ ‫عالم الشهادة لم تحصل فيها إلا بعد غيرها من شعوب أوروبا لأن ألمانيا حتى في عصر هيجل لم‬ ‫تصبح بعد قوة معتبرة حتى وإن كانت قد شرعت فعليا في النهوض والتعلم من انجلترا وفرنسا‬ ‫المتقدمين عليها حينها في كل مناحي الحياة المادية والعلمية‪ .‬وهو ما لم يفسره في محاولته قراءة‬ ‫تاريخ الحداثة‪.‬‬ ‫النص الاصلي‬ ‫نص هيجل مترجما‬ ‫‪212‬‬ ‫‪212‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪6‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫إن فساد الكنيسة تطور انطلاقا منها هي ذاتها ‪Das Verderben der Kirche hat‬‬ ‫بل إن مبدأه نفسه يوجد في كون المشار إليه ‪sich aus ihr selbst entwickelt; es‬‬ ‫‪hat eben sein Prinzip darin, daß‬‬ ‫‪das Dieses als ein Sinnliches in‬‬ ‫العيني بوصفه محسوسا قام فيها وأن الخارجي‬ ‫‪ihr, daß das Äußerliche, als ein‬‬ ‫بوصفه خارجيا يوجد في باطن مبدئها ذاته‪.‬‬ ‫‪solches, innerhalb ihrer selbst‬‬ ‫‪sichbefindet. (Die Verklärung‬‬ ‫(وتطهيرها بالفن لا يكفي)‪.‬‬ ‫فروح العالم استثنى منها بعد الروح فأخرجه‬ ‫‪desselben durch die Kunst ist‬‬ ‫منها‪ .‬ليس لها منه أدنى سهم في الانشغال به‬ ‫وهكذا فهي تحفظ العيني في ذاتها ‪ -‬فالذاتية ‪nicht hinreichend.) Der höhere,‬‬ ‫الحسية والمباشرة الموجودان فيها لم يسموا إلى ‪der Weltgeist hat das Geistige‬‬ ‫;‪aus ihr bereits ausgeschlossen‬‬ ‫‪sie nimmt keinen Teil daran und‬‬ ‫الروحي فيتطهرا ليصبحا روحيين‪.‬‬ ‫‪an der Beschäftigung mit dem-‬‬ ‫ومنذئذ فصاعدا نكصت الكنيسة إلى ما خلف‬ ‫روح العالم الذي كان بعد قد تجاوزها‪ .‬ذلك ‪selben; sie behält so das Dieses‬‬ ‫أنه بلغ إلى معرفة الحسي من حيث هو حسي‬ ‫‪an ihr; – es ist die sinnliche‬‬ ‫والخارجي من حيث هو خارجي وفعل ذاته في ‪Subjektivität, die unmittelbare‬‬ ‫‪welche nicht von ihr zur geis-‬‬ ‫‪tigen verklärt ist. – Von jetzt an‬‬ ‫المتناهي على نحو متناه‪.‬‬ ‫‪tritt sie hinter den Weltgeist‬‬ ‫بل هو حتى في هذه الفاعلية من حيث‬ ‫‪zurück; er ist schon über sie‬‬ ‫صلوحيتها أضفى الشرعية على وجود الذاتية‬ ‫‪hinaus, denn er ist dazugekom-‬‬ ‫مع ذاتها عينها‪ .‬ومثل هذه الخاصية المقومة‬ ‫‪men, das Sinnliche als Sinnli-‬‬ ‫التي تنبع من مصدر الكنسية نفسها نمت‬ ‫ضرورة أولا باعتباره فسادا فيها عندما لما لم ‪ches, das Äußerliche als Äußer-‬‬ ‫‪liches zu wissen, in dem End-‬‬ ‫‪lichen auf endliche Weise sich‬‬ ‫يبق أي صمود أمامها بعد أن صارت ثابتة‬ ‫‪zu betätigen und eben in dieser‬‬ ‫وقوية‪.‬‬ ‫‪Tätigkeit als eine gültige,‬‬ ‫‪berechtigte Subjektivität bei‬‬ ‫ثم صارت عناصر الانحطاط حرة وأتمت تحقيق‬ ‫خاصيتها المقومة‪ .‬وهذه الخاصية الخارجية في‬ ‫باطن الكنيسة عينها هي من ثم ما أصبح الشر‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪7‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫والفساد بوصفهما السالب الذي تطور في باطنها ‪sich selbst zu sein. Solche Bes-‬‬ ‫‪timmung, die von Hause aus in‬‬ ‫عينه‪.‬‬ ‫فأشكال هذا الانحطاط تمثل علاقات متعددة ‪der Kirche ist, entfaltet sich not-‬‬ ‫‪wendig erst als Verderben in‬‬ ‫‪ihr, wenn sie keinen‬‬ ‫توجد في الكنيسة نفسها والتي فيها من ثم هذا‬ ‫‪Widerstand mehr hat, wenn sie‬‬ ‫العنصر المقوم الذي استقر في باطن كيانها‪.‬‬ ‫وفي هذه التقوى والعقيدة الخرافية خاصة ‪fest geworden ist. Dann werden‬‬ ‫ارتباط بأمر حسي وبشيء متدن في الاشكال ‪die Elemente frei und vollfüh-‬‬ ‫‪ren ihre Bestimmung .‬‬ ‫الأشد تنوعا‪ :‬عبودية السلطة إذ إن الروح‬ ‫‪Diese Äußerlichkeit innerhalb‬‬ ‫بوصفه في ذاته عينها خارج ذاته ليس حرا‬ ‫‪der Kirche selbst ist es also,‬‬ ‫وهو ثابت خارج ذاته‪.‬‬ ‫‪welche Übel und Verderben‬‬ ‫فالإيمان بالمعجزات وبأشد صورها اللامعقولة‬ ‫‪wird und als das Negative in-‬‬ ‫‪nerhalb ihrer selbst sich‬‬ ‫والهزلي من نوعها إذ إن القصد قد جعل‬ ‫‪entwickelt. – Die Formen dieses‬‬ ‫الربوبي يصبح على نحو جزئي ومتناه متعلقا‬ ‫بأهداف متناهية وجزئية‪ .‬ثم إن طلب الرئاسة ‪Verderbens sind die mannigfal-‬‬ ‫والشهوة وكل فساد الجلافة والدناءة والنفاق ‪tigen Beziehungen, in denen sie‬‬ ‫‪selbst steht, und in welche‬‬ ‫‪daher dieses Moment sich‬‬ ‫والخداع‪-‬كل ذلك أثر فيها‪.‬‬ ‫‪hineinträgt. Es ist in dieser‬‬ ‫ذلك أن الحسي عامة لم يكن فيها مقيدا‬ ‫‪Frömmigkeit Aberglauben über-‬‬ ‫ومهذبا بالعقل بل هو صار حرا وفي الحقيقة‬ ‫‪haupt, Gebundensein an ein‬‬ ‫فهو ليس حرا إلا على نحو جلفي ومتوحش‪.‬‬ ‫‪Sinnliches, an ein gemeines‬‬ ‫ومن ناحية ثانية فإن فضيلة الكنيسة من حيث‬ ‫كونها سلبية إزاء الحس ليست سلبية إلا سلبا ‪Ding, – in den verschiedensten‬‬ ‫‪Gestalten: – Sklaverei der Auto-‬‬ ‫‪rität, denn der Geist als in ihm‬‬ ‫فهي لا تعلم كيف تكون فيها خلقية ومن ثم‬ ‫‪selbst außer sich, ist unfrei,‬‬ ‫فليست هي فيها إلا هروبا وتخليا وفاقدة‬ ‫‪außer sich festgehalten; – Wun-‬‬ ‫للحيوية في الواقع‪.‬‬ ‫‪derglauben der ungereimtesten‬‬ ‫‪und läppischsten Art, denn das‬‬ ‫وهذا الفارق في اعماقها ‪-‬غريزة جلفية وكل‬ ‫ما يضحي بسمو الروح وزيادة أكثر بفل‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪8‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪Göttliche wird auf eine ganz‬‬ ‫الطاقة التي توجد الآن عند الإنسان في قوته‬ ‫‪vereinzelte und endliche Weise‬‬ ‫الذاتية مقابل الأشياء الخارجية ويشعر‬ ‫‪für ganz endliche und be-‬‬ ‫بذاته في الطبيعة التي يعلم نفسه فيها حرا‬ ‫‪sondere Zwecke dazusein ge-‬‬ ‫‪meint; – dann Herrschsucht,‬‬ ‫وبذلك فقد حصل على حق لذاته‪.‬‬ ‫‪Schwelgerei, alle Verdorbenheit‬‬ ‫والكنيسة التي كان ينبغي أن تحتمي من‬ ‫‪der Roheit und Gemeinheit,‬‬ ‫الفساد جعلت هذه الحماية ذاتها أداة خارجية‬ ‫وهي الآن قد انحدرت إلى تفعيله بصورة ‪Heuchelei, Betrug, – alles dieses‬‬ ‫‪tut sich in ihr auf; denn das‬‬ ‫خارجية‪ .‬فالتياسر مع الذنوب والرضا الأسمى‬ ‫‪Sinnliche überhaupt ist in ihr‬‬ ‫الذي تطلبه الروح والتيقن من وحدتها مع‬ ‫‪nicht durch den Verstand‬‬ ‫الرب وأعمق أعماق الإنسان أصبح ذلك كله‬ ‫يفرض على الإنسان على النحو الأكثر‬ ‫‪gebändigt und gebildet; es ist‬‬ ‫خارجية والأقل جدية‬ ‫‪frei geworden, und zwar frei‬‬ ‫‪nur auf eine rohe, wilde Weise .‬‬ ‫‪-‬وبالذات صارت تباع بمقابل مالي مجرد ويقع ‪–Auf der andern Seite ist die‬‬ ‫ذلك لأكثر اهداف الشهوة الخارجية‪ .‬لا شك ‪Tugend der Kirche, als negativ‬‬ ‫أنه يوجد كذلك هدف بناء كنيسة بطرس‬ ‫‪gegen die Sinnlichkeit, nur ab-‬‬ ‫‪strakt negativ; sie weiß nicht‬‬ ‫أفخم بناية للمسيحية في مركز مقر الدين‪.‬‬ ‫لكن مثل هذا المعلم الفني وكل المعالم الفنية ‪sittlich in derselben zu sein und‬‬ ‫‪ist daher nur fliehend,‬‬ ‫‪entsagend, unlebendig in der‬‬ ‫التي بنيت في أثينا ومدينتها المعبد من أجل‬ ‫‪Wirklichkeit. Diese Kontraste in-‬‬ ‫أثنيا بتمويل جمعية اصدقاء أثينا وهذا الملعب‬ ‫‪nerhalb ihrer, – rohes Laster‬‬ ‫من اجل جمعيتها وهي التي تحقق قوتهم‪.‬‬ ‫‪und Begierde und die alles‬‬ ‫فكذلك يكون استكمال هذه الكنيسة للقديس‬ ‫‪aufopfernde Erhabenheit der‬‬ ‫بطرس ومحكمة الآخرة ميخائيل انجيلو في‬ ‫‪Seele –, werden noch stärker‬‬ ‫كنيسة الباب حكم الآخرة وسقوط هذه البناية‬ ‫‪durch die Energie, in welcher‬‬ ‫الفخمة‪ .‬أما سريرة الشعب الألماني القديمة‬ ‫‪der Mensch nun in seiner‬‬ ‫والتي تم الحفاظ عليها مديد الزمان عليها أن‬ ‫‪subjektiven Kraft gegen die‬‬ ‫‪äußerlichen Dinge, in der Natur‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪9‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

-- sich fühlt, in welcher er sich frei ‫تستكمل الانقلاب الخلقي انطلاقا من قلبها‬ weiß, und so ein absolutes .‫البسيط والمتواضع‬ Recht nun für sich gewinnt. – ‫ففي حين كانت بقية العالم الأوروبي قد‬ Die Kirche, welche die Seelen ‫ارتحلت إلى شرق الهند وامريكا للحصول على‬ aus dem Verderben retten soll, ‫الثروة وعلى جمع سلطان دنيوي والاحاطة‬ macht diese Rettung selbst zu ‫بالأرض فيذهبون حيث لا تغيب الشمس كان‬ einem äußeren Mittel und ist jetzt dazu herabgesunken, )‫رجل دين بسيط(لوثر‬ dieselbe auf eine äußerliche ‫قد بين أن ما كانت المسيحية تبحث عنه سابقا‬ Weise zu bewerkstelligen. Der ‫في جب دنيو جحري يوجد بالأحرى في جب‬ Ablaß der Sünden, die höchste Befriedigung, welche die Seele ‫المثالية المطلقة الأعمق من كل حسي وخارجي‬ sucht, ihrer Einigkeit mit Gott ‫في الروح وفي القلوب التي جرحت بصورة لا‬ gewiß zu sein, das Tiefste, In- ‫متناهية بفضل الحاجة إلى معرفة التمثل‬ nerste wird dem Menschen auf ‫الحاصل الأعمق للخارجي وجنون العلاقات‬ die äußerlichste, leichtsinnigste ‫المطلقة بالحقيقة في كل الخصائص الجزئية‬ Weise geboten, – nämlich mit ‫ فعقيدة لوثر البسيطة‬.‫ويتابعها ويهدمها‬ bloßem Gelde zu kaufen, und zugleich geschieht dieses für die ‫تتمثل في اعتبار المشار إليه والذاتية‬ äußerlichsten Zwecke der .... ‫اللامتناهية‬ Schwelgerei. Zwar ist ein Zweck wohl auch der Bau der Peter- 213 skirche, des herrlichsten Baues der Christenheit in dem Mittel- ‫أعني الروحانية الحقيقية أي المسيح الذي‬ punkte der Residenz der Reli- gion . ‫ليس هو حاضرا وذا وجود واقعي في الخارج‬ ‫بأي نوع من الوجود بل البلوغ إليه لا يحصل‬ Aber wie das Kunstwerk aller ‫بوصفه خاصة روحا إلا في المصالحة مع الرب في‬ ‫ وهاتان اللفظتان تعنيان كل‬.‫الإيمان ولذته‬ Kunstwerke, die Athene und .‫شيء‬ ihre Tempelburg zu Athen, von ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 10 ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪dem Gelde der Bundesgenos-‬‬ ‫فليس الأمر متعلقا بالوعي بشيء حسي وعيا‬ ‫‪sen Athens aufgerichtet wird‬‬ ‫بالرب ولا هو كذلك مجرد تصور لا يعد أمرا‬ ‫‪und diese Stadt um ihre Bun-‬‬ ‫ذا وجود فعلي وعديم الحضور بل هو أمر‬ ‫‪desgenossen und ihre Macht‬‬ ‫حقيقي دون أن يكون حسيا‪.‬‬ ‫‪bringt, so wird die Vollendung‬‬ ‫‪dieser Kirche des h. Petrus und‬‬ ‫إن هذا الابتعاد عما هو خارجي أعاد بناء كل‬ ‫‪Michel Angelos jüngstes Gericht‬‬ ‫العقائد فراجع كل المعتقدات الخرافية التي‬ ‫آل إليها أمر الكنيسة قبل الإصلاح فتفتت تبعا ‪in der päpstlichen Kapelle das‬‬ ‫‪jüngste Gericht und der Sturz‬‬ ‫لذلك‪ .‬وهي خرافات تتعلق بعقيدتها حول‬ ‫‪dieses stolzen Baues. Die alte‬‬ ‫الأعمال‪ .‬فالأعمال دون شك لم تكن على أي‬ ‫‪und durch und durch bewahrte‬‬ ‫‪Innigkeit des deutschen Volkes‬‬ ‫نحو حاصلة في الروح الذاتي بل هي كانت‬ ‫‪hat aus dem einfachen,‬‬ ‫تنجز استنادا إلى السلطة إلخ‪...‬‬ ‫‪schlichten Herzen diesen Um-‬‬ ‫‪sturz zu vollbringen. Während‬‬ ‫كما أن العقيدة هي أقل شيء يقتصر على‬ ‫اليقين بالأشياء الجزئية المجردة على يقين‬ ‫ينتسب حصرا إلى الذوات المتناهية كما يكون ‪die übrige Welt hinaus ist nach‬‬ ‫‪Ostindien, Amerika, – aus ist,‬‬ ‫‪Reichtümer zu gewinnen, eine‬‬ ‫الاعتقاد على سبيل المثال بأن كذا أو كذا‬ ‫‪weltliche Herrschaft zusam-‬‬ ‫موجود وهذا أو ذاك قال أو الاعتقاد بأن بني‬ ‫‪menzubringen, deren Land die‬‬ ‫‪Erde rings umlaufen und wo die‬‬ ‫اسرائيل قطعوا البحر الأحمر دون أن تبتل‬ ‫‪Sonne nicht untergehen soll, ist‬‬ ‫أقدامهم‬ ‫وأن أصوات آلاتهم الموسيقية أمام جدران‬ ‫أريحا كانت بقوة أصوات مدافعنا وأنه إذا لم ‪es ein einfacher Mönch der das‬‬ ‫‪Dieses, das die Christenheit‬‬ ‫‪vormals in einem irdischen,‬‬ ‫تقع الإشارة إلى شيء هذه الأشياء كلها تكون‬ ‫‪steinernen Grabe suchte,‬‬ ‫معرفتنا بالرب ناقصة‪ .‬فليس الإيمان إيمانا‬ ‫‪vielmehr in dem tieferen Grabe‬‬ ‫بالحاضر والحاصل والماضي بل هو اليقين‬ ‫‪der absoluten Idealität alles‬‬ ‫الذاتي بالسرمدي الذي هو في ذاته ولذاته‬ ‫‪Sinnlichen und Äußerlichen, in‬‬ ‫حقيقة موجودة حقيقة الرب‪.‬‬ ‫‪dem Geiste findet und in dem‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪11‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪Herzen zeigt, – dem Herzen,‬‬ ‫فالكنيسة اللوثرية قالت عن هذا اليقين إن‬ ‫المؤثر الوحيد هو الروح القدس أعني يقين لا ‪das, unendlich verletzt durch‬‬ ‫‪diese dem Bedürfnisse des In-‬‬ ‫‪nersten geschehene Darbietung‬‬ ‫يعود إلى الفرد بمقتضى جزئيته الخاصة بل‬ ‫‪des Äußerlichsten, die‬‬ ‫هو يعود إليه بمقتضى جوهره‪ .‬وبذلك‬ ‫‪Verrückung des absoluten Ver-‬‬ ‫فالعقيدة اللوثرية هي عين العقيدة‬ ‫‪hältnisses der Wahrheit in allen‬‬ ‫الكاثوليكية تماما‪ .‬لكنها بخلافها تخلصت من‬ ‫‪einzelnen Zügen erkennt, ver-‬‬ ‫كل ما ينبع من تلك العلاقة بالأمر الخارجي‬ ‫‪folgt und zerstört. Luthers ein-‬‬ ‫الذي تقول به الكنيسة الكاثوليكية‪.‬‬ ‫‪fache Lehre ist, daß das Dieses,‬‬ ‫وما كان بوسع لوثر أن يحقق ذلك بطريقة‬ ‫‪die unendliche Subjektivität‬‬ ‫أخرى دون أن يرفض التنازل عن شيء في‬ ‫‪213‬‬ ‫مسألة الموقف من العشاء (مع المسيح)‪ .‬كما أن‬ ‫الكنيسة التي اصلحت لم يكن بوسعها التسليم‬ ‫‪d. i. die wahrhafte Geistigkeit,‬‬ ‫بأن المسيح مجرد ذكرى وتذكر بل عقيدتها‬ ‫تطابق عقيدة الكنيسة الكاثوليكية القائلة بأن ‪Christus, auf keine Art in äußer-‬‬ ‫المسيح حاضر لكن حضوره في العقيدة‬ ‫‪licher Weise gegenwärtig und‬‬ ‫‪wirklich ist, sondern als Geis-‬‬ ‫البروتسنتية بخلافها في العقيدة الكاثوليكية‬ ‫‪tiges überhaupt nur in der‬‬ ‫يكون في العقيدة وفي الروح‪.‬‬ ‫‪Versöhnung mit Gott erlangt‬‬ ‫فروح المسيح يملأ القلب الإنساني فعليا‪.‬‬ ‫‪wird – im Glauben und im Ge-‬‬ ‫وهكذا فالمسيح لا يؤخذ بوصفه مجرد شخص‬ ‫‪nusse. Diese zwei Worte sagen‬‬ ‫تاريخي بل إن الإنسان يكون في روحه ذا‬ ‫‪alles. Es ist nicht das‬‬ ‫علاقة مباشرة به‪ .‬والآن فإذا صار الفرد يعلم ‪Bewußtsein eines sinnlichen‬‬ ‫أنه ممتلئ بالروح الإلهي فإن جميع العلاقات ‪Dinges als des Gottes noch auch‬‬ ‫‪eines bloß Vorgestellten, das‬‬ ‫‪nicht wirklich und gegenwärtig‬‬ ‫الأخرى بالعالم الخارجي تسقط‪.‬‬ ‫‪ist, sondern von einem Wirkli-‬‬ ‫والآن لن يبقى أي فرق بين رجل الدين‬ ‫‪chen, das nicht sinnlich ist.‬‬ ‫والإنسان العادي ‪-‬اللاييك‪ .‬فلا توجد طبقة‬ ‫هي المالكة حصريا لمضمون الحقيقة مثل كل‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪12‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫كنوز الكنيسة الروحية والزمانية بل إن القلب ‪Diese Entfernung der Äußerlich-‬‬ ‫الشاعر بروحانية الإنسان هو الذي ينبغي أن ‪keit rekonstruiert alle Lehren‬‬ ‫‪und reformiert allen Aberglau-‬‬ ‫‪ben, in den die Kirche konse-‬‬ ‫يصل إلى حيازة الحقيقة‪ .‬وينبغي أن يصل‬ ‫‪quent auseinander gegangen‬‬ ‫إليها‪ .‬وتلك الذاتية التي هي كل الإنسان‪.‬‬ ‫‪ist. Sie betrifft hauptsächlich die‬‬ ‫وكل إنسان عليه أن يحقق عمل المصالحة في‬ ‫‪Lehre von den Werken; denn‬‬ ‫ذاته عينها‪.‬‬ ‫‪die Werke sind das auf‬‬ ‫إن الروح الذاتي ينبغي أن يدرك في ذاته‬ ‫روح الحقيقة وأن يقيم فيه‪ .‬وفي ذلك تكمن ‪irgendeine Weise nicht im Glau-‬‬ ‫‪ben, im eignen Geiste, sondern‬‬ ‫‪äußerlich auf Autorität usf. Voll-‬‬ ‫سريرة الروح المطلقة التي تنتسب إلى الدين‬ ‫‪brachte. Der Glaube aber ist‬‬ ‫ذاته وأن ينال الحرية في الكنيسة‪ .‬فالذاتية‬ ‫‪ebenso wenig nur die‬‬ ‫‪Gewißheit von bloß endlichen‬‬ ‫لا تجعل المضمون الموضوعي أعني عقيدة‬ ‫الكنيسة ذاتية لها‪.‬‬ ‫‪Dingen, – eine Gewißheit, die‬‬ ‫إذ إن ذاتية الفرد ويقينه هما في الكنيسة‬ ‫اللوثرية أمران ضروريان ضرورة موضوعية ‪nur dem endlichen Subjekte an-‬‬ ‫‪gehört, wie etwa der Glaube,‬‬ ‫‪daß dieser und jener existiert‬‬ ‫مثلهما مثل الحقيقة‪ .‬والحقيقة ليست عند‬ ‫‪und dies und jenes gesagt hat,‬‬ ‫اللوثرين شيئا اصطناعيا بل إن الذات نفسها‬ ‫‪oder der, daß die Kinder Israel‬‬ ‫هي التي ينبغي أن تصبح حقيقية بتنازلها عن‬ ‫‪trocknen Fußes durchs rote‬‬ ‫مضمونها الخاص في مقابل الحقيقة الجوهرية‬ ‫‪Meer gegangen, daß vor den‬‬ ‫فتجعل هذه الحقيقة ذاتية لها‪.‬‬ ‫‪Mauern von Jericho die Po-‬‬ ‫وهكذا يصبح الروح الذاتي حرا في الحقيقة‬ ‫‪saunen so stark gewirkt haben‬‬ ‫وينفي خصوصيته فيصل إلى ذاته عينها في‬ ‫‪wie unsre Kanonen, – denn‬‬ ‫حقيقتها‪ .‬فتصبح الحرية المسيحية حرية‬ ‫‪wenn auch von diesem allen‬‬ ‫‪nichts gemeldet wäre, so wäre‬‬ ‫فعلية‪ .‬فعندما ينزل المرء الذاتية في مجرد‬ ‫‪unsre Kenntnis von Gott darum‬‬ ‫الشعور العاطفي من دون هذا المضمون فإن‬ ‫‪nicht unvollständiger – er ist‬‬ ‫قيامه يكون مقصورا على مجرد الإرادة‬ ‫‪überhaupt nicht Glauben an‬‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪13‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

- - Abwesendes, Geschehenes und ‫ذلك هو الأمر الجديد في الإصلاح وهو آخر‬ Vergangenes, sondern die ‫شعار تحقق لتجتمع حوله الشعوب وهو راية‬ subjektive Gewißheit des ‫الروح الحر الذي يكون مقيما في ذاته عينها‬ Ewigen, der an und für sich ‫والذي هو بالفعل مقيم في الحقيقة وحصرا‬ seienden Wahrheit, der ‫ تلك هي الراية التي‬.‫فيها في ذاتها نفسها‬ Wahrheit von Gott. Von dieser Gewißheit sagt die lutherische .‫نعمل بمقتضاها والتي نحملها‬ Kirche, daß sie nur der heilige ‫وليس للعصر منذئذ إلى يومنا هذا من عمل‬ Geist bewirkt, d. h. eine Gewißheit, die nicht dem Indi- ‫آخر للإنجاز غير بناء هذا المبدأ في العالم‬ viduum nach seiner partiku- ‫ليجعل المصالحة تتحقق في ذاتها وليجعل‬ laren Besonderheit, sondern .‫الحقيقة كذلك موضوعية بمقتضى الشكل‬ nach seinem Wesen zukommt. ‫ فالتربية‬.‫والتربية خاصة تنتسب إلى الشكل‬ – Die lutherische Lehre ist da- ‫ وذلك هو الفكر‬.‫هي تفعيل شكل الكلي‬ rum ganz die katholische, aber ‫ فالحق والملكية والأخلاق والحكم‬.‫عامة‬ ohne das, was alles aus jenem Verhältnisse der Äußerlichkeit ..‫والدستور إلخ‬ fließt, insofern die katholische Kirche dieses Äußerliche behauptet. Luther hat darum nicht anders können, als in der Lehre vom Nachtmahl, worin sich alles konzentriert, nichts nachgeben. Auch der reform- ierten Kirche konnte er nicht zugeben, daß Christus ein bloßes Andenken, eine Erin- nerung sei, sondern er stimmte darin vielmehr mit der katholischen Kirche überein, ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 14 ‫الأسماء والبيان‬

- - daß Christus ein Gegenwärtiges sei, aber im Glauben, im Geiste. Der Geist Christi erfülle wirklich das menschliche Herz, Christus sei also nicht bloß als histor- ische Person zu nehmen, sondern der Mensch habe zu ihm ein unmittelbares Verhält- nis im Geiste. Indem das Indi- viduum nun weiß, daß es mit dem göttlichen Geiste erfüllt ist, so fallen damit alle Verhält- nisse der Äußerlichkeit weg: es gibt jetzt keinen Unterschied mehr zwischen Priester und Laien, es ist nicht eine Klasse ausschließlich im Besitz des In- halts der Wahrheit wie aller geistigen und zeitlichen Schätze der Kirche; sondern es ist das Herz, die empfindende Geisti- gkeit des Menschen, die in den Besitz der Wahrheit kommen kann und kommen soll, und diese Subjektivität ist die aller Menschen. Jeder hat an sich selbst das Werk der Versöh- nung zu vollbringen. – Der subjektive Geist soll den Geist ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 15 ‫الأسماء والبيان‬

- - der Wahrheit in sich aufneh- men und in sich wohnen lassen. Hiemit ist die absolute Innigkeit der Seele, die der Religion selbst angehört, und die Frei- heit in der Kirche gewonnen. Die Subjektivität macht sich nun den objektiven Inhalt, d. h. die Lehre der Kirche eigen. In der lutherischen Kirche ist die Subjektivität und Gewißheit des Individuum ebenso notwendig als die Objektivität der Wahrheit. Die Wahrheit ist den Lutheranern nicht ein ge- machter Gegenstand, sondern das Subjekt selbst soll ein wahrhaftes werden, indem es seinen partikularen Inhalt gegen die substantielle Wahrheit aufgibt und sich diese Wahrheit zu eigen macht. So wird der subjektive Geist in der Wahrheit frei, negiert seine Partikularität und kommt zu sich selbst in seiner Wahrheit. So ist die christliche Freiheit wirklich geworden. Wenn man die Subjektivität bloß in das Ge- fühl setzt ohne diesen Inhalt, so ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 16 ‫الأسماء والبيان‬

- - bleibt man bei dem bloß natür- lichen Willen stehen. Hiemit ist das neue, das letzte Panier aufgetan, um welches die Völker sich sammeln, die Fahne des freien Geistes, der bei sich selbst, und zwar in der Wahrheit ist und nur in ihr bei sich selbst ist. Dies ist die Fahne, unter der wir dienen, und die wir tragen. Die Zeit von da bis zu uns hat kein andres Werk zu tun gehabt und zu tun, als dieses Prinzip in die Welt hineinzubilden, indem die Versöhnung an sich und die Wahrheit auch objektiv wird, der Form nach. Der Bildung überhaupt gehört die Form an; Bildung ist Betätigung der Form des Allgemeinen, und das ist das Denken überhaupt. Recht, Eigentum, Sittlichkeit, Regier- ung, Verfassung usw. müssen nun auf allgemeine Weise bes- timmt werden, ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 17 ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫رأينا كيف أن شارلو مانيو الذي كان بجوار الاندلس وفي صراع معها قد اراد أن يؤسس لتعليم بلغة‬ ‫الشعب ‪-‬مؤسس المدرسة الفرنسية‪-‬والتحرر من اللاتينية التي كانت لغة النخبة الدينية‪.‬‬ ‫وها نحن نرى شارل الخامس الذي كان في صراع مع الخلافة العثمانية وحامي لوثر قد أراد تنظيم‬ ‫التعليم وتعميمه وإنشاء \"كتاب الشعب\" بترجمة الكتاب المقدس‪.‬‬ ‫وكان لوثر هو الذي قام بالمهمة‪ .‬ولعل القارئ لا يعلم أن لوثر رغم حربه على القرآن ‪-‬الذي‬ ‫يعتبره كتاب من وحي الشيطان لأنه عقلاني وليس روحيا‪-‬هو من أمر بترجمته في عملية الإصلاح‪.‬‬ ‫وكان يرى أن اطلاع النخب الدينية على القرآن‪-‬لأنه لم ينصح بترجمته إلى الألمانية بل إلى‬ ‫اللاتينية‪ -‬وعلى الكتاب المقدس سيجعلهم يميزون بين عمل الشيطان وعمل الرب‪ .‬وكان أهم ما‬ ‫يعيبه على القرآن هو الحساب بمقتضى الافعال وليس بمجرد اللطف الإلهي‪.‬‬ ‫وطبعا هيجل يعلم ذلك‪ .‬لكنه كما أسلفت لا يعنى بوقائع التاريخ بل بما يريد أن يفرضه عليها‬ ‫لتطابق فلسفته التي تعلل الفروق بين الشعوب بخصائص عنصرية كما نرى في هذا الفصل والذي‬ ‫يليه ويسمي ذلك أرواح الشعوب ويزعم أنه جوهر العقلانية النافذة لحقائق الأشياء‪.‬‬ ‫وقد لا يصدق المجترون للشعارات الفلسفية أن ذلك كله مبني على سذاجة يسخر منها ابن خلدون‬ ‫مثلا لأنها تتأسس على خرافة المطابقة المعرفية (العلم المطلق الذي يرد الوجود إلى الإدراك)‬ ‫وخرافة المطابقة القيمية (العمل المطلق الذي يرد التاريخ إلى أفعال الإنسان حصرا فيها)‬ ‫لكن الاقتران بين مؤسس أوروبا (شارل مانيو) ومؤسس الحداثة الغربية (شارل الخامس) في نظر‬ ‫هيجل من جهة اولى ودور الاندلس ودور الخلافة العثمانية من جهة ثانية وتناظر الاصلاحات لا‬ ‫تغيب عن أي دار بوقائع التاريخ الفعلي المتحرر من الإيديولوجيا العنصرية‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪18‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫فحتى الإصلاح القانوني والإداري ومنع الكنيسة من التملك ومن السلطة الدنيوية ‪-‬الزمانية‪ -‬كل‬ ‫ذلك كان تقليدا للخلافة العثمانية مع تقليد ما يستمد من وطنه الثاني أي الأندلس لأن شارل‬ ‫الخامس كان قيصر الوحدة المقدسة في أوروبا وقائد حرب الاسترداد‪.‬‬ ‫كل هذه المعطيات يغيبونها في التاريخ لأوروبا الحديثة‪ .‬ويمكن أن نفهم ذلك لو أننا بقد قرون‬ ‫نشرع في التاريخ لحقبتنا الحالية ونلغي من عناصر فهما دور التأثير الأوروبي الحالي‬ ‫فلا يمكن أن نفهم الاصلاح المؤسسي الجاري حاليا في كل بلاد الإسلام من دون ما يدين به من‬ ‫محاكاة للتنظيمات الغربية‪ :‬وبها بدأت الخلافة العثمانية لما صارت رجل أوروبا المريض‪.‬‬ ‫ومعنى ذلك أني لست اهتم بالسبق بل ببيان التفاعل بين الحضارتين منذ بداية تحرير الاقليم من‬ ‫الهيمنة البيزنطية التي أخرجتها من كل الاقليم كما أخرجت الهيمنة الفارسية ثم تلتها الحروب‬ ‫الصليبية فحروب الاسترداد فحروب الاستعمار فحروب التحرير ونحن الآن في لحظة حروب‬ ‫التحرر‪.‬‬ ‫وخلال ذلك كله كان تبادل التأثير في مد وجزر منا إليهم ثم منهم إلينا ومن ثم فتاريخ الإقليم‬ ‫الشرقي والغربي من ملتقى القارات الثلاث‪-‬آسيا وافريقيا وأوروبا‪-‬لا يقبل الدرس العلمي‬ ‫الموضوعي باستثناء أحدهما من تاريخ الثاني‪.‬‬ ‫وذلك هو غرضي من نقد هيجل في بناء فلسفته التاريخية على تزييف الوقائع التاريخية‪.‬‬ ‫الغاية من المحاولة مضاعفة وبيانها يهدف‪:‬‬ ‫إلى تحرير الشباب من تضخيم الشقة بين الحضارتين حتى في ما يتعلق بالتقدم والتأخر وفي ما‬ ‫يتعلق بالخيارات الوجودية ورؤى العالم لأن الكوني يوجد في الحالتين من حيث الجوهر حتى وإن‬ ‫تنوع الاعراض الأسلوبية‪.‬‬ ‫وإلى تحرير الشباب من عقد النقص وتضخيم المقابلة بين نحن والغير لأن ما الغير صار غيرا وما‬ ‫به صرنا نحن علته هذا الوهم بأن الخصوصي أهم من الكوني في الانساق الحضارية‪ .‬والمعلوم أني‬ ‫اعتبر الكوني مقدما على الخصوصي والحضارة الإنسانية بالجوهر واحدة مهما اختلفت الاساليب‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪19‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫اعلم أنه سيعترض علي بالقول لو كان كلامك صحيحا لكان ما حصل بخلاف ما تدعي‪ :‬لماذا تقدموا‬ ‫هم بعد ذلك وتخلفنا نحن إذا كان لنا ما تزعمه من دور لنا في تقدمهم؟ والجواب مضاعف‪:‬‬ ‫‪ .1‬أولا لو تكلمنا مثلا على الحرب العالمية الأولى لوجدنا أن الخلافة على الأقل قبلها بقرنين‬ ‫كانت أوروبا كلها بشرقها وغربها متحدة ضدها وكانت تقاوم بمفردها على خمس جبهات‪:‬‬ ‫• أوروبا كلها وروسيا خارجيا‬ ‫• والصفوية والقبائل العربية داخليا‬ ‫• ومعهم أربعتهم انجلترا ثم ومستعمراتها‬ ‫ومع ذلك فهي قد استطاعت الصمود والانتصار بعد الحرب فحافظت على قلب كيانها في آخر حرب‬ ‫عالمية عليها‪.‬‬ ‫‪ .2‬وهذا القلب يوجد حاليا في وضعية أفضل لكن الحلف ضده بدأ يعاد تشكيله ما يعني أن‬ ‫الأمر لا علاقة له بالتقدم والتخلف العلمي والتقني‬ ‫لأن مجريات الحرب العالمية الأولى التي شاركت فيها الخلافة لم يكن الفارق التقني والعلمي فيها‬ ‫بالدرجة التي يتخيلها من يسقط الحاضر على الماضي‬ ‫ثم إن الفرق التقني والعلمي الحالي بين أي دولة أوروبية وتركيا ليس بالقدر الذي يتوهمه‬ ‫الكثير‬ ‫فلولا التعاون الغربي والتخاذل الإسلامي لزال الفرق‪.‬‬ ‫فلا توجد دولة أوروبية قادرة بمفردها على غزو الفضاء‬ ‫أو حتى على صنع طائرة حربية أو مدنية‬ ‫ولذلك فهم يتعاونون عليها في حين أن المسلمين كل منهم يخرب الثاني‪.‬‬ ‫وهو ما يثبت نظرية الأحياز بوصفها شروط القوة التي تفتت فصار المسلمون عاجزين كما نراهم‬ ‫حاليا‪:‬؛‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪20‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪ .1‬تفتت الوحدة الجغرافية صارت العائق الأساسي لشروط القوة المادية والاقتصادية‬ ‫‪ .2‬تفتت الوحدة التاريخية صارت العائق الأساسي لشروط القوة الروحية والعلمية‬ ‫‪ .3‬فقدان المرجعية المؤسسة لمشروع كوني أو تفتت الرؤية الوجودية أدت إلى فساد شروط تلك‬ ‫العناصر الاربعة وحدة الجغرافيا ووحدة التاريخ وثمرتهما أي الثروة والتراث المحققين‬ ‫لشروط المشروع ذي الرؤية المؤسسة لشروط القيام الحر‪ .‬وإذن فالمسألة سياسية بمعنى‬ ‫استراتيجية ذات مرجعية تحقق تلك الشروط وذات رؤية استراتيجية هي الهدف من هذه‬ ‫المحاولة لاستعادة شروط الاستئناف‪ :‬أما النهضة العلمية والتقنية فتتبع ضرورة لأنها من‬ ‫أدوات تحقيق المشروع‪.‬‬ ‫النص الأصلي‬ ‫نص هيجل مترجما‬ ‫‪214 214‬‬ ‫وبذلك فينبغي أن تكون كلها مطابقة لمعيار‬ ‫‪damit sie dem Begriffe des‬‬ ‫مفهوم الإرادة الحرة وعقلانية‪ .‬وهكذا فلا‬ ‫‪freien Willens gemäß und‬‬ ‫يستطيع روح الحقيقة في الإرادة الذاتية أن‬ ‫‪vernünftig seien. So nur kann‬‬ ‫يظهر في فاعلية الإرادة الجزئية‪ .‬وفي حين‬ ‫‪der Geist der Wahrheit im‬‬ ‫تحسم كثافة الذاتية التي للروح الحر أمرها‬ ‫‪subjektiven Willen, in der be-‬‬ ‫‪sonderen Tätigkeit des Willens‬‬ ‫لتحوز شكل الكلية فإن الروح الموضوع‬ ‫‪erscheinen; indem die Intensität‬‬ ‫يستطيع الظهور‪.‬‬ ‫وبهذا المعنى ينبغي أن يتصور المرء أن الدولة ‪des subjektiven freien Geistes‬‬ ‫تتأسس على الدين‪ .‬فالدول والقوانين ليس ‪sich zur Form der Allgemeinheit‬‬ ‫شيئا آخر غير ما يظهر من الدين في علاقات ‪entschließt, kann der objektive‬‬ ‫‪Geist erscheinen. In diesem‬‬ ‫‪Sinne muß man es fassen, daß‬‬ ‫الواقع‪ .‬وذلك هو المضمون الجوهري للإصلاح‬ ‫‪der Staat auf Religion gegründet‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪21‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪sei. Staaten und Gesetze sind‬‬ ‫الديني‪ .‬فالإنسان يحدد ذاته بذاته بوصفه‬ ‫‪nichts andres als das Er-‬‬ ‫حرا‪.‬‬ ‫‪scheinende der Religion an den‬‬ ‫والإصلاح الديني لم يلتق في البداية إلا‬ ‫‪Verhältnissen der Wirklichkeit.‬‬ ‫بوجوه جزئية من فساد الكنيسة الكاثوليكية‬ ‫‪Dies ist der wesentliche Inhalt‬‬ ‫‪der Reformation; der Mensch‬‬ ‫اذ إن لوثر أراد التعامل بالمشاركة مع كل‬ ‫‪ist durch sich selbst bestimmt,‬‬ ‫العالم الكاثوليكي ورغب في توحيد الكنائس‪.‬‬ ‫وقد وجدت في كل الدول موافقات مع دعواته ‪frei zu sein. Die Reformation hat‬‬ ‫‪im Anfang nur einzelne Seiten‬‬ ‫إلى ذلك‪.‬‬ ‫‪der Verderbnis der katholischen‬‬ ‫وعندما يلوم البعض البروتستانت واللوثريين‬ ‫‪Kirche betroffen, Luther wollte‬‬ ‫مبالغتهم أو حتى تشويههم في وصفهم فساد‬ ‫‪in Gemeinsamkeit mit der gan-‬‬ ‫الكنيسة فإنه يكفيهم الاستماع إلى‬ ‫‪zen katholischen Welt handeln‬‬ ‫الكاثوليكيين أنفسهم وخاصة في أعمال‬ ‫‪und verlangte Kirchenversa-‬‬ ‫التجمعات الكنسية الرسمية حول نفس‬ ‫‪mmlungen. In allen Ländern‬‬ ‫‪fanden sich Beistimmende für‬‬ ‫الموضوع‪ .‬لكن خصومة لوثر التي اقتصرت‬ ‫‪seine Behauptungen. Wenn‬‬ ‫على مسائل محدودة امتدت مباشرة إلى‬ ‫‪man den Protestanten und Lu-‬‬ ‫العقائد ولم تتعلق بالأشخاص‬ ‫‪thern Übertreibung oder gar‬‬ ‫‪Verleumdung in ihrer‬‬ ‫بل هي تعلقت بالمؤسسات المشتركة المترابطة‬ ‫‪Beschreibung des Verderbens‬‬ ‫وحياة الأقاليم الكنسية والسيطرة الدنيوية‬ ‫‪der Kirche vorgeworfen hat, so‬‬ ‫لرجال الدين إلخ‪ ...‬وليس بخطابات البابا‬ ‫الجزئية والمجاميع الدينية بل النوع الكلي ‪braucht man nur die Katholiken‬‬ ‫‪selbst, insbesondere in den offi-‬‬ ‫‪ziellen Akten der Kirchen versa-‬‬ ‫والكيفية التي تجري بها هذا القرار خاصة‬ ‫‪mmlungen, über denselben Ge-‬‬ ‫وسلطة الكنيسة أخيرا‪ .‬فلوثر أسقط هذه‬ ‫‪genstand zu hören. Der‬‬ ‫السلطة واستعاض عنها بالكتاب المقدس وأسس‬ ‫‪Widerstreit Luthers aber, der‬‬ ‫‪zuerst nur beschränkte Punkte‬‬ ‫شهادة الروح الإنساني‪.‬‬ ‫وكون الكتاب المقدس نفسه قد أصح أساس‬ ‫الكنيسة المسيحية بفضل الاصلاح ذا أهمية ‪betraf, dehnte sich bald auf die‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪22‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫عظمى‪ .‬فالآن كل إنسان ينبغي أن يكون معلم ‪Dogmen aus, betraf nicht Indi-‬‬ ‫‪viduen, sondern zusammen-‬‬ ‫نفسه اعتمادا عليه‪ .‬استنادا إليه يمكن لكل‬ ‫‪hängende Institutionen, das‬‬ ‫إنسان أن يحدد مضمون ضميره‪ .‬ذلك هو‬ ‫‪Klosterleben, die weltliche‬‬ ‫التغير الرهيب في المبدأ إذ كل التقاليد ومعالم‬ ‫‪Herrschaft der Bischöfe usw.; er‬‬ ‫الكنيسة أصبحت اشكالية فتصدع مبدأ سلطة‬ ‫‪betraf nicht bloß einzelne Aus-‬‬ ‫الكنيسة‪.‬‬ ‫‪sprüche des Papstes und der‬‬ ‫إن لترجمة الكتاب المقدس التي أعدها لوثر ‪Konzilien, sondern die ganze Art‬‬ ‫‪und Weise solchen‬‬ ‫قيمة لا تقدر بالنسبة إلى الشعب الألماني‪.‬‬ ‫‪Entscheidens überhaupt, end-‬‬ ‫فكان ذلك بالتالي متضمنا لكتاب شعبي كما‬ ‫‪lich die Autorität der Kirche. Lu-‬‬ ‫ليس له مثيل عند أي أمة من العالم‬ ‫‪ther hat diese Autorität ver-‬‬ ‫‪worfen und an ihre Stelle die‬‬ ‫الكاثوليكي‪ .‬ولا شك أن لهم من الكتيبات‬ ‫‪Bibel und das Zeugnis des‬‬ ‫التعبدية (للدعاء) لكن ليس لهم كتاب أساسي‬ ‫‪menschlichen Geistes gesetzt.‬‬ ‫لتعليم الشعب‪.‬‬ ‫‪Daß nun die Bibel selbst die‬‬ ‫ورغم ذلك فإن البعض اثاروا لهذه العلة‬ ‫‪Grundlage der christlichen‬‬ ‫معركة حول هل يناسب الغاية أن يوضع‬ ‫‪Kirche geworden ist, ist von der‬‬ ‫الكتاب المقدس بين يدي الشعب‪ .‬فأقل‬ ‫‪größten Wichtigkeit: Jeder soll‬‬ ‫الاضرار التي لهذا الفعل يفضل عليها مع‬ ‫‪sich nun selbst daraus belehren,‬‬ ‫ذلك إلى حد بعيد مزاياه‪ .‬فالقصص التاريخي ‪jeder sein Gewissen daraus bes-‬‬ ‫الخارجي الذي يمكن أن يصدم القلب والعقل ‪timmen können. Dies ist die un-‬‬ ‫يعلم الحس الديني تمييزها جيد العلم فيظهر ‪geheure Veränderung im Prin-‬‬ ‫‪zip, die ganze Tradition und das‬‬ ‫‪Gebäude der Kirche wird prob-‬‬ ‫عليها لتمسكه بما هو جوهري‪.‬‬ ‫‪lematisch und das Prinzip der‬‬ ‫كما أنه أخيرا فلو لم تكن الكتب التي ينبغي‬ ‫‪Autorität der Kirche‬‬ ‫أن تكون كتب الشعب سطيحة مثل ما هي فإنه‬ ‫‪umgestoßen.Die Übersetzung,‬‬ ‫مما ينتسب إلى كتاب للشعب فمن الضروري‬ ‫‪welche Luther von der Bibel ge-‬‬ ‫أن يكون رؤية الكتاب الوحيد‪ .‬لكن ذلك ليس‬ ‫بالأمر الهين‪ .‬ذلك أنه إذا كان يوجد كذلك‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪23‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪macht hat, ist von un-‬‬ ‫ما هو غيره وأفضل منه فإنه يوجد كذلك‬ ‫‪schätzbarem Werte für das‬‬ ‫رجل دين ينبغي عزله وتكوين من هو أفضل‬ ‫‪deutsche Volk gewesen. Dieses‬‬ ‫منه‪.‬‬ ‫‪hat dadurch ein Volksbuch‬‬ ‫ففي دولة فرنسا يشعر المرء دون شك بالحاجة‬ ‫‪erhalten, wie keine Nation der‬‬ ‫إلى كتاب للشعب‪ .‬وقد وجد الكثير من المدح‬ ‫‪katholischen Welt ein solches‬‬ ‫الكبير لمثله‪ .‬ولكن بسبب تلك العلل بالذات ‪hat; sie haben wohl eine Unzahl‬‬ ‫لم يتحقق شيء منه‪ .‬فكونه كتاب للشعب أمر ‪von Gebetbüchlein, aber kein‬‬ ‫‪Grundbuch zur Belehrung des‬‬ ‫ضروري قبل أي شيء آخر وكون قلة من‬ ‫‪Volkes. Trotzdem hat man in‬‬ ‫الشعب تستطيع القراءة تلك هي الحال في‬ ‫‪neueren Zeiten Streit deshalb‬‬ ‫البلاد الكاثوليكية‪ .‬وبسبب نفي سلطة‬ ‫‪erhoben, ob es zweckmäßig sei,‬‬ ‫الكنيسة كان الفصل بينها وبين الإصلاح‬ ‫‪dem Volke die Bibel in die Hand‬‬ ‫ضروريا‪.‬‬ ‫‪zu geben; die wenigen‬‬ ‫ففي مجمع بلدية ترينت تم تثبيت مبادئ‬ ‫‪Nachteile, die dieses hat,‬‬ ‫‪werden doch bei weitem von‬‬ ‫الكنيسة الكاثوليكية‪ .‬وبعد هذا المجمع لم‬ ‫يعد محل للكلام على توحيد الكنائس‪ .‬وقد ‪den ungeheuren Vorteilen über-‬‬ ‫‪wogen; die äußerlichen Ges-‬‬ ‫‪chichten, die dem Herzen und‬‬ ‫حاول لايبنتس مرة أخرة مع الاسقف بوسيي‬ ‫‪Verstande anstößig sein‬‬ ‫لتوحيد الكنائس لكن سدى لأن مجمع ترينت‬ ‫بقي المانع الذي لم يكن بالوسع تجاوزه لأنه لم ‪konnten, weiß der religiöse Sinn‬‬ ‫يكن بعد ناضجا‪.‬‬ ‫‪sehr wohl zu unterscheiden,‬‬ ‫‪und sich an das Substantielle‬‬ ‫فقد اصبحت الكنائس أحزابا متضادة إذ حتى‬ ‫‪haltend, überwindet er sie.‬‬ ‫بالنظر إلى النظام الدنيوي حصل تمايز بينها‬ ‫‪Wenn auch endlich die Bücher,‬‬ ‫بارز‪ .‬ففي البلاد غير الكاثوليكية حذفت‬ ‫‪welche Volksbücher sein‬‬ ‫‪sollten, nicht so oberflächlich‬‬ ‫اقاليم السلطة الدينية والابرشيات ولم يبق‬ ‫‪wären, als sie es sind, so gehört‬‬ ‫الاعتراف بأملاكهما ونظم التعليم بطريقة‬ ‫‪zu einem Volksbuche doch not-‬‬ ‫اخرى والصوم والايام المقدسة حذفت‪.‬‬ ‫وبذلك فقد حصل اصلاح دنيوي بالنظر إلى ‪wendig, daß es das Ansehen des‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪24‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

-- einzigen habe. Dies ist aber ‫الوضعيات الخارجية إذ صار الفرد يتوجه إلى‬ nicht leicht, denn wird auch ein .‫عدة أماكن من السلطة الدنيوية في تظلماته‬ sonst gutes gemacht, so findet ‫وقد كان معيدو التعميد في المناطق الدينية‬ doch jeder Pfarrer dran auszusetzen und macht ein bes- ‫يطردون الاسقف ويؤسسون سلطة خاصة بهم‬ seres. In Frankreich hat man ‫وكان غالب المزارعين يثورون للتخلص من‬ sehr wohl das Bedürfnis eines ‫الاضطهاد الذي يتعرضون له سعيا للتحرر‬ Volksbuches gefühlt, es sind ‫ ومع ذلك فالعالم لم يكن بعد ناضحا‬.‫منه‬ große Preise darauf gesetzt .‫لتغير سياسي نتيجة للإصلاح الكنسي‬ worden, aber aus dem eben an- gegebenen Grunde ist keines zustande gekommen. Daß es ein Volksbuch gebe, dazu ist vor allen Dingen auch nötig, daß das Volk lesen könne, was in den katholischen Ländern wenig der Fall ist. Durch die Ver- leugnung der Autorität der Kirche wurde die Scheidung notwendig. Das Tridentinische Konzilium setzte die Grundsätze der katholischen Kirche fest, und nach diesem Konzilium konnte von einer Vereinigung nicht mehr die Rede sein. Leib- niz ließ sich noch mit dem Bis- chof Bossuet über die Ver- einigung der Kirchen ein, aber das Tridentinische Konzilium ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 25 ‫الأسماء والبيان‬

- - bleibt das unübersteigliche Hin- dernis. Die Kirchen wurden Parteien gegeneinander, denn auch in Ansehung der welt- lichen Ordnung trat ein auf- fallender Unterschied ein. In den nicht katholischen Ländern wurden die Klöster und Bistümer aufgehoben und das Eigentumsrecht derselben nicht anerkannt; der Unterricht wurde anders organisiert, die Fasten, die heiligen Tage abgeschafft. So war auch eine weltliche Reform in Ansehung des äußerlichen Zustandes, denn auch gegen die weltliche Herrschaft empörte man sich an vielen Orten. Die Wiedertäufer verjagten in Münster den Bis- chof und richteten eine eigne Herrschaft ein, und die Bauern standen in Masse auf, um von dem Druck, der auf ihnen lastete, befreit zu werden. Doch war zu einer politischen Umge- staltung, als Konsequenz der kirchlichen Reformation, die Welt damals noch nicht reif. ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 26 ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪27‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫المبدأ الذي اعتمده في فلسفة التاريخ لا يقبل التثليث بنفس الطريقة التي أرفضه في المنطق الذي‬ ‫صار ميتافيزيقا لاهوتية عنده‪ .‬وهو مبدأ يعتمد الكلية فلا يميز بين الشعوب بالعرق ولا بالثقافة‬ ‫إلا من حيث الأساليب التي يتم التعبير بها عنها وليس من حيث مقومات الفاعلية فيها‪.‬‬ ‫وبذلك فعندي أن التفاعل بين الحضارات لا يختلف عن التفاعل في الحضارة الواحدة‪ .‬والمحدد في‬ ‫كل تفاعل في الحضارة الواحدة أو بين الحضارات هو الجوار المكاني والتساوق الزماني في التفاعل‬ ‫بشروط إمكانه أعني إما‪:‬‬ ‫بحضوره الفعلي الذي يكون وقائع بالمادي المباشر في التبادل الاقتصادي المتعلق بسد الحاجات‬ ‫العضوية وما تستتبعه من حاجات حفظ الكيان العضوي (مثل الكن والطب)‪.‬‬ ‫أو بحضوره الرمزي المباشر في التواصل الثقافي المتعلق بسد الحاجات الروحية وما تستتبعه من‬ ‫حاجات حفظ الكيان الروحي (مثل مناهج التربية والتنظيم التعليمي والسياسي)‪.‬‬ ‫لكن التفاعل الأهم يتجاوز الحضور الفعلي بالوجود المادي إلى الحضور الرمزي بالوجود الروحي‬ ‫أعني ما به يحضر الماضي في الحاضر عن الماضي وما به يحضر المستقبل في الحاضر‪.‬‬ ‫فيكون الغائب من الماضي ومن المستقبل أكثر تأثيرا من الحاضر منهما لأن الحاضر الذي يؤثر‬ ‫مباشرة حسي وغالبا ما لا يتجاوز محاكاة المحسوس في التبادل والتواصل‪.‬‬ ‫والمحسوس في الحاضر لا يؤثر بذاته بل بما تراكم فيه من الماضي تذكرا ومن المستقبل توقعا‬ ‫فيكون المؤثر في كل الحالات هو ما يتضمنه الحديث أكثر مما يتضمنه الحدث الذي ينتقل بين‬ ‫البشر في الجماعة الواحدة وبين الجماعات‪.‬‬ ‫وهو لا ينتقل إلا بما فيه من تراكم الثروة وتراكم التراث لأن المحاكاة ليست مطلوبة لذاتها بل‬ ‫لثمرتها التي يطلبها المحاكي خلال المحاكاة‪،‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪28‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫ولهذه العلة جعلت الزمان الإنسان مخمسا بخلاف الزمان الطبيعي‪ .‬ذلك أن التفاعل لدى الإنسان‬ ‫ليس بالأفعال فحسب فيكون مقصورا على الأحداث بل هو يكون خاصة بالأقوال ‪-‬كل الرموز‪-‬التي‬ ‫تؤثر بذاتها فتكون حدثا قوليا وتؤثر بما تقوله فتكون حديث حدث‪.‬‬ ‫والحاضر بهذا المعنى ليس وسطا بين الماضي والمستقبل فحسب كما هو في الزمان الطبيعي بل هو‬ ‫خاصة محيط بهما لأن فيه يتكثف كل الماضي ذاكرة حاضرة فيه وكل المستقل توقعا حاضرا فيه‪.‬‬ ‫فالحاضر يمتد إلى أقصى الماضي تذكرا وتراكما وأقصى المستقبل توقعا وتراكما‪ .‬وبهذا المعنى‬ ‫فكل ما يقوله هيجل عما جرى في النقلة من العصور الوسطى إلى العصر الحديث مطلق التزييف‬ ‫لأنه يرجع كل شيء إلى العرق وما يسميه روح الشعوب فيكون كلامه خاليا من كل آليات التفاعل‬ ‫التي يمكن أن نفسر بها التاريخ‪ .‬فالعرق والدم من مجال العضويات والظاهرة التي يدعي‬ ‫تفسيرها يردها إلى مجال الروحانيات‬ ‫ولا وجود لوسيط بين العضوي والروحي في تفسيره غير التحكم في تأويلاته التاريخية التي لا‬ ‫تصح لا على التفسير تاريخ نفس الجماعة ولا خاصة ما بين الجماعات المنتسبة إلى حضارة مختلفة‬ ‫خاصة إذا أهمل الكلام على ما بينها من علاقات تبادل في المستوى المادي وعلاقات تواصل في‬ ‫المستوى الروحي‪.‬‬ ‫والمثال الذي يعنيني هنا هو كلام هيجل عن القيم الخمس التي سياتي بيانها في الفصل الموالي‬ ‫والتي يميز بها هيجل ما ترتب على الإصلاح عند الألمان بالمقابل مع الكاثوليكية التي ينفيها عنها‬ ‫وهو تفسير يقتصر على العرق والدم الجرماني والعرق والدم اللاتيني أو الروحي كما يسميه‬ ‫فيزعم أنها حصلت عند الألمان بمعجزة العرق دون أن يكون للعلاقات بين الحضارتين المتنافستين‬ ‫دور فيها‬ ‫موهما أنها حصلت أوروبا بفضل الإصلاح دون أن يكون للإصلاح تعليل بانقلابة سحرية في العرق‬ ‫والدم‪ .‬وهو هنا يحاول درس تأثير الإصلاح من حيث هو تحرير الحضارة الغربية من الكاثوليكية‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪29‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫وذلك بيان تأثير الإصلاح الديني على الكنيسة الكاثولكية مدعيا أنها قد حررها مما كان أقرب‬ ‫إلى العار والتعارض مع الفلسفة والآداب والعلوم‪ .‬لكن مبدأ التفسير الوحيد هو العرق وروح‬ ‫الشعوب‬ ‫وهو تفسير قاصر إذ هو يستثني دور الثقافة والتربية لأن تفسير متناقض مع تخلف المانيا بالقياس‬ ‫إلى الامم التي يعتبرها رومانية في مجالات المعرفة وتطبيقاتها وحتى في تنظيم شؤونها الدنيوية‪.‬‬ ‫وهو ما يؤيد العلاقة بين التأثرين‪ .‬فالأمم الرومية هي التي كانت علاقاتها بالحضارة الإسلامية‬ ‫أكثر التصاقا وأقدم لأن المؤثر في هذه الحالة هو وجود الأندلس ودخول الإسلام إلى غرب أوروبا‬ ‫قبل شرقها التي لم يدخلها الإسلام إلا مع الخلافة العثمانية وخاصة بعد سقوط الاندلس أو بعد‬ ‫شروعها في الانحطاط‪.‬‬ ‫وقد لاحظ ابن خلدون أن الكثير من عيوب المسيحيين الكاثوليك في اسبانيا انتقلت إلى مسلمين‬ ‫الاندلس بعد أن انعكس ميزان القوة فأصبحوا هم من يحاكي الاسبان والبرتغاليين في العادات‬ ‫والتقاليد وحتى في الملبس والمأكل وعلل ذلك بتقليد المغلوب للغالب‪.‬‬ ‫ولعل أهم تأثير حسب رأيي الشخصي هو ظهور التصوف المختلف عن الزهد ليس والميال إلى‬ ‫الرؤية الباطنية بالمعنى الشيعي المغالي الذي يشبه كثيرا للكاثولكية كما يصفها هيجل‬ ‫من حيث دور السلطة الروحية الوسيطة والتي تتحالف مع الطغاة والحكام الظالمين والفاسدين‬ ‫حتى صاروا يقولون بنظرية الحكم بالحق الإلهي واعتبار الحكام ظل الله في الأرض‪.‬‬ ‫النص الاصلي‬ ‫نص هيجل مترجما‬ ‫‪215‬‬ ‫‪215‬‬ ‫‪– Auch auf die katholische‬‬ ‫كما أن الإصلاح الديني كان له عميق الأثر‬ ‫‪Kirche hat die Reformation‬‬ ‫على الكنيسة الكاثوليكية وجوهريه‪ .‬فهو قد‬ ‫‪einen wesentlichen Einfluß‬‬ ‫شد الزمام بصورة أقوى فوصل تأثيره إلى ما‬ ‫‪gehabt: sie hat die Zügel fester‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪30‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪angezogen und hat das, was ihr‬‬ ‫كان في الكاثوليكية قد بلغ حدا أقصى من‬ ‫العار الممكن فحذف منها سوء الاستعمالات التي ‪am meisten zur Schande ger-‬‬ ‫‪eichte, das Schreiendste der‬‬ ‫‪Mißbräuche abgeschafft. Vieles,‬‬ ‫كانت الأكثر صخبا‪.‬‬ ‫‪was außerhalb ihres Prinzips‬‬ ‫فالكثير مما هو خارج مبدئها وما كانت إلى حد‬ ‫‪lag, und worin sie bisher unbe-‬‬ ‫‪fangen mitgegangen war, ver-‬‬ ‫الآن تتحمله بسذاجة أصبحت تعترض عليه‬ ‫صراحة فتوقفت الكنيسة عنه عند ما حصل‬ ‫إلى حد الآن ولم تزد عليه‪ .‬فقد سبق أن ‪warf sie nun, die Kirche machte‬‬ ‫‪Halt: bis hieher und nicht‬‬ ‫انفصلت عن العلم المزدهر وعن الفلسفة‬ ‫‪weiter; sie trennte sich von der‬‬ ‫والعلوم الإنسانية‪ .‬وقد عبرت أحيانا عن‬ ‫‪aufblühenden Wissenschaft,‬‬ ‫معارضتها للتسليم بالمعطيات العلمية‪.‬‬ ‫‪von der Philosophie und hu-‬‬ ‫‪manistischen Literatur und‬‬ ‫فالشهير كوربنيكوس وضع نظرية قائلة إن‬ ‫‪hatte bald Gelegenheit, ihren‬‬ ‫الأرض والأفلاك تدور حول الشمس‪ .‬لكن‬ ‫‪Widerwillen gegen Wissen-‬‬ ‫الكنيسة اعترضت على هذا التقدم العلمي‪.‬‬ ‫وجاليلي الذي حلل في حواره الأسس لصالح ‪schaftliches kundzugeben. Der‬‬ ‫‪berühmte Korpernikus hatte ge-‬‬ ‫‪funden, daß die Erde und die‬‬ ‫اكتشاف كوبرنيكوس وعليه (على الأقل كما‬ ‫‪Planeten sich um die Sonne‬‬ ‫أعلن عن ذلك هو نفسه) اضطر إلى الركوع‬ ‫‪drehen, aber gegen diesen‬‬ ‫‪Fortschritt erklärte sich die‬‬ ‫على ركبتيه توبة من هذه الجريمة‪.‬‬ ‫‪Kirche.‬‬ ‫ولم يصبح الأدب اليونانيي أساس التربية‬ ‫وسلم التعليم للجزويت‪ .‬وهكذا نكص روح‬ ‫العالم الكاثوليكي كله‪ .‬وقد يكون السؤال ‪Galiläi, der in einem Dialoge die‬‬ ‫‪Gründe für und wider die neue‬‬ ‫‪Entdeckung des Korpernikus‬‬ ‫الرئيسي الذي علينا الآن أن نجيب عنه هو‪:‬‬ ‫‪auseinandergelegt hatte (al-‬‬ ‫لماذا انحصر الإصلاح الديني خلال انتشاره‬ ‫‪lerdings so, daß er sich für‬‬ ‫على بعض الأمم دون غيرها ولماذا لم يعم‬ ‫‪dieselbe erklärte), mußte auf‬‬ ‫‪den Knien für dieses Ver-‬‬ ‫العالم الكاثوليكي كله؟‬ ‫فالإصلاح انتشر في ألمانيا أغلبها ولم يشمل إلا‬ ‫‪brechen Abbitte tun. Die‬‬ ‫الشعوب الجرمانية إذ إنه استقر كذلك بثبات‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪31‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪griechische Literatur wurde‬‬ ‫خارج المانيا في اسكندينافيا وفي انجلترا‪ .‬لكن‬ ‫‪nicht zur Grundlage der Bildung‬‬ ‫الأمم الرومية والسلافية بقت بعيدة عنه‪.‬‬ ‫‪gemacht; die Erziehung wurde‬‬ ‫وحتى جنوب المانيا فإن الإصلاح لم يقع تبنيه‬ ‫‪den Jesuiten übergeben. – So‬‬ ‫‪sinkt der Geist der katholischen‬‬ ‫إلا جزئيا مثلما أن أهله كانوا خليطا من‬ ‫‪Welt im ganzen zurück. Eine‬‬ ‫الشعوب‪.‬‬ ‫‪Hauptfrage, welche jetzt zu‬‬ ‫فأهل الشفاب وأهل بلاد الفرنكينين والراين‬ ‫‪beantworten ist, wäre: warum‬‬ ‫كانوا خليطا من المناطق التابعة للأديرة‬ ‫‪die Reformation in ihrer‬‬ ‫والابرشيات وكذلك كثير من دول لمدائن حرة‬ ‫‪Ausbreitung sich nur auf einige‬‬ ‫وفي ضروب الوجود هذه كان تبني الإصلاح ـأو‬ ‫‪Nationen beschränkt hat, und‬‬ ‫‪warum sie nicht die ganze‬‬ ‫رفضه إذ قد لاحظنا بعد قبل الآن أن‬ ‫‪katholische Welt durchdrang.‬‬ ‫الإصلاح كان في آن إصلاحا للحياة السياسة‬ ‫‪Die Reformation ist in Deutsch-‬‬ ‫‪land aufgegangen und auch nur‬‬ ‫تغييرا شديد التأثير‪.‬‬ ‫ثم إن سلطة المعرفة النقلية كانت كذلك مهمة‬ ‫‪von den rein germanischen‬‬ ‫كثيرا بوصف الإنسان ميال إلى الاعتقاد‪ .‬إذ‬ ‫‪Völkern erfaßt worden, denn‬‬ ‫توجد بعض المفروضات المسبقة التي تؤخذ‬ ‫‪außer Deutschland setzte sie‬‬ ‫عن سلطة المعرفة النقلية‪ .‬وبذلك فإن من‬ ‫‪sich auch in Skandinavien und‬‬ ‫‪England fest.‬‬ ‫يقرر هو مجرد سلطة النقل غالبا إما مع‬ ‫‪Die romanischen und slavischen‬‬ ‫القبول بالإصلاح أو مع رفضه كذلك‪.‬‬ ‫‪Nationen haben sich aber fern‬‬ ‫ففي النمسا وبايارن وتشيكوسلوفاكيا كان‬ ‫‪davon gehalten. Selbst‬‬ ‫الإصلاح قد حقق تقدما كبيرا‪ .‬ولكن رغم أن‬ ‫‪Süddeutschland hat die Reform‬‬ ‫البعض قد قال‪ :‬إذا تمكنت الحقيقة مرة من‬ ‫‪nur teilweise aufgenommen,‬‬ ‫الاستحواذ على مشاعر البشر فإنهم لا‬ ‫‪sowie überhaupt der Zustand‬‬ ‫‪daselbst ein gemischter war. In‬‬ ‫يستطيعون الانفصال عنها ثانية فإنها مع ذلك‬ ‫‪Schwaben, Franken und den‬‬ ‫يمكن أن تفرض من جديد بعنف السلاح أو‬ ‫‪Rheinländern waren eine‬‬ ‫بالحيل أو بالإقناع‪ .‬فالشعوب السلافية كانوا‬ ‫‪Menge von Klöstern und‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪32‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪Bistümern sowie viele freie‬‬ ‫مزارعين‪ .‬وهذه العلاقة تصحبها عادة علاقة‬ ‫‪Reichsstädte, und an diese Ex-‬‬ ‫السيد والعبد‪.‬‬ ‫‪istenzen knüpfte sich die Auf-‬‬ ‫ففي الزراعة نشاط الطبيعة هو الغالب‬ ‫‪nahme oder die Verwerfung der‬‬ ‫ونشاط البشر والنشاط الذاتي قلما يوجدان‬ ‫‪Reformation, denn es wurde vo-‬‬ ‫في الغالب بين المزارعين‪ .‬لذلك فالعبيد أكثر‬ ‫‪rhin schon bemerkt, daß die Re-‬‬ ‫بطئا وأعسر في الوصول إلى الشعور الأساسي‬ ‫‪form zugleich eine ins politische‬‬ ‫لذاتية الذات والوعي بالكلي الذي سبق‬ ‫‪Leben eingreifende Veränder-‬‬ ‫فسميناه قوة الدولة‪ .‬ولم يكن بوسعهم أن ‪ung war. Ferner ist auch die Au-‬‬ ‫‪torität viel wichtiger, als man zu‬‬ ‫‪glauben geneigt ist. Es gibt‬‬ ‫يشاركوا في الحرية التي كانت بصدد التحقق‪.‬‬ ‫‪gewisse Voraussetzungen, die‬‬ ‫كما أن الأمم الرومية إيطاليا واسبانيا‬ ‫‪auf Autorität angenommen‬‬ ‫‪werden, und so entschied auch‬‬ ‫والبرتغال وجزئيا فرنسا لم يتخللها الإصلاح‬ ‫الديني‪ .‬ولا شك أن العنف الخارجي استطاع‬ ‫‪bloß die Autorität oft für und‬‬ ‫الكثير إلا أننا لا نستطيع الاستناد بخصوص‬ ‫ذلك إليه وحده إذ عند مات يكون روح أمة ‪wider die Annahme der Refor-‬‬ ‫‪mation.‬‬ ‫‪In Österreich, in Bayern, in‬‬ ‫مشتاقا لشيء فلا يوجد أي عنف قادر على‬ ‫‪hatte die Reformation schon‬‬ ‫تقييده‪.‬‬ ‫‪große Fortschritte gemacht,‬‬ ‫‪und obgleich man sagt: wenn‬‬ ‫ولا يمكن أن نقول إن هذه الأمم الرومية‬ ‫‪die Wahrheit einmal die Ge-‬‬ ‫كانت تعاني من نقص تربوي بل بالعكس إنها‬ ‫كانت متقدمة على الألمان‪ .‬وبالأحرى فإن عدم‬ ‫تبنيها الإصلاح الديني متعلق بطبع هذه الأمم ‪müter durchdrungen hat, so‬‬ ‫‪kann sie ihnen nicht wieder en-‬‬ ‫‪trissen werden, so ist sie doch‬‬ ‫الأساسي‪ .‬فما هي هذه الخاصية التي في‬ ‫‪hier durch die Gewalt der‬‬ ‫طبيعتهم الخاصية التي كانت عائق حرية‬ ‫‪Waffen, durch List oder Überre-‬‬ ‫‪dung wieder erdrückt worden.‬‬ ‫الروح؟‬ ‫‪Die slavischen Nationen waren‬‬ ‫إن باطن الأمة الجرمانية كان القاعدة‬ ‫الذاتية لتحرر الروح‪ .‬أما الأمم الرومانية‬ ‫فإنها في أساس الروح أكثر الأمم حمقا وهي‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪33‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

-- ackerbauende. Dieses Verhält- ‫ فهم‬.‫قد حافظت على الفصام في وعي الروح‬ nis führt aber das von Herren ‫صدروا عن مزيج من الدم الرومي والدم‬ und Knechten mit sich. Beim ‫الجرماني وما زالوا يحافظون دائما على هذا‬ Ackerbau ist das Treiben der Natur überwiegend; menschli- .‫المنتج للأجنبي‬ che Betriebsamkeit und subjek- ‫والألماني لا ينكر أن الفرنسيين والإيطاليين‬ tive Aktivität findet im ganzen bei dieser Arbeit weniger statt. ‫والاسبان حائزون على مقومات طبع أكثر‬ ‫تحددا وأنهم يتبعون هدفا ثابتا (حتى لو لكان‬ Die Slaven sind daher lang- ‫هذا الهدف تصورا جامدا للأشياء) بوعي تام‬ samer und schwerer zum ‫وبانتباه عظيم وأن يحققوه بخطة ذات تدبر‬ Grundgefühl des subjektiven Selbsts, zum Bewußtsein des ‫عظيم وأن يثبتوه بأعظم قرار بخصوص‬ Allgemeinen, zu dem, was wir .‫أهداف محددة‬ früher Staatsmacht genannt ha- ben, gekommen, und sie haben nicht an der aufgehenden Frei- heit teilnehmen können. – Aber auch die romanischen Na- tionen, Italien, Spanien, Portu- gal und zum Teil auch Frank- reich hat die Reformation nicht durchdrungen. Viel hat wohl die äußere Gewalt vermocht, doch darauf allein kann man sich nicht berufen, denn wenn der Geist einer Nation etwas ver- langt, so bändigt ihn keine Gewalt; man kann auch von die- sen Nationen nicht sagen, daß es ihnen an Bildung gefehlt ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 34 ‫الأسماء والبيان‬

- - habe, im Gegenteil, sie waren darin vielleicht den Deutschen voraus. Es lag vielmehr im Grundcharakter dieser Natio- nen, daß sie die Reformation nicht angenommen haben. Was ist aber dieses Eigentümliche ihres Charakters, das ein Hin- dernis der Freiheit des Geistes gewesen ist? Die reine Innigkeit der german- ischen Nation war der eigent- liche Boden für die Befreiung des Geistes, die romanischen Nationen dagegen haben im in- nersten Grunde der Seele, im Bewußtsein des Geistes die Entzweiung beibehalten: sie sind aus der Vermischung des römischen und germanischen Blutes hervorgegangen und be- halten dieses Heterogene im- mer noch in sich. Der Deutsche kann es nicht leugnen, daß die Franzosen, Italiener, Spanier mehr Charakterbestimmtheit besitzen, einen festen Zweck (mag dieser nun auch eine fixe Vorstellung zum Gegenstande haben) mit vollkommenem ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 35 ‫الأسماء والبيان‬

- - Bewußtsein und der größten Aufmerksamkeit verfolgen, einen Plan mit großer Beson- nenheit durchführen und die größte Entschiedenheit in An- sehung bestimmter Zwecke be- weisen. Die Franzosen nennen die Deutschen entiers, ganz, d. h. ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 36 ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫لما يحلل الباحث تفسير هيجل لمميزات الشعوب يقتصر على الزمان بمعناه الطبيعي مثلث الابعاد‬ ‫فيضطر إلى غصب التاريخ في غياب المحددات الفعلية للتاريخ الإنساني التي ذكرت بها في الفصل‬ ‫السابق والتي هي واحدة في نفس الجماعة وبين الجماعات‪.‬‬ ‫فالتفاعل بين الحضارات يخضع لنفس منطق التفاعل في الجماعة الواحدة وخاصة إذا كانت‬ ‫الحضارات متنافسة في نفس الحقبة التاريخية خلال التبادل والتواصل بينهما سلما وحربا‪ .‬وهي‬ ‫كلها قيم تكاد تكون نسخا باهتة من جوهر الثورة القرآنية نقدا للمسيحية وإصلاحا للديني من‬ ‫حيث هو ديني بالمعاني الخمس التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬اضفاء القدسية على الحياة الدنيا لأنها هي ما يسميه القرآن الاستعمار في الارض والنصيب‬ ‫من الدنيا‪.‬‬ ‫‪ .2‬رفض الرهبانية بمعناها المتعلق بالحياة الجنسية وأهمية الحياة العاطفية والجنسية والعيش‬ ‫المشترك في الجماعة بالتبادل والتواصل‪.‬‬ ‫‪ .3‬رفض الوساطة الروحية بمعنى العلاقة بين الله والإنسان صارت مباشرة ولا تمر بمؤسسة‬ ‫تنوب عن الإنسان لان الصلة بين الإنسان وربه فرض عين وليست فرض كفاية‪.‬‬ ‫‪ .4‬صلاة الجماعة محببة لكنها ليست حضورا لسماع قداس بل مشاركة فردية في التامل الروحي‬ ‫لأن الإمام ليس خطيبا إلا يوم الجمعة‪.‬‬ ‫‪ .5‬والجمعة من علامات أهمية العلاقة بين السياسي المدني ‪-‬مسائل الحياة الاجتماعية‪-‬‬ ‫والديني بحيث إن الروحي والديني يتخللان حياة الإنسان في دنياه وأخراه‪.‬‬ ‫إن هذه القيم التي يذكرها هيجل استمدت من التأثير الإسلامي البين لأن سلبها عن اوروبا قبل‬ ‫الإصلاح يعني أنها لم تكن تطورا ذاتيا للغرب بمعزل عن علاقته بالحضارة الإسلامية التي كان في‬ ‫صراع معها ثمانية قرون قبله‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪37‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫ولعل هاينه في تاريخه للأدب الألماني أول من أشار إلى هذا التأثير العميق خاصة على الروح‬ ‫السائدة في أدب جوته في ما يخص منزلة قيم الحياة الدنيا ‪-‬فاوست‪-‬بالمقابل مع الرؤية الكاثوليكية‬ ‫ممثلة في الحركة الرومانسية التي ارجعها إلى تأثير الفكر الهندي‪.‬‬ ‫واغفال هيجل مصادر الفكر الإصلاحي وعلاقته بالتنافس بين الحضارتين الذي كانت ذروته‬ ‫مرحلة شارل الخامس مرحلة الصراع مع الخلافة العثمانية التي سبقت إلى التنظيم القانوني‬ ‫للحياة للدولة وكل اوجه الحياة في المجتمع‪.‬‬ ‫وكان ذلك أو محاولة لتحقيق الترجمة المؤسسية لهذه المبادئ منذ القانوني كل ذلك يصبح مفهوما‬ ‫سواء في فلسفة التاريخ أو في فلسفة الدين الهيجليتين‪ .‬وطبعا فإن كل محاكاة تصحبها مبالغة‬ ‫تذهب إلى الافراط والمزايدة‪.‬‬ ‫وهذا التزييف التاريخي فرض رؤية مزيفة انعكست في التقليد الحالي للغرب بحيث إن هذا‬ ‫الافراط الذي يعوض الحرمان كما في حالة التسيب الجنسي مثلا والموقف من الربا كل ذلك عاد‬ ‫إلينا في شكله الغربي‬ ‫فصارت النخب عامة والشباب الذي ربوه على هذا الفهم السطحي للعلاقة بين الحضارتين لا يفهم‬ ‫ما يسمى بحقبة الحداثة وبالذات حقبة الانتقال من العصر الوسيط الغربي إلى الحداثة ودور‬ ‫المسلمين فيها سواء كان ذلك‪:‬‬ ‫عن طريق الأندلس وجنوب فرنسا وإيطاليا وفيها حصل الصراع مع الخلافة الأموية ثم ما تلاها‬ ‫من دخول كل قوى الغرب الإسلامي في القرون الأربعة الاخيرة من تاريخ الأندلس‪.‬‬ ‫أو عن طريق البلقان وأوروبا الوسطى والشمالية التي حصل فيها الصدام مع الألمان وكان فيها‬ ‫لدور لوثر التحريضي على الخلافة ما هو معلوم ولا يذكره هيجل‪.‬‬ ‫وأخيرا فإن التفسير الهيجلي للفروق بين الشعوب بعامل العرق وروح الشعب من علامات السذاجة‬ ‫في فهم التاريخ الإنساني لأن العنصر والعرق ‪-‬المقابلة بين الرومي والجرماني مثلا‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪38‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫والمعلوم أن لذلك علاقة بالنظريات اليونانية القديمة التي ترد التاريخي إلى العضوي ‪-‬قوى‬ ‫النفس‪-‬مع إضافة العنصر أو العرق من النظريات البدائية التي لا تقرها الانثروبولوجيا لأن‬ ‫الصفات التي يتكلم عليها هي بالأحرى ثقافية ولا علاقة لها بكيان الإنسان العضوي‪.‬‬ ‫النص الاصلي‬ ‫نص هيجل مترجما‬ ‫‪216‬‬ ‫‪216‬‬ ‫فالفرنسيون يصفون الألمان بكون الواحد منهم ‪Die Franzosen nennen die Deut-‬‬ ‫\"كتلة صماء\" لكل منهم تدبره الذاتي فكل ‪schen entiers, ganz, d. h. eigen-‬‬ ‫‪sinnig ; sie kennen auch nicht‬‬ ‫‪die närrische Originalität der‬‬ ‫واحد منهم له تدبره الخاص به‪ .‬وهم كذلك‬ ‫‪Engländer. Der Engländer hat‬‬ ‫لا يفهمون تفرد الانجليزي السخيف‪.‬‬ ‫‪das Gefühl der Freiheit im be-‬‬ ‫‪sonderen ; er bekümmert sich‬‬ ‫فالإنجليزي له شعور بالحرية خاصة‪ .‬وهو لا‬ ‫يهتم بالعقل بل هو بالعكس يشعر بأنه أكثر‬ ‫حرية كلما كان ما يقوم به أو يستطيع أن ‪nicht um den Verstand, sondern‬‬ ‫‪im Gegenteil fühlt ic hum so‬‬ ‫يقوم به مضادا للعقل أعني ضد المقومات‬ ‫‪mehr frei, je mehr das, was er‬‬ ‫الكلية لكل ما هو عقلي‪ .‬ثم إن الإصلاح بين في‬ ‫‪tut oder tun kann, gegen den‬‬ ‫آن هذا الفصام والتشبث بأمر مجرد عند‬ ‫‪Verstand, d. h. gegen allge-‬‬ ‫الشعوب الرومية‪.‬‬ ‫‪meine Bestimmungen, ist. Aber‬‬ ‫‪dann zeigt sich sogleich bei den‬‬ ‫ومن ثم ليس لهم بالكلية مثل الألمان علاقة‬ ‫‪romanischen Völkern diese‬‬ ‫بالروح والشعور العاطفي الذي نسميه نحن‬ ‫عاطفة قلبية‪ .‬ليس لهم الشعور التأملي حول ‪Trennung, das Festhalten eines‬‬ ‫‪Abstrakten, und damit nicht‬‬ ‫‪diese Totalität des Geistes, des‬‬ ‫الروح نفسه في ذاته الذي هو صادر عنه في‬ ‫‪Empfindens, die wir Gemüt‬‬ ‫أعمق أعماقه‪ .‬فالباطن محل لا يحيط به‬ ‫‪heißen, nicht dies Sinnen über‬‬ ‫‪den Geist selbst in sich,– son-‬‬ ‫الفرنسيون بعمق شعورهم إذ هم يسقطون في‬ ‫اغراء مصالح معينة لا وجود فيها للاتناهي‬ ‫‪dern sie sind im Innersten außer‬‬ ‫الروح‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪39‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫‪sich. Das Innere ist ein Ort, des-‬‬ ‫والوجه الثاني الذي يهملوه هو بالذات‬ ‫‪sen Tiefe ihr Gefühl nicht auf-‬‬ ‫الكنيسة‪ .‬فقد كان لهم علاقة كذلك حتى‬ ‫‪faßt, denn es ist bestimmten In-‬‬ ‫بهذا الأمر‪ .‬ولكن لما كانت علاقتهم بالكنيسة‬ ‫‪teressen verfallen, und die‬‬ ‫ليست فعلا ذاتيا لهم فإنهم قبلوها بصورة‬ ‫‪Unendlichkeit des Geistes ist‬‬ ‫‪nicht darin. Das Innerste ist‬‬ ‫خارجية‪ .‬فقد قال نابليون \"حسنا\" سنعود إلى‬ ‫‪nicht ihr eigen. Sie lassen es‬‬ ‫القداس‪ .‬فليس من خاصياتهم ما هو الأعمق‬ ‫‪gleichsam drüben liegen und‬‬ ‫بل هم كذلك يهملونه ويسعدهم أي بديل‬ ‫‪sind froh, daß es sonst abge-‬‬ ‫يلغيه‪ .‬وقال نابليون سيقال (ضد) شواربي‪:‬‬ ‫‪macht wird. Das Anderwärts,‬‬ ‫إنما هو كلام‪.‬‬ ‫‪dem sie es überlassen, ist eben‬‬ ‫وتلك هي الخاصية الأساسية المميزة لهذه‬ ‫‪die Kirche. Freilich haben sie‬‬ ‫الأمم‪ .‬إنهم يفصلون بين المصالح الدينية‬ ‫‪auch selbst damit zu tun, aber‬‬ ‫والمصالح الدنيوية وهو فصام في الشعور‬ ‫‪weil dies Tun nicht ihr‬‬ ‫بالأنفة (بالكرامة الذاتية) فصام هو أكثر‬ ‫‪selbsteignes ist, so machen sie‬‬ ‫خصوصية لهم‪ .‬وعلة هذا الفصام هو أعمق ‪es auf äußerliche Weise ab. Eh‬‬ ‫‪bien, sagt Napoleon, wir‬‬ ‫الاعماق ذاته الذي فقده ذلك الوجود في‬ ‫‪werden wieder in die Messe‬‬ ‫‪gehen, und meine Schnurrbärte‬‬ ‫حياة الجماعة تلك الوحدة الأعمق‪ .‬فالدين‬ ‫‪werden sagen: das ist die Pa-‬‬ ‫الكاثوليكي لا يولي الدنيوي أهمية جوهرية‬ ‫بل إنه لا يبالي بالدين من وجه أول‪ .‬وهو من ‪role! Das ist der Grundzug die-‬‬ ‫وجه ثان مختلف في ذلك ولذاته‪.‬‬ ‫‪ser Nationen, Trennung des‬‬ ‫‪religiösen Interesses und des‬‬ ‫ثم إن المتعلم من الفرنسيين لهم نفور من‬ ‫‪weltlichen, d. i. des eigentümli-‬‬ ‫البروتستنتية إذ هي تبدو لهم أمرا أصحابه‬ ‫‪chen Selbstgefühls; und der‬‬ ‫مباهون بأنفسهم معتبرين ذلك أمرا حزينا‬ ‫‪Grund dieser Entzweiung ist im‬‬ ‫وصغارا خلقيا‪ .‬فالروح والفكر عند الألمان‬ ‫‪Innersten selbst, welches jenes‬‬ ‫‪Gesammeltsein, jene tiefste Ein-‬‬ ‫ينبغي أن يكون في علاقة بالدين ذاته‬ ‫‪heit verloren hat. Die‬‬ ‫فالتفكير ضروري في القداس وفي غيره من‬ ‫‪katholische Religion nimmt‬‬ ‫المناسبات الدينية‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪40‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫لكن الكاثوليكية تهتم بالظهور الطاغي الحسي ‪nicht wesentlich das Weltliche‬‬ ‫أمام عين الناظرين فيكون بوسع المرء فيه أن ‪in Anspruch, sondern die Reli-‬‬ ‫‪gion bleibt eine gleichgültige Sa-‬‬ ‫‪che auf der einen Seite, und die‬‬ ‫يثرثر دون أي انتباه ويقوم مع ذلك ما هو‬ ‫‪andre Seite ist verschieden‬‬ ‫ضروري في نظر الناس‪ .‬وقد سبق بعد كلامنا‬ ‫‪davon und für sich. Gebildete‬‬ ‫‪Franzosen haben daher einen‬‬ ‫أعلاه عن علاقة الكنيسة الجديدة بالحياة‬ ‫الدنيوية‪.‬‬ ‫‪Widerwillen gegen den Protes-‬‬ ‫ولم يبق الآن إلا أن نزيد الأمر تدقيقا‪.‬‬ ‫فتطور الروح وتقدمه من الإصلاح فصاعدا ‪tantismus, denn er erscheint ih-‬‬ ‫‪nen als etwas Pedantisches, als‬‬ ‫‪etwas Trauriges, kleinlich Mor-‬‬ ‫يتثمل في كون الروح كما سعى قد سبق إلى‬ ‫‪alisches, weil der Geist und das‬‬ ‫حريته بتوسط العلاقة التي بين الإنسان‬ ‫‪Denken mit der Religion selbst‬‬ ‫‪zu tun haben müßte, bei der‬‬ ‫والرب‪ .‬وهو الان واع بهذه العلاقة في يقين‬ ‫ما هو عملية موضوعية بوصفه هو ذاته جوهر‬ ‫‪Messe hingegen und andern‬‬ ‫الإلهي نفسه‪.‬‬ ‫وهو الان يدرك ذلك كذلك ويحققه في تكوين ‪Zeremonien ist es nicht nötig,‬‬ ‫‪daran zu denken, sondern man‬‬ ‫‪hat eine imposante, sinnliche‬‬ ‫عميق لما هو دنيوي بمقتضاه ليحصل على‬ ‫‪Erscheinung vor Augen, bei‬‬ ‫الحقيقي فيه بحيث يزول اعتبار الدنيوي شرا‬ ‫‪welcher man plappern kann‬‬ ‫وعاجزا دون الخير الذي بقي ما وراء العالم‪.‬‬ ‫‪ohne alle Aufmerksamkeit und‬‬ ‫‪doch das Nötige abtut. Es ist‬‬ ‫وقد صار الآن واعيا بأن الخلقي والحق في‬ ‫الدولة هو كذلك إلهي وعبادة الرب وأنه من‬ ‫حيث المضمون لا يوجد ما هو أسمى منه ولا ‪schon oben von dem Verhältnis‬‬ ‫‪der neuen Kirche zur Weltlich-‬‬ ‫‪keit gesprochen worden, und‬‬ ‫أقدس‪ .‬فيترتب على ذلك أن العزوبية ليست‬ ‫‪jetzt ist nur noch das Nähere‬‬ ‫أسمى من الزواج‪.‬‬ ‫‪anzugeben. Die Entwicklung‬‬ ‫‪und der Fortschritt des Geistes‬‬ ‫وقد تزوج لوثر ليبين أنه يحترم الزواج ولم‬ ‫‪von der Reformation an besteht‬‬ ‫تكن تشويهات العار التي نشأت عن ذلك‬ ‫تخيفه‪ .‬وقد كان من واجبه أن يفعل كما كان‬ ‫عليه أن يأكل الحكم أيام الجمعة ليثبت أن ‪darin, daß der Geist, wie er sich‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪41‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫ذلك حلال وصحيح في مقابل الاحترام الأسمى ‪seiner Freiheit durch die Ver-‬‬ ‫‪mittelung, welche zwischen‬‬ ‫المزعوم للامتناع عنه‪.‬‬ ‫‪dem Menschen und Gott‬‬ ‫فالإنسان يندرج في الجماعة العادية بفضل‬ ‫‪vorgeht, jetzt bewußt ist in der‬‬ ‫الأسرة وتبادل ترابط البشر في المجتمع‪.‬‬ ‫‪Gewißheit des objektiven‬‬ ‫‪Prozesses als des göttlichen‬‬ ‫وهذا الرابط أمر خلقي في حين كان الرهبان‬ ‫‪Wesens selbst, diesen nun auch‬‬ ‫منفصلين عن الجماعة الخلقية كما يفعل جيش‬ ‫البابا العاطل وكما تفعل الإنكشارية التركية‪ergreift und in der Weiterbild- .‬‬ ‫‪ung des Weltlichen durch-‬‬ ‫والآن مع زواج الرهبان انتهى كذلك الفرق‬ ‫‪macht. Es ist durch die‬‬ ‫الخارجي بين اللاييك (الإنسان العادي أو‬ ‫‪errungene Versöhnung das‬‬ ‫العامي) والمتحضين للدين‪.‬‬ ‫‪Bewußtsein gegeben, daß das‬‬ ‫كما أن البطالة لم تعد أمرا مقدسا بل صار‬ ‫‪Weltliche fähig ist, das Wahre in‬‬ ‫الأسمى للإنسان أن يكون مترابطا مع الجماعة‬ ‫‪ihm zu haben, wogegen das‬‬ ‫بتوسط الفاعلية والفكر والجهد لئلا يبقى‬ ‫‪Weltliche vorher nur für bös‬‬ ‫‪galt, unfähig des Guten,‬‬ ‫تابعا‪ .‬وإنه لمن العدل أن يكون لمالك المال‬ ‫‪welches ein Jenseits blieb. Es‬‬ ‫الحق في أن يشتري حتى لما يزيد عن حاجته‬ ‫‪wird nun gewußt, daß das Sit-‬‬ ‫بدلا من أن يهبه للكسالى والمتسولين إذ هو‬ ‫‪tliche und Rechte im Staate‬‬ ‫يعطيه لنفس العدد من البشر والشرط هو‬ ‫‪auch das Göttliche und das Ge-‬‬ ‫‪bot Gottes sind, und daß es‬‬ ‫على الأقل أنهم قد عملوا بفاعلية‪.‬‬ ‫‪dem Inhalte nach kein Höheres,‬‬ ‫فالصناعة والتجارة صارتا الآن خلقيتين‬ ‫‪Heiligeres gibt. Daraus folgt,‬‬ ‫واختفت حوائل التي كانت تعترض عليهما‪.‬‬ ‫‪daß die Ehe nicht mehr die‬‬ ‫وبالذات فهي قد كانت تعتبر الربا خطيئة لكن‬ ‫‪Ehelosigkeit über sich hat. Lu-‬‬ ‫ضرورة الأمر أدت مباشرة إلى العكس‪ .‬فاهل‬ ‫‪ther hat eine Frau genommen,‬‬ ‫لومبارديا (لذلك فحتى الكلمة الفرنسية تعني‬ ‫‪um zu zeigen, daß er die Ehe‬‬ ‫‪achte, die Verleumdungen, die‬‬ ‫بيت التعامل الربوي) وخاصة اسرة‬ ‫‪ihm daraus entstehen würden,‬‬ ‫الميديسيس أعاروا المال للأمراء في كل‬ ‫‪nicht fürchtend. Es war seine‬‬ ‫أوروبا‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪42‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

- - Pflicht es ut un, sowie Freitags Fleisch zu essen, um zu be- weisen, daß dergleichen erlaubt und recht ist, gegen die ver- meintliche höhere Achtung der Entbehrung. Der Mensch tritt durch die Familie in die Ge- meinsamkeit, in die Wech- selbeziehung der Abhängigkeit in der Gesellschaft, und dieser Verband ist ein sittlicher ; wogegen die Mönche, getrennt aus der sittlichen Gesellschaft, gleichsam das stehende Heer des Papstes ausmachten, wie die Janitscharen die Grundlage der türkischen Macht. Mit der Priesterehe verschwindet nun auch der äußere Unterschied zwischen Laien und Geistlichen. – Die Arbeitslosigkeit hat nun auch nicht mehr als ein Heiliges gegolten, sondern es wurde als das Höhere angesehen, daß der Mensch in der Abhängigkeit durch Tätigkeitund Verstand und Fleiß sich selber un- abhängig macht. Es ist rechtschaffener, daß, wer Geld ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 43 ‫الأسماء والبيان‬

- - hat, kauft, wenn auch für über- flüssige Bedürfnisse, statt es an Faullenzer und Bettler zu ver- schenken; denn er gibt es an eine gleiche Anzahl von Menschen, und die Bedingung ist wenigstens, daß sie tätig gearbeitet haben. Die Industrie, die Gewerbe sind nunmehr sit- tlich geworden, und die Hin- dernisse sind verschwunden, die ihnen von seiten der Kirche entgegengesetzt wurden. Die Kirche nämlich hatte es für eine Sünde erklärt, Geld gegen Inter- essen auszuleihen, die Not- wendigkeit der Sache aber führte gerade zum Gegenteil. Die Lombarden (daher auch der französische Ausdruck lombard für Leihhaus) und besonders die Mediceer haben den Fürsten in ganz Europa Geld vorgestreckt ‫أبو يعرب المرزوقي‬ 44 ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫انطلق في هذا التنبيه من هذا الشاهد في الرؤية الفلسفية التي تحدد الفارق الجوهري بين الرؤية‬ ‫المسيحية عامة وقد حافظت عليها البروتستنتية وبين الرؤية الإسلامية لحقيقة الإنسان وعلاقة‬ ‫الديني بالطبيعي‪:‬‬ ‫\" فالفرد الإنساني يكون أولا شريرا لما يكون طبيعيا إذ هو يأتي إلى الوجود خاضعا للغرائز‬ ‫الحسية وإرادة الظلم فلم يصبح الإيمان قطعة من قلبه ولم يحصل على تربية فيبقى عنيفا\"‪.‬‬ ‫وهذه الرؤية المناقضة للرؤية الإسلامية هي التي تجعل الإصلاح رغم أخذه الكثير من الرؤية‬ ‫الإسلامية يبقى مع ذلك تحريفا للديني من حيث هو ديني‪ :‬اعتبار الإنسان شريرا بالطبع واعتبار‬ ‫الدين في قطيعة مع الطبيعة الذاتية للإنسان والمحيطية بالإنسان‪.‬‬ ‫ذلك أن أصل هذا الموقف من الإنسان والطبيعة علته عقيدة الخطيئة الموروثة ‪Die Erbsünde‬‬ ‫التي ألغاها الإسلام وهي التي تعلل كل الامراض التي تعاني منها الإنسانية‪ :‬الاعتقاد بأن طبيعة‬ ‫الإنسان شريرة وأن الخير ليس من طبيعته‪ .‬ولذلك فهو يحتاج إلى تربية عنيفة لتجعله خيرا‬ ‫والعالم شرير ويحتاج إلى تعامل عنيف معه حتى يصبح فيه خير للإنسان الخير الذي ربي تربية‬ ‫عنيفة‪.‬‬ ‫وكل من درس القرآن حتى سطحيا يعلم أن امثولة اخراج الإنسان من الجنة ومعه ابليس كان‬ ‫فرصة ثانية لمعركة بين الخير والشر وفيها رؤية مناقضة للرؤية التي تعتبر الشر متأصلا في‬ ‫الإنسان ظنا أن الضعف أمام الشعر طبيعة فاعلة وليس طبيعة منفعلة وأن الطبيعة الفاعلة هي‬ ‫الخير‪.‬‬ ‫لذلك فآدم في الأمثولة القرآنية تلقى كلمات فأتمهن فعفي عنه ولا يحمل خطيئة صارت موروثة‬ ‫لأبناء آدم تحتاج إلى شفيع يكون ابن الله الذي يضحي به أبوه حتى ينجي البشرية بتوسط نائبته‬ ‫الكنيسة في التربية وحكامه بالحق الإلهي في الدولة وقد تجمع الكنيسة الوظيفتين‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪45‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫وكل من يحلل الرؤية الشيعية يجدها أقرب إلى الرؤية الكاثوليكية التي تقول بهذه القصة والتي‬ ‫فيها كنيسة وسيطة بين الإنسان وربه في شأنه الروحي (المراجع) وفيها وصي بين الإنسان وشأنه‬ ‫السياسي (الأيمة المعصومون)‪.‬‬ ‫والبروتستنتية اخذت التحرر من الوساطة ومن الوصاية لكنها أبقت على نظرية الشر الطبيعي‬ ‫والخطيئة الموروثة وهو ما يجعلها رغم محاكاة الإسلام السني قد أبقت على التحريف لأنها لم تلغ‬ ‫التثليث وبنوة المسيح للرب‪.‬‬ ‫ونظرية الشر الطارئ على الإنسان يحددها القرآن في سورة العصر‪ .‬فإنسان صار في خسر بمعنى‬ ‫أنه خلق في أحسن تقويم ثم رد أسفل سافلين بطروء على الشر من خارجه وليس منه حتى وإن كان‬ ‫ضعيفا فينفعل به وهو قادر على التخلص منه بذاته وليس بوساطة روحية وبوصاية سياسية‪.‬‬ ‫والتخلص منه هو مدار الفرصة الثانية أي الاستعمار في الأرض والاستخلاف فيها فيكون التاريخ‬ ‫بهذا المعنى هو التجربة الإنسانية التي تجعله يقاوم الشر الطارئ بما فيه من خير فطري وذلك في‬ ‫المستويين الفردي (الإيمان والعمل الصالح) والجمعي (التواصي بالحق والتواصي بالصبر)‪.‬‬ ‫وهنا لا بد من ملاحظة جوهرية‪ .‬فكل المتكلمين في علاقة الإسلام بالتاريخ يخطئون مرتين فهو لا‬ ‫يفسرون تقدم المسلمين عندما سعوا إلى تطبيق الإسلام لكنهم يفسرون انحطاطهم به عندما سعوا‬ ‫إلى عدم تطبيقه‪ .‬فيكونوا نافين لحقيقتين تاريخيتين بقلبهما تحيزا ليس له من تفسير غير عدم‬ ‫طلب المعرفة الصادقة‪:‬‬ ‫‪ .1‬السعي بقدر الوسع والاجتهاد في فهم الاسلام والجهاد في تطبيقه هو علة تقدمهم‬ ‫‪ .2‬التخلي عن هذا السعي في فهم الإسلام اجتهادا وتطبيقه جهادا هو علة تخلفهم‪.‬‬ ‫لذلك فنحن الآن في لحظة تبين أن المسألة لم تعد خاصة بالمسلمين وحدهم بل هي صارت أزمة‬ ‫كونية لأن الرؤية التي تعتبر الإنسان شريرا بالطبع والخير عنده طارئ وليس العكس أدت إلى‬ ‫أن الحضارة هي الحرب على الطبيعة في كيان الإنسان وفي كيان العالم وهو ما نراه من تحول‬ ‫التعمير إلى تدمير وتحول الخير إلى شر‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪46‬‬ ‫الأسماء والبيان‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook