Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الرد علي الشاذلي في حزبيه

الرد علي الشاذلي في حزبيه

Published by كتاب فلاش Flash Book, 2020-05-24 15:37:58

Description: 89623s

Search

Read the Text Version

‫أ‪!!!+‬‬

‫ومالحقها مق أغمال‬ ‫ا!ارشيخ لإسئلاءإقلمجة‬ ‫ا‬ ‫‪) 1 51‬‬ ‫ل!أ!يا‬ ‫في حرية ‪ ،‬وما صنفه !بآداقي ا لطئرلق‬ ‫لألمف‬ ‫شىيئ ا الإشلاءإحمدفيلمجدأفيبن محئدأل!لا!إفي كي!‬ ‫( ‪ ! 9 8 - 6 61‬ل!)‬ ‫!ئي‬ ‫كللبن!!!ران‬ ‫إ شرف‬ ‫ندأ‬ ‫لضوئل‬ ‫مؤسسة سسيان بن عبد المحريزا ل! جيم فيئة‬ ‫ا‬ ‫فابىأئخالةذ‪!3‬‬ ‫للدنشروا لتوزيئ‬

‫[ق ‪]2‬فصل (‪)1‬‬ ‫الوجه التاني ‪ :‬ما في هذا الحزب من المنكرات مع انه أمثل مما‬ ‫هو دونه من الاحزاب (‪ ،)2‬ونحن ورننبه على بعض ذلك ‪ ،‬وعلى ترتيب‬ ‫الحزب في ذلك‪:‬‬ ‫قوله (‪( : )3‬وعلمك حسبي ) ‪.‬‬ ‫فان السنة أن يقال ‪ :‬حسبي الله ‪ ،‬والله حسبي ‪ ،‬ونحو ذلك ‪ ،‬كما‬ ‫قال تعالى ‪ < :‬الذين !سال لهم ألناس إن الناس قذ جيعو لكم !اخشؤهتم‬ ‫فزادهم إيمتا وقالوا ح!بنا لله ودغم لو!يل !> [آل عمران ‪،]173 /‬‬ ‫وقال تعالى ‪ < :‬ولو أنهم رضو ما ءاتيهم لله ورشولي وقالوا حشبنا دله‬ ‫سيؤقينا لله من فضله ورسوله‪[ >،‬التوبة‪.]95 /‬‬ ‫وفي \"صحيح البخاري \"(‪ )4‬عن ابن عباس في قوله ‪\" :‬حسبي الله‬ ‫ويعم الوكيل \" ‪ :‬قالها ابراهيم حين ألقي في النار‪ ،‬وقالها محمد حين‬ ‫< قال لهم أ لناس إن الئاس قذ جيعوا لكم الاخشؤهم > [ال عمران ‪. ] 173 /‬‬ ‫وقال تعالى ‪ < :‬ياجها النبى ح!بك الله ومن اتبعك من لمؤمين ! )‬ ‫من اتبعك من المومنين ‪ ،‬ومن‬ ‫[الانفال‪ . ]64 /‬أي ‪ :‬الله حسبك وحسب‬ ‫(‪ )1‬من هنا يبدأ المخطوط ‪ ،‬والخرم في النسخة عدة وراق كما بيناه في المقدمة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬قد يريد المؤلف أحزاب الشاذلي نفسه ‪ ،‬فقد قدمنا ن له اكثر من عشرة‬ ‫أحزاب ‪ ،‬وقد يريد احزاب اخرين من مشايخ الصوفية‪.‬‬ ‫(‪ )3‬انظر \"حزب البحر ‪-‬ضمن كتاب درة الاسرار وتحفة الابرار للحميري\"‪:‬‬ ‫كتاب \"ابو الحسن الشاذلي لعلي سالم عمار\"‪.)2/791( :‬‬ ‫(ص‪ )75 /‬وضمن‬ ‫(‪ )4‬رقم (‪.)4563‬‬

‫ظن أن المعنى ‪ :‬أن الله ومن اتبعك حسبك ‪ ،‬فقد غلط غلطا عظيما(‪. )1‬‬ ‫‪ :‬الكافي ‪ ،‬فالله هو كافي عبده ‪ ،‬كما قال ‪ < :‬اليس لله‬ ‫والحسب‬ ‫‪ 1‬الز مر‪. ]36 /‬‬ ‫بكاف عبد!‬ ‫و ما مجرد العلم فليس بكاف للعباد‪ ،‬فإن الله يعلم الاشياء على ما‬ ‫هي عليه ‪ ،‬يعلم المؤمن مؤمنا‪ ،‬والكافر كافرا‪ ،‬والغني غنيا‪ ،‬والفقير‪3‬‬ ‫فقيرا ‪ ،‬فمجرد علمه إن لم يقترن به إرادته للاحسان إلى عبده ليفعل ذلك‬ ‫بقدرته لم يحصل للعبد نعمة ‪ ،‬ولم يندفع عنه نقمة ‪ ،‬فهو ‪ -‬سبحانه ‪ -‬يمن‬ ‫بحصول النعم واندفاع النقم بعلمه وقدرته ورحمته‪.‬‬ ‫ولكن قائل هذه الكلمة أخذها من أثر إسرائيلي لا أصل له ‪ ،‬وهو ما‬ ‫يروى أن جبريل عرض لابراهيم الخليل لما ألقي في المنجنيق فقال ‪ :‬هل‬ ‫لك من حاجة ؟ فقال ‪ :‬أما إليك فلا‪ ،‬فقال ‪ :‬سل‪ ،‬فقال ‪\" :‬حسبي من‬ ‫سؤالي علمه بحالي \"(‪. )2‬‬ ‫من كتبه‪،‬‬ ‫في بيان هذا المعنى و ‪1‬لانتصار له في غير موضع‬ ‫(‪ )1‬اطال المصنف‬ ‫الفتاو! \"‪:‬‬ ‫وانظر \"مجموع‬ ‫وسعها في \"منهاج السنة \"‪.)602-7/102( :‬‬ ‫‪.)01/37،154‬‬ ‫(‪،1/392،603،3/701‬‬ ‫(‪ )2‬ذكر هذا الاثر البغو! في \"تفسيره\"‪ )167- 3/166( :‬بصيغة التمريض ‪ ،‬وقال‬ ‫(و ما قوله ‪\" :‬حسبي من سؤالي‬ ‫المصنف في \"مجموع الفتاو! \"‪:)8/953( :‬‬ ‫علمه بحالي \" فكلام باطل خلاف ما ذكره الله عن إبراهيم الخليل وغيره من‬ ‫ما أمر الله به عباده من‬ ‫إياه ‪ ،‬وهو خلاف‬ ‫الانبياء من دعائهم لله ومسالتهم‬ ‫سؤالهم له صلاح الدنيا والاخرة ‪ ،‬كقولهم ‪ < :‬ربخا ءاشا فى ألذيا حسنة وفى‬ ‫‪ 1‬البقرة ‪ ] 2 0 1 /‬ودعاء الله وسؤاله والتوكل‬ ‫الأخرؤ حسنه ويناعذالي انر !)‬ ‫عليه عبادة دثه مشروعة بأسباب كما يقدره بها فكيف يكون مجرد العلم مسقطا‬ ‫لما خلقه وأمر به)اهـ‪ .‬وذكر ابن عراق في \"تنزيه الشريعة \" ‪ )025 /1( :‬عن ابن‪-‬‬

‫ولهذا قال في الحزب الاخر(‪\" :)1‬وأقرب مني قربا تمحو به كل‬ ‫حجاب محقته عن إبراهيم خليلك ‪ ،‬فلم يحتح لجبريل رسولك ‪ ،‬ولا‬ ‫لسؤاله منك \" ‪.‬‬ ‫أما قوله ‪\" :‬هل لك من حاجة ؟ فقال ‪ :‬أما إليك فلا\" ‪ ،‬فهذا(‪ )2‬قد‬ ‫ذكره العلماء كاحمد وغيره (‪ ،)3‬وهو موافق للشريعة ‪ ،‬فان كمال التوكل‬ ‫ألا(‪ )4‬يكون للمومن حاجة إلى غير الله ‪ ،‬أي لا يسال غير الله ولا يستشرف‬ ‫بقلبه إلى غير الله ( ) ‪.‬‬ ‫رئك فارغب *> [الشرح‪/‬‬ ‫كما قال تعالى ‪ < :‬ف!ذا فرنخه فانصت !دك‬ ‫وقال النبي مج!ي! في الحديث الصحيح ‪\" :‬ما اتاك من هذا المال وانت‬ ‫و\"السلسلة‬ ‫تيمية أنه قال ‪ :‬موضوع ‪ .‬وانظر \"كشف الخفاء\"‪،)428- 1/427( :‬‬ ‫دا رقم ( ‪. ) 2 1‬‬ ‫الضعيفة‬ ‫البردا ‪( :‬ق ه ‪. )1‬‬ ‫(‪ )1‬وهو \"حزب‬ ‫(‪ )2‬بين سظر النسخة تعليقات بخط دقيق قي تفسير عود الضمائر‪ ،‬فكتب عند (أما‬ ‫أفا‪.‬‬ ‫(فقال ) ‪ :‬إبراهيم ‪ .‬وعاند (فهذا) ‪ :‬جواب‬ ‫‪ .‬وعند‬ ‫قوله ) ‪ :‬جبريل‬ ‫قال ‪( :‬ولهذا لما‬ ‫الفتاوى \" ‪)925 /01( :‬‬ ‫رواية أحمد في \" مجموع‬ ‫(‪ )3‬ذكر المصنف‬ ‫سئل أحمدبن حنبل عن التوكل فقال ‪ :‬قطع الاستشراف إلى الخلق ‪ ،‬أي لا‬ ‫يكون في قلبك أن احدا ياتيك بشىء‪ .‬فقيل له ‪ :‬فما الحجة في ذلك؟ فقال ‪:‬‬ ‫قول الخليل لما قال له جبرائيل ‪ :‬هل لك من حاجة ؟ فقال ‪ :‬أما إليك فلا)اهـ‪.‬‬ ‫ما أثبت‪.‬‬ ‫(‪ )4‬الاصل ‪ :‬الا) والصحيح‬ ‫وغيره ‪( :‬عن ابن عباس (حسبنا الله ونعم‬ ‫(‪ )5‬ويؤيده ما قي البخاري رقم (‪)4563‬‬ ‫الوكيل ) قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار‪ ،‬وقالها محمد جممه حين‬ ‫قالوا ‪( :‬إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم‬ ‫الفتاوى \" ‪.)953 /8( :‬‬ ‫الوكيل ) ‪ .‬وانظر \" مجموع‬

‫‪ ،‬فخذه ‪ ،‬ومالا‪ ،‬فلا تتبعه نفسك \"(‪. )1‬‬ ‫كير سائل ولا مشتشرف‬ ‫وقال لابن عباس ‪\" :‬واذا سالت فاسال الله ‪ ،‬وإذا ‪1‬ستعنت فاستعن‬ ‫بالله \"(‪.)2‬‬ ‫وقال ‪\" :‬من يستعفف [ق‪ ]3/‬يعفه الله ‪ ،‬ومن يستغن يغنه الله \"(‪)3‬‬ ‫الذي لا يسأل بلسانه ‪ ،‬والمستغني الذي لا يستشرف‬ ‫والمستعف‬ ‫بقلبه ‪ ،‬فان الغنى أعلى من العفة ‪ ،‬وأغنى الغنى غنى النفس ‪ ،‬كما ثبت في‬ ‫\" الصحيح \"(‪ \" : )4‬ليس الغنى عن كثرة العرض ‪ ،‬ولكن الغنى غنى النفس \" ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)1473‬ومسلم رقم (‪ )5014‬من حديث عمر ‪-‬رضي‬ ‫الله عنه ‪.-‬‬ ‫والحاكم‬ ‫رقم (‪،)2516‬‬ ‫‪1‬‬‫!و لترمذي‬ ‫‪)9266‬‬ ‫(‪/4‬رقم‬ ‫أحمد‬ ‫(‪ )2‬أخرجه‬ ‫(‪ ،)542- 3/541‬والبيهقي في \"الشعب\" رقم (‪ )4301‬وغيرهم من حديث‬ ‫ابن عباس ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬من طرق كثيرة ‪.‬‬ ‫قال الترمذي ‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬وقال الحاكم ‪ :‬هذا حديث كبير عال ‪ ،‬وقال‬ ‫الحافط ابن رجب في \"جامع العلوم والحكم \" ‪( :)461 - 046 /1( :‬وقد روي‬ ‫هذا الحديث عن ابن عباس من طرق كثيرة من رواية ابنه علي ومولاه عكرمة‬ ‫وعطاء بن أبي رباج وعمرو بن دينار وعبيدالله بن عبدالله وعمر مولى غفرة وابن‬ ‫أبي مليكة وغيرهم ‪ .‬و صح الطرق كلها طريق حنش الصنعاني التي خزجها‬ ‫في \"نور‬ ‫الترمذي ‪ ،‬كذا قاله ابن منده وغيره )اهـوقال ابن رجب عن إساناد حنش‬ ‫الاقتباس \"‪( :‬ص‪( :)31 /‬وهو اسناد حسن لا بأس به)اهـ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)9146‬ومسلم رقم (‪ )5301‬من حديث أبي سعيد‬ ‫ومسلم رقم (‪ )5101‬من حديث أبي هريرة‬ ‫الخدري ‪ -‬رضي الله عنه ‪. -‬‬ ‫(‪ )4‬أخرجه البخاري رقم (‪،)6446‬‬ ‫‪ -‬رضي الله عنه ‪. -‬‬

‫وأما قوله (‪ \" : )1‬حسبي من سؤالي علمه بحالي \" ‪ ،‬فهذا ليس له إسناد‬ ‫معروف ‪ ،‬بل الذي في \" الصحيح \"(‪ )2‬أنه قال ‪ \" :‬حسبي الله ونعم الوكيل\"‬ ‫لم يقل ذلك اللفط‪.‬‬ ‫وما نقل عن الانبياء المتقدمين إن لم يكن ثابتا بنقل نبينا !لخيم لم‬ ‫يحتح به في الدين باتفاق علماء المسلمين ‪ ،‬لكن إذا كان موافقا لشرعنا‬ ‫ذكر على سبيل الاعتضاد(‪ )3‬لا على سبيل الاعتماد‪ ،‬وما ثبت بنقل نبينا‬ ‫عن شرع من قبلنا فيه نزاع معروف (‪. )4‬‬ ‫وأيضا‪ :‬فإن مراسيل أهل زماننا عن نبينا لا نحتج بها باتفاق‬ ‫العلماء ‪ ،‬مع قرب العهد وحفط الملة ‪ ،‬فكيف بمراسيل أهل الكتاب التي‬ ‫ينقلونها عن الانبياء ‪ ،‬مع بعد الزمان وكثرة الكذب والبهتان ؟!‬ ‫ثم إن هذا الأثر يقتضي أن إبراهيم اكتفى بعلم الرب عن سؤاله‪،‬‬ ‫وهذا يقتضي أن العبد لا يسوغ له الدعاء اكتفاء بعلم الرب بحاله ‪ ،‬وهذا‬ ‫ما اتفقت عليه الأنبياء ‪ .‬قال الله‬ ‫خلاف ما حكاه الله عن إبراهيم ‪ ،‬وخلاف‬ ‫تعا لى ‪ < :‬و!د قال إئبنهض رب أجعل هذا بلدا ءامنا وائؤن أقلو من العمزت من ءامن منهم‬ ‫بالئه واليوم الأخر ) إلى قوله ‪ < :‬رشا و ئعث فيهغ رسولا م!نهم > ‪ 1‬البقرة‪/‬‬ ‫‪ . ]912- 126‬فهذه دعوة متعددة من إبراهيم ‪ ،‬وأدعية إبراهيم في القران‬ ‫كثيرة ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬بجانبها بخط اصغر ‪ :‬إبراهيم‪.‬‬ ‫(‪ )2‬تقدم انه في البخاري رقم (‪. ) 4563‬‬ ‫ما أثبت‪.‬‬ ‫العبارة في الاصل ‪\" :‬وذكر على سبيل الاعتقاد ‪ \" . .‬والصواب‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الصحيح \" ‪. ) 436 /2( :‬‬ ‫الفتاوى \" ‪ )258 / 1 ( :‬و\"الجواب‬ ‫انظر \"مجموع‬ ‫(‪)4‬‬

‫وقد ذكر الله عن الانبياء أنهم دعوه بمصالح الدين والدنيا والاخرة‪،‬‬ ‫الكتاب والسنة متظاهرة على الامر بالدعاء أمر إيجاب أو أمر‬ ‫ونصوص‬ ‫استحباب (‪ ،)1‬فكيف يقال ‪ :‬إن تركه مشروع لعلم الرب بحال العبد؟!‬ ‫والحكاية التي تروى عن بعض الشيوخ ‪ :‬أن سائلا قال له ‪ :‬تنزل بي‬ ‫الفاقة فأسأل ؟ قال ‪ :‬تذكر ناسيا و تعفم جاهلا؟! قال ‪ :‬فأجلس وأنتظر؟‬ ‫قال ‪ :‬التجربة عندنا شك ‪ ،‬قال ‪ :‬فما الحيلة ؟ قال ‪ :‬ترك الحيلة (‪ - . )2‬إما‬ ‫أنها كذب من الناقل أو خطأ من القائل ‪ ،‬والا فقد قال تعالى ‪< :‬وسجلوأ‬ ‫الله من فضملة‪[ >-‬النساء‪ ]32 /‬وقال ‪ < :‬ادعوأ ربكم تضرعا وخفية)‬ ‫[الاعراف‪ ، ]55 /‬وقال تعالى ‪ < :‬وقال رل!م ادعوني ستجب ل!> [غافر‪/‬‬ ‫‪. ]1 4‬‬ ‫له ألدين > [غافر‪/‬‬ ‫أدله نحدصت‬ ‫‪ ، ] 6 0‬وقا ل ‪ < :‬فاصص‬ ‫عليه \"‪،‬‬ ‫الله يغضب‬ ‫الترمذي (‪\" :)3‬من لم يسال‬ ‫وفي‬ ‫\" ‪ ) 1 2 9 / 2 ( :‬للمصنف‪.‬‬ ‫نظر \" الاستقامة‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وسياقها‪( :‬دخل‬ ‫(‪ )2‬ذكر نحو هذه الحكاية القشيري في \"الرسالة\"‪)1/5.3( :‬‬ ‫ا‬ ‫جماعة على الجنيد فقالوا‪ :‬أين نطلب الرزق ؟ فقال ‪ :‬إن علمتم في اي موضع‬ ‫هو فاطلبوه منه ‪ ،‬قالوا‪ :‬فنسأل الله تعالى ذلك ‪ .‬فقال ‪ :‬إن علمتم انه ينساكم‬ ‫فذكروه ‪ ،‬فقالوا‪ :‬ندخل البيت فانتوكل [فننطر ما يكون ]؟ فقالي ‪ :‬التجربة شك‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬ترك الحيلة )‪.‬‬ ‫قالوا ‪ :‬فما لحيلة؟‬ ‫وانظر \"الإحياء\" ‪ )192 /4( :‬و\" إتحاف السادة المتقين \" ‪.)9/794( :‬‬ ‫ونقل الزبيدي في \"الاتحاف\"‪ )9/794( :‬عن أبي الحسن الشاذلي في‬ ‫المعنى نفسه أنه قال ‪( :‬إن كان ولابد من التدبير فدئروا ألا تدئروا)‪.‬‬ ‫(‪ )3‬رقم (‪.)3373‬‬ ‫وابن ماجه رقم (‪ ،)3827‬والبخاري في‬ ‫وأخرجه أحمد (‪،)15/1079‬‬ ‫\"الادب المفرد\" رقم (‪ ،)658‬والحاكم ‪ ،)194 /1( :‬والطبراني في \"الاوسط\"‬ ‫رقم (‪ ،)2452‬والبيهقي في \"الشعب\" رقم (‪ ،)6501‬وغيرهم من طريق أبي‪-‬‬

‫‪.،)1(.‬‬ ‫واليه ‪\" :‬ليسال احدكم ربه حاجته كلها‪ ،‬حتى لي شسعنعله إذا‬ ‫المليح عن أبي صالح عن أبي هريرة ‪.‬‬ ‫قال الترمذي (وروى وكيع وغير واحد عن أبي المليح هذا الحديث ولا‬ ‫نعرفه إلا من هذا الوجه ‪ ،‬و بو المليح اسمه صبيح )اهـ‪ .‬ونحوه عن الطبراني‪.‬‬ ‫الاسناد فان أبا صالح الخوزي و با المليح‬ ‫وقال الحاكم ‪( :‬هذا حديث صحيح‬ ‫الفارسي لم يذكرا بالجرح إنما هما في عداد المجهولين لقلة الحديث )اهـ‪.‬‬ ‫وقال ابن كثير في \"التفسير\"‪ )7/8503( :‬عن إسناد أحمد‪ :‬تفرد به وهو إسناد‬ ‫بقوله ‪( :‬وهذا‬ ‫لا باس به ‪ .‬لكن تعقبه الحاقط ابن حجر في \"الفتح\" ‪)11/79( :‬‬ ‫الخوزي مختلف فيه ؟ ضعفه ابن معين وقؤاه أبو زرعة ‪ ،‬وظن الحافظ ابن كثير‬ ‫أنه أبو صالح السمان فجزم بأن أحمد تفرد بتخريجه وليس كما قال ‪ ،‬فقد جزم‬ ‫الالباني في‬ ‫بما قلته )اهـ‪ .‬وحسنه‬ ‫شيخه المزي في الاطراف (‪)13/65‬‬ ‫\"السلسلة الصحيحة \" رقم (‪.)2654‬‬ ‫و بو صالح الخوزي هذا‪ ،‬لم يرو عنه غير أبي المليح ‪-‬وهو ثقة ‪ -‬وقال فيه‬ ‫‪ ،‬وقال أبو زرعة الرازي ‪ :‬لا بأس به ‪ .‬وقال الحافط ‪ :‬لئن‬ ‫ابن معين ‪ :‬ضعيف‬ ‫الحديث ‪ .‬وقد تفرد برواية الحديث عن بي هريرة وتفرد به عنه أبو الملبح‪.‬‬ ‫الكتاب ‪ ،‬وقد عزاه إليه المزي في \"تحفة‬ ‫أي في الترمذي ‪ ،‬وليس في مطبوعات(‪)1‬‬ ‫\" ‪ ) 1 0 7 / 1 ( :‬وغيره ‪.‬‬ ‫الاشراف‬ ‫ومن طريقه ابن حبان \"الاحسان\"‬ ‫و لحديث أخرجه أبو يعلى رقم (‪،)0933‬‬‫‪1‬‬ ‫رقم (‪ ،)866‬والطبراني في \"الاوسط\" رقم (‪ ،)1955‬وابن عدي في‬ ‫\"الكامل\"‪ ،)6/53( :‬والبيهقي في \"الشعب\" رقم (‪ )9701‬والضياء في‬ ‫وغيرهم ‪ .‬من طريق قطن بن نسير عن‬ ‫\"المختارة\" رقم (‪)0161،1611‬‬ ‫جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مرفوعا‪.‬‬ ‫ورواه عن جعفر مرسلا‪ :‬صالح بن عبدالله أخرجه الترمذي (كما في التحفة‬ ‫‪ ،)1/701‬والقواريرفي أخرجه ابن عدي (‪ ،)6/53‬والبيهقي في \"الشعب\" بعد‬ ‫رقم (‪.)9701‬‬ ‫قال الترمذي ‪( :‬هذا حديث غريب ‪ ،‬وروى غير واحد هذا الحديث عن‬ ‫جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن النبي مجنيم ولم يذكروا أنسا ‪-‬ثم ذكر=‬

‫انقطع ‪ ،‬فانه إن لم ييشره لم يتيسر\" ‪.‬‬ ‫والنصوص بذلك كثيرة ‪ ،‬وليس في الدعاء إعلام جاهل ولا تذكير(‪)1‬‬ ‫له ‪ ،‬وذاله‬ ‫غافل ‪ ،‬بل فيه إيمان العبد بقدرة الله ورحمته ‪ ،‬وإخلاصه‬ ‫له ‪ ،‬وهذا تحقيق التوحيد‪.‬‬ ‫وخشوعه‬ ‫الطريق المرسلة وقال ‪ :-‬هذا أصج من طريق قطن عن جعفر بن سليمان )اهـ‪.‬‬ ‫وقال الطبراني الم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا جعفر بن سليمان تفرد يه‬ ‫قطن بن نسير ولا يروى عن رسول الله !ه إلا بهذا الإسناد)اهـ‪ .‬وقال ابن‬ ‫عدي ‪( :‬قال رجل للقواريري ‪ :‬إن لي شيخا يحدث به عن جعفر عن ثابت عن‬ ‫أنس ‪ ،‬فقال القواريري ‪ :‬باطل ‪ ،‬وهذا كما قال)اهـ‪.‬‬ ‫وقال الضياء في \"المختارة\"‪( :)11 /5( :‬وقد ذكره علي بن المديني من‬ ‫معاكير جعفر بن سليمان ‪ .‬قلت ‪ :‬ولا أعلم رفعه إلا قطن بن نسير)اهـ‪.‬‬ ‫لكن تابع قطنا في رفعه سئار بن حاتم أخرجه البزار رقم (‪ )6876‬عنه عن‬ ‫جعفر مرفوغا‪ ،‬وزاد فيه ‪( :‬وحتى يسأله الملح )‪ .‬قال المزار الم يروه عن ثابت‬ ‫(رجاله رجال‬ ‫سوى جعفر)‪ .‬وقال الهيثمي في \"المجمع\"‪:)01/228( :‬‬ ‫الصحبح غير سيار بن حاتم وهو ثقة)‪ .‬وحسنه الحافظ في \"زوائد البزار\"‪ :‬رقم‬ ‫لكن سيارم ضعفه غير و حد وله مناكير كما قال العقيلي والازدي‪،‬‬ ‫(‪.)2142‬‬ ‫‪1‬‬ ‫فلعل هذا منها‪ ،‬والظاهر أن قطن بن نسير سرقه منه ‪ ،‬فقد قال ابن عدي في‬‫‪1‬‬ ‫ويوصله ! فهذه المتابعة لا تنفع بل تضر‪.‬‬ ‫ترجمته ‪ :‬يسرق الحديث‬ ‫و للفط الذي ساقه المصنف بزيادة (فانه إن لم ييسره لم يتيشر) ليس في‬ ‫‪1‬‬ ‫حديث أنس عند كل من أخرجه ‪ .‬بل هو في حديث أبي هريرة مرفوعا ولفظه‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(سلو لله ما بد ‪ 1‬لكم من حو ئجكم حتى يتسعالنعل فانه إنه لم ييسره لم يتيسر)‬ ‫أخرجه البيهقي في \"الشعب\" رقم (‪ )0801‬وقال عقبه ‪ :‬إسناده غير قوي ‪ ،‬وقد‬ ‫مضى ماهو أقوى منه ‪ .‬وروي عن عائشة رضي الله عنها موقوفا‪ .‬والموقوف‬ ‫أخرجه ابو يعلى رقم (‪ )4542‬وابن الساني رقم (‪.)355‬‬ ‫ما أثبت‪.‬‬ ‫(‪ )1‬الاصل ‪ :‬تذكر ‪ ،‬والصواب‬ ‫‪01‬‬

‫وقد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع (‪ ،)1‬وبين خطأ من‬ ‫منفعة ‪ ،‬ولا يدفع مضرة ‪ ،‬بل هو تعبد‬ ‫قال ‪ :‬إن الدعاء [ق ‪ ]4‬لا يجلب‬ ‫محض‪.‬‬ ‫الالهي ‪\" :‬إن سالتنا مالك عندنا فقد‬ ‫وما يذكرونه من الحديث‬ ‫اتهمتنا‪ ،‬وان سالتنا ما ليس لك عندنا فقد ]جترأت علينا\"(‪ .)2‬فهذا من‬ ‫الاحاديث المكذوبة على الله‪.‬‬ ‫وكذلك خطأ من قال ‪ :‬هو علامة وأمارة ‪ .‬وبين أن الصواب الذي‬ ‫اتفق عليه سلف الامة ‪ :‬أن الدعاء من أعظم الاسباب في حصول‬ ‫المطلوب ‪ ،‬ودفع المرهوب ‪ ،‬وقد جرب الناس أن من لم يكن سائلا لله‬ ‫سأل حلقه ‪ ،‬فان النفس مضطرة إلى من يحصل لها ما ينفعها ‪ ،‬ويدفع عنها‬ ‫ما يضرها‪ ،‬فان لم تطلب ذلك من الله طلبته من غيره ‪ .‬ولهذا يوجد من‬ ‫يحض على ترك دعاء الله ‪ ،‬ويمدح من يفعله سائلا للخلق ‪ ،‬فيرغبون عن‬ ‫دعاء الخالق ويدعون المخلوقين ‪ ،‬وهذه حال المشركين‪.‬‬ ‫في الحركات (‪)4‬‬ ‫العصمة‬ ‫الثاني ‪ :‬قوله (‪( :)3‬نسألك‬ ‫]لموضع‬ ‫والظنون والأوهام‬ ‫و ‪1‬لار ‪1‬دات والخطرات ؛ من( ) الشكوك‬ ‫والكلمات‬ ‫)‪.‬‬ ‫الفتاوى \" ‪14/143( :‬‬ ‫انظر \"مجموع‬ ‫(‪)1‬‬ ‫لم اجده ‪ ،‬وقد ذكره في \"شرح الحكم العطائية\" ‪ 124 /1‬عن الواسطي ولفظه‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(إن سالتنا مالك عندنا فقد تهمتنا وان سالتنا ماليس لك عندنا فقد سات الثناء‬ ‫‪1‬‬ ‫علينا وان رضيت أجرينا لك من الامور ماقضينا لك في الدهور)‪.‬‬ ‫(‪\" )3‬حزب البحر\" ‪( :‬ص‪ - 75 /‬درة الاسرار) و(‪ - 2/791‬عمار)‪.‬‬ ‫(‪ )4‬في الحزب زيادة (والسكنات)‪.‬‬ ‫(‪ )5‬كتب تحتها بخط دقيق ‪( :‬بيان الخطرات )‪.‬‬

‫الساترة للقلوب عن مطالعة الغيوب ) ‪.‬‬ ‫فهذا الدعاء ينافي حال من يقول ‪\" :‬علمك حسبي \"‪ ،‬فمن اكتفى‬ ‫بالعلم لم يسأل ‪.‬‬ ‫ثم يقال ‪ :‬هذا الدعاء لا يجوز لأحد أن يدعو به ‪ ،‬بل هو من الاعتداء‬ ‫في الدعاء الذي نهى الله عنه بقوله ‪ < :‬ا عو ربكم تصرعاوخفية إنه لامجمث‬ ‫‪[ ) 1‬الاعراف ‪. ] 5 5 /‬‬ ‫!>(‬ ‫المعتدلى‬ ‫قال أبو مجلز(‪ \" : )2‬مثل أن يسأل منازل الانبياء\" ‪ .‬فإذا كان من دون‬ ‫الأنبياء ليس له أن يسأل منازل الأنبياء‪ ،‬فكيف إذا سأل ما هو من‬ ‫الإلهية ؟!‬ ‫خصائص‬ ‫ولاريب أن ر الامور الساترة عن مطالعة الغيوب مطلقا لا يحصل‬ ‫لغير الله تعالى ‪ ،‬فإنه عالم الغيب والشهادة ‪ ،‬وإنما أطلع من شاء من خلقه‬ ‫على ما يشاء من علمه ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ < :‬ولايحيطون بشئ من ف‪ -‬الابما‬ ‫[ لإسراء‪/‬‬ ‫شذ ههو [البقرة‪ ]255 /‬وقال ‪ < :‬وما أوتيتم من الغ! إلا قليلأ *>‬ ‫‪. ]85‬‬ ‫وفي \"الصحيحين\"(‪\" :)3‬ان الخضر قال لموسى لما نقر العصقور‬ ‫بعدها) للمصنف ‪ ،‬و\"بدائع الفوائد\"‪:‬‬ ‫(‪-2/013‬وما‬ ‫(‪ )1‬انطر‪\" :‬الاستقامة\"‪:‬‬ ‫(‪.)3/853-856‬‬ ‫وابن أبي حاتم ‪. ) 015 0 /5( :‬‬ ‫ابن جرير ‪،)01/924( :‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه‬ ‫وابو مجلز‪ -‬بكسر الميم وسكون الجيم ‪ -‬هو‪ :‬لاحق بن حميدبن سعيد‬ ‫الكمال \"‪:‬‬ ‫انطر \"تهذيب‬ ‫البصري ‪ ،‬من التابعين ت(‪.)601‬‬ ‫السدوسي‬ ‫(‪ .)7/705‬وعلى هامش النسخة ترجمة موجزة له بخط دقيق‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)122‬ومسلم رقم (‪ )0238‬من حديث ابن عباس ‪-‬‬ ‫‪12‬‬

‫نقر؟ في البحر ‪ :‬ما نقصر علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا‬ ‫‪1‬لعصفور من هذا البحر\" ‪.‬‬ ‫له في الألواح من‬ ‫فاذا كان موسى الذي قال الله فيه ‪ < :‬و!تئنا‬ ‫الذي‬ ‫شئء موعظة وتفصيلأ لكل شئء) [الاعراف‪ ، ] 1 45 /‬والخضر‬ ‫!ل‬ ‫[الكهف‪]65 /‬‬ ‫قال فيه ‪< :‬ءائتته رحمة من عندنا وعلمنه من لدنا علما !)‬ ‫علمهما في القلة بهذه النسبة ‪ ،‬فكيف بمن هو دونهما؟!‬ ‫وقد قال تعالى لافضل خلقه ‪ < :‬قل إني لا املك ل!ضرا ولارشدا!)‬ ‫إلى قوله ‪ < :‬قل إق أدرهـأقريب ما نوعدون أم تحعل لو رب أمدا ! علم‬ ‫الغبب فلا يظهرعلى غتبه‪ -‬احد ! إ لا من ازتضى من زسولى فإنه يمتلك من ئتن‬ ‫يدته ومن طفه‪ -‬رصها !) [ا!جن‪ ]27 - 25 /‬وقال له ‪ ! :‬قلى لا أفول لكص‬ ‫عند! خزإين الله ولا أعلم الغيب ولا أفول لي ‪] 1‬قه اني ملك إن أتبع الا ما يوحى‪+‬‬ ‫إك ) [الانعام‪. ] 5 0 /‬‬ ‫ثم لو قدر أن هذا الدعاء يسوغ أن يدعو به نبي ‪ -‬وان كان هذا تقديرا‬ ‫ممتنعا ‪ -‬فهل يسوغ لاحاد العامة أن يدعو بهذا؟ وهل هذا إلا كمن يقول ‪:‬‬ ‫اللهم اجعلني أعلم ما تعلم واجعلني مثلك ؟!‬ ‫ولهذا كان طائفة من المنتسبين إلى الشاذلي يقولون ‪ :‬إن الغوث‬ ‫الفرد القطب الجامع يعلم ما يعلمه الله ‪ ،‬ويقدر على ما يقدر عليه (‪.)1‬‬ ‫\"الغوث الفرد‪ \". . .‬ماهو من صفات‬ ‫رضي الله عنهما ‪. -‬‬ ‫(‪ )1‬وقد نقل عن الشاذلي نفسه في اوصاف‬ ‫الالوهية ‪ ،‬ومالا يمكن ان يكون في طاقة البشر‪ .‬وقد وصف غير واحد من‬ ‫تلاميذ الشاذلي شيخهم بذلك الوصف ‪ .‬انظر \"لطائف المنن \"‪( :‬ص‪ 76/‬وما‬ ‫الكبرى \" ‪ )7، 4 /2( :‬للشعراني ‪= ،‬‬ ‫بعدها) لابن عطاء الله السكاندري ‪ ،‬و\"الطبقات‬ ‫‪13‬‬

‫ويقولون ‪ :‬إن النبي ع!ي! كان هكذا‪ ،‬ثم انتقل ذلك السر إلى الحسن بن‬ ‫علي ‪ ،‬ثم انتقل إلى ذريته ‪ ،‬حتى انتهى إلى الشيخ أبي الحسن ‪ ،‬ثم انتقل‬ ‫إلى ابنه (‪. )1‬‬ ‫وكان بعض أعيان المدرسين الذين قدموا إلى الشام يذكر ذلك‬ ‫ويبوح به لمن يجتمع به من أصحابه الفصلاء‪ ،‬حتى أخبروني بذلك‪،‬‬ ‫و\"أبو الحسن الشاذلي \" (‪ )1/391‬لعلي عمار‪.‬‬ ‫وقد ادعى الشاذلي هذه المتزلة ‪ -‬أي ‪ :‬الغوث الفرد القطب الجامع ‪ -‬لنفسه‪،‬‬ ‫فنقل عنه انه قال ‪ :‬سألت الله ان يكون القطب الغوث في بيتي إلى يوم القيامة‪،‬‬ ‫الانداء‪ :‬يا علي قد استجيب لك! انظر \"المفاخر\"‪( :‬ص‪،)501/‬‬ ‫فسمعت‬ ‫ونحوه في \"لطائف المنن \"‪( :‬ص‪.)76 /‬‬ ‫(و ما إن قصد‬ ‫قال شيخ الإسلام في \"مجموع الفتاوى \"‪:)27/201( :‬‬ ‫القائل بقوله ‪\" :‬القطب الغوث الفرد الجامع \" أنه رجل يكون أفصل اهل زمانه‬ ‫فهذا ممكن ‪ ،‬لكن من الممكن أيضا أن يكون في الزمان اثنان متساويان في‬ ‫الفضل وثلاثة و ربعة ولا يجزم بان لا يكون في زمان أفضل الناس إلا واحدا‪،‬‬ ‫وقد تكون جماعة بعضهم أفضل من بعض من وجه دون وجه ‪ ،‬وتلك الوجوه‬ ‫إما متقاربة واما متساوية‪.‬‬ ‫ثم إذا كان في الزمان رجل هو أفضل أهل الزمان فتسميته ب\"القطب‬ ‫الغوث الجامع \" بدعة ما نزل الله بها من سلطان ولا تكلم بهذا أحد من سلف‬ ‫الامة وأئمتها‪ ،‬وما زال السلف يطنون في بعض الناس فضل أو من أفضل اهل‬ ‫زمانه ولا يطلقون عليه هذه الاسماء التي ما نزل الله بها من سلطان )اهـ‪ .‬وانطر‬ ‫\"فتوى في الغوث والقطب والابدال والاوتاد‪ -‬ضمن جامع المسائل \"‪71 /2( :‬‬ ‫ومابعدها) ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ذكره أبو العباس المرسي عن شيخه الشاذلي ‪ ،‬نقله عنه الشعراني في \"طبقاته\"‪:‬‬ ‫(‪ ،)2/14‬وذكر المصنف نحوه في \"مجموع الفتاوى \"‪ )27/301( :‬و\"الرد‬ ‫على البكري \"‪( :‬ص‪.)802- 702/‬‬ ‫‪14‬‬

‫وكان هذا الشخص يجتمع بي ‪ ،‬فبينت له فساد هذا الكلام ‪ ،‬وما فيه من‬ ‫الخروج عن دين الاسلام (‪. )1‬‬ ‫ولا ريب أن هذا القول شر من قول النصارى من بعض الوجوه ‪ ،‬فان‬ ‫النصارى ادعوا هذا الغلو قي المسيح وحده ‪ ،‬فمن قال ‪ :‬إن كثيرا من‬ ‫الناس يعلم ما يعلمه الله ‪ ،‬ويقدر على ما يقدر عليه ‪ ،‬فقد قال في كثير من‬ ‫الناس ما يضاهي قول النصارى في المسيح ابن مريم‪.‬‬ ‫ويحكون عن هذا الشيخ ‪ -‬أبي الحسن ‪ -‬حكايات لا تخلو من شيئين‬ ‫اما كذب من الناقل ‪ ،‬أو خطأ من القائل ‪ ،‬مثل قوله ‪ :‬ما من ولي لله كان أ و‬ ‫يكون إلى آخر الدهر إلا و نا عرفه ‪ ،‬و عرف اسمه ‪ ،‬واسم ابيه ‪ ،‬ومرتبته‬ ‫من الله (‪ .)2‬ونحو هذا الكلام الذي لا يجوز أن يدعيه احد من الانبياء‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ذكر المصنف هذه الحادثة في \"الفتاوى\" (عن بعض اكابر من الشيوخ‬ ‫المنتحلين لهذا) و نه بين له فساد قوله ‪ .‬وذكره في \"الرد على البكري \" (عن‬ ‫اخر من (الصوفية) يباشر التدريس ويمسب إلى الفتيا)‪ ،‬ولم يذكر أنه ناظره ‪.‬‬ ‫وقع بينه‬ ‫ولما كان شيخ الاسلام ابن تيمية في مصر بين سنتي (‪)712-507‬‬ ‫وبين نواع الصوفية والمبتدعة مناظرات ومنازعات كثيرة ‪ ،‬ومن هؤلاء الذين‬ ‫نازعهم ونازعوه تاج الدين ابن عطاء الله السكندري (ت ‪ )907‬تلميذ أبي العباس‬ ‫\"لطائف المنن \"‪ .‬انظر \"الجامع لسيرة شيخ‬ ‫المرسي ‪ -‬المتقدم الذكر ‪ -‬وصاحب‬ ‫لعلي العمران‬ ‫الاسلام ابن تيمية \"‪( :‬ص‪)214،426،477،705،537، 182/‬‬ ‫و\"طبقات الشعراني \"‪ )2/14( :‬عن أبي‬ ‫وعزير شمس‪.‬‬ ‫(‪ )2‬في \"لطائف المنن \"‪( :‬ص‪،)19/‬‬ ‫الحسن الشاذلي أنه قال للناس ‪( :‬عليكم بالشيخ أبي العباس ‪-‬المرسي تلميذه ‪-‬‬ ‫فوالله انه لياتيه البدوي يبول على ساقيه فلا يمشي إلا وقد وصله إلى الله‬ ‫تعالى ‪ .‬ووالله مامن ولي لله كان أو هو كائن إلا وقد ظهره الله عليه وعلى اسمه‬ ‫ونسبه وحسبه وحظه من الله تعالى عز وجل)اهـ‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫فإن أفصل الخلق و كرمهم على الله محمد !يم لا يعرف أمته يوم القيامة‬ ‫الا بالسيما الظاهرة ‪ ،‬كما في الحديث الصحبح لما قيل له ‪ :‬كيف تعرف‬ ‫من لم يات بعد(‪ )1‬من أمتك ؟ قال ‪ \" :‬أرايتم لو كان لرجل خيل محجلة في‬ ‫الله ‪ ،‬قال ‪ \" :‬فإنكم‬ ‫خيل دهم بهم الا يعرف خيله \"؟ قالوا ‪ :‬بلى يا رسول‬ ‫تاتون يوئم القيأمة لمحرا محجلين من آثار الوضوء\" (‪. )2‬‬ ‫وقد قال الله تعالى له ‪ < :‬منهم !ئ قصضناعلنل ومنهم من لم نقصض‬ ‫علئب!) [غافر‪ ،]78 /‬وكل نبي ولي لله ‪ ،‬فاذا كان أعلم الخلق و علاهم‬ ‫قدرا لا يعلم كل نبي لله ‪ ،‬فكيف يعلم يخيره كل ولي لله؟! وقد قال تعالى‪:‬‬ ‫< وممن حؤلكم مبن لأغراب منفقون ومن اهل لمدية مرر وا على النفاق لا‬ ‫تخد! نخن نع!هم > ‪ 1‬التوبة‪ ]101 /‬والمنافقون كانوا يظهرون الاسلام ‪،‬‬ ‫فاذا كان لا يميز فيمن يشاهده من هو(‪ )3‬مؤمن ومن هو منافق ‪ ،‬فكيف‬ ‫والعلم بالايمان العام أيسر من العلم بالولاية الخاصة ؟! فكيف يعلم كل‬ ‫من كان ويكون إلى يوم القيامة من أولياء الله ؟! وقد قال تعالى ‪ < :‬ولو‬ ‫نشاء لأرشبههم فلعرفمهم بسيمهز ق ‪]6‬رلتعرفنهم فى لخئ لقول ) [محمد‪/‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ ]03‬فالمعرفة الا\"ولى بالسيما موقوفة على المشيئة ‪ ،‬والثانية بلحن القول‬ ‫واقعة ‪ ،‬وهذا إنما يكون فيمن سمع كلامه‪.‬‬ ‫وقد كان أبو بكر وعمر ‪-‬وهما أفضل هذه الامة بعد نبيها‪ -‬لا‬ ‫يعلمان كثيزا من المؤمنين في حياتهما‪ ،‬فكيف يعلم من بعدهما كل من‬ ‫كان ويكون من الاولياء؟!‬ ‫الله عنه ‪ .-‬وفي روايته‬ ‫أبي هريرة ‪ -‬رضي‬ ‫الاصل ‪ ( :‬بعدك ) ‪)1(.‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه مسلم رقم (‪ )924‬من حديث‬ ‫ورواية غيره ‪ \" :‬خيل غز محجلة \" ‪.‬‬ ‫الاصل ‪\" :‬من من هو\" ‪ ،‬ولعل من زائدة ‪)3(.‬‬ ‫‪16‬‬

‫و يضا‪ :‬فإن العصمة من الذنوب مطلفا لا تحصل لغير الأنبياء‬ ‫باتفاق أهل العلم المعتبرين‪.‬‬ ‫والرافضة تدعي ثبوتها للأنبياء والأئمة‪.‬‬ ‫والسلف وجمهور الخلف جمسبتونها للأنبياء‪ ،‬بمعنى أنهم لا يقرون‬ ‫على ذنب ‪ .‬وهم باتفاق المسلمين معصومون في تبليغ الرسالة عن ن‬ ‫أ‬ ‫يقزوا في ذلك على خطأ ‪ ،‬فإن ذلك يناقض مقصود الرسالة‪.‬‬ ‫و ما ما لا يناقي الرسالة ولا الطاعة مثل الشك والظن أو الوهم في‬ ‫الامور الدنيوية ‪ ،‬ومثل النسيان في هذه الأمور وغيرها = فهذا لم يعصم‬ ‫منه أحد من البشر‪ ،‬بل قد قال النبي لمجي! في تأبير النخل ‪\" :‬ما اراه يغني‬ ‫شيئا\" وتركوه فصار شيصا ‪ ،‬قال ‪ \" :‬إنما ظننت ظنأ فلا تؤاخذوني بالظن‪،‬‬ ‫ولكن إذا حدتتكم عن الله فلن اكذب على الله \" ‪ ،‬وقي لفط ‪ \" :‬انتم اعلم‬ ‫بأمر دنياكم ‪ ،‬فأما ما كان من أمر دينكم فالي \" رو[ه مسلم (‪. )1‬‬ ‫أنه قال ‪\" :‬إنما أنا بشر انسى كما‬ ‫في \"الصحيحين\"(‪)2‬‬ ‫وكذلك‬ ‫تنسون ‪ ،‬فاذا نسيت فذكروني \" ‪.‬‬ ‫اللفظ الاول أخرجه مسلم رقم (‪ )2361‬من حديث طلحة بن عبيدالله ‪-‬رضي‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الله عنه ‪ .-‬واللفظ الثاني أخرجه مسلم رقم (‪ )2363‬من حديث انس ‪-‬رضي‬ ‫الله عنه ‪ .-‬لكن ليس في روايته ‪( :‬فاما ما كان من ‪1‬مر دينكم فالي ) وهو في‬ ‫رواية احمد في \"المسند\"‪ 02( :‬رقم ‪ ،)12544‬وابن حبان رقم (‪)21‬‬ ‫وغيرهما ‪ .‬وهو بنحوه من حديث رافع بن خديج عند مسلم رقم (‪.)2362‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)104‬ومسلم رقم (‪ )571‬من حديث ابن مسعود‬ ‫‪ -‬رضي الله عنه ‪. -‬‬ ‫‪17‬‬

‫وفي الترمذي وغيره (‪ )1‬أنه قال ‪ \" :‬نسي ادم فنسيت ذريته ‪ ،‬وجحد ادم‬ ‫ذريته \" ‪ ،‬وهو حديث جيد‪.‬‬ ‫قجحدت‬ ‫فاذا كان لم يعصم أحدّ من الانبياء ولا غيرهم من مثل هذه الظنون‬ ‫والشكوك والاوهام ‪ ،‬فكيف يعصم غبرهم منها؟ !‬ ‫والاوهام الساترة‬ ‫وأيضا‪ :‬فان قول القائل ‪\" :‬الظنون والشكوك‬ ‫للقلوب \" إما أن يجعلها صفة توضيح ‪ ،‬واما أن يجعلها صفة تقييد‪.‬‬ ‫فالاول ‪ :‬أن يكون مراده العصمة من كل شك وظن ووهم ؛ لان ذلك‬ ‫ستر القلب عن مطالعة الغيب ؛ لأن الشك والظن والوهم ينافي العلم ويضاده‪،‬‬ ‫فالضدان لا يجتمعان ‪ ،‬فعلي هذا التقدير يكون سؤاله ‪ :‬أن لا يشك في‬ ‫شيء‪ ،‬ولا يطن ظنا ‪ ،‬ولا يتوهم وهما ‪ .‬ومعلوم أن هذا لم يقع لاحد من‬ ‫البشر ‪ ،‬بل ما من بشر لا وقد يشك في أشياء كثيرة ‪ ،‬ويطن فيها ويتوهم‪.‬‬ ‫إلي‬ ‫\"(‪ )2‬عن النبي جم!ي! أنه قال ‪ \" :‬انكم تحتصمون‬ ‫وفي \"الصحيحين‬ ‫ولعل بعضكم ان يكون الحن بحجته من بعض ‪ ،‬وإنما اقضي بنحو ما‬ ‫أسمع ‪ ،‬فمن قضيت له من حق اخيه شيئا فلا يأخذه ‪ ،‬فانما اقطع له قطعة‬ ‫من النار\" ‪ ،‬وفي لفط ‪\" :‬فاحسبه صادقا\"(‪. )3‬‬ ‫والحاكم ‪ ،) 132 /1( :‬وابن سعد في \"الطبقات‬ ‫(‪ )1‬اخرجه الترمذي رقم (‪،)7603‬‬ ‫الكبرى \"‪ .)12- 1/11( :‬قال الترمذي ‪( :‬هذا حديث حسن صحيح ‪ ،‬وقد‬ ‫روي من غير وجه عن أبي هريرة )‪ ،‬وقال الحاكم ‪( :‬هذا حديث صحبح على‬ ‫شرط مسلم فقد احتج بالحارث بن عبدالرحمن ‪) . .‬اهـ‪ .‬وجؤده المؤلف‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫خرجه البخاري رقم (‪ ،)0268‬ومسلم رقم (‪ )1713‬من حديث ام سلمة‬ ‫‪ -‬رضي الله عنها ‪. -‬‬ ‫يضا‪.‬‬ ‫(‪ )3‬في الصحيحين‬ ‫‪18‬‬

‫فان ريد [ق‪ ]7/‬بذلك الظن والشك والوهم الساتر للقلوب عن‬ ‫مطالعة الغيوب دون غيرها = فمعلولم أن مطالعة الغيب أعظم من العلم‬ ‫التي يعلمها احاد الناس لم‬ ‫بالمشاهدات ‪ ،‬فاذا كانت (‪ )1‬المشاهدات‬ ‫يعصم فيها أحد من شأ وظن ووهم ‪ ،‬فكيف بالغيوب ؟! لا سيما إن أراد‬ ‫بالغيوب ما غاب عن مشاهدة البشر مطلقا‪ ،‬وقد قال لافضل الخلنب‪:‬‬ ‫< قل لا أقول لكص عندى خ! اين دله ولا أعلم ئغيب ولا أفول لكم إني ملأ)‬ ‫أ الانعام‪ ]5 0 /‬وكذلك أخبر عن نوح أول الرسل‪.‬‬ ‫و يضا ‪ :‬فلو قدر أن هذا ممكن ‪ -‬مع أن هذا تقدير ممتنع ‪ -‬فليس هذا‬ ‫مما يقرب إلى الله ‪ ،‬ولا مر به أمر إيجاب ‪ ،‬ولا مر استحباب ‪ ،‬فان مجرد‬ ‫كون الرجل يعلم ما غاب عن الشاهد لا يقرب العبد إلى الله ‪ ،‬إنما يقربه‬ ‫فعل الواجبات والمستحبات ‪.‬‬ ‫ولهذا قد يطلع الجن والشياطين على ما لا يطلع عليه الصالحون ‪،‬‬ ‫وكذلك الطيور والبهائم ‪ ،‬فقد قال الهدهد لسليمان ‪ < :‬أحطت بما لم تحط‬ ‫به ) [النمل‪ ،]22 /‬وقد أخبر به النبي ع!يو في الحديث الصحيح ‪\" :‬إن‬ ‫]لبهائم تسمع أصوات ]لمعذلين في قبورهم \"(‪ ، )2‬ولم تكن الجن والبهائم‬ ‫أفضل بذلك من الصالحين ‪ .‬والكهان قد كانت الجن تخبرهم بما تسترقه‬ ‫من السمع ‪ ،‬ولم يكونوا بذلك خيرا من الصالحين ‪ ،‬بل هم من المذمومين‬ ‫لا الممدوحين ‪ ،‬ونظائر ذلك متعددة (‪. )3‬‬ ‫‪( :‬كا ن ) ‪.‬‬ ‫لأصل‬ ‫ا‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫(‪ )2‬اخرجه البخاري رقم (‪ ،)6366‬ومسلم رقم (‪ )586‬من حديث عائشة ‪ -‬رضي‬ ‫و\"فتوى في الغوث والقطب والابدال =‬ ‫الله عنها ‪ -‬بعحوه‪.‬‬ ‫(‪ )3‬انظر \"منهاج السنة \"‪،)276- 274 /8( :‬‬ ‫‪91‬‬

‫ولكن هؤلاء الذين يقصدون بالعبادة العلو في الارض ‪ ،‬والتشبه‬ ‫بالإله ‪ ،‬كما يقوله المتفلسفة ‪ :‬إن الفلسفة هي التشبه بالاله على قدر‬ ‫الطاقة (‪ = )1‬يقعون في أمور من هذا الباب ‪ ،‬ولهذا يجعلون الشفاعة‬ ‫ليست سؤالا لله‪ ،‬إنما هي فيض يفيض على الشفيع لتعلق قلبه‬ ‫‪)2( .‬‬ ‫‪ ،‬كما ذكر ذلك ابن سينا وأمثاله ‪ ،‬ووقع بعض ذلك في كلام‬ ‫با ‪ 5‬ح‬ ‫صاحب الكتب المضنون بها على غير أهلها(‪ ،)3‬وكذلك في كلام‬ ‫‪ )034‬ورد‬ ‫والاوتاد ‪ -‬ضمن جامع المسائل \" ‪.)59 - 49 /2( :‬‬ ‫(‪ )1‬نقل المصنف بعض نصوصهم في ذلك في \"الصفدية\"‪-2/332( :‬‬ ‫عليهم ‪ ،‬فنقل نصوصا لابي البركات بن ملكا من كتايه \"المعتبر في الحكمة \"‪:‬‬ ‫(‪ ،)3/6‬وذكر أيضا ن الغزالي في \"المقصد الاسني في شرح الاسماء‬ ‫الحسنى \" سلك هذا المسلك في كل اسم من أسمائه تبارك وتعالى وسماه‬ ‫\"التخلق\"‪ ،‬حتى في سمائه التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختضة بالثه كالجبار‬ ‫وما بعدها) ‪ ،‬و\"بدائع‬ ‫و لاله ‪ .‬وانطر \"درء التعارض \" ‪355 /2( :‬‬ ‫والمتكبر‬ ‫الفوا ئد \" ‪. ) 2 8 9 - 2 88 / 1 ( :‬‬ ‫(‪ )2‬انظر \" مجموع الفتاوى \"‪ .)245، 1/168( :‬وما سياتي (ص‪ )22 /‬مع التعليق‪.‬‬ ‫(‪ )3‬يعني أبا حامد الغزالي (ته ‪ ،)05‬وهذا الكتاب ‪ -‬المضنون به على غير أهله‪-‬‬ ‫نفى جماعة من العلماء ثبوته للغزالي كابن الصلاح كما في \"طبقات الشافعية \"‪:‬‬ ‫الشافعية الكبرى \" ‪)6/257( :‬‬ ‫له ‪ ،‬والتاج السبكي كما في \"طبقات‬ ‫(‪)1/263‬‬ ‫له ‪ ،‬لكن شيخ الاسلام لما ذكر هذا النفي قال ‪( :‬وأما أهل الخبرة به وبحاله‬ ‫فيعلمون أن هذا كله كلامه ‪ ،‬لعلمهم بمواد كلامه ومثابهة بعضه بعضا‪ ،‬ولكن‬ ‫كان هو وأمثاله ‪-‬كما قدمت ‪ -‬مضطربين لا يثبتون على قول ثابت ؛ لان عندهم‬ ‫من الذكاء والطلب مايتشوفون يه إلى طريقة خاصة الخلق ‪ ). .‬ثم ذكر من ر د‬ ‫وقال أيضا في‬ ‫عليه من العلماء‪ .‬اهـمن \"نقض المنطق \"‪( :‬ص‪.)55/‬‬ ‫في بيان مسلك الفلاسفة وهو ما \"ذكره ابو حامد‬ ‫\"النبوات\"‪)893-1/693( :‬‬ ‫وهو أن الفاضل له ثلاث عقائد؛ عقيدة مع‬ ‫في (ميزان العمل ‪)804- 504 :‬‬ ‫العوام يعيش بها في الدنيا كالفقه مثلا‪ ،‬وعقيدة مع الطلبة يدرسها لهم كالكلام ‪= ،‬‬ ‫‪02‬‬

‫صاحب \"الحزب\" ما يوافق هذا(‪ ،)1‬ذكره في كتابه الذي صنفه في‬ ‫التصوف (‪ ،)2‬ذكره في الشفاعة ‪ .‬وهو وأمثاله ياخذون من أقوال صاحب‬ ‫الكتب المضنون بها ‪ ،‬مما يوافق اقوال الفلاسفة ولا يوافق دين الاسلام ‪،‬‬ ‫والثالثة لا يطلع عليها حد إلا الخواص ‪ ،‬ولهذا صنف الكتب المضنون بها على‬ ‫غير اهلها‪ ،‬وهي فلسفة محضة سلك فيها مسلك ابن سينا)اهـلكن الشيخ في‬ ‫بعد ن ذكر اقوال الناس في كتبه مال إلى كونه‬ ‫\"مجموع الفتاوى \" (‪)13/238‬‬ ‫رجع عنها‪ ،‬فقال ‪ :‬إن منهم من يقول ‪( :‬بل رجع عنها‪ ،‬وهذا اقرب الاقوال ‪،‬‬ ‫فإنه قد صرح بكفر الفلاسفة في مسائل وتضليلهم في مسائل إكثر منها‪). .‬اهـ‪.‬‬ ‫وانظر \"مؤلفات الغزالي \"‪( :‬ص‪ )155- 151/‬لعبد الرحمن بدوي ‪ .‬وهذا‬ ‫الكتاب ‪-‬أعني المضنون به ‪ -‬طبع اكثر من مرة ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬نقل ابن عياد في \"المفاخر العلية \" عن الشاذلي قوله ‪( :‬الشفاعة هي انصباب‬ ‫النور على جوهر النبوة فيانبسط إلى أهل الشفاعة من الانبياء‪ ،‬والاولياء‪..‬‬ ‫وتندفع الانوار بهم إلى الخلق )اهـ‪ .‬والمنقول عن الشاذلي أن له قولين في‬ ‫الشفاعة والوسيلة ؛ قولا للعامة من الناس وقولا للخاصة من المحبوبين هل‬ ‫الفناء‪ .‬وهذا يوافق ما سبقت الاشارة إليه عن الغزالي و لفلاسفة من تعدد‬ ‫العقائد‪ .‬انظر \"أبو الحسن الشاذلي \" ‪ )026 - 1/255( :‬لعلي عمار‪ .‬وانظر‬ ‫كلام الغزالي في الشفاعة في \"المضنون به على غير أهله ‪-‬رسائل الغزالي \"‪:‬‬ ‫(‪.)4/401‬‬ ‫(‪ )2‬أثبت المصنف أن الشاذلي ألف بعض الكتب في التصوف ‪ ،‬بل نقل منها كما‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سياتي في هذا الكتاب ‪ ،‬وكذا الذهبي في \"تاريخ الاسلام \"‪( :‬وفيات ‪،656‬‬ ‫ونقل منها‪ ،‬والصفدي في \"الوافي بالوفيات \"‪)21/214( :‬‬ ‫ص‪،)273/‬‬ ‫و\"نكت الهميان\"‪( :‬ص‪.)213/‬‬ ‫بينما نفى غير واحد نه وضع شيثا من الكتب ‪ ،‬بل نقل عنه انه قال ‪ :‬كتبي‬ ‫الشعراني \"‪:‬‬ ‫و\"طبقات‬ ‫أصحابي ‪ .‬انظر \"لطائف المنن \"‪( :‬ص‪،)24-23/‬‬ ‫لعلي عمار‪.‬‬ ‫\"أبو الحسن الشاذلي \" ‪)1/118( :‬‬ ‫(‪،)2/13‬‬ ‫عدد من الكتب منسوبة إليه في التصوف‬ ‫أقول ‪ :‬وفي خزائن المخطوطات‬ ‫والادعية و لاوراد لكن تحتاج إلى التثبت من نسبتها‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫وهؤلاء يجعلون الدعاء تاثير النفس الناطقة في العالم ‪ ،‬لا يجعلون ذلك‬ ‫فعلا يجيب الله به الداعي (‪ ،)1‬ولهم أصول فاسدة قد بسط الكلام عليها‬ ‫في غير هذا الموضع (‪. )2‬‬ ‫و يضا‪ :‬فإن كان سؤال العصمة مشروعا قينبغي للعبد أن يسال‬ ‫العصمة من الذنوب التي (‪ )3‬توجب له سخط الله وعذابه ‪ .‬فإن ذلك إ ن‬ ‫كان ممكنا أولى بالسؤال من عصمته من موانع العلم بالغيب ‪ ،‬فإن هذا‬ ‫بدون تلك العصمة يضر ولا ينفع ‪ ،‬وتلك العصمة بدون هذا تنفعه ‪ ،‬فطلب‬ ‫ما [لا](‪ )4‬ينفع وترك ما ينفع من قلة المعرفة بما يطلب في الدعاء ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬قال المصنف في \"مجموع الفتاوى ‪-‬التوسل و لوسيلة\"‪:)168- 1/167( :‬‬ ‫(فشفاعة الانبياء والصالحين على أصلهم ‪ -‬أي الفلاسفة ‪ -‬ليست كما يعرفه أهل‬ ‫الايمان من انها دعاء يدعو به الرجل الصالح فيستجيب الله دعاءه ‪ ،‬كما ن ما‬ ‫يكون من إنزال المطر باستسقائهم ليس سببه عاندهم إجابة دعائهم بل هم‬ ‫يزعمون أن المؤثر في حوادث العالم هو قوى النفس أو الحركات الفلكية أو‬ ‫القوى الطبيعية فيقولون ‪ :‬إن الانسان إذا أحب رجلا صالحا قد مات لا سيما إن‬ ‫زار قبره فإنه يحصل لروحه اتصال بروج ذلك الميت ‪ ،‬فما يفيض على تلك‬ ‫الروج المفارقة من العقل الفعال عندهم او النفس الفلكية يفيض على هذه‬ ‫الروج لزائرة المستشفعة من غير ن يعلم الله بشيء من ذلك ‪ ،‬بل وقد لا تعلم‬ ‫الروج المستشفع بها بذلك ‪ .‬ومثلوا ذلك بالشمس إذا قابلها مراة فانه يفيض‬ ‫على المراة من شعاع الشمس ‪ ،‬ثم إذا قابل المراة مراة أخرى فاض عليها من‬ ‫تلك المراة وان قابل تلك المراة حائط أو ماء فاض عليه من شعاع تلك المراة‬ ‫في عدد من‬ ‫فهكذا الشفاعة عاندهم ‪) 0 .‬اهـ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬سياتي الكلام عليها في اخر هذا الكتاب ‪ .‬وتكلم عليها المصنف‬ ‫كتبه !\"بغية المرتاد\" و\"الرد على المنطقيين \" وغيرهما‪.‬‬ ‫‪( :‬الذي ) ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الاصل‬ ‫(‪ )4‬زيادة لابد منها‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫وسبب ذلك ما في النفوس من الكبر بالمكاشفات ومطالعة الغيوب ‪،‬‬ ‫والله تعالى يعاقب هذا الضرب بنقيض قصده ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ < :‬إن في‬ ‫إ لا كبر ما هم بخلغية) [غافر‪. ] 56 /‬‬ ‫صدورهم‬ ‫ولهذا يحكى عن هؤلاء من المكاشفات (‪ )1‬الباطلة ما يطول وصفه‪،‬‬ ‫فان أحسن الظن باحدهم حمل الامر على أنه يتخيل أمورا لا حقيقة لها‬ ‫فيخبر بحاله ‪ .‬أو أن جنيا يلقي إليه ما يكون كذبا ‪ .‬فان أسيء الظن به‬ ‫النفساني والشيطاني لابد فيه من‬ ‫قيل ‪ :‬إنه يتعمد الكذب ‪ ،‬والكشف‬ ‫الكذب ‪ .‬ولهذا كان الكهان ‪ -‬وهم من أهل الكشف الشيطاني ‪ -‬يخلطون‬ ‫بالكلمة مئة كذبة (‪. )2‬‬ ‫ومن كان له خبرة بالحكايات المعروفة عن أصحاب هذا \"الحزب \"‬ ‫وأمثاله وعى من ذلك أمورا(‪ ،)3‬والواحد منهم يدعي في نفسه أنه مثل‬ ‫النبي لمج!يه أو أفضل منه ‪ ،‬حتى إذا قيل له ‪ :‬النبي لمجييه رأى سدرة المنتهى‬ ‫كأن ورقها اذان الفيلة ‪ ،‬وكأن نبقها قلال هجر(‪ - )4‬يقول هو ‪ :‬رأيتها أصغر‬ ‫قوله يتاول ذلك على أنه راها من بعيد ‪ .‬وهذا من‬ ‫من ذلك ! ! ومن يصحج‬ ‫ما ثبث ‪ .‬ويمكن ان تكون العبارة ‪( :‬عن‬ ‫‪ )11‬الاصل ‪( :‬المكاشفين) و لصواب‬ ‫‪5)0.‬‬ ‫من [المكاشفات]‬ ‫هؤلاء المكاشفين‬ ‫‪ )21‬انظر في الكلام على الكشف \"الفتاوى ‪ -‬التوسل والوسيلة \" ‪،)178- 171 /1( :‬‬ ‫و\"الفتاوى ‪-‬الفرقان بين اولياء الرحمن و ولياء الشيطان \"‪ 11/286( :‬وما‬ ‫بعدها) وغيرهاه‬ ‫‪ )31‬كما في الحكايات المذكورة في \"لطائف المانن\" لابن عطاء الله ‪ ،‬و\"درة الاسرار\"‬ ‫العلية \" لابن عياد‪.‬‬ ‫لابن الصباغ الحميري ‪ ،‬و\"المفاخر‬ ‫الاسراء‬ ‫(‪ )4‬كما ثبت في البخاري رقم (‪ ،)0357‬ومسلم رقم (‪ )162‬في حديث‬ ‫والمعراج من حديب أنس ‪ -‬رضي الله عنه ‪. -‬‬ ‫‪23‬‬

‫الباطل المحض ‪ ،‬فان ذلك الموضع لم يصعد إليه غير النبي !ير‪.‬‬ ‫ويقول أحدهم ‪ :‬دخلت البارحة الجنة و صاب يدي من شوك‬ ‫شجرها ‪ ،‬حتى يقول له المنكر عليه ‪ :‬شجر الجنة لا شوك فيه ! إلى أمور‬ ‫أخر من جنس هذه الحكايات قد سمعتها أنا وغيري من أتباع هؤلاء‪،‬‬ ‫ولولا أفي أكره هتيكتهم(‪ )1‬لسميت كل واحد من هؤلاء‪ ،‬وذكرت من‬ ‫حكاياته ما يتبين كثرة ما دخل عليهم من الخطأ والصلال ‪ ،‬أو التعمد‬ ‫للكذب ‪ ،‬وهذا عقوبة من يطلب مطالعة الغيوب ‪.‬‬ ‫ولهذا يوجد كثير من السالكين لا يطلبون التقزب إلى الله ‪ ،‬وطلب‬ ‫رضوانه ورحمته والنجاة من عذابه ‪ ،‬بل إنما مطلوبهم نوع من المكاشفة‬ ‫أو التأثير ‪ ،‬فيطلبون علما يستعلون (‪ )2‬به على الناس ‪ ،‬أو قدرة يستعلون‬ ‫بها على الناس ‪ ،‬وذلك من باب إرادة العلو في الارض والفساد‪،‬‬ ‫فيعاقبهم الله بنقيض قصدهم‪.‬‬ ‫وجه الله‪،‬‬ ‫وكرامات أولياء الله تجيىء ضمنا وتبعا ؛ فانهم يقصدون‬ ‫والتأثيرات تبعا لا يقفون عندها ‪ ،‬ولا تكون هي أكبر‬ ‫فتجىء المكاشفات‬ ‫همهم ولا مبلغ علمهم‪.‬‬ ‫وخواصهم إنما يستعملونها لحجة في الدين أو لحاجة في الدنيا‬ ‫تعين على الدين ‪ ،‬ليتقربوا بها إلى الله ‪ ،‬لا يستعملونها في مباحات الدنيا‪،‬‬ ‫فضلا عن استعمالها في محظور نهى الله عنه‪.‬‬ ‫ومن كانت هي أصل قصده فلا بد إن حصل له شيء منها أن [ق ‪]9‬‬ ‫لابن الاثير‪ ،‬و\"اللسان\"‪:‬‬ ‫الهتيكة ‪ :‬الفضيحة ‪ .‬انظر \"النهاية\" ‪)5/553( :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪.)01/205‬‬ ‫(‪ )2‬تحتمل ‪( :‬يشتغلون)‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫يستعملها في ما نهي عنه ‪ ،‬فيعاقبون إما بسلبها وإما بسلب الطاعة حتى‬ ‫يصير أحدهم فاسقا‪ ،‬وإما بسلب الايمان حتى يصير كافرا‪ .‬وهؤلاء‬ ‫كثيرون لا سيما في دول الكفار والظالمين ‪ ،‬فانهم بسبب إعانتهم للكفار‬ ‫والظلمة بأحوالهم ‪ ،‬يعاقبهم الله تعالى على ذلك ‪ ،‬كما يعرف ذلك تجربة‬ ‫ومشاهدة وسماعا من له به خبرة ‪ .‬وعندنا من العلم بذلك ما لا يتسع هذا‬ ‫الموضع لذكر تفاصيله (‪. )1‬‬ ‫فان قيل(‪ :)2‬هو سأل العصمة من الاعتقادات المانعة من الايمان ‪،‬‬ ‫وهي اما شك واما ظن واما وهم ‪ ،‬وغرضه بذلك ما يذكره طائفة من‬ ‫السالكين من أن النفس إذا زكيت عن الصفات المذمومة وحلت‬ ‫بالصفات الممدوحة انتقشت فيها العلوم والمعارف ‪ ،‬كما يذكر ذلك‬ ‫صاحب الكتب المضنون بها وغيره في \" الاحياء\"(‪ )3‬وغيره ‪.‬‬ ‫قيل ‪ :‬الجواب من مقامين‪:‬‬ ‫أحدهما ‪ :‬أن هذا ليس مطلوب الداعي لوجوه ‪:‬‬ ‫احدها ‪ :‬أن هذه الطريق فيها اجتناب الاخلاق والأفعال ‪ ،‬ففيها ترك‬ ‫الارادات المذمومة لا مجرد ترك الاعتقادات الفاسدة ‪ ،‬وهذا الداعي إنما‬ ‫طلب العصمة من جنس الاعتقادات ‪ ،‬وهو الشك والظن والوهم ‪ .‬فان‬ ‫الاعتقاد الذي ليس بجائز؛ إما راجح ‪ ،‬واما مرجوح ‪ ،‬وإما مساوي ‪.‬‬ ‫فطائفة من النطار يسمون الراجح ظنا‪ ،‬والمرجوح وهما‪ ،‬والمساوي‬ ‫نظر \" لفتا وى \" ‪. ) 1 87 - 1 8 6 / 1 9 ( :‬‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫اا‬ ‫(‪ )2‬وهذا هو الاحتمال الثاني لمعنى (الشكوك ‪ ) . . .‬وتقدم الاول ص ‪. 18‬‬ ‫انظر \" الاحياء\" ‪ 3 1 / 1 ( :‬و ‪. ) 2 1 /3‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪25‬‬

‫شكا ‪ .‬وهو اصطلاج أبي عبدالله الرازي (‪ ) 1‬وغيره ‪.‬‬ ‫و ن هذا أمر اصطلاحيئ(‪ )2‬ليس هو اللغة العامة العربية التي بها نزل‬ ‫القران ‪ ،‬وخاطبنا الرسول ‪ ،‬ولغة الفقهاء‪ ،‬بل الشك مقارن للظن‬ ‫الراجح ‪ ،‬كما في قول النبي جم!‪\" :‬إذا شك احدكم في صلاته فلم يدر‬ ‫أثلاثا صلى أم أربعا‪ ،‬فليطرح الشك ‪ ،‬وليبن على ما استيقن \"(‪ ،)3‬وفي‬ ‫\"(‪. )4‬‬ ‫الاخر ‪ \" :‬فليتحر الصو]ب‬ ‫الحديث‬ ‫وكذلك مسائل الشك التي تكلم فيها الفقهاء ‪ ،‬كقولهم ‪ :‬إذا شك هل‬ ‫أحدث أم لا ؟ وإذا شك هل طلق أم لا ؟ واذا اختلط الطاهر بالنجس‬ ‫وشك في عين الطاهر‪ ،‬ونحو ذلك ‪ ،‬فان هذه العبارة عندهم تتناول‬ ‫والمساوي ‪ ،‬ولهذا يقول بعضهم ‪ :‬إنه يتحرى ‪ ،‬ويقول‬ ‫الراجح والمرجوج‬ ‫الاخر ‪ :‬إنه لا يتحرى ‪ ،‬فالتحري عندهم يجامع الشك مع أن التحزي‬ ‫لا بد فيه من ظن راجح ‪ ،‬وهذا مبسوط في موضعه ( ) ‪.‬‬ ‫والمقصود هنا أن هذا الداعي طلب نفي ما ليس جازما من الشك‬ ‫والظن والوهم دون الجازم منها وإن كان غير مطابق ‪ ،‬ودون الارادات‬ ‫الفاسدة ‪.‬‬ ‫الفاسدة ‪ ،‬والاعمال‬ ‫الثاني ‪ :‬أنه طلب ما يمنع مطالعة الغيب ‪ ،‬لم يطلب ما يمنع الايمان‬ ‫\" ‪ ) 1 2 / 1 ( :‬للرا زي ‪.‬‬ ‫نظر \" لمحصول‬ ‫(‪)1‬‬ ‫اا‬ ‫ما ثبته‪.‬‬ ‫‪ ،‬وكذا ما بعدها \" مقارنا\" والصواب‬ ‫(‪ )2‬الاصل ‪ \" :‬أمرا اصطلاحئا\"‬ ‫(‪ )3‬أخرجه مسلم رقم ( ‪ )571‬من حديث أبي سعيد الخدري ‪ -‬رضي الله عنه ‪. -‬‬ ‫(‪ )4‬أخرج البخاري رقم ( ‪ ، ) 4 0 1‬ومسلم رقم (‪ )572‬من حديث ابن مسعود ‪ -‬رضي الله‬ ‫عنه ‪. -‬‬ ‫(‪ )5‬انظر \"الفتاوى \" ‪. )9 - 7 /23( :‬‬ ‫‪26‬‬

‫بالله وملائكته وكتبه ورسله‪.‬‬ ‫العامة التي‬ ‫فان قيل ‪ :‬أراد به مطالعته مطلقا = دخل فيه المكاشفات‬ ‫تحصل [ق ‪[ ]01‬و] التي لا تحصل ‪ ،‬و كثرها لا ينفع إذا حصل بل قد يضر‪.‬‬ ‫وان قيل ‪ :‬أراد بمطالعة الغيب نفس المعرفة الواجبة والمستحبة‬ ‫= فلفظ \" مطالعة الغيب \" لا يدل على ذلك ‪ ،‬ولا يفهم منه ذلك‪.‬‬ ‫هو نفس معرفة الله والايمان به‬ ‫الثالث ‪ :‬إذا كان المطلوب‬ ‫= فالمشروع أن يسأل ذلك ابتداء لا يسأل بعض موانعه ‪ ،‬فان الشك‬ ‫والظن والوهم بعض موانع ذلك ليست جميع موانعه ؛ إذ الاعتقادات‬ ‫الجازمة الفاسدة أبلغ في المنع ‪ ،‬واتباع هوى النفس بغير هدى من الله‬ ‫أبلغ في المنع ‪ ،‬ولم يذكر‪.‬‬ ‫لا يكفي‬ ‫‪1‬لوجه الرابع ‪ :‬أنه لو قدر أنه سأل رفع الموانع ‪ ،‬فالمطلوب‬ ‫في حصوله زوال موانعه ‪ ،‬بل لا بد من وجود مقتضيه ‪ ،‬والا فمجرد عدم‬ ‫المانع بدون المقتضي لا يكون محصلا للمطلوب (‪.)1‬‬ ‫واما ‪1‬لمقام ‪1‬لتاني(‪ :)2‬فيقال ‪ :‬هب أنه سلك طريق أولئك ‪ ،‬فتلك‬ ‫الطريق فيها باطل كثير من وجوه ‪:‬‬ ‫أحدها(‪ :)3‬ظن صاحبها أنه بمجرد الزهد والرياضة وتصفية النفس‬ ‫يحصل له ما يحصل لاولياء الله من الايمان والتقوى ‪ ،‬وهذا خطا ؛ فان ذلك‬ ‫لا يحصل إلا بمتابعة الرسول ع!ي! ‪ ،‬واتباع ما جاء به من ا!رآن والايمان ‪.‬‬ ‫نطر \" لفتا وى \" ‪. ) 1 6 7 /8 ( :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫اا‬ ‫(‪ )2‬تقدم المقام الاول (ص‪.)25 /‬‬ ‫(‪ )3‬لم يذكر المؤلف غير هذا الوجه ‪ ،‬ولعله طال عليه الكلام فانسي ذكر باقي الوجوه ‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫ولهذا كان السلف يقولون ‪ :‬الايمان قول وعمل وموافقة للسنة (‪. )1‬‬ ‫إلا بموافقة‬ ‫‪ :‬لا يقبل قو ‪ 4‬إلا بعمل ‪ ،‬ولا قول وعمل‬ ‫ولفظ بعضهم‬ ‫السنة (‪.)2‬‬ ‫فيه كثير من متاخري أهل النظر والكلام ‪،‬‬ ‫وهذا موضع اضطرب‬ ‫وأهل الارادة والعمل‪:‬‬ ‫فزعم الاولون ‪ :‬أن طريق معرفة الله هو النظر والعلم فقط‪.‬‬ ‫وزعم الاخرون ‪ :‬أن طريق معرفة الله هو الزهد والعبادة فقط‪.‬‬ ‫ثم إن كثيرا من هولاء وهؤلاء أعرضوا عن ملازمة الكتاب والسنة‪،‬‬ ‫فصار أولئك يسلكون طريقة البحث والنظر والتفكر في الكلام والفلسفة‬ ‫من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة ‪ .‬وصار هؤلاء يسلكون طريقة‬ ‫العبادة والارادة والزهد والذكر من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة (‪. )3‬‬ ‫وطائفة من هولاء ‪ -‬أهل طريقة الذكر ‪ -‬قد ينهون عن الفكر ويحرمونه‪،‬‬ ‫كما ذكره ابن عربي في كتاب \"الخلوة\"(‪ )4‬وغيره ‪ .‬وقد يأمرون بذكر‬ ‫الاسم المفرد مظهرا أو مضمرا‪ ،‬فينتج ذلك لاحدهم اعتقادات فاسدة ‪،‬‬ ‫الوحدة ( ) ‪.‬‬ ‫وخيالات غير مطابقة ‪ ،‬كما أصاب أصحاب‬ ‫الاعتقاد\" ‪ ) 1 66 / 1 ( :‬لللالكائي‪.‬‬ ‫(‪ )1‬انظر \" شرح أصول‬ ‫(‪ )2‬انظر \"شرح أصول الاعتقاد\" ( ‪ ، ) 57 / 1‬و\" الشريعة \" ‪ ) 963 - 638 /2( :‬للاجري ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬انظر \"درء التعارض \" ‪ 35 0 / 5( :‬وما بعدها) ‪.‬‬ ‫كثيرة في مكتبات العالم ‪ ،‬انظر‬ ‫(‪ )4‬كتاب الخلوة و الخلوات له مخطوطات‬ ‫لعثمان يحمى‪.‬‬ ‫\"مؤلفات ابن عربي \" ‪( :‬ص‪)803-603 /‬‬ ‫وما بعدها)‪.‬‬ ‫(‪ )5‬انظر \"الفتاوى ‪ -‬العبودية \" ‪ 226 /1 0( :‬وما بعدها)‪693 /1 0 ( ،‬‬ ‫‪28‬‬

‫وطائفة من أولئك ‪-‬أهل الفكر والنظر ‪ -‬قد لا يمدحون العمل‬ ‫والعبادة والزهد‪ ،‬بل ربما انتقصوا من يفعل ذلك ‪ ،‬وكثير منهم يقرن‬ ‫[ق ‪ ]11‬بذلك الفسوق واتباع الاهواء‪ ،‬فلا يتورع لا عن الفواحش ولا عن‬ ‫المظالم ‪ ،‬ولهذا كان السلف يقولون ‪ :‬احذروا فتنة العالم الفاجر‪ ،‬و‬ ‫العابد الجاهل ‪ ،‬فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون (‪. )1‬‬ ‫وكل من هاتين (‪ )2‬الطائفتين مخطىء من جهتين ؛ من جهة اجتزائه‬ ‫باحد الواجبين عن الاخر ‪ ،‬ومن جهة خروجه في ذلك عن متابعة الكتاب‬ ‫والسنة ‪ .‬فإن الله بعث محمدا بالحق ‪ ،‬وهدى به الناس من الظلمات الى‬ ‫النور‪ ،‬فأمر المومنين بما يحصل لهم الفلاح من العلم النافع والعمل‬ ‫الصالح ‪ ،‬فكل من هذين واجب ‪ ،‬وهذا معنى قول السلف ‪ :‬الايمان قول‬ ‫وعمل (‪ . )3‬فلا بد من عليم ولا بد من عمل ‪ ،‬وكلاهما واجب في الجملة‪،‬‬ ‫فمن ظن أنه بالعلم ينال المظلوب بدون العمل الواجب فقد غلط ‪ .‬ومن‬ ‫ظن أنه بالعمل ينال المطلوب بدون العلم الواجب فقد غلط ‪ .‬وكل منهما‬ ‫لا بد أن يزن عمله وعلمه بالكتاب والسنة‪.‬‬ ‫فمن سلك طريقة العلم فقط ‪ ،‬و عرض عن اتباع السنة في علمه ولم‬ ‫يزنه بالكتاب والسنة ‪ ،‬وأعرض عن العمل الواجب ‪ ،‬مثل أهل البدع‬ ‫(‪ )1‬أخرجه ابن المبارك في \"الزهد ‪ -‬زيادات نعيم بن حماد\" رقم (‪ )75‬قال سمعت‬ ‫عن ابي احمد الزبيري عن سفيان‬ ‫سفيان ‪ ، . .‬و حمد في \"العلل\"‪)3/118( :‬‬ ‫الثوري ‪.‬‬ ‫الاصل ‪( :‬هذين ) ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫لعبدالله بن حمد‪ ،‬و\"السنة ‪،571 .058 /3( :‬‬ ‫(‪ )3‬انظر \"السنة\"‪)317-031 /1( :‬‬ ‫وما بعدها)‪،‬‬ ‫‪ )566‬للخلال‪ ،‬و\"اصول اعتقاد أهل السنة \"‪151-1/57( :‬‬ ‫‪.)963 -‬‬ ‫و\"الشريعة \" ‪2/638( :‬‬ ‫‪92‬‬

‫والفجور من نظار أهل الكلام والفلسفة = فقد زاغ من هذين الوجهين‪.‬‬ ‫ومن سلك طريقة العمل فقط ‪ ،‬وأعرض عن ائباع السنة في عمله‬ ‫ووزنه بالكتاب و لسنة ‪ ،‬وأعرض عن العلم الواجب ‪ ،‬مثل أهل الباع‬ ‫عن اتباع‬ ‫والجهل من العباد والزهاد الذين يبغضون العلم ويعرضون‬ ‫الشريعة ‪ -‬فقد زاغ من هذين الوجهين‪.‬‬ ‫وأما من علم العلم النبوي ولم يعمل به ‪ ،‬أو عمل الاعمال الشرعية‬ ‫من غير عليم ‪ ،‬فهذا زا! من وجه دون وجه ‪ .‬وقد أمرنا الله تعالى أ ن‬ ‫نقول ‪ < :‬هدنا أل!زط آلم!تقمح * صر! الذيى أنغممت علتهم‬ ‫غير المغضوب عليهم ولا ألضا لين *> ‪ 1‬الفاتحة ‪. ]7 - 6 /‬‬ ‫عليهم‪،‬‬ ‫وفي الترمذي (‪ )1‬عن النبي ع!ع!م أنه قال ‪\" :‬اليهود مغضوب‬ ‫(‪ )1‬رقم (‪.)5392‬‬ ‫والحديث أخرجه أحمد (‪ /32‬رقم ‪ ،)38191‬و بو داود الطيالسي رقم‬ ‫والطبراني في‬ ‫(‪ ،)1135‬وابن حبان \"الإحسان\" رقم (‪،)6072،6246‬‬ ‫\"الكبير\"‪ 17( :‬رقم ‪ )236‬من طرق عن سماك بن حرب عن عب!دبن حبيش‬ ‫عن عدي بن حاتم‪.‬‬ ‫قال الترمذي ‪( :‬هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من طريق سماك بن‬ ‫حرب)‪.‬‬ ‫وفي سنده عباد‪ ،‬قال الذهبي ‪ :‬لا يعرف ‪ ،‬وذكره ابن حبان في \"الئقات\"‪:‬‬ ‫(‪ ،)5/142‬ولم يرو عنه غير سماك وهو متكلم فيه‪.‬‬ ‫وله طريق أخرى عن ابن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة يرويها مرة عن‬ ‫حذيفة بلا واسطة ومرة عن رجل عن عدي بن حاتم ‪ ،‬أخرجها حمد رقم‬ ‫(‪ )59182، 79391، 30491‬وغيره ‪ ،‬لكن لي! فيها اللفظ الذي ذكره المؤلف‪.‬‬ ‫والحديث صححه ابن حبان ‪ ،‬والمصنف في \"الفتاوى\"‪ )3/936( :‬وغير‬ ‫وله شاهد من حديث=‬ ‫موضع ‪ ،‬وابن القيم في \"مفتاج دار السعادة \"‪.)1/188( :‬‬ ‫‪03‬‬

‫والنصارى !الون \"‪ .-‬قال الترمذي ‪ :‬حديث صحيح (‪. ) 1‬‬ ‫قال سفيان بن عيينة ‪ :‬كانوا يقولون ‪ :‬من فسد من علمائنا ففيه شبه‬ ‫من اليهود ‪ ،‬ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى (‪. )2‬‬ ‫فإن اليهود عرفوا الحق وما عملوا به ‪ ،‬فالعالم الفاجر فيه شبه منهم‪.‬‬ ‫والنصارى عبدوا الله بغير علم ‪ ،‬فالعابد الجاهل فيه شبه منهم‪.‬‬ ‫وكل من هاتين الطائفتين الزائغتين تذم الا‪ 4‬خرى ‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫< وقالت اليهود ليست افصفرى !شئء وقالمق النصرى ليئت ليهود فى شئء)‬ ‫[البقرة ‪. ] 1 13 /‬‬ ‫والناس لهم في طريق الرياضة والزهد والتصفية ؛ هل تفيد العلم؟‬ ‫[ق ‪ ] 12‬ثلاثة أ قوال ‪:‬‬ ‫العلم ‪ ،‬وربما قالوا ‪ :‬لا يحصل‬ ‫فقالت طائفة ‪ :‬ذلك وحده يحصل‬ ‫أبي ذر قال الحافط في \"الفتح\"‪( :)8/9( :‬و خرجه ابن مردويه بإسناد حسن‬ ‫عن أبي ذر)‪.‬‬ ‫(‪ )1‬عبارة الترمذي في كتابه (المطبوع ‪ ،‬والمخطوط نسخة الكروخي ق ‪ )392‬هي ما‬ ‫نقلته انفا‪ -‬حسن غريب ‪ - . .‬وهي ما نقله العلماء عنه كالمزي في \"التحفة\"‪:‬‬ ‫(‪ )028 /7‬وابن كثير وابن حجر بل و لمصنف نفسه في \"الاقتضاء\"‪.)1/77( :‬‬‫‪1‬‬ ‫لكن المصانف في مواضع من كتبه !\"القتاوى\"‪ ،)1/791( :‬و\"الدرء\"‪:‬‬ ‫(‪ ،)8/96‬و\"الجواب الصحبح\"‪ )3/167( :‬نقل عن الترمذي أنه قال‪:‬‬ ‫فالثه أعلم‪.‬‬ ‫(صحيح)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬هذا النقل عن سفيان ذكره الشيخ في عدد من كتبه ‪ ،‬وعزاه تارة لبعض السلف‪،‬‬ ‫وذكره ابن القيم في \"البدائع\"‪ )044 /2( :‬وغيرها‪ ،‬وابن كثير في \"البداية\"‪:‬‬ ‫(‪.)821 /14‬‬ ‫‪31‬‬

‫العلم إلا به ‪ .‬وهو [قول](‪ )1‬طائفة من المتفلسفة والمتصوفة ‪ ،‬كصاحب‬ ‫\"الاحياء\" و\" كيمياء السعادة \" و\" مشكاة الانوار\" و\"جواهر القوان \"(‪ )2‬يشير‬ ‫(‪ )1‬سقطت من الاصل‪.‬‬ ‫ثابتة النسبة إليه الا \"كيمياء السعادة \"‬ ‫لغزالي وكلها مطبوعة‬ ‫لابي حامد‬ ‫(‪ )2‬جميعها‬ ‫‪1‬‬ ‫فإن له نسختين ‪ :‬فاوسية مطولة وهذه ثابتة ‪ ،‬و خرى عربية مختصرة مشكوك في‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬‫نسبتها انظر \"مولفات الغزالي \"‪( :‬ص‪.)172 ، 275 /‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أعني علم‬ ‫و لمقربين‪-‬‬ ‫(علم الصديقين‬ ‫قال في \"الاحياء\"‪:)1/31( :‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المكاشفة ‪ -‬فهو عبارة عن نور يطهر في ]لقلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته‬ ‫‪1‬‬ ‫]لمذمومة وينكشف من ذلك النوو موو كثيرة كان يسمع من قبل أسماءها‬ ‫فيتوهم لها معاني مجملة غير متضحة فتتضح إذ ذاك حتى تحصل المعرفة‬ ‫الحقيقية بذات الله سبحانه وبصفاته الباقيات التامات وبافعاله وبحكمه في خلق‬ ‫الدنيا و ‪1‬لآخرة ه ‪ . .‬فنعني بعلم المكاشفة ‪ :‬أن يرتفع الغطاء حتى تتضح له جلية‬ ‫الحق في هذه الاموو اتضاحا يجري مجرى العيان الذي لا يشك فيه‪ ،‬وهذ‪1‬‬ ‫ممكن في جوهر الانسان لولا أن مر ة القلب قد تراكم صدؤها وخبثها بقاذورات‬ ‫الدنيا‪ ،‬وإنما نعني بعلم طريق الاخرة العلم بكيفية تصقيل هذه المراة عن هذه‬ ‫]لخبائث التي هي الحجاب عن الله سبحانه وتعالى وعن معرفة صفاته و فعاله‪،‬‬ ‫الله‬ ‫وانما تصفيتها وتطهيرها بالكف عن الشهوات و لاقتداء بالانبياء صلوات‬ ‫وسلامه عليهم في جميع أحوالهم ‪ ،‬فبقدر ما ينجلي من القلب ويحاذي به شطر‬ ‫الحق يتلألا فيه حقائقه ولا سبيل اليه الا بالرياضة ‪ . .‬وهذه هي العلوم التي لاء‬ ‫تسطر في الكتب ولا يتحدث بها من أنعم الله عليه بشيء منها إلا مع أهله وهو‬ ‫في \"كيمياء‬ ‫المشارك فيه على سبيل المذاكرة وبطريق الاسراو‪). .‬اهـوقال‬ ‫السعادة ‪ -‬ضمن مجموعة وسائل الغزالي \"‪( :)138- 5/135( :‬وتحتاج ن‬ ‫تعرف في ضمن ذلك أن القلب مثل المرآة و للوح المحفوظ مثل المراة يضا؛‬ ‫لان فيه صووة كل موجود‪ ،‬واذا قابلت المراة بمراة أخرى حفت صووة ما في‬ ‫إحداهم! في الاخرى ‪ ،‬وكذلك تظهر صووة مافي الثوح المحفوظ الى القلب إذ ‪1‬‬ ‫الدنيا‪ . . .‬ولا تطن ان هذه الطاقة تنفتج بالنوم والموت‬ ‫كان فاوغا من شهوات‬ ‫من سد الشهوة =‬ ‫فقط ‪ ،‬بل تنفتج باليقظة لمن خلص الجهاد و لرياضة ‪ ،‬وتخلص‬ ‫‪32‬‬

‫إلى ذلك ‪ ،‬لكن قيل ‪ :‬إنه رجع عن ذلك في اخر عمره (‪. )1‬‬ ‫و‬ ‫به ثواب‬ ‫وقالت طائفة ‪ :‬إنه لا تأثير لذلك في العلم ‪ ،‬ولكن يحصل‬ ‫أ‬ ‫يدفع به عقاب ‪ ،‬وهو قول كثير من أهل النظر والكلام وغيرهم‪.‬‬ ‫والقول الثالث ‪ -‬وهو الصواب ‪ :-‬أن ذلك عون على بعض العلوم ‪،‬‬ ‫وشرط في حصول بعض العلوم ‪ ،‬ليس مستقلا بتحصيل العلم ‪ ،‬بل من‬ ‫العلم ما لا يحصل إلا به ؟ فان الفسق والمعاصي ترين على القلوب حتى‬ ‫تمنعها الهداية والمعرفة ‪ ،‬كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫ومن المعلوم ما تعين هذه الطريق عليه فيحصل به العلم ليس مما‬ ‫بدونه ‪ ،‬فان أهل الاعمال الصالحة ييسر الله عليهم العلم ‪ ،‬كما‬ ‫يحصل‬ ‫قال تعالى ‪ < :‬ولو أئهم فعلو ما يوعظون يه لكل خئرا الم وأشدتثتيتا!وإصا‬ ‫[ دنساء‪/‬‬ ‫لأتئنهم من لا تآ أجرا عظيما * ودهدئنهم !قطا ف!تقيما *>‬ ‫تبع رضوفو سبل‬ ‫‪ ]66-68‬وقال تعالى ‪ < :‬يهدى به لله مف‬ ‫باذنهء) [المحمائدة‪. ] 16 /‬‬ ‫السلض ويخرجهم من ألطلنت اهـالنور‬ ‫و لأخلاق القبيحة والأعمال الرديئة ‪) . .‬اهـ‪.‬‬ ‫و لغضب‬ ‫‪11‬‬ ‫(‪6 4 /2‬‬ ‫\"الفتاوى \"‬ ‫عليه في‬ ‫الاسلام‬ ‫شيخ‬ ‫ردود‬ ‫وانظر‬ ‫‪،)122-‬‬ ‫و\"بيان تلبيس الجهمية \"‪ 1/266( :‬وما بعدها‪-‬‬ ‫و ‪ 12/96‬و ‪17/121‬‬ ‫القاسم )‪ ،‬و\"الصفدية \" ‪ ،)213 - 2 12 /1( :‬و\"المنهاج \" ‪ 433 - 428 /5( :‬وهو‬ ‫مهم) ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬قال عبدالغافر الفارسي ‪ -‬وهو ممن جالسه وخبره ‪( :-‬وكانت خاتمة أمره إقباله‬ ‫على طلب حديث المصطفى عح ومجالسة أهله ومطالعة (الصحيحين)‪ ،‬ولو‬ ‫عاش لسبق الكل في ذلك الفن بيسير من الايام )اهـ‪ .‬انظر \"المنتخب من السياق‬ ‫للصريفيني)‪ ،‬و\"تاريخ الاسلام \"‪( :‬وفيات سعة‬ ‫لتاريخ نيسابور\"‪( :‬ص‪74/‬‬ ‫‪ 505‬ص‪.)118/‬‬ ‫‪33‬‬

‫وقال تعالى ‪ < :‬ئأيها ا ين ءامنو اتقوأ ألله و امنوا برسوله ء يؤتكم كفلين من‬ ‫رحمته ‪-‬دتتجعل لكم نورا تمشون به‪ [ >-‬لحديد‪ . ]28 /‬والايات في هذا المعنى‬ ‫كثيرة ‪ ،‬وهذا باب والمع‪.‬‬ ‫والقران يدل على ما رانا الله من الايات في أنفسنا وفي الافاق ‪ ،‬كما‬ ‫قال ‪ < :‬سنريهم ءاينا فى الأفاق وفى أنسغ حتي يتبين لهغ ائه لحق)‬ ‫[فصدت‪ ]53 /‬أي ‪ :‬حتى يتبين لهم أن القران حق ‪ ،‬فقد أخبر أنه سيري‬ ‫عباده من الايات العيانية المشهودة ما يبين أن اياته المسموعة حق(‪. )1‬‬ ‫ولم يرد بذلك ما تظنه طائفة من أهل الكلام أنه مجرد إثبات العلم‬ ‫بالصانع بدلائل الافاق والانفس ‪ ،‬فان إئبات الصانع كان قد بين أدلته قبل‬ ‫نزول هذه ‪ ،‬وقد قال في هذه الاية ‪ < :‬سنريهم ءايختنا> [فصلت‪،]53 /‬‬ ‫وهذا وعد مستقبل ‪ ،‬وما دل على الصانع وحده معلوم قبل نزول الاية‪،‬‬ ‫ولان الضمير في قوله ‪ < :‬ئه لحق ) عائد على القرآن ‪ ،‬كما يدك عليه‬ ‫السياق ‪ .‬ومن هذا الغلط ظن بعضهم أن المراد بدلائل الآفاق والانفس‬ ‫الطريق النظرية ‪ ،‬وهو الاستدلال بالاثر على المؤثر‪ ،‬والمراد بقوله‪:‬‬ ‫< ولم يكف برفي أنه عك ص شئص شهيه !) [فصلت‪ ]53 /‬الاستدلال‬ ‫بالاثر على المؤئر‪ ،‬حتى ظن ابن سينا ونحوه أن طريقهم في إئبات‬ ‫واجب الوجود بمجرد الوجود هو مدلول هذه الاية (‪. )2‬‬ ‫‪ ،‬و\" معا لم‬ ‫\" ‪ ) 4 1 / 4 ( :‬للواحدي‬ ‫الطبري \" ‪ ، ) 4 6 2 /2 0 ( :‬و\" لوسيط‬ ‫انظر \" تفسير(‪)1‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لتنزيل \" ‪ ، ) 7 2 / 4 ( :‬وا لقر طبي ‪. ) 2 4 4 / 1 5 ( :‬‬ ‫و\"الدرء\"‪:‬‬ ‫(‪،)3/331‬‬ ‫المصانف في \"الفتاوى\"‪:‬‬ ‫(‪ )2‬انظر كلامهم وجواب‬ ‫الصحبح\"‪:‬‬ ‫الشهرستاني ‪ ،‬و\"الجواب‬ ‫رد فيه على‬ ‫(‪)135- 3/133‬‬ ‫(‪.)6/378-937‬‬ ‫‪34‬‬

‫وآخرون من المتصوفة ظنوا أن طريقتهم في أنهم يعرفون الرب‬ ‫ابتداء‪ ،‬ثم يعرفون به المخلوقات هو مدلول الآية ‪ .‬والاية دلت على‬ ‫[أن](‪ )1‬شهادة الله بصدق القرآن كافية عن الآيات العيانية [ق ‪ ]13‬التي‬ ‫ستريهم إياها في الآفاق وفي أنفسهم‪.‬‬ ‫ولا ريب أن صدق القرآن المعلوم بها‪ ،‬وبما أرسل به الرسل من‬ ‫الايات ‪ ،‬والمعلوم بدلائل الانفس والافاق = يتضمن من العلم أضعاف‬ ‫ما ذكره هؤلاء ‪ ،‬فان في ذلك من العلم بالله ‪ ،‬وأسمائه وصفاته ‪ ،‬وملائكته‬ ‫و نبيائه ‪ ،‬و مره ونهيه ‪ ،‬ووعده ووعيده ‪ ،‬وغير ذلك مما يتضمن الحق مما‬ ‫ذكروه وما لم يذكروه ‪ ،‬مع تنزيهه عما يدخل في كلامهم من الباطل‪.‬‬ ‫وهذه الامور مبسوطة في غير هذا الموضع (‪. )2‬‬ ‫***‬ ‫(‪ )1‬زيادة يستقيم بها الكلام ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اشرنا إلى بعض هذه المواضع فيما سبق‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫فصل‬ ‫وما ذكر بعد هذا من زلزال المؤمنين وقول المنافقين فهو في القران ‪،‬‬ ‫لكن ذكره مع هذا الدعاء غير مناسب ‪ ،‬فإن هذا إنما يقال إذا كان الوعد‬ ‫من الله ورسوله لا من آحاد الناس ‪ .‬والدعاء بعلم الغيب لا يناسب زوال‬ ‫الخوف ‪ ،‬اللهم إلا أن يكون الداعي وعد أصحايه بأمر فلم يحصل ‪ ،‬فدعا‬ ‫أن يطالع بالغيب حتى لا يخطىء كشفه ‪ ،‬وهذا من عدوانه ‪ ،‬حيث قفى ما‬ ‫ليس له يه علم‪.‬‬ ‫]لموضع الثالث ‪ :‬قوله في لفط الحزب المكتوب (‪( :)1‬فقد ابتلي‬ ‫المؤمنون وزلزلو] زلزالا شديدا ‪ ،‬فيقول (‪ )2‬المنافقون والذين في قلوبهم‬ ‫مرض ‪ ،) . . .‬فهذا ليس بسديد؛ فإن الابتلاء لم يكن لأجل هذا القول ‪،‬‬ ‫بل كان ليحصل لهم من اليقين والصبر‪ ،‬متأؤلون(‪ )3‬يه ما وعدهم الله به‬ ‫من الكرامة ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ < :‬أثم حسئتم أن لذخلو الشة ولما ياتكم مثل‬ ‫الذين خلوا من قنلكم مستهم البأسا والضزابر وزلزلوا حق يقول الرسولم والذين ءامنو‬ ‫[البقرة ‪. ] 2 1 4 /‬‬ ‫معه‪ -‬متى نصر ادله ألا إن د!ر لله فردب !)‬ ‫متعددة ‪ ،‬منها قوله (‪:)4‬‬ ‫مواضع‬ ‫الرابع ‪ :‬وهو يتضمن‬ ‫الموضع‬ ‫(وسنبر لنا هذا البحر( ) ‪ ،‬وكل بحر هو لك في الأرض والسماء ‪ ،‬والملك‬ ‫و\"أبو الحسن الشاذلي ‪ -‬عمار\"‪:‬‬ ‫(‪\" )1‬حزب البحر ‪-‬درة الاسرار\"‪( :‬ص‪،)75/‬‬ ‫(‪.)2/791‬‬ ‫(‪ )2‬في المصادر ‪( :‬وإذ يقول )‪.‬‬ ‫(‪ )3‬كذا في الاصل‪.‬‬ ‫(‪\" )4‬حزب البحر\" المصادر السابقة‪.‬‬ ‫البحر لموسى ‪- ،‬‬ ‫(‪ )5‬وفي المصادر بعد قوله ‪( :‬وسخر لعا هذا البحر ‪ 1‬كما سخرت‬ ‫‪36‬‬

‫لاخرة ) ‪.‬‬ ‫]لدنيا وبحر‬ ‫‪ ،‬وبحر‬ ‫والملكوت‬ ‫ا‬ ‫قال(‪ : )1‬هذا كلام لا يقوله من يتصور ما يقول ! فان الانسان إذا كان‬ ‫راكبا بحرا من البحار فما يصنع حينئذ بتسخير البحار البعيدة ؟!‬ ‫ثم قوله ‪ \" :‬وبحر الآخرة \" من أين في الاخرة بحر غير جهنم (‪)2‬؟!‬ ‫وقوله أيضا ‪\" :‬كل بحر في الملك والملكوت \" الملكوت هو تأكيد‬ ‫الملك وباطنه وحقيقته (‪ ،)3‬فليس هو خارجا عنه على لغة القران وقول‬ ‫سلف الامة وأئمتها‪ ،‬ولكن بعض المتاخرين زعم أن الملك ‪ :‬عالم‬ ‫‪ :‬عالم العقول ‪.‬‬ ‫الاجسام ‪ ،‬وعالم الملكوت‬ ‫ومنهم من يفرق بين عالم الملك والملكوت والجبروت ‪ ،‬فيجعل‬ ‫هذا عالم العقول ‪ ،‬وهذا عالم النفوس ‪ ،‬وهذا يوجد في كلام أبي حامد‬ ‫وأمثاله ‪ ،‬وهو مبنيئ على قول الفلاسفة الدهرية الذين يجعلون الملائكة‬ ‫الريح‬ ‫الجبال والحديد لداود‪ ،‬وسخرت‬ ‫النار لابراهيم ‪ ،‬وسخرت‬ ‫وسخرت‬ ‫والشياطين والجن لسليمان ]‪ .) . .‬وسيشير المصنف إلى هذه التكملة أثناء نقاشه‬ ‫الاتي‪.‬‬ ‫(‪ )1‬كذا في الاصل ‪ ،‬ولعلها زيادة من الاناسخ‪.‬‬ ‫والبيهقي في \"الكبرى\"‪:‬‬ ‫والحاكم ‪،)4/695( :‬‬ ‫(‪ )2‬اخرج احمد رقم (‪،)95917‬‬ ‫الله عنه ‪ -‬أن النبي ع!ي! قال ‪:‬‬ ‫وغيرهم عن يعلى بن أمية ‪-‬رضي‬ ‫(‪)4/334‬‬ ‫الله عنه لرجل من اليهود‪ :‬أين‬ ‫(البحر هو جهنم )‪ .‬وفي سنده ضعف‪.‬‬ ‫وعن سعيد بن المسيب قال ‪ :‬قال علي رضي‬ ‫(وإذا البحار‬ ‫جهنم ؟ فقال ‪ :‬البحر ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما راه إلا صادقا (والبحر المسجور)‬ ‫و بن ابي حاتم ‪ ،‬وابن‬ ‫‪-‬مخففة ‪ .-‬أخرجه ابن جرير‪،)21/568( :‬‬ ‫سجرت)‬ ‫المنذر ‪ ،‬و بو الشيخ ‪-‬كما في \"الدر المنثور\"‪. - 146 /6 :‬‬ ‫(‪ )3‬تكررت في الاصل‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫خارجة عن ملك الله ‪ ،‬ويقولون ‪ :‬إنهم ليسوا أجساما يشار إليها‪ ،‬ولا‬ ‫بحركة ولا سكون ‪[ .،‬ق ‪ ]14‬ولا هي داخل‬ ‫تصعد ولا تنزل ‪ ،‬ولا توصف‬ ‫الافلاك ولا خارجها‪ ،‬ولا ترى ولا يسمع لها كلام ‪ ،‬وليس هذا من دين‬ ‫أهل الملل ‪ ،‬المسلمين ولا غيرهم ‪ ،‬وقد بسط القول في فساد هذا بما‬ ‫ليس هذا موضعه (‪. )1‬‬ ‫وصاحب الحنب وأمثاله من المتأخرين ينظرون في كتب الصوفية‬ ‫التي فيها ما هو مبني على أصول الفلاسفة المخالفة لدين المسلمين‪،‬‬ ‫فيتلمون ذلك بالقبول ‪ ،‬ولا يعرفون حقيقته ‪ ،‬ولا ما فيه من الباطل‬ ‫المخالف لدين الإسلام ‪ ،‬مثل ما يوجد قي كلامهم من دعوى أحدهم أنه‬ ‫يطلع على اللوح المحفوظ ‪ ،‬و نه يأخذ مراده (‪ )2‬من اللوح المحفوظ ‪،‬‬ ‫ونحو ذلك ‪ .‬فان اللوح المحفوظ عند المتفلسفة كابن سينا وأتباعه هو‬ ‫النفس الفلكية ‪ ،‬وعندهم أن نفوس البشر تتصل بالنفس الفلكية أو بالعقل‬ ‫الفعال في المنام ‪ ،‬أو قي اليقظة لبعض الناس ‪ ،‬وهم يدعون أن ما يحصل‬ ‫للناس من المكاشفة يقظة ومناما هو بسبب اتصالها بالنفس الفلكية‪،‬‬ ‫والنفس الفلكية عندهم هي سبب حدوب الحوادث في العالم ‪ ،‬فإذا‬ ‫اتصلت بها نفس البشر انتقش فيها ما كان في النفس الفلكية (‪.)3‬‬ ‫و\"الرد على‬ ‫(‪ )1‬انظر الكلام في ذلك في \"مجموع الفتاوى \"‪،)11/232( :‬‬ ‫المنطقيين \"‪( :‬ص‪ ،)691 /‬و\"بغية المرتاد\" ‪( :‬ص‪.)218/‬‬ ‫(‪ )2‬الاصل ‪ :‬مرنداه ! وهو تحريف‪.‬‬ ‫(‪ )3‬وقد فصل المصنف الرد عليهم في \"الرد على المنطقيين \"‪( :‬ص‪-474/‬فما‬ ‫التعارض \" ‪ ،) 918 /1 0( :‬و\"الفتاوى \" ‪) 4 30 - 4 20 /1 0( :‬‬ ‫و\"درء‬ ‫بعدها)‪،‬‬ ‫وغيرها ‪ .‬وانظر ما سياتي (ص‪. ) 1 4 1 ، 913 /‬‬ ‫‪38‬‬

‫وهذه الامور لم يذكرها قدماء الفلاسفة ‪ ،‬إنما ذكرها ابن سينا ومن‬ ‫تلقى عنه ‪ ،‬ويوجد في بعض كلام أبي حامد ‪ ،‬وابن عربي ‪ ،‬وابن سبعين‪،‬‬ ‫و مثال هؤلاء الذين تكلموا في التصوف والحقيقة ‪ ،‬على قاعدة الفلاسفة‬ ‫لا على أصول المسلمين ‪ ،‬ولهذا خرجوا بذلك إلى الالحاد كإلحاد‬ ‫الشيعة الاسماعيلية ‪ ،‬والقرامطة الباطنية‪.‬‬ ‫وهذا بخلاف عباد أهل السنة والحديث وصوفيتهم ‪ ،‬كالفضيل بن‬ ‫الكرخي‪،‬‬ ‫عياض ‪ ،‬وابراهيم ابن أدهم ‪ ،‬وأبي سليمان الداراني ‪ ،‬ومعروف‬ ‫والسري السقظي ‪ ،‬والجنيد بن محمد القواريري ‪ ،‬وسهل بن عبدالله‬ ‫التستري ‪ ،‬وعمرو بن عثمان المكي ‪ ،‬فان أولئك من أعظم الناس إنكارا‬ ‫على من هو خير من الفلاسفة ‪ ،‬كالمعتزلة من أهل الكلام ‪ ،‬وكالكلابية‪،‬‬ ‫فكيف بالفلاسفة ؟!‬ ‫والمتكلمون في التصوف والحقائق ثلاثة أصناف ‪:‬‬ ‫* قوم على مذهب أهل الحديث والسنة ‪ ،‬كهؤلاء المذكورين‪.‬‬ ‫* وقوم على طريقة بعض أهل الكلام من الكلابية أو غيرهم ‪ ،‬كأبي‬ ‫القاسم القشيري وغيره ‪.‬‬ ‫*وقوم خرجوا إلى طريقة المتفلسفة ‪ ،‬مثل من سلك مسلك‬ ‫\"رسائل إخوان الصفا\"(‪ ،)1‬ومن ذلك قطعة توجد في كلام أبي حيان‬ ‫(‪ )1‬وهي إحدى وخمسون مقالة ‪ ،‬خمسون منها في أنواع من الفلسفة ‪ ،‬ومقالة‬ ‫جامعة لانو]ع المقالات ‪ .‬ومؤلفوها هم (إخوان الصفا وخلان الوفا) وهم‬ ‫جماعة من الشيعة الباطعية كتموا اسماءهم ‪ -‬وقد عرف بعضهم ‪ -‬اجتمعوا على‬ ‫تصنيف كتاب في نواع الفلسفة ممزوجة بالشريعة ‪ ،‬ثم بثوها في الوراقين=‬ ‫‪93‬‬

‫ي (‪.)1‬‬ ‫التوحيد‬ ‫وأما ابن عربي وابن سبعين وغيرهما ونحوهما فحقائقهم فلسفية‪،‬‬ ‫غئروا عبارتها وأخرجوها(‪ )2‬في قالب التصوف ‪ ،‬أخذوا مخ الفلسفة‬ ‫فكسوه لحاء الشريعة (‪. )3‬‬ ‫فانتشرت في الناس ‪.‬‬ ‫قال المصنف ‪ :‬وهذا الكتاب هو اصل مذهب القرامطة الفلاسفة ‪ ،‬وهم‬ ‫ينسبونها إلى جعفر الصادق ‪ ،‬ليجعلوا ذلك ميراثا عن أهل البيت ‪ ،‬وهذا من‬ ‫أقبح الكذب و وضحه فإنه لا نزاع بين العقلاء أن \"رسائل إخوان الصفا\" إنما‬ ‫صنفت بعد لمائة الثالثة في دولة بني بويه قريبا من بناء القاهرة ‪.‬اهـ‪ .‬بتصرف ‪.‬‬ ‫العلماء\" ‪) 1 15 - 1 70 / 1( :‬‬ ‫انظر \"بغية المرتاد\" ‪ ، )932 / 1 ( :‬و\" إخبار‬ ‫و\"بغية المرتاد\"‪( :‬ص‪.)944/‬‬ ‫للقفطي‪.‬‬ ‫(‪ )1‬انظر \"الفتاوى\" ‪،)6/95( :‬‬ ‫وقد زعم المازرفي ان اغلب مادة الغزالي في التصوف عن التوحيدي ‪ ،‬و ن‬ ‫له ديوانا كبيرا في ذلك لم يصلنا منه شيء‪ .‬نقله عنه المصنف في \"شرح‬ ‫‪ )956-‬ثم رد عليه بانه الم يكن للمازري من الاعتناء‬ ‫الاصفهانية\"‪( :‬ص‪566/‬‬ ‫بكتب الصوفية و خبارهم ومذاهبهم ماله من الاعتناء بطريقة الكلام وما يتبعه‬ ‫من الفلسفة ونحوها فلذلك لم يعرف ذلك‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬ولم تكن مادة بي حامد من كلام أبي حيان التوحيدي وحده ‪ ،‬بل ولا‬ ‫غالب كلامه منه ‪ ،‬فان أبا حيان تغلب عليه الخطابة والفصاحة وهو مركب من‬ ‫فنون أدبية وفلسفية وكلامية وغير ذلك ‪-‬وإن كان قد شهد عليه بالزندقة غير‬ ‫واحد وقرنوه بابن الراوندي كما ذكر ذلك ابن عقيل وغيره ‪ -‬وإنما كان غالب‬ ‫استمداد أبي حامد من كتاب أبي طالب المكي الذي سماه قوت القلوب ‪ ،‬ومن‬ ‫كتب الحارث المحاسبي وغيرها‪ ،‬ومن رسالة القشيري ‪ ،‬ومن منثورات وصلت‬ ‫إليه من كلام المشايخ ‪) 0 .‬اهـ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪\" :‬أخرجوا\"‬ ‫(‪ )2‬الاصل‬ ‫(‪ )3‬وقد قال المصنف مثل ذلك في ابن سينا ونحوه من الفلاسفة ‪ ،‬انطر \"الفتاوى\"‪:‬‬ ‫‪04‬‬

‫[قه ‪ ]1‬وابن سينا ذكر في اخر \"إشاراته\"(‪ )1‬الكلام على مقامات‬ ‫العارفين بحسب ما يليق بحاله ‪ ،‬وذلك يعظمه من لم يعرف الحقائق‬ ‫الايمانية والمناهج القرانية‪.‬‬ ‫و بو حامد الغزالي قد ذكر شيئا من ذلك في بعض كتبه ‪ ،‬لا سيما‬ ‫الكتب \"المضنون بها على غير أهلها)\"‪ ،‬و\"مشكاة الانوار\" و\"جواهر‬ ‫القران \"‪ ،‬و\"كيمياء السعادة \"(‪ ،)2‬ونحو ذلك‪ ،‬ولهذا قال صاحبه‬ ‫أبو بكر بن العربي ‪ :‬شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة ثم أراد أ ن‬ ‫يخرج منه فما قدر(‪.)3‬‬ ‫لكن أبو حامد مع هذا يكفر الفلاسفة في غير موضع ‪ ،‬وبين فساد‬ ‫طريقتهم وأنها لا تحصل المقصود(‪. ،)4‬وهو في اخر عمره اشتغل‬ ‫بالبخاري ‪ ،‬ومات على ذلك( ) ‪ .‬ولهذا قيل ‪ :‬إنه رجع عن هذه الكتب‪.‬‬ ‫ومن الناس من يقول ‪ :‬إنها مكذوبة عليه ‪ ،‬ولهذا كثر كلام الناس فيه‬ ‫وأبو[الحسن]‬ ‫لاجلها‪ ،‬كما تكلم المازري ‪( ،‬والطرطوشي‪،‬‬ ‫المرغيناني(‪ )6‬والقشيري ‪ ،‬وابن عقيل ‪ ،‬وابن الجوزي ‪ ،‬والقرطبي‪،‬‬ ‫(‪ ،)204 /01‬وقاله في الغزالي (‪.)164 /4‬‬ ‫(‪.)827 - 4/818( )1‬‬ ‫(‪ )2‬انظر ما سبق (ص‪ )21 - 02 /‬بشأن هذه الكتب ‪ ،‬ومدى ثبوت بعضها إليه‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ذكر ذلك المصنف في عدد من كتبه \"الفتاوى\" ‪ ،)164 ،4/66( :‬و\"الصفدية\"‪:‬‬ ‫(‪ ،)025 ،211 /1‬و\"الرد على المنطقيين \"‪( :‬ص‪.)483/‬‬ ‫‪ )031‬له‪.‬‬ ‫(‪ )4‬انظر تكفير الغزالي لهم في \"تهافت الفلاسفة \"‪( :‬ص‪-703/‬‬ ‫الفتاوى \" (‪.)13/238‬‬ ‫‪1‬‬‫و نظر‪ \" :‬مجموع‬ ‫انظر ما سبق (ص‪.)33 /‬‬ ‫خطا وصوايه‪-‬‬ ‫(‪ )6‬وقع في الاصل ‪\" :‬أبو حامد المرغيناني ويبت \"‪ ،‬و\"أبوحامد\"‬

‫في غير هذا‬ ‫وأبو البيان الدمشقي ‪ ،‬وغيرهم ‪ ،‬وهذه الامور مبسوطة‬ ‫الموضع (‪.)1‬‬ ‫والمقصود هنا أن لفظ الملكوت والجبروت في كلام كثير من‬ ‫المتاخرين يريدون به غير ما راد الله ورسوله ‪ ،‬فيتكلمون بالالفاظ الواردة‬ ‫بذلك‬ ‫في الكتاب والسنة ومرادهم بها غير ما أراد الله ورسوله ؛ فيحصل‬ ‫ضلال لكثير من الناس ‪ ،‬فان النبي ع!ييه كان يقول في ركوعه وسجوده ‪:‬‬ ‫\"سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة \"(‪ ،)2‬وهو لم يرد‬ ‫بالجبروث والملكوت العقول والنفوس التي تقصدهما الفلاسفة باتفاق‬ ‫علماء المسلمين ‪ ،‬ولا يقول مسلم ‪ :‬إن ملائكة الله الذين وصفهم في‬ ‫كتابه هي العقولى العشرة ‪ ،‬والنفوس الفلكية التي يذكرها الفلاسفة‪.‬‬ ‫وهؤلاء الفلاسفة يقولون ‪ :‬إن العقل الاولى هو المباع لكل ما سوى‬ ‫أبوالحسن ‪ ،‬وهو ابو الحسن علي بن أبي بكر الفرغاني برهان الدين المرغيناني‬ ‫و\"تاج‬ ‫ترجمته في \"الجواهر المضية\"‪،)2/627( :‬‬ ‫الحنفي ت(‪.)395‬‬ ‫و\"الفوائد لبهية\"‪( :‬ص‪ .)144 - 141 /‬و لكلمة بعد‬ ‫التراجم \"‪( :‬ص‪،)702/‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الاسم لم يتبين معناها والسياق بدونها مستقيم‪.‬‬ ‫عانها‬ ‫انه الف هذه الكتب لكنه رجع‬ ‫(‪ )1‬رجح المصنف في \"الفتاوى\" ‪)13/238( :‬‬ ‫بعد ذلك ‪ .‬وانظر ما سبق (ص‪.)21 /‬‬ ‫والنسائي رقم‬ ‫و بو داود رقم (‪،)873‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه أحمد رقم (‪،)08923‬‬ ‫والبيهقي ‪ )31 0 /2( :‬وغيرهم‬ ‫في \"الشمائل \" رقم (‪،)313‬‬ ‫(‪ ،) 1 0 94‬والترمذي‬ ‫من حديث عوف بن مالك ‪ .‬والحديث صححه النووي في \"خلاصة الاحكام \"‪:‬‬ ‫(‪ ،)693 /1‬وقال في \"الاذكار\"‪( :‬ص‪ :)86 /‬هذا حديث صحيح رو ‪ 51‬أبو داود‬ ‫و لانسائي في سنعهما‪ ،‬والترمذي في كتاب الشمائل باسانيد صحيحة ‪ .‬وحشنه‬ ‫وتعقب النووي في‬ ‫الحافط ابن حجر في \"نتائج الافكار\"‪)75-2/74( :‬‬ ‫تصحيحه له‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫الله ‪ ،‬والعقل الفعال العاشر هو المبدع لكل ما تحت فلك القمر‪.‬‬ ‫ومعلوم أن هذا من أعظم الكفر في دين المسلمين ‪ ،‬فان مسلما لا‬ ‫يقول ‪ :‬إن ملكا من الملائكة خلق كل ما تحت السماء‪ ،‬ولا يقول ‪ :‬إ ن‬ ‫ملكا من الملائكة خلق جميع المخلوقات ‪ ،‬بل القرآن قد بين كفر من‬ ‫قال ‪ :‬إنهم متولدون عنه ‪ ،‬فكيف بمن قال ‪ :‬هم مئولدون عنه ‪ ،‬و نهبم‬ ‫خالقودن لجميع المخلوقات ؟ ! قال الله تعالى ‪ < :‬وقالوا اتخ!ذ ألرخن ولدصا‬ ‫سثضه بل !ا؟ مكرموت ! لا لمجمتبقونه بالقوه وهم بامره‪-‬‬ ‫يعملوت ! تعلم ما تين يديهم وماله ولايشفعوت إلا لمن ارتضى وهم‬ ‫من خشيعه !ئمققون *>[الانبياء‪ ، ] 28 - 2 6 /‬وقال تعالى ‪ ! < :‬و!من ملك‬ ‫في السمؤ! لا تغنى شفعنهم شئا إلا منما بعد أن ياذن ادله لمن لمجشاء ولرضى‪> * -‬‬ ‫عبد‪3‬‬ ‫المسيح أن يكون‬ ‫[النجم‪[ ]26 /‬ق ‪ ، ]16‬وقال تعالى ‪ < :‬لن يستنكف‬ ‫فسيخثسرهم‬ ‫ئئه ولا اتملمكة المقزبون ومن يستعبهف عن عبادته ‪ -‬و!بز‬ ‫‪. ]1 72‬‬ ‫[ لنسا ء‪/‬‬ ‫ا‬ ‫إ ليه جميعا !)‬ ‫والايات في هذا المعنى كثيرة ‪ ،‬وقد بسط الكلام على هذا في غير‬ ‫هذا الموضع (‪ ،)1‬فان المرض بهذه الامور كثير في كثيير من الناس ‪ ،‬والله‬ ‫يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ‪ .‬والمقصود هنا التنبيه على بعض ما‬ ‫في هذا الحزب ‪.‬‬ ‫و يضا‪ :‬فان هذا الحزب صنف للدعاء به عند ركوب البحر‪،‬‬ ‫والجهال الذين يتلونه كما يملى القران يقروه أحدهم وهو في البر ليس له‬ ‫بعدها)‪ ،‬و\"بغية المرتاد\"‪:‬‬ ‫(‪ )1‬انطر‪\" :‬الرد على المنطقيين \"‪( :‬ص‪-474/‬فما‬ ‫و\"الفتاوى\"‪ )233- 231 /11 ، 304- 204 /01( :‬وغيرهاه‬ ‫(ص‪،)243/‬‬ ‫‪43‬‬

‫البحر ‪ ،‬فيبقى داعيا يقول ‪ :‬سخر لنا هذا البحر ‪ ،‬ولا بحر‬ ‫عزم على ركوب‬ ‫!! ‪.‬‬ ‫عنده‬ ‫الحزب ذهب ليحح ويركب البحر‪ ،‬فمات ودفن‬ ‫وصاحب‬ ‫بمكان يسمى ‪ :‬الخرجة ‪ ،‬قبل ساحل عيذاب بأيام ‪،‬‬ ‫ِ)‪)1‬‬ ‫(‪(2‬‬ ‫بصحراء عيذاب‬ ‫قبل أن يركب البحر ويدعو به‪ ،‬فما حصل مقصود لصاحبه فكيف‬ ‫لغيره ؟!‬ ‫‪1‬لبحر‬ ‫وأيضا‪ :‬فقول القائل ‪( :‬سحر لنا هذا البحر كما سحرت‬ ‫لموسى ) كلام باطل ‪ ،‬فإن الله فرق البحر لموسى حتى مشى على‬ ‫الارض ‪ ،‬لم يركب البحر ‪ ،‬وهذا الداعي ليس مطلوبه أن يفرقه له ‪ ،‬ولو‬ ‫طلب ذلك لم يفرقه الله له ‪ ،‬فلا يجوز طلب تسخير كتسخير موسى ‪ ،‬وان‬ ‫قال ‪ :‬أردت به أصل التسخير لا صفته ‪ ،‬فقوله ‪\" :‬سخر لنا هذا البحر\"‬ ‫كاف فلا حاجة إلى التشبيه ‪ ،‬مع أن فرق البحر لموسى لا يسمى تسخيرا‪،‬‬ ‫بل هو أعظم من التسخير‪.‬‬ ‫وأيضا‪ :‬فان الله قد سطبر لنا ما في السموات وما في الارض ‪،‬‬ ‫فالتسخير نوعان ‪ :‬نوع معتاد ‪ ،‬ونوع خارق للعادة ‪.‬‬ ‫فإن كان طلب التسخير المعتاد لم يكن في تشبيهه بخوارق العادات‬ ‫دون غيرها فائدة ‪ ،‬بل يقال ‪ :‬سخره لنا كما سخرته لمن سلمته من‬ ‫عبادك ‪ ،‬وكما سخرت لنا ما في السموات والارض ‪.‬‬ ‫ة\" !‬ ‫ا‬ ‫‪ \" :‬صحر‬ ‫الاصل‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬عيذاب ‪ :‬مدينة على ساحل البحر الاحمر‪ ،‬سبق التعريف بها في المقدمة ععد‬ ‫الكلام على وفاة الشاذلي‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫وان أراد به خرق العادة كما خرقت العادة لموسى وابراهيم وداود‬ ‫وسليمان ‪ -‬كان هذا جهلا ‪ ،‬فإن ركوب البحر والسلامة فيه ليس فيه خرق‬ ‫عادة ‪.‬‬ ‫والكلام المعروف في مثل هذا أن يقال ‪ :‬يا من فرق البحر لموسى‪،‬‬ ‫وجعل النار بردا وسلاما على إبراهيم ‪ ،‬وسطر الريح والجن لسليمان ‪،‬‬ ‫سخر لنا هذا البحر؛ لان هذا وصف لله بكمال القدرة العظيمة التي فعل‬ ‫بها هذه الامور الخارقة للعادة ‪ ،‬فيقال ‪ :‬يا من فعل هذا افعل بنا هذا ‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬فلم يعرف عن‬ ‫و ما ن يقال ‪ :‬سطر لنا هذا كما سطرت‬ ‫المتقدمين مثل هذا الكلام ‪ ،‬بل هو من الكلام المنكر الذي لا يقوله من‬ ‫يتصور ما يقول ‪ .‬والنار لم تسطر لابراهيم بل جعلت عليه بردا وسلاما‪،‬‬ ‫فلم ينتفع هو بها مع كونها نارا بل غيرت صفتها‪ ،‬وتسخير الشيء يكون‬ ‫لمن ينتفع يه مع بقاء حقيقته‪.‬‬ ‫وكذلك موسى فلق له البحر ولا يقال لمثل هذا تسخير ‪ ،‬بل هذا أبلغ‬ ‫من التسخير أق ‪ ]17‬وقد قال تعالى ‪ < :‬وسخرل!ما في لسمؤت وما فى آلارض‬ ‫جميعا منه > [الجاثية‪ ]13 /‬وقال ‪< :‬وسخر لكم الأنهر ! ولشر لكم‬ ‫لشمس والقمر ايبين ولشرلكمص ليز والنهار!> [إبراهيم‪ ]33 - 32 /‬وقال‬ ‫بأمر\" ) [الاعراف ‪. ] 5 4 /‬‬ ‫تعالى ‪ < :‬والشمس و لقمروا لجوا مسخرغ‬ ‫على مكانتهم ) فان هذا دعاء‬ ‫‪[ :‬قوله ] ‪( :‬وامسحهم‬ ‫الخاسر‬ ‫الموضع‬ ‫بالمسخ وهو غير جائز ولا يجاب ‪ ،‬والله أخبر أنه لو شاء فعل ذلك بقوله‪:‬‬ ‫> [يس‪ . ]67 /‬والله تعالى مسخ‬ ‫< ولو !ماء لمسخهض عك محاشهم‬ ‫قوما قردة وخنازير لنوع من الكفر‪ ،‬وكذلك يمسخ من هذه الامة قوما‬ ‫قردة وخنازير ‪ ،‬وهذا في أنواع من الكفر؛ كاستحلال المحرمات ؛ من‬ ‫‪45‬‬

‫لسب الصحابة والخمر والمعازف ‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫وأما المسلم العاصي فلا يجوز الدعاء عليه بالمسخ ‪ ،‬ولا يستجاب‬ ‫ذلك ‪ ،‬وقد حرم الله الاعتداء في الدعاء‪ ،‬والصائل يدفع بما يكف شره ‪،‬‬ ‫فاذا دعي عليه بما يكف شره حصل المقصود من غير احتياج إلى مسخه‪.‬‬ ‫‪ :‬قول القائل ‪( :‬بسم الله بابنا ‪ ،‬تبارك حيطاننا ‪ ،‬يسى‬ ‫السادس‬ ‫الموضع‬ ‫سقفنا) دعاء ليس مأموزا به ولا من جنس المامور‪ ،‬وهو مما تنكره‬ ‫القلوب ‪ ،‬فان جعل كلام الله بمنزلة الباب و لسقف والحيطان يحتاج مثله‬ ‫إلى أثر ‪ ،‬والا فهو بدعة ‪ ،‬وقد يفهم من ذلك انتقاص حزمته‪.‬‬ ‫]لوجه(‪ )1‬السابع ‪ :‬أن يقال ‪ :‬مقصود هذا الدعاء كله تيسير الركوب‬ ‫في البحر ودفع العدو ‪ ،‬وهذا مطلوب يسير ليس هو أعظم المطالب ‪ ،‬وان‬ ‫غالب من يركب البحر من الكفار والفساق يحصل لهم هذا ‪ ،‬ليس هو مما‬ ‫يحتاج فيه أن تبتذل فيه آيات الله و سماؤه هذا الابتذال ‪.‬‬ ‫الوجه الثامن ‪ :‬أن هذا الدعاء لو كان سائغا مشروعاا لم يكن مشروغا‬ ‫إلا لمن يقصد ركوب البحر ‪ ،‬فأما الدعاء به في المساجد والبيوت وغيرها‬ ‫البحر‪ ،‬فانه لا يفعله إلا جاهل لا يفقه ما يقول ‪ ،‬و‬ ‫من غير ركوب‬ ‫أ‬ ‫يستهزىء بالله ‪ ،‬وعلى التقديرين فيستحق العقوبة على ذلك ‪ ،‬كمن يقول‬ ‫وهو لا يريد الركوب ‪ :‬اللهم سخر هذا الفيل وهذا الجمل وهذا الفرس‬ ‫والبغل والحمار! ! وليس هناك شيء من الدواب ‪ ،‬ولا هو يقصد ركوبه‪،‬‬ ‫فإن هذا إما جاهل بما يقول أو مستهزىء بمن يناجيه!‬ ‫الستة السابقةه‬ ‫( ‪ ) 1‬هذا الوجه وما بعده تابعة للمواضع‬ ‫‪46‬‬

‫أو يقول ولا طعام عنده وهو لايريد الاكل ‪ :‬اللهم أطعمني من هذا‬ ‫الطعام !‬ ‫]لوجه التاسع ‪ :‬أن هذا فيه انتزاع ايات من القوان ووضعها في غير‬ ‫موضعها‪ ،‬وايات أنزلت لمعاني استعملت في غير تلك المعاني ‪ ،‬وهذا‬ ‫إن كان سائغا فيسوغ بقدر الحاجة ‪ ،‬فاما أن يجعل ذلك حزئا [ق ‪ ]18‬جم!لى‬ ‫كما ي!لى القرآن ‪ ،‬ويجمع عليه في أوقات معتادة ‪ ،‬فهذا لا يسوغ (‪5 )1‬‬ ‫وقد تنازع الناس في قراءة آيات الحرس (‪ )2‬مع أنها قران محض لم‬ ‫يخلط بغيره ‪ ،‬فكرهها طائفة من العلماء ؛ لانه تلاوة للقرآن على غير الوجه‬ ‫المشروع ‪ ،‬فاشبه تنكيس السورة ‪ ،‬فإنه منهي عنه بالاتفاق ‪ .‬ومن رخص‬ ‫في قراءة ايات الحرس فانه قد جاء ببعض ذلك حديث رواه ابن ماجه (‪. )3‬‬ ‫(‪ )1‬صنف في الاقتباس غير و حد منهم السيوطي في رسالة مطبوعة ضمن‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫\"الحاوي\"‪.)284 - 1/925( :‬‬ ‫(‪ )2‬وهي آيات تجمع وتخص بالقراءة وتسمى \"ايات الحرس \"‪ .‬وقد اعتاد بعض‬ ‫المشايخ على قراءتها‪ ،‬انظر \"السير\"‪ ،)22/7( :‬و\"ذيل طبقات الحنابلة \"‪:‬‬ ‫وقد عدها أبو شامة المقدسي من الباع ‪ ،‬و نها لا أصل‬ ‫(‪،)3/113،4/177‬‬ ‫لها‪ ،‬انظر \"الباعث على إنكار الباع والحوادث \" ‪( :‬ص‪.)261 /‬‬ ‫(‪ )3‬رقم (‪.)9354‬‬ ‫و لحديث هو‪ :‬عن عبد لرحمن بن أبي ليلى عن بيه ابي ليلى قال ‪ :‬كنت‬ ‫جالسا عند النبي ع!ه إذ جاءه أعرابي فقال ‪ :‬إن لي أخا وجعا‪ .‬قال ‪( :‬ما وجع‬ ‫فجاء به فاجلسه‬ ‫فاتني به) قال ‪ :‬فذهب‬ ‫أخيك ؟) قال ‪ :‬به لمم ‪ .‬قال ‪( :‬اذهب‬ ‫بين يديه ‪ .‬فسمعته عوذه بفاتحة الكتاب ‪ ،‬وأربع آيات من أول البقرة ‪ ،‬وايتين من‬ ‫وسطها‪ ،‬والهكم اله و حد‪ ،‬و]ية الكرسي ‪ ،‬وثلاث آيات من خاتمتها‪ ،‬و ية من‬ ‫الله انه لا إله إلا هو) وآية من الاعراف ‪( :‬إن‬ ‫قال ‪( :‬شهد‬ ‫احسمه‬ ‫آل عمران‬ ‫ربكم الله الذي خلق ‪ ). .‬الاية ‪ ،‬واية من المؤمنين ‪( :‬ومن ياع مع الله إلها اخر=‬ ‫‪47‬‬

‫و ما هذا الحزب وأمثاله فانه خلط لكلام الله بغيره ‪ ،‬ووضع للايات‬ ‫في غير مواضعها ‪ ،‬وايات أنزلت في بيان حال الكفار ومنعهم عن الهدى ‪،‬‬ ‫واستعملت في دفع العدو‪ ،‬والله ذكرها مخبرا بها‪ ،‬وهذا ذكرها داعيا‬ ‫وهذا إذا سوغ استعماله وقت الحاجة ‪ ،‬فلا يجوز أن يجعل حزبا‬ ‫ميا ‪،‬‬ ‫يتدى ويجتمع عليه ‪ ،‬ولو جاز هذا لجاز لكل شخص أن يصنع في ايات الله‬ ‫واسمائه مثل هذا‪ ،‬ويصنف شيئا لغرض معين مع ما فيه من الخطا‬ ‫والصلال ‪ ،‬ويجمع عليه طائفة من الجهال يتلونه بالغدو والاصال ‪ ،‬كما‬ ‫جمتلى كلام المليك المتعال ‪.‬‬ ‫وقد تنازع العلماء في قراءة القران بالادارة (‪ ،)1‬كما يفعل‬ ‫لا برهان له به)‪ ،‬و ية من الجن ‪( :‬و نه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا‬‫‪1‬‬ ‫ولد )‪ ،‬وعشر آيات من أول الصافات ‪ ،‬وثلاث ايات من اخر لحشر‪ ،‬وقل هو‬ ‫الله أحد‪ ،‬والمعوذتين ‪ .‬فقام الاعرابي قد برا‪ ،‬ليس به باس ‪.‬‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫و خرجه الطبراني في \"الدعاء\" ‪( :‬ص‪ ،)033 /‬والحاكم ‪)4/458( :‬‬ ‫قد احتج الشيخان رضي الله عنهما برواة هذ الحديث كلهم عن اخرهم غير بي‬ ‫جناب الكلبي والحديث محفوظ صحيح ولم يخرجاه ه وعلق الذهبي بقوله‪:‬‬ ‫الحديث منكر ‪ .‬وقال البوصيري في \"مصباح الزجاجة \" ‪ :)225 /2( :‬هذا إسناد‬ ‫فيه أبو جناب الكلبي وهو ضعيف ‪ ،‬واسمه يحى بن بي حية‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وصفتها‪ :‬ان يقرأ بعضهم شيئا من السورة ‪ ،‬ثم هذ يتم ما قر ه هذا‪ ،‬وهذا يتم‬ ‫ما قرأه هذا‪ ،‬ومن كان لا يحفظ القران يترك قراءة ما لم يحفظه ‪ ،‬فلا يحصل‬ ‫لواحد جميع القرآن ‪.‬‬ ‫ومن صفاتها ‪ :‬قراءتهم للسورة مجتمعين بصوت واحد‪.‬‬ ‫فيها‪ :‬انها حسنة ععد اكثر العلماء‪ ،‬وقد كرهها‬ ‫كلام المصنف‬ ‫وخلاصة‬ ‫طوائف من هل العلم ؛ كمالك ‪ ،‬وطائفة من أصحاب الامام أحمد وغيرهم‪،‬‬ ‫ومن رخص فيها كبعض أصحاب الامام أحمد لم يقل ‪ :‬إنها فضل من قراءة =‬ ‫‪48‬‬

‫بالاسكندرية ‪ ،‬فكرهها مالك وطائفة من العلماء من أصحاب أحمد‬ ‫وغيرهم ‪ ،‬وقال في \"العتبية \" عن مالك (‪ )1‬لما سئل عن القوم يجتمعون‬ ‫ويقروون في السورة الواحدة ؟ فقال ‪ :‬هذا بدعة ‪ ،‬ولم يكن من عمل‬ ‫فيها اخرون منهم ومن غيرهم ‪ ،‬مع أنها قراءة‬ ‫الناس ‪ .‬وان كان رخص‬ ‫كلام الله محضا‪.‬‬ ‫‪1‬لوجه العاشر ‪ :‬أن استعمال هذا الحزب ذريعة إلى استعمال ما هو‬ ‫شر منه !\"الحزب الكبير\"(‪ ،)2‬فإن في ذلك من الأمور المنكرات‬ ‫والدعوات المحرمات ما يتعين النهي عنه على أهل الديانات ‪.‬‬ ‫وان كان قائله في زهد وعبادة ‪ ،‬وله دين وارادة ‪[ ،‬و] كان له نوع من‬ ‫المكاشفات وخوارق العادات = فهذا لا يوجب عصمة صاحبه ‪ ،‬ولا‬ ‫علمه باسرار العبادات ‪ ،‬ولا ن يستن شيئا من الاذكار والدعوات ‪ ،‬إ ذ‬ ‫السنن المشروعة في أمور الدين للأنبياء والمرسلين لا لاحاد الصالحين‪.‬‬ ‫الانفراد‪ ،‬بل قراءة كل على حدة أفصل من قراءتهم مجتمعين بصوت واحد‪.‬‬ ‫و ما قراءة واحد والباقون يستمعون له فلا يكره بغير خلاف ‪ ،‬وهي مستحبة‪،‬‬ ‫وهي التي كان الصحابة يفعلونها كأبي موسى وغيره ‪.‬‬ ‫الفقهية \" ‪( :‬ص‪،)89/‬‬ ‫الفتاوى \"‪ ،)05 /31( :‬و\"الاختيارات‬ ‫انظر ‪\" :‬مجموع‬ ‫وفد ذكر الشاطبي هذه القراءة في البدع المخففة‪.‬‬ ‫و\"الاقتضاء\"‪.)2/142( :‬‬ ‫والنووي في \"التبيان\"‪:‬‬ ‫\"الاعتصام \" ‪. )792 /2( :‬‬ ‫(‪ )1‬أثر مالك ذكره في \"البيان والتحصيل \" ‪،)1/892( :‬‬ ‫و لمصنف في عدد من كتبه كما سلف قريبا‪ .‬وكتاب \"العتبية\"‬ ‫‪1‬‬ ‫(ص‪،)013/‬‬ ‫لابن حبيب لم بطبع ‪ ،‬وهو مضمن في \"البيان والتحصيل \"‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وهو المسمى ‪ :‬حزب البر‪.‬‬ ‫‪94‬‬

‫وذلك مثل قوله في \"الحزب الكبير\"(‪( :)1‬فالسعيد حقا من أغنيته‬ ‫عن السؤال منك ‪ ،‬والشقي حقا من حرمته (‪ )2‬مع كثرة السؤال لك ‪ ،‬فاغننا‬ ‫بفضلك عن سؤالنا منك ‪ ،‬ولا تحرمنا من رحمتك مع كثرة سؤالنا لك) ‪.‬‬ ‫فيقال ‪ :‬من المعلوم أن أحدا من المكلفين لا يستغنى عن سؤال الله‪،‬‬ ‫فى صلاته بقوله ‪[ :‬ق ‪ <]91‬هدنا ألصزط‬ ‫بل السؤال عليه فرض‬ ‫أ!تميص ! !ررو الذيف أنغضت علئهم غيز المغضحوب عليهم ولا‬ ‫الطالين *> ‪ 1‬الفاتحة‪ ،]7- 6 /‬وهذا دعاء واجب على كل مسلم في‬ ‫كل صلاة ‪ ،‬لا صلاة إلا به ‪ ،‬وعند جمهور العلماء أنه ركن في الصلاة لا‬ ‫تصح لا به‪ ،‬وهو قول مالك والشافعي وأحمد والمشهور عند أبي‬ ‫يوسف ‪ ،‬وعند بعضهم هو واجب وتاركه مسيء وان لم يوجبوا عليه‬ ‫الاعادة ‪ ،‬كما يقوله أبو حنيفة ومحمد(‪. )3‬‬ ‫ومعلوم أن ما كان واجبا على العبد لم يكن مستغنئا عنه ‪ ،‬إذ لابذ‬ ‫للعبد من أداء الواجبات ‪ ،‬والصلاة عمود الدين لا تسقط لا عن الانبياء‬ ‫ولا عن الاولياء ولا غيرهم ‪ ،‬ومن اعتقد سقوطها عن خواص الاولياء‬ ‫فانه يستتاب فان تاب والا قتل‪.‬‬ ‫فان كثيرا من أهل الصلال يعتقدون سقوط الواجبات عن الاولياء‬ ‫الواصلين إلى الحقيقة ‪ ،‬ويتأولون قوله ‪< :‬و غذ رئك حتئ يانيك‬ ‫* > ‪ 1‬الحجر‪ ]99 /‬قالوا ‪ :‬فاذا حصل اليقين سقطت العبادة ‪،‬‬ ‫فقب‬ ‫وهذا من جنس قول القرامطة الباطنية من المتفلسفة وغيرهم ‪ ،‬الذين‪/‬‬ ‫(‪\" )1‬حزب البر\"‪( :‬ق ‪.)12‬‬ ‫(‪ )2‬مخطوطة الحزب ‪ :‬أحرمته‪.‬‬ ‫للغزا لي‪،‬‬ ‫(‪)2/901‬‬ ‫\"المغني \" ‪ ، ) 1 47 - 1 4 6 /2( :‬و\"الوسيط \" ‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪)3‬‬ ‫لعلماء \" ‪:‬‬ ‫اختلاف‬ ‫و\"الذخيرة \" ‪ ) 183 - 1 82 /2( :‬للقرافي ‪ ،‬و\"مختصر‬ ‫‪1‬‬ ‫ا‬ ‫(‪،)592 /1‬‬ ‫و\"بد ئع الصنائع \"‪. ) 016 /1( :‬‬ ‫‪05‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook