Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore دليل المسلم الميسر - المؤلف : فهد بن سالم باهمام

دليل المسلم الميسر - المؤلف : فهد بن سالم باهمام

Published by Ismail Rao, 2021-03-19 07:28:23

Description: وقد حرصنا في هذا الكتاب أن نعرض لجميع مهمات الإسلام من تصورات واعتقادات وشرائع وأخلاقيات بأسلوب ميسر واضح المقصود، محدد الإجراءات والخطوات.مع عدد من الصور التي تزيد الإدراك والتأمل في المعاني، ليكون مرجعا ودليلا تعليميا مشوقا للمسلمين باختلاف تخصصاتهم.
وستجد بعون الله أن الكتاب بين يديك يحرص على استلهام الأسلوب القرآني في ذكر أحكام الدين وشرائعه، فلم يركز على ما يجب فعله أو تركه فقط، ولكنه فوق ذلك يعرج على روح تلك العبادات ومقاصدها وآثارها. ويجيب عن أسئلة غاية في الأهمية لتعلم الدين، لا سيما في هذا العصر سريع التغيرات، مثل: لماذا؟ كيف؟ وماذا علي إن تغيرت الأحوال؟

Search

Read the Text Version

‫‪ 250‬الأسرة المسلمة‬ ‫عقد النكاح (الزواج)‬ ‫وهو العقد والاتفاق الذي ت�صير المر�أة بموجبه زوجة للرجل‪ ،‬وتترتب عليه جميع أ�حكام‬ ‫الزواج‪ ،‬وقد �سماه الله في كتابه الميثاق الغليظ ألهميته ووجوب �صيانته والحر�ص عليه‪.‬‬ ‫�سمى الله الزواج ميثا ًقا غلي ًظا تعظي ًما لمكانته و�صيانة له‬ ‫وي�شترط ل�صحة الزواج ما يلي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ر�ضا الزوجين‪:‬‬ ‫فيلزم ر�ضا الزوج وعدم إ�كراهه‪ ،‬ور�ضا الزوجة وعدم إ�كراهها‪ ،‬ويعرف ر�ضا المر أ�ة بنطقها بالموافقة إ�ن كانت‬ ‫قد �سبق لها الزواج (الثيب)‪ ،‬ويكفي �سكوتها وعدم اعترا�ضها �إن كانت بك ًرا‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬لا تنكح‬ ‫لاأيم حتى ت�ست أ�مر‪ ،‬ولا تنكح البكر حتى ت�ست�أذن‪ ،‬قالوا‪ :‬يا ر�سول الله‪ ،‬وكيف إ�ذنها؟ قال‪ :‬أ�ن ت�سكت\" (البخاري ‪،)4843‬‬ ‫ولما ز َّوج �أحد ال�صحابة ابنته بدون ر�ضاها ذهبت ت�شتكي �إلى ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬ف أ�بطل ذلك النكاح‬ ‫(البخاري ‪.)4845‬‬

‫‪251‬‬ ‫‪ 2‬وجود الولي‪:‬‬ ‫والولي هو الرجل ا ألقرب من قرابات المر�أة ك أ�بيها و�أخيها في�شترط وجوده وموافقته‪ ،‬وفي ذلك تقوية لجانبها‬ ‫�أمام زوجها حيث يراها م�سنودة الظهر ب�أب أ�و �أخ قادر على حمايتها ورد الظلم عنها �إن وقع‪ ،‬ولأن وليها �أعرف منها‬ ‫بالرجال‪ ،‬فيكون في �إ�شراكه في الأمر خير لها‪ ،‬وقد قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬لا نكاح �إلا بولي\" ( �أبو داود ‪،2085‬‬ ‫الترمذي ‪.)1102‬‬ ‫وهذه الولاية �أمانة وينبغي تي�سير الزواج �إذا تقدم الرجل المنا�سب المت�صف بـ‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫حسن الخلق‬ ‫الاستقامة على الدين‬ ‫من �أ�شد أ�نواع الظلم أ�ن يمنع الولي المر أ�ة من الزواج‬ ‫قال �صلى الله عليه و�سلم‪ \" :‬إ�ذا خطب �إليكم من‬ ‫و�إذا ح�صل ذلك انتقلت الولاية للولي الأبعد‪.‬‬ ‫تر�ضون دينه وخلقه فزوجوه\" (الترمذي ‪ ،1084‬ابن ماجه‬ ‫‪.)1967‬‬ ‫ومن أ��شد �أنواع الظلم منع المر�أة من الزواج‬ ‫وع�ضلها و�إذا ح�صل ذلك انتقلت الولاية للولي الأبعد‪.‬‬ ‫ولمّا ز َّوج �أحد ال�صحابة أ�خ ًتا له لرجل و�أكرمه‬ ‫و�أح�سن �إليه‪ ،‬قدر الله أ�ن لا ي�ستمر ذلك الزواج‬ ‫وطلقها الرجل‪ ،‬ثم أ�راد العودة �إليها فرف�ض‬ ‫ال�صحابي أ�ن يزوجه أ�خته مرة أ�خرى‪ ،‬وكانت المر أ�ة‬ ‫تريده‪ ،‬ولا عيب فيه‪ ،‬ف�أنزل الله قوله تعالى‪َ } :‬ف َال‬ ‫َت ْع ُ�ض ُلو ُه َّن �أَ ْن َي ْن ِك ْح َن �أَ ْزوَا َج ُه َّن �إِذَا َترَا َ�ض ْوا َب ْي َن ُه ْم‬ ‫ِبالمَْ ْع ُرو ِف{ (البقرة‪ )232 :‬فقال ال�صحابي‪\" :‬لاآن أ�فع ُل‬ ‫يا ر�سول الله‪ .‬قال‪ :‬فز ّوجها �إياه\" (البخاري ‪.)4837‬‬ ‫ف�إن لم يوجد ولي قريب ‪ ،‬أ�و كان �أقاربها الذكور من‬ ‫غير الم�سلمين فيكون القا�ضي أ�و �إمام الجامع ومن له‬ ‫�ش أ�ن ومحل ثقة بين الم�سلمين ول ًيا لها‪.‬‬ ‫‪ 3‬الإعلان ووجود ال�شاهدين‪:‬‬ ‫ي�شترط الإ�سلام إلبعاد التهمة عن الزوجين إ�علان‬ ‫النكاح بين النا�س و�إظهاره‪ ،‬و�أقل حد يح�صل به ا إلعلان‬ ‫ح�ضور ال�شاهدين لعقد النكاح‪.‬‬

‫‪ 252‬الأسرة المسلمة‬ ‫‪ 4‬توفر ال�شروط في الرجل والمر�أة‪:‬‬ ‫و�ضع ا إل�سلام �شرو ًطا واجبة لكل من الزوج والزوجة حتى ي�صح النكاح والزواج‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬ ‫�أن تكون المر أ�ة م�سلمة أ�و كتابية (بمعنى أ�نها يهودية أ�و ن�صرانية) ت ؤ�من بدينها‪ ،‬ولكن‬ ‫‪1‬‬ ‫لاإ�لاسم يحثنا على اختيار الم�سلمة ذات الدين؛ لأنها �ستكون �أُ ًما مربية لأبنائك معينة لك على‬ ‫الخير والا�ستقامة‪ ،‬كما قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬فاظفر بذات الدين تربت يداك\"‬ ‫(البخاري ‪ ،4802‬م�سلم ‪.)1466‬‬ ‫�أن تكون عفيفــة مح�صنة‪ ،‬فيحرم الزواج من التي عرفت بالفح�ش والزنى‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫}وَالمْ ُ ْح َ�ص َنا ُت ِم َن المْ ُ ؤْ� ِم َنا ِت وَالمْ ُ ْح َ�ص َنا ُت ِم َن ا َّل ِذي َن أ�ُو ُتوا ا ْل ِك َتاب{ (المائدة‪.)5 :‬‬ ‫أ�ن لا تكون من محارمه اللاتي يحرم عليه الزواج منهن على الت أ�بيد‪ ،‬كما �سبق بيانه (�ص‪،)244‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ولا يجمع في زواجه بين المر أ�ة و�أختها أ�و عمتها �أو خالتها‪.‬‬ ‫ي�شترط في الرجل �أن يكون م�سل ًما‪ ،‬ويحرم في ل إا�لاسم زواج الم�سلمة من الكافر �أ ًيا كان‬ ‫‪4‬‬ ‫دينه‪ ،‬كتاب ًيا كان أ�و غير كتابي‪.‬‬ ‫ويح�صل العقد ب أ�ن يقول الولي للرجل‪ :‬زوجتك أ�و �أنكحتك ابنتي �أو أ�ختي وي�سميها‪ ،‬ويقول‬ ‫‪5‬‬ ‫الرجل‪ :‬قبلت �أو وافقت‪ ،‬و�سواء كانت بهذه ل أالفاظ أ�و ما في معناها ب�أي لغة يفهمونها فقد تم‬ ‫العقد‪.‬‬ ‫�صلاح الذرية من �أعظم أ�منيات الم�سلم‪ ،‬ولهذا كان ال�صلاح‬ ‫والدين من أ�هم معايير اختيار الزوجة‪.‬‬

‫‪253‬‬ ‫حقوق الزوج والزوجة‬ ‫�أوجب الله على كل من الزوج والزوجة حقو ًقا‪ ،‬ورغبهم في كل ما من �ش أ�نه‬ ‫تطوير العلاقة الزوجية والحفاظ عليها‪ ،‬فالم�س�ؤولية على الطرفين‪ ،‬وعلى كل من‬ ‫الزوج والزوجة أ�ن لا يطالب الآخر بما لا يقدر عليه‪ ،‬كما قال تعالى‪َ } :‬و َل ُه َّن ِم ْث ُل‬ ‫ا َّل ِذي َع َل ْي ِه َّن ِبا ْل َم ْع ُروف{ (البقرة‪ ،)228 :‬فلابد من الت�سامح والعطاء لت�سير‬ ‫دورة الحياة وتقوم العائلة الكريمة‪.‬‬ ‫حقوق الزوجة‪:‬‬ ‫‪ 1‬النفقة وال�سكن‪:‬‬ ‫ •فيجب على الزوج �أن ينفق على زوجته في طعامها و�شرابها ولبا�سها‬ ‫و�ش ؤ�ونها‪ ،‬ويوفر لها ال�سكن المنا�سب لتعي�ش فيه‪ ،‬حتى ولو كانت غنية‪.‬‬ ‫ •مقـدار النفقة‪ :‬تقدر النفقة بالمعروف ح�سب دخل الزوج بدون �إ�سراف ولا تقتير‪ ،‬كما قال تعالى‪ِ } :‬ل ُي ْن ِف ْق‬ ‫ُذو �َس َع ٍة ِم ْن �َس َع ِت ِه َو َم ْن ُق ِد َر َع َل ْي ِه ِر ْز ُق ُه َف ْل ُي ْن ِف ْق ِم َّما آ�َ َتا ُه الله{ (الطلاق‪.)7 :‬‬ ‫ •ينبغي �أن تكون تلك النفقة بدون م ٍّن و إ�ذلال‪ ،‬بل كما و�صفها الله عز وجل بالمعروف‪� ،‬أي بالح�سنى‪،‬‬ ‫ف إ�نها لي�ست تف�ضلاً ‪ ،‬بل حق للزوجة على زوجها �أن يعطيها حقها بالمعروف‪.‬‬ ‫ •النفقة على الزوجة وا ألهل في الإ�سلام لها أ�جر عظيم‪ ،‬قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬إذا أ�نفق‬ ‫الم�سلم نفقة على أ�هله وهو يحت�سبها كانت له �صدقة\" (البخاري ‪ ،5036‬م�سلم ‪ ،)1002‬وقال �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫\"و�إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله �إلا ُ�أجرت عليها حتى اللقمة تجعلها في ف ّي امر�أتك\" (البخاري‪،56‬‬ ‫م�سلم ‪ .)1628‬ومن امتنع عن النفقة أ�و ق َّ�صر فيها مع قدرته فقد ارتكب �إث ًما عظي ًما‪ ،‬كما قال �صلى الله عليه‬ ‫و�سلم‪\" :‬كفى بالمرء إ�ث ًما �أن ي�ضيع من يقوت\" (�أبو داود ‪.)1692‬‬ ‫‪ 2‬الع�شرة الح�سنة‪:‬‬ ‫والمراد بالع�شرة الح�سنة‪ :‬ح�سن الخلق‪ ،‬والتلطف‪ ،‬ولين الكلام‪ ،‬وتحمل ا ألخطاء والتق�صير الذي لا‬ ‫ي�سلم منه أ�حد‪ ،‬قال تعالى‪َ } :‬و َعا�ِش ُرو ُه َّن ِبا ْل َم ْع ُرو ِف َف ِ�إ ْن َك ِر ْه ُت ُمو ُه َّن َف َع�َسى َ أ� ْن َت ْك َر ُهوا �َش ْي ًئا َو َي ْج َع َل الل ُه ِفي ِه َخ ْي ًرا‬ ‫َك ِثي ًرا{(الن�ساء‪.)19 :‬‬ ‫قال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬أكمل الم�ؤمنين �إيما ًنا �أح�سنهم خل ًقا‪ ،‬وخياركم خياركم لن�سائهم خل ًقا\"‬ ‫(الترمذي ‪.)1162‬‬ ‫وقال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪ \" :‬إ�ن �أكمل الم�ؤمنين �إيما ًنا أ�ح�سنهم خل ًقا و أ�لطفهم ب�أهله\" (الترمذي ‪،2612‬‬ ‫أ�حمد ‪.)24677‬‬

‫‪ 254‬الأسرة المسلمة‬ ‫وقال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬خيركم خيركم لأهله و�أنا خيركم ألهلي\" (الترمذي ‪.)3895‬‬ ‫و�س أ�ل أ�حد ال�صحابة ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬فقال‪ :‬يا ر�سول الله ما حق زوجة أ�حدنا عليه؟ قال‪ \" :‬أ�ن‬ ‫تطعمها �إذا طعمت‪ ،‬وتك�سوها �إذا اكت�سيت‪ ،‬ولا ت�ضرب الوجه‪ ،‬ولا تقبح‪ ،‬ولا تهجر �إلا في البيت\" (�أبو داود ‪.)2142‬‬ ‫‪ 3‬المداراة والتحمل‪:‬‬ ‫فلابد من مراعاة طبيعة المر أ�ة التي تختلف عن طبيعة الرجل‪ ،‬وال�سعي للنظر �إلى الحياة من كل جوانبها‪ ،‬فلا‬ ‫�أحد ي�سلم من ا ألخطاء‪ ،‬فعلينا ال�صبر والنظر بطريقة إ�يجابية‪ ،‬والله تعالى ينبه الزوجين للنظر إ�لى الجوانب‬ ‫ا إليجابية فيقول‪َ } :‬و َال َت ْن�َس ُوا ا ْل َف ْ�ض َل َب ْي َن ُك ْم{ (البقرة‪ ،)237 :‬وقال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬لا يفرك ـ �أي لا يبغ�ض ـ‬ ‫م�ؤمن م ؤ�منة‪� ،‬إن كره منها خل ًقا ر�ضي منها �آخر\" (م�سلم ‪.)1469‬‬ ‫وي ؤ�كد النبي �صلى الله عليه و�سلم على العناية بالن�ساء ومعا�شرتهن بالخير والمعروف مع التنبيه إ�لى أ�ن طبيعة‬ ‫المر أ�ة النف�سية والعاطفية تختلف عن الرجل‪ ،‬و أ�ن هذا الاختلاف تكاملي للعائلة‪ ،‬وينبغي أ�ن لا يكون ذلك الاختلاف‬ ‫�سب ًبا للفرقة والطلاق‪ ،‬كما قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬ا�ستو�صوا بالن�ساء‪� ،‬إن المر�أة خلقت من �ضلع لن ت�ستقيم‬ ‫لك على طريقة‪ ،‬ف�إن ا�ستمتعت بها ا�ستمتعت بها وبها عوج‪ ،‬و�إن ذهبت تقيمها ك�سرتها‪ ،‬وك�سرها طلاقها\" (البخاري‬ ‫‪ ،3153‬م�سلم ‪.)1468‬‬ ‫‪ 4‬لا يف�شي �أ�سرار الزوجية‪:‬‬ ‫فلا يجوز للرجل الحديث عن خ�صو�صيات امر�أته وما يح�صل بين الزوجين ون�شرها بين النا�س‪ ،‬كما قال‬ ‫ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬إن من �أ�شر النا�س عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يف�ضي �إلى امر�أته‬ ‫وتف�ضي إ�ليه ثم ين�شر �سرها\" (م�سلم ‪.)1437‬‬

‫‪255‬‬ ‫‪ 5‬الدفاع عنها لأنها عر�ضك و�شرفك‪:‬‬ ‫إ�ذا تزوج الرجل المر�أة أ��صبحت عر�ضه فيجب عليه الدفاع عن هذا العر�ض وال�شرف ولو �أدى إ�لى قتله‪ ،‬لقوله‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من ُقتل دون �أهله فهو �شهيد\" (الترمذي ‪� ،1421‬أبو داود ‪.)4772‬‬ ‫‪ 6‬المبيت‪:‬‬ ‫ينبغي على الرجل أ�ن يبيت عند امر أ�ته‪ ،‬ويجب عليه ذلك ما لا يقل عن يوم كل �أربعة �أيام‪ ،‬كما يجب عليه أ�ن يق�سم‬ ‫بين ن�سائه بالعدل �إن كان متزو ًجا أ�كثر من واحدة‪.‬‬ ‫‪ 7‬لا يجوز التعدي والتجاوز على المر أ�ة‪:‬‬ ‫وقد و�ضع ا إل�سلام لعلاج الم�شاكل عد ًدا من ال�ضوابط‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ •ينبغي العلاج بالحوار والن�صح والوعظ لت�صحيح الأخطاء‪.‬‬ ‫ •يجوز له الهجر بالكلام على أ�ن لا يزيد عن ثلاثة أ�يام‪ ،‬ثم الهجر في الم�ضجع والمنام بدون خروج من البيت‪.‬‬ ‫ •قالت عائ�شة ر�ضي الله عنها‪\" :‬ما �ضرب ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم �شي ًئا قط بيده‪ ،‬ولا امر أ� ًة‪ ،‬ولا‬ ‫خاد ًما‪ ،‬إ�لا �أن يجاهد في �سبيل الله\" (م�سلم ‪.)2328‬‬ ‫‪ 8‬تعليمها ون�صحها‪:‬‬ ‫على الرجل �أن ي�أمر �أهله وينهاهم‪ ،‬و أ�ن يحر�ص على ما يو�صلهم لنعيم الجنة ويقيهم من النار عبر تي�سير فعل‬ ‫الأوامر والحث عليها‪ ،‬ومنع المحرمات والتنفير منها‪ ،‬وعلى المر أ�ة كذلك أ�ن تعتني بن�صح زوجها وتوجيهه لما فيه‬ ‫الخير‪ ،‬وتربية الأبناء التربية ال�صالحة‪ ،‬قال تعالى‪َ } :‬يا �َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن �آ َم ُنوا ُقوا �أَ ْن ُف�َس ُك ْم َو أَ� ْه ِلي ُك ْم َنا ًرا{ (التحريم‪،)6 :‬‬ ‫وقال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬والرجل را ٍع في �أهله وم�س ؤ�ول عن رعيته\" (البخاري ‪ ،2416‬م�سلم ‪.)1829‬‬ ‫‪ 9‬الالتزام ب�شروط الزوجة‪:‬‬ ‫�إذا ا�شترطت المر�أة لنف�سها �أم ًرا مبا ًحا أ�ثناء العقد كنوع خا�ص من ال�سكن والنفقة وقبله الزوج فيجب عليه الوفاء‬ ‫به‪ ،‬وهذا من �آكد ال�شروط في وجوب الوفاء والالتزام به‪ ،‬وذلك لأن عقد الزوجية من �أعظم العهود والمواثيق‪ ،‬كما‬ ‫قال �صلى الله عليه و�سلم‪ \" :‬أ�حق ما �أوفيتم به من ال�شروط ما ا�ستحللتم به الفروج\" (البخاري‪ ،4856 :‬م�سلم ‪.)1418‬‬

‫‪ 256‬الأسرة المسلمة‬ ‫حقوق الزوج‪:‬‬ ‫‪ 1‬وجوب الطاعة بالمعروف‪:‬‬ ‫جعل الله الرجل ق َّوا ًما على المر�أة‪ ،‬بمعنى م�س�ؤو اًل عن‬ ‫�أمرها وتوجيهها ورعايتها‪ ،‬كما يقوم الولاة على الرعية‪ ،‬بما‬ ‫خ�َّص الله به الرجل من خ�صائ�ص ومميزات‪ ،‬وبما أ�وجب‬ ‫عليه من واجبات ماليــة‪ ،‬قال تعالى‪} :‬ال ِّر َجا ُل َق َّوا ُمو َن َع َلى‬ ‫ِم ْن‬ ‫�َأ ْن َف ُقوا‬ ‫َو ِب َما‬ ‫َب ْع�ٍض‬ ‫َع َلى‬ ‫الل ُه َب ْع َ�ض ُه ْم‬ ‫�َأالْمِّنَو�َاسِلاِهِء ْم ِب َ{ما(ا َلفن�َّ�سضا َءل‪:‬‬ ‫‪.)34‬‬ ‫وقال �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬إذا �صلت المر�أة خم�سها‪،‬‬ ‫و�صامت �شهرها‪ ،‬وحفظت فرجها‪ ،‬و أ�طاعت زوجها‪ ،‬قيل لها‪:‬‬ ‫ادخلي من �أي أ�بواب الجنة �شئت\" ( أ�حمد ‪.)1661‬‬ ‫‪ 2‬تمكين الزوج من الا�ستمتاع‪:‬‬ ‫عدم الخروج من المنزل �إلا ب إ�ذن‬ ‫‪4‬‬ ‫ِمن حق الزوج على زوجته تمكينه من الا�ستمتاع والجماع‪،‬‬ ‫الزوج‪:‬‬ ‫وي�ستحب لها التزين والتجهز له‪ ،‬و إ�ذا امتنعت الزوجة من‬ ‫إ�جابة زوجها في الجماع وقعت في محذور وارتكبت كبيرة‪،‬‬ ‫من حق الزوج على زوجته �ألا تخرج من البيت‬ ‫�إلا �أن تكون معذورة بعذر �شرعي؛ كالحي�ض و�صوم الفر�ض‬ ‫�إلا ب�إذنه‪� ،‬سواء كان إ�ذ ًنا خا ً�صا لخروج معين‪ ،‬أ�و‬ ‫با إلذن العام بالخروج من المنزل لعملها وحاجتها‪.‬‬ ‫والمر�ض وما �شابه ذلك‪.‬‬ ‫قال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪ \" :‬إ�ذا دعا الرجل‬ ‫‪ 5‬خدمة الزوجة لزوجها‪:‬‬ ‫امر أ�ته إ�لى فرا�شه ف أ�بت‪ ،‬فبات غ�ضبان عليها‪ ،‬لعنتها‬ ‫ي�ستحب للزوجة خدمة زوجها بالمعروف في‬ ‫الملائكة حتى ت�صبح\" (البخاري ‪ ،3065‬م�سلم ‪.)1436‬‬ ‫�صنع الطعام وجميع �ش ؤ�ون المنزل‪.‬‬ ‫‪ 3‬عدم الإذن لمن يكره بالدخول إ�لى المنزل‪:‬‬ ‫فمن حق الزوج على زوجته �ألا تدخل بيته �أح ًدا يكرهه‪.‬‬ ‫قال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬لا يحل للمر أ�ة أ�ن‬ ‫ت�صوم وزوجها �شاهد �إلا ب إ�ذنه‪ ،‬ولا ت�أذن في بيته �إلا ب إ�ذنه\"‬ ‫(البخاري ‪.)4899‬‬

‫‪257‬‬ ‫تعدد الزوجات‬ ‫ا أل�صل في الإ�سلام أ�ن يتزوج الرجل امر أ�ة واحدة ويكونا �أ�سرة متحابة مت�آلفة‪،‬‬ ‫ولكن الإ�سلام أ�باح تعدد الزوجات ‪-‬كما هو الحال في �شرائع �سماوية �سابقة‪ -‬ل ِح َكم وم�صالح‬ ‫تعود على الفرد والمجتمع‪ ،‬ومع ذلك لم يترك ا ألمر بدون �ضوابط وقيود‪ ،‬بل و�ضع من القواعد‬ ‫وال�شروط ما يمنع ا إلجحاف والظلم بالمر أ�ة ويحفظ لها حقوقها‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬ ‫‪� 3‬ألا يزيد التعدد عن أ�ربع زوجات‪:‬‬ ‫‪ 1‬العدل‪:‬‬ ‫فيجب العدل بين الن�ساء في الأمور المادية الظاهرة‪،‬‬ ‫فهذا هو الحد الأق�صى للتعدد في الإ�سلام‪ ،‬كما قال‬ ‫كالنفقة والمبيت ونحو ذلك‪ ،‬ومن لم ي�ستطع العدل‬ ‫َتو ُعراَبلا َعى‪َ :‬ف�إِ}ْنفا ِْنخِكْف ُُتح ْموا أ�َ َاَّملا َت َْعط ِاد ُلَبوا َل َُكف َْوما ِِمح ََدنةال{ِّن�َ(ساال ِنء�سَام ْءث‪َ:‬ن‪3‬ى) َو‪ُ ،‬ثلاَوم َثن‬ ‫بينهن حرم عليه التعدد؛ لقوله تعالى‪َ } :‬ف�إِ ْن ِخ ْف ُت ْم َأ� َّال‬ ‫أ��سلم وهو متزوج أ�كثر من أ�ربعة ن�سوة لزمه أ�ن يختار‬ ‫َت ْع ِد ُلوا َف َوا ِح َدة{ (الن�ساء‪ ،)3 :‬وكان فعله ذلك من �أقبح‬ ‫الذنوب و�أ�شنعها‪ ،‬كما قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من‬ ‫منهن �أرب ًعا ويفارق البقية‪.‬‬ ‫كانت له امر أ�تان فمال �إلى إ�حداهما جاء يوم القيامة‬ ‫يمنع الجمع بين بع�ض الن�ساء مراعاة‬ ‫‪4‬‬ ‫و�شقه مائل\" ( أ�بو داود ‪.)2133‬‬ ‫لعدم �إف�ساد العلاقة بين الأقارب‪،‬‬ ‫و أ�ما العدل في المحبة القلبية فلي�س بواجب‪ ،‬ألنه لا‬ ‫كالتالي‪:‬‬ ‫�أَي ْ�نستَت ْعطِدي ُلعوها‪َ ،‬بوْي َهنذاال ِّنه�َوساا ِلءمَو َلر ْاود َحب َقرو ْ�لصهُت ْتمعا{ل(ىا‪:‬لن�}ساَوءَل‪ْ :‬ن‪َ 9‬ت‪ْ1�2‬س)َت‪ِ .‬طي ُعوا‬ ‫ •يحرم الجمع بين المر أ�ة و أ�ختها‪.‬‬ ‫‪ 2‬القدرة على ا إلنفاق على الزوجات‪:‬‬ ‫ •يحرم الجمع بين المر أ�ة وخالتها‪.‬‬ ‫فيجب عليه أ�ن يكون قاد ًرا على ا إلنفاق على جميع‬ ‫ •يحرم الجمع بين المر أ�ة وعمتها‪.‬‬ ‫زوجاته؛ لأن ذلك �شرط لجواز زواجه الأول فهو في‬ ‫الزواج الثاني من باب أ�ولى‪.‬‬

‫‪ 258‬الأسرة المسلمة‬ ‫الطلاق‬ ‫يحـث ا إل�سلام على أ�ن يكون عقد الزواج دائ ًما‪ ،‬و أ�ن ت�ستمر العلاقة الزوجية‬ ‫قائمة بين الزوجين‪ ،‬حتى يفرق الموت بينهما‪ ،‬وقد �سمى الله الزواج ميثا ًقا‬ ‫غلي ًظا‪ ،‬ولا يجوز في ا إل�سلام تحديد وقت ينتهي به الزواج‪.‬‬ ‫يحث ا إل�سلام على ا�ستدامة الزواج ولكنه ي�ضع الكثير من القوانين التي تحكم الطلاق عند الا�ضطرار �إليه‬ ‫افتقده مع ا ألول‪ ،‬فيتحقق قول الله تعالى‪َ } :‬و ِإ� ْن َي َت َف َّر َقا‬ ‫لكن ا إل�سلام وهو يحث على ذلك يعلم أ�نه إ�نما‬ ‫ُي ْغ ِن الل ُه ُك اًّل ِم ْن �َس َع ِت ِه َو َكا َن الل ُه َوا�ِس ًعا َح ِكي ًما{ (الن�ساء‪:‬‬ ‫ُي�ش ِّرع لأنا�س يعي�شون على الأر�ض‪ ،‬لهم خ�صائ�صهم‪،‬‬ ‫وطباعهم الب�شرية‪ ،‬لذا �شرع لهم كيفية الخلا�ص من‬ ‫‪.)130‬‬ ‫هذا العقد‪� ،‬إذا تعثر العي�ش‪ ،‬و�ضاقت ال�سبل‪ ،‬وف�شلت‬ ‫الو�سائل للإ�صلاح‪ ،‬وهو في هذا يتعامل بواقعية‬ ‫ولكنه و�ضع له الكثير من ا ألحكام والقوانين التي‬ ‫و إ�ن�صاف لكل من الرجل والمر أ�ة‪ ،‬فكثي ًرا ما يحدث‬ ‫ت�ضبطه‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫بين الزوجين من الأ�سباب والنفرة والم�شاكل‪ ،‬ما يجعل‬ ‫الطلاق �ضرورة لازمة‪ ،‬وو�سيلة متعينة لتحقيق الخير‪،‬‬ ‫ •الأ�صل أ�ن الطلاق بيد الرجل ولي�س بيد المر�أة‪.‬‬ ‫والا�ستقرار العائلي والاجتماعي لكل منهما؛ لأن ذلك‬ ‫ •يمكن للمر أ�ة �إذا لم ت�ستطع العي�ش مع زوجها ولم‬ ‫الزواج لم يعد يحقق المق�صود منه‪ ،‬و�صار الفراق بين‬ ‫َير�َض �أن يطلقها أ�ن تطلب الطلاق من القا�ضي‪،‬‬ ‫ويمكن للقا�ضي تطليقها �إن كان ال�سبب مقن ًعا‪.‬‬ ‫الزوجين �أقل مف�سدة من بقائهما �سو ًيا‪.‬‬ ‫ •يجوز إ�رجاع المر�أة بعد طلاقها مرتين‪ ،‬أ�ما إ�ذا‬ ‫لهذا �أباح الطلاق و�سيلة للخروج من هذه الحالة‪،‬‬ ‫طلقها مرة ثالثة‪ ،‬ف�إنه لا يمكن له الزواج منها‬ ‫ولي�ستبدل كل منهما بزوجه زو ًجا �آخر‪ ،‬قد يجد معه ما‬ ‫حتى تتزوج �شخ ً�صا �آخر زوا ًجا كاملاً ‪.‬‬

‫‪259‬‬ ‫يح�صل الطلاق �إذا‪:‬‬ ‫‪ 1‬تلفظ الرجل بقوله‪ ( :‬أ�ن ِت طالق) قا�ص ًدا ما يقول �أو ب�أي لفظ دال على ذلك في اللغات الأخرى دلالة �صريحة‪.‬‬ ‫‪� 2‬إذا تلفظ بكلمة تحتمل معنى الطلاق ب أ�ي لغة كانت‪ ،‬إ�ذا كان قد ق�صد به الطلاق‪ ،‬مثل �أن يقول‪:‬‬ ‫\"فارقتك\" ويعني �أنها طالق‪ ،‬ف إ�ن لم يق�صد الطلاق لم يقع الطلاق‪.‬‬ ‫ •الطلاق ال�شرعي هو الذي يح�صل والمر�أة طاه ٌر (بمعنى غير حائ�ض) ولم يكن قد جامعها في ذلك الطهر‪.‬‬ ‫ •الطلاق لي�س لعبة بيد الرجل‪ ،‬ولا و�سيلة للمقاي�ضة وال�ضغط على الطرف الآخر‪.‬‬ ‫عدة المرأة المطلقة‬ ‫�شرع الله العدة للمر أ�ة المطلقة �صيانة للأن�ساب ‪ ،‬وفترة للزوجين للت�أمل والتفكير في الم�ستقبل‪ ،‬وفر�صة لتدارك‬ ‫الأمر‪ ،‬وت�صحيح الأخطاء‪ ،‬وعودة العلاقة بينهما لما كانت عليه‪ ،‬وتختلف فترة العدة على أ�نواع‪:‬‬ ‫‪ 1‬من تزوجها بالعقد ولم يدخل عليها (�أي‪ :‬لم يجامعها �أو يختلي بها‪ ،‬بل مجرد عقد‬ ‫افْلهُم ْذ�ؤهِم َتنافاِترقُثهَّمو َتطنَّلقْق ُتطُمعو ُهع َّلنا ِقمت ْهنا َقب ْبهِلب أ�َم ْنج َتر َمد�ُّاسلو ُهطـ َّلنا َفق َم‪،‬اق َلا ُكل ْمتعَعا َلل ْي ِىه‪َّ :‬ن}ِمَياْن َ�أ ُّيِعَه َّدا ٍةا َّلَت ِْذع َيت َُّدنو�آَن ََمه ُانو{ا‬ ‫الزوجية)‪:‬‬ ‫ِإ� َذا َن َك ْح ُت ُم‬ ‫(ا ألحزاب‪ ،)49 :‬ولها حينئذ ن�صف المهر الذي اتفقوا عليه‪ ،‬ولا ترجع إ�ليه �إلا بعقد ومهر جديد‪.‬‬ ‫} َو ُأ�ولا ُت‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫ق�صر‪،‬‬ ‫أ�و‬ ‫ذلك‬ ‫طال‬ ‫عدة الحامل‪ :‬تنتهي بو�ضع حملها �سواء‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.)4‬‬ ‫ل أَا ْح َما ِل َ�أ َج ُل ُه َّن َأ� ْن َي َ�ض ْع َن َح ْم َل ُه َّن{ (الطلاق‪:‬‬ ‫من لم تكن حامل وت أ�تيها الدورة ال�شهرية (الحي�ض)‪ :‬ف ِع َّد ُتها ثلا ُث حي�ضات كاملة بعد‬ ‫‪3‬‬ ‫الطلاق؛ بمعنى �أن ي أ�تيها الحي�ض وتطهر‪ ،‬ثم َي�ْأ ِتيها وتطهر‪ ،‬ثم ي�أتيها وتطهر‪ ،‬فهذه ثلاث‬ ‫انحتيه�ضتاعتدكتاهامل؛ةل‪َ ،‬ق ْو� ِلس ِهواتٌءعالطاىل‪:‬ت} َاولا ْلم ُمد َةط َّلبَقيان ُهت َني َت�أَر َّمب لْ�صم َنت ِب َ�أط ْنلُف‪ِ�،‬سفِه�إ َّذنا َثالاغ َثت َ�ةس ُلق ُرتوبءع{د(الطبهقررة‪:‬ها‪8‬ا‪2‬ل‪2‬ث)ال‪.‬ث فقد‬ ‫‪ 4‬التي لا تحي�ض �سواء كان ذلك ب�سبب �صغر �سنها �أو كبر �سنها وانتهاء الطمث لديها‪� ،‬أو‬ ‫كان ذلك ب�سبب مر�ض مزمن وعلة دائمة‪ :‬فعدتها ثلا َث ُة أَ��ْش ُه ٍر من �أن يطلقها؛ لقوله تعالى‪:‬‬ ‫ْ} َوالل َّا ِئي َي ِئ�ْس َن ِم َن ا ْل َم ِحي�ِض ِم ْن ِن�َسا ِئ ُك ْم ِإ� ِن ا ْر َت ْب ُت ْم َف ِع َّد ُت ُه َّن َثلا َث ُة أَ��ْش ُه ٍر َواللا ِئي َل ْم َي ِح ْ�ضن{‬ ‫(الطلاق‪.)4 :‬‬

‫‪ 260‬الأسرة المسلمة‬ ‫والمرأة في فترة العدة على قسمين‪:‬‬ ‫المطلقة الرجعية‪:‬‬ ‫وهي عدة المر أ�ة التي طلقها زوجها ألول مرة �أو ثاني مرة ويمكن لزوجها إ�رجاعها‪ ،‬وتعتبر المطلقة الرجعية‬ ‫زوجة فتجب لها وعليها حقوق‪ ،‬كالتالي‪:‬‬ ‫‪ 1‬عليها �أن تبقى فترة العدة في بيت زوجها‪ ،‬ويحرم عليه �إخراجها‪ ،‬وهذا من و�سائل رجوعه �إليها‪،‬‬ ‫َََيبوف�أْْعَِتجَطديِّلم َُقَنعذوِلِباُهََلفك�َّانشَأ�ِحِْملم�َِعًلشر ٍَّادةبِته{ُِّمهاَبَّ‪ِّ(،‬نيالَنو ٍَوتةط َ�ألرَاوْ ِحتقْلك‪َ�ُ :‬ا‪1‬صكل)وااُ�حساُتدْل ِومع ُدَّرداَاةرللَو ِفها َّت َيوُقَمواطنلا َايلَتقل َعَهه َّاد َ‪،‬ر َّبُحُكك ُدمْماو َداَقلاالُتلل ِْهخت ِعَرفا َُقلج ْدوى‪ُ:‬هَظََّلن} ََيم ِامَن�َأْنفُّي�ََُهبساُيُهواَاِتللَِّنه َِتبَّنُّْدي َِروِإ�اَ َليذاَلَي َعَْطَّخلَّلُرْاق ُْتلجلُمََهناُيلإ�ِ ِّّْاَنحل�َِدس�أَا ُثءن‬ ‫‪ 2‬يجب على الرجل ا إلنفاق على المطلقة الرجعية لأنها ما زالت زوجة له‪.‬‬ ‫‪ 3‬تبقى في البيت على �أح�سن حال و�صورة ولا تحتجب عنه ‪ ،‬بل ي�شرع أ�ن تتزين وتتجمل له‪.‬‬ ‫‪ 4‬يحق للزوج �إرجاع المر�أة كزوجة وعدم الا�ستمرار في الطلاق ما دامت في زمن العدة‪،‬‬ ‫ويكون ذلك‪:‬‬ ‫أ�و يجامع امر�أته‪.‬‬ ‫ب أ�ن ي�صرح بذلك بكل ما يدل عليه‪.‬‬ ‫يجب على الرجل ا إلنفاق وال�سكن لمطلقته الرجعية في زمن عدتها‬

‫‪261‬‬ ‫المطلقة البائن‪:‬‬ ‫الطلاق البائن‪ :‬هو الذي لا يملك الزوج معه الرجعة‪ ،‬وهو ثلاثة �أنواع‪:‬‬ ‫‪ 1‬الطلاق قبل الدخول على المر أ�ة‪ ،‬ولا ترجع �إلا بعقد جديد‪.‬‬ ‫‪ 2‬الخلع والطلاق بعو�ض مالي‪ ،‬وذلك إ�ذا طلبت المر أ�ة من القا�ضي �أن تنف�صل عن زوجها فحكم‬ ‫القا�ضي بذلك مقابل قدر من المال تعطيه لزوجها‪.‬‬ ‫‪ 3‬الطلاق في المرة الثالثة ولا تحل له �إلا إ�ن نكحت الزوجة زو ًجا غيره فطلقها‪ ،‬ثم عقد عليها الأول‬ ‫مرة �أخرى‪.‬‬ ‫والمطلقة البائن تحرم على الزوج بمجرد الطلاق وعليها العدة ولا تبقى مع الرجل في المنزل‪ ،‬ولا‬ ‫نفقة لها‪� ،‬إلا أ�ن تكون حاملاً فينفق عليها حتى ت�ضع حملها‪ ،‬ثم ينفق على المولود‪.‬‬ ‫عدة المرأة المتوفى عنها زوجها‬ ‫�شرع الله للمر أ�ة عند وفاة زوجها ِع َّد ًة وزم ًنا احترا ًما للحياة الزوجية وتقديرها وعدم ن�سيان‬ ‫الف�ضل بين الزوجين ‪ ،‬فهي جزء من الحزن والحداد بعد �أن انف�صلت عراها بموت رب ا أل�سرة‪.‬‬ ‫ف إ�ذا توفي زوج المر�أة فعليها �أن تعتد عدة الوفاة‪ ،‬ومدتها‪ :‬أ�ربعة أ��شهر وع�شرة �أيام لجميع الن�ساء‪ ،‬إ�لا الحامل‬ ‫فعدتها أ�ن ت�ضع حملها‪.‬‬ ‫ما يجب على المرأة المعتدة لوفاة زوجها (ال ِحداد)‪:‬‬ ‫يجب على المتوفى عنها زوجها ال ِحداد خلال فترة العدة‪ ،‬ويعني ال ِحداد ترك كل ما يعتبر ح�سب‬ ‫العرف والعادة زينة‪� ،‬سواء كان في البدن أ�و في اللبا�س‪:‬‬ ‫ •فتمتنع عن الطيب والعطور ب�أنواعها‪.‬‬ ‫ •وتمتنع عن لبا�س الزينة والتجمل ‪ ،‬ولا يلزم من ذلك لب�س ال�سواد خ�صو ً�صا‪ ،‬بل ترك كل لبا�س يعتبره العرف‬ ‫زينة‪ ،‬فيجوز ارتداء الملاب�س العادية التي لا تعتبر زينة ملفتة و�إن كانت مل َّونة‪.‬‬ ‫ •ولا ُيعتبر من الزينة تنظيف البدن‪ ،‬واللبا�س‪ ،‬وتم�شيط ال�شعر‪ ،‬وتقليم الأظافر‪ ،‬والا�ستحمام‪ ،‬فيجوز لها‬ ‫ذلك‪ ،‬كما يجوز لها أ�ن تخرج من بيتها في فترة عدة الوفاة لق�ضاء حاجاتها‪ ،‬على أ�ن تبيت ليلها في بيت‬ ‫الزوجية‪.‬‬

‫‪ 262‬الأسرة المسلمة‬ ‫حقوق الوالدين‬ ‫ا ْ ِلإن�َسا َن ِب َوا ِل َد ْي ِه ُح�ْس ًنا َو إِ�ن َجا َه َدا َك ِل ُت�ْش ِر َك ِبي َما َل ْي� َس‬ ‫يعتبــر بر الوالديــن وا إلح�سـان �إليهما من أ�عظم‬ ‫َل َك ِب ِه ِع ْل ٌم َفلاَ ُت ِط ْع ُه َما{ (العنكبوت‪.)8 :‬‬ ‫الأعمال ال�صالحة و أ�كثرها ثوا ًبا عند الله تعالى‪ ،‬وقد‬ ‫الإح�سان إ�ليهما لا �سيما عند كبرهما‪:‬‬ ‫قرنه الله بعبادته وتوحيده‪.‬‬ ‫َِوك ِبلاَاْقلاَُوهالَِلماَدا ْيلَفِلنله َا ِ�إتَْتحعُقا�َلسلا ًىنَّل‪:‬ا ُه�ِإَم َّآ�م}اَو أُ�َقَي ٍّْبَ�فُلضَغ َوىَّلن َا َِر َعتُّب ْنن َََهدك ْرَك�أَُهل َّاَامْلا َِتك ََْبوع َُُبقر ُدل�أَو َْاَّلح ُهُدِ�إَملُهَّاا َم َِاإ�ق َّْيو أَ�ااً ُْهلو‬ ‫وجعل برهما وا إلح�سان إ�ليهما من �أعظم �أ�سباب‬ ‫َك ِري ًما{ (الإ�سراء‪.)23 :‬‬ ‫دخول الجنة‪ ،‬فقال �صلى الله عليه �سلم‪\" :‬الوالد‬ ‫فالله تعالى يخبر �أنه فر�ض و أ�وجب على الإن�سان‬ ‫�أو�سط �أبواب الجنة‪ ،‬ف إ�ن �شئت ف أ��ضـع ذلك البــاب �أو‬ ‫طاعة والديه وعدم نهرهما �أو الت�ضجر منهما‪ ،‬لا �سيما‬ ‫بعد كبرهما و�ضعفهما‪ ،‬ولو كان ذلك بمجرد الت�أفف‬ ‫احفظ ـ ـه\" (الترمذي ‪.)1900‬‬ ‫خطورة عقوق الوالدين والإ�ساءة �إليهما‪:‬‬ ‫بدون كلام‪.‬‬ ‫من �أعظم الكبائر التي اتفقت ال�شرائع على منعها‬ ‫الوالدان غير ال ُمس ِل َمين‪:‬‬ ‫والتحذير منها‪ :‬الإ�ساءة �إلى الوالدين‪ ،‬كما قال النبي‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم لل�صحابة‪ \" :‬أ�لا �أخبركم ب أ�كبر‬ ‫يجب على الم�سلم البر بوالديه وطاعتهما والإح�سان‬ ‫الكبائر؟\" قالوا‪ :‬بلى يا ر�سول الله‪ .‬قال‪\" :‬ا إل�شراك‬ ‫كافرين‪ ،‬قال تعالى‪َ } :‬و ِإ� ْن َجا َه َدا َك‬ ‫إ�ليهما ولو كانا‬ ‫ِبي َما َل ْي� َس َل َك ِب ِه ِع ْل ٌم َفلا ُت ِط ْع ُه َما‬ ‫َعلى �أَ ْن ُت�ْش ِر َك‬ ‫بالله وعقوق الوالدين\" (البخاري ‪.)5918‬‬ ‫َو َ�صا ِح ْب ُه َما ِفي ال ُّد ْن َيا َم ْع ُرو ًفا{ (لقمان‪ )15 :‬و أ�ولى البر‬ ‫طاعتهما في غير مع�صية الله‪:‬‬ ‫و أ�عظمه دعوتهم وتحبيبهم ل إل�سلام بالحكمة واللطف‪.‬‬ ‫تجب طاعة الوالدين في جميع ما ي�أمران به �إلا إ�ن‬ ‫�أمرا بمع�صية الله فلا يطيعهما في ذلك؛ لأنه لا طاعة‬ ‫لمخلوق في مع�صية الخالق‪ ،‬قال الله تعالى‪} :‬و َو َّ�ص ْي َنا‬

‫‪263‬‬ ‫حقوق الأبناء‬ ‫ •اختيار الزوجة ال�صالحة لتكون أ� ًما �صالحة وهي أ�عظم هدية يقدمها الأب لأبنائه‪.‬‬ ‫ •ت�سميتهم با أل�سماء الح�سنة الجميلة لأنها �ستكون علامة لازمة للابن‪.‬‬ ‫ • أ�ن يح�سن تربيتهم ويعلمهم مبادئ الدين ويحببهم فيه‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم \"كلكم را ٍع وم�س�ؤول‬ ‫وهو م�س ؤ�ول عن رعيته‪ ،‬والمر�أة في‬ ‫را ٍع‬ ‫فا إلمام را ٍع وهو م�س�ؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل في أ�هله‬ ‫عن رعيته‪:‬‬ ‫وهو م�س ؤ�ول عن رعيته\" (البخاري ‪،853‬‬ ‫را ٍع‬ ‫راعي ٌة وهي م�س ؤ�ولة عن رعيتها‪ ،‬والخادم في مال �سيده‬ ‫بيت زوجها‬ ‫م�سلم ‪ ،)1829‬فيبد�أ الوالدان بتربية �أبنائهما على ا ألهم فالمهم‪ ،‬فيبد�أ بتربيتهم على العقيدة ال�صحيحة‬ ‫الخالية من ال�شـرك والبدع‪ ،‬ثم بالعبادات لا�سيما ال�صلاة‪ ،‬ثم يعلمهم ويربيهم على ا ألخلاق وا آلداب‬ ‫الحميدة‪ ،‬وعلى كل ف�ضيلة وخير‪ ،‬وهذا من �أجل الأعمال عند الله‪.‬‬ ‫ •النفقة‪ :‬فيجب على الأب �أن ينفق على أ�ولاده‬ ‫الذكور وا إلناث‪ ،‬ولا يجوز له التق�صير فيها‬ ‫ولا ت�ضييعها‪ ،‬بل يلزمه القيام بها على الوجه‬ ‫الأكمل ح�سب ا�ستطاعته وقدرته‪ ،‬قال ر�سول‬ ‫الله �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬كفى بالمرء إ�ث ًما‬ ‫أ�ن ي�ضيع من يقوت\" ( أ�بو داود ‪ ،)1692‬وقال �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم في �ش أ�ن الرعاية وا إلنفاق على‬ ‫البنات خا�صة‪\" :‬من يلي من هذه البنات �شي ًئا‬ ‫ف�أح�سن إ�ليهن ك َّن له �ست ًرا من النار\" (البخاري‬ ‫‪ ،5649‬م�سلم ‪.)2629‬‬ ‫ •العدل بين الأولاد‪ ،‬ذكو ًرا و إ�نا ًثا‪ ،‬كما قال‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬اتقوا الله واعدلوا‬ ‫بين �أولادكم\" (البخاري ‪ ،2447‬م�سلم ‪ )1623‬فلا‬ ‫يجوز تف�ضيل الإناث على الذكور‪ ،‬كما لا يجوز‬ ‫تف�ضيل الذكور على ا إلناث؛ لأن ذلك يحدث من‬ ‫المفا�سد ما الله به عليم‪.‬‬ ‫علىالأب �أن ي�ست�شعر أ�ن إ�نفاقه على �أولاده و�إدخال‬ ‫ال�سرور في قلوبهم عبادة ي�ؤجر عليها‬

‫‪ 264‬الأدعية والأذكار‬

‫‪265‬‬ ‫الأدعية والأذكار‬ ‫‪13‬‬ ‫ذكر الله �أحد �أعظم العبادات �أج ًرا و أ�نفعها للعبد في‬ ‫الدنيا والآخرة ويزداد بها الم�سلم �شر ًفا وقر ًبا من‬ ‫خالقه الكريم‪.‬‬ ‫حقيقة الدعاء‬ ‫مكانة الذكر‬ ‫�آداب الدعاء‬ ‫�أعظم ا ألذكار‬

‫‪ 266‬الأدعية والأذكار‬ ‫ذكر الله‬ ‫مكانة الذكر‬ ‫قال �صلىاللهعليهو�سلمفيالحديثالقد�سي‪\":‬يقولاللهتباركوتعالى‪ :‬أ�ناعندظنعبديبي‪،‬و أ�نامعه�إذاذكرني‪،‬‬ ‫ف إ�ن ذكرني في نف�سه ذكرته في نف�سي‪ ،‬و إ�ن ذكرني في م أل ذكرته في ملأ خير منهم\" (البخاري‪,6970‬م�سلم‪.)2675‬‬ ‫وقال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬ألا �أنبئكم بخير أ�عمالكم‪ ،‬و أ�زكاها عند مليككم‪ ،‬و أ�رفعها في درجاتكم‬ ‫وخير لكم من �إنفاق الذهب والورق‪ ،‬وخير لكم من أ�ن تلقوا عدوكم فت�ضربوا أ�عناقهم وي�ضربوا أ�عناقكم\"؟ قالوا‪:‬‬ ‫بلى‪ .‬قال‪\" :‬ذكر الله تعالى\" (الترمذي ‪.)3377‬‬ ‫وا إلن�سان متى ما �أحب �شي ًئا �أكثر من ذكره‪ ،‬وعلى قدر محبتنا لله وتعظيمنا له يكون ذكره بقلوبنا و أ�ل�سنتنا‪ ،‬قال‬ ‫تعالى‪َ } :‬يا �أَ ُّي َها ا َّل ِذي َن �آ َم ُنوا ا ْذ ُك ُروا الل َه ِذ ْك ًرا َك ِثي ًرا • َو�َس ِّب ُحو ُه ُب ْك َر ًة َو�أَ ِ�صي اًل{ (الأحزاب‪ ،)42-41 :‬وع َّد ذكر الله من‬ ‫أ�عظم ال�شكر على نعمه فقال‪َ } :‬فا ْذ ُك ُرونيِ �أَ ْذ ُك ْر ُك ْم َوا�ْش ُك ُروا ِيل َولاَ َت ْك ُف ُرو ِن{ (البقرة‪.)152 :‬‬ ‫وذكر الله هو التلفظ بذكره بالل�سان مع ا�ستح�ضار عظمته ومحبته ورجاءه بالقلب‪ ،‬ويح�صل ا ألجر للذاكر بقدر‬ ‫ا�ستح�ضار تلك المعاني في القلب‪ ،‬وبذلك يحيا القلب وين�شرح ال�صدر‪ ،‬حتى �أن النبي �صلى الله عليه و�سلم و�ضح ذلك‬ ‫لنا بقوله‪\" :‬مثل الذي يذكر ربه‪ ،‬والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت\" (البخاري ‪ )6044‬فحياة القلوب و�صفاء النفو�س‬ ‫بدوام ذكر الله ومناجاته‪.‬‬ ‫على قدر محبتنا لله وتعظيمنا له يكون ذكره بقلوبنا و أ�ل�سنتنا‬

‫‪267‬‬ ‫ومن نعمة الله على عباده أ�ن �شرع لهم‬ ‫لحظات تحيا بها القلوب‪ ،‬فع َّلمنا ر�سول الله‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم �أذكا ًرا تقال في كل‬ ‫وقت‪ ،‬و أ�خرى تقال ل�سبب محدد‪ ،‬و�أخرى‬ ‫تتكرر يوم ًيا‪ ،‬حتى يبقى قلب الم�سلم متعل ًقا‬ ‫بالله بعي ًدا عن أ�هل الغفلة الذين يتبعون‬ ‫ُت ِط ْع‬ ‫‪َ }:‬ولاَ‬ ‫بقوله‬ ‫أ�هواءهم‪ ،‬كما و�صفهم الله‬ ‫َو َكا َن‬ ‫َه َوا ُه‬ ‫َوا َّت َب َع‬ ‫أ�ََمْمْنُر ُهأ�َ ُْفغ َُرف ْل ًَنطاا َق{ ْل َب(اُهلك َهع ْنف‪ِ :‬ذ‪2ْ 8‬ك ِ)ر‪َ.‬نا‬ ‫مكان الذكر‬ ‫ذكر الله عز وجل يكون في كل مكان وعلى‬ ‫أ�ي �صفة كان عليها ا إلن�سان‪ ،‬وقد مدح الله‬ ‫الم�ؤمنين بقوله‪} :‬ا َّل ِذي َن َي ْذ ُك ُرو َن الل َه ِق َيا ًما‬ ‫َو ُق ُعو ًدا َو َع َلى ُج ُنو ِب ِه ْم{ ( آ�ل عمران‪،)191 :‬‬ ‫وي�ستثنى من ذلك إ�ذا كان الم�سلم في مكان‬ ‫ق�ضاء الحاجة‪.‬‬ ‫وقد مدح الله الم�ؤمنين الذاكرين لله في‬ ‫ُب ُيو ٍت‬ ‫فقال‪} :‬فيِ‬ ‫ا�َألِمذ�َنس اجلدل ُه��أَص ْبنا ُتًحْرا َف َعومَو�ُيس ْاذ ًَءك‪َ،‬ر‬ ‫ُي�َس ِّب ُح‬ ‫ِفي َها ا�ْس ُم ُه‬ ‫َل ُه ِفي َها ِبا ْل ُغ ُد ِّو َوا ْلآ َ�صا ِل • ِر َجا ٌل لاَ ُت ْل ِهي ِه ْم‬ ‫ِج َتا َر ٌة َولاَ َب ْي ٌع َع ْن ِذ ْك ِر الل ِه{ (النور‪.)37-36 :‬‬ ‫}فاذكروني أ�ذكركم وا�شكروا لي ولا تكفرون{‬

‫‪ 268‬الأدعية والأذكار‬ ‫هل يلزم أن تقال الأذكار باللغة العربية؟‬ ‫المق�صد الأول للذكر هو ذكر القلب لله وخ�شيته وتعظيمه مع التلفظ بعبارات ت�صدق تلك المعاني وت�ؤكدها في‬ ‫النف�س‪ ،‬وهذا يح�صل بكل لغات العالم؛ �إذ المق�صد الأول تواط ؤ� القلب والل�سان‪.‬‬ ‫ولكن بع�ض الأذكار لا ي�ؤتى بها �إلا بالعربية‪ ،‬وهي ا آليات القر آ�نية‪ ،‬فلا يتلى القر آ�ن إ�لا بالعربية مع معرفة معناه‬ ‫بلغات �أخرى‪ ،‬ويمكن أ�ن يلحق بذلك بع�ض الأذكار الق�صيرة التي تتكرر في �لاصتنا وعباداتنا‪ ،‬وينبغي للم�سلم‬ ‫حفظها بلفظها العربي مع معرفة معناها‪ ،‬مثل قول‪( :‬لا إ�له �إلا الله) و(�سبحان الله) و(الله أ�كبر)‪.‬‬ ‫وما عدا ذلك فيذكر الم�سلم الله بالأقرب لقلبه �سواء كان بالعربية �أو بلغته‪.‬‬ ‫أعظم الأذكار‪:‬‬ ‫القر آ�ن هو كلام الله و�أعظم ما ذكر به‪ ،‬فمتى ما تلا الم�سلم القر�آن وتدبر معناه كان من الذاكرين‪.‬‬ ‫ومن أ�عظم آ�ياته و�سوره‪:‬‬ ‫آية الكرسي‬ ‫وهي �أعظم آ�ية في القر آ�ن‪ ،‬كما أ�خبر النبي �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬لما فيها من تعظيم الله و�صفات كماله وقدرته‪.‬‬ ‫وي�شرع قراءتها في ال�صباح والم�ساء‪ ,‬وقبل النوم‪ ,‬وفي الحديث أ�ن من قر�أها قبل نومه لا يزال عليه من الله حافظ‬ ‫ولا يقربه �شيطان حتى ي�صبح (البخاري ‪.)2187‬‬ ‫وتقر�أ بعد ال�لاصة‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من قر أ� آ�ية الكر�سي في دبر كل �لاصة مكتوبة لم يمنعه من دخول‬ ‫الجنة إ�لا أ�ن يموت\" (الن�سائي في الكبرى ‪.)9848‬‬

‫‪269‬‬ ‫}َيا�ْلشلَفُه ُعل َاِع إ�ِْنَل ََُدهك ُهْإ�ِرلِإ��َِّالسَّا ُّيُ ِهُبه َِإ�واْاذللحِنْ�َِّهسَ ََميُّايْعَوَلااُْلمَِقت َُّيم َووااَُمبينلأَْلْرََا َت�َ�أَ�أْْيض ُِدخَويُلذَِهاُه َْمي�ِ ُؤ�سَووَنَُمدٌةاُه َو َلِخَحاْل ْفََنف ُُْوهظ ٌْمُهم ََّلمَوُاهل َاَوَمُيُاه ِفَيوِحيا ْلُطَاع ِلول�ََُّّنيس َِبام ْلا�َ ََشوعاِْيظٍِءتي َُِّموم َمْ{نا(فياِِعل ْلب ِقماِرهةَأل‪ِ�:‬إْرل َّ‪5‬ا�ِ‪5‬مِض‪َ2‬ب)اَم‪َ�.‬نشا َذءا َوا َّل�ِسِذَعي‬ ‫}الل ُه ل َا ِإ� َل َه ِ�إل َّا ُه َو {‬ ‫الله الذي لا ي�ستحق العبادة �إلا هو‪.‬‬ ‫}ا حْ َل ُّي ا ْل َق ُّيو ُم{‬ ‫الح ُّي الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله‪ ،‬القائم على كل �شيء تدبي ًرا و�إتقا ًنا‪.‬‬ ‫}ل َا َت�أْ ُخ ُذ ُه �ِس َن ٌة َول َا َن ْو ٌم{‬ ‫لا ي�صيبه نعا�س ولا نوم‪.‬‬ ‫} َّل ُه َما ِيف ال�َّس َما َوا ِت َو َما يِف ا أَل ْر�ِض{‬ ‫له جميع ما في الكون في ال�سماوات و الأر�ض فهو المالك الخالق له‪.‬‬ ‫} َمن َذا ا َّل ِذي َي�ْش َف ُع ِع ْن َد ُه ِ�إل َّا ِب إِ� ْذ ِن ِه{‬ ‫لا يتجا�سر �أحد �أن ي�شفع عنده �إلا ب إ�ذنه‪.‬‬ ‫} َي ْع َل ُم َما َب نْ َي َ�أ ْي ِدي ِه ْم َو َما َخ ْل َف ُه ْم{‬ ‫يعلم ما ي�ستقبلون من �أمورهم وما�ضيهم الذي تركوه خلفهم‪.‬‬ ‫} َول َا ُي ِحي ُطو َن ِب�َش ْي ٍء ِّم ْن ِع ْل ِم ِه إ�ِل َّا ِم َبا �َشاء{‬ ‫ولا َي َّطل ُع �أحد من الخلق على �شيء من علمه إ�لا بما �أعلمه الله و�أطلعه عليه‪.‬‬ ‫} َو�ِس َع ُك ْر�ِس ُّي ُه ال�َّس َما َوا ِت َوا ألَ ْر�َض{‬ ‫ف�سر بع�ض ال�صمحخالبوةقاالتكارل�لسهيالبعأ�نظهيمموة ا�لضتعيقتدفمويق االلل�هسم�اسوباحتانوها ألعلرى�ضماعيلظيمقةبواجتل�اسلاهعاو‪.‬عظمته وهو من‬ ‫} َول َا َي ُ�ؤو ُد ُه ِح ْف ُظ ُه َما{‬ ‫ولا يثقله �سبحانه حفظ ال�سماوات وا ألر�ض وما فيها‪.‬‬ ‫} َو ُه َو ا ْل َع ِل ُّي ا ْل َع ِظي ُم{‬ ‫وهو العلي بذاته و�صفاته على جميع مخلوقاته‪ ،‬الجامع لجميع �صفات العظمة والكبرياء‪.‬‬

‫‪ 270‬الأدعية والأذكار‬ ‫المعوذات‬ ‫وهي ثلاث �سور ق�صيرة من �أعظم �سور القر آ�ن‪.‬‬ ‫‪� 1‬سورة الإخلا�ص وهي �أحد أ�عظم �سور القر آ�ن وتعدل ثلثه كما قال النبي �صلى الله عليه و�سلم (البخاري ‪,6267‬‬ ‫م�سلم ‪.)811‬‬ ‫} ُق ْل ُه َو الل ُه أ�َ َح ٌد • الل ُه ال َّ�ص َم ُد • َم ْل َي ِل ْد َو َم ْل ُيو َل ْد • َو مَ ْل َي ُكن َّل ُه ُك ُف ًوا أ�َ َح ٌد{‬ ‫} ُق ْل ُه َو الل ُه �َأ َح ٌد{‬ ‫�أمر من الله أ�ن يقول الر�سول الكريم‪ :‬إ�ن الله واحد لا �شريك له في العبادة‪.‬‬ ‫}الل ُه ال َّ�ص َم ُد{‬ ‫الله هو الذي تعتمد عليه وتلج�أ له جميع الخلائق لطلب احتياجاتها‪.‬‬ ‫} َم ْل َي ِل ْد َو َم ْل ُيو َل ْد{‬ ‫منزه �أن يكون له ولد �أو �أن يكون قد ُو ِلد فهو الأول الذي لي�س قبله �شيء‪.‬‬ ‫} َو مَ ْل َي ُكن َّل ُه ُك ُف ًوا َ�أ َح ٌد{‬ ‫ولي�س له نظير أ�و �شبيه في ذاته و�صفاته إ�ذ هو الخالق وما عداه مخلوق‪.‬‬

‫‪271‬‬ ‫‪� 2‬سورة الفلق‪:‬‬ ‫} ُق ْل َأ� ُعو ُذ ِب َر ِّب ا ْل َف َل ِق • ِمن �َش ِّر َما َخ َل َق • َو ِمن �َش ِّر َغا�ِس ٍق إ�ِ َذا َو َق َب • َو ِمن �َش ِّر ال َّن َّفا َثا ِت ِيف ا ْل ُع َق ِد •‬ ‫َو ِمن �َش ِّر َحا�ِس ٍد �إِ َذا َح�َس َد{‬ ‫} ُق ْل َ�أ ُعو ُذ ِب َر ِّب ا ْل َف َل ِق{‬ ‫قل ( أ�يها الر�سول)‪ :‬أ�عوذ و أ�عت�صم برب الفلق‪ ,‬وهو ال�صبح‪.‬‬ ‫} ِمن �َش ِّر َما َخ َل َق{‬ ‫من �شر جميع المخلوقات و أ�ذاها‪.‬‬ ‫} َو ِمن �َش ِّر َغا�ِس ٍق �إِ َذا َو َق َب{‬ ‫ومن �شر ليل �شديد الظلمة �إذا دخل وتغلغل‪ ,‬وما فيه من ال�شرور والم ؤ�ذيات‪.‬‬ ‫} َو ِمن �َش ِّر ال َّن َّفا َثا ِت ِيف ا ْل ُع َق ِد{‬ ‫ومن �شر ال�ساحرات اللاتي ينفخن فيما يعقدن من ُع َقد بق�صد ال�سحر‪.‬‬ ‫} َو ِمن �َش ِّر َحا�ِس ٍد ِ�إ َذا َح�َس َد{‬ ‫ومن �شر حا�سد مبغ�ض للنا�س �إعنذاهمح‪�،‬وس إ�ديقهامع اعللأذىىمابهومه‪.‬بهم الله من نعم‪ ,‬و أ�راد زوالها‬ ‫‪� 3‬سورة النا�س‪:‬‬ ‫} ُق ْل �َأ ُعو ُذ ِب َر ِّب ال َّنا� ِس • َم ِل ِك ال َّنا� ِس • ِإ� َل ِه ال َّنا� ِس • ِمن �َش ِّر ا ْل َو�ْس َوا� ِس ا ْخ َل َّنا� ِس •‬ ‫ا َّل ِذي ُي َو�ْس ِو� ُس يِف ُ�ص ُدو ِر ال َّنا� ِس • ِم َن ا ْج ِل َّن ِة َوال َّنا� ِس{‬ ‫} ُق ْل �َأ ُعو ُذ ِب َر ِّب ال َّنا� ِس{‬ ‫قل (�أيها الر�سول)‪ :‬أ�عوذ و�أعت�صم برب النا�س‪ ,‬القادر وحده على ر ِّد �شر الو�سوا�س‪.‬‬ ‫} َم ِل ِك ال َّنا� ِس{‬ ‫ملك النا�س المت�صرف في كل �ش ؤ�ونهم‪ ,‬الغن ِّي عنهم‪.‬‬ ‫} إِ� َل ِه ال َّنا� ِس{‬ ‫�إله النا�س الذي لا معبود بحق �سواه‪.‬‬ ‫} ِمن �َش ِّر ا ْل َو�ْس َوا� ِس ا ْخ َل َّنا� ِس{‬ ‫من �أذى ال�شيطان الذي يو�سو�س عند الغفلة‪ ,‬ويختفي عند ذكر الله‪.‬‬

‫‪ 272‬الأدعية والأذكار‬ ‫}ا َّل ِذي ُي َو�ْس ِو� ُس ِيف ُ�ص ُدو ِر ال َّنا� ِس{‬ ‫الذي يب ُّث ال�شر وال�شكوك في �صدور النا�س‪.‬‬ ‫} ِم َن ا جْ ِل َّن ِة َوال َّنا� ِس{‬ ‫من �شياطين الجن والإن�س‪.‬‬ ‫وقت قراءة المعوذات‪:‬‬ ‫ي�شرع قراءة المعوذات في كل �صباح وم�ساء وفي الحديث‪\" :‬قل‪ :‬قل هو الله أ�حد‪ ،‬والمعوذتين حين تم�سي‬ ‫وت�صبح ثلاث مرات تكفيك من كل �شيء\" (الترمذي ‪.)3575‬‬ ‫وبعد كل �صلاة مكتوبة كما علمها النبي �صلى الله عليه و�سلم لأحد ال�صحابة ( أ�بو داود ‪.)1523‬‬ ‫وقبل النوم وكان النبي �صلى الله عليه و�سلم �إذا �أوى �إلى فرا�شه كل ليلة جمع كفيه‪ ،‬ثم نفث فيهما فقر أ� فيهما‪:‬‬ ‫} ُق ْل ُه َو الل ُه َ�أ َح ٌد{ و} ُق ْل �أَ ُعو ُذ ِب َر ِّب ا ْل َف َل ِق{ و} ُق ْل أَ� ُعو ُذ ِب َر ِّب ال َّنا�ِس{ ‪ ،‬ثم يم�سح بهما ما ا�ستطاع من ج�سده‪ ،‬يبد�أ‬ ‫بهما على ر�أ�سه ووجهه وما أ�قبل من ج�سده يفعل ذلك ثلاث مرات\" (البخاري ‪.)4729‬‬ ‫وهي �أعظم ما يحفظ ا إلن�سان من ال�سحر وال�شرور‪\" ،‬وقد كان ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم يتعوذ من‬ ‫الجان وعين الإن�سان حتى نزلت المعوذات‪ ،‬ف أ�خذ بها وترك ما �سواها\" (الترمذي ‪.)2058‬‬

‫‪273‬‬ ‫أذكار مهمة‬ ‫لا �إله إ�لا الله‬ ‫وهي قوام الدين‪ ،‬و�أعظم الأذكار في كل وقت‪ ،‬وخير ما قاله نبي‪ ،‬كما قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬خير ما قلت‬ ‫�أنا والنبيون من قبلي لا إ�له إ�لا الله\" (الترمذي ‪ )3585‬وقال �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬أ�سعد النا�س ب�شفاعتي يوم‬ ‫القيامة من قال‪ :‬لا �إله �إلا الله خال ً�صا من قلبه\" (البخاري ‪ )99‬ومعناها لا أ�حد ي�ستحق العبادة �إلا الله‪.‬‬ ‫�سبحان الله‬ ‫أ�ي أ�نزه الله و�أقد�سه عن كل عيب ونق�ص‬ ‫الحمد لله‬ ‫أ�ي‪ :‬أ�ثني على الله بما ي�ستحقه من �صفات الكمال والإح�سان مع محبته وتعظيمه‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫\"والحمد لله تملأ الميزان‪ ،‬و�سبحان الله والحمد لله تم آلن ما بين ال�سماوات وا ألر�ض\" (م�سلم ‪ )223‬يعني‬ ‫بالأجر‪.‬‬

‫‪ 274‬الأدعية والأذكار‬ ‫�سبحان الله وبحمده‬ ‫قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من قال‪� :‬سبحان الله وبحمده‪ ،‬في يوم مائة مرة‪ ،‬حطت خطاياه و إ�ن كانت مثل زبد‬ ‫البحر\" (البخاري ‪ ,6042‬م�سلم ‪. )2691‬‬ ‫�سبحان الله وبحمده �سبحان الله العظيم‬ ‫قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬كلمتان خفيفتان على الل�سان‪ ،‬ثقيلتان في الميزان‪ ،‬حبيبتان إ�لى الرحمن‪:‬‬ ‫�سبحان الله وبحمده‪� ،‬سبحان الله العظيم\" (البخاري ‪ ,6304‬م�سلم ‪.)2694‬‬ ‫الله أ�كبر‬ ‫أ�ي‪ :‬الله �أكبر من كل ما�سواه‪ ،‬وتقال في انتقالات ال�لاصة‪ ،‬وعند �صعود المرتفعات في ال�سفر‪ ،‬وعند الفرح‪ ،‬كما ت�شرع‬ ‫قبل العيدين إ�ظها ًرا لمنة الله علينا ب إ�تمام العبادات‪ ،‬قال تعالى‪َ } :‬و ِل ُت َكبرِّ ُوا الل َه َع َلى َما َه َدا ُك ْم{(البقرة‪.)185:‬‬ ‫�أ�ستغفر الله‬ ‫ومعناها‪ :‬أ��س�أل الله أ�ن يغفر لي ‪ ،‬ور�سول الله الذي قد ُغ ِف َر له ما تقدم من ذنبه وما ت أ�خر كان يقول‪ \" :‬إ�ني‬ ‫أل�ستغفر الله و�أتوب �إليه في اليوم أ�كثر من �سبعين مرة\" (البخاري ‪.)5948‬‬ ‫لا حول ولا قوة إ�لا بالله‬ ‫�أي‪ :‬لا تغير وتحول من حال آلخر ولا قوة على ذلك إ�لا بتوفيق و�إعانة من الله‪.‬‬ ‫قال �صلى الله عليه و�سلم‪ \" :‬أ�لا أ�دلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة‪ :‬لا حول ولا قوة �إلا بالله\" (البخاري ‪,6021‬‬ ‫م�سلم‪ ،)2704‬كما تقال عند �سماع الم ؤ�ذن يقول‪( :‬حي على ال�لاصة) أ�و (حي على الفلاح)‪.‬‬ ‫ب�سم الله‬ ‫�أي‪� :‬أت�شرف و�أ�ستعين و أ�بتدئ با�سم الله‪ ،‬وقد ابتد أ� القر آ�ن بـ (ب�سم الله الرحمن الرحيم)‪ ،‬وابتد�أ ر�سول الله‬ ‫كتاباته بها ت�شر ًفا بالابتداء با�سم الله‪ ..‬وهي تقال في كثير من الموا�ضع‪ ،‬فتقال عند الأكل‪ ،‬وعند كل ابتداء بعمل‬ ‫�أو قول �أو فتح أ�و إ�غلاق‪ ،‬فما أ��شرفها و أ�عظمها من بداية أ�ن تبد أ� م�ستعي ًنا متبر ًكا با�سم الله‪.‬‬

‫‪275‬‬ ‫�أعوذ بالله من ال�شيطان الرجيم‬ ‫�أي‪� :‬ألتجئ و�أعت�صم بالله من �شر ال�شيطان المطرود من رحمة الله‪ ،‬وت�شرع قبل قراءة القر آ�ن‪ ،‬وعند الغ�ضب‪،‬‬ ‫ولإبعاد و�ساو�س ال�شيطان في كل وقت وحين‪.‬‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‬ ‫ومعناها الدعاء للنبي �صلى الله عليه و�سلم بالرحمة والمنزلة الرفيعة‪ ،‬وال�سلامة في الدنيا والآخرة‪ .‬قال �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم‪\" :‬من �صلى علي �لاصة واحدة �صلى الله عليه بها ع�ش ًرا\" (م�سلم‪ ،)384‬وقال‪ \" :‬أ�ولى النا�س بي يوم‬ ‫وتتا�ألكقيدايموةم أ�اكلثرجهمعمةعولب َّعيد�الاألصذةا\"ن‪(.‬القتارلمتذعيا‪4‬ل‪8‬ى‪ }،):4‬إ�و َّتنجالبل َهعَون َمداَلذِئكَك َتر ُهالُينبَ�صيلُّو�َنصل َعىَلاىللاهل َّن ِبعلِّييهَياو�أَ� ُّيسلَهام‪،‬ا َّلوِذتي�شَنر آ�ع َم ُفنوياك َ�لصلُّوحاي َنع‪َ،‬ل ْي ِه‬ ‫َو�َس ِّل ُموا َت�ْس ِلي ًما{ (ا ألحزاب‪.)56 :‬‬ ‫كان ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم يعد ا ألذكار‬ ‫ب إ��صبعه‪ ،‬ويجوز ا�ستخدام أ�ي أ�داة ت�ساعد على‬ ‫العد إ�ن احتاج �إلى ذلك‪.‬‬

‫‪ 276‬الأدعية والأذكار‬ ‫الأذكار في الأحوال المختلفة‬ ‫أذكار الصباح والمساء‬ ‫آ�ية الكر�سي انظر (�ص‪)269‬‬ ‫المعوذات انظر (�ص‪)270‬‬ ‫ب�سم الله الذي لا ي�ضر مع ا�سمه �شيء في الأر�ض ولا في ال�سماء وهو ال�سميع العليم‬ ‫وقد �أخبر النبي �صلى الله عليه و�سلم ب أ�نه ما من عبد يقولها في �صباح كل يوم وم�ساء كل ليلة‪ :‬ثلاث مرات‬ ‫في�ضره �شيء (الترمذي ‪.)3388‬‬ ‫ر�ضيت بالله ر ًبا‪ ،‬وبالإ�سلام دي ًنا‪ ،‬وبمحمد �صلى الله عليه و�سلم نب ًيا‬ ‫قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬ما من عبد م�سلم يقول حين ي�صبح وحين يم�سي ثلاث مرات‪ :‬ر�ضيت بالله ر ًبا‬ ‫وبالإ�سلام دي ًنا وبمحمد �صلى الله عليه و�سلم نب ًيا‪� ،‬إلا كان ح ًقا على الله أ�ن ير�ضيه يوم القيامة\" (�أحمد ‪.)18967‬‬ ‫اللهم أ�نت ربي لا إ�له �إلا أ�نت‪ ،‬خلقتني و أ�نا عبدك‪ ،‬و�أنا على عهدك ووعدك ما ا�ستطعت‪ ،‬أ�عوذ‬ ‫بك من �شر ما �صنعت‪� ،‬أبوء لك بنعمتك علي‪ ،‬و أ�بوء لك بذنبي فاغفر لي‪ ،‬ف إ�نه لا يغفر الذنوب‬ ‫�إلا �أنت‪.‬‬ ‫قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬ومن قالها من النهار موق ًنا بها‪ ،‬فمات من يومه قبل �أن يم�سي‪ ،‬فهو من �أهل‬ ‫الجنة‪ ،‬ومن قالها من الليل وهو موقن بها‪ ،‬فمات قبل �أن ي�صبح‪ ،‬فهو من �أهل الجنة\" (البخاري ‪.)5947‬‬ ‫�أ�صبحنا و أ��صبح الملك لله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬لا �إله �إلا الله وحده لا �شريك له‪ ،‬له الملك‪ ،‬وله‬ ‫الحمد‪ ،‬وهو على كل �شيء قدير‪ ،‬رب أ��س�ألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده‪ ،‬و�أعوذ بك من‬ ‫�شر ما في هذا اليوم و�شر ما بعده‪ ،‬رب �أعوذ بك من الك�سل‪ ،‬و�سوء الكبر‪ ،‬رب �أعوذ بك من عذاب‬ ‫في النار وعذاب في القبر (م�سلم ‪)2723‬‬ ‫و�إذا أ�م�سى ب َّدل أ�لفاظ ال�صباح بالم�ساء‪.‬‬

‫‪277‬‬ ‫الدعاء عند الطعام‬ ‫قبل الطعام‬ ‫\" إ�ذا أ�كل �أحدكم طعا ًما فليقل‪ :‬ب�سم الله‪ ،‬ف إ�ن ن�سي في �أوله فليقل‪ :‬ب�سم الله في أ�وله و آ�خره\" (الترمذي‬ ‫‪.)3264 ,1858‬‬ ‫عند الفراغ من الطعام‬ ‫\"من أ�كل طعا ًما فقال‪ :‬الحمد لله الذي أ�طعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة‪ ،‬غفر له ما‬ ‫تقدم من ذنبه\" (الترمذي ‪� ,3458‬أبو داود ‪.)4023‬‬ ‫الدعاء في المنزل‬ ‫عند دخول المنزل‬ ‫\"�إذا ولج الرجل بيته‪ ،‬فليقل‪ :‬اللهم �إني �أ�س أ�لك خير المولج‪ ،‬وخير المخرج‪ ،‬ب�سم الله ولجنا‪ ،‬وب�سم‬ ‫الله خرجنا‪ ،‬وعلى الله ربنا توكلنا‪ ،‬ثم لي�سلم على �أهله\" ( أ�بو داود ‪.)5096‬‬ ‫عند الخروج من المنزل‬ ‫\"ب�سم الله توكلت على الله‪ ،‬لا حول ولا قوة �إلا بالله‪ ،‬اللهم أ�عوذ بك �أن �أ�ضل‪ ،‬أ�و �أ�ضل‪� ،‬أو �أزل‪،‬‬ ‫�أو �أزل‪ ،‬أ�و �أظ ِلم‪ ،‬أ�و ُأ�ظلم‪ ،‬أ�و أ�جهل‪ ،‬أ�و يجهل علي\" ( أ�بو داود ‪.)5095- 5094‬‬ ‫الدعاء عند النوم‬ ‫دعاء الاستيقاظ من النوم‬ ‫\"الحمد لله الذي �أحيانا بعد ما �أماتنا و�إليه الن�شور\" (البخاري ‪ ,5953‬م�سلم ‪.)2711‬‬

‫‪ 278‬الأدعية والأذكار‬ ‫الآذان والمسجد‬ ‫ي�شرع �أن يردد الم�سلم ما يقوله الم ؤ�ذن إ�لا إ�ذا قال‪( :‬حي على ال�صلاة) �أو (حي على الفلاح)‬ ‫فيقول‪( :‬لا حول ولا قوة إ�لا بالله)‬ ‫ثم بعد انتهاء لاأذان ي�صلي على النبي �صلى الله عليه و�سلم ثم يقول‪( :‬اللهم رب هذه الدعوة التامة‬ ‫وال�صلاة القائمة‪ ،‬آ�ت محم ًدا الو�سيلة والف�ضيلة‪ ،‬وابعثه مقا ًما محمو ًدا الذي وعدته) وقد ب�َّشر‬ ‫النبي �صلى الله عليه و�سلم من قال ذلك بقوله‪\" :‬حلت له �شفاعتي\" (البخاري ‪.)589‬‬ ‫عند دخول المسجد‬ ‫ب�سم الله‪ ،‬وال�صلاة وال�سلام على ر�سول الله‪ ،‬اللهم اغفر لي ذنوبي‪ ،‬وافتح لي أ�بواب رحمتك‪.‬‬ ‫و�إذا خرج قال‪ :‬ب�سم الله‪ ،‬وال�صلاة وال�سلام على ر�سول الله‪ ،‬اللهم افتح لي �أبواب ف�ضلك‪.‬‬ ‫بعد الصلاة المكتوبة‬ ‫�أ�ستغفر الله ثلا ًثا‬ ‫اللهم أ�نت ال�سلام ومنك ال�سلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام (م�سلم ‪.)591‬‬ ‫ثم ي�سبح الله ‪ ٣٣‬مرة‪ ،‬قائ اًل‪�(:‬سبحان الله)‪ ،‬ويحمد الله ‪ ٣٣‬مرة‪ ،‬قائ اًل‪(:‬الحمد لله)‪،‬‬ ‫ويكبر الله ‪ ٣٣‬مرة‪ ،‬قائ ًال‪( :‬الله �أكبر)‪ ،‬ويختم المائة بقوله‪ :‬لا إ�له إ�لا الله وحده لا �شريك له‪ ،‬له‬ ‫الملك وله الحمد وهو على كل �شيء قدير (م�سلم ‪.)597‬‬ ‫وقد ب�َّشر النبي �صلى الله عليه و�سلم من قالها بمغفرة خطاياه و�إن كانت مثل زبد البحر (م�سلم ‪.)597‬‬ ‫قراءة آ�ية الكر�سي (انظر‪� :‬ص‪)269‬‬ ‫قراءة المعوذات (انظر‪� :‬ص‪)270‬‬

‫‪279‬‬ ‫حقيقة الدعاء‬ ‫الدعاء هو حقيقة العبادة و�إظهار لأخ�ص معالمها لما فيه من اللجوء‬ ‫ولاانك�سار بين يدي الله عز وجل‪ ،‬قال تعالى‪َ } :‬و َقا َل َر ُّب ُك ُم ا ْد ُعونيِ �َأ�ْس َت ِج ْب‬ ‫َل ُك ْم ِإ� َّن ا َّل ِذي َن َي�ْس َت ْكبرِ ُو َن َع ْن ِع َبا َد ِتي �َس َي ْد ُخ ُلو َن َج َه َّن َم َدا ِخ ِري َن{ (غافر‪.)60 :‬‬ ‫والله تعالى أ�كرم الأكرمين ف إ�ذا انطرح العبد بين يديه أ�جاب �س ؤ�اله و أ�ثابه على انك�ساره‪ ،‬قال �صلى الله عليه‬ ‫و�سلم‪ \" :‬إ�ن ربكم حيي كريم ي�ستحيي من عبده �إذا رفع يديه �إليه أ�ن يردهما �صف ًرا\" ( أ�بو داود ‪.)١٤٨٨‬‬ ‫هل يجيب الله كل الداعين؟‬ ‫ِع َبا ِدي‬ ‫�َس أَ� َل َك‬ ‫} َو ِ�إ َذا‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫بالإجابة‪،‬‬ ‫ا آلخرين‬ ‫على‬ ‫وعد الله من دعى بالطريقة ال�صحيحة بدون ظلم أ�و تعدي‬ ‫َع ِّني َف ِإ�نيِّ َق ِري ٌب �ُأ ِجي ُب َد ْع َو َة ال َّدا ِع إِ� َذا َد َعا ِن{ (البقرة‪.)186 :‬‬ ‫ولكن هذه الإجابة لها أ�حوال ذكرها النبي �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬فقال‪\" :‬ما من م�سلم يدعو بدعوة لي�س فيها �إثم‪،‬‬ ‫ولا قطيعة رحم‪ ،‬إ�لا �أعطاه الله بها �إحدى ثلاث‪ :‬إ�ما �أن تعجل له دعوته‪ ،‬و إ�ما �أن يدخرها له في الآخرة‪ ،‬و�إما أ�ن‬ ‫ي�صرف عنه من ال�سوء مثلها\" (�أحمد ‪.)11133‬‬ ‫\"يا عبادي لو �أن أ�ولكم و آ�خركم و�إن�سكم وجنكم‬ ‫كانوا على �أفج ِر قلب واحد منكم ما نق�ص من ملكي‬ ‫�شيئا ‪ ،‬يا عبادي لو أ�ن �أولكم و�آخركم و إ�ن�سكم‬ ‫وجنكم قاموا في �صعيد واحد ف�س أ�لوني ‪ ،‬ف أ�عطيت‬ ‫كل واحد م�س أ�لته ما نق�ص ذلك مما عندي �إلا كما‬ ‫ينق�ص المخيط إ�ذا �أدخل البحر\" (م�سلم ‪.)2577‬‬

‫‪ 280‬الأدعية والأذكار‬ ‫ي ؤ�جر الداعي بقدر انك�ساره وتذللـه بين يدي الله‬ ‫آداب الدعاء‬ ‫‪ 5‬عدم لاا�ستعجال في ا إلجابة‪ ,‬قال النبي‬ ‫الإخلا�ص لله‪ ،‬فالدعاء عبادة‪ ،‬ودعاء غير‬ ‫‪1‬‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬ي�ستجاب ألحدكم ما لم‬ ‫الله عبادة لغير الله‪ ،‬قال الله تعالى‪ُ } :‬ه َو الحْ َ ُّي‬ ‫يعجل‪ ،‬يقول‪ :‬دعوت فلم ي�ستجب لي\" (البخاري‬ ‫لاَ إِ� َل َه ِ�إلاَّ ُه َو َفا ْد ُعو ُه مخُ ْ ِل ِ�صي َن َل ُه ال ِّدي َن الحْ َ ْم ُد‬ ‫‪ ,5981‬م�سلم ‪.)2735‬‬ ‫هلِ ِ َر ِّب ا ْل َعالمَ ِي َن{ (غافر‪.)65 :‬‬ ‫‪ 6‬رفع اليدين في الدعاء وقد كان ر�سول الله‬ ‫يرفع يديه عند دعاء الله عز وجل إ�ظها ًرا‬ ‫‪� 2‬أن يعزم الداعي في الم�س�ألة ولا يقول فيه إ�ن‬ ‫�شاء الله ويتيقن ا إلجابة مع ح�ضور القلب‪ ,‬قال‬ ‫للانك�سار والتذلل بين يدي الله‪.‬‬ ‫ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪�\":‬إذا دعا أ�حدكم‬ ‫‪ 7‬التخل�ص من المال الحرام ف�إنه مما يمنع من‬ ‫فليعزم الم�س�ألة ولا يقولن‪ :‬اللهم إ�ن �شئت ف�أعطني‪،‬‬ ‫إ�جابة الدعاء قال �صلى الله عليه و�سلم عن الرجل‬ ‫الذي ا�ستجمع كل أ��سباب الإجابة ولكن طعامه‬ ‫ف إ�نه لا م�ستكره له\"(البخاري ‪ ,5979‬م�سلم ‪.)2679‬‬ ‫حرام و�شرابه حرام و ُغ ِّذي بالحرام فقال‪�\":‬أنى‬ ‫ي�ستجاب له\" (م�سلم ‪� )1015‬أي ا�ستبعا ًدا لذلك‪.‬‬ ‫‪ 3‬الت�أدب والخ�ضوع والتذلل والخ�شوع مع‬ ‫خف�ض ال�صوت‪ ,‬قال تعالى‪} :‬ا ْد ُعوا َر َّب ُك ْم َت َ�ض ُّر ًعا‬ ‫َو ُخ ْف َي ًة ِإ� َّن ُه لاَ ُي ِح ُّب المْ ُ ْع َت ِدي َن{(الأعراف‪.)55 :‬‬ ‫‪ 4‬ا إللحاح في الدعاء‪ ,‬قال ابن م�سعود‪\" :‬وكان‬ ‫‪ -‬أ�ي النبي �صلى الله عليه و�سلم‪� -‬إذا دعا دعا‬ ‫ثلا ًثا‪ ،‬و�إذا �س�أل �س�أل ثلا ًثا\" (م�سلم ‪.)1794‬‬

‫‪281‬‬ ‫من مواطن استجابة الدعاء‬ ‫‪ 1‬يوم الجمعة وليلتها‪ ,‬عن �أبي هريرة‪� :‬أن ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم ذكر يوم الجمعة‪ ،‬فقال‪\" :‬فيه‬ ‫�ساعة‪ ،‬لا يوافقها عبد م�سلم‪ ،‬وهو قائم ي�صلي‪ ،‬ي�س�أل الله تعالى �شيئا‪ ،‬إ�لا �أعطاه �إياه\" و أ��شار بيده يقللها‪.‬‬ ‫(البخاري ‪ ,893‬م�سلم ‪.)853‬‬ ‫‪ 2‬في �آخر الليل‪ ,‬قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر‪ ،‬ف�إن‬ ‫ا�ستطعت أ�ن تكون ممن يذكر الله في تلك ال�ساعة فكن\" (الترمذي ‪ ,3579‬الن�سائي ‪.)572‬‬ ‫‪ 3‬بين ا ألذان والإقامة‪ ,‬قال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة\" ( أ�بو داود‬ ‫‪.)521‬‬ ‫‪ 4‬بعد ال�صلاة المفرو�ضة‪ ,‬عن أ�بي أ�مامة قال‪ :‬قيل يا ر�سول الله‪� :‬أي الدعاء �أ�سمع؟ قال‪\" :‬جوف الليل‬ ‫ا آلخر‪ ،‬ودبر ال�صلوات المكتوبات\" (الترمذي ‪ )3499‬والأولى �أن يكون ذلك قبل ال�سلام‪.‬‬ ‫‪ 5‬ال�سجود‪ ,‬قال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪�\" :‬أقرب ما يكون العبد من ربه‪ ،‬وهو �ساجد‪ ،‬ف أ�كثروا الدعاء\"‬ ‫(م�سلم ‪.)482‬‬ ‫‪ 6‬في ال�سفر‪ :‬عن أ�بي هريرة قال‪ :‬قال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬ثلاث دعوات م�ستجابات لا �شك‬ ‫فيهن‪ :‬دعوة المظلوم‪ ،‬ودعوة الم�سافر‪ ،‬ودعوة الوالد على ولده\" (الترمذي ‪� ,1905‬أبو داود ‪.)1536‬‬ ‫على الم�سلم تحري �أوقات الف�ضل و�ساعات الإجابة‬

‫‪ 282‬الأدعية والأذكار‬ ‫هل يكون الدعاء باللغة العربية فقط؟‬ ‫ينبغي للم�سلم �أن يدعو بلغته التي يفهمها وي�ست�شعر معانيها‪ ،‬فحقيقة الدعاء طلب و�س ؤ�ال من العبد لربه الذي‬ ‫يعلم ال�سر و أ�خفى‪ ،‬ولا ت�شتبه عليه اللغات ولا تختلط عليه الأ�صوات‪ ،‬ولو أ�راد الم�سلم الدعاء بدعاء م�أثو ٍر في القر آ�ن أ�و‬ ‫ال�سنة فلينظر ا ألقرب إ�لى قلبه‪ ،‬ف إ�ما أ�ن يحفظ الدعاء باللغة العربية ويعرف معناه �أو يدعو بمعناه بلغته وهو الأي�سر‪.‬‬ ‫أدعية مأثورة‪:‬‬ ‫يدعو الم�سلم بكل ما يريد من خيري الدنيا وا آلخرة بدون تجاوز وظلم واعتداء‪ ،‬وهذه بع�ض جوامع الأدعية التي‬ ‫وردت في القر آ�ن أ�و دعا بها النبي �صلى الله عليه و�سلم‪.‬‬ ‫من �أدعية القر�آن‪:‬‬ ‫ •} َر َّب َنا آ� ِت َنا فيِ ال ُّد ْن َيا َح�َس َن ًة َوفيِ ا ْلآ ِخ َر ِة َح�َس َن ًة َو ِق َنا َع َذا َب ال َّنا ِر{ (البقرة‪.)201:‬‬ ‫ •} َر َّب َنا لاَ ُت َ�ؤا ِخ ْذ َنا إ�ِ ْن َن�ِسي َنا �أَ ْو َأ� ْخ َطْ�أ َنا{ (البقرة‪.)286:‬‬ ‫ •} َر َّب َنا لاَ ُت ِز ْغ ُق ُلو َب َنا َب ْع َد ِإ� ْذ َه َد ْي َت َنا َو َه ْب َل َنا ِم ْن َل ُد ْن َك َر ْح َم ًة ِ�إ َّن َك �َأ ْن َت ا ْل َو َّها ُب{ (�آل عمران‪.)8 :‬‬ ‫ •} َر َّب َنا َه ْب َل َنا ِم ْن أ�َ ْز َوا ِج َنا َو ُذ ِّر َّيا ِت َنا ُق َّر َة �أَ ْعينُ ٍ َوا ْج َع ْل َنا ِل ْل ُم َّت ِقي َن ِإ� َما ًما{ (الفرقان‪.)74:‬‬ ‫ •} َر َّب َنا ا ْغ ِف ْر َل َنا َو ِ ِلإ ْخ َوا ِن َنا ا َّل ِذي َن �َس َب ُقو َنا ِبا ْلإِي َما ِن َولاَ جَ ْت َع ْل فيِ ُق ُلو ِب َنا ِغ ًّال ِل َّل ِذي َن آ� َم ُنوا{ (الح�شر‪.)10:‬‬ ‫ •} َر َّب َنا َظ َل ْم َنا �َأن ُف�َس َنا َو ِإ�ن لمَّ ْ َت ْغ ِف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُكو َن َّن ِم َن الخْ َ ا�ِس ِري َن{ (ا ألعراف‪.)23:‬‬

‫‪283‬‬ ‫ومن ا ألدعية النبوية‪:‬‬ ‫ •يا مقلب القلوب وا ألب�صار ثبت قلوبنا على دينك (الترمذي ‪ ,2140‬أ�حمد ‪.)12107‬‬ ‫ •اللهم �آت نف�سي تقواها‪ ،‬وزكها أ�نت خير من زكاها‪ ،‬أ�نت وليها ومولاها (م�سلم ‪.)2722‬‬ ‫ •اللهم �إني �أ�س أ�لك من الخير كله‪ ،‬عاجله و�آجله‪ ،‬ما علمت منه وما لم �أعلم‪ ،‬و أ�عوذ بك من ال�شر كله‪ ،‬عاجله‬ ‫و آ�جله‪ ،‬ما علمت منه وما لم �أعلم (ابن ماجه ‪ ,3846‬أ�حمد ‪.)25137‬‬ ‫ •اللهم �إني �أعوذ بك من العجز والك�سل‪ ،‬والجبن والهرم والبخل‪ ،‬و أ�عوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا‬ ‫والممات (البخاري ‪ ,6006‬م�سلم ‪.)2706‬‬ ‫ •اللهم �إني أ��س أ�لك الهدى والتقى والعفاف والغنى (م�سلم ‪.)2721‬‬ ‫ •اللهم أ�عني على ذكرك و�شكرك وح�سن عبادتك (�أبو داود ‪ ,1522‬الن�سائي ‪.)1303‬‬ ‫ •اللهم اغفر لي ما قدمت وما �أخرت‪ ،‬وما أ��سررت وما �أعلنت‪ ،‬وما �أ�سرفت‪ ،‬وما �أنت أ�علم به مني‪ ،‬أ�نت المقدم‬ ‫و�أنت الم�ؤخر‪ ،‬لا �إله �إلا �أنت (البخاري ‪ ,6035‬م�سلم ‪.)771‬‬ ‫ •اللهم �أعوذ بر�ضاك من �سخطك‪ ،‬وبمعافاتك من عقوبتك‪ ،‬و�أعوذ بك منك‪ ،‬لا �أح�صي ثنا ًء عليك‪ ،‬أ�نت كما‬ ‫�أثنيت على نف�سك (م�سلم ‪.)486‬‬ ‫قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬لا يرد الدعاء بين الأذان وا إلقامة\" ( أ�بو داود ‪)521‬‬

‫‪ 284‬الأدعية والأذكار‬

‫‪285‬‬ ‫خاتمة الكتاب‬ ‫بعد قراءتك لهذا الكتاب تكون قد تعرفت على قدر مهم من �أحكام الإ�سلام و أ�خلاقياته وت�صوراته‪،‬‬ ‫واكت�سبت عل ًما يخولك للتعامل مع أ�حداث الحياة من حولك وفق �شرع الله ودينه‬ ‫فهني ًئا لك ذلك‪ ،‬فالعلم أ�عظم غنيمة ونعمة‪ .‬وتذكر أ�ن الله إ�نما أ�ثنى على العلم �إذا تبعه عمل‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫}ا َّل ِذي َن �آ َت ْي َنا ُه ُم ا ْل ِك َتا َب َي ْت ُلو َن ُه َح َّق ِت َال َو ِت ِه أُ�و َل ِئ َك ُي ْ�ؤ ِم ُنو َن ِبه{(البقرة‪.)121 :‬‬ ‫فاعقد النية على العمل والالتزام ب�شرع الله ودينه على قدر ا�ستطاعتك وقدرتك‪ ،‬وكلما ق�صرت فتب‬ ‫وا�ستغفر واعزم على الرجوع وا إلنابة‪ ،‬والله الرحيم بعباده يقول‪َ } :‬فا َّت ُقوا الل َه َما ا�ْس َت َط ْع ُت ْم{ (التغابن‪.)16 :‬‬ ‫واحر�ص على ن�شر العلم الذي تعلمته‪ ،‬فبذلك يزكو العلم ويثمر‪ ،‬ور�سولنا �صلى الله عليه و�سلم ي�شجعنا‬ ‫على ن�شر العلم والدعوة إ�لى الله مهما بلغ قدر العلم الذي نحمله‪ ،‬فيقول‪\" :‬بلغوا عني ولو آ�ية\" (البخاري ‪.)3274‬‬ ‫اللهم آ�ت نفو�سنا تقواها‪ ،‬وزكها أ�نت خير من زكاها‪ ،‬أ�نت وليها ومولاها‪.‬‬

‫‪ 286‬الأدعية والأذكار‬

‫‪287‬‬ ‫تعمل على أجهزة‬ ‫مكتبــــة دليـــل الم�سلم‬ ‫للتطبيقات التفاعلية‬ ‫(بعدة لغات)‬ ‫تعد هذه �أ�شمل مكتبة للم�سلم وتحوي ‪ 10‬تطبيقات‬ ‫تفاعلية لكل لغة هي‪ :‬تطبيق دليل الم�سلم الجديد ـ‬ ‫تطبيق إ�يمان الم�سلم ـ تطبيق �صلاة الم�سلم ـ تطبيق زكاة‬ ‫الم�سلم ـ تطبيق �صيام الم�سلم ـ تطبيق معاملات الم�سلم‬ ‫المالية ـ تطبيق ا ألخلاق في الإ�سلام ـ تطبيق الأ�سرة في‬ ‫ا إل�سلام ـ تطبيق اللبا�س في الإ�سلام ـ تطبيق الطعام‬ ‫وال�شراب في الإ�سلام‪.‬‬ ‫مميزات المكتبة‪:‬‬ ‫• إ�خراج فني عالي الم�ستوى‪.‬‬ ‫• مدعمة ب�صور إ�ي�ضاحية‪.‬‬ ‫لتحميل المكتبة‬ ‫لتحميل المكتبة‬

‫ الأدعية والأذكار‬288 K.S.A-Riyadh Tel :+966114486000 Fax:+966114482181 U.K -Birmingham B11 1AR Tel : +441214399144 www.newmuslimguide.com www.imuslimguide.com [email protected]


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook