Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore أول مرة أتدبر القرآن - دليلك لفهم وتدبر القرآن من سورة الفاتحة إلى سورة الناس

أول مرة أتدبر القرآن - دليلك لفهم وتدبر القرآن من سورة الفاتحة إلى سورة الناس

Published by Ismail Rao, 2022-08-10 14:46:18

Description: أول مرة أتدبر القرآن
دليلك لفهم وتدبر القرآن من سورة الفاتحة إلى سورة الناس

Search

Read the Text Version

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٢١‬‬ ‫اسم السورة المباركة‪:‬‬ ‫الليل‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫لأن الله أقسم بالليل في مطلع السورة‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫ال َب ْذل وال ُب ْخل‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬بدأ الله تعالى بالقسم بالليل قبل النهار؛ لأنه أسبق من‬ ‫النهار في الوجود وال َخ ْلق‪ ،‬وبدأ بال َّذ َكر قبل الأنثى‪ :‬لأن‬ ‫آدم ُخ ِلق و ُو ِجـد‪ ،‬قبل حواء (عليهما السلام)‪ ،‬و(الليل‬ ‫والنهار) أسبق في الخلق والوجود من (الذكر والأنثى)‪،‬‬ ‫فجاء ترتيب الآيات بنفس ترتيب ال َخلق‪.‬‬ ‫‪300‬‬

‫‪- 2‬من أراد شيئ ًا فعليه ببذل أسبابه ﴿‪ ﴾7 :5‬ومن خاف شيئ ًا‬ ‫فعليه باجتناب أسبابه ﴿‪.﴾10 :8‬‬ ‫‪- 3‬الذي يظنه العبد أنفع له‪ ،‬ومصدر قوته (بدون وجه حق‪:‬‬ ‫كالمال) هو أسرع ما يتركه عند موته‪ ،‬فلا ينفعه ولا يشفع‬ ‫له ﴿‪.﴾11‬‬ ‫‪- 4‬نزلت هذه الآيات المباركات في أبي بكر الصديق (رضي‬ ‫الله عنه)‪ ،‬ل َّما كان يشتري العبيد الذين كانت تعذبهم‬ ‫قريش‪ ،‬ثم يعتقهم لوجه الله‪( .‬رواه ابن أبي حاتم)‪.‬‬ ‫‪ - ٥‬هذه الآيات جمعت أسباب السعادة‬ ‫﴿ﮩ﴾‪ :‬فعل المأمور‪.‬‬ ‫﴿ﮪ﴾‪ :‬ترك المحظور‪.‬‬ ‫(ابن سعدي)‬ ‫﴿ﮬﮭ ﮮ﴾‪ :‬تصديق الوحي‪.‬‬ ‫‪﴿ - ٦‬ﯩﯪﯫﯬﯭ﴾ من تذكر أن البدء منه سبحانه‬ ‫والمآل إليه كان أقرب الناس إلى الهدى وأحرصهم على‬ ‫الخير و َس ُه َل عليه الزهد في الدنيا‪.‬‬ ‫‪ - ٧‬نـزلـت هـذه الآيات المباركة في أبي بكر الصديق رضي‬ ‫الله عنه حيث كان يشتري العبيد‪ ،‬بِمالِ ِه‪ ،‬و ُي ْعتِ ُق ُهم‪ ،‬لِ َو ْجه‬ ‫الله‪ ،‬وابتغاء مرضاته‪َ ،‬ف َخ َّلد الله تعالى‪ِ ،‬ذ ْكر َه و َع َم َله‪.‬‬ ‫﴿ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ‬ ‫ﭣﭤﭥ ﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ‬ ‫ﭯﭰ ﭱ﴾‬ ‫‪301‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)١١‬‬ ‫اسم السورة المباركة‪:‬‬ ‫الضحى‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫لأن الله أقسم بالضحى في مطلع السورة‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫رعاية الله عز وجل لنبيه ^‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬ينبغي للعبد عند َك ْربه أن يحسن الظن بر ِّبه؛ لأن العبد لا يزال‬ ‫يتقلب في نعم الله سبحانه منذ أتى إلى الدنيا ﴿‪.﴾8 :6‬‬ ‫‪﴿ - 2‬ﭾ ﭿﮀﮁﮂ﴾ اجعلها شعار ًا في حياتك كلها‪:‬‬ ‫‪-‬فإذا رزقت شيئ ًا قل رزق الجنة خي ٌر منه‪.‬‬ ‫‪-‬وإذا حرمت شيئ ًا قل ما أنتظره وآمله خي ٌر منه‪.‬‬ ‫‪302‬‬

‫‪- 3‬التحدث بالنعم (مقصو ُد ُه)‪ :‬شكرها‪ ،‬والاعتراف بفضل‬ ‫الله‪ ،‬وصرف هذه النعم في مرضاته‪ ،‬وظهور أثرها على‬ ‫العبد ﴿‪.﴾11‬‬ ‫‪- 4‬من تربية الله للعبد‪ :‬أن يبتليه‪ ،‬فإذا ذاق ُمـ ّر البلاء‪ ،‬ثم العافية‪،‬‬ ‫رحم أهل هذا البلاء‪ ،‬فواساهم وجبر َك ْسرهم‪ ،‬وسعى في‬ ‫قضاء حوائجهم ﴿‪.﴾11 ،10 ،9‬‬ ‫‪ - ٥‬بعد ما كان ينام على الحصير ^ ويربط الحجر على بطنه‬ ‫من الجوع‪ ،‬تنطرح الدنيا‪ ،‬عند قدميه‪ ،‬فينفقها‪ ،‬في سبيل‬ ‫الله‪ ،‬لأن قلبه‪ ،‬الطاهر‪ ،‬الشريف‪ ،‬ممتلئ بــ ﴿ﭾ ﭿ‬ ‫ﮀ ﮁ ﮂ﴾‪.‬‬ ‫‪﴿ - ٦‬ﮄﮅﮆ ﮇﮈ﴾‬ ‫ليست السعادة‪ ،‬أن تمتلك كل شيء‪ ،‬إنما السعادة‪ ،‬أن‬ ‫يسعدك الله‪ ،‬بما أعطاك‪ ،‬ويرضيك‪ ،‬بما آتاك‪.‬‬ ‫‪﴿ - ٧‬ﮛﮜﮝﮞ ﮟ﴾‬ ‫‪ -‬إذا لم ُت ْح ِسن إلى الفقير‪ ،‬بالمال‪َ ،‬ف َأ ْح ِس ْن إليه بِ ُح ْسن‬ ‫الخلق‪ ،‬و ِطيب الكلام‪.‬‬ ‫‪َ -‬تأم َّل معي‪ ،‬لم َي ُقل في حق السائل ( َف َأ ْعطِ ِه) بل قال ﴿ﮝ‬ ‫ﮞ﴾ ِح ْفظ مشاعر المنكسرين‪ ،‬صدقة‪.‬‬ ‫‪303‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٨‬‬ ‫اسم السورة المباركة‪:‬‬ ‫الشرح‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫لأن شرح الصدر‪ ،‬من أفضل النِعم؛ ولذلك بدأ الله بذكرها‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫نِعم الله عز وجل على نبيه ^‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬أفضل نعمة يعيش بها العبد في الدنيا بعد الإيمان هي‬ ‫انشراح الصدر؛ وذلك لأن صاحبها لا يحزن على شيء‬ ‫فاته‪ ،‬ولا يغتم لما يصي ُبه‪ ،‬ولا يقلق لما ينتظره‪ ،‬وقد قال‬ ‫الله تعالى ﴿ﮉﮊﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑ‬ ‫ﮒﮓﮔﮕ‪( ﴾...‬سورة النحل‪.)٩٧ :‬‬ ‫‪- 2‬وأفضلنعمةيرزقها الله العبدفي الآخرةغفرانذنبه ﴿‪.﴾2‬‬ ‫‪- 3‬الذنوب سبب الهم‪ ،‬والغم‪ ،‬والحزن‪ ،‬والنكد‪.‬‬ ‫‪- 4‬ما ُذ ِكر اسم الله‪ ،‬إلا ومعه ِذ ْكر رسوله ^‪.‬‬ ‫‪304‬‬

‫‪ - ٥‬رفع الله ِذ ْكره حتى مع الكفار‪ ،‬وهذه بعض مقالاتهم‪:‬‬ ‫‪-‬ع َّده أح ُدهم الأول في عظماء العالم‪.‬‬ ‫‪-‬يعتقدأح ُدهمأنه^ الوحيدالذي يستطيعحلمشكلات‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫‪- ٦‬قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‪( :‬لن يغلب ُعس ٌر‬ ‫يسرين) (رواه مالك والطبري)‪ ،‬فأبشروا يا أهل البلاء بالفرج‪،‬‬ ‫فهذا َو ْعد الله في كتابه‪.‬‬ ‫‪- ٧‬ينبغي للعبد العاقل‪ ،‬ألا يضيع أوقاته إلا في عبادة؛ لأن هذه‬ ‫هي وظيفة العمر‪ ،‬التي من أجلها خلقه الله‪.‬‬ ‫‪ - ٨‬عن (حفص بن حميد)‪ ،‬قال‪ :‬قال لي (زياد بن حدير)‪:‬‬ ‫اقرأ عل َّي‪َ ،‬ف َقر ْأ ُت عليه‪﴿ ،‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﴾ فقال‪ :‬يا ابن أم‬ ‫زياد‪َ ،‬أ ْن َق َض َظ ْه َر رسول الله؟!! (أي‪ :‬إذا كان الوزر‪ ،‬أنقض‬ ‫ظهر الرسول‪ ،‬فكيف بك؟) فجعل َي ْبكي كما َي ْبكي الصب ُّي‪.‬‬ ‫(حلية الأولياء)‬ ‫‪ -‬مسألة هامة جد ًا (هل الأنبياء معصومون من كل الذنوب‬ ‫والمعاصي)؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية‪:‬‬ ‫أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء معصومون من الخطأ‬ ‫فيما يبلغون عن الله عز وجـل‪ ،‬والأنبياء معصومون عن‬ ‫الكبائر‪ ،‬وقد تقع من أحدهم الصغائر فينبههم الله تعالى عليها‬ ‫فيبادرون بالتوبة‪ ،‬وعلى هذا القول ذهب الصحابة والتابعين‬ ‫والأئمة وجماهير علماء الإسلام‪( .‬مجموع الفتاوى بتصر يسير)‬ ‫‪305‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٨‬‬ ‫اسم السورة المباركة‪:‬‬ ‫التين‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫لأن الله بدأ هذه السورة بالقسم بال ِّتين‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫معادن الناس‪.‬‬ ‫لطائف وفوائد حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬التين إشارة إلى الحلاوة‪ ،‬والزيتون إشارة إلى الصفاء‪،‬‬ ‫والطور إشارة إلى الثبات‪ ،‬والبلد الأمين إشارة إلى الأمان‬ ‫﴿‪.﴾3 :1‬‬ ‫‪- 2‬أجمل مخوقات الله تعالى (الإنسان) ﴿‪.﴾4‬‬ ‫‪- 3‬أصل الفطرة (الإسلام)‪ ،‬فمن آمن وعمل صالح ًا يبقى على‬ ‫أصل فطرته‪ ،‬ومن انحرف عن هذه الفطرة وعن الطريق‬ ‫‪306‬‬

‫الذي وضحه الله له‪ ،‬سيجعله الله في أسفل سافلين‪ ،‬حتى‬ ‫تصبح البهائم أرفع وأقوم منه ﴿‪.﴾6 ،5 ،4‬‬ ‫‪- 4‬أحكم الحاكمين هو الله تعالى‪ ،‬فلا بد أن يثق العب ُد بر ِّبه‬ ‫وبتدبيره‪ ،‬ويسارع في طاعة أوامره‪ ،‬واجتناب نواهيه‪ ،‬فك ُّل‬ ‫شر ِع ِه حكم ٌة‪.‬‬ ‫‪ - ٥‬شجرة الزيتون‪ ،‬شجرة مباركة‪ ،‬فيها منافع كثيرة‪ ،‬وفي‬ ‫الحديث (كلو الزيت (زيت الزيتون)‪ ،‬وادهنوا به‪ ،‬فإنه‪ ،‬من‬ ‫شجرة مباركة) (الترمذي وصححه الألباني في الجامع الصغير‪.)٨٦٢٧ :‬‬ ‫‪َ - ٦‬من َتد َّبر الآيـة المباركة ﴿ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫ﭡ﴾‪ ،‬لم َيتج َّرأ‪ ،‬أن َي ْسخر‪ِ ،‬م ْن إنسان‪َ ،‬خ َلقه الله‪ ،‬ولا أن‬ ‫يحتقر‪ِ ،‬خ ْل َق ًة‪َ ،‬م َدحها الله‪ ،‬وفي الأَ َثر‪ :‬أن النبي ^‪َ ،‬تبِع‬ ‫رجل ًا‪ ،‬من َث ِقيف‪َ ،‬حتى َه ْر َول في َأ َثره‪ ،‬ح ِّتى أخذ َث ْوبه‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬ارفع إزارك‪ ،‬فكش ُف الرجل عن ركبتيه‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬ ‫رسول الله‪ ،‬إني َأ ْحنَف‪ ،‬و َت ْصط ُّك ركبتاي‪ ،‬فقال رسول الله‬ ‫^‪ُ :‬ك ُّل َخ ْلق الله َع َّز و َج َّل َح َس ٌن‪ ،‬و َلم ُي َر هذا الرجل‪ ،‬إِلاَّ‬ ‫وإِزا ُره‪ ،‬إلى َأ ْنصا ِف َسا َق ْيه (صحيح الجامع‪.)٤٥٢٢ :‬‬ ‫‪307‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)١٩‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫العلق ‪ -‬اقرأ باسم ربك‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫العلق‪ :‬بيان َض ْعف الإنسان ببيان أصل ِخ ْل َقته‪.‬‬ ‫اقرأ باسم ربك‪ :‬لأن الله تعالى افتتح السورة بها‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫أفضل ما يرفع وينفع الإنسان ِع ْلم الآخرة‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬أول ما نزل على النبي ^‪( :‬اقرأ) فنحن أمة القراءة وال ِع ْلم‪،‬‬ ‫وقد شرفنا الله تعالى بالوحي‪ ،‬الذي هو منشأ وأصل العلوم‬ ‫في (الدنيا والآخرة)‪.‬‬ ‫‪- 2‬العناية بـأدوات العلم‪ ،‬التي ذكرها الله في هذه السورة‬ ‫(القراءة ‪ -‬القلم)‪ ،‬مصدر عزة الأمم وفخرها ﴿‪.﴾4 ،1‬‬ ‫‪308‬‬

‫‪(- 3‬العلم) فضل ومنّة من الله تعالى‪ ،‬يستدل به عليه سبحانه‪،‬‬ ‫ويستعان به على طاعته‪ ،‬و َن ْفع الناس‪ ،‬فمن استعمله في‬ ‫غير هذا فقد طغى ﴿‪.﴾7 ،6 ،5‬‬ ‫‪- 4‬من أراد القرب من الله في الدنيا وفي الآخرة‪ ،‬فعليه بكثرة‬ ‫الصلاة ﴿‪.﴾19‬‬ ‫‪ُ - ٥‬ك ُّل ِع ْلم‪ ،‬أو اكتشاف‪ ،‬في هذا الكون‪ ،‬إنما هو بفضل الله‪،‬‬ ‫وحده‪َ ،‬ي ُم ُّن بِه على َم ْن يشاء‪ ،‬قال الله تعالى ﴿ﮎﮏ‬ ‫ﮐﮑ ﮒﮓ﴾‪.‬‬ ‫‪﴿ - ٦‬ﮢ ﮣﮤ ﮥﮦﮧ ﮨﮩ﴾‪ ،‬ثم َذ َكر عقوبته له‪،‬‬ ‫﴿ﯤﯥ﴾‬ ‫َتأ َّمل‪ :‬هذا فيمن َن َهى ال ُم َص ِّلين‪ ،‬ع ِن الصلاة‪ ،‬فكيف بِ َم ْن‬ ‫قتلهم؟! فكيف بِ َم ْن َص َّد الناس ع ِن الإ ْسلام؟!‬ ‫‪ ﴿ - ٧‬ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ﴾ الـوجـوه‪ ،‬في الـتـراب‪ ،‬لكن‬ ‫القلوب‪ ،‬في ال َّسحاب‪.‬‬ ‫‪ - ٨‬بدأت السورة المباركة بــ ﴿ﭻ﴾ والقراءة‪ ،‬وسيلة العلم‪،‬‬ ‫و ُختِمت بــ ﴿ﯴ ﯵ﴾ والعبادة‪ ،‬هي الغاية‪ ،‬التي‬ ‫ُخ ِل ْقنَا ِم ْن َأ ْج ِلها‪.‬‬ ‫‪309‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٥‬‬ ‫اسم السورة المباركة‪:‬‬ ‫القدر‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫لأن السورة كلها تدور حول ليلة القدر وبيان فضلها‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫فضل ليلة القدر‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬الليل (يبدأ من غروب الشمس وينتهي عند أذان الفجر)‬ ‫﴿‪.﴾5‬‬ ‫‪- 2‬من َتع َّبد ليلة القدر كلها‪ ،‬فكأنما َع َب َد ال َّله ألف شهر‬ ‫(‪ 30٫000‬يوم)‪.‬‬ ‫ومـن َتع َّبد (نصف ليلة الـقـدر) فكأنما َعـ َبـ َد الله‬ ‫(‪ ١٥٫٠٠٠‬يوم)‪.‬‬ ‫‪310‬‬

‫ومن َتع َّبد ل َّله (ربـع ليلة القدر) فكأنما َع َب َد الله‬ ‫(‪ 7500‬يوم)‪ ،‬والليلة مهما طالت لا تتعدى (‪ 12‬ساعة)‪،‬‬ ‫يعني من َتع َّبد ساعة واحدة من ليلة القدر‪ ،‬فكأنما َع َب َد الله‬ ‫(‪ 2500‬يوم)‪ ،‬فلا تضيع دقيقة واحدة منها أيها المبارك‪.‬‬ ‫‪- ٣‬من علامات ليلة القدر‪:‬‬ ‫‪-‬قال رسول الله ^‪« :‬ليل ُة القدر‪ ،‬ليل ٌة سمح ٌة طلقة‪،‬‬ ‫لا حارة ولا بـاردة‪ ،‬تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة‬ ‫حمراء»‪ .‬رواه البيهقي (صحيح الجامع‪.)٥٤٧٥ :‬‬ ‫‪-‬قال رسول الله ^‪« :‬تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة‪،‬‬ ‫ليس لها شعاع‪ ،‬مثل الطست حتى ترتفع»‪( .‬رواه مسلم)‪.‬‬ ‫‪ - ٤‬من فضائل ليلة القدر‪:‬‬ ‫‪-‬قال رسول الله ^‪« :‬من قام ليلة القدر إيمان ًا واحتساب ًا‬ ‫ُغ ِفر له ما َتق َّدم من َذ ْنبِه»‪( .‬رواه البخاري ومسلم)‪.‬‬ ‫‪311‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)8‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫البينة ‪ -‬لم يكن الذين كفروا ‪ -‬الب َّرية ‪ -‬أهل الكتاب‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫البينة‪ :‬لأن أدلة (رسالة الإسلام واضحة‪ ،‬لكل متأمل‪ ،‬عاقل‪،‬‬ ‫يريد الحق)‪.‬‬ ‫لم يكن الذين كفروا‪ :‬لأن الله افتتح السورة بها ‪.‬‬ ‫الب َّرية‪ :‬ل ِذ ْكر لفظ (الب َّرية) فيها‪ ،‬وعدم ِذ ْكره في غيرها‪.‬‬ ‫أهل الكتاب‪ :‬لقول الله تعالى﴿ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬ ‫ﭺ‪.﴾...‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫دين الله واحد (الإسلام)‪.‬‬ ‫‪312‬‬

‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬كل الرسل أتت بالإسلام (الخضوع والاستسلام لأوامر‬ ‫الله ونواهيه)‪.‬‬ ‫‪- 2‬الإخــاص لله تعالى هو ُلـب العقيدة‪ ،‬وذلـك في كل‬ ‫الرسالات ﴿‪.﴾5‬‬ ‫‪- 3‬لا يقبل الله تعالى ِم ْن أحد بعد بعثة النبي ^ إلا الإسلام‪،‬‬ ‫فمن مات على غير ملة الإسلام الآن‪ ،‬فهو في النار خالد ًا‬ ‫فيها ﴿‪.﴾7 ،6‬‬ ‫‪- 4‬الخشية من الله سبيل الفوز والنجاة ﴿‪.﴾8‬‬ ‫‪ - ٥‬ما الفرق بين (أوتوا الكتاب) وبين (آتيناهم الكتاب)؟‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬يستعمل‪( ،‬أوتوا الكتاب)‪ ،‬في مقام ال َّذم‪،‬‬ ‫ويستعمل (آتيناهم الكتاب)‪ ،‬في مقام المدح‪ ..‬والآيات‬ ‫كثيرة في هذا الباب َف َتأ َّمل‪.‬‬ ‫‪ - ٦‬قال رسول الله ^ ِلُ َب ّي بِ ْن َك ْعب (رضي الله عنه)‪ :‬يا ُأ َب ّي‪،‬‬ ‫إن الله‪ ،‬أمرني‪ ،‬أن أقرأ عليك‪ ،‬سورة البينة‪ ،‬فقال ُأ َب ّي‪ :‬و َقد‬ ‫َس َّماني لك‪ ،‬يا رسول الله؟! قال‪ :‬نعم‪َ ،‬فبكى ُأ َب ّي‪ ،‬رضي‬ ‫الله عنه (البخاري ومسلم)‬ ‫قال ال ُقرطبي ُم َع ِّلق ًا‪ :‬وإنما قرأ النبي ^‪ ،‬على ُأ َب ّي‪ ،‬لِ ُي َع ِّلم‬ ‫الناس‪ ،‬التواضع‪ ،‬ولِ َئل ّا َيأ َنف‪ ،‬العالم‪ ،‬أن يقرأ‪ ،‬على من هو‬ ‫ُدو َنه‪ ،‬أو أقل ِمنْه‪.‬‬ ‫‪313‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٨‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫الزلزلة ‪ -‬الزلزال ‪ -‬إذا زلزلت‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫الزلزلة والزلزال‪ِ :‬ذ ْكر زلزلة الأرض في يوم القيامة‪.‬‬ ‫إذا زلزلت‪ :‬لأن الله افتتح السورة بها‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫دقة الحساب يوم القيامة‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬أدق آية في القرآن الكريم ﴿‪.﴾8 ،7‬‬ ‫‪- 2‬يشرعللعبدأنيكثرمنالأعمالالصالحةفيأماكنمختلفة‪،‬‬ ‫لتشهد له هذه الأماكن يوم القيامة ﴿‪( .﴾4‬ابن سعدي)‪.‬‬ ‫‪314‬‬

‫‪- ٣‬عن أن ٍس (رضي الله عنه) قال‪ :‬كان أبو بكر يأكل مع النبي‬ ‫^‪ ،‬فنزلت هذه الآية ﴿ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ﴾‪،‬‬ ‫فرفع أبوبكر يده وقال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬إني ُأ ْج َزى بما عملت‬ ‫من مثقال ذرة من شر‪ ،‬فقال‪« :‬يا أبا بكر‪ ،‬ما رأيت في الدنيا‬ ‫ِم َّما تكره فبمثاقيل َذ ِّر الشر‪ ،‬وي َّدخر الله لك مثاقيل َذ ِّر‬ ‫الخير‪ ،‬حتى ُتو َّفاه يوم القيامة»‪( .‬رواه ابن جرير وابن أبي حاتم)‪.‬‬ ‫‪ - ٤‬قال رسول الله ^‪ :‬الجنة‪ ،‬أقرب إلى أحدكم‪ِ ،‬م ْن شراك‬ ‫َن ْعله‪ ،‬والنار‪ ،‬مثل ذلك‪( .‬البخاري)‬ ‫قال ابن حجر في الفتح‪ :‬فينبغي للمرء‪َ ،‬ألاَّ َي ْزهد‪ ،‬في قليل‪،‬‬ ‫ِم َن الخير‪ ،‬يأتيه‪ ،‬ولا في قليل‪ِ ،‬م َن ال َّش ِر‪ ،‬أن يجتنبه‪ ،‬فإنه‪ ،‬لا‬ ‫يعلم الحسنة‪ ،‬التي َي ْر َحمه بها‪ ،‬ولا السيئة‪ ،‬التي َي ْس َخط عليه‬ ‫بها‪.‬‬ ‫‪﴿ - ٥‬ﮄ ﮅ﴾ لن َي َر ْوها بأنفسهم‪ ،‬اختيار ًا‪ ،‬ولكن‪،‬‬ ‫ُر ْغم ًا عنهم‪ ،‬لأ َّن ِم ْن َأ ْس َقط الآخرة‪ِ ،‬م ْن حساباته‪ ،‬و َأ ْنكرها‪،‬‬ ‫لا يريد‪ ،‬أن يرى‪ ،‬جزاءه‪ ،‬يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪315‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)١١‬‬ ‫اسم السورة المباركة‪:‬‬ ‫العاديات‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫لأن الله تعالى بدأ بالقسم بها في هذه السورة‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫أسباب هلكة الإنسان‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫العاديات‪ :‬هي الخيل التي يركبها الفرسان في الحروب‪.‬‬ ‫ضبح ًا‪ :‬الضبح يعني صوت أنفاس الخيل‪.‬‬ ‫فالموريات قدح ًا‪ :‬الشرر المتطاير من حوافر الخيل عندما‬ ‫تضرب بها الأرض والحجارة‪.‬‬ ‫فالمغيرات صبح ًا‪ :‬الخيل التي تغير على العدو في أول النهار‪.‬‬ ‫نقع ًا‪ :‬الغبار المتصاعد من َع ْدو الخيل في المعركة‪.‬‬ ‫‪316‬‬

‫الكنود‪ :‬الجاحد لنعم الله عز وجل عليه‪ ،‬أو هو الذي يذكر‬ ‫المصائب وينسى النعم كما قال الحسن البصري (رحمه الله)‬ ‫(رواه ابن أبي حاتم)‪.‬‬ ‫أما السؤال الذي يطرح نفسه‪،‬‬ ‫ما الحكمة من قسم الله عز وجل بالخيل وبوقت انقضاضها على‬ ‫العدو‪ ..‬وبأنفاسها‪ ..‬وبالغبار الناتج عن قوتها التي تتسبب فيه في‬ ‫أرض المعركة‪..‬؟‬ ‫إنها تعمل كل هذا إرضا ًءا لسيدها (الفارس الذي يركبها)‪ ،‬وهي‬ ‫في الأصل لا تعرف شيئ ًا‪ ،‬إلا أنها تعمل الذي هو يريده‪ ،‬لأنه فقط‬ ‫يطعمها ويرعاها ويهتم بها‪ ،‬كنوع من رد الجميل‪( ..‬سبحان الله)‬ ‫ِمن أجل هذا الله عز وجل ذكر بعدها جحود ونكران وخسة‬ ‫الإنسان مع ربه ﴿ﮦﮧ ﮨﮩ ﮪ﴾ رغم أن الله‬ ‫عز وجل أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى إلا أننا غير‬ ‫معترفين بها ولا راضين بحالنا ودائم ًا ساخطين على أقدار الله‬ ‫ومع أول ابتلاء نطعن في حكمة وعدل الله عز وجل إلا من‬ ‫رحم ربي‪ ..‬وهذا هو الفرق بين الإنسان والخيل في تعامل ُك ٍل‬ ‫منهما مع سيده‪.‬‬ ‫‪317‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)11‬‬ ‫اسم السورة المباركة‪:‬‬ ‫القارعة‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫لأنها من أسماء يوم القيامة الذي تتحدث عنه السورة المباركة‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫بيان َه ْول يوم القيامة‪.‬‬ ‫لطائف وفوائد حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬ينبغي للعبد ألا يفرط ولو في ( ُربع َح َسنة) في حياته؛ لأنها‬ ‫قد تكون سبب ًا في ثقل ميزانه‪ ،‬ونجاته من أهوال القيامة‪،‬‬ ‫ومن عذاب النار‪.‬‬ ‫‪(- 2‬فأمه هاوية)‪َ :‬و َصف الله تعالى النار (بالأم)؛ لأنها تضم‬ ‫العاصي والكافر‪ ،‬وتكون مأواه‪ ،‬كما هو حال الأم مع ولدها‪.‬‬ ‫‪318‬‬

‫‪- ٣‬قالت (فاطمة بنت عبدالملك) وهي تحكي عن زوجها‬ ‫(عمر بن عبدالعزيز) رحمه الله‪ :‬رأيته ذات ليلة قائم ًا يصلي‪،‬‬ ‫فأتى على هذه الآية ﴿ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬ ‫ﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯ‬ ‫ﭰ﴾ فصاح‪ :‬واسـوء صباحاه‪ ،‬ثم وثب فسقط‪ ،‬فجعل‬ ‫يخور حتى ظننت أن َن ْفسه ستخرج‪ ،‬ثم هدأ‪ ،‬فظننت أنه‬ ‫قد قضى‪ ،‬ثم أفاق إفاقة فنادى‪ :‬واسوء صباحاه‪ ،‬ثم َو َثب‬ ‫وجعل يجول في الدار ويقول‪ :‬ويلي من يو ٍم يكون الناس‬ ‫فيه كالفراش المبثوث‪ ،‬وتكون الجبال كالعهن المنفوش‪.‬‬ ‫(المنتظم لابن الجوزي)‪.‬‬ ‫‪﴿ - ٤‬ﭬﭭﭮﭯ ﭰ﴾‪ ،‬ثوابت‬ ‫الكون‪َ ،‬ت َتب َّد ُل‪ ،‬فكيف بثوابتك‪ ،‬التي تضعها لنفسك‪ ،‬ولا‬ ‫ترضى لها بديل ًا؟!‬ ‫‪ - ٥‬الأمان الوحيد‪ ،‬للعبد‪ ،‬في وسط‪ ،‬هذه الأهوال العظام‪،‬‬ ‫هو‪ :‬العمل الصالح‪ ،‬الذي ُي َث ِّقل الميزان‪َ ،‬ف َم ْن َأراد الأَ َمان‪،‬‬ ‫َف َع َليه‪ ،‬بِال ِإيمان‪ ،‬والعمل الصالح‪ ﴿ ،‬ﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫ﭴ ﭵ﴾‪.‬‬ ‫‪319‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)8‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫التكاثر ‪ -‬ألهاكم‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫التكاثر‪ :‬لأنه سبب هلكة الإنسان المذكور في السورة‪.‬‬ ‫ألهاكم‪ :‬لأن الله تعالى افتتح السورة بها‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫التحذير من الغفلة عن الدار الآخرة‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬ليس أبلغ ولا أنجع موعظة من الموت ﴿‪.﴾2‬‬ ‫‪- 2‬ينبغي للعبد أن يكثر من الصالحات‪ ،‬فإنها مضمونة وباقية‪،‬‬ ‫ولا ينشغل عنها بالاستكثار من المال والولد‪ ،‬فإنهما غير‬ ‫مضمو َن ْين وغير بـا ِقـ َيـ ْيـن‪.‬‬ ‫‪320‬‬

‫‪- 3‬علم اليقين‪ :‬تسمع بالشيء ولا تراه‪ ،‬وعين اليقين‪ :‬ترى‬ ‫الشيء بنفسك‪.‬‬ ‫‪- 4‬من النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامة (الأمن ‪ -‬الصحة ‪-‬‬ ‫الطعام ‪ -‬الشراب)‪.‬‬ ‫‪﴿ - ٥‬ﮋ ﮌ ﮍ﴾ َل ْم يذكر‪ ،‬ال ُمتكا َثر بِه‪ ،‬وأصنافه‪،‬‬ ‫وألـوانه‪َ ،‬ليـ ْشـ َمـل ذلك‪ ،‬كـل مـا َيـتكا َثـ ُر بـه المـتـكاثرون‪،‬‬ ‫ويفتخر به المفتخرون‪( .‬السعدي)‬ ‫‪ ﴿ - ٦‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﴾ إشارة لطيفة‪ ،‬أنه حتى موت‬ ‫الإنسان‪ ،‬و َد ْفنَه‪ ،‬في هذه الدنيا‪ ،‬ما هو إلا زيارة‪ ،‬فالموت‪،‬‬ ‫ليس نهاية المطاف‪.‬‬ ‫‪﴿ - ٧‬ﮩﮪﮫﮬﮭﮮ﴾ قال الحسن البصري‬ ‫(رحمه الله)‪ :‬كانوا َي ُع ُّدون النعيم‪َ ،‬أ ْن َيتغ َّدى للرجل‪ ،‬ثم‬ ‫َي َتع َّشى‪.‬‬ ‫‪ -‬ونحن‪ ،‬لدينا ثلاث وجبات‪ ،‬وأحيان ًا‪ ،‬وجبات خفيفة‪،‬‬ ‫بينهم‪ ،‬فاللهم حاسبنا حساب ًا يسير ًا‪.‬‬ ‫‪321‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٣‬‬ ‫اسم السورة المباركة‪:‬‬ ‫العصر‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫لشرف وأهمية الزمن‪ ،‬بدأ الله السورة بالقسم بالعصر‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫بيان الخسران الحقيقي‪ ،‬والفوز الحقيقي‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف‪:‬‬ ‫‪- 1‬الزمن له شرف كبير‪ ،‬وأهمية كبيرة؛ لأنه مزرعة الآخرة‬ ‫﴿‪.﴾1‬‬ ‫‪- 2‬مهما بلغ الإنسان‪ ،‬من تقدم‪ ،‬وتحضر‪ ،‬فهو خاسر‪ ،‬إلا أن‬ ‫يكون من أهل الإيمان‪ ،‬والأعمال الصالحة ﴿‪.﴾3 ،2‬‬ ‫‪322‬‬

‫‪- 3‬عن أبـي َمدينة الـدرامـي (رضـي الله عنه) قـال‪« :‬كان‬ ‫الرجلان من أصحاب النبي ^ إذا التقيا‪ ،‬لم يفت ِرقا‪ ،‬حتى‬ ‫يقرأ أحدهما على الآخر ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫ﭖ ﭗ﴾‪ ،‬ثم ُيس ِّلم أحدهما على الآخر»‪ .‬رواه الطبراني‬ ‫(الصحيحة‪.)٢٦٤٨ :‬‬ ‫‪ - ٤‬قال الإمام الشافعي (رحمه الله)‪َ :‬ل ْو ما َأ ْنزل الله على َخ ْلقه‬ ‫ُح َّجة إلاّ هذه السورة‪َ ،‬ل َك َف ْته‪ .‬وقال‪ :‬إن الناس َل ِفي َغ ْفل ٍة‬ ‫َع ْن هذه السورة‪.‬‬ ‫‪َ - ٥‬تأ َّمل‪ِ ،‬صي َغة ال َج ْمع‪ ﴿ ،‬ﭚ ﭛﭜﭝ‬ ‫ﭞﭟﭠ ﭡ﴾‬ ‫‪ -‬يؤكد‪ ،‬على فضيلة الاجتماع‪ ،‬وأثره‪ ،‬على المسلم‪.‬‬ ‫‪﴿ - ٦‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ﴾ من َلوا ِزم‪ ،‬القيام‬ ‫بِالح ّق‪ُ ،‬و ُقو ُع الابتلاء‪ ،‬فا ْق َت َضى َذلك‪ ،‬التواصي بالصبر‪،‬‬ ‫استعداد ًا‪ ،‬لحدوث الأذى‪ ،‬والثبات‪ ،‬عند وقوعه‪.‬‬ ‫‪323‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)9‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫الهمزة ‪ -‬ويل لكل همزة‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫الهمزة‪ :‬لأن السورة تتحدث عن اله َّمازين‪َ ،‬و ْصفهم وأحوالهم‬ ‫ومصيرهم‪.‬‬ ‫ويل لكل همزة‪ :‬لأن الله افتتح السورة بها‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫الغرور بالمال‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬بدأتسورة(الهمزة)وسورة(المطففين)بالتهديدوالوعيد‬ ‫(وي ٌل)؛ لحفظ أعراض الناس‪ ،‬وأموالهم‪.‬‬ ‫‪324‬‬

‫‪- 2‬ال َه ْمز وال َّل ْمز من (ال ِغيبة)‪ ،‬وال ِغيبة من الكبائر‪ ،‬لأن فيها‬ ‫احتقار الآخرين‪ ،‬وذمهم‪ ،‬وهي من مظالم العباد‪.‬‬ ‫‪- 3‬قال ^‪« :‬إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي في المال»‪ .‬رواه أحمد‬ ‫(صحيح الجامع‪.)٢١٤٨ :‬‬ ‫‪﴿ - ٤‬ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ﴾‬ ‫َم ْن َب ِخل بِ َمالِ ِه‪ ،‬ب َخل بِ َجمال َأ ْفعاله‪.‬‬ ‫‪ ﴿ - ٥‬ﮅﮆﮇ ﮈ﴾ َل َّما َح َر َم الفقراء‪ ،‬والمحتاجين‪،‬‬ ‫و َأ ْغ َلق‪ ،‬الخزائ َن على الأَ ْموال‪ ،‬كان جزاءه‪َ ،‬أ ْن َأ ْغ َلق الل ُه‪،‬‬ ‫عليه النار‪.‬‬ ‫‪ ﴿ - ٦‬ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ﴾ الإ ِّدخـار في َذاتـ ِه‪َ ،‬ل ْيس‬ ‫مذموم ًا‪ ،‬شرع ًا‪ ،‬ففي الصحيحين ِمن حديث عمر‪( ،‬رضي‬ ‫الله عنه)‪ ،‬أ َّن النبي ^ كان يبيع‪َ ،‬ن ْخ َل بني النَّ ِضير‪ ،‬و َي ْحبِ ُس‬ ‫ِل ْهل ِه ُقو َت َسنَتِهم‪.‬‬ ‫قال ابن مفلح (الآداب الشرعية)‪ :‬وفيه‪ ،‬جواز ا ِّدخار‪ ،‬قوت‬ ‫سنة‪ ،‬ولا ُي َقال‪ ،‬هذا ِم ْن طول الأمل‪ ،‬لأ َّن ال ِإ ْعداد للحاجة‪،‬‬ ‫ُم ْس َت ْح َسن‪َ ،‬ش ْرع ًا‪ ،‬و َع ْقل ًا‪.‬‬ ‫وفي الحديث الصحيح ( َأ ْم ِس ْك عليك َب ْع َض مالك‪ ،‬فهو‪،‬‬ ‫َخ ْي ٌر َلك) (البخاري ومسلم)‬ ‫‪325‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٥‬‬ ‫اسم السورة المباركة‪:‬‬ ‫الفيل‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫الفيل‪ :‬لأنها تـدور حول حادثة الفيل‪ ،‬الـذي أتى به (أبرهة‬ ‫الحبشي)؛ لهدم الكعبة المشرفة‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫فضل الله على قريش‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬مكانة(الكعبة)العظيمةعنداللهتعالى‪،‬حتىجعلمن(أراد‬ ‫أن يظلم فيها‪ ،‬آثم ًا متوعد ًا بالعقاب)‪ ،‬فكيف بمن ظلم فعل ًا‬ ‫وتجرأ‪...‬؟!! قال تعالى ﴿ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ﭱﭲﭳﭴﭵ﴾ (الحج‪.)٢٥ :‬‬ ‫‪326‬‬

‫‪- 2‬عند انقطاع الأسباب المادية عند العباد‪ ،‬تنزل المعونة‬ ‫والنصر الإلهي‪.‬‬ ‫‪- 3‬عاقبة الحسد وشؤمه على صاحبه؛ (لأن أبرهة َح َسد قريش‬ ‫على َح ِّج الناس ل َك ْعبتهم)‪.‬‬ ‫‪َ - ٤‬را ِق ْب نِ َّي َتك دائم ًا‪ ،‬فهي السبيل إلى الخير‪َ ،‬تأ َّمل‪ :‬كيف َع َّذب‬ ‫الل ُه و َأ ْه َل َك َأصحاب الفيل‪ ،‬ولم ُيع ِّذب و ُي ْه ِلك قريش‪ ،‬مع‬ ‫أنهم ملؤوا الكعبة بالأوثان‪ ،‬وذلك لأن أصحاب الفيل‪،‬‬ ‫كانت نِ َّي ُت ُهم التخريب‪ ،‬أما قريش َفنِ َّي ُتهم ال َت َق ُّرب إلى الله‪،‬‬ ‫ولكنهم أخطؤوا الطريق الصحيح‪.‬‬ ‫‪﴿ - ٥‬ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ﴾ فيها تقرير‪ ،‬وتأكيد‪،‬‬ ‫للحديث الصحيح (إن الله‪ ،‬ليملي للظالم‪ ،‬حتى إذا َأخ َذه‪،‬‬ ‫لم يفلته)‪ ،‬فقد َأ ْم َه َل الله تعالى‪ ،‬هذا المجرم‪ ،‬المدعو‬ ‫أبرهة‪ ،‬حتي َأت َّم تجهيزاته‪ ،‬وانتهى‪ :‬منها‪ ،‬فل َّما وصل البيت‬ ‫الحرام‪َ ،‬عا َق َبه و َأ ْه َل َكه‪.‬‬ ‫‪327‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٤‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫قريش ‪ -‬لإيلاف قريش‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫قريش‪ :‬لأن الله تعالى يحكي عنهم‪ ،‬ولم يشرك غيرهم في هذه‬ ‫السورة‪.‬‬ ‫لإيلاف قريش‪ :‬لأن الله تعالى افتتح السورة بها‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫فضل قريش‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬الواجب على العبد ُش ْكر النعمة‪ ،‬وشكر صاحبها‪ ،‬وذلك‬ ‫بحفظ النعمة‪ ،‬وعـدم استعمالها‪ ،‬إلا فيما يرضي الله‪،‬‬ ‫والاستكثار من الطاعات قدر الإمكان‪.‬‬ ‫‪328‬‬

‫‪(- 2‬الأمن بعد خوف‪ ،‬والطعام بعد جوع‪ ،‬من أفضل النِّعم‬ ‫على الإنسان)‪.‬‬ ‫‪- 3‬من فضائل (قريش) كما في الحديث الصحيح‪:‬‬ ‫‪-‬عبدوا الله (‪ )10‬سنين لم َي ْع ُب ْده فيها ِسوا ُهم‪.‬‬ ‫‪َ -‬ن َصر ُهم يوم الفيل وهم مشركون‪.‬‬ ‫‪-‬نزلت فيهم سورة من القرآن‪ ،‬لم يدخل فيها أحد من‬ ‫العالمين‪.‬‬ ‫‪-‬فيهم النبوة‪.‬‬ ‫‪-‬فيهم الخلافة‪.‬‬ ‫‪ -‬وال ِح َجابة وال ِّسقاية‪ .‬رواه البيهقي (الصحيحة‪.)٤٢٠٨ :‬‬ ‫‪َ - 4‬حم َى الل ُه قريش ًا و ُه ْم ُك َّفار‪ ،‬لِ َت ْعظِيمهم لِ َب ْيتِ ِه العتيق‪ ،‬وفي‬ ‫الحديث الصحيح (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل‬ ‫مؤمن بغير حق)‪َ ،‬ف َهل ِم ْن ُم ْع َتبِر؟!‬ ‫‪ - ٥‬سأل أبو الأنبياء‪ ،‬إبراهيم ^ َر َّبه ﴿ ﯸ ﯹﯺﯻﯼ‬ ‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ﴾‪َ ،‬فأ َجاب الله سؤاله ﴿ ﭟ ﭠ‬ ‫ﭡﭢﭣﭤﭥ﴾‬ ‫‪329‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٧‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫الماعون ‪ -‬أرءيت الذي ‪ -‬ال ِّدين ‪ -‬اليتيم‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫الماعون‪ :‬لتنبيه العباد على أهمية المعروف فيما بينهم‪ ،‬وأن‬ ‫تقديم المعونة للآخرين سبب لبقاء الخير والحب بينهم‪.‬‬ ‫أرءيت الذي‪ :‬لأن الله تعالى افتتح السورة بها‪.‬‬ ‫ال ِّدين‪ :‬لقول الله تعالى﴿ ﭦﭧﭨﭩ﴾‪.‬‬ ‫اليتيم‪ :‬لقول الله تعالى ﴿ ﭫﭬ ﭭﭮ﴾‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫التذكير بحق الله (الصلاة)‪ ،‬وحق الناس (الزكاة والصدقة‬ ‫والمعروف)‪.‬‬ ‫‪330‬‬

‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪﴿ - 1‬ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ﴾‪ :‬أي لا يحافظون على‬ ‫أوقاتها ولا يحافظون على ركوعها وسجودها‪( .‬تفسير ابن‬ ‫أبي حاتم)‪.‬‬ ‫‪﴿ - 2‬ﮃﮄ﴾ فيه عدة تفسيرات‪:‬‬ ‫‪ -‬المال‪.‬‬ ‫‪-‬منافع البيت (الفأس ‪ -‬ال ِق ْدر ‪ -‬النار‪.)...‬‬ ‫‪-‬الطاعة والانقياد‪.‬‬ ‫‪-‬كل المعروف الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم‪( .‬تفسير ابن‬ ‫أبي حاتم)‪.‬‬ ‫‪ -‬قال تعالى ﴿ ﭰﭱﭲﭳﭴ﴾ فإن قيل‪ :‬لِ َم‬ ‫قال ( َو َل َي ُح ُّض َع َلى َط َعا ِم ا ْل ِم ْس ِكي ِن) ولم يقل ( ولا ُي ْط ِعم‬ ‫المسكين)؟‬ ‫‪ -‬فالجواب‪ :‬أنه إذا منع اليتيم ح َّقه‪ ،‬فكيف ُي ْط ِعم المسكين‬ ‫من مال نفسه؟ بل هو بخيل من مال غيره‪ ،‬وهذه هي النهاية‬ ‫في ال ِخ َّسة‪( .‬تفسير الرازي)‪.‬‬ ‫‪331‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٣‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫الكوثر ‪ -‬النَّحر‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫الكوثر‪ :‬لأن السورة ذكرت نهر الكوثر الذي هو عطية من الله‬ ‫تعالى لرسوله ^‪.‬‬ ‫النَّحر‪ :‬لقول الله تعالى ﴿ﮊﮋﮌ﴾‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫فضل الله على نبيه ^ و ِح ْفظه له‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬يجب مقابلة النِّعم بالشكر‪ ،‬وعبادة ال ُمنْ ِعم‪.‬‬ ‫‪- 2‬الأبتر‪ :‬هو المقطوع عن الخير وعن الفلاح‪ ،‬وعن النعيم‬ ‫وعن الرحمة‪ ،‬وليس المقطوع نس ُبه كما توهم الكفار‪.‬‬ ‫‪332‬‬

‫‪- 3‬قال ^‪« :‬حوضى مسيرة شهر‪ ،‬ماؤه أبيض من اللبن‪،‬‬ ‫وري ُحه أطيب من ال ِم ْسك‪ ،‬و ِكيزا ُنه كنجوم السماء‪ ،‬فمن‬ ‫شرب منه فلا يظمأ بعده أبد ًا» رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪ - ٤‬جمع الله تعالى بين أجل العبادات البدنية (الصلاة) وأجل‬ ‫العبادات المالية (النحر) في هذه الآية الكريمة ﴿ﮊ‬ ‫ﮋ ﮌ﴾‪.‬‬ ‫‪ - ٥‬لا يعرف التاريخ أحد ًا أساء الأدب مع رسول الله ^ إلا أذله‬ ‫الله فهذا كسرى لما مزق كتاب النبي ^ مزق الله ملكه‪.‬‬ ‫‪ - ٦‬قال الزركشي (رحمه الله)‪ :‬ومن لطائف سورة الكوثر‪،‬‬ ‫أنها كالمقابلة التي قبلها‪( ،‬أي‪ :‬سورة الماعون) لأن سورة‬ ‫الماعون‪ ،‬قد وصف الله فيها المنافق بأربعة أمور‪ :‬البخل‪،‬‬ ‫وترك الصلاة‪ ،‬والرياء فيها‪ ،‬ومنع الزكاة‪ ،‬فذكر‪ ،‬في سورة‬ ‫الكوثر في مقابل هذه الصفات السيئة صفا ٍت طيب ًة حسنة‪:‬‬ ‫فذكر‪ ،‬في مقابلة البخل ﴿ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ﴾‬ ‫أي‪ :‬الكثير‪.‬‬ ‫وفي مقابلة ترك الصلاة ﴿ﮊ﴾ أي‪ُ :‬د ْم عليها‪.‬‬ ‫وفي مقابلة الرياء ﴿ ﮋ﴾ أي‪ :‬لرضاه لا رضا الناس‪.‬‬ ‫وفي مقابلة منع الماعون ﴿ ﮌ ﴾ أي‪ :‬تصدق بلحم‬ ‫الأضاحي (البرهان في علوم القرآن)‬ ‫‪333‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٦‬‬ ‫اسم السورة المباركة‪:‬‬ ‫الكافرون‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫لأن الله ذكرهم وجدالهم والبراءة منهم فقط في هذه السورة‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫البراءة من الشرك‪.‬‬ ‫لطائف وفوائد حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬ملة الكفر واحدة‪ ،‬ولو تعددت واختلفت مذاهبهم‪ ،‬وكلهم‬ ‫داخلون تحت هذا الخطاب ﴿ﭑﭒﭓ﴾‪.‬‬ ‫‪- 2‬تكرار الآية الكريمة ﴿ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ﴾ للتوكيد‬ ‫وحسم أطماع الكافرين في المداهنة والتنازل‪.‬‬ ‫‪- 3‬منالمواطنالتييشرعفيهاويستحبقراءةسورةالكافرون‪:‬‬ ‫‪-‬ركعتا الفجر (ال ّسنة)‪.‬‬ ‫‪334‬‬

‫‪-‬سنة المغرب‪.‬‬ ‫‪-‬ركعتا الطواف (سنة الطواف)‪.‬‬ ‫‪َ «- ٤‬م ْن َقرأ سورة الكافرون ِعند َمنا ِم ِه‪ ،‬كانت له براءة من‬ ‫ال ِّش ْرك» رواه البيهقي (صحيح الجامع‪.)٥٢٨ :‬‬ ‫‪﴿ - ٥‬ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ مهما كـان حـولـك‪ ،‬من‬ ‫السلبيات‪ ،‬والمنكرات‪ ،‬والأخطاء‪ ،‬فلا ُي َب ِّر ُر ل َك ذلك‪،‬‬ ‫الوقوع فيها‪َ ،‬ف ُك ْن‪ ،‬قوي ًا ثابت ًا‪.‬‬ ‫‪ - ٦‬ثلاث سور‪ ،‬فقط في القرآن الكريم‪ُ ،‬س ِّم َيت بأ ْصناف‬ ‫الناس‪ ،‬الثلاثة‪:‬‬ ‫‪ -‬سورة المؤمنون‪.‬‬ ‫‪ -‬سورة المنافقون‪.‬‬ ‫‪ -‬سورة الكافرون‪.‬‬ ‫‪ - ٧‬لا يتح َّق ُق‪ ،‬ما جاء‪ ،‬في سورة‪( ،‬النصر)‪ ،‬إلا بتحقيق‪ ،‬ما‬ ‫جاء‪ ،‬في سورة (الكافرون)‪.‬‬ ‫فتأ َّمل‪ ،‬هذه المناسبة العجيبة‪.‬‬ ‫‪ - ٨‬لا يوجد أنصاف حلول في الإسلام؛ إ َّما حق‪ ،‬وإ َّما باطل‪،‬‬ ‫﴿ﭬﭭﭮﭯﭰ﴾ ‪.‬‬ ‫‪335‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٣‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫النصر ‪ -‬إذا جاء نصر الله والفتح ‪ -‬التوديع‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫النصر‪ :‬لأن الله تعالى ذكر في السورة نصرة دينه وفتحه على‬ ‫نبيه ^‪.‬‬ ‫إذا جاء نصر الله والفتح‪ :‬لأن الله تعالى افتتح السورة بها‪.‬‬ ‫التوديع‪ :‬لما فيها من الإيماء إلى وداعه ^‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫ُد ُنـو َأج ِل رسول الله ^‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬تأملها أحد الكفار من الغرب في عصرنا الحاضر ثم أسلم‬ ‫بعدها‪ ،‬قال «عادة الملوك إذا تمكنوا من مخالفيهم ال َب ْطش‬ ‫‪336‬‬

‫وال َف ْتك والقتل‪ ،‬ولكن الله يأمر محمد ًا إذا تمكن أن يحمد‬ ‫الله ويستغفره‪ ،‬وكأنه ُم ْذنب»‪.‬‬ ‫‪- ٢‬قال ابن عباس (رضي الله عنه)‪ :‬كان ( ُع َم ُر) يدخلني مع‬ ‫أشياخ بدر‪ ،‬فكأن بعضهم َو َجد في نفسه‪ ،‬فقال‪ :‬لم يدخل‬ ‫هذا معنا ولنا أبناء ِم ْث ُله؟ فقال ُعم ُر‪ :‬إنه ممن قد علمتم‪،‬‬ ‫فدعاهم ذات يو ٍم فأدخلني معهم‪ ،‬فقال‪ :‬ما تقولون في‬ ‫قـول الله عز وجـل ﴿ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ﴾؟‬ ‫فقال بعضهم‪ :‬أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا‬ ‫وفتح علينا‪ ،‬وسكت بعضهم‪ ،‬فقال لي‪ :‬أكذلك تقول يا ابن‬ ‫عباس؟ فقلت‪ :‬لا‪ .‬فقال‪ :‬ما تقول؟ فقلت‪ :‬هو َأج ُل رسو ِل‬ ‫الله ^‪ ،‬فقال ُعمر‪ :‬لا أعلم منها إلا ما تقول‪( .‬رواه البخاري)‪.‬‬ ‫‪ - ٣‬جمع الله تعالى‪ ،‬بين (النصر)‪ ،‬و(الفتح)‪ ،‬في هذه السورة‬ ‫المباركة‪.‬‬ ‫مع أن النبي ^‪ ،‬كان يجد النصر فقط‪ ،‬أحيان ًا‪ ،‬كغزوة بدر‪،‬‬ ‫وكان يجد الفتح فقط‪ ،‬أحيان ًا‪ ،‬كإجلاء‪ ،‬بني النضير‪ ،‬أما‬ ‫(فتح مكة)‪ ،‬وهو المقصود‪ ،‬في هذه السورة‪ ،‬فقد جمع‬ ‫الله‪ ،‬له الأمرين‪( ،‬النَّصر وال َف ْتح) فال َّله ّم لك ال َحم ْد‪.‬‬ ‫‪337‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٥‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫المسد ‪َ -‬ت َّب ْت‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫ال َم َسد‪ :‬لأن الله تعالى ذكر هذا العذاب الذي يعذب به امرأة‬ ‫أبي لهب في السورة‪ ،‬وجعله عنون ًا لها‪.‬‬ ‫َت َّب ْت‪ :‬لأن الله تعالى افتتح السورة بها‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫جزاء الكافر المعاند الصاد عن سبيل الله‪ :‬خسارة الدنيا‬ ‫والآخرة‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬نزلت هذه السورة المباركة قبل موت أبي لهب بعشر‬ ‫سنوات‪ ،‬وقد كان بمقدوره أن ينسف القرآن ورسالة‬ ‫‪338‬‬

‫الإسلام‪ ،‬فقط إذا ا َّدعى الإسلام‪ ،‬ولكن َقــ َدر الله نافذ في‬ ‫َخ ْلقه‪ ،‬وقد علم سبحانه أن أبا لهب لن ُيـسلم أبد ًا‪.‬‬ ‫‪- ٢‬قال ابن عباس (رضـي الله عنه)‪ :‬خرج النبي ^ إلى‬ ‫البطحاء‪ ،‬فصعد الجبل فنادى «يا صباحاه»‪ ،‬فاجتمعت‬ ‫إليه قريش‪ ،‬فقال‪ :‬أرأيتم إ ْن ح َّدث ُتكم أن العدو ُم ْصبحكم‬ ‫أو ُم ْمسيكم‪ ،‬أكنتم تصدقوني؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال «فإني نذير‬ ‫لكم بين يدي عذا ٍب شديد»‪ ،‬فقال أبولهب‪ :‬ألهذا جمعتنا؟‬ ‫تب ًا لك‪ ،‬فأنزل الله تعالى ﴿ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ﴾‪.‬‬ ‫(رواه البخاري)‪.‬‬ ‫‪َ - ٣‬ت َأ َّمل‪ ،‬عدا َلة ال ِإ ْسلام‪ُ ،‬ي ْع َل ْن في القرآن الكريم‪ ،‬اسم َأبي‬ ‫َل َهب‪ ،‬وهو َأ ْقرب كاف ٍر‪َ ،‬ن َسب ًا لل َّرسول ^‪.‬‬ ‫‪ ﴿ - ٤‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ﴾ فيها ِعـ ْبـرة‪ ،‬لكل‬ ‫ُمتعا ِونين على ال ِإ ْثم أو على إِ ْث ٍم ما أو على ُعدوا ٍن ما‪( .‬ابن‬ ‫تيمية)‬ ‫‪339‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)٤‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫الإخلاص ‪ -‬قل هو الله أحد ‪ -‬الأساس ‪ -‬الصمد‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫الإخلاص‪ :‬لأن فيها إخلاص التوحيد لله وصفاته‪.‬‬ ‫قل هو الله أحد‪ :‬لأن الله تعالى بدأ السورة بهذه الآية‪.‬‬ ‫الأساس‪ :‬لاشتمالها على توحيد الله وهو أساس الإسلام‪.‬‬ ‫الصمد‪ :‬لقول الله تعالى ﴿ﭖﭗ﴾‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫التوحيد‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬السورة أثبتت (خمس صفات لله سبحانه)‪:‬‬ ‫‪-‬واحد لا شريك له‪.‬‬ ‫‪-‬صمد لا يحتاج لأحد‪ ،‬والكل يحتاجه سبحانه‪.‬‬ ‫‪340‬‬

‫‪-‬لا بداية له‪.‬‬ ‫‪-‬لا نهاية له‪.‬‬ ‫‪-‬لا مثيل له‪.‬‬ ‫‪- 2‬من فضائل هذه السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪-‬تعدل ثلث القرآن‪( .‬البخاري)‪.‬‬ ‫‪-‬صفة الرحمن (من أحبها أحبه الله)‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪« -‬من قرأها (‪ )10‬مرات ُبني له بيت في الجنة»‪.‬‬ ‫الدارمي (الصحيحة‪)٥٨٩ :‬‬ ‫‪«-‬من قرأها مع الفلق والناس (‪ )3‬مرات صباح ًا ومسا ًء‬ ‫كفاه الله كل شيء» الترمذي (صحيح الجامع‪.)٤٤٠٦ :‬‬ ‫‪ - ٣‬قال الله تعالى ﴿ ﭖﭗ﴾‬ ‫من معاني (الصمد)‪:‬‬ ‫‪ -‬الذي ُي ْصمد إليه الخلائق في حوائجهم ومسائلهم‪.‬‬ ‫‪-‬هو السيد الذي قد َك ُمل في ُس ْؤ ُد ِده والشريف الذي قد‬ ‫َك ُمل في شرفه‪.‬‬ ‫‪ -‬هو الحي القيوم الذي لا زوال له‪.‬‬ ‫‪ -‬هو الذي لم يخرج منه شيء ولا ُي ْطعم‪.‬‬ ‫‪ -‬هو الذي لا َج ْوف له‪.‬‬ ‫‪ -‬نو ٌر يتلألأ (تفسير ابن كثير)‪.‬‬ ‫‪341‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)5‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫الفلق ‪ -‬قل أعوذ برب الفلق‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫الفلق‪ :‬لأن الله تعالى ذكره أول السورة وأقسم بِـه‪.‬‬ ‫قل أعوذ برب الفلق‪ :‬لأن الله تعالى افتتح السورة بها‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫الإستعاذة بالله من شرور الدنيا‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬أمر الله نبيه ^ أن يتعوذ بصفة واحدة (رب الفلق) من‬ ‫شرور أربعة‪:‬‬ ‫‪-‬شر الزمان‪ ،‬خاصة الليل ﴿‪.﴾3‬‬ ‫‪-‬شر الأعمال‪ ،‬خاصة السحر ﴿‪.﴾4‬‬ ‫‪-‬شر النفوس‪ ،‬خاصة الحسد ﴿‪.﴾5‬‬ ‫‪-‬شر المخلوقات ﴿‪.﴾2‬‬ ‫‪342‬‬

‫‪- 2‬قال تعالى‪﴿ :‬ﭺﭻ ﭼﭽﭾ﴾‪.‬‬ ‫تأمل كيف قيدت الآية شر الحاسد ﴿ﭽ ﭾ﴾؛ لأن‬ ‫الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه ولا يعامل أخاه‬ ‫إلا بما يحب‪.‬‬ ‫قال ابن تيمية‪ :‬ما خلا جسد من حسد‪ ،‬فالكريم يخفيه‬ ‫واللئيم يبديه‪( .‬الفتاوى)‬ ‫‪- ٣‬قال ُعقبة بن عامر (رضي الله عنه)‪ :‬أمرني رسول الله ^‬ ‫أن أقرأ بالمعوذات في ُد ُبر كل صلاة (صحيح أبي داود‪)١٣٦٣ :‬‬ ‫‪ - ٤‬عن ُعقبة بن عامر (رضي الله عنه)‪ :‬أن النبي ^ قال له‪:‬‬ ‫ألا ُأع ِّلمك ُس َور ًا ما ُأ ْن ِزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في‬ ‫الإنجيل ولا في الفرقان ِم ْث َلهن‪ ،‬لا ي ْأتِي ّن عليك ليلة إلا قر ْأ ُته ّن‬ ‫فيها؟ ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾ ﴿ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾ ﴿ ﮀ‬ ‫ﮁ ﮂﮃ﴾‪ .‬رواه أحمد (الصحيحة‪.)٨٩١ :‬‬ ‫‪343‬‬

‫السورة (مكية) عدد آياتها (‪)6‬‬ ‫أسماء السورة المباركة‪:‬‬ ‫الناس ‪ -‬قل أعوذ برب الناس‪.‬‬ ‫مناسبة التسمية‪:‬‬ ‫الناس‪ :‬تكرار ذكرها في السورة المباركة كثير ًا‪.‬‬ ‫قل أعوذ برب الناس‪ :‬لأن الله تعالى افتتح السورة بها‪.‬‬ ‫المحور الرئيسي للسورة‪:‬‬ ‫الإستعاذة بالله مما يفسد الدين‪.‬‬ ‫فوائد ولطائف حول السورة المباركة‪:‬‬ ‫‪- 1‬الاستعاذة في سورة (الفلق) بصفة واحدة لله من أربع‬ ‫شرور‪ ،‬والاستعاذة في سورة (الناس) بثلاث صفات لله‬ ‫من شر واحد فقط‪.‬‬ ‫وذلك لأن مصيبة الدنيا وإن كثرت فهي صغيرة‪ ،‬ومصيبة‬ ‫ال ِّدين وإن َق َّلت فهي عظيمة‪.‬‬ ‫‪344‬‬

‫‪- 2‬قال رسول الله ^ ل ُعقبة بن عامر (رضي الله عنه)‪« :‬اقرأ‬ ‫في صلاتك المعو َذ ْتين‪ ،‬فما تع َّو َذ ُم َتع ِّو ٌذ بِ ِم ْثلهما»‪ .‬رواه أبو‬ ‫داود (صحيح الجامع‪.)١١٦٠ :‬‬ ‫‪- ٣‬لِم َق َّدم الله تبارك وتعالى َو ْص َف ال َّرب ثم ال َم ِلك ثم ال ِإ َله‬ ‫﴿ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊ﴾?‬ ‫والجواب‪َ :‬أ َّن هذا على الترتيب في الارتقاء إلى الأعلى‪:‬‬ ‫‪-‬وذلك أ َّن (ال َّرب) قد ُي ْطلق على كثي ٍر من الناس فيقال‪:‬‬ ‫فلان ر ُّب ال َّدار‪ ،‬فبدأ به لاشتراك معناه‪.‬‬ ‫‪-‬وأ َّما (ال َملِك) فلا ُيو َص ُف به إلا َأح ٌد ِم َن الناس‪ ،‬وهم‬ ‫الملوك‪ ،‬ولا شك أنهم أعلى من سائر الناس‪ ،‬فلذلك‬ ‫جاء به بعد ال َّرب‪.‬‬ ‫‪-‬وأ َّمـا (الإلـه) فهو أعلى من ال َم ِلك‪ ،‬ولذلك لا ي ِّدعي‬ ‫الملوك أنهم آلهة‪ ،‬فإنما الإله واح ٌد لا شريك له سبحانه‪،‬‬ ‫ولذلك ختم بهذا الوصف‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫(التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي)‬ ‫‪345‬‬



‫ثمرات وفضل التدبر‬ ‫التدبر يزيد الإيمان ﴿ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ‬ ‫ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫ﭶ﴾ (التوبة ‪.)124‬‬ ‫ويبعث على الخشية والخوف والرجاء ﴿ﭨﭩﭪﭫ‬ ‫ﭬ ﭭﭮﭯﭰ ﭱﭲﭳﭴﭵ‬ ‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬ ‫ﮃﮄﮅ ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ﴾ (الزمر ‪.)23‬‬ ‫ويورث العمل ﴿ ﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉﮊ‬ ‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖ ﮗ‬ ‫ﮘﮙﮚﮛ﴾ (الأنعام ‪.)92‬‬ ‫‪347‬‬

‫التدبر‪ :‬ينقلك من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان ‪.‬‬ ‫ينقلك من الهم والكرب إلى الفرج ورضى القلب‪.‬‬ ‫ينقلك من الحزن والكآبة إلى الفرح والسعادة‪.‬‬ ‫ينقلك من الضيق إلى ال َّسعة‪.‬‬ ‫ينقلك من الضعف إلى القوة‪.‬‬ ‫ينقلك من أسر الشهوات إلى لذة الطاعات والقربات‪.‬‬ ‫ينقلك من الضلال وال ِغواية إلى الحق والهداية‪.‬‬ ‫ينقلك من ذل الدنيا إلى ِعز الآخرة‪.‬‬ ‫قال ^‪« :‬تـركـت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي‪:‬‬ ‫كتاب الله»‪( .‬رواه مسلم)‪.‬‬ ‫(والتمسك بالكتاب يكون بفهمه وتدبره والعمل بما فيه)‪.‬‬ ‫وقال ^ ‪ .....« :‬والقرآن حجة لك أوعليك» (رواه مسلم)‪.‬‬ ‫حجة لك ‪ :‬إذا أخذته بفهم وعمل وتدبر‪.‬‬ ‫حجة عليك‪ :‬إذا أعرضت عنه‪ ،‬ولم تتعلمه‪ ،‬ولم تعمل بما فيه‪.‬‬ ‫والثمره العظمى‪ ،‬والفائدة الكبرى‪ ،‬من تدبر كلام الله‪ ،‬هي أن‬ ‫ُي ْث ِمر في القلب إيمان ًا‪َ ،‬ي ْدف ُع صا ِح َبه إلى العمل بمقتضاه‪ ،‬بحيث‬ ‫يكون رضا الله ُمبتغاه‪.‬‬ ‫‪348‬‬

‫سر القرآن هو العمل به‬ ‫إن تأثير هذا القرآن في النفوس إنما يحصل بالمعاني التي تستقر‬ ‫في القلب‪ ،‬فتملأه نور ًا‪ ،‬ثم ينتقل هذا النور إلى باقي الجوارح‪،‬‬ ‫ولما فتح الله تعالى بهذا القرآن قلوب وعقول الصحابة‪ ،‬فتحوا به‬ ‫الدنيا‪ ،‬فمن أراد أن يعرف سر القرآن‪ ،‬فليستعن بالله‪ ،‬وليجتهد‬ ‫في الفهم والعمل‪ ،‬وهذه وصايا سلفنا الصالح في هذا الشأن‪:‬‬ ‫‪ -‬هذا رجل جاء إلى أبي الدرداء رضي الله عنه وقال له ‪ :‬إن ابني‬ ‫قد جمع القرآن‪ ،‬فانزعج أبو الدرداء وقال له ‪ :‬اللهم اغفر‪ ،‬إنما‬ ‫جمع القرآن من َس ِم َع له وأطاع ‪.‬‬ ‫‪-‬وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول ‪ُ :‬أ ْن ِزل القرآن ليعملوا به‪،‬‬ ‫فاتخذوا تلاوته عمل ًا‪ ،‬فإ َّن أحدهم ليتلوا القرآن ِم ْن فاتحتِه إلى‬ ‫خاتمتِه‪ ،‬ما يسقط منه حرفا‪ ،‬وقد أسقط العمل به ‪.‬‬ ‫‪-‬وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يغ َّر َّن ُكم َم ْن قرأ القرآن‪،‬‬ ‫إنما هو كلام ُيتك َّلم بِه‪ ،‬ولكن انظروا لمن يعمل به‪.‬‬ ‫‪-‬وقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثلة في العمل بالقرآن‪،‬‬ ‫والاستجابة لأوامره‪ ،‬والوقوف عند حدوده ‪:‬‬ ‫‪-1‬كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينفق على ِم ْسطح بن َأ َثا َثة‬ ‫رضي الله عنه؛ لقرابته منه‪ ،‬وبسبب فقره‪ ،‬فلما قال ِم ْسطح‬ ‫‪349‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook