السورة (مكية) عدد آياتها ()٢١ اسم السورة المباركة: الليل. مناسبة التسمية: لأن الله أقسم بالليل في مطلع السورة. المحور الرئيسي للسورة: ال َب ْذل وال ُب ْخل. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1بدأ الله تعالى بالقسم بالليل قبل النهار؛ لأنه أسبق من النهار في الوجود وال َخ ْلق ،وبدأ بال َّذ َكر قبل الأنثى :لأن آدم ُخ ِلق و ُو ِجـد ،قبل حواء (عليهما السلام) ،و(الليل والنهار) أسبق في الخلق والوجود من (الذكر والأنثى)، فجاء ترتيب الآيات بنفس ترتيب ال َخلق. 300
- 2من أراد شيئ ًا فعليه ببذل أسبابه ﴿ ﴾7 :5ومن خاف شيئ ًا فعليه باجتناب أسبابه ﴿.﴾10 :8 - 3الذي يظنه العبد أنفع له ،ومصدر قوته (بدون وجه حق: كالمال) هو أسرع ما يتركه عند موته ،فلا ينفعه ولا يشفع له ﴿.﴾11 - 4نزلت هذه الآيات المباركات في أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) ،ل َّما كان يشتري العبيد الذين كانت تعذبهم قريش ،ثم يعتقهم لوجه الله( .رواه ابن أبي حاتم). - ٥هذه الآيات جمعت أسباب السعادة ﴿ﮩ﴾ :فعل المأمور. ﴿ﮪ﴾ :ترك المحظور. (ابن سعدي) ﴿ﮬﮭ ﮮ﴾ :تصديق الوحي. ﴿ - ٦ﯩﯪﯫﯬﯭ﴾ من تذكر أن البدء منه سبحانه والمآل إليه كان أقرب الناس إلى الهدى وأحرصهم على الخير و َس ُه َل عليه الزهد في الدنيا. - ٧نـزلـت هـذه الآيات المباركة في أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث كان يشتري العبيد ،بِمالِ ِه ،و ُي ْعتِ ُق ُهم ،لِ َو ْجه الله ،وابتغاء مرضاتهَ ،ف َخ َّلد الله تعالىِ ،ذ ْكر َه و َع َم َله. ﴿ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ ﭣﭤﭥ ﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ﴾ 301
السورة (مكية) عدد آياتها ()١١ اسم السورة المباركة: الضحى. مناسبة التسمية: لأن الله أقسم بالضحى في مطلع السورة. المحور الرئيسي للسورة: رعاية الله عز وجل لنبيه ^. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1ينبغي للعبد عند َك ْربه أن يحسن الظن بر ِّبه؛ لأن العبد لا يزال يتقلب في نعم الله سبحانه منذ أتى إلى الدنيا ﴿.﴾8 :6 ﴿ - 2ﭾ ﭿﮀﮁﮂ﴾ اجعلها شعار ًا في حياتك كلها: -فإذا رزقت شيئ ًا قل رزق الجنة خي ٌر منه. -وإذا حرمت شيئ ًا قل ما أنتظره وآمله خي ٌر منه. 302
- 3التحدث بالنعم (مقصو ُد ُه) :شكرها ،والاعتراف بفضل الله ،وصرف هذه النعم في مرضاته ،وظهور أثرها على العبد ﴿.﴾11 - 4من تربية الله للعبد :أن يبتليه ،فإذا ذاق ُمـ ّر البلاء ،ثم العافية، رحم أهل هذا البلاء ،فواساهم وجبر َك ْسرهم ،وسعى في قضاء حوائجهم ﴿.﴾11 ،10 ،9 - ٥بعد ما كان ينام على الحصير ^ ويربط الحجر على بطنه من الجوع ،تنطرح الدنيا ،عند قدميه ،فينفقها ،في سبيل الله ،لأن قلبه ،الطاهر ،الشريف ،ممتلئ بــ ﴿ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ﴾. ﴿ - ٦ﮄﮅﮆ ﮇﮈ﴾ ليست السعادة ،أن تمتلك كل شيء ،إنما السعادة ،أن يسعدك الله ،بما أعطاك ،ويرضيك ،بما آتاك. ﴿ - ٧ﮛﮜﮝﮞ ﮟ﴾ -إذا لم ُت ْح ِسن إلى الفقير ،بالمالَ ،ف َأ ْح ِس ْن إليه بِ ُح ْسن الخلق ،و ِطيب الكلام. َ -تأم َّل معي ،لم َي ُقل في حق السائل ( َف َأ ْعطِ ِه) بل قال ﴿ﮝ ﮞ﴾ ِح ْفظ مشاعر المنكسرين ،صدقة. 303
السورة (مكية) عدد آياتها ()٨ اسم السورة المباركة: الشرح. مناسبة التسمية: لأن شرح الصدر ،من أفضل النِعم؛ ولذلك بدأ الله بذكرها. المحور الرئيسي للسورة: نِعم الله عز وجل على نبيه ^. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1أفضل نعمة يعيش بها العبد في الدنيا بعد الإيمان هي انشراح الصدر؛ وذلك لأن صاحبها لا يحزن على شيء فاته ،ولا يغتم لما يصي ُبه ،ولا يقلق لما ينتظره ،وقد قال الله تعالى ﴿ﮉﮊﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑ ﮒﮓﮔﮕ( ﴾...سورة النحل.)٩٧ : - 2وأفضلنعمةيرزقها الله العبدفي الآخرةغفرانذنبه ﴿.﴾2 - 3الذنوب سبب الهم ،والغم ،والحزن ،والنكد. - 4ما ُذ ِكر اسم الله ،إلا ومعه ِذ ْكر رسوله ^. 304
- ٥رفع الله ِذ ْكره حتى مع الكفار ،وهذه بعض مقالاتهم: -ع َّده أح ُدهم الأول في عظماء العالم. -يعتقدأح ُدهمأنه^ الوحيدالذي يستطيعحلمشكلات العالم. - ٦قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه( :لن يغلب ُعس ٌر يسرين) (رواه مالك والطبري) ،فأبشروا يا أهل البلاء بالفرج، فهذا َو ْعد الله في كتابه. - ٧ينبغي للعبد العاقل ،ألا يضيع أوقاته إلا في عبادة؛ لأن هذه هي وظيفة العمر ،التي من أجلها خلقه الله. - ٨عن (حفص بن حميد) ،قال :قال لي (زياد بن حدير): اقرأ عل َّيَ ،ف َقر ْأ ُت عليه﴿ ،ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﴾ فقال :يا ابن أم زيادَ ،أ ْن َق َض َظ ْه َر رسول الله؟!! (أي :إذا كان الوزر ،أنقض ظهر الرسول ،فكيف بك؟) فجعل َي ْبكي كما َي ْبكي الصب ُّي. (حلية الأولياء) -مسألة هامة جد ًا (هل الأنبياء معصومون من كل الذنوب والمعاصي)؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء معصومون من الخطأ فيما يبلغون عن الله عز وجـل ،والأنبياء معصومون عن الكبائر ،وقد تقع من أحدهم الصغائر فينبههم الله تعالى عليها فيبادرون بالتوبة ،وعلى هذا القول ذهب الصحابة والتابعين والأئمة وجماهير علماء الإسلام( .مجموع الفتاوى بتصر يسير) 305
السورة (مكية) عدد آياتها ()٨ اسم السورة المباركة: التين. مناسبة التسمية: لأن الله بدأ هذه السورة بالقسم بال ِّتين. المحور الرئيسي للسورة: معادن الناس. لطائف وفوائد حول السورة المباركة: - 1التين إشارة إلى الحلاوة ،والزيتون إشارة إلى الصفاء، والطور إشارة إلى الثبات ،والبلد الأمين إشارة إلى الأمان ﴿.﴾3 :1 - 2أجمل مخوقات الله تعالى (الإنسان) ﴿.﴾4 - 3أصل الفطرة (الإسلام) ،فمن آمن وعمل صالح ًا يبقى على أصل فطرته ،ومن انحرف عن هذه الفطرة وعن الطريق 306
الذي وضحه الله له ،سيجعله الله في أسفل سافلين ،حتى تصبح البهائم أرفع وأقوم منه ﴿.﴾6 ،5 ،4 - 4أحكم الحاكمين هو الله تعالى ،فلا بد أن يثق العب ُد بر ِّبه وبتدبيره ،ويسارع في طاعة أوامره ،واجتناب نواهيه ،فك ُّل شر ِع ِه حكم ٌة. - ٥شجرة الزيتون ،شجرة مباركة ،فيها منافع كثيرة ،وفي الحديث (كلو الزيت (زيت الزيتون) ،وادهنوا به ،فإنه ،من شجرة مباركة) (الترمذي وصححه الألباني في الجامع الصغير.)٨٦٢٧ : َ - ٦من َتد َّبر الآيـة المباركة ﴿ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ﴾ ،لم َيتج َّرأ ،أن َي ْسخرِ ،م ْن إنسانَ ،خ َلقه الله ،ولا أن يحتقرِ ،خ ْل َق ًةَ ،م َدحها الله ،وفي الأَ َثر :أن النبي ^َ ،تبِع رجل ًا ،من َث ِقيفَ ،حتى َه ْر َول في َأ َثره ،ح ِّتى أخذ َث ْوبه، فقال :ارفع إزارك ،فكش ُف الرجل عن ركبتيه ،فقال :يا رسول الله ،إني َأ ْحنَف ،و َت ْصط ُّك ركبتاي ،فقال رسول الله ^ُ :ك ُّل َخ ْلق الله َع َّز و َج َّل َح َس ٌن ،و َلم ُي َر هذا الرجل ،إِلاَّ وإِزا ُره ،إلى َأ ْنصا ِف َسا َق ْيه (صحيح الجامع.)٤٥٢٢ : 307
السورة (مكية) عدد آياتها ()١٩ أسماء السورة المباركة: العلق -اقرأ باسم ربك. مناسبة التسمية: العلق :بيان َض ْعف الإنسان ببيان أصل ِخ ْل َقته. اقرأ باسم ربك :لأن الله تعالى افتتح السورة بها. المحور الرئيسي للسورة: أفضل ما يرفع وينفع الإنسان ِع ْلم الآخرة. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1أول ما نزل على النبي ^( :اقرأ) فنحن أمة القراءة وال ِع ْلم، وقد شرفنا الله تعالى بالوحي ،الذي هو منشأ وأصل العلوم في (الدنيا والآخرة). - 2العناية بـأدوات العلم ،التي ذكرها الله في هذه السورة (القراءة -القلم) ،مصدر عزة الأمم وفخرها ﴿.﴾4 ،1 308
(- 3العلم) فضل ومنّة من الله تعالى ،يستدل به عليه سبحانه، ويستعان به على طاعته ،و َن ْفع الناس ،فمن استعمله في غير هذا فقد طغى ﴿.﴾7 ،6 ،5 - 4من أراد القرب من الله في الدنيا وفي الآخرة ،فعليه بكثرة الصلاة ﴿.﴾19 ُ - ٥ك ُّل ِع ْلم ،أو اكتشاف ،في هذا الكون ،إنما هو بفضل الله، وحدهَ ،ي ُم ُّن بِه على َم ْن يشاء ،قال الله تعالى ﴿ﮎﮏ ﮐﮑ ﮒﮓ﴾. ﴿ - ٦ﮢ ﮣﮤ ﮥﮦﮧ ﮨﮩ﴾ ،ثم َذ َكر عقوبته له، ﴿ﯤﯥ﴾ َتأ َّمل :هذا فيمن َن َهى ال ُم َص ِّلين ،ع ِن الصلاة ،فكيف بِ َم ْن قتلهم؟! فكيف بِ َم ْن َص َّد الناس ع ِن الإ ْسلام؟! ﴿ - ٧ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ﴾ الـوجـوه ،في الـتـراب ،لكن القلوب ،في ال َّسحاب. - ٨بدأت السورة المباركة بــ ﴿ﭻ﴾ والقراءة ،وسيلة العلم، و ُختِمت بــ ﴿ﯴ ﯵ﴾ والعبادة ،هي الغاية ،التي ُخ ِل ْقنَا ِم ْن َأ ْج ِلها. 309
السورة (مكية) عدد آياتها ()٥ اسم السورة المباركة: القدر. مناسبة التسمية: لأن السورة كلها تدور حول ليلة القدر وبيان فضلها. المحور الرئيسي للسورة: فضل ليلة القدر. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1الليل (يبدأ من غروب الشمس وينتهي عند أذان الفجر) ﴿.﴾5 - 2من َتع َّبد ليلة القدر كلها ،فكأنما َع َب َد ال َّله ألف شهر ( 30٫000يوم). ومـن َتع َّبد (نصف ليلة الـقـدر) فكأنما َعـ َبـ َد الله ( ١٥٫٠٠٠يوم). 310
ومن َتع َّبد ل َّله (ربـع ليلة القدر) فكأنما َع َب َد الله ( 7500يوم) ،والليلة مهما طالت لا تتعدى ( 12ساعة)، يعني من َتع َّبد ساعة واحدة من ليلة القدر ،فكأنما َع َب َد الله ( 2500يوم) ،فلا تضيع دقيقة واحدة منها أيها المبارك. - ٣من علامات ليلة القدر: -قال رسول الله ^« :ليل ُة القدر ،ليل ٌة سمح ٌة طلقة، لا حارة ولا بـاردة ،تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء» .رواه البيهقي (صحيح الجامع.)٥٤٧٥ : -قال رسول الله ^« :تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة، ليس لها شعاع ،مثل الطست حتى ترتفع»( .رواه مسلم). - ٤من فضائل ليلة القدر: -قال رسول الله ^« :من قام ليلة القدر إيمان ًا واحتساب ًا ُغ ِفر له ما َتق َّدم من َذ ْنبِه»( .رواه البخاري ومسلم). 311
السورة (مكية) عدد آياتها ()8 أسماء السورة المباركة: البينة -لم يكن الذين كفروا -الب َّرية -أهل الكتاب. مناسبة التسمية: البينة :لأن أدلة (رسالة الإسلام واضحة ،لكل متأمل ،عاقل، يريد الحق). لم يكن الذين كفروا :لأن الله افتتح السورة بها . الب َّرية :ل ِذ ْكر لفظ (الب َّرية) فيها ،وعدم ِذ ْكره في غيرها. أهل الكتاب :لقول الله تعالى﴿ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ.﴾... المحور الرئيسي للسورة: دين الله واحد (الإسلام). 312
فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1كل الرسل أتت بالإسلام (الخضوع والاستسلام لأوامر الله ونواهيه). - 2الإخــاص لله تعالى هو ُلـب العقيدة ،وذلـك في كل الرسالات ﴿.﴾5 - 3لا يقبل الله تعالى ِم ْن أحد بعد بعثة النبي ^ إلا الإسلام، فمن مات على غير ملة الإسلام الآن ،فهو في النار خالد ًا فيها ﴿.﴾7 ،6 - 4الخشية من الله سبيل الفوز والنجاة ﴿.﴾8 - ٥ما الفرق بين (أوتوا الكتاب) وبين (آتيناهم الكتاب)؟ القرآن الكريم ،يستعمل( ،أوتوا الكتاب) ،في مقام ال َّذم، ويستعمل (آتيناهم الكتاب) ،في مقام المدح ..والآيات كثيرة في هذا الباب َف َتأ َّمل. - ٦قال رسول الله ^ ِلُ َب ّي بِ ْن َك ْعب (رضي الله عنه) :يا ُأ َب ّي، إن الله ،أمرني ،أن أقرأ عليك ،سورة البينة ،فقال ُأ َب ّي :و َقد َس َّماني لك ،يا رسول الله؟! قال :نعمَ ،فبكى ُأ َب ّي ،رضي الله عنه (البخاري ومسلم) قال ال ُقرطبي ُم َع ِّلق ًا :وإنما قرأ النبي ^ ،على ُأ َب ّي ،لِ ُي َع ِّلم الناس ،التواضع ،ولِ َئل ّا َيأ َنف ،العالم ،أن يقرأ ،على من هو ُدو َنه ،أو أقل ِمنْه. 313
السورة (مكية) عدد آياتها ()٨ أسماء السورة المباركة: الزلزلة -الزلزال -إذا زلزلت. مناسبة التسمية: الزلزلة والزلزالِ :ذ ْكر زلزلة الأرض في يوم القيامة. إذا زلزلت :لأن الله افتتح السورة بها. المحور الرئيسي للسورة: دقة الحساب يوم القيامة. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1أدق آية في القرآن الكريم ﴿.﴾8 ،7 - 2يشرعللعبدأنيكثرمنالأعمالالصالحةفيأماكنمختلفة، لتشهد له هذه الأماكن يوم القيامة ﴿( .﴾4ابن سعدي). 314
- ٣عن أن ٍس (رضي الله عنه) قال :كان أبو بكر يأكل مع النبي ^ ،فنزلت هذه الآية ﴿ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ﴾، فرفع أبوبكر يده وقال :يا رسول الله ،إني ُأ ْج َزى بما عملت من مثقال ذرة من شر ،فقال« :يا أبا بكر ،ما رأيت في الدنيا ِم َّما تكره فبمثاقيل َذ ِّر الشر ،وي َّدخر الله لك مثاقيل َذ ِّر الخير ،حتى ُتو َّفاه يوم القيامة»( .رواه ابن جرير وابن أبي حاتم). - ٤قال رسول الله ^ :الجنة ،أقرب إلى أحدكمِ ،م ْن شراك َن ْعله ،والنار ،مثل ذلك( .البخاري) قال ابن حجر في الفتح :فينبغي للمرءَ ،ألاَّ َي ْزهد ،في قليل، ِم َن الخير ،يأتيه ،ولا في قليلِ ،م َن ال َّش ِر ،أن يجتنبه ،فإنه ،لا يعلم الحسنة ،التي َي ْر َحمه بها ،ولا السيئة ،التي َي ْس َخط عليه بها. ﴿ - ٥ﮄ ﮅ﴾ لن َي َر ْوها بأنفسهم ،اختيار ًا ،ولكن، ُر ْغم ًا عنهم ،لأ َّن ِم ْن َأ ْس َقط الآخرةِ ،م ْن حساباته ،و َأ ْنكرها، لا يريد ،أن يرى ،جزاءه ،يوم القيامة. 315
السورة (مكية) عدد آياتها ()١١ اسم السورة المباركة: العاديات. مناسبة التسمية: لأن الله تعالى بدأ بالقسم بها في هذه السورة. المحور الرئيسي للسورة: أسباب هلكة الإنسان. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: العاديات :هي الخيل التي يركبها الفرسان في الحروب. ضبح ًا :الضبح يعني صوت أنفاس الخيل. فالموريات قدح ًا :الشرر المتطاير من حوافر الخيل عندما تضرب بها الأرض والحجارة. فالمغيرات صبح ًا :الخيل التي تغير على العدو في أول النهار. نقع ًا :الغبار المتصاعد من َع ْدو الخيل في المعركة. 316
الكنود :الجاحد لنعم الله عز وجل عليه ،أو هو الذي يذكر المصائب وينسى النعم كما قال الحسن البصري (رحمه الله) (رواه ابن أبي حاتم). أما السؤال الذي يطرح نفسه، ما الحكمة من قسم الله عز وجل بالخيل وبوقت انقضاضها على العدو ..وبأنفاسها ..وبالغبار الناتج عن قوتها التي تتسبب فيه في أرض المعركة..؟ إنها تعمل كل هذا إرضا ًءا لسيدها (الفارس الذي يركبها) ،وهي في الأصل لا تعرف شيئ ًا ،إلا أنها تعمل الذي هو يريده ،لأنه فقط يطعمها ويرعاها ويهتم بها ،كنوع من رد الجميل( ..سبحان الله) ِمن أجل هذا الله عز وجل ذكر بعدها جحود ونكران وخسة الإنسان مع ربه ﴿ﮦﮧ ﮨﮩ ﮪ﴾ رغم أن الله عز وجل أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى إلا أننا غير معترفين بها ولا راضين بحالنا ودائم ًا ساخطين على أقدار الله ومع أول ابتلاء نطعن في حكمة وعدل الله عز وجل إلا من رحم ربي ..وهذا هو الفرق بين الإنسان والخيل في تعامل ُك ٍل منهما مع سيده. 317
السورة (مكية) عدد آياتها ()11 اسم السورة المباركة: القارعة. مناسبة التسمية: لأنها من أسماء يوم القيامة الذي تتحدث عنه السورة المباركة. المحور الرئيسي للسورة: بيان َه ْول يوم القيامة. لطائف وفوائد حول السورة المباركة: - 1ينبغي للعبد ألا يفرط ولو في ( ُربع َح َسنة) في حياته؛ لأنها قد تكون سبب ًا في ثقل ميزانه ،ونجاته من أهوال القيامة، ومن عذاب النار. (- 2فأمه هاوية)َ :و َصف الله تعالى النار (بالأم)؛ لأنها تضم العاصي والكافر ،وتكون مأواه ،كما هو حال الأم مع ولدها. 318
- ٣قالت (فاطمة بنت عبدالملك) وهي تحكي عن زوجها (عمر بن عبدالعزيز) رحمه الله :رأيته ذات ليلة قائم ًا يصلي، فأتى على هذه الآية ﴿ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯ ﭰ﴾ فصاح :واسـوء صباحاه ،ثم وثب فسقط ،فجعل يخور حتى ظننت أن َن ْفسه ستخرج ،ثم هدأ ،فظننت أنه قد قضى ،ثم أفاق إفاقة فنادى :واسوء صباحاه ،ثم َو َثب وجعل يجول في الدار ويقول :ويلي من يو ٍم يكون الناس فيه كالفراش المبثوث ،وتكون الجبال كالعهن المنفوش. (المنتظم لابن الجوزي). ﴿ - ٤ﭬﭭﭮﭯ ﭰ﴾ ،ثوابت الكونَ ،ت َتب َّد ُل ،فكيف بثوابتك ،التي تضعها لنفسك ،ولا ترضى لها بديل ًا؟! - ٥الأمان الوحيد ،للعبد ،في وسط ،هذه الأهوال العظام، هو :العمل الصالح ،الذي ُي َث ِّقل الميزانَ ،ف َم ْن َأراد الأَ َمان، َف َع َليه ،بِال ِإيمان ،والعمل الصالح ﴿ ،ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ﴾. 319
السورة (مكية) عدد آياتها ()8 أسماء السورة المباركة: التكاثر -ألهاكم. مناسبة التسمية: التكاثر :لأنه سبب هلكة الإنسان المذكور في السورة. ألهاكم :لأن الله تعالى افتتح السورة بها. المحور الرئيسي للسورة: التحذير من الغفلة عن الدار الآخرة. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1ليس أبلغ ولا أنجع موعظة من الموت ﴿.﴾2 - 2ينبغي للعبد أن يكثر من الصالحات ،فإنها مضمونة وباقية، ولا ينشغل عنها بالاستكثار من المال والولد ،فإنهما غير مضمو َن ْين وغير بـا ِقـ َيـ ْيـن. 320
- 3علم اليقين :تسمع بالشيء ولا تراه ،وعين اليقين :ترى الشيء بنفسك. - 4من النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامة (الأمن -الصحة - الطعام -الشراب). ﴿ - ٥ﮋ ﮌ ﮍ﴾ َل ْم يذكر ،ال ُمتكا َثر بِه ،وأصنافه، وألـوانهَ ،ليـ ْشـ َمـل ذلك ،كـل مـا َيـتكا َثـ ُر بـه المـتـكاثرون، ويفتخر به المفتخرون( .السعدي) ﴿ - ٦ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﴾ إشارة لطيفة ،أنه حتى موت الإنسان ،و َد ْفنَه ،في هذه الدنيا ،ما هو إلا زيارة ،فالموت، ليس نهاية المطاف. ﴿ - ٧ﮩﮪﮫﮬﮭﮮ﴾ قال الحسن البصري (رحمه الله) :كانوا َي ُع ُّدون النعيمَ ،أ ْن َيتغ َّدى للرجل ،ثم َي َتع َّشى. -ونحن ،لدينا ثلاث وجبات ،وأحيان ًا ،وجبات خفيفة، بينهم ،فاللهم حاسبنا حساب ًا يسير ًا. 321
السورة (مكية) عدد آياتها ()٣ اسم السورة المباركة: العصر. مناسبة التسمية: لشرف وأهمية الزمن ،بدأ الله السورة بالقسم بالعصر. المحور الرئيسي للسورة: بيان الخسران الحقيقي ،والفوز الحقيقي. فوائد ولطائف: - 1الزمن له شرف كبير ،وأهمية كبيرة؛ لأنه مزرعة الآخرة ﴿.﴾1 - 2مهما بلغ الإنسان ،من تقدم ،وتحضر ،فهو خاسر ،إلا أن يكون من أهل الإيمان ،والأعمال الصالحة ﴿.﴾3 ،2 322
- 3عن أبـي َمدينة الـدرامـي (رضـي الله عنه) قـال« :كان الرجلان من أصحاب النبي ^ إذا التقيا ،لم يفت ِرقا ،حتى يقرأ أحدهما على الآخر ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ﴾ ،ثم ُيس ِّلم أحدهما على الآخر» .رواه الطبراني (الصحيحة.)٢٦٤٨ : - ٤قال الإمام الشافعي (رحمه الله)َ :ل ْو ما َأ ْنزل الله على َخ ْلقه ُح َّجة إلاّ هذه السورةَ ،ل َك َف ْته .وقال :إن الناس َل ِفي َغ ْفل ٍة َع ْن هذه السورة. َ - ٥تأ َّملِ ،صي َغة ال َج ْمع ﴿ ،ﭚ ﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠ ﭡ﴾ -يؤكد ،على فضيلة الاجتماع ،وأثره ،على المسلم. ﴿ - ٦ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ﴾ من َلوا ِزم ،القيام بِالح ّقُ ،و ُقو ُع الابتلاء ،فا ْق َت َضى َذلك ،التواصي بالصبر، استعداد ًا ،لحدوث الأذى ،والثبات ،عند وقوعه. 323
السورة (مكية) عدد آياتها ()9 أسماء السورة المباركة: الهمزة -ويل لكل همزة. مناسبة التسمية: الهمزة :لأن السورة تتحدث عن اله َّمازينَ ،و ْصفهم وأحوالهم ومصيرهم. ويل لكل همزة :لأن الله افتتح السورة بها. المحور الرئيسي للسورة: الغرور بالمال. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1بدأتسورة(الهمزة)وسورة(المطففين)بالتهديدوالوعيد (وي ٌل)؛ لحفظ أعراض الناس ،وأموالهم. 324
- 2ال َه ْمز وال َّل ْمز من (ال ِغيبة) ،وال ِغيبة من الكبائر ،لأن فيها احتقار الآخرين ،وذمهم ،وهي من مظالم العباد. - 3قال ^« :إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي في المال» .رواه أحمد (صحيح الجامع.)٢١٤٨ : ﴿ - ٤ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ﴾ َم ْن َب ِخل بِ َمالِ ِه ،ب َخل بِ َجمال َأ ْفعاله. ﴿ - ٥ﮅﮆﮇ ﮈ﴾ َل َّما َح َر َم الفقراء ،والمحتاجين، و َأ ْغ َلق ،الخزائ َن على الأَ ْموال ،كان جزاءهَ ،أ ْن َأ ْغ َلق الل ُه، عليه النار. ﴿ - ٦ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ﴾ الإ ِّدخـار في َذاتـ ِهَ ،ل ْيس مذموم ًا ،شرع ًا ،ففي الصحيحين ِمن حديث عمر( ،رضي الله عنه) ،أ َّن النبي ^ كان يبيعَ ،ن ْخ َل بني النَّ ِضير ،و َي ْحبِ ُس ِل ْهل ِه ُقو َت َسنَتِهم. قال ابن مفلح (الآداب الشرعية) :وفيه ،جواز ا ِّدخار ،قوت سنة ،ولا ُي َقال ،هذا ِم ْن طول الأمل ،لأ َّن ال ِإ ْعداد للحاجة، ُم ْس َت ْح َسنَ ،ش ْرع ًا ،و َع ْقل ًا. وفي الحديث الصحيح ( َأ ْم ِس ْك عليك َب ْع َض مالك ،فهو، َخ ْي ٌر َلك) (البخاري ومسلم) 325
السورة (مكية) عدد آياتها ()٥ اسم السورة المباركة: الفيل. مناسبة التسمية: الفيل :لأنها تـدور حول حادثة الفيل ،الـذي أتى به (أبرهة الحبشي)؛ لهدم الكعبة المشرفة. المحور الرئيسي للسورة: فضل الله على قريش. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1مكانة(الكعبة)العظيمةعنداللهتعالى،حتىجعلمن(أراد أن يظلم فيها ،آثم ًا متوعد ًا بالعقاب) ،فكيف بمن ظلم فعل ًا وتجرأ...؟!! قال تعالى ﴿ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲﭳﭴﭵ﴾ (الحج.)٢٥ : 326
- 2عند انقطاع الأسباب المادية عند العباد ،تنزل المعونة والنصر الإلهي. - 3عاقبة الحسد وشؤمه على صاحبه؛ (لأن أبرهة َح َسد قريش على َح ِّج الناس ل َك ْعبتهم). َ - ٤را ِق ْب نِ َّي َتك دائم ًا ،فهي السبيل إلى الخيرَ ،تأ َّمل :كيف َع َّذب الل ُه و َأ ْه َل َك َأصحاب الفيل ،ولم ُيع ِّذب و ُي ْه ِلك قريش ،مع أنهم ملؤوا الكعبة بالأوثان ،وذلك لأن أصحاب الفيل، كانت نِ َّي ُت ُهم التخريب ،أما قريش َفنِ َّي ُتهم ال َت َق ُّرب إلى الله، ولكنهم أخطؤوا الطريق الصحيح. ﴿ - ٥ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ﴾ فيها تقرير ،وتأكيد، للحديث الصحيح (إن الله ،ليملي للظالم ،حتى إذا َأخ َذه، لم يفلته) ،فقد َأ ْم َه َل الله تعالى ،هذا المجرم ،المدعو أبرهة ،حتي َأت َّم تجهيزاته ،وانتهى :منها ،فل َّما وصل البيت الحرامَ ،عا َق َبه و َأ ْه َل َكه. 327
السورة (مكية) عدد آياتها ()٤ أسماء السورة المباركة: قريش -لإيلاف قريش. مناسبة التسمية: قريش :لأن الله تعالى يحكي عنهم ،ولم يشرك غيرهم في هذه السورة. لإيلاف قريش :لأن الله تعالى افتتح السورة بها. المحور الرئيسي للسورة: فضل قريش. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1الواجب على العبد ُش ْكر النعمة ،وشكر صاحبها ،وذلك بحفظ النعمة ،وعـدم استعمالها ،إلا فيما يرضي الله، والاستكثار من الطاعات قدر الإمكان. 328
(- 2الأمن بعد خوف ،والطعام بعد جوع ،من أفضل النِّعم على الإنسان). - 3من فضائل (قريش) كما في الحديث الصحيح: -عبدوا الله ( )10سنين لم َي ْع ُب ْده فيها ِسوا ُهم. َ -ن َصر ُهم يوم الفيل وهم مشركون. -نزلت فيهم سورة من القرآن ،لم يدخل فيها أحد من العالمين. -فيهم النبوة. -فيهم الخلافة. -وال ِح َجابة وال ِّسقاية .رواه البيهقي (الصحيحة.)٤٢٠٨ : َ - 4حم َى الل ُه قريش ًا و ُه ْم ُك َّفار ،لِ َت ْعظِيمهم لِ َب ْيتِ ِه العتيق ،وفي الحديث الصحيح (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق)َ ،ف َهل ِم ْن ُم ْع َتبِر؟! - ٥سأل أبو الأنبياء ،إبراهيم ^ َر َّبه ﴿ ﯸ ﯹﯺﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ﴾َ ،فأ َجاب الله سؤاله ﴿ ﭟ ﭠ ﭡﭢﭣﭤﭥ﴾ 329
السورة (مكية) عدد آياتها ()٧ أسماء السورة المباركة: الماعون -أرءيت الذي -ال ِّدين -اليتيم. مناسبة التسمية: الماعون :لتنبيه العباد على أهمية المعروف فيما بينهم ،وأن تقديم المعونة للآخرين سبب لبقاء الخير والحب بينهم. أرءيت الذي :لأن الله تعالى افتتح السورة بها. ال ِّدين :لقول الله تعالى﴿ ﭦﭧﭨﭩ﴾. اليتيم :لقول الله تعالى ﴿ ﭫﭬ ﭭﭮ﴾. المحور الرئيسي للسورة: التذكير بحق الله (الصلاة) ،وحق الناس (الزكاة والصدقة والمعروف). 330
فوائد ولطائف حول السورة المباركة: ﴿ - 1ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ﴾ :أي لا يحافظون على أوقاتها ولا يحافظون على ركوعها وسجودها( .تفسير ابن أبي حاتم). ﴿ - 2ﮃﮄ﴾ فيه عدة تفسيرات: -المال. -منافع البيت (الفأس -ال ِق ْدر -النار.)... -الطاعة والانقياد. -كل المعروف الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم( .تفسير ابن أبي حاتم). -قال تعالى ﴿ ﭰﭱﭲﭳﭴ﴾ فإن قيل :لِ َم قال ( َو َل َي ُح ُّض َع َلى َط َعا ِم ا ْل ِم ْس ِكي ِن) ولم يقل ( ولا ُي ْط ِعم المسكين)؟ -فالجواب :أنه إذا منع اليتيم ح َّقه ،فكيف ُي ْط ِعم المسكين من مال نفسه؟ بل هو بخيل من مال غيره ،وهذه هي النهاية في ال ِخ َّسة( .تفسير الرازي). 331
السورة (مكية) عدد آياتها ()٣ أسماء السورة المباركة: الكوثر -النَّحر. مناسبة التسمية: الكوثر :لأن السورة ذكرت نهر الكوثر الذي هو عطية من الله تعالى لرسوله ^. النَّحر :لقول الله تعالى ﴿ﮊﮋﮌ﴾. المحور الرئيسي للسورة: فضل الله على نبيه ^ و ِح ْفظه له. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1يجب مقابلة النِّعم بالشكر ،وعبادة ال ُمنْ ِعم. - 2الأبتر :هو المقطوع عن الخير وعن الفلاح ،وعن النعيم وعن الرحمة ،وليس المقطوع نس ُبه كما توهم الكفار. 332
- 3قال ^« :حوضى مسيرة شهر ،ماؤه أبيض من اللبن، وري ُحه أطيب من ال ِم ْسك ،و ِكيزا ُنه كنجوم السماء ،فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبد ًا» رواه البخاري. - ٤جمع الله تعالى بين أجل العبادات البدنية (الصلاة) وأجل العبادات المالية (النحر) في هذه الآية الكريمة ﴿ﮊ ﮋ ﮌ﴾. - ٥لا يعرف التاريخ أحد ًا أساء الأدب مع رسول الله ^ إلا أذله الله فهذا كسرى لما مزق كتاب النبي ^ مزق الله ملكه. - ٦قال الزركشي (رحمه الله) :ومن لطائف سورة الكوثر، أنها كالمقابلة التي قبلها( ،أي :سورة الماعون) لأن سورة الماعون ،قد وصف الله فيها المنافق بأربعة أمور :البخل، وترك الصلاة ،والرياء فيها ،ومنع الزكاة ،فذكر ،في سورة الكوثر في مقابل هذه الصفات السيئة صفا ٍت طيب ًة حسنة: فذكر ،في مقابلة البخل ﴿ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ﴾ أي :الكثير. وفي مقابلة ترك الصلاة ﴿ﮊ﴾ أيُ :د ْم عليها. وفي مقابلة الرياء ﴿ ﮋ﴾ أي :لرضاه لا رضا الناس. وفي مقابلة منع الماعون ﴿ ﮌ ﴾ أي :تصدق بلحم الأضاحي (البرهان في علوم القرآن) 333
السورة (مكية) عدد آياتها ()٦ اسم السورة المباركة: الكافرون. مناسبة التسمية: لأن الله ذكرهم وجدالهم والبراءة منهم فقط في هذه السورة. المحور الرئيسي للسورة: البراءة من الشرك. لطائف وفوائد حول السورة المباركة: - 1ملة الكفر واحدة ،ولو تعددت واختلفت مذاهبهم ،وكلهم داخلون تحت هذا الخطاب ﴿ﭑﭒﭓ﴾. - 2تكرار الآية الكريمة ﴿ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ﴾ للتوكيد وحسم أطماع الكافرين في المداهنة والتنازل. - 3منالمواطنالتييشرعفيهاويستحبقراءةسورةالكافرون: -ركعتا الفجر (ال ّسنة). 334
-سنة المغرب. -ركعتا الطواف (سنة الطواف). َ «- ٤م ْن َقرأ سورة الكافرون ِعند َمنا ِم ِه ،كانت له براءة من ال ِّش ْرك» رواه البيهقي (صحيح الجامع.)٥٢٨ : ﴿ - ٥ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ مهما كـان حـولـك ،من السلبيات ،والمنكرات ،والأخطاء ،فلا ُي َب ِّر ُر ل َك ذلك، الوقوع فيهاَ ،ف ُك ْن ،قوي ًا ثابت ًا. - ٦ثلاث سور ،فقط في القرآن الكريمُ ،س ِّم َيت بأ ْصناف الناس ،الثلاثة: -سورة المؤمنون. -سورة المنافقون. -سورة الكافرون. - ٧لا يتح َّق ُق ،ما جاء ،في سورة( ،النصر) ،إلا بتحقيق ،ما جاء ،في سورة (الكافرون). فتأ َّمل ،هذه المناسبة العجيبة. - ٨لا يوجد أنصاف حلول في الإسلام؛ إ َّما حق ،وإ َّما باطل، ﴿ﭬﭭﭮﭯﭰ﴾ . 335
السورة (مكية) عدد آياتها ()٣ أسماء السورة المباركة: النصر -إذا جاء نصر الله والفتح -التوديع مناسبة التسمية: النصر :لأن الله تعالى ذكر في السورة نصرة دينه وفتحه على نبيه ^. إذا جاء نصر الله والفتح :لأن الله تعالى افتتح السورة بها. التوديع :لما فيها من الإيماء إلى وداعه ^. المحور الرئيسي للسورة: ُد ُنـو َأج ِل رسول الله ^. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1تأملها أحد الكفار من الغرب في عصرنا الحاضر ثم أسلم بعدها ،قال «عادة الملوك إذا تمكنوا من مخالفيهم ال َب ْطش 336
وال َف ْتك والقتل ،ولكن الله يأمر محمد ًا إذا تمكن أن يحمد الله ويستغفره ،وكأنه ُم ْذنب». - ٢قال ابن عباس (رضي الله عنه) :كان ( ُع َم ُر) يدخلني مع أشياخ بدر ،فكأن بعضهم َو َجد في نفسه ،فقال :لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء ِم ْث ُله؟ فقال ُعم ُر :إنه ممن قد علمتم، فدعاهم ذات يو ٍم فأدخلني معهم ،فقال :ما تقولون في قـول الله عز وجـل ﴿ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ﴾؟ فقال بعضهم :أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا ،وسكت بعضهم ،فقال لي :أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت :لا .فقال :ما تقول؟ فقلت :هو َأج ُل رسو ِل الله ^ ،فقال ُعمر :لا أعلم منها إلا ما تقول( .رواه البخاري). - ٣جمع الله تعالى ،بين (النصر) ،و(الفتح) ،في هذه السورة المباركة. مع أن النبي ^ ،كان يجد النصر فقط ،أحيان ًا ،كغزوة بدر، وكان يجد الفتح فقط ،أحيان ًا ،كإجلاء ،بني النضير ،أما (فتح مكة) ،وهو المقصود ،في هذه السورة ،فقد جمع الله ،له الأمرين( ،النَّصر وال َف ْتح) فال َّله ّم لك ال َحم ْد. 337
السورة (مكية) عدد آياتها ()٥ أسماء السورة المباركة: المسد َ -ت َّب ْت. مناسبة التسمية: ال َم َسد :لأن الله تعالى ذكر هذا العذاب الذي يعذب به امرأة أبي لهب في السورة ،وجعله عنون ًا لها. َت َّب ْت :لأن الله تعالى افتتح السورة بها. المحور الرئيسي للسورة: جزاء الكافر المعاند الصاد عن سبيل الله :خسارة الدنيا والآخرة. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1نزلت هذه السورة المباركة قبل موت أبي لهب بعشر سنوات ،وقد كان بمقدوره أن ينسف القرآن ورسالة 338
الإسلام ،فقط إذا ا َّدعى الإسلام ،ولكن َقــ َدر الله نافذ في َخ ْلقه ،وقد علم سبحانه أن أبا لهب لن ُيـسلم أبد ًا. - ٢قال ابن عباس (رضـي الله عنه) :خرج النبي ^ إلى البطحاء ،فصعد الجبل فنادى «يا صباحاه» ،فاجتمعت إليه قريش ،فقال :أرأيتم إ ْن ح َّدث ُتكم أن العدو ُم ْصبحكم أو ُم ْمسيكم ،أكنتم تصدقوني؟ قالوا :نعم ،قال «فإني نذير لكم بين يدي عذا ٍب شديد» ،فقال أبولهب :ألهذا جمعتنا؟ تب ًا لك ،فأنزل الله تعالى ﴿ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ﴾. (رواه البخاري). َ - ٣ت َأ َّمل ،عدا َلة ال ِإ ْسلامُ ،ي ْع َل ْن في القرآن الكريم ،اسم َأبي َل َهب ،وهو َأ ْقرب كاف ٍرَ ،ن َسب ًا لل َّرسول ^. ﴿ - ٤ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ﴾ فيها ِعـ ْبـرة ،لكل ُمتعا ِونين على ال ِإ ْثم أو على إِ ْث ٍم ما أو على ُعدوا ٍن ما( .ابن تيمية) 339
السورة (مكية) عدد آياتها ()٤ أسماء السورة المباركة: الإخلاص -قل هو الله أحد -الأساس -الصمد. مناسبة التسمية: الإخلاص :لأن فيها إخلاص التوحيد لله وصفاته. قل هو الله أحد :لأن الله تعالى بدأ السورة بهذه الآية. الأساس :لاشتمالها على توحيد الله وهو أساس الإسلام. الصمد :لقول الله تعالى ﴿ﭖﭗ﴾ المحور الرئيسي للسورة: التوحيد. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1السورة أثبتت (خمس صفات لله سبحانه): -واحد لا شريك له. -صمد لا يحتاج لأحد ،والكل يحتاجه سبحانه. 340
-لا بداية له. -لا نهاية له. -لا مثيل له. - 2من فضائل هذه السورة المباركة: -تعدل ثلث القرآن( .البخاري). -صفة الرحمن (من أحبها أحبه الله) .رواه مسلم. « -من قرأها ( )10مرات ُبني له بيت في الجنة». الدارمي (الصحيحة)٥٨٩ : «-من قرأها مع الفلق والناس ( )3مرات صباح ًا ومسا ًء كفاه الله كل شيء» الترمذي (صحيح الجامع.)٤٤٠٦ : - ٣قال الله تعالى ﴿ ﭖﭗ﴾ من معاني (الصمد): -الذي ُي ْصمد إليه الخلائق في حوائجهم ومسائلهم. -هو السيد الذي قد َك ُمل في ُس ْؤ ُد ِده والشريف الذي قد َك ُمل في شرفه. -هو الحي القيوم الذي لا زوال له. -هو الذي لم يخرج منه شيء ولا ُي ْطعم. -هو الذي لا َج ْوف له. -نو ٌر يتلألأ (تفسير ابن كثير). 341
السورة (مكية) عدد آياتها ()5 أسماء السورة المباركة: الفلق -قل أعوذ برب الفلق. مناسبة التسمية: الفلق :لأن الله تعالى ذكره أول السورة وأقسم بِـه. قل أعوذ برب الفلق :لأن الله تعالى افتتح السورة بها. المحور الرئيسي للسورة: الإستعاذة بالله من شرور الدنيا. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1أمر الله نبيه ^ أن يتعوذ بصفة واحدة (رب الفلق) من شرور أربعة: -شر الزمان ،خاصة الليل ﴿.﴾3 -شر الأعمال ،خاصة السحر ﴿.﴾4 -شر النفوس ،خاصة الحسد ﴿.﴾5 -شر المخلوقات ﴿.﴾2 342
- 2قال تعالى﴿ :ﭺﭻ ﭼﭽﭾ﴾. تأمل كيف قيدت الآية شر الحاسد ﴿ﭽ ﭾ﴾؛ لأن الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه ولا يعامل أخاه إلا بما يحب. قال ابن تيمية :ما خلا جسد من حسد ،فالكريم يخفيه واللئيم يبديه( .الفتاوى) - ٣قال ُعقبة بن عامر (رضي الله عنه) :أمرني رسول الله ^ أن أقرأ بالمعوذات في ُد ُبر كل صلاة (صحيح أبي داود)١٣٦٣ : - ٤عن ُعقبة بن عامر (رضي الله عنه) :أن النبي ^ قال له: ألا ُأع ِّلمك ُس َور ًا ما ُأ ْن ِزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان ِم ْث َلهن ،لا ي ْأتِي ّن عليك ليلة إلا قر ْأ ُته ّن فيها؟ ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾ ﴿ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾ ﴿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ﴾ .رواه أحمد (الصحيحة.)٨٩١ : 343
السورة (مكية) عدد آياتها ()6 أسماء السورة المباركة: الناس -قل أعوذ برب الناس. مناسبة التسمية: الناس :تكرار ذكرها في السورة المباركة كثير ًا. قل أعوذ برب الناس :لأن الله تعالى افتتح السورة بها. المحور الرئيسي للسورة: الإستعاذة بالله مما يفسد الدين. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1الاستعاذة في سورة (الفلق) بصفة واحدة لله من أربع شرور ،والاستعاذة في سورة (الناس) بثلاث صفات لله من شر واحد فقط. وذلك لأن مصيبة الدنيا وإن كثرت فهي صغيرة ،ومصيبة ال ِّدين وإن َق َّلت فهي عظيمة. 344
- 2قال رسول الله ^ ل ُعقبة بن عامر (رضي الله عنه)« :اقرأ في صلاتك المعو َذ ْتين ،فما تع َّو َذ ُم َتع ِّو ٌذ بِ ِم ْثلهما» .رواه أبو داود (صحيح الجامع.)١١٦٠ : - ٣لِم َق َّدم الله تبارك وتعالى َو ْص َف ال َّرب ثم ال َم ِلك ثم ال ِإ َله ﴿ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊ﴾? والجوابَ :أ َّن هذا على الترتيب في الارتقاء إلى الأعلى: -وذلك أ َّن (ال َّرب) قد ُي ْطلق على كثي ٍر من الناس فيقال: فلان ر ُّب ال َّدار ،فبدأ به لاشتراك معناه. -وأ َّما (ال َملِك) فلا ُيو َص ُف به إلا َأح ٌد ِم َن الناس ،وهم الملوك ،ولا شك أنهم أعلى من سائر الناس ،فلذلك جاء به بعد ال َّرب. -وأ َّمـا (الإلـه) فهو أعلى من ال َم ِلك ،ولذلك لا ي ِّدعي الملوك أنهم آلهة ،فإنما الإله واح ٌد لا شريك له سبحانه، ولذلك ختم بهذا الوصف ،والله أعلم. (التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي) 345
ثمرات وفضل التدبر التدبر يزيد الإيمان ﴿ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ﴾ (التوبة .)124 ويبعث على الخشية والخوف والرجاء ﴿ﭨﭩﭪﭫ ﭬ ﭭﭮﭯﭰ ﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄﮅ ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ﴾ (الزمر .)23 ويورث العمل ﴿ ﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖ ﮗ ﮘﮙﮚﮛ﴾ (الأنعام .)92 347
التدبر :ينقلك من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان . ينقلك من الهم والكرب إلى الفرج ورضى القلب. ينقلك من الحزن والكآبة إلى الفرح والسعادة. ينقلك من الضيق إلى ال َّسعة. ينقلك من الضعف إلى القوة. ينقلك من أسر الشهوات إلى لذة الطاعات والقربات. ينقلك من الضلال وال ِغواية إلى الحق والهداية. ينقلك من ذل الدنيا إلى ِعز الآخرة. قال ^« :تـركـت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله»( .رواه مسلم). (والتمسك بالكتاب يكون بفهمه وتدبره والعمل بما فيه). وقال ^ .....« :والقرآن حجة لك أوعليك» (رواه مسلم). حجة لك :إذا أخذته بفهم وعمل وتدبر. حجة عليك :إذا أعرضت عنه ،ولم تتعلمه ،ولم تعمل بما فيه. والثمره العظمى ،والفائدة الكبرى ،من تدبر كلام الله ،هي أن ُي ْث ِمر في القلب إيمان ًاَ ،ي ْدف ُع صا ِح َبه إلى العمل بمقتضاه ،بحيث يكون رضا الله ُمبتغاه. 348
سر القرآن هو العمل به إن تأثير هذا القرآن في النفوس إنما يحصل بالمعاني التي تستقر في القلب ،فتملأه نور ًا ،ثم ينتقل هذا النور إلى باقي الجوارح، ولما فتح الله تعالى بهذا القرآن قلوب وعقول الصحابة ،فتحوا به الدنيا ،فمن أراد أن يعرف سر القرآن ،فليستعن بالله ،وليجتهد في الفهم والعمل ،وهذه وصايا سلفنا الصالح في هذا الشأن: -هذا رجل جاء إلى أبي الدرداء رضي الله عنه وقال له :إن ابني قد جمع القرآن ،فانزعج أبو الدرداء وقال له :اللهم اغفر ،إنما جمع القرآن من َس ِم َع له وأطاع . -وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول ُ :أ ْن ِزل القرآن ليعملوا به، فاتخذوا تلاوته عمل ًا ،فإ َّن أحدهم ليتلوا القرآن ِم ْن فاتحتِه إلى خاتمتِه ،ما يسقط منه حرفا ،وقد أسقط العمل به . -وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يغ َّر َّن ُكم َم ْن قرأ القرآن، إنما هو كلام ُيتك َّلم بِه ،ولكن انظروا لمن يعمل به. -وقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثلة في العمل بالقرآن، والاستجابة لأوامره ،والوقوف عند حدوده : -1كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينفق على ِم ْسطح بن َأ َثا َثة رضي الله عنه؛ لقرابته منه ،وبسبب فقره ،فلما قال ِم ْسطح 349
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369