ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﺘﻭﺍﺼﻼ ﻗﺼﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ؟ﺒﻠﻭﻍ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ. ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭ ﺇﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ.ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﻌﺜﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺜﺎﺒﺕ ،ﺒﺩﻟﻴل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﺔﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻤﺎ ﺘﺨﻠﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ .ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻋﻥ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺕ .ﻭﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔﻤﻌﺭﻓﺔ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ، ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ؟ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭﺒﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ.ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﺎ ﻤﺩﻯ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﺒﺩﻟﻴلﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ،ﺒﺎﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺘﺒﻘﻰﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ﺘﺒﻌﺎ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ؟ ﻤﺅﻗﺘﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻬﻡﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل. ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺭﻗﻡ 2 ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻻ ﺸﻙ ﻓﻴﻪ، ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺒﺩﻟﻴل ﻤﺎ ﺘﺨﻠﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻤﺎ ﻨﺼﻴﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺁﺜﺎﺭ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺕ، ﺒﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ. ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ،ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻫﺠﻭﻤﺎﺕ 20 ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ،ﺒﺩﻟﻴل ﺃﻭﺕ 1955 ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻭﺠﻭﺩ ﺁﺜﺎﺭ ﻭ ﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ،ﻭﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ؟ ﻤﺅﻗﺘﺎ. ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﺎ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ،ﺒﺎﻜﺘﺸﺎﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻋﻥ
ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ،ﺒﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﻤﺅﻗﺘﺎ .ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ؟ ﺒﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ. ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻭﻗﻌﺕ ،ﺒﺩﻟﻴل ﻤﺎ ﻫل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ، ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺨﻠﻔﺘﻪ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻋﻥ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ،ﻭﺘﺒﻘﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ؟ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ،ﺒﺘﻁﻭﺭ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻬﻡ 20ﺃﻭﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﻓﻲ 1956 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭ ﺇﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ،ﺒﺩﻟﻴل ﻤﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ. ﻨﺸﺄﺓ ﻟﺠﻨﺔ ﺘﺭﻜﺘﻪ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ،ﻭﺘﺒﻘﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ؟ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ،ﺒﺘﻁﻭﺭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻨﺴﺒﺔ ﺒﺎﻜﺘﺸﺎﻑ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻜﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﺎ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ؟ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻓﺘﺒﻘﻰ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ، ﻤﺅﻗﺘﺎ. ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺒﺘﻁﻭﺭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﺒﺩﻟﻴل ﻤﺎ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ،ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺘﺭﻜﺘﻪ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ؟ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ،ﺃﻭ )ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ( ﺃﻭ ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ،ﻭﺘﺒﻘﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺘﻁﻭﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻲ. ﻤﺅﻗﺘﺎ. ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ،ﺒﺎﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﺅﻗﺘﺔ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﻤﺅﻗﺘﺎ.
ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺭﻫﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﻋﻠﻡ ﻤﺎ ﻨﺼﻴﺏ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ، ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ. ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﺍﺴﺘﻘﻼلﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻭﻗﻌﺕ ﺒﺎﻟﻔﻌل ،ﺒﺩﻟﻴل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ،ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻓﻲ ﺒﻘﺎﻴﺎﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ،ﻭﺘﺒﻘﻰ ﻤﻌﺭﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؟ ﻤﺅﻗﺘﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭ 5ﺠﻭﻴﻠﻴﺔﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ﺒﺘﻁﻭﺭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ. 1962 ﻭﻁﺭﺍﺌﻕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻴﻪ.ﻗﻤﻨﺎ ﺒﺎﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ،ﻹﻋﻁﺎﺌﻙ ﻨﻤﺎﺫﺝ ﺠﺎﻫﺯﺓ ﻟﻠﻌﻤل ،ﻭﻋﻠﻴﻙ ﺍﻟﺘﺩﺭﺏﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻵﺘﻴﺔ ،ﺜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻴﻥ ،ﻟﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﺘﻁﺒﻴﻕ 3ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺩﻭﺭ ﺍﺒﻥ ﺘﻭﻤﺭﺕ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﺩﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻟﻼﺤﺘﻼل ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻴﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻔﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﺒﺩﺍﻭﺓ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺘﻁﺒﻴﻕ4 ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻁﻠﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺨﻁ ﻤﻭﺭﻴﺱ ﺍﻟﻤﻜﻬﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺨﻁ ﺸﺎل ﺍﻟﻤﻜﻬﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ. ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ. ﺇﻁﻼﻕ ﺍﺴﻡ ﻭﻻﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ. ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﻟﻌﺯل ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ. ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺔ ﻟﻤﺤﺎﺼﺭﺓ ﺍﻟﺜﻭﺍﺭ. ﺘﺯﻭﺩ ﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺒﺎﻟﺴﻼﺡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﺎ ﻴﻐﻨﻡ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺘﻁﺒﻴﻕ 5 ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻤﻌﺭﻜﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺎﻕ ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﺒﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ،ﺒﻌﺩ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ. ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ. ﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺼﺩﻴﻘﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ. ﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺇﻴﻔﻴﺎﻥ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﺼل ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ ﻋﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ. ﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺼﺤﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ. ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻟﻠﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻟﺸﻨﻴﻊ ،ﻭﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ، ﻭﺍﻹﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻹﻋﺩﺍﻡ ﺒﺩﻭﻥ ﺴﺒﺏ. ﺒﻠﻎ ﻋﺩﺩ ﺸﻬﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻤﻠﻴﻭﻨﺎ ،ﻭﻨﺼﻑ ﺍﻟﻤﻠﻴﻭﻥ. ﺍﻨﺘﺯﺍﻉ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﺤﻕ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ، ﺒﻌﺩ ﺜﻭﺓ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﺎﺭﻤﺔ ،ﺃﻨﻬﻜﺕ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ.
ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل -ﺘﺼﻤﻴﻡ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔﻗﻴل \" ﺇﻥ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ،ﻻ ﺘﻜﻔـﻲ ﻹﻋﻁـﺎﺀ ﺍﻟـﺼﻭﺭﺓﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺭﺥ ﻟﻪ ،ﺇﺫ ﺘﺒﻘـﻰ ﺩﺍﺌﻤـﺎ ﻓﺭﺍﻏـﺎﺕ ﺃﻭ ﻓﺠﻭﺍﺕ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻤﻔﻘﻭﺩﺓ ،ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻨﻬﺎ\". ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ– ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹﺍﻋﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺃﻨﻪ ﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﻫـﻭﻋﻤﺭﺍﻥ ـ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ) (1ﻭﻤﺎ ﻴﻌﺭﺽ ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﻤـﻥ ﺍﻷﺤـﻭﺍل .ﻤﺜـلﺍﻟﺘﻭﺤﺵ ﻭﺍﻟﺘﺄﻨﺱ ﻭﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﻭﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻐﻠﺒﺎﺕ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺒﻌـﺽ.ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺍﻟﺩﻭل ﻭﻤﺭﺍﺘﺒﻬﺎ .ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺘﺤﻠﻪ ﺍﻟﺒـﺸﺭ ﺒﺄﻋﻤـﺎﻟﻬﻡﻭﻤﺴﺎﻋﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺴﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺵ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﺌﻊ .ﻭﺴﺎﺌﺭ ﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺫﻟﻙﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﺒﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل .ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻤﺘﻁﺭﻗﺎ ﻟﻠﺨﺒﺭ ﺒﻁﺒﻴﻌﺘﻪ) (2ﻭﻟﻪﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﻘﺘﻀﻴﻪ :ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﻴﻌﺎﺕ ﻟﻶﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺫﺍﻫﺏ) .(3ﻓﺈﻥ ﺍﻟـﻨﻔﺱ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨـﺕﻋﻠﻰ ﺤﺎل ﺍﻻﻋﺘﺩﺍل ﻓﻲ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺃﻋﻁﺘﻪ ﺤﻘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺹ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ ﺤﺘـﻰﺘﺘﺒﻴﻥ ﺼﺩﻗﻪ ﻤﻥ ﻜﺫﺒﻪ .ﻭﺇﺫﺍ ﺨﺎﻤﺭﻫﺎ ﺘﺸﻴﻊ ﻟﺭﺃﻱ ﺃﻭ ﻨﺤﻠﺔ ﻗﺒﻠﺕ ﻤﺎ ﻴﻭﺍﻓﻘﻬﺎ ﻤـﻥﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻷﻭل ﻭﻫﻠﺔ .ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻴل ﻭﺍﻟﺘﺸﻴﻊ ﻏﻁﺎﺀ ﻋﻠـﻰ ﺒـﺼﻴﺭﺘﻬﺎ ﻋـﻥ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺹ ﻓﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻭﻨﻘﻠﻪ.ﻭﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺘﺼﻴﺔ ﻟﻠﻜﺫﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﺎﻟﻨﺎﻗﻠﻴﻥ ﻭﺘﻤﺤﻴﺹﺫﻟﻙ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺢ) .(4ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺫﻫﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ .ﻓﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﻴﻥ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺒﻤﺎ ﻋﺎﻴﻥ ﺃﻭ ﺴﻤﻊ).(5
ﻭﻴﻨﻘل ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﻲ ﻅﻨﻪ ﻭﺘﺨﻤﻴﻨﻪ ﻓﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺫﺏ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺘﻭﻫﻡ ﺍﻟﺼﺩﻕ. ﻭﻫﻭ ﻜﺜﻴﺭ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺠﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﻴﻥ.ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬل ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻷﺠل ﻤﺎ ﺒﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻠﺒـﻴﺱ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻊ .ﻓﻴﻨﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺒﺭ ﻜﻤﺎ ﺭﺁﻫﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺒﺎﻟﺘﺼﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ.ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺘﻘﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻷﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺘـﺏ ﺒﺎﻟﺜﻨـﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤـﺩﺡﻭﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻭﺇﺸﺎﻋﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻓﺘﺴﺘﻔﻴﺽ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﺤﻘﻴﻘﺔﻓﺎﻟﻨﻔﻭﺱ ﻤﻭﻟﻌﺔ ﺒﺤﺏ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﺘﻁﻠﻌﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺠـﺎﻩ ﺃﻭ ﺜﺭﻭﺓ ،ﻭﻟﻴﺴﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺒﺭﺍﻏﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌل ﻭﻻ ﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻬﺎ.ﻭﻤﻥ ﺍﻻﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺔ ﻟﻪ ﺃﻴﻀﺎ ـ ﻭﻫﻲ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ـ ﺍﻟﺠﻬلﺒﻁﺒﺎﺌﻊ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ) .(6ﻓﺈﻥ ﻜل ﺤﺎﺩﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﺫﺍﺘﺎ ﻜـﺎﻥ ﺃﻭﻓﻌﻼ ،ﻻ ﺒﺩ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﺨﺼﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺃﺤﻭﺍﻟﻪ .ﻓـﺈﺫﺍﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﻋﺎﺭﻓﺎ ﺒﻁﺒﺎﺌﻊ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺘﻬﺎ ،ﺃﻋﺎﻨـﻪﺫﻟﻙ ،ﻓﻲ ﺘﻤﺤﻴﺹ ﺍﻟﺨﺒﺭ ،ﻋﻠﻰ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺫﺏ .ﻭﻫـﺫﺍ ﺃﺒﻠـﻎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺹ ﻤﻥ ﻜل ﻭﺠﻪ ﻴﻌﺭﺽ. ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ] ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ [
ﺠﻭﺍﺏ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل – ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔـ ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻴﺜﻴﺭ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻫﻲ ﻤـﺸﻜﻠﺔﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ،ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﺜﻡ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻓﺘـﺭﺓﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﺒﺘﻨﺴﻴﻕ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﺠﻤﻌﻬﺎ ،ﻭﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻤﺘﺴﻠـﺴل ،ﻏﻴـﺭ ﺃﻥ ﻫـﺫﻩﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺘﻌﺭﻗﻠﻬﺎ ﻓﺠﻭﺍﺕ ﺃﻭ ﻓﺭﺍﻏﺎﺕ ﺘﺒﻘﻰ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻓﻬل ﻫﻲ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻌﻼ؟ـ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﻨﺴﺏ ﺍﻟﻁـﺭﻕ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠـﺔﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟـﺔ ﺘـﺼﻤﻴﻤﺎ ﻭﺘﺤﺭﻴـﺭﺍ ،ﻫـﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘـﺔ ﺍﻻﺴﺘﻘﺼﺎﺌﻴﺔ. ـ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻻﺴﺘﻘﺼﺎﺌﻴﺔ ،ﺘﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﻤﺭﺍﺤل ﺜﻼﺜﺔ ﻫﻲ: ﺃ ـ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺏ ـ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺝ ـ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀـ ﻟﻜﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺸﺭﻭﻉ ﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ،ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻁﺭﺡ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ Іﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ :ﻫل ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻅﻬﺭ ﻜﺼﻌﻭﺒﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻘﻴـﺎﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺏﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ،ﻫﻲ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ؟ ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻭﻀﻊ ﺘـﺎﺭﻴﺦﻓﺘﺭﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺤﻘﺎ ،ﻓﻬل ﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﺔ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ؟ ІІﺍﻟﺘﺤﻠﻴل: ﺃـ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺸﻲﺀ :ﺃﻱ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ. ـ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻌﻼ.
ـ ﺩﻟﻴل ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ،ﻫﻭ ﻤﻌﺎﻨﺎﺓ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻋﻨﺩ ﻗﻴﺎﻤﻬﻡ ﺒﻭﻀﻊ ﺘﺎﻴﺦ ﻓﺘﺭﺓ، ﺃﻭ ﺤﻘﺒﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ. ـ ﺒﻌﺩ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ. ـ ﺒﻌﺩ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺒﺈﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ.ـ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ،ﺃﻱ ﻭﻀﻊ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻓﻲ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﺘﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ. ـ ﺘﻅﻬﺭ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﺎﺕ. ـ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻓﺭﺍﻏﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﺃﻭ ﻫﻲ ﺤﻠﻘﺎﺕ ﻤﻔﻘﻭﺩﺓ. ـ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﺎﺕ ﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﻨﻘﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ. ـ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺒﻘﻰ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ،ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻴﻬﺎ.ـ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ،ﺃﻭ ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺏ ﻨﺎﻗﺼﺎ.ـ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻤﻭﺠـﻭﺩﺓ ،ﻭﻫـﻲ ﻤـﺸﻜﻠﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ ﻭﻋﻭﻴﺼﺔ ،ﺘﻘﻑ ﻓﻲ ﻭﺠﻪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻜﻌﻠﻡ ﺩﻗﻴﻕ. ﺏ ـ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ :ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ. ـ ﻫﻲ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﺩﻻﺌل ﺃﻭ ﺁﺜﺎﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺕ ﻓﻴﻬﺎ. ـ ﻫﻲ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ. ـ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺍﻓﺘﺭﺍﻀﺎ ،ﺘﻌﺭﻗل ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ. ـ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺒﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ. ـ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻟﻠﻔﺠﻭﺍﺕ ،ﺘﺩل ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ. ـ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻭﺠﻭﺩ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻴﻤﻸ ﺒﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﺎﺕ.
ـ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻓﺘﺭﺍﺽ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﺨﺒﺭﺘﻪ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ. ﺝ ـ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ :ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ. ـ ﺘﻨﻘﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﺎﺕ ﻤﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ـ ﻴﻠﺠﺄ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ،ﺇﻟﻰ ﺨﺒﺭﺘﻪ ،ﻭﺩﺭﺍﻴﺘﻪ ﺒﺎﻟﻤﻨﻁﻕ.ـ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﻴﺔ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﺒﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻨﻁـﻕ ،ﻻ ﺘﻌـﻭﺽ ﺍﻟﺤـﻭﺍﺩﺙ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ.ـ ﺘﺒﻘﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﺎﺕ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﻴـﺘﻡ ﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ІІІﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ:ـ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ـ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻓﺭﺍﻏﺎﺕ ،ﺘﻌﺭﻗل ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ.ـ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺘﻨﻘﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ـ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻭﻀﻊ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻓﺘﺭﺍﻀﻴﺔ ،ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ ﻭﻀﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺨﺒﺭﺘﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ،ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ. ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ – ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﺹ -Іﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ :ﺃ ـ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ:ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ) 1332ـ 1400ﻡ( ﻤﻔﻜﺭ ﻋﺭﺒﻲ ،ﻭﻀﻊ ﻓﻠﺴﻔﺔﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻋﻠﻠﻬﺎ ﻭﻋﻥ ﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ .ﻭﻫﻭﺃﻭل ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻭﺤﺩﻩ ﻻ ﻴﻌﻁﻴﻨﺎ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻨﻅـﺭﻱ
ﺒﺤﺕ ﺃﻱ ﺼﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻨﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒـﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ. ﺏ ـ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ: ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ :ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ.ﺍﻟﺘﺸﻴﻊ :ﺍﻟﺘﺤﺯﺏ ،ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻌﺼﺏ ﺇﻟﻰ ﻤﺫﻫﺏ ،ﺃﻭ ﻁﺎﺌﻔﺔ ،ﺃﻭ ﺠـﻨﺱ ﺃﻭ ﻋﺭﻕ. ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل :ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻭﺍﻟﺘﺜﺒﺕ ﻤﻥ ﻋﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺭﺍﻭﻱ ﻭﺼﺩﻗﻪ ،ﻭﻜﻭﻨﻪ ﻤﺤل ﺜﻘﺔ.ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺢ :ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺭﺍﻭﻱ ،ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻋﻴﻭﺒﻪ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺼﺩﻗﻪ ،ﻭﻜﻭﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﺠـﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﺜﻘﺔ. ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺢ :ﻴﻌﻨﻴﺎﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ.ﺍﻟﺫﻫﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ :ﻋﺩﻡ ﻓﻬﻡ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﺍﻟﺨﺎﻁﺊ ﻭﺍﻟﻤﻐـﺭﺽ ﻟﻸﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ،ﺨﺩﻤﺔ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﻋﺼﺒﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻤﺎﺀ ،ﺃﻭ ﺘﺄﻭﻴل ﻤﻌﻴﻥ.ﺍﻟﺠﻬل ﺒﻁﺒﺎﺌﻊ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ :ﺍﻟﺠﻬل ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ،ﻭﺒﻁﺒﻴﻌـﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. - ІІﺍﻟﺘﺤﻠﻴل: ﺃ ـ ﺍﻹﺸﻜﺎل :ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﺈ ،ﺃﻭ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ. ـ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﺄ: ـ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭ ـ ﺍﻟﺘﻌﺼﺏ ﻭﺍﻟﺘﺤﺯﺏ ـ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﺎﻟﺭﻭﺍﺓ
ـ ﺍﻟﺠﻬل ﺒﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ـ ﺍﻟﺘﻘﺭﺏ ﻭﺍﻟﺘﺯﻟﻑ ﻟﻠﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻭﺠﻬﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺏ ـ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ: ـ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻪ ـ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ :ﺍﻟﺒﺩﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺤﻀﺭ ،ﺒل ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﺜﻡ ﺍﻟﺘﻤﺩﻥ ـ ﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﺘﻌﺼﺏ ـ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ـ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺩﻭل ،ﻭﻴﺤﺩﺩ ﻤﻜﺎﻨﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻭﺍﻟﺭﻗﻲ ـ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻫﻭ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ،ﻭﺘﺩﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ ،ﻭﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ـ ﺍﻟﻌﻤل ﻫﻭ ﻤﺼﺩﺭ ﻜل ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ـ ﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔﻭﺍﻟﺨﻼﺼﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﻤﻥ ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺔﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺃﻭ ﺘﺤﻠﻴﻪ ﺒـ »ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ« ﺝ ـ ﺍﻟﺤﺠﺔ: ـ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﻤﻜﻨﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻤﻤﻜﻨﺔ ـ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺅﺭﺥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ ،ﻭﻋﺎﻟﻤﺎ ﺤﻘﻴﻘﻴﺎ ،ﻴﻀﻊ ﺘﺎﺭﻴﺨﺎ ﺼﺤﻴﺤﺎ ،ﺇﺫﺍ ﻫﻭ: ـ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻪ
ـ ﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﺒﻜل ﺃﺸﻜﺎﻟﻬﺎ ـ ﻨﻘﺩ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ،ﻤﻌﺘﻤﺩﺍ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻪ - ІІІﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ:ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺤل ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﻭﻀﻊﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻤﻤﻜﻥ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻨﺯﻴﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺍ ،ﻭﻤﻠﺘﺯﻤﺎ ﺒﺎﻟﻤﻭﻀـﻭﻋﻴﺔﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤﺘﺠﻨﺒﺎ ﻟﻜل ﻤﺯﺍﻟﻕ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﻭﻻﺒﺩ ﻟﻪ ﻟﻴﻜـﻭﻥ ﻤﻭﻀـﻭﻋﻴﺎﻭﻤﺎﻫﺭﺍ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﻌﻤﻘﺔ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻋﺎﺭﻓـﺎﻤﻌﺭﻓﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻪ ،ﻭﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﻤﺜـل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ. ﺘﺩﺭﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ… ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل -ﻤﻘﺎل ﻟﻠﺘﺼﻤﻴﻡﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨـﺕ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅـﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﺒـﺔ ﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺘﻴﻥ؟ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ -ﻨﺹ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴل:ﺍﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﻓﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﻥ ﻋﺯﻴﺯ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺠﻡ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﺸﺭﻴﻑ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ .ﺇﺫ ﻫـﻭ ﻴﻭﻗﻔﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﻓﻲ ﺃﺨﻼﻗﻬﻡ ،ﻭﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺴﻴﺭﻫﻡﻭﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﻬﻡ ﻭﺴﻴﺎﺴﺘﻬﻡ ،ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻡ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺍﻻﻗﺘﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻟﻤﻥ ﻴﺭﻭﻤﻪ ﻓﻲﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻨﻴﺎ .ﻓﻬﻭ ﻤﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻤﺂﺨﺫ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻭﻤﻌﺎﺭﻑ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻭﺤـﺴﻥﻨﻅﺭ ﻭﺘﺜﺒﺕ ﻴﻔﻀﻴﺎﻥ ﺒﺼﺎﺤﺒﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻴﻨﻜﺒﺎﻥ ﺒﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺯﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻁ.ﻷﻥ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻭﻟﻡ ﺘﺤﻜﻡ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭﻗﻭﺍﻋـﺩ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ،ﻭﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﻲ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﻭﻻ ﻗﻴﺱ ﺍﻟﻐﺎﺌﺏﻤﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﺸﺎﻫﺩ ،ﻭﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺒﺎﻟﺫﺍﻫﺏ ،ﻓﺭﺒﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺅﻤﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺜﻭﺭ ﻭﻤﺯﻟﺔ ﺍﻟﻘﺩﻡﻭﺍﻟﺤﻴﺩ ﻋﻥ ﺠﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺩﻕ .ﻭ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻠﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﻭﺍﺌﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘـلﻤﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﺎﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ،ﻻﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻏﺜـﺎ ﺃﻭﺴﻤﻴﻨﺎ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺭﻀﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺼﻭﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻗﺎﺴﻭﻫﺎ ﺒﺄﺸﺒﺎﻫﻬﺎ ﻭﻻ ﺴﺒﺭﻭﻫﺎ ﺒﻤﻌﻴﺎﺭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﺎﺌﻊ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﻭﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ،ﻓﻀﻠﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﺘﺎﻫﻭﺍ ﻓﻲ ﺒﻴﺩﺍﺀ ﺍﻟﻭﻫﻡ ﻭﺍﻟﻐﻠﻁ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﺤﺼﺎﺀ ﺍﻷﻋﺩﺍﺩﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻭﺍﻟﻌﺴﺎﻜﺭ ،ﺇﺫ ﻋﺭﻀﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﺎﻴﺎﺕ ﺇﺫ ﻫﻲ ﻤﻅﻨﺔ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻭﻤﻁﻴﺔﺍﻟﻬﺫﺭ .ﻭﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺭﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺼﻭل ﻭﻋﺭﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ .ﻭﻫﺫﺍ ﻜﻤﺎ ﻨﻘـلﺍﻟﻤﺴﻌﻭﺩﻱ ﻭﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻴﻭﺵ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺄﻥ ﻤﻭﺴـﻰ ﻋﻠﻴـﻪﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﺤﺼﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﺠﺎﺯ ﻤﻥ ﻴﻁﻴﻕ ﺤﻤل ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﺒﻥﻋﺸﺭﻴﻥ ﻓﻤﺎ ﻓﻭﻗﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻨﻭﺍ ﺴﺘﻤﺎﺌﺔ ﺃﻟﻑ ﺃﻭ ﻴﺯﻴﺩﻭﻥ .ﻭﻴﺫﻫل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﺘﺴﺎﻋﻬﻤﺎ ﻟﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻴﻭﺵ .ﻓﻠﻜل ﻤﻤﻠﻜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻙﺤﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﻤﻴﺔ ﺘﺘﺴﻊ ﻟﻬﺎ ﻭﺘﻘﻭﻡ ﺒﻭﻅﺎﺌﻔﻬﺎ ﻭﺘﻀﻴﻕ ﻋﻤﺎ ﻓﻭﻗﻬﺎ ،ﺘﺸﻬﺩ ﺒـﺫﻟﻙﺍﻟﻌﻭﺍﺌﺩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻭﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻓﺔ .ﺜﻡ ﺇﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻴﻭﺵ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺜلﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺩﺩ ،ﻴﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺯﺤﻑ ﺃﻭ ﻗﺘﺎل ﻟـﻀﻴﻕ ﺴـﺎﺤﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻨﻬـﺎ،ﻭﺒﻌﺩﻫﺎ ،ﺇﺫ ﺍﺼﻁﻔﺕ ﻋﻥ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺒﺼﺭ ﻤﺭﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﺜﻼﺜﺎ ﺃﻭ ﻴﺯﻴﺩ ، ،ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻘﺘﺘلﻫﺫﺍﻥ ﺍﻟﻔﺭﻴﻘﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺘﻜﻭﻥ ﻏﻠﺒﺔ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺼﻔﻴﻥ ،ﻭﺸﻲﺀ ﻤـﻥ ﺠﻭﺍﻨﺒـﻪ ﻻ ﻴـﺸﻌﺭﺒﺎﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻭﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻴﺸﻬﺩ ﻟﺫﻟﻙ .ﻓﺎﻟﻤﺎﻀﻲ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﺎﻵﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ. ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ :ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻟﺔ ،ﺘﻌﺎﻟﺞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﺭﺤﻪ ﺍﻟﻨﺹ ،ﻭﻤﻭﻗﻑﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺤﺠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ،ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ SOCILOGIE ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻨﺸﺄﺓ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺨﻭﺍﺹ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻲ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ 1ـ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ 2ـ ﺍﻹﺜﻨﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺎ 3ـ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺘﺩﺭﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ
ﺘﻌﺭﺒﻑ:ﺃﻁﻠﻕ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ) (1406 -1332ﺍﺴﻡ »ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ« ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻭل ﻤﻜﺘﺸﻑ ﻟﻪ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﺼﻔﻪ ﺃﻭ ﻴﻌﺭﻓﻪ ﻫﻜﺫﺍ:ﺇﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ،ﻷﻨﻪ ﺫﻭﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﺴﺘﻘل ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻲ .ﻭﻫـﺫﺍﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻻ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻓﺤﺴﺏ ،ﺒلﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺎ ﻴﻌﺭﺽ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﻭﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺒﻭﺠﻭﻩ ﺒﺭﻫﺎﻨﻴﺔ .ﻓﻬﻭ ﺇﺫﻥ ﻭﺍﺴﻊ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻓﻲﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭﺃﺨﻼﻗﻬﻡ ﻜﻤﺎ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺩﻭ ﻭﺍﻟﺤـﻀﺭ ،ﻭﻓـﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔﻭﻤﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ﻭﻨﺸﺄﺘﻬﺎ ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﻘـﺩﻤﻬﺎ ﻭﺍﻨﻘﺭﺍﻀـﻬﺎ ،ﻭﻓـﻲ ﺍﻟﻜـﺴﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌـﺎﺵ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ.ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﺫﻭ ﻤﺴﺎﺌل ،ﻭﻫﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﻠﺤـﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻲ ﻤـﻥﻋﻭﺍﺭﺽ ﻭﺃﺤﻭﺍل ﻟﺫﺍﺘﻪ ﻭﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻁﺒﻌﻪ .ﻓﺈﻥ ﻜل ﺤﺎﺩﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﺫﺍﺘﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﻓﻌﻼ ،ﻻﺒﺩ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﺨﺼﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺃﺤﻭﺍﻟﻪ.ﺇﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻭﻫﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻘﺘﺭﺏ ﻜﺜﻴﺭﺍﻤﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻭﻤﻨﻬﺠﺎ ﺨﺎﺼـﺎ ،ﻭﺇﻥﻜﺎﻥ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﻤﻌﺘﺒﺭﺍ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﻴﺭ ،ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻓﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻴﻥ ﻭﻗﺩ ﺍﺘﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﻭﻀﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻀﺭﻭﺭﻴﺎ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ،ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ.ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﺒﻥ ﺨﻠـﺩﻭﻥ ﻜـﺎﻥﻴﻘﻭل ﺒﺨﻀﻭﻉ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻭﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ،ﻷﻨﻪ ﺃﺭﺠﻊ
ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﻋﻭﺍﺭﻀﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠل ﻭﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻻ ﺇﻟـﻰ ﺍﻻﺨﺘﻴـﺎﺭ.ﻓﺘﻜﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ،ﻭﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ،ﻭﻓﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﺭﺽ ﺍﻟﻁﺎﺭﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ. ﻨﺸﺄﺓ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ :ﻴﻌﺯﻯ ﻅﻬﻭﺭ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻘـﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴـﻊ ﻋـﺸﺭ ﺇﻟـﻰﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻭﻀـﻌﻲ )ﺃﻭﻏـﺴﺕ ﻜﻭﻨـﺕ( -1798) AUGUSTE OMPTE .(1857ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﺭﻋﻰ ﻨﻅﺭﻩ ﻤﺎ ﺍﻨﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨـﺴﻴﺔﻤﻥ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ،ﻓﺭﻏﺏ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺃﺴﺎﺱ ﺜﺎﺒﺕ ﻭﻗـﺎﻨﻭﻥ ﻋـﺎﻡ ﻟﺘﻭﺠﻴـﻪ ﺍﻵﺭﺍﺭﺀﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ .ﻨﺸﺭ ﺃﻭﻻ ﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻭﻀـﻌﻴﺔ Système de politique ،positiveﻋﺎﻡ ،1824ﺜﻡ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﻠـﺴﻔﺔ ﺍﻟﻭﻀـﻌﻴﺔ Cour de philosophie positiveﻋﺎﻡ .1843ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﻘﺭﺭ ﺃﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻴﺠﺏﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﻟﻌﻠﻡ ﻤﺴﺘﻘل ﻫﻭ ﻋﻠـﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ Sociologieﻭﺃﻭﻏـﺴﺕﻜﻭﻨﺕ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻜﻠﻤﺔ ﺴﻭﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻟﻠﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠـﻡ.ﻭﻗﺩ ﺴﻤﺎﻩ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺎﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻜﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ.ﻏﻴﺭ ﺃﻥ \"ﻜﻭﻨﺕ\" ﻗﺩ ﻅل ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺒﻌﺩ ﺍﻻﻨﻁﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻭﻋﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰﻭﺍﻨﺤﺭﻑ ﺇﻟﻰ ﻤﺘﺎﻫﺎﺕ ﺫﺍﺘﻴﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ،ﺃﺒﻌﺩﺘﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻭﻋﻴﺔﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻁﻠﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﺴﻴﺱﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻀل ﻭﻀﻊ ﺍﺴﻤﻪ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠـﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ.
ﻭﻜﺎﻥ )ﺃﻭﻏﺴﺕ ﻜﻭﻨﺕ( ﻗﺩ ﺃﻫﻤل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻤﻨﺸﺄ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ،ﻓﺎﻨﺒﺭﻯ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩﻩ ﻜﺜﻴﺭﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻗﻭﺍﻡ ،ﻓﻘﺎﺭﻨﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﻭﺃﻭﻟﻭﻫﺎ ﻭﻋﻠﻠﻭﻫﺎ ،ﻭﻨﻔﺫﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﺘﻲﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ،ﻭﺒﺤﺜﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻟـﺯﻭﺍﺝ ،ﻭﺍﻹﺠـﺭﺍﻡ، ﻭﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻭﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻊ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ.ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺤﺎﺴﻤﺔ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﺇﻨﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ )ﺇﻤﻴلﺩﻭﺭﻜــﺎﻴﻡ ـ ،(1917-1858 EMILE DURKHEIMﺯﻋــﻴﻡ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴــﺔﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺃﺴﻠﻭﺒﻪ ﻋﻨﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺃﺩﻕ ،ﻭﻨﻅـﺭﻩ ﻓـﻲﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺃﻋﻤﻕ .ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻔﻀل ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﺎﺌﻡ ﻭﻀﻌﻴﺔ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ. ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ: ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ؟ ﺇﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ. ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ: ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؟ﻴﻌﺭﻑ \"ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ\" ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻜﻭﻨﻬﺎ ﺃﻭﻻ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺒﺭﺯﻫﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻅـﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔـﺴﻴﺔ،ﻭﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻫﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺨﺎﺹ ،ﻟـﺫﻟﻙﻜﺎﻨﺕ ﺠﺩﻴﺭﺓ ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﻤﺴﺘﻘﻼ ﻟﻌﻠﻡ ﻤﺴﺘﻘل ،ﻭﺘﺩﺭﺱ ﺒﻤﻨﻬﺞ ﺨﺎﺹ،
ﻫﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺸﺎﺭﻜﻪ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴـﺸﺎﺭﻜﻪ ﺃﻱ ﻋﻠﻡ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻋﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻪ. ﺨﻭﺍﺹ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ: ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻜﻭﻨﻬﺎ: 1ـ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻓﺭﺩﻴﺔ.2ـ ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﻀـﻭﻋﻴﺔ ،OBJECTIVITEﺃﻱ ﺃﻥﻟﻬﺎ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺴﺘﻘل ،ﺤﻴﺙ ﺘﻭﺠﺩ ﺨﺎﺭﺝ ﺸﻌﻭﺭ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻭﻫﻲ ﺃﺴﺒﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠـﻭﺩﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﺼﻨﻌﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻴﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺘﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺍﺨﺘﻼﻓﻬـﺎﺍﻟﺘﺎﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻭﻏﻴﺭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ .ﻭﻤﺜﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻠﻘﺎﻫـﺎ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﻤـﻥﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻭﺍﻟﻁﻘﻭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺄﺨﺫﻫﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﻥ ﻭﺍﻟﺩﻴﻪ ﻭﺒﻴﺌﺘﻪ ،ﻭﻜـﺫﻟﻙ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ،ﻭﻤﺎ ﺸﺎﺒﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.3ـ ﺍﻟﻘﻬﺭ ،CONTRAINTEﺤﻴﺙ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﻗـﻭﺓﻗﺎﻫﺭﺓ ،ﺘﻔﺭﺽ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺃﻨﻭﺍﻋـﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟـﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴـﺭﻭﺍﻟﻌﻭﺍﻁﻑ ،ﻭﺘﻀﻊ ﻟﻬﻡ ﻗﻭﺍﻟﺏ ﻤﺤﺩﺩﺓ ،ﻴـﺼﺒﻭﻥ ﻓﻴﻬـﺎ ﺴـﻠﻭﻜﻬﻡ ﻭﺘﻔﻜﻴـﺭﻫﻡﻭﻋﻭﺍﻁﻔﻬﻡ .ﻓﺈﺫﺍ ﺤﺎﻭل ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺸﻌﺭ ﺒـﺭﺩﻓﻌل ﻀﺎﻏﻁ ﻭﻗﺎﻫﺭ ،ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻀﺩﻩ .ﻴﻘﻭل ﺩﻭﺭ ﻜﻬﺎﻴﻡ» :ﺇﻨﻲ ﻻ ﺃﺸﻌﺭﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﻬﺭ ،ﺃﻭ ﻻ ﺃﻜﺎﺩ ﺃﺸﻌﺭ ﺒﻪ ،ﺤﻴﻥ ﺍﺴﺘﺴﻠﻡ ﻟﻪ ﺒﻤﺤﺽ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ...ﺇﻥ ﻫﺫﺍﺍﻟﻘﻬﺭ ﻴﺅﻜﺩ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﺒﻘﻭﺓ ،ﻤﺘﻰ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﻤﻘﺎﺒﻠﺘﻪ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ« .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴـﺭ ﻫـﻭﺍﻟﻘﻬﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺒﺸﺘﻰ ﺃﻨﻭﺍﻋﻪ ﻭﺩﺭﺠﺎﺘﻪ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨـﻭﻉ ﺍﻷﻭل،
ﻓﻬﻭ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﻤﺜل ﺍﻟﺤﺭﺝ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﺀ ﺍﻷﺩﺏ ﻤﺜﻼ ،ﺃﻭﺒﺎﺀ ﺒﺎﻟﻔﺸل ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻘﺼﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤﻠﻪ ،ﺃﻭ ﺒﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻴﻠﺯﻡ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﺈﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ،ﻤﺜل ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.ﻭﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﺒﺎﻹﻤﻜـﺎﻥ ﺘﻠﺨـﻴﺹ ﺼـﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤـﺎﺩﺙ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:1ـ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺤﺎﺩﺙ ﻋﺎﻡ ،ﻭﻨﻌﻨﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﺘﺎﺒﻊ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤـﻥ ﺤﻴﺙ ﻫﻲ ﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻭﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻓﺭﺍﺩﻫﺎ.2ـ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺨﺎﺭﺠﻲ ،ﻴﺘﻠﻘﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﻥ ﺒﻴﺌﺘﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺤﺘﻰﻟﻘﺩ ﻗﺎل ﺩﻭﺭ ﻜﻬﺎﻴﻡ :ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ »ﺃﺸـﻴﺎﺀ« ﻭﻴﻌﻨـﻲ ﺒـﺫﻟﻙ ﺃﻨﻬـﺎ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺜﺎﺒﺕ.3ـ ﻟﻠﺤﺎﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﻴﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻜل ﻓﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻭﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻟﻠﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻨﻘﻭل ﻤﻊ ﺩﻭﺭ ﻜﻬﺎﻴﻡ:ﻜﻤﺎ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻤﺭﻜﺏ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻲ ﻋﻥ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ،ﻓﻜـﺫﻟﻙﺘﺨﺘﻠﻑ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻜل ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ .ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺭﻜﺏ ﻓﺭﻴﺩ ﺒﻨﻭﻋﻪ ،ﻻ ﺒل ﻫﻭ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﺫﺍﺘﻬﺎ.ﻭﻤﻥ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﺅﻟﻔﺔ ﻤﻥ ﻜﻴﻔﻴـﺎﺕﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ،ﺃﻱ ﻤﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤـﻭﺍل ﺍﻟﻨﻔـﺴﻴﺔ ﻜـﺎﻟﻌﻭﺍﻁﻑﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻹﻨﺸﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌـﺎﺩﺍﺕ ﻭﺃﻨﻤـﺎﻁ ﺍﻟـﺴﻠﻭﻙ .ﻓﻬـﺫﻩﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺘﺅﻟﻑ ﺒﺎﺘﺤﺎﺩﻫﺎ ﺫﺍﺘﺎ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻬﺎ ﺭﻭﺤﻬـﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻭﺼـﻔﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ،ﻭﻋﺎﺩﺍﺘﻬﺎ ﻭﺘﻘﺎﻟﻴﺩﻫﺎ.ﻗﺎل )ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ( :ﺇﺫﺍ ﻭﻟﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺨﺎﻟﻑ ﻤـﺎ ﻴﺠـﺭﻱ ﻓـﻲﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﺭﺘﻜﺯﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻨﻔﺴﻪ ﻻ ﻋﻠـﻰﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻤﻨﻬﻡ .ﻓﺎﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻨﻔـﺴﻴﺔ
ﺒﺎﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻓﺤﺴﺏ ،ﺒل ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋـﺔﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﺍﺕ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻨﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ،ﺤﺘﻰ ﻟﻘﺩ ﺴﻤﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻟﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﻤـﺸﺘﺭﻙ » Conscience «collectiveﻓﺠﻌﻠﻭﻫﺎ ﺃﻏﻨﻰ ﻤﻥ ﻤﺘﻭﺴﻁ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺘـﻀﻴﻑ ﺇﻟـﻰﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﺼﻔﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﺘﺨﻠﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺜﻼ ﺃﻋﻠﻰ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻭﺘﻔـﺭﺽ ﻨﻔـﺴﻬﺎﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ .ﻭﻗﺩ ﻗﻴل ﺇﻥ ﻟﻠﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺴﻠﻁﺎﻨﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻴﺘﺠﻠـﻰ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋـﺩﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻜل ﻓﺭﺩ .ﻓﻬﻲ ﻤﻨﻘﻭﺸﺔ ﻋﻠـﻰ ﺼـﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠـﺏ ﺃﻭﻤﻨﺼﻭﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ،ﻴﻤﻴل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺒﻁﺒﻌـﻪ ،ﻭﻴﺨـﻀﻊ ﻟﻬـﺎﻤﻀﻁﺭﺍ .ﻓﺈﺫﺍ ﺨﺎﻟﻔﻬﺎ ﺸﻌﺭ ﺒﺄﻨﻪ ﻤﻘﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻭﺍﺠﺒﻪ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺫﻜﺭﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊﺒﻘﻭﺍﻋﺩﻩ ﻓﻴﻌﺎﻗﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﺇﻴﺎﻫﺎ ،ﻭﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺩﺭﺠﺎﺕ ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻤـﺎ ﻫـﻭﺸﺩﻴﺩ ﻜﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺨﻔﻴـﻑ ﻜﻌﻘﻭﺒـﺔ ﺍﻻﺤﺘﻘـﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻭﺒﻴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ.ﻭﻟﻤﺎ ﺍﺭﺘﻘﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﻥ ﻭﺒﻘﺔ ﺍﻟـﻀﻐﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺸﻌﻭﺭﻩ ﺒﺤﻘﻭﻗﻪ ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻪ ﻭﺼﺎﺭ ﺨﻀﻭﻋﻪ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﺭﺍﺩﻴـﺎ .ﺇﻥﺍﺭﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻻ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺒﻁﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺘﻰ ﺒﻁﻠـﺕﺍﺨﺘل ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺴﺎﺩﺕ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ .ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺭﺍﻗﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟـﺸﻌﻭﺭﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻭﺍﻟﻔﻌل ﻭﻻﺒﺩ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﻬﺎ ﻷﻨﻪ ﻴﺭﺜﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ،ﻭﺘﻨﺘﻘل ﺇﻟﻴﻪﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ» .ﻓﻜل ﺠﻴل ﻴﺘﻠﻘﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻴل ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﻗﻭﺍﻋـﺩﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ،ﻭﻴﺄﺨﺫ ﻋﻨﻪ ﻟﻐﺘﻪ ،ﻭ ﺫﻭﻗﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺨﺫ ﻜل ﻋﺎﻤل ﻋـﻥ ﺃﺴﻼﻓﻪ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ«) .ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ(.ﻭﻴﻁﻠﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺍﺴﻡ »ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ« ،ﻷﻥ ﺍﻟﻔـﺭﺩﻟﻡ ﻴﺨﺘﺭﻋﻬﺎ ﺒﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺒﺩﻋﻬﺎ ﺒﺈﺭﺍﺩﺘﻪ ،ﺒل ﻭﺠﺩﻫﺎ »ﻤﻭﻀﻭﻋﺔ« ﻓـﻲ ﺒﻴﺌﺘـﻪﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻤﻨﻬﺎ .ﻭﻟﻭ ﻁﻠﺒﺕ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ ﻟﻙ ﺃﺴـﺒﺎﺏ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋـﺩﻭﺤﻜﻤﺘﻬﺎ ﻟﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻩ .ﻭﻨﻁﺎﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﻭﺍﺴﻊ ﺠﺩﺍ ﻓﻬﻲ ﺘﺸﻤل ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ،
ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ،ﻭﺍﻷﺯﻴﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ،ﻭﺍﻷﺴﺎﻁﻴﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺘـﺸﻤل ﺍﻟﺩﺴـﺎﺘﻴﺭ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻴﺔ،ﻭﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ .ﻓﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺇﺫﻥ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉﺒﻘﻭﻟﻨﺎ ﺃﻨﻪ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﺅﺴـﺴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ،ﻭﻫـﻭ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﺒﻌﻤﻠﻬﺎ. ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ:ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﺭﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻤﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﻘـﻰ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻭﻯﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ،ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋـﺩ ﻭﺍﻷﺴـﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴـﺔﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺒﺤﺜﻬﺎ ﻋﻠﻤـﺎ ﻤﻌﻴﻨـﺎ ،ﻭﻴﻜـﻭﻥﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ ﺨﻀﻭﻋﺎ ﻀﺭﻭﺭﻴﺎ ﻻ ﻤﺤﻴﺩ ﻋﻨﻪ .ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ ﻤﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﺩﻭﺭ ﻜﻬﺎﻴﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻜـﺎﻥ ﺃﻭل ﻤـﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻴﻨﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ:ﺇﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘـﻭل ﺒﺨـﻀﻭﻉ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻭﺩﻟﻴل ﺫﻟﻙ ﻫﻭ:1ـ ﻟﻘﺩ ﺒﻴﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻜﺎﻷﺴـﺭﺓﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺸـﺭﻭﻁﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ .ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺅﻴﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤـﻥ ﻋـﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊﻭﺘﻘﺎﻟﻴﺩﻩ ﺘﺘﺸﺎﺒﻪ ﻓﻲ ﺘﻔﺎﺼﻴﻠﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ،ﻜﻤﺎ ﻻﺤﻅ ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ .ﻭﺫﻟﻙ ﻤﺜل ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻠﺩ ﻭﺨﻁﻑ ﺍﻟﻌﺭﻭﺱ ﻗﺒل ﺍﻟـﺯﻭﺍﺝ،ﻓﺈﻨﻙ ﺘﺸﺎﻫﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﻭﺃﻤﺭﻴﻜـﺎ ﻭﺃﺴـﺘﺭﺍﻟﻴﺎ ،ﺘﺠﻤﻌﻬـﺎ ﻭﺤـﺩﺓﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﻭﺇﻥ ﻓﺭﻗﺕ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻭﺍﺠﺯ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ .ﻭﻤﺜل ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ
ﺍﻹﻗﻁﺎﻋﻲ ،ﻓﺈﻨﻙ ﺘﺸﺎﻫﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﺍﻟﺒﺭﺍﻫﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﻓـﻲ ﺃﻭﺭﻭﺒـﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘـﺭﻭﻥ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ.ﻭﻜﻤﺜل ﻋﻘﺎﺌﺩ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﻬﻭﻑ ﻭﻋﺎﺩﺍﺘﻬﻡ ،ﻓﺈﻨﻙ ﺘﺠﺩﻫﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻟﻤﺘﻭﺤﺸﺔﻓﻲ ﺃﻴﺎﻤﻨﺎ ﻫﺫﻩ .ﻭﻜﻤﺜل ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻁﻭﻁﻤﻴﺔ » .«Totémismeﺃﻭ ﺍﻟﻁﻭﻁﻡ ﻜﻤﺎ ﻴﺩﻋﻭﻩﺍﻟﺒﻌﺽ ﻨﻘﻼ ﻋﻥ ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﻴﺸﺎﻫﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤـﺭﺀ ﻓـﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺃﺠﻴﺎﻟﻬﺎ ﻭﺃﺠﻨﺎﺴﻬﺎ.2ـ ﺃﻀﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺇﻥ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﻴﺩﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻨﻅﺎﻤـﺎﻻ ﻴﻘل ﺜﺒﻭﺘﺎ ﻋﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ .ﺇﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻘﺘل ﻭﺍﻻﻨﺘﺤـﺎﺭ ﻤـﺜﻼﺘﺨﻀﻊ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺜﺎﺒﺕ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻁﺭﺍﺩﺍ ﻭﺍﻨﺘﻅﺎﻤﺎ ﻤﻥ ﺤـﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤـﻭﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ.ﻴﺩل ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻘﺘل ﻭﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﺨﻀﻭﻋﺎ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﻤـﻥﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ .ﺤﺘﻰ ﻟﻘﺩ ﻗﺎل )ﺸﺎﺭل ﺠﻴﺩ( ﻓـﻲ ﻜﺘـﺎﺏ ﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺩﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺇﻥ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺎﻟﻘﻁﺎﺭ ﻤﻥ ﻟﻴﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺴﻴﻠﻴﺎ ﺃﻗل ﺘﻐﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﻜﻤﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﺒﻬﺎ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ.ﻓﺎﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﺇﺫﻥ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻜﻐﻴﺭﻫـﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺤـﻭﺍﺩﺙﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ .ﻭﺇﺫﺍ ﻜﻨﺎ ﻟﻡ ﻨﺴﺘﻁﻊ ﺒﻌﺩ ﻜﺸﻑ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘـﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺨـﻀﻊ ﻟﻬـﺎﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻓﻠﻴﺱ ﻫﺫﺍ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ .ﻓﻘﺩ ﺠﻬل ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻋﺼﻭﺭﺍ ﻁﻭﻴﻠﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻜﺸﻔﻬﺎ ﺍﻨﺘﻔﻊ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ .ﺇﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ ﻻ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ.ﺍﻟﻁﻤﻭﻁﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﻭﺍﻷﺸﺠﺎﺭ ﻭﻨﺤﻭﻫﺎ ﻤﻤﺎ ﻫـﻭ ﻤـﺎﺩﻱ.ﻭﺍﻟﻁﻭﻁﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﺭﻤﺯ ﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﺃﻭ ﻨﺒﺎﺕ ﺍﺘﺨﺫﺘﻪ ﺍﻟﻌﺸﻴﺭﺓ ﺸﻌﺎﺭﺍ ﻟﻬﺎ .ﻭﻫـﻭﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﺘﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ .ﻓﻬـﻭ ﺇﺫﻥ ﻤﻅﻬـﺭﻤﺎﺩﻱ ﻷﺸﻴﺎﺀ ﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻷﻟﻭﻫﻴﺔ ﻭﻴﺤﻤل ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻌﺸﻴﺭﺓ ،ﻭﻴﻌﺒـﺭ ﻋﻥ ﺸﺨﺼﻴﺘﻬﺎ .ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻁﻭﻁﻡ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺫﺌﺒﺎ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻓﺭﺍﺩﻫﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﺫﺌﺎﺏ،
ﻭﺇﻥ ﺃﺼﻠﻬﻡ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫﺌﺏ.ﻴﻘﻭل ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ»:ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺘﻭﺠﺩ ﺨﺎﺭﺝ ﺸﻌﻭﺭ ﺍﻷﻓـﺭﺍﺩ،ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﺠﻨﺱ ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﻠﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺭ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟـﺸﻌﻭﺭ ،ﻭﺠـﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺃﻥ ﻴﻼﺤﻅﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﺸﻴﺎﺀ«.ﻭﺴﻭﻑ ﻨﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻫﺫﺍ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤـﺙﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻭﻋﻨﺩ ﺩﻭﺭ ﻜﻬﺎﻴﻡ ﻭﺍﻀﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ،ﻭﺍﻟﺘﻁـﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﻌﺩﻩ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل. ﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ:ﻋﺭﻓﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻻﺒـﺩ ﺃﻥ ﻴﺘـﻭﻓﺭ ﻓﻴـﻪ ﺸﺭﻁﺎﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﻥ ﻫﻤﺎ :ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻪ.ﻟﻘﺩ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻟﻬﺎ ﺴـﻠﻁﺎﻨﺎﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻭﺇﻨﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻌﻘﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ .ﻓﻬـﺫﻩﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺘﻁﺒﻊ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺒﻁﺎﺒﻊ ﺨﺎﺹ ،ﻷﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻜﻤﺎ ﻗﻠﻨـﺎﻏﻴﺭ ﻤﺭﺓ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﻤﻭﻀﻭﻋﻪ .ﻭﻗﺩ ﺒﺫل ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺠﻬﻭﺩﺍ ﻜﺜﻴﺭﺓﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻼﺌﻡ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻅﻬﺭﺕ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻋﺩﺓ ﻤﺫﺍﻫﺏ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺤﻴﻭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻭ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻴﺔ، ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ،ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ.ﻭﻤﻤﺎ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺴـﺘﻨﺒﺎﻁﻴﺔ ،ﻻﺘﺼﻠﺢ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒـﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤـﺔ ،ﻜﻤـﺎ ﻫـﻭ
ﻤﻌﺭﻭﻑ ،ﻻ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﺒﺤﺙ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻤـﻨﻬﺞ ﺍﻻﺴـﺘﻨﺘﺎﺠﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁﻲ.ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴـﺔ ﻴﻤﻜـﻥﻤﻼﺤﻅﺘﻬﺎ ﻭﺘﺘﺒﻊ ﺤﺎﻻﺕ ﺘﻐﻴﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﻁﻭﺭﻫﺎ .ﻓﺨﻴﺭ ﻤـﻨﻬﺞﻴﻤﻜﻥ ﺴﻠﻭﻜﻪ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤـﻨﻬﺞ ﺍﻻﺴـﺘﻘﺭﺍﺌﻲ ﻻ ﺍﻟﻤـﻨﻬﺞ ﺍﻻﺴـﺘﻨﺘﺎﺠﻲ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ. ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻲ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ :ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤـﻨﻬﺞﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻲ ،ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻡ ﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﻻﺘﺩﺭﻙ ﺤﻘﺎﺌﻘﻪ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﻘﻴـﺎﺱ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﻲ ،ﺒـل ﺘـﺩﺭﻙ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﻅـﺔﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ :ﻭﻤﺎ ﺃﻨﻜﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﻟﻌﺩﻡ ﺘﻔﺭﻴﻘﻬﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘـﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴـﺔﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ .ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺎ ﻜﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻁﺭﻴﻘﺘـﻪ ،ﻤـﻊﺫﻟﻙ ،ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺠﺭﺏ ﻓﻲ ﺠﻤﻴـﻊﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ،ﻭﻻ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ .ﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻔﻠﻙ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻨﺎﻗﺵ ﺃﺤﺩﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ،ﻷﻨﻪ ﻤﺴﺘﺤﻴل ،ﺇﺫ ﻻ ﻴﻤﻜـﻥﺇﺨﻀﺎﻉ ﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻟﻠﺘﺠﺭﻴـﺏ ،ﻭﻟـﺫﻟﻙ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﻅﺔ.ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﺘﺘﺨـﺫ ﻁﺎﺒﻌـﺎ ﺨﺎﺼـﺎﻴﻨﺴﺠﻡ ﻤﻊ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﺔﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺘﺸﺎﺒﻬﻬﺎ ﻭﺘﻘﺎﺭﺒﻬﺎ ﺍﻟـﺸﺩﻴﺩ ﻤـﻊ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴـﺔﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ .ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﻓﻲ ﻋﻠـﻡ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻴﺠﺩﺭ ﺒﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺒﺩﻱ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ،ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴـﺏ ﻓـﻲ ﻋﻠـﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻤﺤﺩﻭﺩ ﺠﺩﺍ.ﺇﻥ ﻟﻠﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺸﺭﻭﻁ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻔﺭﻀﻬﺎ ﻁﺒﻴﻌﺔﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺘﺠﻌل ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﺨﺘﻠﻔﺎ ﻋـﻥ ﻤـﻨﻬﺞﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻷﺨﺭﻯ .ﻓﺎﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅـﺔﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﻷﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺎﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺎﻥ ﻟﻜل ﺒﺤﺙ ﻋﻠﻤﻲ .ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻠـﻡﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻼﺤﻅ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺇﻻ ﻋـﺩﺩﺍ ﻤﺤـﺩﻭﺩﺍ ﻤـﻥﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻷﻥ ﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﺒﻌﻴﺩ ﻋﻨﻪ ﺒﺎﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺠـﺭﺏ ﻷﻥﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﻜـﻭﻥ ﻤﺤـﺎﻻ .ﻫـل ﻴـﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠـﺭﺏﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻥ ﻴﺨﻠﻕ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻓﻲ ﺸﺭﻭﻁ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻴـﺭﻯ ﻜﻴـﻑ ﺘﺘﻜـﻭﻥﻭﻅﺎﺌﻔﻪ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ،ﻭﻫل ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺤﺫﻑ ﺃﺤﺩ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ ﻏﻴـﺭ ﺃﻥﻴﺤﺩﺙ ﻓﻴﻪ ﺜﻭﺭﺓ .ﺇﻥ ﺍﺸﺘﺒﺎﻙ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻌـﻀﻬﺎ ﺒـﺒﻌﺽ ﻴﺠﻌـلﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺼﻌﺒﺎ ﺠﺩﺍ .ﻨﻌﻡ ﺇﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻊ ﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻴﺴﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺃﻭ ﻴﺒﺩﻟﻭﻥ ﻭﻴﻐﻴـﺭﻭﻥ.ﻭﻟﻜﻥ ﺘﺠﺎﺭﺒﻬﻡ ﻫﺫﻩ ﻻ ﺘﺄﺘﻲ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺒﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺘﻭﻗﻊ ﻤﻨﻬـﺎ ،ﻟـﻀﻌﻑ ﻗﻭﺍﻋـﺩﻫﺎ،ﻭﺘﻀﻌﻀﻊ ﺩﻋﺎﺌﻤﻬﺎ ،ﺇﻥ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻨﻅﺭﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﻏﺎﻴﺔ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻊ ﻓﻬـﻲﻋﻤﻠﻴﺔ .ﺇﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﺒﺩﻟﻭﻥ ﻭﻻ ﻴﻐﻴﺭﻭﻥ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻀﻁﺭﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ .ﻭﻻﺤﻅ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺒﻌﺽﺍﻟﻤﺸﺭﻋﻴﻥ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺘﻤﺩﻥ ،ﻜﻤﻨﻊ ﺍﻟﻜﺤﻭل ،ﻭﺤﺠـﺯ ﺍﻟﺤﺭﻴـﺔﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ،ﻭﺘﻘﻴﻴﺩ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ،ﻭﺇﺒﻁﺎل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﻹﻋﺩﺍﻡ ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﻨـﻰﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻜﻴﻑ ﺃﺩﻯ ﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﻨﻅﺎﻤﻪ ﺍﻟﻤـﺄﻟﻭﻑ.ﻨﻌﻡ ﻗﺩ ﻴﺠﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻓﺭﺼﺔ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻻﺨﺘﺒﺎﺭ ﺒﻌـﺽﺁﺭﺍﺌﻬﻡ ،ﻭﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒـﺒﻌﺽ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻫـﺔﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﺘﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ
ﻜل ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ .ﻷﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﻟﺸﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻭﻷﻨﻬﺎ ﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ،ﻀـﻌﻴﻔﺔﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ،ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺯﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻼﺯﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻓـﻲﺍﻟﻭﺠﻭﺩ .ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺢ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺠﺭﺩ ﺘﺸﺭﻴﻌﻪ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟـﺸﺭﺍﺌﻊﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻌﺯﻟﻪ ﻋﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﺓ ،ﻭﻻ ﺃﻥ ﻴﻁﺒﻕ ﻓﻴﻪ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒﻭﺍﻗﻲ ﺃﻭ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ. ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ: ﻟﻠﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻭﺽﻨﻘﺹ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭﻤﺤﺩﻭﺩﻴﺘﻬﺎ ،ﺒﺴﺒﺏ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﺎﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ـ ﻜﻤﺎ ﺃﺴﻠﻔﻨﺎ ـ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻀﻴﻘﺔ ﺠﺩﺍ.ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻜﺎﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻹﺘﻨﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺎ ،ﻭﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ،ﻏﻨـﻰ ﻟﻠﻌـﺎﻟﻡﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ .ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﻻ ﻴﺒﺩل ﺇﻻ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻜﺎﻟﻤـﺎﺩﺓﻭﺍﻟﻌﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺘﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫـﺫﻩﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻜﺎﻨﺕ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻻ ﺘﻘل ﻀﺒﻁﺎ ﻭﺇﺤﻜﺎﻤﺎ ﻤـﻥ ﻏﻴﺭﻫـﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.1ـ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ :ﻟﻌل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻫﻭ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻟﻠﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ، ﺃﻭ ﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ،ﻟﺫﻟﻙ ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻗﺎﺌﻠﻴﻥ:ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺴﺠل ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻷﻨﻪ ﻴﻭﻗﻔﻨـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺃﺤـﻭﺍلﺍﻟﻤﺎﻀﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﻓﻲ ﺃﺨﻼﻗﻬﻡ ﻭﻋﺎﺩﺍﺘﻬﻡ .ﻓﺈﺫﺍ ﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﻗﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻭﺍﻟﺘﺜﺒـﺕﻭﺍﻟﻨﻘﺩ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺹ ،ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺨﺒﺎﺭﻩ ﻭﻭﻗﺎﺌﻌﻪ،ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻷﻗﻭﺍﻡ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤـﺔ،
ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ .ﻓﻬﻲ ﺘﺭﺠـﻊ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻲ،ﻭﺘﻁﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺼل ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺸﻜﺎﻟﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥﺍﻷﺼل ،ﺃﻀﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﻁﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻭﺘﺒﺩﻟﻬﺎ ﺒﺘﺒﺩلﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ،ﻓﻨﻌﺭﻑ ﻜﻴﻑ ﺘﻁﻭﺭﺕ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ،ﻭﻜﻴـﻑ ﺘﻐﻴـﺭﺕﺃﺤﻭﺍل ﺍﻷﺴﺭﺓ ،ﻭﻜﻴﻑ ﺘﺒﺩﻟﺕ ﻋﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭﻋﺎﺩﺍﺘﻬﻡ ،ﻓﻬـﻭ ﺇﺫﻥ ﻭﺴـﻴﻠﺔ ﻤـﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴل. ﻗﺎل ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ» :ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺤﺩﻩ ﻴﺴﺎﻋﺩﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺠﺎﻉ ﻭﻀﻊ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺔ ،ﻷﻨﻪ ﻴﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﻜﻴﻑ ﺘﻭﻟﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﺯﻤـﺎﻥﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺒﻌﺽ .ﻭﻫﻭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻴﻀﻊ ﻜل ﻋﻨﺼﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺩ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻴﻁﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻨﻨﺎ ﻤﻥ ﺘﻌﻴـﻴﻥ ﺃﺴـﺒﺎﺏ ﺤﺩﻭﺜﻪ«. ﻭﻻ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴل ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻘﺎﺭﻨﺎ .ﻗﺎل ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ :»ﻟﻴﺱ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﻁﺭﻴﻕ ﻭﺍﺤﺩ ﻟﻠﺒﺭﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺤﺎﺩﺜﻴﻥ ،ﻭﻫﻲﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﺩﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺘﻼﺯﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺙﻋﻥ ﺘﻐﻴﺭﺍﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ،ﻫل ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺘﺎﺒﻊ ﻟﻶﺨـﺭ؟...ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻼﺤﻅـﺔ ﺸـﻌﺏ ﻭﺍﺤـﺩ ﺃﻭﻋﺼﺭ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺒل ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﺎﺭﻥ ﺒﻴﻥ ﻋﺩﺓ ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﺸﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﻤﻥﺃﺸﻜﺎل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻟﻴﺸﺎﻫﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻭﻀﻊ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺃﻭ ﻋﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ،ﻭﻟﻴﻘﺎﻴﺱ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺘﻁﻭﺭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﻭﻟﻴﺴﺘﺨﺭﺝ ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ«.2ـ ﺍﻹﺜﻨﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺎ :ﻫﻭ ﻋﻠﻡ ﻤﺴﺎﻋﺩ ﺁﺨﺭ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ .ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﻪﺍﻷﻗﻭﺍﻡ ﻭﺍﻷﻋﺭﺍﻕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻨﺎﺱ ،ﻭﺘﺘﺒﻊ ﺒﺩﺍﻴﺘﻬﺎ ﻭﻨﺸﺄﺘﻬﺎ ﻭﺨﻭﺍﺼﻬﺎ ﻭﻜلﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻬﺎ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﺤﻭﺍﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴـﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻤﻭﻀـﻭﻉ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠـﻡﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻪ ﻫﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺌـل ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴـﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻤﻭﻀـﻭﻉ
ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻴﺫﻫﺏ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜـﺎﻥ ﻋﻠـﻡﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻜﺸﻑ ﻟﻨﺎ ﻋﻥ ﺃﺼل ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﻻﺃﻥ ﻴﺼﻭﺭ ﻟﻨﺎ ﺘﻜﻭﻨﻬﺎ ﻭﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ﺘﺼﻭﻴﺭﺍ ﻜﺎﻤﻼ ،ﻜﺎﻥ ﻤﺤﺘﺎﺠـﺎ ،ﻓـﻲ ﺩﺭﺍﺴـﺔﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭل ،ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺁﺨﺭ ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ .ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﺎﺠﺯ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺤﺎﻁﺔ ﺒﺼﻭﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ،ﻷﻥ ﺁﺜـﺎﺭﻩﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ،ﻭﻓﺠﻭﺍﺘﻪ ﻜﺜﻴﺭﺓ .ﻟﺫﻟﻙ ﺍﺤﺘﺎﺝ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭلﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺠﺩﻴﺩ ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﻨﺘﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺎ ،ﺘﺩﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻁﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺴﺎﻁ ﺃﺴﺘﺭﺍﻟﻴﺎ ﻭﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ.ﻭﻗﺩ ﺴﻤﻴﺕ ﺒﺎﻷﻗﻭﺍﻡ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﻷﻥ ﺤﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﺠﺩﺍ ،ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺸﻲﺀﻤﻤﺎ ﻨﺸﺎﻫﺩﻩ ﻋﻨﺩ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﺭﺍﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﻌﻘﺩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﺨﺘﻼﻁ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔﻭﺍﺸﺘﺒﺎﻜﻬﺎ .ﻭﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﺭﻀﻴﺔ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﻭﻫـﻲ ﺃﻥ ﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌـلﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﺓ ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻗﻭﺍﻡ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ .ﻟﻘﺩ ﺴﻠﻡ ﺒﻌﺽ ﻋﻠﻤﺎﺀﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ ،ﻭﺯﻋﻤﻭﺍ ﺃﻨﻬﺎ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ،ﻤﻊ ﺃﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕﺍﻟﺭﺍﻗﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻷﻗﻭﺍﻡ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ .ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺭﺩ ﺤﻴﺎﺘﻨـﺎ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴـﺔﻭﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻡ ﺘﻁﻭﺭﻫﻡ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﺨﻠﻘﻲ .ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭل ﺍﻟـﺫﻱﺍﻨﺤﺩﺭﺕ ﻤﻨﻪ ﺠﻤﺎﻋﺘﻨﺎ ﺍﻟﺭﺍﻗﻴﺔ ﻤﺸﺎﺒﻬﺎ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻲ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ،ﻭﻗـﺩ ﻴﻜـﻭﻥﻤﺨﺘﻠﻔﺎ ﻋﻨﻪ .ﻭﻤﻬﻤﺎ ﻴﻜﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﻓﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﺓﻓﺎﺌﺩﺓ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل .ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ»ﺍﻟﻠﻭﺍﺤﻕ ﻭﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻟﻡ ﺘﺤﺠـﺏ ﺍﻷﻤـﻭﺭﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻓﻤﺭﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻅل ﻤﻘﺼﻭﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﻀﺭﻭﺭﻱﻭﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ« ﻜﻤﺎ ﻋﺒﺭ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ »ﺩﻭﺭ ﻜﻬﺎﻴﻡ« .ﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ :ﻟـﻭﻻ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨـﺎﺕﺍﻷﺘﻨﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﻔﻬﻤﻭﺍ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺱ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻲ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻬﻡﻋﻨﺩﻤﺎ ﻗﺎﺭﻨﻭﺍ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ )ﺍﻟﺘﺎﺒﻭ( ﺃﺩﺭﻜﻭﺍ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻫﺫﺍ ﻜﻠـﻪ ﻴﺘـﻴﺢ
ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ،ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ،ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ.3ـ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ :ﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤـﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﻬﻤـﺔ ﻟﻠﺒﺎﺤـﺙ ﻓـﻲ ﻋﻠـﻡﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭ »ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ« ﺇﻟﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴـﺩﻋﺩﺩ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﺯﺍﻭﺠﻭﻥ ﺃﻭ ﻴﺘﻨﺎﺴﻠﻭﻥ ﺃﻭ ﻴﻨﺘﺤﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﺃﻭ ﻓﻲﺍﻟﻀﺒﻁ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﻟﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻻﺤـﻅ ﺍﺴـﺘﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤﺩﻴـﺩﺃﺸﺨﺎﺹ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،ﻭﺘﺠﺴﺩﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺠﺴﺩ ﻓﻴﻬـﺎ ﺇﺤـﺩﻯﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ﻭﺤﺴﻴﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﻻ ﺘﺩﺨل ﻀﻤﻥ ﻤﺠﺎل ﻋﻠـﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ،ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺘﻌﻨﻴﻪ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺭﻗﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺤﺎﺴﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻜﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ \"ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ\" ،ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻻ ﺯﺍﻟـﺕ ﻏﻴـﺭﻤﻤﻜﻨﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺫﻟﻙ ﻴﻭﻤﺎ ،ﻋﻨﺩ ﺇﺤﺭﺍﺯ ﺘﻘﺩﻡ ﺃﻜﺒﺭ ﻓﻲ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻋﻠـﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ .ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻭﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ:ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ .ﻭﻫﻭ ﺠﻡ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ،ﻷﻨﻪ ﻴﻁﻠﻌﻨـﺎﻋﻠﻰ ﺘﻼﺯﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ،ﻓﻴﻜﻤـل ﻨﺘـﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﻴﺯﻴﺩ ﻀﺒﻁﻬﺎ ﻭﺇﺤﻜﺎﻤﻬﺎ.ﺃ ـ ﻓﻤﻥ ﻓﻭﺍﺌﺩﻩ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﻫﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻬﺎﻤـﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻨـﺸﺎﻁﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﻜﺜﺎﻓـﺔ ﺍﻟـﺴﻜﺎﻥﻭﺘﻨﻘﻠﻬﻡ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺘﻘـﺴﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤـل ،ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻠـﺕ ﺘﻨﺎﻗﺼﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ.ﺏ ـ ﻭﻤﻥ ﻓﻭﺍﺌﺩﻩ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺘﺒﺩﻟﻬﺎ ﺒﺤـﺴﺏ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤـلﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻜﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺩ ،ﻭﻨﺴﺒﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻻﺩﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ ،ﻭﻨﺴﺒﺔ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺩ ﺍﻷﻤﻴﻴﻥ ،ﻭﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺭﻭﺍﺘﺏ ﻭﺍﻷﺠﻭﺭ،ﻭﺃﺴﻌﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ،ﻭﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻀﺭﺍﺌﺏ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻜﻤﻴﺔ ﺍﻷﻤـﻭﺍل
ﺍﻟﻤﻭﺩﻋﺔ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﺩﻴﻕ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﻨﺴﺒﺔ ﺍﻻﺴﺘﻴﺭﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﺩﻴﺭ .ﻓﻬـﺫﻩﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺘﻼﺯﻤﺔ ﻴﻭﻀﺢ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻌﻀﺎ ،ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺇﺤـﺼﺎﺅﻫﺎ ﺃﺩﻕ ﻜﺎﻨـﺕﻤﻌﺭﻓﺘﻨﺎ ﺒﻬﺎ ﺃﻜﻤل .ﻭﻗﺩ ﺩل ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﺩﺩ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻘﺘـل ﻭﺍﻟـﺯﻭﺍﺝﻭﺍﻟﻁﻼﻕ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﻴﺘﺒﺩل ﺒﺘﺒﺩل ﺍﻟﻨﺤل ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬـﻥ.ﻭﺃﺜﺒﺕ ﻟﻨﺎ ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﻋﺩﺩ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﻨﺘﺤـﺎﺭ ﻴﺘﺒـﺩلﺒﺘﺒﺩل ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﻬﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﺯﺍﺏ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﻴﻥ ،ﻭﻓـﻲﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺃﻭﻻﺩ ﻟﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﺤـﺩﻴﻥﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﺍﻟﺤﺭﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ،ﺃﻤﺎﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻨﻴﻥ ﻓﻠﻴﺱ ﻟﻪ ﺃﻗل ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻨﺘﺤﺭﻴﻥ .ﻓﺎﺴﺘﻨﺘﺞ »ﺩﻭﺭ ﻜﻬﺎﻴﻡ« ﻤﻥﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﺃﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥﺍﻟﺭﺍﺒﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻗﻭﻯ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ﺃﻗل ،ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﻀﻌﻑ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ﺃﻜﺜﺭ.ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻷﻨـﻪ ﻴﻠﻌـﺏ ﺩﻭﺭﺍﻋﻅﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ .ﻭﻟﻪ ﺃﺜﺭ ﻋﻅﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻤﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺎﺕﻭﺍﺨﺘﺒﺎﺭﻫﺎ .ﺤﺘﻰ ﻟﻘﺩ ﺃﺩﻯ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﻜﻤﻴﺔ ،ﻭﺇﻨﺸﺎﺀ ﻋﻠﻡ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺠﺩﻴﺩ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﻌﻠـﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉﺍﻟﻘﻴﺎﺴﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ » ، «Sociométrieﻭﻫﻭ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﺤﺼﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﺍﺕﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺭﻭﺍﺌﺯ .ﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺨﻭﺽ ﻓـﻲﻁﺭﻕ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺘﻁﺒﻴـﻕ ﻁـﺭﻕﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ .ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻌﻘﺩﺓ ،ﺃﺤﺼﻴﻨﺎ ﺤﺎﻻﺕﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ،ﻭﻗﺎﻴﺴﻨﺎ ﺒﻴﻥ ﺘﻐﻴﺭﺍﺘﻬﺎ ،ﻭﺍﺴﺘﺨﺭﺠﻨﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻼﻗـﺔﺒﺴﻴﻁﺔ ﺘﺼﻠﺢ ﻟﺘﻌﻠﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ .ﻭﻻ ﻴﺒﻠﻎ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﻨﻬﺎﻴﺘﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺸﺘﻤل ﻋﻠـﻰﺘﻤﺜﻴل ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﺨﻁ ﺒﻴﺎﻨﻲ .ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ.
ﺝ ـ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ :ﻭﻫﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﻌﺘﻤـﺩ ﻋﻠـﻰ ﻋﻠـﻡ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﻋﻠـﻡﺍﻹﺜﻨﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺎ ،ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻫﻲ ﺘﻌﻭﺩ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺇﻟـﻰ ﻁﺭﻴﻘـﺔﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ،ﺃﻭ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ .ﻭﻴﺫﻫﺏ »ﺩﻭﺭ ﻜﻬـﺎﻴﻡ« ﺇﻟـﻰ ﺃﻥﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ ﻗﻭﺍﻋـﺩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ:1ـ ﻓﺈﻤﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﻨﺎﻭل ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺃﻤﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ .ﻓﻨﻘﺎﺭﻥ ﺒﻴﻥﺘﺒﺩل ﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ﺒﺘﺒﺩل ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ،ﻭﺍﺨﺘﻼﻓﻪ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﺍﻟﻘﺭﻯ ،ﻭﺍﻟﺭﺠﺎل ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺔ.2ـ ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻨﺩﺭﺱ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ ﻤـﻥﺠﻨﺱ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻓﻨﺘﺘﺒﻊ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻷﺒﻭﻴﺔ ﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﺭﻭﻤﺎ ،ﻭﺃﺜﻴﻨﺎ ،ﻭﺍﺴـﺒﺭﻁﺔ،ﻭﻨﺼﻨﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻭﺍﻀﺭ ﺒﺤﺴﺏ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻠﻐﺘﻬﺎ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻷﺒﻭﻴﺔ ﻓـﻲ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ. )ﺩﻭﺭ ﻜﻬﺎﻴﻡ ،ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺹ .(1683ـ ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻨﺩﺭﺱ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ ﻤـﻥﺃﺠﻨﺎﺱ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻨﺭﻯ ﻜﻴﻑ ﺍﻨﺘﻘل ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺸـﻜﺎل ﺍﻟﻤﻌﻘﺩﺓ. ﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ :ﺇﺫﺍ ﺒﺤﺜﻨﺎ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺃﻨﻪ ﺍﻨﺘﻘل ﻤﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻁﻭﻁﻤﻴﺔ ،ﺇﻟﻰﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﻤﻭﻤﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﻤﻭﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻷﺒﻭﻴﺔ ،ﺜﻡ ﺇﻟـﻰ ﻨﻅـﺎﻡﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺠﺭﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺸﺘﺒﺎﻙ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل »ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ«.ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻴﺱ ﺃﻗل ﺤﻅـﺎ ﻤـﻥﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ،ﻷﻨﻪ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺩﺭﺱ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﻴﺴﺘﻘﺭﺉ ﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬـﺎﺒﺈﺘﺒﺎﻉ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ،ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ ،ﻭﻁﺭﻴﻘـﺔﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ،ﺃﻭ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒﻭﺍﻗﻲ .ﻭﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻷﺜﻭﻏﺭﺍﻓﻴـﺎ،
ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﻋﻭﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻙ ـ ﻓﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﻭﻗﻔـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻜﺜﻴـﺭ ﻤـﻥﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨﺭﺝ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﺤﻜﺎﻤﺎ ﻋﺎﻤﺔ ﻴﻤﻸ ﺒﻬﺎ ﻓﺠﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ.ﺤﺘﻰ ﻟﻘﺩ ﻗﺎل ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻭﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ» :ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﺼـﺩﻕﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﺨﺫﺕ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻟﻬﺎ« .ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﻋﻠﻡﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻻ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ـ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻹﻨﺜﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺎ ﻴﺭﺠﻊ ﺒـﻪ ﺇﻟـﻰ ﻤﺎﻀـﻲﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﻴﻭﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺸﻜﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ،ﻭﻴﺴﻬل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـل ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ـ ﺃﻤﺎ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ.ﺩ ـ ﻁﺭﻴﻘــﺔ ﺍﻟﺘﻜــﻭﻴﻥ :ﻭﻫــﻲ ﻁﺭﻴﻘــﺔ ﺘﻌــﻭﺩ ﺇﻟــﻰ ﻤﺅﺴــﺱ ﻋﻠــﻡﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ»ﺩﻭﺭﻜﻬﻴﻡ« ،ﺤﻴﺙ ﺫﻫﺏ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ \"ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓـﻲ ﻋﻠـﻡﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ\" ﺇﻟﻰ ﺇﻁﻼﻕ ﺍﺴﻡ \"ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ\" ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻭﺴـﻴﻠﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ،ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺘﺤﻠﻴل ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﻭﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ. 1ـ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ :ﺇﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﺘﺴﺎﻋﺩﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴـﺩﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺘﻭﻗﻔﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﺃﻭ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻲﺘﻜﻭﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﺘﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﺴﻭﻴﺔ ﻭﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﺭﻀﻴﺔ .ﻭﻫـﻲ ﻀـﺭﻭﺭﻴﺔﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﻲ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻫـﻲ ﻀـﺭﻭﺭﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻟﻠﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ. 2ـ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ :ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺃﻜﺜﺭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎ ﺇﻟﻰ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ .ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺭﺱ ﻭﻀﻌﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺩﺓ ،ﺭﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ﺍﻟﻤﻘﻭﻤﺔ ،ﺜﻡ ﺭﻜﺒﻪ ﻤﻨﻬﺎ .ﻭﻟﻴﺱ ﻴﺼﺢ ﺇﻥﻴﻘﺘﺼﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﻴﻥ ،ﻭﺇﻥ ﻴﻁﻠﻕ ﻟﺨﻴﺎﻟﻪﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺒﺤـﺙ ﻋـﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺸﻜﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﺃﻥﻴﻨﻅﺭ ﻜﻴﻑ ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻌﻘﺩﺓ ،ﺜـﻡ ﻜﻴـﻑﺍﻨﺘﻬﺕ ﻓﻲ ﺘﺩﺭﻴﺞ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﺓ .ﻭﻓﻲ ﻜـل ﺩﻭﺭ ﻤـﻥ ﺃﺩﻭﺍﺭ
ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻴﻜﺸﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘـﻲ ﺍﻨـﻀﻤﺕ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻓﻴﺭﻯ ﻜﻴﻑ ﺍﺨﺘﻠﻁﺕ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺒﻌﺽ ﻭﻜﻴﻑ ﺃﺜﺭﺕ ﻓـﻲ ﺘﺒـﺩﻴل ﺒﻨﻴـﺔﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺸﻜﻠﻪ .ﻓﻤﻥ ﺸﺭﻁ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨﺎ ﺇﺫﻥ ﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻥ ﻻ ﺨﻴﺎﻟﻴﻴﻥ. ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ:ﺫﻫﺏ »ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ« ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺘـﻪ ،ﺇﻻﺇﺫﺍ ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻜﻠـﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ،ﻻﻴﻤﻜﻥ ﺒﻠﻭﻏﻪ ﺇﻻ ﺒﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻭ ﻓﺭﻋﻴﺔ ،ﻭﻟﻌﻠـﻪ ﻤـﻥﺍﻟﻤﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﻨﺫﻜﺭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ،ﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ »ﺩﻭﺭ ﻜﻬﺎﻴﻡ«ﻫﻲ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﺎﻡ ﻴﻭﺤﺩ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ،ﻭﻴﻀﻊ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﺤﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺘﻤﺩ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﻡ ﺒﺎﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ. ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ:ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺒﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺜﻴﻘﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻭﺜﻕ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺤﻴـﺙﺇﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﻥ ﻤﺘﻼﺤﻤﺔ ﻭﺤﻤﻴﻤﺔ ،ﻭﻜﻼﻫﻤﺎ ﻴﺨﺩﻡ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺨﺩﻡﺃﻱ ﻋﻠﻡ ﺁﺨﺭ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺨﺩﻤﺘﻪ ﻟﻶﺨﺭ ﺃﻜﺒﺭ ﻭﺃﻋﻤﻕ ،ﻭﺃﻜﺜﺭ ﺇﻨﺘﺎﺠﺎ ﻭﺘﺒﺎﺩﻻ ﻭﺘﻌﺎﻭﻨﺎ.ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﺨﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ :ﻓﻬﻭ ﻴﺨﺩﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻷﻨﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻗـﺩﻤﻨﺎ،
ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺃﺴﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل .ﻭﻜﻤﺎ ﻴﺨﺩﻡﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻓﻜﺫﻟﻙ ﻴﺨﺩﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻷﻨـﻪ ﻴـﺴﺎﻋﺩﻋﻠﻰ ﺘﻌﻠﻴل ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﻌﻠﻴﻼ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻤﻨﻅﻤﺎ .ﻭﻴﺨﺩﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﻷﻨﻪ ﻴﺒـﻴﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ .ﻭﻴﺨﺩﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ،ﻷﻨﻪ ﻴﺒﻴﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ.ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺒﻴﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺘﺩل ﺩﻻﻟـﺔ ﻭﺍﻀـﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻏﺎﻴﺔ ﻨﻅﺭﻴﺔ.ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻴﻠﻌﺒﺎﻥ ﺩﻭﺭﺍ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻏﻴـﺭ ﻤﺒﺎﺸـﺭ. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻋﻅﻴﻡ ﺍﻟﺨﻁﻭﺭﺓ. ﺃ ـ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻻ ﻴﻌﻠﻤﻨﺎ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻴﺴﺘﻘﺭﺉﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻼﺌﻕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻠل ﺍﻟـﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ،ﺜـﻡﻴﻁﺒﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﻁﺒـﻕ ﻋﻠﻤـﺎﺀ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴـﺎﺀﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ .ﻓﻠﻌﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺇﺫﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻏﻴﺭﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﻟﻡ ﻴﺄﺕ ﺒﻌﺩ ﺒﺎﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ .ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺴﺒﺒﻴﻥ ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺃﻥﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻌﻬﺩ .ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻤﺘﺄﺨﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ.ﻭﻗﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻴﻘﻭﻴﺎﻥ ﺸﺨـﺼﻴﺘﻨﺎ ﻭﺇﺭﺍﺩﺘﻨـﺎ،ﻭﻴﺤﺭﺭﺍﻥ ﻨﻔﻭﺴﻨﺎ ﻤﻥ ﺭﻗﺒﺔ ﺍﻷﺴﺭ ،ﻭﻴﻁﻠﻘﺎﻥ ﻋﻘﻭﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﻭﻴﻨﻘﺫﺍﻨﻬﺎﻤﻥ ﺤﻤﺎﺴﺔ ﺍﻷﺤﻼﻡ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﻀﻐﻁ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ .ﻟﻘﺩ ﻅﻥ )ﺍﻟﻼﺘﺎﺭﻴﺨﻴﻭﻥ( ﻤﻥﻤﺘﺼﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺒﺩﻟﻭﺍ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺠﻤﻠﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺒﺩﻟﻭﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡﺒﺄﺴﺭﻩ ،ﻜﺄﻨﻪ ﺨﻠﻕ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﻨﺸﺄﺓ ﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻋﻠـﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉﺸﺎﻫﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺯﻫﻡ .ﺇﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺒﺩل ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﻘـﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ،ﻭﻻ ﻨﺒﻨﻲ ﺼﺭﺡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ.
ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ:1ـ ﺴﺒﻘﺕ ﻅﻬﻭﺭ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﻓﻠﺴﻔﻲ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻠـﺴﻔﺔﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ .ﻭﻤـﻥ ﺃﺒـﺭﺯ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻭﻻﺕ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺃﻓﻼﻁﻭﻥ ،ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﻀﻠﺔ ﻟﻠﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.2ـ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ،ﺒﻠﻐﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻭﻤﻥﺃﻫﻤﻬﺎ ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﺘﻤﻪ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤـﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﻋـﺼﺭ ﺍﻟﻨﻬـﻀﺔﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﻤﻭﻨﺘﺴﻜﻴﻭ ،ﻭﺃﻭﻏـﺴﺕ ﻜﻭﻨـﺕ، ﻭﺠﺎﻥ ﺠﺎﻙ ﺭﻭﺴﻭ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ.3ـ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ،ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﻭﺍ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻤﺜل ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻀل ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟـﻰ \"ﺃﻭﻏـﺴﺕﻜﻭﻨﺕ\" ﻓﻲ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ ﻷﻭل ﻤـﺭﺓ ﻓـﻲ ﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠـﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ.4ـ ﻴﻌﻭﺩ ﺍﻟﻔﻀل ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻭﻀﻭﻋﻪ ﻭﻤﻨﻬﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ \"ﺇﻤﻴل ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ\".5ـ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻫـﻭ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ،ﻭﻫـﻭ ﺨﺎﺼـﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. 6ـ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﺭﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﻨﻭﻋﻬﺎ ،ﻭﺘﻤﺘﺎﺯ ﺒﺎﻟﺸﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻬﺭ.7ـ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﻋﺎﻡ ﻤﺴﻠﻡ ﺒﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻤﺜـل ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺘﻘﺭ ﺇﻟـﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒـﺩﺃ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﻟﻠﻌﻠﻡ ،ﺃﻭ ﻟﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ.8ـ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺠﺩﺍ ،ﻭﺘﻜﺎﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻔﻘـﻭﺩﺓ ،ﺒـﺴﺒﺏﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻪ ،ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺤﻁ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻓﺘﻠﻙ ﺨﺎﺼﻴﺔ ﻴﺘﻤﺎﺜـل ﻓﻴﻬـﺎ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻤﻊ ﻋﻠﻭﻡ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻤﺜل ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻔﻠﻙ.
9ـ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﺘﻌﻭﺽ ﻨﻘﺹ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺃﻫﻡ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ :ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﺍﻹﺜﻨﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻹﺤﺼﺎﺀ.10ـ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺒﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠـﻭﻡﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻤﺜل ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ،ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺩﻱ، ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ.11ـ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ،ﻫﻭ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻟﻠﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭﺍﻹﺼﻼﺤﻲ ،ﻭﻜـل ﻤـﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺃﻱ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻴﻪ.12ـ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﺜﻕ ،ﻭﻫﻤﺎ ﻴﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕﺒﺸﻜل ﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﻓﻼ ﻏﻨﻰ ﻷﺤﺩﻫﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻭﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻱ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻤﺎ ﺇﻻ ﺒﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨﺭ. ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ :ﺘﻌﻁﻰ ﻟﻙ ـ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ـ ﺠﺩﺍﻭل ،ﻤﺜل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺒﻘﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺨﺎﻨﺎﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﻋﻠﻴﻙ ﺃﻥ ﺘﻜﻤلﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ،ﻭﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﺎ ﺘﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺨﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ،ﻭﺍﻟﻘﺼﺩ ﻫﻭ ﺃﻥﺘﻜﺘﺴﺏ ﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﺇﻟﻰ ﺨﻭﺍﺹ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺘﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻓﻌﻠﻴﻙ ﺃﻥ ﺘﻀﻊ ﺠﺩﺍﻭل ﻏﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﻟﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻭﺍﻟﺘﻤﺭﻥﻭﺍﻟﺘﺩﺭﺏ ،ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﺸﻌﺭ ﺒﺎﻜﺘﺴﺎﺒﻙ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،ﻭﺨﻭﺍﺼﻬﺎ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ،ﻋﻨﺩﻫﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺒﻠﻐﺕ ﺍﻟﻬﺩﻑ ،ﻫﻭ ﺍﻤﺘﻼﻙ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻭﻻ ﺴﺒﻴل ﺇﻟﻰ ﺒﻠﻭﻏﻙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻭﺍﻟﺘﺩﺭﺏ ﻭﺍﻟﺘﻤﺭﻥ ،ﻗﺩﺭ ﻤﺴﺘﻁﺎﻋﻙ. ﺘﻁﺒﻴﻕ ـ1ـﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔﺍﻷﺴﺭﺓ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻤﺎ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻷﺴﺭﺓﻤﺜل ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ، ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﻤﺘﺎﺯ ﺒﺤﺘﻤﻴﺘﻬﺎ، ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔﻭﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻟﻸﺴﺭﺓ ﻤﻥ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻋﻠﻰﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻟﻴﺨﻀﻌﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؟ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻀﺭﻭﺭﺓ.ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭﻤﺴﺘﺨﻠﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻜﺘﺸﻔﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﺒﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰﺘﻁﻭﺭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻟﻜﻥ ﻤﺎﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﺘﻠﻙ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﻁﻭﺭ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻤﻥﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ؟ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺤﺘﻤﺎ .ﺍﻷﺴﺭﺓ. ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ
ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲﻗﺩﻤﻨﺎ ﻟﻙ ﺍﻟﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺨﺎﻨﺘﻴﻥ ﻜﺎﻤﻠﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺭﻗﻡ ،1ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴلﺍﻟﻤﺜﺎل ،ﻭﻋﻠﻴﻙ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺒﻨﻔﺴﻙ ﺇﻜﻤﺎل ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﻁﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺩﻭل ﺍﻷﻭل ،ﻭﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ.ﺘﻁﺒﻴﻕ ـ2ـﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻁﺒﻘﻲ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻁﺒﻘﻲ ﺍﻟﺘﻼﺅﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﺩﻫﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻨﺤﻁﺎﻁ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﻔﻜﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻨﺩﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﺼﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﻁﺒﻴﻕ ـ3ـ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺍﻙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ
ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺘﻁﺒﻴﻕ ـ4ـ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻹﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺭﺨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ـ5ـ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺎﺴﻙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻻﺨﺘﻼﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺍﻟﺘﻤﺩﻥ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻤﺩﺍﺨﻴل ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺤﺠﻡ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺃﻭ ﺘﻌﺩﺍﺩﻩ ﺘﻤﺎﺭﻴﻥﺍﺭﺴﻡ ﺠﺩﺍﻭل ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ،ﻭﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﺩﺭﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﺸﻌﺭ ﺒﺎﻤﺘﻼﻙ ﻜﻔـﺎﺀﺓ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ. ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل -ﺘﺼﻤﻴﻡ ﻤﻘﺎﻟﺔﻨﺹ ﺍﻟﺴﺅﺍل :ﻗﻴل\" :ﺇﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻘﺒﺭﺓ ﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﺘﺩﻓﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ\". ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ -ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻭﻥ ﻜﻠﻤﺔ \"ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ\" ﺩﻭﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻗﺔ .ﻓﻬﻡ ﻴـﺴﺘﺨﺩﻤﻭﻥﻫﺫﺍ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻋﺎﺩﺓ ﻟﻠﺩﻻﻟﺔ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻻﻟﺴﺒﺏ ﺇﻻ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻨﻁﻭﻱ ،ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻟﻜـﻥﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﺒﺄﻨﻪ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺃﻻ ﻭﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﻴﻁﻠـﻕ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺴﻡ \"ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ\" .ﻓﺈﻥ ﻜل ﻓﺭﺩ ﻤﻨﺎ ﻴـﺸﺭﺏ ﻭﻴﻨـﺎﻡ ﻭﻴﻔﻜـﺭ.ﻭﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜل ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻁﺭﺩﺓ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ،ﻓﻠﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻟﻤﺎ ﻭﺠﺩ ﻤﻭﻀـﻭﻉ ﺨـﺎﺹ ﺒﻌﻠـﻡﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻭﻻﺨﺘﻠﻁ ﻤﺠﺎل ﺒﺤﺜﻪ ﺒﻤﺠﺎل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﻭﻋﻠـﻡﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻁﺎﺌﻔـﺔ ﻤﺤـﺩﺩﺓ ﻤـﻥﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻋﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺭﺴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺒﺼﻔﺎﺕ ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ.ﻓﺈﻨﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﺅﺩﻱ ﻭﺍﺠﺒﻲ ﻜﺄﺥ ﺃﻭ ﺯﻭﺝ ﺃﻭ ﻤﻭﺍﻁﻥ ،ﻭﺤﻴﻥ ﺃﻨﺠﺯ ﺍﻟﻌﻬـﻭﺩ ﺍﻟﺘـﻲﺃﺒﺭﻤﺘﻬﺎ ﺃﻗﻭﻡ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺤﺩﺩﻫﺎ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﻻ ﺘﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﻋﻭﺍﻁﻔﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻨﻨﻲﺃﺸﻌﺭ ﺒﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺸﻌﻭﺭﺍ ﺩﺍﺨﻠﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺘﻅل ﺨﺎﺭﺠﺔ ﻋﻥ ﺸﻌﻭﺭﻱ ﺒﻬﺎ:ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻲ ﻟﺴﺕ ﺃﻨﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻟﺯﻤﺕ ﻨﻔﺴﻲ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺘﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ .ﻭﻤﻥﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺘﻔﻕ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻨﺠﻬل ﺘﻔﺎﺼـﻴل ﺍﻟﻭﺍﺠﺒـﺎﺕﺍﻟﺘﻲ ﻨﻠﺯﻡ ﺒﺄﺩﺍﺌﻬﺎ .ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻀﻁﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺇﻟـﻰﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻤﻥ ﻤﻔﺴﺭﻴﻪ .ﻟﻜﻲ ﻨﻘﻑ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ .ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻴﻤـﺎﻴﻤﺱ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻭﺍﻟﻁﻘﻭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ .ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﺠﺩﻫﺎ ﺘﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﻤﻨﺫ ﻭﻻﺩﺘـﻪ.ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺃﺴﺒﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﻴﻥ ﺒﻬﺎ ﻟﻠﺴﺒﺏ ﺍﻵﺘﻲﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﻭﺠﻭﺩﺍ ﺨﺎﺭﺠﻴﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﺇﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ،ﻭﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺴﺘﻌﻴﻥ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗـﻀﺎﺀ ﺩﻴـﻭﻨﻲﻭﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴـﺩ ﺍﻟﺘـﻲﻴﺠﺭﻱ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﻓﻲ ﻤﻬﻨﺘﻲ ،ﻜل ﻫﺫﻩ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺅﺩﻱ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻲ ﺇﻴﺎﻫﺎ.ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﺒﻌﺩ ﺁﺨﺭ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﻤـﺎﺴﺒﻕ ﺒﺼﺩﺩ ﻜل ﻓﺭﺩ ﻤﻨﻬﻡ .ﻓﻬﺫﻩ ﺇﺫﻥ ﻀﺭﻭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺘﺎﺯ ﺒﺨﺎﺼﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻼﺤﻅﺘﻬﺎ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ .ﻭﻫﻲ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻭﺠﺩ ﺨﺎﺭﺝ ﺸﻌﻭﺭ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ.
ﻭﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﺭﻭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺨﺎﺭﺝ ﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻘﻁ ﺒل ﺃﻨﻬﺎﺘﻤﺘﺎﺯ ﺒﻘﻭﺓ ﺁﻤﺭﺓ ﻗﺎﻫﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﻔﺭﺽ ﻨﻔـﺴﻬﺎ ﻋﻠـﻰﺍﻟﻔﺭﺩ ﺃﺭﺍﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﻡ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ .ﺤﻘﺎ ﺇﻨﻨﻲ ﻻ ﺃﺸﻌﺭ ﺒﻪ ﺤﻴﻥ ﺍﺴﺘـﺴﻠﻡ ﻟـﻪ ﺒﻤﺤـﺽﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﻘﻬﺭ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎل ﻟﻴﺱ ﻤﺠﺩﻴﺎ .ﻭﻟﻜﻥ ﺫﻟﻙﻻ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻴـﺩلﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻴﺅﻜﺩ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﺒﻘﻭﺓ ﺇﻥ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﻤﻘﺎﺒﻠﺘﻪ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ .ﻓـﺈﺫﺍﺤﺎﻭﻟﺕ ﺨﺭﻕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺘﺼﺩﻯ ﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺘﻲ ﺒﺼﻭﺭ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭﺫﻟﻙﺒﺄﻥ ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﻨﻔﺎﺫ ﻓﻌﻠﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺜﻤﺔ ﻤﺘﺴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻗﺒل ﻭﻗﻭﻋﻪ .ﻭﺃﻤﺎ ﺒﺄﻥﺘﻤﺤﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻵﺜﺎﺭ ،ﺃﻭ ﺘﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺏ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻨﻔـﺫﺒﺎﻟﻔﻌل ،ﻭﻜﺎﻥ ﺠﺒﺭﻩ ﻤﻤﻜﻨﺎ ،ﻭﺃﻤﺎ ﺒﺄﻥ ﺘﻠﺯﻤﻨﻲ ﺒﺎﻟﺘﻜﻔﻴﺭ ﻋﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺠﺒـﺭﻩ ﺒﺤﺎل. ﺃﻤﻴل ﺩﻭﺭﻜﻬﺎﻴﻡ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺘﺼﻤﻴﻡ ﻤﻘﺎﻟﺔـ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﺄﻤل ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﻨﺴﺏ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺩﻟﻲﻤﻨﻬﺞ ﻟﺘﻨﺎﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺸﻜﺎل ،ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ـ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ـ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟـﻰ ﻤـﻭﻗﻔﻴﻥﻤﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻥ ،ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﺍﻵﺨﺭ ﻴﻘـﻭل ﺒـﻀﺭﻭﺭﺓﺇﺯﺍﻟﺘﻬﺎ ،ﻷﻨﻬﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺨﻁﻴﺭﺓ ،ﻭﻤﻭﻗﻑ ﻭﺴﻁ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻟﺨﻁـﻭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺩﻟﻲ ،ﺃﻭ ﻴﻨﺎﺴﺒﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺨﻁﻭﺓ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ. ـ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ :ﺠﺩﻟﻲ
- Iﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ :ﺇﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻨﻤﻭ ﻭﻅﺎﺌﻔﻬﺎ ،ﻗﺩ ﺠﻌل ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻤﻔﻜـﺭﻴﻥ،ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻨﻬﺎ ﺠﻬﺎﺯﺍ ﻗﻤﻌﻴﺎ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ،ﻤﻌﺎﺩﻴﺎ ﻟﻜل ﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﺭﺩﻱ ،ﻓﺄﺼـﺒﺤﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺫﻟﻙ ﻫﻲ ﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﻭﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﺨﻁﻭﺭﺓ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻭﺠﺒﺕ ﺇﺯﺍﻟﺘﻬﺎ. - IIﺍﻟﺘﺤﻠﻴل:ﺍﻷﻁﺭﻭﺤﺔ :ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻭﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨـﺎ ﻓﻬـﻲ ﺨﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﺎ ﻴﻨﺘﺴﺏ ﻟﻠﻔﺭﺩ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻭﺠﺏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ.ﺍﻟﺤﺠﺔ :ـ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺨﻴﺭ ﺸﺎﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ.ـ ﻻ ﺤل ﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﺤﺭﺍ ﻤﺯﺩﻫﺭﺍ. ﻨﻘﻴﺽ ﺍﻷﻁﺭﻭﺤﺔ :ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺤﻔﻅﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺨﻁﺭ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻭﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ.ﺍﻟﺤﺠﺔ :ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺃﻜﺒﺭ ﺸﺎﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺩﺩ ،ﺒـل ﺘـﺼﻴﺏ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻋﻨﺩ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺒﺎﻟﻙ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﻬﺎﺭﺕ ﻭﺍﻨﻌﺩﻤﺕ. - IIIﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ :ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺒﺩ ﻤـﻥﺘﻘﻴﻴﺩ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺼﺎﺭﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻨﺤﺭﺍﻓﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌـﺴﻑ ،ﻭﺘﺠـﺎﻭﺯ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻤﺒﺭﺭﺓ ﻟﻭﺠﻭﺩﻫﺎ. ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ – ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹ - Iﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ:ـ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺹ) :ﺩﻭﺭ ﻜﻬـﺎﻴﻡ ﺇﻤﻴـل Durkheim Émile 1858ـ(1917ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﻭﻋﺎﻟﻡ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﻓﺭﻨﺴﻲ ،ﺃﺴﺱ ﻤﺠﻠﺔ ﺤﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ ،ﻭﺘـﻭﻟﻰﺘﺩﺭﻴﺱ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﺒﻭﻥ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺎل ﻤﺭﺘﺒﺔ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻜﺭﺴﻲ
ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﺃﻭ ﻜﺒﻴﺭ ﺍﻷﺴﺎﺘﺫﺓ .ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘـﻲ ﻟﻌﻠـﻡﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﺒﺭﻩ ﻤﺴﺎﻭﻴﺎ ﻟﻠﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﺍﺴﺘﻌﻤل ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﻓﻲﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺒﺭﻫﺎ ﺃﺸﻴﺎﺀ ،ﻤﺜل ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺘﻤﻴﻴﺯﻫﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻠﻕﺍﻟﻌﻭﺍﻁﻑ ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻌﻜﺱ .ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒﺎﻟﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻲ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻱﺇﻟﻰ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻤﻨﺤﺭﻓﺔ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻀﻌﻑ ،ﻭﻴﺘﻼﺸـﻰ ﻀـﻐﻁﻪ ﻭﻗﻬـﺭﻩ ﻟﻠﻔـﺭﺩ،ﻭﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻤﺎ ﺸـﺎﺒﻪﻤﻥ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺯﺩﻫﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ،ﻭﺘـﻀﻌﻑ ﺴـﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﺃﻱ ﺘﻨﻤﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺘﺘﻁﻭﺭ.ﺃﺸﻬﺭ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ :ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ،ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ.ـ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ :ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺘﻔﺘﻘﺭ ﺇﻟـﻰ ﺘﻭﻀـﻴﺢ ،ﺃﻭ ﻤﻔـﺭﺩﺍﺕ ﺼﻌﺒﺔ ،ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺘﺒﺴﻴﻁ ،ﻭﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﻌﺠﻤﻲ ﺒﻬﺎ. - IIﺍﻟﺘﺤﻠﻴل: ﺃ ـ ﺍﻹﺸﻜﺎل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔﺘﺨﺘﻠﻁ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﺎﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠـﺎﻭﺭﺓﻟﻬﺎ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺘﻴﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ .ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻤﻴﻴـﺯ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ؟ ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﺨﻭﺍﺼﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻟﻬﺎ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ؟ ﺏ -ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ: ـ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ،ﻓﻠﻴﺴﺕ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺭ.ـ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﻘﻭﺓ ﻗﺎﻫﺭﺓ ،ﻴـﺸﻌﺭﻭﻥ ﺒﻬـﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﻟﻬﺎ. ﺠـ -ﺍﻟﺤﺠﺔ:
ـ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﻥ ﺨﺎﺭﺠـﻪ ،ﺃﻱ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ـ ﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﻟﻠﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﻭﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ. ـ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﺠﺒﺭ ،ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﻟﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﻴﺎ ،ﺒﻔﻌل ﺘﻠﻘﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ.ـ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﺠﺒﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺤﺏ ﻟﻠﻌﻘﺎﺌﺩ ﻭﺍﻟﻁﻘﻭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ،ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﺍﻹﺭﺍﺩﻱ ﻟﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ.ـ ﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﺍﻹﺭﺍﺩﻱ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟـﺴﺒﺏ ،ﻟﻸﻓﻜـﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﻘـﻭﺩ ،ﻭﻗﻭﺍﻋـﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ.ـ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﻋﻨﺩ ﺨﺭﻭﺝ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ، ﻭﺨﺭﻗﻪ ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺘﻬﺎ. -IIIﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ: ـ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻭﺠﻭﺩﺍ ﻤﺴﺘﻘﻼ. ـ ﺘﻤﺘﺎﺯ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺒﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﺨﺎﺭﺝ ﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻓﻬﻲ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻋﻨﻪ.ـ ﺘﻤﺘﺎﺯ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﺨﺎﺼﻴﺔ ﺍﻟﻘﻬﺭ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺒﺎﻟﺨﻀﻭﻉ ﻫﻼ ﺇﺭﺍﺩﻴﺎ ﺃﻭ ﻗﺴﺭﻴﺎ.ـ ﻴﻔﺭﺽ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟـﺸﺩﺓ ،ﺇﻥ ﻫـﻡ ﺨﺭﺠﻭﺍ ﻋﻤﺎ ﺘﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.ـ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺨﺎﺼﺔ ،ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻭﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻬﺭ. ﺘﺩﺭﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ...
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﻭل -ﻤﻘﺎل ﻟﻠﺘﺼﻤﻴﻡ ﻗﺎل ﺩﻭﺭ ﻜﻬﺎﻴﻡ\" :ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻓﻴﻨﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻜﻠﻡ\". ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ – ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﺎﺭﺕ ﺃﻜﺒﺭ ﻗﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻀـﺎﺕ ،ﺍﻟﻘـﻀﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠـﺔﺒﻭﺠﻭﺏ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ »ﺃﺸﻴﺎﺀ« ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺒﺎﻟـﺫﺍﺕﻫﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻁﺭﻴﻘﺘﻨﺎ .ﻓﻘﺩ ﻭﺠﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻨﻨﺎ ﻗﺩ ﺃﻏﺭﺒﻨﺎ ﻓﻲﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻭﺴﻠﻜﻨﺎ ﺒﻪ ﻤﺴﻠﻜﺎ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺨﻁ ﺤﻴﻥ ﺸﺒﻬﻨﺎ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲﺒﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺃﺨﻁﺄﻭﺍ ﺨﻁﺄ ﻏﺭﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﻤﻌﻨﻰ ﻫـﺫﺍﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﻤﺩﺍﻩ .ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻟﻡ ﻨﺭﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺯﻭل ﺒﺼﻭﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺇﻟـﻰﻤﺴﺘﻭﻯ ﺼﻭﺭﻩ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﺭﺩﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻨﻁﺎﻟﺏ ﻟﻠـﺼﻭﺭﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻤﺭﺘﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻤﺴﺎﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻟﻠﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺤﺘﻠﻬـﺎﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺠﻤﻴﻌﺎ .ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﻘﻭل ،ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗـﻊ،ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻤﺎﺩﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻨﻘﻭل ﺒﺄﻫﺎ ﺠﺩﻴﺭﺓ ﺒﺄﻥ ﺘﻭﺼـﻑﺒﺄﻨﻬﺎ »ﺃﺸﻴﺎﺀ« ﻜﺎﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎ .ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻭﺼﻔﻨﺎ ﻟﻬـﺎ ﻜـﺫﻟﻙ ﻋﻠـﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺁﺨﺭ.ﻓﻤﺎ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻴﻘﺎﺒل ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻨﺎ ﻟـﻪﺘﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻨﺎ ﺒﺎﻟﻔﻜﺭﺓ ﺘﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨل .ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﻫﻭﻜل ﻤﺎ ﻴﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎﺩﺓ ﻟﻠﻤﻌﺭﻓﺔ .ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻻ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﺒـﺄﻥﻴﻨﺩﻤﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﺭﻜﻪ ،ﻭﻫﻭ ﻜل ﻤﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﻜﻭﻥ ﻷﻨﻔﺴﻨﺎ ﻋﻨـﻪﻓﻜﺭﺓ ﺘﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻻﻨﻁﺒﺎﻕ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﻗﻴﺎﻤﻨﺎ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ .ﻭﻫﻭ ﻜـلﻤﺎ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘل ﺇﺩﺭﺍﻜﻪ ﺇﻻ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﻋـﻥ ﻋﺯﻟﺘـﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻨﺘﻘـلﺒﺎﻟﺘﺩﺭﻴﺞ ﻭﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻤـﻥ ﺨﻭﺍﺼـﻪ ﺍﻷﻜﺜـﺭ ﻅﻬـﻭﺭﺍﻭﺍﻷﻗﺭﺏ ﺘﻨﺎﻭﻻ ،ﺇﻟﻰ ﺨﻭﺍﺼﻪ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺨﻔﺎﺀ ﻭﺍﻷﺒﻌﺩ ﻏﻭﺭﺍ ﻭﺤﻴﻨﺌﺫ ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻌﻨـﻰ
ﺃﻨﻨﺎ ﻨﻌﺎﻟﺞ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ »ﺃﺸﻴﺎﺀ« ﻫﻭ ﺃﻨﻨﺎ ﻨـﺩﺨل ﻫـﺫﻩﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ .ﺒل ﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻨـﺎ ﻨـﺴﻠﻙﺤﻴﺎﻟﻬﺎ ﻤﺴﻠﻜﺎ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﺨﺎﺼﺎ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺄﺨﺫ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻤﺴﻜﻨﺎ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒـﺩﺃﺍﻵﺘﻲ :ﻭﻫﻭ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺠﻬل ﻜل ﺸﻲﺀ ﻋﻥ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ،ﻭﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻜـﺸﻑ ﻋـﻥﺨﻭﺍﺼﻬﺎ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻬـﺎ ،ﻋـﻥ ﻁﺭﻴـﻕ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﺒﻠﻐﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻗﺔ. ﺩﻭﺭ ﻜﻬﺎﻴﻡ
ﺜﺎﻟﺜﺎ -ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ـ PSYCHOLOGIE ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ1ـ ﺍﻻﺴﺘﺒﻁﺎﻥ INTROSPECTION 2ـ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ 3ـ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺃﻨﻭﺍﻋﻪ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﻋﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﺴـﺘـﻨـﺘـﺎﺝ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺘﺩﺭﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301