الأ\"\"-؟-حمر -++ف!*بهبم -ه -+له + !+
اس! مؤسسة سليمان بق عبدالعزلز الراجمعي الغيرية لا5 ط لاه ! \" ي! !1يم\"!ا\"ط 2امحه\" ط ي! ل \"* ا \" ي! ح ا* يم لاه ! ع ط !\"7 ي! !\"071 حقوق الظبع محفوظة الطعة الأوث 6؟ء أ هـ قأبئالخ!ةفأء! !رزلزنر!ع ب \"292 مكة المكرمة ص . هاتف 5053055طاكس 9055423 إلشر-التو!م! !ا
ا!ط مة الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى اله وصحبه و تباعه إلى يوم الدين ،وبعد: فقد سافر الشيخ العلامة المفسر الاصولي محمد الامين بن محمد المختار بن عبدالقادر بن محمد بن أحمد نوح بن محمد بن سيدي المختار الشنقيطي الجكني -رحمه الله -المولود سنة أحمدبن ( 1325هـ) من بلاده لسبع مضين من جمادى الاخرة ،من سنة ( 1367هـ) قاصدا بيت الله الحرام لاداء فريضة الحج ،ثم زيارة مسجد رسول ادله ع!يم ،وبعدها يرجع إلى بلاده ،ولكن الله شاء للشيخ رحمه الله أن يستقر في المدينة النبوية ،ويقيم دروسا حافلة في المسجد النبوي وغيره ،فانتفع منه القاصي والداني ،وبعد تمام ثماني عشرة سنة كاملة ( )1توجه الشيخ رحمه الله على رأس وفد يتألف من أربعة أفراد (ثلاثة من الجامعة الاسلامية وواحد من رابطة العالم الإسلامي) موفدين من الجامعة والرابطة. أعضاء الوفد: - 1العلامة محمد الامين الشنقيطي رحمه الله رئيسا. ( )1كما صرح بذلك الشيخ عطية رحمه الله في كلمة ل!ذاعة الموريتانية ،وهي ضمن محتويات الشريط السابع من أشرطة هذه الرحلة .كما جاء في تاريخ بعض اللقاءات بانها كانت في اليوم الثامن من شهر جمادى الاخرة ،وبعضها قبل ذلك .وهذا يعني ان تلك الرحلة كانت سنة ( 1385هـ).
- 2الشيخ عطيه محمد سالم عضوا. - 3الشيخ محمد امان الاثيوبي عضوا . (وهؤلاء الثلاثة من الجامعة الاسلامية ) . - 4سيدي الامين المامي الجكني عضوا . من الرابطة. الدول التي زارها الوفد: توجه الوفد إلى تسع دول إفريقية ،وهي :السودان ،نيجيريا، ،موريتانيا ،فولتا العليا ،تشاد . ( ، )1النيجر ،مالي ،السنغال الداهومي سمنر3 الوفد: أهداف يمكن حصر الاهداف التي سافر الوفد من اجلها في ئلائة أمور(،)2 وهي: - 1تقوية اواصر الرابطة الايمانية بين المسلمين. - 2بث الوعي بين أبناء المسلمين في تلك البلاد. - 3التعرف على أحوال المسلمين. ( )1هكذا سماها الشيخ عطية رحمه الله. ( )2وذلك بنا على ما صرح به الشيخ عطية رحمه الله في عدد من المناسبات في تلك الرحلة كما هو مسجل في الاشرطة.
الحفاوة التي قوبل بها الوفد: لعل من أبرز ما يلفت انتباه المستمع لاشرطة هذه الرحلة هو تلك البهجة الغامرة التي عبر عنها العلماء والادباء والشعراء بكلماتهم وقصائدهم ،إضافة إلى ما يصفه الشيخ عطية رحمه الله من تجمهر الشيخ الامين رحمه الله ،وقد التقى محاضرات الناس وحضورهم اعضاء الوفد بالعلماء ،والقضاة ،ورئيس الدولة ،وعدد من الوزراء، كما شكل وفد في موريتانيا لمرافقة الوفد في تنقلاته في البلاد شرقها وشمالها. القدر الذي وصلنا عبر التسجيل الصوتي مما القي في هذه الرحلة: إن مجموع ما وصل إلينا من الاشرطة المسجلة في هذه الرحلة عشرة اشرطة فحسب ،وهو عدد قليل ءذا تذكرنا ان الوفد قد زار تسع دول ،إضافة إلى إحدى عشرة عاصمة من عواصم المديريات في شمال وشرق مورليانيا(. ) 1 توصيف محتويات الأشرطة: يمكن ان الخص مضمون هذه الاشرطة في الامور الاتية: - 1كلمات ومحاضرات للشيخ الامين رحمه الده. ( )1قام الوفد برحلتين في موريتانيا ابثداء من العاصمة وانتهاء إليها ،الاولى :إلى :العيون ،والنعمة ،والمجرية ،وكيفه ،وقرو، البلاد ،وقد شملت شرق و لاق ،وابو تلميت .والثانية إلى شمال البلاد وقد شملت: وكيهيدي، نواذيب ،وزويرات ،وأطار.
- 2أجوبة عن سؤالات وجهت للشيخ رحمه الله. - 3محاضرات (قليلة ) لبعض أعضاء الوفد. - 4كلمات ترحيبية وقصائد قيلت في بعض المناسبات التي قوبل فيها الوفد. - 5ما يصاحب ذلك غالبا من كلام للشيخ عطية رحمه الله يصف المقام والمناسبة ،أو يعرف بالوفد ،أو يبين مهمته ،أو غير ذلك مما يتصل بالجانب الاعلامي. وأما على سبيل التفصيل فعلى النحو الاتي: للشيخ رحمه الله فسر فيها الايات الشريط الأول :محاضرة ( )24 - 21من سورة البقرة وهي قوله تعالى < :ياائها لناس أعبدوأ رلبهم ) -إلى قوله < :أعدت للبهفربن !) . وجهت الشريط الثاني :كلمات ترحيبية ،إضافة إلى سؤالات للشيخ رحمه الله ،ثم أجاب عنها. للشيخ رحمه الله الشريط الثالث :كلمة افتتاحية ،و سئلة وجهت و جاب عنها ،إضافة إلى بعض المداخلات والكلام للشيخ عطية رحمه الله. للشيخ الامين رحمه الله اشتملت الشريط الرابع :كلمة أو محاضرة على ثلاثة محاور: الأول :بيان المعتقد الصحيح في ايات الصفات . 6
الثاني :بيان الموقف الصحبح من الحضارة الغربية. الثالث :بيان أن الاسلام دين القوة والتقدم في جميع الميادين. بعد ذلك وجهت بعض الاسئلة للشيخ رحمه الله ،و جاب عنها. ]لشريط الخامس :محاضرة لأحد عضاء الوفد. الشريط السادسى :محاضرة للشيخ الأمين رحمه الله في موضوع الرابطة الايمانية ،وهي مترجمة إلى اللغة الهوساوية. الشريط السابع :ويتضمن: - 1بعض كلمة أو محاضرة للشيخ رحمه الله يبين فيها الاسلام دين القوة والتقدم في جميع الميادين. - 2كلمة موجهة للنساء يبين فيها تكريم الاسلام للمرأة ،إضافة إلى كلمة للشيخ عطية رحمه الله. للشيخ الامين رحمه الله تتضمن ستة الشريط الثامن :محاضرة محاور: - 1الاعتقاد الصحيح في نصوص الصفات . - 2مفهوم \" لا إله إلا الله \" . - 3بيان أن الاسلام دين القوة والتقدم في جميع الميادين. - 4بيان الموقف الصحيح من الحضارة الغربية. - 5بيان ان الاسلام ينظم جميع شؤون الحياة ه 7
- 6الكلام على الرابطة الايمانية. الشريط ]لتاسع :مكرر مع الشريط الاول . للشيخ الامين رحمه الله في الشريط العاشر :كلمة او محاضرة الرابطة الايمانية ألقاها في مالي (مترجمة) .إضافة إلى بعض موضوع الكلمات الا!خرى لغيره . عملنا في هذه المادة : بتفريغ طلبة العلم فقاموا مشكورين -1عهدت إلى بعض محتويات الاشرطة. - 2بعد مراجعة ما تمت كتابته ،ومقابلة ذلك بالاشرطة المسجلة اقتصرت على المحاضرات والكلمات والفتاوى التي صدرت من الشيخ الامين رحمه الله دون غيرها؛ ذلك أن الهدف من إخراج هذه الرحلة إنما هو إدخالها ضمن الفهرس الشامل لجميع آثار الشيخ العلمية. -3خرجت الاحاديث الواردة في هذه المحتويات وعزوت الأبيات والشواهد الشعرية ،ولم أتتبع جميع المسائل العلمية من جهة التوثيق من المصادر ،كما فعلت في دروس الشيخ رحمه الله في التفسير الذي ألقاه في المسجد النبوي ،وذلك لان عامة المسائل المذكورة في هذه الرحلة موجودة ضمن التفسير المشار إليه وقد وثقتها هناك ، ويمكن الرجوع إليها عن طريق الفهرس المشار إليه. - 4جعلت كل محاضرة على حدة ،وأشرت في الحاشية إلى 8
الشريط الذي وجدت فيه ،أما السؤالات فقد جمعتها مع أجوبتها، وجعلتها متسلسلة تالية المحاضرات ،كما أشرت في الحاشية إلى مواضع وجودها من الاشرطة ،وجعلت لها ترقيما متسلسلا ،وصدرت ولم ألنزم كتابة نص السؤال حرفيا ،بل قد الاجابة ب(الجواب). أختصر فيه بعض الشيء إذا دعت الحاجة إلى ذلك. و مسح الله بنصه ( ،)1وإذا وجد - 5أثبت كلام الشيخ رحمه أ انقطاع في التسجيل أو جملة او كلمة غير واضحة فاني اجعل مكان ذلك نقطا مع الاشارة في الحاشية ،ولربما أثبت زيادة يتم بها المعنى، و جعلها بين معقوفين مع الاشارة لذلك في الحاشية ،كما حذفت الكلمات الزائدة التي تجري على لسان الشيخ رحمه الله في ثنايا الكلام ،كقوله بين حين واخر\" :مثلا\" ،وكذا بعض العبارات المكررة . هذا و سأل الله أن يرحم الشيخ ويعلي درجته في الجنة ،و ن يجزي خير الجزاء كل من أعان على إخراج هذا العمل إنه سميع مجيب ،وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. تم الفراغ من مراجعته ليلة الاول من محرم من عام ( 1 424هـ) . وكتبه :خالد بن عثمان السبت ( )1حتى الايات التي تلاها الشيخ على قراءة نافع. 9
القسم اك!ل والكلمات ) (المحاضرات
[11 تفسير الإيات (! + 21ا )2من سورة البقرة 13
)1( /أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،يقول الله جل وعلا < :تأئها ألثاس اعبدوا ربكم الذى ظقغ والذن من قتدكئم لعلخ تتقودن ! الدي جعل دكم لأزض فرلثما والسماب بنآبىأنزل من الشمآ مآفأخرج به -من )لثمزت رزقا لك قلا تجعلوا لله أندادا وأنتم لغلمون !وإيئ !ختم فى ريمي مضا نربا على عئدنا فانو بسورؤ من مث! -وادعوا شهدآءكم من دون الله إن كنتم صدقين ! فإن لأ تفعلوا ولن تقعلوا فاتقوا النار التى وقودها الئاس والحبمارة [البقرة . ] 2 4 - 2 1 / أعد! للبهفربن بم) تلونا عليكم هذه الاية الكريمة من أول سورة البقرة ،وإن كان الكلام عليها لا يسعه يوم ولا بعض يوم ،إلا انا نريد أن نذكر حولها نماذج يستبين بها الناس بعضا من ضواء القرآن . أولا:ننبه إخواننا على فصل القرآن العظيم ؛ لان فيه جميع خير الدنيا والاخرة ،فعلينا جميعا ن نتدارسه ونتعلمه ،حتى نعتقد عقائده ، ونحل حلاله ،ونحرم حرامه ،ونتادب بادابه ،وننزجر بزواجره، ونتربى بما فيه من مكارم الاخلاق ،و ن نتعظ بما فيه من العبر، الامم الماضية. والمواعظ ،والامثال ،وقصص الله -جل وعلا -في هذه السورة الكريمة -التي تلونا منها هذه الايات -التي هي سنام القران ،السورة العظيمة التي بين الله -جل وعلا -فيها ومهد فيها جميع دين الإسلام ،ذكر فيها أخبار الامم الماضين ،و خبار الجنة والنار ،وأقام فيها براهين العقائد ،ومناظرة ( )1من الشريط الاول . 14
الخصوم ،وذكر فيها دعائم الاسلام من صلاة وصوم وزكاة وحج، وذكر فيها العمرة ،وأكل الحلال ،والاحوال الشخصية من نكاح وطلاق وخلع ،والمعاملات كالديون والربويات والوثائق والشهادات والرهون ،وما جرى مجرى ذلك. نلفت أنظار إخواننا إلى الترتيب الغريب العجيب الذي فعله الله في هذه السورة : أولا ابتدأ الله هذه السورة الكريمة بحروف مقطعة <الم ك!) وهذه الحروف المقطعة لاشك أنها تلفت نظر السامع إلى ما جممكلم به بعدها وتجعله متعطشا عليه. والان ليس مرادنا الكلام على الحروف المقطعة لانه كلام يستغرق الوقت كله ،ولكن لما ذكر الله هذه الحروف إلمقطعة و بتدأ بها هذه السورة العظيمة قال < :ذلك بلكئف لاردب نبه ) فبين أن هذا الكتاب المشتمل على خير الدنيا والاخرة الذي هو النور المبين ،والحبل المتين ،الذي أوضح الله به العقائد ،والحلال والحرام ،وجميع خير الدنيا والاخرة لا تتطرقه الريب ولا الشكوك ؛ لان معجزته أوضح من أن يتطرق إليه شك. ومعروف أن للسائل أن يقول :كيف يقول < :لارديب !ه ) ب\"لا\" التي لنفي الجنس ،مع أن قوما ارتابوا فيه وحصل منهم ريب ،كقوله ] 4؟/5 [التوبة *> في قوم < :وازتابت قلوبهم فهم في هـئبهؤ يزددوت ونحن نقول :الجواب :أن القران بالغ من كمال المعجزة وإيضاج 15
المعجزة مالا تتطرقه الريب ولا الشكوك ،وانما ارتاب فيه المرتابون لعمى بصائرهم ،كما نص الله على ذلك في سورة الرعد !< :أفمن يعلم تما أنزل إليك من رفي لحق كمن هوأكئ إنما يحذكر ولوا الأ لنب جم!) [الرعد. ] 1 9 / فصرج بأن من لم يعلم نه الحق إنما منعه من ذلك عماه ،ومعلوم ن عدم روية الاعمى للشمس لا تقدح في كون الشمس لا ريب فيها. فلا غرو ن يرتاب والصيح مسفر()1 إذا لم يكن للمرء عين صحيحة ثم بعد أن بين أن هذا القرآن لا ريب فيه جعل جميع الامة التي أنزل إليها هذا المحكم المنزل ئلاث طوائف. جميع الامة التي أنزل إليها هذا المحكم المنزل الذي هو مفتاج الجنة ومفتاج النار ،لا يدخل أحد الجنة إلا عن طريق العمل بهذا القران ،ولا يدخل أحد النار إلا عن طريق الاعراض عنه ،قال جل وعلا في المعرصين عنه < :ومبئ يكفربهءمن لاخزاب> ي كاررا ط كان فاس لا ولاكن أئحثر < فافار موعد !لا تك فى صيؤ منه نه الحق من رنث ا يؤمنوت !) [هود. ] 17 / وقال جل وعلا فيمن أورثوه وعملوا به < :إن ا ين يتلوت كتف الده وأقاموا لصلوهه و نققوا !ا رزقنهم سرا وعلايخة يرجون تخره لر تببور ! لوفيهم أجورهم ويزلدهم من فضلهة إنه غفور ! والذى وحتنا إلتك من الاكئب هو الحق مصدقا فا بئن يدته إن ش!ور ( ) 1البيت في نفح الطيب ( ، )68 / 1و ورده الشيخ رحمه الله في دفع إيهام الاضطراب ص ، 7وهو في العذب النمير عند تفسير الاية ( ) 128من سورة الأنعام . 16
الله بعباده -لخبيز بصير * ثم اؤؤبنا لاكئب الذين اضظفتنا من عبادنا> [فاطر ،]32- 92 /فبين أن إيراثه علامة الاصطفاء ،ثم قال < :فمنهم ظاصلو لنفسه -و-متهم مقتصد ومنهم سابق بالخايثت ) [فاطر ،]32 /ثم بين أن هذا القران هو أعظم نعمة < ذلف هو لفضل ألبير!) . ثم جاء بوعده الصادق < :جنت عدن يدظونها يحلون فيها من أساور من ذهتبى ولؤلو ولاسهم فيها حرير !) 1ناطر ،]33 /الواو في قوله: < ئدظونها> شاملة للأصناف الثلاثة وعلى رأسهم الظالم لنفسه ،وكان بعض العلماء يقول \" :حق لهذه الواو ن يمتب بماء العينين \"()1؛ لان واو < يدظونها> فيها وعد صادق بالجنة للجميع وعلى رأسهم الظالم لنفسه. وكان بعض العلماء يقول \" :ما الحكمة في تقديم الظالم لنفسه قبل السابق والمقتصد ،والله حكيم لا يقدم إلا لنكتة تستوجب التقديم \"؟ إ(. )2 كان بعض العلماء يقول :هذا مقام إظهار الكرم ،فقدم الظالم لئلا يقنط ،وأخر السابق بالخيرات لئلا يعجب بعمله فيحبط. وكان بعض العلماء يقول :أكثر أهل الجنة الظالمون لانفسهم؛ لان الله يقول < :إلا اثذين ءامنو وعملو[ الفخلخمأوقلإماهتم ) 1ص.]24 / ( )1انظر :الأضواء ( ،) 165 /6العذب النمير (تفسير الاية 47من سورة البقرة ). الاضواء ( ،)165 /6العذب النمير (تفسير الاية ( )2انظر :القرطبي (،)14/934 47من سورة البقرة ). 17
فبدأ بهم لاكثريتهم. الشاهد أن الله بين في ايات البقرة التي تلوناها ن الامة بالنسبة إلى هذا الكتاب المتزل الذيص هو أعظم نعمة أنزلها الله من السماء إلى الارض ،وعلمنا أن نحمده على إنزالها في غير ما اية ،كقوله في أول سورة الكهف < :الحيد ده لذي نزل فى عئده لكمث ولؤ ئحعل لوعوجاس !) [الكهف ،]1 /أي :لم يجعل فيه اعوجاجا كائنا ماكان ،لا من جهة الالفاظ ،ولا من جهة المعاني ،فألفاظه في غاية الاعجاز والسلامة من ،ومعانيه كلها في غاية الكمال ،أخباره صدصت ، العيوب والوصمات واحكامه عدل < وتمت !ت رئك صدقا وعذلأ) [الأنعام ]115 /أي : صدقا في الاخبار ،وعدلا في الاحكام = بين أن الامة بالنسبة إليه ئلاث طوائف: الطائفة الأولى -نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منها :-طائفة امنت به ظاهرا وباطنا ،وأبصرت هذا النور ،فاهتدت بهذا النور ،واتصلت على ضوئه بخالق الكون ،فرأت الحق حما والباطل باطلا ،والنافع نافعا والضار ضارا ،والحسن حسنا ،والقبيح قبيحا .قال فى هذه الطائفة: < هدي !ن ! الذليئ يؤمنون بآليتف ويقيمون ألصهلؤة ومما رزقنهتم ي.م.م!-مصوت ! 0ول1ذين يؤصمشت بما أنزل إليك وفا انزل منروقصك ولإلأخرة صء ور و ص صِ صصص هم لوق!في !!هو [البقرة ] 4 - 2 /ثم أثنى عليهم بقولى < :اولبك على هدى /. ] 5 [البقرة من ربهم وأولئك ! المفلوق *> ثم بين أن هناك طائفة أخريص من الطوائف الثلاث بالنسبة إلى هذا القران الذيص لا ريب فيه أنها طائفة -والعياذ بالله -كفرت به ظاهرا 18
وباطنا ،قال فيهم < :إن الذين كفروا سوآ\" صكدنهم ءأنذزتهم انم لنم شذرهنم لا يومنون * ختم لله فى قلوبهخ وعلى سعع!خ وفى أنصرهتم غشؤ ولهم [البقرة ]7- 6 /وهذه الطائفة -والعياذ بالله -إنما عذاب عظيم *> عميت عن انوار القران لانها خفافيش البصائر ،والخفاش لا يرى الشمس. ووافقها قطع من الليل مظلم ()1 خفافيش اعماها النهار بضوئه نورا ويعمي اعين الخفاش ()2 مثل النهار يزيد ابصار الورى كما بينا كما في قوله في سورة الرعد !< :أفمن يلص ئما اتزل إقك من [الرعد. ] 1 9 / رئك لحق كمن هو ك! إنما يذكر أولو الأ لتئى !) والطائفة الثالثة :وهي أخس الطوائف -هي طائفة آمنت به ظاهزا ،ا وكفرت به باطئا فكانت من المذبذبين ،لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وهي طائفة المنافقين ،وهي أخس الطوائف ،ذكرها الله في قوله: < !من أدئا س من يقول ءامئا باطه وباليوم لأضوما هم بمؤمنين ! يحدعون لله والذين ءامنو وما يخادعون إلا أنفسهغ وما يشع!ن * في ظوبهيم ئيضى فزادهم لله مرضا ولهخ عذاب أليؤبماكانو يكذبون ) [البقرة . ] 1 0 - 8 / تحقيق حسين نصار ،ولفظه ( )1البيت لابن الرومي ،وهو في ديوانه (،)1/157 هماك : ولاحمها قطع من الليل غيهب عشاها نهار بضوئه خفافيش ( )2البيت في المغني لابن قدامة ( ،)13/323حياة [لحيوان للدميري (،)692 /1 صيح الأعشى ( ،)2/88الأضواء (.)274 /2 91
وأطال في كلامه في هذه الطائفة لانها أخس الطوائف ،فضرب لها الامثال بمثل النار ومثل الماء <مثالغ كمثل الذى شتؤقد نارا) [البقرة/ ]17ومثل الماء في قوله < :اؤكصئب من ألنمما هيه ظلنت ورغاوووئر!) [البقرة . ] 1 9 / ولا يسعنا المقام في أن نتكلم على المثلين لانه يستغرق وقتا طويلا. أن الله لفا نؤه بهذا القران العظيم ،وبين أنه الكتاب والشاهد الاعظم الذي لا ريب فيه ،وبئن أن الناس بالنسبة إليه ثلاث طوائف: طائفة طيبة ،وطائفتان خبيثتان ،ليس المقصود من القران في تقسيم هذه الطوائف مجرد تاريخ ولا إخبار ،بل مجرد وعظ وإرشاد ليعلم خلقه ويبين لهم أنهم يجب عليهم أن يسارعوا إلى أن يكونوا من الظائفة الطيبة ،ويتباعدوا كل التباعد من الظائفتين ،المقصود تنبيه المسلمين على أن يكونوا من المتقين الذين يؤمنون بالغيب ومما رزقناهم ينفقون ،وأن يتباعدوا كل التباعد أن يكونوا من طائفة الكافرين و أ طائفة المنافقين. لاشك أن المسلم إذا علم هذا التقسيم من خالق الكون -جل وعلا -أنه يتشوف بتعطش إلى الطريق التي يجتنب بها الكينونة مع الطائفتين الخبيثتين ،والصيرورة مع الظائفة الطيبة ،لاشك في هذا؛ لاجل هذا أتبع الله هذا التقسيم لإيضاج كلمتين عليهما مدار خير الدنيا والاخرة ،وجميع الهدى ،والصلة الكاملة بمن رفع هذه السماء ودحا هذه الارض ،وفتح هذه العيون في أوجهكم ،ففرق أصابعكم وشد رؤوسها بالاظفار ،وأنتم في بطون أمهاتكم من غير أن يحتاج إلى ن أ 02
يشقها < يخلقي في بظون أمفنتصغ باقا من بعد طق فى ظلمئتى ثئمث) الله ) .فبدأ رسول [الزمر . ]6 /هاتان الكلمتان هما :الا إله إلا الله محمد بالكلمة الاولى التي هي الا إله إلا الله ) وبينها لانها مركبة من نفي نفيها :حلع جميع وائبات ،الا إله) نفي ( ،إلا الله ) إثبات .ومعنى أنواع المعبودات غير الله في جميع أنواع العبادات ،ومعنى إثباتها: إفراد خالق هذا الكون -جل وعلا -بالعبادة . و صل العبادة في لغة العرب :الذل والخضوع ،وهذا معنى معروف في كلام العرب ،ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته (:)1 وظيفا وظيفا فوق مور معبد تباري عتاقا ناجيات وأتبعت أي :مذلل لدوس الاقدام والارجل. أما العبادة في اصطلاح الشرع فهي :التقرب إلى خالق هذا الكون بما أمر أن يمقرب له به على الوجه الشرعي على لسان محمد لمجم مع الخضوع والذل والمحبة ،فلا يكفي الذل والخضوع دون المحبة ،ولا المحبة دون الذل والخضوع ،لان المحبة إن لم يكن معها خوف كان صاحبها في إذلال وجراءة ،فقد يقع في المقام الالهي بما لا ينبغي إدلالأ بالحب وأمنا من عدم الخوف ،والخوف إذا كان منفردا عن المحبة كان صاحبه مبغضا .وهذا كله لا يليق ،لابد من ذل وخضوع من جهة ،ومن محبة من جهة أخرى . هذه الكلمة التي بينا معناها جاء الله بإثباتها منفردة في قوله: ( )1شرح القصائد المشهورات (.)06 /1 21
< يأيها الئاس غبدو رئبهم ) [البقرة.]21 / وجاء في نفيها في حدة في قوله < :فلا تخعلو لله أئدادا وأنتخ تغلموت !) [البقرة ]22 /وكان أول أمر في المصحف الكريم -إذا نظرت المصحف الكريم أول أمر فيه على الترتيب الذي هو عليه- قوله < :يخأيها ألناس غبدو > [البةرة ]21 /في هذه الاية التي تلونا من دله أندادا) [البقرة/ أول سورة البقرة \" وأول نهي فيه قوله < :فلاتخعلو . ]22فاول [أمر]( )1في المصحف يتضمن حظ الاثيات من :الا إله الا حظ النفي من :الا إله إلا الله ) . الله ) .وأول نهي منه يتضمن جاء ببراهينها :بين ثم إن الله لما بين هذه الكلمة الاولى وأوضحها تفسير جزأيها ،ثم ضمنها براهين البعث ،وسنتكلم على هذا ونوضحه الان . ثم بعد ذلك أقام برهان (محمد رسول الله ) بعد أن بين الا إله إلا الله ) وبراهينها العقلية المضمنة براهين البعث أتبع ذلك بقوله < :وإبئ نبنمغ فى ريب سا نرلنا على عبدنافانوأ بسورؤ نر مث!ء) [البقرة ]23 /وهذا برهان الاعجاز ؛ لان عجاز جميع الخلائق عن أن يأتوا بسورة من مثل هذا القران برهان قاطع على أنه تنزيل رب العالمين ،إذ لو كان من كلام العرب لقدر البشر على محاكاته ؛ ولذا لما قال < :مإن لأ تفعلو > قال : < ولن تفعلوا) [البقرة ]24 /لنفي المستقبل علق ونفى الشرط المعلق عليه ليدل على أن المشروط لا ياتي أبدا ،ولذا قال < :فإن لأ تفعلواوك تفعلوا) لا يمكن أن تفعلوا ،وهذا التعليق والنفي أسلوب بليبع من كلام ( )1الاصل :نهي ،وهو سبق لسان . 22
العرب ،ونطيره من كلام العرب قول الخنساء الشاعرة الشلمية )1( : وصبرا إن أطقت ولن تطيقي هريقي من دموعك واستفيقي ولذا لما قال < :هان لم تفعلوا ولن تفعلوا ) قال < :فائقوا الئار> [البقرة ]24 /يعني :فاعلموا أن حجة الله وبرهانه قام عليكم بصدق هذا النبي الكريم ،و ن هذا المحكم المنزل كلام رب العالمين -جل وعلا- وقد تحداهم هنا بسورة منه قال < :وإيئ ينستم فى رتسر ممالرلا على عئدنا فأنو بسورؤ من مثله ء) [البقرة ]23 /ثم تحداهم في سورة يونس بسورة أيضا قال < :م يقولون قزله قل فأتو بسورقر مثله ءوادعو من استظغتممن ولؤ له ان كنغ صدفين *> [يو-نس ]38 /ثم تحداهم في سورة هود بعشر سور قال < :م يقولون افرله قل فآتوا بعمثرسو 2مثله -مقريمز و دعوا من [هود . ] 13 /ثم قال < :ق! لغ شتطمتم من دون ألله إن كنت! صخدقين *> يستجيبوا لكملفاعلموا) [هود 4 /ا ] أي :فتيقنوا علما يقينا < نما ائزل بعلم [هود ] 14 /ثم تحداهم في !) لله وأن لا إلة إلا هو قهل نتم مسدوت جمط) سورة الطور به كله قال < :فليآتوا مجديمخ فثله ن كاتو صدقب [الطور . ]34 /ثم بين في سورة بني إسرائيل -سورة الاسراء -أن جميع الخلائق عاجزون عن الاتيالط بمثله قال < :قل لبن اتجتمعت اقيدنس!واتجن عك ن يانوا بمثل هذا القرءان لاياتون بمثله ولو كات بعضهم لبغنهى طهيرا ! > [الاسراء ]88 /هذا برهان إعجاز ذكرنا منه نموذجا خفيفا ليستدل به السامع على غيره . ( )1ديوان الخنساء (ص .)1 30 23
يقولون : ثم أرجع الى بيان براهين الا إله إلا دثه) فالمشركون كيف تجعل الالهة إلفا واحدا؟ <أجعل الآلهة إلفا وحدا إن فذا لمثئئ جمالب *> 1ص ]5 /ما البرهان على وحدانية هذا الاله الذي رفع هذا الكون ؟ هذا البرهان كرره الله في هذه السورة الكريمة تكريرا كثيرا ،منه [البقرة/ الرحيم !) لرخمن إلة إلا هو واحددر لا إلة ما قال < :وإلفكم 1 .]163ثم أتبع هذا بالأدلة العقلية في هذه السورق حيث قال < :ان في فى الخر بما التى تجرى والفلك والنهار لئل خلق الشموت ؤا لارض واصنف 1 قها بند موكاوبث من ما فاحيا به الأرض ومآ أنزل ألله من ألشما ينفع لاس 1 بين السما والأرصق لاينخ أئسمخر لريح والئطب داصئه ولضريف من كل 1 الذى ظقكم) 1البقرة . ] 164 /وهنا قال < :اغبدو)رلبهم ئمولم يعقلون *> 1البقرة ،]21 /يعني :من أعظم براهين عبادة الله وحده أنه حلقنا واخترعنا من العدم إلى الوجود ،وخلقه لنا من غرائب وعجائب صنعه كما نبين منه نموذخا قليلأ هنا :أولأ :الله في القران يجعل الفرق والعلامة الفارقة بين من يستحق أن يعبد ومن لا يستحق أن يعبد هي الابراز والاختراع والابداء من العدم إلى الوجود ،فمن يخترعك ويبرزك من العدم إلى الوجود عليك أن تعبده ،ومن لا يخلقك فهو محتاج إلى خالق -مثلك -فأنت وهو ملزمان بأن تعبدا من حلقكما، ولذا قال هنا < :اغبدو بىلبهم الذى ظقكم) [البقرة ]21 /وقال جل وعلا: < أفمن يخلق كمن لا يخلق ) [النحل ]17 /لا والله < أتم جعلو لله شربم خلقوا [الرعد] 1 6 / كخلقه -فتشبه ا!ق علتهغ قل الله خلق كل لثئ :وهو الواحد القهر !) وخالق كل شيء هو معبود كل شيء ،وهذه الحالة التي خلقنا عليها خالق الكون هي من غرائب وعجائب صنع من خلقنا ،وقد أمرنا مرا 24
واجبا على كل إنسان منا أن ينظر فيها ويتأمل حيث قال < :طينبهر اقينسئن مئم خلق !) [الطارق ]5 /هذا أمر واجب من خالق الكون ؛ لان المقرر في علوم المعاني وعلوم الاصول :أن صيغ الامر الاربعة تدل على الوجوب حتما إلا إذا صرف عنه صارف ،وهذا هو الحق .وصيغ الأمر الدالة على الوجوب في اللغة العربية معلوم أنها أربع صيغ: اولها :فعل الامر ،نحو < :اقم الصلؤة > . بلام الامر ،كقوله < :فقينظر المجزوم الثاني :الفعل المضارع ] 24ه / [ عبس قينسمن إلى طعامه ت !) ا [المائدة. ] 1 0 5 / الثالث :اسم فعل الامر ،نحو < :عليكتم انفسكئم) النائب عن فعله ،نحو < :فإذا لقيتم الذيئ كؤوا ]لرابع :المصدر الرقاب ) يعني :اضربوا رقابهم. فضزب الرقاب ) [محمد( ] 4 /فضرب هذه صيغ الامر .وصيغة الامر هنا في <!نبهر اقينسئن) هي تقتضي والانسان له رحلة يجب على الوجوب الحتم < ،مئم ظق *>؟ المسكين أن يتأملها وينظر فيها ليعلم قدره ويعلم عظمة من خلقه ،أمر [الطارق ]5 /وبين الله بالنظر فيها في قوله < :قفنبهع اقيدنسن مم ظق ة!) للخلق ماخلقهم منه قال < :كأ إناخلقنفم مضايعلموت) [المعارج]93 / ترى اللي حلقناكم منه هو اللي تعرفوه . وقد أوضح الله -تعالى -رحلة الانسان إيضاحا يعرف الانسان بنفسه ويعرفه بربه ،ذلك الايضاح في سورة <قد أفلح المؤمنون *> وذلك أن هذا الانسان الذي يطغى ويبغي ويغزو الفضاء ويحاول يتمرد
على نظام السماء ،ويعصي من خلق هذا الكون ،ابتداء رحلته تراب وماء ،أخذ الله ترائا فبله بماء فصار اسمه طينا ،ثم إن الله نقل هذا الطين من طور إلى طور خمر حتى صار حمأ مسنونا ،ويبس حتى صار صلصالا كالفخار ،ئم خلق الله بقدرته منه رجلأ لحما ودما هو الاب ادم عليه صلوات الله وسلامه ،فلما خلق هذا الانسان من هذا التراب <إث مثل عيمسى عند الله كمثل ءادم ظقبما من ترا +ثؤ قال له 2كن ) [ال عمران .]95 /لما خلق هذا الانسان من هذا التراب خلق امرأته من ضلعه ،وقد نص الله تعالى على أنه خلق حواء من ادم في ثلاث سور من كتابه :في أول سورة النساء في قوله < :يأيها لئاس تقوارلبهملم لذى ظقكل من نفس و!ق وظق ئنها زوجها> [الانساء ] 1 /النفس :ادم ،وزوجها من نفس التي حلقت منه :حواء .وقال في سور الاعراف < :ظقكم وحدؤ وجعل منها زوجها ) [الاعراف .]918 /وقال في سورة الزمر: < ظصكو من نسر ؤحدة ثم جعل مئها زوجها) [الزمر. ]6 / ثم بعد أن صار هناك زوجان رجل وامرأة كان الطور الثاني للادميين هي نطفة مني تقع في رحم المرأة < من نطفة أمشاج ) [الانسان/ ]2أخلاط من ماء الرجل وماء المرأة ،ثم تمكث هذه النطفة في الرحم ماشاء الله ،ثم ينقلها الله -جل وعلا -علقة ،أي :دما جامدا ،ثم ينقل الله هذا الدم إلى مضغة -قطعة لحم على نحو ما يقطعه اكل اللحم ليمضغه -ثم ان الله يحول هذا اللحم إلى هيكل عظام يركب فيه هذه العظام بعضها ببعض ،هذه السلاميات ،وهذا البنان ،وهذه المفاصل يركب بعضها ببعض ،هذا التركيب الدقيق والصنع الهائل العجيب في كل عضو منا ،وهذا الذي ركبه ليس بأخرق كما قال < :نخن ظقنهم 26
وسفذنا أشرهم ) [الانسان ]28 /الاسر :يعني الشد كما تقول للمرأة : \"أسرت اخطيرها\"( - )1يقولون بالحسانية -ومعناه :يعني ضم الشيء إلى الشيء وشده به شدا محكما < ونبدذنا أشرهم > لو كان الذي ث! اليد بالساعد والساعد بالمرفق والبنانة بالبنانة لو كان أخرقا إذا تحرك الانسان سقطت يده ،أو سقط مرفقه ،أو طاج رجله ،بل الذي يشدها يشده شدا محكما ،ثم إن الله -جل وعلا -يكسو هذا الجسم هذا اللحم ويجعل فيه هذا الدم ،ويجري مجاري البول والغائط يفتحها لتنزل عنها الفضلات ،ويفتح مجاري العروق والشرايين ليدير الدم ، ويضع كل عضو في محله كالكبد والطحال والكليتين ،ويوكل كلا بوظيفته في تدبير الجسم ،ويفتح هاتين العينين ،ويجعل فيهما هذا النور ،ويصبغ بعض العينين بصبغ أسود ،وبعضهما بصبغ ابيض، ويفتح هذا الفم ويجعل فيه اللسان ،ويودعه هذه الفصاحة ،وينبع عين الريق العذبة لياكل بها الانسان ،إذ لو يبس ريقه لما ابتلع الزبد الذائب، ثم إنه إذا لم تكن له حاجة في الريق لم يجم لئلا يتعبه التفل أ)2(] . . . يعني جعلت له الاذنان ليسمع ،وجعل على هذا التركيب الغريب الهائل [وجعل على هذه الهيئة بطنه ،وشهدت ]( )3العينان حول البطن، والظهر الذي ليس عنده عينان جعل عظما لو ضربه شيء لا يكاد يضر، وجعل في الانسان من الغرائب والعجائب شيء يبهر العقول ،حتى إ ن ( )1اي :شذت الهودج او ما يشبهه مما يوضح على البعير تركبه المرأة . ( )2في هذا الموضع جملة غير واضحة ،والكلام مستقيم بدونهاه ( )3في الاصل جملة غير واضحة ،وما بين المعقوفين زيادة يتم بها الكلام . 27
ما يحتاج إلى قصه دائما كشعره و ظافره نزعت منه روح الحياة لئلا ويمعبه عند القص .هذا من غرائب وعجائب خالق الكون -جل وعلا- حلقنا على هذا النحو الغريب ،وصؤر بني ادم على هذه الصورة ،جعل الانف هنا ،والعينين هنا ،ولم يشتبه اثنان ،طبع كل إنسان على صورة مخالفة لصورة الاخر ،وهذه الصورة التي وضع عليها كل واحد هي سابقة في العلم الازلي ،ووضع تنفيذا على نحو ما سبق به العلم ،ولو خلق ملايين الملايين زائدا على من خلق لم يضق العلم ،فكل واحد توجد له صورة مخالفة لصورة الاخر ،حتى اثارهم في الارض وأصوات نغماتهم وبصماتهم في الاوراق كلها مختلفة ،هذه صنائع رب العالمين ،وهذه أسرار قليلة من أسرار معنى < رئبهم الذى ظقكئم) [البقرة ]21 /يعني :فمن فعل فيكم هذا من الافعال والغرائب والعجائب في كل عضو وكل مطرح إبره هو ربكم الذي يستحق أن تعبدوه .ولا يخفى عليكم أن ربنا فعل فينا هذا من الغرائب والعجائب ونحن في بطون أمهاتنا لم يحتج إلى أن يشق أم الواحد منا ،ولا أن يبنجها ،ولا ينومها في صحية ،بل فعل كل هذه العمليات والمرأة لاهية تفرح وتمرح لا تدري عن شيء مما يفعل في داحلها من غرائب صنع الله وعجائبه ،ثم ييسر طريق الخروج .ونحن دائما نذكر هذا لان الله يلفتنا إليه حيث يقول < :ئحلقدم في طون مهنتيم ضققا مر عذضلئ فى ظلمت ثذمث ) ظلمة البطن ،وظلمة الرحم ،وظلمة المشيمة < .ذلكم لله ربكم له آقفك لا إلة إلآ لهو فاكث تصرفويئ *> [الزمر ]6 /وهو محل الشاهد ،فهذا الذي يفعل هذا الخلق والايجاد هذا هو الذي يستحق أ ن يعبده 28
ثم قال < :و لذين من قئلكم ) 1البقرة ]21 /أي :وحلق الذين من قبلكم .يعني :اعبدوه لاجل أن تتقوه ،أي :أن تجعلوا بينكم وبين سخطه وعذابه وقاية ،والوقاية :هي امتثال أمر الله واجتناب نهيه. ثم زاد في البراهين العقلية < :آلدي خذ لكم لأرض فزشا> يعني: هذا من غرائب صنعه وعجائب أمره التي تستدعي أن يعبد وحده ويعلم أف الرب وحده < الذي جعل دكم لأرض فزلثما> 1البقرة ]22 /وهذا الذي فرش هذه الارض ليس باخرق <والأرض فرشنها فنعم ألمهدون ! ) 1الذاريات ]48 /جعلها ليست شديدة الاستعداد في أخذ الحر زمن الحر، ولا لاخذ البرودة زمن البرودة ،فلو جعل الارض كلها من حديد أو من نحاس أو من رصاص أو قصدير هلك كل من عليها ،جعلها رخوة لينة يعيش الخلق عليها ،قابلة للزراعات ،وأنواع الغراسات ،واجراء العيون والانهار ،وبناء البيوت ،ومثبتة موطدة بالجبال ،تدفن فيها كما قال < :لم تجعل ا لأزض كفاتا بر-6بم أخيآ 4وأقوتا !بهم) 1لمرسلات / الاموات مصدر كفته اذا ضمه ،أي :تكفتكم ]25-26وقوله < :كفاتا ج!) وتضمكم أحياء على ظهرها وأمواتا في القبور في بطنها .وهذه الارض التي فرشها هذا الفرثر بث فيها -جل وعلا -من هذه الجبال ،وعلى ألوان مختلفة <وصمن لجبال جددم بمض وحضر نحتلف الؤنها وغ!ابيب سود ! ومف الناس وألدواب والألغص نحتل!الؤنه -كذ!ث إنما يخمثى المه من عباده أتعلمئؤا ) 1فاطر ]28- 27 /بث فيها من أنواع الحيوانات ، والاشجار والثمار وأنواع الحبوب والزروع ،والمعادن ،والجبال مع اختلاف الالوان والاشكال والمنافع والاقدار والطعوم < وفي ألازض قطع متخورتآ وجئت من اعني وزرع وتحيل صتوان وغتر صحنوان يسقى بمآ
لأيمئ ئقوم وحد ونففط بعضها عو بعفى فى الاثحل إن في ذلف يعقكون *> [الرعد. ]4 / ثم قال < :وألسماة بنآ! [البقرة ]22 /أي وجعل هذه السماء بناء سقفا مرفوعا لا يتفطر ولا يتشقق ،ولا يحتاج إلى ترميم ولا إصلاح مع أنه تمر عليه الاف السنين < فازجع البصحر هل ترى من فظص ! ثم ازجع الصر [ا!ك ]4 - 3 /ي :ظ ترا كرنئين ينقدمت إليك البصر خاسئا وهو حسل! !) ذليلا من عطم ما رأى ؛ ولذا قال < :و لسماة بنآ! . ثم قال < :وأنزل من السما ملإ ) [البقرة ]22 /إنزال السماء هذا الماء الانسان -أيضا -يجب عليه النطر فيه لان الله يقول < :فقبنلر ألالنسن إلى طعامه -جم!> [عبس < ]24 /فلبذ) واجبة كما ذكرنا في الاولى < فلبنلر يجب على كل انسان حتما أن ينطر إلى طعامه. ألانسسن إك طعامه )!- ومعنى هذا وكأن ربه يقول :ايها الانسان المسكين الذي تتنطع وتتمرد على نطام السماء انطر الخبز الذي تأكل منه -ولو لم تجده لمت -من هو الذي خلق الماء الذي شرب به وروي حتى نبت ،أيمكن أن يخلقه غير الله ؟ لا ،هب أن الماء خلق من يقدر على إنزاله على هذا الطريق والاسلوب الغريب العجيب -رشاش -حتى تروى الارض من غير أ ن يضر بها الماء؟ فلو كان منزله أخرقا لجعل المطر كله قطعة واحدة ، فترك البلاد أئرا بعد عين ! ! ينزله بغاية اللطافة < الؤتر أن ألله يزصحى س!ابم ثم يؤلف بيإ ئم لمجعل! ركا\"ما فتري ألودف عرني من ضلله [ >-النور. ] 43 / هب أن الله -جل وعلا -خلق الماء وأبدعه بقدرته وإرادته ئم أنزله على هذا الاسلوب الغريب العجيب الهائل ورويت الارض وشربت ،من 03
هو الذي يقدر على أن يشق الارض ويخرج منها بمسمار النبات ؟ هب أن مسمار النبات خرج ،من هو الذي يقدر على أن يخرج منه السنبلة؟ هب أن السنبلة خرجت ،من هو الذي يقدر على أن ينبت فيها الحب؟ هب أن الحب حلق ،من الذي يقدر على أن ينميه وينقله من طور إلى طور حتى يكون تافا مدركا صالخا للاكل؟ < انظرو إك ثمر!ءإذا أنمر وينعهء ان فى ذ لكئم لايمخ ئقو 2يؤينون) [الانعام ]99 /؛ ولذا قال جل وعلا: < فلينلر الافسن إلى طعامه ء ! أئا صئتا الما صئا ! ثم شقفنا الأرض -يعني :عن النبات -شفا !فانتنا فيها حئا !وجمنبا وقضما ه [ ) . .عبس ] 28 - 2 4 /هذا من غرائب وعجائب صنع رب العالمين -جل وعلا -؛ ولذا قال < :وأنزل من ألشماء ما !اخرج به -من الئمز! رزقا لكنم ) [البقرة ] 22 /ه فاذا علمتم هذا وعرفتم أن خالق الكون هو الذي رفع هذه السماء، ودحا هذه الارض ،و برزكم من العدم الى الوجود ،و نبت لكم الارزاق -لا تعادلوا بهذا من لا يقدر على شيء ،ولا تصرفوا شيئا من حقوقه الى عاجز ضعيف لا يقدر على شيء ؛ ولذا قال < :فلاتجعلوا لله أندادا) [البقرة]22 /نظراء تصرفون لهم حقوقه في العبا،ة <وأنتخ لغلمون *> نه الواحد الرب وحده ،المحبي المميت ،القادر على كل شيء ،الذي يستحق أن يعبد وحده . ثم ان ربنا في هذه الاية -التي تلوت عليكم من سورة البقرة وتكلمت لكم كلافا قليلأ عليها -ضمنها ثلاثة براهين من براهين البعث السائدة في القران العظيم ؛ لان المعارك في القران بين النبي ع!يم وبين منكري البعث من أعظم المعارك ،وإن كانت المعركة العظمى بين 31
الرسل والامم في عبادة الله وحده ،إلا نهم ينكرون البعث يقولون : [الدخان < ]35 /وما نحن < إق هي إلا موتتنا الأوك وما نخن بمنشرين !) بمبعوثل! ! ) [الانعام < ]92 /إبرات!ك كرء ظسرء كا > [النازعات /] 12 < من يخى انعطم و! رميص !) [يس ]78 /كل هذا إنكار منهم للبعث، والله -جل وعلا -أكثر في القران العظيم من ثلاثة براهين يقيمها- براهين عقلية -على أنه يبعث الناس بعد الموت ،أشار إلى ثلاثة منها في هذه الاية الكريمة التي ذكرناها لكم الان ،وكرر الرابع منها خمس مرات في هذه السورة الكريمة في غير هذه الاية. أما البراهين الثلاث السائرة في القران بكثرة التي أشير إليها هنا: فالأول منها :هو أنه حلقنا واخترعنا ابتداء ،المشار إليه في قوله في الايات التي تلونا < :ياايها ألئاس عبدوا رلبهم الذى ظقغ ) [البقرة/ ]21يعني :ومن حلقكم أولا هو قادر على أن يعيدكم ثانية ؛ لان الاعادة ي : الدنيا في عاقل أطرف أيسر من الاختراع والابتداء ،ولو سألت أ الفعلين أصعب :اختراع الفعل وابتداو 5ولا ،أو إعادته بعد ن فعل مرة أخرى ؟ الجواب طبعا :إعادته بعد الاختراع أسهل من اختراعه. وإن كان الله -جل وعلا -لا يصعب عليه شيء؛ ولاجل هذا ترى هذا البرهان كثيرا في القرآن كقوله جل وعلا < :يأيها آلئاس ن كنتم فى من ترابر) [الحج ]5 /ولا يكون البعب أبدا رتب من البعث !مانا خلنن أصعب من الايجاد الاول من تراب .وكقوله جل وعلا < :ولقذعلمتص التشأ آلأوك) أي الا!اد الاول < فلولاتذكرون !> [الواقعة ]62 /أي : من أوجد أولا قادر على الايجاد ثانية .وكقوله < :وضحرب لنا مثلأ ودنمى 32
ضلق! قال من يخى العظام وهي رميم ! قل تحييها الذكط أ!مأها أول مره وهو لكل خلق عليم *> [ي! . ]97-78 /وقوله جل وعلا < :وهو لذى لضدؤا لخ! ثص يعيدوـوهو اهون لجه ) [الروم < ]27 /كما بدانا أول [الانبياء ] 1 0 4 /وكقوله جل !) خلق نعيد؟ وعدا علتنآ إنا ك!ا فعلين [ق]15 / وعلا < :أفيينا بالخقق الاول بل ! فى لبت!ى من خلق جديد !) وكيف يلتبس عليكم الخلق الجديد وأنتم تعلمون الخلق الاول ؟ ولاجل هذا قال مخاطبا للانسان < :والئ!ين والزيون !وطورممينين !وهذا [التين ]4 - 1 /ثم قال اللد الأمب * لقد ظفنا اقينسمن فى أخسن تقويم *> مرتبا على هذا < :فما يكذبك بعد بالدين *> [التين ]7 /ما يحملك على أ ن تكذب بالبعث والجزاء وفد علمت أني خلقتك أولا؟ وهذا البرهان متكرر في القران تكررا كثيرا لا يحصى ؛ ولذا نص الله في ايات من كتابه على أنه لاينكر البعث إلا من نسي الايجاد الاول ،كما قال في قوله جل وعلا < :وضحرب فا محلأ ودنسى ضلقإ ) [ي! ]78 /إذ لو تذكر الايجاد الأول لعلم أن من أوجد أولا قادر على أن يوجد ثانية ،وكقوله جل وعلا < :ولقول الابنسن أءذا ما !ا لسوف أخرج حيا ج! أولا يذ!و الايشن أنا ظقته من فتل ولؤ يك شتا * فورئك لخمثعريهم والضئنطين ثؤ لنخضرنهؤ حؤل جهغ جثئا الح! > [مريم ]68 - 66 /وهذا البرهان كثير فيئ القران ،وقصدنا التمثيل بايات متعددة . البرهان الثاني :هو حلق السموات والارض المش! ر إليه في قوله: <جعل لكم لأرض فزلثماو لسمأة بنا > يعني ومن حلق هذه الاجرام العظيمة الهائلة فمن المعلوم أنه قادر على إعادة الانسان الضعيف المسكين ؛ لان من حلق الاعظم الاكبر قادر بالاولى على أن يخلق 33
الاضعف الاصغر ،وهذا برهان كثير في القران ،كقوله تعالى < :لغاق لسئوات و لأرض أئحبر من ظق ألناس > 1غافر ]57 /ي :ومن قدر على خلق الاكبر فهو قادر على خلق الأصغر من باب أولى ،وكقوله جل وعلا < :أولم يرو إن الله الذى خلق السئؤت والأزض! ولتم يعى نحلقهن بقدر فى أن تحى لمؤق بلى ) [الاحقاف ]33 /لان من خلق الاعظم قادر على أن يخلق الاصغر ،وكقوله جل وعلا ! < :أولم يرو أن أدله ا ى ظق السمؤت و لارض قادو كل أن ئحلق مثلهو) [الاسراء 5 ]99 /وقد ألقمهم حجزا في قوله < :ءأننم اشذخلقا م المئآ:بننها!هما رغ ستكهافسولفا!!7و غظس لئها وأخرج ضئها *والازض بعد ذلك دحمها ! أخرج منها ما ها وصقعمها* [النازعات ]32- 27 /الجواب :هذا الذي فعل في والجبال أرسنها !) السماء والارض أشد و عظم حلقا ،أي :ومن قدر على الاشد الاعظم فمن باب أولى أنه قادر على الاخف الاصغر ،وهذا برهان كثير في القرآن ،والقصد التمثيل بايات ،وبيان ما اشتملت عليه الايات من الغرائب والعجائب والاشارات . 1لثالث من هذه ]لبراهين :هو إحياء الارض بعد موتها؛ لان من احيا الأرض بعد موتها -تجد الارض قاحلة ميتة لا نبات فيها مغبرة ، ثم إن الله ينزل المطر فتجدها حية خضراء ترفل في أحسن الحلل من جميع النباتات ،فمن اعاد هذا النبات بعد العدم -قادر على إحياء الانسان بعد العدم ،لان ماجاز على المثل يجوز على مماثله ،وهما جرمان كانا معدومين ،ومن أوجدهما أولأ اعاد هذا ،ونحن نشاهد فنعلم أنه قادر على الثاني ،وهذا برهان كثير ايضا في القرآن اشير له بقوله هنا < :و نزل من ألشما ما فأضج بهء من لثمزت رزقا لكم ) [البقرة]22 / 34
والايات التي يشار فيها إلى هذا البرهان على البعث كثيرة كقوله تعالى: < ومن ءاينهء نك درى الأرض خشعة !اذآ أنزئنا !ا ألما اهتزت ورشا إن الذي أخاها !ئ اتمؤقئ ) [فصلت ]93 /ومن هذا قوله جل وعلا < :حتى إذا اقلث سحما؟ ثقالا سقنه لبد ميمخ فانزلنا به لما فاخرجنا بهء من كل الثمزت كذلث نخرتي لموقئ) [الاعراف ]57 /ي :من قبورهم احياء كما خرجنا النبات ،وقال جل وعلا < :ونزلنا من السما ما منركافأفبتنا به-جنمخ وجما ألحصيدج والنخل باسمث فا طفغ فضيد !رزقا لغباد وأخيئأ به -تجدة ميتا دبلك الخروبر !) [ق ]11 - 9 /ي :كذلك خروجكم من قبوركم احياء بعد الموت كما أحيينا الارض بالنبات بعد الموت ،وقال جل وعلا< :فستحن دله صين !سون وحين تصبحون ه وله ألحمد في السموت والأزض وعشيا وحين تظهرون ! يخرج الس من الميت !لمخر2ج الميت من الس !غى الأزض بعد مؤِتها وكذللث تخرص %ج ) [الروم ] 91 - 17 / أي .من قبوركم احياء بعد الموت ،وقال تعالى < :فانظرإك ءائررحمت الله !ئف تحما ألأرك! بغدموِتها ن ذلك لمتى لمؤق وهو عك ! لثئ [الروم ]05 /والايات القرانية في هذا كثيرة جدا في كتاب الله قدسر) والقصد التمثيل. أما البرهان الرابع على البعث الذي لم يذكر في هذه الاية -الذي بينا انه تكرر في سورة البقرة خمس مرات -فهو :ما جاء في القصص الثابتة في القران من ان الله احيا بعض الاموات في دار الدنيا والناس ينظرون ؛ لان من احيا نف!ا واحدة بعد ان ماتت فهو قادر على إحياء وصدة) جميع الانفس لاستوائها < ما خققكتم ولا بعثكتم إلا!نضس [لقمان ]28 /من ذلك من المواضع الخمسة قوله في سورة البقرة < :وإد 35
قفتو!وسى لن ئؤمن لك حتى لزى الله جهزة فاظتكم آل!خعمة و نتو لنكلدن 5ثئم بعثنبهم مث بعد موتكم طحتم دتمثكرون [ >5البقرة/ ]56- 55فمن بعث هؤلاء بعد موتهم كما صرح به في المحكم المنزل قادر على بعث كل إنسان بعد الموت . الموضع الثاني :من المواضع الخمسة :قوله في قتيل بني إسرائيل لما ضربوه ببعض البقرة < :فقلنا اضرلبىه ببعفحهأ كذلك يش ادله اتموث! ولرلجتم ءايته -لعلكثم تعقلون ج ) [البقرة ]73 /كما حيا هذا الميت وبني اسرائيل ينظرون حتى وقف وأوداجه تشخب دما وقال \" :قتلني فلان \" -وهم ينظرون -من أحيا هذا الميت فهو قادر على احياء جميع الموتى كما أشار له الله بقوله < :فقلنا اضردبىه ببعهأ كذلك يش ادله المؤني> كما حيا هذا القتيل وهم ينظرون كذلنب يحيى الموتى. الموضع الثالث :من هذه المواضع :الالوف الذين خرجوا خوفا في قوله: من الطاعون فأماتهم الله جميعا ثم أحياهم ،المذكورون < ! لخ تر إلي الذين خرص من ديرهم وهغ الوف خذر لمؤلز فقال الم لله مونواثم أضفم إن لله لذوفضط على الناس ) [البقرة . ]243 / الموضع الرابع :عزير وحماره ؛ لانه مكث مائة سنة ميتا وحماره متمزق العظام ،ثم كان ما قصه الله في قوله < :أو كالدد مر عك قرثة هي ظوية على عيوشها قال أني يش -هذه لله بعد مؤتها فاماته الئه مأئة عام ثم بعثم قال كتم لبئت قال لبئت يؤما أؤ لغفلا يومح قال بل لبثت مائة صعا! فانظر إك طعامث وشرابث لم يتسنه واظر الن صارك ولنخعلف ءاسل لنانر و ذر إهـاللام كيف ننشرها>ه وفي قراءة 36
ء()1صِِ. نرى ! < :يف ننشزها ثم ن!سسوها لحمأ فدا تبرن %لهو قال أغلم /. ] 2 5 6 [البقرة شى لم قدسز !) أن الله على !ل الموضع الخامس :طيور إبراهيم حيث قال < :رب أرني !يف تس ئموق قال أولم تؤص قال بك ولبهن لطممن قبى قال فد أرلبة من الظبر> يذكرون في قصة اسرائيلية ان هذه الاربعة :غراب ونسر وديك وطاووس < فصرهن إلك ثص أجعل عك كل جبل منهن جرصا) فرق لحومها وريشها ورؤوسها على الجبال <ثم ادعهن ) فدعاهن فصار الريش يطير إلى الريش ،واللحم إلى اللحم ،والعظم إلى العظم ،والرأس إلى الجثة ،حتى جاءت نمشي لا بأس عليها؛ ولذا قال < :ثم ادعهن [البقرة . ] 2 6 0 / ياتينك سعما وآغلم أن الله !في حكيم !) قد ذكرنا من هذه الجمل أن الله -جل وعلا -رتب في أول هذه السورة الكريمة هذا الترنيب العجيب ،ونوه بشأن هذا القران العظيم الذي هو النور المبين وفيه خير الدنيا والاخرة ،ثم بين أن الناس بالنسبة إليه ثلاث طوائف: طائفة امنت به ظاهرا وباطنا. وطائفة كفرت به ظاهرا وباطناه وطائفة امنت به ظاهرا وكفرت به باطناه لهذه الامثال ،ثم بين أنه ينبغي للمسلمين أن يكونوا من وضرب ( )1انظر :المبسوط لابن مهران (ص .)151 37
تلك الطائفة الطيبة ،وأن يتجنبوا أن يكونوا من الطائفتين الخبيثتين. ثم أشار إلى أن مدار ذلك على تحقيق كلمتين فيهما خير الدنيا والآخرة وعليهما قوام السماء والارض الا إله إلا الله محمد رسول الله) فبين الاولى ،وفصل نفيها وإثباتها ،وجاء ببراهينها القطعية مضمنة إياها ببرهان الاعجاز .هذه براهين البعث ،ثم جاء بالثانية موضحا العبادة التي أشير إليها هنا هي فروع كثيرة وأنواع منتشرة ،وهي طاعة الله في جميع ما مر به ،وجميع ما نهى عنه ،كما قال الله جل وعلا: < فن كان يزجوا لقا ربهء فقيعمل علأ صنحا ولا يشرذ بعبادة رب! أحدأ 6بم)3 [الكهف]011 /ه والقرآن العطيم هو النور والميزان العدل الذي يعرف به الحق من الباطل ،والله يقول < :لنص ازسلنا رسلنا بالدصت وانزلا صهص آلدص وآلميزات ) [اخد /ه ]2وقد بين لنا القران ميزانا نعرف به أعمالنا ومحكا ننقد به أعمالنا ،فنعرف أزائفة هي أم خالصة ،أحق هي ا م باطل ،وقد بين القرآن العظيم أن المسلم إذا أراد أن يعرض عمله على ميزان يعرف به أعمله صالح أم طالح أن ذلك الميزان يتركصب من ثلاثة أشياء ،إذا كانت هذه الثلاثة الاشياء موجودة في ذلك العمل فهو عمل صالح كما ينبغي ،وإن اختل منها واحد فالعمل طالح غير صالح. الأول :من هذه الامور الثلاثة :هو ان يكون ذلك العمل مطابقا في ظاهر الامر لما جاء به سيد الخلق محمد صلوات الله وسلامه عليه؛ لان الله هو الملك الاعطم الجبار لا يقبل ان يتقرب إليه إلا طبق ما جمر؛ نصرعوا لهم من الدجمت ما لتم يآدص به دده) ولذا يقول < :م لهم شريصؤ 38
[يونس 9 /ه ] 1الشورى < ]2 1 /قل ءألله أذت لكغ أم على الله وورون !) < وما ءانشم الزسول فخذوه وما نهنكئم عنه فاشهوأ ) أ الحشر < ]7 /من يظح لرس!ول فقد أطاع اللهط> 1الئساء ]8 0 /ه الثافي :أن يكون الانسان فيما بينه وبين ربه في داخل نيته التي لا بطلع عليها إلا الله أن يكون مخلصا لثه في ذلك الدمل كما قال الله جل وعلا < :وقا أصو إلا لئعبدو أفه غئلعسين له الذلن ) [الببنة ] 5 /وقال < :قل إق < فاعبدوا ما شئتم من دونص ) 1الزمر/ أمقث آن أعبد أدئه طصحا ئه الدين *> جاء بصا لمم يؤمر به ؛ لان الله يقول : ]11.15ه فمن عبد بغير اخلاص < وقأ اصو إلا لئعباو لمحه لمخصين له الدين ) . الثالث :أن يكون ذلك العمل مبنئا ع!لى أساس ال!عقيدة والتوحيد الصسحيح ؟ لان العميدة كالأساس والعمل كالسقف ،قالسقف اذا وجد أساشا ثبت عليه ،وان لمم يجد أساشا انهار ،والله يقول < :ومى آؤ أنثى وهو مؤمر!كل > [النساء ]124 /فيقيد يعمل من لص!نيلخت من ذ!ر من غير ايصان ويقول : بالايمان ،ثم إنه يبين الذين يعملون الصالحات [الفرقان]23 / < وقدمنا ءالي ما عملوا من عمل فجصعانه هحد مانثوهـا *> ويقول < :من كان بيد ألجؤة لديخا وفييننها لؤف إلهم أغملهم فيها وه!فبها لآ الذين لتمس! الم في لأخرة إلا أفاو وصحبط ما صثنعوأ فيها يبحسون *أؤل!ك وئظل ما !ميانوأ يفم!ون !) [هود ] 16 - 15 /والعقيدة الصحيحة التي هي الاساس الذي يتنى عليه العمل ضابطها المنطبق ع!لى جزئياتها ! و الاسيتضاءة بنور هذا القرآن العطيم ،لان العق!ول مخيلوقة قاصرة واقفة الوحمد هو ثور القرآن العط!يم ،فما قاله الله عند حدها ،والمضم 93
ورسوله وثبت عنهما نقوله ،وما لم يقولاه لم نقله ،وما وجباه نعمل به ،وما سكتا عنه نتركه ،وما فصل فيه الكتاب والسنة نفصل ،وما أجمل فيه نجمل ،وما سكتا عنه نسكت ،ولا نتكلف ما لا نعلم. ونحن دائما نبين في المناسبات أن هنالك مسائل مثلا كايات الصفات زلت فيها عقول الناس ،وضل قوم بالافراط وقوم بالتفريط، وقوم شبهوا ،وقوم عطلوا ،ونحن دائما ندعوا أنفسنا وإخواننا إلى طريق القران والعروة الوثقى التي لا انفصام لها ،وهي التمسك بكتاب الله ،و ن استقراء القران دل على أن الطريق الواضح طريق السلامة في ذلك تتركز على ثلاثة أسس كلها في ضوء القران العظيم ،فمن جاء بها كلها فقد سلك طريق السلف التي كان عليها النبي ! و صحابه وحلفاؤه الراشدون والقرون المشهود لهم بالخير ،ومن أخل بواحد منها فقد اوقع نفسه في مهواة قد لا يتخلص منها .هذه الاسس الثلاثة (.)1() 0 0 0 ***ثلأ--بها،. ( )1في هذا الموضع انقطع التسجيل ،وتجد الكلام على هذا الموضوع في المحاضرتين ( ،)4 ، 2إضافة إلى مواضع متعددة من (العذب النمير).
[12 (اشتمال القرآن على خيري الدنيا والاخرة) ومن ذلك: - 1بيان المعتقد الصحيح في ايات الصفات . - 2بيان الموقف الصحيح من الحضارة الغربية. - 3بيان أن الإسلام دين القوة والتقدم في جميع الميادين. 41
)1(/والان نقول :إن هذا القران العظيم فيه خير الدنيا والاخرة، ولم يضمن الله لأحد ألا يكون ضالا في الدنيا ولا شقيا في الاخرة إلا المتمسك بهذا القرآن العظيم < فمن ائبع هداى فلا يضل ولا ينقئ !) [طه ]123 /وهذا القران العظيم بين أن المعتقد المنجي الذي هو طريق سلامة محققة في ايات الصفات يتركز على ثلاثة أسس كلها في ضوء اية من كتاب الله ،فمن جاء بهذه الأسس الثلاثة فقد سار في ضوء القران العظيم ،ولقي الله متمسكا بالعروة الوثقى على المحجة البيضاء التي كان عليها محمد !سم و صحابه ،وهو طريق السلف ،وقد قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس -رضي الله عنه وأرضاه -وصدق :الن يصلج آخر هذه الامة إلا ما صلح أولها) . اول هذه الأسسر الثلاثة -أيها الاخوان -نكرره لكم مرة بعد مرة : هو الاساس الاكبر ،والتوحيد الاعظم ،والحجر الاساسي للصلة الصحيحة بخالق هذا الكون ،هذا الاساس :هو تنزيه خالق السموات والارض التنزيه التام عن أن يشبه شيئا من حلقه في أي شيء من صفاتهم ،أو ذواتهم ،و فعالهم ،وكيف يشبه الخلق خالقه ؟ أليس أثرا من آثار قدرته وارادته ؟ وكيف تشبه الصنعة صانعها؟ هذا لا يخطر في الاذهان السليمة من أقذار التشبيه .وهذا الاصل في ضوء قوله < :ليس [الإخلاص ]4 /وقوله < :فلاتفربوا لله لامثاذ> [النحل/ أحد !> .]74 ( )1من الشريط الرابع. 42
وهذا الاصل هو أساس الخير ،والحجر الاساسي للتوحيد ،فمن حققه حسنت صلته بالله ،وكان على ئقة صحيحة من عقيدته ؛ لانه هو الاساس الأعظم والطريق الاكبر في هذا الطريق ،تنزيه خالق الكون عن مشابهة خلقه في جميع أنواع صفاتهم ،وفي جميع أنواع المشابهات ، فإذا استولى هذا الاساس على القلب ،وطهرت أرضه من أقذار أنه لايمكن أ ن رب العالمين كما ينبغي ،وعلمت التشبيه ،وعطمت يشبهه شيء من خلقه: فالأساس الثاني من الاسس الثلاثة هو :تصديق الده فيما اثنى به الله رسوله فيما أثنى به على ربه ؛ لانه لايصف على نفسه ،وتصديق الله بعد أعلم بالله من الله < ،ءأنتم انلم أم اللهبر) [البقرة ، ] 14 0 /ولا يصف الله أعلم بالله من رسول الله !م الذي قال فيه < :وما يخطق عن االوى !إن لصفات [النجم ] 4 ،3 /ولكن هذا الايمان والتصديق هو إلاوحى يوحى *> الله التي مدح الله بها نفسه ،أو أثنى عليه بها رسوله إيمانا مبنيا على أساس التنزيه الكامل -وهذا التعليم الذي قلت لكم الان في هذين الاساسين -لم آت به من تلقاء نفسي ،وإنما أخذته من نور المحكم هو لسميبع لبصير*> المنزل ؛ لان الله يقول < :ليس ممعلهءلثفء! بعد قوله < :ليس [الشورى ]11 /فإتيانه ب<وهو لسميع لبصحير!) ) فيه سر أكبر ،ومغزى اعظم ،وتعليم سماوي لا يترك كمملهءلئف في الحق لبسا لبتة. وإيضاج هذا :أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر صفتان يتصف بهما جميع الحيوانات -ودده المثل الاعلى -فالبقر يسمع 43
ويبصر ،والبعير يسمع ويبصر ،والانسان يسمع ويبصر ،ولاجل هذا مقترنا بقوله < :لتس كمثلهء جاء بق!له < :وهو لسمييد لبصير!) وبصري بالدعاوي الباطلة :أنك لو أثبت السمع والبصر كنت مشبها بالخلق .لا؛ أثبت لي سمعى وبصري إثبائا مبنئا على أساس التنزيه مراعيا فيه قولي قبله < :ليس كمثله -شئ\\ . فاول الاية الكريمة تنزيه كامل من غير تعطيل ،واخرها إيمان بالصفات إيمائا كاملأ من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل .فذكرنا أساسين من هذه الاسس الثلاثة: ]لأول :هو الاساس الاعظم الذي هو راس الخير :تنزيه خالق الكون عن مشابهة الخلق. الثاني :الإيمان بالصفات ،وتصديق الله ورسوله فيما أثنى به على نفسه ،أو ثنى عليه به رسوله تصدبفا مبنئا على أساس التنزيه على نحو [الشورى. ] 1 1 / هو لسميع لبصير!) < لتس كمثله ءدثئ! الأساس الثالث :هو أن نعلم أن عقولنا المسكينة مخلوقة واقفة عند حدها ،و ن خالق الكون أعطم و كبر وأجل و نزه من أن تحيط به العقول ،وهذا الاساس مبين في اية من سورة طه < يع!ما بئن أيذم وما [طه. ] 1 1 0 / به -علما !) ضلفهتم ولا لمجون فمن اعتقد هذه الاسس الثلاثة فنزه خالق الكون عن مشابهة الخلق ، ،و ثبت له ما ثبته لنفسه على أساس في ضوء < لتس كممله-شئ 44
بعد <ليس ممثلهء التنزيه !في ضوء <وهو لسمييع لبصير *> لثئ [ 1الشورى ،]11 /وقطع الطمع عن ادراك الكيفيات -لقي الله مخلصا سالضا من ورطة التشبيه ،ومن ورطة التعطيل ،ومن ورطة التكلف وزج نفسه فيما لا يعنيه ولا يقدر عليه. هذا نموذج قليل نريد أن نبينه لكم هنا ،ثم إنا بعد هذا النموذج القليل الواضح الذي يبسط عقيدة السلف على ضوء القران العظيم نؤكد لكم نحن الان في هذه الدنبا عن قرلمجما سننتقل إلى القبور لاشك، وننقل من القبور إلى عرصات القيامة ،ونناقش على ماقدمنا من حقير وجليل ،ونجد كل ما قدمنا مسطورا مكتوئا في كتاب أحصاه خالق الكون -جل وعلا < -أحصمه لله وفسوه ) [المجادلة ]6 /وهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا حصاها ،يقال للواحد منا < أقرأ كتبك كق نجفسك لوم علئك حسيبا جه!) [الإسراء ]14 /ولاشك ان مما نناقش فيه: ماذا نقول فيما أثنى به ربنا على نفسه ؟ فمن لقي الله منا وهو منزه ربه عن تشبيه الخلق ،مصدق ربه فيما قال ،قاطع طمعه عن ادراك الكيفية كان على طريق سلامة محققة ،و نا أوكد لكم أن هذه الاسس الثلاثة لا تأتيه من واحد منها يوم القيامة بلية ولا ويل ولا مشكلة ،فلا يقول له الله :لم تنزهني عن مشابهة خلقي ؟ لا ،أبدا ،ولا يقول له :لم تصدقني فيما أثنيت به على نفسي ،وتؤمن بصفاتي على أساس التنزيه ؟ لا، أبذا ،ولا يقول له :لم لا تدعي أن عقلك محيط بي؟ لا ،أبدا .فهي طريق سلامة محققة. ثم إنا الان بعد هذه النقطة التي بيناها اليوم وأشرنا إليها الان نبين
لكم -أيها الاخوان -الموقف الطبيعي والذي ينبغي أن يفهم ويسلك لتكونوا على بصيرة من هذه الفكر المتناقضة التي ضاع الاسلام والمسلمون ضحيتها ،وهو ما ذكرنا الآن أن هناك طرفان :طرف من الشيوخ الجامدين الذي يظنون أن كل تقدم في ميدان من ميادين الحياة أنه كفر ومضادة للدين ! ! ،وهذه جناية على الاسلام والمسلمين ،وفكر غير صواب ،وطائفة أخرى ثقفها الاجنبي ثقافة مضادة للاسلام ، وصبغها كيف يشاء ،فكانت تنظر إلى الدين بغير حقيقته ،تزعم وتعتقد أن كل تمسعك بالدين أنه رجعية وانحراف عن مسايرة ركب التطور وجمود بالامة وحلود بها إلى الهاوية ! ! هاتان الفكرتان -أيها الاخوان -كلتاهما خاطئة وكلتاهما ضرر على الامة ،ونحن نبين لكم الموقف الطبيعي كما ينبغي ،إيضاح ذلك: أن هذا النوع المسمى بالانسان -أيها الاخوان :-لو كان مخلوفا من عنصر واحد لكان يمكن أن يكتفي باتجاه واحد ،ولكنه مخلوق من عنصرين مختلفين في الحقيقة غاية الاختلاف ،أحدهما :اسمه الجسد ،والثاني :اسمه الروح ،وللجسد متطلبات لا تقوم بها متطلبات فلابد أ ن الروح ! ،للروح متطلبات لا تغاني عنها متطلبات الجسد، يسعى الانسان سعيا مزدوجا لمتطلبات الروح ومتطلبات الجسد، فاهمال متطلبات الروح هو الويلة الكبرى على العالم ،وهو مشاهد الآن ،الكتلة الشرقية والكتلة الغربية ،أعني نححا في خدمة الانسان من حيث العنصر الجسدي في جميع أنواع الماديات والتنظيميات ،وخدم الانسان من حيث إنه جسد وجسم بخدمات هائلة لا يعبر عنها ،ولكن الحضارة الغربية أفلست كل الافلاس من جهة الناحية الروحية ؛ لانهم 46
أهملوا الارواح ولم يرئوها على نظام تعليم سماوي شرعه خالق الكون ،فصاروا في غاية من انحطاط الأخلاق ،والتمرد على نظام السماء ؛ ولاجل أن تلك الارواح غير مرباة ولا مهذبة على ضوء الوحي فتراهم الان يعقدون المؤتمر بعد المؤتمر والمجلس! بعد لمجلس ليتخلصوا من القوة التي فعلوا ويدمروها ،ولو كان واحد منهم وائقا بأنه لو دمر ما عنده لدمر الاخر ما عنده لبادروا كلا ليكتفوا شرها ،وما ذلك إلا أنها تدبرها رواح خبيثة ليست مرباة على ضوء وحي سماوي ، وهذا يبين أن إهمال الناحية الروحية يهدد العالم كله بخطر دامي، فأنياب الاسد -مثلا -و ظفاره قوة حيوانية هائلة ،ولكن النفس التي تديرها نفس بهيمية طبيعتها لافتراس و لابتزاز والغصب والقتل فلا خير فيها للبشرية. ونحن نضرب لكم الامثال في هذا :أن القران -وهو أساس دين الاسلام -يبين أن الانسان لابد ن يكدح في عمله كدحا قويا مع لكم أمثالا لهذا :إن شئتم أ ن الصلات الروحية برب العالمين ،ونضرب تحققوا هذا فاقرووا ايتين من سورة النساء -كثيرا ما نذكرهما في المناسباب -في صلاة الخوف ،وهما قوله < :و ذاكنت ف!عهخ فاقضت لهم لضدؤة فلتقغ طاسه منهم معك وليأخذوا أسلحتهخ فاذا سجدوا فليكلنوا من ورا!م ولتآت طايفةٌ اخرف لز يصلوا ففيصو معك> [النساء ]201 /هذا وقت التحام الكفاح المسلح ،والرجال تسقط رووسهم عن أعناقهم ،وفي هذا الوقت الضنك الحرج نور القران العظيم ينظم الخطة العسكرية على أبدع وجه و كمله ،في الوقت الذي يحافظ فيه على اداب من اداب الأرواح السماوية وهو الصلاة في 47
الجماعة ،هكذا فليكن المسلم على ضوء القران العظيم. وتقروون أن الله -جل وعلا -يقول في سورة الانفال < :يايها لذرن ءامنو إذا لقيتص فئة فاثبتوا ) [الانفال ] 45 /قوله < فاثبتوا ) هذا تعليم عسكري سماوي ،وهو الصمود في الميدان في خطوط النار الامامية ،وفي هذا الوقت الضنك الحرج ؛ خالق الكون يقول : [الانفال . ] 4 5 / < وأذ!رو ألله !ثيرا لعلكم تفلحون !> ولا يخفى عليكم أن نبي الله داود من أنبياء سورة الاتعام الذين ذكرهم الله في قوله < :ومن ذريته -داود وسلتمن وأيوب ويوسف) [الانعام ]84 /إلى اخر من عد منهم ،ثم لما أتم عدهم قال < :ولبهك ! ديه ) [الانعام ]09 /و مر النبي ع!يم أمر لنا؛ الذين هدى أدئه فبهدلهم لان أمر القدوة مر لاتباعه ،وقد دل استقراء القران العظيم على أ ن لكم أمثلة ثم الاوامر الخاصة بالرسول تشمل الامة كلها ،وسنضرب نرتب المقصود على ذلك ،من الامثلة القرانية الدالة على أن الخطاب الخاص لفظه بالرسول يشمل حكم الامة :قوله تعالى في صدر سورة الطلاق < :يائها آلئبى إذا طلقتم لنسا ! فقال < :يائها النى) باسم النبي، ثم بين أنه يدخل في حكمه الاسود والاحمر حيمث جمع وعمم ف! قوله < :إذا طفقتصآلنساء فطلقوهن لعدتهى وأضوا اادة و تقوا الله رل!م [الطلاق ]1 /الى اخر ماذكر ،فلو كان مختصا به لقال : لاتخرجوهف) إذا طلقت النساء فطلق وأحص العدة واتق الله لا تخرج .ونظير ذلك قوله في صدر سورة التحريم في خطاب خاص بالنبي < :جايها لنبى لر تحرم > 11لتحريم ] 1 /ثم بين بخطاب أن هذا شامل للأسود و 1لاحمر حيث 48
قال بعده < :قد فرض دله لكم لخة انمنكنم ) [التحريم ]23/جميعا عن بكرة أبيكي ،ونطير ذلنب قي صدر سورة الاحزاب حيث قال الله قي صدرها: <يأيها النبئ تق لله > في خطاب خاص بالنبي ،ثم قال < :ولاتطع ا!ثلن وألمتفقين > إلى أن قال < :إن للهكان بما لعملون نجيرا ! ) [الاحزاب ]2 /فعمم الحكم ليبين أن كل الامة داخلة في حكم < :جأئها النيئ ) وقد قال -جل وعلا -مخاطبا للنبي وحده < :وماتكون فى شأ وما نرا منه من قؤ ان ) ثم بين الشمول للأسود والاحمر بهذا الخطاب علئندؤ شهودا إذ تفيصخون الخاص ،قال < :ولا تعملون مق عمل إلا !نا فيه) [يونس.]61 / واية الروم ،اما ايتا الادلة في هذا ايتا الاحزاب ومن أصرح الاحزاب :فالاولى منهما قوله تعالى في زينب بنت جحش < :فدا قضى زتد منها وطرا زوجنبهها) [الاحزاب ]37 /ف\"كاف\" الخطاب في سيدنا محمد !و لانه قوله < :زؤتجنبهها> واقعة على خصوص بتزويجه اياها ،وقد بين الله أن هذا الخطاب يقصد به شمول المخاطب الاسود والاحمر حيث قال بعده مقترنا به < :ل! لايكون على المؤمنئن حرج فى ازوج ادغيابهم إذا قضوا منهن وطئم%كا %أمر الفه مقعولاج ) [الاحزاب .]37 /واية الاحزاب الثانية ان الله قال في النبي ع!يم < :وام!اة موِمنة إن وهبمت نفسحها للنبى إن أراد ألنبى أن يتمتضك!ا) لو لم نكن الامة داخلة لما احتيج إلى أن يخرج الامة بقوله < :خالصة لث من دون ألمؤصمنين ) [الاحزاب ]05 /وأما اية الروم فقوله نعالى < :فاق! وجهك للدين خيفا فظرت لله ئني فذر ألناس علئهـا لابديل لخلق الله ذلف الدجمت لقئم ولكن أئحز افاس لا يعدون * ! منيبين إلة و تقو> 94
[الروم ! < ]31 -03 /منيبين ) أي :جميع الأمة ،وهو حال من ضمير الفاعل في قوله < :فأفم > فأقم أنت يا نبي الله وجهك في حال كونكم جميعا منيبين .وقد أطبق أهل اللسان العربي على أن الحال الحقيقية- أعني التي لم تكن سببية -عند النحويين تلزم موافقتها لصاحبها إفرادا وتثنية وجمعا وتانيثما وتذكيرا ،فلا يجوز أن تقول :جاء زيد ضاحكين، ولا جاءت هند ضاحكات ،ولا قم أنت حال كونكم قانتين وساجدين، لا ،فلما قال < :فأفم وتجهك ) في حال كونكم منيبين دل على دخول الامة. إذا علمتم هذا فاعلموا أن النبي ع!يم لما قال له الله < :فبهدلمحهم في ذلك. أنا ندخل ! د!ه) [ لأنعام ]09 /هدى هذه الرسل المذكورين وقد نعرض هنا لمسألة :أن بعض الجهلة يقول :كيف يؤمر النبي !م بالاقتداء بالرسل وهو سيدهم و فضلهم؟ و]لجو ب :أن أمره بالاقتداء بهم أظهر لفضيلته ؛ ليشاركهم فيما 1 فعلوه من الخير ،ويزيد عليهم بخيرات كثيرة لم تكن في شرائعهم، واذا شاركهم بما عندهم وزاد عليهم كان ذلك أبين للفضل ،وقد ثبت في صحيح البخاري عن مجاهد نه سأل ابن عباس :من أين أخذت السجدة في ص؟ قال :أو ما تقرأ< :رمن ذرئته داود) [الانعام]84 / داود ، [الانعام ] 9 0 /فسجدها في هدى أدئه فبهدلمحهم أ!د!) < أولحك فسجدها رسول الله !ي!( ،)1هذه الآيات والاحاديث تدلنا على أن ما ( ) 1اخرجه البخاري في التفسير (سورة ص) حديث رقم (. 544 /8 )7048 05
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166