ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ:ـ ﺘﻌﺩﺩﺕ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻴﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﻤﻨﺒﻌﻪﺍﻷﻤﺜل ﻭﺍﻷﺴﻠﻡ .ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺤﺩﺱ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ.ﻓﺄﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﺼﺩﻕ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻩ ؟ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ: ـ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﺩﺴﻲ ﺃﺼﺩﻕ ﻤﺴﺎﻟﻙ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ. ﺍﻟﺤﺠﺔ: ـ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﺃﻗل ﺼﺩﻗﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻭﺍﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺨﺩﻋﻨﺎ.ـ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺩﺱ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻜﺘﺸﺎﻓﻪ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺩﻯ ﺘﻤﺎﺴﻙ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺎﺕ ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻨﻘﻭل ﻋﻨﻪ ﺃﻨﻪ ﺼﺎﺩﻕ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺠﺎل ﻴﻌﺠﺯ ﺍﻟﻌﻘل ﻋﻥ ﺇﺩﺭﺍﻜﻪ.ـ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﺩﺱ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺼﺩﻗﺎ ﻭﻻ ﺭﻴﺏ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﻗﺩ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻟﺩﻯ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ـ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻅﻬﺭ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻭﺤﻲ ـ ﻭﻟﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ. ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ:ﻤﻬﻤﺎ ﺘﻨﻭﻋﺕ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻑ ﻓﻬﻲ ﻜﻠﻬﺎ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺩﺱ ﻟﻭﺤﺩﻩ ﻏﻴﺭ ﻜﺎﻑﺭﻏﻡ ﻀﺭﻭﺭﺘﻪ .ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺠﻌل ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻴﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺩﺱ ﺒﺩﻭﻥ ﺍﺴﺘﺩﻻل ﻓﻬﻭ ﺃﻋﻤﻰ ﻭﺍﻻﺴﺘﺩﻻل ﺒﻐﻴﺭ ﺍﻟﺤﺩﺱ ﻓﻬﻭ ﺃﺠﻭﻑ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺃﻤﺜﻠﺔ. ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ. ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ. ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ. ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﺃﻤﺜﻠﺔ: ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻨﻁﻕ ﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻼﺀﺘﺘﺭﻜﺏ ﺍﻷﺠﺴﺎﻡ ﻤﻥ ﺠﺯﻴﺌﺎﺕ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭ ﻭﺍﻟﺫﺭﺍﺕ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﺠﻤﻴﻊﺘﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﺘﺅﺩﻱ ﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺘﺤﺕ ﻅﺭﻭﻑ ﻭﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻭﻜﻠﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻴﺔ ﻏﺎﻴﺔ. ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ. ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ. ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻫﻭ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻨﺤﺘﻙ ﺒﺎﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ \" \"\" \" ﻓﻜل ﺸﻲﺀ ﻴﺄﺘﻲ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﻜﺜﺭ ﺍﻹﺤﺴﺎﺴﺎﺕ ﻭﺘﺘﻨﻭﻉ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ,ﻭﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ \" \"\" \" ﺍﻟﻔﻁﺭﻴﺔ ﻭﻻ ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ. \" \"\" \" ﺃﻭﻟﻴﺎﺕ ﺭﻴﺎﻀﻴﺔ .ﻓﻬﺫﻩ ﻜﻠﻬﺎ ﺘﺘﻜﻭﻥ \" \"\" \" ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁﻏﻴﺎﺏ ﺃﻭ ﺇﺼﺎﺒﺔ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺱ ﻴﻤﻨﻊﺤﺩﻭﺙ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ. ﺍﻟﻌﻘل ﻴﻭﻟﺩ ﺼﻔﺤﺔ ﺒﻴﻀﺎﺀ. ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺸﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻤﺱ...ﺇﻟﺦ ﻭ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺘﺩﺭﻴﺠﻴﺎ ﻋﻥﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﻜل ﺃﺸﻜﺎﻟﻬﺎ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ. ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.ﻜل ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺼل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ.ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﺭﻭﺭ ﺒﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﻟﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ. ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ.
ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ:ﻨﺴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻫﻤﺎ ﻤﺼﺩﺭﺍ ﻟﻠﻤﻌﺭﻓﺔ .ﻭﻴﺘﺄﻜﺩ ﻫﺫﺍ ﻟﻤﺎ ﻨﺘﺘﺒﻊ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ. -1ﻓﺎﻟﻭﺠﻭﺩ ﻋﻨﺩ \"ﺩﻴﻤﻘﺭﻴﻁﺱ\" ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺔ )ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ( ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ» ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻼﺀ ﻭ ﺍﻟﺫﺭﺍﺕ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺘﺘﺄﻟﻑ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ « ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻨﺠﺩﺠﻭﻥ ﻟﻭﻙ ﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ .ﻭﻗﺩ ﺍﻫﺘﻡ ﻟﻭﻙJOHN LOCKﺒﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻜﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ ﻭﻴﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻭﻫﻲ :ﺃﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻻﺘﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻘﻭﻟﻪ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﻻ ﻏﻴﺭ .ﻭﻜل ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲﺘﻁﺭﺡ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻴﻴﻥ .ﻭﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻫﻲﺘﺭﻜﻴﺏ ﻟﻠﺠﺯﻴﺌﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴﺒﺎ ﻓﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺎ ،ﻭﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﺄﻟﻑ ﻤﻥ ﺃﺠﺴﺎﻡ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﺠﺴﺎﻡ ﺘﺘﺭﻜﺏ ﻤﻥ ﺠﺯﻴﺌﺎﺕ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺘﺘﺤﺭﻙ ﺒﺼﻔﺔ ﺁﻟﻴﺔ. -2ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻓﻴﺭﺍﻫﺎ ﺩﻴﻤﻘﺭﻴﻁﺱ ﻓﻲ» :ﺃﻥ ﺍﻷﺤﺎﺴﻴﺱ ﻫﻲ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ« ﻓﺤﻭﺍﺴﻨﺎ ﺘﻨﻘل ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺒﺼﻭﺭﻫﺎ ﻭﺘﻨﻘل ﺇﻟﻰ ﺠﺴﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺱ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ.ﻭﻗﺩ ﺍﺸﺘﻬﺭ ﺩﻴﻤﻘﺭﻴﻁﺱ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭﻴﻘﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ .ﻭﻴﻘﺎل ﺃﻥ ﺩﻴﻤﻘﺭﻴﻁﺱ ﺍﻋﺘﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﻓﺔ ﻓﻬﻭ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ.ﻭﻗﺩ ﺘﺒﻊ ﺃﺒﻴﻘﻭﺭ ﺘﻭﺠﻪ ﺩﻴﻤﻘﺭﻴﻁﺱ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﺸﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻟﻠﺤﻭﺍﺱ ﻤﻥ ﺩﻭﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.ـ ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻓﻘﺩ ﻗﺩﻡ ﻟﻭﻙ ﻤﻔﻬﻭﻤﺎ ﻟﻠﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ \":ﺇﻨﻪ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﺭﺍﺒﻁ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺃﻭﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺭ ﻓﻲ ﺃﻴﺔ ﻓﻜﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻨﺎ\" .ﻭﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺇﻻﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺒﻌﺽ .ﻓﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﺭﻜﺯ ﻟﻭﻙ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻷﻥ ﻫﺩﻓﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺃﺼل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﻴﻘﻴﻨﻬﺎ.
-3ﻭﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻘﻴﻡ :ﻓﻴﻨﻁﻠﻕ ﺩﻴﻤﻘﺭﻴﻁﺱ ﻤﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻤﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺒﺎﻟﺤﻴﺎﺓ \"ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﻫﺩﻭﺀ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺘﻬﺎ\" ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻜﻴﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﻭﺍﺠﺏ ﻭﺍﻟﺤﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺠﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺒﻠﻭﻏﻪ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ. ﺃﻤﺎ ﺤﺩﻴﺜﺎ ،ﻓﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﺍﻫﺘﻡ ﻟﻭﻙ ﺒﺎﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻨﻪ ,ﻭﻟﻜﻥ ﻫﻴﻭﻡ ﺍﻋﺘﻨﻰ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﺒﺎﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻷﺨﻼﻗﻲ ﻭﻨﺎل ﺸﻬﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻴﻨﻁﻠﻕ ﻫﻴﻭﻡ ﻤﻥ ﻤﺒﺩﺃ ،ﺃﻥ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻻ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻤﻁﻠﻘﺔ ﺒل ﻤﺴﺘﻭﺤﺎﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻟﻐﺭﻴﺯﺓ .ﻭﻴﻭﻀﺢ ﻫﻴﻭﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻫﻴﻭﻡ ﻟﻼﻨﻔﻌﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﻁﻑ .ﻓﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻜﺎﻟﺤﺯﻥ ﻭﺍﻟﻔﺭﺡ ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ...ﺇﻟﺦ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻜﺎﻟﻜﺒﺭﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻀﻊ ﻭﺍﻟﺤﺏ ﻭﺍﻟﻜﺭﺍﻫﻴﺔ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻴﻭﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻐﺭﻴﺯﺓ ﻤﺼﺩﺭﺍ ﻟﻸﺤﻜﺎﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ. ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ :ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻓﻼﻁﻭﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻷﺭﺴﻁﻴﻴﻥ ـ ﺃﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻴﻥ ـ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ،ﻭﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎﻨﺠﺩ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻴﻥ ﻴﺩﺤﻀﻭﻥ ﻓﻁﺭﻴﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﻴﺠﻌﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺨﻴﺭ ﻤﺎ ﻴﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ :ﻟﻭﻙ Lockﻭ ﻫﻴﻭﻡ Humeﻭ ﻜﻭﻨﺩﻴﺎﻙ.Condillac
ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ: ﺘﻁﺒﻴﻕ :1ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺫﺭﺍﺕ ﺘﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﺀ .ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻼﺤﻅﻬﺎ ﻭﻨﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. ﺇﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻓﻜﺎﺭﻨﺎ ﻤﺴﺘﻘﺎﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ. ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ :ﺘﻨﻘل ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺤﻭﺍﺴﻨﺎ ﺁﺜﺎﺭﺍ ﻋﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴﻨﺎ ﺇﺤﺴﺎﺴﺎﺕ. ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔ :ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ ﻭﻤﺎ ﻴﺠﺭﻱ ﻓﻲ ﺒﺎﻁﻨﻬﺎ. ﺍﻟﻌﻘل ﺼﻔﺤﺔ ﺒﻴﻀﺎﺀ ﻤﻬﻴﺄ ﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻘﺎ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ. ﺘﻁﺒﻴﻕ 2ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﻜل ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺭﺍﺒﻁ ﺍﻵﻟﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ .ﻭﻤﺭﺠﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﺍﺒﻁ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﺩﺍﻋﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺩﺙ ﺒﺎﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺭ ﺍﻟﺯﻤﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ. ﻴﻤﻴل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﻗﻊ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ. ﺒﺎﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺼل ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ. ﻫﻨﺎﻙ ﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭ ﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﺤﺩﻴﺜﺔ ﻭ ﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﻤﻌﺎﺼﺭﺓ . ﺘﻁﺒﻴﻕ 3ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﺘﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ) .ﻜﻭﻨﺩﻴﺎﻙ( ﺇﺤﺴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﺜﺎل ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻨﻔﻌﺎﻻﺕ ﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﻓﻜﻴﻑ ﺘﺘﻡ ﺍﻹﺩﺭﺍﻜﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻭﻤﻘﺎﺩﻴﺭ ﻭﻜﻴﻑ ﻴﺘﻡ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ؟ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ـ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ـ. ﻟﻸﺨﻼﻕ ﻏﺎﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﺍﻭﻟﺘﻬﺎ.
ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل – ﻤﻘﺎﻟﺔ: ﻫل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ؟ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ – ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹ: »ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻬﻨﺎ ﻫﻨﺎ ،ﻫﻲ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﺼل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭ ﻤﺼﺩﺭﻩ .ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﺫﺍﻫﺏ:ﺍﻷﻭل ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ -ﻭ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻫﻡ ﻗﻭﺓ ﻓﻁﺭﻴﺔ -ﻫﻲﺍﻷﺼل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻨﻪ ﻜل ﻋﻠﻡ ﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﺃﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺹ ،ﻤﺼﺩﺭ ﺃﻫﻡ ﺼﻔﺘﻴﻥ ﻴﺘﺼﻑ ﺒﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻡﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻭ ﻫﻤﺎ ﺼﻔﺘﺎ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ؛ ﻭ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺭﺠﻌﻭﻥﻜل ﻋﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ .ﻭ ﻴﺼﻔﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﺼﻔﺤﺔ ﺒﻴﻀﺎﺀ؛ ﻭ ﻗﺩ ﻴﺴﻤﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺒﻤﺫﻫﺏﺍﻟﺤﺴﻴﻴﻥ ،ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ -ﺃﻱ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤﻭﺍﺱ -ﺃﺼل ﻜل ﻋﻠﻡ؛ﻭ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺩﻋﻴﻬﺎﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺫﻫﺒﻴﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ .ﻭ ﻴﻔﺴﺭ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﻭﻥ \"ﺍﻟﻌﻠﻡ\" ﺒﺄﻨﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﺎﻤﻠﻴﻥ ،ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺼﻭﺭﻱ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘل ﺫﺍﺘﻪ،ﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﺎﺩﻱ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﺤﺴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﺭﺍﻜﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ .ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻭﺠﺩ ﺃﺤﺩ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ،ﺍﺴﺘﺤﺎل ﻭﺠﻭﺩ ﻋﻠﻡ ﺤﻘﻴﻘﻲ؛ ﺇﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴل ﻗﻁﻌﺎ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻫﻡ ،ﺃﻥ ﻨﺼل ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺼﺭﻑ ،ﺇﻟﻰ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﻟﻬﺎ ﺃﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﻴﺩﻋﻲ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﻭﻥ.ﻭ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﻨﻘﻁﺔ ﺃﺒﻌﺩ ﻭ ] [...ﺒﻬﺫﺍ ،ﻴﻭﻓﻕ ﻜﺎﻨﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ،ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺘﻘﺎﺒل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﺤﺱ .ﻓﺒﺎﻹﺤﺴﺎﺴﺎﺕ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺼﺤﻴﺢ ،ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺨﻀﻊ – ﻜﻤﺎ ﻴﺨﻀﻊ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻨﻔﺴﻪ – ﻟﺼﻭﺭﺓ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺃﻭﻟﻴﺔ«. ﺃﻭﺯﻓﻠﺩ ﻜﻭﻟﺒﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ :ﻀﻊ ﺘﺼﻤﻴﻤﺎ ﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ.
ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل -ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ: ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ :ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻤﺩﻯ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺱ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻤﺼﺩﺭﺍ ﻟﻠﻤﻌﺭﻓﺔ؟ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل -ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ :ﺠﺩﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ :ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﺼل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ. -ﺘﺤﻠﻴل ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺤﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ :ﺍﻟﻌﻘل ﻴﻭﻟﺩ ﺼﻔﺤﺔ ﺒﻴﻀﺎﺀ ،ﻭ ﻜل ﻤﻌﺎﺭﻓﻪ ﺇﻨﻤﺎ ﺃﺴﺴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ. ﺍﻟﻨﻘﺩ - :ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻟﻴﺱ ﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺎ :ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻴﺔ... ﻨﻘﻴﺽ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ :ﺍﻟﻌﻘل ﺃﺼل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ. -ﺘﺤﻠﻴل ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ :ﺍﻟﻌﻘل ﻗﺩﺭﺓ ﻓﻁﺭﻴﺔ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﻤﺎ ﺘﻤﻠﻜﻪ ﻤﻥ ﺇﻁﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﻤﺒﺎﺩﺉ. ﺍﻟﻨﻘﺩ :ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺘﺒﻘﻰ ﺇﻁﺎﺭﺍﺕ ﺠﻭﻓﺎﺀ ﻭ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﺤﺘﻭﻯ ﻤﻜﺘﺴﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﺴﻲ. ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ :ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻨﻭﻋﺎﻥ :ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻋﻘﻠﻲ ﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺘﺠﺭﻴﺒﻲ. ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ -ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﺹ: ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ :ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺎﻟﺠﻬﺎ ﺍﻟﻨﺹ ﺘﺨﺹ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ.ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل :ﻴﺴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺫﺍﻫﺏ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻴﺅﻴﺩ ﻤﻭﻗﻑﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﻜﺎﻨﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻑ ﻤﻭﻗﻔﺎ ﻭﺴﻁﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻴﻥ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘل ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ.ﺍﻟﺤﺠﺔ :ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﺎﺭﺍﺕ )ﻤﺒﺎﺩﺉ( ﻗﺒﻠﻴﺔ – ﺃﻱ ﻓﻁﺭﻴﺔ ،-ﺒﻬﺎ ﻴﻨﻅﻡ ﻭ ﻴﻌﻁﻲ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻠﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤﻭﺍﺱ . ﺍﻟﻨﻘﺩ :ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻜﺘﺴﺎﺏ. ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ :ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻘل ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻤﻌﺎ.
ﺘﺩﺭﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ... ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل -ﻤﻘﺎﻟﺔ : ﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻨﻅﺭﻱ ﺃﻡ ﺘﺠﺭﻴﺒﻲ؟ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ– ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹ:”ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻤل ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﺕ ﻤﻼﺤﻅﺘﻪ ﺒل ﺇﻨﻪ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﻓﻲﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﺎ ﻴﺯﺍل ﻤﺤﺘﺠﺒﺎ ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺌﺕ ﻤﻼﺤﻅﺘﻪ ﺃﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻼﺤﻅ ﺒﻌﺩ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡﻴﺨﻁﺭ ﺒﻌﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ .ﻓﺎﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﻠﻨﺎ ﻴﻌﺩ ﺇﺫﻥ ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺭﺌﻴﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ.ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺘﻘﺩﻩ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻤﻬﻨﺩﺴﻭﻨﺎ ﻭﺒﺎﺤﺜﻭﻨﺎ ﻭﻴﻔﺘﻘﺩﻩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﻫﻭ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺤﻘﺎﺌﻕﻤﺠﻬﻭﻟﺔ .ﺇﻥ ﺭﺠﺎﻟﻨﺎ ﻴﺭﻀﻭﻥ ﺒﻤﻌﺎﺭﻑ ﺠﺯﺌﻴﺔ ﺘﻘﺭﻴﺒﻴﺔ ﻭﻴﻅﻨﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻓﻘﻬﺎ، ﻭﻴﻅﻨﻭﻥ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ. ﺠﺎﻥ ﻓﻭﺭﺍﺴﺘﻴﻴﻪ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ :ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻨﺹ. ﻫﻭ ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﻓﺭﻨﺴﻲ ﻤﻌﺎﺼﺭ ـ ﺯﻋﻴﻡ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩ ﻤﻥ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ )ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻟﻌﺩﻡ( ﺍﻟﺘﺨﻴل ـ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻻﺕ ـ ﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﺍﺸﺘﻬﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﺌﻴﺔ ﻭﺒﻤﻘﺎﻻﺘﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ :ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻨﺹ ،ﺘﺒﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺸﻜﺎل ،ﻭﻤﻭﻗﻑ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺤﺠﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻤﻥ ﺤﺠﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ ،ﻭﻨﻘﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺠﺞ ،ﻭﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ.
ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲPRAGMATISME ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ﺃﻤﺜﻠﺔ. ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ. ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ. ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ﺍﻟﺘــﺒــﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤـﻨـﻁـــﻕ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻁﺒﻴﻕ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻫﻭ ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺼﺎﺩﻗﺔ ﻭﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ. ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ :ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻲ \" ﺒﺭﺍﻏﻤﺎ ﺫﻟﻙ ﺨﻁﺄ ﻭﻋﺒﺙ ﻻ ﻁﺎﺌل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩﺓ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ ﻭﺭﺍﺌﻪ. ﻫﻲ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺼﺩﻗﻬﺎ. ، \" PRAGMAﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤل. ﻜل ﻤﺎ ﻫﻭ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ:ﻫﻲ ﻟﻔﻅ ﻤﻌﺭﺏ ﻤﻥ ﻭﻤﻔﻴﺩ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻔﻴﺩﺍ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺠﺤﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺍﻟﺫﻜﺭ .ﺃﻤﺎ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻬﻭ ﺼﺤﻴﺢ. ﺘﺘﺠﺴﺩ ﺒﺎﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺘﺭﺠﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﻤﻨﻁﻘﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻬﻭ )ﺍﻟﺫﺭﺍﺌﻌﻴﺔ(. ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺠﺫﺭﻴﺔ ﻜﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ :ﻤﺫﻫﺏ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﻻ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎ ﺍﻟﺼﻭﺭﻱ ﺍﻟﺸﻜﻠﻲ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﺇﻻ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻘﻭﺩ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻭﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻲ. ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ. ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻨﺎﺠﺢ. ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻭﻜل ﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﺠﻴﻤﺱ ﺃﻥ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺼﺩﻕﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻭﻨﻤﻭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ،ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻭ ﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ :ﻫﻴﻤﻨﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻴﺱ ﻤﻁﺎﺒﻘﺘﻬﺎ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ،ﻭ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﺩﺓ ﻫﻭ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻁﻭﻴﻠﺔ. ﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩ ﻭﻤﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻭ ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﺎﺌل \" ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﻤل \".ﻜﻤﺎ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﻘﺎل ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ \"ﻜﻴﻑ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻩ. ﻴﻘﻭل ﺃﻴﻀﺎ\" :ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﻨﻭﻀﺢ ﺃﻓﻜﺎﺭﻨﺎ\" ﻟﻠﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﻁﻴﻨﺎ ﺃﻜﺒﺭ ﻜﻡ ﻤﻥ ﻭﻟﻴﺎﻡ ﺠﻴﻤﺱ ﻫﻭ ﺃﻜﺒﺭ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺱ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ .ﻭ \" ﺘﺸﺎﺭل ﺴﺎﻨﺩﺍﺭﺱ ﺒﻴﺭﺱ\"ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺒﻴﺭﺱ ﻫﻭ ﻤﺅﺴﺱ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ،ﻓﺈﻥ ﺠﻴﻤﺱ ﻫﻭ ﺯﻋﻴﻤﻪ ﻭ ﺃﺸﻬﺭ ﻭﺫﻟﻙ ﺴﻨﺔ .1878ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎلﻓﻼﺴﻔﺘﻪ .ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻘﺎل ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﻟﻡ ﺘﺘﻀﺢ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻀﺭﺓ ﻟﻭﻟﻴﻡ ﺠﻴﻤﺱ ﻋﻥ
ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺭﻀﺎ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﺭﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﻤﻼﺯﻤﺔ ﻻﺴﻡ \"ﻭﻟﻴﺎﻡ ﺠﻴﻤﺱ\" ﺍﻟﺫﻭﻕ ،ﻭﺃﻫﻡ ﺨﺎﺼﻴﺔ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ W.JAMESﻋﺎﻡ . 1898 ﻭ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﺘﺄﺨﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ. ﺃﺸﻬﺭ ﻓﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ .ﻜﺎﻥ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘل ﺃﺩﺍﺓ ﻨﺎﻓﻌﺔ ،ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻀﺭﺓ \" :ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻌﻴﺔ، ﻤﻔﻴﺩﺓ ،ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻤﻬﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ،ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ .ﻓﻬﻲ ﺘﺄﺨﺫ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ \" ﺒﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﺨﻠﻕ ﺍﻟﻌﻘل ﻴﻜﻭﻥ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﻭﻥ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﻘﺼﺩﻭﻥ ﻤﺎﺩﻴﺎ. ﻭﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﺤﻔﻅﻬﺎ،ﻭ ﺘﻁﻭﺭﻫﺎ، ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻻ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻤﻬﻤﺘﻪ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻐﻴﺏ ﻗﻭل ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻭل ﺒﻪ ﺍﻟﻨﻔﻌﻴﻭﻥ ﻗﺒﻠﻬﻡ، ﺘﻨﺎﻗﺽ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل ،ﺒل ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﺠﻪ ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻴﺒﻘﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﻗﻭل ﻀﻌﻴﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻌﻴﺎﺭﺍ ﻏﻴﺭ ﻟﻠﻌﻨﺎﻴﺔ ﺒﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ. ﻻ ﻴﻘﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻜﺎﻑ ،ﻻ ﻴﺼﻠﺢ ﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﻜل ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻋﺒﺭ ﻋﻨﻬﺎ \"ﺠﻴﻤﺱ\"ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻨﻔﻌﻲ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻘﻭﻟﻪ) :ﺇﻨﻬﺎ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻷﻨﻬﺎﺘﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔﺍﻟﻤﺘﻭﺤﺸﺔ ﻤﺜل ﻤﺎ ﺍﻷﺤﻭﺍل .ﻓﺎﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﻘﻕ ﻤﻔﻴﺩﺓ( ،ﻭ)ﺇﻨﻬﺎ ﻤﻔﻴﺩﺓ ﻷﻨﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺼﺤﻴﺤﺔ( ،ﻭﻗﺩ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ. ﺍﻟﺭﺒﺢ ﻟﺸﺨﺹ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺭﺍﻓﺽ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ،ﻷﻥ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﻟﻐﻴﺭﻩ. ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻁﺒﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﺘﻁﻭﺭ ﺜﻘﺎﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﺍﺘﺠﺎﻫﻴﻥ ﻤﺘﻌﺎﻜﺴﻴﻥ ﻭ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻥ، ﻤﺴﺒﻭﻕ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻸﻭل ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل ﺒﻴﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭ ﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺜﻘﺎﻓﻴﺎ ،ﻭﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﺸﺨﺹ ﻤﺎ ﻤﻀﺭﺍ ﻟﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ. ﻤﺭﺓ ﻴﻅﻬﺭ ﻤﺫﻫﺏ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ،ﻫﻭ ﺸﻲﺀ ﻁﺒﻴﻌﻲ ،ﻤﺎ ﺘﺄﺴﺱ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺒﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﻟﻭﺃﻨﻪ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺜﻡ ﻟﻴﺱ ﺨﻠﻘﺎ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺤﺎل، ﺍﻨﺘﺸﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ، ﻤﻥ ﺃﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل، ﻭ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﺤﻴﺙ ﻴﻤﺜل ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺫﺍﻫﺏ ﺤﻴﺙ ﻫﺎﺠﺭ ﺃﺠﺩﺍﺩﻫﻡ ﻤﻨﺫ ﻤﺩﺓ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭﺴﺎﻜﺴﻭﻨﻴﺔ ﻴﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ،ﻤﺜل ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻻ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ. ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ. ﺃﻥ ﻨﺠﺩ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻫﻲ ﺃﻜﺜﺭ
ﺍﻟﻤﺘﺄﺜﺭﻴﻥ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ. ﺍﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻻ ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ،ﻭﻤﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻜﻠﻤﺔ \"ﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ\" ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻨﺤﺭﺍﻓﺎﺕ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ \"ﺒﻴﺭﺱ\" ﻟﻡ ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺨﺫ ﻓﻼﺴﻔﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ،ﺁﺨﺭﻭﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻭﻥ ﻟﻔﻅ \"ﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ\" ﺒﻤﺼﻁﻠﺤﻪ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺤﺘﻰ ﺃﺩﺨﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﻫﻨﺔ، ﻜﻤﻌﻴﺎﺭ ﻻﺨﺘﺒﺎﺭ ﺼﺩﻕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ \"ﺒﻴﺭﺱ\"ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻜﻘﺎﻋﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ. ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻓﻘﻁ ﺍﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻭ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻋﺎﻡ .1878ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ. ﻗﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﻤﺅﺴﺴﻬﺎ\"ﺒﻴﺭﺱ\" ﻟﻴﺴﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩ \"ﺒﻴﺭﺱ\" ﺒﻤﺼﻁﻠﺤﻪ ﻫﺫﺍ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﺩﻕ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﺭﻫﻨﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ. ﻤﻨﻬﺞ ﻟﺘﺤﻠﻴل ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺘﻭﻀﻴﺤﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺼﺩﻕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ. ﻭﻀﺢ ﺒﻴﺭﺱ ﻤﺼﻁﻠﺤﻪ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﻭﻀﻊ ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻱ \"ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ\" ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔﻓﻠﺴﻔﻲ ﺸﺎﻤل ،ﺃﻭ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻟﻠﺒﺭﻫﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ،ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻋﺒﺎﺭﺓ، ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ. ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻨﺘﺼﻭﺭﻩ ﻤﻥ ﺴﻠﻭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﻭﺒﺩﻴﻬﻲ ﺃﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻟﻴﺱ ﻨﺎﺘﺠﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ،ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺃﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ.
ﻗﺩ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻫﺫﺍ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺃﻭ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫﺎﻤﺔ، ﺭﻓﻀﻪ ﺃﻭ ﺇﻨﻜﺎﺭ ﻭﺠﻭﺩﻩ ،ﻤﺜﻠﻤﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ \"ﺒﻴﺭﺱ\" ﻴﻘﺼﺩ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ، ﺒﺭﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﻁﻼﻨﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻓﻬﻡ ﻴﻭﺤﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﻌﻨﻰ ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻴﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﻟﻐﻭ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺫﻟﻙ. ﻜل ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﺎ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ ،ﺇﻤﺎ ﻤﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ،ﺃﻭ ﻫﻲ ﻟﻐﻭ ﻓﺭﻕ ﺸﺎﺴﻊ ﺒﻴﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭ ﻫﻭ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭ ﺒﻴﻥ ﻻ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻪ.ﺍﻟﺒﺭﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﺩﻗﻬﺎ ﺃﻭ ﻜﺫﺒﻬﺎ، ﺍﻟﺒﺭﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﺩﻕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻤﻥ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺒﻴﺭﺱ ﺍﺘﺨﺫ ﻜﻠﻤﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ. ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ. \"ﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ \" ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺼﻁﻠﺢ، ﺇﻥ \"ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ \" ﻟﻡ ﺸﺘﻬﺭ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﻨﺴﻭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻟﻀﺒﻁ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﺈﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻘﺼﺩ ﺃﺒﺩﺍ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻋﻨﺩ \"ﺒﻴﺭﺱ\" ﻟﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻭﻗﻔﺎ ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ ﻜﺎﻤﻼ ،ﺃﻭ ﻭ ﻤﺒﺩﻋﻬﺎ ﺍﻷﻭل ،ﺒل ﺍﻗﺘﺭﻨﺕ ﺒﺎﺴﻡ \"ﻭﻟﻴﺎﻡ ﺠﻴﻤﺱ\" ،ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﺤﺭﻓﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺫﻫﺒﺎ ﺸﺎﻤﻼ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ\"ﺒﻴﺭﺱ\"ﺃﺸﻬﺭ ﻓﻼﺴﻔﺘﻬﺎ ،ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻨﻪ ﻤﻨﻁﻘﺎ ﺒﺩﻴﻼ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﻫﻨﺔ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻭﻫﻭ ﺍﻨﺤﺭﺍﻑ ﻭﺘﺯﻴﻴﻑ ﻟﻠﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺒﺩﻗﺔ ،ﻭ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺍﻷﻭل ﻋﻥ \"ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ\" ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺴﻭﻯ ﻭﺍﺤﺩﺍﻨﺤﺭﺍﻓﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺘﺭﺘﺒﺕ ﻋﻨﻪ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺨﻁﻴﺭﺓ. ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺒﺘﻜﺭﻫﺎ. ﻜﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﻤﺒﺩﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺃﺨﺫ ﻓﻼﺴﻔﺔ ﺁﺨﺭﻭﻥ ﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺩﻕ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺼﺎﺭﺕ ﺍﻷﺨﺹ\"ﻭﻟﻴﻡ ﺠﻴﻤﺱ\" ﻭ \"ﺠﻭﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺩﻴﻭﻱ\" ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﻔﻴﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ. ﻭ\"ﺸﻴﻠﺭ\" ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﻓﺭﻕ ﻜﺒﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﺔ ﻭﺃﻋﻁﻭﻩ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻏﺎﻤﻀﺔ، ﻭﺤﻭﻟﻭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻔﺭﺽ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺩﻕ ،ﺃﻱ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺒﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻘﺼﺩ \"ﺒﻴﺭﺱ\" ﺒﻨﻅﺭﻴﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﻗﺼﺩ ﻤﺒﺩﻋﻪ ،ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻴﺎﺭﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ،ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻠﺒﺭﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻁﺄ. ﺘﺘﺨﺫ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﻤﻌﻴﺎﺭﺍ ﻓﺄﺼﺒﺤﺕ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻤﻨﺫ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﺼﺩﻕ ﻭﺘﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻌﺘﻘﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻷﻤﺭﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﻁﻴﺒﺔ .ﺃﻤﺎ ﻋﻨﺩ \"ﺒﻴﺭﺱ\"
ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺘﻭﻀﺢ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻫﻲ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ،ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻘﻁ . ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ. ﺍﺤﺘﺠﺎﺝ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻤﻨﻁﻕ ﻟﻬﺎ ﻫﻲ ،ﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺯﺍل ﺤﻴﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍﺍﻟﺸﺎﺌﻊ ،ﺃﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻜﻼﻡ ﻻ ﻁﺎﺌل ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺌﻪ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺸﻭﻴﻪ ﻟﻨﻅﺭﻴﺘﻪ. ﺃﺴﺎﺱ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺃﻭ ﺠﻌلﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻤﻌﻴﺎﺭﺍ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺠﻡ ﺒﺭﺘﺭﺍﻨﺩ ﺭﺍﺴل ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﻴﻔﺘﻘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻭ ﻟﻴﺱ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺒﻌﻨﻑ ﻭ ﺍﺘﻬﻤﻬﻡ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺒﺎﻁﻠﺔ ﻭ ﻻ ﺃﺴﺎﺱ ﻟﻬﺎ. ﺍﻟﻤﺘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﻤﻤﺘﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘل.ﻭ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻬﻡ ﺨﻠﻁﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ،ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻤﻔﻬﻭﻡ \"ﺍﻟﺼﺩﻕ\" ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ،ﻭ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ .ﻭﻫﻭ ﻤﻨﻁﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺫﺍﻫﺏ ﺭﺍﺴﺨﺔ ﻤﻨﺫ ﻋﺼﺭ ﺍﺍﻟﻼﻤﻨﻁﻕ ﺃﻭ ﻫﻭ ﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﻐﺭﻴﺯﺓ ﻻﺨﺘﺒﺎﺭ ﻤﺩﻯ ﺼﺤﺔ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ،ﺃﻱ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ .ﺃﻭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﻌﻘل .ﻓﺎﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺇﻨﻬﻡ ﺨﻠﻁﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ .ﻓﺎﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ﺍﻟﻐﺭﻴﺯﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻭ ﺒﻴﻥ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ .ﻓﺄﺩﻯ ﺒﻬﻡ ﺍﻟﻬﺵ ﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺴﻔﺴﻁﺔ ﺘﺘﺨﺫ ﻤﻌﻴﺎﺭﺍ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻠﻁ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻑ ﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ،ﺃﻭ ﻫﻭ ﺃﻀل ﺴﺒﻴﻼ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻭﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﺴﻁﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﺴﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻻ ﻻﻋﻘﻠﻲ.ﻭ ﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﺍﻟﻜﺎﺴﺢ ﻟـ\"ﺒﺭﺘﺭﺍﻨﺩ ﺭﺍﺴل\" ﺘﺨﻠﻲ \"ﺠﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻟﻬﺫﻩ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺭﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ،ﻨﻅﺭﺍ ﻟﺘﻭﻓﺭ ﺩﻴﻭﻱ\" ﻋﻥ ﻜﻠﻤﺔ \"ﺼﺎﺩﻕ\" ،ﻭ ﺭﺍﺡ ﻴﺯﻋﻡ ﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﺒﺩﺍﻟﻬﺎ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ،ﺃﺒﻭﺍﺏ \"ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﻘﺒﻭل\". ﺠﻬﻨﻡ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺃﻤﺎ \"ﺠﻴﻤﺱ\" ﻭ \"ﺸﻴﻠﺭ\" ﻭ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ. ﺼﺩﻴﻘﺎﻥ ﻓﻘﺩ ﻅﻼ ﻴﺘﻤﺴﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺒﺫﺥ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺒﺄﺴﺎﺱ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ،ﻭ \"ﺍﻟﺭﻴﺎﺵ\" ﺤﺴﺏ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﺒﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﻨﺎﻋﺘﻬﻤﺎ ﺭﺍﺴﺨﺔ ﺒﺄﻥ ﻜل ﺨﻠﺩﻭﻥ .ﺇﻨﻪ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻹﻨﺤﻁﺎﻁ ﺸﻲﺀ ،ﻭ ﺒﺄﻥ ﻜل ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺘﺩﻫﻭﺭ .ﻓﺤﺴﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺘﻔﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ، ﺍﻟﺨﻠﺩﻭﻨﻲ ﺘﺒﻠﻎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻓﺎﺌﺩﺘﻬﻤﺎ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ،ﺍﻻﻨﺤﻁﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﺩﻫﻭﺭ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺒﻠﻎ ﺒل ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺒﺭ ﺼﺩﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻤﺘﻬﺎ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺼﺎﺤﺏ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺘﻔﺸﻲ ﺍﻻﻨﻐﻤﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﺫﺍﺕ،
ﻭﻨﻜﻭﺹ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﻥ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ .ﻓﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﺠﻤﺎﺀ ،ﺃﻭ ﺃﻀل ﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘل ،ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻡ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺴﺒﻴﻼ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻤﺔ ﻴﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﻤﻊ ﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻏﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻨﺤﻁﺎﻁ ﺤﻀﺎﺭﺘﻪ ﻭﺍﻨﻬﻴﺎﺭﻫﺎ. ﻅل ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺭﺸﻴﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ، ﻤﺤﺎﻭﻻﺘﻪ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻤﺎ ﻴﺼﺒﻭ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﻏﺎﻴﺎﺕ ..ﻭﻤﻥ ﺜﻤﺔ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺇﻨﻨﺎ ﻟﻨﺴﻤﻊ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺒﻌﺽ ﻭﺍﻟﻨﺎﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺀ ﺍﻟﺤﻕ ﻭ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻐﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺼﻭﻥ ﺼﻭﺍﺒﻬﺎ ﻭﺼﺩﻗﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺘﺭﻗﻴﺘﻬﺎ. ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻤﻨﻪ ﻤﺜل ﻗﻭﻟﻬﻡ :ﺇﻥ ﻜﻔﺎﻴﺘﻬﺎ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ. ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻗﺩ ﺒﻠﻐﺕ ﻗﻤﺘﻬﺎ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻻ ﻴﻨﺘﻅﺭ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻗﻤﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻴﺘﺠﺴﺩ ﺒﺎﻟﻔﻌل– ﺤﺴﺏ ﺤﺼﺭﺍ ،ﻫﻲ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻴﻌﺎﻟﺞ ﺯﻋﻤﻬﻡ -ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ،ﻭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ،ﻭﻓﻲ ﺤﻀﺎﺭﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﺎﺱ ،ﺃﻱ ﻭﻓﻘﺎ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻟﺨﺒﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ، ﻭ ﺘﺠﺭﺒﺘﻪ ﻟﻬﺎ .ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ﻤﻔﻴﺩﺓ ﻟﻪ ﻓﻬﻲ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺫﺭﺍﺌﻌﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ \"ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭ ﺼﺎﺩﻗﺔ ،ﻭ ﺇﻻ ﻓﻼ .ﻭ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﺩﻕ\" ،ﻜﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺯﻋﻴﻤﻪ\"ﻭﻟﻴﻡ ﺠﻴﻤﺱ\" ﻭﺼﺤﺒﻪ. ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﻗﺩ ﺃﺼﺒﺤﺕﺍﻟﻘﻭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻫﻲ ﺇﺴﻤﺎ ﻷﻱ ﻤﻭﻗﻑ ﻴﺅﻜﺩ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻫﻲ ﺍﺨﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ ،ﻭﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ. ﻭﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻼﻤﺎﺕ ﻓﺎﻟﻌﺒﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺒﺎﻟﻨﺘﺎﺌﺞ.ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺴﺎﻟﻙ، ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ.
ﺍﻹﺴﺘﻨﺘﺎﺝ :ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﺭﺍﺌﻌﻴﺔ ﺘﺘﻔﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺘﻴﺎﺭﻴﻥ:-1ﺍﻷﻭل :ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻤﺒﺩﻉ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﻭﻤﺒﺘﻜﺭﻫﺎ \"ﺒﻴﺭﺱ ﺘﺸﺎﺭﻟﺱ ﺴﺎﻨﺩﺭﺱ\" ،ﻭﻗﺩ ﻗﺼﺩ ﺇﻟﻰﻭﻀﻊ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺃﻭ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺃﻭ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺴﻡ \"ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ\" ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ،ﺃﻭﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ،ﻭﻴﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻔﻴﺩﻭﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ،ﻻ ﻟﻠﺒﺭﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺍﺏ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﺃﻭ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ،ﺃﻭ ﺠﺩﻭﻯ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﺘﻤﻴﻴﺯﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺱ ﻤﻤﺎ ﻫﻭ ﻟﻐﻭ ﻭﻭﻫﻡ ﻭﺨﻴﺎل ﺯﺍﺌﻑ .ﻭﻏﺎﻴﺔ ﻤﺎ ﻗﺼﺩ ﺇﻟﻴﻪ \"ﺒﻴﺭﺱ\" ﻫﻭ ﺃﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺘﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.-2ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺘﻴﺎﺭ \"ﺍﻟﺼﺩﻕ\" ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺨﺫ ﻋﻥ \"ﺒﻴﺭﺱ\" ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺯﺍﻍ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺼﺩﻩ\"ﺒﻴﺭﺱ\" ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﺭﺍﺡ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ،ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﻁﻲﺀ ،ﺃﻱ ﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎﻤﻨﻁﻘﺎ ،ﺃﻭ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﺒﺭﻫﺎﻨﻴﺔ ﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻨﺤﺭﺍﻑ ﺨﻁﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺫﻱﻗﺼﺩ ﺇﻟﻴﻪ \"ﺒﻴﺭﺱ\" .ﺘﺯﻋﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ \"ﻭﻟﻴﻡ ﺠﻴﻤﺱ\" ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﻤﺫﻫﺒﺎ ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ ،ﺠﻌل ﻤﻥﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻭﺍﻟﺭﻀﺎ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﻨﻁﻘﺎ ﻭﻤﻌﻴﺎﺭﺍ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ.ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺸﺄ ﻭﺘﻁﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ،ﻭﻫﻭﺍﻷﻭل ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺸﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺍﻵﻥ .ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻭﻥ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻴﻨﺘﺴﺒﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ،ﻤﺜل ﻓﻼﺴﻔﺔ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ،ﻓﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻭﻥ ﺃﻭ ﻫﻴﺠﻠﻴﻭﻥ ﺃﻭ ﻜﺎﻨﻁﻴﻭﻥﺇﻟﺦ ...ﺜﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﻤﺭ ﻁﻭﻴﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺫﺍﺘﻬﺎ،ﻷﻨﻬﺎ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺫﻫﺏ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﻗﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﺼﻠﺒﺔ ﻭﺭﺍﺴﺨﺔ.ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺃﻥ ﻴﺯﻭل ﺘﻤﺎﻤﺎ ،ﻭﺇﻥ ﺒﻘﻴﺕ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺴﻠﻭﻙ ﺭﺠﺎل ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﻟﺩﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﻭﻗﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ.
ﺃﻤﺜﻠﺔ:ﺍﻟﺘﺒﺭﻴـﺭ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔﺍﻟﻤﻌﻨﻰ:ﻗﺼﺩ \"ﺒﻴﺭﺱ\" ﺇﻟﻰ ﻭﻀﻊ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﺍﺴﻡ ﻟﻤﺫﻫﺏ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﺍﺴﻡ ﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺘﻘﺼﺩ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻴﺒﺘﻜﺭﻫﺎ. ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩﺓ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺩﻕ:ﺠﻌل\"ﻭﻟﻴﻡ ﺠﻴﻤﺱ\"ﻭ ﻤﻥ ﻤﻌﻪ ﻤﻥ ﻤﻌﻴﺎﺭﺍ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ ﻗﺎﻋﺩﺓ\"ﺒﻴﺭﺱ\" ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻟﻤﺫﻫﺏ ﻋﻤﻠﻲ،ﻨﻔﻌﻲ،ﻤﺎﺩﻱ ﻗﻭﺓ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺇﺩﺭﺍﻜﻴﺔ ﻗﻭﺓ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺇﺩﺭﺍﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘل ﻭﻤﺼﻠﺤﻲ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﻓﻴﻪ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ. ﻋﻤﻠﻴﺔ ،ﻨﻤﻴﺯ ﺒﻬﺎ ﻨﺘﻌﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺍﻟﻌﻘل ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﻔﻬﻡ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻤﺎ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ.ﻫﻭ ﻋﻤﻠﻲ،ﻭﺍﻗﻌﻲ ،ﻤﺤﺴﻭﺱ ﻭ ﻨﺎﻓﻊ .ﺍﻟﺼﺩﻕ: ﻏﻴﺭﻩ ﺃﻱ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ. ﻓﻜﺭﺓ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻌﻘل ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ. ﻓﻜﺭﺓ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﻤﻔﻴﺩﺓ ﻭ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﻤﻔﻬﻭﻡ، ﻭ ﺫﺍﺕ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻷﻨﻪ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭ ﻋﻤﻠﻲ ﻤﻤﺘﻌﺔ ،ﻭ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﻔﻴﺩﺓ. ﺫﺍﺕ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻤﻔﻴﺩﺓ. ﻭﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭ ﻤﻔﻴﺩ.ﺍﻟﺼﺩﻕ:ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻓﻜل ﻤﺎ ﺘﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻌﻴﺔ ﻓﻬﻭ ﺼﺎﺩﻕ.ﻓﻜﺭﺓ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻓﻜﺭﺓ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺘﺼﻭﺭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻷﻨﻪ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭﻤﻔﻴﺩ. ﺍﻟﻌﻠﻡﺍﻟﺼﺩﻕ :ﺘﺼﻭﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻷﻨﻪ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭ ﻤﻔﻴﺩ. ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﻤﻔﻴﺩﺓ. ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﻤﻔﻴﺩﺓ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺘﺼﻭﺭ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻻ ﻭﻫﻤﻲ ﻷﻨﻪ ﻭﺍﻗﻌﻲ، ﻜﻠﻤﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻜﻠﻤﺔ ﻤﻔﻬﻭﻤﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﻋﻤﻠﻲ ﻭ ﻤﻔﻴﺩ.ﺍﻟﺼﺩﻕ :ﺘﺼﻭﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻷﻨﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺍﻗﻌﻲ ،ﻋﻤﻠﻲ ﻭ ﻤﻔﻴﺩ. ﻤﻔﻴﺩﺓ. ﻭﻤﻔﻴﺩﺓ. ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻻ ﻴﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺘﺼﻭﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻷﻨﻪ ﺘﺼﻭﺭ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻷﻨﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺴﺠل ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﻘﻁ .ﺍﻟﺼﺩﻕ: ﻋﻤﻠﻲ ،ﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻭ ﻋﻤﻠﻲ ،ﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻭﻴﺼﺩﺭ ﺤﻜﻤﺎ ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ. ﻨﺎﻓﻊ. ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻨﺎﻓﻊ. ﺭﺸﻴﺩﺓ. ﻨﻘﺩ :ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﺤﺘﻤل ﻟﻠﺨﻁﺄ ﻓﻠﻴﺴﺕ ﻜل ﺘﺼﻭﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻷﻨﻪ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻨﺎﻓﻌﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻋﻤﻠﻲ ﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻤﻔﻴﺩ. ﺘﺼﻭﺭ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻻﻭﻫﻤﻲ ﻷﻨﻪ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ. ﺘﺼﻭﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻷﻨﻪ ﻋﻤﻠﻲ ﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ:ﻻ ﻴﺼﺩﺭ ﺤﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻋﻤﻠﻲ ﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻤﻔﻴﺩ.ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﻔﻬﻤﻪ.ﺍﻟﺼﺩﻕ :ﻴﺼﺩﺭ ﺤﻜﻤﺎ ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺏ. ﻤﻔﻴﺩ. ﻨﻘﺩ :ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﺤﺘﻤل ﻟﻠﺨﻁﺄ ،ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻤﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﻤﻔﻴﺩﺓ. ﺘﺼﻭﺭ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻷﻨﻪ ﻫﻭ ﻀﺎﺭ. ﻋﻤﻠﻲ ﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺘﺴﺠل ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭ ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻤﻔﻴﺩ. ﻓﻘﻁ .ﺍﻟﺼﺩﻕ :ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺘﺴﺘﻌﻤل ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻻ ﻟﺘﺯﻋﻡ ﺼﻭﺍﺏ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ. ﻤﻁﺒﻘﺔ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻨﻘﺩ :ﻟﻁﻨﻪ ﻤﺤﺘﻤل ﻟﻠﺨﻁﺄ ،ﻓﻠﻴﺴﺕ ﻜل ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭ ﻤﻔﻴﺩﺓ. ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﻤﻔﻴﺩﺓ. ﺼﺤﻴﺤﺔ. ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻫﻤﻲ. ﻗﻀﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ:ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺒﺭﺭﺍﺕ. ﻷﻨﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻻ ﻨﻘﺩ :ﻭ ﻫﺫﺍ ﻏﻴﺭ ﻤﻘﺒﻭل ﻓﻠﻴﺴﺕ ﻜل ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﺒﺩﻟﻴل ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺭﺸﻴﺩﺓ. ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﻤﻔﻴﺩﺓ. ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ:ﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻫﻤﻲ. ﺍﻟﺼﺩﻕ :ﺘﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺤﺘﻤل ﻟﻠﺨﻁﺄ ،ﻓﻠﻴﺴﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻋﺎﺩﻟﺔ.
ﺃﺸﻬﺭ ﻓﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ -1ﺒﻴﺭﺱ ﺘﺸﺎﺭل ﺴﺎﻨﺩﺭﺱ :(1914 -1839)PIERCE CHARLES SANDERﻭﻟﺩ ﻓﻲﻤﺩﻴﻨﺔ \"ﻜﺎﻤﺒﺭﻴﺩﺝ\" ﺒﻭﻻﻴﺔ \"ﻤﺎﺴﺎﺸﻭﺴﺘﺱ\" ،ﻭﻫﻭ ﺍﺒﻥ \"ﺒﻨﺠﺎﻤﻴﻥ ﺒﻴﺭﺱ\" ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺤﻴﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺸﻬﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺸﺄﺓ \"ﺘﺸﺎﺭل\" ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ. -2ﻭﻟﻴﻡ ﺠﻴﻤﺱ : 1915-1842) WILLIAM JAMESﻋﺎﻟﻡ ﻨﻔﺴﺎﻨﻲﻭ ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ.ﺍﻫﺘﻡ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ،ﻭﻗﺎﻡ ﺒﺘﺩﺭﻴﺱ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌﺔ \"ﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ\" .ﻟﻜﻨﻪ ﺘﺭﻙ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻭﺘﻔﺭﻍ ﻟﻠﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ .ﻭﺼﺎﺭ ﺯﻋﻴﻤﺎ ﻟﻠﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ،ﺴﺒﺏ ﺸﻬﺭﺘﻪ.ﺒﺩﺃ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺒﺎﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ ﺃﺴﺎﺴﺎ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻌﻬﺎ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ،ﻓﻠﻪ ﻨﻅﺭﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ.ﺃﻤﺎ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻭ ﻨﺎﻓﻊ ﻭﻤﻔﻴﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﺼﺩﻕ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻭﺍﺴﻊ ﻋﻨﺩ ﺠﻴﻤﺱ ﻴﺸﻤل ﻜل ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ. -3ﺠﻭﻥ ﺩﻴﻭﻱ (1952-1859) JOHN DEWEY ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ،ﻭﺸﻬﺭﺘﻪ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻫﻭ ﻜﻭﻨﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺘﺭﺒﻭﻴﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻨﺎﻗﺩ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ:ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ ﺘﻌﻁﻰ ﻟﻙ ﺠﺩﺍﻭل ،ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺫﻟﻙ،ﻭﻋﻠﻴﻙ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ﺃﻥ ﺘﻜﻤل ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ .ﻭﻨﻨﺒﻬﻙ ﺇﻟﻰ ﻓﺤﺹ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻓﺤﺼﺎ ﺠﻴﺩﺍ ،ﻟﺘﺘﺒﻴﻥ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻤﺎ ﺇﻥﻜﺎﻨﺕ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻋﺎﺩﺓ ﺫﺍﺕ ﺩﻻﻻﺕ ﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻭﻻ ﺃﺴﺎﺱﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻟﻔﻅ ﻻ ﻴﻘﺎﺒﻠﻪ ﺸﻲﺀ ﻤﺎﺩﻱ ﻤﻠﻤﻭﺱ ﻤﺜل ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻷﻤلﻭﺍﻟﺼﺩﻕ ﻭﺍﻹﺨﻼﺹ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻟﻭل ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ .ﻭﺤﺘﻰ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﺜل ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺸﺠﺭﺓ ،ﺠﺒل ،ﺒﺤﺭ ،ﺤﻴﻭﺍﻥ ،ﺇﻨﺴﺎﻥ ،ﻤﺴﻠﻡ...ﺇﻟﺦ ﺤﻴﺙ ﻫﺫﻩ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﻷﻨﻭﺍﻉﻭﺃﺠﻨﺎﺱ ،ﻭﻫﻲ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻟﻬﺎ ﻤﻘﺎﺒﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺱ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻤﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﺯﻋﻤﻭﺍ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻴﺔ ،ﻓﺎﻨﺘﺒﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ.ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺘﻁﺒﻴﻕ 1 ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﻗﻡ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﺘﻘﺎل 01 02 ﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﺘﻘﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﻘﺘﻨﺎ 03 ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ 04 ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ 05 ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺘﻁﺒﻴﻕ 2 ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﻗﻡ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﻴﻭﺍﻥ ﻋﺎﻗل 01 02 ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﻴﻭﺍﻥ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻲ 03 ﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﻌﻨﺏ 04 05 ﺃﻜﻠﺕ ﺒﺎﻷﻤﺱ ﻋﻨﺒﺎ ﺍﻟﻜﻭﻥ
ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺘﻁﺒﻴﻕ 3 ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﻗﻡ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺍﻟﺴﺒﺏ 01 ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ 02 03 ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴل 04 ﺍﻟﻠﻭﻥ 05 ﻟﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﺭﺘﻘﺎﻟﺔ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل – ﻤﻘﺎﻟﺔ: ﻫل ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ؟ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ -ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹ: ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ\" ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﺘﻁﺭﺡ ...ﺴﺅﺍﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻑ :ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﺄﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺃﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺼﺤﻴﺢ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ،ﺴﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺤﻴﺎﻫﺎ؟ ﻭ ﻜﻴﻑ ﺴﻨﺤﻘﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؟ﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺤﺩﺙ ،ﻋﻭﺽ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﺩﺙ ،ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻓﺎﺴﺩﺍ؟ ﻭﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺒﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭ ﺒﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﻁﺭﺤﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺅﺍل ،ﺘﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻀﻤﻨﻪ :ﺇﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﺴﻴﻐﻬﺎ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﺜﺒﺕ ﻤﻥ ﺼﺤﺘﻬﺎ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺩﻋﻤﻬﺎ،ﺒﻘﺒﻭﻟﻨﺎ ﺇﻴﺎﻫﺎ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﺤﻘﻕ ﻤﻨﻬﺎ .ﻭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻔﻌل ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻓﺎﺴﺩﺓ .ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻨﺎ ،ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻤﺘﻼﻙ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ – ﺇﺫﻥ –ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﻌﺭﻓﻪ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ .ﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﺯﻤﺕ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉﻋﻨﻬﺎ ،ﺇﻥ ﺼﺩﻕ ﻓﻜﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻴﺱ ﺨﺎﺼﻴﺔ ﺘﻭﺠﺩ ﻤﺤﺎﻴﺜﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻭ ﺘﺒﻘﻰ ﻋﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ .ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺤﺎﺩﺜﺔﺘﻘﻊ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻓﻜﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ .ﻓﺘﺼﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺼﺎﺩﻗﺔ ،ﻭ ﺘﺼﺒﺢ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﺇﻨﻬﺎ ﺘﻜﺴﺏ ﺼﺩﻗﻬﺎ، ﺒﻌﻤل ﺘﺤﻘﻘﻪ ،ﻭ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻥ ﺘﺤﻘﻕ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﻨﻔﺴﻬﺎ،ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﺩﻓﻪ ﻭ ﻨﺘﻴﺠﺘﻪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻨﻬﺎ .ﻭ ﻫﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺼﺤﺘﻬﺎ ﺒﺈﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﺫﻱ ﻫﺩﻓﻪ ﻭ ﻨﺘﻴﺠﺘﻪ ،ﻫﻭﺇﺜﺒﺎﺕ ﺼﺤﺘﻬﺎ .ﺒل ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ﻟﻜﻠﻤﺘﻲ \" ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ \" ﻭ \" ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﺔ \"؟ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺘﻌﻨﻲ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻴﺭ ﻤﻘﺒﻭﻟﺔ؟ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺃﻥ ﻨﺠﺩ ﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﺘﻌﻴﻨﻬﺎ ﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺩﻗﻴﻘﺎ ،ﺃﺤﺴﻥ ﻤﻤﺎ ﺘﻔﻌﻠﻪ ﻜﻠﻤﺔ \" ﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻘﺔ \" ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ،ﻫﻲ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ﻤﺎ ﻴﺨﻁﺭ ﺒﺒﺎﻟﻨﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎﻨﻘﻭل ﺇﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻨﺎ \"ﺘﺘﻁﺎﺒﻕ\" ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭ ﻋﻨﺩﺌﺫ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ – ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ – ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺘﻲﺘﺤﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻌﺜﻬﺎ ﻓﻴﻨﺎ ،ﺇﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺘﻭﻏل ﺒﻨﺎ ﺩﺍﺨل ﺒﻌﺽﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ،ﻭ ﺇﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻭﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭ ﺇﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ،ﺘﻭﺠﻬﻨﺎ ﻨﺤﻭﻫﺎ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺃﻨﻬﺎﺘﺸﻌﺭﻨﺎ ﻁﻭﺍل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻜﻠﻬﺎ ،ﺒﺘﻁﺎﺒﻘﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ .ﻭ ﻋﻨﺩﺌﺫ ﺘﺘﻤﺜل ﻟﻨﺎ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻻﺕ ،ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﺸﻜل ﻤﻨﺘﻅﻡ ﻤﻨﺴﺠﻡ ﻤﺭﺽ.ﻭ ﻋﻨﺩﺌﺫ ﻓﺈﻥ \"ﺍﻟﺘﻁﺎﺒﻕ\" ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ :ﻤﻼﺀﻤﺘﻪ .ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﻓﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺎﺩﻴﺔ ،ﻭ ﻫﺎﺩﻴﺔ ﻤﻼﺌﻤﺔ ،ﻭ ﻫﻲ ﻤﺎ ﺃﻗﺼﺩﻩ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻨﻬﺎ\"... ﻭﻟﻴﺎﻡ ﺠﻴﻤﺱ)(1910-1842 ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ﻤﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ :ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻨﺹ ،ﺘﺤﺩﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻓﻴﻪ ،ﻭ ﻤﻭﻗﻑ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹﻤﻨﻪ ،ﻭ ﺤﺠﺘﻪ ﺃﻭ ﺤﺠﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ ،ﻭ ﻨﻘﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺠﺞ ،ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﺒﻪ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل.
ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ. ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ :ﺠﺩﻟﻴﺔ -1ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ) :ﻁﺭﺡ ﺍﻹﺸﻜﺎل(ﻫل ﻴﻤﻜﻥ ﻓﺼل ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ؟ ﺃﻭ ﻫل ﻴﻤﻜﻥ ﺒﻠﻭﻍ ﻏﺎﻴﺔ ﺨﻴﺭﺓ ﺒﻭﺴﺎﺌل ﺸﺭﻴﺭﺓ؟ ﻭ ﻫل ﻴﻤﻜﻥ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﺒﻭﺴﺎﺌل ﻅﺎﻟﻤﺔ؟ ﻭ ﻫل ﻴﻤﻜﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺇﺒﺩﺍﻉ ﺠﻤﻴل ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﻭﺴﺎﺌل ﻗﺒﻴﺤﺔ؟ -2ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل: ﺃ -ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ :ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔ :ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺩﺍﺌﻤﺎ. ﺍﻟﺤﺠﺔ - :ﺒﻠﻭﻍ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻫﻭ ﻨﺠﺎﺡ ﻋﻤﻠﻲ. -ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ. -ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺫﺍﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎل ،ﻭ ﻜل ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻔﻴﺩ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﻭﺤﻴﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻤﺸﺨﺼﺔ ،ﻫﻭ ﺼﺤﻴﺢ ،ﻭ ﻻ ﺘﻬﻡ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻟﺒﻠﻭﻏﻪ. ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺤﺠﺔ -:ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ. -ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺘﺸﻬﺩ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺒﻭﺴﺎﺌل ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ. -ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﻤﻔﻴﺩﺓ ﻟﻠﺹ ،ﻟﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺒﺭﺭﻫﺎ ﺃﺒﺩﺍ. -ﻜل ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺸﺭﻴﺭﺓ ﻤﻔﻴﺩﺓ ﻷﺼﺤﺎﺒﻬﺎ -ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ -ﻟﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺒﺭﺭﻫﺎ. -ﺭﺒﻁ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺒﺎﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻁﺒﻴﻕ ،ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ،ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺨﻁﺈ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻐﺎﻴﺔ ﻻ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺩﺍﺌﻤﺎ. ﺏ – ﻨﻘﻴﺽ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ :ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻴﺔﺍﻟﺤﺠﺔ -ﻴﺭﻓﺽ \"ﺒﻴﺭﺱ ﺴﺎﻨﺩﺭﺱ\" ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻁﺒﻴﻕ ﻤﻌﻴﺎﺭﺍ ﻟﻠﺼﺩﻕ ،ﺒلﺇﻨﻪ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ،ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ،ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ،ﻭ ﻟﻡ ﻴﺒﺭﺭ ﺒﻪ ﺸﻴﺌﺎ ،ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻭ ﺃﻥ \"ﺴﺎﻨﺩﺭﺱ\" ﻫﻭ ﻤﺅﺴﺱ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ. -ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ – ﺇﺫﻥ -ﻻ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺩﺍﺌﻤﺎ. ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺤﺠﺔ - :ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺠﺫﺍﺒﺔ ،ﺒﻘﻁﻊ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺘﺤﺼﻴﻠﻬﺎ. -ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺇﻏﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ. -ﻟﻴﺱ ﻜل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻼﺴﻔﺔ ،ﻭ ﻻ ﻫﻡ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ،ﻓﻬﻡ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﻭﻥ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺭﻏﺒﺎﺘﻬﻡ، ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﺘﺩﻓﻌﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ.ﺝ -ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ - :ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻸﺨﻁﺎﺀ ﻻ ﻴﺯﻴل ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻅل ﺃﺨﻁﺎﺀ .ﻭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻐﺎﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴل ﺃﻥ ﺘﺒﺭﺭ ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻓﺎﺌﺩﺓ.
-ﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺘﺒﺭﺭ ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﻤﻌﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﻓﻘﻁ. -3ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ :ﺠﺎﺫﺒﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩﺓ ﺘﺒﻘﻰ ﻋﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻘﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺘﺒﺭﻴﺭ ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ،ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺘﻠﺤﻕ ﺃﻀﺭﺍﺭﺍ ﺒﺎﻟﻐﻴﺭ ،ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺒﺭﻴﺭﻩ ﺒﺎﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﻨﻴﻬﺎﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ،ﻤﻬﻤﺎ ﻋﻅﻤﺕ ،ﺇﺫ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺤﻕ ﻓﺭﺩﺍ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻴﺼﻴﺒﻬﺎ ﻜﻠﻬﺎ ،ﻭ ﻴﺸﻜل ﻀﺭﺭﺍ ،ﺃﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻟﻺﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺠﻤﻌﺎﺀ. ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﺹ Іﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ)ﻁﺭﺡ ﺍﻟﻤﺸﻜل(:ﺃـ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ :ﻭﻴﻠﻴﺎﻡ ﺠﻴﻤﺱ ،ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ،ﻫﻭ ﻤﻥ ﺃﺸﻬﺭ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ـ ﻭﻫﻭ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻴﻥ ﺒﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺍﻟﺒﺭﻏﻤﺎﺘﻴﺔ. ﺏ ـ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ:ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻓﺎﺴﺩﺓ :ﺨﺎﻁﺌﺔ ،ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ ـ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ :ﻫﻲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻁﺒﻴﻕ، ﻭﺍﻟﻤﻔﻴﺩﺓ ـ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ :ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ. ﺘﻌﻴﻨﻬﺎ :ﺘﻭﻀﺤﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺘﻌﺭﻓﻬﺎ ـ ﺍﻟﻤﻼﺀﻤﺔ :ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ. ﻫﺎﺩﻴﺔ :ﻤﻭﺠﻬﺔ ،ﻭﻤﺭﺸﺩﺓ.ﺝ ـ ﺍﻹﺸﻜﺎل :ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﺩﻕ ،ﺃﻭ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺼﺩﻕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﻫﻭﻤﻁﺎﺒﻘﺘﻬﺎ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻗﺎﺒﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻁﺒﻴﻕ ،ﻭﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺒﺴﺒﺏ ﻨﻔﻌﻬﺎ ،ﺃﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ،ﺘﺒﺭﺭ ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ،ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل؟ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل: ) -ІІﺍﻟﻤﻭﻗﻑ( :ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ،ﻏﺎﻴﺔ ﺘﺒﺭﺭ ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ،ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل. -ﺍﻟﺤﺠﺔ: ـ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺒﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. ـ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﻔﺤﺹ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ. ـ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﺘﺠﺭﻴﺏ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ،ﻫﻲ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ. ـ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ.ـ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺘﻘﺎﺱ ﺒﻪ ﻭﺘﺨﺘﺒﺭ ،ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻁﺒﻴﻕ ،ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻪ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﺨﺎﻁﺌﺔ. ـ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻫﻲ ﺼﺎﺩﻗﺔ .ﺒﺤﺴﺏ ﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ. ـ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺘﻁﺎﺒﻘﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ.
ـ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺸﺩﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩﺓ. ـ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺴﺠﻤﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﺍﻟﻤﺭﺸﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻔﻴﺩ ﻭﻋﻤﻠﻲ. ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺤﺠﺔ: ـ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺠﺞ ،ﻫﻲ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ،ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﺭﻫﺎﻥ. ـ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ،ﻫﻲ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﻌﺎﺭﻴﻑ.ـ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ،ﺃﻭ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﻠﻡ ﺒﻬﺎ ﻭﻴﻠﻴﺎﻡ ﺠﻴﻤﺱ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺭﻏﻤﺎﺘﻲ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻻ ﺘﻠﺯﻤﻪ ﺇﻻ ﻫﻭ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻤﺭﻓﻭﻀﺔ ﻜﻤﻌﺎﻴﻴﺭ. ـ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻻ ﺘﺼﻠﺢ ﻤﻌﻴﺎﺭﺍ ﺇﻻ ﻟﻤﻥ ﻴﺴﻠﻡ ﺒﻬﺎ. ـ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﻠﻡ ﺒﻬﺎ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ ،ﻫﻲ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ.ـ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺘﺒﺭﺭ ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ،ﺤﺠﺔ ﻤﺭﻓﻭﻀﺔ ،ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ،ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ،ﺃﻭ ﺘﺠﺎﻫﻠﻪ. ІІІﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ )ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ( :ـ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ،ﺠﻭﻫﺭﻫﺎ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺩﺍﺌﻤﺎ .ﻭﺃﺴﺎﺴﻪ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ، ﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ،ﻻ ﺘﻠﺯﻡ ﺇﻻ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ. ـ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺭﻓﻭﻀﺔ ،ﻷﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺤﺘﺭﻡ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻱ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺁﺨﺭ.
ﺘﺩﺭﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ... ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل :ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻟﻠﺘﺼﻤﻴﻡ ﻫل ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺠﺤﺔ؟ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻨﺹ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴل: ﺍﻟﺒﺭﻏﻤﺎﺘﻴﺔ ـ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﺔ \" ﻜﺎﻥ \"ﺠﻭﻥ ﺩﻴﻭﻱ\" ﻓﻴﻠﺴﻭﻓﺎ ،ﻴﻨﺯﻉ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻤﻨﺯﻋﺎ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﻻ ﻫﻭﺍﺩﺓ ﻓﻴﻪﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺀ ﻅﻥ ﺸﺩﻴﺩ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻴﺸﺘﻡ ﻓﻴﻪ ﻨﺯﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ،ﻓﺩﻟﻴﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻫﻭ ﻗﺒل ﻜلﺸﻲﺀ ،ﺍﻋﺘﺭﺍﻑ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺒﺄﻨﻪ ﻜﺎﺌﻥ ﺒﺸﺭﻱ ﻜﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭ ﺃﻥ ﻻﺴﺘﺩﻻﻻﺘﻪ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻜﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﺩﻻﻻﺕ ،ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ .ﻭﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻑ ﻟﻴﺱ ﺴﻭﻯ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﻭﻴﻨﺸﺄﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻑ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻘﺩﺭ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻗﺩﺭﺘﻪ ،ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻲ ﻤﺼﺩﺭ ﻨﺸﺄﺘﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻤﺎ ﻭﻀﻌﻨﺎ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻗﻠﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔﺒﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﺒﺘﺩﺍﺅﻫﺎ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﺅﻫﺎ ﻤﻌﺎ ،ﻷﻨﻬﺎ -ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ -ﺘﻨﺸﺄ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﻴل ﻁﺒﻴﻌﻲ ﻫﻭ ﺇﻋﻤﺎل ﺍﻟﻔﻜﺭ،ﻓﻴﻤﺎ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﺼﺭﻨﺎ ﻤﻥ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﻷﻨﻬﺎ -ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ -ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻜﺘﻤﺎﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻫﻲ ﺤﺎﻓﺯ ﺘﻘﻭﻴﻤﻲ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴل.ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﺎ ،ﺃﻥ ﺩﻴﻭﻱ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﺒﺩل ﺒﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺼﺩﻕ ،ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ،ﻓﻜل ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻠﺨﻴﺹﺁﺭﺍﺀ ﺩﻴﻭﻱ ﻓﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻫﻲ ﻤﺤﻔﻭﻓﺔ ﺒﺎﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ،ﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻭﻀﻭﺡ -ﺃﻴﺎ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕﻋﺎﻗﺒﺔ ﺒﺤﺜﻨﺎ -ﺃﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﺩﻴﻭﻱ ﻤﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻜﻤﺎ ﺘﺩلﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﻤﻴﺔ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﻤﻤﻌﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺤﺩ ،ﻭﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﺼﻁﺒﻎﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺒﺼﻔﺔ ﻏﻴﺒﻴﺔ ،ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﺢ ،ﺃﻥ ﻴﻀﻴﻕ ﺒﻬﺎ ﺫﺭﻋﺎ ،ﻓﻬﻭ ﺇﺫﻥ ﻴﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺒﺩل ﺒﺎﻟﺴﺅﺍلﺍﻟﻘﺎﺌل \" :ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ؟ \" ﺴﺅﺍل ﺁﺨﺭ ﻴﻘﻭل \" :ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ )ﻴﻨﺒﻐﻲ( -ﺇﺫﺍ ﻭﻀﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻨﺎ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺜﺎﺭﺍ ﻟﺘﻔﻜﻴﺭﻨﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ -ﺃﻥ ﻨﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ؟ \"ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ـ ﺇﺫﻥ ـ ﻫﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻪ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ،ﻓﻲ ﻜل ﻤﺎ ﻜﺘﺏ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻤﺎ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻟﺩﻫﺸﺔ ﺃﻥﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻗﺩ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺜﻭﺭﻴﺔ ﺒﺼﺩﺩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻀﻌﻪ ﺩﻴﻭﻱ ﻟﻠﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻤﻴﺔ ،ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻔﻠﺴﻔﺘﻪ ﻜﻜل\" . ﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺭﺓ ﺠﻭﻥ ﺩﻴﻭﻱ ) 1859ـ ،(1952ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﺒﺭﺍﻏﻤﺎﺘﻲ ﺍﺸﺘﻬﺭ ﺒﺘﺄﺜﻴﺭﻩ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺩﻟﻴﻠﻪ ﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺭﺍﺴﺨﺔ ﻭﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﺩﻴﻪ ،ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺼﻤﻴﻤﺔ. ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ :ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻻ ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﻓﻴﻪ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻨﺹ
ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱﺍﻟــﻭﺠـــﻭﺩﻴــــﺔ EXISTENTIALISME ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ. ﺃﻤﺜﻠﺔ. ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ. ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ. ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺘﻌﻁﻲ ﺍﻷﺴﺒﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﻟﻠﻭﺠﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ.ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻜﻼ ﺍﻟﻤﺒﺩﺌﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ،ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻴﺎ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻻ ﻨﻌﺜﺭ ﻋﻥﺃﻴﻬﻤﺎ ﻟﻭ ﺒﺤﺜﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻓﻼ ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﻴﺴﻤﻰ \"ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ\" ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻻﺃﺜﺭ ﻟﺸﻲﺀ ﻴﺩﻋﻰ \"ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ\" .ﻓﻠﻭ ﺍﺘﺨﺫﻨﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺜﺎﻻ ﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻭﻫﻭ ﻜﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻟﻪﺒﻌﺩﺍﻥ :ﻭﺠﻭﺩ ﻭﻤﺎﻫﻴﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺨﺫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻭﻫﻭ \"ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ\" ،ﻻﺴﺘﺤﺎلﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺃﻱ ﻤﻨﻬﻤﺎ .ﻓﺎﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﻫﻭ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ )ﻋﻤﺭﻭ ،ﺯﻴﺩ ،ﻤﺤﻤﻭﺩ...ﺇﻟﺦ( ،ﺃﻤﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻼ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻪ ﻓﻲﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﺍﻷﻤﺭ ﺫﺍﺘﻪ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘل ،ﻓﻼ ﻫﺫﺍ ﻭﻻ ﺫﺍﻙ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﺤﻴﺙ ﻻﻨﻌﺜﺭ ﺴﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﺠﺴﺎﻡ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻌﺒﺭﻭﻥ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻬﻡ ﻭﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﻤﺩﺭﻜﺎﺕ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﻘل ،ﻓﻼ ﺸﻲﺀ ﻴﺴﻤﻰ \"ﺍﻟﻌﻘل\" ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺠﺩﻩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﻭﺃﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ.ﻟﻜﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ ﻻ ﻴﻔﻘﺩ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ،ﺃﻱ ﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺼﻴﺭ ﻭﺠﻭﺩﻫﻤﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻔﻀلﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻁﻲ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﻟﻠﻤﺎﻫﻴﺔ .ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻜﻼﻤﻨﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻤﻴﺯ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻴﻥﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻴﻴﻥ ﻟﻠﻜﺎﺌﻨﺎﺕ .ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺃﻗﻭل \"ﺃﻨﺎ ﺇﻨﺴﺎﻥ\" ﻓﺈﻨﻲ ﺃﺜﺒﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺒﻜﻠﻤﺔ \"ﺃﻨﺎ\" ،ﻜﻤﺎ ﺃﺜﺒﺕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔﺒﻜﻠﻤﺔ \"ﺇﻨﺴﺎﻥ\" .ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺘﻨﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﷲ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻓﻬﻭ ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻨﻔﺼل ﻓﻴﻪﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ .ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻤﺘﻀﻤﻥ ﻓﻲ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﷲ .ﻓﺎﷲ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺃﻭ ﻀﺭﻭﺭﺓ.ﻭﺘﺼﻭﺭ ﺍﷲ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻻ ﻴﻭﺠﺩ ،ﻭﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﻟﻌﻜﺱ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻻ ﻴﻭﺠﺩ ،ﻫﻭ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﺼﺎﺭﺥ ،ﻓﺎﷲ ﻫﻭ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ.ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ :ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺭﺤﻬﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ،ﻫﻲ ﻋﻨﺩﻤﺎﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻓﺈﻟﻰ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﻴﻥ ﺴﻠﻔﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺴﺒﻘﻴﺔ :ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ؟ﻟﻘﺩ ﻅﻠﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ،ﻻ ﺘﺜﻴﺭ ﺃﻱ ﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ.ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﺘﻌﻁﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﺩﻩ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ.ﻟﻜﻥ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺘﺼﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﻴﻥ ،ﻴﺘﻡ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﺃﻭ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔﺘﻜﺎﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻻ ﺸﻌﻭﺭﻴﺔ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻤﻤﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻴﻴﻥ ،ﺤﻴﺙﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﻭﻀﻊ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﺌﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺘﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻀﺘﻴﻥ \"ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ\" .ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻟﻜﻨﻬﻡ ﻴﻭﺍﻓﻘﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻫﻭﻴﻴﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﻫﻴﺘﻪ،ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﻭﺠﻭﺩﻩ.ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻨﺠﺩ ﻤﻥ ﻴﺼﻨﻑ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﺼﻨﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﻫﻭﻴﻴﻥ .ﺒل ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﺠﻌﻠﻬﻡ ﻤﺯﺩﻭﺠﻲ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﻫﻭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺕ.ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ :ﺍﺘﺨﺫ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡﻭﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ ،ﻫﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ .ﻓﺎﺘﺨﺫﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﻭﺒﺫﻟﻙﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﻓﻼﺴﻔﺔ ﺃﺩﺒﺎﺀ ،ﻭﻗﺩ ﻨﺠﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﺒﺭ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻬﻡ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ،ﻗﺩ ﻋﺒﺭﻭﺍ ﻋﻥ ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﻡ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ .ﻭﻫﺫﺍﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل ،ﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﻅﻬﻭﺭ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻟﻬﻡ ،ﺘﺘﻨﺎﻭل ﻗﻀﺎﻴﺎ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﺃﻱ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺃﺩﺒﻴﺔ.ﻭﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺍﺘﺨﺫﻭﺍﺍﻟﺠﺭﺍﺌﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻤﻨﺎﺒﺭ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ،ﻴﻅﻬﺭ ﺼﺩﻯ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡﺍﻟﺨﺎﺼﺔ .ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﻭﻗﻑ ،ﺃﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﻴﺭﻤﻲ ﺇﻟﻰﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺒﺎﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻓﻀﻭﻨﻬﺎ ﺭﻓﻀﺎ ﺘﺎﻤﺎ .ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺤﺎل ﻓﺈﻥﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﺩﺍﻨﻤﺎﺭﻜﻲ \"ﺴﺭﻴﻥ ﻜﺭﻜﻐﺭﺩ ، \"SOREN KIERKEGARDEﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﺏ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻗﺩﺘﺭﻙ ﻟﻤﻥ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﺒﻌﺩﻩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ،ﻭﻻ ﻨﻅﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻬﻡ ﺒﻪ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ،ﺒل ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺍﻷﻤﺭ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﺤﺘﻴﺎﻁﺎﺕ ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ،ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻷﻨﺴﺏ ﻋﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ.ﻜﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻻ ﺘﺭﻴﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﺒل ﺘﺭﻴﺩ ﺍﻻﻨﺨﺭﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺒﻜل ﺘﻔﺎﺼﻴﻠﻬﺎ ﻭ ﺘﻌﻘﻴﺩﺍﺘﻬﺎ .ﻭ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻤﻘﺎﺼﺩﻫﺎ،ﻤﻤﺎ ﺸﻜل ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻏﻤﻭﺽ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲﺒﻠﻭﺭﺓ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ،ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻨﻭﻉ ﺘﺼﻭﺭﻫﻡ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﻫﻭ ﻁﺒﻴﻌﺔﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺒﻤﺎ ﻴﻭﺍﻓﻕ ﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ،ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﺇﺩﺭﺍﻜﻪ .ﻭﺍﻟﺨﻼﺼﺔ ﻫﻲ ﺃﻥﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻟﺠﺄﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ،ﻭﻭﻅﻔﻭﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﺭﺒﻤﺎ ﻟﻴﻭﻀﺤﻭﺍ ﻤﻘﺎﺼﺩﻫﻡ،ﻟﻜﻨﻬﻡ ﻭﻗﻌﻭﺍ ﻓﻲ ﻏﻤﻭﺽ ﻴﺼﻌﺏ ﻓﻙ ﺃﻟﻐﺎﺯﻩ .ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻤﺸﺎﻫﻴﺭﻫﻡ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ \" ﺠﺎﻥ ﺒﻭلﺴﺎﺭﺘﺭ ، \"JEAN-PAUL SARTREﻭﻤﻥ ﺃﺸﻬﺭ ﻜﺘﺒﻪ ﻜﺘﺎﺏ \"ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻟﻌﺩﻡ\" ،ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻴل ﻋﻨﻪ ﺒﺴﺒﺏﺼﻌﻭﺒﺘﻪ ﻭﺸﺩﺓ ﻏﻤﻭﻀﻪ ﻭﺘﻌﻘﻴﺩﻩ :ﺇﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺼﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ ﻴﻌﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺼﺎﺒﻊ ﺍﻟﻴﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ، ﻭﺃﻗل ﻤﻨﻬﻡ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻤﻜﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﻓﻬﻡ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻓﻴﻪ ،ﺃﻭ ﺍﻋﺘﻘﺩﻭﺍ ﺫﻟﻙ ﺠﺎﺯﻤﻴﻥ.ﻟﻘﺩ ﺘﻤﻴﺯﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻥ ﻤﻘﺎﺼﺩﻫﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻓﻲ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺃﺩﺒﻴﺔ ﺘﻌﺘﻤﺩﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ .ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ ﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﻤﻘﺎﺼﺩ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﻌﺒﺭﻭﻥ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ﻭﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﺍﻟﻠﻬﻡﺇﻻ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻨﻭﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺨﺎﺭﺝ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻬﻡ ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﻫﻨﺎ ﻻ ﺘﺘﻌﻠﻕﺒﻐﻤﻭﺽ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﺩﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﻌﺏ ﻓﻬﻡ ﻤﻘﺎﺼﺩﻫﻡ
ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﺏ ،ﺒل ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﻫﻨﺎ ﺒﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ﻋﻥ ﻤﻘﺎﺼﺩ ﺘﺼﺒﺢ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻭﻴﺼﺔ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺒﺎﻟﺩﻗﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ. ﻟﻜﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﺌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ؟ ﻭﻤﺎ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ؟ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ،ﻭﻋﻥ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﻌﻴﺸﻭﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﻌل ،ﻭﺤﺭﺼﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩ ،ﻟﻡﻴﺠﺩ ﺃﻤﺎﻤﻪ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﻗﺩﺭﻤﺴﺘﻁﺎﻋﻬﻡ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺘﻜﻭﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﻓﻌﻬﻡ ﺩﻓﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻤﻥﺼﻔﺎﺕ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﺘﺠﻨﺒﻪ ﺒﻜل ﺜﻤﻥ .ﺇﻥ ﺘﻜﻭﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻴﻭﺠﻬﻬﻡ ﺇﻟﻰﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ،ﻭﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺘﻪ ﺒﻜل ﺍﻟﺴﺒل ،ﺍﺘﺨﺫﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡﻭﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ .ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻴﺴﻌﻭﻥ ﺒﻜل ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺇﻟﻰ ﺤﺼﺭ ﺘﻔﻜﻴﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﺤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔﻜﻤﺎ ﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﻭﺼﻔﻬﺎ ﻭﻨﻘﻠﻬﺎ ﺤﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺘﺄﻭﻴل ﺃﻭ ﺘﺠﺭﻴﺩ ﻨﻅﺭﻱ،ﻭﻤﺜل ﻫﺫﻩﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺼﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺘﺩﺨلﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻴﺠﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﺭﻴﺔ .ﺇﻨﻬﻡ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﺎﻉ ﻤﻥ ﻜل ﺘﺠﺭﻴﺩﻭ ﻤﻥ ﻜل ﺘﻨﻅﻴﺭ .ﻓﻌﻭﺽ ﺃﻥ ﻴﺘﺩﺨل ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩﻱ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩﻱ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ،ﻴﺫﻫﺏ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻭ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻟﻠﻤﺠﺭﺩ ،ﺃﻭ ﺠﻌل ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﻘﻠﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺠﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻋﻤﻭﻤﺎ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪﺍﻟﺨﺼﻭﺹ .ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻴﻌﺒﺭﻭﻥ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ،ﺃﻭ ﻴﻔﻀﻠﻭﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ .ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﺩﺍﻥﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ،ﻭﻓﻲﺤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺯﻤﺎﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ،ﺃﻱ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻷﺼﻴﻠﺔ ﻜﻤﺎ ﺘﺴﻌﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺭﺍﻜﻬﺎ .ﻭﻫﺫﺍﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺘﺘﺠﻨﺏ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ،ﻭ ﻫﻲﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺒﺩﻋﺔ ،ﺒل ﻤﺘﺄﺜﺭﺓ ﻭﻤﻘﻠﺩﺓ ﻟﻠﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺼﺭ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ﻜﻠﻪ ﻓﻲﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺃﺼل ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺃﻤﺭ ﻻ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻪ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﻴﻴﻥ ﻭﻟﺩﻯ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ.ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺭﺩﺍﻨﻴﺘﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺩﻭﺩﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﻟﺩﻯ ﻓﺭﺩ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺵ .ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﻔﻜﻴﺭﻨﻅﺭﻱ ﻴﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ، ﻭﺠﻌل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻤﺎﻫﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀﺎ ﺼﺭﻴﺤﺎ.
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻟﺩﻯ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ،ﺒﻴﻥﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺒﻴﻥ ﻁﺭﺍﺌﻕ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﺃﺨﺼﻬﺎ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ .ﻟﻘﺩ ﻋﺭﺽ ﻜل ﻤﻥ \"ﻏﺎﺒﺭﻴﺎل ﻤﺎﺭﺴﻴل\"ﻭ \"ﺠﺎﻥ ﺒﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ\" ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺁﺭﺍﺀﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻭﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ،ﻭﻓﻲ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ،ﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﺎﻡﻤﻌﻴﻥ ،ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺠﺭﺩﺓ .ﻭﻴﺤﻠﻭ ﻟﻐﺎﺒﺭﻴﺎل ﻤﺎﺭﺴﻴل ﺃﻥ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻗﺩ ﻨﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﺤﻭﺍﺭ ﺒﻴﻥ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺘﻪ .ﺇﻥ ﺃﺒﻁﺎل ﺭﻭﺍﻴﺘﻪ\"ﻗﺼﻭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﺎل\" ،ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﺍﻟﺘﺴﺎﻤﻲ ﻭﺍﻟﺤﻠﻭل ،ﻜﺄﺯﻤﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺘﻨﻔﺠﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨل ،ﻟﻜﺄﻥﺍﻟﺘﺴﺎﻤﻲ ﻭﺍﻟﺤﻠﻭل ﻨﻐﻤﺔ ﺴﺎﺌﺩﺓ ،ﺘﺘﻬﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﺠﻴﺩﻴﺔ ،ﻟﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﺃﺸﺨﺎﺹﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺤﻘﻴﻘﺘﻬﻡ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ .ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ،ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ .ﺃﻤﺎ \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\" ﻓﻴﺨﺘﻠﻑ ﺤﺎﻻ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻋﻥ ﺯﻤﻴﻠﻪ ،ﻓﻘﺩ ﺍﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﻓﻜﺭﻩﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺭﻭﺍﻴﺎﺘﻪ ﻭﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﺄﺴﺎﻭﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻓﻴﻥ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻟﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓﻜﺭﺍ ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ ﻭﺃﺩﺒﻴﺎ ﻤﺄﺴﺎﻭﻴﺎ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤﺩ. ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ: ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﻗﺩ ﺤﺎﻭﻟﻭﺍ ﺤﺼﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺘﻲ: - 1ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺍﺀ ﻟﻠﻨﻅﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﻤﺱ ﻭﻴﺨﻔﻲ ﻤﺎ ﻓﻲﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻤﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻁﺭﺍﺩ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻫﻡ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺴﻌﻴﺩ ﻭﺯﻴﻨﺏ ﻭﻤﻨﻴﺭ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ ﻓﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﻴﺤﺩﺩ ﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﺒﺎﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗل،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺤﺜﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻟﻔﺭﺩ ﻤﻌﻴﻥ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ،ﻭ ﻴﻌﺎﺩﻭﻥ ﻜل ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﻜل ﻤﺎ ﻫﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﺴﻭﺱ ﻭﻴﺭﻓﻀﻭﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ .ﻟﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﻴﺘﺨﺫ ﻫﺫﺍﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺄﻤل ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺎﻭل ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺒﺭﻤﺘﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺘﺠﺭﻴﺩ ﻨﻅﺭﻱ ﺘﻌﺎﺭﻀﻪ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻜلﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻋﻨﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻨﻌﻬﺎ ﻜل ﻓﺭﺩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻜﻤﺎ ﻫﻭﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺃﺴﺒﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥﻴﺅﻜﺩﻭﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺼﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺴﻘﺭﺍﻁ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ،ﻷﻨﻪ ﻴﻤﻴﺯﻩﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻜﻭﻨﻲ ،ﺭﺒﻤﺎ ﻷﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺴﻘﺭﺍﻁ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻗﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻤل ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻤﻪ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻓﺭﺩﻴﺎ.ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ،ﻫﻲ ﺍﺴﻡ ﻟﻨﺯﻋﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﺴﻡ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ. -2ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻘﺎﺭﺏ ﺒﻴﻥ ﻋﻤل ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﺨﻼﻗﻲ ﻭﺒﻴﻥ ﻋﻤل ﺍﻟﺭﻭﺍﺌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻔﺴﺭ – ﺭﺒﻤﺎ -ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺭﻫﺎ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻋﻨﺩ ﺴﻘﺭﺍﻁ ﻭ ﺒﻴﻥ ﻤﺫﻫﺒﻬﻡ.
ﻟﻘﺩ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ،ﺇﺫ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺭﺠﺎﻻ ﻤﺜل \"ﻤﺎﺭﺴﻴل\" ﻭ \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\" ﻗﺩﺍﺸﺘﻬﺭﻭﺍ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻫﻡ ﺃﺩﺒﺎﺀ ﻤﺅﻟﻔﻭﻥ ﻟﻠﻤﺴﺭﺡ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺍﺸﺘﻬﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻫﻡﻓﻼﺴﻔﺔ .ﻭﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﺭﺅ ﺃﻥ ﻴﻤﻴﺯ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺘﻭﺍﺼﻼ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺫﻱﻭﺠﻬﻪ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺍﻟﺼﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺨﺫ ﺒﻬﺎ ﻜﺎﻨﻁ .ﺫﺍﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻴﻘﻑ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﻭﻗﻔﻪﺍﻟﻤﺘﺤﻴﺯ ﻟﻠﺠﺯﺌﻲ ﻭﺍﻟﺤﺴﻲ ﻭﻴﻬﺎﺠﻡ ﻜل ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻭﻀﻊ ﻤﺒﺩﺇ ﻜﻠﻲ ،ﻤﺜل ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ \"ﻜﺎﻨﻁ\" ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩ ﺒﻬﺎ ﻭﻀﻊﻤﺒﺩﺇ ﻜﻠﻲ ﺘﻨﺩﺭﺝ ﺘﺤﺘﻪ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﺠﻤﻴﻌﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭﺍﻟﻤﺭﻓﻭﺽ ﻜل ﺍﻟﺭﻓﺽ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ .ﻏﻴﺭﺃﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻻ ﻴﺭﻓﻀﻭﻥ ﻜل ﻓﻠﺴﻔﺔ \"ﻜﺎﻨﻁ\" ،ﺒل ﻴﻤﻴﻠﻭﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﻤﺫﻫﺒﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻘﺭﺭ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﻘﺒﻠﻭﻥ ﻤﺎ ﻴﻭﺍﻓﻕ ﻤﺫﻫﺒﻬﻡ ﻋﻨﺩ \"ﻜﺎﻨﻁ\". -3ﺍﻟﺩﻴﻥ :ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲﺃﺤﺩ ﻤﺫﺍﻫﺒﻬﺎ ،ﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺜﻭﻟﻴﻜﻴﺔ ﻤﺜﻼ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩ ﺍﻟﺫﻱﻴﻨﻜﺭ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﷲ ﺃﺼﻼ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻨﺩ \"ﺠﺎﻥ ﺒﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ\" ،ﺍﻟﻤﺘﺄﺜﺭ ﺒﺎﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ \"ﻨﻴﺘﺸﻪ\" ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ.ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻘﺎل ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻋﻤﻴﻕ ﺍﻟﺘﺩﻴﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻋﻨﺩ \"ﻜﻴﺭﻜﻐﺎﺭﺩ\" ﺍﻟﺩﺍﻨﻤﺎﺭﻜﻲ،ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺴﻤﻭﻨﻪ .ﻭﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻤﻠﺤﺩﺍ ﺇﻟﺤﺎﺩﺍ ﺼﺭﻴﺤﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻋﻨﺩ \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\" .ﺒﻴﺩ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥﻨﻤﻴﺯ ﻟﺩﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻼﺤﺩﺓ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻨﻐﻤﺔ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﺴﺘﻐﺭﻕ ﻓﻜﺭﻫﻡ ،ﻓﻬﻲ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻐﻤﺔﺍﻹﻟﺤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻴﻥ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭﺴﻜﺴﻭﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺭﻓﻀﻬﻡ ﻟﻠﺩﻴﻥ ﺭﻓﻀﺎ ﻗﺎﻁﻌﺎ .ﻓﻤﺎ ﻫﻭﻟﺩﻯ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻨﻐﻤﺔ ﺘﺸﺒﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﺩﻯ ﺭﺠﺎل ﻋﺼﺭ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ .ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻨﻠﻤﺱﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ \"ﺍﻟﻁﺎﻋﻭﻥ ﻟـ\"ﺃﻟﺒﻴﺭ ﻜﺎﻤﻭ – \"ALBERT CAMUSﻭﻫﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻫﻤﺕ ﻓﻲ ﻓﻭﺯﻩﺒﺠﺎﺌﺯﺓ \"ﻨﻭﺒل\" ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻨﻠﻤﺱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺘﺸﺒﻊ ﻓﻜﺭﻩ ﺒﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﺍﺴﺔ ،ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻠﻭﻥﻓﻴﻪ ﺒﺎﻹﻟﺤﺎﺩ ،ﻭﻴﺘﺭﺩﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺼﺩﻯ ﻨﻐﻤﺎﺕ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻻ ﻏﺒﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺒﺔ ﻤﺎﻓﻴﻪ ،ﺃﻭ ﻗل ﺇﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﻓﻜﺭﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺭﻭﺍﺴﺏ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﻭﺃﻥ ﻴﻤﺤﻭ ﺁﺜﺎﺭﻫﺎ ﻜل ﺍﻟﻤﺤﻭ. -4ﻟﻘﺩ ﻋﺩ \"ﻜﻴﺭﻜﻐﺎﺭﺩ\" ﻨﻔﺴﻪ ﻭﺍﻀﻌﺎ ﻹﺼﻼﺡ ﺩﻴﻨﻲ ﻭﻓﻠﺴﻔﻲ ،ﻭﻫﻤﺎ ﻗﺒل ﻜل ﺸﻲﺀ ﺘﺼﺤﻴﺢ ﻟﻨﺯﻋﺔ \"ﻫﻴﺠل\"ﺍﻟﺠﺩﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،ﻭﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ ﻟﻠﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺴﻴﺠﺩﻭﻥ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻤﻌﻴﻨﺎ ﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﻀﺢ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻓﻜﺭﻩ .ﻭﻴﻤﻜﻥﺃﻥ ﻨﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ – ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل -ﻤﺎ ﻟﻭﺤﻅ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺭﺍﻓﺎﺕ \"ﺃﻭﻏﺴﻁﻴﻥ\" ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺕ \"ﺘﻭﻟﺴﺘﻭﻱ\" ﻤﻥ ﻤﺭﺍﺭﺓ .ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﻤﺘﺎﻋﺏ ،ﻫﻭ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻬﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺘﻘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺘﺯﺍﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ.
ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﻓﻘﺩ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ :ﻫﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﻤﺤﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎﻭﻓﺭﻨﺴﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺒﻌﺩﻫﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻌﺭﻀﺕﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺍﻟﺯﺍﺤﻔﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻭﻤﺎﻫﻴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻤﻨﺫ ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ.ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻁﻤﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﻨﺔﺍﻟﻨﺎﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ .ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥﻟﻁﻤﻭﺤﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ،ﻭ ﺨﺭﺠﺕﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻤﻨﺘﺼﺭﺓ، ﺠﻭﻫﺭﻴﺎ ﻫﻭ ﺤﺭﻴﺔ،ﻓﺭﺍﺤﺕ ﺘﻁﻠﻕ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔﺒﻼ ﻗﻴﻭﺩ ﻭﻻ ﺤﺩﻭﺩ ﻭﺼﺎﺭ ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﻌﺎﺩل ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻫﻭ ﻤﻘﻴﺎﺱ ﻜل ﺸﻲﺀ. ﺃﻭ ﻴﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ.ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻠﻘﻰ ﺒﻪ ﺃﻭ ﻤﻘﺫﻭﻑﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻭﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺴﺎﺭﺘﺭ :ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻷﻭلﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻜﺄﻨﻪ ﻤﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﻠﻌﻘل ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭ ﻀﺭﻭﺭﺓ ،ﻤﺎﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻫﻨﺎ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﻡ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻴﺴﺒﻕ ﻤﺎﻫﻴﺘﻪ .ﻴﻘﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ :ﻋﻭﺽ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻴﺯﺓ ﻭﻨﻌﻤﺔ. \"ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭ...ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭﻴﺔ...ﻭ ﻟﻴﺱ ﻭﺭﺍﺀﻨﺎﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤﺒﺩﺇ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ .ﻓﺄﺴﺒﻘﻴﺔ ﻭ ﻻ ﺃﻤﺎﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﻤﻀﻲﺀ ﻟﻠﻘﻴﻡ ﺘﺒﺭﻴﺭﺍﺕﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻨﺯﻋﺔ ﺘﺸﺎﺅﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﺫﻴﺭ .ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻋﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﻓﺄﻗﻭل\" :ﺇﻥﻭﺴﻭﺩﺍﻭﻴﺔ ،ﺘﺭﻯ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺭﺍ\" .ﻤﺤﻜﻭﻡﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺠﻭﺩﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺨﻠﻕ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﻨﻔﺴﻪ ،ﻭ ﻫﻭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﻜﻭﻥ ﺤﺭ ،ﻷﻨﻪ ﻤﺘﻰ ﻗﺫﻑ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺘﻌﺒﺎ ﻭﻤﺯﻋﺠﺎ ﻭﻗﻠﻘﺎ ﻭﻋﺒﺜﺎ. ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻴﻔﻌﻠﻪ .ﻭ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔﻟﺫﻟﻙ ﻨﺠﺩ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻬﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭﺍ ﺒﻌﺩ ﻭ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻻ ﻴﻌﺘﺭﻑﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ،ﻫﺫﺍ ﺒﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻻﺕ ﻭ ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙﺍﻟﺒﺭﻭﺯ ﺍﻟﻤﻠﻔﺕ ﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻘﻠﻕ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﺤﺭﻴﺔ ﺘﺎﻤﺔ، ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﻭ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ،ﻭ ﻻ ﻴﻘﺭ ﺒﺄﻥ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎلﻭﺍﻟﻌﺒﺙ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴل ،ﻤﺜل ﺍﻟﻌﻭﺍﻁﻑ ،ﻫﻭ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻭﺠﻭﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻬﻭ ﻤﺴﺅﻭل ﺴﻴل ﺠﺎﺭﻑ ﻤﺩﻤﺭ ﻴﺴﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺘﻤﺎ ﺇﻟﻰﻫﺫﺍ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻟﺩﻯ ﺃﻓﻌﺎل ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺫﺭﺍ ﻟﺫﻟﻙ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻋﻥ ﻭﺤﻴﺎﺘﻪ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺤﺘﻰ ﻋﻥ ﺍﻨﻔﻌﺎﻻﺘﻪ. ﺇﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﻨﻊ ﻤﺎﻫﻴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻜل ﺘﻔﺎﺼﻴﻠﻬﺎ.
ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ، ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ .ﻓﺎﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺴﺅﻭﻻﻭﻨﺎﺘﺞ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻭﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﺤﺘﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺔ ﺒﻁﺎﺒﻊ ﺍﻷﻨﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﺍﻨﻔﻌﺎﻟﻪ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻨﻲ ،ﺒل ﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻨﻔﻌﺎﻟﻪ ﺫﺍﺘﻪ. ﺠﺎﻤﻌﺎ ﻤﺎﻨﻌﺎ.ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻘﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ \" :ﺇﻨﻲ ﺃﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻻ ﻭﺍﻟﻨﻔﻌﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ. ﻓﻜل ﺸﻲﺀ ﻴﺘﺼل ﺘﻌﻨﻲ ﺇﻻ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ .ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻻ ﺘﺨﺘﺎﺭ ﺇﻻ ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﺄﺴﺎﺴﻪ ﻨﻔﺴﻬﺎ \".ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﺸﻴﺌﺎ ﺁﺨﺭ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ.ﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻠﻪ ﺤﺭﻴﺔ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔﻏﻴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻟﻨﻘل ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﻴﻡ.ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩﺓ ،ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎ ﺇﻻ ﺒﺤﺭﻴﺘﻪ ،ﻭﻟﺫﻟﻙﻤﻭﺍﻗﻔﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻴﺼﺢ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ .ﻟﺫﻟﻙﺃﻥ ﺘﺒﻠﻎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ،ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻋﺎﻤﺔ .ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﺠﻌل ﺤﺭﻴﺘﻨﺎ ﻫﺩﻓﺎ ﻨﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﻠﻴﺱ ﻓﻲﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺴﻌﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻨﺠﻌل ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻫﺩﻓﺎ ﻨﺴﻌﻰﻭﺠﻌﻠﻪ ﺤﺭﻴﺔ ﻤﺤﻀﺔ .ﻫﺫﻩ ﻫﺩﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻔﺭﺩ ﺒﻬﺎ ﻭﻏﺎﻴﺘﻪ ﺍﻟﻘﺼﻭﻯ ﻓﻲ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻨﺴﺎﻥ.ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩﺓ ﻫﻲ ﺴﺒﺏ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ، ﻭﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ،ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺼﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻭﻴﺎ ﺇﻨﻪ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻱ ﺃﻭ ﺒﺎﻷﺤﺭﻯ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ،ﻓﻬﻭ– ﺇﺫﺍ ﺼﺢﻗﺎﺴﻴﺎ .ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ – ﻤﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻭﻙ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲﺘﻌﻁﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺃﺼﺎﻟﺘﻬﺎ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ. ﺴﺎﺌﺭ ﺸﺅﻭﻥ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﻤﺭﺍﺤﻠﻬﺎ ،ﻭﻓﻲ ﻜل ﻤﻭﺍﻗﻔﻪ،ﻭﻁﺎﺒﻌﻬﺎ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺠﺩﺩ. ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻭﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﺒﺏ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰﺇﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻥﺒﻴﺌﺘﻬﺎ ﻭﻋﻥ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﻜﺭ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻤﺜل ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﺤﺭﻴﺘﻪ.ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔﻤﻥ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﻜﺭ ﻟﺠﻭﻫﺭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺫﻟﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺍﻟﻘﺫﺭﻴﻥ ،ﻫﻡ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺩﻫﻡ ،ﺃﻱ ﻟﺤﺭﻴﺘﻬﻡ ،ﻴﺼﺩﺭ \"ﺴﻠﺭﺘﺭ\" ﺃﺤﻜﺎﻤﺎﺭﻭﻋﺘﻪ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﺃﺭﻫﺒﺘﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻴﻨﻔﻭﻥ ﺩﻭﻥﺍﻟﻨﺎﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺸﻴﺔ ،ﻓﺫﻫﺏ ﻓﺎﺼﻠﺔ ﻭ ﻗﺎﺴﻴﺔ،ﻴﻌﺎﻜﺴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ، ﺠﺩﻭﻯ ﺤﻘﻴﻘﺔﻭﺭﺍﺡ ﻴﺼﻴﺢ ﺒﺄﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻟﺩﻴﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻴﻘﺴﻤﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻓﺌﺘﻴﻥ - :ﻓﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺘﺭﻴﻥ ﻭﺭﺍﺀﻤﻥ ﺼﻭﺕ ﻤﻨﺎﺩﻴﺎ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﺒل ﺴﺘﺎﺭ \"ﺍﻟﺠﺩﻴﺔ\" - .ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ .ﺍﻷﻭﺍﺌل ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺇﺨﻔﺎﺀ ﻤﺎ ﻴﻌﺎﻨﻭﻥ ﺒﺩﺍﺨﻠﻬﻡ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ،ﻫﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ .ﻭﻵﺨﺭﻭﻥ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ ،ﻴﺨﺘﻠﻘﻭﻥ ﺃﻋﺫﺍﺭﺍ ﻷﻓﻌﺎﻟﻬﻡ ﻭ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ ﻭﺃﺤﻭﺍﻟﻬﻡ ،ﻓﻴﺩﻋﻭﻥ ﺃﻨﻨﺎ ﻤﺴﻴﺭﻭﻥ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺘﺼﺭﻑ ﺃﻱ ﺘﺼﺭﻑ ﻭ ﻟﻭ ﺒﺴﻴﻁﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺨﻀﻭﻋﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﻡ
ﻤﻌﻠﻨﺎ ﺒﻠﺴﺎﻨﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ .ﺇﻨﻬﻡ ﻴﻌﺎﻨﻭﻥ ﻟﺴﻁﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻭ ﺴﻠﻁﺎﻨﻪ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻥ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺅﻻﺀﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﻫﻭ ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺫﺭﻴﻥ ﻫﻡ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺸﺭ ،ﻭﻫﻡ ﻜﺫﻟﻙﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺸﻲﺀ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺒل ﺇﻨﻪ ﺃﺤﻭﺍل ﻤﻥ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻵﺨﺭ ﺃﻱ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻡ ﻻ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺇﻻ ﺒﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻭﺠﻭﺩﻴﺔ .ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﻭﺭﻩ ﺇﻻ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻤﺘﻐﻴﺭﺓ ،ﻓﻼ ﻤﻔﺭ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﻅﻬﺭ ﻋﺎﻡ ﻭ ﺸﺎﻤل ﻟﻬﺎ .ﻭﻻ ﻴﺨﻔﻲ \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\" ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺘﺄﺜﺭ ﻤﺜﻠﻪ. ﺒﻬﺎ ﺠﺒﻨﺎ ﻭ ﻗﺫﺍﺭﺓ ﺒـ\"ﻜﺎﻨﻁ\" ،ﺭﻏﻡ ﻤﻌﺎﺭﻀﺘﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﺒﻭﺼﻔﻪﺃﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﺄﺘﻲ ﺸﺨﺹ ﻭﻴﻌﻠﻥ ﻭﻨﻔﺎﻗﺎ ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻓﻴﻠﺴﻭﻓﺎ ﻤﺜﺎﻟﻴﺎ .ﻴﻘﻭل \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\" :ﺇﻥ \"ﻜﺎﻨﻁ\" ﻴﺼﺭﺡﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﻤﻭﺍﻓﻘﺘﻪ ﻟﻬﺫﺍ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﻡ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺘﺭﻴﺩ ﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﺘﺭﻴﺩ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ\".ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺒﺄﻨﻪ ﺤﺭﻴﺔ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ. ﻓﻜﺄﻥ ﺤﺭﻴﺘﻲ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭ ﺸﻲﺀ ﻭﺍﺤﺩ.ﻟﻤﻭﻗﻔﻪ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺠﺒﻥﺃﻭ ﺍﻟﻘﺫﺍﺭﺓ ،ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥﻴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻼﻗﺘﻪﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺒﻤﻭﻗﻔﻪ ﻫﺫﺍﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺘﻤﻠﺹ ﻭﻴﺘﻬﺭﺏ ﻤﻤﺎ ﻟﻴﺱ ﻤﻨﻪ ﻤﻬﺭﺒﺎ. ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺠﺎﻥ ﺒﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ(1980-1905)Jean Paul Sartreﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﻭﺃﺩﻴﺏ ﻓﺭﻨﺴﻲ ﺘﺯﻋﻡ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩ .ﺘﻭﻓﻲ ﺃﺒﻭﻩ ﺍﻟﻀﺎﺒﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻡﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻤﻴﻼﺩ ﻭﻟﺩﻩ .ﻓﻜﻔﻠﺘﻪ ﻭﺍﻟﺩﺘﻪ ﻭﻭﺍﻟﺩﻴﻬﺎ .ﺒﻌﺩ ﺤﺼﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻭﺭﻴﺎ ﻓﻲ ﺒﺎﺭﻴﺱ ،ﺍﻟﺘﺤﻕ ﺒﻤﺩﺭﺴﺔﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭﺓ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺯﻤﻼﺌﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻤﺸﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡﻭﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ .ﺒﻌﺩ ﺤﺼﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺯ ،ﻋﻴﻥ ﺃﺴﺘﺎﺫﺍ ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻱ.ﻭﺒﻌﺩ ﻋﺎﻤﻴﻥﺃﺼﺒﺢ ﻋﻀﻭﺍ ﺒﺎﻟﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺒﺒﺭﻟﻴﻥ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ .ﻭﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺒﺩﺃ ﻴﻘﺭﺃ ﻟﻠﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ\"ﻫﻭﺴﺭل\" ﻤﺅﺴﺱ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﻱ ﻭﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺴﺎﺭﺘﺭ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﺴﻭﻯ ﻓﺘﺭﺓﻗﺼﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ،ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺘﺩﺭﻴﺱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻔﺭﻨﺴﺎ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩﺍﻟﻤﺩﺓ ﻭﻀﻊ ﻤﺴﻭﺩﺓ ﺭﻭﺍﻴﺘﻪ ﺍﻟﺫﺍﺌﻌﺔ ﺍﻟﺼﻴﺕ \"ﺍﻟﻐﺜﻴﺎﻥ\" .ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﻨﺩﻟﻌﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺩﻋﻲ ﺇﻟﻰﺤﻤل ﺍﻟﺴﻼﺡ ،ﻓﺎﻨﺨﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1940ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭ ﺒﻌﺩ ﻫﺯﻴﻤﺔ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻭ ﻭﻀﻊ ﻓﻲﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻋﺘﻘﺎل ،ﻷﻥ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻓﻭﺍ ﺼﻔﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ .ﻭﺒﻌﺩ ﻋﺎﻡ ﺃﻁﻠﻕ ﺴﺭﺍﺤﻪ ﺒﻴﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻴﻥﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ .ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺤﻴﺙ ﻋﻴﻥ ﺃﺴﺘﺎﺫﺍ ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ ﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﻭﺭ ﺒﺒﺎﺭﻴﺱ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻜﻭﻥ ﻤﻊ
ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﻫﻭﺍﻵﺨﺭ \"ﻤﻴﺭﻟﻭ ﺒﻭﻨﺘﻲ \" MERLEAU-PONTYﺨﻠﻴﺔ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻀﺩ ﺍﻻﺤﺘﻼلﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ ﺃﻁﻠﻘﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺴﻡ \"ﺍﻹﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺔ\" .ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1942ﺒﺩﺃﺕ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﺍﻟﻤﻜﺜﻑ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻫﻲ \"ﺴﺎﻥ ﺠﺭﻤﺎﻥ\" ﺒﺒﺎﺭﻴﺱ ،ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺼﺒﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻤﻘﺭﺍ ﻷﻨﺼﺎﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻴﻠﺘﻘﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ.ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1944ﺃﺴﺱ ﻤﺠﻠﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﻨﻌﻨﻲ ﻤﺠﻠﺔ \"ﺍﻷﺯﻤﻨﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ Les temps \"modernesﻭﻗﺎﻡ ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1948ﺤﻴﺙ ﺃﺴﺱ ﺤﺯﺏ ﺃﺴﻤﺎﻩ \"ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ\".ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﺩﺭﺝ \"ﺍﻟﻔﺎﺘﻜﺎﻥ\" ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ.ﻭﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻻﺤﻘﺔ ﺃﺨﺫ ﻴﺘﻘﺭﺏ ﺇﻟﻰﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ،ﻭﺸﻐل ﻤﻨﺼﺏ ﻨﺎﺌﺏ ﺭﺌﻴﺱ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺼﺩﺍﻗﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻴﺔ .ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1956ﺍﺤﺘﺞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﻟﻠﻤﺠﺭ .ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1957ﺍﺤﺘﺞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻭﻟﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺘﻤﺎﺭﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ،ﻭﺤﺘﻰﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻴﻥ.ﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1958ﺘﻅﺎﻫﺭ ﻀﺩ \"ﺩﻱ ﻏﻭل\" ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺘﻰ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ،ﻭﺭﻀﻭﺥ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻹﻨﻘﻼﺏ.ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1964ﻓﺎﺯ ﺒﺠﺎﺌﺯﺓ \"ﻨﻭﺒل\" ﻓﻲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ،ﻏﻴﺭﺃﻨﻪ ﺭﻓﺽ ﺍﺴﺘﻼﻤﻬﺎ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻀﺨﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﻀﻤﻨﻪ .ﻭﻗﺩ ﺒﺭﺭ ﺭﻓﻀﻪ ﺒﺴﺒﺒﻴﻥ :ﺸﺨﺼﻲ ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﻲ.– ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ :ﻜﻭﻨﻪ ﺭﻓﺽ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻭﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ﺘﺼﻭﺭﻩ ﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ،ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﺘﺤﻤﻴل ﻗﺭﺍﺌﻪ ﻀﻐﻁﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ ﻭﻏﻲ ﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻪ ﻭﺨﺎﺭﺝ ﻋﻥ ﺇﻨﺘﺎﺠﻪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ.-ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ :ﻫﻭ ﺃﻥ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻓﻲﻤﺠﺎل ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺒﻴﻥ ﺜﻘﺎﻓﺘﻴﻥ ،ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ)ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ(ﻭ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺭﺏ )ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔﻭ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ(.ﻭ ﺠﺎﺌﺯﺓ \"ﻨﻭﺒل\" ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤﻨﺢ ﻜﺎﻤﺘﻴﺎﺯ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺭﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﻭﻤﻔﻜﺭﻱﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻘﺒﻠﻪ ﺴﺎﺭﺘﺭ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺘﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﻻ ﺩﺨل ﻟﻸﻨﻅﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ.ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1968ﺃﺩﺍﻥ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻏﺯﻭ ﺍﻹﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺘﻲ ﻟـ\"ﺘﺸﻴﻜﻭﺴﻠﻭﻓﺎﻜﻴﺎ\" ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﺒـ\"ﺭﺒﻴﻊ ﺒﺭﺍﻍ\" ﺤﻴﺙ ﺘﻡ ﻗﻤﻊ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻫﻨﺎﻙ.ﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1969ﻫﺎﺠﻡ \"ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ\" ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺩﺭﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻭﻜﺎﻥ ﻜﺎﺭﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ. ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1980ﺩﺨل ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﺭﺽ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻠﺒﺙ ﺃﻥ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺇﺴـﺘـﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉﺇﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ، ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻫﻭ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ -ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺘﻴﺎﺭﺍﻥ :ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ﺃﻭﻭﻜﻭﻨﻪ ﺴﺒﺏ ﺤﺭﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩﺓ. ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ، ﻜﻠﻬﺎ .ﻭﻫﻡ ،ﺃﻱ -ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ. -ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺤﺘﻤﻴﺔ ﻭ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ.ﻤﺼﻴﺭﻩ ﻭﺴﺒﺏ ﻓﻼﺴﻔﺔ -ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﺤﺭﺍ ﻓﻘﻁ ﺒل ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ. ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ، ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻴﺘﻔﻘﻭﻥ ﻓﻲ -ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻨﻌﻬﺎ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻫﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺤﺘﻤﻴﺔ ﻭﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻟﺤﺭﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ.ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻫﻲ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﻭﻫﻭﺍﻟﻭﺠﻭﺩ، ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ -ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﺤﺩﻭﺩ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺘﻜﺘﻤل ،ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻥ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﻴﺘﻔﻘﻭﺍ ﻓﻴﻪ. ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺴﺅﻭل ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺤﺎل ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎل ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺠﻤﻌﺎﺀ.ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ .ﻓﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺴﺅﻭل ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻤﺼﻴﺭﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ،ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﻤﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ، ﻭﻋﻥ ﻤﺼﻴﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﺤﺭﻴﺘﻪ ﻜﻭﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥﺜﻤﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﺤﺭﺍ ،ﺒل ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ. ﻋﻨﺩ ﺒﻌﻀﻬﻡ -ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﻴﺨﻠﻕ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻤﻘﺫﻭﻑ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻟﻴﺠﺩﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﺘﺭﻭﻜﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻤﻬﻤﻼ ،ﻻ ﺭﺍﻋﻲ ﻟﻪ،ﻭ ﻻ ﻤﻌﺘﻨﻲ ﺒﻪ ،ﻭ ﻓﻬﻭ ﺴﺒﺏ ﻻ ﻤﻌﻴﻥ ،ﻭﻻ ﻨﺎﺼﺭ .ﻟﻜﻨﻪ ﺤﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻀﻊ ﻤﺎﻫﻴﺘﻪﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻫﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ،ﻭﺴﺒﺏ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﺇﻨﻪ ﺼﺎﻨﻊ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ،ﻭ ﻫﻭ ﻭﺍﻀﻊ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻨﻤﻁ ﺤﻴﺎﺘﻪ، ﺤﻴﺎﺘﻪ ،ﻟﻴﺤﻘﻕ ﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ،ﻭﻫﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻤﺴﺅﻭل ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔﻤﻭﻀﻊ ﺨﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺴﺒﺏ ﻜل ﻤﺎ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻋﻥ ﻤﺼﻴﺭﻩ ،ﻭ ﻷﻨﻪ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺒﺴﺒﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻓﻀل ﻟﺠﻤﻴﻊﺍﻷﻗل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ، ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﻬﻭ ﻤﺴﺅﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻴﺭﻩ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺼﻴﺭ ﻭﺠﻭﺩﻩ.ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺠﻤﻌﺎﺀ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺘﺎﻤﺔ. -ﻤﺅﺴﺱ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ \"ﻫﻴﺩﻏﺭ\".ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ -ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺭ ﺃﺒﺎ ﻟﻠﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﺩﺍﻨﻤﺎﺭﻜﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ \"ﻜﻴﺭﻜﻐﺎﺭﺩ\". -ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ﻫﻭ \"ﺴﺎﺭﺘﺭ\"ﻭﺍﻹﻟﺤﺎﺩ .ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ،ﻭﻓﺩ ﺘﺄﺜﺭ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻟﺩﻯ ﺴﺎﺭﺘﺭﻫﻲ ﺒﻼ ﺤﺩﻭﺩ ،ﻷﻨﻪ ﻻﻴﻭﺠﺩ ﺃﻱ ﻤﺎﻨﻊ ﻴﻘﻴﺩﻫﺎ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﻲﺇﻋﻼﻥ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ،ﺤﺘﻰ ﻻﻴﺘﺩﺨل ﺃﻱ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺩﻴﻨﻲ
ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺤﺭﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ،ﻭﻋﻨﻬﻡ ﻭﻋﻥ \"ﻜﻴﺭﻜﻐﺎﺭﺩ\" ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ،ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺘﻘﻠﻴﺼﻬﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻨﻁﻠﻕ ﺇﻟﻰ ﺘﺸﻴﻴﺩ ﻤﺫﻫﺏ ﺨﺎﺹ ﺒﻪ ﺠﻌل ﻟﻐﺘﻪ ﺍﻷﺩﺏ.ﻭﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻤﺜﻠﺔ: ﻤﻥ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺸﺎﻤﻠﺔ.ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻤﻭﺠﻭﺩﺘﺼﻭﺭ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ ،ﻓﺎﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﻫﻭ × ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ.ﺘﺼﻭﺭ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ ،ﻓﺎﻟﻤﻭﺠﺩ ﻫﻡﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻓﻘﻁ ،ﻭ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﻋﻥ × ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻴﻘﺼﺩﻭﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﻜﻠﻲ.ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺍﻟﺸﺠﺭﺓﻤﻭﺠﻭﺩ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﺭﻜﻪ. × × ﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﻤﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﻘﺔ ﻤﻨﺯﻟﻨﺎﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫ× ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﻨﻔﺴﻪ. ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫ ×ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺤﺠﺭﻤﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻱ × × ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺠﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﻪ.ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺍﻟﺠﻨﺩﻱﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. ﺍﻟﺠﻨﺩﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ×× ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﻨﻔﺴﻪ. ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻨﺩﻱ ×
ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × × ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺘﺼﻭﺭ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ × ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. ﺍﻟﻨﺠﻡ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ × ﻨﺠﻤﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻴﺩﺭﻜﻪ. × ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻤﺤﺴﻭﺱ ﻭ ﻤﻼﺤﻅ. ﺃﺨﻼﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫﺓ ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻲ. × ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺤﺎﺩﺙ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻤﺤﺴﻭﺱ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﻤﻼﺤﻅﺔ. ﺍﻟﺴﻠﻡﻤﻼﺤﻅﺔ :ﺇﻥ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻻ ﺘﻭﺼﻑ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﻷﻨﻬﺎ ﺼﻔﺎﺕ ﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ × ﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ. ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ:ﺘﺒﺩﻭ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﻭﻓﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ،ﺃﻭﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺩﺍﻭل ،ﻭﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﻭﻅﻴﻔﻬﺎ ﻭﻀﺒﻁ ﻤﺩﻟﻭﻻﺘﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔﺍﻟﻤﻁﺎﻑ ﺴﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻻﺤﻅﻨﺎ ﻜل ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺠﺩﻭل ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﻻﺤﻅﻨﺎ ﻜﻴﻑ ﺘﻌﺘﺒﺭﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﻭﺘﺭﻓﺽ ﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﻜﻴﻑ ﺘﺒﺭﺭ ﺫﻟﻙ ،ﻜﻤﺎ ﻻﺤﻅﻨﺎ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ،ﻷﻨﻬﺎﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﺃﺼﻠﻴﺔ ﺇﻥ ﺼﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ .ﻓﻼ ﻫﻲ ﺒﺎﻷﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺼﻔﺎﺕﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﻫﻲ ﻤﻥ ﻟﻭﺍﺯﻡ ﺃﻭ ﺘﻭﺍﺒﻊ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻷﻨﻬﺎﻜﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺘﻀﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻔﻀل ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ.
ﺘﻁﺒﻴﻕ 1 ﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺭﻗﻡﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﻋﻤﺭ ﺯﻤﻴﻠﻙ 01 ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ 02 ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ 03 04 ﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﺘﻘﺎل 05 ﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﺘﻁﺒﻴﻕ 2 ﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺭﻗﻡ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ 01 ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ 02 03 ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺩﻴﺏ 04 ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫﺓ 05 ﺍﻟﻁﺭﻴﻕﺸﻲﺀ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺘﻁﺒﻴﻕ 3 ﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺭﻗﻡ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ 01 02 ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ 03 ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ 04 ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ 05 ﺍﻟﻭﻋﻲ
ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل -ﺘﺼﻤﻴﻡ ﻤﻘﺎﻟﺔ : ﻗﻴل ﻟﻴﺱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭﺍ ﻓﺤﺴﺏ ،ﺒل ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ. ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ -ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹ:\" ﺇﻨﻨﻲ ﺃﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ،ﻻ ﺘﻌﻨﻲ ﺇﻻ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻻ ﺘﺨﺘﺎﺭ ﺇﻻ ﻨﻔﺴﻬﺎ.ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺤﺭﻴﺔ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻘﺭ :ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻫﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﻴﻡ.ﻭ ﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺫﻱ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻻ ﺘﻌﻨﻲ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺼﻌﺔ ،ﻭ ﻻ ﺘﻌﻨﻲ ﺇﻻﺍﻟﺠﺭﻱ ﺍﻟﻤﻀﻨﻲ ،ﺨﻠﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ .ﻓﺎﻹﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺴﺩ ،ﻤﻭﻗﻑ ﻤﺘﻨﺎﻗﺽ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ،ﻭ ﻫﻭ ﻻ ﻴﻤﻠﻙ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻘﻴﻡ.ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻀﻡ ﺇﻟﻰ ﻨﻘﺎﺒﺔ ﺸﻴﻭﻋﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺜﻭﺭﻴﺔ ،ﻓﻬﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺴﻌﻰ ﺨﻠﻑ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻤﻠﻤﻭﺴﺔ .ﻭ ﻫﺫﻩﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺘﺴﺘﻠﺯﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ ﺒﺤﺜﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ .ﺇﻥ ﺴﻌﻴﻨﺎ ﺨﻠﻑ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻻ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺃﻱﺸﻜل ﺁﺨﺭ .ﺇﻨﻨﺎ ﻨﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻟﺫﺍﺘﻬﺎ .ﻭ ﺇﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﺴﻌﻴﻨﺎ ﻫﺫﺍ ،ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻨﻨﺎ ،ﺃﻥ ﺤﺭﻴﺘﻨﺎ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺤﺭﻴﺘﻨﺎ.ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎ ﺇﻻ ﺒﺤﺭﻴﺘﻪ .ﻓﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﻴﺼﺢ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ .ﻭ ﺇﻨﻨﺎ ﺇﺫ ﻨﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻨﺠﻌلﺤﺭﻴﺘﻨﺎ ﻫﺩﻓﺎ ﻨﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻻ ﻴﺴﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻫﺩﻓﺎ ﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻨﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ.ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺃﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ )ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ( ،ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻓﻲﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺭﺍﺤل ﺤﻴﺎﺘﻪ ،ﻭ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﻭﺍﻗﻔﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺤﺭﻴﺘﻪ ﺴﺒﻴﻼ ،ﺇﺫﺍ ﺼﺢ – ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ – ﺃﻥ ﺃﻋﺘﺒﺭ ﺃﻥﺠﺎﻥ ﺒﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ\" .ﻭ ﻤﻭﻗﻑ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ :ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻨﺹ ،ﺘﺒﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻓﻴﻪ،ﻭ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل. ﻤﻨﻪ ،ﻭ ﺤﺠﺘﻪ ﺃﻭ ﺤﺠﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﻨﻘﺩﻫﺎ،
ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل -ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ :ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺠﺩﻟﻴﺔ. -Iﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ :ﻫل ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ )ﺍﻟﺴﺎﺭﺘﺭﻱ( ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻗﻭل ﻭﺍﻗﻌﻲ؟ ﻭ ﻫل ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻤﺎﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻭ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻴﺭﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻭ ﻤﺼﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺠﻤﻌﺎﺀ ؟ -IIﺍﻟﺘﺤﻠﻴل: ﺃ -ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ :ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ -ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻓﻬﻭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ،ﻭ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻼ ﺸﻲﺀ ﻴﺤﺩ ﺤﺭﻴﺘﻪ ،ﺒل ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ. -ﺍﻟﺤﺠﺔ: -ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺴﺎﺭﺘﺭ. -ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ،ﺃﻭ ﻨﻜﺭﺍﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﷲ ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ. -ﺇﻨﻜﺎﺭ ﺍﻟﻼﺸﻌﻭﺭ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻨﻘﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ. -ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭ ﻫﻲ ﻟﺫﻟﻙ ﺫﺍﺕ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ. -ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺤﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ. -ﺍﻟﺴﺠﻴﻥ ﺤﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ.. -ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ ﺍﻟﺤﺭ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ. -ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺤﺠﺔ:ـ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﺃﻭ ﻜﻭﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻫﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ. ـ ﻤﺴﻠﻤﺔ ﺴﺎﺭﺘﺭﻫﺫﻩ ،ﺘﻠﺯﻤﻪ ﻫﻭ ﻭﺃﺘﺒﺎﻋﻪ ﻭﺤﺩﻫﻡ ،ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺃﺒﺩﺍ ﺒﺎﻟﺒﺭﻫﺎﻥ.ـ ﻴﻘﻊ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻭﺃﺘﺒﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻌﺘﺭﻓﻭﻥ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺠﻌﻠﻭﺍ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ. ـ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﺃﻭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻭﺃﺘﺒﺎﻋﻪ ﺤﻠﻬﺎ.ـ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻲﺀ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻭﺍﻟﺴﺠﻴﻥ ﻭﻤﺎ ﺸﺎﺒﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺤﻭﺍل ﺴﻠﺏ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻗﻬﺭﺍ. ـ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ﺯﻋﻤﺎ ﻻ ﺒﺭﻫﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ. ﺏ ـ ﻨﻘﻴﺽ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ :ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻨﺴﺒﻴﺔ ،ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺯﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ.
-ﺍﻟﺤﺠﺔ: ـ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ. ـ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺭ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﺴﻤﺢ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﻪ. ـ ﺘﺯﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻨﻘﺹ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ. ـ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻜﺘﺸﺎﻑ ﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ،ﺒﻔﻀل ﺍﻟﻌﻠﻡ. ـ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻨﺴﺒﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ. ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺤﺠﺔ :ـ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﺘﺴﺘﻐل ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ،ﺃﻭ ﺒﺎﻷﺤﺭﻯ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ،ﻓﻲ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ.ـ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺠﺩﺍل ﻓﻴﻬﺎ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺒﻬﺎ ،ﻟﻴﺱ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ.ﺝ ـ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ :ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻨﺴﺒﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ،ﻷﻥ ﺍﻻﻜﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﺘﺤﺭﺭ ،ﻓﻼ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﻭﻻ ﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ،ﺒل ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺩﺭﺓ ﻟﺩﻯ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ،ﺒﻼ ﺤﺩﻭﺩ ،ﻭﻻ ﻨﻬﺎﻴﺔ. - ІІІﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ )ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ( : ـ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﻻ ﻤﺒﺭﺭ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ،ﻭﻻ ﻤﻨﻁﻘﻴﺎ.ـ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺒﺎﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ،ﻗﺩ ﺘﻌﺭﻗل ﺒﺎﺩﻋﺎﺀ ﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻻ ﻴﺒﺭﺭ ﺍﻟﻌﺭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ ﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻁ ﻭﺍﻻﺴﺘﻐﻼل.ـ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ،ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭ ،ﻋﻥ ﻁﺭﺒﻕ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺎﺕ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺘﺸﻑ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﻪ ﺩﺍﺨﻠﻴﺎ ﻭﺨﺎﺭﺠﻴﺎ.ـ ﺇﺫﻥ ﻻ ﺤﺭﻴﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﻭﻻ ﺠﺒﺭ ﻴﻠﻐﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺘﺤﺭﺭﺍ ،ﻤﺘﻁﻭﺭﺍ ،ﺘﺒﻌﺎ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ. ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﺹ Іﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ )ﻁﺭﺡ ﺍﻹﺸﻜﺎل( : ﺃ ـ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ )ﺍﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺱ ،ﺤﻴﺙ ﺘﺠﺩ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﺒﻪ( ﺏ ـ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﻤﻀﺔ:ﺍﻟﻘﻴﻡ :ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ـ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ :ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻭﻫﻡ،ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻔﺭﺩ ـ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ :ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ،ﺃﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﻏﺎﻟﻤﺘﺼﻑ ﺒﻬﺎ ،ﻓﻤﺜﻼ ،ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺒﻐﻴﺭ ﺼﻔﺘﻴﻪ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺘﻴﻥ :ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘل ،ﻫﺫﻩ ﻻﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻫﻲ ﻤﺎ ﻫﺒﺘﻪ.
ﺝ ـ ﺍﻹﺸﻜﺎل :ﻫل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺤﻘﺎ؟ ﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩﻩ ،ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺘﻪ؟ ІІﺍﻟﻤﻭﻗﻑ :ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ـ ﺍﻟﺤﺠﺔ :ـ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ. ـ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺘﻪ. ـ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻟﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ. ـ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ،ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ. ـ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺴﻡ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ. ـ ﺠﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻻ ﻤﻔﺭ ﻤﻨﻪ. ـ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺠﺒﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ.ـ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺤﺠﺔ :ـ ﺤﺠﺞ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ ،ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀﻬﺎ.ـ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍ ،ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺭﺍ ،ﺒل ﺇﻨﻪ ﻤﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ،ﻭﻫﺫﻩ ﻫﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺘﺒﺭﻴﺭﻫﺎ.ـ ﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻭﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ،ﻻ ﺘﺼﻠﺢ ﻟﻠﺒﺭﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ. ـ ﺇﺫﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻻ ﻤﺒﺭﺭ ﻟﻪ. ІІІﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ )ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ( : ـ ﺤﺠﺞ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﺭﻓﻭﻀﺔ ،ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭﻭﺠﻴﻬﺔ.ـ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺃﻭﻗﻌﺕ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻓﻲ ﻤﺯﺍﻋﻤﻪ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ.ـ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻤﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺭﺘﺭ ﻤﻭﺍﻗﻔﻪ ﺍﻟﻭﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ،ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺼﻠﺢ ﻟﻔﻬﻡ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﺴﺎﺭﺘﺭ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺼﻠﺢ ﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﻤﻨﻁﻘﻴﺎ. ﺘﺩﺭﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ... ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل :ﻤﻘﺎل ﻟﻠﺘﺼﻤﻴﻡﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ :ﻫل ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻴﺤﺩ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ؟ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻨﺹ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴلﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ؟
ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ ،ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺴﻴﻁ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻴﻌﻘﺩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ،ﻫﻭ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺩﺭﺴﺘﻴﻥ ﻭﺠﻭﺩﻴﺘﻴﻥ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺔ:ﻜﺎﺭل ﻴﺎﺴﺒﻴﺭﺱ ﺃﻭﻟﻬﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻭﻥ ،ﻭﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻜﺎﺭل ﻴﺎﺴﺒﻴﺭﺱ KARL YASPERSﻭ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻏﺎﺒﺭﻴﺎل ﻤﺎﺭﺴﻴل GABRIEL MARCELﻭ ﺍﻹﺜﻨﺎﻥ ﻜﺎﺘﻭﻟﻴﻜﻴﺎﻥ. ﻭﺃﻨﺎ ﻭﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩﻴﻥ ،ﻭﺒﻴﻨﻬﻡ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻭﻀﻊ ﻫﻴﺩﻏﺭ ،ﻭﺃﻨﺎ ﺃﻴﻀﺎ...ﻫﺎﺘﺎﻥ ﺍﻟﻔﺌﺘﺎﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻴﺎﻥ ،ﺘﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﺘﺘﻔﻘﺎﻥ ﻋﻠﻰ \"ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ\" )ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ( ﺃﻭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻨﺒﺩﺃ ﻤﻥ \"ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ\" ،ﻭﺴﻨﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻨﺭﻯ ﻤﺎﺫﺍ ﻨﻔﻬﻡ ﺒﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ: ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ )ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ( :ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺸﻜﻼ ﺘﻡ ﺼﻨﻌﻪ ،ﻜﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﺃﻭ ﻜﻘﺎﻁﻌﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻤﺜﻼ ،ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻟﻡ ﻴﻘﻡﺒﺼﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﺇﻻ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ،ﻭﺃﺨﺭﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ،ﻤﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﻤﻥ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺠﻴﺩ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺘﺘﻤﺔ ﻟﻠﻔﻜﺭﺓ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ \"ﺍﻟﻭﺼﻔﺔ\" ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﻭﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻨﻤﻠﻙ ﺃﻥ ﻨﻌﺩل ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺩﻨﻰ ﺘﻌﺩﻴل ....ﺇﺫﻥ ﻓﻘﺎﻁﻌﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ،ﻫﻲ ﺸﻜل ﻴﺼﻨﻊ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺸﻜل ﺼﻨﻊ ﻟﻔﺎﺌﺩﺓﻭﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤﻌﻴﻨﻴﻥ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺘﺼﻭﺭ ﺭﺠﻼ ﻴﺼﻨﻊ ﻗﺎﻁﻌﺔ ﺃﻭﺭﺍﻕ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﻜﺎﻤل ﺒﺎﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻭﻑ ﻴﺠﻨﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ﺃﻭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻁﻌﺔ.ﻓﻴﺼﺢ ﺍﻟﻘﻭل ـ ﺇﺫﻥ ـ ﺃﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺘﺹ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻁﻌﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ ﻴﺴﺒﻕ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻁﻌﺔ ﻓﺎﻟﻔﻜﺭﺓ ﻓﻲﺭﺃﺱ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﺎﻁﻌﺔ ﻭﺠﻭﺩﺍ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ .ﻭﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺴﺎﺒﻕ ﻟﻭﺠﻭﺩﻩ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻜﺘﺎﺏ.ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺘﺘﻀﺢ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻨﻨﺎ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ) (Techniqueﻟﻠﻜﻭﻥ ﻭﻴﺼﺒﺢ ﺒﺎﺴﺘﻁﺎﻋﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ. ﺠﺎﻥ ﺒﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ JEAN PAUL SARTRE 1905 – 1980 ﻫﻭ ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﻓﺭﻨﺴﻲ ﻤﻌﺎﺼﺭ ـ ﺯﻋﻴﻡ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﻠﺤﺩﻤﻥ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ )ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻟﻌﺩﻡ( -ﺍﻟﺘﺨﻴل ـ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻻﺕ ـ ﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ .ﺍﺸﺘﻬﺭ ﺨﺎﺼﺔﺒﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﺌﻴﺔ ﻭ ﺒﻤﻘﺎﻻﺘﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ :ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻨﺹ ،ﺘﺒﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺸﻜﺎل ،ﻭﻤﻭﻗﻑ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺤﺠﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻤﻥ ﺤﺠﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ ،ﻭﻨﻘﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺠﺞ ،ﻭﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ.
ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ) ﻓﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ (ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺱ ،ﻓﻬل ﻨﻌﻨﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﺴﺒﻭﻗﺎ ﺒﺄﻱ ﻨﺸﺎﻁ ﺫﻫﻨﻲ؟ ﺃﻟﻴﺱ ﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺎﺘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺩﺭﻜﺎﺘﻨﺎ؟ﻭ ﻫل ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ،ﺒل ﻨﻭﺍﺠﻬﻪ ﺤﺴﺏ ﺇﺭﺍﺩﺘﻨﺎ ﻭ ﻨﺅﻭﻟﻪ ﺤﺴﺏ ﺃﻫﻭﺍﺌﻨﺎ ﻭ ﻋﺎﺩﺍﺘﻨﺎ ﻭ ﺤﻴﺎﺘﻨﺎ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻟﻴﺔ؟ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺃﻤﺜﻠﺔ.
ﺃﻤﺜﻠﺔ:ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺇﺤﺴﺎﺱ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺎﺕﺍﻟﺴﻤﻊ ﻫﻨﺎ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺤﺴﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻓﻬﻡ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﻟﻠﻤﻭﺴﻴﻘﻰ × ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﻉ.ﺇﺫﺍ ﻋﺭﻓﺕ ﺃﻥ ﻤﺎ ﺘﺘﺫﻭﻗﻪ ﻫﻭ ﻁﻤﺎﻁﻡ ،ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻗﺩ× ﺃﻭﻟﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺤﺴﺏ ﻤﻌﺭﻓﺘﻙ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﺘﺫﻭﻗﻙ ﻟﻁﻌﻡ ﺍﻟﻁﻤﺎﻁﻡ ﺇﺩﺭﺍﻙ.ﺃﻨﺕ ﻫﻨﺎ ﺘﺤﺱ ﺒﺎﻷﻟﻡ ،ﻭ ﻻ ﺘﺩﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﺩل ﻤﻌﺎﻨﺎﺘﻙ ﻤﻥ ﺃﻟﻡ ﻏﺭﻴﺏ × ﺃﻭ ﻤﺎ ﺴﺒﺒﻪ...ﺇﻨﻪ ﺇﺤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻷﻟﻡ ﻓﻘﻁ. ﻤﻥ ﻋﺴﻰ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻹﺸﺎﺭﺓ:ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻭﺭ؟ ﻻ ﺸﻲﺀ .ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻴﺭﺍﻫﺎ ،ﻓﻬﺫﺍ × ﻤﺠﺭﺩ ﺇﺤﺴﺎﺱ. ﻤﻤﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﺭﻭﺭﻫﺫﺍ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻋﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩ،× ﻓﻼ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻫﻭ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻭ ﻻ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ.ﺇﻨﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻤﺤل ﺨﻼﻑ × ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺒﺤﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ.ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﻡ ﺘﻜﺘﻤل ﺒﻌﺩ ﻓﻲﺍﻷﺸﻬﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ ,ﻓﺎﻟﺼﺒﻲ ﻫﻨﺎ ﻴﺤﺱ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻴﻤﺩ ﻴﺩﻩ ﻟﻤﺴﻙ ﺍﻟﻘﻤﺭ × ﻴﺩﺭﻙ.
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248