Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore دليل المسلم الميسر - المؤلف : فهد بن سالم باهمام

دليل المسلم الميسر - المؤلف : فهد بن سالم باهمام

Published by Ismail Rao, 2021-03-19 07:28:23

Description: وقد حرصنا في هذا الكتاب أن نعرض لجميع مهمات الإسلام من تصورات واعتقادات وشرائع وأخلاقيات بأسلوب ميسر واضح المقصود، محدد الإجراءات والخطوات.مع عدد من الصور التي تزيد الإدراك والتأمل في المعاني، ليكون مرجعا ودليلا تعليميا مشوقا للمسلمين باختلاف تخصصاتهم.
وستجد بعون الله أن الكتاب بين يديك يحرص على استلهام الأسلوب القرآني في ذكر أحكام الدين وشرائعه، فلم يركز على ما يجب فعله أو تركه فقط، ولكنه فوق ذلك يعرج على روح تلك العبادات ومقاصدها وآثارها. ويجيب عن أسئلة غاية في الأهمية لتعلم الدين، لا سيما في هذا العصر سريع التغيرات، مثل: لماذا؟ كيف؟ وماذا علي إن تغيرت الأحوال؟

Search

Read the Text Version

‫‪ 100‬صلاة المسلم‬

‫صلاة المسلم‬ ‫‪3‬‬ ‫ال�ص�ل�اة ه��ي عم��ود الدي��ن و�صل��ة العب��د برب��ه وم��ولاه‪،‬‬ ‫ولذل��ك كان��ت أ�عظم العب��ادات و�أجلها �ش���أ ًنا‪ ،‬وقد �أمر الله‬ ‫الم�سل��م بالمحافظة عليها في كل أ�حواله في الح�ضر وال�سفر‬ ‫وال�صحة والمر�ض‪.‬‬ ‫�صفة ال�صلاة الأذان‬ ‫معنى ال�صلاة‬ ‫�صلاة الجمعة‬ ‫كيف أ��صلي؟‬ ‫منزلة ال�صلاة وف�ضلها‬ ‫ال�صلوات الخم�س المفرو�ضة �أركان ال�صلاة وواجباتها �صلاة الم�سافر‬ ‫�صلاة المري�ض‬ ‫�صلاة الجماعة‬ ‫مكان ال�صلاة‬

‫‪ 102‬صلاة المسلم‬ ‫الصلاة‬ ‫معنى الصلاة‬ ‫ومعنى ال�صلاة في الأ�صل‪ :‬الدعاء وهي �صلة العبد بربه وخالقه‪ ،‬ت�شتمل على أ��سمى معاني العبودية ولاالتجاء‬ ‫�إلى الله ولاا�ستعانــة بـــه‪ ،‬فيدعـــوه فيها ويناجيه ويذكره‪ ،‬فت�صفو نف�سه‪ ،‬ويتذكر حقيقته وحقيقة الدنيا التي يعي�ش‬ ‫فيها‪ ،‬وي�ست�شعر عظمة مولاه ورحمته به‪ ،‬وحينهــا توجهــه هــذه ال�صــلاة للا�ستقامة على �شـــرع الله والبعـــد عن‬ ‫الظلم والفح�ش والع�صيان‪ ،‬كما قال تعالى‪ } :‬إِ� َّن ال َّ�صلاَ َة‬ ‫َت ْن َهى َع ِن ا ْل َف ْح�َشا ِء َوا ْل ُم ْن َكر{ (العنكبوت‪.)45 :‬‬ ‫} ِ�إ َّن ال َّ�ص اَل َة َت ْن َهى َع ِن ا ْل َف ْح�َشا ِء َوا ْل ُم ْن َكر{‬ ‫منزلة الصلاة وفضلها‬ ‫ال�صلاة أ�عظم العبادات البدنية و أ�جلها �ش أ� ًنا‪ ،‬وهي‬ ‫عبادة �شاملة للقلب والعقل والل�سان‪ ،‬وتظهر �أهمية‬ ‫ال�صلاة في �أمور كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫لل�صلاة أ�على المنازل‪:‬‬ ‫‪ 1‬فهي الركن الثاني من �أركان ا إل�سلام‪ ،‬كما‬ ‫قال �صلى الله عليه و�سلم‪\":‬بني الإ�سلام على‬ ‫خم�س‪� :‬شهادة �أن لا �إله إ�لا الله و أ�ن محم ًدا‬ ‫ر�سول الله‪ ،‬و إ�قام ال�صلاة‪( \"...‬البخاري ‪ ،8‬م�سلم‬ ‫‪ ،)16‬وركن البناء هو ا أل�صل الذي يعتمد عليه‬ ‫ولا يقوم بدونه‪.‬‬ ‫‪ 2‬وهي الفارق بين الم�سلمين والكفار‪ ،‬كما‬ ‫قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪ \" :‬إ�ن بين الرجل‬ ‫وبين ال�شرك والكفر ترك ال�صلاة\" (م�سلم ‪.)82‬‬ ‫وقال‪\" :‬العهد الذي بيننا وبينهم ال�صلاة؛ فمن‬ ‫تركها فقد كفر\" (الترمذي ‪ ،2621‬الن�سائي ‪.)463‬‬

‫‪103‬‬ ‫‪ 3‬أ�مر الله عـز وجـل بالمحافظة عليها في كل‬ ‫الأحوال‪ ،‬في ال�سفر‪ ،‬والح�ضر‪ ،‬وال�سلم‪ ،‬والحرب‪ ،‬وفي‬ ‫حال ال�صحة والمر�ض‪ ،‬وت ؤ�دى بقدر لاا�ستطاعة‪ ،‬كما‬ ‫قال تعالى‪َ } :‬حا ِف ُظوا َع َلى ال َّ�ص َل َوات{ (البقرة‪،)238 :‬‬ ‫وو�صف عباده الم�ؤمنين بقوله‪َ } :‬وا َّل ِذي َن ُه ْم َع َلى‬ ‫َ�ص َل َوا ِت ِه ْم ُي َحا ِف ُظو َن{ (الم�ؤمنون‪.)9 :‬‬ ‫فضائل الصلاة‬ ‫ورد في ف�ضل ال�صلاة الكثير من ا ألدلة من الكتاب وال�سنة ومن ذلك‪:‬‬ ‫‪� 1‬أنه��ا تكفر الذن��وب‪ ،‬كما قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬ال�صلوات الخم�س والجمعة �إلى الجمعة‬ ‫كفارات لما بينهن ما لم ُت ْغ� َش الكبائر\" (م�سلم ‪ ،233‬الترمذي ‪.)214‬‬ ‫‪� 2‬أنها نور م�ضيء للم�سلم في حياته كلها تدعمه للخير وتبعده عن ال�شر‪ ،‬كما قال تعالى‪ِ�} :‬إ َّن ال َّ�صلاَ َة‬ ‫َت ْن َهى َع ِن ا ْل َف ْح�َشا ِء َوا ْل ُم ْن َكر{ (العنكبوت‪ ،)45 :‬وقال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬ال�صلاة نور\" (م�سلم ‪.)223‬‬ ‫‪� 3‬أنه��ا أ�ول م��ا يحا�سب عليه العبد يوم القيامة؛ ف إ�ن �صلحت و ُقبل��ت ُقبل �سائر العمل‪ ،‬و�إن ُر َّدت‬ ‫ردت بقي��ة ا ألعمال‪ ،‬كما قال �صلى الله علي��ه و�سلم‪�\":‬أول مايحا�سب عليه العبد يوم القيامة ال�صلاة‪،‬‬ ‫ف إ�ن �صلحت �صلح �سائر عمله و�إن ف�سدت ف�سد �سائر عمله \" (المعجم الأو�سط للطبراني ‪.)1859‬‬ ‫ال�صلاة أ�لذ لحظات الم ؤ�من حين يناجي ربه فيها‪ ،‬فيجــد الراحــة والطم أ�نينـة وا ألن�س بالله عز وجل‪:‬‬ ‫• وهي أ�عظم لذة للنبي �صلى الله عليه و�سلم كما قال‪\" :‬وجعلت قرة عيني في ال�صلاة\" (الن�سائي ‪.)3940‬‬ ‫• وكان يقول لم�ؤذنه الداعي إ�لى ال�صلاة بلال ر�ضي الله عنه‪ \" :‬أ�رحنا بها يا بلال\" (�أبو داود ‪.)4985‬‬ ‫• وكان النبي �صلى الله عليه و�سلم إ�ذا �أهمه أ�مر أ�و �شغله لج أ� �إلى ال�صلاة (�أبو داود‪.)1319 :‬‬

‫‪ 104‬صلاة المسلم‬ ‫شروط الصلاة‬ ‫‪ 1‬الطهارة من الحدث والنجا�سة‪ :‬وقد �سبق بيانها وتف�صيلها (�ص‪.)93‬‬ ‫‪� 2‬ستر العورة‪:‬‬ ‫في�شترط �ستر العورة بثوب لا يو�ضح تفا�صيل ا ألع�ضاء ب�سبب ق�صره أ�و �شفافيته‪.‬‬ ‫وعورة الرجل‪ :‬من ال�سرة إ�لى الركبة‪.‬‬ ‫وعورة المر�أة في ال�صلاة‪ :‬جميع بدنها إ�لا وجهها وكفيها‪.‬‬ ‫قال تعالى‪َ }:‬يا َب ِني �آ َد َم ُخ ُذوا ِزي َن َت ُك ْم ِع ْن َد ُك ِّل َم�ْس ِجد{ (ا ألعراف‪ ،)31:‬و�ستر العورة هو أ�قل قدر للزينة‪ ،‬ومعنى‬ ‫كل م�سجد‪ :‬أ�ي كل �صلاة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ا�ستقبال القبلة‪:‬‬ ‫قال تعالى‪َ } :‬و ِم ْن َح ْي ُث َخ َر ْج َت َف َو ِّل َو ْج َه َك �َش ْط َر ا ْل َم�ْس ِج ِد ا ْل َح َرا ِم{ (البقرة‪.)149 :‬‬ ‫• وقبلة الم�سلمين هي الكعبة الم�شرفة‬ ‫التي بناها أ�بو ا ألنبياء إ�براهيم عليه‬ ‫ال�سلام‪ ،‬وحج �إليها ا ألنبياء عليهم‬ ‫ال�سلام‪ ،‬ونحن نعلم أ�نها أ�حجار‬ ‫لا ت�ضر ولا تنفع‪ ،‬ولكن الله تعالى‬ ‫أ�مرنا بالتوجه �إليها في ال�صلاة‬ ‫ليتوحد الم�سلمون جمي ًعا �إلى جهة‬ ‫واحدة فنتعبد لله بهذا التوجه‪.‬‬ ‫} َو ِم ْن َح ْي ُث َخ َر ْج َت َف َو ِّل َو ْج َه َك �َش ْط َر ا ْل َم�ْس ِج ِد ا ْل َح َرا ِم{(البقرة‪.)149 :‬‬ ‫• الواجب على الم�سلم التوجه إ�لى‬ ‫الكعبة إ�ن كان يراها �أمامه‪� ،‬أما‬ ‫من كان بعي ًدا فيكفيه التوجه �إلى‬ ‫جهة مكة‪ ،‬ولاانحراف الي�سير في‬ ‫التوجه لا ي�ضر‪ ،‬كما قال النبي �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم‪\" :‬ما بين الم�شرق‬ ‫والمغرب قبلة\" (الترمذي‪.)342 :‬‬ ‫• ف�إن عجــز عن ا�ستقبالها لمـر�ض أ�و غيره �سقط الوجوب‪ ،‬كما ت�سقــط جميـع الواجبـات بالعجــز عنها‪ ،‬قال‬ ‫تعالــى‪َ  }:‬فا َّت ُقوا الل َه َما ا�ْس َت َط ْع ُت ْم{ (التغابن‪.)16 :‬‬

‫‪105‬‬ ‫‪ 4‬دخول وقت ال�صلاة‪:‬‬ ‫وهو �شرط ل�صحـة ال�صــلاة‪ ،‬ولا ت�صــح ال�صلاة قبل دخول وقتها‪ ،‬ويحرم ت أ�خيرها عن وقتها‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫} ِإ� َّن ال َّ�صلاَ َة َكا َن ْت َع َلى ا ْل ُم�ْؤ ِم ِني َن ِك َتا ًبا َم ْو ُقو ًتا{ (الن�ساء‪.)103 :‬‬ ‫وينبغي الت أ�كيد في دخول الوقت على �أمور‪:‬‬ ‫• الأف�ضل �أداء ال�صلاة في أ�ول وقتها‪.‬‬ ‫• يجب أ�داء ال�صلاة في وقتها‪ ،‬ويحرم ت أ�خيرها �إلا في الحالات التي يرخ�ص فيها في الجمع بين‬ ‫ال�صلاتين‪( .‬انظر �ص‪)106‬‬ ‫• من فاتته ال�صلاة ب�سبب نوم أ�و ن�سيان وجب عليه المبادرة �إلى ق�ضائها متى ما ذكرها‪.‬‬ ‫شروط الصلاة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الطهارة من الحدث‬ ‫والنجاسة‬ ‫ستر العورة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫دخول وقت الصلاة‬ ‫استقبال القبلة‬

‫‪ 106‬صلاة المسلم‬ ‫وجوب الصلاة‬ ‫تجب ال�صلاة على كل م�سلم عاقل بالغ غير الحائ�ض والنف�ساء فلا ت�صلي فترة حي�ضها أ�و نفا�سها‪ ،‬ولا تق�ضي بعد‬ ‫طهرها وانق�ضاء الدم عنها (انظر �ص‪.)96‬‬ ‫ويحكم بالبلوغ عند توفر أحد العلامات التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬بلوغ خم�س ع�شرة �سنة‪.‬‬ ‫‪� 2‬إنبات ال�شعر الخ�شن حول القبل �أو الدبر‪.‬‬ ‫‪� 3‬إنزال المني في المنام أ�و اليقظة‪.‬‬ ‫‪� 4‬أن تحي�ض المر�أة أ�و تحمل‪.‬‬ ‫الصلوات الخمس المفروضة وأوقاتها‬ ‫فر�ض الله على الم�سلم خم�س �صلوات في اليوم والليلة هي عمود دينه و�آكد الفرائ�ض عليه وجعل لها �أوقا ًتا ظاهرة‬ ‫كالتالي‪:‬‬ ‫�ص�ل�اة الفج��ر‪ :‬وهي ركعت��ان‪ ،‬ويبد�أ وقتها من طلوع الفج��ر وهو بداية النور في‬ ‫الأفق من جهة الم�شرق‪ ،‬وينتهي ب�شروق ال�شم�س‪.‬‬ ‫�ص�ل�اة الظهر‪ :‬وهي �أربع ركعات‪ ،‬ويبد�أ وقتها من زوال ال�شم�س ـ ميلان ال�شم�س‬ ‫إ�ل��ى جهة المغرب بعد تو�سطها في ال�سماء ـ ‪ ،‬وينتهي عندما ي�صير ظل كل �شيء‬ ‫م�ساو ًيا لطوله‪.‬‬ ‫�ص�ل�اة الع�ص��ر‪ :‬وهي �أربع ركعات‪ ،‬ويبد�أ وقتها من خ��روج وقت الظهر إ�ذا �صار‬ ‫ظل كل �شيء مثله‪ ،‬وينته��ي بغروب ال�شم�س‪ ،‬وينبغي للم�سلم تعجيل ال�صلاة قبل‬ ‫�أن ت�ضعف �أ�شعة ال�شم�س وي�صفر لونها‪.‬‬ ‫�ص�ل�اة المغ��رب‪ :‬وه��ي ثلاث ركعات‪ ،‬ويب��د أ� وقتها من غ��روب ال�شم�س واختفاء‬ ‫قر�صها في ا ألفق‪ ،‬وينتهي بمغيب ال�شفق ا ألحمر الذي يظهر بعد الغروب‪.‬‬ ‫�ص�ل�اة الع�ش��اء‪ :‬وهي أ�ربع ركعات‪ ،‬ويبد أ� وقتها من مغيب ال�شفق الأحمر‪ ،‬وينتهي‬ ‫بمنت�صف الليل‪ ،‬ويمكن �أدا ؤ�ها عند لاا�ضطرار �إلى طلوع الفجر‪.‬‬

‫‪107‬‬ ‫مكان الصلاة‬ ‫أ�مر ا إل�سلام ب أ�داء ال�صلاة‬ ‫مع الجماعة‪ ،‬ورغب في أ�ن يكون‬ ‫ذلك في الم�سجد؛ لتكون منتدى‬ ‫واجتما ًعا للم�سلمين‪ ،‬فتزداد‬ ‫�أوا�صر الأخوة والمحبة بينهم‪،‬‬ ‫وجعل ذلك أ�ف�ضل من �صلاة‬ ‫الرجل لوحده بدرجات كثيرة‪،‬‬ ‫كما قال �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫\"�صلاة الرجل في الجماعة‬ ‫تف�ضل عن �صلاة الفذ ب�سبع‬ ‫\"جعلت لي الأر�ض م�سج ًدا وطهورا‪ ،‬ف�أيما رجل من أ�متي �أدركته ال�لاصة فلي�ص ِّل\"‬ ‫وع�شرين درجة\" (البخاري ‪،619‬‬ ‫م�سلم‪� ،650‬أحمد ‪.)5921‬‬ ‫ولكن ال�صلاة ت�صح في كل الأماكن‪ ،‬وهذا من رحمة الله بنا‪ ،‬كما قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬وجعلت لي ا ألر�ض‬ ‫م�سج ًدا وطهو ًرا‪ ،‬ف�أيما رجل من �أمتي أ�دركته ال�صلاة فلي�ص ِّل\" (البخاري ‪ ،328‬م�سلم ‪.)521‬‬ ‫ضوابط مكان الصلاة‪:‬‬ ‫ا�شت��رط الإ�س�ل�ام لمكان ال�صلاة أ�ن تكون الأر�ض طاهرة‪ ،‬يقول الله تعالى‪َ } :‬و َع ِه ْد َن��ا ِ�إ َلى �إِ ْب َرا ِهي َم َو ِإ��ْس َما ِعي َل أَ� ْن‬ ‫َط ِّه�� َرا َب ْي ِت�� َي ِلل َّطا ِئ ِفي َن َوا ْل َعا ِك ِفي َن َوال ُّر َّك�� ِع ال�ُّس ُجود{ (البقرة‪ .)125 :‬والأ�صل هو الطه��ارة‪ ،‬والنجا�سة طارئة‪ ،‬فما لم‬ ‫تعلم بوجود النجا�سة فاحكم بالطهارة‪ ،‬وتجوز ال�صلاة على كل �سطح طاهر‪ ،‬ولا ينبغي التكلف في اتخاذ �سجادة أ�و‬ ‫قما�ش لا ي�صلي �إلا عليه‪.‬‬ ‫وهنـاك عــدد من ال�ضوابـط العامـة التي على الم�صلي مراعاتها‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪� 1‬أن لا ي�� ؤ�ذي النا���س في مكان �صلاته‪ ،‬كمن ي�صلي في الطرق الم�سلوكة والممرات وما ُي ْمن ُع الوقوف فيه‬ ‫مم��ا ي�سبب الإزعاج والزحام للنا�س‪ ،‬ور�سول الله �صلى الله عليه و�سلم ينهى عن ا إليذاء وال�ضرر فيقول‪\" :‬لا‬ ‫�ضرر ولا �ضرار\" (ابن ماجه ‪ ،2340‬أ�حمد ‪.)2865‬‬ ‫‪ 2‬أ�ن لا يكون فيه ما ي�شغل الم�صلي‪ ،‬كالت�صاوير أ�و ا أل�صوات العالية والمو�سيقى‪.‬‬ ‫‪ 3‬أ�ن لا يكون المكان مع ًدا �أ�صالة لمع�صية الله كالمراق�ص والملاهي الليلية فيكره ال�صلاة فيها‪.‬‬

‫‪ 108‬صلاة المسلم‬ ‫صفة الصلاة‬ ‫‪ 1‬النية‪:‬‬ ‫النية �شرط ل�صحة ال�صلاة‪ ،‬بمعنى أ�ن يق�صد بقلبه التعبد لله بال�صلاة وهو‬ ‫يعلم أ�نها �صلاة المغرب مثلاً �أو الع�شاء‪ ،‬ولا ي�شرع التلفظ بهذه النية بل الق�صد‬ ‫القلبي والذهني هو المطلوب‪ ،‬والتلفظ بذلك خط أ�؛ لأنه لم يرد عن النبي �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم ولا �صحابته الكرام‪.‬‬ ‫‪ 2‬يقوم واق ًفا �إلى ال�صلاة ويقول‪( :‬الله �أكبر) ويرفع يديه إ�لى قدر منكبيه �أو‬ ‫�أعلى‪ ،‬ما ًّدا �أ�صابعه جاعلاً بطن اليد جهة القبلة‪.‬‬ ‫ولا ي�صح التكبير �إلا بهذا اللفظ (الله �أكبر) ومعناه التعظيم والتمجيد لله‪ ،‬فالله‬ ‫أ�كبر من كل ما �سواه‪� ،‬أكبر من الدنيا بكل ما فيها من �شهوات وملذات‪ ،‬فلنر ِم كل ذلك‬ ‫المتاع جان ًبا ونقبل على الله الكبير المتعال في ال�صلاة بقلوبنا وعقولنا خا�شعين‪.‬‬ ‫‪ 3‬ي�ضع بعد التكبير يده اليمنى على الي�سرى‬ ‫على �صدره ويفعل ذلك دائ ًما في قيامه‪.‬‬ ‫‪ 4‬يقول دعـاء لاا�ستفتاح ا�ستحبا ًبا‪�(:‬سبحانك‬ ‫اللهم وبحمدك‪ ،‬وتبارك ا�سمك‪ ،‬وتعالى‬ ‫جدك‪ ،‬ولا �إله غيرك) ‪.‬‬ ‫‪ 5‬يقول‪�( :‬أعـوذ بالله من ال�شيطان الرجيم) وهذه هي‬ ‫لاا�ستعاذة‪ ،‬ومعناها‪� :‬ألتجئ و أ�عت�صـم بالله من �شـــر ال�شيطان‪.‬‬ ‫‪ 6‬يقول‪( :‬ب�سم الله الرحمن الرحيم)‪ ،‬ومعنى الب�سملة‪� :‬أبتدئ‬ ‫م�ستعي ًنا متبر ًكا با�سم الله‪.‬‬

‫‪109‬‬ ‫‪ 7‬يقر أ� �سورة الفاتحة‪ ،‬والفاتحة �أعظم �سورة في كتاب الله‪.‬‬ ‫• وقد امتن الله على ر�سوله ب�إنزالها فقال‪َ }:‬و َل َق ْد آ� َت ْي َنا َك �َس ْب ًعا ِم َن‬ ‫ا ْل َم َثا ِني َوا ْل ُق ْر آ� َن ا ْل َع ِظي َم{(الحجر‪ .)87 :‬وال�سبع المثاني هي الفاتحة‪،‬‬ ‫و�سميت بذلك لأنها �سبع �آيات يكررها النا�س عدة مرات يوم ًّيا‪.‬‬ ‫ • يجب على الم�سلم تعلمها؛ ألن قراءتها ركن في ال�صلاة لمن ي�صلي منفر ًدا‬ ‫�أو م أ�مو ًما في �صلاة لا يجهر الإمام فيها بالقراءة‪.‬‬ ‫‪ 8‬ي�شرع له بعد قراءة الفاتحة �أو لاا�ستماع �إليها في قراءة الإمام أ�ن‬ ‫يقول‪�(:‬آمين)‪ ،‬ومعناها‪ :‬اللهم ا�ستجب‪.‬‬ ‫‪ 9‬يقر�أ بعد الفاتحة في الركعتين الُأوليين �سورة �أخرى أ�و �آيات من �سورة‪ ،‬أ�ما‬ ‫الركعة الثالثة والرابعة فيقت�صر فيها على الفاتحة‪.‬‬ ‫• وقراءة الفاتحة وما بعدها تكون جه ًرا في �صلاة الفجر وفي الركعتين‬ ‫ا ألوليين من المغرب والع�شاء‪ ،‬وتكون �س ًرا في الظهر والع�صر‪.‬‬ ‫• أ�ما بقية أ�ذكار ال�صلاة فتقال �س ًرا‪.‬‬ ‫ماذا يفعل من لم يحفظ الفاتحة و أ�ذكار ال�صلاة؟‬ ‫• عليه أ�ن يجتهد في حفظ ا ألذكار الواجبة في ال�صلاة فهي لا ت�صح �إلا باللغة العربية وهي ‪:‬‬ ‫الفاتحة والتكبير‪ ،‬و�سبحان ربي العظيم‪ ،‬و�سمع الله لمن حمده‪ ،‬ربنا لك الحمد‪ ،‬و�سبحان ربي الأعلى‪،‬‬ ‫ربي اغفرلي‪ ،‬الت�شهد وال�صلاة على النبي‪ ،‬ال�سلام عليكم ورحمة الله‪.‬‬ ‫• يجب على الم�سلم في �صلواته قبل �أن يتم الحفظ أ�ن يكرر ما يعرفه من الت�سبيح والتحميد والتكبير‬ ‫في �أثناء ال�صلاة أ�و يعيد ا آلية التي يحفظها �أثناء القيام‪ ،‬كما قال تعالى‪َ } :‬فا َّت ُقوا الله َما ا�ْس َت َط ْع ُت ْم{‬ ‫(التغابن‪.)16 :‬‬ ‫• ينبغي له في هذه الفترة الحر�ص التام على ال�صلاة مع الجماعة لي�ضبط �صلاته و ألن الإمام يتحمل‬ ‫قد ًرا من تق�صير الم أ�موم‪.‬‬

‫‪ 110‬صلاة المسلم‬ ‫‪ 10‬ث ّم يكبر للركوع راف ًعا يديه إ�لى منكبيه �أو أ�على‪ ،‬جاعلاً بطن‬ ‫كفيه جهة القبلة كما فعل في التكبيرة الأولى‪.‬‬ ‫‪ 11‬يركع ب�أن يحني ظهره جهة القبلة‪ ،‬ويكون ظهره ور أ��سه م�ستو ًيا‪ ،‬وي�ضع‬ ‫يديه على ركبتيه‪ ،‬ويقول‪�( :‬سبحان ربي العظيم) وي�ستحب تكرار الت�سبيح‬ ‫ثلا ًثا‪ ،‬والواجب مرة واحدة فقط‪ ،‬والركوع مو�ضع تعظيم وتمجيد لله تعالى‪.‬‬ ‫معنى (�سبحان ربي العظيم)‪� :‬أي أ�نزه الله العظيم و�أقد�سه عن النقائ�ص‪ ،‬أ�قولها و أ�نا راكع‬ ‫منحن خا�ضع لله عز وجل‪.‬‬ ‫‪ 12‬يرفع من الركوع إ�لى و�ضع القيام وهو راف ٌع يديه حذو منكبيه وبطونهما إ�لى‬ ‫جهة القبلة كما �سبق قائلا‪�( :‬سمع الله لمن حمده) إ�ن كان إ�ماما �أو منفر ًدا‬ ‫ثم يقول الجميـــع‪( :‬ربنــا ولك الحمــد)‪ ،‬وي�ستحــب له �أن يزيــد فيقــول بعدها‪...( :‬حم ًدا‬ ‫كثي ًرا طي ًبا مبار ًكا فيه‪ ،‬مل َء ال�سماء وملء الأر�ض وملء ما �شئت من �شيء بعد)‪.‬‬ ‫‪ 13‬يخر بعد ذلك على الأر�ض مكب ًرا و�ساج ًدا على �أع�ضائه ال�سبعة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫الجبهة مع الأنف‪ ،‬واليدان‪ ،‬والركبتان‪ ،‬والقدمان‪ ،‬وي�ستحب له أ�ن يباعد اليدين عن‬ ‫الجنبين‪ ،‬ويباعد البطن عن الفخذين‪ ،‬ويباعد الفخذين عن الرجلين في �سجوده‪،‬‬ ‫ويرفع �ساعديه عن الأر�ض‪.‬‬ ‫‪ 14‬ويقول في �سجوده‪�( :‬سبحان ربي ا ألعلى) مرة واحدة على الوجوب‪ ،‬وي�ستحب‬ ‫تكرارها ثلا ًثا‪.‬‬ ‫ومعنى (�سبحان ربي ا ألعلى)‪ُ :‬أ�ق ِّد�س الله ا ألعلى في عظمته وقدره والأعلى فوق �سماواته‬ ‫عن جميع النقائ�ص والعيوب‪ ،‬وفيها تنبيه لل�ساجد الملا�صق للأر�ض خ�ضو ًعا وذ ًال‪ ،‬ليتذكر‬ ‫الفارق بينه وبين خالقه الأعلى فيخبت لربه ويخ�ضع لمولاه‪.‬‬ ‫وال�سجود من �أعظم مواطن الدعاء لله عز وجل‪ ،‬فيدعو‬ ‫الم�سلم فيه بعد الذكر الواجب بما أ�راد من خيري‬ ‫الدنيا وا آلخرة‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫\"�أقرب ما يكون العبد من ربه وهو �ساجد‪،‬‬ ‫ف�أكثروا الدعاء\" (م�سلم ‪.)482‬‬

‫‪111‬‬ ‫‪ 15‬ث ّم يقول‪( :‬الله أ�كبر)‪ ،‬ويجل�س بين ال�سجدتين‪ ،‬وي�ستحب له �أن يجل�س‬ ‫على رجله الي�سرى وين�صب اليمنى‪ ،‬وي�ضع يديه على مقدمة فخذيه مما‬ ‫يلي الركبتين‪.‬‬ ‫• وجميع جل�سات ال�صلاة ي�ستحب فيها هذه الطريقة في الجلو�س‪� ،‬إلا في‬ ‫الت�شهد الأخير في�ستحب له أ�ن ين�صب اليمنى كذلك ولكنه يخرج الي�سرى‬ ‫من تحتها ومقعدته على ا ألر�ض‪.‬‬ ‫‪ 16‬يقول في جلو�سه بين ال�سجدتين‪( :‬ربي اغفر لي) وي�ستحب‬ ‫تكرارها ثلا ًثا‪.‬‬ ‫‪ 17‬ث ّم ي�سجد مرة ثانية ك�سجوده ا ألول‪.‬‬ ‫‪ 18‬ثم ينه�ض من ال�سجود الثاني �إلى و�ضع القيام قائلاً (الله �أكبر)‪.‬‬ ‫‪ 19‬وي�صلي الركعة الثانية كالأولى تما ًما‪.‬‬ ‫‪ 20‬بعد �سجوده الثاني في الركعة الثانية يجل�س للت�شهد ا ألول ويقول‪( :‬التحيات‬ ‫لله وال�صلوات والطيبات‪ ،‬ال�سلام عليك �أيها النبي ورحمة الله وبركاته‪ ،‬ال�سلام‬ ‫علينا وعلى عباد الله ال�صالحين‪ ،‬أ��شهد �أن لا �إله إ�لا الله‪ ،‬و�أ�شهد أ�ن محمدا‬ ‫عبده ور�سوله)‪.‬‬ ‫‪ 21‬ث ّم يقوم لبقية �صلاته إ�ن كانت ال�صلاة ثلا ًثا �أو �أربع ركعات‪ ،‬إ�لا �أنه يقت�صر‬ ‫في قراءته في الركعة الثالثة والرابعة على الفاتحة فقط‪.‬‬ ‫ • �أما �إن كانت ال�صلاة ركعتين كالفجر ف إ�نه ي�أتي بالت�شهد ا ألخير كما �سي أ�تي‪.‬‬

‫‪ 112‬صلاة المسلم‬ ‫‪ 22‬ث ّم في الركعة الأخيرة بعد ال�سجود الثاني يجل�س للت�شهد ا ألخير‪،‬‬ ‫و�صفته كالت�شهد الأول مع زيادة ال�صلاة على النبي بال�صفة التالية‪:‬‬ ‫(اللهم �ص ّل على محمد وعلى �آل محمد كما �صليت على �إبراهيم وعلى‬ ‫�آل إ�براهيم إ�نك حميد مجيد‪ ،‬وبارك على محمد وعلى آ�ل محمد كما‬ ‫باركت على إ�براهيم وعلى �آل إ�براهيم إ�نك حميد مجيد)‪.‬‬ ‫ • وي�ستحب له �أن يقول بعد ذلك‪�( :‬أعوذ بالله من عذاب جهنم‪ ،‬ومن‬ ‫عذاب القبر‪ ،‬ومن فتنة المحيا والممات‪ ،‬ومن فتنة الم�سيح الدجال)‬ ‫و أ�ن يدعو بما أ�حب‪.‬‬ ‫‪ 23‬ث ّم يلتفت إ�لى جهة اليمين قائلاً ‪( :‬ال�سلام عليكم ورحمة الله) ثم‬ ‫إ�لى جهة ال�شمال مثلها‪.‬‬ ‫وبالت�سليم يكون الم�سلم قد انتهــى من �صلاتــه كما قــال �صلى الله عليه‬ ‫و�سلم‪\" :‬تحريمهــا التكبيــر وتحليلها الت�سليم\" (�أبو داود‪ ، 61 :‬الترمذي‪ )3 :‬أ�ي‪ :‬أ�ن ال�صلاة‬ ‫يدخل فيها بالتكبيرة الأولى ويخرج منها بالت�سليم‪.‬‬ ‫‪ 24‬ي�ستحب بعد ال�سلام من �صلاة الفري�ضة أ�ن يقول‪:‬‬ ‫‪ ( 1‬أ��ستغفر الله) ثلاث مرات‪.‬‬ ‫‪ 2‬ويقول‪( :‬اللهم أ�نت ال�سلام ومنك ال�سلام تباركت يا ذا الجلال‬ ‫وا إلكرام)‪( ،‬اللهم لا مانع لما أ�عطيت ولا معطي لما منعت‪ ،‬ولا ينفع‬ ‫ذا الجد منك الجد)‪.‬‬ ‫‪ 3‬ثم يقول (�سبحان الله) يكررها ‪ 33‬مرة و(الحمد لله) ‪33‬‬ ‫مرة و (الله �أكبر) ‪ 33‬مرة ويكمل المائة بقول‪( :‬لا �إله‬ ‫�إلا الله وحده لا �شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو‬ ‫على كل �شيء قدير)‪.‬‬

‫ومعنى سورة الفاتحة كالتالي‪:‬‬ ‫ •}ا ْل َح ْم�� ُد هلِ ِ َر ِّب ا ْل َعا َل ِمي�� َن{‪� :‬أُثن��ي عل��ى الله بجمي��ع �صفات��ه و�أفعال��ه ونعم��ه الظاه��رة والباطن��ة مع‬ ‫المحب��ة والتعظي��م له‪ ،‬والرب هو الخالق المالك المت�صرف المنعم‪ ،‬و(العالمين) هو كل ما �سوى الله‬ ‫عز وجل من عوالم الإن�س والجن والملائكة والحيوانات وغير ذلك‪.‬‬ ‫ •}ال َّر ْح َم ِن ال َّر ِحي ِم{‪:‬ا�سمان من �أ�سماء الله‪ ،‬فالرحمن بمعنى ذي الرحمة العامة التي و�سعت كل �شيء‪،‬‬ ‫والرحيم الذي ت�صل رحمته �إلى عباده الم ؤ�منين‪.‬‬ ‫ •} َما ِل ِك َي ْو ِم ال ِّدي ِن{‪ :‬أ�ي المالك المت�صرف في يوم الجزاء والح�ساب‪ ،‬وفي ذلك تذكير للم�سلم باليوم‬ ‫الآخر وحث له على العمل ال�صالح‪.‬‬ ‫ •} إِ� َّي��ا َك َن ْع ُب�� ُد َو�ِإ َّيا َك َن�ْس َت ِعي ُن{‪ :‬نحن نخ�صك وحدك ياربن��ا بالعبادة‪ ،‬لا ن�شرك معك غيرك في أ�ي نوع‬ ‫م��ن �أن��واع العب��ادة‪ ،‬ونطلب العون من��ك وحدك في جميع �أمورنا‪ ،‬فالأمر كله بي��دك لا يملك �أحد منه‬ ‫مثقال ذرة‪.‬‬ ‫ •}اه ِد َن��ا ال ِّ�ص�� َرا َط ا ْل ُم�ْس َت ِقي�� َم{‪ :‬دلنا و أ�ر�شدنا ووفقنا إ�لى الطريق الم�ستقي��م وثبتنا عليه حتى نلقاك‪،‬‬ ‫وال�ص��راط الم�ستقي��م ه��و دي��ن الإ�س�ل�ام الوا�ض��ح المو�صل إ�ل��ى ر�ض��وان الله وجنته‪ ،‬وال��ذي دل عليه‬ ‫خات��م ا ألنبياء والمر�سلي��ن محمد �صلى الله‬ ‫علي��ه و�سل��م‪ ،‬ولا �سبي��ل إ�لى �سع��ادة العبد إ�لا‬ ‫بالا�ستقامة عليه‪.‬‬ ‫ •} ِ�ص�� َرا َط ا َّل ِذي�� َن َ�أ ْن َع ْم َت َعلَ ْي ِه�� ْم{‪ :‬أ�ي طريق‬ ‫من أ�نعمت عليه��م بالهداية والا�ستقامة من‬ ‫النبيي��ن وال�صالحي��ن الذي��ن عرف��وا الح��ق‬ ‫واتبعوه‪.‬‬ ‫ •} َغ ْي�� ِر ا ْل َم ْغ ُ�ضو ِب َعلَ ْي ِه�� ْم َول َا ال َّ�ضا ِّلي َن{‪� :‬أي‬ ‫�أبعدن��ا ونجنا من طريق م��ن غ�ضبت عليهم‬ ‫و�سخطت‪ ،‬ألنهم عرفوا الحق ولم يعملوا به‪،‬‬ ‫و�أبعدن��ا عن طري��ق ال�ضالين وهم الذين لم‬ ‫يهتدوا �إلى الحق لجهلهم‪.‬‬

‫‪ 114‬صلاة المسلم‬ ‫كيف أصلي؟ (القيام ـ الركوع ـ السجود)‬ ‫ي�ضع ي�ده اليمنى ع�ل�ى ال�ي���س�رى على‬ ‫‪2‬‬ ‫يقوم واق ًفا ويقول (الله �أكبر) وهو رافع‬ ‫‪1‬‬ ‫�صدره ويقر أ� �سورة الفاتحة ويقر�أ معها‬ ‫يديه �إلى ما بين منكبيه و أ�ذنيه‪.‬‬ ‫ما تي�سر من القر�آن �إن كان في الركعة‬ ‫الأولى أ�و الثانية‪.‬‬ ‫يكبر راف ًعا يديه ثم يحني ظهره جهة‬ ‫‪3‬‬ ‫القبلة وي�ضع يديه على ركبتيه ويقول‪:‬‬ ‫(�سبحان ربي العظيم) ثلا ًثا‪.‬‬

‫‪115‬‬ ‫يرفع من الركوع وينت�صب قائ ًما وهو رافع يديه‬ ‫‪4‬‬ ‫على هيئة التكبير ويقول إ�ن كان إ�ما ًما �أو منفر ًدا‪:‬‬ ‫(�سمع الله لمن حمده)‪ ،‬ويقول الجميع بعد ذلك‪:‬‬ ‫(ربنا ولك الحمد)‪.‬‬ ‫يهوي لل�سجود مكب ًرا بدون رفع يديه وي�سجد على أ�ع�ضائه‬ ‫‪5‬‬ ‫ال�سبعة‪ :‬الجبهة والأن��ف‪ ،‬ال�ي�دان‪ ،‬ال�رك�ب�ت�ان‪ ،‬ال�رج�الن‪،‬‬ ‫ويقول‪�( :‬سبحان ربي ا ألعلى) ثلا ًثا‪.‬‬ ‫يجل�س ب�ي�ن ال�سجدتين ن�ا��ص� ًب�ا رجله‬ ‫‪6‬‬ ‫ال�ي�م�ن�ى ج�ال���ًس�ا ع�ل�ى ال�ي���س�رى وا��ض� ًع�ا‬ ‫يديه على مقدمة فخذيه ويقول‪( :‬رب‬ ‫اغفرلي) ثم ي�سجد مرة أ�خرى كما فعل‬ ‫�ساب ًقا‪.‬‬

‫‪ 116‬صلاة المسلم‬ ‫كيف أصلي؟ (الركعة الثانية ـ التشهد ـ السلام)‬ ‫ي�رف�ع م�ن ال���س�ج�ود وي�ق�وم للركعــة‬ ‫‪7‬‬ ‫ال�ث�ان�ي�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ة وي�ف�ع�ـ�ـ�ـ�ل ف�ي�ه�ا م�ا ف�ع�ل�ه في‬ ‫ال�رك�ع�ـ�ـ�ـ�ة الأول���ى ت�م�ا ًم�ا م�ن ال�ق�ي�ـ�ـ�ـ�ام‬ ‫والقراءة والركوع والرفع منه وال�سجود‪.‬‬ ‫بعد أ�ن ي�سجد ال�سجود الثاني م�ن الركعة‬ ‫‪8‬‬ ‫الثانية يجل�س للت�شهد الأول كجلو�سه بين‬ ‫ال�سجدتين ويقول‪( :‬التحيات لله وال�صلوات‬ ‫والطيبات ال�لاسم عليك أ�يها النبي ورحمة‬ ‫الله وب�رك�ات�ه ال���س�الم علينا وع�ل�ى ع�ب�اد الله‬ ‫ال�صالحين �أ�شهد �أن لا �إله �إلا الله و�أ�شهد �أن‬ ‫محم ًدا عبده ور�سوله)‪.‬‬ ‫إ�ن ك�ان�ت ال���ص�الة ث�الث رك�ع�ات �أو أ�رب��ع رك�ع�ات ق�ام للركعة‬ ‫‪9‬‬ ‫الثالثة ويفعل فيها فعله في الركعة الأولى والثانية ولكنه لا‬ ‫يقر�أ �سورة بعد الفاتحة‪ ،‬وبقية الأفعال والأقوال كما �سبق‪.‬‬

‫‪117‬‬ ‫في الركعة ا ألخيرة يجل�س بعد ال�سجود‬ ‫‪10‬‬ ‫وي�ق�ول الت�شهد ا ألول ث�م ال���ص�الة على‬ ‫النبي �صلى الله عليه و�سلم و�صفتها‪:‬‬ ‫(اللهم �ص ّل على محمد وعلى �آل محمد‬ ‫كما �صليت على إ�براهيم وعلى آ�ل إ�براهيم‬ ‫�إن�ك حميد م�ج�ي�د‪ ،‬وب��ارك ع�ل�ى محمد‬ ‫وعلى �آل محمد كما باركت على إ�براهيم‬ ‫وعلى آ�ل �إبراهيم إ�نك حميد مجيد)‪.‬‬ ‫ث�م ي�سلم ب��أن يلتفت إ�ل�ى جهة اليمين‬ ‫قائ اًل‪( :‬ال�لاسم عليكم ورحمة الله)‪ ،‬ثم‪11‬‬ ‫�إلى جهة الي�سار قائ ًال‪( :‬ال�لاسم عليكم‬ ‫ورحمة الله)‪.‬‬

‫‪ 118‬صلاة المسلم‬ ‫أركان الصلاة وواجباتها‬ ‫�أركان ال�صلاة‪ :‬هي �أجزاء ال�صلاة الرئي�سة التي تبطل ال�صلاة بتركها عم ًدا أ�و �سه ًوا‪.‬‬ ‫وهي كالتالي‪:‬‬ ‫تكبيرة ا إلحرام‪ ،‬القيام مع القدرة‪ ،‬قراءة الفاتحة على غير الم أ�موم‪ ،‬الركوع‪ ،‬الرفع منه‪ ،‬ال�سجود‪ ،‬الجلو�س بين‬ ‫ال�سجدتين‪ ،‬الت�شهد ا ألخير والجلو�س له ‪ ،‬الطم أ�نينة‪ ،‬ال�سلام‪.‬‬ ‫واجبات ال�صلاة‪ :‬وهي الأجزاء الواجبة في ال�صلاة والتي تبطل ال�صلاة بتركها عم ًدا‪ ،‬ولكنه �إن ن�سيها �أو‬ ‫غفل عنها في�شرع له ما يكمل ذلك النق�ص ب�سجود ال�سهو‪ ،‬كما �سي أ�تي‪.‬‬ ‫وواجبات ال�صلاة كالتالي‪:‬‬ ‫جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام‪ ،‬قول‪�( :‬سبحان ربي العظيم) مرة واحدة‪ ،‬قول‪�( :‬سمع الله لمن حمده) للمنفرد‬ ‫والإمام‪ ،‬قول‪( :‬ربنا ولك الحمد) للجميع‪ ،‬قول‪�( :‬سبحان ربي الأعلى) مرة في ال�سجود‪ ،‬قول‪( :‬رب اغفر لي) مرة في‬ ‫الجلو�سبينال�سجدتين‪،‬الت�شهدا ألولوالجلو�سله‪.‬فهذهالواجباتت�سقطبال�سهو‪،‬ويجبرها�سجودال�سهو‪.‬‬ ‫�سنن ال�صلاة‪ :‬كل ما لي�س من �أركان ال�صلاة وواجباتها من أ�قوال و أ�فعال واردة في �صفة ال�صلاة فهي �سنة‬ ‫مكملة لل�صلاة ينبغي المحافظة عليها‪ ،‬ولكن ال�صلاة لا تبطل بتركها‪.‬‬

‫‪119‬‬ ‫�شرع الله �سجود ال�سهو لجبر النق�ص والخلل في ال�لاصة‪.‬‬ ‫سجود السهو‪:‬‬ ‫وهو �سجدتان �شرعها الله لجبر النق�ص والخلل في ال�صلاة‪.‬‬ ‫متى يشرع؟‬ ‫ي�شرع �سجود ال�سهو في الحالات التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬إ�ذا زاد في ال�صلاة ركو ًعا �أو �سجو ًدا أ�و قيا ًما أ�و قعو ًدا ب�سبب الن�سيان والخط أ� في�سجد لل�سهو‪.‬‬ ‫‪� 2‬إذا نق�ص �شي ًئا من الأركان فعليه أ�ن ي�أتي بالركن الناق�ص وي�سجد لل�سهو في �آخر �صلاته‪.‬‬ ‫‪ 3‬إ�ذا ترك واج ًبا من واجبات ال�صلاة كالت�شهد الأول �سه ًوا ون�سيا ًنا ف إ�نه ي�سجد لل�سهو‪.‬‬ ‫‪� 4‬إذا �شك في عدد الركعات ف إ�نه يبني على اليقين وهو ا ألقل وي�سجد لل�سهو‪.‬‬ ‫�صفة ال�سجود‪ :‬ي�سجد �سجدتين يجل�س بينهما كما في ال�سجود والجلو�س بين ال�سجدتين في ال�صلاة‪.‬‬ ‫وقت ال�سجود‪ :‬ل�سجود ال�سهو وقتان له �أن يفعله في �أيهما �شاء‪:‬‬ ‫• قبل ال�سلام وبعد الت�شهد ا ألخير ي�سجد ثم ي�سلم‪.‬‬ ‫• بعد �أن ي�سلم من ال�صلاة ي�سجد �سجدتي ال�سهو ثم ي�سلم مرة �أخرى‪.‬‬

‫‪ 120‬صلاة المسلم‬ ‫مفسدات الصلاة‪:‬‬ ‫تبطل ال�صلاة‪:‬‬ ‫‪ 1‬بترك ركن أ�و �شرط وهو يقدر عليه عم ًدا �أو �سه ًوا‪.‬‬ ‫‪ 2‬بترك واجب من واجبات ال�صلاة عم ًدا‪.‬‬ ‫‪ 3‬بالكلام عم ًدا‪.‬‬ ‫‪ 4‬بالقهقهــة‪ ،‬وهـي ال�ضحك ب�صوت‪.‬‬ ‫‪ 5‬بالحركة �إذا كانت كثيرة متوالية لغير �ضرورة‪.‬‬ ‫مكروهات الصلاة‪:‬‬ ‫وهي الأعمال التي تنق�ص من �أجر ال�صلاة وتذهب خ�شوعها وهيبتها‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬ ‫‪ 1‬يكـره الالتفات في ال�صلاة؛ ألن النبي �صلى الله عليه و�سلم �ُسئل عن لاالتفات في ال�صلاة؟ فقال‪\" :‬هو‬ ‫اختلا�س يختل�سه ال�شيطان من �صلاة العبد\" (البخاري ‪.)718‬‬ ‫‪ 2‬يكـره العبث باليد والوجـه‪ ،‬وو�ضع اليد على الخا�صرة‪ ،‬وت�شبيك أ��صابعه وفرقعتها‪.‬‬ ‫‪ 3‬يكره أ�ن يدخل ال�صلاة وقلبه م�شتغل عنها بحاجته للحمام أ�و حاجته للطعام عند ح�ضوره‪ ،‬كما قال النبي‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬لا �صلاة بح�ضرة طعام‪ ،‬ولا وهو يدافعه ا ألخبثان\" (م�سلم‪.)560‬‬ ‫يكره العبث باليد‪ ،‬وت�شبيك الأ�صابع وفرقعتها في ال�لاصة‪.‬‬

‫‪121‬‬ ‫ما هي الصلوات المستحبة؟‬ ‫يجب على الم�سلم في كل يوم وليلة خم�س‬ ‫�صلوات فقط‪.‬‬ ‫ومع ذلك فال�شرع يحث الم�سلم أ�ي ً�ضا على �أن ي�صلــي‬ ‫�صلوات م�ستحبة فهي �سبب لمحبة الله للعبـد‪ ،‬و ُتكمل ما‬ ‫نقـــ�ص مـــن الفرائ�ض‪.‬‬ ‫والنوافل كثيرة‪ ،‬و�أهمها‪:‬‬ ‫‪ 1‬ال�سنن الرواتب‪ :‬و�سميت بذلك لأنها تكون ملازمة‬ ‫للفرائ�ض مقارنة لها؛ ولأن الم�سلم يواظب عليها ‪.‬‬ ‫التقرب �إلى الله بالنوافل �سبب لمحبة الله‪.‬‬ ‫وقد قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬ما من عبد م�سلم ي�صلي‬ ‫لله كل يوم ثنتي ع�شرة ركعة تطو ًعا غير فري�ضة إ�لا بنى الله‬ ‫له بي ًتا في الجنة\" (م�سلم ‪.)728‬‬ ‫وهي كالتالي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ركعتان قبل �صلاة الفجر‪.‬‬ ‫‪ 2‬أ�ربع ركعات قبل �صلاة الظهر‪ ،‬ي�سلم بعد كل ركعتين‪ ،‬ثم ركعتان بعدها‪.‬‬ ‫‪ 3‬ركعتان بعد �صلاة المغرب‪.‬‬ ‫‪ 4‬ركعتان بعد �صلاة الع�شاء‪.‬‬ ‫‪ 2‬الوتــــــر‪ :‬و�سميت بذلك لأن عدد ركعاتها فردي‪ ،‬وهي من �أف�ضل النوافل‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫\" أ�وتروا يا �أهل القر آ�ن\" (الترمذي ‪ ،453‬ابن ماجه ‪.)1170‬‬ ‫و�أف�ضل وقتها في آ�خر الليل‪ ،‬وللم�سلم �أن ي�صليها في أ�ي وقت من بعد �صلاة الع�شاء وحتى طلوع الفجر‪.‬‬ ‫عدد ركعاتها لا حد له‪ ،‬ف أ�قلها ركعة واحدة‪ ،‬وا ألف�ضل ثلاث ركعات‪ ،‬ويمكن له أ�ن يزيد ما �شاء‪ ،‬وكان ر�سول الله‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم ي�صليها إ�حدى ع�شرة ركعة‪.‬‬ ‫وا أل�صل في �صلاة النافلة أ�ن تكون بركعات ثنائية في�صلي ركعتين ثم ي�سلم وهكذا‪ ،‬و�صلاة الوتر كذلك ولكنه‬ ‫�إذا أ�راد �أن يختم �صلاته ي�صلي ركعة واحدة في النهاية‪ ،‬ي�شرع له فيها بعد رفعه من الركوع وقبل ال�سجود‪ :‬أ�ن ي أ�تي‬ ‫بالذكر الوارد ثم يرفع يديه ويدعو الله تعالى بما أ�راد وهو ما ي�سمى بدعاء القنوت‪.‬‬

‫‪ 122‬صلاة المسلم‬ ‫صلاة الاستسقاء‬ ‫وهي �صلاة �شرعها الله �إذا أ�جدبت الأر�ض و أ��صاب النا�س ال�ضر ب�سبب قلة الأمطار‪ ،‬وي�شرع أ�ن تفعل في ال�ساحات‬ ‫والأماكن المفتوحة إ�ن أ�مكن‪ ،‬ويجوز فعلها في الم�سجد‪.‬‬ ‫وي�شرع أ�ن يخرج إ�ليها الم�صلون خا�شعين مت�ضرعين �إلى الله تائبين وقد فعلوا ا أل�سباب التي ت�ستجلب رحمة‬ ‫الله؛ كالا�ستغفار ورد المظالم وال�صدقة والإح�سان للنا�س ونحو ذلك‪.‬‬ ‫صفتها‪:‬‬ ‫�صلاة لاا�ست�سقاء ك�صلاة العيد ركعتان يجهر فيهما ا إلمام بالقراءة‪ ،‬وي�شرع فيها الزيادة في التكبير في بداية‬ ‫كل ركعة‪ ،‬فيكبر في الركعة ا ألولى قبل القراءة �ست تكبيرات غير تكبيرة الإحرام‪ ،‬ويكبر في الثانية خم�س تكبيرات‬ ‫غير تكبيرة القيام من ال�سجود‪.‬‬ ‫يخطب بعدها خطبتين يكثر فيهما من لاا�ستغفار والإلحاح إ�لى الله بالدعاء‪.‬‬ ‫�لاصة الا�ست�سقاء في �ساحات الم�سجد النبوي ال�شريف‪.‬‬

‫‪123‬‬ ‫صلاة الاستخارة‬ ‫ما أ�جمل �أن يطلب الإن�سان من ربه أ�ن يوفقه لاختيار ما فيه الخير في دنياه و أ�خراه‪.‬‬ ‫وهي ال�صلاة التي ت�شرع للم�سلم �إذا هم ب�أمر ولا يدري هل فيه الخير له �أو لا‪ ،‬في�ستحب له حينئذ �أن ي�صلي‬ ‫ركعتين يدعو بعدهما بالدعاء الوارد الذي علمه ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم ل�صحابته وهو \"اللهم إ�ني أ��ستخيرك‬ ‫بعلمك‪ ،‬وا�ستقدرك بقدرتك‪ ،‬و أ��س�ألك من ف�ضلك العظيم‪ ،‬ف�إنك تقدر ولا �أقدر‪ ،‬وتعلم ولا �أعلم‪ ،‬و�أنت علام الغيوب‪.‬‬ ‫اللهم إ�ن كنت تعلم أ�ن هذا ا ألمر ‪ -‬وي�سمي حاجته ‪ -‬خير لي في ديني ومعا�شي وعاقبة أ�مري فاقدره لي‪ ،‬وي�سره لي‪،‬‬ ‫ثم بارك لي فيه‪ .‬و إ�ن كنت تعلم �أن هذا الأمر �شر لي في ديني ومعا�شي وعاقبة أ�مري فا�صرفه عني وا�صرفني عنه ‪،‬‬ ‫واقدر لي الخير حيث كان ثم �أر�ضني به\" (البخاري ‪.)1162‬‬ ‫صلاة الضحى‬ ‫وهي من ال�صلوات الم�ستحبة التي ورد في ف�ضلها ا ألجر العظيم‪ ،‬و أ�قلها ركعتان‪ ،‬ووقتها من ارتفاع ال�شم�س بعد‬ ‫�شروقها قيد رمح �إلى قبيل زوال ال�شم�س ودخول وقت الظهر‪.‬‬ ‫صلاة العيد ( انظر ص‪.)144‬‬

‫‪ 124‬صلاة المسلم‬ ‫صلاة الكسوف‬ ‫الك�سوف حالة كونية غير اعتيادية يختفي فيها �ضوء ال�شم�س والقمر كل ًيا أ�و جزئ ًيا‪ ،‬وهي �آية من آ�يات الله الدالة‬ ‫على قدرته وملكوته‪ ،‬وتنبه الإن�سان وتوقظه من غفلته ليخاف عذاب الله ويرجو ثوابه‪.‬‬ ‫قال �صلى الله عليه و�سلم‪ \" :‬إ�ن ال�شم�س والقمر لا ينك�سفان لموت �أحد من النا�س ولكنهما آ�يتان من آ�يات الله ف إ�ذا‬ ‫ر�أيتموهما فقوموا ف�صلوا\" (البخاري ‪.)993‬‬ ‫معرفة علماء الفلك لموعد الخ�سوف‪،‬‬ ‫وتف�سيرهم الظاهرة علم ًيا يزيد الم ؤ�من‬ ‫خو ًفا وتعظي ًما لله الذي خلق هذا النظام‬ ‫الدقيق‪ ،‬وك أ�ن �إذهاب �ضوء ال�شم�س �أو‬ ‫القمر للحظات في الدنيا تذكير من الله‬ ‫عز وجل بيوم القيامة حينما تتغير تلك‬ ‫القوانين بالكلية فتخرج ال�شم�س من‬ ‫مغربها ثم يذهب نورها‪.‬‬ ‫صفتها‪:‬‬ ‫�صلاة الك�سوف ركعتان �إلا �أنه ي�شرع فيها تكرار الركوع‪ ,‬وذلك ب�أن الم�صلي بعد �أن يرفع من الركوع في الركعة‬ ‫ا ألولى يعيد قراءة الفاتحة وما تي�سر من القر�آن‪ ،‬ثم يركع ويرفع من الركوع ثم ي�سجد ويجل�س بين ال�سجدتين فهذه‬ ‫ركعة كاملة‪ ،‬وبعد �أن يقوم من ال�سجود يفعل في الركعة الثانية كما فعل في ا ألولى‪.‬‬

‫‪125‬‬ ‫أوقات النهي عن صلاة التطوع‬ ‫كل ا ألوقات يجوز للم�سلم أ�ن ي�صلي فيها �صلاة النافلة مطل ًقا �إلا أ�وقات النهي التي نهى ا إل�سلام عن ال�صلاة‬ ‫فيها؛ لأنها وقت لعبادات الكفار فلا ي�صلي فيها إ�لا ق�ضاء الفرائ�ض الفائتة أ�و النوافل التي لها �سبب كتحية الم�سجد‪،‬‬ ‫وهذا في ال�صلاة وحدها‪� ،‬أما ذكر الله تعالى ودعا ؤ�ه ففي كل وقت وحين‪.‬‬ ‫و�أوقات النهي كالتالي‪:‬‬ ‫‪ 1‬من بعد �صلاة الفجر �إلى أ�ن ت�شرق ال�شم�س وترتفع في ال�سماء ارتفا ًعا ي�سي ًرا محد ًدا في ال�شرع بقدر رمح‪،‬‬ ‫وفي البلاد المعتدلة يح�صل هذا لاارتفاع بعد ال�شروق بـ (‪ )20‬دقيقة تقري ًبا‪.‬‬ ‫‪� 2‬إذا تعامدت ال�شم�س في ال�سماء إ�لى أ�ن تزول‪ ،‬وهو زمن ي�سير ي�سبق دخول وقت الظهر‪.‬‬ ‫‪ 3‬من بعد �صلاة الع�صر حتى تغرب ال�شم�س‪.‬‬ ‫نهى الإ�لاسم عن ال�لاصة من بعد الع�صر حتى تغرب ال�شم�س‬

‫‪ 126‬صلاة المسلم‬ ‫صلاة الجماعة‬ ‫أ�مر الله الرجال بالجماعة لل�صلوات الخم�س‪ ،‬وقد ورد في ف�ضلها ا ألجر العظيم‪ ،‬وقال �صلى الله‬ ‫عليه و�سلم‪�\" :‬صلاة الجماعة �أف�ضل من �صلاة الفذ ب�سبع وع�شرين درجة\" (البخاري ‪ ،619‬م�سلم‪.)650‬‬ ‫و أ�قلها‪� :‬إمام وم أ�موم‪ ،‬وكلما كانت الجماعة أ�كثر فهو أ�حب �إلى الله‪.‬‬ ‫كان ال�صحابة يحر�صون على الجماعة حتى إ�نهم ليعدون دوام التخلف عنها خ�صلة من النفاق‪.‬‬ ‫معنى الائتمام‬ ‫�أن يربط الم�صلي الم�أمو ُم �صلا َته ب�إمامه‪ ،‬فيتابعه في ركوعه و�سجوده وي�ستمع إ�لى قراءته‪ ،‬ولا ي�سبقه �أو يخالفه‬ ‫في �شيء من ذلك بل يفعل الفعل بعد إ�مامه مبا�شرة‪.‬‬ ‫قال �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬إنما جعل ا إلمام لي�ؤتم به‪ ،‬ف�إذا كبر فكبروا ولا تكبروا حتى يكبر‪ ،‬و�إذا ركع فاركعوا‪،‬‬ ‫ولا تركعوا حتى يركع‪ ،‬و إ�ذا قال‪� :‬سمع الله لمن حمده فقولوا‪ :‬ربنا ولك الحمد‪ .‬و�إذا �سجد فا�سجدوا ولا ت�سجدوا حتى‬ ‫ي�سجد‪( \"..‬البخاري ‪ ،701‬م�سلم ‪� ،414‬أبو داود ‪.)603‬‬ ‫من يقدم للإمامة؟‬ ‫ويقدم ل إلمامة ا ألحفظ لكتاب الله وا ألح�سن قراءة‪ ،‬ثم ا َأل ْو َلى فا َأل ْو َلى‪ ،‬كما قـــال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬يــ�ؤم‬ ‫القوم أ�قر�ؤهم لكتاب الله‪ ،‬ف إ�ن كانوا في القراءة �سواء ف أ�علمهم بال�سنة‪( \"..‬م�سلم ‪.)673‬‬

‫‪127‬‬ ‫أين يقف الإمام والمأمومون؟‬ ‫ينبغي أ�ن يتقدم الإمام‪ ،‬و�أن يترا�ص الم�أمومون‬ ‫�ص ًفا خلفه‪ ،‬ويكملوا ال�صف الأول فالأول‪ ،‬و�إن كان‬ ‫الم�أموم واح ًدا وقف عن يمين الإمام‪.‬‬ ‫كيف يتم ما فاته مع الإمام؟‬ ‫من دخل مع الإمام بعد �أن فاته �شيء من ال�صلاة‬ ‫ف إ�نه يدخل معه حتى ي�سلم ا إلمام ثم يتم ما بقي من‬ ‫�صلاته‪.‬‬ ‫ويح�سب ما �أدركه مع ا إلمام أ�ول �صلاته‪ ،‬وما‬ ‫يفعله بعد ذلك �آخر �صلاته‪.‬‬ ‫بماذا تدرك الركعة؟‬ ‫نح�سب ال�صلاة بعدد الركعات‪ ،‬ومن أ�درك‬ ‫الركوع مع الإمام فقد أ�درك الركعة كاملة‪ ،‬ومن فاته‬ ‫الركوع فيدخل مع ا إلمام‪ ،‬ولكن ما بقي من أ�فعال‬ ‫و�أقوال تلك الركعة التي فاتته لا تح�سب من ركعاته‪.‬‬ ‫أمثلة لمن فاته أول الصلاة مع الإمام ‪:‬‬ ‫م��ن �أدرك م��ع الإمام في �لاصة الفجر الركعة الثانية فيلزم��ه بعد �لاسم الإمام أ�ن يقوم ليتم الركعة الباقية‬ ‫عليه ولا ي�سلم حتى ينتهي منها؛ ألن �لاصة الفجر ركعتان وهو لم يدرك إ�لا واحدة‪.‬‬ ‫م��ن �أدرك ا إلم��ام وه��و في الت�شهد ا ألخير في �لاصة المغرب فيلزمه بعد �لاسم ا إلمام أ�ن ي�صلي ثلاث ركعات‬ ‫كاملات؛ ألنه أ�درك ا إلمام في الت�شهد الأخير و�إنما تدرك الركعة ب�إدراك الركوع مع ا إلمام‪.‬‬ ‫من أ�درك الإمام وهو في ركوع الركعة الثالثة من �لاصة الظهر فقد أ�درك ركعتين مع الإمام (وهي بالن�سبة‬ ‫للم أ�موم الركعتان ا ألوليان من الظهر) ف إ�ذا �سلم الإمام فعليه �أن يقوم ويتم ما بقي عليه‪ ،‬وهو هنا الركعتان‬ ‫الثالثة والرابعة لأن الظهر �لاصة رباعية‪.‬‬

‫‪ 128‬صلاة المسلم‬ ‫الأذان‬ ‫�شرع الله للم�سلمين ا ألذان لنداء النا�س لل�صلاة‬ ‫و إ�علامهم بدخول وقتها و�شرع ا إلقامة إلعلامهم بوقت‬ ‫ال�شروع في ال�صلاة وبدايتها‪ .‬وقد كان الم�سلمون‬ ‫يجتمعون فيتحينون ال�صلاة ولي�س ينادي بها أ�حد‪،‬‬ ‫فتكلموا يو ًما في ذلك‪ ،‬فقال بع�ضهم‪ :‬اتخذوا ناقو�ًسا‬ ‫مثل ناقو�س الن�صارى‪ ،‬وقال بع�ضهم‪ :‬بل قر ًنا مثل قرن‬ ‫اليهود‪ ،‬فقال عمر‪� :‬أو لا تبعثون رجلاً ينادي بال�صلاة‪،‬‬ ‫فقال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬يا بلال قم فناد‬ ‫بال�صلاة\" (البخاري ‪ ،579‬م�سلم ‪.)377‬‬ ‫صفة الأذان والإقامة‬ ‫• يجب الأذان والإقامة على الجماعة دون الفرد الواحد‪ ،‬و�إذا تركوه عم ًدا �صحت �صلاتهم مع الإثم‪.‬‬ ‫• وي�شرع إ�لقاء ا ألذان ب�صوت جهوري ح�سن حتى ي�سمع النا�س في�أتوا لل�صلاة‪.‬‬ ‫ • وقد ورد ل ألذان والإقامة عدة �صفات ثابتة عن النبي �صلى الله عليه و�سلم �أ�شهرها ما يلي‪:‬‬ ‫الأذان‬ ‫‪ 1‬الله �أكبر‪ ،‬الله أ�كبر‪ ،‬الله �أكبر‪ ،‬الله أ�كبر‪.‬‬ ‫‪ 2‬أ��شهد أ�ن لا إ�له إ�لا الله‪ ،‬أ��شهد �أن لا إ�له �إلا الله‪.‬‬ ‫‪ 3‬أ��شهد أ�ن محم ًدا ر�سول الله‪ ،‬أ��شهد أ�ن محم ًدا ر�سول الله‪.‬‬ ‫‪ 4‬حي على ال�لاصة‪ ،‬حي على ال�لاصة‪.‬‬ ‫‪ 5‬حي على الفلاح‪ ،‬حي على الفلاح‪.‬‬ ‫‪ 6‬الله أ�كبر‪ ،‬الله �أكبر‪.‬‬ ‫‪ 7‬لا �إله �إلا الله‪.‬‬ ‫• ويزيد في �آذان الفجر‪( :‬ال�صلاة خير من النوم‪ ،‬ال�صلاة خير من النوم) بعد (حي على الفلاح)‪.‬‬

‫‪129‬‬ ‫الإقامة‬ ‫‪ 1‬الله �أكبر‪ ،‬الله �أكبر‪.‬‬ ‫‪ 2‬أ��شهد أ�ن لا �إله إ�لا الله‪.‬‬ ‫‪ 3‬أ��شهد �أن محم ًدا ر�سول الله‪.‬‬ ‫‪ 4‬حي على ال�لاصة‪.‬‬ ‫‪ 5‬حي على الفلاح‪.‬‬ ‫‪ 6‬قد قامت ال�لاصة‪ ،‬قد قامت ال�لاصة‪.‬‬ ‫‪ 7‬الله أ�كبر‪ ،‬الله �أكبر‪.‬‬ ‫‪ 8‬لا �إله �إلا الله‪.‬‬ ‫الترديد خلف المؤذن‬ ‫وي�ستحب لمن �سمع ا ألذان �أن يردد خلف‬ ‫الم�ؤذن فيقول مثل مايقول الم ؤ�ذن تما ًما‪،‬‬ ‫�إلا إ�ذا قال الم�ؤذن‪( :‬حي على ال�صلاة) أ�و‬ ‫(حي على الفلاح) فيقول‪( :‬لا حول ولا قوة‬ ‫إ�لا بالله)‪.‬‬ ‫ثم يقول من ا�ستمع الأذان بعد ترديده‬ ‫(اللهم رب هذه الدعوة التامة وال�صلاة‬ ‫القائمة �آت محم ًدا الو�سيلة والف�ضيلة وابعثه‬ ‫المقام المحمود الذي وعدته)‪.‬‬ ‫(لا حول ولا قوة �إلا بالله)‪ :‬أ�ي لا طاقة لنا‬ ‫على العبادة‪ ،‬ولا قدرة لنا على �أدائها إ�لا‬ ‫بتوفيق الله وتي�سيره‪.‬‬

‫‪ 130‬صلاة المسلم‬ ‫الخشوع في الصلاة‬ ‫ا ألجر في ال�لاصة يكون بقدر الخ�شوع فيها‪.‬‬ ‫الخ�شوع في ال�صلاة هو حقيقة ال�صلاة‬ ‫وجوهرها‪ ،‬ومعناه ح�ضور قلبي بين يدي الله‬ ‫في ال�صلاة بالخ�ضوع والذل م�ست�شع ًرا لما‬ ‫�أقول من ا آليات وا ألدعية وا ألذكار‪.‬‬ ‫وهو من أ�ف�ضل العبادات و�أجل‬ ‫الطاعات؛ ولهذا أ�كد الله في كتابه أ�نه من‬ ‫�صفات الم�ؤمنين‪ ،‬كما قال جل وعلا‪َ  } :‬ق ْد‬ ‫�َأ ْف َل َح ا ْل ُم ْ�ؤ ِم ُنو َن • ا َّل ِذي َن ُه ْم ِفي َ�صلاَ ِت ِه ْم‬ ‫َخا�ِش ُعو َن{ (الم�ؤمنون‪.)2-1 :‬‬ ‫ومن عا�ش الخ�شوع في ال�صلاة ذاق لذة‬ ‫العبادة والإيمان‪ ،‬ولهذا كان ر�سول الله �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم يقول‪\" :‬وجعلت قرة عيني في‬ ‫ال�صلاة\" (الن�سائي ‪ .)3940‬قرة العين بمعنى‬ ‫بالغ ال�سرور وال�سعادة والأن�س واللذة‪.‬‬ ‫الوسائل المعينة على الخشوع في الصلاة‬ ‫هناك و�سائل كثيرة تعين على الخ�شوع في ال�صلاة منها‪:‬‬ ‫‪ 1‬الا�ستعداد لل�صلاة والتهي�ؤ لها‪:‬‬ ‫ويكون ذلك بالتبكير إ�ليها في الم�سجد للرجال والإتيان بال�سنن التي ت�سبق ال�صلاة‪ ،‬ولب�س اللبا�س الح�سن‬ ‫المنا�سب والم�شي �إليها بالوقار وال�سكينة‪.‬‬ ‫‪� 2‬إبعاد كل الم�شغلات والمنغ�صات‪:‬‬ ‫فلا ي�صلي و أ�مامه ما ي�شغله من ال�صور والملهيات‪�،‬أو وهو ي�سمع ما ي�شغله من ا أل�صوات‪ ،‬ولا يقدم لل�صلاة وهو‬ ‫محتاج لدورة المياه‪ ،‬ولا وهو جائع �أو ظم�آن بح�ضرة الطعام وال�شراب‪ ،‬وكل ذلك لي�صفو ذهن الم�صلي وين�شغل‬ ‫با ألمر العظيم الذي �سيقبل عليه وهو �صلاته ومناجاته لربه‪.‬‬

‫‪131‬‬ ‫‪ 3‬الطم�أنينة في ال�صلاة‪:‬‬ ‫وقد كان النبي �صلى الله عليه و�سلم يطمئن في ركوعه و�سجوده‬ ‫حتى يرجع كل عظم إ�لى مو�ضعه‪ ،‬و�أمر من لم يح�سن ال�صلاة‬ ‫ب�أن يطمئن في أ�فعال ال�صلاة كلها‪ ،‬ونهى عن ال�سرعة و�ش َّب َهها‬ ‫بنقر الغراب‪.‬‬ ‫وقال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪ \" :‬أ��سو أ� النا�س �سرقة الذي‬ ‫ي�سرق من �صلاته\"‪ ،‬قالوا‪ :‬يا ر�سول الله وكيف ي�سرق من �صلاته؟‬ ‫قال‪\" :‬لا يتم ركوعها ولا �سجودها\" ( أ�حمد ‪.)22642‬‬ ‫والذي لا يطمئن في �صلاته لا يمكن أ�ن يخ�شع؛ لأن ال�سرعة تذهب‬ ‫بالخ�شوع‪ ،‬ونقر الغراب يذهب بالثواب‪.‬‬ ‫‪ 4‬ا�ستح�ضار عظمة من �سيقف بين يديه‪:‬‬ ‫فيتذكر عظمة الخالق وجلاله و�ضعف نف�سه وذلها و أ�نه يقف بين‬ ‫يدي ربه يناجيه ويدعوه خ�ضو ًعا وذ اًل وانك�سا ًرا‪ ،‬ويتذكر ما أ�عده الله‬ ‫في ا آلخرة للم ؤ�منين من الثواب وما أ�عده للم�شركين من العقاب‪،‬‬ ‫ويتذكر موقفه بين يدي الله في الآخرة‪.‬‬ ‫ف�إذا ا�ستح�ضر الم ؤ�من ذلك في �صلاته كان كمن و�صفهم الله‬ ‫تعالى‪َ } :‬و�ِإ َّن َها‬ ‫قال‬ ‫أ�نهم ملاقو ربهم‪،‬‬ ‫من الذين يظنون‬ ‫في كتابه‪:‬‬ ‫ُقو َر ِّب ِه ْم َو َأ� َّن ُه ْم‬ ‫ُملاَ‬ ‫ا َّل ِذي َن َي ُظ ُّنو َن أ�َ َّن ُه ْم‬ ‫َع َلى ا ْل َخا�ِش ِعي َن •‬ ‫َل َك ِبي َر ٌة �ِإ ّاَل‬ ‫إِ� َل ْي ِه َرا ِج ُعو َن{ (البقرة‪.)46-45 :‬‬ ‫ف�إذا ا�ستح�ضر الم�صلي أ�ن الله �سبحانه ي�سمعه ويعطيه ويجيبه‬ ‫ح�صل له الخ�شوع بقدر ا�ستح�ضاره‪.‬‬ ‫‪ 5‬تدبر ا آليات المقروءة وبقية أ�ذكار ال�صلاة والتفاعل معها‪:‬‬ ‫القر�آن نزل للتدبر } ِك َتا ٌب َ�أ ْن َز ْل َنا ُه ِإ� َل ْي َك ُم َبا َر ٌك ِل َي َّد َّب ُروا �َآ َيا ِت ِه َو ِل َي َت َذ َّك َر أُ�و ُلو ا ْلَأ ْل َبا ِب{ (�ص‪ )29 :‬ولا يح�صل التدبر‬ ‫�إلا بالعلم بمعنى ما يقر أ� من ا آليات وا ألذكار والأدعية‪ ،‬فيمكنه حينها التف ّكر في حاله وواقعه من جهة‪ ،‬ومعاني تلك‬ ‫الآيات وا ألذكار من جهة‪ ،‬فينتج الخ�شوع والخ�ضوع والت�أثر وربما ذرفت عيناه بالدموع‪ ،‬ولم تمر عليه ا آليات بدون‬ ‫ت�أثر وك أ�نه لا ي�سمع ولا يرى‪ ،‬كما قال الله تعالى‪َ } :‬وا َّل ِذي َن إ�ِ َذا ُذ ِّك ُروا ِب آ� َيا ِت َر ِّب ِه ْم َل ْم َي ِخ ُّروا َع َل ْي َها ُ�ص ًّما َو ُع ْم َيا ًنا{‬ ‫(الفرقان‪.)73 :‬‬

‫‪ 132‬صلاة المسلم‬ ‫صلاة الجمعة‬ ‫بقدر التبكير إ�لى �لاصة الجمعة يكون الأجر عليها‪.‬‬ ‫فر�ض الله يوم الجمعة في‬ ‫وقت �صلاة الظهر �صلا ًة هي من‬ ‫�أعظم �شعائر ا إل�سلام و�آكـــــد‬ ‫فرائ�ضه يجتمع فيها الم�سلمون‬ ‫مرة في ا أل�سبوع‪ ،‬وي�ستمعون فيها‬ ‫للمواعـظ والتوجيهــات التي يقدمها‬ ‫لهــم �إمــام الجمعــة‪ ،‬ثــم ي�صلون‬ ‫�صلاة الجمعة‪.‬‬ ‫فضل يوم الجمعة‬ ‫يوم الجمعة �أعظم �أيام الأ�سبوع و�أجلها �شر ًفا‪ ،‬فقد ا�صطفاه الله تعالى على غيره من الأيام‪ ،‬وف ّ�ضله على ما �سواه‬ ‫من الأوقات بعدد من المزايا منها‪:‬‬ ‫ • �أن الله خ�ص أ�مة محمد به دون غيرها من الأمم‪ ،‬كما قال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬أ�ضل الله‬ ‫عن الجمعة من كان قبلنا‪ ،‬فكان لليهود يوم ال�سبت‪ ،‬وكان للن�صارى يوم الأحد‪ ،‬فجاء الله بنا‪ ،‬فهدانا ليوم‬ ‫الجمعة\" (م�سلم ‪.)856‬‬ ‫ • أ�نه فيه خلق آ�دم وفيه تقوم ال�ساعة‪ ،‬كما قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬خير يوم طلعت عليه ال�شم�س يوم الجمعة‪،‬‬ ‫فيه خلق �آدم‪ ،‬وفيه أ�دخل الجنة‪ ،‬وفيه �أخرج منها‪ ،‬ولا تقوم ال�ساعة إ�لا في يوم الجمعة\" (م�سلم ‪.)854‬‬ ‫على من تجب الجمعة؟‬ ‫تجب �صلاة الجمعة على من ات�صف بالتالي‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مستوطن‬ ‫مكلف‬ ‫رجل‬ ‫فلا تجب على الم�سافر‬ ‫فلا تجب على المجنون‬ ‫ولا من ي�سكن في البوادي‬ ‫ولا ال�صغير الذي لم يبلغ‪.‬‬ ‫فلا تجب على المر أ�ة‪.‬‬ ‫خارج المدن والقرى‪.‬‬

‫‪133‬‬ ‫صفة وأحكام صلاة الجمعة‪:‬‬ ‫‪ 1‬ي�ستحب للم�سلم لااغت�سال قبل �صلاة الجمعة‪ ،‬والتبكير إ�لى الم�سجد قبل بداية الخطبة‪ ،‬ولب�س �أح�سن‬ ‫الثياب‪.‬‬ ‫‪ 2‬يجتمع الم�سلمون في الجامع‪ ،‬ويتقدمهم‬ ‫ا إلمام‪ ،‬فيرقى على المنبر‪ ،‬فيواجه الم�صلين‬ ‫ويلقي عليهم خطبتين‪ ،‬يف�صل بينهما بجلو�س‬ ‫ي�سير‪ ،‬يذ ِّكرهم فيها بتقوى الله‪ ،‬ويقدم لهم‬ ‫التوجيهات والمواعظ والآيات‪.‬‬ ‫‪ 3‬يجب على الم�صلين لاا�ستماع للخطبة‪ ،‬ويحرم‬ ‫عليهم الكلام �أو لاان�شغال عن لاا�ستفادة منها حتى ولو كان ذلك بالعبث بال�سجاد �أو الح�صى والتراب‪.‬‬ ‫ثم ينزل ا إلمام من المنبر وتقام ال�صلاة في�صلي بالنا�س ركعتين يجهر فيهما بالقراءة‪.‬‬ ‫‪� 4‬صلاة الجمعة �إنما ت�شرع باجتماع عدد من النا�س فمن فاتته أ�و تخلف عنها لعذر ف إ�نه ي�صلي الظهر بد اًل‬ ‫عنها‪ ،‬ولا ت�صح منه الجمعة‪.‬‬ ‫‪ 5‬من ت�أخر عن �صلاة الجمعة فلم يدرك مع ا إلمام إ�لا �أقل من ركعة ف إ�نه يتم ال�صلاة ظه ًرا‪.‬‬ ‫‪ 6‬كل من لا تجب عليه الجمعة كالمر�أة والم�سافر ف إ�نها ت�صح منه إ�ذا �صلاها مع جماعة الم�سلمين‪ ،‬وت�سقط‬ ‫عنه بها �صلاة الظهر‪.‬‬ ‫من يعذر في حضور الجمعة‪:‬‬ ‫�أكد ال�شرع على وجوب ح�ضور �صلاة الجمعة لمن تجب عليهم‪ ،‬وحذر من لاان�شغال عنها بمتاع الدنيا‪ ،‬فقال‬ ‫إ�ِ ْن‬ ‫َل ُك ْم‬ ‫َخ ْي ٌر‬ ‫َذ ِل ُك ْم‬ ‫ا ْل َب ْي َع‬ ‫َو َذ ُروا‬ ‫الل ِه‬ ‫ِذ ْك ِر‬ ‫ِإ� َلى‬ ‫َفا�ْس َع ْوا‬ ‫ا ْل ُج ُم َع ِة‬ ‫َي ْو ِم‬ ‫ِم ْن‬ ‫ِة‬ ‫ِلل َّ�صلاَ‬ ‫ُنو ِد َي‬ ‫إ�ِ َذا‬ ‫تعالى‪َ } :‬يا أَ� ُّي َها ا َّل ِذي َن آ� َم ُنوا‬ ‫ُك ْن ُت ْم َت ْع َل ُمون{ (الجمعة ‪.)9‬‬ ‫وتو َّعد من يتخلف عنها بدون عذر �شرعي بالختم على قلبه‪ ،‬فقال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من ترك ثلاث‬ ‫جمع تهاو ًنا من غير عذر طبع الله على قلبه\" (�أبو داود ‪� ،1052‬أحمد ‪ ،)15498‬معنى طبع الله على قلبه‪ :‬أ�ي ختم عليه‬ ‫وغطاه وجعل فيه الجهل والجفاء كقلوب المنافقين والع�صاة‪.‬‬ ‫والعذر المبيح للتخلف عن الجمعة‪ :‬كل ما يح�صل لك منه م�شقة �شديدة غير معتادة‪� ،‬أو يخاف منه‬ ‫ال�ضرر البالغ على معي�شتك و�صحتك‪.‬‬

‫‪ 134‬صلاة المسلم‬ ‫هل دوام العمل والوظيفة عذر في‬ ‫التخلف عن الجمعة؟‬ ‫ا أل�صل �أن الأعمال وا أل�شغال الدائمة لي�ست عذ ًرا‬ ‫للم�سلم في التخلف عن �صلاة الجمعة‪ ،‬والله تعالى‬ ‫�أعمالنا ونتفرغ لل�صلاة‪ ،‬فيقول‪َ  }:‬يا‬ ‫نترك‬ ‫ي أ�مرنا ب أ�ن‬ ‫ِإ� َذا ُنو ِد َي ِلل َّ�صلاَ ِة ِم ْن َي ْو ِم ا ْل ُج ُم َع ِة‬ ‫�آ َم ُنوا‬ ‫أَ� ُّي َها ا َّل ِذي َن‬ ‫َفا�ْس َع ْوا �إِ َلى ِذ ْك ِر الل ِه َو َذ ُروا ا ْل َب ْي َع{ (الجمعة‪ .)9 :‬وينبغي‬ ‫للم�سلم اختيار ا ألعمال والوظائف التي يتمكن معها من‬ ‫�أداء �شعائر الله ولو كان عائدها المادي �أقل من غيرها‪.‬‬ ‫والله تعالى يقول‪َ } :‬و َم ْن َي َّت ِق الل َه َي ْج َع ْل َل ُه َم ْخ َر ًجا‬ ‫• َو َي ْر ُز ْق ُه ِم ْن َح ْي ُث اَل َي ْح َت�ِس ُب َو َم ْن َي َت َو َّك ْل َع َلى الل ِه َف ُه َو‬ ‫َح�ْس ُبه{ (الطلاق‪.)3-2:‬‬ ‫}‪َ  ‬يا ‪َ  ‬أ� ُّي َها ا َّل ِذي َن �آ َم ُنوا إِ� َذا ُنو ِد َي ِلل َّ�ص َال ِة ِم ْن َي ْو ِم‬ ‫ا ْل ُج ُم َع ِة َفا�ْس َع ْوا �إِ َلى ِذ ْك ِر الل ِه َو َذ ُروا ا ْل َب ْي َع{‬ ‫متى يكون العمل عذ ًرا في التخلف عن الجمعة؟‬ ‫لا يعتبر العمل الدائم والمتكرر عذ ًرا للتخلف عن �لاصة الجمعة لمن وجبت عليه إ�لا في حالتين‪:‬‬ ‫‪� 1‬أن يكون في العمل م�صلحة عظيمة لا تتحقق �إلا ببقائه في العمل وتركه للجمعة‪ ،‬وبتركه لعمله‬ ‫تح�صل مف�سدة عظيمة‪ ،‬ولا يوجد من ينوبه على ذلك العمل‪.‬‬ ‫أمثلة‪:‬‬ ‫• الطبيب في الإ�سعاف الذي يعالج الحالات والإ�صابات العاجلة‪.‬‬ ‫• الحار�س وال�شرطي الذي يحفظ أ�موال النا�س ودورهم من ال�سرقة والأعمال ا إلجرامية‪.‬‬ ‫• من يقوم على متابعة أ�عمال الم�صانع الكبيرة ونحوها والتي يلزم متابعتها لحظ ًيا‪.‬‬ ‫‪� 2‬إذا كان العمل هو الم�صدر الوحيد لرزقه ولي�س لديه ما يغطي نفقته ال�ضرورية من الطعام وال�شراب‬ ‫والأمور ال�ضرورية له ولعائلته �سوى ذلك العمل‪ ،‬فيجوز له البقاء في العمل وتركه ل�لاصة الجمعة‬ ‫�ضرورة حتى يجد عم اًل �آخر‪ ،‬أ�و يجد ما يغنيه من الطعام وال�شراب وا ألمور ال�ضرورية الكافية له‬ ‫ولمن يعول‪ ،‬ومع ذلك فيجب عليه البحث المتوا�صل عن عمل وم�صدر رزق آ�خر‪.‬‬

‫‪135‬‬ ‫صلاة المسافر‬ ‫• ي�سن للم�سافر حال انتقاله أ�و �إقامته الم ؤ�قتة التي تقل عن �أربعة �أيام �أن يق�صر ال�صلاة ذات الأربع ركعات �إلى‬ ‫ركعتين‪ .‬في�صلي الظهر والع�صر والع�شاء ركعتين بدل أ�ربع ركعات إ�لا إ�ذا �صلاها مع إ�مام مقيم فيتابعه في‬ ‫�صلاته وي�صلي أ�ربع ركعات مثله‪.‬‬ ‫ • ي�شـــــرع له ترك ال�سنن الراتبة‬ ‫�إلا راتبة الفجر‪.‬‬ ‫• يجــــــوز له الجمع بين الظهر‬ ‫والع�صر‪ ،‬وبين المغرب والع�شاء‬ ‫في وقت إ�حداهما‪ ،‬لا�سيما إ�ن كان‬ ‫ذلك حال انتقاله و�سفره تخفي ًفا‬ ‫ورحمة ورف ًعا للحرج‪.‬‬ ‫أ�مرنا الله بالمحافظة على ال�لاصة في كل أ�حوالنا‪.‬‬ ‫صلاة المريض‬ ‫ال�صلاة واجبة على الم�سلم في كل أ�حواله ما دام بعقله ووعيه‪� ،‬إلا أ�ن الإ�سلام راعى �أمر اختلاف ظروف‬ ‫النا�س وحاجاتهم‪ ،‬ومن ذلك المري�ض‪.‬‬ ‫ولتو�ضيح ذلك يقال‪:‬‬ ‫ • ي�سقـــط القيـام في ال�صلاة عن المري�ض الذي لا ي�ستطيع القيام‪ ،‬أ�و كان القيام ي�شق عليه أ�و يبطئ في‬ ‫علاجه‪ .‬وي�صلي جال�ًسا‪ ،‬ف�إن لم ي�ستطع فعلى جنبه‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬صل قائما‪ ،‬ف إ�ن لم ت�ستطع‬ ‫فقاعدا‪ ،‬ف�إن لم ت�ستطع فعلى جنب\" (البخاري ‪.)1066‬‬ ‫• من لم ي�ستطع الركوع �أو ال�سجود ف�إنه يومئ به قدر الم�ستطاع‪.‬‬ ‫ • من �صعب عليه الجلو�س على الأر�ض جل�س على الكر�سي ونحو ذلك‪.‬‬ ‫• من �شق عليه التطهر لكل �صلاة ب�سبب مر�ضه فيجوز له الجمع بين الظهر والع�صر وبين المغرب والع�شاء‪.‬‬ ‫• من ي�شق عليه ا�ستعمال الماء ب�سبب المر�ض يجوز له التيمم ألداء ال�صلاة‪.‬‬

‫‪ 136‬صيام المسلم‬

‫‪137‬‬ ‫صيام المسلم‬ ‫‪4‬‬ ‫فر�ض الله على الم�س��لمين ال�ص��يام �ش��ه ًرا واح ًدا في ال�سنة‪،‬‬ ‫هو �ش��هر رم�ض��ان المبارك‪ ،‬وجعله الركن الرابع من أ�ركان‬ ‫ا إل�س�ل�ام ومبانيه العظام‪ ،‬قال الله تعالى‪َ } :‬يا َأ� ُّي َها ا َّل ِذي َن‬ ‫آ� َم ُنوا ُك ِت َب َعلَ ْي ُك ُم ال ِّ�ص�� َيا ُم َك َما ُك ِت َب َعلَى ا َّل ِذي َن ِم ْن َق ْب ِل ُك ْم‬ ‫َل َع َّل ُك ْم َت َّت ُقون{ (البقرة‪.)183 :‬‬ ‫�صيام التطوع‬ ‫ف�ضل ال�صيام‬ ‫معنى ال�صيام‬ ‫عيد الفطر المبارك‬ ‫ف�ضل �شهر رم�ضان المفطرات‬ ‫الحكمة من ال�صيام من عذرهم الله في ال�صيام‬

‫‪ 138‬صيام المسلم‬ ‫صيام رمضان‬ ‫معنى الصيام‬ ‫} َف َم ْن �َش ِه َد ِم ْن ُك ُم ال�َّش ْه َر َف ْل َي ُ�ص ْم ُه{‬ ‫معنى ال�صيام في الإ�سلام‪:‬‬ ‫التعبدللهبا إلم�ساكولاامتناععنا ألكل‬ ‫وال�شرب والجماع وبقية المفطرات من‬ ‫طلوع الفجر ‪ -‬وهو موعد أ�ذان الفجر‪-‬‬ ‫�إلى غروب ال�شم�س‪ -‬وهو موعد �أذان‬ ‫المغرب‪.-‬‬ ‫فضل شهر رمضان‬ ‫�شهر رم�ضان هو ال�شهر التا�سع من ا أل�شهر القمرية في التقويم الإ�سلامي‪ ،‬وهو أ�ف�ضل‬ ‫�أ�شهر ال�سنة‪ ،‬اخت�صه الله بالعديد من الف�ضائل عن غيره من ا أل�شهر‪ ،‬ومن تلك الف�ضائل‪:‬‬ ‫‪ 3‬أ�ن من �صام نهاره وقام ليله غفر له ما تقدم‬ ‫‪ 1‬أ�نه ال�شهر الذي اخت�صه الله بنزول أ�عظم‬ ‫من ذنبه‪ ،‬قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من‬ ‫الكتب و�أ�شرفها‪ :‬القر�آن الكريم‪ ،‬قال الله‬ ‫�صام رم�ضان �إيما ًنا واحت�سا ًبا غفر له ما تقدم‬ ‫تعالى‪َ�} :‬ش ْه ُر َر َم َ�ضا َن ا َّل ِذي ُأ� ْن ِز َل ِفي ِه ا ْل ُق ْر آ� ُن‬ ‫من ذنبه\" (البخاري ‪ ،1910‬م�سلم ‪ ،)760‬وقال‪\" :‬من‬ ‫ُه ًدى ِلل َّنا�ِس َو َب ِّي َنا ٍت ِم َن ا ْل ُه َدى َوا ْل ُف ْر َقا ِن َف َم ْن‬ ‫قام رم�ضان إ�يما ًنا واحت�سا ًبا غفر له ما تقدم من‬ ‫�َش ِه َد ِم ْن ُك ُم ال�َّش ْه َر َف ْل َي ُ�ص ْم ُه{ (البقرة‪.)185:‬‬ ‫ذنبه\" (البخاري ‪ ،1905‬م�سلم ‪.)759‬‬ ‫‪ 2‬أ�نه �شهر تفتح فيه أ�بواب الجنة‪ :‬قال‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬إذا دخل رم�ضان فتحت‬ ‫‪ 4‬أ�ن فيه أ�عظم ليالي العام‪ :‬ليلة القدر‪ ،‬التي‬ ‫�أبواب الجنة‪ ،‬وغلقت أ�بواب جهنم‪ ،‬و�سل�سلت‬ ‫�أخبر الله في كتابه أ�ن العمل ال�صالح فيها خير‬ ‫ال�شياطين\" (البخاري ‪ ،3103‬م�سلم ‪ ،)1079‬فقد‬ ‫ا ْل َق ْد ِر‬ ‫} َل ْي َل ُة‬ ‫في أ�زمان كثيرة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫من العمل‬ ‫هي أ�ه الله لعباده ل إلقبال عليه بفعل الطاعات‬ ‫قامها‬ ‫ومن‬ ‫َأ� ْل ِف �َش ْه ٍر{ (القدر‪،)3 :‬‬ ‫َخ ْي ٌر ِم ْن‬ ‫إ�يما ًنا واحت�سا ًبا غفر له ما تقدم من ذنبه‪ ،‬وهي‬ ‫وترك المنكرات‪.‬‬ ‫ليلة من الليالي الع�شر ا ألخيرة من رم�ضان‪ ،‬ولا‬ ‫يعلم �أحد موعدها على التحديد‪.‬‬

‫‪139‬‬ ‫فضل الصيام‬ ‫لل�صيام ف�ضائل كثيرة وردت في ال�شرع منها ما يلي‪:‬‬ ‫‪ 1‬أ�ن من �صام رم�ضان �إيما ًنا بالله وامتثا اًل ألوامره‪ ،‬وت�صدي ًقا لما ورد في ف�ضله‪ ،‬محت�س ًبا ا ألجر عند الله‪،‬‬ ‫غفر له ما تقدم من ذنبه‪ ،‬كما قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من �صام رم�ضان إ�يما ًنا واحت�سا ًبا غفر له ما تقدم‬ ‫من ذنبه\" (البخاري ‪ ،1910‬م�سلم ‪.)760‬‬ ‫‪� 2‬أن ال�صائم يفرح بما يلاقي من الأجر والنعيم عند ملاقاة الله ب�سبب �صيامه‪ ،‬كما قال �صلى الله عليه‬ ‫و�سلم‪\" :‬لل�صائم فرحتان‪ :‬فرحة عند فطره‪ ،‬وفرحة عند لقاء ربه\" (البخاري ‪ ،1805‬م�سلم ‪.)1151‬‬ ‫‪ 3‬أ�ن في الجنة با ًبا يقال له الريان لا يدخل منه إ�لا ال�صائمون‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬إن في الجنة‬ ‫با ًبا يقال له ال َّر َّيان يدخل منه ال�صائمون يوم القيامة‪ ،‬لا يدخل منه �أحد غيرهم‪ ،‬يقال‪ :‬أ�ين ال�صائمون؟‪،‬‬ ‫فيقومون‪ ،‬لا يدخل منه �أحد غيرهم‪ ،‬ف إ�ذا دخلوا أ�غلق فلم يدخل منه �أحد\" (البخاري ‪ ،1797‬م�سلم ‪.)1152‬‬ ‫‪ 4‬أ�ن الله ن�سـب جزاء ال�صيـام والمثوبة عليه إ�ليه �سبحانه‪ ،‬ومن كانت مثوبته وجزا�ؤه على كريم عظيم‬ ‫جواد رحيم فليب�شر بما أ�عده الله له‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم في الحديث القد�سي الذي يرويه عن ربه‪:‬‬ ‫\"كل عمل ابن �آدم له �إلا ال�صيام ف�إنه لي و أ�نا أ�جزي به\" (البخاري ‪ ،1805‬م�سلم ‪.)1151‬‬

‫‪ 140‬صيام المسلم‬ ‫الحكمة من الصيام‬ ‫فر�ض الله ال�صيام لحكم كثيرة ولطائف متعددة في الدين والدنيا‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬ ‫‪ 1‬تحقيق تقوى الله عز وجل‪:‬‬ ‫وقمع �شهواته‪ ،‬في�ضبط نف�سه بالتقوى ومراقبة الله‬ ‫وذلك أل َّنه عبادة يتقرب بها العبد لر ِّبه بترك محبوباته‪،‬‬ ‫يقول الله �سبحانه‪َ } :‬يا أَ� ُّي َها ا َّل ِذي َن �آ َم ُنوا ُك ِت َب َع َل ْي ُك ُم‬ ‫�سبحانه وتعالى في كل مكان وزمان‪ ،‬في �سره وعلانيته‪ ،‬ولهذا‬ ‫ال ِّ�ص َيا ُم َك َما ُك ِت َب َع َلى ا َّل ِذي َن ِم ْن َق ْب ِل ُك ْم َل َع َّل ُك ْم َت َّت ُقو َن{ (البقرة‪.)183 :‬‬ ‫‪ 2‬تدريب على الإقلاع عن المعا�صي والذنوب‪:‬‬ ‫ف إ�ذا امتنع ال�صائم عن المباحات امتثا اًل ألمر الله ف�سيكون أ�قدر على لجم �شهواته للمعا�صي والذنوب والوقوف عند‬ ‫حدود الله وعدم التمادي في الباطل‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من لم يدع قول الزور والعمل به فلي�س لله حاجة في‬ ‫أ�ن يدع طعامه و�شرابه\" (البخاري ‪ )1804‬أ�ي‪� :‬إ َّن من لم ينته عن الكذب والفجور في القول والعمل ف�إنه لم يحقق مق�صود‬ ‫ال�صيام‪.‬‬ ‫‪ 3‬تذكر المحرومين وموا�ساتهم‪:‬‬ ‫وذلك أل َّن فيه تجربة لمقا�ساة الحرمان والجوع‪ ،‬وتذ ُّكر الفقراء الذين يقا�سون الحرمان �أبد الدهر‪ ،‬فيتذكر‬ ‫العبد إ�خوانه الفقراء وكيف أ� َّنهم يعانون الأم َّرين من الجوع والعط�ش فيجتهد في تقديم يد العون والم�ساعدة لهم‪.‬‬ ‫من لم يدع قول الزور والعمل به فلي�س لله‬ ‫حاجة في أ�ن يدع طعامه و�شرابه‪.‬‬

‫‪141‬‬ ‫المفطرات‬ ‫وهي الأمور التي يجب على ال�صائم الامتناع‬ ‫عنها لأنها تف�سد ال�صيام‪ .‬وهي كالتالي‪:‬‬ ‫‪ 5‬التقي ؤ� عم ًدا‪� ،‬أما من خرج منه القيء بدون‬ ‫اُثْقل َّامَخلَْأ�ي ِت ُتُّمطعواالا ْالأَىل ْ‪:‬ب َيِّ�ص�َُ}ي َاوض َُكم ُلِ�إمِو َلاَنىَوااا ْلل�ْ َّلشَْيخَرْيُلب ِواط{‬ ‫ا ألكل وال�شرب‬ ‫ ‬ ‫‪1‬‬ ‫اختياره فلا �شيء عليه‪ ،‬قال �صلى الله عليه‬ ‫ا َْح َألَّت�ْسى َو َِدي َت َِبم َّيَنَنا ْل َلَفُك ْ ُجم ِر‬ ‫و�سلم‪\" :‬من ذرعه القيء وهو �صائم فلي�س عليه‬ ‫(البقرة‪.)187 :‬‬ ‫ق�ضاء‪ ،‬ومن ا�ستقاء فليق�ض\" (الترمذي ‪� ،720‬أبو‬ ‫ومن أ�كل �أو �شرب نا�س ًيا؛ ف�صيامه �صحيح ولا إ�ثم‬ ‫داود ‪.)2380‬‬ ‫عليه‪ ،‬كما قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من ن�سي‬ ‫‪ 6‬خروج دم الحي�ض والنفا�س‪ ،‬فمتى ما ُوجد‬ ‫وهو �صائم ف�أكل أ�و �شرب فليتم �صومه ف إ�نما أ�طعمه الله‬ ‫دم الحي�ض �أو النفا�س في آ�خر جزء من النهار‬ ‫فقد أ�فطرت المر أ�ة‪� ،‬أو كانت حائ ً�ضا فطهرت‬ ‫و�سقاه\" (البخاري ‪ ،1831‬م�سلم ‪.)1155‬‬ ‫بعد طلوع الفجر لم ي�صح �صومها‪ ،‬و تكون‬ ‫مفطرة ذلك اليوم‪ ،‬لقول النبي �صلى الله عليه‬ ‫‪ 2‬ما كان في معنى الأكل وال�شرب‪ ،‬و أ�مثلته‪:‬‬ ‫و�سلم‪ \" :‬أ�لي�س إ�ذا حا�ضت لم ت�صل ولم ت�صم\"‬ ‫• المحاليل وا إلبر المغذية التي ت�صل �إلى الج�سم‬ ‫(البخاري ‪.)1850‬‬ ‫لتمده بما ينق�صه من الأملاح والغذاء‪ ،‬ف إ�نها تقوم‬ ‫�أما الدم الذي يخرج من المر�أة ب�سبب مر�ض‪ ،‬وهو‬ ‫غير الحي�ض المعتاد �أيا ًما محددة في ال�شهر وغير دم‬ ‫مقام الأكل وال�شرب فت أ�خذ حكمها‪.‬‬ ‫النفا�س الذي يخرج بعد الولادة‪ ،‬فلا يمنع من ال�صيام‪.‬‬ ‫• َحقن الدم للمري�ض؛ ألن الدم مغ ٍذ للج�سم‪ ،‬فله‬ ‫يعتبر المغذي الذي يعطى للمري�ض بدل ا ألكل‬ ‫حكم الطعام وال�شراب‪.‬‬ ‫وال�شرب من مف�سدات ال�صيام‬ ‫• التدخين ب�أنواعه ف�إنه مفطر؛ ألنه يمد الج�سم‬ ‫بال�سموم عن طريق ا�ستن�شاق الدخان‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجماع ب�إيلاج ر�أ�س الذكر في فرج المر أ�ة‪،‬‬ ‫�سواء أ�نزل الرجل المني �أم لم ينزل‪.‬‬ ‫‪ 4‬إ�نزال المني باختياره بمبا�شرة‪ ،‬أ�و ا�ستمناء‪،‬‬ ‫ونحو ذلك‪.‬‬ ‫�أما لااحتلام الذي يح�صل في النوم فلي�س بمفطر‪.‬‬ ‫ويجوز للرجل تقبيل زوجته إ�ذا كان قاد ًرا على‬ ‫�ضبط نف�سه حتى لا يقع في الإفطار‪.‬‬

‫‪ 142‬صيام المسلم‬ ‫من عذرهم الله في الصيام‬ ‫رخ�ص الله لأ�صنا ٍف من النا�س في الفطر في رم�ضان تخفي ًفا ورحمة وتي�سي ًرا لهم‪ ،‬وهم كالتالي‪:‬‬ ‫‪ 1‬المريــ�ض الذي يت�ضرر بال�صوم‪ ،‬فيجوز له الفطر ويق�ضي ذلك بعد رم�ضان‪.‬‬ ‫‪ 2‬العاجز عن ال�صوم لكبر أ�و مر�ض لا يرجى �شفا�ؤه‪ ،‬فيجوز له الفطر و ُيطعم عن كل يوم م�سكي ًنا يعطيه ما‬ ‫مقداره كيلو ون�صف من قوت البلد‪.‬‬ ‫‪ 3‬الحائ�ض والنف�ساء‪ ،‬يحرم عليهما ال�صيام ولا ي�صح منهما‪ ،‬وعليهما الق�ضاء بعد رم�ضان (انظر �ص‪.)96‬‬ ‫‪ 4‬الحامــل والمر�ضع‪� ،‬إذا خافتا ال�ضرر على النف�س �أو على الولد أ�فطرتا وق�ضتا ذلك اليوم‪.‬‬ ‫‪ 5‬الم�سافر أ�ثناء �سفره و�إقامته الم ؤ�قتة ألقل من أ�ربعة أ�يام‪ ،‬فيجوز له الفطر ويق�ضي ذلك بعد رم�ضان‪.‬‬ ‫قال تعالى‪َ } :‬و َم ْن َكا َن َم ِري ً�ضا أ�َ ْو َع َلى �َس َف ٍر َف ِع َّد ٌة ِم ْن َ أ� َّيام أُ� َخ َر ُي ِري ُد الل ُه ِب ُك ُم ا ْل ُي�ْس َر َو اَل ُي ِري ُد ِب ُك ُم ا ْل ُع�ْس َر{‬ ‫(البقرة‪.)185 :‬‬ ‫�أباح الله للم�سافر الفطر في رم�ضان وعليه إ�ذا أ�فطر �أن يق�ضي ذلك اليوم‬ ‫ما حكم من أفطر فـي رمضان؟‬ ‫كل من أ�فطر بغير عذر فعليه التوبة إ�لى الله لارتكابه �إث ًما عظي ًما وع�صيانه لأمر الخالق �سبحانه وتعالى‪ ،‬ويلزمه‬ ‫ق�ضاء ذلك اليوم فقط‪ ،‬إ�لا من �أفطر بالجماع‪ ،‬ف�إنه يق�ضي ذلك اليوم‪ ،‬وعليه مع ذلك كفارة لتلك المع�صية ب إ�عتاق‬ ‫رقبة‪ ،‬أ�ي ب�شراء رقيق م�سلم و إ�عتاقه‪ ،‬والإ�سلام ي�ؤكد على �أهمية تحرير الإن�سان من الرق والعبودية في كل منا�سبة‪،‬‬ ‫و إ�ذا لم يوجد ذلك كما هو الحال اليوم في�صوم �شهرين متتابعين‪ ،‬ف�إن لم ي�ستطع فيطعم �ستين م�سكي ًنا‪.‬‬

‫‪143‬‬ ‫صيام التطوع‬ ‫فر�ض الله �صيام �شهر واحد في ال�سنة‪ ،‬ولكنه رغب ب�صيام أ�يام‬ ‫أ�خرى لمن وجد في نف�سه القدرة والرغبة في ذلك ابتغاء زيادة ا ألجر‬ ‫والمثوبة‪،‬ومن تلك ا أليام‪:‬‬ ‫‪ 1‬يوم عا�شوراء ويوم قبله �أو بعده‪ ،‬ويوم‬ ‫عا�شوراء هو اليوم العا�شر من �شهر‬ ‫محرم ال�شهر ا ألول في التقويم‬ ‫الإ�سلامي‪ ،‬وهو اليوم الذي‬ ‫ن َّجى الله فيه نبي الله مو�سى‬ ‫من فرعون و�أغرق فرعون ومن‬ ‫معه‪ ،‬في�صومه الم�سلم �شك ًرا لله‬ ‫على نجاة مو�سى واتبا ًعا لر�سولنا‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم لما �صامه‬ ‫وقال‪�\" :‬صوموا قبله يو ًما أ�و بعده يو ًما\"‬ ‫( أ�حمد ‪ ،)2154‬ولما �سئل �صلى الله عليه‬ ‫و�سلم عن �صيامه قال‪\" :‬يكفر ال�سنة الما�ضية\" (م�سلم ‪.)1162‬‬ ‫‪ 2‬يوم عرفة‪ ،‬وهو اليوم التا�سع من �شهر ذي الحجة‪ ،‬ال�شهر الثاني ع�شر من التقويم الإ�سلامي‪ ،‬وهذا‬ ‫اليوم يجتمع فيه حجاج بيت الله في عرفة فيدعون الله عز وجل ويبتهلون �إليه‪ ،‬وهو من أ�ف�ضل �أيام‬ ‫العام‪،‬وي�شرع لغير الحجاج �صيامه‪ ،‬ولما �ُسئل �صلى الله عليه و�سلم عن �صوم يوم عرفة قال‪\" :‬يكفر‬ ‫ال�سنة الما�ضية والباقية\" (م�سلم ‪.)1162‬‬ ‫‪� 3‬ستة أ�يام من �شوال‪ ،‬و�شوال هو ال�شهر العا�شر‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من �صام رم�ضان ثم �أتبعه �س ًتا‬ ‫من �شوال كان ك�صيام الدهر\" (م�سلم ‪  .)1164‬‬ ‫‪� 4‬صيام ثلاثة أ�يام من كل �شهر‪ ،‬عن �أبي هريرة ر�ضي الله عنه قال‪ \" :‬أ�و�صاني خليلي بثلاث لا �أدعهن حتى‬ ‫�أموت‪� :‬صوم ثلاثة أ�يام من كل �شهر‪ ،‬و�صلاة ال�ضحى‪ ،‬ونوم على وتر\" (البخاري ‪ ،1178‬م�سلم ‪.)721‬‬

‫الم�سلمون في الهند ي�ؤدون �صلاة العيد‬ ‫‪ 144‬صيام المسلم‬ ‫العيد‬ ‫ا ألعياد من �شعائر الدين‬ ‫الظاهرة‪ ،‬ولما قدم النبي �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم المدينة ووجد‬ ‫ا ألن�صار ‪-‬وهم الم�سلمون من‬ ‫�أهل المدينة‪ -‬يلعبون ويفرحون‬ ‫في يومين من ال�سنة فقال‪\" :‬ما‬ ‫هذان اليومان\"؟ قالوا‪ :‬كنا نلعب‬ ‫فيهما في الجاهلية‪ ،‬فقال ر�سول‬ ‫الله �صلى الله عليه و �سلم‪�\" :‬إن‬ ‫الله قد �أبدلكم بهما خي ًرا منهما‪:‬‬ ‫يوم الأ�ضحى‪ ،‬ويوم الفطر\" ( أ�بو‬ ‫داود ‪ ،)1134‬وقال �صلى الله عليه‬ ‫و�سلم مبي ًنا �أن ا ألعياد هي �شعار‬ ‫الأديان‪�\" :‬إن لكل قوم عي ًدا‪ ،‬وهذا‬ ‫عيدنا\" (البخاري ‪ ،909‬م�سلم ‪.)892‬‬ ‫العيد في الإسلام‪:‬‬ ‫العيد في الإ�سلام هو يوم يظهر فيه الفرح ب�إتمام العبادة �شك ًرا لله تعالى على هدايته وتوفيقه للعبادة‪ ،‬وي�شرع‬ ‫فيه إ�دخال ال�سرور على قلوب النا�س عمو ًما‪ ،‬ولب�س أ�جمل الثياب‪ ،‬وا إلح�سان للمحتاجين‪ ،‬وبكل الو�سائل المباحة‬ ‫كالاحتفالات والفعاليات التي تدخل ال�سرور على قلوب الجميع‪ ،‬وتذكرهم بنعمة الله عليهم‪.‬‬ ‫أعياد المسلمين‪:‬‬ ‫للم�سلمين عيدان في ال�سنة يحتفلون فيهما‪ ،‬ولا يجوز تخ�صي�ص يوم من الأيام يتخذه النا�س عي ًدا غيرهما‪،‬‬ ‫وهما‪:‬‬ ‫عيد الأضحى‬ ‫عيد الفطر‬ ‫وهو اليوم العا�شر من �شهر ذي الحجة‬ ‫وهو اليوم ا ألول من �شهر �شوال‬

‫‪145‬‬ ‫عيد الفطر‬ ‫وهو اليوم ا ألول من �شهر �شوال ال�شهر العا�شر‪ ،‬وي أ�تي بعد انتهاء �آخر يوم من �شهر رم�ضان‪ ،‬ولهذا �سمي عيد‬ ‫الفطر‪ ،‬وذلك لأن النا�س يتعبدون لله ب�إفطار هذا اليوم كما تعبدوا لله ب�صيام رم�ضان‪ ،‬فهم يحتفلون بالعيد �شك ًرا‬ ‫ا ْل ِع َّد َة‬ ‫} َو ِل ُت ْك ِم ُلوا‬ ‫ـى‪:‬‬ ‫تعال‬ ‫قال‬ ‫المبارك‪،‬‬ ‫رم�ضـ ـان‬ ‫ب أ�ن ي�سر لهم �إكمال �صيـام �شهر‬ ‫وف�ضله‬ ‫َوعِللُت َىك ِّبتُرمواامالنل َهعمَعةَل اىل َلمها‬ ‫َو َل َع َّل ُك ْم َت�ْش ُك ُرون{ (البقرة‪.)185 :‬‬ ‫َه َدا ُك ْم‬ ‫ماذا يشرع يوم عيد الفطر؟‬ ‫‪� 1‬صلاة العيد‪ :‬وهي �صلاة أ�كد ا إل�سلام عليها وحث الم�سلمين على الخروج لأدائها مع الن�ساء وا ألطفال‪،‬‬ ‫وقتها من ارتفاع ال�شم�س قيد رمح عن الأفق بعد ال�شروق �إلى زوال ال�شم�س‪.‬‬ ‫�صفتها‪� :‬صلاة العيد ركعتان يجهر فيهما الإمام بالقراءة‪ ،‬ويخطب بعد ال�صلاة خطبتين‪ ،‬وي�شرع في �صلاة‬ ‫العيد الزيادة في التكبير في بداية كل ركعة‪ ،‬فيكبر في الركعة الأولى قبل القراءة �ست تكبيرات غير تكبيرة الإحرام‪،‬‬ ‫ويكبر في الثانية خم�س تكبيرات غير تكبيرة القيام من ال�سجود‪.‬‬ ‫وقد فر�ضها ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫‪ 2‬زكاة الفطر‪ :‬فقد �أوجب الله على من يملك‬ ‫\" ُطهرة لل�صائم ( أ�ي‪ :‬تطهي ًرا لل�صائم من الخط أ�‬ ‫زيادة عما يحتاجه في يوم العيد وليلته من‬ ‫والزلل و إ�كما اًل للنق�ص) من اللغو والرفث‪ ،‬و ُطعمة‬ ‫الطعام �أن يخرج قدر �صاع من طعام �أهل البلد‬ ‫للم�ساكين‪ ،‬فمن أ�داها قبل ال�صلاة فهي زكاة مقبولة‪،‬‬ ‫من الرز أ�و القمح أ�و التمر للفقراء والم�ساكين‬ ‫ومن �أداها بعد ال�صلاة فهي �صدقة من ال�صدقات\" ( أ�بو‬ ‫من الم�سلمين‪ ،‬حتى لا يبقى في يوم العيد‬ ‫داود ‪.)1609‬‬ ‫محتاج‪.‬‬ ‫ووقتها‪ :‬من مغرب �آخر يوم من رم�ضان إ�لى‬ ‫�صلاة العيد‪ ،‬ويجوز تقديمها قبل العيد بليلة �أو ليلتين‪.‬‬ ‫�شرع الله زكاة الفطر حتى ي�ستغني الجميع عن‬ ‫ومقدارها �صاع من قوت أ�هل البلد من القمح �أو‬ ‫الحاجة وال�س ؤ�ال يوم العيد‬ ‫الأرز أ�و التمر ونحو ذلك‪ ،‬وال�صاع مقدار كيل‪ ،‬لكن‬ ‫تقديره بالوزن أ�ي�سر لل�ضبط بالمقايي�س الحديثة‪ ،‬وهو‬ ‫ي�ساوي وز ًنا ‪ 3‬كيلو غرام تقري ًبا‪.‬‬ ‫وتجب عليه عن نف�سه وعمن تلزمه نفقته كزوجته‬ ‫و�أولاده‪ ،‬وي�ستحب �إخراجها عن الجنين في بطن ا ألم‪،‬‬ ‫فيخرج عن كل نف�س �صا ًعا من طعام البلد �أي ‪ 3‬كيلو‬ ‫غرام تقري ًبا‪.‬‬

‫‪ 146‬صيام المسلم‬ ‫‪ 3‬ي�شـرع ن�شر الفرحة وال�سرور في العائلة من ال�صغار والكبار والرجال والن�ساء بكل و�سيلة مباحة‪ ،‬ولب�س‬ ‫�أجمل الثياب و�أح�سنها‪ ،‬والتعبد لله با إلفطار وا ألكل نهار ذلك اليوم‪ ،‬ولذلك يحرم �صيام العيد‪.‬‬ ‫‪ 4‬ي�شرع التكبير لله عز وجل ليلة العيد وعند الخروج إ�لى �صلاة العيد‪ ،‬وينتهي وقت التكبير ب�صلاة العيد‪،‬‬ ‫قال‬ ‫لل�صيام‪،‬‬ ‫لنا‬ ‫المبارك و�شكـ ًرا لنعمة الله علينا وهدايته‬ ‫�إ}ظ َوهِلاُت ًرْكا ِم ُلللوافار ْل ِحع َّدب َإ�ةت َومِلاُت َمك ِّب ُ�رصووا امللهَّر َم َع� َلضـىـا َمنا‬ ‫وذلك‬ ‫َه َدا ُك ْم َو َل َع َّل ُك ْم َت�ْش ُك ُرون{ (البقرة‪.)185 :‬‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫و�صفة التكبير‪ :‬الله �أكبر الله أ�كبر‪ ،‬لا �إله إ�لا الله‪ ،‬الله �أكبر الله أ�كبر ولله الحمد‪.‬‬ ‫ويقول �أي ً�ضا‪ :‬الله �أكبر كبي ًرا‪ ،‬والحمد لله كثي ًرا‪ ،‬و�سبحان الله بكرة و أ��صيلاً ‪.‬‬ ‫وي�شرع أ�ن يرفع الرجال بها �أ�صواتهـم بالطريقة التي لا ت ؤ�ذي النا�س أ�و ت�شو�ش عليهم‪ ،‬ويخف�ض الن�ساء‬ ‫�أ�صواتهن بها‪.‬‬ ‫عيد الأضحى‬ ‫وهو العيد الثاني للم�سلمين وي أ�تي في اليوم العا�شر‬ ‫من �شهر ذي الحجة (ال�شهر الثاني ع�شر في التقويم‬ ‫ا إل�سلامي)‪ ،‬وقد ُجمعت فيه ف�ضائل كثيرة‪،‬منها‪:‬‬ ‫‪� 1‬أنهمن أ�ف�ضل أ�يامال�سنة‪:‬ف�أف�ضل�أيامالعام‬ ‫هي الع�شر ا ألوائل من �شهر ذي الحجة‪ ،‬كما قال‬ ‫�صلىاللهعليهو�سلم‪\":‬مامن أ�يامالعملال�صالح‬ ‫فيهن أ�حب �إلى الله من هذه الع�شر\" قالوا‪ :‬ولا‬ ‫الجهاد في �سبيل الله؟ قال‪\" :‬ولا الجهاد في‬ ‫�سبيلالله إ�لارجلخرجبنف�سهومالهثملميرجع‬ ‫من ذلك ب�شيء\" (البخاري‪ ،926‬الترمذي‪.)757‬‬ ‫‪ 2‬أ�نه يوم الحج الأكبر‪ :‬ففيه �أعظم �أفعال‬ ‫الحج و أ�همها و أ��شرفها‪،‬كالطواف بالكعبة‪،‬‬ ‫وذبح الهدي‪ ،‬ورمي جمرة العقبة‪.‬‬ ‫ُف�ِّسر قول الله تعالى‪َ } :‬ف�َص ِّل ِل َر ِّب َك َوا ْن َح ْر{ (الكوثر‪)2 :‬‬ ‫ب�صلاة العيد والأ�ضحية‪.‬‬

‫‪147‬‬ ‫ماذا يشرع يوم عيد الأضحى؟‬ ‫ي�شرع في يوم عيد ا أل�ضحى لغير الحاج جميع ما ي�شرع في عيد الفطر المبارك‪ ،‬وقد �سبق (�ص ‪ ،)145‬إ�لا زكاة‬ ‫الفطر فهي خا�صة بعيد الفطر فقط‪.‬‬ ‫ويتميز عيد الأ�ضحى با�ستحباب ا أل�ضحية تقر ًبا �إلى الله‪.‬‬ ‫الأ�ضحية‪ :‬وهي ما يذبح من الإبل �أو البقر أ�و الغنم تقر ًبا �إلى الله يوم عيد ا أل�ضحى من بعد �صلاة العيد حتى‬ ‫مغرب اليوم الثالث ع�شـر من �شهر ذي الحجة‪ ،‬قال تعالى‪َ } :‬ف َ�ص ِّل ِل َر ِّب َك َوا ْن َح ْر{ (الكوثر‪ )2 :‬وقد ف�سرت ب�صلاة‬ ‫العيد والأ�ضحية‪.‬‬ ‫حكمها‪� :‬سنة م�ؤكدة للقادر عليها‪ ،‬في�ضحي الم�سلم عن نف�سه و�أهل بيته‪.‬‬ ‫وي�شرع له �إذا �أراد الأ�ضحية �أن لا ي�أخذ �شي ًئا من �شعره ولا أ�ظفاره وب�شرته �شي ًئا من أ�ول يوم في �شهر ذي الحجة‬ ‫وحتى ذبح الأ�ضحية‪.‬‬ ‫شروط الحيوان المضحى به‪:‬‬ ‫‪ 1‬ي�شترط �أن يكون من بهيمة ا ألنعام‪ ،‬وهي الغنم �أو البقر أ�و ا إلبل‪ ،‬ولا ت�صح الأ�ضحية بغيرها من‬ ‫الحيوانات �أو الطيور‪.‬‬ ‫وتكفي ال�شاة أ�و الماعز عن الرجل و�أهل بيته‪ ،‬ويجوز أ�ن ي�شترك ال�سبعة في البقرة الواحدة �أو الجمل الواحد‪.‬‬ ‫‪ 2‬بلوغها ال�سن المطلوبة‪ ،‬وال�سن المطلوبة‪:‬في ال�ض أ�ن �ستة أ��شهر‪ ،‬وفي المعز �سنة‪ ،‬وفي البقر �سنتان‪ ،‬وفي‬ ‫ا إلبل خم�س �سنين‪.‬‬ ‫‪� 3‬سلامة الحيوان من العيوب الظاهرة‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم‪ \" :‬أ�ربع لا يجزين في الأ�ضاحي‪ :‬العوراء‬ ‫البين عورها‪ ،‬والمري�ضة البين مر�ضها‪ ،‬والعرجاء البين ظلعها‪ ،‬والعجفاء التي لا تنقي (وهي الهزيلة ج ًدا)\"‬ ‫(الن�سائي ‪ ،4371‬الترمذي ‪.)1497‬‬ ‫ماذا يفعل بالأضحية؟‬ ‫• يحرم بيع �شيء من الأ�ضحية‪ ،‬ولا يعطى الجزار �أجرته منها‪.‬‬ ‫• ي�ستحب تق�سيم لحمها أ�ثلا ًثا‪ ،‬في أ�كل ثلثها‪ ،‬ويهدي ثلثها‪ ،‬ويت�صدق على الفقراء بالثلث الباقي‪.‬‬ ‫• يجوز ل إلن�سان توكيل غيره و إ�عطاء المال للجهات الخيرية الموثوقة التي تقوم بذبح الأ�ضحية وتوزيعها على‬ ‫المحتاجين‪.‬‬

‫‪ 148‬زكاة المسلم‬

‫‪149‬‬ ‫الزكاة‬ ‫‪5‬‬ ‫فر���ض الله ال��زكاة‪ ،‬وجعله��ا الرك��ن الثال��ث م��ن أ�ركان‬ ‫ا إل�س�ل�ام‪ ،‬وتوع��د م��ن تركه��ا بالعقوب��ة ال�ش��ديدة‪ ،‬وربط‬ ‫الأخ��وة مع الم�سلمين بالتوبة و�إق��ام ال�لاصة و إ�يتاء الزكاة‪،‬‬ ‫كم��ا قال تعالى‪َ }:‬ف�� ِإ� ْن َتا ُبوا َو َأ� َقا ُموا ال َّ�ص�َلَاَ َة َو�آ َت ُوا ال َّز َكا َة‬ ‫َف إ�ِ ْخ َوا ُن ُك ْم ِيف ال ِّدي ِن{ (التوبة‪.)11 :‬‬ ‫وق��ال �صل��ى الله عليه و�سلم‪\" :‬بني الإ�س�ل�ام على خم�س‪..‬‬ ‫و�إقام ال�لاصة و�إيتاء الزكاة\" (البخاري ‪ ،8‬م�سلم ‪.)16‬‬ ‫لمن ت�صرف الزكاة؟‬ ‫مقا�صد الزكاة‬ ‫الأموال التي تجب فيها الزكاة‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook