Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الرحلة إلى إفريقيا _ للشنقيطي

الرحلة إلى إفريقيا _ للشنقيطي

Published by كتاب فلاش Flash Book, 2020-05-11 07:37:01

Description: ط المجمع

Search

Read the Text Version

‫الأ‪\"\"-‬؟‪-‬حمر‬ ‫‪-++‬ف!*بهبم‬ ‫‪-‬ه‬ ‫‪-+‬له‬ ‫‪+‬‬ ‫‪!+‬‬

‫اس!‬ ‫مؤسسة سليمان بق عبدالعزلز الراجمعي الغيرية‬ ‫لا‪5‬‬ ‫ط لاه ! \" ي! ‪ !1‬يم\"!ا\"ط‬ ‫‪ 2‬امحه\"‬ ‫ط‬ ‫ي! ل \"*‬ ‫ا‬ ‫\" ي! ح‬ ‫ا*‬ ‫يم لاه ! ع ط !\"‪7‬‬ ‫ي! ‪!\"071‬‬ ‫حقوق الظبع محفوظة‬ ‫الطعة الأوث‬ ‫‪ 6‬؟ء أ هـ‬ ‫قأبئالخ!ةفأء!‬ ‫!رزلزنر!ع‬ ‫ب \"‪292‬‬ ‫مكة المكرمة ص‬ ‫‪.‬‬ ‫هاتف ‪ 5053055‬طاكس ‪9055423‬‬ ‫إلشر‪-‬التو!م!‬ ‫!ا‬

‫ا!ط مة‬ ‫الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬والصلاة والسلام على خاتم النبيين‪،‬‬ ‫وعلى اله وصحبه و تباعه إلى يوم الدين ‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫فقد سافر الشيخ العلامة المفسر الاصولي محمد الامين بن محمد‬ ‫المختار بن عبدالقادر بن محمد بن أحمد نوح بن محمد بن سيدي‬ ‫المختار الشنقيطي الجكني ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬المولود سنة‬ ‫أحمدبن‬ ‫(‪ 1325‬هـ) من بلاده لسبع مضين من جمادى الاخرة ‪ ،‬من سنة‬ ‫(‪ 1367‬هـ) قاصدا بيت الله الحرام لاداء فريضة الحج ‪ ،‬ثم زيارة مسجد‬ ‫رسول ادله ع!يم ‪ ،‬وبعدها يرجع إلى بلاده ‪ ،‬ولكن الله شاء للشيخ رحمه‬ ‫الله أن يستقر في المدينة النبوية ‪ ،‬ويقيم دروسا حافلة في المسجد‬ ‫النبوي وغيره ‪ ،‬فانتفع منه القاصي والداني ‪ ،‬وبعد تمام ثماني عشرة سنة‬ ‫كاملة (‪ )1‬توجه الشيخ رحمه الله على رأس وفد يتألف من أربعة أفراد‬ ‫(ثلاثة من الجامعة الاسلامية وواحد من رابطة العالم الإسلامي)‬ ‫موفدين من الجامعة والرابطة‪.‬‬ ‫أعضاء الوفد‪:‬‬ ‫‪ - 1‬العلامة محمد الامين الشنقيطي رحمه الله رئيسا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬كما صرح بذلك الشيخ عطية رحمه الله في كلمة ل!ذاعة الموريتانية ‪ ،‬وهي‬ ‫ضمن محتويات الشريط السابع من أشرطة هذه الرحلة ‪ .‬كما جاء في تاريخ‬ ‫بعض اللقاءات بانها كانت في اليوم الثامن من شهر جمادى الاخرة ‪ ،‬وبعضها‬ ‫قبل ذلك ‪ .‬وهذا يعني ان تلك الرحلة كانت سنة (‪ 1385‬هـ)‪.‬‬

‫‪ - 2‬الشيخ عطيه محمد سالم عضوا‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الشيخ محمد امان الاثيوبي عضوا ‪.‬‬ ‫(وهؤلاء الثلاثة من الجامعة الاسلامية ) ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬سيدي الامين المامي الجكني عضوا ‪.‬‬ ‫من الرابطة‪.‬‬ ‫الدول التي زارها الوفد‪:‬‬ ‫توجه الوفد إلى تسع دول إفريقية ‪ ،‬وهي ‪ :‬السودان ‪ ،‬نيجيريا‪،‬‬ ‫‪ ،‬موريتانيا ‪ ،‬فولتا العليا ‪ ،‬تشاد ‪.‬‬ ‫(‪ ، )1‬النيجر ‪ ،‬مالي ‪ ،‬السنغال‬ ‫الداهومي‬ ‫سمنر‪3‬‬ ‫الوفد‪:‬‬ ‫أهداف‬ ‫يمكن حصر الاهداف التي سافر الوفد من اجلها في ئلائة أمور(‪،)2‬‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تقوية اواصر الرابطة الايمانية بين المسلمين‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بث الوعي بين أبناء المسلمين في تلك البلاد‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التعرف على أحوال المسلمين‪.‬‬ ‫(‪ )1‬هكذا سماها الشيخ عطية رحمه الله‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وذلك بنا على ما صرح به الشيخ عطية رحمه الله في عدد من المناسبات في‬ ‫تلك الرحلة كما هو مسجل في الاشرطة‪.‬‬

‫الحفاوة التي قوبل بها الوفد‪:‬‬ ‫لعل من أبرز ما يلفت انتباه المستمع لاشرطة هذه الرحلة هو تلك‬ ‫البهجة الغامرة التي عبر عنها العلماء والادباء والشعراء بكلماتهم‬ ‫وقصائدهم ‪ ،‬إضافة إلى ما يصفه الشيخ عطية رحمه الله من تجمهر‬ ‫الشيخ الامين رحمه الله ‪ ،‬وقد التقى‬ ‫محاضرات‬ ‫الناس وحضورهم‬ ‫اعضاء الوفد بالعلماء ‪ ،‬والقضاة ‪ ،‬ورئيس الدولة ‪ ،‬وعدد من الوزراء‪،‬‬ ‫كما شكل وفد في موريتانيا لمرافقة الوفد في تنقلاته في البلاد شرقها‬ ‫وشمالها‪.‬‬ ‫القدر الذي وصلنا عبر التسجيل الصوتي مما القي في هذه الرحلة‪:‬‬ ‫إن مجموع ما وصل إلينا من الاشرطة المسجلة في هذه الرحلة‬ ‫عشرة اشرطة فحسب ‪ ،‬وهو عدد قليل ءذا تذكرنا ان الوفد قد زار تسع‬ ‫دول ‪ ،‬إضافة إلى إحدى عشرة عاصمة من عواصم المديريات في شمال‬ ‫وشرق مورليانيا(‪. ) 1‬‬ ‫توصيف محتويات الأشرطة‪:‬‬ ‫يمكن ان الخص مضمون هذه الاشرطة في الامور الاتية‪:‬‬ ‫‪- 1‬كلمات ومحاضرات للشيخ الامين رحمه الده‪.‬‬ ‫(‪ )1‬قام الوفد برحلتين في موريتانيا ابثداء من العاصمة وانتهاء إليها‪ ،‬الاولى ‪ :‬إلى‬ ‫‪ :‬العيون ‪ ،‬والنعمة ‪ ،‬والمجرية ‪ ،‬وكيفه ‪ ،‬وقرو‪،‬‬ ‫البلاد‪ ،‬وقد شملت‬ ‫شرق‬ ‫و لاق‪ ،‬وابو تلميت ‪ .‬والثانية إلى شمال البلاد وقد شملت‪:‬‬ ‫وكيهيدي‪،‬‬ ‫نواذيب ‪ ،‬وزويرات ‪ ،‬وأطار‪.‬‬

‫‪ - 2‬أجوبة عن سؤالات وجهت للشيخ رحمه الله‪.‬‬ ‫‪ - 3‬محاضرات (قليلة ) لبعض أعضاء الوفد‪.‬‬ ‫‪- 4‬كلمات ترحيبية وقصائد قيلت في بعض المناسبات التي قوبل‬ ‫فيها الوفد‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ما يصاحب ذلك غالبا من كلام للشيخ عطية رحمه الله يصف‬ ‫المقام والمناسبة ‪ ،‬أو يعرف بالوفد‪ ،‬أو يبين مهمته ‪ ،‬أو غير ذلك مما‬ ‫يتصل بالجانب الاعلامي‪.‬‬ ‫وأما على سبيل التفصيل فعلى النحو الاتي‪:‬‬ ‫للشيخ رحمه الله فسر فيها الايات‬ ‫الشريط الأول ‪ :‬محاضرة‬ ‫(‪ )24 - 21‬من سورة البقرة وهي قوله تعالى ‪ < :‬ياائها لناس أعبدوأ‬ ‫رلبهم ) ‪ -‬إلى قوله ‪ < :‬أعدت للبهفربن !) ‪.‬‬ ‫وجهت‬ ‫الشريط الثاني ‪ :‬كلمات ترحيبية ‪ ،‬إضافة إلى سؤالات‬ ‫للشيخ رحمه الله ‪ ،‬ثم أجاب عنها‪.‬‬ ‫للشيخ رحمه الله‬ ‫الشريط الثالث ‪ :‬كلمة افتتاحية ‪ ،‬و سئلة وجهت‬ ‫و جاب عنها ‪ ،‬إضافة إلى بعض المداخلات والكلام للشيخ عطية رحمه‬ ‫الله‪.‬‬ ‫للشيخ الامين رحمه الله اشتملت‬ ‫الشريط الرابع ‪ :‬كلمة أو محاضرة‬ ‫على ثلاثة محاور‪:‬‬ ‫الأول ‪ :‬بيان المعتقد الصحيح في ايات الصفات ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫الثاني ‪ :‬بيان الموقف الصحبح من الحضارة الغربية‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬بيان أن الاسلام دين القوة والتقدم في جميع الميادين‪.‬‬ ‫بعد ذلك وجهت بعض الاسئلة للشيخ رحمه الله ‪ ،‬و جاب عنها‪.‬‬ ‫]لشريط الخامس ‪ :‬محاضرة لأحد عضاء الوفد‪.‬‬ ‫الشريط السادسى ‪ :‬محاضرة للشيخ الأمين رحمه الله في موضوع‬ ‫الرابطة الايمانية ‪ ،‬وهي مترجمة إلى اللغة الهوساوية‪.‬‬ ‫الشريط السابع ‪ :‬ويتضمن‪:‬‬ ‫‪ - 1‬بعض كلمة أو محاضرة للشيخ رحمه الله يبين فيها الاسلام دين‬ ‫القوة والتقدم في جميع الميادين‪.‬‬ ‫‪ - 2‬كلمة موجهة للنساء يبين فيها تكريم الاسلام للمرأة ‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى كلمة للشيخ عطية رحمه الله‪.‬‬ ‫للشيخ الامين رحمه الله تتضمن ستة‬ ‫الشريط الثامن ‪ :‬محاضرة‬ ‫محاور‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الاعتقاد الصحيح في نصوص الصفات ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مفهوم \" لا إله إلا الله \" ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬بيان أن الاسلام دين القوة والتقدم في جميع الميادين‪.‬‬ ‫‪ - 4‬بيان الموقف الصحيح من الحضارة الغربية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬بيان ان الاسلام ينظم جميع شؤون الحياة ه‬ ‫‪7‬‬

‫‪ - 6‬الكلام على الرابطة الايمانية‪.‬‬ ‫الشريط ]لتاسع ‪ :‬مكرر مع الشريط الاول ‪.‬‬ ‫للشيخ الامين رحمه الله في‬ ‫الشريط العاشر ‪ :‬كلمة او محاضرة‬ ‫الرابطة الايمانية ألقاها في مالي (مترجمة) ‪ .‬إضافة إلى بعض‬ ‫موضوع‬ ‫الكلمات الا!خرى لغيره ‪.‬‬ ‫عملنا في هذه المادة ‪:‬‬ ‫بتفريغ‬ ‫طلبة العلم فقاموا مشكورين‬ ‫‪ -1‬عهدت إلى بعض‬ ‫محتويات الاشرطة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بعد مراجعة ما تمت كتابته ‪ ،‬ومقابلة ذلك بالاشرطة المسجلة‬ ‫اقتصرت على المحاضرات والكلمات والفتاوى التي صدرت من‬ ‫الشيخ الامين رحمه الله دون غيرها؛ ذلك أن الهدف من إخراج هذه‬ ‫الرحلة إنما هو إدخالها ضمن الفهرس الشامل لجميع آثار الشيخ‬ ‫العلمية‪.‬‬ ‫‪ -3‬خرجت الاحاديث الواردة في هذه المحتويات وعزوت‬ ‫الأبيات والشواهد الشعرية ‪ ،‬ولم أتتبع جميع المسائل العلمية من جهة‬ ‫التوثيق من المصادر ‪ ،‬كما فعلت في دروس الشيخ رحمه الله في التفسير‬ ‫الذي ألقاه في المسجد النبوي ‪ ،‬وذلك لان عامة المسائل المذكورة في‬ ‫هذه الرحلة موجودة ضمن التفسير المشار إليه وقد وثقتها هناك ‪،‬‬ ‫ويمكن الرجوع إليها عن طريق الفهرس المشار إليه‪.‬‬ ‫‪ - 4‬جعلت كل محاضرة على حدة ‪ ،‬وأشرت في الحاشية إلى‬ ‫‪8‬‬

‫الشريط الذي وجدت فيه ‪ ،‬أما السؤالات فقد جمعتها مع أجوبتها‪،‬‬ ‫وجعلتها متسلسلة تالية المحاضرات ‪ ،‬كما أشرت في الحاشية إلى‬ ‫مواضع وجودها من الاشرطة ‪ ،‬وجعلت لها ترقيما متسلسلا ‪ ،‬وصدرت‬ ‫ولم ألنزم كتابة نص السؤال حرفيا‪ ،‬بل قد‬ ‫الاجابة ب(الجواب)‪.‬‬ ‫أختصر فيه بعض الشيء إذا دعت الحاجة إلى ذلك‪.‬‬ ‫و‬ ‫مسح‬ ‫الله بنصه (‪ ،)1‬وإذا وجد‬ ‫‪ - 5‬أثبت كلام الشيخ رحمه‬ ‫أ‬ ‫انقطاع في التسجيل أو جملة او كلمة غير واضحة فاني اجعل مكان‬ ‫ذلك نقطا مع الاشارة في الحاشية ‪ ،‬ولربما أثبت زيادة يتم بها المعنى‪،‬‬ ‫و جعلها بين معقوفين مع الاشارة لذلك في الحاشية ‪ ،‬كما حذفت‬ ‫الكلمات الزائدة التي تجري على لسان الشيخ رحمه الله في ثنايا‬ ‫الكلام ‪ ،‬كقوله بين حين واخر‪\" :‬مثلا\"‪ ،‬وكذا بعض العبارات‬ ‫المكررة ‪.‬‬ ‫هذا و سأل الله أن يرحم الشيخ ويعلي درجته في الجنة ‪ ،‬و ن‬ ‫يجزي خير الجزاء كل من أعان على إخراج هذا العمل إنه سميع‬ ‫مجيب ‪ ،‬وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫تم الفراغ من مراجعته ليلة الاول من محرم من عام (‪ 1 424‬هـ) ‪.‬‬ ‫وكتبه ‪ :‬خالد بن عثمان السبت‬ ‫(‪ )1‬حتى الايات التي تلاها الشيخ على قراءة نافع‪.‬‬ ‫‪9‬‬



‫القسم اك!ل‬ ‫والكلمات )‬ ‫(المحاضرات‬



‫[‪11‬‬ ‫تفسير الإيات (‪! + 21‬ا ‪ )2‬من سورة البقرة‬ ‫‪13‬‬

‫‪ )1( /‬أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ‪ ،‬يقول الله جل وعلا ‪ < :‬تأئها ألثاس‬ ‫اعبدوا ربكم الذى ظقغ والذن من قتدكئم لعلخ تتقودن ! الدي جعل دكم‬ ‫لأزض فرلثما والسماب بنآبىأنزل من الشمآ مآفأخرج به‪ -‬من )لثمزت رزقا لك‬ ‫قلا تجعلوا لله أندادا وأنتم لغلمون !وإيئ !ختم فى ريمي مضا نربا على‬ ‫عئدنا فانو بسورؤ من مث!‪ -‬وادعوا شهدآءكم من دون الله إن كنتم‬ ‫صدقين ! فإن لأ تفعلوا ولن تقعلوا فاتقوا النار التى وقودها الئاس والحبمارة‬ ‫[البقرة ‪. ] 2 4 - 2 1 /‬‬ ‫أعد! للبهفربن بم)‬ ‫تلونا عليكم هذه الاية الكريمة من أول سورة البقرة ‪ ،‬وإن كان‬ ‫الكلام عليها لا يسعه يوم ولا بعض يوم ‪ ،‬إلا انا نريد أن نذكر حولها‬ ‫نماذج يستبين بها الناس بعضا من ضواء القرآن ‪.‬‬ ‫أولا‪:‬ننبه إخواننا على فصل القرآن العظيم ؛ لان فيه جميع خير‬ ‫الدنيا والاخرة ‪ ،‬فعلينا جميعا ن نتدارسه ونتعلمه ‪ ،‬حتى نعتقد عقائده ‪،‬‬ ‫ونحل حلاله ‪ ،‬ونحرم حرامه ‪ ،‬ونتادب بادابه ‪ ،‬وننزجر بزواجره‪،‬‬ ‫ونتربى بما فيه من مكارم الاخلاق ‪ ،‬و ن نتعظ بما فيه من العبر‪،‬‬ ‫الامم الماضية‪.‬‬ ‫والمواعظ ‪ ،‬والامثال ‪ ،‬وقصص‬ ‫الله ‪ -‬جل وعلا ‪ -‬في هذه السورة الكريمة ‪ -‬التي تلونا منها هذه‬ ‫الايات ‪ -‬التي هي سنام القران ‪ ،‬السورة العظيمة التي بين الله ‪ -‬جل‬ ‫وعلا‪ -‬فيها ومهد فيها جميع دين الإسلام ‪ ،‬ذكر فيها أخبار الامم‬ ‫الماضين ‪ ،‬و خبار الجنة والنار‪ ،‬وأقام فيها براهين العقائد‪ ،‬ومناظرة‬ ‫(‪ )1‬من الشريط الاول ‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫الخصوم ‪ ،‬وذكر فيها دعائم الاسلام من صلاة وصوم وزكاة وحج‪،‬‬ ‫وذكر فيها العمرة ‪ ،‬وأكل الحلال ‪ ،‬والاحوال الشخصية من نكاح‬ ‫وطلاق وخلع ‪ ،‬والمعاملات كالديون والربويات والوثائق والشهادات‬ ‫والرهون ‪ ،‬وما جرى مجرى ذلك‪.‬‬ ‫نلفت أنظار إخواننا إلى الترتيب الغريب العجيب الذي فعله الله في‬ ‫هذه السورة ‪:‬‬ ‫أولا ابتدأ الله هذه السورة الكريمة بحروف مقطعة <الم ك!)‬ ‫وهذه الحروف المقطعة لاشك أنها تلفت نظر السامع إلى ما جممكلم به‬ ‫بعدها وتجعله متعطشا عليه‪.‬‬ ‫والان ليس مرادنا الكلام على الحروف المقطعة لانه كلام يستغرق‬ ‫الوقت كله ‪ ،‬ولكن لما ذكر الله هذه الحروف إلمقطعة و بتدأ بها هذه‬ ‫السورة العظيمة قال ‪ < :‬ذلك بلكئف لاردب نبه ) فبين أن هذا الكتاب‬ ‫المشتمل على خير الدنيا والاخرة الذي هو النور المبين ‪ ،‬والحبل‬ ‫المتين ‪ ،‬الذي أوضح الله به العقائد‪ ،‬والحلال والحرام ‪ ،‬وجميع خير‬ ‫الدنيا والاخرة لا تتطرقه الريب ولا الشكوك ؛ لان معجزته أوضح من‬ ‫أن يتطرق إليه شك‪.‬‬ ‫ومعروف أن للسائل أن يقول ‪ :‬كيف يقول ‪ < :‬لارديب !ه ) ب\"لا\"‬ ‫التي لنفي الجنس ‪ ،‬مع أن قوما ارتابوا فيه وحصل منهم ريب ‪ ،‬كقوله‬ ‫‪ ] 4‬؟‪/5‬‬ ‫[التوبة‬ ‫*>‬ ‫في قوم ‪ < :‬وازتابت قلوبهم فهم في هـئبهؤ يزددوت‬ ‫ونحن نقول ‪ :‬الجواب ‪ :‬أن القران بالغ من كمال المعجزة وإيضاج‬ ‫‪15‬‬

‫المعجزة مالا تتطرقه الريب ولا الشكوك ‪ ،‬وانما ارتاب فيه المرتابون‬ ‫لعمى بصائرهم ‪ ،‬كما نص الله على ذلك في سورة الرعد ‪!< :‬أفمن يعلم‬ ‫تما أنزل إليك من رفي لحق كمن هوأكئ إنما يحذكر ولوا الأ لنب جم!) [الرعد‪. ] 1 9 /‬‬ ‫فصرج بأن من لم يعلم نه الحق إنما منعه من ذلك عماه ‪ ،‬ومعلوم‬ ‫ن عدم روية الاعمى للشمس لا تقدح في كون الشمس لا ريب فيها‪.‬‬ ‫فلا غرو ن يرتاب والصيح مسفر(‪)1‬‬ ‫إذا لم يكن للمرء عين صحيحة‬ ‫ثم بعد أن بين أن هذا القرآن لا ريب فيه جعل جميع الامة التي‬ ‫أنزل إليها هذا المحكم المنزل ئلاث طوائف‪.‬‬ ‫جميع الامة التي أنزل إليها هذا المحكم المنزل الذي هو مفتاج‬ ‫الجنة ومفتاج النار‪ ،‬لا يدخل أحد الجنة إلا عن طريق العمل بهذا‬ ‫القران ‪ ،‬ولا يدخل أحد النار إلا عن طريق الاعراض عنه ‪ ،‬قال جل‬ ‫وعلا في المعرصين عنه ‪< :‬ومبئ يكفربهءمن لاخزاب> ي كاررا ط كان‬ ‫فاس لا‬ ‫ولاكن أئحثر‬ ‫< فافار موعد !لا تك فى صيؤ منه نه الحق من رنث‬ ‫ا‬ ‫يؤمنوت !) [هود‪. ] 17 /‬‬ ‫وقال جل وعلا فيمن أورثوه وعملوا به ‪ < :‬إن ا ين يتلوت كتف‬ ‫الده وأقاموا لصلوهه و نققوا !ا رزقنهم سرا وعلايخة يرجون تخره لر‬ ‫تببور ! لوفيهم أجورهم ويزلدهم من فضلهة إنه غفور‬ ‫! والذى وحتنا إلتك من الاكئب هو الحق مصدقا فا بئن يدته إن‬ ‫ش!ور‬ ‫( ‪ ) 1‬البيت في نفح الطيب ( ‪ ، )68 / 1‬و ورده الشيخ رحمه الله في دفع إيهام الاضطراب‬ ‫ص ‪ ، 7‬وهو في العذب النمير عند تفسير الاية (‪ ) 128‬من سورة الأنعام ‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫الله بعباده ‪ -‬لخبيز بصير * ثم اؤؤبنا لاكئب الذين اضظفتنا من عبادنا>‬ ‫[فاطر‪ ،]32- 92 /‬فبين أن إيراثه علامة الاصطفاء‪ ،‬ثم قال ‪< :‬فمنهم‬ ‫ظاصلو لنفسه‪ -‬و‪-‬متهم مقتصد ومنهم سابق بالخايثت ) [فاطر‪ ،]32 /‬ثم بين‬ ‫أن هذا القران هو أعظم نعمة < ذلف هو لفضل ألبير!) ‪.‬‬ ‫ثم جاء بوعده الصادق ‪ < :‬جنت عدن يدظونها يحلون فيها من أساور‬ ‫من ذهتبى ولؤلو ولاسهم فيها حرير !) ‪ 1‬ناطر‪ ،]33 /‬الواو في قوله‪:‬‬ ‫< ئدظونها> شاملة للأصناف الثلاثة وعلى رأسهم الظالم لنفسه ‪ ،‬وكان‬ ‫بعض العلماء يقول ‪\" :‬حق لهذه الواو ن يمتب بماء العينين \"(‪)1‬؛ لان‬ ‫واو < يدظونها> فيها وعد صادق بالجنة للجميع وعلى رأسهم الظالم‬ ‫لنفسه‪.‬‬ ‫وكان بعض العلماء يقول ‪ \" :‬ما الحكمة في تقديم الظالم لنفسه قبل‬ ‫السابق والمقتصد‪ ،‬والله حكيم لا يقدم إلا لنكتة تستوجب‬ ‫التقديم \"؟ إ(‪. )2‬‬ ‫كان بعض العلماء يقول ‪ :‬هذا مقام إظهار الكرم ‪ ،‬فقدم الظالم لئلا‬ ‫يقنط ‪ ،‬وأخر السابق بالخيرات لئلا يعجب بعمله فيحبط‪.‬‬ ‫وكان بعض العلماء يقول ‪ :‬أكثر أهل الجنة الظالمون لانفسهم؛‬ ‫لان الله يقول ‪ < :‬إلا اثذين ءامنو وعملو[ الفخلخمأوقلإماهتم ) ‪ 1‬ص‪.]24 /‬‬ ‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الأضواء (‪ ،) 165 /6‬العذب النمير (تفسير الاية ‪ 47‬من سورة البقرة )‪.‬‬ ‫الاضواء (‪ ،)165 /6‬العذب النمير (تفسير الاية‬ ‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬القرطبي (‪،)14/934‬‬ ‫‪ 47‬من سورة البقرة )‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫فبدأ بهم لاكثريتهم‪.‬‬ ‫الشاهد أن الله بين في ايات البقرة التي تلوناها ن الامة بالنسبة إلى‬ ‫هذا الكتاب المتزل الذيص هو أعظم نعمة أنزلها الله من السماء إلى‬ ‫الارض ‪ ،‬وعلمنا أن نحمده على إنزالها في غير ما اية ‪ ،‬كقوله في أول‬ ‫سورة الكهف ‪ < :‬الحيد ده لذي نزل فى عئده لكمث ولؤ ئحعل لوعوجاس !)‬ ‫[الكهف‪ ،]1 /‬أي ‪ :‬لم يجعل فيه اعوجاجا كائنا ماكان ‪ ،‬لا من جهة‬ ‫الالفاظ ‪ ،‬ولا من جهة المعاني ‪ ،‬فألفاظه في غاية الاعجاز والسلامة من‬ ‫‪ ،‬ومعانيه كلها في غاية الكمال ‪ ،‬أخباره صدصت ‪،‬‬ ‫العيوب والوصمات‬ ‫واحكامه عدل < وتمت !ت رئك صدقا وعذلأ) [الأنعام‪ ]115 /‬أي ‪:‬‬ ‫صدقا في الاخبار ‪ ،‬وعدلا في الاحكام = بين أن الامة بالنسبة إليه ئلاث‬ ‫طوائف‪:‬‬ ‫الطائفة الأولى ‪ -‬نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منها ‪ :-‬طائفة امنت به‬ ‫ظاهرا وباطنا ‪ ،‬وأبصرت هذا النور ‪ ،‬فاهتدت بهذا النور ‪ ،‬واتصلت على‬ ‫ضوئه بخالق الكون ‪ ،‬فرأت الحق حما والباطل باطلا‪ ،‬والنافع نافعا‬ ‫والضار ضارا ‪ ،‬والحسن حسنا ‪ ،‬والقبيح قبيحا ‪ .‬قال فى هذه الطائفة‪:‬‬ ‫< هدي !ن ! الذليئ يؤمنون بآليتف ويقيمون ألصهلؤة ومما رزقنهتم‬ ‫ي‪.‬م‪.‬م‪!-‬مصوت !‪ 0‬ول‪1‬ذين يؤصمشت بما أنزل إليك وفا انزل منروقصك ولإلأخرة‬ ‫صء ور و ص صِ صصص‬ ‫هم لوق!في !!هو [البقرة‪ ] 4 - 2 /‬ثم أثنى عليهم بقولى ‪ < :‬اولبك على هدى‬ ‫‪/. ] 5‬‬ ‫[البقرة‬ ‫من ربهم وأولئك ! المفلوق *>‬ ‫ثم بين أن هناك طائفة أخريص من الطوائف الثلاث بالنسبة إلى هذا‬ ‫القران الذيص لا ريب فيه أنها طائفة ‪ -‬والعياذ بالله ‪ -‬كفرت به ظاهرا‬ ‫‪18‬‬

‫وباطنا ‪ ،‬قال فيهم ‪ < :‬إن الذين كفروا سوآ\" صكدنهم ءأنذزتهم انم لنم شذرهنم‬ ‫لا يومنون * ختم لله فى قلوبهخ وعلى سعع!خ وفى أنصرهتم غشؤ ولهم‬ ‫[البقرة‪ ]7- 6 /‬وهذه الطائفة ‪ -‬والعياذ بالله ‪ -‬إنما‬ ‫عذاب عظيم *>‬ ‫عميت عن انوار القران لانها خفافيش البصائر‪ ،‬والخفاش لا يرى‬ ‫الشمس‪.‬‬ ‫ووافقها قطع من الليل مظلم (‪)1‬‬ ‫خفافيش اعماها النهار بضوئه‬ ‫نورا ويعمي اعين الخفاش (‪)2‬‬ ‫مثل النهار يزيد ابصار الورى‬ ‫كما بينا كما في قوله في سورة الرعد ‪!< :‬أفمن يلص ئما اتزل إقك من‬ ‫[الرعد‪. ] 1 9 /‬‬ ‫رئك لحق كمن هو ك! إنما يذكر أولو الأ لتئى !)‬ ‫والطائفة الثالثة ‪ :‬وهي أخس الطوائف ‪ -‬هي طائفة آمنت به ظاهزا ‪،‬‬‫ا‬ ‫وكفرت به باطئا فكانت من المذبذبين ‪ ،‬لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء‪،‬‬ ‫وهي طائفة المنافقين ‪ ،‬وهي أخس الطوائف ‪ ،‬ذكرها الله في قوله‪:‬‬ ‫< !من أدئا س من يقول ءامئا باطه وباليوم لأضوما هم بمؤمنين ! يحدعون لله‬ ‫والذين ءامنو وما يخادعون إلا أنفسهغ وما يشع!ن * في ظوبهيم ئيضى‬ ‫فزادهم لله مرضا ولهخ عذاب أليؤبماكانو يكذبون ) [البقرة ‪. ] 1 0 - 8 /‬‬ ‫تحقيق حسين نصار‪ ،‬ولفظه‬ ‫(‪ )1‬البيت لابن الرومي ‪ ،‬وهو في ديوانه (‪،)1/157‬‬ ‫هماك ‪:‬‬ ‫ولاحمها قطع من الليل غيهب‬ ‫عشاها نهار بضوئه‬ ‫خفافيش‬ ‫(‪ )2‬البيت في المغني لابن قدامة (‪ ،)13/323‬حياة [لحيوان للدميري (‪،)692 /1‬‬ ‫صيح الأعشى (‪ ،)2/88‬الأضواء (‪.)274 /2‬‬ ‫‪91‬‬

‫وأطال في كلامه في هذه الطائفة لانها أخس الطوائف ‪ ،‬فضرب لها‬ ‫الامثال بمثل النار ومثل الماء <مثالغ كمثل الذى شتؤقد نارا) [البقرة‪/‬‬ ‫‪ ]17‬ومثل الماء في قوله ‪ < :‬اؤكصئب من ألنمما هيه ظلنت ورغاوووئر!)‬ ‫[البقرة ‪. ] 1 9 /‬‬ ‫ولا يسعنا المقام في أن نتكلم على المثلين لانه يستغرق وقتا طويلا‪.‬‬ ‫أن الله لفا نؤه بهذا القران العظيم ‪ ،‬وبين أنه الكتاب‬ ‫والشاهد‬ ‫الاعظم الذي لا ريب فيه ‪ ،‬وبئن أن الناس بالنسبة إليه ثلاث طوائف‪:‬‬ ‫طائفة طيبة ‪ ،‬وطائفتان خبيثتان ‪ ،‬ليس المقصود من القران في تقسيم‬ ‫هذه الطوائف مجرد تاريخ ولا إخبار‪ ،‬بل مجرد وعظ وإرشاد ليعلم‬ ‫خلقه ويبين لهم أنهم يجب عليهم أن يسارعوا إلى أن يكونوا من الظائفة‬ ‫الطيبة ‪ ،‬ويتباعدوا كل التباعد من الظائفتين ‪ ،‬المقصود تنبيه المسلمين‬ ‫على أن يكونوا من المتقين الذين يؤمنون بالغيب ومما رزقناهم‬ ‫ينفقون ‪ ،‬وأن يتباعدوا كل التباعد أن يكونوا من طائفة الكافرين و‬ ‫أ‬ ‫طائفة المنافقين‪.‬‬ ‫لاشك أن المسلم إذا علم هذا التقسيم من خالق الكون ‪ -‬جل‬ ‫وعلا‪ -‬أنه يتشوف بتعطش إلى الطريق التي يجتنب بها الكينونة مع‬ ‫الطائفتين الخبيثتين ‪ ،‬والصيرورة مع الظائفة الطيبة ‪ ،‬لاشك في هذا؛‬ ‫لاجل هذا أتبع الله هذا التقسيم لإيضاج كلمتين عليهما مدار خير الدنيا‬ ‫والاخرة ‪ ،‬وجميع الهدى ‪ ،‬والصلة الكاملة بمن رفع هذه السماء ودحا‬ ‫هذه الارض ‪ ،‬وفتح هذه العيون في أوجهكم ‪ ،‬ففرق أصابعكم وشد‬ ‫رؤوسها بالاظفار‪ ،‬وأنتم في بطون أمهاتكم من غير أن يحتاج إلى ن‬ ‫أ‬ ‫‪02‬‬

‫يشقها < يخلقي في بظون أمفنتصغ باقا من بعد طق فى ظلمئتى ثئمث)‬ ‫الله ) ‪ .‬فبدأ‬ ‫رسول‬ ‫[الزمر‪ . ]6 /‬هاتان الكلمتان هما ‪ :‬الا إله إلا الله محمد‬ ‫بالكلمة الاولى التي هي الا إله إلا الله ) وبينها لانها مركبة من نفي‬ ‫نفيها ‪ :‬حلع جميع‬ ‫وائبات ‪ ،‬الا إله) نفي ‪( ،‬إلا الله ) إثبات ‪ .‬ومعنى‬ ‫أنواع المعبودات غير الله في جميع أنواع العبادات ‪ ،‬ومعنى إثباتها‪:‬‬ ‫إفراد خالق هذا الكون ‪ -‬جل وعلا ‪ -‬بالعبادة ‪.‬‬ ‫و صل العبادة في لغة العرب ‪ :‬الذل والخضوع ‪ ،‬وهذا معنى‬ ‫معروف في كلام العرب ‪ ،‬ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته (‪:)1‬‬ ‫وظيفا وظيفا فوق مور معبد‬ ‫تباري عتاقا ناجيات وأتبعت‬ ‫أي ‪ :‬مذلل لدوس الاقدام والارجل‪.‬‬ ‫أما العبادة في اصطلاح الشرع فهي ‪ :‬التقرب إلى خالق هذا الكون‬ ‫بما أمر أن يمقرب له به على الوجه الشرعي على لسان محمد لمجم مع‬ ‫الخضوع والذل والمحبة ‪ ،‬فلا يكفي الذل والخضوع دون المحبة ‪ ،‬ولا‬ ‫المحبة دون الذل والخضوع ‪ ،‬لان المحبة إن لم يكن معها خوف كان‬ ‫صاحبها في إذلال وجراءة ‪ ،‬فقد يقع في المقام الالهي بما لا ينبغي‬ ‫إدلالأ بالحب وأمنا من عدم الخوف ‪ ،‬والخوف إذا كان منفردا عن‬ ‫المحبة كان صاحبه مبغضا ‪ .‬وهذا كله لا يليق ‪ ،‬لابد من ذل وخضوع‬ ‫من جهة ‪ ،‬ومن محبة من جهة أخرى ‪.‬‬ ‫هذه الكلمة التي بينا معناها جاء الله بإثباتها منفردة في قوله‪:‬‬ ‫(‪ )1‬شرح القصائد المشهورات (‪.)06 /1‬‬ ‫‪21‬‬

‫< يأيها الئاس غبدو رئبهم ) [البقرة‪.]21 /‬‬ ‫وجاء في نفيها في حدة في قوله ‪< :‬فلا تخعلو لله أئدادا وأنتخ‬ ‫تغلموت !) [البقرة‪ ]22 /‬وكان أول أمر في المصحف الكريم ‪ -‬إذا‬ ‫نظرت المصحف الكريم أول أمر فيه على الترتيب الذي هو عليه‪-‬‬ ‫قوله ‪ < :‬يخأيها ألناس غبدو > [البةرة‪ ]21 /‬في هذه الاية التي تلونا من‬ ‫دله أندادا) [البقرة‪/‬‬ ‫أول سورة البقرة \" وأول نهي فيه قوله ‪ < :‬فلاتخعلو‬ ‫‪ . ]22‬فاول [أمر](‪ )1‬في المصحف يتضمن حظ الاثيات من ‪ :‬الا إله الا‬ ‫حظ النفي من ‪ :‬الا إله إلا الله ) ‪.‬‬ ‫الله ) ‪ .‬وأول نهي منه يتضمن‬ ‫جاء ببراهينها ‪ :‬بين‬ ‫ثم إن الله لما بين هذه الكلمة الاولى وأوضحها‬ ‫تفسير جزأيها ‪ ،‬ثم ضمنها براهين البعث ‪ ،‬وسنتكلم على هذا ونوضحه‬ ‫الان ‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك أقام برهان (محمد رسول الله ) بعد أن بين الا إله إلا‬ ‫الله ) وبراهينها العقلية المضمنة براهين البعث أتبع ذلك بقوله ‪< :‬وإبئ‬ ‫نبنمغ فى ريب سا نرلنا على عبدنافانوأ بسورؤ نر مث!ء) [البقرة‪ ]23 /‬وهذا‬ ‫برهان الاعجاز ؛ لان عجاز جميع الخلائق عن أن يأتوا بسورة من مثل‬ ‫هذا القران برهان قاطع على أنه تنزيل رب العالمين ‪ ،‬إذ لو كان من كلام‬ ‫العرب لقدر البشر على محاكاته ؛ ولذا لما قال ‪ < :‬مإن لأ تفعلو > قال ‪:‬‬ ‫< ولن تفعلوا) [البقرة‪ ]24 /‬لنفي المستقبل علق ونفى الشرط المعلق‬ ‫عليه ليدل على أن المشروط لا ياتي أبدا ‪ ،‬ولذا قال ‪ < :‬فإن لأ تفعلواوك‬ ‫تفعلوا) لا يمكن أن تفعلوا ‪ ،‬وهذا التعليق والنفي أسلوب بليبع من كلام‬ ‫(‪ )1‬الاصل ‪ :‬نهي ‪ ،‬وهو سبق لسان ‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫العرب ‪ ،‬ونطيره من كلام العرب قول الخنساء الشاعرة الشلمية ‪)1( :‬‬ ‫وصبرا إن أطقت ولن تطيقي‬ ‫هريقي من دموعك واستفيقي‬ ‫ولذا لما قال ‪ < :‬هان لم تفعلوا ولن تفعلوا ) قال ‪ < :‬فائقوا الئار>‬ ‫[البقرة‪ ]24 /‬يعني ‪ :‬فاعلموا أن حجة الله وبرهانه قام عليكم بصدق هذا‬ ‫النبي الكريم ‪ ،‬و ن هذا المحكم المنزل كلام رب العالمين ‪ -‬جل وعلا‪-‬‬ ‫وقد تحداهم هنا بسورة منه قال ‪ < :‬وإيئ ينستم فى رتسر ممالرلا على عئدنا‬ ‫فأنو بسورؤ من مثله ء) [البقرة‪ ]23 /‬ثم تحداهم في سورة يونس بسورة‬ ‫أيضا قال ‪ < :‬م يقولون قزله قل فأتو بسورقر مثله ءوادعو من استظغتممن ولؤ‬ ‫له ان كنغ صدفين *> [يو‪-‬نس‪ ]38 /‬ثم تحداهم في سورة هود بعشر سور‬ ‫قال ‪ < :‬م يقولون افرله قل فآتوا بعمثرسو‪ 2‬مثله ‪ -‬مقريمز و دعوا من‬ ‫[هود‪ . ] 13 /‬ثم قال ‪ < :‬ق! لغ‬ ‫شتطمتم من دون ألله إن كنت! صخدقين *>‬ ‫يستجيبوا لكملفاعلموا) [هود‪ 4 /‬ا ] أي ‪ :‬فتيقنوا علما يقينا < نما ائزل بعلم‬ ‫[هود‪ ] 14 /‬ثم تحداهم في‬ ‫!)‬ ‫لله وأن لا إلة إلا هو قهل نتم مسدوت‬ ‫جمط)‬ ‫سورة الطور به كله قال ‪ < :‬فليآتوا مجديمخ فثله ن كاتو صدقب‬ ‫[الطور‪ . ]34 /‬ثم بين في سورة بني إسرائيل ‪ -‬سورة الاسراء ‪ -‬أن جميع‬ ‫الخلائق عاجزون عن الاتيالط بمثله قال ‪ < :‬قل لبن اتجتمعت اقيدنس!واتجن‬ ‫عك ن يانوا بمثل هذا القرءان لاياتون بمثله ولو كات بعضهم لبغنهى طهيرا ! >‬ ‫[الاسراء‪ ]88 /‬هذا برهان إعجاز ذكرنا منه نموذجا خفيفا ليستدل به‬ ‫السامع على غيره ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ديوان الخنساء (ص ‪.)1 30‬‬ ‫‪23‬‬

‫يقولون ‪:‬‬ ‫ثم أرجع الى بيان براهين الا إله إلا دثه) فالمشركون‬ ‫كيف تجعل الالهة إلفا واحدا؟ <أجعل الآلهة إلفا وحدا إن فذا لمثئئ‬ ‫جمالب *> ‪ 1‬ص‪ ]5 /‬ما البرهان على وحدانية هذا الاله الذي رفع هذا‬ ‫الكون ؟ هذا البرهان كرره الله في هذه السورة الكريمة تكريرا كثيرا ‪ ،‬منه‬ ‫[البقرة‪/‬‬ ‫الرحيم !)‬ ‫لرخمن‬ ‫إلة إلا هو‬ ‫واحددر لا‬ ‫إلة‬ ‫ما قال ‪< :‬وإلفكم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ .]163‬ثم أتبع هذا بالأدلة العقلية في هذه السورق حيث قال ‪ < :‬ان في‬ ‫فى الخر بما‬ ‫التى تجرى‬ ‫والفلك‬ ‫والنهار‬ ‫لئل‬ ‫خلق الشموت ؤا لارض واصنف‬ ‫‪1‬‬ ‫قها‬ ‫بند موكاوبث‬ ‫من ما فاحيا به الأرض‬ ‫ومآ أنزل ألله من ألشما‬ ‫ينفع لاس‬ ‫‪1‬‬ ‫بين السما والأرصق لاينخ‬ ‫أئسمخر‬ ‫لريح والئطب‬ ‫داصئه ولضريف‬ ‫من كل‬ ‫‪1‬‬ ‫الذى ظقكم)‬ ‫‪ 1‬البقرة‪ . ] 164 /‬وهنا قال ‪ < :‬اغبدو)رلبهم‬ ‫ئمولم يعقلون *>‬ ‫‪ 1‬البقرة‪ ،]21 /‬يعني ‪ :‬من أعظم براهين عبادة الله وحده أنه حلقنا‬ ‫واخترعنا من العدم إلى الوجود ‪ ،‬وخلقه لنا من غرائب وعجائب صنعه‬ ‫كما نبين منه نموذخا قليلأ هنا‪ :‬أولأ‪ :‬الله في القران يجعل الفرق‬ ‫والعلامة الفارقة بين من يستحق أن يعبد ومن لا يستحق أن يعبد هي‬ ‫الابراز والاختراع والابداء من العدم إلى الوجود‪ ،‬فمن يخترعك‬ ‫ويبرزك من العدم إلى الوجود عليك أن تعبده ‪ ،‬ومن لا يخلقك فهو‬ ‫محتاج إلى خالق ‪ -‬مثلك ‪ -‬فأنت وهو ملزمان بأن تعبدا من حلقكما‪،‬‬ ‫ولذا قال هنا ‪ < :‬اغبدو بىلبهم الذى ظقكم) [البقرة‪ ]21 /‬وقال جل وعلا‪:‬‬ ‫< أفمن يخلق كمن لا يخلق ) [النحل‪ ]17 /‬لا والله < أتم جعلو لله شربم خلقوا‬ ‫[الرعد‪] 1 6 /‬‬ ‫كخلقه‪ -‬فتشبه ا!ق علتهغ قل الله خلق كل لثئ‪ :‬وهو الواحد القهر !)‬ ‫وخالق كل شيء هو معبود كل شيء‪ ،‬وهذه الحالة التي خلقنا عليها‬ ‫خالق الكون هي من غرائب وعجائب صنع من خلقنا‪ ،‬وقد أمرنا مرا‬ ‫‪24‬‬

‫واجبا على كل إنسان منا أن ينظر فيها ويتأمل حيث قال ‪< :‬طينبهر اقينسئن‬ ‫مئم خلق !) [الطارق‪ ]5 /‬هذا أمر واجب من خالق الكون ؛ لان المقرر‬ ‫في علوم المعاني وعلوم الاصول ‪ :‬أن صيغ الامر الاربعة تدل على‬ ‫الوجوب حتما إلا إذا صرف عنه صارف ‪ ،‬وهذا هو الحق ‪ .‬وصيغ الأمر‬ ‫الدالة على الوجوب في اللغة العربية معلوم أنها أربع صيغ‪:‬‬ ‫اولها ‪ :‬فعل الامر ‪ ،‬نحو ‪ < :‬اقم الصلؤة > ‪.‬‬ ‫بلام الامر‪ ،‬كقوله ‪< :‬فقينظر‬ ‫المجزوم‬ ‫الثاني ‪ :‬الفعل المضارع‬ ‫‪ ] 24‬ه‬ ‫‪/‬‬ ‫[ عبس‬ ‫قينسمن إلى طعامه ت !)‬ ‫ا‬ ‫[المائدة‪. ] 1 0 5 /‬‬ ‫الثالث ‪ :‬اسم فعل الامر ‪ ،‬نحو ‪ < :‬عليكتم انفسكئم)‬ ‫النائب عن فعله ‪ ،‬نحو ‪ < :‬فإذا لقيتم الذيئ كؤوا‬ ‫]لرابع ‪ :‬المصدر‬ ‫الرقاب ) يعني ‪ :‬اضربوا رقابهم‪.‬‬ ‫فضزب الرقاب ) [محمد‪( ] 4 /‬فضرب‬ ‫هذه صيغ الامر ‪ .‬وصيغة الامر هنا في <!نبهر اقينسئن) هي تقتضي‬ ‫والانسان له رحلة يجب على‬ ‫الوجوب الحتم ‪< ،‬مئم ظق *>؟‬ ‫المسكين أن يتأملها وينظر فيها ليعلم قدره ويعلم عظمة من خلقه ‪ ،‬أمر‬ ‫[الطارق‪ ]5 /‬وبين‬ ‫الله بالنظر فيها في قوله ‪< :‬قفنبهع اقيدنسن مم ظق ة!)‬ ‫للخلق ماخلقهم منه قال ‪< :‬كأ إناخلقنفم مضايعلموت) [المعارج‪]93 /‬‬ ‫ترى اللي حلقناكم منه هو اللي تعرفوه ‪.‬‬ ‫وقد أوضح الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬رحلة الانسان إيضاحا يعرف الانسان‬ ‫بنفسه ويعرفه بربه ‪ ،‬ذلك الايضاح في سورة <قد أفلح المؤمنون *>‬ ‫وذلك أن هذا الانسان الذي يطغى ويبغي ويغزو الفضاء ويحاول يتمرد‬

‫على نظام السماء‪ ،‬ويعصي من خلق هذا الكون ‪ ،‬ابتداء رحلته تراب‬ ‫وماء ‪ ،‬أخذ الله ترائا فبله بماء فصار اسمه طينا ‪ ،‬ثم إن الله نقل هذا الطين‬ ‫من طور إلى طور خمر حتى صار حمأ مسنونا‪ ،‬ويبس حتى صار‬ ‫صلصالا كالفخار‪ ،‬ئم خلق الله بقدرته منه رجلأ لحما ودما هو الاب‬ ‫ادم عليه صلوات الله وسلامه ‪ ،‬فلما خلق هذا الانسان من هذا التراب‬ ‫<إث مثل عيمسى عند الله كمثل ءادم ظقبما من ترا‪ +‬ثؤ قال له‪ 2‬كن ) [ال‬ ‫عمران ‪ .]95 /‬لما خلق هذا الانسان من هذا التراب خلق امرأته من‬ ‫ضلعه ‪ ،‬وقد نص الله تعالى على أنه خلق حواء من ادم في ثلاث سور‬ ‫من كتابه ‪ :‬في أول سورة النساء في قوله ‪ < :‬يأيها لئاس تقوارلبهملم لذى‬ ‫ظقكل من نفس و!ق وظق ئنها زوجها> [الانساء‪ ] 1 /‬النفس ‪ :‬ادم ‪ ،‬وزوجها‬ ‫من نفس‬ ‫التي حلقت منه ‪ :‬حواء ‪ .‬وقال في سور الاعراف ‪< :‬ظقكم‬ ‫وحدؤ وجعل منها زوجها ) [الاعراف‪ .]918 /‬وقال في سورة الزمر‪:‬‬ ‫< ظصكو من نسر ؤحدة ثم جعل مئها زوجها) [الزمر‪. ]6 /‬‬ ‫ثم بعد أن صار هناك زوجان رجل وامرأة كان الطور الثاني‬ ‫للادميين هي نطفة مني تقع في رحم المرأة < من نطفة أمشاج ) [الانسان‪/‬‬ ‫‪ ]2‬أخلاط من ماء الرجل وماء المرأة ‪ ،‬ثم تمكث هذه النطفة في الرحم‬ ‫ماشاء الله ‪ ،‬ثم ينقلها الله ‪ -‬جل وعلا ‪ -‬علقة ‪ ،‬أي ‪ :‬دما جامدا ‪ ،‬ثم ينقل‬ ‫الله هذا الدم إلى مضغة ‪ -‬قطعة لحم على نحو ما يقطعه اكل اللحم‬ ‫ليمضغه ‪ -‬ثم ان الله يحول هذا اللحم إلى هيكل عظام يركب فيه هذه‬ ‫العظام بعضها ببعض ‪ ،‬هذه السلاميات ‪ ،‬وهذا البنان ‪ ،‬وهذه المفاصل‬ ‫يركب بعضها ببعض ‪ ،‬هذا التركيب الدقيق والصنع الهائل العجيب في‬ ‫كل عضو منا‪ ،‬وهذا الذي ركبه ليس بأخرق كما قال ‪ < :‬نخن ظقنهم‬ ‫‪26‬‬

‫وسفذنا أشرهم ) [الانسان‪ ]28 /‬الاسر ‪ :‬يعني الشد كما تقول للمرأة ‪:‬‬ ‫\"أسرت اخطيرها\"(‪ - )1‬يقولون بالحسانية ‪ -‬ومعناه ‪ :‬يعني ضم الشيء‬ ‫إلى الشيء وشده به شدا محكما < ونبدذنا أشرهم > لو كان الذي ث!‬ ‫اليد بالساعد والساعد بالمرفق والبنانة بالبنانة لو كان أخرقا إذا تحرك‬ ‫الانسان سقطت يده ‪ ،‬أو سقط مرفقه ‪ ،‬أو طاج رجله ‪ ،‬بل الذي يشدها‬ ‫يشده شدا محكما‪ ،‬ثم إن الله ‪ -‬جل وعلا‪ -‬يكسو هذا الجسم هذا‬ ‫اللحم ويجعل فيه هذا الدم ‪ ،‬ويجري مجاري البول والغائط يفتحها‬ ‫لتنزل عنها الفضلات ‪ ،‬ويفتح مجاري العروق والشرايين ليدير الدم ‪،‬‬ ‫ويضع كل عضو في محله كالكبد والطحال والكليتين ‪ ،‬ويوكل كلا‬ ‫بوظيفته في تدبير الجسم ‪ ،‬ويفتح هاتين العينين ‪ ،‬ويجعل فيهما هذا‬ ‫النور‪ ،‬ويصبغ بعض العينين بصبغ أسود‪ ،‬وبعضهما بصبغ ابيض‪،‬‬ ‫ويفتح هذا الفم ويجعل فيه اللسان ‪ ،‬ويودعه هذه الفصاحة ‪ ،‬وينبع عين‬ ‫الريق العذبة لياكل بها الانسان ‪ ،‬إذ لو يبس ريقه لما ابتلع الزبد الذائب‪،‬‬ ‫ثم إنه إذا لم تكن له حاجة في الريق لم يجم لئلا يتعبه التفل أ‪)2(] . . .‬‬ ‫يعني جعلت له الاذنان ليسمع ‪ ،‬وجعل على هذا التركيب الغريب‬ ‫الهائل [وجعل على هذه الهيئة بطنه ‪ ،‬وشهدت ](‪ )3‬العينان حول البطن‪،‬‬ ‫والظهر الذي ليس عنده عينان جعل عظما لو ضربه شيء لا يكاد يضر‪،‬‬ ‫وجعل في الانسان من الغرائب والعجائب شيء يبهر العقول ‪ ،‬حتى إ ن‬ ‫(‪ )1‬اي ‪ :‬شذت الهودج او ما يشبهه مما يوضح على البعير تركبه المرأة ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬في هذا الموضع جملة غير واضحة ‪ ،‬والكلام مستقيم بدونهاه‬ ‫(‪ )3‬في الاصل جملة غير واضحة ‪ ،‬وما بين المعقوفين زيادة يتم بها الكلام ‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫ما يحتاج إلى قصه دائما كشعره و ظافره نزعت منه روح الحياة لئلا‬ ‫ويمعبه عند القص ‪ .‬هذا من غرائب وعجائب خالق الكون ‪ -‬جل وعلا‪-‬‬ ‫حلقنا على هذا النحو الغريب ‪ ،‬وصؤر بني ادم على هذه الصورة ‪ ،‬جعل‬ ‫الانف هنا ‪ ،‬والعينين هنا ‪ ،‬ولم يشتبه اثنان ‪ ،‬طبع كل إنسان على صورة‬ ‫مخالفة لصورة الاخر‪ ،‬وهذه الصورة التي وضع عليها كل واحد هي‬ ‫سابقة في العلم الازلي ‪ ،‬ووضع تنفيذا على نحو ما سبق به العلم ‪ ،‬ولو‬ ‫خلق ملايين الملايين زائدا على من خلق لم يضق العلم ‪ ،‬فكل واحد‬ ‫توجد له صورة مخالفة لصورة الاخر‪ ،‬حتى اثارهم في الارض‬ ‫وأصوات نغماتهم وبصماتهم في الاوراق كلها مختلفة ‪ ،‬هذه صنائع‬ ‫رب العالمين ‪ ،‬وهذه أسرار قليلة من أسرار معنى < رئبهم الذى ظقكئم)‬ ‫[البقرة‪ ]21 /‬يعني ‪ :‬فمن فعل فيكم هذا من الافعال والغرائب والعجائب‬ ‫في كل عضو وكل مطرح إبره هو ربكم الذي يستحق أن تعبدوه ‪ .‬ولا‬ ‫يخفى عليكم أن ربنا فعل فينا هذا من الغرائب والعجائب ونحن في‬ ‫بطون أمهاتنا لم يحتج إلى أن يشق أم الواحد منا ‪ ،‬ولا أن يبنجها‪ ،‬ولا‬ ‫ينومها في صحية ‪ ،‬بل فعل كل هذه العمليات والمرأة لاهية تفرح‬ ‫وتمرح لا تدري عن شيء مما يفعل في داحلها من غرائب صنع الله‬ ‫وعجائبه ‪ ،‬ثم ييسر طريق الخروج ‪ .‬ونحن دائما نذكر هذا لان الله يلفتنا‬ ‫إليه حيث يقول ‪ < :‬ئحلقدم في طون مهنتيم ضققا مر عذضلئ فى ظلمت‬ ‫ثذمث ) ظلمة البطن ‪ ،‬وظلمة الرحم ‪ ،‬وظلمة المشيمة ‪< .‬ذلكم لله‬ ‫ربكم له آقفك لا إلة إلآ لهو فاكث تصرفويئ *> [الزمر‪ ]6 /‬وهو محل‬ ‫الشاهد ‪ ،‬فهذا الذي يفعل هذا الخلق والايجاد هذا هو الذي يستحق أ ن‬ ‫يعبده‬ ‫‪28‬‬

‫ثم قال ‪ < :‬و لذين من قئلكم ) ‪ 1‬البقرة‪ ]21 /‬أي ‪ :‬وحلق الذين من‬ ‫قبلكم ‪ .‬يعني ‪ :‬اعبدوه لاجل أن تتقوه ‪ ،‬أي ‪ :‬أن تجعلوا بينكم وبين‬ ‫سخطه وعذابه وقاية ‪ ،‬والوقاية ‪ :‬هي امتثال أمر الله واجتناب نهيه‪.‬‬ ‫ثم زاد في البراهين العقلية ‪ < :‬آلدي خذ لكم لأرض فزشا> يعني‪:‬‬ ‫هذا من غرائب صنعه وعجائب أمره التي تستدعي أن يعبد وحده ويعلم‬ ‫أف الرب وحده < الذي جعل دكم لأرض فزلثما> ‪ 1‬البقرة‪ ]22 /‬وهذا الذي‬ ‫فرش هذه الارض ليس باخرق <والأرض فرشنها فنعم ألمهدون ! )‬ ‫‪ 1‬الذاريات‪ ]48 /‬جعلها ليست شديدة الاستعداد في أخذ الحر زمن الحر‪،‬‬ ‫ولا لاخذ البرودة زمن البرودة ‪ ،‬فلو جعل الارض كلها من حديد أو من‬ ‫نحاس أو من رصاص أو قصدير هلك كل من عليها ‪ ،‬جعلها رخوة لينة‬ ‫يعيش الخلق عليها‪ ،‬قابلة للزراعات ‪ ،‬وأنواع الغراسات ‪ ،‬واجراء‬ ‫العيون والانهار‪ ،‬وبناء البيوت ‪ ،‬ومثبتة موطدة بالجبال ‪ ،‬تدفن فيها‬ ‫كما قال ‪ < :‬لم تجعل ا لأزض كفاتا بر‪-6‬بم أخيآ ‪ 4‬وأقوتا !بهم) ‪ 1‬لمرسلات ‪/‬‬ ‫الاموات‬ ‫مصدر كفته اذا ضمه ‪ ،‬أي ‪ :‬تكفتكم‬ ‫‪ ]25-26‬وقوله ‪< :‬كفاتا ج!)‬ ‫وتضمكم أحياء على ظهرها وأمواتا في القبور في بطنها ‪ .‬وهذه الارض‬ ‫التي فرشها هذا الفرثر بث فيها ‪ -‬جل وعلا ‪ -‬من هذه الجبال ‪ ،‬وعلى‬ ‫ألوان مختلفة <وصمن لجبال جددم بمض وحضر نحتلف الؤنها وغ!ابيب‬ ‫سود ! ومف الناس وألدواب والألغص نحتل!الؤنه‪ -‬كذ!ث إنما يخمثى‬ ‫المه من عباده أتعلمئؤا ) ‪ 1‬فاطر‪ ]28- 27 /‬بث فيها من أنواع الحيوانات ‪،‬‬ ‫والاشجار والثمار وأنواع الحبوب والزروع ‪ ،‬والمعادن ‪ ،‬والجبال مع‬ ‫اختلاف الالوان والاشكال والمنافع والاقدار والطعوم < وفي ألازض‬ ‫قطع متخورتآ وجئت من اعني وزرع وتحيل صتوان وغتر صحنوان يسقى بمآ‬

‫لأيمئ ئقوم‬ ‫وحد ونففط بعضها عو بعفى فى الاثحل إن في ذلف‬ ‫يعقكون *> [الرعد‪. ]4 /‬‬ ‫ثم قال ‪ < :‬وألسماة بنآ! [البقرة‪ ]22 /‬أي وجعل هذه السماء بناء‬ ‫سقفا مرفوعا لا يتفطر ولا يتشقق ‪ ،‬ولا يحتاج إلى ترميم ولا إصلاح مع‬ ‫أنه تمر عليه الاف السنين < فازجع البصحر هل ترى من فظص ! ثم ازجع الصر‬ ‫[ا!ك‪ ]4 - 3 /‬ي ‪ :‬ظ ترا‬ ‫كرنئين ينقدمت إليك البصر خاسئا وهو حسل! !)‬ ‫ذليلا من عطم ما رأى ؛ ولذا قال ‪ < :‬و لسماة بنآ! ‪.‬‬ ‫ثم قال ‪ < :‬وأنزل من السما ملإ ) [البقرة‪ ]22 /‬إنزال السماء هذا الماء‬ ‫الانسان ‪ -‬أيضا ‪ -‬يجب عليه النطر فيه لان الله يقول ‪< :‬فقبنلر ألالنسن إلى‬ ‫طعامه ‪ -‬جم!> [عبس‪ < ]24 /‬فلبذ) واجبة كما ذكرنا في الاولى < فلبنلر‬ ‫يجب على كل انسان حتما أن ينطر إلى طعامه‪.‬‬ ‫ألانسسن إك طعامه ‪)!-‬‬ ‫ومعنى هذا وكأن ربه يقول ‪ :‬ايها الانسان المسكين الذي تتنطع وتتمرد‬ ‫على نطام السماء انطر الخبز الذي تأكل منه ‪ -‬ولو لم تجده لمت ‪ -‬من‬ ‫هو الذي خلق الماء الذي شرب به وروي حتى نبت ‪ ،‬أيمكن أن يخلقه‬ ‫غير الله ؟ لا‪ ،‬هب أن الماء خلق من يقدر على إنزاله على هذا الطريق‬ ‫والاسلوب الغريب العجيب ‪ -‬رشاش ‪ -‬حتى تروى الارض من غير أ ن‬ ‫يضر بها الماء؟ فلو كان منزله أخرقا لجعل المطر كله قطعة واحدة ‪،‬‬ ‫فترك البلاد أئرا بعد عين ! ! ينزله بغاية اللطافة < الؤتر أن ألله يزصحى س!ابم ثم‬ ‫يؤلف بيإ ئم لمجعل! ركا\"ما فتري ألودف عرني من ضلله ‪[ >-‬النور‪. ] 43 /‬‬ ‫هب أن الله ‪ -‬جل وعلا ‪ -‬خلق الماء وأبدعه بقدرته وإرادته ئم أنزله‬ ‫على هذا الاسلوب الغريب العجيب الهائل ورويت الارض وشربت ‪ ،‬من‬ ‫‪03‬‬

‫هو الذي يقدر على أن يشق الارض ويخرج منها بمسمار النبات ؟ هب‬ ‫أن مسمار النبات خرج ‪ ،‬من هو الذي يقدر على أن يخرج منه السنبلة؟‬ ‫هب أن السنبلة خرجت ‪ ،‬من هو الذي يقدر على أن ينبت فيها الحب؟‬ ‫هب أن الحب حلق ‪ ،‬من الذي يقدر على أن ينميه وينقله من طور إلى‬ ‫طور حتى يكون تافا مدركا صالخا للاكل؟ < انظرو إك ثمر!ءإذا أنمر‬ ‫وينعهء ان فى ذ لكئم لايمخ ئقو‪ 2‬يؤينون) [الانعام‪ ]99 /‬؛ ولذا قال جل وعلا‪:‬‬ ‫< فلينلر الافسن إلى طعامه ء ! أئا صئتا الما صئا ! ثم شقفنا الأرض ‪ -‬يعني ‪ :‬عن‬ ‫النبات ‪ -‬شفا !فانتنا فيها حئا !وجمنبا وقضما ه ‪[ ) . .‬عبس‪ ] 28 - 2 4 /‬هذا من‬ ‫غرائب وعجائب صنع رب العالمين ‪ -‬جل وعلا ‪-‬؛ ولذا قال ‪ < :‬وأنزل‬ ‫من ألشماء ما !اخرج به‪ -‬من الئمز! رزقا لكنم ) [البقرة ‪ ] 22 /‬ه‬ ‫فاذا علمتم هذا وعرفتم أن خالق الكون هو الذي رفع هذه السماء‪،‬‬ ‫ودحا هذه الارض ‪ ،‬و برزكم من العدم الى الوجود‪ ،‬و نبت لكم‬ ‫الارزاق ‪ -‬لا تعادلوا بهذا من لا يقدر على شيء‪ ،‬ولا تصرفوا شيئا من‬ ‫حقوقه الى عاجز ضعيف لا يقدر على شيء ؛ ولذا قال ‪< :‬فلاتجعلوا‬ ‫لله أندادا) [البقرة‪]22 /‬نظراء تصرفون لهم حقوقه في العبا‪،‬ة <وأنتخ‬ ‫لغلمون *> نه الواحد الرب وحده ‪ ،‬المحبي المميت ‪ ،‬القادر على‬ ‫كل شيء ‪ ،‬الذي يستحق أن يعبد وحده ‪.‬‬ ‫ثم ان ربنا في هذه الاية ‪ -‬التي تلوت عليكم من سورة البقرة‬ ‫وتكلمت لكم كلافا قليلأ عليها‪ -‬ضمنها ثلاثة براهين من براهين‬ ‫البعث السائدة في القران العظيم ؛ لان المعارك في القران بين النبي ع!يم‬ ‫وبين منكري البعث من أعظم المعارك ‪ ،‬وإن كانت المعركة العظمى بين‬ ‫‪31‬‬

‫الرسل والامم في عبادة الله وحده ‪ ،‬إلا نهم ينكرون البعث يقولون ‪:‬‬ ‫[الدخان‪ < ]35 /‬وما نحن‬ ‫< إق هي إلا موتتنا الأوك وما نخن بمنشرين !)‬ ‫بمبعوثل! ! ) [الانعام‪ < ]92 /‬إبرات!ك كرء ظسرء كا > [النازعات ‪/] 12‬‬ ‫< من يخى انعطم و! رميص !) [يس‪ ]78 /‬كل هذا إنكار منهم للبعث‪،‬‬ ‫والله ‪ -‬جل وعلا‪ -‬أكثر في القران العظيم من ثلاثة براهين يقيمها‪-‬‬ ‫براهين عقلية ‪ -‬على أنه يبعث الناس بعد الموت ‪ ،‬أشار إلى ثلاثة منها‬ ‫في هذه الاية الكريمة التي ذكرناها لكم الان ‪ ،‬وكرر الرابع منها خمس‬ ‫مرات في هذه السورة الكريمة في غير هذه الاية‪.‬‬ ‫أما البراهين الثلاث السائرة في القران بكثرة التي أشير إليها هنا‪:‬‬ ‫فالأول منها ‪ :‬هو أنه حلقنا واخترعنا ابتداء‪ ،‬المشار إليه في قوله‬ ‫في الايات التي تلونا ‪ < :‬ياايها ألئاس عبدوا رلبهم الذى ظقغ ) [البقرة‪/‬‬ ‫‪ ]21‬يعني ‪ :‬ومن حلقكم أولا هو قادر على أن يعيدكم ثانية ؛ لان الاعادة‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫الدنيا‬ ‫في‬ ‫عاقل‬ ‫أطرف‬ ‫أيسر من الاختراع والابتداء‪ ،‬ولو سألت‬ ‫أ‬ ‫الفعلين أصعب ‪ :‬اختراع الفعل وابتداو ‪ 5‬ولا‪ ،‬أو إعادته بعد ن فعل‬ ‫مرة أخرى ؟ الجواب طبعا ‪ :‬إعادته بعد الاختراع أسهل من اختراعه‪.‬‬ ‫وإن كان الله ‪ -‬جل وعلا ‪ -‬لا يصعب عليه شيء؛ ولاجل هذا ترى هذا‬ ‫البرهان كثيرا في القرآن كقوله جل وعلا ‪ < :‬يأيها آلئاس ن كنتم فى‬ ‫من ترابر) [الحج‪ ]5 /‬ولا يكون البعب أبدا‬ ‫رتب من البعث !مانا خلنن‬ ‫أصعب من الايجاد الاول من تراب ‪ .‬وكقوله جل وعلا ‪ < :‬ولقذعلمتص‬ ‫التشأ آلأوك) أي الا!اد الاول < فلولاتذكرون !> [الواقعة‪ ]62 /‬أي ‪:‬‬ ‫من أوجد أولا قادر على الايجاد ثانية ‪ .‬وكقوله ‪ < :‬وضحرب لنا مثلأ ودنمى‬ ‫‪32‬‬

‫ضلق! قال من يخى العظام وهي رميم ! قل تحييها الذكط أ!مأها أول مره وهو‬ ‫لكل خلق عليم *> [ي!‪ . ]97-78 /‬وقوله جل وعلا ‪ < :‬وهو لذى‬ ‫لضدؤا لخ! ثص يعيدوـوهو اهون لجه ) [الروم‪ < ]27 /‬كما بدانا أول‬ ‫[الانبياء‪ ] 1 0 4 /‬وكقوله جل‬ ‫!)‬ ‫خلق نعيد؟ وعدا علتنآ إنا ك!ا فعلين‬ ‫[ق‪]15 /‬‬ ‫وعلا ‪ < :‬أفيينا بالخقق الاول بل ! فى لبت!ى من خلق جديد !)‬ ‫وكيف يلتبس عليكم الخلق الجديد وأنتم تعلمون الخلق الاول ؟‬ ‫ولاجل هذا قال مخاطبا للانسان ‪< :‬والئ!ين والزيون !وطورممينين !وهذا‬ ‫[التين‪ ]4 - 1 /‬ثم قال‬ ‫اللد الأمب * لقد ظفنا اقينسمن فى أخسن تقويم *>‬ ‫مرتبا على هذا ‪ < :‬فما يكذبك بعد بالدين *> [التين‪ ]7 /‬ما يحملك على أ ن‬ ‫تكذب بالبعث والجزاء وفد علمت أني خلقتك أولا؟ وهذا البرهان‬ ‫متكرر في القران تكررا كثيرا لا يحصى ؛ ولذا نص الله في ايات من‬ ‫كتابه على أنه لاينكر البعث إلا من نسي الايجاد الاول ‪ ،‬كما قال في‬ ‫قوله جل وعلا‪ < :‬وضحرب فا محلأ ودنسى ضلقإ ) [ي!‪ ]78 /‬إذ لو تذكر‬ ‫الايجاد الأول لعلم أن من أوجد أولا قادر على أن يوجد ثانية ‪ ،‬وكقوله‬ ‫جل وعلا ‪ < :‬ولقول الابنسن أءذا ما !ا لسوف أخرج حيا ج! أولا يذ!و‬ ‫الايشن أنا ظقته من فتل ولؤ يك شتا * فورئك لخمثعريهم والضئنطين ثؤ‬ ‫لنخضرنهؤ حؤل جهغ جثئا الح! > [مريم‪ ]68 - 66 /‬وهذا البرهان كثير فيئ‬ ‫القران ‪ ،‬وقصدنا التمثيل بايات متعددة ‪.‬‬ ‫البرهان الثاني ‪ :‬هو حلق السموات والارض المش! ر إليه في قوله‪:‬‬ ‫<جعل لكم لأرض فزلثماو لسمأة بنا > يعني ومن حلق هذه الاجرام‬ ‫العظيمة الهائلة فمن المعلوم أنه قادر على إعادة الانسان الضعيف‬ ‫المسكين ؛ لان من حلق الاعظم الاكبر قادر بالاولى على أن يخلق‬ ‫‪33‬‬

‫الاضعف الاصغر ‪ ،‬وهذا برهان كثير في القران ‪ ،‬كقوله تعالى ‪ < :‬لغاق‬ ‫لسئوات و لأرض أئحبر من ظق ألناس > ‪ 1‬غافر‪ ]57 /‬ي ‪ :‬ومن قدر‬ ‫على خلق الاكبر فهو قادر على خلق الأصغر من باب أولى ‪ ،‬وكقوله‬ ‫جل وعلا ‪ < :‬أولم يرو إن الله الذى خلق السئؤت والأزض! ولتم يعى نحلقهن‬ ‫بقدر فى أن تحى لمؤق بلى ) [الاحقاف‪ ]33 /‬لان من خلق الاعظم قادر‬ ‫على أن يخلق الاصغر ‪ ،‬وكقوله جل وعلا ‪! < :‬أولم يرو أن أدله ا ى ظق‬ ‫السمؤت و لارض قادو كل أن ئحلق مثلهو) [الاسراء‪ 5 ]99 /‬وقد ألقمهم‬ ‫حجزا في قوله ‪ < :‬ءأننم اشذخلقا م المئآ‪:‬بننها!هما رغ ستكهافسولفا!‪!7‬و غظس‬ ‫لئها وأخرج ضئها *والازض بعد ذلك دحمها ! أخرج منها ما ها وصقعمها*‬ ‫[النازعات‪ ]32- 27 /‬الجواب ‪ :‬هذا الذي فعل في‬ ‫والجبال أرسنها !)‬ ‫السماء والارض أشد و عظم حلقا ‪ ،‬أي ‪ :‬ومن قدر على الاشد الاعظم‬ ‫فمن باب أولى أنه قادر على الاخف الاصغر‪ ،‬وهذا برهان كثير في‬ ‫القرآن ‪ ،‬والقصد التمثيل بايات ‪ ،‬وبيان ما اشتملت عليه الايات من‬ ‫الغرائب والعجائب والاشارات ‪.‬‬ ‫‪1‬لثالث من هذه ]لبراهين ‪ :‬هو إحياء الارض بعد موتها؛ لان من‬ ‫احيا الأرض بعد موتها ‪ -‬تجد الارض قاحلة ميتة لا نبات فيها مغبرة ‪،‬‬ ‫ثم إن الله ينزل المطر فتجدها حية خضراء ترفل في أحسن الحلل من‬ ‫جميع النباتات ‪ ،‬فمن اعاد هذا النبات بعد العدم ‪ -‬قادر على إحياء‬ ‫الانسان بعد العدم ‪ ،‬لان ماجاز على المثل يجوز على مماثله ‪ ،‬وهما‬ ‫جرمان كانا معدومين ‪ ،‬ومن أوجدهما أولأ اعاد هذا‪ ،‬ونحن نشاهد‬ ‫فنعلم أنه قادر على الثاني ‪ ،‬وهذا برهان كثير ايضا في القرآن اشير له بقوله‬ ‫هنا ‪ < :‬و نزل من ألشما ما فأضج بهء من لثمزت رزقا لكم ) [البقرة‪]22 /‬‬ ‫‪34‬‬

‫والايات التي يشار فيها إلى هذا البرهان على البعث كثيرة كقوله تعالى‪:‬‬ ‫< ومن ءاينهء نك درى الأرض خشعة !اذآ أنزئنا !ا ألما اهتزت ورشا إن الذي‬ ‫أخاها !ئ اتمؤقئ ) [فصلت‪ ]93 /‬ومن هذا قوله جل وعلا ‪ < :‬حتى إذا‬ ‫اقلث سحما؟ ثقالا سقنه لبد ميمخ فانزلنا به لما فاخرجنا بهء من كل الثمزت‬ ‫كذلث نخرتي لموقئ) [الاعراف‪ ]57 /‬ي ‪ :‬من قبورهم احياء كما خرجنا‬ ‫النبات ‪ ،‬وقال جل وعلا‪ < :‬ونزلنا من السما ما منركافأفبتنا به‪-‬جنمخ‬ ‫وجما ألحصيدج والنخل باسمث فا طفغ فضيد !رزقا لغباد وأخيئأ به‪ -‬تجدة‬ ‫ميتا دبلك الخروبر !) [ق‪ ]11 - 9 /‬ي ‪ :‬كذلك خروجكم من قبوركم‬ ‫احياء بعد الموت كما أحيينا الارض بالنبات بعد الموت ‪ ،‬وقال جل‬ ‫وعلا‪< :‬فستحن دله صين !سون وحين تصبحون ه وله ألحمد في‬ ‫السموت والأزض وعشيا وحين تظهرون ! يخرج الس من الميت !لمخر‪2‬ج‬ ‫الميت من الس !غى الأزض بعد مؤِتها وكذللث تخرص‪ %‬ج ) [الروم ‪] 91 - 17 /‬‬ ‫أي ‪ .‬من قبوركم احياء بعد الموت ‪ ،‬وقال تعالى ‪ < :‬فانظرإك ءائررحمت‬ ‫الله !ئف تحما ألأرك! بغدموِتها ن ذلك لمتى لمؤق وهو عك ! لثئ‬ ‫[الروم‪ ]05 /‬والايات القرانية في هذا كثيرة جدا في كتاب الله‬ ‫قدسر)‬ ‫والقصد التمثيل‪.‬‬ ‫أما البرهان الرابع على البعث الذي لم يذكر في هذه الاية ‪ -‬الذي‬ ‫بينا انه تكرر في سورة البقرة خمس مرات ‪ -‬فهو ‪ :‬ما جاء في القصص‬ ‫الثابتة في القران من ان الله احيا بعض الاموات في دار الدنيا والناس‬ ‫ينظرون ؛ لان من احيا نف!ا واحدة بعد ان ماتت فهو قادر على إحياء‬ ‫وصدة)‬ ‫جميع الانفس لاستوائها < ما خققكتم ولا بعثكتم إلا!نضس‬ ‫[لقمان‪ ]28 /‬من ذلك من المواضع الخمسة قوله في سورة البقرة ‪ < :‬وإد‬ ‫‪35‬‬

‫قفتو!وسى لن ئؤمن لك حتى لزى الله جهزة فاظتكم آل!خعمة و نتو‬ ‫لنكلدن ‪ 5‬ثئم بعثنبهم مث بعد موتكم طحتم دتمثكرون ‪[ >5‬البقرة‪/‬‬ ‫‪ ]56- 55‬فمن بعث هؤلاء بعد موتهم كما صرح به في المحكم المنزل‬ ‫قادر على بعث كل إنسان بعد الموت ‪.‬‬ ‫الموضع الثاني ‪ :‬من المواضع الخمسة ‪ :‬قوله في قتيل بني إسرائيل‬ ‫لما ضربوه ببعض البقرة ‪< :‬فقلنا اضرلبىه ببعفحهأ كذلك يش ادله اتموث!‬ ‫ولرلجتم ءايته‪ -‬لعلكثم تعقلون ج ) [البقرة‪ ]73 /‬كما حيا هذا الميت‬ ‫وبني اسرائيل ينظرون حتى وقف وأوداجه تشخب دما وقال ‪\" :‬قتلني‬ ‫فلان \" ‪ -‬وهم ينظرون ‪ -‬من أحيا هذا الميت فهو قادر على احياء جميع‬ ‫الموتى كما أشار له الله بقوله ‪< :‬فقلنا اضردبىه ببعهأ كذلك يش ادله‬ ‫المؤني> كما حيا هذا القتيل وهم ينظرون كذلنب يحيى الموتى‪.‬‬ ‫الموضع الثالث ‪ :‬من هذه المواضع ‪ :‬الالوف الذين خرجوا خوفا‬ ‫في قوله‪:‬‬ ‫من الطاعون فأماتهم الله جميعا ثم أحياهم ‪ ،‬المذكورون‬ ‫< ! لخ تر إلي الذين خرص من ديرهم وهغ الوف خذر لمؤلز فقال الم‬ ‫لله مونواثم أضفم إن لله لذوفضط على الناس ) [البقرة ‪. ]243 /‬‬ ‫الموضع الرابع ‪ :‬عزير وحماره ؛ لانه مكث مائة سنة ميتا وحماره‬ ‫متمزق العظام ‪ ،‬ثم كان ما قصه الله في قوله ‪ < :‬أو كالدد مر عك قرثة‬ ‫هي ظوية على عيوشها قال أني يش‪ -‬هذه لله بعد مؤتها فاماته الئه مأئة عام ثم‬ ‫بعثم قال كتم لبئت قال لبئت يؤما أؤ لغفلا يومح قال بل لبثت مائة صعا!‬ ‫فانظر إك طعامث وشرابث لم يتسنه واظر الن صارك ولنخعلف‬ ‫ءاسل لنانر و ذر إهـاللام كيف ننشرها>ه وفي قراءة‬ ‫‪36‬‬

‫ء(‪)1‬صِ‪ِ.‬‬ ‫نرى ‪! < :‬يف ننشزها ثم ن!سسوها لحمأ فدا تبرن‪ %‬لهو قال أغلم‬ ‫‪/. ] 2 5 6‬‬ ‫[البقرة‬ ‫شى لم قدسز !)‬ ‫أن الله على !ل‬ ‫الموضع الخامس ‪ :‬طيور إبراهيم حيث قال ‪ < :‬رب أرني !يف‬ ‫تس ئموق قال أولم تؤص قال بك ولبهن لطممن قبى قال فد أرلبة من‬ ‫الظبر> يذكرون في قصة اسرائيلية ان هذه الاربعة ‪ :‬غراب ونسر وديك‬ ‫وطاووس < فصرهن إلك ثص أجعل عك كل جبل منهن جرصا) فرق لحومها‬ ‫وريشها ورؤوسها على الجبال <ثم ادعهن ) فدعاهن فصار الريش‬ ‫يطير إلى الريش ‪ ،‬واللحم إلى اللحم ‪ ،‬والعظم إلى العظم ‪ ،‬والرأس إلى‬ ‫الجثة ‪ ،‬حتى جاءت نمشي لا بأس عليها؛ ولذا قال ‪< :‬ثم ادعهن‬ ‫[البقرة ‪. ] 2 6 0 /‬‬ ‫ياتينك سعما وآغلم أن الله !في حكيم !)‬ ‫قد ذكرنا من هذه الجمل أن الله ‪ -‬جل وعلا ‪ -‬رتب في أول هذه‬ ‫السورة الكريمة هذا الترنيب العجيب ‪ ،‬ونوه بشأن هذا القران العظيم‬ ‫الذي هو النور المبين وفيه خير الدنيا والاخرة ‪ ،‬ثم بين أن الناس بالنسبة‬ ‫إليه ثلاث طوائف‪:‬‬ ‫طائفة امنت به ظاهرا وباطنا‪.‬‬ ‫وطائفة كفرت به ظاهرا وباطناه‬ ‫وطائفة امنت به ظاهرا وكفرت به باطناه‬ ‫لهذه الامثال ‪ ،‬ثم بين أنه ينبغي للمسلمين أن يكونوا من‬ ‫وضرب‬ ‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬المبسوط لابن مهران (ص ‪.)151‬‬ ‫‪37‬‬

‫تلك الطائفة الطيبة ‪ ،‬وأن يتجنبوا أن يكونوا من الطائفتين الخبيثتين‪.‬‬ ‫ثم أشار إلى أن مدار ذلك على تحقيق كلمتين فيهما خير الدنيا‬ ‫والآخرة وعليهما قوام السماء والارض الا إله إلا الله محمد رسول الله)‬ ‫فبين الاولى ‪ ،‬وفصل نفيها وإثباتها‪ ،‬وجاء ببراهينها القطعية مضمنة‬ ‫إياها ببرهان الاعجاز ‪ .‬هذه‬ ‫براهين البعث ‪ ،‬ثم جاء بالثانية موضحا‬ ‫العبادة التي أشير إليها هنا هي فروع كثيرة وأنواع منتشرة ‪ ،‬وهي طاعة‬ ‫الله في جميع ما مر به ‪ ،‬وجميع ما نهى عنه ‪ ،‬كما قال الله جل وعلا‪:‬‬ ‫< فن كان يزجوا لقا ربهء فقيعمل علأ صنحا ولا يشرذ بعبادة رب! أحدأ ‪6‬بم‪)3‬‬ ‫[الكهف‪]011 /‬ه‬ ‫والقرآن العطيم هو النور والميزان العدل الذي يعرف به الحق من‬ ‫الباطل ‪ ،‬والله يقول ‪ < :‬لنص ازسلنا رسلنا بالدصت وانزلا صهص آلدص‬ ‫وآلميزات ) [اخد‪ /‬ه ‪ ]2‬وقد بين لنا القران ميزانا نعرف به أعمالنا‬ ‫ومحكا ننقد به أعمالنا‪ ،‬فنعرف أزائفة هي أم خالصة ‪ ،‬أحق هي ا م‬ ‫باطل ‪ ،‬وقد بين القرآن العظيم أن المسلم إذا أراد أن يعرض عمله على‬ ‫ميزان يعرف به أعمله صالح أم طالح أن ذلك الميزان يتركصب من ثلاثة‬ ‫أشياء ‪ ،‬إذا كانت هذه الثلاثة الاشياء موجودة في ذلك العمل فهو عمل‬ ‫صالح كما ينبغي ‪ ،‬وإن اختل منها واحد فالعمل طالح غير صالح‪.‬‬ ‫الأول ‪ :‬من هذه الامور الثلاثة ‪ :‬هو ان يكون ذلك العمل مطابقا في‬ ‫ظاهر الامر لما جاء به سيد الخلق محمد صلوات الله وسلامه عليه؛‬ ‫لان الله هو الملك الاعطم الجبار لا يقبل ان يتقرب إليه إلا طبق ما جمر؛‬ ‫نصرعوا لهم من الدجمت ما لتم يآدص به دده)‬ ‫ولذا يقول ‪ < :‬م لهم شريصؤ‬ ‫‪38‬‬

‫[يونس‪ 9 /‬ه ]‬ ‫‪ 1‬الشورى‪ < ]2 1 /‬قل ءألله أذت لكغ أم على الله وورون !)‬ ‫< وما ءانشم الزسول فخذوه وما نهنكئم عنه فاشهوأ ) أ الحشر‪ < ]7 /‬من يظح‬ ‫لرس!ول فقد أطاع اللهط> ‪ 1‬الئساء‪ ]8 0 /‬ه‬ ‫الثافي ‪ :‬أن يكون الانسان فيما بينه وبين ربه في داخل نيته التي لا‬ ‫بطلع عليها إلا الله أن يكون مخلصا لثه في ذلك الدمل كما قال الله جل‬ ‫وعلا ‪ < :‬وقا أصو إلا لئعبدو أفه غئلعسين له الذلن ) [الببنة ‪ ] 5 /‬وقال ‪ < :‬قل إق‬ ‫< فاعبدوا ما شئتم من دونص ) ‪ 1‬الزمر‪/‬‬ ‫أمقث آن أعبد أدئه طصحا ئه الدين *>‬ ‫جاء بصا لمم يؤمر به ؛ لان الله يقول ‪:‬‬ ‫‪]11.15‬ه فمن عبد بغير اخلاص‬ ‫< وقأ اصو إلا لئعباو لمحه لمخصين له الدين ) ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬أن يكون ذلك العمل مبنئا ع!لى أساس ال!عقيدة والتوحيد‬ ‫الصسحيح ؟ لان العميدة كالأساس والعمل كالسقف ‪ ،‬قالسقف اذا وجد‬ ‫أساشا ثبت عليه ‪ ،‬وان لمم يجد أساشا انهار‪ ،‬والله يقول ‪ < :‬ومى‬ ‫آؤ أنثى وهو مؤمر!كل > [النساء‪ ]124 /‬فيقيد‬ ‫يعمل من لص!نيلخت من ذ!ر‬ ‫من غير ايصان ويقول ‪:‬‬ ‫بالايمان ‪ ،‬ثم إنه يبين الذين يعملون الصالحات‬ ‫[الفرقان‪]23 /‬‬ ‫< وقدمنا ءالي ما عملوا من عمل فجصعانه هحد مانثوهـا *>‬ ‫ويقول ‪ < :‬من كان بيد ألجؤة لديخا وفييننها لؤف إلهم أغملهم فيها وه!فبها لآ‬ ‫الذين لتمس! الم في لأخرة إلا أفاو وصحبط ما صثنعوأ فيها‬ ‫يبحسون *أؤل!ك‬ ‫وئظل ما !ميانوأ يفم!ون !) [هود‪ ] 16 - 15 /‬والعقيدة الصحيحة التي‬ ‫هي الاساس الذي يتنى عليه العمل ضابطها المنطبق ع!لى جزئياتها ! و‬ ‫الاسيتضاءة بنور هذا القرآن العطيم ‪ ،‬لان العق!ول مخيلوقة قاصرة واقفة‬ ‫الوحمد هو ثور القرآن العط!يم ‪ ،‬فما قاله الله‬ ‫عند حدها‪ ،‬والمضم‬ ‫‪93‬‬

‫ورسوله وثبت عنهما نقوله ‪ ،‬وما لم يقولاه لم نقله ‪ ،‬وما وجباه نعمل‬ ‫به ‪ ،‬وما سكتا عنه نتركه ‪ ،‬وما فصل فيه الكتاب والسنة نفصل ‪ ،‬وما‬ ‫أجمل فيه نجمل ‪ ،‬وما سكتا عنه نسكت ‪ ،‬ولا نتكلف ما لا نعلم‪.‬‬ ‫ونحن دائما نبين في المناسبات أن هنالك مسائل مثلا كايات‬ ‫الصفات زلت فيها عقول الناس ‪ ،‬وضل قوم بالافراط وقوم بالتفريط‪،‬‬ ‫وقوم شبهوا‪ ،‬وقوم عطلوا‪ ،‬ونحن دائما ندعوا أنفسنا وإخواننا إلى‬ ‫طريق القران والعروة الوثقى التي لا انفصام لها ‪ ،‬وهي التمسك بكتاب‬ ‫الله ‪ ،‬و ن استقراء القران دل على أن الطريق الواضح طريق السلامة في‬ ‫ذلك تتركز على ثلاثة أسس كلها في ضوء القران العظيم ‪ ،‬فمن جاء بها‬ ‫كلها فقد سلك طريق السلف التي كان عليها النبي ! و صحابه‬ ‫وحلفاؤه الراشدون والقرون المشهود لهم بالخير ‪ ،‬ومن أخل بواحد‬ ‫منها فقد اوقع نفسه في مهواة قد لا يتخلص منها ‪ .‬هذه الاسس الثلاثة‬ ‫(‪.)1() 0 0 0‬‬ ‫***ثلأ‪--‬بها‪،.‬‬ ‫(‪ )1‬في هذا الموضع انقطع التسجيل ‪ ،‬وتجد الكلام على هذا الموضوع في‬ ‫المحاضرتين (‪ ،)4 ، 2‬إضافة إلى مواضع متعددة من (العذب النمير)‪.‬‬

‫[‪12‬‬ ‫(اشتمال القرآن على خيري الدنيا والاخرة)‬ ‫ومن ذلك‪:‬‬ ‫‪ - 1‬بيان المعتقد الصحيح في ايات الصفات ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بيان الموقف الصحيح من الحضارة الغربية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬بيان أن الإسلام دين القوة والتقدم في جميع الميادين‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪ )1(/‬والان نقول ‪ :‬إن هذا القران العظيم فيه خير الدنيا والاخرة‪،‬‬ ‫ولم يضمن الله لأحد ألا يكون ضالا في الدنيا ولا شقيا في الاخرة إلا‬ ‫المتمسك بهذا القرآن العظيم < فمن ائبع هداى فلا يضل ولا ينقئ !)‬ ‫[طه‪ ]123 /‬وهذا القران العظيم بين أن المعتقد المنجي الذي هو طريق‬ ‫سلامة محققة في ايات الصفات يتركز على ثلاثة أسس كلها في ضوء‬ ‫اية من كتاب الله ‪ ،‬فمن جاء بهذه الأسس الثلاثة فقد سار في ضوء‬ ‫القران العظيم ‪ ،‬ولقي الله متمسكا بالعروة الوثقى على المحجة البيضاء‬ ‫التي كان عليها محمد !سم و صحابه ‪ ،‬وهو طريق السلف ‪ ،‬وقد قال إمام‬ ‫دار الهجرة مالك بن أنس ‪ -‬رضي الله عنه وأرضاه ‪ -‬وصدق ‪ :‬الن‬ ‫يصلج آخر هذه الامة إلا ما صلح أولها) ‪.‬‬ ‫اول هذه الأسسر الثلاثة ‪ -‬أيها الاخوان ‪ -‬نكرره لكم مرة بعد مرة ‪:‬‬ ‫هو الاساس الاكبر‪ ،‬والتوحيد الاعظم ‪ ،‬والحجر الاساسي للصلة‬ ‫الصحيحة بخالق هذا الكون ‪ ،‬هذا الاساس ‪ :‬هو تنزيه خالق السموات‬ ‫والارض التنزيه التام عن أن يشبه شيئا من حلقه في أي شيء من‬ ‫صفاتهم ‪ ،‬أو ذواتهم ‪ ،‬و فعالهم ‪ ،‬وكيف يشبه الخلق خالقه ؟ أليس أثرا‬ ‫من آثار قدرته وارادته ؟ وكيف تشبه الصنعة صانعها؟ هذا لا يخطر في‬ ‫الاذهان السليمة من أقذار التشبيه ‪ .‬وهذا الاصل في ضوء قوله ‪ < :‬ليس‬ ‫[الإخلاص‪ ]4 /‬وقوله ‪< :‬فلاتفربوا لله لامثاذ> [النحل‪/‬‬ ‫أحد !>‬ ‫‪.]74‬‬ ‫(‪ )1‬من الشريط الرابع‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫وهذا الاصل هو أساس الخير‪ ،‬والحجر الاساسي للتوحيد‪ ،‬فمن‬ ‫حققه حسنت صلته بالله ‪ ،‬وكان على ئقة صحيحة من عقيدته ؛ لانه هو‬ ‫الاساس الأعظم والطريق الاكبر في هذا الطريق ‪ ،‬تنزيه خالق الكون عن‬ ‫مشابهة خلقه في جميع أنواع صفاتهم ‪ ،‬وفي جميع أنواع المشابهات ‪،‬‬ ‫فإذا استولى هذا الاساس على القلب ‪ ،‬وطهرت أرضه من أقذار‬ ‫أنه لايمكن أ ن‬ ‫رب العالمين كما ينبغي ‪ ،‬وعلمت‬ ‫التشبيه ‪ ،‬وعطمت‬ ‫يشبهه شيء من خلقه‪:‬‬ ‫فالأساس الثاني من الاسس الثلاثة هو ‪ :‬تصديق الده فيما اثنى به‬ ‫الله‬ ‫رسوله فيما أثنى به على ربه ؛ لانه لايصف‬ ‫على نفسه ‪ ،‬وتصديق‬ ‫الله بعد‬ ‫أعلم بالله من الله ‪ < ،‬ءأنتم انلم أم اللهبر) [البقرة‪ ، ] 14 0 /‬ولا يصف‬ ‫الله أعلم بالله من رسول الله !م الذي قال فيه ‪ < :‬وما يخطق عن االوى !إن‬ ‫لصفات‬ ‫[النجم‪ ] 4 ،3 /‬ولكن هذا الايمان والتصديق‬ ‫هو إلاوحى يوحى *>‬ ‫الله التي مدح الله بها نفسه ‪ ،‬أو أثنى عليه بها رسوله إيمانا مبنيا على‬ ‫أساس التنزيه الكامل ‪ -‬وهذا التعليم الذي قلت لكم الان في هذين‬ ‫الاساسين ‪ -‬لم آت به من تلقاء نفسي ‪ ،‬وإنما أخذته من نور المحكم‬ ‫هو لسميبع لبصير*>‬ ‫المنزل ؛ لان الله يقول ‪ < :‬ليس ممعلهءلثفء!‬ ‫بعد قوله ‪ < :‬ليس‬ ‫[الشورى‪ ]11 /‬فإتيانه ب<وهو لسميع لبصحير!)‬ ‫) فيه سر أكبر ‪ ،‬ومغزى اعظم ‪ ،‬وتعليم سماوي لا يترك‬ ‫كمملهءلئف‬ ‫في الحق لبسا لبتة‪.‬‬ ‫وإيضاج هذا ‪ :‬أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر صفتان‬ ‫يتصف بهما جميع الحيوانات ‪ -‬ودده المثل الاعلى ‪ -‬فالبقر يسمع‬ ‫‪43‬‬

‫ويبصر‪ ،‬والبعير يسمع ويبصر‪ ،‬والانسان يسمع ويبصر‪ ،‬ولاجل هذا‬ ‫مقترنا بقوله ‪ < :‬لتس كمثلهء‬ ‫جاء بق!له ‪< :‬وهو لسمييد لبصير!)‬ ‫وبصري بالدعاوي الباطلة ‪ :‬أنك لو أثبت السمع والبصر كنت مشبها‬ ‫بالخلق ‪ .‬لا؛ أثبت لي سمعى وبصري إثبائا مبنئا على أساس التنزيه‬ ‫مراعيا فيه قولي قبله ‪ < :‬ليس كمثله ‪-‬شئ\\ ‪.‬‬ ‫فاول الاية الكريمة تنزيه كامل من غير تعطيل ‪ ،‬واخرها إيمان‬ ‫بالصفات إيمائا كاملأ من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ‪ .‬فذكرنا‬ ‫أساسين من هذه الاسس الثلاثة‪:‬‬ ‫]لأول ‪ :‬هو الاساس الاعظم الذي هو راس الخير ‪ :‬تنزيه خالق‬ ‫الكون عن مشابهة الخلق‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬الإيمان بالصفات ‪ ،‬وتصديق الله ورسوله فيما أثنى به على‬ ‫نفسه ‪ ،‬أو ثنى عليه به رسوله تصدبفا مبنئا على أساس التنزيه على نحو‬ ‫[الشورى‪. ] 1 1 /‬‬ ‫هو لسميع لبصير!)‬ ‫< لتس كمثله ءدثئ!‬ ‫الأساس الثالث ‪ :‬هو أن نعلم أن عقولنا المسكينة مخلوقة واقفة‬ ‫عند حدها‪ ،‬و ن خالق الكون أعطم و كبر وأجل و نزه من أن تحيط به‬ ‫العقول ‪ ،‬وهذا الاساس مبين في اية من سورة طه < يع!ما بئن أيذم وما‬ ‫[طه‪. ] 1 1 0 /‬‬ ‫به‪ -‬علما !)‬ ‫ضلفهتم ولا لمجون‬ ‫فمن اعتقد هذه الاسس الثلاثة فنزه خالق الكون عن مشابهة الخلق‬ ‫‪ ، ،‬و ثبت له ما ثبته لنفسه على أساس‬ ‫في ضوء < لتس كممله‪-‬شئ‬ ‫‪44‬‬

‫بعد <ليس ممثلهء‬ ‫التنزيه !في ضوء <وهو لسمييع لبصير *>‬ ‫لثئ ‪[ 1‬الشورى‪ ،]11 /‬وقطع الطمع عن ادراك الكيفيات ‪ -‬لقي الله‬ ‫مخلصا سالضا من ورطة التشبيه ‪ ،‬ومن ورطة التعطيل ‪ ،‬ومن ورطة‬ ‫التكلف وزج نفسه فيما لا يعنيه ولا يقدر عليه‪.‬‬ ‫هذا نموذج قليل نريد أن نبينه لكم هنا‪ ،‬ثم إنا بعد هذا النموذج‬ ‫القليل الواضح الذي يبسط عقيدة السلف على ضوء القران العظيم نؤكد‬ ‫لكم نحن الان في هذه الدنبا عن قرلمجما سننتقل إلى القبور لاشك‪،‬‬ ‫وننقل من القبور إلى عرصات القيامة ‪ ،‬ونناقش على ماقدمنا من حقير‬ ‫وجليل ‪ ،‬ونجد كل ما قدمنا مسطورا مكتوئا في كتاب أحصاه خالق‬ ‫الكون ‪ -‬جل وعلا ‪ < -‬أحصمه لله وفسوه ) [المجادلة‪ ]6 /‬وهذا الكتاب لا‬ ‫يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا حصاها ‪ ،‬يقال للواحد منا < أقرأ كتبك كق‬ ‫نجفسك لوم علئك حسيبا جه!) [الإسراء‪ ]14 /‬ولاشك ان مما نناقش فيه‪:‬‬ ‫ماذا نقول فيما أثنى به ربنا على نفسه ؟ فمن لقي الله منا وهو منزه ربه‬ ‫عن تشبيه الخلق ‪ ،‬مصدق ربه فيما قال ‪ ،‬قاطع طمعه عن ادراك الكيفية‬ ‫كان على طريق سلامة محققة ‪ ،‬و نا أوكد لكم أن هذه الاسس الثلاثة لا‬ ‫تأتيه من واحد منها يوم القيامة بلية ولا ويل ولا مشكلة ‪ ،‬فلا يقول له‬ ‫الله ‪ :‬لم تنزهني عن مشابهة خلقي ؟ لا ‪ ،‬أبدا ‪ ،‬ولا يقول له ‪ :‬لم تصدقني‬ ‫فيما أثنيت به على نفسي ‪ ،‬وتؤمن بصفاتي على أساس التنزيه ؟ لا‪،‬‬ ‫أبذا‪ ،‬ولا يقول له ‪ :‬لم لا تدعي أن عقلك محيط بي؟ لا‪ ،‬أبدا ‪ .‬فهي‬ ‫طريق سلامة محققة‪.‬‬ ‫ثم إنا الان بعد هذه النقطة التي بيناها اليوم وأشرنا إليها الان نبين‬

‫لكم ‪ -‬أيها الاخوان ‪ -‬الموقف الطبيعي والذي ينبغي أن يفهم ويسلك‬ ‫لتكونوا على بصيرة من هذه الفكر المتناقضة التي ضاع الاسلام‬ ‫والمسلمون ضحيتها‪ ،‬وهو ما ذكرنا الآن أن هناك طرفان ‪ :‬طرف من‬ ‫الشيوخ الجامدين الذي يظنون أن كل تقدم في ميدان من ميادين الحياة‬ ‫أنه كفر ومضادة للدين ! ! ‪ ،‬وهذه جناية على الاسلام والمسلمين ‪ ،‬وفكر‬ ‫غير صواب ‪ ،‬وطائفة أخرى ثقفها الاجنبي ثقافة مضادة للاسلام ‪،‬‬ ‫وصبغها كيف يشاء ‪ ،‬فكانت تنظر إلى الدين بغير حقيقته ‪ ،‬تزعم وتعتقد‬ ‫أن كل تمسعك بالدين أنه رجعية وانحراف عن مسايرة ركب التطور‬ ‫وجمود بالامة وحلود بها إلى الهاوية ! !‬ ‫هاتان الفكرتان ‪ -‬أيها الاخوان ‪ -‬كلتاهما خاطئة وكلتاهما ضرر‬ ‫على الامة ‪ ،‬ونحن نبين لكم الموقف الطبيعي كما ينبغي ‪ ،‬إيضاح ذلك‪:‬‬ ‫أن هذا النوع المسمى بالانسان ‪ -‬أيها الاخوان ‪ :-‬لو كان مخلوفا من‬ ‫عنصر واحد لكان يمكن أن يكتفي باتجاه واحد‪ ،‬ولكنه مخلوق من‬ ‫عنصرين مختلفين في الحقيقة غاية الاختلاف ‪ ،‬أحدهما‪ :‬اسمه‬ ‫الجسد ‪ ،‬والثاني ‪ :‬اسمه الروح ‪ ،‬وللجسد متطلبات لا تقوم بها متطلبات‬ ‫فلابد أ ن‬ ‫الروح ‪! ،‬للروح متطلبات لا تغاني عنها متطلبات الجسد‪،‬‬ ‫يسعى الانسان سعيا مزدوجا لمتطلبات الروح ومتطلبات الجسد‪،‬‬ ‫فاهمال متطلبات الروح هو الويلة الكبرى على العالم ‪ ،‬وهو مشاهد‬ ‫الآن ‪ ،‬الكتلة الشرقية والكتلة الغربية ‪ ،‬أعني نححا في خدمة الانسان من‬ ‫حيث العنصر الجسدي في جميع أنواع الماديات والتنظيميات ‪ ،‬وخدم‬ ‫الانسان من حيث إنه جسد وجسم بخدمات هائلة لا يعبر عنها‪ ،‬ولكن‬ ‫الحضارة الغربية أفلست كل الافلاس من جهة الناحية الروحية ؛ لانهم‬ ‫‪46‬‬

‫أهملوا الارواح ولم يرئوها على نظام تعليم سماوي شرعه خالق‬ ‫الكون ‪ ،‬فصاروا في غاية من انحطاط الأخلاق ‪ ،‬والتمرد على نظام‬ ‫السماء ؛ ولاجل أن تلك الارواح غير مرباة ولا مهذبة على ضوء الوحي‬ ‫فتراهم الان يعقدون المؤتمر بعد المؤتمر والمجلس! بعد لمجلس‬ ‫ليتخلصوا من القوة التي فعلوا ويدمروها‪ ،‬ولو كان واحد منهم وائقا‬ ‫بأنه لو دمر ما عنده لدمر الاخر ما عنده لبادروا كلا ليكتفوا شرها ‪ ،‬وما‬ ‫ذلك إلا أنها تدبرها رواح خبيثة ليست مرباة على ضوء وحي سماوي ‪،‬‬ ‫وهذا يبين أن إهمال الناحية الروحية يهدد العالم كله بخطر دامي‪،‬‬ ‫فأنياب الاسد ‪ -‬مثلا ‪ -‬و ظفاره قوة حيوانية هائلة ‪ ،‬ولكن النفس التي‬ ‫تديرها نفس بهيمية طبيعتها لافتراس و لابتزاز والغصب والقتل فلا‬ ‫خير فيها للبشرية‪.‬‬ ‫ونحن نضرب لكم الامثال في هذا ‪ :‬أن القران ‪ -‬وهو أساس دين‬ ‫الاسلام ‪ -‬يبين أن الانسان لابد ن يكدح في عمله كدحا قويا مع‬ ‫لكم أمثالا لهذا ‪ :‬إن شئتم أ ن‬ ‫الصلات الروحية برب العالمين ‪ ،‬ونضرب‬ ‫تحققوا هذا فاقرووا ايتين من سورة النساء‪ -‬كثيرا ما نذكرهما في‬ ‫المناسباب ‪ -‬في صلاة الخوف ‪ ،‬وهما قوله ‪< :‬و ذاكنت ف!عهخ فاقضت‬ ‫لهم لضدؤة فلتقغ طاسه منهم معك وليأخذوا أسلحتهخ فاذا سجدوا‬ ‫فليكلنوا من ورا!م ولتآت طايفةٌ اخرف لز يصلوا ففيصو معك>‬ ‫[النساء‪ ]201 /‬هذا وقت التحام الكفاح المسلح ‪ ،‬والرجال تسقط‬ ‫رووسهم عن أعناقهم ‪ ،‬وفي هذا الوقت الضنك الحرج نور القران‬ ‫العظيم ينظم الخطة العسكرية على أبدع وجه و كمله ‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫يحافظ فيه على اداب من اداب الأرواح السماوية وهو الصلاة في‬ ‫‪47‬‬

‫الجماعة ‪ ،‬هكذا فليكن المسلم على ضوء القران العظيم‪.‬‬ ‫وتقروون أن الله ‪ -‬جل وعلا ‪ -‬يقول في سورة الانفال ‪ < :‬يايها‬ ‫لذرن ءامنو إذا لقيتص فئة فاثبتوا ) [الانفال‪ ] 45 /‬قوله < فاثبتوا ) هذا‬ ‫تعليم عسكري سماوي ‪ ،‬وهو الصمود في الميدان في خطوط النار‬ ‫الامامية ‪ ،‬وفي هذا الوقت الضنك الحرج ؛ خالق الكون يقول ‪:‬‬ ‫[الانفال ‪. ] 4 5 /‬‬ ‫< وأذ!رو ألله !ثيرا لعلكم تفلحون !>‬ ‫ولا يخفى عليكم أن نبي الله داود من أنبياء سورة الاتعام الذين‬ ‫ذكرهم الله في قوله ‪ < :‬ومن ذريته ‪ -‬داود وسلتمن وأيوب ويوسف)‬ ‫[الانعام‪ ]84 /‬إلى اخر من عد منهم ‪ ،‬ثم لما أتم عدهم قال ‪ < :‬ولبهك‬ ‫! ديه ) [الانعام‪ ]09 /‬و مر النبي ع!يم أمر لنا؛‬ ‫الذين هدى أدئه فبهدلهم‬ ‫لان أمر القدوة مر لاتباعه ‪ ،‬وقد دل استقراء القران العظيم على أ ن‬ ‫لكم أمثلة ثم‬ ‫الاوامر الخاصة بالرسول تشمل الامة كلها‪ ،‬وسنضرب‬ ‫نرتب المقصود على ذلك ‪ ،‬من الامثلة القرانية الدالة على أن الخطاب‬ ‫الخاص لفظه بالرسول يشمل حكم الامة ‪ :‬قوله تعالى في صدر سورة‬ ‫الطلاق ‪ < :‬يائها آلئبى إذا طلقتم لنسا ! فقال ‪ < :‬يائها النى) باسم النبي‪،‬‬ ‫ثم بين أنه يدخل في حكمه الاسود والاحمر حيمث جمع وعمم ف!‬ ‫قوله ‪ < :‬إذا طفقتصآلنساء فطلقوهن لعدتهى وأضوا اادة و تقوا الله رل!م‬ ‫[الطلاق‪ ]1 /‬الى اخر ماذكر‪ ،‬فلو كان مختصا به لقال ‪:‬‬ ‫لاتخرجوهف)‬ ‫إذا طلقت النساء فطلق وأحص العدة واتق الله لا تخرج ‪ .‬ونظير ذلك‬ ‫قوله في صدر سورة التحريم في خطاب خاص بالنبي ‪ < :‬جايها لنبى لر‬ ‫تحرم > ‪ 11‬لتحريم‪ ] 1 /‬ثم بين بخطاب أن هذا شامل للأسود و ‪1‬لاحمر حيث‬ ‫‪48‬‬

‫قال بعده ‪ < :‬قد فرض دله لكم لخة انمنكنم ) [التحريم‪ ]23/‬جميعا عن بكرة‬ ‫أبيكي ‪ ،‬ونطير ذلنب قي صدر سورة الاحزاب حيث قال الله قي صدرها‪:‬‬ ‫<يأيها النبئ تق لله > في خطاب خاص بالنبي ‪ ،‬ثم قال ‪< :‬ولاتطع‬ ‫ا!ثلن وألمتفقين > إلى أن قال ‪ < :‬إن للهكان بما لعملون نجيرا ! )‬ ‫[الاحزاب‪ ]2 /‬فعمم الحكم ليبين أن كل الامة داخلة في حكم ‪< :‬جأئها‬ ‫النيئ ) وقد قال ‪ -‬جل وعلا ‪ -‬مخاطبا للنبي وحده ‪ < :‬وماتكون فى شأ‬ ‫وما نرا منه من قؤ ان ) ثم بين الشمول للأسود والاحمر بهذا الخطاب‬ ‫علئندؤ شهودا إذ تفيصخون‬ ‫الخاص ‪ ،‬قال ‪ < :‬ولا تعملون مق عمل إلا !نا‬ ‫فيه) [يونس‪.]61 /‬‬ ‫واية الروم ‪ ،‬اما ايتا‬ ‫الادلة في هذا ايتا الاحزاب‬ ‫ومن أصرح‬ ‫الاحزاب ‪ :‬فالاولى منهما قوله تعالى في زينب بنت جحش ‪ < :‬فدا‬ ‫قضى زتد منها وطرا زوجنبهها) [الاحزاب‪ ]37 /‬ف\"كاف\" الخطاب في‬ ‫سيدنا محمد !و لانه‬ ‫قوله ‪< :‬زؤتجنبهها> واقعة على خصوص‬ ‫بتزويجه اياها ‪ ،‬وقد بين الله أن هذا الخطاب يقصد به شمول‬ ‫المخاطب‬ ‫الاسود والاحمر حيث قال بعده مقترنا به ‪ < :‬ل! لايكون على المؤمنئن‬ ‫حرج فى ازوج ادغيابهم إذا قضوا منهن وطئم‪%‬كا‪ %‬أمر الفه مقعولاج )‬ ‫[الاحزاب‪ .]37 /‬واية الاحزاب الثانية ان الله قال في النبي ع!يم ‪ < :‬وام!اة‬ ‫موِمنة إن وهبمت نفسحها للنبى إن أراد ألنبى أن يتمتضك!ا) لو لم نكن الامة‬ ‫داخلة لما احتيج إلى أن يخرج الامة بقوله ‪< :‬خالصة لث من دون‬ ‫ألمؤصمنين ) [الاحزاب‪ ]05 /‬وأما اية الروم فقوله نعالى ‪ < :‬فاق! وجهك‬ ‫للدين خيفا فظرت لله ئني فذر ألناس علئهـا لابديل لخلق الله ذلف الدجمت‬ ‫لقئم ولكن أئحز افاس لا يعدون * ! منيبين إلة و تقو>‬ ‫‪94‬‬

‫[الروم‪ ! < ]31 -03 /‬منيبين ) أي ‪ :‬جميع الأمة ‪ ،‬وهو حال من ضمير‬ ‫الفاعل في قوله ‪ < :‬فأفم > فأقم أنت يا نبي الله وجهك في حال كونكم‬ ‫جميعا منيبين ‪ .‬وقد أطبق أهل اللسان العربي على أن الحال الحقيقية‪-‬‬ ‫أعني التي لم تكن سببية ‪ -‬عند النحويين تلزم موافقتها لصاحبها إفرادا‬ ‫وتثنية وجمعا وتانيثما وتذكيرا ‪ ،‬فلا يجوز أن تقول ‪ :‬جاء زيد ضاحكين‪،‬‬ ‫ولا جاءت هند ضاحكات ‪ ،‬ولا قم أنت حال كونكم قانتين وساجدين‪،‬‬ ‫لا ‪ ،‬فلما قال ‪ < :‬فأفم وتجهك ) في حال كونكم منيبين دل على دخول‬ ‫الامة‪.‬‬ ‫إذا علمتم هذا فاعلموا أن النبي ع!يم لما قال له الله ‪< :‬فبهدلمحهم‬ ‫في ذلك‪.‬‬ ‫أنا ندخل‬ ‫! د!ه) [ لأنعام‪ ]09 /‬هدى هذه الرسل المذكورين‬ ‫وقد نعرض هنا لمسألة ‪ :‬أن بعض الجهلة يقول ‪ :‬كيف يؤمر النبي‬ ‫!م بالاقتداء بالرسل وهو سيدهم و فضلهم؟‬ ‫و]لجو ب ‪ :‬أن أمره بالاقتداء بهم أظهر لفضيلته ؛ ليشاركهم فيما‬ ‫‪1‬‬ ‫فعلوه من الخير‪ ،‬ويزيد عليهم بخيرات كثيرة لم تكن في شرائعهم‪،‬‬ ‫واذا شاركهم بما عندهم وزاد عليهم كان ذلك أبين للفضل ‪ ،‬وقد ثبت‬ ‫في صحيح البخاري عن مجاهد نه سأل ابن عباس ‪ :‬من أين أخذت‬ ‫السجدة في ص؟ قال ‪ :‬أو ما تقرأ‪< :‬رمن ذرئته داود) [الانعام‪]84 /‬‬ ‫داود ‪،‬‬ ‫[الانعام‪ ] 9 0 /‬فسجدها‬ ‫في هدى أدئه فبهدلمحهم أ!د!)‬ ‫< أولحك‬ ‫فسجدها رسول الله !ي!(‪ ،)1‬هذه الآيات والاحاديث تدلنا على أن ما‬ ‫(‪ ) 1‬اخرجه البخاري في التفسير (سورة ص) حديث رقم (‪. 544 /8 )7048‬‬ ‫‪05‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook