Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Floos Book

Floos Book

Published by Yousef Abu Fayed, 2020-11-10 18:42:04

Description: Floos Book

Search

Read the Text Version

‫فلو�س ‪١٠١‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫فلو�س ‪١٠١‬‬

‫الكتاب‪ :‬فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫الم�ؤلف‪ :‬عادل باهميم‬ ‫الت�صنيف‪ :‬تطوير ذات‬ ‫النا�شر‪ :‬دار مدارك للن�شر‬ ‫الطبعة الأولى‪ :‬يناير ‪ 2020‬م‬ ‫الرقم الدولى المت�سل�سل للكتاب‪ISBN: 978 - 614 - 429 - 762 - 9 :‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫الفهرس‬ ‫مقدمة ‪11................................................‬‬ ‫خدعة الثراء ‪15.........................................‬‬ ‫الخسارة المجانية ‪19......................................‬‬ ‫الأعمى والأبتر ‪23......................................‬‬ ‫سرعة التعلم ‪29.........................................‬‬ ‫المظهر المزيف ‪33........................................‬‬ ‫دراستي أم وظيفتي؟‪39..................................‬‬ ‫الوعي المالي‪43...........................................‬‬ ‫لحالك؟ ‪49.............................................‬‬ ‫تقييم رواد الأعمال ‪55....................................‬‬ ‫تقييم ‪59.............................................ATCM‬‬ ‫المتلازمات ‪63...........................................‬‬ ‫حياة بدون منصات التواصل الاجتماعي ‪67...............‬‬ ‫احت ِو كبرياءك ‪73........................................‬‬ ‫‪5‬‬



‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫العلاقات العاطفية في العمل ‪189.........................‬‬ ‫متى ندشن ؟ ‪193........................................‬‬ ‫هاوي ‪201...............................................‬‬ ‫سكرتيرتي ‪207...........................................‬‬ ‫ماي بيبي ‪211...........................................‬‬ ‫قيمتك الحقيقية ‪215......................................‬‬ ‫محفظتي تنزف ‪219.......................................‬‬ ‫التكاليف الاختيارية ‪227.................................‬‬ ‫الروتين الجيد ‪231.......................................‬‬ ‫إستراتيجيات البقاء ‪237.................................‬‬ ‫زيادة الرزق ‪243.........................................‬‬ ‫عندي اجتماع ‪247.......................................‬‬ ‫رالي ريادة الأعمال ‪253...................................‬‬ ‫الخاتمة ‪261...............................................‬‬ ‫‪7‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫القفص الذهبي ‪77......................................‬‬ ‫التسويق بالعمولة ‪87....................................‬‬ ‫أحتاج مستثمر!‪91.......................................‬‬ ‫اتفاقية عدم الإفصاح عن الأفكار ‪99.....................‬‬ ‫«المنتج الأولي» ‪105.......................................‬‬ ‫البحر الأحمر والبحر الأزرق ‪109.........................‬‬ ‫دمج التخصصات ‪115...................................‬‬ ‫حل من دون مشكلة ‪119.................................‬‬ ‫خلي الفكرة تتخمر ‪123..................................‬‬ ‫العنصر الأساسي ‪129....................................‬‬ ‫هويتي ‪133..............................................‬‬ ‫إدراك الفرص ‪137.......................................‬‬ ‫عندي فكرة تطبيق ‪141...................................‬‬ ‫دراسة خطورة الفكرة ‪147...............................‬‬ ‫المهارة والتأثير ‪155.......................................‬‬ ‫التسعير ‪161.............................................‬‬ ‫التعامل مع المبرمجين ‪169.................................‬‬ ‫العائد على الاستثمار بالتسويق ‪175........................‬‬ ‫المتجر الذي لا ينام ‪183..................................‬‬ ‫‪6‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫الإهداء‬ ‫أهـدي هـذا الكتـاب لـكل مـن اسـتطاع الهـروب‬ ‫مــن ســارقي التركيــز «السوشــل ميديــا‪ ،‬نتفليكــس‪،‬‬ ‫اليوتيــوب‪ ،‬فورتنايــت» وأراد أن يتعلــم ويصقــل‬ ‫هوايــة جديــدة يســتطيع مــن خلالهــا بنــاء مســتقبل‬ ‫جديـد لـه‪ ،‬مختلـف عـن أصدقائـه‪ ،‬الهوايـة التـي يطمح‬ ‫الجميـع أن يتعلموهـا ولكنهـا تحتـاج إلى معرفـة وخبرة‬ ‫عاليـة ليسـتطيعوا إتقانهـا‪ ،‬فهوايـة «جمـع العمـات»‬ ‫ليسـت لأي هـا ٍو‪ ،‬ولكنـي أعـدك أن أعلمـك أسرار‬ ‫هـذه الهوايـة والطـرق التـي تسـتطيع مـن خلالهـا جمـع‬ ‫أكــر قــدر ممكــن مــن العمــات التــي تســتطيع مــن‬ ‫خلالهـا شراء كل مـا تحلـم بـه‪.‬‬ ‫‪9‬‬



‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫مقدمة‬ ‫تخيــل أن المــال عبــارة عــن شــخص تــود أن‬ ‫تتعــرف عليــه وتبنــي علاقــة جيــدة معــه‪ ،‬ولكنــه‬ ‫عنيــد جــد ًا ولا يقبــل بــأي شــخص في محيطــه‪،‬‬ ‫بالغالـب سـتحاول أكثـر مـن مـرة وسـيتم رفضـك‪،‬‬ ‫ولكـن الأمـر الـذي لا تعلمـه أن للـال طريقـة معينـة‬ ‫بالتعامــل‪ ،‬كالأشــخاص تمامــ ًا‪ ،‬إذا اكتســبت بعــض‬ ‫المهـارات وصقلـت شـخصيتك سـتصبح قـادر ًا عـى‬ ‫التـودد إليـه وكسـب ثقتـه والدخـول بأفضـل علاقـة‬ ‫في حياتــك‪.‬‬ ‫عادل باهميم‬ ‫‪11‬‬



‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫الفصل الأول‬ ‫الهـدف مـن هـذا الفصـل هـو صقـل شـخصيتك‬ ‫لتتناســب مــع البيئــة الجديــدة التــي تبحــث عنهــا‪،‬‬ ‫ســتتعلم كيــف تنخــرط وتتعامــل مــع رواد الأعــال‬ ‫وكيــف تزيــد مــن فاعليتــك وإنجــازك في هــذا‬ ‫المجتمــع‪ ،‬فلــكل مقــام مقــال ولــكل فعــل أوان‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫‪12‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫خدعة الثراء‬ ‫بعـد دخـولي عـالم الوعـي والطاقـة الداخليـة بداية‬ ‫عــام ‪ 2012‬م تقريبــ ًا تغــرت الكثــر مــن المفاهيــم‬ ‫في حيــاتي ونظــرتي للأمــور أصبحــت أعمــق إلى أن‬ ‫وصلــت لدرجــة الدخــول بعــالم افــراضي صنعتــه‬ ‫لنفــي يتكــون مــن أفــكار فلســفية ونطــرة إيجابيــة‬ ‫زائفـة وسـاذجة لـكل الأحـداث الحاصلـة مـن حـولي‬ ‫أصبـح العمـل بالأسـباب عبـارة عـن جلسـات تأمـل‬ ‫وتخيــات بــأن القــادم أجمــل مــن دون التحــرك إليــه‬ ‫ولـو بخطـوة واحـدة‪.‬‬ ‫اســتغل فكــرة الوعــي الكثــر مــن المدربــن ولا‬ ‫أنكـر أنـه أثـر إيجابيـ ًا بقفـزة نوعيـة في الوعـي الجمعـي‬ ‫بالعـالم العـربي‪ ،‬ولكـن تلـك القفـزة توقفـت عنـد حـد‬ ‫معـن لا يسـتطيع المتلقـي التحـرك بعدهـا بـل عليـه‬ ‫أن يشــرك في دورات لتعلــم المزيــد مــن التعاريــف‬ ‫‪15‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫‪14‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫مـا يحـدث لـك هـو خـر لـك مهـا كان وعليـك أن‬ ‫تكـون سلسـ ًا قـدر الإمـكان بالتعامـل مـع مشـكلاتك‬ ‫ورؤيـة الحلـول مـن جميـع الزوايـا‪.‬‬ ‫أدركـت فيـا بعـد أن التـوازن هـو الحـل الأمثـل‬ ‫لتحقيـق كل مـا أتمنـاه‪ ،‬فالتأمـل والجـذب وحـده لـن‬ ‫يجــدي نفعــ ًا إن لم أتحــرك وأفعــل بالأســباب‪ ،‬أيضــ ًا‬ ‫العمـل وحـده لـن يكـون كافيـ ًا مـن دون أن أرتقـي‬ ‫بوعيــي المــالي‪ ،‬وهــذا مــا حرصــت عــى تقديمــه في‬ ‫هـذا الكتـاب الـذي يلخـص العديـد مـن التجـارب‬ ‫والخـرات لأكثـر مـن ‪ ١٠‬سـنوات في ريـادة الأعـال‬ ‫والمناصــب التنفيذيــة والإداريــة لــدى العديــد مــن‬ ‫الجهـات‪ ،‬كـن مسـتعد ًا للانتقـال إلى مرحلـة جديـدة‬ ‫في الوعــي المــالي بعــد الانتهــاء مــن هــذا الكتــاب‬ ‫وأتمنـى أن تراسـلني بعـد تحقيقـك للمليـون الأول في‬ ‫رصيــدك‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫المختلقــة التــي تعــود في النهايــة إلى قانــون الجــذب‬ ‫ولكـن تـم تغييرهـا لكسـب المزيـد مـن الزبائـن الأمـر‬ ‫الــذي يجعلــك تحــوم حــول دوامــة مــن القوانــن‬ ‫الواهيــة التــي تحــول بينــك وبــن الواقــع الحقيقــي‬ ‫الــذي نعيشــه اليــوم‪.‬‬ ‫بعــد ســنتين مــن مواجهــة المشــكلات بالتأمــل‬ ‫أدركـت أن الدعـاء لـن يقتـل الذئـب بـل عـي التحرك‬ ‫باتجاهــه وقتلــه وأصبحــت أســتحضر هــذه الحكمــة‬ ‫جيــد ًا وأتذكرهــا في كل مــرة يواجهنــي تحــ ٍّد جديــد‬ ‫وأيقنــت أن التــوازن مطلــوب في حيــاتي وأعلــم أن‬ ‫الدعـاء وحـده لـن يفيـدني بـل عـي بالعمل بالأسـباب‬ ‫أن أجــد الحلــول لتفكيــك المشــكلة وقتلهــا مــن‬ ‫دون التقليـل مـن أهميـة رفـع مسـتوى الوعـي العـام‬ ‫وممارســة التأمــل بشــكل يومــي ومســتمر فالتأمــل‬ ‫ليــس مشروطــ ًا بإغــاض عينــك وممارســة طقــوس‬ ‫معينـة بـل غرضـه الاتصـال بالطاقـة العليـا روحانيـ ًا‬ ‫والإيــان بنفســك وبأهدافــك والاســتمتاع بــكل مــا‬ ‫تفعلــه في كل أمــور حياتــك الصغــرة والكبــرة أن‬ ‫تعيـش مبتسـ ًا معطـا ًء مـع الجميـع وأن تثـق بـأن كل‬ ‫‪16‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫الخسارة المجانية‬ ‫بعـد اكتشـاف خالـد شـغفه بصناعـة القهـوة قـام‬ ‫باسـتئجار موقـع لإقامـة مشروعـه الأول بعـد أن قـام‬ ‫بتصميـم المـكان بنفسـه وبـدا في جلـب العـال لتنفيـذ‬ ‫أعــال الديكــور والصيانــة وخــال عملهــم كانــت‬ ‫تظهـر مصاريـف لم يكـن يعلـم أنهـا تكلـف كل هـذا‬ ‫القـدر مـن المـال‪.‬‬ ‫ولكــن لا شيء مســتحيل كان يقــوم بتوفيرهــا‬ ‫ويكمــل مســرة تحقيــق حلمــه‪ ،‬إلى أن انتهــى مــن‬ ‫أعـال الديكـور واكتشـف أن تكلفـه آلـة صنـع القهوة‬ ‫الجيـدة تـراوح بـن ‪ ٨‬آلاف ريـال إلى ‪ ٦٠‬ألـف ريـال‪،‬‬ ‫لا مشــكلة خالــد يســتطيع أن يدبــر أمــوره ويقــوم‬ ‫بشرائهــا بعــد أن يقــرض مبلغــ ًا إضافيــ ًا لتحقيــق‬ ‫حلمـه‪ ،‬انتهـى خالـد مـن تجهيـز كامـل الفـرع والآن‬ ‫متبـ ٍّق عليـه تشـغيله‪ ،‬لـذا عليـه أن يشـري المنتجـات‬ ‫‪19‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫‪18‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫‪ -٤‬شـارك صديقـ ًا أو قريبـ ًا يمتلـك خـرة بنفـس‬ ‫ا لمجا ل‬ ‫‪ -٥‬وظـف عامـ ًا سـبق لـه العمـل فـرة طويلـة‬ ‫بنفـس المجـال بنفـس المدينـة‬ ‫‪21‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫والقهــوة والأكــواب وغيرهــا ولم يكــن يعلــم أن لهــا‬ ‫أنواعــ ًا كثــرة بأســعار مختلفــة وجميعهــا لا تغطــي‬ ‫تكلفــة المــكان فعليــه أن يزيــد الأســعار‪.‬‬ ‫لا مشــكلة بــدأ بالافتتــاح واســتقبل الزبائــن‬ ‫الأوفيـاء مـن أصدقائـه وأقاربـه في اليومـن الأولـن‬ ‫ولكــن لم يــأت أحــد غيرهــم واكتشــف مؤخــر ًا أن‬ ‫السـبب هـو اختيـاره موقعـ ًا سـيئ ًا مقابـل سـعر زهيـد‪.‬‬ ‫أتوقــع أن خالــد يمثــل أحــد أصدقائنــا الذيــن‬ ‫قـرروا أن يتعلمـوا بأموالهـم أو قـد يمثلـك شـخصي ًا‬ ‫في تجربــة ســيئة مــع التجــارة في بداياتــك‪ ،‬ونعلــم أن‬ ‫هنــاك قصصــ ًا أســوأ ومحزنــة‪ ،‬وســببها الرئيــي هــو‬ ‫نقـص الوعـي والخـرة‪ ،‬والتـي يمكـن اكتسـابها مـن‬ ‫الآخريــن الذيــن ســبقونا بنفــس المجــال‪.‬‬ ‫وهنـاك عـدة طـرق تسـتطيع مـن خلالهـا تفـادي‬ ‫الوقـوع بنفـس المشـكلة وهـذه إحداهـا‪:‬‬ ‫‪ -١‬توظف بنفس المجال الذي تريد العمل به‬ ‫‪ -٢‬تطوع في مؤتمر يختص بنفس القطاع‬ ‫‪ -٣‬تعرف على تجار بنفس المجال‬ ‫‪20‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫الأعمى والأبتر‬ ‫كان هنـاك متسـولان في إحـدى المـدن القديمـة‪،‬‬ ‫أحدهمــا أعمــى والآخــر فقــد رجليــه‪ ،‬ولم يكونــا‬ ‫عــى وفــاق تــام‪ ،‬لأنهــا يقومــان بالتســول في نفــس‬ ‫المنطقــة‪ ،‬فتــارة يقــوم المــارة بالعطــف عــى الأعمــى‬ ‫وتــارة يعطفــون عــى الآخــر‪ ،‬إلى أن نشــب حريــق‬ ‫ضخــم في المدينــة‪ ،‬التهــم البيــوت والمــواشي وفــر‬ ‫النــاس إلى خــارج الأســوار وبقــى المتســولان في‬ ‫المدينـة لأنهـا لم يسـتطيعا الهـروب‪ ،‬فالأعمـى لا يـرى‬ ‫مصـدر النـار ولا الطريـق الآمنـة‪ ،‬والآخـر لا يسـتطيع‬ ‫الجـري بسـبب فقـدان قدميـه‪ ،‬إلى أن قـررا أن يتعاونـا‬ ‫للخــروج مــن هــذه المصيبــة‪ ،‬فقــال الأعمــى اصعــد‬ ‫عـى كتفـي وسـأكون أنـا قدميـك وكـن أنـت عينـ ّي‪،‬‬ ‫وفعـ ًا نجحـت الخطـة وخرجـا بسـام مـن الحريـق‪.‬‬ ‫ماذا نتعلم من هذه القصة؟‬ ‫‪23‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫‪22‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫للتواصـل معـه‪ ،‬وبعـد أيـام وصلتنـي رسـالة منـه عـى‬ ‫الواتسـاب (أهـا أنـا مجـدي وهـذه أغنيتـي الجديـدة‬ ‫عـى اليوتيـوب أتمنـى أن تنـال إعجابكـم) وكان هـو‬ ‫مـن يكتـب تلـك الرسـائل وينشرهـا ويتواصـل مـع‬ ‫النــاس بشــكل طبيعــي مســتخدم ًا مميــزات خاصــة‬ ‫للكفيفـن أنتجتهـا شركـة أبـل مؤخـر ًا في هواتفهـا ‪.‬‬ ‫الآن مجـدي يكسـب قـوت يومـه بنفسـه ولم يطلب‬ ‫المعونـة مـن أحـد‪ ،‬وهنالـك آلاف القصـص المشـابهة‬ ‫لقصتـه لأنـاس يفتقـرون لمـا تملكـه مـن صحـة وعافيـة‬ ‫ومـوارد حاليـة‪ ،‬مـا يميزهـم هـو نظرتهـم إلى الجانـب‬ ‫الأقـوى الـذي يملكونـه حاليـ ًا‪ ،‬لـن يفيدهـم البـكاء‬ ‫عـى مـا فقـدوه فلـن يعـود‪ ،‬بـل عليهـم بالنظـر إلى مـا‬ ‫يملكونـه الآن وكيـف يسـتطيعون تطويـره والتكسـب‬ ‫منـه‪.‬‬ ‫هـذا تمريـن بسـيط قمـت بـه قبـل عـدة سـنوات‬ ‫وتغــرت نظــرتي لنفــي بشــكل كبــر بمجــرد أن‬ ‫انتهيـت منـه‪ ،‬أريـدك ببسـاطة أن تقـوم بكتابـة جميـع‬ ‫المميــزات والنعــم التــي تملكهــا الآن‪ ،‬مهــا كانــت‬ ‫‪25‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫‪ -١‬النعـم التـي تملكهـا قـد لا تراهـا شـيئ ًا ولكنهـا‬ ‫تعنـي الكثـر لمـن فقدهـا ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬انظــر إلى مــا تمتلكــه الآن ولا تنتظــر إلى مــا‬ ‫فقدتــه‬ ‫‪-٣‬مهــا كانــت حالتــك ســيئة هنــاك مــن هــو‬ ‫أســوأ منــك‬ ‫‪ -٤‬التركيز على الجوانب الجيدة في الآخرين‬ ‫أثنـاء وجودي بأحـد المعارض في مدينـة الرياض‪،‬‬ ‫شـدني شـاب يعـزف عـى العـود‪ ،‬ليـس بسـبب صوتـه‬ ‫الــذي ينافــس فيــه أكــر القامــات الموســيقية‪ ،‬ولا‬ ‫بســبب حضــوره المميــز وتعاملــه مــع الجمهــور‪ ،‬ولا‬ ‫بسـبب ضحكتـه التـي تجعلـك تشـاركه الضحـك مـن‬ ‫دون ســبب‪ ،‬بــل لأنــه كفيــف لا يــرى أيــ ًا مــن هــذه‬ ‫الوجـوه السـعيدة ولا نظـرات الجمهـور لـه ولا حتـى‬ ‫كميـة الهواتـف التـي تقـوم بتصويـره‪ ،‬ولكنـه يسـمعها‬ ‫جميعـ ًا ويقـوم بتصويرهـا في هاتفـه! كان يقـوم بأخـذ‬ ‫سـلفي مـع الجمهـور ورفعهـا في حسـابات التواصـل‬ ‫الخاصـة بـه‪ ،‬أعجبـت بشـخصيته كثـر ًا وطلبـت رقمه‬ ‫‪24‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫‪27‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫بســيطة في وجهــة نظــرك هــي نعمــة لا تقــدر بثمــن‬ ‫لغــرك‪ ،‬الحمــد لله عــى ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪26‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫سرعة التعلم‬ ‫عــام ‪ ٢٠١٧‬كانــت بدايــة معرفتــي بمشــعل‬ ‫الحنــان‪ ،‬عرفنــي مشــعل بنفســه كناشــط في تجــارة‬ ‫المكيــاج والجملــة‪،‬‬ ‫أصبحنـا نخـرج سـوي ًا بشـكل مسـتمر‪ ،‬وكانـت‬ ‫تــراوده فكــرة إنشــاء شركــة للدعايــة والإعــان‪،‬‬ ‫ولكنـه كان يفتقـر للكثـر مـن الخـرة في هـذا المجـال‬ ‫ولا يعـرف كيفيـة إرسـال عـروض السـعر للـركات‬ ‫وإدارة فريــق العمــل وغيرهــا الكثــر‪ ،‬ولكنــه كان‬ ‫سريـع التعلـم واسـتطاع إقفـال العديـد مـن الصفقات‬ ‫الصغـرة قبـل إنشـاء مقـر الشركـة واسـتطاع تكويـن‬ ‫فريــق صغــر لمســاعدته في أعمالــه وتطويــر سرعــة‬ ‫العمــل‪ ،‬عنــد اجتــاع مشــعل مــع العمــاء كان‬ ‫يتحـدث معهـم وكأنـه يملـك العديـد مـن الـركات‬ ‫ويســتطيع أن يلبــي كل احتياجــات العميــل الصعبــة‬ ‫‪29‬‬



‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫راســمه ببالــك راح توصــل ولكــن لازم تكــون‬ ‫افعالــك موازيــة لكلامــك‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعلــم بسرعــة‪ ،‬مســتحيل يمــر أســبوع مــن‬ ‫دون مـا يكـون فيـه شي جديـد تعلمـه او فكـرة جديـدة‬ ‫جـات ببالـه‪ ،‬والاحـى كيـف يربـط هـذه المعلومـات‬ ‫ببعـض عشـان يحقـق هدفـه النهائـي‪ ،‬لأن المعلومـات‬ ‫والأفــكار الزائــدة تجهــد عقلــك و ترهقــه وتســبب‬ ‫الصـداع‪ ،‬لذلـك ضروري تفرغهـا بالتنفيـذ المسـتمر‬ ‫عشـان يبقـى مـكان لمعلومـات جديـدة‪.‬‬ ‫‪ -3‬عـدم العـودة للأخطـاء القديمـة‪ ،‬اثنـاء فـرة‬ ‫الصعــود اكيــد تمــر بعثــرات وأغــاط كثــر‪ ،‬لــو‬ ‫اسـتمريت تكررهـا مسـتحيل توصـل للقمـة‪ ،‬كانـت‬ ‫تصــر معــاه اغــاط كثــر بالاجتماعــات او علاقتــه‬ ‫مـع الـركات‪ ،‬احـى شي ان مشـعل مـا كان يكررهـا‬ ‫ويتعلــم مــن خطــأه ويســتمر‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫بسـهولة تامـة ليسـتطيع الحصـول عـى الصفقـة ومـن‬ ‫ثـم تفويـض المهـام والبحـث عـن الطـرق لتنفيذهـا‪،‬‬ ‫ولا أتذكـر أني قـد سـمعته يومـ ًا يقـول لا أسـتطيع أن‬ ‫أفعـل هـذا الأمـر بـل كان يبحـث عـن مـن يسـتطيع‬ ‫أن يفعلـه ويـوكل لـه المهمـة‪.‬‬ ‫اليــوم مشــعل يملــك شركــة بفريــق عمــل‬ ‫احـرافي وعقـود ضخمـة وعلاقـات دوليـة ومحليـة في‬ ‫كل القطاعــات‪ ،‬ونجــح نجاحــ ًا مبهــر ًا‪.‬‬ ‫هـذه بعـض الصفـات الجميلـة التـي ألهمتنـي في‬ ‫قصـة مشـعل ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الإيــان بأنــك الأقــوى‪ ،‬مشــعل كان دايــ ًا‬ ‫يقـي عـادل انـا ابغـى آكل السـوق ابغـى اسـيطر ابغـى‬ ‫أكـون الأقـوى‪ ،‬وانـا صراحـة مـو دايـا اخـذ الـكلام‬ ‫هــذا عــى محمــل الجــد لأنــه ممكــن يكــون حمــاس‬ ‫لحظــي وينتهــي إذا مــا في جهــد كافي يتوافــق مــع‬ ‫الـكلام‪ ،‬ولكـن كل مـرة ارجـع الاقـي مشـعل قاعـد‬ ‫ينفــذ كلامــه‪ .‬وســبب التنفيــذ هــو الايــان‪.‬‬ ‫اذا آمنــت انــك تســتحق توصــل للمــكان الــي‬ ‫‪30‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫المظهر المزيف‬ ‫أغلـب رجـال الأعـال أو رواد الأعـال الحقيقيين‬ ‫الذيــن قابلتهــم لا ينفقــون أموالهــم ويبذرونهــا عــى‬ ‫مقتنيـات لـن تعـود عليهـم بمنفعـة‪،‬‬ ‫لماذا؟ لأنهم ببساطة منتجون وليسوا استهلاكيين‪.‬‬ ‫ما الفرق؟‬ ‫وعالمــك الــذي تعيــش بــه‪ ،‬والاســتهلاكي هــو‬ ‫الزبــون الــذي يشــري مــن صاحــب المصنــع‪...‬‬ ‫أغلــب النــاس لا يمتلكــون عقليــة المنتــج لأننــا‬ ‫تعودنــا أن نعيــش ونســتهلك قــدر الإمــكان‪ ،‬مــن‬ ‫دون التفكـر في عمليـة صناعـة هـذا المنتـج أو تكلفتـه‬ ‫أو حتــى إن كنــا بحاجــة لهــذا المنتــج أم فقــط نريــد‬ ‫الحصــول عليــه لأن فــان المشــهور امتلــك واحــد ًا‬ ‫مثلــه‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫‪32‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫المقلــدة‪ ،‬فذلــك يعطــي انطباعــ ًا ســيئ ًا جــدا لــدى‬ ‫رجـال الأعـال لأنهـم بـكل تأكيـد يعلمـون تمامـ ًا أنهـا‬ ‫غــر حقيقيــة‪.‬‬ ‫‪ -٣‬احــرص عــى أن يكــون مظهــرك بســيط ًا‬ ‫وأنيقـ ًا بنفـس الوقـت‪ ،‬بحيـث إن رأيـت نفسـك بعـد‬ ‫‪ ١٠‬سـنوات سـيظل مظهـرك أنيقـ ًا ولا تتبـع الموضـة‬ ‫التــي سرعــان مــا تنتهــي خــال موســم واحــد‪.‬‬ ‫‪ -٤‬اهتــم بالأساســيات أكثــر مــن الكماليــات‪،‬‬ ‫أســنانك‪ ،‬شــعرك‪ ،‬بشرتــك‪ ،‬أظافــرك‪ ،‬نظافــة‬ ‫ملابســك‪ ،‬نظافــة مكتبــك وســيارتك ولســانك‪.‬‬ ‫‪ -٥‬الحـذر كل الحـذر مـن تديـن المـال مـن أجـل‬ ‫المظاهــر فتلــك أشــنع صفــات العقليــة الاســتهلاكية‬ ‫التــي لــن تقــودك إلا إلى عــالم الإفــاس والتظاهــر‬ ‫الفــارغ‪.‬‬ ‫في النهايــة أنــا لا أنكــر أهميــة المظهــر العــام في‬ ‫تــرك انطبــاع جيــد في اللقــاء الأول خصوصــ ًا بعــد‬ ‫أن اقتنيـت أول «سـيارة كشـخة لي»‪ ،‬وكيـف اختلـف‬ ‫تعامـل النـاس معـي كليـ ًا‪ ،‬ولكـن احـرص أن تكـون‬ ‫‪35‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫المنتــج لا يســعى إلى إحاطــة نفســه بمنتجــات‬ ‫وإنجــازات غــره بــل تــراه بســيط ًا في مظهــره عظيــ ًا‬ ‫بإنجازاتـه وإنتاجيتـه أمـا الاسـتهلاكي تجـده يشـري‬ ‫مــا لا يحتــاج ويعــرف كل تفاصيــل ومعلومــات‬ ‫المنتجــات والخدمــات للــركات المشــهورة ويسـعى‬ ‫دومــ ًا للحصــول عليهــا ولكنــه لا يركــز أبــد ًا عــى‬ ‫إنتاجيتــه وإنجــازه الحقيقــي فهــو يخفيهــا بإنجــازات‬ ‫ومنتجــات غــره‪.‬‬ ‫مــن المهــم جــد ًا أن تبــدأ بالتفكــر والظهــور‬ ‫بعقليــة المنتــج لا بعقليــة المســتهلك إن كنــت تريــد‬ ‫أن تزيــد مــن دخلــك وتوســع آفاقــك في عــالم المــال‬ ‫وهنــاك عــدة قواعــد يفضــل أن تتبعهــا في طريقــة‬ ‫تكويــن مظهــرك وتفكــرك‪،‬‬ ‫‪ -١‬انتبــه مــن لفــت الانتبــاه بمظهــرك خــال‬ ‫الاجتماعــات والمناســبات المهمــة‪ ،‬ســتجعل النــاس‬ ‫تقيمــك وتنتقــد مظهــرك قبــل أن تتكلــم وســتضع‬ ‫الكثــر مــن الحواجــز التــي لا تنكــر غالبــ ًا إلا‬ ‫بصعوبــة خصوصــ ًا إن كان هــذا هــو اللقــاء الأول‪.‬‬ ‫‪ -٢‬انتبــه مــن لبــس الســاعات أو المــاركات‬ ‫‪34‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫‪37‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫تلــك الكماليــات بعــد أن تنجــز نجاحــ ًا حقيقيــ ًا‬ ‫يمكنـك مـن اسـتثمار مظهـرك بشـكل جيـد تسـتطيع‬ ‫مــن خلالــه تعويــض مــا صرفتــه بالكماليــات‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫دراستي أم وظيفتي؟‬ ‫دائـا مـا يتكـرر عـي هـذا السـؤال‪ ،‬هـل تتعـارض‬ ‫الوظيفـة مـع دراسـتي؟‬ ‫ببســاطة الموضــوع يعــود إليــك‪ ،‬أنــت مــن‬ ‫تســتطيع أن تنظــم وقتــك ونفســيتك وتتخــذ القــرار‬ ‫الحــازم بشــأن مســتقبلك‪.‬‬ ‫ومـن واقـع خـرة في العلاقـات فـإن أغلـب رواد‬ ‫الأعـال الناجحـن الذيـن عرفتهـم‪ ،‬كانـوا يعملـون‬ ‫أثنـاء فـرة دراسـتهم وبـدأوا من سـن صغـرة وبحكم‬ ‫تجربتــي شــخصي ًا فقــد عملــت مــن ســن الرابعــة‬ ‫عــرة‪ ،‬إلى ســن السادســة والعشريــن في أكثــر مــن‬ ‫‪ ١٣‬وظيفـة انتقلـت فيهـا مـن بائـع في مكتبـة صغـرة‬ ‫إلى مديــر تنفيــذي لعــدة شركات تقنيــة اكتســبت‬ ‫فيهـا العديـد مـن الخـرات التـي صقلـت شـخصيتي‬ ‫وكونـت لـدي معرفـة كبـرة بعـالم التجـارة‪ ،‬وبالطبـع‬ ‫‪39‬‬



‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫الصغـرة بهـدف زيـادة خبرتـك ومـن ثـم تسـتطيع أن‬ ‫تطلـب رواتـب تدريجيـة بنـا ًء عـى خبرتـك‪.‬‬ ‫‪ -٥‬تســتطيع أن تقــدم فيديوهــات تعليميــة في‬ ‫اليوتيــوب تصقــل فيهــا مهــارات الإلقــاء لديــك‬ ‫وتنمــي شــعبيتك وتكســب بعــض الــدولارات‪.‬‬ ‫‪ -٦‬تســتطيع حضــور الملتقيــات الخاصــة بــرواد‬ ‫الأعــال وتقــرح أن تنظــم الملتقــى معهــم بــرط‬ ‫أن تحــر مجانــ ًا وتتمكــن مــن تكويــن العلاقــات‬ ‫والانطــاق بعدهــا مــن هنــاك‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫اســتطعت تكويــن العديــد مــن العلاقــات في عــدة‬ ‫مـدن مكنتنـي مـن الدخـول في عـالم التجـارة في سـن‬ ‫صغــرة‪.‬‬ ‫يقول أحد المبتعثين‪:‬‬ ‫«كل مـكان بالعـالم يسـألونك كيـف قاعـد تدفـع‬ ‫تكاليـف الجامعـة وانـت مـا تشـتغل؟؟»‬ ‫لا يشــرط أن تمــارس وظيفــة بــدوام كامــل بــل‬ ‫هنــاك عــدة بدائــل خصوصــ ًا في الوقــت الحــالي‪:‬‬ ‫‪ -١‬يمكنـك أن تتوظـف بـدوام جزئـي مـن ‪٦-٥‬‬ ‫سـاعات بعـد دراسـتك‪.‬‬ ‫‪ -٢‬يمكنـك العمـل عـن بعـد بـدوام ‪ ٣‬سـاعات‬ ‫عــن طريــق عــرض خدماتــك ومهاراتــك مثــل‬ ‫التصميــم والبرمجــة وغيرهــا‪.‬‬ ‫‪ -٣‬يمكنـك أن تتطـوع بشـكل دوري في المحافـل‬ ‫والمهرجانــات خصوصــ ًا في هــذه الفــرة التــي زادت‬ ‫بشـكل هائـل في كل مناطـق المملكـة‪.‬‬ ‫‪ -٤‬يمكنـك العمـل مجانـ ًا مـع أصحـاب المشـاريع‬ ‫‪40‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫الوعي المالي‬ ‫أثنـاء تحقيقـك لأول انتصاراتـك في مجالـك غالبـ ًا‬ ‫سـتتمنى لـو يشـاركك أصدقـاؤك هـذه الإنجـازات‪،‬‬ ‫لــذا ســتعود إليهــم وتحــاول تغييرهــم وإقناعهــم‬ ‫بالعمـل وتحـاول تحفيزهـم ولكـن يؤسـفني أن أخـرك‬ ‫أن هـذا بالغالـب لـن يحـدث‪ ،‬غالبـ ًا سـتواجه تحديـ ًا‬ ‫كبـر ًا في تغيـر صداقاتـك إلى أخـرى تتشـابه معـك في‬ ‫الطمــوح والتحــدي ولكنــك ســتجدهم ينتظرونــك‬ ‫عـى الطريـق‪.‬‬ ‫خـال مسـرتي‪ ،‬واجهـت الكثـر مـن الأصدقـاء‬ ‫بـكل الشـخصيات‪ ،‬وآمنـت بـأني لا أسـتطيع تغييرهم‬ ‫ولا أريــد أن أخسرهــم جميعــ ًا‪ ،‬لــذا وضعــت لــكل‬ ‫واحــد منهــم وقتــ ًا بحســب الفائــدة التــي ســيقدمها‬ ‫لي‪ ،‬ولا يهــم أن تكــون تلــك الفائــدة ماديــة بقــدر أن‬ ‫‪43‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫‪42‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫والصديــق الــذي أنصــح وبشــدة أن تخفــف‬ ‫علاقتــك معــه أو حتــى قطعهــا نهائيــ ًا‪ ،‬وإن لم تفعــل‬ ‫ذلـك أخشـى أنـه سـيكون مـن أكـر العقبـات لـك في‬ ‫طريــق نجاحــك‪:‬‬ ‫‪ -١‬من لا يسأل عن حالك باهتمام حقيقي‪.‬‬ ‫‪ -2‬من ينتقدك ولا يصحح لك‪.‬‬ ‫‪ -3‬من يحاول دائم ًا أن ينتصر عليك‪.‬‬ ‫‪ -4‬تشعر بالندم بعد أن تخبره بإنجازاتك‪.‬‬ ‫‪ -5‬تخــرج مــن عنــده منهــك ًا‪ ،‬وليــس متجــدد‬ ‫الطاقــة بســبب كميــة الطاقــة الســلبية التــي تشربتهــا‬ ‫منــه‪.‬‬ ‫‪ -٦‬يحاول أن يسرق الأضواء منك دائم ًا‪.‬‬ ‫‪ -7‬لا يعرفك على أصدقائه بشكل جيد‪.‬‬ ‫‪ -8‬يحــاول دائــ ًا تثبيــط معنوياتــك في قراراتــك‬ ‫الجديــدة‪.‬‬ ‫‪-9‬يؤخـرك عـن اجتماعاتـك أو مهامـك ويحـاول‬ ‫أن يسـتبدلها بمهـام غـر مفيـدة‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫تكـون معنويـة‪ ،‬وهـذا مثـال عـى الأصدقـاء الجيديـن‬ ‫بالنسـبة لي‪:‬‬ ‫الصديــق الحكيــم الــذي تلجــأ إليــه عنــد اتخــاذ‬ ‫القــرارات‪.‬‬ ‫الصديـق الإيجـابي والداعـم لـك في كل مراحـل‬ ‫حيات ـك‪.‬‬ ‫الصديـق المـرح والمضحـك الـذي لا تـود مفارقتـه‬ ‫أبد ًا‪.‬‬ ‫الصديــق الــوفي والمخلــص الــذي تجــده في كل‬ ‫أزماتــك‪.‬‬ ‫الصديـق الـذي ينصحـك باسـتمرار ويحسـن مـن‬ ‫أخطائـك ويوجهـك‪.‬‬ ‫وهنـاك العديـد مـن الأصدقـاء الرائعـن الذيـن‬ ‫يمكنكــم أن تتبادلــوا الخــرات معــ ًا وأعلــم أنــه مــن‬ ‫الصعـب أن تجدهـم جميعهـم ولكـن إن لم تخفـف مـن‬ ‫علاقاتـك الحاليـة وتبـدأ بالبحـث عـن طريـق تكويـن‬ ‫علاقـات جديـدة‪ ،‬فلـن تجدهـم أبـد ًا‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫الفئــة الثالثــة‪ :‬علاقــات أفضــل منــك مســتوى‬ ‫ماديــ ًا ومعيشــي ًا وثقافيــ ًا‪ ،‬لتســتطيع أن تتعلــم منهــم‬ ‫وتطــور مــن نفســك وتشــعر بــروح المنافســة لكــي‬ ‫تتحــرك وتصبــح واحــد ًا منهــم في يــوم مــن الأيــام‪.‬‬ ‫كل فئـة يجـب أن تقـي معهـم ‪ ٪٣٣‬مـن وقتـك‬ ‫ولا يفضــل أن تقــي كل وقتــك مــع فئــة واحــدة‬ ‫منهــم‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫‪ -10‬متطلب وعندما تحتاجه لا تجده‪.‬‬ ‫أخـر ًا تذكـر‪ :‬إن البيئـة هـي أهـم عامـل في ارتفـاع‬ ‫مسـتوى وعيـك المـالي‪ ،‬فـإن كانـوا أغلـب علاقاتـك‬ ‫يمتلكــون وعيــ ًا متدنيــ ًا في المــال‪ ،‬ففــي الغالــب‬ ‫ســتصبح مثلهــم لأنهــم سيشــعرونك بالأمــان أنــك‬ ‫لســت وحيــد ًا جميعنــا «مطفــرون» ولكــن إن كان‬ ‫أغلـب أصدقائـك تجـار ًا وليسـوا أبنـاء للتجـار فقـط‬ ‫فبالتــالي ســتكون ثقافتــك ووعيــك المــالي مرتفعــن‪،‬‬ ‫وســتبدأون بتحفيــز وتطويــر بعضكــم البعــض‪.‬‬ ‫هـذه قاعـدة تسـمى الــ‪ ٣٣‬وتنـص عـى أن وقتـك‬ ‫يجـب أن تقضيـه مـع ثـاث فئـات مـن علاقاتـك‪:‬‬ ‫الفئــة الأولى‪ :‬هــي العلاقــات التــي تســتطيع أن‬ ‫تسـاعدهم ماديـ ًا أو معنويـ ًا أو تعلمهـم مـن خبراتـك‪،‬‬ ‫ربــا يكونــون أصغــر منــك عمــر ًا أو أقــل منــك‬ ‫مســتوى تعليميــ ًا أو ماديــ ًا وهكــذا‪.‬‬ ‫الفئـة الثانيـة‪ :‬علاقـات مشـابهة لحالتـك‪ ،‬تعيـش‬ ‫معهـم لحظاتـك الجميلـة وتقضـون وقتـ ًا ممتعـ ًا‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫لحالك؟‬ ‫عندمــا كنــت صغــر ًا كانــت لي ميــزة أثــرت‬ ‫عـى تفكـري وزادت مـن مهـاراتي كثـر ًا‪ ،‬ألا وهـي‬ ‫الخصوصيــة‪ ،‬النــوم وحيــد ًا في غرفــة أســتطيع أن‬ ‫أعمـل فيهـا مـا أشـاء مـن تفكيـك الألعـاب وإعـادة‬ ‫تركيبهــا وصناعــة الأســلحة الصغــرة وتلوينهــا‬ ‫ولبــس الأزيــاء الغريبــة مثــل زورو و»بــات مــان»‬ ‫وتطويــر المهــارات مثــل التصميــم واســتخدام‬ ‫الحاسـب الآلي في وقتهـا‪ ،‬وغيرهـا مـن الأمـور التـي‬ ‫اختفـت بعـد ولادة أخـي الصغـر وبدأنـا بمشـاركة‬ ‫نفـس الغرفـة‪ ،‬وعنـد تقدمـه بالعمـر زادت احتياجاتـه‬ ‫للمزيـد مـن الأثـاث والممتلـكات التـي بـدأت تزاحـم‬ ‫خصوصيتــي وخصوصيتــه‪ ،‬ولم تكــن فكــرة امتــاك‬ ‫غرفـة بمفـردي متاحـة في ذلـك الوقـت لكثـرة تنقلنـا‬ ‫مــن مدينــة جــدة إلى الريــاض‪ ،‬انخفــض مســتوى‬ ‫‪49‬‬

‫عادل باهميم‬ ‫‪48‬‬

‫فلو�س ‪١٠١‬‬ ‫قمـت بهـا خـال السـنوات الماضيـة ومنهـا تأسـيس‬ ‫شركتــي الخاصــة‪.‬‬ ‫فوائــد الســكن بمفــردك لا تحــى ولكــن إن‬ ‫كانــت بيئــة عائلتــك إيجابيــة وتمتلــك خصوصيتــك‬ ‫فسـتوفر الكثـر مـن المصاريـف مثـل الإيجـار وتأثيـث‬ ‫المنــزل والطعــام وفواتــر المــاء والكهربــاء والجــوال‬ ‫وغيرهــا‪.‬‬ ‫أمـا إن كانـت بيئـة المنزل سـيئة وسـلبية فأنصحك‬ ‫بطلـب غرفـة خاصـة بـك وإن كانـت ملحقـ ًا خـارج‬ ‫المنــزل أو أي مــكان يعزلــك عــن ضوضــاء المنــزل‬ ‫الطبيعــي‪ ،‬أو اجعــل وقتــك خــارج المنــزل أغلــب‬ ‫الوقــت‪ ،‬واســتثمره في العمــل عــى أهدافــك‪.‬‬ ‫بعـض الطـرق التـي تسـتطيع مـن خلالهـا السـكن‬ ‫بمفردك‪:‬‬ ‫‪ -١‬السكن الجامعي‪.‬‬ ‫‪ -٢‬السـكن مـع شريـكك بالمـروع سـيجعلكما‬ ‫تركـزان بشـكل كبـر ويزيـد مـن نسـبة الإنتاجيـة‪.‬‬ ‫‪51‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook