ب
لكل فرد من أسر الحمادى وجزى الله خير ًا من أعان على نشره وغفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين ج
\" َيا َأ ُّي َها النَّا ُس إِ َّنا َخ َل ْق َنا ُكم ِّمن َذ َكرٍ َو ُأن َثى َو َج َع ْل َنا ُك ْم ُش ُعو ًبا َو َق َبائِ َل لِ َت َعا َر ُفوا إِ َّن َأ ْك َر َم ُك ْم ِعنْ َد اللهِ َأ ْت َقا ُك ْم إِ َّن اللهَ َع ِلي ٌم َخبِي ٌر\" [الحجرات]13 : د
فهرس المحتويات1 ..................................................... مقدمة3 .................................................................. الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبداللـه المديهش 3 ......................... مقدمة المؤلف32........................................................ مقدمة منهجية 36........................................................ لماذا ببليوجرافيا ال َح َما َدى؟36.......................................... منهج الببليوجرافيا41.................................................... أو ال :التعريف بالببليوجرافيا41........................................ : ثانيــاا :حدود التغطية41.................................................: الحدود الموضوعية41................................................. : الحدود الجغرافية42................................................... : الحدود الزمانية42......................................................: الحدود اللغوية42...................................................... : ثالثا :طريقة التنظيم وأدوات السترجاع42.............................: رابعــاا :آلية السترجاع بأدوات البحث (الكشافات النوعية المختلفة): 44....................................................................... 1
خام اسا :الرموز الشائعة والمختصرات في الببليوجرافيا47 .............: نموذج توضيحي للتسجيلة الببليوجرافيا والتعريف بعناصرها 48 ...... أسر ال َح َما َدى :الأصل والسيرة50 ..................................... : القسم الأول (العربي) 53 ............................................... الإنتاج العلمي لأُسر الحمادى53 ....................................... القسم الثاني (الأجنبي)362 ............................................. الإنتاج العلمي لأُسر الحمادى362 ..................................... الخاتمة 369 ............................................................ الكشافات370 .......................................................... كشاف المؤلفين 377 ................................................... كشاف العناوين382 .................................................... كشاف الموضوعات391 ............................................... قائمة استناد المؤلفين404 .............................................. كشاف الأماكن406 ..................................................... 409 ................................................. Author Index 409 .....................................................Title Index 2
الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبداللـه المديهش 3
ا ْل َح ْم ُد للهِ َر ِّب ا ْل َعا َل ِم ْي َنَ ،وال َّص ََل ُة َوا ْل َّس ََلم َع َلى َأ ْش َر ِف ا ْلأَ ْنبِ َيا ِء َوا ْل ُم ْر َسلِ ْي َنَ ،نبِ ِّينَا ُم َح َّم ٍد َو َع َلى آلِ ِه َو َص ْحبِ ِه َأ ْج َم ِع ْي َن. أما بعد.. َفإ َّن طِي َب ال ُفرو ِع مِن طِي ِب الأُ ُص ْو ِلَ ،وا ْل ِّط ْي ُب مِن َمع َدنِ ِه َل ُي ْس َت ْغ َر ُب. إ َذا َطا َب َأ ْص ُل ا ْل َمر ِءَ ،طا َب ْت ُفرو ُعه َو َه ْل َي ْر ِج ُع ال ِإن َسا ُن إََّّل إِ َلى َأ ْص ِل()1 َوإ َّن َأط َي َب ال ِّط ْي ِب نِ َتا ُج ال ُع ُق ْو ِل َوأ ِص ُل ا ْل ُفر ْو ِع بِا ْلأُ ُص ْو ِلَ ،و ُمخ ِّل ِد أ َث َر َصا ِحبِ ِه َأ َب َد ا ْل ُّد ُه ْو ِر.)2(... َها ِه َي ِث َما ٌر مِ ْن َأ ْج َم ِل َو َأ ْف َض ِل ا ْل ِّث َما ِر ت َت َد َّلى بين أي ِدي ُكم آ َل ال ُح َمي ِدي ــ َأ ْس َع َد ُك ُم الل ُه َو َأ ْس َع َد بِ ُكم ـــَ ،ت ِج ُد ْو َن فِ ْي َها مِ ْن ُك ِّل َل ْو ٍن َما َت ْش َت ِهي َأ ْن ُف ُس ُك ْم، و َت َل ُّذ َأ ْع ُينُ ُك ْمِ ،صنْ َوا ٌن و َغ ْي ُر ِصنْ َوا ٍنَ ،خ َر َج مِ ْن ُص ْل ِب َوا ِح ٍد = َج ِّد َنا ال ُح َم ْي ِد ِّي . إ َّن ال َح َما َدى ،نِ ْس َب اة لِ َج ِّد َنا ا ْل َّسابِ ِع :ا ْل ُح َم ْي ِد ِّي ْب ِن َح َم ٍد ...،مِ ْن آ ِل أبي َر َّباع ،من َب ْك ِر ْب ِن َوا ِئل (توفي 1095هـ تقري ابا) ،ا ْن َت َق َل مِ َن «ا ْل ُّت َو ْي ِم» ( )1البيت للحسين بن عبدالرحمن ابن الع َجمي الحلبي (ت 534هـ)« .مجمع الآداب» لبن الفوطي (.)373 /3 ( )2لِ َشـراف ِة الن َسب ،وك َر ِم النِّجارَ ،مدخ ٌل في كون أهلِه خيا ًرا« .نيل الأوطار» (.)379/9 4
إِ َلى َب ْل َد ِة «ا ْل ِّش َّقة» فِ ْي َش َما ِل َغ ْر ِب « ُب َر ْي َد َة» فِي « َمنْطِ َق ِة ال َق ِص ْي ِم» ( َسنَ َة 1045هـ)َ ،و َل ُه َخ ْم َس ُة َأ ْو َل ٍدَ ،ت َف َّر َع مِنْ ُهم َخ ْم ٌس و ِعش ُرون ُأ ْس َر اةُ ،ك ُّل َها مِ َن ال َع ِشي َر ِة الأق َربِ ْي َنَ ،ي ْج َم ُع ُه ْم َه َذا ال َج ُّد ال َقر ْي ُب ،و َق ْد اش ُت ِه ُروا ب َل َق ِب «ال َح َما َدى»(.)1 ( )1ترتيبهم هجائيًا: [ ]1سالمَ ،ج ُّد :أسرة الحمودي ،والمديهش ،وال َخ ِض ْيرِي ،والجوعي ،والصب َحاوي، وال َف َهدي،والشويهي،والطعيسان فيبغداد. [ ]2سليمانَ ،ج ُّد :أسرة السديس ،والجفير ،والحضيف ،والفراج ،والحواس. [ ]3عبداللهَ ،ج ُّد :أسرة العقيل أبناء عقيل بن محمد بن عبدالله ،والكليه ،والبعيمي، والغازي ،والرشيد ،والسعود. [ ]4عليَ ،ج ُّد :أسرة الفايزي ،والرعوجي ،والعصيلي ،والخويلدي ،والعقيل أبناء عقيل بن عبدالله بن حمود بن علي بن حمود بن علي. [ ]5محمدَ ،ج ُّد :أسرة القص ِّير ومن القص ِّير :الع َّساف = عساف القصير في «السماوة». * قال عمارة بن علي الحكمي اليمني (ت 569هـ) في «النكت العصرية» (صَ ( :)7 :و َل ْم َت َز ْل ا ْل َع َر ُب َت ُع ُّد مِ ْن َأ ْف َض ِل َأ ْح َسابِ َهاِ :ذ ْك َر َها لِأَ ْن َسابِ َهاَ ،و َم ْن َع َر َف ا ْل َّش َر َف لِ َق ِد ْي ِم ِه؛ َل ْم ُي ْنكِ ْر ِص َّح َة َأ ِد ْي ِم ِه). فرو ٌع َّل َترِ َّف عليك إَّل شهد َت لها على طِي ِب الأَرو ِم وفي الش َر ِف الحدي ِث دلي ُل صد ٍق ل ُم ْخ َتبرٍ على الش َرف القديم «ديوان أبي تمام» ط .المعارف المصرية (.)163 /3 5
َل ْم ُيف َت َق ْد َل ُهم َمي ٌت وََّل اف َت َر ُقوا()1 َتش َـا َبهـُوا في ال ُعـلا ح َّتى كأ َّن ُهـ ُم َو ُه ْم َك َما َقا َل ال َّشا ِع ُر: ُس َّوا ُس َم ْك ُر َم ٍة َأب َنا ُء َأ ْي َسا ِر وَّل ُي َما ُرو َن إ ْن َما ُروا بإك َثا ِر َه ْي ُنو َن َل ْي ُنو َن َأي َسا ٌر َذ ُوو َي َس ٍر َّل َينْطِ ُقو َن على الفح َشا ِء إ ْن َن َط ُقوا ِم ْث َل ال ُنّ ُجو ِم التي َي ْس ِري ب َها ال َّسا ِري()2 َم ْن َت ْلـ َق ِمن ُه ْم َت ُقـ ْل َّل َق ْي ُت َسيِّ َد ُه ْم و َق ْد َي َّس َر الل ُه لي ُمنذ (1419هـ) جم َع ما يتع َّل ُق بالأن َسا ِب - َن َظ ِر َّيًا ُدو َن ال َب ْح ِث في ال َقبَائِ ِلُ -ث َّم َما ي َت َع َّل ُق بِ ُأ ْس َرتي ال َكبِ ْي َر ِة «الح َما َدى»، ُث َّم ال َفر ِع َّي ِةُ :أ ْس َر ِة الم ِد ْي ِهش؛ ف ُط ْف ُت لِأجلِها ُك ُت َب ال ُّت َرا ِث ،وال ُم َعا ِص ِر ْي َن، ومِنْ َها :ال َم ْخ ُطو َطا ِت َوال َم ْط ُبو َعا ِت النَّ ْج ِد َّي ِة = ال َّتا ِر ْي ِخ َّي ِة َوالنَّ َسبِ َّي ِة وال ُب ْل َدانِ َّي ِةَ ،و َما ُكتِ َب فِي النَّ َس ِب َعا َّم اةَ ...م َع ُم َسا َءل ِة ال ُمه َت ِّم ْي َنُ ،ث َّم ا ْجتِ َما ِع ُج ْم َل ٍة مِ َن ال َو َثا ِئ ِق ال َح َمادية = ال َح َما َدى.... َو َكا َن مِ ْن َت َح َّول ِت ال َم ْش ُر ْو ِع :إِ ْف َرا ُد ال َح َما َدى بِكِ َتا ٍب ُم ْس َت ِق ٍّل!.. (« )1محاضرات الأدباء» للراغب الأصبهاني (.)698 /1 (« )2عيون الأخبار» لبن قتيبة (« ،)226 /1الكامل» للمبرد (106 /1ـ )107ـــ وعنده القصيدة بتمامها ـــ« ،الأمالي» للقالي (« ،)239 /1ديوان المعاني» لأبي هَلل العسكري ( ،)24 /1وقال َع ِقبه( :وهذا عندي أمد ُح شئ قيل في وصف جماعة). 6
َفا ْس َت َعنْ ُت بِاللهِ فِي ِكتَا ِب ال َح َما َدى و َتنْ ِسي ِق ِهَ ،ت ُس ْو ُس ُه الن َّي ُة ــ َوالل ُه بِ َها َعلِ ْي ٌم ــ و ُي ِسنِ ُد ُه َت ْوفِ ْي ُق اللهِ ال َق ِد ْي ِر َ ،ف َق ْد َر َأ ْي ُت َأ َث َر ُه فِي ُك ِّل َح َر َك ٍة َو ُس ُك ْو ٍنَ ،والل ُه ال ُم َهي ِم ُن َع َلى الأُ ُم ْو ِرَ ،و َمن ُي ِر ِد الل ُه َل ُه َخ ْي َر ااَ ،ف ََل َم َر َّد َل ُه ـــ. َو َق ْد َعنْ َو ْنـ ُت ُه بِــ: « ُأ َس ُر ال َح َما َدى ـــ َن َس ُبهاُ ،أ َس ُر َهاَ ،تا ِري ُخ َهاُ ،ب ْل َدا ُنهاَ ،أ ْع َلا ُم َها، ُم َؤ َّل َفا ُت َهاَ ،و َثائِ ُق َهاَ ،و َم َعالِ ُم ُأ ْخ َرى ــ» َي َّس َر الل ُه َ ت َما َم ُه. َوبِ َما َأ َّن الكِ َتا َب َس ُيـ َت َداول ــ بِإِ ْذ ِن اللهِ َت َعا َلى ــ َب ْي َن ا ْل ُم ْه َت ِّم ْي َن بِالأُ َس ِر النَّ ْج ِد َّي ِةَ ،و َل َي َت َع َّدا َها إِ َلى َغ ْي ِر ِه ْم إ َّل َنا ِد َر ااَ ،ر َأ ْي ُت َأ َه ِم َّي َة إِ ْف َرا ِد َف ْص ِل: ُم َؤ َّل َفا ُت َها = النِّ َتا ُج ال ِع ْل ِم ُّي ال ُم َبا َر ُك لِ ْل َح َما َدى بِكِ َتا ٍب ُم ْس َت ِق ٍّل َم َع ال َّت َو ُّس ِع فِ ْي ِه؛ ا ْق َت َر ْح ُت َذلِ َك فِي َم ْج َم ٍعَ ،ف َبا َد َر ا ْب ُن ال َع ِّم ا ْل َعز ْي ِز ا ْل َغالِي ،دَ .ع ِل ُّي ْب ُن َع ْب ِدال َع ِزي ِز ْب ِن ُم َح َّم ٍد ال ُح ُم ْو ِد ُّي (مِ َن ال َح َما َدى) بِال َّت َب ُّر ِع بِ َج ْم ِع َه َذا النِّ َتا ِج «بِ ْب ُليو َج َرافيا»َ ،و ُه َو ُه َو مِ ْن َأ ْهلِ ِه َو َخا َّصتِ ِهُ ،د ْك ُت ْو ٌر فِ ْي ِع ْل ِم ا ْل َم ْع ُل ْو َما ِت. َب َذ َل دَ .علِ ٌّي ال ُح ُمو ِد ُّي َ -ج َزا ُه الل ُه َخ ْي َر ال َج َزا ِء َو َأ ْو َفا ُه ُ -ج ْه َد اا َكبِ ْي َر اا فِ ْي ال َم ْك َت َبا ِت َوا ْل َم َواقِ ِع ال َم َح ِّل َّي ِةِ ،ز َيا َد اة َع َلى ا ْستِ ْك َتا ِب َأ ْبنَا ِء َو َبنَا ِت ا ْل َع ِّم َج ِم ْي َعًاَ ،ف َكا َن َما َت َرا ُه َل َما َت ْس َم ُع ُهَ .....،و ِه َي َط ْب َع ٌة َس َت ْع ُق ُب َها َط َب َعا ٌت ت َت َضا َع ُف فِ ْي َها الأَ ْر َقام ــ بِإِ ْذ ِن اللهِ َت َعا َلى ــ. 7
َأ ُق ْو ُل َ -ظنَّـًا ُي َقا ِر ُب ا ْل َي ِق ْي َن :-إِ َّن َه َذا ا ْل َّت َألِ ْي َف َل ْم ُت ْس َب ْق ال َح َما َدى إِ َل ْي ِه، لِأ َّن ُج ُه ْو َد ال َّسابِ ِق ْي َن َوال ُم َعا ِص ِر ْي َن فِي َأ ِد َّل ِة َو َف َها ِر ِس ا ْل ُك ُت ِبَ ،ع َلى َأ ْن َحا ِء َش َّتى: َ .1ف َها ِر ُس َعا َّم ٍة َع ِن ال ُفنُ ْو ِن ،مِ ْث ُل« :ال ِف ْه ِر ْست» ل ْب ِن النَّ ِد ْي ِمَ ،و« َك ْش ُف ال ُّظنُ ْو ِن» لِ َحا ِج ْي َخلِ ْي َف َةَ ،و«مِ ْف َتا ُح ال َّس َعا َد ِة» لِ َطا ْش ُك ْب ِريَ ،و« َأ ْب َج ُد ال ُع ُل ْو ِم» لِ ِص ِّد ْيق َخا ْنَ ،و« َتا ِر ْي ُخ ا ْل ُّت َرا ِث» لِ ِس ْزكِ ْينَ ،و« َتا ِر ْي ُخ ا ْلأَ َد ِب» لِ ُب ْر ْو ِك ْل َمانَ ،و« ُم ْع َج ُم ا ْل ُم ْو ُض ْو َعا ِت ال َم ْط ُر ْو َق ِة» لِ ْل َحبْ ِش ِّي. َ .2ف َها ِر ُس ِع ْل ٍم َوا ِح ٍد ِم َن ا ْل ُع ُل ْو ِم ،مِ ْث ُل« :ال َّت ْف ِس ْي ُر» طَ .م ْج َم ِع ا ْل َملِ ِك َف ْه ٍد، «ا ْل َح ِد ْي ُث َو ُع ُل ْو ُم ُه» لِ َخ ْي ِر َر َم َضا ْن ُي ْو ُس ْفَ ،وآ َخ ُر لِ ْل َم ْر َع ْشلِ ِّي« ،ا ْل َع ِق ْي َد ُة» د. ُم َح َّم ُد ا ْل َّشا ِي ُع« ،ا ْل ِف ْق ُه» َق ْي َد ا ْل ِّط َبا َع ِة لِ ْل َّش ْي ِخ ا ْل َع ََّل َم ِةَ :ع ْب ِدا ْل َع ِز ْي ِز ْب ِن َقا ِس ٍم، «ا ْل ِّس ْي َر ُة ا ْلنَّ َب ِو َّي ُة» لِ َج َما َع ٍة بِإ ْش َرا ِف دُ .م َح َّم ْد ُي ْس ِري« ،ال ُح ْس َب ُة» لِ ْل َّش ْي ِخ: َب َّسام ا ْل ُيو ُس ِف« ،ا ْل ُّل َغ ُة» لِ َخ ْي ِر َر َم َضا ْن ُي ْو ُس ُف« ،ا ْل َم َعا ِج ُم ا ْل ُّل َغ ِو َّي ُة» لِ َش ْر َقا ِويُ « ،ك ُت ُب ال ّنَ َس ِب ال َح ِد ْي َث ُة» ل ْل َّشـ َرافِيَ ،و َغ ْي ُر َها َكثِ ْي ٌر. َ .3ف َها ِر ُس ُم َؤ َّل َفا ِت َم ْو ُض ْو ٍع َأ ْو َبا ٍب ِم ْن أبواب ا ْل ِع ْل ِمَ ،و َه َذا َكثِ ْي ٌر ُم ْف َر ٌد َأ ْو ُم َض َّم ٌن َدا ِخ َل ِد َرا َس ٍة. َ .4ف َها ِر ُس ُم َؤ َّل َفا ِت َم ْذ َه ٍب ِم َن ا ْل َم َذا ِه ِب :مِ ْث ُلُ « :م َصنَّ َفا ِت ال َحنَاب َل ِة» أ.د. َع ْب ُدال َّلـ ِه ال َّط ِر ْي ِقي. 8
َ .5ف َها ِر ُس ُم َؤ َّل َفا ِت َع َل ٍم ِم َن الأَ ْع َلا ِم :ال ُّز َب ْي ُر ْب ُن َب َّكا ٍر ،ا ْب ُن َت ْي ِم َّي َة ،ا ْب ُن ال َق ِّي ِم، ال َّدانِ ُّي ،ال َغ َزالِ ُّي ،البِ َقا ِع ُّي ،ال ُّس ُي ْوطِ ُّي ،ال َّس َخا ِو ُّيُ ،م ََّل َقا ِريَ ،و َغ ْي ُر َها َكثِ ْي ٌر. َ .6ف َها ِر ُس ُم َؤ َّل َفا ِت َب َل ٍد َأ ْو َم ِد ْينَ ٍة ،مِ ْث ُل :ببليوجرافيا ال ِفلِ ْسطِ ْينِ ِّي ْينُ « ،م َؤ َّل َفا ِت َأ ْه ِل ال َق ِص ْي ِم» ــ َق ْي َد ال ِإ ْع َدا ِد ــ لِـْْلُ ْس َتا ِذَ :ع ْب ِد ال َّلـ ِه ْب ِن ُس َل ْي َما َن ا ْل َم ْر ُز ْو ِق. َ .7ف َها ِر ُس ُم َؤ َّل َفا ِت ُأ ْس َر ٍة ِم َن الأُ َسرَِ ،ه َذا َل َأ ْع َل ُم ُه مِ ْن َقبْ ُل َمنْ ُش ْو َر ااَ ،ل َأ ْع َل ُم ُأ ْس َر اة َوا ِح َد اةَ ،و َل َف ِخ َذ اا مِ ْن َأ ْف َخا ِذ ا ْل َق َبائِ ِل َأ ْخ َر َج ْت َدلِ ْي ََلا لِنِ َتا ِج َها ال ِع ْل ِم ِّي َو َن َش َر ْت ُه لِ ْلنَّا ِسَ ،فا َلأَ َّولِ َّي ُة ُهنَا لِ ْل َح َما َدى ،ــ َوللهِ ا ْل َح ْم ُد َوا ْل َف ْض ُل َوا ْل ِمنَّ ُة. هذا ،ومـن فوائد إخراج هذا العمل: .1ال َّت َع ُّب ُد للهِ بِا ْل ِّد َل َل ِة َع َلى ا ْل ِع ْل ِم. .2ا ْلبِ ُّر بِالأَ ْم َوا ِت مِ َن الآ َبا ِءَ ،والأَ ْج َدا ِد. ِ .3ص َل ُة الأَ ْر َحا ِمَ ،و َما َأ ْع َظ َم َها مِ ْن ِص َل ٍة َأ ْن ُينْ َش َر َدلِ ْي ٌل لِنِ َتا ِج الأَ ْج َداد، َوا ْلأَ ْع َمام َو َأ ْو َل ِد ِه ْم. َ .4ن ْش ُر = َت ْس ِو ْي ُق ا ْلنِّ َتا ِج ا ْل ِع ْل ِم ِّي. َ .5ت ْق ِو َي ُة َأ َوا ِص ِر ا ْل ُق ْر َبى َب ْي َن ا ْل َح َما َدى :ا ْل ُق ْر َبى ا ْلنَّ َسبِ َّي ِة َوا ْل ِع ْل ِم َّي ِةَ ،فا ْل ِع ْل ُم َر ِح ٌم َب ْي َن َأ ْهلِ ِه. .6إِ ْظ َها ُر ا ْل َّتنَ ُّو ِع ا ْل ِع ْل ِم ِّي َوا ْل َم ْع ِرفِ ِّي ِعنْ َد ا ْل َح َما َدى. َ .7ت ْح ِف ْي ُز ا ْلنَّا ِش َئ ِة مِ ْن َأ ْبنَائِنَا َو َبنَاتِنَا ،لِ ْل َع َم ِل ا ْل ِع ْل ِم ِّي ا ْل ُم ْث ِم ِر. 9
.8ا ْل ِّد َرا َسا ِت ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة َح ْو َل ا ْلنِّ َتا ِج. ُ .9د ُخ ْو ُل ُأ ْس َرتِنَا ا ْل َكبِ ْي َر ِة «ا ْل َح َما َدى» ِض ْم َن ا ْلأُ َس ِر ا ْل ِع ْل ِم َّي ِةَ ،و َت ْح ِف ْي ُز َها ِل ِإ ْن َشا ِء َم ْر َك ٍز ِع ْل ِم ٍّي بِا ْس ِم َها)1(. .10ا ْل ُم َسا َه َم ُة فِ ْي إِ ْب َرا ِز ُج ْز ٍء مِ ْن ا ْل َح َيا ِة ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة فِ ْي «ا ْل َم ْم َل َك ِة ا ْل َع َربِ َّي ِة ا ْل ُّس ُع ْو ِد َّي ِة». .11إِ ْب َرا ُز َش ْي ٍء مِ َن ا ْلنِّ َتا ِج ا ْل ِع ْل ِم ِّي لِ َمنْطِ َق ِة ا ْل َق ِص ْي ِمَ ،ف َي ْد ُخ ُل َه َذا « َدلِيْ ُل ا ْلنِّ َتا ُج »...فِ ْيُ « :م َؤ َّل َفا ِت َأ ْه ِل ا ْل َق ِص ْي ِم» لِ ْل َم ْر ُز ْو ِقَ ،و َم ْن َس َي ْك ُت ُب َع ْن ا ْل َح َيا ِة ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة فِ ْيُ :بـ َر ْي َد َةَ ،وا ْل ُب َك ْي ِر َّي َةَ ،وا ْل ِّش َّق ِةَ ،وا ْل ُب ْص َرَ ،وا ْل َب َدائِ َع، َوا ْل َخ ْب َرا َءَ ،و َغ ْي ِر َها. َ .12س َي ُك ْو ُن َه َذا ا ْل َّدلِ ْي ُل َبا ِع َثًا َق ِو َّيًا لِطِ َبا َع ِة َما َل ْم ُي ْط َب ْع تِ َجا ِر َّيًاَ ،أ ْو َن ْش ِر ِه تِ َقنِ َّيًاَ ،فا ْل َدلِ ْي ُل َت ْح ِر ْي ٌك لِ ُم َؤ َّل َفا ٍت َحبِ ْي َس ٍة ،ا ْل ُم ْس َت ِف ْي ُد ا ْلأَ َّو ُلَ :صا ِح ُب َها َم ْي َتًا َكا َنَ ،أ ْو َح َّيًا. َ .13ن ْش ُر َم َحا ِس ِن َو َمآثِ ِر ُأ ْس َرتِنَا ا ْل َكبِ ْي َر ِة «ا ْل َح َما َدى»َ ،فإِ َّن ا ْل َمآثِ َر ُت ْؤتِي ِث َما َر َها إ َذا َغا َد َر ِت ا ْل َخ َوا َّصَ ،و َت َدا َو َل َها َعا َّم ُة ا ْلنَّا ِسَ .قا َل ا ْب ُن ُق َت ْي َب َة (ت 276هـ) ( )1لي َمقا ٌل ب ُعنوان« :أ ْي َن َمراكِ ُز الأُ َس ِر ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة ؟!» ُن ِشر في «صحيفة الجزيرة» = «المجلة الثقافية» عدد ( )431بتاريخ ( /7جمادى الأولى1435 /هـ). 10
َ ع ْن َقبِ ْي َل ٍة َل ْي َس فِ ْي َها ُش َع َرا ُءَ ( :صا َر ْت َمآثِ ُر ُه ْم ِعنْ َد َخ َوا ِّص ا ْلنَّا ِس ُد ْو َن َعا َّمتِ ِه ْمَ ،وا ْل َّش َر ُف َوال ُّس ْؤ َد ُد َم َع َس َوا ِد ا ْلنَّا ِس َو َد ْه َمائِ ِه ْم))1(. َو َقا َل ا ْب ُن ُق َت ْي َب َة – َأ ْي َضًاَ ( :-و َكا َن ا ْل َقبِ ْي ُل مِ َن ا ْل َع َر ِب إِ َذا َن َش َأ فِ ْي ِه ْم ُغ ََلم َف َقا َل َش ْي َئًا مِ َن ا ْل ِّش ْع ِرَ ،أ ْو َر َج َز فِي ِح َدا ِء َب ِع ْي ٍرَ ،أ ْو َم َت َح بِ َد ْل ٍو؛ ُس َّر بِ ِه َق ْو ُم ُه، َوا ْس َت ْب َش َر ْت َع ِش ْي َر ُت ُهَ ،و َق َّد ُم ْو ُه َو َع َّظ ُم ْو ُهَ ،و َر َّش ُحو ُه لِ ْل ُمنَا َف َح ِة َعنْ ُه ْمَ ،وا ْل َّد ْف ِع َع ْن َأ ْع َرا ِض ِه ْمَ ،و َأ َتا ُه ا ْلأَ َقا ِر ُبَ ،وا ْل ُم َجا ِو ُر ْو َن))2(. َقا َل ا ْل ُم َظ َّف ُر ا ْل َع َل ِو ِّي (ت 656هـ) َ ( :و َل َق ْد َكا َن ْت ا ْل َع َر ُب َت ُع ُّد ال ِّش ْع َر َخطِ ْي َر ااَ ،و َت َرى ا ْل َّشا ِع َر َأمِ ْي َر ااَ ،فإِ َذا َن َب َغ فِ ْي ا ْل َقبِ ْي َل ِة َشا ِع ٌر ُهنِّـ َئ ْت بِ ِه، َو ُح ِس َد ْت مِ ْن َس َببِ ِه ،لِأَ َّن ُه ُينَافِ ُح َع ْن َأ ْن َسابِ َهاَ ،و ُي َكافِ ُح َو ُينَا ِض ُل َع ْن َأ ْح َسابِ َها))3(. َك َذلِ َك َكا َن ْت ا ْل َع ِش ْي َر ُة مِ َن ا ْل َع َر ِب َت ْف َخ ُر بِ ُص ُد ْو ِر َع َم ٍل مِ ْن َف ْر ٍد َوا ِح ٍد فِ ْي َهاَ ،و َتنْ ِس ُب ا ْل َم َأ َث َر َة إِ َل ْي َها ُك ِّل َهاَ ،و َت ْف َت ِخ ُر بِ ِه َو ُت َفا ِخ ُرَ « ،وا ْل َّش َر ُف َي ْح ُص ُل للشيء إِ َذا َح َص َل لِ َب ْع ِض ِه»(َ ،)4و« َش َر ُف ا ْل َقبِ ْي َل ِة بِ َش َر ِف َب ْع ِض َأ ْف َرا ِد َها»(َ ،)5قا َل (« )1فضل العرب والتنبيه على علومها» لبن قتيبة (ص.)153 : (« )2فضل العرب» (ص.)175 : (َ « )3ن ْضر ُة الإغ ِريض» (ص.)298 : ( )4قاله ابن حجر في «فتح الباري» (.)543 /6 (« )5التنوير شرح الجامع الصغير» للصنعاني (.)502/7 11
ال َجا ِح ُظ (ت 255هـ) ُ ...« :ت ْم َد ُح ا ْل َقبِ ْي َل ُة بِ ِف ْع ٍل َج ِم ْي ٍلَ ،وإِ ْن َل ْم َي ُك ْن َذلِ َك إِ َّل بِ َوا ِح ٍد مِنْ َها»َ ،قا َل ا ْب ُن َجرِ ْي ِر ا ْل َّط َب ِر ِّي (ت310هـ) : ( َوا ْل َع َر ُب َق ْد ُت ْخ ِر ُج ا ْل َخ َب َر إِ َذا ا ْف َت َخ َر ْت َم ْخ َر َج ا ْل َخ َب ِر َع ِن ا ْل َج َما َع ِةَ ،وإِ ْن َكا َن َما ا ْف َت َخ َر ْت بِ ِه مِ ْن فِ ْع ِل َوا ِح ٍد مِنْ ُه ْمَ ،ف َت ُق ْو ُلَ :ن ْح ُن ا ْلأَ ْج َوا ُد ا ْلكِ َرا ُم، َوإِ َّن َما ا ْل َج َوا ُد فِ ْي ِه ْم َوا ِح ٌد مِنْ ُه ْم َو َغ ْي ُر ا ْل ُمت َك ِّل ِم ا ْل َفا ِع ُل َذلِ َك))1(. َو َس َب ُب َذلِ َكَ :أ َّن َم َقام ا ْل ْفتِ َخا ِر َم َقام َت َك ُّث ٍرَ ،فا ْن َت َح َل ِت ا ْل َج َما َع ُة فِ ْع َل ا ْل َوا ِح ِد مِنْ ُه ْمَ ،و َن َس ُبو ُه إِ َل ْي ِه ْم؛ بِنَا اء َع َلى َأ َّن َش َر َف ُه َو َم َحا ِسنَ ُه َعائِ َد ٌة َع َلى َع ِش ْي َرتِ ِه َأ ْو َقبِ ْي َلتِ ِه)2(. َه َذا فِي ا ْل َّر ُج ِل ا ْل َوا ِح ِد ا َّل ِذي َق َّد َم َخ ْي َر اا ُي َش ِّر ُف َع ِش ْي َر َت ُهَ ،ف َما َبا ُل َك بِ َه ِذ ِه ا ْلأَ ْع َدا ِد ا ْل َغ ِف ْي َر ِة مِ ْن ال َح َما َدى ِر َجا َ ال َونِ َسا اءَ ،ق َّد ُم ْوا َه ِذ ِه ا ْل ُم َؤ َّل َفا ِت َوا ْل ُب ُح ْو َث فِ ْي َش َّتى ا ْل َم َجا َل ِت؟! َو َك ْي َف إِ َذا َأ َض ْف َت إِ َل ْي ِه ْم َغ ْي َر َه ْم مِ َّم ْن َع ِم َل َأ ْع َما َ ال ُم َش ِّر َف اة فِ ْي ُن ْص َر ِة ِد ْينِ ِهَ ،و َو َطنِ ِهَ ،و ُو َل ِة َأ ْم ِر ِهَ ،و ُه ْم َع َد ٌد َج ٌّم َغ ِف ْي ٌر؟! (« )1جامع البيان» لبن جرير ( .)270 /8وانظر ،)631/10( :و(.)534 /1 (« )2قواعد التفسير» للشيخ د .خالد السبت ( ،)315 /1وانظر« :الأساليب العربية الواردة في القرآن الكريم وأثرها في التفسير من خَلل جامع البيان للطبري» للشيخ :فواز الشاووش (ص 681ــ .)685 12
َوا ْع َل ْم َيا ْب َن ا ْل َع ِّم َ -أ َع َّز َك الل ُه بِ ِد ْينِ ِه َ -أ َّن َمآثِـ َر ا ْلآ َبا ِء َمآث ُر لِْْلَ ْبنَا ِء، َوا ْل َع ْك ُس َك َذلِ َكَ ،ف َت ِص ُّح نِ ْس َب ُة ُك ِّل َوا ِح ٍد مِنْ ُه َما لِلآ َخ ِرَ ،قا َل ا ْب ُن َجرِ ْيرِ ال َّط َبرِ ُّي (ت310هـ) َ ( :ي ْعنِي بِ َق ْولِ ِهَ { :و َأ ِّني َف َّض ْل ُت ُك ْم َع َلى ا ْل َعا َل ِمي َن} [البقرةَ ]47 :أ ّنِ ْي َف َّض ْل ُت َأ ْس ََل َف ُك ْمَ ،فنَ َس َب نِ َع َم ُه َع َلى آ َبا ِئ ِه ْم َو َأ ْس ََلفِ ِه ْم إِ َلى َأ َّن َها نِ َع ٌم مِنْ ُه َع َل ْي ِه ْم؛ إِ ْذ َكا َن ْت َمآثِ ُر ا ْلآ َبا ِء َمآ ِث َر لِْْ َلبنَا ِء، َوا ْلنِّ َع ُم ِعنْ َد ا ْلآ َبا ِء نِ َع َمًا ِعنْ َد ا ْلأَ ْبنَا ِء ،لِ َك ْو ِن ا ْلأَ ْبنَا ِء مِ َن ا ْلآبِا ِء))1(. َقا َل َع ِل ٌّي ا ْل ُج ْر َجانِ ٌّي (ت 392هـ) َ ( :ش َر ُف ا ْل َوالِ ِد ُج ْز ٌء مِ ْن مِ ْي َراثِ ِهُ ،منْـ َتـ ِق ٌل إِ َلى َو َل ِد ِه َكا ْنتِ َقا ِل َمالِ ِه؛ َفإِ ْن ُر ْو ِع َي َو ُح ِر َس؛ َث َب َت َوا ْز َدا َد، َوإِ ْن ُأ ْه ِم َل َو ُأ ِض ْي َع؛ َه َل َك َو َبا َد. َو َك َذلِ َك َش َر ُف ا ْل َو َل ِد َي ُع ُّم ا ْل َقبِ ْي َل َةَ ،ولِ ْل َوالِ ِد مِنْ ُه ا ْل ِق ْس ُم ا ْلأَ ْو َف ُر)2(.)... لِ َذاِ ،بإِ ْح َسانِ ُك ْم َأ ُّي َها ا ْل َح َما َدى َت ِز ْي ُد ْو َن آ َبا َء ُك ْم َو َأ ْج َدا َد ُك ْم َش َرفًاَ ،ك َما َأ َّن ُه ْم َزا ُد ْو ُك ْم َش َر َفًاَ ،قا َل ا ْل ُم ِح ُّب ا ْل َّط َب ِر ُّي (ت 694هـ) ( :إِ َّن َش َر َف (« )1جامع البيان» لبن جرير (.)629 /1 (« )2الوساطه بين المتنبي وخصومه» (ص ،)373 :وعنه :ابن رشيق في «العمدة» (.)827 /2 13
ا ْلأَ ْبنَا ِء َمنْ َق َب ٌة لِلآ َبا ِء َك َع ْك ِس ِهَ ،و َل ْم َتز ْل ا ْل َع َر ُب َت َت َم َّد ُح بِ َم َفا ِخ ِر آ َبائِ ِه ْمَ ،ف ََل َي ْب ُع ْد فِ ْي ا ْلأ ْبنَا ِء مِ ْث ُلهَ ،والل ُه َأ ْع َل ُم)1(. َقا َل ال َجا ِح ُظ (ت 255هـ) َ :ه ْل ا ْل َم ْج ُد إ َّل َك َر ُم ا ْلأَ ُر ْو َم ِة َوا ْل َح َس ِبَ ،و ُب ْع ُد ا ْل ِه َّم ِة و َك ْث َر ُة الأَ َد ِبَ ،وا ْل َّث َبا ُت َع َلى ا ْل َع ْه ِد إِ َذا َز َّل ْت ا ْلأَ ْق َدا ُمَ ،و َت ْو ِك ْي ُد ا ْل َع ْق ِد إِ َذا ا ْن َح َّل ْت َم َعاقِ ُد ا ْلكِ َرا ِمَ ،وإِ َّل ا ْل َّت َوا ُض ُع ِعنْ َد ُح ُد ْو ِث ا ْلنِّ ْع َم ِةَ ،وا ْحتِ َما ُل ُك ِّل ا ْل َع ْث َر ِةَ ،وا ْلنَّ َفا ُذ فِ ْي ا ْلكِ َتابَ ِةَ ،والْ ِإ ْش َرا ُف َع َلى ا ْل ِّصنَا َع ِة. َوا ْلكِ َتا ُب ُه َو ا ْل ُق ْط ُب ا ِّل ِذ ْي َع َل ْي ِه َم َدا ُر ِع ْل ِم َما فِ ْي ا ْل َعا َلم َوآ َدا ِب ا ْل ُم ُل ْو ِكَ ،و َت ْل ِخ ْي ُص ا ْلأَ ْل َفا ِظ َوا ْل َغ ْو ُص َع َلى ا ْل َم َعانِي ا ْل ِّس َدا ِد)2(.)..... َفا ْل َح َس ُب َح َس ُب ا ْلنَّ ْف ِسَ ،م َع ا ْل ْعتِ َدا ِد بِ َح َس ِب ا ْلآ َبا ِءَ ،وا ْحتِ َسابِ َها َك َما َس َب َق فِ ْي َق ْو ِل ا ْب ِن َج ِر ْي ِر ا ْل َّط َب ِر ِّيَ ،و َل َي ِص ُّح َت ْر ُك َأ َح ِد ا ْلأَ ْم َر ْي ِنَ ،قا َل ِع ُّز ا ْل ِّد ْي ِن ا ْلأَ ْز ِد ِّي ا ْل ُم َه َّلبِ ُّي (ت 644هـ) :ا ْل ْقتِ َصا ُر َع َلى َمآ ِث ِر ا ْل ُج ُد ْو ِد َو َأ ْف َعا ِل ا ْلآ َبا ِء مِ ْن َغ ْي ِر َأ ْن ُي َضا َف إِ َل ْي َها مِ ْن َأ ْف َعا ِل ا ْلنَّ ْف ِس؛ َن ْق ٌصَ ،و َت ْر ُك َ َمآ ِث ِر ا ْلآ َبا ِء مِ ْن َغ ْي ِر ا ْع َت َدا ٍد بِ َها؛ َج ْه ٌلَ ،وا ْل َج ْم ُع َب ْينَ ُه َما؛ َف ْض ٌل)3(.)... (« )1الرياض النضرة» (.)265 /1 (« )2المودة والخلطة» = رسائله (.)204 /4 (« )3المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي» (.)195 /5 14
بِ َما َس َب َقَ ،و َغ ْي ُر ُهُ ،ح َّق َلنَا نَ ْح ُن ال َح َما َدى َأ َّو َ الَ ...،وآ ُل َأبِ ْي َر َّبا ٍع َثانِ َيًا، َأ ْن َن ْف َر َح بِا ْلأَ ْح َسا ِب َوا ْل ُمنْ َج َزا ِتَ ،و َن َت َح َّد َث َعنْ َها ُك ِّل َها َحامِ ِد ْي َن ال َّلـ َه َ ،شا ِك ِر ْينَ ُه ُم ْثنِـ ْي َن َع َل ْي ِه بِ َما ُه َو َأ ْه ُل ُهُ ،م َص ِّل ْي َن َع َلى َنبِ ِّينَا ُم َح َّم ٍد َوآلِ ِه َو َص ْحبِ ِه. ُث َّم َشا ِك ِر ْي َن َصا ِح َب َه َذا ا ْلكِ َتا ِب د .ا ْل ُح ُم ْو ِد َّيَ ،و َما َس َب َقه َو َل ِح َق ُه مِ َن ا ْلأَ ْف َكا ِر َوا ْل ُم َخ َّط َطا ِت َوا ْلأَ ْع َما ِل ا ْل َّصا ِد َق ِة ا ْل َّصالِ َح ِة ،ا ْل ُم ْث ِم َر ِة َخ ْي َر اا لِ ْل َج ِم ْي ِعَ ،ج َزى الل ُه َخ ْي َر ا ْل َج َزا ِء َم ْن َق َّد َم لِ ْل َح َما َدى َخ ْي َر اا. َأ ُّي َها ال َح َما َدى ــ َأ ْس َع َد ُك ُم الل ُه فِ ْي ا ْل َّدا َر ْي ِن ــ َل َي ُظ ُّن َأ َح ٌد مِنْ ُك ْم َأ َّن َه َذا ا ْل َم ْو ُض ْو َع مِ ْن َبا ِب ا ْل َف ْخ ِر بِا ْلأَ ْح َسا ِب ،ا َّل ِذي َو َر َد ا ْلنَّ ْه ُي فِ ْي ِهَ ،ك َما فِ ْي َح ِد ْي ِث َأبِ ْي َمالِ ٍك ا ْلأَ ْش َع ِر ِّي َ أ َّن ا ْلنَّبِ َّي َ قا َلَ « :أ ْر َب ٌع فِ ْي ُأ َّمتِ ْي ِم ْن َأ ْم ِر ا ْل َجا ِه ِل َّي ِةََّ ،ل َي ْت ُر ُك ْو َن ُه َّن :ا ْل َف ْخ ُر فِ ْي ا ْلأَ ْح َسا ِبَ ،وا ْل َّط ْع ُن فِ ْي ا ْلأَ ْن َسا ِبَ ،واَّْل ْستِ ْس َقا ُء بِا ْلنُّ ُج ْو ِمَ ،وا ْلنِّ َيا َح ُة)1(.»... َه َذا ا ْل َّدلِ ْي ُل لِ ْلنِّ َتا ِج ا ْل ِع ْل ِم ِّيَ ،ما ُذكِ َر مِ ْن َبا ِب ا ْل َف ْخ ِر بِا ْلأَ ْح َسا ِب(َ ،)2ب ْل لِأَ ْه َدا ٍف َس َب َق ِذ ْك ُر َهاَ ،و َل ْو ُف ِر َض َأ َّن ُه مِ ْن َبا ِب ا ْل َف ْخ ِرَ ،ف ُه َو فِ ْي ا ْل َف ْخ ِر ( )1أخرجه مسلم في «صحيحه» رقم (.)934 ( )2قال القاضي عياض في «مشارق الأنوار» (( : )431 /1أصل الح َسب الأَفعال ال َح َسن ُة كأنها َمأ ُخو َذ ٌة من ال ِح َساب ،كأنه ُتح َس ُب ل ُه ِخ َصا ُله الك ِريمة. = 15
وح َس ُب الر ُجل آباؤه الكرام الذين ُت َع ُّد مناق ُبهم و ُت ْح َس ُب ِعند ال ُمفا َخ َرة. وال َح ْس ُب وال َح َس ُب :ال َع ُّد ). وفي «المصباح المنير» (( :)134/1الح َسب :الفعال له ولآبائه ،مأخوذ من ال ِحساب وهو ع ُّد المناقب؛ لأنهم كانوا إذا تفاخروا ح َسب ك ُّل واحد مناق َبه ومناق َب آبائه.)... قال المناوي في شرح الحديث كما في «فيض القدير» (( : )462 /1أي الشر ُف بالآباء ،والتعاظم ب َع ِّد م َناقِبهم ومآثرهم وفضائلهم؛ وذلك َج ْه ٌل ،فَل َف ْخ َر إل بالطاعة ول ِع َّز لأَ َح ٍد إل باللـه .والأح َسا ُب :جمع ح َس ٍب وهو :ما ي ُع ُّده المر ُء مِن الخصال َل ُه أو لآبائ ِه مِن نح ِو ش َجا َع ٍة و َف َصا َح ٍة). وقال الشيخ سليمان بن عبدالله :في «تيسير العزيز الحميد» (ص )389 :في شرح الحديث( :أي :التشرف بالآباء والتعاظم بع ِّد مناقبهم ومآثرهم وفضائلهم، وذلك جهل عظيم ،إذ ل ش َرف إل بالتقوى كما قال تعالىَ « :و َما َأ ْم َوا ُل ُك ْم َول َأ ْول ُد ُك ْم بِا َّلتِي ُت َق ِّر ُب ُك ْم ِع ْن َد َنا ُز ْل َفى إِ َّل َم ْن آ َم َن َو َع ِم َل َصالِ احا .»...وقال تعالى: «إِ َّن َأ ْك َر َم ُك ْم ِعنْ َد اللهِ َأ ْت َقا ُك ْم» .وروى أبو داود عن أبي هريرة مرفوعًا« :إ َّن الل َه قد أذهب عنكم ُع ِّبية الجاهلية وفخ َرها بالآباء مؤم ٌن ت ِقي ،أو فاج ٌر شقي ،النا ُس بنو آدم ،وآدم من ترابَ ،ل َي َد َع َّن رجا ٌل فخ َرهم بأقوام إنما ُهم َف ْح ٌم من َف ْح ِم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعَلن التي تدفع بأنفها النتن». والأحساب جمع ح َسب وهو ما َيع ُّده الإنسا ُن له ولآبائه من شجاعة وفصاحة ونحو ذلك). = 16
ا ْل َم ْح ُم ْو ِد بِا ْلنِّ َتا ِج ا ْل ِع ْل ِم ِّي ا ْل َّط ِّي ِب لِ ْل َح َما َدىَ ،ف ْخ َر اا َل ُي ْق َص ُد بِ ِه ا ْل َّت َك ُّب ُر َوا ْل ْستِ ْع ََل ِء َوا ْل ُّر ُك ْو ُن إِ َل ْي ِه ُد ْو َن ا ْل ِج ِّد َوا ْل ْهتِ َمام فِ ْي ا ْل ْز ِد َيا ِدَ ،وإِ َّن َما ا ْل ُم َرا ُد ا ْل َّت َح ُّد ُث بِنِ ْع َم ِة اللهِ َ ،وا ْل َف َر ُح بِ َف ْضلِ ِهَ ،وا ْل َّت َذكِ ْي ُر بِا ْل َخ ْي َرا ِت؛ لِ ْل ُم َحا َف َظ ِة َع َل ْي َهاَ ،وا ْل ْز ِد َيا ِد مِنْ َهاَ ،وا ْل ْستِ َفا َد ِة مِنْ َهاَ ،وا ْلنَّ ْف ِع بِ َهاَ ،و َن ْش ِر َها. َقا َل ا ْل ِّط ْيبِ ُّي (ت 743هـ) ( :ا ْل ُم َفا َخ َر ُة َن ْو َعا ْنَ :م ْذ ُم ْو َم ٌة َو َم ْح ُم ْو َد ٌةَ ،فا ْل َم ْذ ُم ْو ُم مِنْ َها َما َكا َن َع َل ْي ِه ا ْل َجا ِهلِ َّي ُة مِ َن ا ْل َف ْخ ِر بِا ْلآ َبا ِء َوا ْلأَ ْن َسا ِب؛ لِ ْل ُّس ْم َع ِة َوا ْل ِّر َيا ِء. َوا ْل َم ْح ُم ْو ُد مِنْ َها َما ُض َّم َم َع ا ْلنَّ َس ِب ا ْل َح َس ُب فِ ْي ا ْل ِّد ْي ِنَ ،ل ِر َيا اء ،بَ ْل إِ ْظ َها َر اا لِأَ ْن ُع ِم ِه َت َعا َلى َع َل ْي ِه))1(. َع َلى َأ َّن ا ْل َف ْخ َر َل ْي َس َم ْد َحًا فِ ْي ُك ِّل ُص َو ِر ِهَ ،ن َع ْم َذ َك َر ا ْب ُن ُر َش ْيق (ت 460هـ َت ْق ِر ْي َبًا) َأ َّن ا ْل َف ْخ َر ُه َو ا ْل َم ِد ْي ُح َن ْف ُس ُهَ ،لكِ ْن َث َّم َة َم ْن َخا َل َف َكا ْل َّرافِ ِع ِّي َو َذ َك َر َأ َّن َح ِق ْي َق َة ا ْل َف ْخ ِر َ ل ْي َس ْت َم ْد َحًا َك َما قِ ْي َلَ ،و َلكِنَّ َها َتا ِر ْي ٌخ، َو َس َوا ٌء فِ ْي َم ْعنَى ال َّتا ِر ْي ِخ َف ِض ْي َل ُة ا ْل َف ْر ِد َو َف ِض ْي َل ُة ا ْل َج َما َع ِة.... أفاد الشيخ ابن باز :في «شرح كتاب التوحيد» (ص )283 :أن المنهي إذا كان للترفع على الناس ،والتعاظم بين الناس. (« )1شرح المشكاة» ( ،)3145 /10وانظر« :المنهاج في شعب الإيمان» لل َحليمي ( ،)11 /3و«مسبوك الذهب» لمرعي الكرمي (ص.)52 -51 : 17
َو َع َلى َه َذا ا ْل َّت َأ ِو ْي ِل َن َرى ا ْل َف ْخ َر فِ ْط َر ٌة فِ ْي ا ْل َع َر ِبَ ،ف ََل َي َكا ُد ا ْل َّس ِّي ُد مِنْ ُه ْم َي َأتِ ْي َع َم ََلا إِ َّل َتنَا َو َل ُه َشا ِع ُر َقبِ ْي َلتِ ِه َو َف َخ َر بِ ِه؛ لِأَ َّن ُه لِ َسا ُن ا ْل َقبِ ْي َل ِة َو ُم َؤ ِّر ُخ َأ ْح َسابِ َهاَ ،وإِ َذا َف َخ َر َأ َح ُد ُه ْم بِ َف ِض ْي َل ٍة فِ ْي َن ْف ِس ِه َكا ْل َّش َجا َع ِة َأ ْو ا ْل َك َر ِم َأ ْو َغ ْي ِر ِه َماَ ،فإِ َّن َما َي ُك ْو ُن َذلِ َك فِ ْي َم ْع ِر ِض ا ْل َّت ْذ ِك ْي ِر بِ َه ِذ ِه ا ْل َف ِض ْي َل ِةَ ،وا ْستِ ْش َها ِد ال َّتا ِر ْي ِخ ا ْل َح ِّي َع َل ْي َهاَ ،أ ْو َي ُك ْو ُن َت ْوطِ ْينًَا لِنَ ْف ِس ِه َو َت ْح ِم ْي َسًا َل َها بِ َما ُي َه ِّي ُج مِ ْن كِ ْب ِر َيا ِئ َهاَ ،ك َما ُي َغنِّ ْي ا ْل ُّش َجا ُع فِ ْي ا ْل َح ْر ِبَ ،و َك َما ُينَ ِّب ُه َع ْن َن ْف ِس ِه ِعنْ َد ا ْل َّض ْر َب ِة ا ْل َقا ِض َي ِة َوا ْل َّط ْعنَ ِة ا ْلنَّافِ َذ ِة؛ َو َه َذا ُه َو َبا ُب ا ْل َح َما َس ِة))1(. َوا ْل َّص َوا ُب َ -والل ُه َأ ْع َل ُمَ -أ َّن ا ْل َف ْخ َر َل َي َأ ُخ ُذ ُح ْك َمًا َوا ِح َد اا َم ِد ْي َحًا َأ ْو َغ ْي َر ُهَ ،وإِ ِّن َما ُي ْح ُك ُم َع َل ْي ِه َح َس َب َبا ِعثِ ِه ،و ِس َيا ِق ِهَ ،وا ْل َق َرائِ ِن ا ْل ُم ْح َت َّف ِة بِا ْل َقا ِئ ِل َوا ْل َم ُق ْو ِل َوا ْل َحا ِل؛ َف ِمنْ ُهَ :ما ُه َو َم ْد ٌح َم ْح ُم ْو ٌدَ ،ومِنْ ُه َما ُه َو َم ْد ٌح َم ْذ ُم ْو ٌم، َومِنْ ُه َما ُه َو َع ْر ٌض َتا ِر ْي ِخ ٌّي ُم َج َّر ٌد ل ُي ْق َص ُد فِ ْي ِه ا ْل َم ِد ْي َحَ ،و ُر َّب َما َي َأتِ ْي ا ْل َف ْخ ُر َو ُي ْق َص ُد بِ ِه َأ َّو َل َما ُي ْق َص ُد ا ْل ِه َجا ُءَ ،ك َم ْن ُي َع ِّد ُد َم َفا ِخ َر َج َما َع ٍة فِ ْي َم ْع ِر ِض ا ْل َح ِد ْي ِث َع ْن َج َما َع ٍة ُأ ْخ َرى... َوا ْل َح ِد ْي ُث ُهنَا َع ْن نِ َتا ِج ال َح َما َدى ا ْل ِع ْل ِم ِّيَ ،جا َء لِ ْل ِّد َل َل ِة َوال ِإ ْر َشا ِد، َو َن ْش ِر ا ْل ِع ْل ِمَ ،و َت ْذكِ ْي ِر ا ْل َخ َل ِف مِ َن ا ْلأُ ْس َر ِة بِ ِف ْع ِل ا ْل َّس َل ِف مِنْ َهاَ ،و َع ْر ٍض لِ ْل َّتا ِر ْي ِخ؛ َخا َّص اة َأ َّن َث َّم َة كِ َتابًَا ُي َؤ َّلف َعنْ َهاَ -ك َما َس َب َق. (« )1العمدة» (« ،)824 /2تاريخ آداب العرب» (.)69 /3 18
َو َغالِ ُب َه ِذ ِه ا ْل َمآثِ ُر فِ ْي َه َذا ا ْلنِّت َـا ِج إِ َّن َما ِه َي لِ ْل ُم َعا ِص ِر ْي َنُ ،ت ْذ َك ُر َف ُت ْش َك ُر َ -ب ْع َد َح ْم ِد اللهِ َو ُش ْك ِر ِه ــَ ،ولِ ُت ْظ ِه َر ا ِّت َصا َل ا ْل َخ ْي ِر مِ َن ا ْلأَ ْس ََل ِف ا ْل َّصالِ ِح ْي َن، َوا ْل َف ْض ُل َأ َّو َ ال َوآ ِخ َر اا َو َظا ِه َر اا َو َباطِنًَا مِ َن اللهِ ا ْل َك ِر ْي ِم ا ْل َو َّهابَ ،ف َر ْح َم ُة اللهِ َو َم ْغ ِف َر ُت ُه َو َعافِ َي ُت ُه َع َلى ا ْل َج ِّد :ا ْل ُح َم ْي ِد ِّي ْب ِن َح َم ٍد َو َع ِقبِ ِه َأ ْج َم ِع ْي َن. َه َذاَ ،و َق ْد َر َّد ا ْل َّرا ِغ ُب ا ْلأَ ْص َب َهانِ ُّي (ت 502هـ) َ :ع َلى َم ْن َل َي َرى ا ْل ْعتِ َدا َد بِ َش َر ِف ا ْلآ َبا ِءَ ،و َذ َك َر َأ َّن « َك َر َم ا ْلأَ ْع َمام َوا ْلأَ ْخ َوا ِل َم ِخ ْي َل ٌة لِ َك َر ِم ا ْل َمر ِء َو َمظِنَّ ٌة َل ُهَ ،فا ْل َف ْر ُع َوإِ ْن َكا َن َق ْد َي ْف ُس ُد َأ ْح َيا َنًاَ ،ف َم ْع ُل ْو ٌم َأ َّن َأ ْص َل ُه ُي ْو ِر ُث ُه ا ْل َف ِض ْي َل َة َوا ْل َّر ِذ ْي َل َةَ ،فإِ َّن ُه َل َي ُك ْو ُن مِ َن ا ْلنَّ ْخ ِل ا ْل َحنْ َظ ُلَ ،و َل مِ َن ا ْل َحنْ َظ ِل ا ْلنَّ ْخ ُلَ ،ولِ َذلِ َك َقا َل ا ْل َّشا ِع ُر: َو َما َي ُك مِ ْن َخ ْي ٍر َأ َت ْو ُه َفإ َّن َما * َت َوا َر َث ُه آ َبا ُء آ َبا ِئ ِه ْم َق ْب ُل * َو ُت ْغ َر ُس إ َّل فِ ْي َمنَابِتِ َها النَّ ْخ ُل َو َه ْل ُينْبِ ُت ا ْل َخ ِّط َّي إ َّل َو ِش ْي ُج ُه َو ِق ْي َل: إِ َّن ا ْل َّس ِر َّي إِ َذا َس َرى َفبِنَ ْف ِس ِه * َوا ْب َن ا ْل َّس ِر ِّي إِ َذا َس َرى َو ُي َب ِّي ُن َذلِ َكَ :أ َّن ا ْلأَ ْخ ََل َق َن َتا ِئ ُج ا ْلأَ ْم ِز َ َأج ِْةسَ ،ر َاو ُهمِ َزما ُج ا ْلأَ ِب َكثِ ْي َر اا َما َي َت َأ َّدى إِ َلى ا ْل ْب ِنَ ،كا ْلأَ ْل َوا ِن َوا ْل َخ ْل ِق َوا ْل ُّص َو ِر.... ُث َّم َذ َك َر ا ْلأَ ْص َب َهانِ ُّي َأ َّن َع َلى ا ِلإ ْن َسا ِن َأ ْن َي ْس َعى ِل ْقتِ َبا ِس ا ْل ُع َلىَ ،و َأ ْن َل َي ْق َت ِص َر َع َلى َمآثِ ِر ا ْلآ َبا ِءَ ،و َأ َّن ا ْل َمآثِ َر ا ْل َمو ُر ْو َث ِة َقلِ ْي َل ُة ا ْل َغنَا ِءَ ،س ِر ْي َع ُة ا ْل َفنَا ِء، 19
َما َل ْم ُت َضا َّم َها َف ِض ْي َل ُة ا ْلنَّ ْف ِس ،لِأَ َّن َذلِ َك إِ َّن َما ُي ْح َم ُد لِ َكي ُي ْو َج َد ا ْل َف ْر ُع مِ ْث َل ُه؛ َو َم َتى َأ ْخ َل َف ا ْل َف ْر ُع َو َت َخ َّل َف؛ فِإِ َّن ُه ُي ْخبِ ُر بِ َأ َح ِد َشي َئ ْي ِن :إِ َّما بِ َت ْك ِذ ْي ِب َم ْن َي َّد ِعي ا ْل َّش َر َف لِ ُعنْ ُص ِر ِهَ ،وإ َّما بِ َت ْك ِذيبِ ِه فِ ْي ا ْنتِ َسابِ ِه إِ َلى َذلِ َك ا ْل ُعنْ ُص ِرَ ،و َما فِ ْي ِه َما َح ٌّظ لِ ُمخ َتا ٍر. َوا ْل َم ْح ُمو ُد َأ ْن َي ُك ْو َن ا ْلأَ ْص ُل فِ ْي ا ْل َف َضائِ ِل َرا ِس َخًاَ ،وا ْل َف ْر ُع ب ِه َشامِ َخًا، َك َما َقا َل ا ْل َّشا ِع ُر: َزا ُنوا َق ِدي َم ُه ُم بِ ُح ْس ِن َح ِديثِ ِه ُم * َو َكر ْي َم َأ ْخ ََل ٍق بِ ُح ْس ِن ِخ َصا ِل َو َم ْن َل ْم َي ْج َت ِم ْع َل ُه الأَ ْم َرا ُن؛ َفَْلَ ْن َي ُك ْو َن ا ْل َم ْر ُء َش ِر ْي َف ا ْلنَّ ْف ِس َدنِ َئ ا ْلأَ ْص ِلَ ،أ ْو َلى مِ ْن َأ ْن َي ُك ْو َن َدنِ َئ ا ْلنَّ ْف ِس َش ِر ْي َف ا ْلأَ ْص ِلَ ،ك َما قِ ْي َل: إِ َذا ا ْل ُغ ْص ُن َل ْم ُيث ِم ْر َوإ ْن َكا َن ُش ْع َب اة مِ َن ال ُمث َم َرا ِت ا ْع َت َّد ُه النَّا ُس فِ ْي ال َح َط ِب َف َما ا ْل َح َس ُب ال َم ْو ُرو ُث َل َد َّر َد ُّر ُه ب ُم َح َت َس ٍب إِ َّل بِآ َخ َر ُم َك َت َس ِب َو َم ْن كا َن ُعنْ ُص ُر ُه فِ ْي ا ْل َح ِقي َق ِة َسنِ َّيـًا َوفِي َن ْف ِس ِه َدنِ َّيـًا؛ َف َذل َك ُأتِ َي إ َّما مِ ْن إ ْه َمالِ ِه َن ْف َس ُه َو َس ْو َم َهاَ ،وإ َّما لِ َت َع ُّو ِد ِه َعا َدا ٍت َقبِ ْي َح اةَ ،و ُص ْح َب ِة َأ ْش َرا ٍرَ ،و َغ ْي ِر 20
َذلِ َك مِ َن ا ْل َع َوا ِر ِض ا ْل ُم ْف ِس َد ِة لِ ْل َعنا ِص ِر ا ْل َكر ْي َم ِة َف َل ْي َس َس َب ُب ا ْل َّر ِذ ْي َل ِة َش ْي َئًا َوا ِح َد اا))1(. ا ْل َح َس ُب ا َّل ِذي ُي ْح َم ُد بِ ِه الْ ِإ ْن َسا ُنَ :ما َت َح َّلى بِ ِه مِ ْن ِخ َصا ِل ا ْل َخ ْي ِر فِ ْي َن ْف ِس ِهَ ،ل َما َي ُع ُّد ُه مِ َن ا ْلأَ ْش َيا ِء ا ْل َخا ِر َج ِة َعنْ ُهَ ،)2(.و َم ْن َفا َت ُه َح َس ُب َن ْف ِس ِهَ ،ل ْم َينْ َف ْع ُه َح َس ُب َأبِ ْي ِه)3(. َقا َل َع ْب ُداللهِ ْب ُن ُم َعا ِو َي َة ْب ِن َع ْب ِداللهِ ْب ِن َج ْع َف ِر ْب ِن َأ ِب ْي َطالِ ٍب : َل ْسنَا َوإِ ْن َك ُر َم ْت َأ َوا ِئ ُلنَا َي ْو َمًا َع َلى ا ْلأَ ْح َسا ِب َن ِّتكِ ُل َن ْبنِي َك َما َكا َن ْت َأ َوا ِئ ُلنَا َت ْبنِي َو َن ْف َع ُل مِ ْث َل َما َف َع ُل ْوا()4 (« )1الذريعة الى مكارم الشريعة» للراغب الأصبهاني (ص ،)113 -112 :و«فيض القدير» لل ُمناوي (.)111 /4 (« )2الميسر في شرح المصابيح» للتوربشتي (ُ .)404/2ق ْل ُتَ :ه َذا ا َّل ِذي ُي ْح َم ُد َع َل ْي ِه الإنسان :ح َس ُب َنف ِس ِه ،أ َّما ال ْعتِ َدا ُد فبِ ِه أ َّو َ ال و َأ ْص ََلا ،وبِ َح َس ِب آ َبائِه أ ْي َضًا ــ كما َس َب َق ــ. ( )3قاله قِ ُّس بن ساع َدة« .ال ِعقد» لبن عبدربه ( ،)290/2ون ِسب إلى ميمون بن ميمون كما في «عيون الأخبار» (.)296 /1 وانظر للفائدة« :نقد الشعر» لقدامة (ص« ،)72 :العمدة» لبن رشيق (.)826 /2 (« )4الحيوان» (« ،)95 /7الكامل» للمبرد (« ،)211 /1العقد الفريد» (،)290 /2 «التذكرة الحمدونية» (.)67 /2 21
* َتضا َي َق َعنْ ُه َما ا ْب َتنَ ْت ُه ُج ُدو ُد ُه َقا َل ا ْل َّشا ِع ُر: * َدلِ ْي ََلا َع َلى َما َشا َد قِ ْدمًا َتلِ ْي ُد ُه ()1 إ َذا ا ْل َم ْر ُء َل ْم َي ْب ِن ا ْفتِ َخا َر اا لِن ْف ِس ِه َو َل َخ ْي َر فِ ْي َمن َل َي ُك ْو ُن َط ِر ْي ُف ُه َأ ُّي َها ال َح َما َدىَ ،أ ْن ُت ْم َح َما َدى َو ِر ْث ُت ْم « َغ َرائِ َز = َط َبائِ َع = ِج ْينَا ٍت» َط ِّي َب اة مِ ْن ُع ُر ْو ِق َأ ْج َدا ِد ُك ْمَ ،وا ْل ِع ْر ُق َد َّسا ٌسَ ،و َو ِر ْث ُت ْم مِ ْن آ َبائِ ُك ْم َم ِز ْي َد اا(َ ،)2و ِز ْد ُّت ْم َع َل ْي ِه َما َما َت َع َّل ْم ُت ُم ْو ُه َو َق َر َأ ُت ُم ْو ُه فِ ْي ُمنْ َز ِل ا ْل َو ْح َي ْي ِنَ ،وآ َثا ِر ا ْل َّس َل ِف ا ْل َّصالِ ِح ْي َنَ ،ف ََل ُت ْبطِ ُل ْوا َب ْع َض َأ ْح َسابِ ُك ْم ،بِا ْل َّت ْق ِص ْي ِر فِ ْي َجانِ ٍب مِ ْن َج َوانِ ِب ا ْل َخ ْي ِر َوال َّص ََل ِحَ ،و ُح ْس ِن ا ْل ُم َعا َش َر ِةَ ،و َج َما ِل ا ْل ُخ ُل ِقَ ،و َس ََل َم ِة ا ْل َّص ْد ِر، َولِ ْي ِن ا ْل َجانِ ِبَ ،و َك َر ِم ا ْل َق ْل ِب َوا ْل َي ِد َوا ْل ِّل َسا ِنَ ،فا ْل َّش َر ُف ُمَل ِز ٌم لِ ُح ْس ِن ا ْل ُخ ُل ِقَ ،قا َل ا ْب ُن ا ْل ُم َق َّف ِع (ت 142هـ) َ ( :ل َي ْط َم َع َّن ُذ ْو ا ْلكِ ْب ِر ْف ْي ُح ْس ِن ا ْل َّثنَا ِءَ ،و َل ا ْل ِخ ُّب فِ ْي َك ْثر ِة ا ْل َّص ِد ْي ِقَ ،و َل ا ْل َسي ُئ ا ْلأ َد ِب فِ ْي ا ْل َش َر ِف، (« )1محاضرات الأدباء» للراغب (.)705 /1 ( )2قال الع ََّلمة الغَل ِيينِي (ت 1364هـ) َ ( :وفِ ْي ا ْل ُج ْم َل ِةَ ،ف َت َأ ِث ْي ُر ا ْلأُ ْس َر ِة =ا ْل َعائِ َل ِة فِ ْي َط َبا ِئ ِع ا ْلنَّا ِشئِ ْي َن َو ُع ُق ْولِ ِه ْم َأ ْم ٌر َل ُينْ َك ُرَ ،ب ْل إِ َّن َط َبا ِئ َع ا ْلآ َبا ِء ُر َّب َما َتنْ َت ِق ُل إِ َلى َبنِ ْي ِه ْم بِ َط ِر ْي ِق الْ ِإ ْر ِثَ ،ح َّتى َذ َك ُر ْوا َأ َّن َب ْع َض َف ََل ِس َف ِة الأَمِ ْي ِر َكا ْن (أ ْولِي ِف ْي ِه ِو ْينْ ِد ْل ِه ْل ِم ْس) ُسئِ َل َع ْن َم ْب َدإِ َت ْربِ َي ِة ا ْل ِّط ْف ِل؟ َف َقا َلَ « :ت ْب َت ِد ُئ َت ْربِ َي ُة ا ْل ِّط ْف ِل َق ْب َل َأ ْن ُي ْو َل َد بِ ِم َئ ِة َسنَ ٍة»ُ .ي ِر ْي ُد بِ َذلِ َك: َأ َّن ا ْل َّت ْربِ َي َة ُت َرا ٌث َي ِر ُث ُه ا ْل َو َل ُد َع ْن آ َبائِ ِهَ « .)....أ ِر ْي ُج ال َّز َه ِر» (ص .)64 22
َو َل ا ْل َّش ِح ْي ُح فِ ْي ا ْل َم ْح َم َد ِةَ ،و َل ا ْل َح ِري ُص فِ ْي الْ ِإ ْخ َوا ِنَ )1(.)...و َع َل ْي ُك ْم بِا ْل َّت َوا ُض ِعَ ،فـ«ا ْل َّت َوا ُض ُع َأ َح ُد َم َصا ِي ِد ا ْل َّش َر ِف»َ ،وقِ ْي َلُ :س َّل ُم ا ْل َّش َر ِفَ )2(.و َكا َن ُي َقا ُل :ا ْس َما ِن ُم َت َضا َّدا ِن بِ َم ْعنَى َوا ِح ٍد :ا ْل َّت َوا ُض ُع َوا ْل َّش َر ُف)3(. َقا َل ا ْب ُن ِح َّبا َن (ت 354هـ) َ ( :فا ْل َوا ِج ُب َع َلى ا ْل َعا ِق ِل َأ ْن َي ْل َز َم إِ َقا َم َة ا ْل ُم ُر ْو َء ِة بِ َما َق ِد َر َع َل ْي ِه مِ ْن ا ْل ِخ َصا ِل ا ْل َم ْح ُم ْو َد ِةَ ،و َت ْر ِك ا ْل ِخ ََل ِل ا ْل َم ْذ ُم ْو َم ِةَ ،و َق ْد َن َب َغ ْت َنابِ َغ ٌة ا َّت َك ُل ْوا َع َلى آ َبائِ ِه ْمَ ،وا َّت َك ُل ْوا َع َلى َأ ْج َدا ِد ِه ْم فِ ْي ا ْل ِّذ ْك ِر َوا ْل ُمر ْو َءا ِتَ ،و َب ُع ُدوا َع ْن ا ْل ِق َيام بِإِ َقا َمتِ َها بِ َأ ْن ُف ِس ِه ْم. َو َل َق ْد َأ ْن َش َدنِ ْي َمنْ ُص ْو ُر ْب ُن ُم َح َّم ٍد فِ ْي َذ ِّم َم ْن َه َذا َن ْع ُت ُه: إِ َّن ا ْل ُم ُر ْو َء َة َل ْي َس ُي ْد ِر ُك َها ا ْم ُر ٌؤ َو ِر َث الم ُر ْو َء َة َع ْن َأ ٍب؛ َف َأ َضا َع َها َأ َم َر ْتـ ُه َن ْف ٌس ِبا ْل َّد َنـا َء ِة َوال َخ َنـا َو َن َه ْت ُه َع ْن َط َل ِب ا ْل ُع َلى؛ َف َأ َطا َع َها َفإ َذا َأ َصا َب ِم َن ا ْلأُ ُم ْو ِر َعظِي َم ًة َي ْبنِي ا ْل َكرِي َم ِب َها الم ُر ْو َء َة؛ بَا َع َها()4 (« )1الأدب الصغير» (ص.)53 : (ُ )2ن ِسب لمصعب بن الزبير في «البيان والتبيين» ( ،)308 /3وغالب المصادر نسبته لعروة بن الزبير« :عيون الأخبار» (« ،)266/1نثر الدر» (« ،)120 /3التذكرة الحمدونية» (« ،)98 /3لباب الآداب» (.)256 /1 (« )3عيون الأخبار» (.)266/1 (« )4روضة العقَلء ونزهة الفضَلء» (ص.)241 -240 : 23
َقا َل ا ْب ُن َح ْم ُد ْو َن (ت562هـ) َ ( :كانَ ْت ا ْل َع َر ُب فِ ْي َجا ِهلِ َّيتِ َها َوإِ ْس ََلمِ َها َت َّت ِق ْي ا ْل ِه َجا َء َأ َش َّد مِ ِن ا ِّت َقائِ َها ال ِّس ََل َحَ ،ح ْي ُث َكا َن ْت ُت َحامِ ْي َع ْن َأ ْح َسابِ َهاَ ،و َت ْر َغ ُب فِ ْي ا ْقتِنَا ِء ا ْل َم َحامِ ِد ا ْلبَا ِق ْي ِذ ْك ُر َها َع َلى َأ ْع َقابِ َهاَ .ولِ َذلِ َك َقا َل َر ُس ْو ُل الله لِ َح َّسا َن ْب ِن َثابِ ٍت َو َع ْب ِدالله بْ ِن َر َوا َح َة َو َغ ْي ِر ِه َما مِ َن ا ْل َّص َحا َب ِة َ -ي ْه ُج ْو َن ُم ْش ِركِي ُق َر ْي ٍش َ :-ل ُه َو َأ َش ُّد َع َل ْي ِه ْم مِ ْن َو ْق ِع ا ْلنَّ ْب ِل. َو َكا َن َأ َح ُد ُه ْم فِ ْي ا ْل َف ََل ِة ا ْل َق ْف ِر َل َأنِ ْي َس بِ َها َم َع ُه َو َل َق ِر ْي َنَ ،ي ْح ِم ْي َن ْف َس ُه َع ْن َكلِ َم ٍة ُي َعا ُب بِ َها َح َّتى َك َأ َّن ُه َي َت َع َّب ُد بِ َذلِ َك َم ْن َل َي ْخ َفى َع َل ْي ِه َخافِ َي ٌة)1(.)... َولِ ْل َّش ْو َكانِ ِّي (ت 1250هـ) َ ( :ك ََلم َج ِم ْي ٌل فِ ْي ا ْل َح ِد ْي ِث َع ْن ا ْل ْعتِ َدا ِد بِا ْلأَ ْح َسا ِبَ ،و ِذ ْك ِر َمآ ِثـ ِر ا ْلآ َبا ِءَ ،و َأ َّن ُه َل َي ُد ُّل َع َلى ا ْل َّت َع ُّص ِب َل ُه ْم، َو َت َل ِّقي َما ُن ِق ُل َعنْ ُه ْم بِا ْل َق ُبو ِل ُم ْط َل َقًاَ ،قا َلَ :ولِ َه َذا َت َرى َكثِ ْي َر اا مِنْ ُه ْم َي ْس َت ْكثِ ُر مِ ْنَ :قا َل َج ُّدناَ ،قا َل َوالِ ُد َناَ ،وا ْخ َتا َر َك َذاَ ،صنَ َع َك َذاَ ،ف َع َل َك َذا؛ َو َه َذا َل َش َّك َأ َّن ا ْلطِ َبا َع ا ْل َب َش ِر َّي ِة َت ِم ْي ُل إِ َل ْي ِهَ ،و َل ِس ّيَ َما َط َبائِ ُع ال َع َر ِب؛ َفإِ َّن ا ْل َف ْخ َر بِالأ َن َسا ِب َوال َّت َح ُّد َث ب َما َكا َن لِل َّس َل ِف مِ َن ا ْلأَ ْح َسا ِبَ ،ي ِج ُدو َن فِ ْي ِه مِ َن ا ْل َّل َّذ ِة َما َل َي ِج ُد ْو َن ُه فِ ْي َت َع ُّد ِد َمنَاقِ ِب َأ ْن ُف ِس ِه ْمَ ،و َيز َدا ُد َه َذا بِ ِز َيا َد ِة َش َر ِف ا ْلنَّ ْف ِس، َو َك َر ِم ا ْل ُعنْ ُص ِرَ ،و َن َبا َل ِة ا ْلآ َبا ِء؛ َو َلكِ ْن َل ْي َس مِ َن ا ْل َم ْح ُم ْو ِد َأ ْن َي ْب ُل َغ بِ َصا ِحبِ ِه إِ َلى ا ْل َّت َع ُّص ِب فِ ْي ا ْل ِّد ْي ِنَ ،و َتأ ِث ْي ِر ا ْل َباطِ ِل َع َلى ا ْل َح ِّق؛ َفإِ َّن ا ْل َّل َّذ َة ا َّلتِي َي ْط ُل ُب َها، (« )1التذكرة الحمدونية» (.)96 /5 24
َوا ْل َّش َر َف ا َّل ِذي ُي ِر ْي ُد ُه َق ْد َح َص َل َل ُه بِ َكو ِن َم ْن َس َل َف ُه َذلِ َك ا ْل َعالِ َمَ ،و َل َي ِض ْي ُر ُه َأ ْن َي ْت ُر َك ا ْل َّت َع ُّص َب َل ُهَ ،و َل َي ْم َح ْق َع َل ْي ِه َش َر َف ُهَ ،ب ْل ا ْل َّت َع ُّص ُب َم َع َك ْونِ ِه ُم ْف ِس َد اا لِ ْل َح ِّظ ا ْلأُ ْخ َر ِو ِّي؛ ُي ْف ِس ُد َع َل ْي ِه َأ ْي َضًا ا ْل َح َّظ ا ْل ُّدن َي ِو َّي؛ َفإ َّن ُه إِ َذا َت َع َّص َب لِ َس َل ِف ِه بِا ْل َباطِ ِلَ ،ف ََل ُب َّد َأ ْن َي ْع ِر َف ُك ُّل َم ْن َل ُه َف ْه ٌم َأنَّ ُه ُم َت َع ِّص ٌب؛ َوفِ ْي َذلِ َك َع َليه مِ ْن َه ْد ِم ا ْل ِّر ْف َع ِة ا َّلتِي ُي ِر ْي ُد َهاَ ،وا ْل َم ِز َّي ِة ا َّلتِي َي ْط ُل ُب َها َما ُه َو َأ ْع َظ ُم َع َل ْي ِه َو َأ َش ُّد مِ ْن ا ْل َفا ِئ َد ِة ا َّلتِي َي ْط ُل ُب َها بِ َك ْو ِن َل ُه َق ِر ْي ٌب َعالِ ٌمَ ،فإ َّن ُه َل َينْ َف ْع ُه َص ََل ُح َغ ْي ِر ِه َم َع َف َسا ِد َن ْف ِس ِه)1(.).... َأ ُّي َها ال َح َما َدى َ -ر َف َع الل ُه َق ْد َر ُك ْم ،-إِ َّن َما ُن َشا ِه ُد ُه مِ َن ا ْل َخ ْي َرا ِت ا ْل ِع ْل ِم َّي ِةَ ،وا ْل َع َملِ َّي ِةَ ،م َع ا ْلنَّ َس ِب َوا ْل َح َس ِب ا ْل َّط ِّي ِب َأ ْص ََلا َو َف ْر َعًاَ ،ل َي ْد ُع ْو َنا لِ ْل َف ْخ ِر َوا ْل َّت َكا ُس ِلَ ،ب ْل َع َل ْينَا َأ ْن َن ْس َعى فِ ْي ا ْل ِّز َيا َد ِة مِ َن ا ْل َخ ْي َرا ِت َوا ْل ُّت َقى، لِنَ ْف ِع َأ ْن ُف ِسنا َو ِر ْف َعتِ َها فِ ْي ا ْل ُّد ْن َيا َوا ْلآ ِخ َر ِةَ ،و َع َل ْينَا ا ْل َّت َوا ِصي َد ْو َمًا بِا ْلبُ ْع ِد َع ْن ُك ِّل َما ُي َك ِّد ُر َه ِذ ِه ا ْلنَّ َتائِ َج ا ْل َّط ِّي َب َة ا ْل ُم َت َوا َر َث َة ِح ِّس َّيًا َو َم ْعنَ ِو َّيًاَ ،قا َل َش ْي ُخ ا ْل ِإ ْس َلام ا ْب ُن َت ْي ِم َّي َة (ت 728هـ) َ ....( :فلِ َه َذا َكا َن َأ ْه ُل ا ْلأَ ْن َسا ِب ا ْل َفا ِض َل ِة ُي َظ ُّن بِ ِه ُم ا ْل َخ ْي َرَ ،و ُي ْك َر ُم ْو َن لِأَ ْج ِل َذلِ َكَ .فإِ َذا َت َح َّق َق مِ ْن َأ َح ِد ِه ْم ِخ ََل ُف َذلِ َكَ ،كا َن ْت ا ْل َح ِق ْي َق ُة ُم َق َّد َم اة َع َلى ا ْل َمظِنَّ ِةَ .و َأ َّما َما ِعنْ َد اللهِ َف ََل َي ْث ُب ُت َع َلى ال َم َظا ِّن َو َل َع َلى ال َّد َلئِ ِل ،إِ َّن َما َي ْث ُب ُت َع َلى َما َي ْع َل ُم ُه ُه َو مِ َن ا ْلأَ ْع َما ِل (« )1أدب الطلب ومنتهى الأدب» (ص.)59 : 25
ا ْل َّصالِ َح ِةَ ،ف ََل َي ْح َتا ُج إِ َلى َدلِ ْي ٍلَ ،و َل َي ْج َت ِز ُئ بِا ْل َمظِنَّ ِة؛ َفلِ َه َذا َكا َن َأ ْك َر ُم ا ْل َخ ْل ِق ِعنْ َد ُه َأ ْت َقا ُه ْم. َفإِ َذا ُق ِّد َر َت َما ُث ُل ا ْثنَ ْي ِن ِعنْ َد ُه فِ ْي ا ْل َّت ْق َوى؛ َت َما َث ََل فِ ْي ا ْل َّد َر َج ِةَ ،وإِ ْن َكا َن َأ ُب ْو َأ َح ِد ِه َما َأ ْو ا ْبنُه َأ ْف َض َل مِ ْن َأبِ ْي ا ْلآ َخ ِر َأ ْو ا ْبنِ ِهَ ،لكِ ْن إِ ْن َح َص َل َل ُه بِ َس َب ِب َن َسبِ ِه ِز َيا َد ٌة فِ ْي ا ْل َّت ْق َوى؛ َكا َن َأ ْف َض َل لِ ِز َيا َد ِة َت ْق َوا ُه)1(.)... َو َقا َل ُ ...( :ت ْح َم ُد ا ْلأ ْن َسا ُب ا ْل َفا ِض َل ُة؛ لِأنَّ َها َمظِنَّ ُة َع َم ِل ا ْل َخ ْي ِر؛ َف َأ َّما إِ َذا َظ َه َر ا ْل َع َم ُلَ ،فا ْل َج َزا ُء َع َل ْي ِهَ ،و َأ ْك َر ُم ا ْل َخ ْل ِق ِعنْ َد اللهِ َأ ْت َقا ُه ْم))2(. َأ ْب َنا َء َو َبنَا ِت ا ْلأَ ْع َما ِم ،ا ْع َل ُم ْوا َأ َّن ا ْل ِع ْل َم َأ ْش َر ُف ا ْلأَ ْح َسا ِبَ )3(،ف ْلنَ ْح ِر ْص َع َلي ِهَ ،و َنج َت ِه ْد فِ ْي ِهَ ،و ُن َر ِّبي َأ ْو َل َد َنا فِ ْي َسبِ ْيلِ ِهَ ،فا ْل ِع ْل ُم ِعـ ٌّزَ ،و« ُك ُّل ِعـ ٍّز َل ْم ُي َؤ ِّك ْد ُه ِع ْل ٌم؛ َّم َذ َّل ٌةَ ،و ُك ُّل ِع ْل ٍم َل ْم ُيؤ ِّك ْد ُه َع ْق ٌل؛ َم َض َّل ٌة»)4(. (« )1منهاج السنة النبوية» (.)216 /8 (« )2مجموع الفتاوى» (.)312 /4 (« )3عيون الأخبار» (« ،)121 /2التمثيل والمحاضرة» (ص« ،)166جامع بيان العلم» ( .)256 /1وفي «حلية الأولياء» لأبي ُنعيم ( :)214 /7قال مسعر بن كدام (ت 155هـ) « :ال ِع ْل ُم أ َش َر ُف الأح َسا ِب؛ َير َف ُع ال َخ ِسي َس في َن َسبِ ِه ،و َم ْن َق َع َد ب ِه َح َس ُب ُه؛ َن َه َض بِ ِه أ َد ُب ُه». (« )4الذخائر والأعَلق» لأبي الحسن الباهلي (ص.)96 : = 26
َقا َل َأ ُب ْو ا ْل َح َس ِن ا ْل َبا ِه ِل ِّي (ت 544هـ) ( :مِ ْن َك ََلم ا ْل ُع َل َما ِء: ا ْل ِع ْل ُم َأ ْن َف ُس ا ْلأَ ْع ََل ِقَ ،و َأ ْش َر ُف ا ْلأَ ْع َرا ِقَ ،و َأ ْك َر ُم ُمنْ َت َس ٍبَ ،و َأ ْن َف ُع لِ ُم ْق َتن ْي ِه مِ َن ا ْل ِف َّض ِة َوا ْل َّذ َه ِبَ ،فإ ّنَ ُه َما َيبِ ْي ُد ُه َما الْ ِإ ْن َفا ُقَ ،و َل َينْ َف َعا َك إِ َّل ِعنْ َد ا ْل ِف َرا ِق. َو َقا َل ا ْب ُن ا ْل ُم ْع َت ِّز :ا ْل ِع ْل ُم َج َما ٌل َل َي ْخ َفىَ ،و َن َس ٌب َل ُي ْج َفىَ ،وا ْل ِع ْل ُم َل َينْ ُق ُص َم َع ال ِإ ْب َذا ِلَ ،و َل ُي َفا ِر ُق َك فِ ْي َحا ٍل مِ َن ا ْلأَ ْح َوا ِل))1(. َومِ ْن َأ ْج َم ِل َم ْن َت َح َّد َث َع ْن َم َكا َن ِة ا ْل ِع ْل ِم فِ ْي َمنَا ِز ِل ا ْل َّش َر ِف ،عبدال َقا ِه ِر ال ُج ْر َجانِ ُّي (ت 471هـ) بِ َك ََلم َأ َّخا ٍذُ ،يثِ ْي ُر ا ْل ِه َّم َة لِنَ ْي ِل ا ْل ُّر َت ِب ا َل َعلِ َّي َة، ا ْق َر َأ َوا ْس َم ْع َو َت َد َّب ْر َق ْو َل ُه :إِ َذا َت َص َّف ْحنَا ا ْل َف َضا ِئ َل لِنَ ْع ِر َف َمنَا ِز َل َها فِ ْي ا ْل َّش َر ِفَ ،و َن َتبِ َّي َن َم َواقِ َع َها مِ َن ا ْل ِع َظ ِم؛ َو َن ْع َل َم َأ ٌّي َأ َح ٌّق مِنْ َها بِا ْل َّت َق ِد ْي ِمَ ،و َأ ْس َب ُق فِ ْي ا ْستِ ْي َجا ِب ا ْل َّت َّعظِ ْي ِم؛ َو َج ْد َنا ا ْل ِع ْل َم َأ ْو َل َها بِ َذلِ َكَ ،و َأ َّو ُل َها ُهنَالِ َك؛ إِ ْذ َل َش َر َف إِ َّل َو ُه َو ا ْل َّسبِ ْي ُل إِ َل ْي ِهَ ،و َل َخ ْي َر إِ َّل َو ُه َو ا ْل َّدلِ ْي ُل َع َل ْي ِهَ ،و َل َمنْ َق َب َة إِ َّل َو ُه َو ُذ ْر َو ُتها َو َسنَا ُم َهاَ ،و َل َم ْف َخ َر َة إِ َّل َوبِ ِه ِص َّح ُت َها َو َت َما ُم َهاَ ،و َل َح َسنَ َة إِ َّل َو ُه َو مِ ْف َتا ُح َها؛ َو َل َم ْح َم َد َة إِ َّل َومِنْ ُه َي َّت ِق ُد مِ ْص َبا ُح َهاَ ،و ُه َو ا ْل َوف ُّي إِ َذا َخا َن ُك ُّل وانظر للفائدة« :مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب» لمرعي الكرمي (ت 1033هـ). (« )1الذخائر والأعَلق» لأبي الحسن الباهلي (ص ،)103 :وانظر قول ابن المعتز في «زهر الآداب» لل ُح َصري (.)429 /2 27
َصا ِح ٍبَ ،وا ْل ِّث َق ُة إِ َذا َل ْم ُي ْو َث ْق بِنَا ِص ٍحَ ،ل ْو َل ُه َل َما َبا َن ال ِإ ْن َسا ُن مِ َن َسا ِئ ِر ا ْل َح َي َوا ِن إِ َّل بِ َت ْخطِ ْي ِط ُص ْو َرتِ ِهَ ،و َه ْي َئ ِة ِج ْس ِم ِه َوبِنْ َيتِهَ ،لَ ،و َل َو َج َد إِ َلى ا ْكتِ َسا ِب ا ْل َف ْض ِل َط ِر ْي َقًاَ ،و َل َو َج َد بِ َشي ٍء مِ َن ا ْل َم َحا ِس ِن َخلِ ْي َقًا. َذا َك لِأ َّنا َوإِ ْن ُكنَّا َل َن ِص ُل إِ َلى ا ْكتِ َسا ِب َف ِض ْي َل ٍة إِ َّل بِا ْل ِف ْع ِلَ ،و َكا َن َل َي ُك ْو ُن فِ ْع ٌل إِ َّل بِا ْل ُق ْد َر ِةَ ،فإِ ّنَا َل ْم َن َر فِ ْعَلا َزا َن َفا ِع َل ُه َو َأ ْو َج َب ا ْل َف ْض َل َل ُهَ ،ح َّتى َي ُك ْو َن َع ْن ا ْل ِع ْل ِم َص َد ُر ُهَ ،و َح َّتى َي َت َب َّي َن مِ ْي َس ُم ُه َع َلي ِه َو َأ َثـ ُر ُه؛ َو َل ْم َنـ َر ُق ْد َر اة َق ُّط َك َس َب ْت َصا َح َب َها َم ْج َد اا َو َأ َفا َد ْت ُه َح ْم َد ااُ ،د ْو َن َأ ْن َي ُك ْو َن ا ْل ِع ْل ُم َرائِ َد َها فِ ْي َما َت ْط ُل ُبَ ،و َقا ِئ َد َها َح ْي ُث َيؤ ُّم َو َي ْذ َه ُبَ ،و َي ُك ْو َن ا ْل ُم َص ِّر َف لِ ِعنَانِ َهاَ ،وا ْل ُم َق ِّل َب َل َها فِ ْي َم ْي َدانِ َها. َف ِه َي إِذ اا ُم ْف َت ِق َر ٌة فِ ْي َأ ْن َت ُك ْو َن َف ِض ْي َل اة إِ َل ْي ِهَ ،و ِع َيا ٌل فِ ْي ا ْستِ ْح َقا ِق َه َذا ا ْل ْس ِم َع َل ْي ِهَ ،وإِ َذا ِه َي َخ َل ْت مِ َن ا ْل ِع ْل ِم َأ ْو َأ َب ْت َأ ْن َت ْم َتثِ َل َأ ْم َر ُهَ ،و َت ْق َت ِفي َأ َث َر ُه َو َر ْس َم ُه؛ آ َل ْت َو َل َشي َء َأ ْح َش ُد لِ ْل َّذ ِّم َع َلى َصا ِحبِ َها مِنْ َهاَ ،و َل َش ْي َن َأ َش ْي ُن مِ ْن َأ ْع َمالِ ِه َل َها. َف َه َذا فِ ْي َف ْض ِل ا ْل ِع ْل ِم َل َت ْج ُد َعا ِق ََلا ُي َخالِ ُف َك َف ْي ِهَ ،و َل َت َرى َأح َد اا َي ْد َف ُع ُه َأ ْو َينْ ِف ْي ِه))1(. (« )1دلئل الإعجاز» (ص.)5 - 4 : 28
َقا َل الأَ ْح َن ُف ْب ُن َق ْي ٍس (ت 67هـ) َ ( :ل َي َزا ُل ا ْل َع َر ُب بِ َخ ْي ٍر َما َت َذاك ُر ْوا ا ْلأَ ْح َسا َب َو َأ ْح َي ْو َهاَ ،و َأ َخ ُذ ْوا بِ َصالِ ِح َما َكا َن َع َل ْي ِه َس َل ُف ُه ْم َو َأ ْغ َل ُظ ْوا َو َل ْم َي ُك ْو ُن ْوا َف ْو َضىَ ،و َت َعا َي ُر ْوا ا ْل َّد َنا َء َةَ ،و َأ َقا ُل ْوا ا ْلأَ ْح َيا َءَ ،و َأ ْع َف ْوا ا ْلأَ ْم َوا َتَ ،و َل ْم َي ُع ُّدوا ا ْل ِح ْل َم ُذ ال))1(. َقا َل ا ْل َح َس ُن ا ْل َب ْصرِ ُّي ِض ْم َن َن ِص ْي َحتِ ِه لِ ْل َخلِ ْي َف ِة ُع َم َر ْب ِن َع ْب ِدا ْل َع ِز ْي ِز َر ِح َم ُهما اللهَُ ....( :ع َل ْي َك بِ َذ ِوي ا ْلأَ ْح َسا ِبَ ،فإ َّن ُه ْم إِ ْن َل ْم َي َّتقوا ا ْس َت ْح َي ْوا، َوإِ ْن َل ْم َي ْس َت ْح َي ْوا َت َك َّر ُم ْوا). َع َّل َق َأ ُب ْو َح َّيا َن ا ْل َّت ْو ِح ْي ِد ُّي بِ َق ْولِ ِهَ :ص َد َق َواللهِ ا ْل َح َس ُن ــ َو َكا َن َص ُد ْو َقًا ــ َو َق ْد َر َأ ْي ُت َم ْن َت َو َّقى بِ َح َسبِ ِه َما َل ْم َي َتو َّق ُه ُذ ْو ا ْل َو َر ِع بِ َو َر ِع ِه)2(. ِق ْي َلَ :ل ِز ْينَ َة َأ َح َس ُن مِ ْن ِز ْينَ ِة ا ْل َح َس ِبَ ،و َل َح َس َب لِ َم ْن َل َأ َد َب َل ُهَ ،و َل َأ َد َب لِ َم ْن َل ُم ُر ْو َء َة َل ُهَ ،و َم ْن َكا َن مِ ْن َأ ْه ِل ا ْلأَ َد ِب مِ َّم ْن َل َح َس َب َل ُه؛ َب َل َغ بِ ِه َأ َد ُبه َم َراتِ َب َذ ِو ْي ا ْلأَ َح َسا ِب)3(. (« )1أنساب الأشراف» للبَلذري (.)320 /12 (« )2البصائر والذخائر» (« ،)26 /2محاضرات الأدباء» (« ،)695 /1ربيع الأبرار» (.)163 /5 (« )3المروءة» للمرزبان (ص« ،)59 :موضح أوهام الجمع والتفريق» (،)310 /2 وانظر« :روضة العقَلء» (ص.)232 : 29
أيها ال َح َما َدى ،إ َّن َهذا ا ْلكِ َتا َب ا ْل َط ِّي َب ا ْل َجامِ َع لِأَ َه ِّم ا ْلآ َثا ِر ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة لِأُ ْس َرتِنَا ا ْل َغالِ َي ِةَ ،س َي ْب ُل ُغ ا ْل َم َشا ِر َق َوا ْل َم َغا ِر َب ــ بِإِ ْذ ِن اللهِ َت َعا َلى ــَ ،ف َح ِر ُّي بِا ْلأُ ْس َر ِة «ال َح َما َدى» َأ ْن َت ْح َف َل بِ ِهَ ،و َت َش َّم ُه َش َّم ا ْل َو ْر ِدَ ،و َت ُض َّم ُه َض َّم ا ْل َو َل ِد، َخا َص اة َأ َّن ُه َملِ ٌئ بِ ُم ِس ْي ََل ِت ا ْل ُّل َعا ِب مِ َن ا ْل َعنَا ِو ْي ِن ا ْل َجا ِذ َب ِة ا ْل َفاتِنَ ِة مِ ْن ُك ِّل َف ِّن َو َبا ٍبَ ،و ُه َو َم ْف َخ َر ٌة لِ ْل َح َما َدى َأ ْح َيا اء َو َأ ْم َوا َتًا؛ لِأَ َّن ا ْلكِ َتا َب َي ْح ِم ُل ا ْس َم ُه ْم، َو َي ْج َع ُل َل ُه ْم مِ ْي َزا َنًا َومِ ْي َزانِ َّي اةَ ،وا ْل ُّس ْم َع ُة ا ْل َّط ِّي َب ُة َأ ْع َظ ُم َث َرا اءَ ،و َأ ْح َس ُن َأ َثـ َر اا. َأ ْكرِ ْم ِب ِذ ْي َأ َد ٍب َأ ْك ِر ْم ِب ِذي َح َس ٍب َفإِ َّن َما ا ْل َع ْز ُم فِي ا ْلأَ ْح َسا ِب َوالأَ َد ِب()1 ا ْل ِع ْل ُم ا ْل َّط ِّي ُب َح َيا ٌة َط ِّي َب ٌةَ ،ف ْل َي ْس َت ِم َّر َه َذا ا ْل َح َس ُب ا ْل َّط ِّي ُب لِأُ ْس َرتِنَا ا ْل ُم َبا َر َك ِةَ ،و ْل ُينُ َش ْر َما فِ ْي َه َذا ا ْلنِ َتا ِج ا ْل ُم َبا َر ِك فِ ْي ا ْلآ َفا ِق. ُد ْو َن َك ا ْلكِ َتا َب ،ا ْح ِم ْل ُه َع َلى ُه ْو ٍنَ ،وا ْق َرأ ُه ِم ْن َأ ْع َلى: َس ْل َعنْ ُهَ ،وا ْن ُط ْق بِ ِهَ ،وا ْن ُظ ْر إِ َل ْي ِه َت ِج ْد ِمـل َء ا ْل َم َسا ِمـ ِع َوالأَ ْفــ َوا ِه َوا ْل ُمـ َقـ ِل()2 (« )1روضة العقَلء ونزهة الفضَلء» (ص.)230 : ( )2قاله ابن ش َرف يمد ُح أبا الحسن عل َّي ب َن أبي ال َّرجاء الشي َباني في قصيدة جميلة. انظر« :الذخيرة» لبن بسام (« ،)383 /1ألف َباء لْلل َّباء» للبلوي ( )498 /1ــ وانظر تعليقه عليه ـــ« ،تحرير التحبير» لبن أبي الإصبع (ص.)427 : 30
َو َّف َق الل ُه ا ْل َج ِم ْي َعَ ،و َس َّد َد ا ْل ُخ َطىَ ،و َبا َر َك فِ ْي ا ْل ُج ُه ْو ِدَ ،و َي َّس َر َن ْش َر َه ِذ ِه ا ْل َّر َسائِ َل َوا ْل ُب ُح ْو َثَ ،و َن َف َع بِ ُأ ْس َرتِنَا ا ْل َكبِ ْي َر ِة آ ِل ا ْل ُح َم ْي ِد ِّي = ا ْل َح َما َدى. َو َص َّلى الل ُه َو َس َّل َم َو َبا َر َك َع َلى َنبِ ِّينَا ُم َح َّم ٍد َوآلِ ِه َو َص ْحبِ ِه َأ ْج َم ِع ْي َن. كتبـــه: ال َّس ْب ُت َ /14ش َّوا َل1441 /هـ 31
إن المعرفة بعلم الأنساب من الأمور المطلوبة ،والمعارف المهمة، لما يترتب عليها من التعارف بين الناس حتى ل يعتزي أحد إلى غير آبائه، ول ينتسب إلى سوى أجداده ،وليزداد علم الأبناء بسير آبائهم وأجدادهم، مما يزيد في انتمائهم لأسرهم ،ومن هنا فقد ازداد الهتمام بتاريخ الأُسر وسيرهم ،وأنسابهم يوم بعد يو اما ،خاصة في ظل التطورات التقنية والإنترنت التي شغلت الكثيرين ،خاصة من جيل الأبناء الذين انشغلوا بهذه التطورات المتَلحقة. لذلك ظهرت أهمية العناية بتدوين تاريخ الأسر وأنسابها وما يتعلق بها من إبراز الإنتاج العلمي والقصصي والتجاري والوثائقي ،وغيرها؛ لتكون أمام أعين الأبناء والأحفاد. هذا التوجه -والذي يحمل في داخله أصدق مَلمح الوفاء لْلسرة- دعاني إلى البدء في مشروع حصر هذا الإنتاج لأُ َسـرتنا الكبيرة (ال َح َما َدى)، وتوثيقه بأسلوب علمي ليكون سجَلا حصريًا عن هذه الأسر المتفرعة من أسرتنا الكبيرة ،يشتمل على جميع أوعية المعلومات المقروءة، والمسموعة ،والمرئية التي أنتجها أبناء وبنات العم من الحمادى ،وذلك من خَلل قائمة ببليوجرافيا شاملة وحصرية يسهل تحديثها بشكل دوري. 32
بدأ العمل بهذا المشروع في رمضان لعام 1441هـ حين أسس الدكتور إبراهيم بن عبدالله المديهش مجموعة تواصل لأُ َسـر ال َح َما َدى لأجل تأليف كتاب عن تلك الأُ َسر ،وكان من أبرز مقترحاته العمل على إعداد قائمة للمؤلفات ال َح َمادية ،حيث لقيت الفكرة استحسانًا وقبو ال ،لتتوالى من بعدها الإضافات لتمتد إلى أوعية معلومات ثرية جد اا كالمؤلفات، والرسائل الجامعية ،والتسجيَلت السمعية ،والبصرية ،والسَلسل، بجميع اللغات العربية ،وغيرها. والعمل في جمع وحصر وتوثيق الأعمال الفكرية ،والإنتاج العلمي لجميع ُأسر الحمادى التي يمتد تاريخها منذ عام 1045هـ ،وحتى الآن لم يكن بالعمل السهل ،وذلك لطول المدة الزمانية ،وتفرق بعض أبناء الأسر في البلدان داخل المملكة وخارجها. ومن ثم فقد ُقمت بجمع وحصر الإنتاج العلمي لأسر ال َح َما َدى من خَلل عدة مصادر مختلفة ،كان في مقدمتها (الببليوجرافيا الوطنية السعودية) التي أصدرتها مكتبة الملك فهد الوطنية ،والتي أفادت هذا العمل في التحقق من هذه الأعمال التي أنتجها أجدادنا ،وآباؤنا ،وإخواننا ،وأخواتنا على مر السنين ،وفي مختلف التخصصات العلمية الشرعية ،والأدبية ،والعلوم التطبيقية :كالطب ،والهندسة ،وغيرها من العلوم. 33
وقد ُقمت بالبحث المضني في الفهارس الرقمية في المكتبات السعودية الوطنية ،والعامة ،والخاصة ،حيث تواصلت مباشرة مع عدد كبير من أصحاب هذه الأعمال العلمية التي أنتجها وحفظها هؤلء المؤلفون لأنفسهم ،أو لآبائهم ،أو لأجدادهم في مكتباتهم الخاصة ،ومن ثم فقد بدأت في تنفيذ هذا العمل الببليوجرافي لإنشاء تسجيَلت ببليوجرافية توثق تاريخ ُأسر ال َح َما َدى توثي اقا علم ايا شامَلا. ومن أبرز ما واجهني في إعداد هذا المشروع ما لمسته من بعض الصعوبات في الحصول على المعلومات من بعض أصحابها ،إضافة إلى تشتت مؤلفات الحمادى ونقص البيانات الوصفية في كثير من المطبوعات وأوعية المعلومات الأخرى – وخاصة الأقدم منها. وبما أن هذا العمل متفرق في عدة أوعية ،وهو عمل أولي ل أعلم َم ْن سبقني إلى إخراج ببلوجرافيا أسرية ،فإن العمل الأولي ل يخلو من نقص، أو وهم؛ ُيكمل و ُيسدد في طبعات قادمة ،والأمل كبير في تفاعل الحمادى وأقاربهم مع هذه الببلوجرافيا بعد طباعتها ،وإمدادي بالزوائد والتصحيحات والقتراحات. ومع كل الجهد المبذول في تجميع المادة العلمية لهذا العمل التوثيقي ،فإنني أقدمه لجميع أسر الحمادى كبيرهم وصغيرهم ،الذين أطلب منهم التجاوز عن أي نقص أو خطأ يكون قد وقع سه اوا ،آمَلا في أن 34
تكون (ببليوجرافيا الحمادى) محل اهتمام ،ودراسة مستمرة من قبل جميع أعضاء الأسرة ،ولتستمر عمليات الجمع ،وتحديثها ،ونشر ما يستجد من إنتاجهم الذي ل ينضب بإذن الله تعالى. وأخي ًرا ،وليس آخ ارا ل يفوتني أن ُأقدم خالص الشكر والثناء لإخوتي الأفاضل (محمد وعبدالله وصالح) أبناء الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله ال ُح ُم ْو ِد ُّي َ ت َعا َلى ،على دعمهم لإتمام هذا العمل وإنجازه كما ُخطط له ،وذلك بتعهدهم وتحملهم تكاليف تصميم وطباعة هذه الببليوجرافيا ...فلهم مني أصدق الدعاء. والله الموفق،،، قسم علم المعلومات كلية الآداب جامعة الملك سعود الرياض 5شوال 1441هـ 35
ُتعد الببليوجرافيا أحد الأوعية الثقافية المهمة في مجال علم المكتبات ،فهي خدمة حيوية تهدف إلى التعريف بأوعية الإنتاج الفكري والموضوعات المتعددة التي تشملها ليسهل على الباحثين الحصول على هذه الأوعية والإفادة منها. ويذهب جمهور الفقهاء المتخصصين في علوم المكتبات أن (الببليوجرافيا) هي\" :علم إنتاج قوائم الإنتاج الفكري\" ،وهو يدور حول \"مراحل وإجراءات إعداد القوائم أي الببليوجرافيات\" ،و\"قواعد إدراج ووصف المفردات وتنظيمها داخل القوائم\" ،و\"المنتج النهائي نفسه ،أي القوائم المنشورة واتجاهاتها العددية والنوعية.)1(\"..... والببليوجرافيا تعني بمفاهيمها الحديثة الإعداد الفني للمواد والوصف المادي للكتب والمصادر الأخرى ،والنشر وتنظيم البيانات الببليوجرافية...الخ ،وقد اعتبر كل من (شوزر ومارشند) أنها\" :قائمة ))1شعبان عبد العزيز خليفة .الببليوجرافيا أو علم الكتاب :دراسة في أصول النظرية الببليوجرافية وتطبيقاتها (النظرية الخاصة)1997( .م).ط .1القاهرة .الدار المصرية اللبنانية( .ص.)13 : 36
للوثائق والكتب والخرائط والتسجيَلت الصوتية والمخطوطات والمصادر الأخرى ،وهي فن تقديم المعلومات عن الكتب والمصادر والطرائق المناسبة لتنظيمها في المكتبات أو خَلل الفهارس\". أما في الإنتاج الفكري العربي فقد أكدت الدلئل على ظهور الوراقين وانتشار مهنة الوراقة \"نسخ الكتب\" وارتباطها بالببليوجرافيا في العصر العباسي كما عرفها ابن خلدون في مقدمته بأ َّنها\" :مهنة ترتبط بنسخ الكتب وتصحيحها وتنقيحها وتنظيم معلوماتها وتجليدها وتوزيعها\" ،وقد تتطور هذا المفهوم فأصبح يعني\" :فن الكتابة عن الكتب\" ،وفي بدايات القرن العشرين تكرر مصطلح الببليوجرافيا وأصبح يسمى \"علم الفهرسة أو علم الببليوجرافيا\" ،وقد عرفت جمعية المكتبات الأمريكية American Library Association ALAالببليوجرافيا بأ َّنها\" :عملية تهدف إلى تجميع المصادر في قوائم وفقًا لتنظيم ونسق موحد يربط بين موادها التى تربطها عَلقات مشتركة\" ،فالببليوجرافيا أو \"الببليوغرافيا\" هي علم وفن يدرس ويرتبط بإعداد الوصف المادي لمصادر المعلومات والإنتاج الفكري والمواد بأشكالها في مجال معين ،أو في مجموعة مجالت كما يرتبط أيضًا بنسخها وإصدارها وتوزيعها وتقنين البيانات الوصفية لها ،على أن تشتمل 37
إعداد مداخل مرتبة إ َّما هجائيًا أو زمنيًا أو موضوعيًا أو بأي أساليب أخرى لسترجاعها(.)1 ويذكر (أحمد بدر) أن الببليوجرافيا هي\" :المجال الكامل لعلم الكتب في وجودها المادي ،أي تاريخها وأشكالها المتغيرة والمواد والطرق الداخلة في تكوينها ،وكذلك وصف الكتب وتسجيلها في قوائم\"(.)2 ويتضح من التعريف السابق أن الببليوجرافيات (الوراقيات) Bibliographiesأدلة منظمة للإنتاج الفكري الصادر محليًا ،أو إقليميًا، أو عالميًا في مجال ما ،أو في مجموعة مجالت وينبغي أن ترتبط بكل أشكال مصادر المعلومات دون استثناء (كتب – دوريات – مطبوعات رسمية -مواد سمعية وبصرية – ومصادر إلكترونية ...الخ)(.)3 ))1أحمد يوسف حافظ أحمد .الببليوجرافيا علم وفن .منتدى اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات .متاح على الرابط: https://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=15917 ))2أحمد بدر1998( .م) .مناهج البحث في علم المعلومات والمكتبات الرياض .دار المريخ للنشر .ص.141 : ))3أحمد يوسف حافظ أحمد .الببليوجرافيا علم وفن .منتدى اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات .متاح على الرابط: https://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=15917 38
إذن فيمكن تعريف (الببليوجرافيا) ببساطة على أ ّنها :قائمة من الأعمال الكتابية كالكتب التي تدور حول موضوع معين أو تتحدث عن كاتب معين ،وبالتالي توصف الببليوجرافيا على أ ّنها قائمة الأعمال المذكورة والتي استخدمها أو أنتجها شخ اصا ما ،بحيث تتضمن فقرة وصفية وتقييمية بشكل موجز ومختصر لكل عمل كتابي موجود ضمن هذه القائمة ،وعنوانه ،واسم الكاتب ودار النشر المسؤولة عنه ،و َسنة طباعة ونشر النسخ منه ،إذ ل يمكن الوصول إلى المصادر سواء التقليدية منها أو الإلكترونية دون العتماد على أدوات ،أو وسائل استرجاع فعالة تتضمن وص افا تنظيم ايا لهذه المصادر ،وهي توثق الإنتاج الفكري لسائر العلوم المنشور في الأشكال كافة ،وذلك من خَلل تنظيمه بطريقة تسهل الرجوع إلى محتوياتها. و(علم الببليوجرافيا) بعد ذلك هو :العلم الذي يهتم بدراسة دورة حياة المعلومات بد اأ من مصدرها (المؤلف) ،مرو ارا بالقناة المستخدمة (الوعاء) ،وانتها اء بالمستقبل (القارئ). وقد قدمت هذا العمل ليكون بمثابة ببليوجرافيا وصفية موضوعية، تتضمن تعري افا وصف ايا موضوعيًا للكتب المدرجة به وطبيعتها ،والتي تتعلق بأسر الحمادى منذ وجودها وحتى الآن. 39
أما عن الهدف الأسمى الذي دفع المؤلف إلى هذا العمل الببليوجرافي الشاق ،فهو تخليد ذكرى أعضاء أسر الحمادى من خَلل :إبراز النتاج العلمي والفكري لأبناء وبنات العم من أسرتنا الكبيرة ،ح ابا فيهم ،ووفاء، وصلة رحم شرعية ،ونش ارا لمآثر أسرتنا ،فالجهد كان محب ابا ،والوقت كان سعي ادا في البحث والتدقيق والتجميع والحصر والتوثيق لأعمالهم جمي اعا. 40
ُتعد ببليوجرافيا (أسر الحمادى) بمثابة سجل علمي مصنف يوثق الإنتاج العلمي لأسر ال َح َما َدى بجميع أنواع أوعية المعلومات المنشورة ورق ايا أو إلكترون ايا. ويحتوي هذا المجلد الأول من هذه الببليوجرافيا على قسمين: يتناول القسم الأول منهما على النتاج العلمي باللغة العربية ،أما القسم الثاني فيشتمل على ما كتبه أعضاء الأسر الخمس والعشرون بغير اللغة العربية. • الحدود الموضوعية :تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري العلمي لأسر ال َح َما َدى الذي نشر في فروع المعرفة كافة ،وبجميع الأشكال التي خرج بها المكتوبة ،والمسموعة ،والمرئية كالتسجيَلت التلفزيونية ،أو مقاطع الفيديو المسجلة والمنشورة ،أو غير ذلك. 41
• الحدود الجغرافية :تغطي الببليوجرافيا الإنتاج العلمي لأسر ال َح َما َدى ،سواء ما ُألف داخل المملكة العربية السعودية ونشر داخلها، أو ما ألفه الحماديون أو نشروه أو ما طبع على نفقتهم خارج المملكة. • الحدود الزمانية :يغطي هذا الجزء من الببليوجرافيا جميع ما أمكن حصره ورصده والوقوف عليه من الإنتاج العلمي لأسر الحمادى حتى شهر محرم 1442هـ2020/م. • الحدود اللغوية :يشتمل هذا العمل الببليوجرافي على الإنتاج العلمي المنشور باللغة العربية ،وكذا ما نشره أعضاء أسر ال َح َما َدى بجميع اللغات الأخرى غير العربية. اشتمل هذا الكتاب على حصر شامل يتضمن بيانات ببليوجرافية عن مصادر المعلومات المستقلة مثل :الكتب ،أو الرسائل الجامعية ،في التخصصات المختلفة ،وكذلك ،التسجيَلت الصوتية ،والتسجيَلت المرئية ،والملفات الإلكترونية وغير ذلك مما قام بتأليفه منسوبي (أسر ال َح َما َدى) ،ولم تقتصر الببليوجرافيا على نوع واحد من مصادر المعلومات التي قاموا بتأليفها مثل :الكتب ،بل قمت بتغطية جميع هذه الأنواع السابقة التي ساهموا بها في إثراء المكتبة العربية في جميع 42
المجالت والفنون العلمية ،والشرعية ،ولهذا ومع كثرة ما ألفه أفراد عائَلت ال َح َما َدى ،فكان لزا اما عل َّي أن أساعد القراء الكرام في الوصول إلى هذه المؤلفات بجميع الطرق الممكنة ،وباستخدام الأدوات الفنية التي تيسر الوصول إلى هذه المؤلفات ،ومن ألفها ،وموضوعاتها التي تضمنتها ،والأماكن التي وردت بها. ولذا فقد قمت بترتيب هذه الببليوجرافيا ترتي ابا علم ايا مصن افا للعناوين وف اقا لتصنيف ديوي العشري ،واتباع ترتيب أسماء المؤلفين وف اقا لقوائم الستناد الموحدة ،مع اتباع ما يلي لكل تسجيلة من تسجيَلت الببليوجرافيا: ترتبت أسماء المؤلفين بمداخل الأرقام الستنادية لأسر ال َح َما َدى وف اقا لما أوردته الببليوجرافيا الوطنية السعودية ،وهذه القائمة الستنادية تتضمن رق اما موح ادا لسم العائلة مضا افا إليه الحرف الأول من اسم العائلة ،فيكون على سبيل المثال 457( :ح) .وهو الرقم الخاص بأسرة (ال ُح ُم ْو ِد ُّي). ترتيب عناوين المؤلفات الواردة في كل تسجيلة وف اقا لأرقام (تصنيف ديوي العشري) ،بحيث اشتمل كل عنوان على رقم التصنيف المناسب لموضوع المؤلف وف اقا لديوي العشري ،سواء كان المؤلف مكتو ابا ،أو 43
صوت ايا ،أو مرئ ايا ،ليسهل بذلك الرجوع إلى هذه التسجيَلت وف اقا لأرقام التصنيف ،وجاءت أرقام التصنيف مرتبة ترتي ابا تصاعد ايا بحسب الموضوع من أول تسجيلة إلى نهاية التسجيَلت في الكتاب. في نهاية العمل ،قمت بإعداد كشافات هجائية نوعية لجميع ما ورد في الببليوجرافيا بالمداخل المختلفة ،حيث بدأت بإنشاء أدوات التحليل الموضوعى المناسبة التي تمثلت في هذه الكشافات المختلفة ،وقد اشتملت هذه الأدوات الفنية على: .1كشاف المؤلفين: وقد رتبه المؤلف هجائ ايا لجميع المؤلفين من ُأسر ال َح َما َدى (فقط)، مع إدراج رقم أو أرقام الصفحات التي ورد فيها اسم هذا المؤلف ،أو ذاك ،وذلك للتسهيل على القارئ في الوصول إلى ،وتتبع الأعمال الخاصة بمؤلف محدد من المؤلفين الذين وردت أسمائهم بالببليوجرافيا. كما تضمن كشاف المؤلفين جز اء خا اصا بالمؤلفين من ُأسر ال َح َما َدى الذين أنتجوا مؤلفاتهم باللغات الأجنبية ،لذا فقد أعد المؤلف كشا افا للمؤلفين باللغة الإنجليزية تضمن أسمائهم مرتبة هجائ ايا ويحتوي على رقم أو أرقام الصفحات التي وردت بالببليوجرافيا. 44
.2كشاف العناوين: وقد أعده المؤلف ليكون كأداة مهمة لسترجاع العناوين التي ألفها أحد أفراد ُأسر ال َح َما َدى في العلوم المختلفة ،والتي وردت في متن الببليوجرافيا ،وذلك ليكون مفتا احا للبحث عن أي عنوان ورد ذكره في تسجيَلت الببليوجرافيا. .3كشاف الموضوعات: قام المؤلف بإعداد كشاف موضوعي متكامل مرتب هجائ ايا على حروف المعجم ،اشتمل على أكثر من ( )1500رأس موضوع شملت تحدي ادا موضوع ايا للمفردات ،والعبارات الواردة في الكتاب بجميع أجزائه ،من مقدمات ،وتسجيَلت بليوجرافية ،بما تشمله هذه التسجيَلت من تبصرات ببليوجرافية أو مستخلصات وردت ضمن متون التسجيَلت لمؤلفات أسر ال َح َما َدى الواردة بالببليوجرافيا ،وهو ما يعد بمثابة قائمة برؤوس الموضوعات العربية التي وردت في متن الكتاب ،وفي هذا الكشاف يمكن أن يرد رأس الموضوع الواحد في الكشاف مرة واحدة أو عدة مرات ،حيث يمكن الرجوع إلى هذه الموضوع بأرقام الصفحات الواردة بالكتاب أمام كل موضوع على حدا. 45
.4كشاف الأماكن: حصر المؤلف جميع الأماكن الواردة في الكتاب في كشاف واحد مرت ابا هجائ ايا ،وذلك للتسهيل على المستفيدين في التعرف على الصفحات التي وردت فيها أسماء هذه الأماكن وتتبعها– داخل وخارج المملكة ،فهو حص ارا شامَلا لكل ما ورد من أماكن في الكتاب بغض النظر عن الموضوع الذي ورد فيه اسم المكان في المواضع المختلفة من متن الكتاب. .5كشاف قائمة استناد المؤلفين: أعد المؤلف قائمة استنادية موحدة لْلرقام التي وردت بالتسجيَلت أمام اسم كل مؤلف بالببليوجرافيا ،حيث تم تجميعها بأسماء العائَلت المختلفة وف اقا للترتيب الهجائي ،ومستن ادا إلى رقم العائلة ،وأمام كل لقب عائلي وردت أرقام الصفحات الخاصة به في الببليوجرافيا. 46
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409