Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore STAM_2019_TafsirAl-NasafiLiAl-SoffiAl-AwwalAl-Thanawi

STAM_2019_TafsirAl-NasafiLiAl-SoffiAl-AwwalAl-Thanawi

Published by Madzani Nusa, 2021-07-26 10:12:25

Description: STAM_2019_TafsirAl-NasafiLiAl-SoffiAl-AwwalAl-Thanawi

Search

Read the Text Version

‫سيجيل تيڠݢي اݢام مليسيا‬ ‫لجنة إعداد وتطوير المناهج‬ ‫بالأزهر الشريف‬ ‫‪٢٠١٩‬‬ ‫‪2019‬‬

RUKUN NEGARA Bahawasanya Negara Kita Malaysia mendukung cita-cita hendak; Mencapai perpaduan yang lebih erat dalam kalangan seluruh masyarakatnya; Memelihara satu cara hidup demokrasi; Mencipta satu masyarakat yang adil di mana kemakmuran negara akan dapat dinikmati bersama secara adil dan saksama; Menjamin satu cara yang liberal terhadap tradisi-tradisi kebudayaannya yang kaya dan pelbagai corak; Membina satu masyarakat progresif yang akan menggunakan sains dan teknologi moden; MAKA KAMI, rakyat Malaysia, berikrar akan menumpukan seluruh tenaga dan usaha kami untuk mencapai cita-cita tersebut berdasarkan prinsip-prinsip yang berikut: KEPERCAYAAN KEPADA TUHAN KESETIAAN KEPADA RAJA DAN NEGARA KELUHURAN PERLEMBAGAAN KEDAULATAN UNDANG-UNDANG KESOPANAN DAN KESUSILAAN (Sumber: Jabatan Penerangan, Kementerian Komunikasi dan Multimedia Malaysia)

‫المق ّدمة‬ ‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد‪ ،‬وعلى آله‬ ‫وأصحابه أجمعين‪ .‬وبعد؛‬ ‫فهذا كتاب ((تيسير تفسير النسفي لجزء ع َّم)) المقرر على الصف الأول الثانوي‪ ،‬تو َّخينا فيه‬ ‫تسهيل العبارة‪ ،‬وتوضيحها بما يتناسب وعقول أبنائنا الطلاب‪ ،‬وراعينا فيه الآتي‪:‬‬ ‫ ‪1‬ق َّدمنا له بمقدمة موجزة في علوم القرآن‪.‬‬ ‫ ‪2‬التعريف بالمصنِّف وكتابه‪.‬‬ ‫ ‪3‬تقسيم السورة إلى موضوعات رئيسة‪.‬‬ ‫ ‪4‬حذف القراءات غير المتواترة‪ ،‬والتي لا يتعلق بها المعنى‪.‬‬ ‫ ‪5‬عزو الآيات المستشهد بها أثناء التفسير إلى سورها‪.‬‬ ‫ ‪6‬تخريج الأحاديث وأسباب النزول والحكم عليها‪.‬‬ ‫ ‪7‬استخراج الأسرار البلاغية من كل سورة‪.‬‬ ‫ ‪8‬ذكر الدروس المستفادة من السورة‪.‬‬ ‫ ‪9‬إضافة أسئلة في نهاية كل سورة‪.‬‬ ‫والل َه نسأل أن ينفع بعملنا هذا الطلاب‪ ،‬وأن يرزقنا عليه جزيل الثواب‪ ،‬وصلى الله على سيدنا‬ ‫محم ٍد‪ ،‬وعلى آله وأصحابه وسلم‪.‬‬ ‫لجنة تطوير المناهج بالأزهر الشريف‬ ‫ج‬

‫‪KEMENTERIAN‬‬ ‫‪PENDIDIKAN‬‬ ‫‪MALAYSIA‬‬ ‫ڤڠهرڬاءن‬ ‫‪Nombor Siri Buku: 0208‬‬ ‫ڤنربيتن بوكو تيکس اين مليبتكن كرجاسام باپق ڤيهق‪.‬‬ ‫‪KPM 2019 ISBN 978-967-2212-42-3‬‬ ‫سكالوڠ ڤڠهرڬاءن دان تريما كاسيه دتوجوكن كڤد سموا‬ ‫بوكو اين تفسير النسفي للصف ال�أول الثانوي اياله تربيتن سمولا يڠ‬ ‫ڤيهق يڠ ترليبت‪:‬‬ ‫صح درڤد تفسير النسفي للصف ال�أول الثانوي اوليه لجنة �إعداد‬ ‫• جاوتنكواس ڤنمبهباءيقن ڤروف موک سورت‪،‬‬ ‫وتطوير المناهج بال�أزهر الشريف يڠ دتربيتكن اوليه ال�أزهر الشريف‬ ‫دان ڤيهق ال�أزهر الشريف يڠ ممبنركن سچارا وقف اونتوق توجوان‬ ‫ بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن‪،‬‬ ‫ كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫ڤنديديقن دمليسيا‪.‬‬ ‫© ‪1991.١٧-٢.١٦‬م اوليه ال�أزهر الشريف‬ ‫• جاوتنكواس ڤپيمقن نسخه سديا كاميرا‪ ،‬‬ ‫ بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن‪ ،‬‬ ‫چيتقن ڤرتام ‪2019‬‬ ‫© كمنترين ڤنديديقن مليسيا‬ ‫ كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫حق چيڤتا ترڤليهارا‪ .‬مان‪ 2‬باهن دالم بوكو اين تيدق دبنركن دتربيتكن‬ ‫سمولا‪ ،‬دسيمڤن دالم چارا يڠ بوليه دڤرڬوناكن لاڬي‪ ،‬اتاوڤون‬ ‫• ڤڬاواي‪ ٢‬بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ‬ ‫دڤيندهكن دالم سبارڠ بنتوق اتاو چارا‪ ،‬باءيق دڠن ايليكترونيک‪،‬‬ ‫ ڤنديديقن دان لمباڬ ڤڤريقساءن مليسيا‪،‬كمنترين‬ ‫ميكانيک‪ ،‬ڤڠڬمبرن سمولا ماهوڤون دڠن چارا ڤراقمن تنڤا كبنرن‬ ‫ ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫ترلبيه دهولو درڤد كتوا ڤڠاره ڤلاجرن مليسيا‪ ،‬كمنترين ڤنديديقن‬ ‫مليسيا‪ .‬ڤرونديڠن ترتعلوق كڤد ڤركيراءن رويلتي اتاو هونوراريوم‪.‬‬ ‫• ڤانل‪ 2‬كاولن موتو دالمن ارس ميڬ‪.‬‬ ‫دتربيتكن اونتوق كمنترين ڤنديديقن مليسيا اوليه‪:‬‬ ‫ارس ميڬ (م) سنديرين برحد (‪)W-242461‬‬ ‫‪ ،20 & 18‬جالن داماي ‪،2‬‬ ‫تامن ديسا داماي‪ ،‬سوڠاي مراب‪،‬‬ ‫‪ 43000‬كاجڠ‪ ،‬سلاڠور دار ال إ�حسان‪.‬‬ ‫تيليفون‪03-8925 8975 :‬‬ ‫فک س‪03-8925 8985 :‬‬ ‫اي‪-‬ميل‪[email protected] :‬‬ ‫لامن ويب‪www.arasmega.com:‬‬ ‫موک تاءيڤ تيک س‪ :‬لوتوس لينوتيڤ‬ ‫ساءيز موک تاءيڤ‪ 16 :‬ڤوءين‬ ‫ڤنچيتق‪:‬‬ ‫اتتين ڤريسس سندرين برحد‪،‬‬ ‫‪ ،8‬جالن ڤرايندوسترين ‪،PP 4‬‬ ‫تامن ڤرايندوسترين ڤوترا ڤرماءي‪،‬‬ ‫بندر ڤوترا ڤرماءي‪،‬‬ ‫‪ 00334‬سري كمبڠن‪ ،‬سلاڠور‪.‬‬

‫الموضوع‬ ‫الصفحة‬ ‫‪١٣٠-١٣٢‬‬ ‫سورة الشرح (مكية وهي ‪ :‬ثمان آ�ية)‬ ‫‪١٣٣-١٣٦‬‬ ‫سورة التين (مكية وهي ‪ :‬ثمان آ�ية)‬ ‫‪١٣٧-١٤١‬‬ ‫سورة العلق (مكية وهي‪ :‬تسع عشرة آ�ية)‬ ‫‪١٤٢-١٤٥‬‬ ‫سورة القدر (مكية و قيل مدينة وهي خمس آ�يات)‬ ‫‪١٤٦-١٤٩‬‬ ‫سورة البينة (مختلف فيها وهي ‪ :‬ثمان آ�يات)‬ ‫‪١٥٠-١٥٢‬‬ ‫سورة الزلزلة (مختلف فيها وهي ‪ :‬ثمان آ�يات)‬ ‫‪١٥٣-١٥٦‬‬ ‫سورة العاديات (مختلف فيها وهي‪ :‬إ�حدى عشرة آ�ية)‬ ‫‪١٥٧-١٦٠‬‬ ‫سورة القارعة (مكية وهي ‪ :‬إ�حدى عشرة آ�ية)‬ ‫‪١٦١-١٦٣‬‬ ‫سورة التكاثر (مكية وهي ‪ :‬ثمان أ�يات )‬ ‫‪١٦٤-١٦٦‬‬ ‫سورة العصر(مختلف فيها وهي‪ :‬ثلاث أ�يات)‬ ‫‪١٦٧-١٦٩‬‬ ‫سورة الهمزة (مكية وهي ‪ :‬تسع أ�يات)‬ ‫‪١٧٠-١٧٢‬‬ ‫سورة الفيل (مكية وهي ‪ :‬خمس أ�يات )‬ ‫‪١٧٣-١٧٥‬‬ ‫سورة قريش (مكية وهي ‪ :‬اربع أ�يات )‬ ‫‪١٧٦-١٧٩‬‬ ‫سورة الماعون (مختلف فيها وهي‪ :‬سبع أ�يات)‬ ‫‪١٨٠-١٨٢‬‬ ‫سورة الكوثر (مكية وهي ‪ :‬ثلاث أ�يات )‬ ‫‪١٨٣-١٨٥‬‬ ‫سورة الكافرون (مكية وهي ‪ :‬ست أ�يات )‬ ‫‪١٨٦-١٨٨‬‬ ‫سورة النصر (مدينة وهي ‪ :‬ثلاث أ�يات )‬ ‫‪١٨٩-١٩٢‬‬ ‫سورة المسد (مكية وهي ‪ :‬خمس أ�يات )‬ ‫سورة ال إ�خلاص ( أ�ربع آ�يات مكية عند جمهور‪ ،‬وقيل مدينة عند‬ ‫‪١٩٣-١٩٥‬‬ ‫أ�هل البصرة)‬ ‫‪١٩٦-١٩٨‬‬ ‫سورة الفلق (مختلف فيها وهي‪ :‬خمس أ�يات)‬ ‫‪١٩٩-٢٠٢‬‬ ‫سورة الناس (مختلف فيها وهي‪ :‬ست أ�يات)‬ ‫ه‬

‫الموضوع‬ ‫فهرس‬ ‫ج‬ ‫الموضوعات‬ ‫د‬ ‫‪١-١٦‬‬ ‫الصفحة‬ ‫مقدمة‬ ‫‪١٧-٢٦‬‬ ‫‪٢٧-٣٧‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬ ‫‪٣٨-٤٥‬‬ ‫مقدمة في علوم القرآ�ن مبادئ علوم القرأ�ن‬ ‫‪٤٦-٥٣‬‬ ‫‪٥٤-٥٩‬‬ ‫سورة النب أ� (مكية وهي أ�ربعون آ�ية)‬ ‫‪٦٠-٦٨‬‬ ‫سورة النازعات (مكية وهي ‪ :‬ست وأ�ربعون آ�ية)‬ ‫‪٦٩-٧٤‬‬ ‫‪٧٥-٨٢‬‬ ‫سورة عبس (مكية وهي ‪ :‬اثنتان وأ�ربعون آ�ية)‬ ‫‪٨٣-٨٨‬‬ ‫سورة التكوير (مكية وهي ‪ :‬تسع وعشرون أ�ية)‬ ‫‪٨٩-٩٥‬‬ ‫سورة الانفطار ( مكية وهي ‪ :‬تسع عشرة آ�ية)‬ ‫‪٩٦-١٠٢‬‬ ‫سورة المطففين ( مكية وهي ‪ :‬ست و ثلاثون آ�ية)‬ ‫‪١٠٣-١١٠‬‬ ‫سورة الانشقاق ( مكية وهي ‪ :‬خمس وعشرون أ�ية)‬ ‫‪١١١-١١٥‬‬ ‫سورة البروج ( مكية وهي ‪ :‬اثنتان وعشرون أ�ية)‬ ‫‪١١٦-١٢٠‬‬ ‫‪١٢١-١٢٥‬‬ ‫سورة الطارق ( مكية وهي‪ :‬سبع عشرة آ�ية)‬ ‫‪١٢٦-١٢٩‬‬ ‫سورة ال�أعلى (مكية وهي ‪ :‬تسع عشرة آ�ية)‬ ‫سورة الغاشية (مكية وهي‪ :‬ست وعشرون آ�ية)‬ ‫سورة الفجر (مكية وهي ‪ :‬ثلاثون آ�ية)‬ ‫سورة البلد (مكية وهي‪ :‬إ�حدى و وعشرون أ�ية)‬ ‫سورة الشمس (مكية وهي ‪ :‬خمس عشرة آ�ية)‬ ‫سورة الليل (مكية وهي ‪ :‬إ�حدى وعشرون آ�ية)‬ ‫سورة الضحى (مكية وهي ‪ :‬إ�حدى عشرة آ�ية)‬ ‫د‬

‫‪ 1‬مقدمة في علوم القرآن‬ ‫• •مبادئ علوم القرآن‬ ‫• •تعري ٌف بالقرآن الكريم وبأسمائه ومقاصده‬ ‫• •أ َّول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن الكريم‬ ‫• •المك ّي والمدن ّي‬ ‫• •نزول القرآن الكريم ُم َنجّ ًَم‬ ‫• •تفسير القرآن‬ ‫‪١‬‬

‫الرموز‬ ‫تخريج الحديث‬ ‫معلومات الإضافية‬ ‫دقق هنا‬ ‫الأسئلة‬ ‫رمز الاستجابة السريعة‬ ‫الدرس‬ ‫المعجم‬ ‫و‬

‫تعري ٌف بالقرآن الكريم وبأسمائه ومقاصده‬ ‫القرآن لغ ًة الكريم‬ ‫مصدر كالقراءة‪ ،‬مشتق من الفعل ((قرأ)) بمعنى ((تلا))‪ ،‬ثم ُنقل من المعنى المصدري‪ ،‬وجعل‬ ‫اس ًم لكلام الله تعالى‪ ،‬من باب إطلاق المصدر على مفعوله‪.‬‬ ‫القرآن الكريم اصطلاحاً‬ ‫هو كلا ُم الله ال ُم ْعج ُز ال ُمنَ َّز ُل على رسوله ‪ ،‬المنقول بال َّتواتر المتعبد بتلاوته‪.‬‬ ‫أسماء القرآن الكريم‬ ‫﴾‬ ‫أ القرآن‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫(سورة الإسراء‪)٩ :‬‬ ‫ب الكتاب‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ ج ال ُفرقان‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾‬ ‫د ال ِّذ ْكر‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫(سورة الكهف‪)١ :‬‬ ‫﴾‬ ‫(سورة الفرقان‪)١ :‬‬ ‫﴾‬ ‫(سورة الأنبياء‪)٥٠ :‬‬ ‫ ه ال َّتنزيل‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾‬ ‫(سورة الشعراء‪)194-١92 :‬‬ ‫هذه أشهر أسماء القرآن الكريم‪ ،‬وما َع َّده بعض العلماء أسما ًء للقرآن‪ ،‬فهي في الحقيقة صفا ٌت له‪،‬‬ ‫وليست أسما ًء‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫مبادئ علوم القرآن‬ ‫تعريف علوم القرآن الكريم‬ ‫هي‪ :‬مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله‪ ،‬كمعرفة أول وآخر ما نزل‪ ،‬وأسباب النزول‪،‬‬ ‫وما نزل قبل الهجرة وما نزل بعدها‪ ،‬ومن ناحية كتابته وجمعه ورسمه‪ ،‬ومن ناحية إعجازه‬ ‫وأسلوبه‪ ،‬وأمثاله‪ ،‬وقصصه‪ ،‬وتفسيره‪ ،‬وتوضيح ألفاظه‪ ،‬ومعانيه‪.‬‬ ‫موضوع علوم القرآن‬ ‫القرآن ذاته‪ ،‬من هذه النواحي السابقة التي تتعلق بآياته‪ ،‬وسوره‪ ،‬وأسباب نزوله‪ ،‬ومك ِّيه‪ ،‬ومدن ِّيه‪.‬‬ ‫سر ال َّتسمية‬ ‫ُس ِّم ِى هذا العلم بعلوم القرآن‪ ،‬ولم ُي َس َّم بعلم القرآن؛ لأ َّن ك َّل مبحث من مباحثه ُي َع ُّد عل ًم مستق ًل‬ ‫قائ ًم بذاته‪ ،‬قد ُأ ّل ِفت فيه مؤلفات‪.‬‬ ‫فوائد معرفة علوم الكريم‬ ‫(ب) الر ُّد على شبهات الجاهلين‬ ‫(أ) زيادة المعرفة‬ ‫والحاقدين التي أثاروها حول‬ ‫بهدايات القرآن‪ ،‬وآدابه‪،‬‬ ‫وأحكامه‪ ،‬وتشريعاته‪.‬‬ ‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫فوائد معرفة‬ ‫علوم القرآن‬ ‫(ج) معرفة الشروط التي يجب‬ ‫توافرها في َم ْن يريد تفسير‬ ‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ج ال َّتعبد بتلاوته‪:‬‬ ‫يجب على المسلم أن ُيكثر من تلاوة القرآن؛ لأ َّن هذه التلاوة ترفع درجاته‪ ،‬وتمحو سيئاته‪ ،‬و ُت ِّذب‬ ‫أخلاقه‪ ،‬وتشرح صدره‪.‬‬ ‫قال الله تعالى‪ :‬‬ ‫(سورة فاطر‪)29 :‬‬ ‫ ‬ ‫ ‪َ(:‬ح( ْ َرم ٌْنف َ‪،‬ق َرَ َوأ َل َ ِكح ْرْنًف َاألِ ِم ٌ ْنف ِكَحَت ْار ِ ٌبفا َلوللهِا َف ٌمَل ُه َحبِ ْ ِره ٌَحف َ َسونَِمٌةي‪ٌ ،‬م َواَحل ْرَح َ ٌسفنَ ُ)ة)بِ َع ْ ِش َأ ْم َثا ِلَا‪َ ،‬ل َأ ُقو ُل الم‬ ‫وقال رسول الله‬ ‫ ‬ ‫(صحيح‪ ،‬رواه الترمذي)‬ ‫أ َّول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن الكريم‬ ‫طريق معرفته‬ ‫ُيعرف أ َّو ُل ما نزل وآخر ما نزل من القرآن بالنَّقل عن ال َّصحابة ‪ ‬الذين شاهدوا نزول الوحي‪،‬‬ ‫وعرفوا من النبي أ ّول ما نزل وآخر ما نزل‪ ،‬ثم أخبرونا به‪.‬‬ ‫فوائد معرفته‬ ‫تمييز النَّاسخ من المنسوخ؛ إذا وردت آيتان‪ ،‬أو آيا ٌت في موضوع واحد‪ ،‬وكان ال ُح ْك ُم‬ ‫أ‬ ‫في إحدى هذه الآيات ُيغاير الحكم في الأُخرى‪،‬ولا سبيل إلى الحج بينهما بأي وجه‪،‬‬ ‫فإ َّننا نعرف أ َّن الآية المتأخرة في النزول قد نسخت المتقدمة‪.‬‬ ‫ب الوقوف على تاريخ ال َّتشريع الإسلامي‪ ،‬و َتد ُّرجه في تربية الأ َّمة‪.‬‬ ‫ج مدى عناية ال َّصحابة ‪ ‬بالقرآن الكريم حتى عرفوا زمان نزوله‪ ،‬ومكانه‪ ،‬وأسبابه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫مقاصد نزول القرآن‬ ‫أ هداية ال َّناس‪:‬‬ ‫نزل القرآن الكريم لهداية الناس إلى ما يسعدهم في دنياهم وآخرتهم‪ ،‬وتمتاز هذه الهداية عن غيرها‬ ‫بأ َّنا عا َّمة‪ ،‬وتا َّمة‪ ،‬وواضحة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أما عمومه ا ‪ :‬فلأ َّنا شملت الثقلين‪ ،‬الإنس والج َّن فى كل زمان ومكان‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫قال تعالى على لسان رسوله ‪﴿ :‬‬ ‫ ‬ ‫(سورة الأنعام‪ ٩ :‬ا)‬ ‫مكة‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫يا‬ ‫به‬ ‫ِلُنذركم‬ ‫وح ِّيه؛‬ ‫بواسطة‬ ‫أو ِنلُانللذهرتبعهالجىميقعد َمأن ْنزبللغعهل َّيهذها اذلاقالرآقرنآ‪.‬ن‬ ‫‪ :‬‬ ‫والمعن ى‬ ‫ ‬ ‫وأ َّما تمامه ا ‪ :‬فل َأ َّنا تضمنت أمو ًرا يحتاج الناس إليها فى عقائدهم‪ ،‬وأخلاقهم‪ ،‬وعباداتهم‪،‬‬ ‫ ومعاملاتهم‪ ،‬ولأ َّنا ن َّظمت علاقة الفرد بربه‪ ،‬وبنفسه‪ ،‬وبالكون الذي يعيش فيه‪،‬‬ ‫ وو َّفقت بين مطالب الروح والجسد‪.‬‬ ‫وأ َّما وضوحه ا‪ :‬فلأ َّناعرضتالموضوعاتوالقضايا َع ْر ًضارائ ًعامؤث ًرا‪،‬يجمعبينالإيضاحوالإقناع‪.‬‬ ‫ب الإعجاز‪:‬‬ ‫القرآن معحزة خالد ٌة تشهد بصدق النبى فيما ب َّلغه عن ربه‪.‬‬ ‫وال َّدليل على إعحازه‪ :‬أ َّن الله تح َّدى العرب أن يأتوا بمثله‪ ،‬أو بعشر سور من مثله‪ ،‬أو بسورة‬ ‫واحدة من مثله‪ ،‬فعجزوا‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وإذا كان العرب ‪ -‬وهم أرباب الفصاحة والبلاغة ‪ -‬قد عجزوا فغيرهم أش ُّد عج ًزا‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(سورة الإسراء‪ :‬الآية ‪)٨٨‬‬ ‫‪4‬‬

‫المك ّي والمدن ّي‬ ‫تعريف المك ّي والمدن ّي‬ ‫المك ّي ما نزل قبل الهجرة‪ ،‬ولو كان نزوله في غير مكة‪.‬‬ ‫المدن ّي ما نزل بعد الهجرة‪ ،‬ولو كان نزوله في غير المدينة‪.‬‬ ‫(سورة المائدة‪)٣ :‬‬ ‫وعلى هذا‪ ،‬فقوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة النساء‪)58 :‬‬ ‫ ‬ ‫من القرآن المد ّن ‪ ،‬مع أ َّنه نزل بعرفة في حجة الوداع‪.‬‬ ‫وقوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫ ‬ ‫من القرآن المدني‪ ،‬مع أ َّنه نزل في جوف الكعبة عام الفتح‪.‬‬ ‫طريق معرفة المك ّي والمدن ّي‬ ‫لا سبيل إلى معرفة المك ّي والمدن ّي إلا عن طريق ما ُن ِقل عن ال َّصحابة ‪‬؛ لأ َّنم شاهدوا نزول‬ ‫الوحي‪ ،‬وعرفوا زمانه ومكانه‪.‬‬ ‫ضوابط القرآن المك ّي‬ ‫ُك ُّل سور ٍة فيها لفظ ﴿ ﴾ فهي مك َّية‪ ،‬وقد ورد هذا اللفظ ثلا ًثا وثلاثين م َّر ًة في خمس‬ ‫أ‬ ‫عشرة سورة‪ ،‬في النِّصف الثاني من القرآن‪.‬‬ ‫ب ُك ُّل سورة فيها سجد ٌة فهي مك َّية‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫أ َّو ُل ما نزل من القرآن‬ ‫ا َّت َفق الجمهور على أن أ َّو َل ما نزل من القرآن الكريم بإطلا ٍق صدر سورة العلق‪ ،‬إلى قوله‬ ‫‪-‬جل شأنه‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة العلق‪)٥ :‬‬ ‫ ‬ ‫والدليل على ذلك‪:‬‬ ‫ما ُروي عن عائشة أم المؤمنين أ َّنا قالت‪:‬‬ ‫أ َّو ُل ما ُبدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة فى النوم‪ ،‬فكان لا يرى رؤيا إ ّل‬ ‫جاءت مثل فلق الصبح‪ ،‬ثم ُح ِّب َب إليه الخلاء‪ ،‬وكان يخلو بغار حراء فيتحنَّث ‪ -‬أي‪ :‬يتعبد ‪-‬‬ ‫فيه الليالي ذوات العدد قبل أن َينْ ِزع – أي‪ :‬يعود إلى أهله‪ ،‬ويتز َّود لذلك‪ ،‬ثم يرجع إلى خديجة‬ ‫فيتزود لمثلها‪ ،‬حتى جاءه الحق وهو في غار حراء‪ ،‬فجاءه ال َم َل ُك فقال‪ :‬اقرأ‪ ،‬قال‪ :‬ما أنا بقارئ‪،‬‬ ‫قال فأخذني ف َغ َّطني‪ -‬أي‪ :‬ض َّمنى ‪ -‬حتى بلغ منِّي الجَ ْه َد ث َّم أرسلني‪ ،‬فقال‪ :‬اقرأ‪ ،‬قل ُت‪ :‬ما‬ ‫أنا بقارئ‪ ،‬فأخذني ف َغ َّطني الثانية حتى بلغ منِّي الجهد ث َّم أرسلني‪ ،‬فقال‪ :‬اقرأ‪ ،‬فقل ُت‪ :‬ما أنا‬ ‫بقارئ‪ ،‬فأخذني ف َغ َّطني الثالثه ث َّم أرسلني‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫(سورة العلق‪)٣-١ :‬‬ ‫ ‬ ‫(متفق عليه)‬ ‫آخر ما نزل من القرآن‬ ‫ال َّصحيح أ َّن آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق‪ :‬هو قوله تعالى‪:‬‬ ‫﴿﴾‬ ‫(سورة البقرة‪)281 :‬‬ ‫ ‬ ‫فقد نزلت هذه الآية ُقب ْيل وفاة النبى بتسع ليا ٍل فقط‪ ،‬أ َّما قوله تعالى‪:‬‬ ‫﴿﴾‬ ‫(سورة المائدة‪)٣ :‬‬ ‫ ‬ ‫فقد نزلت قبل وفاة النبي بأكثرمن شهرين‪ ،‬في َح َّجة الوداع‪ ،‬يو َم عرفة‪ ،‬في السنة العاشرة للهجرة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫نزول القرآن الكريم ُمن َّج ًم‬ ‫كيفيته‬ ‫على قلب النبي ‪ .‬كما قال سبحانه وتعالى‪ :‬‬ ‫نزل القرآن ك ُّله بالوح ِّي الجل ِّي‪ ،‬بواسطة جبريل‬ ‫﴾‬ ‫﴿‬ ‫(سورة الشعراء‪)195-193 :‬‬ ‫دليله‬ ‫﴾ ‬ ‫من الأدلة على نزول القرآن الكريم ُمن َّج ًم‪:‬‬ ‫(سورة الإسراء‪)106 :‬‬ ‫قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ ‬ ‫قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾‬ ‫مدته‬ ‫(سورة الفرقان‪)32 :‬‬ ‫اخ ُتلف في مدة نزول القرأن من َّج ًم على الرسول تب ًعا للاختلاف في ُم َّدة بعثة الرسول وهو‬ ‫في مكة‪ ،‬فقيل‪ :‬عشرين سنة‪ ،‬وقيل‪ :‬ثلاث وعشرين سنة‪ ،‬وقيل‪ :‬خمس وعشرين سنة‪ .‬والأقرب‬ ‫للتحقيق‪ :‬نزوله منج ًم في ثلاث وعشرين سنة‪.‬‬ ‫الحكمة في نزول القرآن الكريم منج ًم‬ ‫أ تثبيت قلب الرسول ‪ ،‬وتسليته‪ ،‬ورفع الحرج عنه‪ ،‬وإزالة ما يعترى صدره من ضيق وحزن‪.‬‬ ‫قال وتعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾‬ ‫(سورة الفرقان‪)32 :‬‬ ‫ ﴾‬ ‫قال وتعالى‪﴿:‬‬ ‫(سورة هود‪)120 :‬‬ ‫‪9‬‬

‫ج ُك ُّل سورة فيها قصص الأنبياء‪ ،‬والأمم ال َّسابقة فهي مك َّية‪ ،‬ما عدا سورتي البقرة‪ ،‬وآل عمران‪.‬‬ ‫د ُك ُّل سورة اف ُتتح ْت بحر ٍف من حروف التهجي فهي مك َّية‪ ،‬ما عدا سورتي البقرة‪ ،‬وآل عمران‪.‬‬ ‫ضوابط القرآن المدني‬ ‫أ ُك ُّل سورة تتح َّدث عن التشريعات فهي َمدن َّية‪.‬‬ ‫ب ُك ُّل سورة تتح َّدث عن الجهاد وأحكامه فهي َمدن َّية‪.‬‬ ‫ج ُك ُّل سورة تتح َّدث عن المنافقين وصفاتهم فهي َمدن َّية‪.‬‬ ‫السور‬ ‫عدد السور المك َّية والمدن َّية‬ ‫المختلف فيها‬ ‫السور السور‬ ‫المك َّية المدن َّية‬ ‫اثنتا عشرة سورة‬ ‫عشرون سورة‬ ‫ثنتان وثمانون سورة‬ ‫‪8‬‬

‫تفسير القرآن‬ ‫تعريف التفسير‬ ‫كلمة التفسير في اللغة معناها‪ :‬الإيضاح والتبيين‪ ،‬تقول‪ :‬ف َّس ُت الكلمة إذا و َّضحت معناها وب َّينته‪.‬‬ ‫﴾ (سورة الفرقان‪.)٣٣ :‬‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫أي‪ :‬توضي ًحا وتبيينًا‪.‬‬ ‫والتفسير اصطلا ًحا‪ :‬عل ٌم ُيبحث فيه عن مراد الله تعالى من كلامه بقدر الطاقة البشرية‪.‬‬ ‫مناهج التفسير‬ ‫سلك العلماء منهجين أساسيين لتحصيل معاني القرآن هما‪:‬‬ ‫التفسير‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫التفسير بالرأي‬ ‫التفسير بالمأثور‬ ‫أ‪ .‬التفسير بالمأثور‬ ‫تعريفه‬ ‫هو بيان معنى الآية بما ورد في القرآن‪ ،‬أو السنة‪ ،‬أو أقوال الصحابة والتابعين ‪.‬‬ ‫مكانته‬ ‫هو أفضل أنواع التفسير وأعلاها؛ لأ َّن التفسير بالمأثور إ َّما أن يكون تفسي ًرا للقرآن بكلام الله‬ ‫تعالى‪ ،‬فهو أعلم بمراده‪ ،‬وإما أن يكون تفسي ًرا للقرآن بكلام الرسول فهو ال ُم َب ِّ ُي لكلام الله‬ ‫تعالى‪ ،‬وإ َّما أن يكون بأقوال الصحابة‪َ ،‬ف ُه ْم الذين شاهدوا التنزيل‪ ،‬وهم أهل اللسان‪ ،‬وتم َّيزوا‬ ‫عن غيرهم بما شاهدوه من القرائن والأحوال حين النزول‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫تيسير حفظه وفهمه‪:‬‬ ‫ب‬ ‫نزل القرآن مف َّر ًقا؛ ل َي ْس ُهل على المسلمين حفظه‪ ،‬وفه ُمه؛ إذ لو نزل م َّر ًة واحد ًة لش َّق عليهم أن‬ ‫يحفظوه‪ ،‬ويفهموه‪ .‬قال سبحانه‪:‬‬ ‫﴿﴾‬ ‫(سورة الإسراء‪)106 :‬‬ ‫أي‪ :‬ن َّز ْلنَاه مفر ًقا من َّج ًم لتقرأه ‪ -‬أيها الرسول ‪ -‬على الناس ب ُت َؤ َد ٍة‪ ،‬و َت َث ُّب ٍت‪ ،‬فإ َّنه أيسر للحفظ‪،‬‬ ‫وأعون في الفهم‪.‬‬ ‫ج مسايرة الحوادث‪:‬‬ ‫الأيام مليئة بالأحداث المتعددة‪ ،‬والقضايا المتنوعة‪ ،‬فكان كلما َج َّد جديد من الأمور التي‬ ‫تتعلق بمصالح العباد في الدنيا والآخرة‪ ،‬نزل القرآن؛ ليبي َن ال ُحك َم الح َّق فيها‪ ،‬فتتجاوب‬ ‫النفوس معه وترتضيه‪.‬‬ ‫وكم من قضية تو َّق َف النبي في الب ِّت فيها‪ ،‬حتى نزل في شأنها قرآن ُي ْت َل‪ ،‬فكان ما نزل فيها‬ ‫تقري ًرا شاف ًيا‪ ،‬وحك ًم عاد ًل‪ ،‬لا يستطيع أح ٌد رده‪ ،‬ولا يسع المسلمين إ ّل قبوله والرضى به؛‬ ‫مثل حادثة الإفك‪.‬‬ ‫د ال َّتدرج في التشريع وتربية الأُ َّمة‪:‬‬ ‫من أهم الأهداف التي ُأ ْن ِز َل من أجلها القرآن مف َّر ًقا‪:‬‬ ‫التدرج بالأمة في تخ ِّليهم عن الرذائل‪،‬‬ ‫وتح ِّليهم بالفضائل‪ ،‬وال َّتقي بهم في التشريعات‪ ،‬فلو‬ ‫أ َّنم ُأ ِمروا بكل الواجبات‪ ،‬و ُنوا عن‬ ‫جميع المنكرات م َّر ًة واحدة لش َّق عليهم‪ ،‬ولضعفت الهمم الصغيرة عن التجاوب والمسايرة؛‬ ‫مثل تحريم الخمر‪.‬‬ ‫الدلالة على الإعجاز‬ ‫على الرغم من نزول القرآن ُمف َّر ًقا في نحو ثلاث وعشرين سنة‪ ،‬وفي أوقات متباينة‪ ،‬وأحكام‬ ‫مختلفة‪ ،‬وحوادث متعددة‪ ،‬إلا أ َّنه قد ُر ِّت َب ترتي ًبا عجي ًبا؛ بحيث لا ترى فيه خل ًل بين آياته‪ ،‬ولا‬ ‫تناف ًرا بين كلماته‪ ،‬ولا تناق ًضا في معانيه‪ ،‬ولا اختلا ًفا في مقاصده ومراميه‪.‬‬ ‫﴾ (سورة هود‪،)1 :‬‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾‬ ‫﴿‬ ‫(سورة النساء‪)82 :‬‬ ‫‪10‬‬

‫أهم المؤلفات في التفسير بالمأثور‬ ‫‪ 1‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن‬ ‫مؤلفه‪ :‬أبوجعفرمحمد بن جرير الطبري‪ ،‬شيخ المفسرين‪ُ ،‬ولد في طبرستان ببلاد فارس سنة ‪ ٢٢٤‬ھ‬ ‫و ُتوفي في بغداد سنة ‪ 310‬ھ‪.‬‬ ‫ويتميز تفسيره بمزايا منها‪:‬‬ ‫ ‪ .‬أاعتماده على التفسير بالمأثور عن الرسول وأصحابه والتابعين‪.‬‬ ‫ ‪.‬ب التزامه بذكرالإسناد في الرواية‪.‬‬ ‫المعجم‬ ‫ ‪.‬جعنايته بتوجيه الأقوال والترجيح‪.‬‬ ‫د‪ .‬ذكره لوجوه الإعراب‪.‬‬ ‫الطبر‪ :‬هو الذي ُيشقق به الأحطاب‬ ‫و(ستان) الناحية والموضع‪.‬‬ ‫ھ‪ .‬ذكره للقراءات القرأنية وتوجيهها‪.‬‬ ‫و‪ .‬دقته في استنباط الأحكام الشرعية من الآيات‪.‬‬ ‫‪ ٢‬تفسير القرآن العظيم لابن كثير ‪‬‬ ‫مؤلفه‪ :‬أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمرو بن كثير الدمشقي‪ ،‬ولد في ُب ْصى في الشام سنة‬ ‫‪ 700‬ھ‪ ،‬وتو ِّف سنة ‪ 774‬ھ‪.‬‬ ‫و ُيع ُّد تفسيره من أشهر كتب التفسير بالمأثور بعد تفسير ابن جرير الطبري‪.‬‬ ‫ويتميز بما يلي‪:‬‬ ‫ ‪ .‬أيذكر الآية‪ ،‬ثم ُيف ِّسها بعبارة سهلة‪ ،‬موجزة‪.‬‬ ‫ ‪.‬بيجمع الآيات المناسبة للآية‪ ،‬ويقارن بينها‪.‬‬ ‫ ‪.‬جيذكر الأحاديث المرفوعة التي لها صلة بالآية‪ ،‬ثم يردف هذا بأقوال الصحابة والتابعين وعلماء‬ ‫السلف ‪.‬‬ ‫ ‪.‬د ُيع ِّقب على ما في التفسير بالمأثور من منكرات الإسرائيليات غال ًبا مب ِّينًا خطورتها ومح ِّذ ًرا من‬ ‫أثرها السيئ على عقائد المسلمين‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫أنواعه‬ ‫التفسير بالمأثور نوعان‪:‬‬ ‫‪ )١‬ما توافرت الأدلة على صحته‪ .‬فهذا يجب قبوله‪ ،‬ولا يجوز العدول عنه‪.‬‬ ‫التفسير‬ ‫‪)٢‬مالميصح‪،‬فيجبر ُّده‪،‬ولايجوزقبوله‪،‬ولاالاشتغالبهإلاللتحذير منه‪.‬‬ ‫بالمأثور‬ ‫مصادره‬ ‫أهم ((طرق التفسير بالمأثور)) هي‪:‬‬ ‫‪ 1‬القرآن‬ ‫تفسير القرآن بالقرآن أفضل طرق التفسير‪ ،‬ومن أمثلته تفسير الكلمات في قوله تعالى‪:‬‬ ‫﴾ (سورة البقرة‪.)37 :‬‬ ‫﴿‬ ‫بقوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة الأعراف‪)23 :‬‬ ‫‪ 2‬السنة‬ ‫إذا لم تجد تفسير القرآن في القرآن فعليك بالسنة‪ ،‬فإ َّنا شارح ٌة للقرآن و ُمب ِّين ٌة له‪.‬‬ ‫قال تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة النحل‪)٤٤ :‬‬ ‫ومن أمثلة تفسير القرآن بالسنة‪ :‬تفسير المغضوب عليهم باليهود‪ ،‬والضالين بالنصارى‪ ،‬وتفسير‬ ‫الخيط الأبيض والخيط الأسود بأ َّنه بياض النهار وسواد الليل‪.‬‬ ‫‪ 3‬أقوال الصحابة‬ ‫وإذا لم تجد تفسير القرآن في القرآن ولا في السنة‪ ،‬فعليك بتفسير الصحابة  فإ َّنم أعلم بذلك؛ َلِا‬ ‫اخ ُت ُّصوا به من مجالسة الرسول ومشاهدة القرائن والأحداث والوقائع‪ .‬ومن أمثلة تفسير القرآن‬ ‫بأقوال الصحابة‪ :‬ما ورد عن ابن عباس  من تفسير (الأ ّب) في قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة عبس‪ )31 :‬بالكلأ والمرعى‪ ،‬وهو ما تأكله البهائم‪.‬‬ ‫‪ 4‬أقوال التابعين‬ ‫فقد ورد عنهم قدر غير قليل في التفسير بالمأثور‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫أهم المؤلفات فيه‪:‬‬ ‫مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير‪.‬‬ ‫مؤلفه‪ :‬أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي الملقب بفخر الدين‪ُ ،‬ولد في ال َّري‪ -‬ببلاد فارس‪ -‬سنة‪:‬‬ ‫‪544‬ھ‪ ،‬وتو ِّف سنة ‪٦٠٦‬ھ‪.‬‬ ‫و ُيع ُّد تفسيره من أوسع التفاسير‪ ،‬فقد تأثركثي ًرا بالعلوم العقلية‪ ،‬فتوسع فيها‪ ،‬وسلك في تفسيره‬ ‫مسلك الحكماء والفلاسفة وعلماء الكلام‪ ،‬واستطرد في العلوم الرياضية والطبيعية والفلكية‬ ‫والمسائل الطبية‪.‬‬ ‫‪ 2‬التفسير بالرأي المذموم‬ ‫التفسير بمجرد الرأي والهوى‪.‬‬ ‫وأكثر الذين ف َّسوا القرآن بمجرد الرأي هم أهل الأهواء والبدع‪ ،‬الذين اعتقدوا معتقدات باطلة‬ ‫ليس لها سند ولا دليل‪ ،‬فف َّسوا آيات القرآن بما ُيوافق آراءهم ومعتقداتهم الزائفة‪ ،‬وحملوها على‬ ‫ذلك بمجرد الرأي والهوى‪.‬‬ ‫حكمه‪:‬‬ ‫حرام‪ ،‬والأدلة على ذلك كثيرة منها‪:‬‬ ‫﴾‬ ‫‪ )1‬قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫(سورة الأعراف‪)٣٣ :‬‬ ‫ ‬ ‫﴾‬ ‫‪ )2‬وقوله سبحانه‪﴿ :‬‬ ‫(سورة الإسراء‪)36 :‬‬ ‫ ‬ ‫أهم المؤلفات فيه‪:‬‬ ‫مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار‪.‬‬ ‫مؤلفه‪ :‬هو المولى عبد اللطيف الكازرانى‪.‬‬ ‫و ُي َع ُّد هذا التفسير مرج ًعا مه ًم من مراجع التفسير عند الإمامية الاثنا عشرية ‪ -‬فرقة من فرق‬ ‫الشيعة ‪ -‬عشرية‪ ،‬وأص ًل ل َم ْن يريد أن يقف على مدى تأثير عقيدة صاحبه في فهمه لكتاب الله‪،‬‬ ‫وتنزيله لنصوصه على َو ْفق ميوله المذهبية‪ ،‬وهواه الشيعي‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ .2‬التفسير بالرأي‬ ‫تعريفه‬ ‫هو تفسير القرآن بالاجتهاد المستوفي لشروطه‪ ،‬وهي‪-‬بعد توفر صحة الاعتقاد ولزوم سنة‬ ‫الدين‪ -‬أن يكون مل ًّم بأصول الدين واللغة والاشتقاق وعلوم البلاغة والفقه وأصوله وأسباب‬ ‫النزول‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫أقسامه‬ ‫ينقسم التفسير بالرأي إلى قسمين‪:‬‬ ‫التفسير بالرأي المحمود‬ ‫التفسير‬ ‫التفسير بالرأي المذموم‬ ‫بالرأي‬ ‫‪ 1‬التفسير بالرأي المحمود‬ ‫وهو التفسير ال ُمس َتمد من القرآن ومن سنة الرسول ‪ ،‬وكان صاحبه عال ًما باللغة العربية وأساليبها‪،‬‬ ‫وبقواعد الشريعة وأصولها‪.‬‬ ‫حكمه‪:‬‬ ‫أجازه العلماء‪ ،‬ولهم أدلة كثيرة على ذلك منها‪:‬‬ ‫(أ) قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫ (سورة محمد‪)24 :‬‬ ‫وغيرها من الآيات التي تدعو إلى التدبر في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫(ب) دعاء الرسول لابن عباس  بقوله‪( :‬اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)‪ ،‬ولو كان ‬ ‫التفسير مقصو ًرا على النقل‪ ،‬ولا يجوز الاجتهاد فيه ل َما كان لابن عباس َم ْيز ٌة على غيره‪.‬‬ ‫(ج) أ َّن الصحابة ‪ ‬اختلفوا في التفسير على وجوه‪ ،‬فدل على أ َّنه من اجتهادهم‪.‬‬ ‫وبهذا يظهر أن التفسير بالرأي المحمود جائز‪ .‬والله أعلم‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫ سورة النبأ‬2 ‫• •النبأ العظيم‬ ‫• •من أدلة القدرة الإلهية في السورة‬ ‫• •مشاهد من يوم القيامة‬ 2 LOREM 33 LOREM 4 ‫• •عقاب الطاغين‬ IPSUM IPSUM ILPO‫ن‬S‫ي‬RU‫ق‬E‫ت‬MM‫• •مظاهر ثواب الم‬ ‫• •اليوم الحق‬ ‫وذكرت البعث وجهنم‬Lorem ipsum dolor sit amet, ‫• •من الأسرار البلاغية‬ Lorem ipsum dolor sit amet, Lorem ipsum dolor sit amet, onsectetuer adipiscing elit, sed consectetuer adipiscing elit, sed ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬consectetuer adipiscing elit, sed diam nonummy nibh euismod diam nonummy nibh euismod ‫التي أعدت للكافرين‬diam nonummy nibh euismod tincidunt ut laoreet dolore tincidunt ut laoreet dolore tincidunt ut laoreet dolore magna aliquam erat volutpat. Ut magna aliquam erat volutpat. Ut magna aliquam erat volutpat. Ut wisi enim ad minim veniam, quis wisi enim ad minim veniam, quis 22 nostrud exerci tation ullamcorper LOREM isi enim ad minim veniam, quis suscipit lobortis IPSUM ‫وما فيها من أنواع‬nostrud exerci tation ullamcorper LOREMostrud exerci tation ullamcorper suscipit lobortis LOREM 3LOREM ‫العذاب المهين للكفار‬LOREM IPSUM 11 IPSUM 44 IPSUMsuscipit lobortis 1 .‫والمشركين‬IPSUM Lorem ipsum dolor sit amet, ‫وأقامت الدلائل على‬ Lorem ipsum dolor sit amet, ‫ﷲ تعالى في‬ ‫قدرة‬Lorem ipsum dolor sit amet, Lorem ipsum dolor sit amet, ‫ثم ختمت السورة‬consectetuer adipiscing elit, sed consectetuer adipiscing elit, sed diam nonummy nibh euismod consectetuer adipiscing elit, sed ‫سورة مك ّية وسم ّيت‬consectetuer adipiscing elit, sed diam nonummy nibh euismod diam nonummy nibh euismod diam nonummy nibh euismod tincidunt ut laoreet dolore tincidunt ut laoreet dolore tincidunt ut laoreet dolore magna aliquam erat volutpat. Ut ‫الكون وأن القادر‬tincidunt ut laoreet dolore magna aliquam erat volutpat. Ut wisi enim ad minim veniam, quis ‫االلنهباأملأعننفايلهقاياالمةخبر‬cdoLinatoismnreeccmnitdoeuitnnpunwmuosetimuassrutmgiamtrenudlndayadipoionmaeirlssiloexbiucqaerehisdnutrscciegadimtpiumoaetiiiatlmslnoietmltioire,rmoeabsotnet,dovdvureotlnillsaiuamtmpca,otqr.puUeistr nostrud exerci tation ullamcorper magna aliquam erat volutpat. Ut ‫بالحديث عن‬wisi enim ad minim veniam, quis wisi enim ad minim veniam, quis suscipit lobortis nostrud exerci tation ullamcorper ‫على خلق هذا الكون‬nostrud exerci tation ullamcorper suscipit lobortis .‫يوم القيامة‬ ‫أهوال‬suscipit lobortis ‫بما فيه قادر على‬ ‫والبعث والنشور‬magna aliquam erat volutpat. Ut ‫إعادة خلق الإنسان‬ wisi enim ad minim veniam, quis  .‫بعد موته‬ nostrud exerci tation ullamcorper ‫حول‬susc‫ا‬ip‫ه‬it‫ت‬l‫ا‬o‫ي‬b‫آ‬ort‫ر‬is‫وتدو‬ ‫إثبات عقيدة‬ ‫البعث التي أنكرها‬ .‫المشركون‬ 17

‫أهداف الدراسة‬ :‫بنهاية دراسة مادة التفسير ُيتوقع من الطالب أن‬ 1 ‫ وما‬،‫يعرف مقاصد سور جزء ع َّم‬ .‫اشتملت عليه من موضوعات‬ .‫يعرف معاني المفردات الغامضة‬ 2 3 .‫يقف على التفسير التحليلي للآيات‬ ‫ب المعينة‬LO‫را‬R‫ع‬E‫إ‬M‫يقف على أوجه ال‬ 4 4 LOREM IPSUM 4 IPS.U‫ني‬M‫على استيعاب المعا‬ LOREM LOREM IPSUM ‫يتذوق الأسرار البلاغية للقرآن‬ .‫سور جزء ع َّم‬Lorem‫الكريم من خلال‬ipsum dolor sit amet, 2 3IPSUM Lorem ipsum dolor sit amet, consectetuer adipiscing elit, sed consectetuer adipiscing elit, sed diam nonummy nibh euismod diam nonummy nibh euismod 5 tincidunt ut laoreet dolore tincidunt ut laoreet dolore magna aliquam erat volutpat. Ut cdoLinatoismnreeccmnitdoeuitnpunnuwmsetomuriuassmamttgirdelnudayinapdooniirmalsieoesblcxiuerhiqaentssdurciegdctaiumopiaemitlimslioatinmtetrle,ioiermsootabe,dntodvvureotlnillsaiuamtmpca,otqr.puUeistr wisi enim ad minim veniam, quis Lorem ipsum dolor sit amet, nostrud exerci tation ullamcorper consectetuer adipiscing elit, sed diam nonummy nibh euismod suscipit lobortis tincidunt ut laoreet dolore magna aliquam erat volutpat. Ut magna aliquam erat volutpat. Ut wisi enim ad minim veniam, quis wisi enim ad minim veniam, quis nostrud exerci tation ullamcorper nostrud exerci tation ullamcorper 6.‫من السور‬suscipit lobortis ‫يستنبط الدروس المستفادة‬suscipit lobortis 16

‫من أدلة القدرة الإلهية في السورة‬ ‫﴾ ل َّما أنكروا البعث‪ ،‬قيل لهم‪ :‬ألم َي ْخ ُلق َم ْن ُأضيف إليه البعث هذه الخلائق‬ ‫﴿‬ ‫العجيبة؛ َف ِل َمتنكرونقدرتهعلىالبعث‪،‬وماهوإلااختراعكهذهالاختراعات؟أوقيللهم‪:‬لِ َمفعل‬ ‫هذه الأشياء؟! والحكيم جل شأنه لا يفعل عب ًثا‪ ،‬وإنكار البعث يؤدي إلى أنه عابث في كل ما فعل؟‬ ‫﴾ للأرض لئلا تميد ‪ -‬أي تضطرب‬ ‫﴿ ﴾ فرا ًشا فرشناها لكم حتى سكنتموها ﴿‬ ‫﴾ قط ًعا لأعمالكم وراحة‬ ‫﴾ ذك ًرا و أنثى‪﴿ .‬‬ ‫وتحرك ‪ -‬بكم ﴿‬ ‫﴾ ست ًرا يستركم عن العيون إذا أردتم إخفاء ما لا‬ ‫لأبدانكم‪ ،‬وال َّس ْب ُت‪ :‬القطع‪﴿ ،‬‬ ‫﴾ وقت معاش تتقلبون في حوائجكم ومكاسبكم‪.‬‬ ‫تحبون الاطلاع عليه‪﴿ .‬‬ ‫﴾ سبع سموات ﴿ ﴾ جمع شديدة أي‪ُ :‬م ْحكمة قوية لا يؤ ّثر فيها‬ ‫﴿‬ ‫﴾ مضي ًئا‬ ‫مرور الزمان‪ ،‬أو غلا ًظا غلظ كل واحدة مسيرة خمسمائة عام‪﴿ .‬‬ ‫﴾ أي‪ :‬السحائب إذا‬ ‫و ّقا ًدا أي‪ :‬جام ًعا للنور والحرارة؛ والمراد الشمس‪﴿ .‬‬ ‫َأ ْع َص َر ْت أي شارفت أن تعصرها الرياح ف ُتمطر‪ ،‬أو الرياح لأ َّنها تنشئ السحاب وتد ّر الأَ ْخلاف‪:‬‬ ‫جمع ِخ ْلف وهو الضرع (أي تنزل ما ًء داف ًقا منهم ًرا بشدة وقوة) (تشبيه بالضرع الحافل باللبن)‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫سورة النبأ‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي‪ :‬أربعون آية)‬ ‫النبأ العظيم‬ ‫﴾ يشير إلى ما يكون‬ ‫﴿ ﴾ أصله ((عن ما))‪ ،‬ثم ُأدغمت النون في الميم‪ ،‬فقيل‪﴿ :‬‬ ‫يوم القيامة من العذاب الشديد فصار ﴿ ﴾‪ ،‬ثم حذفت الألف تخفي ًفا؛ لكثرة الاستعمال في‬ ‫الاستفهام‪ ،‬وهذا استفهام ليس على حقيقته؛ إذ المراد به تفخيم ال ُمستف َهم عنه؛ لأ َّنه تعالى لا تخفى‬ ‫عليه خافية﴿ ﴾ يسأل بعضهم بع ًضا؛ أو يسألون غيرهم من المؤمنين‪ ،‬والضمير لأهل‬ ‫مكة حيث كانوا يتساءلون فيما بينهم عن البعث ويسألون المؤمنين عنه على طريق الاستهزاء‬ ‫﴾ أي‪:‬البعث‪،‬وهوبيانللشأنالمف َّخم؛وتقديره‪:‬ع َّميتساءلون؟يتساءلونعنالنبإ‬ ‫﴿‬ ‫﴾ فمنهم من يقطع بإنكاره ومنهم من يش ُّك‪ ،‬وقيل‪ :‬الضميرللمسلمين‬ ‫العظيم ﴿‬ ‫والكافرين‪ ،‬وكانوا جمي ًعا يتساءلون عنه‪ ،‬فالمسلم يسأل ليزداد خشية‪ ،‬والكافر يسأل استهزاء‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ حرف ردع وزجر عن الاختلاف‪ ،‬والمراد‪ :‬الردع عن الاختلاف أو التساؤل هز ًؤا‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ هذا وعيد لهم بأنهم سوف يعلمون عيا ًنا أن ما يتساءلون عنه حق‪﴾ ﴿ ،‬‬ ‫ك َّررحرف الردع للتشديد‪ ،‬و﴿ ﴾ هنا للترتيب الزمني والمعنوي‪ ،‬مما ُيشعر بأ َّن الثاني أبلغ من‬ ‫الأول وأش ّد‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫﴾ للكافرين مرج ًعا ﴿ ﴾‪ :‬ماكثين‪ ،‬حال من الضمير المقدر العائد في‬ ‫﴿‬ ‫﴿ ﴾‪ ﴾ ﴿ ...‬في جهنم ﴿ ﴾ ظرف‪ ،‬جمع ُح ُقب وهو الدهر‪ ،‬ولم يرد به عدد‬ ‫محصور بل الأبد‪ ،‬كلما مضى ُح ُقب تبعه آخر إلى غير نهاية‪ ،‬ولا يستعمل ال ُح ُقب وال ُح ْقبة إلا‬ ‫إذا أريد تتابع الأزمنة وتواليها‪ ،‬وقيل‪ :‬ال ِح ْقب ثمانون سنة‪ .‬و ُسئل بعض العلماء عن هذه الآية‬ ‫﴾ أي‪ :‬غير ذائقين حال من ضمير﴿ ﴾‪،‬‬ ‫فأجاب بعد عشرين سنة ﴿‬ ‫فإذا انقضت هذه الأحقاب التي ُع ِّذبوا فيها بمنع البرد والشراب ُب ِّدلوا بأحقاب ُأ َخر فيها عذاب‬ ‫آخر‪ ،‬وهي أحقاب بعد أحقاب لا انقطاع لها‪ ،‬وقيل‪ :‬هو من َح ِقب عامنا‪ ،‬إذا ق ّل مطره وخيره‪،‬‬ ‫و َح ِقب فلان‪ :‬إذا أخطأه الرزق فهو ُح ُق ٌب وجمعه ِح َقاب‪ ،‬فينتصب حا ًل عنهم أى لابثين فيها‬ ‫﴾ تفسير له‪.‬‬ ‫حقبين جهدين و﴿‬ ‫﴾فيجهنمأوفيالأحقاب﴿ ﴾‬ ‫﴾استثناءمنقطع!أي‪﴿:‬‬ ‫وقوله‪﴿:‬‬ ‫َر ْو ًحا ينفس عنهم ح َّر النار‪ ،‬أو نو ًما‪ ،‬ومنه‪ :‬منع البر ُد البر َد‪ ،‬أي‪ :‬منع بر ُد الشتاء النو َم‪﴾ ﴿ ،‬‬ ‫ُيس ِّكن عطشهم ولكن يذوقون فها حمي ًما وماء حا ًرا يحرق ما يأتى عليه ﴿ ﴾ ماء يسيل‬ ‫من صديدهم‪ ،‬قرأ بالتشديد‪ :‬عاصم وحمزة والكسائي‪ .‬وبالتخفيف شعبة والباقون‪﴾ ﴿ ،‬‬ ‫ُجوزوا جزاء ﴿ ﴾ مواف ًقا لأعمالهم‪ ،‬مصدر بمعنى الصفة‪ ،‬أو ذا وفاق‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫﴾ بالماء ﴿ ﴾ كال ُبر‬ ‫فيص ُّح أن تجعل مبدأ للإنزال‪ُ ﴾ ﴿ .‬منْ َص ًّبا بكثرة ﴿‬ ‫والشعير ﴿ ﴾ وكلأ ﴿ ﴾ بساتين ﴿ ﴾ ملتفة الأشجار واحدها لِ ٌّف كجذع‬ ‫وأجذاع‪ ،‬أو لفيف كشريف وأشراف‪ ،‬أو لا واحد له كأوزاع‪ ،‬أو هي جمع الجمع فهي جمع لف‬ ‫واللف جمع ل ّفاء وهي شجرة مجتمعة‪.‬‬ ‫مشاهد من يوم القيامة‬ ‫﴾ وق ًتا مح َّد ًدا (أليق)‬ ‫﴾ بين المحسن والمسيء والمح ِّق والمبطل ﴿‬ ‫﴿‬ ‫ومنتهى معلو ًما لوقوع الجزاء‪ ،‬أو ميعا ًدا للثواب والعقاب‪ ﴾ ﴿ .‬بدل من ﴿ ﴾‬ ‫﴾ حال؛ أي‬ ‫﴾ في ال َق ْرن (هو البوق ال ُمع ُّد للنفختين)‪﴿ .‬‬ ‫أو عطف بيان ﴿‬ ‫﴾ قرأ بالتخفيف‪ :‬عاص ٌم وحمز ُة‬ ‫جماعات مختلفة أو أم ًما كل أ ّمة مع رسولها ﴿‬ ‫﴾ فصارت ذات أبواب وطرق وفروج وما لها‬ ‫والكسائ ُّي‪ ،‬أي‪ُ :‬ش َّقت لنزول الملائكة ﴿‬ ‫﴾أيهباء ُت َخ ِّيلالشم ُسأنهماء‪.‬‬ ‫﴾ عن وجه الأرض ﴿‬ ‫اليوم من فروج ﴿‬ ‫عقاب الطاغين‬ ‫﴾ طري ًقا عليه مم ُّر الخلق‪ ،‬فالمؤمن يم ُّر عليها والكافر يدخلها‪ .‬وقيل‪:‬‬ ‫﴿‬ ‫المرصاد‪ :‬الح ُّد الذي يكون فيه الرصد‪ ،‬أي‪ :‬هي َح ُّد الطاغين الذي يرصدون فيه للعذاب‬ ‫وهي مآبهم‪ ،‬أو هي مرصاد لأهل الجنة ترصدهم الملائكة الذين يستقبلونهم عندها؛ لأ َّن‬ ‫مرورهم عليها‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫﴾ في الجنة‪ ،‬حال من ضميرخبر﴿ ﴾ في ٍقوله ﴿ ﴾‪ ﴾ ﴿ ،‬كلاما باطلا‬ ‫﴿‬ ‫لا فائدة فيه ﴿ ﴾ أي ولا كذ ًبا من القول‪ ،‬وقرأ الكسائي من غير تشديد‪ :‬بمعنى مكاذبة‬ ‫﴾ مصدر‬ ‫أي لا يكذب بعضهم بع ًضا ولا يكاذبه ﴿ ﴾ مصدر أي جزاهم جزاء‪﴿ ،‬‬ ‫أو بدل من﴿ ﴾‪ ﴾ ﴿،‬صفة‪ ،‬يعني كاف ًيا‪.‬‬ ‫اليوم الحق‬ ‫﴾ قرأ بجر ﴿ ‪ : ﴾ ،‬اب ُن عامر وعاصم بد ًل من‬ ‫﴿‬ ‫﴿ ﴾‪،‬و َم ْنرفعهمافـ﴿ ﴾خبرمبتدأمحذوف‪،‬أومبتدأخبره﴿ ﴾‪،‬أو﴿ ﴾صفته‪،‬‬ ‫و﴿ ﴾خبر‪،‬أوهماخبران‪،‬والضميرفي﴿ ﴾لأهلالسماواتوالأرض‪،‬والضمير‬ ‫﴾ ﷲ تعالى‪ ،‬أي‪ :‬لا يملكون الشفاعة من عذابه تعالى إلا بإذنه‪ ،‬أو لا يقدر أحد‬ ‫في ﴿‬ ‫أن يخاطبه تعالى خو ًفا (هيبة وإجلا ًل) ﴿ ﴾ إن جعلته ظر ًفا لـ﴿ ﴾ لا تقف على‬ ‫﴾ تقف‪ ﴾ ﴿ .‬جبريل عند الجمهور‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬ ‫﴿ ﴾‪ ،‬وان جعلته ظر ًفا لـ﴿‬ ‫﴾ حال أي‪ُ :‬م ْص َط ِّفين‬ ‫ملك عظيم ما خلق الله تعالى بعد العرش خل ًقا أعظم منه ﴿‬ ‫﴾ في الكلام أو الشفاعة‬ ‫﴾ أي الخلائق َثم؛ خو ًفا منه ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ ح ًقا بأن قال المشفوع له (لا إله إلا الله) في الدنيا‪ ،‬أو لا يؤذن إلا لمن يتكلم‬ ‫﴿‬ ‫بالصواب فى أمرالشفاعة‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫﴾ لا يخافون‬ ‫ثم استأنف معل ًل ومبينًا سبب دخولهم جهنم فقال‪﴿ :‬‬ ‫﴾تكذيبا‪(،‬وفِ ّعال)‬ ‫محاسبةاﷲإياهم‪،‬أولميؤمنوابالبعثفيرجونحسا ًبا﴿‬ ‫﴾ ُن ِصب بمضمر يفسره ﴿‬ ‫﴾‬ ‫فى باب (ف ّعل) كله كثير مستفيض‪﴿ .‬‬ ‫﴾ مكتو ًبا في اللوح‪ ،‬حال‪ ،‬أو مصدر‬ ‫(والتقدير‪:‬أحصينا كل شيء ) ﴿‬ ‫في موضع إحصاء‪ ،‬أو (أحصينا) في معنى كتبنا؛ لأن الإحصاء يكون بالكتابة غال ًبا‪ .‬وهذه‬ ‫﴾ اعتراض؛ لأن قوله‪ُ ﴾ ﴿ :‬م َس َّب ٌب عن كفرهم بالحساب‬ ‫الآية ﴿‬ ‫وتكذيبهم بالآيات؛ أي‪ :‬فذوقوا جزاءكم‪ ،‬والالتفات من الغيبة إلى الخطاب‪ 1‬شاهد على شدة‬ ‫الغضب ﴿ ﴾‪.‬‬ ‫معلومات الإضافية‬ ‫ ‪1 .‬والالتفات هو الانتقال بالأسلوب من‬ ‫الغيبة إلى الخطاب أو العكس وهو نوع‬ ‫من أنواع المحسنات البلاغية‪.‬‬ ‫مظاهر ثواب المتقين‬ ‫﴾ َم ْفعلمنالفوز‪،‬يصلحمصد ًراأي‪:‬نجاةمنكلمكروه‪،‬و َظ ْف ًرابكلمحبوب‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫ويصلح للمكان وهو الجنة‪ ،‬ثم أبدل منه بدل البعض من الكل فقال ﴿ ﴾‪ :‬بساتين فيها أنواع‬ ‫﴾نواهد﴿ ﴾‬ ‫الشجرالمثمر‪َ ،‬ج ْم ُعحديقة﴿ ﴾ ُك ُرو ًما؛ ُعطفعلى﴿ ﴾‪﴿،‬‬ ‫﴾ مملوءة‪.‬‬ ‫لِ َّدات‪ ،‬أي‪ :‬مستويات في السن‪﴿ ،‬‬ ‫‪22‬‬

‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ إيجاز بحذف الفعل‪ ،‬لدلالة المتقدم عليه‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫يتساءلون عن النبأ العظيم ‪.‬‬ ‫﴾ تشبيه بليغ‪ ،‬أي‪ :‬جعلنا‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫الأرض كالمهاد الذي يفترشه النائم‪ ،‬والجبال كالأوتاد التي تثبت غيرها‪ .‬ومثله‬ ‫﴾ أي‪ :‬كاللباس في الستر‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ مقابلة‪.‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ تشبيه بليغ‪ ،‬أي كالأبواب في التش ُّق ِق والتص ُّدع‪،‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ف ُحذفت الأداة ووجه الشبه‪.‬‬ ‫﴾ أمر يراد به الإهانة والتحقير‪.‬‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫ ‪1 .‬بث دلائل القدرة في الكون لتكون؛ سبي ًل للإيمان بالآخرة‪.‬‬ ‫ ‪2 .‬يوم القيامة هو يوم الفصل بين الخلائق‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬بيان ما أعده الله تعالى لعباده الطائعين من النعيم‪ ،‬وما أعده‬ ‫استفادة‬ ‫للعصاة من العذاب الأليم‪.‬‬ ‫ ‪4 .‬المبادرة بالعمل الصالح قبل فوات الأوان‪.‬‬ ‫ ‪5 .‬إظهار حسرة الكافر يوم القيامة؛ لعدم اتباعه هدى الله عز وجل‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫﴾ مرج ًعا بالعمل الصالح‬ ‫﴾الثابت وقوعه ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾‬ ‫﴾في الآخرة؛ لأن ما هو آ ٍت قريب﴿‬ ‫﴾ أيها الكفار﴿‬ ‫﴾ من الش ِّر‪ ،‬لقوله‪﴿ :‬‬ ‫أي‪ :‬المؤمن والكافر؛ لقوله‪﴿ :‬‬ ‫﴾‬ ‫(سورة الأنفال‪)51-50 :‬‬ ‫وتخصيص الأيدي؛ لأ َّن أكثر الأعمال تقع بها‪ ،‬وإن احتمل أن لا يكون للأيدي مدخل فيما‬ ‫﴾ وضع الظاهر موضع المضمر لزيادة الذم‪ ،‬أو المرء عام‬ ‫ارتكب من الآثام ﴿‬ ‫﴾ ما عمل من خير وشر‪ ،‬أو هو المؤمن لذكر الكافر بعده‪،‬‬ ‫وخص منه الكافر‪ ،‬و﴿‬ ‫وما قدم‪ :‬من خير‪.‬‬ ‫و﴿ ﴾ استفهامية منصوبة بـ﴿ ﴾ أي‪ :‬ينظر أي شيء قدمت يداه‪ ،‬أو موصولة منصوبة‬ ‫بـ﴿ ﴾ يقال‪ :‬نظرته يعني نظرت إليه‪ ،‬والراجع من الصلة محذوف أي‪ :‬ما قدمته‬ ‫﴾ في الدنيا فلم أخلق ولم ُأك َّلف‪ ،‬أو ليتني كنت ترا ًبا في هذا اليوم فلم أبعث‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫وقيل‪ :‬يحشر الله الحيوان غير المك َّلف حتى يقت َّص للج َّماء (التي لا قرون لها) من القرناء‪ ،‬ث َّم‬ ‫ير ُّده ترا ًبا‪ ،‬فيو ُّد الكافر حاله‪ ،‬وقيل‪ :‬الكافر إبليس يتمنى أن يكون كآدم مخلو ًقا من التراب؛‬ ‫ليثاب ثواب أولاده المؤمنين‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ 3‬سورة النازعات‬ ‫‪1‬‬ ‫• •البعث حق‬ ‫‪2‬‬ ‫• •قصة موسى وفرعون‬ ‫• •قدرة مطلقة ونعم لا تحصى‬ ‫‪3‬‬ ‫• •مصير الخلق‬ ‫• •متى الساعة؟‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫سورة مكيّة تتحدث آياتها عن القيامة وأهوالها‬ ‫والساعة وعن مآل المتقين ومآل المجرمين‪.‬‬ ‫يتناسب مع الآيات ذكر قصة‪ ‬موسى‪ ‬مع‪ ‬فرعون الطاغية الذي‬ ‫تج ّب وتك ّب وادعى الألوهية‪.‬‬ ‫ختمت السورة بالحديث عن الساعة الذي أنكره‬ ‫المشركون وك ّذبوا به وما علم الساعة إلا ﷲ تعالى‬ ‫وما على الرسول إلا أن ينذر الناس فقط‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪.﴾ ، ، ،‬‬ ‫ ‪1‬ب ِّي معاني الكلمات الآتية‪:‬‬ ‫﴿‪، ، ، ، ،‬‬ ‫ ‪2‬ب ِّي كيف كان الاختلاف في أمر البعث؟‬ ‫ ‪3‬ما الغرض الذي من أجله تحدثت السورة عن مظاهر القدرة؟‬ ‫﴾‬ ‫ ‪4‬وضح السر البلاغي فيما يأتى‪:‬‬ ‫﴾‬ ‫ ‪ -‬قوله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫ ‪ -‬قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ ‪5‬اذكربعض ما ُيستفاد من السورة‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫﴿ ﴾ تتحرك حركة شديدة‪ ،‬وال َّر ْج ُف شدة الحركة ﴿ ﴾ النفخة الأولى؛ ُوصفت‬ ‫بما َي ْح ُد ُث بحدوثها؛ لأنها تضطرب بها الأرض حتى يموت كل َم ْن عليها ﴿ ﴾ حال عن‬ ‫الراجفة ﴿ ﴾النفخة الثانية؛ لأنها َت ْردف الأولى؛ وبينهما أربعون سنة‪ ،‬والأولى تميت‬ ‫﴾ قلوب منكري البعث ﴿ ﴾ مضطربة من ال َو ِجيف‪،‬‬ ‫الخلق والثانية تحييهم ﴿‬ ‫وهو ال َوجيب‪ ،‬أي‪ :‬شدة الاضطراب‪.‬‬ ‫﴾ أي يوم ترجف وجفت القلوب‪ ،‬وارتفاع‬ ‫وانتصاب﴿ ﴾بمادلعليه﴿‬ ‫﴿ ﴾ بالابتداء‪ ،‬و﴿ ﴾ صفتها ﴿ ﴾ أي‪ :‬أبصار أصحابها ﴿ ﴾ ذليلة‬ ‫لهول ما ترى‪ ﴾ ﴿ ،‬أي‪ :‬منكر والبعث في الدنيا استهزاء وانكا ًرا﴿ ﴾‬ ‫استفهام بمعنى الإنكار‪ ،‬أي‪ :‬أنر ُّد بعد موتنا إلى أ َّول الأمر فنعود أحياء كما كنَّا؟ والحافرة الحالة‬ ‫الأولى‪ ،‬يقال لمن كان في أمر فخرج منه ثم عاد إليه‪ :‬رجع إلى حافرته‪ ،‬أي‪ :‬إلى حالته الأولى‪.‬‬ ‫ومن أقوالهم‪ :‬كانت الخيل أفضل ما يباع؛ فإذا اشترى الرجل الفرس قال له صاحبه‪ :‬النقد عند‬ ‫حافر الفرس‪ -‬أي حالة البيع الأولى‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫سورة النازعات‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي‪ :‬ست وأربعون آية)‬ ‫البعث حق‬ ‫﴾أقسمسبحانه‬ ‫﴿‬ ‫بطوائف الملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد ﴿ ﴾ أي‪ُ :‬م َبالِغ ًة في النزع‪ ،‬تنزعها من‬ ‫أقاصي الأجساد من أناملها ومواضع أظفارها‪ ،‬وبالطوائف من الملائكة التي َتنْ ِش ُطها‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ُتخرجها‪ ،‬من َن َش َط ال َّد ْل َو ِم ْن البئر إذا أخرجها‪ ،‬وبالطوائف التي تسبح في ُم ِض ِّيها؛ أي‪ُ :‬تسر َع‬ ‫َفتسبق إلى ما ُأمروا به‪َ ،‬ف ُت َد ِّبر أم ًرا من أمور العباد مما يصلحهم في دينهم أو دنياهم كما رسم‬ ‫لهم‪ .‬أو القسم هنا بِ َخ ْيل الغزاة التي َتنْ ِزع في أ َعنتها‪ 1‬نز ًعا َت ْغ َر ُق فيه الأعن ُة لطول أعناقها لأنها‬ ‫ِع َراب ‪ -‬أي‪ :‬عربية ليس بها ِع ْرق َهجين ‪ -‬والتي تخرج من دار الإسلام إلى دار الحرب‪ ،‬من‬ ‫قولك‪ :‬ثور ناشط إذا خرج من بلد إلى بلد‪ ،‬والتي تسبح في جريها فتسبق إلى الغاية َف ُتد ِّبر‬ ‫أمر الغلبة وال َّظ ْفر‪ ،‬وإسناد التدبير إليها لأنها من أسبابه‪ .‬أو بالنجوم التي تنزع من المشرق إلى‬ ‫المغرب‪ ،‬واغراقها في النزع أن تقطع الفلك كله حتى تنحط في أقصى الغرب‪ ،‬والتي تخرج من‬ ‫برج إلى برج‪ ،‬والتي تسبح في ال ُف ْلك من الكواكب السيارة فتسبق فتدبر أم ًرا من علم الحساب‪،‬‬ ‫وجواب القسم محذوف وهو (لتبعث َّن) لدلالة ما بعده عليه ِم ْن ِذ ْكر القيامة‪.‬‬ ‫المعجم‬ ‫ ‪1 .‬أ َعنتها‪ -‬العنان َسير اللجام الذي تمسك به الدابة‪ ،‬والعرب تذم الفرس لقصر عنانه‪ ،‬تاج‬ ‫العروس ‪414/35‬‬ ‫‪ -‬ومعنى‪َ :‬تنْ ِزع في أ َعنتها‪ :‬أي ُيمد في سير لجامها لطول أعناقها‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫﴾ وأرشدك إلى معرفة الله بذكر صفاته فتعرفه ﴿ ﴾لأن الخشية لا تكون إلا‬ ‫﴿‬ ‫بالمعرفة؛ قال الله تعالى‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة فاطر ‪)٢٨‬‬ ‫أي‪ :‬العلماء به وعن بعض الحكماء‪ :‬اعرف الله‪ ،‬ف َم ْن عرف الله لم يقدر أن يعصيه طرفة عين؛ فالخشية‬ ‫ملاك الأمور؛ و َم ْن خشي الله أتى منه كل خير‪ ،‬ومن َأ ِم َن اجترأ على كل شر‪ ،‬ومنه الحديث‪َ (( :‬م ْن‬ ‫خاف َأ ْد َل َج‪ ،‬و َم ْن أدلج بلغ المنزل))‬ ‫(صحيح‪ :‬أخرجه الترمذي)‬ ‫بدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العرض؛ كما يقول الرجل لضيفه‪ :‬هل لك أن تنزل بنا؟ وأردفه‬ ‫الكلام الرقيق‪ ،‬ليستدعيه باللطف في القول‪ ،‬ويستنزله بال ُم َداراة عن ُع ُت ِّوه‪ ،‬كما أمر بذلك فى قوله‬ ‫تعالى‪.﴾ ﴿ :‬‬ ‫(سورة طه ‪)44‬‬ ‫﴾ أي فذهب فأرى موسى فرعو َن العصا‪ ،‬أو العصا واليد‬ ‫﴿‬ ‫البيضاء؛ لأنهما في حكم آية واحدة ﴿ ﴾ فرعو ُن بموسى‪ ،‬وبالآية الكبرى‪،‬‬ ‫وسماهما ساح ًرا وسح ًرا ﴿ ﴾ الله تعالى ﴿ ﴾ تولى عن موسى ﴿ ﴾‬ ‫يجتهد فى مكايدته‪ ،‬او لما رأى الثعبان أدبر مرعو ًبا يسرع فى مشيته‪ ،‬وكان ط ّيا ًشا خفي ًفا‪﴾ ﴿ .‬‬ ‫﴾ لا َر َّب‬ ‫فجمع السحرة وجنده ﴿ ﴾ في المقام الذي اجمتعوا فيه معه ﴿‬ ‫﴾ عاقبه الله عقوبة الآخرة‪ ،‬والنَّكال‬ ‫فوقي‪ ،‬وكانت لهم أصنام يعبدونها‪﴿ .‬‬ ‫بمعنى التنكيل؛ كالسلام بمعنى التسليم‪ .‬ونصبه على المصدر‪،1‬‬ ‫(‪ )1‬المفعول المطلق ‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫﴾ بالية‪ ،‬وقرأ (ناخرة) بالألف‪ :‬حمزة‬ ‫أنكروا البعث‪ ،‬ثم زادوا استبعا ًدا فقالوا ﴿‬ ‫والكسائي‪ ،‬و َف ِع َل أبلغ من فاعل‪ ،‬يقال‪َ :‬ن ِخر العظم فهو َن ِخر وناخر‪ .‬والمعنى َأ ُنر ُّد إلى الحياة‬ ‫بعد أن صرنا عظا ًما بالية؟‬ ‫﴾ رجعة ذات خسران أو خاس ٌر‬ ‫﴿ ﴾ أي‪ :‬منكرو البعث ﴿ ﴾ رجعتنا ﴿‬ ‫أصحابها‪ ،‬والمعنى أنها إن صحت و ُبعثنا فنحن إذا خاسرون؛ لتكذيبنا بها وهذا استهزاء منهم‪.‬‬ ‫﴾ متعلق بمحذوف أي‪ :‬لا تحسبوا تلك الك َّرة صعبة على الله عز وجل؛ فإنها‬ ‫﴿‬ ‫سهلة هينة في قدرته فما هي إلا صيحة واحدة؛ يريد النفخة الثانية من قولهم‪َ :‬ز َج َر البعي َر إذا صاح‬ ‫﴾ فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعدما كانوا أموا ًتا في جوفها‪ .‬وقيل‪:‬‬ ‫عليه ﴿‬ ‫الساهرة أرض بعينها بالشام إلى جنب بيت المقدس‪ ،‬أو أرض مكة‪ ،‬أو جهنم‪.‬‬ ‫قصة موسى وفرعون‬ ‫﴾ استفهام يتضمن التنبيه على أ َّن هذا مما يجب أن َي ِش ْي َع‪ ،‬والتشريف‬ ‫﴿‬ ‫﴾ المبارك المطهر ﴿ ﴾‬ ‫﴾ حين ناداه ﴿‬ ‫للمخاطب به‪ ،‬وهو النبي ‪﴿ .‬‬ ‫﴾ على إرادة القول ﴿ ﴾ تجاوز الح َّد في الكفر والفساد‪.‬‬ ‫اسمه ﴿‬ ‫﴾ هل لك ميل إلى أن تتطهر من الشرك والعصيان بالطاعة والإيمان‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫‪30‬‬

‫﴾ كلأها‪ ،‬ولذا لم يدخل العاطف على ﴿ ﴾‪ ،‬أو‬ ‫﴾ بتفجير العيون ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴿ ﴾ حال بإضمار ((قد))‪.‬‬ ‫﴾ أثبتها‪ ،‬وانتصاب الأرض والجبال بإضمار دحا وأرسى على شريطة التفسير‪.1‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ فعل ذلك تمتي ًعا لكم ولأنعامكم‪ ،‬و﴿ ﴾ منصوب على انه مفعول‬ ‫﴿‬ ‫لأجله‪.‬‬ ‫مصير الخلق‬ ‫﴾ الداهية العظمى التي َت ُط ُّم على الدواهي ‪ -‬أي‪ :‬تعلو وتغلب ‪ -‬وهي‬ ‫﴿‬ ‫النفخة الثانية‪ ،‬أو الساعة التي يساق فيها أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار‪.‬‬ ‫﴾ بدل من ﴿ ﴾ أي‪ :‬إذا رأى أعماله ُم َد َّونة في كتابه يتذكرها وكان قد‬ ‫﴿‬ ‫﴾ وأظهرت‪.‬‬ ‫نسيها ﴿ ﴾ مصدرية أي‪ :‬سعيه‪ ،‬أو موصولة بمعني الذي ﴿‬ ‫﴿ ﴾ لكل را ٍء‪ ،‬لظهورها ظهو ًرا بينًا‪ ﴾ ﴿ .‬جواب ﴿ ﴾ أي‪ :‬إذا جاءت الطامة فإن‬ ‫الأمر كذلك ﴿ ﴾ جاوز الح َّد فكفر‪.‬‬ ‫﴾ المرجع؛ أي‬ ‫﴾ على الآخرة باتباع الشهوات ﴿‬ ‫﴿‬ ‫مأواه‪ ،‬والألف واللام بدل من الإضافة‪ ،‬وهذا عند الكوفيين‪ ،‬وعند سيبويه وعند البصريين‬ ‫﴿ ﴾ له‪،‬‬ ‫(‪ )1‬أي أرسى الجبال ودحا الأرض ‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫﴾ أي الإحراق ﴿ ﴾ أي الإغراق‪،‬‬ ‫لأن أخذ بمعنى نكل؛ كأنه قيل‪ .‬نكل الله به ﴿‬ ‫﴾‪،‬‬ ‫﴾ والأولى وهي ﴿‬ ‫أو نكال كلمتيه الآخرة وهي ﴿‬ ‫( سورة القصاص ‪)28‬‬ ‫﴾ الله‪.‬‬ ‫﴾ المذكور ﴿‬ ‫وبينهما أربعون سنة أو ثلاثون أو عشرون ﴿‬ ‫قدرة مطلقة ونعم لا تحصى‬ ‫﴿ ﴾ يا منكري البعث ﴿ ﴾ أصعب خل ًقا وإنشاء ﴿ ﴾ مبتدأ محذوف‬ ‫الخبر أي‪ :‬أم السماء أش ُّد خل ًقا‪ .‬ثم َبيَّ َ كيف خلقها فقال‪ ﴾ ﴿ :‬أي الله‪ .‬ثم بين البناء فقال‪:‬‬ ‫﴾ أعلى سقفها‪ .‬وقيل‪ :‬جعل مقدار ذهابها في سمت العلو رفي ًعا مسيرة خمسمائة عام‬ ‫﴿‬ ‫﴿ ﴾ فعدلها مستوية بلا شقوق ولا فطور‪.‬‬ ‫﴾ أبرز‬ ‫﴾ أظلمه ﴿‬ ‫﴿‬ ‫المعجم‬ ‫ضوء شمسها‪ ،‬وأضيف الليل والشمس إلى‬ ‫ ‪1 .‬والد ْحو‪ :‬هو البسط‪ ،‬لسان العرب‬ ‫السماء؛ لأ َّن الليل ظلمتها والشمس سراجها‬ ‫مادة دحا ‪.251/140‬‬ ‫﴾ بسطها‪ ،1‬وكانت‬ ‫﴿‬ ‫مخلوقة غير مدحوة فدحيت‪ ،‬ثم فسر البسط فقال‬ ‫‪32‬‬

‫﴾ أي‪ :‬لم تبعث لتعلمهم بوقت الساعة‪ ،‬وإنما ُبعثت لتنذر من أهوالها َم ْن‬ ‫﴿‬ ‫﴾ في الدنيا أي‬ ‫﴾ أي الساعة ﴿‬ ‫يخاف شدائدها‪﴿ .‬‬ ‫ضحى يوم العشية؛ استقلوا مدة لبثهم في الدنيا لما عاينوا من الهول؛ كقوله‪:‬‬ ‫﴾‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫(سورة الأحقاف‪ :‬الآية ‪)35‬‬ ‫﴾ وإ َّنما ص َّحت إضافة ال ُّضحى إلى العش َّية؛ للملابسة بينهما‬ ‫وقوله‪﴿ :‬‬ ‫لاجتماعهما في نهار واحد‪ ،‬والمراد أ َّن مدة لبثهم لم تبلغ يو ًما كام ًل ولكن احد طرفي النهار عشيته‬ ‫او ضحاه‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫(سورة المؤمنون‪ :‬الآية ‪)113‬‬ ‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ للتشويق إلى معرفة القصة‪.‬‬ ‫ ‪-‬الاستفهام في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾‪،‬‬ ‫ ‪-‬بين قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ مقابلة‪.‬‬ ‫وقوله‪﴿ :‬‬ ‫ ‪-‬السما ُء والأَ ْر َض بينهما طباق‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫﴾ الأمارة‬ ‫﴾ أي‪ :‬علم أن له مقا ًما يوم القيامة لحساب ربه ﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ المؤذي‪ ،‬أي‪ :‬زجرها عن اتباع الشهوات‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الرجل َي ُّم بالمعصية‬ ‫بالسوء ﴿‬ ‫﴾ أي‪ :‬المرجع‪.‬‬ ‫فيذكر مقامه للحساب فيتركها‪ ،‬والهوى ميل النفس إلى شهواتها ﴿‬ ‫متى الساعة؟‬ ‫﴾ متى إرساؤها أي‪ :‬إقامتها‪ ،‬يعني متى يقيمها الله تعالى‬ ‫﴿‬ ‫﴾ في اي شيء أنت من أن تذكر وقتها لهم وتعلمهم به‪ ،‬أي‪ :‬ما أنت‬ ‫ويثبتها ﴿‬ ‫من ذكراها لهم وتبيين وقتها في شيء‪ ،‬كقولك‪ :‬ليس فلان من العلم في شيء؛ وكان رسول الله‬ ‫لم يزل يذكر الساعة ويسأل عنها حتى نزلت‪ ،‬فهو على هذا تعجب من كثرة ذكره لها‪ ،‬أي‪ :‬أنَّ م‬ ‫يسألونك عنها‪ ،‬فلحرصك على جوابهم لا تزال تذكرها وتسأل عنها‪.‬‬ ‫﴾ منتهى علمها‪ ،‬متى تكون‪ ،‬لا يعلمها غيره‪ ،‬أو ﴿ ﴾ إنكار لسؤالهم عنها‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أي‪ :‬إرسالك وأنت آخر الإنبياء علامة من‬ ‫أي‪ :‬فيم هذا السؤال؟ ثم قال ﴿‬ ‫علاماتهافلامعنىلسؤالهمعنها‪،‬ولايبعدأنيوقفعلى﴿ ﴾‪،‬وقيل﴿ ﴾‬ ‫متصل بالسؤال‪ ،‬أي يسألونك عن الساعة أيان مرساها ويقولون أين أنت من ذكراها‪ ،‬ثم استأنف‬ ‫فقال ﴿ ﴾‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫الأسئلة‬ ‫ ‪1‬بين معاني الكلمات الآتية‪:‬‬ ‫(‪، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،‬‬ ‫‪.) ، ، ، ،‬‬ ‫ ‪2‬بأي شيء أقسم الله تعالى في أول السورة‪ ،‬وما جواب القسم؟‬ ‫ ‪3‬لماذا استبعد المشركون وقوع البعث؟ وكيف ردت عليهم السورة؟‬ ‫ ‪4‬ق ّسمت السورة الناس يوم القيامة إلى فريقين‪ ،‬ف َمن هما؟ وما مصير كل فريق؟‬ ‫ ‪5‬اذكر الآيات التي تدل على أ َّن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى‪.‬‬ ‫ ‪6‬وضح السر البلاغي فيما يأتي‪:‬‬ ‫(أ) ‪ -‬الاستفهام في قوله‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫(ب) ‪ -‬قوله‪﴾ ﴿ :‬‬ ‫ ‪7‬اذكر بعض ما ُيستفاد من السورة‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫﴾ استعارة تصريحية في كلمة َم ْرعاها أي‪:‬‬ ‫ ‪-‬فى قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫نباتها‪ ،‬شبه أكل الناس برعي الأنعام‪ ،‬واستعير الرع ُي للإنسان‪ ،‬بجامع الأكل فى‬ ‫ُك ٍّل‪ ،‬فإطلاق المرعى على ما يأكله الناس استعارة‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫ ‪-‬بين قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫﴾ مقابلة‪.‬‬ ‫وقوله‪﴿ :‬‬ ‫﴾ استعارة تصريحية؛ فقد استعار الإرساء‪ ،‬وهو لا‬ ‫ ‪-‬في قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫يستعمل إلا فيما له ثقل‪.‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‬ ‫ ‪1 .‬يقسم الله تعالى ببعض مخلوقاته؛ للفت الأنظار إلى أهميتها‬ ‫وعظيم مكانتها‪.‬‬ ‫ ‪2 .‬ليوم القيامة أهوال تزلزل القلوب‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬في مصير فرعون عبرة للطغاة المتكبرين‪.‬‬ ‫استفادة‬ ‫ ‪4 .‬التف ُّكر في قدرة الله تعالى ُيورث الخشية‪.‬‬ ‫ ‪5 .‬لا يعلم الساعة إلا الله تعالى‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫سورة عبس‬ ‫دقق هنا‬ ‫(مك ّية وهي‪ :‬اثنتان وأربعون آية)‬ ‫عتاب لرسول ﷲ‬ ‫﴿ ﴾ ق ّطب وجهه‪ ،‬أي‪ :‬النبى يعنى استنكر الشيء بوجهه‪ ﴾ ﴿ ،‬أعرض‪.‬‬ ‫﴿ ﴾لأنجاءه‪،‬أي‪:‬لمجيءالأعمىيسألعنأموردينه‪،‬ف﴿ ﴾فيموضعنصبمفعولله‬ ‫﴿ ﴾ عبد اﷲ بن أم مكتوم ‪ ،‬وأ ُّم مكتوم‪ :‬أم أبيه‪ ،‬وأبوه شريح بن مالك‪.‬‬ ‫﴾ في ابن أم مكتوم الأعمى‪ ،‬أتى رسول اﷲ ‪ ،‬فجعل يقول‪ :‬يا رسول الله‪،‬‬ ‫نزلت ﴿‬ ‫أرشدني‪ ،‬وعند رسول الله رج ٌل من عظماء المشركين‪ ،‬فجعل رسول الله يعرض عنه‪ ،‬ويقبل‬ ‫علىالآخر‪،‬فيقولله‪:‬أترىبماأقولبأسا؟فيقول‪:‬لا‪،‬فنزلت﴿ ﴾‪،‬‬ ‫فكان رسول الله يكرمه بعدها‪ ،‬ويقول مرح ًبا ب َم ْن عاتبني فيه ربى‪ ،‬واستخلفه على المدينة‬ ‫مرتين في غزوتين غزاهما‪.1‬‬ ‫﴾ لع َّل الأعمى يتطهر من‬ ‫﴾ وأي شيء يجعلك عال ًما بحال هذا الأعمى ﴿‬ ‫﴿‬ ‫دنس الجهل بما يسمع منك‪ ،‬وأصله يتزكى‪ ،‬فأدغمت التاء فى الزاي‪ ،‬وكذا ﴿ ﴾ يتعظ‬ ‫﴿ ﴾ قرأ عاصم ﴿ ﴾ بالنصب جوا ًبا للعل‪ ،‬وقرأ غيره بالرفع عط ًفا على ﴿ ﴾‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ ذكراك‪ ،‬أي موعظتك‪ ،‬أي‪ :‬إنك لا تدرى ما هو مترقب منه من َت َز ٍّك ولو دريت لما‬ ‫فرط ذلك منك‪.‬‬ ‫تخريج الحديث‬ ‫ ‪1 .‬قال الإمام الترميذي‪ :‬حديث غريب‪ ،‬ورواه الإمام الحاكم في المستدرك باب تفسير سورة عبس‬ ‫وقال‪ :‬صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪ 4‬سورة عبس‬ ‫‪٢‬‬ ‫• •عتاب لرسول الله‬ ‫• •القرآن موعظة وتذكرة‬ ‫وهذه السورة نزلت بعد حادثة‬ ‫• •من نعم الله على الإنسان‬ ‫عبد‪ ‬ﷲ بن أبي مكتوم الأعمى‬ ‫الذي أعرض عنه الرسول لأنه‬ ‫• •أهوال يوم القيامة‬ ‫كان منشغل ًا مع كبراء قريش‬ ‫• •من الأسرار البلاغية‬ ‫لعلهم يسلمون ويسلم معهم من‬ ‫• •بعض ما يستفاد من السورة‬ ‫يتبعهم‪.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫سورة مكيّة وفيها تتحدث‬ ‫الآيات عن دلائل القدرة‬ ‫والوحدانية في الخلق كله‬ ‫والقيامة وأهوالها‪.‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫وهذه دعوة عامة للناس جميعاً‬ ‫وهذا الفعل لم يقصد به النبي‬ ‫بعدم الاهتمام بالمظاهر المادية‬ ‫أي انحياز طبقي بين الغني‬ ‫للناس‪ ‬فالله تعالى أعلم بالسرائر‬ ‫والفقير لكنه ظ ّن أن الغني‬ ‫وأعلم من ينصر دينه ونزلت الآية‬ ‫سيكون مؤثراً في الدعوة‪.‬‬ ‫تعاتب الرسول عتاباً رقيقاً‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫﴿ ﴾ صفة لتذكرة؛ أي‪ :‬أ َّنا مثبته فى صحف منسوخة من اللوح‪ ،‬أو خبر لمبتدأ محذوف‬ ‫تقديره‪ :‬هي في صحف ﴿ ﴾ عند الله‪ ﴾ ﴿ .‬في السماء‪ ،‬أو مرفوعة القدر والمنزلة‬ ‫﴾ َك َتبة‪ ،‬جمع سافر بمعنى سفير؛ أي‪ :‬رسول وواسطة؛ أي الملائكة‬ ‫﴿ ﴾﴿‬ ‫ينتسخون الكتب من اللوح‪ ﴾ ﴿ .‬على الله أو عن المعاصي ﴿ ﴾ أتقياء‪ ،‬جمع با ّر‪.‬‬ ‫﴾ استفهام توبيخ‪ ،‬أي‪ :‬أ ّي شيء‬ ‫﴾ ُلعن الكافر و ُطرد من رحمة الله تعالى ﴿‬ ‫﴿‬ ‫حمله على الكفر‪ ،‬أو هو تعجب‪ ،‬أي ما أشد كفره‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫﴾؟ استفهام ومعناه التقرير‪ ،‬ثم َب َّ َي ذلك الشيء فقال‪﴿:‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أى‪ :‬ث َّم‬ ‫﴾ نصب السبي َل بفعل مضم ٍر دل عليه ﴿‬ ‫على ما يشاء من خلقه‪﴿ .‬‬ ‫س َّهل له سبيل الخروج من بطن أمه أو ب ّي له سبيل الخير والشر‪.‬‬ ‫﴾ جعله ذا قبر ُيوارى فيه تكري ًم له‪ ،‬لا كالبهائم‪ ،‬و َق َ َب الم ّي َت أي‪َ :‬دفنَه‪ ،‬وأقبره إذا‬ ‫﴿‬ ‫﴾ أحياه بعد موته‪.‬‬ ‫أمر بدفنه‪ ،‬أو م ّكن غيره من دفنه‪﴿ .‬‬ ‫﴾ لم يفعل هذا الكافر ما أمره الله به من الإيمان‪.‬‬ ‫﴿ ﴾ ردع للإنسان عن الكفر ﴿‬ ‫‪41‬‬

‫﴾ أي‪َ :‬م ْن كان غن ًيا بالمال‪ ،‬فاستغنى عن الله وعن الإيمان بما له من الثروة والمال‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ تتعرض للإقبال عليه حر ًصا على إيمانه‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ وليس عليك بأس في ألا يتزكى بالإسلام‪ ،‬إن عليك إلا البلاغ‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ ُيسرع في طلب الخير‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴿‬ ‫﴾ الله أو الكفار‪ ،‬أي أذاهم في إتيانك‪.‬‬ ‫﴾ تتشاغل‪ ،‬وأصله تتلهى‪.‬‬ ‫القرآن موعظة وتذكرة‬ ‫﴿ ﴾ ((ح ًقا)) ﴿ ﴾ إن السورة ﴿ ﴾ موعظة يجب الاتعاظ بها والعمل بموجبها‪.‬‬ ‫﴾ ف َم ْن شاء أن يتعظ ويعتبر بهذا التذكير فاز وربح‪ ،‬و َم ْن شاء غيرذلك خسر‬ ‫﴿‬ ‫وضاع‪ ،‬وجاء الضمير ُمذ َّك ًرا؛ لأن التذكرة هنا فى معنى ال ِّذ كر والوعظ‪ ،‬والمعنى‪ :‬فمن شاء الذكر‬ ‫ألهمه الله إياه‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫﴾فينفسه﴿ ﴾يكفيهعنالاشتغالبأيأمرآخرسواه‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫﴿ ﴾مضيئةمنقيامالليلأومنآثارالوضوء‪ ﴾ ﴿.‬أي‪:‬‬ ‫أصحاب هذه الوجوه ‪ -‬وهم المؤمنون ‪ -‬ضاحكون مسرورون‪.‬‬ ‫﴾ يعلو الغبرة سواد كالدخان‪ ،‬ولا ترى أقبح‬ ‫﴾ ُغبار‪﴿ .‬‬ ‫﴿‬ ‫﴾ في حقوق الله‬ ‫من اجتماع الغبرة والسواد في الوجه‪ ﴾ ﴿ ،‬أهل هذه الحالة ﴿‬ ‫﴿ ﴾ في حقوق العباد‪ ،‬ولما جمعوا الفجور إلى الكفر جمع إلى سواد وجوههم الغبرة‪.‬‬ ‫من الأسرار البلاغية‬ ‫﴾ ﴿ ﴾ التفات من الخطاب إلى الغيبة‪ ،‬حيث كان‬ ‫ ‪-‬في قوله‪﴿ :‬‬ ‫مقتضى الظاهر أن يقول الله لرسوله ‪(( :‬عبست وتوليت))‪ ،‬لكنه عدل عن ذلك‬ ‫إجلا ًل له ولط ًفا به؛ لما في المشافهة بتاء الخطاب من العتاب الصريح‪.‬‬ ‫﴾ استفهام خرج عن معناه الحقيقي إلى معنى‬ ‫ ‪-‬في قوله‪﴿ :‬‬ ‫مجازي هو التوبيخ‪.‬‬ ‫﴾ استفهام خرج عن معناه الأصلي إلى معنى مجازي‬ ‫ ‪-‬في قوله‪﴿ :‬‬ ‫وهو التقرير‪.‬‬ ‫﴾ مجاز مرسل؛ لأ َّن الحدائق نفسها ليست غليظة‪،‬‬ ‫ ‪-‬في قوله‪﴿ :‬‬ ‫بل الغليظ أشجارها‪.‬‬ ‫‪43‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook