Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore القواعد والأصول وتطبيقات التدبر

القواعد والأصول وتطبيقات التدبر

Published by كتاب فلاش Flash Book, 2020-05-01 07:25:17

Description: لخالد السبت

Search

Read the Text Version

‫اإللدىهحرقااألََ ََلشت ْاطبن َرعنيْي ٍهعماكواشنكووماار أٍَل‪ْ ،‬ح‪ِ r‬ور‪:‬ك َياا«نلءوأابنأقه لدنماي َذاأَْسقظَعواهوابريبلنه امكلنِحلْاعلمتعةيزنَنم ْاقهلِلمَأه َمإم َّلرىيِْم اننن‪،‬تثحشماالَا َلل َأت ْغحيشلَرَقوايهْءمن‪،‬وم َفَشننََحالَسعُبوةو‪،‬ءا‬ ‫ما هو فيه‪ ،‬إلى ُح ْس َن ما هم عليه؛ حتى يكون الناس أمة واحدة َخ ِّية»(‪.)1‬‬ ‫‪ -7‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮖﮗﮘ ﮙﮚﮛ ﮜﮝ ﮞﮟ‬ ‫ﮠﮡﮢ ﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬﮭﮮ‬ ‫ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﭼ (آل عمران)‪.‬‬ ‫قال ابن عثيمين ‪« :r‬النهي عن ال َّت َف ُّرق بعد ِذ ْك ِر الأمر بالمعروف والنهي عن‬ ‫المنكر‪ ،‬يدل على أن تركه هو سبب للتفرق»(‪.)2‬‬ ‫‪ -8‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯦﯧﯨ ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ‬ ‫ﯳﯴﯵﯶﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭗﭘﭙﭼ (النساء)‪.‬‬ ‫فالأمر بالاستغفار بعد قوله‪ :‬ﭽﯫﯬﯭﯮﯯﯰﭼ‪ ،‬يدل على أن الحاكم‬ ‫‪-‬القاضي‪ -‬والمفتي ونحوهما بحاجة إلى الاستغفار؛ ليقع الحكم والفتيا على الصواب‪.‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ‪« :r‬إنه ليقف خاطري في المسألة والشيء أو الحالة التي‬ ‫ت ُ ْش ِك علي‪ ،‬فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر وينحل‬ ‫إشكال ما أشكل»‪ ،‬قال‪« :‬وأكون إذ ذاك في السوق أو المسجد أو الدرب أو المدرسة‪،‬‬ ‫لا يمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬التحرير والتنوير (‪.)36/4‬‬ ‫‪ )2‬شرح رياض الصالحين (‪.)409/2‬‬ ‫‪ )3‬العقود الدرية (ص ‪.)22‬‬ ‫‪101‬‬

‫‪ -9‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮒ‬ ‫ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ‬ ‫ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﭼ (الأعراف)‪.‬‬ ‫قال البقاعي ‪« :)1(r‬ولما ذكر ال ُم ِ ِّصين على المعصية‪ ،‬عطف عليه التائبين؛‬ ‫ترغيبًا في مثل حالهم فقال‪ :‬ﭽﮚﮛﮜﭼ»(‪.)2‬‬ ‫‪ -10‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬ ‫ﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣﭤ ﭥ‬ ‫ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭼ (الأنبياء)‪.‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬الحكمة من ذكر عجلة الإنسان ها هنا‪ :‬أنه لما ذكر‬ ‫المستهزئين بالرسول صلوات الله وسلامه عليه‪ ،‬وقع في النفوس سرعة الانتقام‬ ‫منهم واستُ ْع ِجلَت‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬ﱫﭣﭤﭥﭦﱪ؛ لأنه تعالى يُملي للظالم‬ ‫حتى إذا أخذه لم يُفلته‪ ،‬يُؤ َّجل ثم يُع َّجل‪ ،‬و ُينْ َظر ثم لا يُ َؤ َّخر؛ ولهذا قال‪ :‬ﱫﭨ‬ ‫ﭩﱪ؛ أي‪ :‬نقمتي واقتداري على من عصاني‪ ،‬ﱫﭪﭫﱪ»(‪.)3‬‬ ‫‪ -11‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉ ﮊﮋﮌﮍ‬ ‫ﮎﮏﭼ (الفرقان)‪.‬‬ ‫‪ )1‬هو‪ :‬إبراهيم بن عمر بن حسن ال ُّرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي‪ ،‬أبو الحسن برهان الدين‪ ،‬مؤرخ‬ ‫أديب‪ ،‬أصله من البقاع في سورية‪ ،‬وسكن دمشق ورحل إلى بيت المقدس والقاهرة‪ ،‬وتوفي بدمشق‬ ‫سنة ‪885‬هـ‪ .‬انظر‪ :‬الضوء اللامع (‪ ،)101/1‬والأعلام للزركلي (‪.)56 /1‬‬ ‫‪ )2‬نظم الدرر (‪.)92/8‬‬ ‫‪ )3‬تفسير ابن كثير (‪.)343/5‬‬ ‫‪102‬‬

‫قال الزركشي ‪« :r‬أذهلني يو ًما قوله تعالى‪ :‬ﭽﮄﮅﮆﮇﮈ‬ ‫ﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮖﭼ‪ ،‬فقلت‪ :‬يا لطيف!! َع ِل ْم َت أن‬ ‫قلوب أوليائك الذين يعقلون هذه الأوصاف عنك وتتراءى لهم تلك الأهوال لا‬ ‫تتمالك َفلَ َط ْفت بهم َفنَ َسبْت ﭽﮌﭼ إلى أَ َع ِّم اسم في الرحمة ف ُقلْت‪ :‬ﭽﮏﭼ؛‬ ‫ليلاقي هذا الاسم تلك القلوب التي يحل بها الهول َف ُي َما ِزج تلك الأهوال‪ ،‬ولو كان‬ ‫بدله اس ًما آخر من عزي ٍز وجبا ٍر لتفطرت القلوب»(‪.)1‬‬ ‫‪ -12‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﭼ (الأحزاب‪:‬‬ ‫‪ ،)53‬وقال‪ :‬ﭽﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ‬ ‫ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‬ ‫ﮙﮚﮛﮜ ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ‬ ‫ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬ ‫ﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﭼ (الأحزاب)‪.‬‬ ‫لما ذكر الله تعالى آيات الحجاب في سورة الأحزاب‪ ،‬تَ َو َّعد قبلها المنافقين‬ ‫وأضرابهم الذين يؤذون الله ورسوله وأهل الإيمان‪ ،‬وهم حرب على الفضيلة‬ ‫وأهلها‪ ،‬ثم أعقبها بِ َت َو ُّعد المنافقين وأصحاب القلوب المريضة‪ ،‬وأهل الإرجاف‬ ‫وقالة السوء‪ ،‬فيدخل في ذلك الطاعنون في الحجاب وال َّس ْت والعفاف‪ ،‬وال ُمؤ ُذون‬ ‫لذوات ال ُّطهر وال ِح ْشمة‪.‬‬ ‫‪ )1‬البرهان للزركشي (‪.)470/1‬‬ ‫‪103‬‬

‫‪ -13‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ‬ ‫ﯦﯧﭼ (الصافات)‪.‬‬ ‫«قيل‪ُ :‬روعي هنا مقابلة قولهم‪ :‬ﭽﯛﯜﯝﭼ؛ لأنه يُفهم منه إرادتهم علو‬ ‫أمرهم بفعلهم ذلك‪َ ،‬ف ُقوبلوا بالضد‪ ،‬فَ ُج ِعلوا الأسفلين»(‪.)1‬‬ ‫‪ -14‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ‬ ‫ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‬ ‫ﮇﮈﮉ ﭼ (ق)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬وتأمل قوله تعالى‪ :‬ﭽﭽﭾﭿﮀﭼ‪ ،‬فإن أعداء‬ ‫الرسول ‪ g‬نسبوه إلى ما لا يليق به‪ ،‬وقالوا فيه ما هو ُم َ َّنه عنه‪ ،‬فأمره الله ‪ c‬أن‬ ‫يصبر على قولهم‪ ،‬ويكون له أسوة بربه ‪ ،c‬حيث قال أعداؤه فيه ما لا يليق»(‪.)2‬‬ ‫‪ -15‬قال تعالى‪ :‬ﱫﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚ‬ ‫ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﱪ (الإنسان)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬إن طال وقوفه في الصلاة لي ًل ونها ًرا لله‪ ،‬وتحمل لأجله المشا َّق‬ ‫في مرضاته وطاعته‪َ ،‬خ َّف عليه الوقو ُف في ذلك اليوم و َس ُه َل عليه‪ ،‬وإن آثر الراحة هنا‬ ‫وال َّد َعة وال َب َطالَة والنعمة‪ ،‬طال عليه الوقوف هناك واشتدت مشقته عليه»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬ملاك التأويل (‪( )350/2‬بتصرف يسير)‪ .‬وانظر‪ :‬درة التنزيل (‪ ،)906-905/1‬كشف المعاني لابن‬ ‫جماعة (ص‪.)256‬‬ ‫‪ )2‬إغاثة اللهفان (‪.)340/2‬‬ ‫‪ )3‬اجتماع الجيوش الإسلامية (‪.)85-84/2‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪ -16‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﭼ (الشرح)‪.‬‬ ‫من القواعد العامة‪( :‬التخلية قبل التحلية)‪ ،‬وقد وردت في القرآن كثي ًرا؛ في‬ ‫مثل قوله تعالى‪ :‬ﭽﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﭼ‪ ،‬وهذا مقام التخلية‪،‬‬ ‫ال ِّذ ْكر‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫َخ َّله‬ ‫في‬ ‫هذا‬ ‫وا ْعتَ ِب‬ ‫ﭽﯓﯔﯕﭼ‪،‬‬ ‫برفع‬ ‫حله‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫الوزر‬ ‫بوضع‬ ‫فلما‬ ‫القرآن في كلمة التوحيد وغيرها تجده كثي َر الوقوع في القرآن(‪.)1‬‬ ‫‪ -17‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭ‬ ‫ﭮﭯﭼ (الماعون)‪.‬‬ ‫قال ابن عاشور ‪« :r‬هذا إيذا ٌن بأ َّن الإيما َن بالبعث والجزاء هو الوازع الحق‬ ‫الذي يغرس في النفس جذور الإقبال على الأعمال الصالحة؛ حتى يصير ذلك لها‬ ‫ُخلُ ًقا إذا َش َّبت عليه‪ ،‬فزكت وانساقت إلى الخير بدون كلفة ولا احتياج إلى أمر‪،‬‬ ‫ولا إلى مخافة ممن يقيم عليه العقوبات‪ ،‬حتى إذا اختلى بنفسه‪ ،‬وأَ ِم َن ال ُّرقَباء‪ ،‬جاء‬ ‫بالفحشاء والأعمال النكراء!»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬ليدبروا آياته (‪.)279/2‬‬ ‫‪ )2‬التحرير والتنوير (‪.)565/30‬‬ ‫‪105‬‬

‫د‪ .‬الربط بين الجمل‪:‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭼ (الفاتحة)‪.‬‬ ‫َي ْع ِرض له مرضان عظيمان‪ ،‬إن لم َيتَ َدا َركهما‬ ‫القلب‬ ‫القيم ‪« :r‬إن‬ ‫قال ابن‬ ‫وهما‪ :‬الرياء‪ ،‬وال ِك ْب‪ ،‬فدواء الرياء بـﭽﭢ‬ ‫ولابد؛‬ ‫به إلى ال َّتلَف‬ ‫العبد تَ َرا َم َيا‬ ‫ﭣﭼ‪ ،‬ودواء ال ِك ْب بـﭽﭤ ﭥﭼ‪ ،‬وكثي ًرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام‬ ‫ابن تيمية قدس الله روحه يقول‪ :‬ﭽﭢﭣﭼ تدفع الرياء‪ ،‬ﭽﭤﭥﭼ‬ ‫تدفع الكبرياء‪.‬‬ ‫فإذا ُعو ِ َف من مرض الرياء بـﭽﭢ ﭣﭼ‪ ،‬ومن مرض الكبرياء وال ُع ْجب‬ ‫بـﭽﭤ ﭥﭼ‪ ،‬ومن مرض الضلال والجهل بـﭽﭧ ﭨ ﭩﭼ‪،‬‬ ‫الُع ُمونِْ َعَف ِممنعلأيمهرام‪،‬ضغهيروأالسمقغامضهو‪َ ،‬وب َر َفع َلليفهيم؛أثوواهمب‬ ‫العافية‪ ،‬وتمت عليه النعمة‪ ،‬وكان ِم َن‬ ‫أهل فساد القصد‪ ،‬الذين عرفوا الحق‬ ‫وعدلوا عنه‪ ،‬والضالين؛ وهم أهل فساد العلم‪ ،‬الذين جهلوا الحق ولم يعرفوه‪ .‬و َح َّق‬ ‫لسورة تشتمل على هذين ال ِّش َفا َءيْن أن ي ُ ْستَ ْش َف بها من كل مرض»(‪.)1‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ‬ ‫ﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫«الخادم متى علم أن مخدومه ُم َّط ِلع عليه؛ كان أحرص على العمل وأكثر‬ ‫ا ْلذا ًذا به‪ ،‬وأقل نُفرة عنه‪ ،‬وكان اجتهاده في أداء الطاعات وفي الاحتراز عن‬ ‫‪ )1‬مدارج السالكين (‪.)78/1‬‬ ‫‪106‬‬

‫المحظورات أشد؛ فلهذه الوجوه أَ ْتبَع الله تعالى الأمر بالحج والنهي عن الرفث‬ ‫والفسوق والجدال بقوله‪ :‬ﱫﭢﭣﭤﭥﭦﭧﱪ»(‪.)1‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯛﯜ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ‬ ‫ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯯﯰﭼ (الأنفال)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬تأمل كيف أخبر عن حيلولته بين المرء وقلبه بعد أمره‬ ‫بالاستجابة له ولرسوله‪ ،‬كيف تجد في ضمن هذا الأمر والخبر أن من ترك الاستجابة‬ ‫له ولرسوله‪ ،‬حال بينه وبين قلبه؛ عقوبة له على ترك الاستجابة‪ ،‬فإنه سبحانه يعاقب‬ ‫ً‬ ‫ﯪ‬ ‫ﭽﯩ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قال‬ ‫أول؛‬ ‫عنه‬ ‫هي‬ ‫زاغت‬ ‫كما‬ ‫ثانيًا‪،‬‬ ‫هداها‬ ‫عن‬ ‫بإزاغتها‬ ‫القلوب‬ ‫ﯫﯬﯭﭼ (الصف‪.)2(»)٥:‬‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸ ﭹﭺﭻ‬ ‫ﭼﭽﭼ (غافر)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬تأمل كيف وقع الوصف بشديد العقاب بين صفة‬ ‫رحمة قبله وصفة رحمة بعده‪ ،‬فقبله‪ :‬ﭽﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭼ‪ ،‬وبعده‪:‬‬ ‫ﭽﭳ ﭴﭼ؛ ففي هذا تصديق‪ ‬الحديث‪ ‬الصحيح‪ ‬وشاهد‪ ‬له‪ ،‬وهو‪ ‬قوله‪:g‬‬ ‫«لما‪ ‬قضى‪ ‬الل ُه‪ ‬الخل َق‪ ،‬كتب‪ ‬كتابًا عنده‪ :‬غل َب ْت ‪-‬أو قال‪ :‬س َب َق ْت‪ -‬رحمتي غ َضبي‪،‬‬ ‫فهو عنده فو َق ال َع ْر ِش»(‪ ...)3‬وقد سبقت صفة الرحمة هنا وغلبت»(‪.)4‬‬ ‫‪ )1‬مفاتيح الغيب (‪.)185/3‬‬ ‫‪ )2‬الكلام على مسألة السماع (ص ‪.)101‬‬ ‫‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)7553‬‬ ‫‪ )4‬بدائع الفوائد (‪.)193 /1‬‬ ‫‪107‬‬

‫‪ -5‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒ ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭼ (النجم)‪.‬‬ ‫«فوص َفه‬ ‫لوي َيع َسم َبل بضها‪،‬لفموهنول امليَجعاله ِملا‪،‬لحو َّلقافغهاو ٍو وضاه ٌّلو‬ ‫بأنه‬ ‫أن يعل َم‬ ‫قال شيخ الإسلام ‪:r‬‬ ‫الح َّق‬ ‫الظالم‪ ،‬فإن صلا َح العبد في‬ ‫أولي‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫به‪،‬‬ ‫و َع ِمل‬ ‫علمه‬ ‫و َمن‬ ‫واتبَ َع هواه فهو غا ٍو‪،‬‬ ‫عنه‪ ،‬و َمن َع ِل َمه فخال َفه‬ ‫الأبصار عل ًما»(‪.)1‬‬ ‫الأيدي عم ًل‪ ،‬ومن أولي‬ ‫‪ -6‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ‬ ‫ﯸﯹﯺﭼ (الإنسان‪.)21:‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬ولما ذكر تعالى زينة الظاهر بالحرير والحلي‪ ،‬قال بعده‪:‬‬ ‫ﭽﯷﯸﯹﯺﭼ؛ أي‪َ :‬ط َّهر بواطنهم من الحسد والحقد والغل والأذى‬ ‫وسائر الأخلاق الردية»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬جامع المسائل لابن تيمية (‪.)85/ 3‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن كثير (‪.)293/8‬‬ ‫‪108‬‬

‫هـ‪ .‬الربط بين موضوع الآية وخاتمتها‪:‬‬ ‫‪ -‬قال البقاعي ‪« :r‬ومن تدبر الابتداء عرف الختم ومن تأمل الختم‪ ،‬لاح له‬ ‫الابتداء»(‪.)1‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ‬ ‫ﭦﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭼ (البقرة‪.)203:‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬فإنه لما ذكر الله تعالى ال َّن ْفر الأول والثاني‪ ،‬وهو تفرق الناس‬ ‫من موسم الحج إلى سائر الأقاليم والآفاق‪ ،‬بعد اجتماعهم في المشاعر والمواقف‪،‬‬ ‫قال‪ :‬ﭽﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭼ؛ أي‪ :‬تجتمعون يوم القيامة»(‪.)2‬‬ ‫وقال السعدي ‪« :r‬ﭽﯪﯫﭼبامتثال أوامره واجتناب معاصيه‪،‬‬ ‫ﭽﭪﭫﭬﭭﭼ‪ ،‬فمجازيكم بأعمالكم؛ فمن اتقاه وجد‬ ‫جزاء التقوى عنده‪ ،‬ومن لم يتقه عاقبه أشد العقوبة‪ ،‬فالعلم بالجزاء من أعظم‬ ‫الدواعي لتقوى الله؛ فلهذا حث تعالى على العلم بذلك»(‪.)3‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬ ‫ﯩﯪﯫﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫‪ )1‬نظم الدرر (‪.)136/3‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن كثير (‪.)562/1‬‬ ‫‪ )3‬تفسير السعدي (ص ‪.)93‬‬ ‫‪109‬‬

‫قال في الكشاف‪« :‬و ُروي أ ّن قارئًا قرأ (غفور رحيم)‪ ،‬فسمعه أعرابي فأنكره‬ ‫‪-‬ولم يقرأ القرآن‪ -‬وقال‪ :‬إن كان هذا كلام الله فلا يقول كذا الحكيم!! لا يذكر‬ ‫الغفران عند الزلل؛ لأنه إغراء عليه»(‪.)1‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚ‬ ‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ‬ ‫ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭼ (النساء)‪.‬‬ ‫لما ذكر الله قوامة الرجل على المرأة‪ ،‬وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز‪ ،‬ختم‬ ‫الآية بقوله‪ :‬ﭽﭸﭹﭺﭻﭼﭼ‪ ،‬فَ َذ َّكر بعلوه وكبريائه ترهيبًا للرجال؛‬ ‫لئلا يعتدوا على النساء‪ ،‬ويتعدوا حدود الله التي أمر بها(‪.)2‬‬ ‫قال القاسمي ‪« :r‬ﭽﭸﭹﭺﭻﭼﭼ فاحذروه؛ تهديد للأزواج‬ ‫على ظلم النسوان من غير سبب‪ ،‬فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم‪ ،‬وعجزن‬ ‫عن الانتصاف منكم؛ فالله علي كبير‪ ،‬قادر‪ ،‬ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن‪ ،‬فلا‬ ‫تغتروا بكونكم أعلى ي ًدا منهن‪ ،‬وأكبر درجة منهن‪ ،‬فإن الله أعلى منكم‪ ،‬وأقدر‬ ‫منكم عليهن‪ ،‬ف َختْ ُم الآية بهذين الاسمين فيه تمام المناسبة»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬الكشاف (‪ ،)253 /1‬وانظر‪ :‬الإتقان في علوم القرآن (‪.)347/3‬‬ ‫‪ )2‬ليدبروا آياته (‪.)74/1‬‬ ‫‪ )3‬محاسن التأويل (‪.)100/3‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪ -4‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹ ﯺﭼ‬ ‫(المائدة‪.)118 :‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬ولم يقل‪( :‬الغفور الرحيم) وهذا من أبلغ الأدب مع الله‬ ‫تعالى؛ فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم‪ ،‬والأمر بهم إلى النار‪ ،‬فليس هو مقام‬ ‫استعطاف ولا شفاعة‪ ،‬بل مقام براءة منهم»(‪.)1‬‬ ‫وكذلك فإنه حينما يعذبهم أو يغفر لهم‪ ،‬فإن ذلك صادر عن عزة وحكمة‪،‬‬ ‫وليس عن ضعف وعجز عن المؤاخذة حال المغفرة‪ ،‬أو َو ْضع للأمر في غير موضعه‪.‬‬ ‫‪ -5‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝ‬ ‫ﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣ ﭼ (الأعراف)‪.‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ‪« :r‬لما كان قوله تعالى‪ :‬ﭽﯙﯚﯛﭼ مشتم ًل‬ ‫على جميع مقامات الإيمان والإحسان‪ ،‬وهي‪ :‬الحُ ُّب والخوف والرجاء‪َ ،‬ع َّقبها بقوله‪:‬‬ ‫ﭽ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﭼ؛ أي‪ :‬إنما َت َنا ُل من دعاه خوفًا وطم ًعا‪،‬‬ ‫فهو المحسن‪ ،‬والرحمة قريب منه؛ لأن مدار الإحسان على هذه الأصول الثلاثة»(‪.)2‬‬ ‫‪ -6‬قال تعالى في سياق خطاب شعيب ‪ n‬لقومه‪ :‬ﭽﯛﯜﯝﯞﯟ‬ ‫ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ‬ ‫ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﭼ (هود)‪.‬‬ ‫‪ )1‬مدارج السالكين (‪.)359 -358 /2‬‬ ‫‪ )2‬مجموع الفتاوى (‪.)26/15‬‬ ‫‪111‬‬

‫قال السعدي ‪« :r‬أي‪ :‬ليس لي من المقاصد إلا أن تصلح أحوالكم‪،‬‬ ‫وتستقيم منافعكم‪ ،‬وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي شيء بحسب‬ ‫استطاعتي‪ ،‬ولما كان هذا فيه نوع تزكية للنفس‪ ،‬دفع هذا بقوله‪ :‬ﭽﯹﯺﯻ‬ ‫ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﭼ»(‪.)1‬‬ ‫‪ -7‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬ ‫ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫ﮢﮣﭼ (يوسف)‪.‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ‪« :r‬من احتمل الهوان والأذى في طاعة الله على الكرامة‬ ‫والعز في معصية الله ‪-‬كما فعل يوسف ‪ n‬وغيره من الأنبياء والصالحين‪ -‬كانت‬ ‫العاقبة له في الدنيا والآخرة‪ ،‬وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعي ًما وسرو ًرا»(‪.)2‬‬ ‫‪ -8‬قال تعالى بعد أن ذكر آيات ال ُم َل َعنَة‪ :‬ﭽﰂﰃﰄﰅﰆ ﰇ‬ ‫ﰈﰉ ﰊﰋ ﭼ (النور)‪.‬‬ ‫قال السيوطي ‪« :r‬فإن بادئ الرأي يقتضي «تواب رحيم»؛ لأن الرحمة مناسبة‬ ‫للتوبة‪ ،‬لكن عبر به إشارة إلى فائدة مشروعية اللعان وحكمته‪ ،‬وهي ال َّس ْت عن‬ ‫هذه الفاحشة العظيمة»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬تفسير السعدي (ص ‪.)387‬‬ ‫‪ )2‬مجموع الفتاوى (‪.)132/15‬‬ ‫‪ )3‬الإتقان في علوم القرآن (‪.)352/3‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪ -9‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ‬ ‫ﮈﮉﮊﮋ ﮌﮍ ﮎﮏ ﮐﮑ ﮒﮓ ﮔﮕﮖ‬ ‫ﮗﮘ ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ‬ ‫ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ‬ ‫ﯔﯕﯖ ﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢ‬ ‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ‬ ‫ﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽﯾﯿﰀ‬ ‫ﰁﰂﭼ (النور‪.)31 ،30:‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ‪« :r‬في قوله في آخر الآية‪ :‬ﱫﯻ ﯼ ﯽﯾﯿ‬ ‫ﰀﰁﰂﱪ‪ ،‬فوائد جليلة؛ منها‪ :‬أن أمره لجميع المؤمنين بالتوبة‬ ‫في هذا السياق؛ تنبيه على أنه لا يخلو مؤمن من بعض هذه الذنوب التي هي‪ :‬ترك غض‬ ‫البصر‪ ،‬وحفظ الفرج‪ ،‬وترك إبداء الزينة‪ ،‬وما يتبع ذلك‪َ ،‬ف ُم ْستَ ِقل و ُم ْس َت ْك ِث»(‪.)1‬‬ ‫‪ -10‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬ ‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ‬ ‫ﭻﭼﭼ (القصص)‪.‬‬ ‫قال ابن هبيرة ‪« :r‬إنما ذكر السماع عند ذكر الليل‪ ،‬والإبصار عند ذكر‬ ‫النهار؛ لأن الإنسان يدرك سمعه في الليل أكثر من إدراكه بالنهار‪ ،‬ويرى بالنهار‬ ‫أكثر مما يرى بالليل»‪.‬‬ ‫‪ )1‬مجموع الفتاوى (‪.)403/15‬‬ ‫‪113‬‬

‫قال ال ُم َ ِّبد ‪« :)1( r‬سلطان السمع في الليل‪ ،‬وسلطان البصر في النهار »(‪.)2‬‬ ‫‪ -11‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮒﮓﮔﮕ ﮖﮗﮘﮙﮚ ﮛﮜ‬ ‫ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ ﭼ (السجدة)‪.‬‬ ‫«تلحظ هنا توافق النسق القرآني بين صدر الآيات و َع ُجزها‪ ،‬ففي الآية‬ ‫السابقة قال سبحانه‪ :‬ﭽﮒﮓ ﮔ‪...‬ﭼ؛ أي‪ :‬يد ُّل ويرشد‪ ،‬والكلام فيها عن‬ ‫قصص تاريخي‪ ،‬فناسبها‪ :‬ﭽﮤﮥ ﭼ‪ ،‬أما هنا فالكلام عن َم َشا ِهد َم ْرئية‪،‬‬ ‫فناسبها‪ :‬ﭽ ﯘﯙﭼ؛ فهذا ينبغي أ ْن ي ُسمع‪ ،‬وهذا ينبغي أ ْن يُرى»(‪.)3‬‬ ‫‪ -12‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬ ‫ﯩﯪﭼ (الشورى)‪.‬‬ ‫قال ابن عاشور ‪« :r‬وذكر صفتي الولي الحميد دون غيرهما؛ لمناسبتهما‬ ‫للإغاثة؛ لأن الولي ُي ِسن إلى مواليه‪ ،‬والحميد يعطي ما ُيْ َمد عليه»(‪.)4‬‬ ‫‪ )1‬هو‪ :‬محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬المعروف بال ُم َ ِّبد‪ ،‬إمام العربية ببغداد‬ ‫في زمنه‪ ،‬وأحد أئمة الأدب والأخبار‪ ،‬مولده بالبصرة‪ ،‬ووفاته ببغداد‪ ،‬توفي سنة‪286 :‬هـ‪ .‬انظر‪ :‬تاريخ‬ ‫العلماء النحويين (ص‪ ،)62‬والأعلام للزركلي (‪.)144 /7‬‬ ‫‪ )2‬ذيل طبقات الحنابلة (‪ ،)148/2‬وهو تابع للكلام المنقول عن ابن هبيرة‪ .‬وانظر‪ :‬مفتاح دار السعادة‬ ‫(‪ ،)208 /1‬تفسير السعدي (ص ‪.)623‬‬ ‫‪ )3‬تفسير الشعراوي (‪ .)11867 -11866 /19‬وانظر‪ :‬فتح البيان (‪.)35 /11‬‬ ‫‪ )4‬التحرير والتنوير (‪.)96/25‬‬ ‫‪114‬‬

‫و‪ .‬الربط بين المقاطع في السورة‪:‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫ﯾﯿﰀﰁﰂ ﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉ‬ ‫ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬ ‫ﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ ﭵ‬ ‫ﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃﮄﮅ‬ ‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ‬ ‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ‬ ‫ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﭼ (النساء)‪.‬‬ ‫ثم قال بعدها‪ :‬ﭽﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢﯣ ﯤ‬ ‫ﯥﯦﯧﯨﯩ ﯪﯫﯬ ﯭﯮﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳﯴﭼ (النساء)‪.‬‬ ‫قال السيوطي ‪« :r‬تقدم أن صورة السبب قطعية الدخول في العام‪ ،‬وقد تنزل‬ ‫الآيات على الأسباب الخاصة وتوضع مع ما يناسبها من الآي العامة رعاية لنظم‬ ‫القرآن و ُح ْسن السياق‪ ،‬فيكون ذلك الخاص قري ًبا من صورة السبب في كونه قطعي‬ ‫الدخول في العام‪ ،‬كما اختار ال ُّسبْ ِك أنه ُر ْت َبة متوسطة دون السبب وفوق ال ُم َج َّرد‪.‬‬ ‫مثا ُل قوله تعالى‪ :‬ﭽﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫ﯾ ﯿﭼ ‪ ...‬إلى آ ِخر ِه‪ ،‬فإنها إشارة إلى كعب بن الأشرف ونحوه من‬ ‫وعملحماارءباةلايلهَّنوبديلَ َّما‪g‬قَفَِد َمسأولاومهمك‪:‬ةمو َنشاأههددواىقتسلبىيبًلد؟ ٍرم َحح َّمردضووأا الص ُمحشابرهكأيمننعحلىن؟الفأقاخلذواب‪:‬ثأأنرتهم!!م‬ ‫‪115‬‬

‫مع علمهم بما في كتابهم من نعت ال َّنبي ‪ g‬ال ُمنْ َط ِبق عليه‪ ،‬وأخذ المواثيق عليهم‬ ‫ألا يكتموه‪ ،‬فكان ذلك أمانة لازمة لهم ولم يُ َؤ ُّدوها حيث قالوا للكفار‪ :‬أنتم أهدى‬ ‫سبي ًل‪ ،‬حس ًدا للنبي ‪ .g‬فقد تضمنت هذه الآية مع هذا القول‪ :‬ال َّت َو ُّع َد عليه؛‬ ‫المفيد للأمر بِ ُم َقابِ ِله ال ُم ْشتَ ِمل على أداء الأمانة التي هي بيان صفة النبي ‪ g‬بإفادة‬ ‫أنَّه الموصوف في كتابهم‪ ،‬وذلك مناسب لقوله‪ :‬ﭽﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ‬ ‫ﯠﭼ‪ ،‬فهذا عام في ك ِّل أمانة‪ ،‬وذلك خاص بأمانة هي صفة النبي ‪ g‬بالطريق‬ ‫السابق‪ ،‬والعا ُّم تَا ٍل للخاص في ال َّرسم ُمترا ٍخ عنه في النزول‪ ،‬والمناسبة تقتضي دخول‬ ‫ما دل عليه الخاص في العام؛ ولذا قال ابن العربي في تفسيره‪ :‬وجه النظم‪ :‬أنه أخبر‬ ‫عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد‪ ،‬وقولهم‪ :‬إن المشركين أهدى سبي ًل‪ ،‬فكان ذلك‬ ‫خيانة منهم‪ ،‬فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات»(‪.)1‬‬ ‫ولمزيد من الإيضاح فإن هذه الآيات‪ :‬ﭽﯵﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ﯼﯽﯾﯿﭼ ‪ ...‬إلى قوله‪ :‬ﭽﮠﮡﮢﮣ‬ ‫ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱﯓﯔ ﯕ‬ ‫ﯖﯗﭼ (النساء‪ )57-51 :‬نزلت ‪-‬فيما ُروي(‪ -)2‬بسبب سؤال المشركين لليهود‪:‬‬ ‫أنحن أهدى أم محمد؟ فأجابهم اليهود‪ :‬أنتم أهدى من محمد !! وسجدوا لأصنامهم؛‬ ‫فكان ذلك منهم كتمانًا للشهادة بالحق‪ ،‬وتضيي ًعا للأمانة التي ُ ِّحلُوها‪.‬‬ ‫ثم قال بعد هذه الآيات‪ :‬ﭽﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ فهذه‬ ‫الآية نزلت ‪-‬فيما ُروي‪ -‬بسبب مفاتيح الكعبة‪.‬‬ ‫‪ )1‬الإتقان في علوم القرآن (‪.)114 -113 /1‬‬ ‫‪ )2‬انظر‪ :‬السنن الكبرى للنسائي (‪ ،)11643‬وللوقوف على المرويات الواردة في ذلك ‪-‬وهي لا تخلو من‬ ‫ضعف‪ -‬ينظر‪ :‬الاستيعاب في بيان الأسباب (‪.)411 -405/1‬‬ ‫‪116‬‬

‫قال الواحدي ‪« :)1(r‬نزلت في ابن طلحة‪ ،‬قبض النبي ‪ g‬مفتاح الكعبة‪،‬‬ ‫فدخل الكعبة يوم الفتح‪ ،‬فخرج وهو يتلو هذه الآية‪ ،‬فدعا عثمان فدفع إليه‬ ‫المفتاح وقال‪« :‬خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله لا ينزعها منكم إلا ظالم»(‪.)2‬‬ ‫فهذا هو سبب النزول ‪-‬على فرض صحة الحديث‪ -‬ويدخل في عموم الأمانات‬ ‫ما سبق من الشهادة بالحق‪ ،‬الأمر الذي ضيعه اليهود حينما سألهم المشركون‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ -2‬قال تعالى في سورة الأعراف‪ ،‬بعد ِذك ِر قصة آدم وما لقيه من وسوسة‬ ‫الشيطان‪ :‬ﭽﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬ ‫ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏ‬ ‫ﮐﮑﮒﮓﭼ (الأعراف)‪.‬‬ ‫قال ابن عاشور ‪« :r‬وكان لاختيار استحضارهم عند الخطاب بعنوان بني‬ ‫آدم مرتين َو ْق ٌع عجيب‪ :‬بعد الفراغ من ذكر قصة خلق آدم وما لقيه من وسوسة‬ ‫الشيطان؛ وذلك أن شأن الذرية أن َتثْأر لآبائها‪ ،‬و ُت َعادي عدوهم‪ ،‬وتحترس من‬ ‫الوقوع في َ َش ِكه»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬هو‪ :‬علي بن أحمد بن محمد بن علي بن َم ُّتو َية‪ ،‬أبو الحسن الواحدي‪ ،‬مفسر‪ ،‬عالم بالأدب‪ ،‬نعته الذهبي‪:‬‬ ‫بـ(إمام علماء التأويل)‪ ،‬كان من أولاد التجار‪ ،‬أصله من ساوة ‪-‬بين الر ّي وهمذان‪ -‬ومولده ووفاته‬ ‫بنيسابور‪ ،‬توفي سنة‪468 :‬هـ‪ .‬انظر‪ :‬وفيات الأعيان (‪ ،)304 /3‬والأعلام للزركلي (‪.)255 /4‬‬ ‫‪ )2‬انظر‪ :‬أخبار مكة للأزرقي (‪ ،)265 /1( ،)109 /1‬أسباب النزول للواحدي (‪ ،)158 /1‬المقاصد الحسنة‬ ‫(‪ ،)431‬جامع الأحاديث (‪ ،)30405‬الدر المنثور (‪ .)570 /2‬وللوقوف على المرويات في ذلك ‪-‬ولا تخلو من‬ ‫ضعف‪ -‬ينظر‪ :‬الاستيعاب في بيان الأسباب (‪.)416 -412/1‬‬ ‫‪ )3‬التحرير والتنوير (‪.)73/8‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮩﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ‬ ‫ﯕ ﯖ ﯗﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ‬ ‫ﯸﯹﯺ ﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﭼ (النور)‪.‬‬ ‫قال ابن تيمية ‪َ « :r‬ذ َك َر سبحانه آية النور عقيب آيات غ ِّض البصر‪ ،‬فقال‪ :‬ﭽﮩ‬ ‫ُ‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫وكان‬ ‫ِفراسة‪،‬‬ ‫له‬ ‫تطئ‬ ‫لا‬ ‫الكرماني‬ ‫ُش َجاع‬ ‫بن‬ ‫شاه‬ ‫وكان‬ ‫ﮬﭼ‪،‬‬ ‫ﮪﮫ‬ ‫َمن َع َّمر ظاهره باتباع السنة‪ ،‬وباطنه بدوام ال ُمراقبة‪ ،‬وغ َّض بصره عن ال َمحارم‪ ،‬وك َّف‬ ‫نفسه عن ال َّشهوات‪َ - ،‬و َذ َك َر َخ ْصلَ ًة خامسة‪ ،‬وهي‪ :‬أ ْك ُل الحلال‪ -‬لم ُ ْت ِطئ له ِف َرا َسة‪.‬‬ ‫والله تعالى َيْزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله؛ فغ ُّض بصره ع َّما‬ ‫َح ُرم ُي َع ِّوضه الله عليه من جنسه بما هو خي ٌر منه؛ َفيُ ْط ِل ُق نور بصيرته‪ ،‬و َيفتَ ُح‬ ‫عليه باب العلم والمعرفة والكشوف‪ ،‬ونحو ذلك ِم َّما ينا ُل ببصيرة القلب»(‪.)1‬‬ ‫وقال الشنقيطي ‪« :r‬لما أمر الله تعالى ببعض الأمور التي لا غنى للناس عنها‪،‬‬ ‫ونهى عن بعض الأمور التي بارتكابها يحصل الضرر على المجتمع والأفراد‪ ،‬وحث‬ ‫على بعض الآداب السماوية‪ ،‬بين سبحانه أن امتثال تلك الأوامر‪ ،‬واجتناب تلك‬ ‫النواهي‪ ،‬والتزام تلك الآداب؛ ينور لها قلوب عباده فيوفقهم لها‪ ،‬ويطمس قلوب‬ ‫آخرين‪ ،‬فلا يمتثلون أوامره‪ ،‬ويرتكبون نواهيه‪ ،‬فضرب للموفق هذا المثل‪ ،‬وضرب‬ ‫للضالين المثل الآتي في قوله تعالى‪ :‬ﭽﮎ ﮏ ﮐﮑﮒ‪...‬ﭼ (النور‪.)2(»)٤٠:‬‬ ‫‪ )1‬مجموع الفتاوى (‪ ،)258 -257 /21‬وانظر ما ذكره في (‪.)283 -282 /15‬‬ ‫‪ )2‬تفسير سورة النور للشنقيطي (ص ‪.)135‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪ -4‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ‬ ‫ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ‬ ‫ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ‬ ‫ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﭼ (لقمان)‪.‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬لما ذكر تعالى حال السعداء‪ ،‬وهم الذين يهتدون بكتاب الله‬ ‫وينتفعون بسماعه‪ ،‬كما قال الله تعالى‪ :‬ﭽﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ‬ ‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ‬ ‫ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﭼ(الزمر)‪ ،‬عطف‬ ‫بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله‪ ،‬وأقبلوا على‬ ‫استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب‪ ،‬كما قال ابن مسعود في قوله‬ ‫تعالى‪ :‬ﭽﭰﭱﭲﭳﭴ ﭵﭼ قال‪ :‬هو ‪-‬والله‪ -‬الغناء»(‪.)1‬‬ ‫‪ )1‬تفسير ابن كثير (‪.)330/6‬‬ ‫‪119‬‬

‫ويلحق بذلك‪( :‬دلالة الاقتران)‪.‬‬ ‫دلالة الاقتران(‪:)1‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬كثي ًرا ما َي ْقرن الله تعالى بين الصلاة والزكاة؛ كما في قوله تعالى‪ :‬ﭽﭝ‬ ‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫وقال تعالى‪ :‬ﭽﮛﮜﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫وقد قيل في وجه هذا الاقتران بين الصلاة والزكاة(‪:)2‬‬ ‫(‪ )1‬أن الصلاة ِصلَة بين العبد وربه‪ ،‬وأما الزكاة َف ِصلَة وإحسان إلى المخلوقين‪،‬‬ ‫وسعادة العبد دائرة بين ُح ْسن ِصلَ ِته بربه‪ ،‬وإحسانه إلى الخلق‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أن العبادات‪ :‬إما مالية‪ ،‬وإما بدنية‪ ،‬ورأس العبادات المالية‪ :‬الزكاة‪ ،‬كما‬ ‫أن رأس العبادات البدنية‪ :‬الصلاة‪ ،‬فجمع بينهما بهذا الاعتبار‪.‬‬ ‫(‪ ) 3‬أن الزكاة ُط ْهرة للمال‪ ،‬والصلاة ُط ْهرة للنفس‪ ،‬فتجتمع له الطهارتان‪.‬‬ ‫‪ )1‬وقد َع َّرفَها العلماء بتعريفات مختلفة بناء على صورة ذهنية لكل منهم‪ ،‬والواقع أنها أنواع؛ لذا فإن‬ ‫الأليق بموضوعنا أن نقتصر على أعم تلك التعريفات‪ ،‬وهو الذي ذهب إليه أبو يعلى الفراء في كتابه العدة‬ ‫في أصول الفقه (‪ )1420 /4‬حيث قال‪ :‬أن يذكر الله تعالى أشياء في لفظ واحد ويعطف بعضها على بعض‪.‬‬ ‫ووجه ارتباط ذلك بموضوع المناسبات ظاهر؛ ولذلك نجد أمثلته تدخل تحت بعض صور المناسبات‪،‬‬ ‫كالمناسبة بين الجملة والجملة‪ ،‬أو الآية والآية‪.‬‬ ‫‪ )2‬ينظر‪ :‬مفاتيح الغيب (‪ ،)485 /3( ،)269 /2‬تفسير أبي حيان (‪ ،)69 /1‬تفسير السعدي (ص ‪.)40‬‬ ‫‪120‬‬

‫(‪ )4‬أن الصلاة شكر لنعمة البدن‪ ،‬والزكاة شكر لنعمة المال‪.‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ابن تيمية ‪« :r‬ولهذا يقرن الله بين الصلاة والزكاة تارة‪،‬‬ ‫وهي الإحسان إلى الخلق وبينهما وبين الصبر تارة‪ ،‬ولا بد من الثلاثة‪ :‬الصلاة‪،‬‬ ‫والزكاة‪ ،‬والصبر؛ لا تقوم مصلحة المؤمنين إلا بذلك في صلاح نفوسهم وإصلاح‬ ‫غيرهم لا سيما كلما قويت الفتنة والمحنة‪ ،‬فالحاجة إلى ذلك تكون أشد»(‪.)1‬‬ ‫وقال ابن كثير ‪« :r‬الصلاة حق الله وعبادته‪ ،‬وهي مشتملة على توحيده‬ ‫والثناء عليه‪ ،‬وتمجيده والابتهال إليه‪ ،‬ودعائه والتوكل عليه‪ ،‬والإنفا ُق هو الإحسان‬ ‫إلى المخلوقين بالنفع المتعدي إليهم»(‪.)2‬‬ ‫قال السعدي ‪« :r‬إن الله تعالى يقرن بين الصلاة والزكاة؛ لكونهما أفضل‬ ‫العبادات‪ ،‬وأكمل القربات‪ ،‬عبادات قلبية‪ ،‬وبدنية‪ ،‬ومالية‪ ،‬وبهما يوزن الإيمان‪،‬‬ ‫ويعرف ما مع صاحبه من الإيقان»(‪.)3‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭩﭪﭫﭬﭭﭼ (البقرة‪.)197:‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬أَ َمر الحاج بأن يتزودوا لسفرهم‪ ،‬ولا يسافروا بغير زاد‪ ،‬ثم‬ ‫نبههم على زاد سفر الآخرة‪ ،‬وهو التقوى؛ فكما أنه لا يصل المسافر إلى مقصده إلا‬ ‫بزاد ُي َبلِّغه إياه‪ ،‬فكذلك المسافر إلى الله تعالى والدار الآخرة لا يصل إلا بزاد من‬ ‫التقوى‪ ،‬فجمع بين الزادين»(‪.)4‬‬ ‫‪ )1‬مجموع الفتاوى (‪.)154 /28‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن كثير(‪.)169-168 /1‬‬ ‫‪ )3‬تفسير السعدي (ص ‪.)83‬‬ ‫‪ )4‬إغاثة اللهفان (‪.)58/1‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ‬ ‫ﮀﮁﮂﮉﭼ (الأعراف)‪« ،‬فجمع بين الزينتين‪ :‬زينة البدن باللباس‪ ،‬وزينة‬ ‫القلب بالتقوى‪ ،‬زينة الظاهر والباطن‪ ،‬وكمال الظاهر والباطن»(‪.)1‬‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ‬ ‫ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﭼ (آل عمران)‪.‬‬ ‫قال ابن رجب ‪« :r‬ولهذا المعنى كان أشد الناس عذابًا من قتل نب ًّيا؛ لأنّه‬ ‫سعى في الأرض بالفساد‪ ،‬ومن قتل عال ًما‪ ،‬فقد قتل خليفة نبي‪ ،‬فهو ساع في الأرض‬ ‫بالفساد أي ًضا؛ ولهذا قرن الله بين قتل الأنبياء وقتل العلماء الآمرين بالمعروف»(‪.)2‬‬ ‫‪ -5‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯭﯮﯯﯰﭼ (المائدة‪.)2:‬‬ ‫قال الما َو ْردي ‪« :r‬نَ َد َب الله تعالى إلى التعاون به و َق َرنَ ُه بالتقوى له؛ لأن في‬ ‫التقوى رضا الله تعالى‪ ،‬وفي البر رضا الناس؛ ومن جمع بين رضا الله تعالى و ِر َضا‬ ‫الناس فقد َت َّم ْت سعادته و َع َّمت نعمته»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬السابق‪ .‬وقال ‪« :r‬وتأمل قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﭣ ﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬ ‫ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀ‬ ‫ﮁ ﮂ ﮃﮄﱪ (الزخرف)؛ كيف نبههم بالسفر الحسي على السفر إليه‪ ،‬وجمع لهم بين السفرين‬ ‫كما جمع لهم الزادين في قوله‪ :‬ﱫﭩﭪﭫﭬﭭﱪ (البقرة‪ ،)197 :‬فجمع لهم بين زاد‬ ‫سفرهم وزاد معادهم‪ ،‬وكما جمع بين اللباسين في قوله‪ :‬ﱫﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬ ‫ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﱪ (الأعراف)‪ ،‬فذكر سبحانه‬ ‫زينة ظواهرهم وبواطنهم‪ ،‬ونبههم بال ِح ِّس على المعنوي‪ ،‬و َف ْهم هذا ال َق ْدر زائد على فهم ُمَ ّرد اللفظ‬ ‫ووضعه في أصل اللسان» اهـ‪ .‬إعلام الموقعين (‪ ،)174-173/2‬وانظر نحوه في‪ :‬تفسير ابن كثير (‪.)220/7‬‬ ‫‪ )2‬شرح حديث أبي الدرداء (ضمن مجموع رسائل ابن رجب) (‪.)32/1‬‬ ‫‪ )3‬أدب الدنيا والدين (‪.)183/1‬‬ ‫‪122‬‬

‫‪ -6‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜ‬ ‫ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭼ (المائدة)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬فذكر الأمرين ‪-‬أي جمع بين (اللهم) و(ربنا)‪-‬ولم يجئ‬ ‫في القرآن سواه‪ ،‬ولا رأيت أح ًدا تعرض لهذا ولا نبه عليه‪ ،‬وتحته سر عجيب دا ٌّل‬ ‫على كمال معرفة المسيح بربه وتعظيمه له؛ فإن هذا السؤال كان عقيب سؤال قومه‬ ‫له‪ :‬ﭽﯞﯟﯠﯡ ﯢﯣﯤﯥﯦﭼ‪ ،‬فَ َخ َّو َفهم بالله وأعلمهم‬ ‫أن هذا مما لا يليق أن ي ُسأل عنه‪ ،‬وأن الإيمان يَ ُر ُّده‪ ،‬فلما ألحُّوا عليه في الطلب‬ ‫وخاف المسيح أن يُداخلهم الشك إن لم ُيابوا إلى ما سألوا‪ ،‬بدأ في السؤال باسم‬ ‫ﭽﭕﭼ الدال على الثناء على الله بجميع أسمائه وصفاته‪ ،‬ففي ضمن ذلك تَ َص ّوره‬ ‫بصورة ال ُمثني الحامد الذاكر لأسماء ربه ال ُمثني عليه بها‪ .‬وأن المقصود منه بهذا‬ ‫الدعاء وقضاء هذه الحاجة‪ :‬إنما هو أن يُثني على الرب بذلك‪ ،‬و ُي َم ِّجده به‪ ،‬ويذكر‬ ‫آلاءه‪ ،‬و ُيظهر شواهد قدرته وربوبيته‪ ،‬ويكون برهانًا على صدق رسوله فيحصل‬ ‫بذلك من زيادة الإيمان والثناء على الله أمر يحسن معه الطلب ويكون كالعذر‬ ‫فيه‪ ،‬فأتى بالاسمين‪ :‬اسم الله الذي يُثْ َن عليه به‪ ،‬واسم الرب الذي يُد َع وي ُسأَل به‪،‬‬ ‫لما كان المقام مقام الأمرين‪.‬‬ ‫فتأمل هذا السر العجيب ولا َينْ ُب عنه فهمك‪ ،‬فإنه من الفهم الذي يؤتيه الله‬ ‫من يشاء في كتابه وله الحمد»(‪.)1‬‬ ‫‪ -7‬قال تعالى‪ :‬ﭽﰀﰁﰂﰃ ﰄ ﰅﰆﰇﰈﰉﰊ‬ ‫ﰋﰌﰍﭼ (الأنعام)‪.‬‬ ‫‪ )1‬بدائع الفوائد (‪.)194 /2‬‬ ‫‪123‬‬

‫قال شيخ الإسلام ‪« :r‬العينان هما َربِيْ َئ ُة القلب‪ ،‬وليس من الأعضاء أشد‬ ‫ارتبا ًطا بالقلب من العينين؛ ولهذا جمع الله بينهما في قوله‪ :‬ﭽﰀﰁ‬ ‫ﰂﭼ‪ ،‬ﭽﭠﭡﭢﭣﭤﭼ (النور‪ ،)٣٧ :‬ﭽﮌﮍ‬ ‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﭼ (الأحزاب‪ ،)١٠ :‬ﭽ ﯙ ﯚ ﯛ‬ ‫ﯜﯝﯞﭼ (النازعات)؛ ولأن كليهما له النظر؛ فنظر القلب الظاهر‬ ‫بالعينين‪ ،‬والباطن به وحده»(‪.)1‬‬ ‫‪ -8‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮉ ﮊﮋﮌﮍ ﭼ (طه)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪َ « :r‬ي ْق ِر ُن ا ْس ِت َوا َء ُه على العرش بهذا الاسم كثي ًرا؛ كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ‪ ،‬ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃﭼ (الفرقان‪:‬‬ ‫‪ ،)59‬فاستوى على عرشه باسم الرحمن؛ لأن العرش محيط بالمخلوقات قد و ِس َعها‪،‬‬ ‫والرحمة ُميطة بالخلق واسعة لهم؛ كما قال تعالى‪ :‬ﭽﭥﭦﭧﭨﭼ‬ ‫(الأعراف‪ ،)156 :‬فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات؛ فلذلك َو ِس َع ْت‬ ‫رحم ُت ُه كل شيء»(‪.)2‬‬ ‫‪ -9‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬ ‫ﮬﮭﭼ (المؤمنون)‪.‬‬ ‫فَأ ْكل الحلال‬ ‫أَالْكلصااللححاراتم‪،‬‬ ‫أكل الطيبات وعمل‬ ‫بين‬ ‫الله‬ ‫كيف قرن‬ ‫«تأمل‬ ‫أو الوقوع في‬ ‫الصالحات‪ ،‬كما أن‬ ‫فعل‬ ‫على‬ ‫يُعين العبد‬ ‫الطيب مما‬ ‫المشتبهات‪ ،‬مما يُث ِقل العبد عن فعل الصالحات»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬مجموع الفتاوى (‪.)225 /16‬‬ ‫‪ )2‬مدارج السالكين (‪.)57/1‬‬ ‫‪ )3‬ليدبروا آياته (‪.)162/1‬‬ ‫‪124‬‬

‫‪ -10‬قال تعالى‪ :‬ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬ ‫ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣﭤ‬ ‫ﭥﭦﭧ ﭨ ﭩﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯﱸ (الحديد ‪.)r‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ابن تيمية ‪« :r‬ولن يقوم الدين إلا بالكتاب والميزان‬ ‫والحديد؛ كتاب يُه َدى به‪ ،‬وحديد َينْ ُصه؛ كما قال تعالى‪ :‬ﱹﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﱸ‪ ،‬فالكتاب به يقوم العلم والدين‪ ،‬والميزان به‬ ‫تقوم الحقوق في العقود المالكية وال ُق ُبوض‪ ،‬والحديد به تقوم الحدود على الكافرين‬ ‫والمنافقين؛ ولهذا كان في الأزمان المتأخرة‪ :‬الكتاب للعلماء وال ُع َّباد‪ ،‬والميزان‬ ‫للوزراء وال ُك َّتاب‪ ،‬وأهل الديوان‪ ،‬والحديد للأمراء والأجناد‪.‬‬ ‫والكتاب له الصلاة؛ والحديد له الجهاد؛ ولهذا كان أكثر الآيات والأحاديث‬ ‫النبوية في الصلاة والجهاد‪ ،‬وكان النبي ‪ g‬يقول في عيادة المريض‪« :‬اللهم اشف‬ ‫عبدك؛ يشهد لك صلاةً‪ ،‬وينكأ لك عد ًّوا»(‪.)1‬‬ ‫وقال ‪« :g‬رأس الأمر الإسلام‪ ،‬وعموده الصلاة‪ ،‬وذروة سنامه الجهاد في‬ ‫سبيل الله»(‪)2‬؛ ولهذا جمع بينهما في مواضع من القرآن» اهـ(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ )3107‬من حديث عبد الله بن عمرو ‪ ،k‬وصححه ابن حبان (‪ ،)2974‬وحسنه‬ ‫الألباني في صحيح الجامع (‪.)466‬‬ ‫‪ )2‬أخرجه الترمذي (‪ ،)2616‬وابن ماجه (‪)3973‬؛ من حديث معاذ ‪ ،h‬وصححه الترمذي‪ ،‬والألباني‬ ‫في صحيح الجامع (‪ )5136‬وغيره‪.‬‬ ‫‪ )3‬الفتاوى الكبرى (‪.)116/5‬‬ ‫‪125‬‬

‫‪ -11‬قال الإسكافي ‪« :r‬لسائل أن يسأل عن قوله في ِخ َلل ِذ ْكر الطلاق‬ ‫وال ِعد َد‪ :‬ﭽﰀﰁﭼ ثلاث مرات‪ ،‬يفعل به كذا‪ ،‬واختصاص كل جزاء بمكان‪.‬‬ ‫فأوله‪ :‬ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﯚ ﭼ‬ ‫(الطلاق)‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬ﭽﯱﯲ ﯳﯴﯵﯶﯷﯸ ﯹﭼ (الطلاق)‪.‬‬ ‫والثالث‪ :‬ﭽﰀﰁﰂﰃﰄ ﰅﰆﰇﰈﰉﭼ (الطلاق)‪.‬‬ ‫والجواب أن ُي َقال‪ :‬إنما اقترن بالطلاق وال ِع ّدة هذا الوعظ؛ لأن الطلاق فَ ُّض‬ ‫حا ٍل ُمتَ َم ِّهدة‪ ،‬و َق ْطع آما ٍل ُمتأ ِّكدة‪ ،‬والعدة باستيفائها يخلص النسب‪ ،‬ويصح للزوج‬ ‫الثاني الولد‪ ،‬ولو لم يكن هذا الحد الذي َح َّده الله تعالى‪ ،‬لَكان الفساد ُم َّت ِص ًل في‬ ‫انقضاء الدنيا‪ ،‬فهو أحق الأشياء بالمراعاة وتأكيد المقال فيه والوصاة»(‪.)1‬‬ ‫‪ -12‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭙﭚ ﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫ﭤﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭼ (الإنسان)‪.‬‬ ‫« َمَا ِمع الطاعات محصورة في أمرين‪ :‬التعظيم لأمر الله تعالى‪ ،‬وإليه الإشارة‬ ‫بقوله‪ :‬ﭽﭙﭚﭼ‪ ،‬والشفقة على خلق الله‪ ،‬وإليه الإشارة بقوله‪ :‬ﭽﭡ‬ ‫ﭢﭼ»(‪)2‬؛ فجاء الاقتران بينهما في هاتين الآيتين‪.‬‬ ‫‪ )1‬درة التنزيل (‪.)1284 -1283‬‬ ‫‪ )2‬مفاتيح الغيب (‪.)746/ 18‬‬ ‫‪126‬‬

‫‪ -13‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮧﮨﮩﮪﭼ (الليل‪ ،)٥ :‬وقال‪ :‬ﭽﯿﰀﰁﰂ‬ ‫ﰃﰄﰅﰆﭼ (النحل‪.)١٢٨ :‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ‪« :r‬هذان الأصلان هما ِ َجاع الدين العام ‪-‬كما يُقال‪:-‬‬ ‫التعظيم لأمر الله‪ ،‬والرحمة لعباد الله؛ فالتعظيم لأمر الله يكون بالخشوع‬ ‫والتواضع وذلك أصل التقوى‪ ،‬والرحمة لعباد الله بالإحسان إليهم»(‪.)1‬‬ ‫‪ -14‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮊﮋﮌ ﮍﭼ (الكوثر)‪.‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ‪« :r‬أمره الله أن يجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين‪:‬‬ ‫وهما الصلاة والنسك الدالتان على القرب والتواضع والافتقار و ُح ْسن الظن‪ ،‬وقوة‬ ‫اليقين‪ ،‬وطمأنينة القلب إلى الله‪ ،‬وإلى ِع َدتِه وأمره‪ ،‬وفضله و َخلَ ِفه‪ ،‬عكس حال‬ ‫أهل الكبر والنفرة‪ ،‬وأهل الغنى عن الله الذين لا حاجة في صلاتهم إلى ربهم يسألونه‬ ‫إياها‪ ،‬والذين لا ينحرون له خو ًفا من الفقر‪ ،‬وتر ًك لإعانة الفقراء وإعطائهم‪ ،‬وسوء‬ ‫الظن منهم بربهم؛ ولهذا جمع الله بينهما في قوله تعالى‪:‬ﭽﯓﯔﯕﯖﯗ‬ ‫ﯘﯙﯚﯛﯜﭼ (الأنعام)‪ ،‬والنسك هي الذبيحة ابتغاء وجهه‪.‬‬ ‫والمقصود‪ :‬أن الصلاة والنسك هما أَ َج ُّل ما يتقرب به إلى الله‪ ،‬فإنه أتى فيهما‬ ‫بالفاء الدالة على السبب؛ لأن فعل ذلك وهو الصلاة والنحر سبب للقيام بشكر‬ ‫ما أعطاه الله إياه من الكوثر‪ ،‬والخير الكثير‪ ،‬فَ ُش ْكر ال ُمنْ ِعم عليه وعبادته أعظمها‬ ‫هاتان العبادتان‪ ،‬بل الصلاة نهاية العبادات‪ ،‬وغاية الغايات»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬مجموع الفتاوى (‪.)214 /14‬‬ ‫‪ )2‬السابق (‪.)532-531 /16‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪( -15‬سورتا‪ :‬الكافرون والإخلاص)‪:‬‬ ‫كان النبي ‪َ g‬ي ْقرن بين سورتي الإخلاص والكافرون(‪)1‬؛ وذلك أن «سورة ﭽ ﭑ‬ ‫ﭒﭓﭔﭼ فيها التوحيد القولي العلمي‪ ،‬الذي تدل عليه الأسماء والصفات؛‬ ‫ولهذا قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭼ (الإخلاص)‪.‬‬ ‫وسورة‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭼ فيها التوحيد القصدي العملي؛ كما‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭼ (الكافرون)‪،‬‬ ‫وبهذا يتميز من يعبد الله ممن يعبد غيره‪ ،‬وإن كان كل واحد منهما يُ ِقر بأن الله‬ ‫رب كل شيء‪ ،‬ويتميز ِع َباد الله المخلصون الذين لم يعبدوا إلا إياه‪ ،‬ممن عبد غيره‬ ‫وأشرك به»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬كما ثبت في الركعتين قبل الفجر‪ ،‬وبعد المغرب‪ ،‬والوتر‪ .‬وللوقوف على الأحاديث الواردة في ذلك‬ ‫وتخريجها‪ ،‬انظر‪ :‬أصل صفة صلاة النبي ‪ g‬للألباني‪.)539 ،488 ،452/2( :‬‬ ‫‪ )2‬اقتضاء الصراط المستقيم (‪.)394/2‬‬ ‫‪128‬‬

‫الباب الرابع‬ ‫ّ‬ ‫النواحي‬ ‫في‬ ‫بالنظر‬ ‫إليه‬ ‫ُي َت َو َّصل‬ ‫ما‬ ‫اللغوية‬ ‫والجوانب البلاغية(‪)1‬‬ ‫ُ‬ ‫أنها‬ ‫كما‬ ‫العلم؛‬ ‫ُصلْب‬ ‫من‬ ‫وليس‬ ‫واللّطائف‪،‬‬ ‫ال ُملَح‬ ‫من‬ ‫ُي َع ُّد‬ ‫الطريق‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫ي ُستخرج‬ ‫ما‬ ‫عا َّمة‬ ‫‪)1‬‬ ‫أمور‬ ‫محتملة غال ًبا‪.‬‬ ‫‪129‬‬



‫‪ -1‬الحقيقة والمجاز (عند القائل به)(‪:)1‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﭽﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫قال القرطبي ‪« :r‬ف ُس ِّ َم الدين صبغة استعارة ومجا ًزا‪ ،‬من حيث تظهر أعماله‬ ‫و َس ْمته على المتدين‪ ،‬كما يظهر أثر الصبغ في الثوب»(‪.)2‬‬ ‫‪ -2‬ما يتصل بمرجع الضمير‪:‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫ﮆﮇ ﭼ (طه)‪.‬‬ ‫«فإن قلت‪ِ :‬لـ َم أسند الشقاء إلى آدم دون حواء؟‬ ‫قلت‪ :‬فيه وجهان‪ :‬أحدهما‪ :‬أن في ضمن شقاء الرجل شقاء أهله‪ ،‬كما أن في‬ ‫سعادته سعادتهم؛ لأنه القيم عليهم‪.‬‬ ‫المرأة؛‬ ‫دون‬ ‫الرجل‬ ‫على‬ ‫وذلك‬ ‫ال ُقوت‪،‬‬ ‫طلب‬ ‫في‬ ‫التعب‬ ‫بالشقاء‬ ‫ُ‬ ‫أنه‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫أريد‬ ‫لأن الرجل هو الساعي على زوجته»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬الحقيقة عندهم‪ :‬هي اللفظ المستعمل فيما ُوضع له‪ .‬والمجاز‪ :‬هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له‬ ‫ً‬ ‫أول على وجه يصح‪ .‬انظر‪ :‬إرشاد الفحول (‪.)63-62 /1‬‬ ‫‪ )2‬أحكام القرآن (‪.)144/2‬‬ ‫‪ )3‬تفسير الخازن (‪ .)282/4‬وسيأتي نحوه من كلام ابن القيم ‪( r‬ص ‪.)134‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪ -3‬ما يُ ْؤ َخذ من الإظهار في موضع الإضمار‪ ،‬وعكسه(‪:)1‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﱫﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘ‬ ‫ﯙﯚﯛﱪ (النساء)‪.‬‬ ‫«ولم يقل‪( :‬واستغفر َت لهم)‪ ،‬وعدل عنه إلى طريقة الالتفات؛ تفخي ًما لشأن‬ ‫رسول الله ‪ g‬وتعظي ًما لاستغفاره»(‪.)2‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ‬ ‫ﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ ﮭﮮ‬ ‫ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ ﯛﯜﯝ‬ ‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬ ‫ﯸﯹ ﭼ (الأحزاب)‪.‬‬ ‫‪ )1‬الأصل أن يُ ْؤ َت في موضع الضمير بالضمير؛ لأنه أبين للمعنى‪ ،‬وأخصر للفظ‪ .‬وربما يُ ْؤ َت مكان الضمير‬ ‫بالاسم الظاهر لفائدة‪ ،‬وهكذا العكس‪ .‬انظر‪ :‬أصول في التفسير للعثيمين (ص‪.)57‬‬ ‫والإظهار المقصود به هنا‪ :‬التصريح باللفظ وإبرازه في الموضع الذي يغني عنه الضمير‪.‬‬ ‫والإضمار‪ :‬إسقاط الشيء لف ًظا لا معنى‪ .‬فهو تَ ْرك ِذ ْكره من اللفظ‪ ،‬وهو مراد بالنية والتقدير‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫الكليات (ص ‪.)384‬‬ ‫‪ )2‬الكشاف (‪.)528/1‬‬ ‫‪132‬‬

‫قال ابن الجوزي ‪« :r‬أي‪ :‬وأحللنا لك امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها لك‪ ،‬ﭽﯛ‬ ‫ﯜﯝﯞﯟﭼ؛ أي‪ :‬إِن آثر نكاحها‪ ،‬ﱫﯠﯡﱪ؛ أي‪ :‬خاصة(‪.)1‬‬ ‫قال الز ّجاج‪ :‬وإِنما قال‪ :‬ﭽﯗﯘﯙﯚﭼ‪ ،‬ولم يقل‪( :‬لك)؛ لأنه لو قال‪:‬‬ ‫(لك)‪ ،‬جاز أن يُتو َّهم أن ذلك يجوز لغير رسول الله ‪ g‬كما جاز في بنات الع ِّم‬ ‫وبنات الع َّمات»(‪.)2‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﱫﮆ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﱪ (الكوثر)‪.‬‬ ‫قال ابن عاشور ‪« :r‬ولم يقل‪ :‬فَ َص ِّل لنا؛ لما في لفظ ال َّرب من الإيماء إلى‬ ‫ِإنْعامه»(‪.)3‬‬ ‫َف ْر ِط‬ ‫ً‬ ‫است ْح َقا ِق ِه‬ ‫عن‬ ‫فضل‬ ‫ربوبيَّته‬ ‫لأجل‬ ‫العبادة‬ ‫‪ -4‬الالتفات(‪ )4‬بأنواعه‪:‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﱫﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘ‬ ‫ﯙﯚﯛﱪ (النساء)‪.‬‬ ‫‪ )1‬زاد المسير (‪.)474/3‬‬ ‫‪ )2‬معاني القرآن وإعرابه للزجاج (‪.)232/4‬‬ ‫‪ )3‬التحرير والتنوير (‪.)574/30‬‬ ‫‪ )4‬وهو‪ :‬نقل الكلام من أسلوب إلى أسلوب آخر‪ ،‬كالعدول عن ال َغيبة إلى الخطاب أو التكلم‪ ،‬أو على‬ ‫العكس‪ .‬انظر‪ :‬البرهان للزركشي (‪ ،)314/3‬التعريفات للجرجاني (ص ‪.)35‬‬ ‫‪133‬‬

‫«ولم يقل‪( :‬واستغفر َت لهم)‪ ،‬وعدل عنه إلى طريقة الالتفات؛ تفخي ًما لشأن‬ ‫رسول الله ‪ g‬وتعظي ًما لاستغفاره»(‪.)1‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫ﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬ ‫ﮝﮞ ﮟﮠ ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ ﮨ ﮩ‬ ‫ﮪﮫﮬﮭﭼ (الإسراء)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬أعاد الضمير ﭽﮪﭼ بلفظ الخطاب وإن كان ﭽﮥ‬ ‫ﮦﮧﭼ يقتضي ال َغيْبَة؛ لأنه اجتمع ُما َطب وغائب‪ ،‬ف َغ َّلب ال ُمخا َطب وجعل‬ ‫الغائب تب ًعا له؛ كما كان تب ًعا له في المعصية والعقوبة‪ ،‬فحسن أن ُيعل تب ًعا له في‬ ‫اللفظ‪ ،‬وهذا من ُحسن ارتباط اللفظ بالمعنى واتصاله به»(‪.)2‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫ﮆﮇ ﭼ (طه)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬تأمل قوله تعالى‪ :‬ﭽﮂﮃﮄﮅﮆﭼ‪ ،‬كيف‬ ‫َ َّشك بينهما في الخروج وخص ال َّذ َكر بالشقاء؛ لاشتغاله بالكسب والمعاش‪ ،‬والمرأة‬ ‫في خدرها»(‪.)3‬‬ ‫هذين‬ ‫من‬ ‫لكل‬ ‫ً‬ ‫يصلح‬ ‫لكونه‬ ‫والإضمار)؛‬ ‫(الإظهار‬ ‫أمثلة‬ ‫في‬ ‫قريبًا‬ ‫سبق‬ ‫وقد‬ ‫(‪،)528/1‬‬ ‫الكشاف‬ ‫‪)1‬‬ ‫مثال‬ ‫الموضعين‪.‬‬ ‫‪ )2‬بدائع الفوائد (‪.)186/4‬‬ ‫‪ )3‬السابق (‪ ،)229/3‬وفيه التفات من التثنية إلى المفرد‪ .‬وقد مضى قريبًا نحوه فيما يتصل بـ(مرجع‬ ‫الضمير) (ص ‪.)59‬‬ ‫‪134‬‬

‫‪ -5‬الفروق اللفظية(‪:)1‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒ ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛ‬ ‫ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬تأمل كيف قال الله تعالى‪ :‬ﭽﭚﭛﭜﭼ‪ ،‬ف َو َّح َده‪،‬‬ ‫ثم قال‪ :‬ﭽﭝﭞﭟﭠﭡﭼ‪ ،‬فجمعها؛ فإن الحق واحد‪ ،‬وهو صراط الله‬ ‫المستقيم‪ ،‬الذي لا صراط يُو ِصل إليه سواه‪ ،‬وهو عبادة الله وحده لا شريك له بما‬ ‫شرعه على لسان رسوله ‪ ،g‬لا بالأهواء والبدع‪ ،‬وطرق الخارجين عما بعث الله به‬ ‫رسوله من الهدى ودين الحق‪ ،‬بخلاف طرق الباطل‪ ،‬فإنها متعددة ُمتَ َش ِّعبة؛ ولهذا‬ ‫ُي ْف ِرد الله ‪ c‬الحق ويجمع الباطل؛ كقوله تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕ‬ ‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬ ‫ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭼ(البقرة)»(‪.)2‬‬ ‫وقال ‪ r‬في موضع آخر‪« :‬وتأمل قوله تعالى‪ :‬ﭽﭚﭛﭜﭼ‪ ،‬ولم يقل‪:‬‬ ‫(بنارهم) لتطابق أول الآية؛ فإن النار فيها إشراق وإحراق‪ ،‬فذهب بما فيها من‬ ‫الإشراق ‪-‬وهو النور‪ -‬وأبقى عليهم ما فيها من الإحراق‪ ،‬وهو ال َّنا ِر َّية»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬والمقصود به هنا‪ :‬بيان وجه التعبير بلفظ دون غيره؛ كقولهم‪ :‬وجه التعبير بـ(كذا) دون (كذا)‪.‬‬ ‫وله نَ ْو ُع َت َع ّلُق بالنوع الذي يأتي بعده‪ ،‬وهو‪( :‬ال ُمتشابه اللفظي)‪.‬‬ ‫وكذلك ما سيأتي (ص ‪ )163‬في بعض أمثلة (دلالات الجملة الاسمية والفعلية)‪ ،‬في وجه التعبير ببعض‬ ‫الأفعال بصيغ ٍة كالمضارع أو غيره‪.‬‬ ‫‪ )2‬اجتماع الجيوش الإسلامية (‪.)66-65 /2‬‬ ‫‪ )3‬السابق (‪.)64 /2‬‬ ‫‪135‬‬

‫وقال ‪ r‬في موضع آخر‪« :‬وتأمل كيف قال‪ :‬ﭽﭜﭼ ولم يقل‪( :‬بضوئهم)‪،‬‬ ‫مع قوله‪ :‬ﭽﭖﭗﭘﭙﭼ؛ لأن الضوء هو زيادة في النور‪ ،‬فلو قال‪( :‬ذهب‬ ‫الله بضوئهم)‪ ،‬لأوهم الذهاب بالزيادة فقط دون الأصل‪ ،‬فلما كان النور أصل‬ ‫الضوء كان الذهاب به ذهابًا بالشيء وزيادته»(‪.)1‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﱫﭮﭯﭰﭱﱪ (البقرة‪.)19 :‬‬ ‫قال ابن جماعة ‪ r‬في بيان وجه جمع الظلمات‪ ،‬وإفراد الرعد والبرق‪« :‬جوابه‪:‬‬ ‫أن ال ُم ْقتَضي للرعد والبرق واحد‪ ،‬وهو‪ :‬السحاب‪ ،‬وال ُم ْقتَضي لل ُّظلْ َمة ُمتَ َع ِّدد وهو‪:‬‬ ‫الليل والسحاب والمطر؛ فجمع لذلك»(‪.)2‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬ ‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬ ‫ﭿﮀﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫قال الأصفهاني ‪« :r‬إن قيل‪ :‬لم ذكر الكتابة دون القول؟ قيل‪ :‬ل ّما كانت‬ ‫الكتابة ُم َت َض ِّمنة للقول وزائدة عليه؛ إذ هو كذب باللسان واليد‪ ،‬صار أبلغ؛ لأن‬ ‫كلام اليد يبقى رسمه‪ ،‬والقول يضمحل أثره»(‪.)3‬‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ ﮣﮤﮥﮦﮧ‬ ‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬ ‫ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯢﯣﯤﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫‪ )1‬السابق (‪.)65 /2‬‬ ‫‪ )2‬كشف المعاني في المتشابه من المثاني (ص ‪.)90‬‬ ‫‪ )3‬تفسير الراغب (‪.)241 /1‬‬ ‫‪136‬‬

‫قال ابن عاشور ‪« :r‬قوله تعالى لنبيه ‪ :g‬ﭽﮣﮤﮥﭼ‪ ،‬دون‬ ‫(تحبها) أو (تهواها) أو نحوهما؛ فإن مقام النبي ‪ g‬يربو عن أن يتعلق َميْلُه بما‬ ‫ليس بمصلحة راجحة بعد انتهاء المصلحة العارضة لمشروعية استقبال بيت‬ ‫المقدس؛ ألا ترى أنه لما جاء في جانب قبلتهم بعد أن ن ُ ِس َخت جاء بقوله‪ :‬ﭽﭢ‬ ‫ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭼ ‪( ...‬البقرة‪ ،)120 :‬الآي َة»(‪.)1‬‬ ‫‪ -5‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ‬ ‫ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫قال الأصفهاني ‪« :r‬إنما قال‪ :‬ﭽﭕﭖﭗﭼ ولم يقل‪( :‬أنفسهم)؛‬ ‫لأن الإنسان لا يعرف نفسه إلا بعد انقضاء بُرهة من دهره‪ ،‬ويعرف ولده من‬ ‫حين وجوده‪ ،‬ثم في ذكر الابن ما ليس في ذكر النفس؛ فإن الإنسان(‪ )2‬عصارة ذاته‬ ‫ونسخة صورته»(‪.)3‬‬ ‫‪ -6‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭪﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ‬ ‫ﭷﭸﭹ ﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫«الأمر بالاستباق إلى الخيرات َق ْد ٌر زائد على الأمر بفعل الخيرات؛ فإن الاستباق‬ ‫إليها يتضمن فعلها‪ ،‬وتكميلها‪ ،‬وإيقاعها على أكمل الأحوال‪ ،‬والمبادرة إليها‪ ،‬ومن‬ ‫سبق في الدنيا إلى الخيرات‪ ،‬فهو السابق في الآخرة إلى الجنات»(‪.)4‬‬ ‫‪ )1‬التحرير والتنوير (‪.)28 /2‬‬ ‫‪ )2‬هكذا في الأصل‪ ،‬ولعل العبارة‪ :‬فإن الابن عصارة‪ ...‬أو‪ :‬فابن الإنسان عصارة‪...‬‬ ‫‪ )3‬تفسير الراغب (‪.)338 /1‬‬ ‫‪ )4‬تفسير السعدي (ص ‪.)72‬‬ ‫‪137‬‬

‫‪ -7‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂ‬ ‫ﮃﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫قال الأصفهاني ‪« :r‬إنما قال‪ :‬ﱹﭻﱸ على الجمع؛ تنبي ًها على كثرتها منه‪،‬‬ ‫وأنها حاصلة في الدنيا توفي ًقا وإرشا ًدا‪ ،‬وفي الآخرة ثوابًا ومغفرة»(‪.)1‬‬ ‫‪ -8‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜﭝﭞ‬ ‫ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮ ﭯ‬ ‫ﭰﭱ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ ﭻﭼ ﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫قال البغوي ‪« :r‬والحكمة في المشي دون الطيران كونه أبعد من الشبهة؛ لأنها‬ ‫لو طارت لتوهم متوهم أنها غير تلك الطير‪ ،‬وأن أرجلها غير سليمة‪ .‬والله أعلم»(‪.)2‬‬ ‫‪ -9‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ‬ ‫ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ ﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬و َن َّبه بقوله‪ :‬ﭽﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﭼ على‬ ‫أن ال َم َّن والأذى ولو تراخى عن الصدقة وطال زمنه‪َّ َ ،‬ض بصاحبه ولم يحصل له‬ ‫مقصود الإنفاق‪ ،‬ولو أتى بالواو وقال‪( :‬ولا يتبعون ما أنفقوا م ًّنا ولا أذى)‪ ،‬لأوهمت‬ ‫تقييد ذلك بالحال‪ ،‬وإذا كان ال َم ّن والأذى ال ُم َتا ِخ ُمبْ ِط ًل لأثر الإنفاق مان ًعا من‬ ‫الثواب‪ ،‬فال ُم َقا ِرن أولى وأحرى»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬تفسير الراغب (‪.)354/1‬‬ ‫‪ )2‬تفسير البغوي (‪.)324 /1‬‬ ‫‪ )3‬طريق الهجرتين (‪.)366 /1‬‬ ‫‪138‬‬

‫‪ -10‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱ‬ ‫ﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻ ﯼﯽﯾﭼ (النساء)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬تأمل قوله تعالى في الشفاعة الحسنة‪ :‬ﭽﯪﯫ ﯬ‬ ‫ﯭﭼ‪ ،‬وفي السيئة‪ :‬ﭽﯳﯴﯵﯶﭼ؛ فإن لفظ (ال ِك ْفل) ي ُ ْش ِعر بال ِح ْمل‬ ‫والثقل‪ ،‬ولفظ (النصيب) ي ُشعر بالحظ الذي َينْ َصب طال ُبه في تحصيله‪ ،‬وإن كان كل‬ ‫منهما ي ُستعمل في الأمرين عند الانفراد‪ ،‬ولكن لما قرن بينهما‪ ،‬حسن اختصاص‬ ‫حظ الخير بالنصيب وحظ الشر بال ِك ْفل»(‪.)1‬‬ ‫‪ -11‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝ‬ ‫ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﭼ (الأعراف)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬وأما الإخبار عن الرحمة وهي ُمؤنثة بالتاء‪ ،‬بقوله‪ :‬ﭽﯠﭼ‬ ‫وهو ُم َذ َّكر‪ ،‬ففيه اثنا عشر َم ْسل ًك‪ ...‬ال َم ْسلَك السادس‪ ...:‬أن الرحمة صفة من صفات‬ ‫الرب ‪ ،f‬والصفة قائمة بالموصوف لا تُفارقه؛ لأن الصفة لا تُفارق موصوفها‪ ،‬فإذا‬ ‫كانت قريبة من المحسنين فالموصوف ‪ f‬أولى بال ُقرب منه‪ ،‬بل قُرب رحمته تبع ل ُقربه‬ ‫هو ‪ f‬من المحسنين‪ ...‬فالرب ‪ f‬قريب من المحسنين‪ ،‬ورحمته قريبة منهم‪ ،‬و ُقربه‬ ‫يستلزم قُرب رحمته‪ ،‬ففي حذف التاء هاهنا تنبيه على هذه الفائدة العظيمة الجليلة‪،‬‬ ‫وأن الله تعالى قريب من المحسنين‪ ،‬وذلك يستلزم ال ُقربين‪ُ :‬قربه وقُرب رحمته‪ .‬ولو‬ ‫قال‪( :‬إن رحمة الله قريبة من المحسنين) لم يدل على ُقربه تعالى منهم؛ لأن ُقربه تعالى‬ ‫أخص من ُقرب رحمته‪ ...‬فلا ت َ ْستَ ِهن بهذا المسلك فإن له شأنًا‪ ،‬وهو ُمتَ َض ِّمن ل ِس‬ ‫بديع من أسرار الكتاب‪.)2(»...‬‬ ‫‪ )1‬روضة المحبين (ص ‪.)378‬‬ ‫‪ )2‬بدائع الفوائد (‪.)31-30 ،18 /3‬‬ ‫‪139‬‬

‫‪ -12‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ‬ ‫ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﭼ (الأعراف)‪.‬‬ ‫ﱫﮪﱪ؛‬ ‫قوله‬ ‫إلى‬ ‫( َس َكن)‬ ‫قوله‬ ‫عن‬ ‫سبحانه‬ ‫« َف َع َدل‬ ‫‪:r‬‬ ‫القيم‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ‫ً‬ ‫تنزيل للغضب منزلة السلطان الآمر الناهي‪ ،‬الذي يقول لصاحبه‪ :‬افعل‪ ،‬لا تفعل‪.‬‬ ‫فهو ُم ْس َت ِجيب لداعي الغضب الناطق فيه‪ ،‬ال ُمتكلم على لسانه»(‪.)1‬‬ ‫‪ -13‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‬ ‫ﮓﮔ ﮕﭼ (التوبة)‪.‬‬ ‫قال ابن هبيرة ‪« :r‬إنما لم يقل‪( :‬ما ُك ِتب علينا)؛ لأنه أمر يتعلق بالمؤمن‪،‬‬ ‫ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له؛ إن كان خي ًرا فهو له في العاجل‪ ،‬وإن كان ش ًّرا‬ ‫فهو ثواب له في الآجل»(‪.)2‬‬ ‫‪ -14‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬ ‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫ﯯﯰﭼ (يونس)‪.‬‬ ‫قال ابن رجب ‪« :r‬وأما الصبر فإنه ِضياء‪ ،‬وال ِّضياء‪ :‬هو النور الذي َي ُصل‬ ‫فيه نوع حرار ٍة وإحراق كضياء الشمس‪ِ ،‬بلاف القمر‪ ،‬فإنه نو ٌر َم ٌض‪ ،‬فيه إشرا ٌق‬ ‫بغير إحرا ٍق؛ قال الل ُه ع َّز وج َّل‪ :‬ﭽﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﭼ‪ ،‬و ِمن‬ ‫ُهنا َوص َف الل ُه شريع َة ُمو َس بأنها ضياء؛ كما قال‪ :‬ﭽﮁﮂﮃﮄ‬ ‫ﮅﮆﮇﮈﮉ ﭼ (الأنبياء)‪.‬‬ ‫‪ )1‬إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان (ص ‪.)34‬‬ ‫‪ )2‬ذيل طبقات الحنابلة (‪.)142/2‬‬ ‫‪140‬‬

‫وإن كان قد ذكر أ َّن في ال َّتوراة نُو ًرا؛ كما قال‪ :‬ﭽﮁﮂﮃﮄﮅ‬ ‫والأﮆغلﭼال(المواائل َأدثْة‪:‬قا‪4‬ل‪،)4.‬ووولَص َكف َّنشالر َغياعلةبمحعلمىٍدشري‪g‬عبِتأهنمهاالنوض ٌري؛اءل؛مالمافيفهياهام َمننا ا ْللَ ِنآي ِفصاَّي ِةر‬ ‫ال َّسمحة؛ قال الل ُه تعالى‪ :‬ﭽﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ‬ ‫ﮄﭼ (المائدة)‪ ،‬وقال‪ :‬ﭽﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ‬ ‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬ ‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ‬ ‫ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ‬ ‫ﮟﮠﮡﭼ (الأعراف)‪ ،‬ولما كان الصبر شا ًّقا على النفوس‪ ،‬يحتاج إلى‬ ‫مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه‪ ،‬كان ضيا ًء»(‪.)1‬‬ ‫‪ -15‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯿﰀ ﰁﰂ ﰃﰄﰅﰆ‬ ‫ﰇﭼ (هود)‪.‬‬ ‫الصلتاأمح الل فشيخالصجميلالة ُما ْل َنأوخييربةعي ًﭽدا لا يَأْ َﰅس لضعف اﰆلإﭼي‪،‬ماولن‪،‬مويلقاليُ‪:‬با(ليصباهلزحيومنة)ا؛لخلأيرن‪،‬‬ ‫فكن صالحًا ُم ْص ِل ًحا‪ ،‬وراش ًدا ُم ْر ِش ًدا(‪.)2‬‬ ‫‪ -16‬قال تعالى‪ :‬ﱫﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ‬ ‫ﯓﱪ (مريم‪.)59 :‬‬ ‫فقوله‪ :‬ﱫﮭﮮﱪ قال السعدي ‪« :r‬بمعنى أرادوها وصارت‬ ‫هي همهم‪ ،‬وانقادوا لها وصاروا مطيعين لها؛ فلذلك قال‪ :‬ﱫﮭﱪ ولم يقل‪:‬‬ ‫‪ )1‬جامع العلوم والحكم (‪.)25-24/2‬‬ ‫‪ )2‬ليدبروا آياته (‪.)109/1‬‬ ‫‪141‬‬

‫(تناولوا وأكلوا) ونحو ذلك لهذا المعنى؛ لأن هذا الذم إنما يتناول متبعي الشهوات‪،‬‬ ‫فمهما اشتهت نفوسهم فعلوه على أنه المقصود المتبوع»(‪.)1‬‬ ‫‪ -17‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‬ ‫ﭱ ﭲ ﭼ (الحج)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬ال ُم ْر ِضع َمن لها ولد تُرضعه‪ .‬وال ُمر ِضعة من أَل َقمت‬ ‫الثدي للرضيع‪ ،‬وعلى هذا فقوله تعالى‪ :‬ﭽﭜﭝﭞﭟﭠﭡ‬ ‫ﭢﭼ أبلغ من ( ُمر ِضع) في هذا المقام؛ فإن المرأة قد تَذ َهل عن الرضيع إذا كان‬ ‫غير ُمبَا ِش للرضاعة‪ ،‬فإذا التقم الثدي واشتغلت برضاعه لم تَ ْذ َهل عنه إلا لأمر‬ ‫أعظم عندها من اشتغالها بالرضاع‪.‬‬ ‫وتأمل رحمك الله تعالى السر البديع في عدوله سبحانه عن (كل حامل) إلى‬ ‫قوله‪ :‬ﭽﭥﭦﭼ‪ ،‬فإن الحامل قد ُت ْطلَق على ال ُم َه َّيأة للحمل‪ ،‬وعلى من هي في‬ ‫أول حملها ومبادئه‪ ،‬فإذا قيل‪ :‬ﭽﭥﭦﭼ‪ ،‬لم يكن إلا لمن ظهر حملها وصلح‬ ‫للوضع كام ًل أو ِس ْق ًطا؛ كما يقال‪( :‬ذات ولد)»(‪.)2‬‬ ‫‪ -18‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯕﯖﯗﭼ (الشعراء)‪.‬‬ ‫«فإن قلت‪ :‬لِ َم َ َجع الشافع و َو َّحد الصديق؟ قلت‪ :‬لكثرة الشفعاء في العادة‬ ‫وقلة الصديق»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬المواهب الربانية (ص ‪.)59‬‬ ‫‪ )2‬بدائع الفوائد (‪ .)22-21 /4‬وقد مضى ذلك (ص ‪.)80‬‬ ‫‪ )3‬الكشاف (‪.)322 /3‬‬ ‫‪142‬‬

‫‪ -19‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯫﯬﯭﯮﯯﯰ ﯱﯲ ﯳ‬ ‫ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫ﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭼ (الأحزاب)‪.‬‬ ‫قال صاحب التفسير الكبير ‪« :r‬بيانًا لزيادة ثوابهن‪ ،‬كما بين زيادة عقابهن‬ ‫ﭽﭙ ﭚﭛﭼ في ُمقابلة قوله تعالى‪ :‬ﭽﯲ ﯳﯴ ﯵﭼ‪،‬‬ ‫وهي أن عند إيتاء الأجر ذكر ال ُم ْؤ ِت وهو الله‪ ،‬وعن َد العذا ِب لَم يُص ِّرح‬ ‫فقال‪ :‬ﭽﯲﭼ إشارة إلى كمال الرحمة والكرم‪ ،‬كما أن الكريم‬ ‫مع لطيفة‬ ‫بِال ُمع ِّذ ِب‬ ‫الحي(‪ )1‬عند النفع يظهر نفسه وفعله‪ ،‬وعند ال ُّض لا يذكر نفسه»(‪.)2‬‬ ‫‪ -20‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭼ (النجم)‪.‬‬ ‫قال ابن عطية ‪« :r‬والضلال أب ًدا يكون من غير قصد من الإنسان إليه‪،‬‬ ‫والغي كأنه شيء يكتسبه الإنسان ويريده‪ ،‬نفى الله تعالى عن نبيه هذين الحالين‪،‬‬ ‫وغوى الرجل يغوي‪ :‬إذا سلك سبيل الفساد والعوج‪ ،‬ونفى الله تعالى عن نبيه أن‬ ‫يكون ضل في هذه السبيل التي أَ ْسلَ َكه الله إياها‪ ،‬وأثبت له تعالى في (الضحى) أنه‬ ‫ًّ‬ ‫قد كان قبل النبوءة ضال بالإضافة إلى حاله من الرشد بعدها»(‪.)3‬‬ ‫‪ -21‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭼ (الواقعة)‪.‬‬ ‫لأن‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫اللحم‬ ‫ْ‬ ‫على‬ ‫الفاكهة‬ ‫ْ‬ ‫«وتقديم‬ ‫‪:r‬‬ ‫عاشور‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ‫ِذكر‬ ‫ِذكر‬ ‫الفواكه أعز‪ ،‬وبهذا يظهر وجه المخالفة بين الفاكهة ولحم طير فجعل ال َّت َخ ّي‬ ‫‪ )1‬هكذا في النسخة المطبوعة‪ .‬ولعلها‪( :‬الحَ ِ ّي)‪.‬‬ ‫‪ )2‬مفاتيح الغيب (‪.)166/25‬‬ ‫‪ )3‬المحرر الوجيز (‪.)196/5‬‬ ‫‪143‬‬

‫للأول‪ ،‬والاشتهاء للثاني؛ ولأن الاشتهاء أعلق بالطعام منه بالفواكه‪ ،‬فلذة كسر‬ ‫الشاهية بالطعام لذة زائدة على لذة ُح ْسن طعمه‪ ،‬وكثرة ال َّت َخ ّي للفاكهة هي لذة‬ ‫تلوين الأصناف»(‪.)1‬‬ ‫‪ -22‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬ ‫ﮦﮧﮨﮩﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯﭼ (المنافقون)‪.‬‬ ‫«ومعنى ﭽﮠﮡﭼ‪ :‬لا ت َ ْشغلكم‪.‬‬ ‫وقد تقول‪ :‬لماذا لم يقل‪( :‬لا تشغلكم)؟ والجواب‪ :‬أ َّن من ال ُّش ْغل ما هو محمو ٌد‪،‬‬ ‫فقد يكون شغ ًل في حق‪ ،‬كما جاء في الحديث‪« :‬إن في الصلاة ل ُشغ ًل»(‪ ،)2‬وكما قال‬ ‫تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭼ (يس‪ ،)55 :‬أما الإلهاء فمما لا خي َر‬ ‫فيه‪ ،‬وهو مذمو ٌم على وجه العموم‪ ،‬فاختار ما هو أحق بالنهي»(‪.)3‬‬ ‫‪ -23‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ ﯺﭼ (الإنسان)‪.‬‬ ‫قال الماوردي ‪« :r‬وجمع بين الشاكر والكفور‪ ،‬ولم يجمع بين الشكور والكفور‬ ‫‪-‬مع اجتماعهما في معنى المبالغة‪َ -‬ن ْفيًا للمبالغة في الشكر وإثباتا لها في الكفر؛‬ ‫لأن شكر الله تعالى لا يُ َؤ َّدى‪ ،‬فانتفت عنه المبالغة‪ ،‬ولم تَنْتَف عن الكفر المبالغة‪،‬‬ ‫َف َق َّل ُشكره؛ لكثرة النعم عليه‪ ،‬و َك ُث كفره ‪ -‬وإن قل ‪ -‬مع الإحسان إليه»(‪.)4‬‬ ‫‪ )1‬التحرير والتنوير (‪.)295 /27‬‬ ‫‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)1216‬‬ ‫‪ )3‬لمسات بيانية (‪.)179 -178‬‬ ‫‪ )4‬النكت والعيون للماوردي (‪.)164/6‬‬ ‫‪144‬‬

‫‪ -6‬المتشابه اللفظي(‪:)1‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼ ﰕ ﭼ (البقرة)‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫ﭽﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭰﭼ (إبراهيم)‪.‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬قوله تعالى‪ :‬ﭽﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼ ﰕﭼ‬ ‫(البقرة)؛ أي‪ :‬اجعل هذه ال ُب ْق َعة بل ًدا آم ًنا ونَا َسب هذا؛ لأنه قبل بناء الكعبة‪،‬‬ ‫وقال تعالى في سورة إبراهيم‪ :‬ﭽﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭰﭼ‬ ‫(إبراهيم)‪ ،‬ونَا َسب هذا هناك؛ لأنَّه ‪-‬والله أعلَم‪ -‬كأنَّه وقع دعاء َم َّرة ثانية بَعد‬ ‫َ‬ ‫إِسماعيل‬ ‫من‬ ‫س ًّنا‬ ‫أصغر‬ ‫هو‬ ‫الذي‬ ‫إسحاق‬ ‫َم ْو ِل‬ ‫وبعد‬ ‫به‪،‬‬ ‫أهله‬ ‫واستقرار‬ ‫البيت‬ ‫بناء‬ ‫بثلاث عشر َة سن ًة؛ ولهذا َقال في آخر ال ُّدعاء‪ :‬ﭽﯓﯔﯕﯖﯗ ﯘﯙ‬ ‫ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﭼ (إبراهيم‪.)2(»)39 :‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى في سورة البقرة‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭗﭘﭙﭚ‬ ‫ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ ﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪ‬ ‫ﭫﭬ ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ ﭸﭹﭺﭻ‬ ‫ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ‬ ‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚﭼ(البقرة)‪،‬‬ ‫‪ )1‬انظر الإتقان في علوم القرآن (‪.)390 /3‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن كثير (‪ ،)425/1‬وانظر‪ :‬الإتقان في علوم القرآن (‪.)394 /3‬‬ ‫‪145‬‬

‫وقال بعد ذلك‪ :‬ﭽﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬ ‫ﯕ ﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬ ‫ﯩﯪ ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ ﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﭼ(البقرة)‪.‬‬ ‫ففي الآية الأولى قال‪ :‬ﭽﮐﮑﭼ‪ ،‬وفي الثانية قال‪ :‬ﭽﯰﯱﭼ‪ ،‬فما‬ ‫وجه ذلك؟‬ ‫قال السيوطي ‪« :r‬لأ َّن الأو َل وردت بعد نَ َواهٍ فناسب النهي عن قُربانِها‪،‬‬ ‫والثانية بعد أوامر فناسب النهي عن تع ِّديها وتجاوزها بِأن يُو َقف عندها»(‪.)1‬‬ ‫قال ابن عثيمين ‪« :r‬قوله تعالى‪ :‬ﭽﯰﯱﭼ؛ أي‪ :‬لا تتجاوزوها‪ ،‬وقال‬ ‫العلماء‪ :‬إذا كانت الحدود مما يجب فعله قال تعالى‪ :‬ﭽﯰﯱﭼ؛ وأما إذا كانت‬ ‫الحدود من المحرمات فإنه تعالى يقول‪ :‬ﭽﮐﮑﭼ»(‪.)2‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮘﮙﮚ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ‬ ‫ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬ﭽﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫ﯣﯤﯥ ﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬تأمل كيف َج َّرد الخبر هنا عن الفا ِء فقال‪ :‬ﭽﮧﮨ‬ ‫ﮩﮪﭼ (البقرة‪ ،)262 :‬و َق َرنه بالفا ِء في قوله تعالى‪ :‬ﭽﯜﯝ‬ ‫ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﭼ (البقرة‪،)274 :‬‬ ‫‪ )1‬الإتقان في علوم القرآن (‪.)394/3‬‬ ‫‪ )2‬تفسير القرآن الكريم (البقرة) للعثيمين (‪.)109 /3‬‬ ‫‪146‬‬

‫الشرط والجزا ِء‪،‬‬ ‫معنى‬ ‫أالو ِّالصملَوةصأوو الف ُتص ْففِهةم‪،‬‬ ‫االلفخاب َءرالُمداْستَخل َحة ّقعلبىماختبرضالممنبته ادلأمابلتمودأُصمونل‬ ‫فإن‬ ‫كان هنا يقتضي‬ ‫فلما‬ ‫وأن‬ ‫بيان َح ْص ال ُم َس َت ِحق للجزا ِء دون غيره‪ ،‬جرد الخبر عن الفا ِء‪ ،‬فإن المعنى‪ :‬أن الذي‬ ‫ينفق ماله لله ولا َي ُم ّن ولا يُؤذي‪ ،‬هو الذي يستحق الأجر المذكور‪ ،‬لا الذي يُن ِفق‬ ‫لغير الله‪ ...‬و َي ُمن و ُيؤذي بنفقته‪ ،‬فليس المقام مقام شرط وجزا ٍء بل مقام بيان‬ ‫لل ُم ْستَ ِحق من غيره‪ ،‬وفي الآية الأخرى للمستحق دون غيره‪.‬‬ ‫وفى الآية الأخرى َذ َكر الإنفاق بالليل والنهار س ًّرا وعلانية‪ ،‬ف َذ َكر عموم‬ ‫الأوقات وعموم الأحوال‪ ،‬فأتى بالفا ِء في الخبر؛ ليدل على أن الإنفاق في أي وقت‬ ‫ُو ِجد من ليل أو نهار‪ ،‬وعلى أية حالة ُو ِجد من سر وعلانية‪ ،‬فإنه سبب للجزاء على‬ ‫كل حال‪ ،‬فليبادر إليه العبد ولا ينتظر به غير وقته وحاله‪ ،‬ولا يُؤ ِّخر نفقة الليل‬ ‫إذا حضر إلى النهار‪ ،‬ولا نفقة النهار إلى الليل‪ ،‬ولا ينتظر بنفقة العلانية وقت‬ ‫السر‪ ،‬ولا بنفقة السر وقت العلانية‪ ،‬فإن نفقته فى أي وقت وعلى أي حال ُو ِج َدت‬ ‫سبب لأجره وثوابه‪ ،‬فتدبر هذه الأسرار في القرآن؛ فلعلك لا تظفر بها تمر بك في‬ ‫التفاسير‪ ،‬والمنة والفضل لله وحده لا شريك له»(‪.)1‬‬ ‫‪ - 4‬قال تعالى في سورة البقرة‪ :‬ﭽﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬ ‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫ﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ ﯿﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅﰆ‬ ‫ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼ (البقرة)‪ ،‬وفي سورة إبراهيم‪ :‬ﭽﯤ ﯥ ﯦ‬ ‫ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫ﯷﯸﯹﯺﯻ ﯼﯽ ﭼ (إبراهيم)‪.‬‬ ‫‪ )1‬طريق الهجرتين (ص ‪.)366‬‬ ‫‪147‬‬

‫قال ابن جماعة ‪« :r‬إن ال َم َثل هنا للعامل‪ ،‬فكان تقديم َن ْف قُدرته و ِصلَتها‬ ‫أنسب؛ لأن ﭽﯶﭼ من ِصلَة ال ُقدرة‪ ،‬وآية (إبراهيم)؛ المثل للعمل؛ لقوله تعالى‪:‬‬ ‫ﱫﯤﯥﯦﯧﯨ ﯩﱪ (إبراهيم‪ ،)١٨ :‬تقديره‪َ :‬مثَل أعمال‬ ‫الذين كفروا»(‪.)1‬‬ ‫‪ -5‬قال تعالى‪ :‬ﭐﱫﮉﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‬ ‫ﮓ ﮔﮕﮖﮗﱪ (البقرة‪.)282 :‬‬ ‫وقال تعالى‪ :‬ﭐﱫﮀﮁﮂﮃ ﮄ ﮅﮆﮇﮈ‬ ‫ﮉﮊﮋ ﮌﮍﮎﱪ (الطلاق‪.)2 :‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬قال تعالى في شهادة المال‪ :‬ﱫ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﱪ‬ ‫(البقرة‪ ،)282:‬وقال في الوصية والرجعة‪ :‬ﱫﮉ ﮊ ﮋﱪ (الطلاق‪)2 :‬؛ لأن‬ ‫ارلع ُمدض ًاْسهلتَبك ْشاه‪ِ،‬هنبدهلوهلناالابُمكد َضأيِّصناعيلححقكبهو‪،‬انلوحهعقذ‪،‬دا ًافللهُمفويْسينتَأفتْشيسِههبد‪،‬مي َونأْسيتَيرْضشا ِهضفاإدهبنلحاحلقفلهثاظب‪َ c‬حتقّقاعه‪،‬لندفههإن‪،‬انفكلل‪:‬امييﱫككفنيﮔ‬ ‫ﮕﮖﮗﱪ؛ لأن صاحب الحق هو الذي يحفظ ماله بمن يرضاه‪ ،‬وإذا قال‬ ‫من عليه الحق‪ :‬أنا راض بشهادة هذا علي؛ ففي قبوله نزاع‪ ،‬والآية تدل على أنه ُي ْقبَل‪،‬‬ ‫بخلاف الرجعة والطلاق؛ فإن فيهما ح ًقا لله‪ ،‬وكذلك الوصية فيها حق لغائب» اهـ(‪.)2‬‬ ‫‪ -6‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ‬ ‫ﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭼ (آل عمران)‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬ﭽﭸﭹ ﭺﭻ‬ ‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﭼ (آل عمران)‪.‬‬ ‫‪ )1‬كشف المعاني في المتشابه من المثاني (‪.)120/1‬‬ ‫‪ )2‬إعلام الموقعين (‪.)74/1‬‬ ‫‪148‬‬

‫قال ابن كثير ‪« :r‬قالت في ُمنَا َجاتها‪ :‬ﭽﭚﭛﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡﭼ؛‬ ‫تقول‪ :‬كيف يُو َجد هذا الولد مني وأنا لست بذات زوج ولا من َع ْزمي أن أتزوج‪،‬‬ ‫لأله‪.‬ي‪:‬فقهاكل لذهااأَالْمملرَ اُلكله‪-‬ععنظايلمل‪،‬ه‬ ‫ﭽﭤ‬ ‫‪ -b‬في جواب هذا السؤال‪:‬‬ ‫ولست بغ ًّيا؟ حاشا‬ ‫هنا بقوله‪:‬‬ ‫لا يُع ِج ُزه شيء‪ .‬و َ َّصح ها‬ ‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ؛‬ ‫يخلُ ُق؛‬ ‫يُبﭽقي ُشﭦبهﭼة‪،‬ولوأَم َّكيدق ذلل‪( :‬ك َيبْفقَعوُلله)‪:‬‬ ‫لئلا‬ ‫ها هنا على أنه‬ ‫كما في قصة زكريا‪ ،‬بل نَ َّص‬ ‫ﭱﭼ»(‪.)1‬‬ ‫ﭽﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‬ ‫‪ -7‬قال تعالى‪ :‬ﱫﮱ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜ ﯝﯞ‬ ‫ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ‬ ‫ﯭﯮ ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ ﯹﯺﯻ ﯼﯽ‬ ‫ﯾﯿﰀﰁﰂﰃ ﱪ (الأنعام)‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬ﱫﭺﭻ ﭼﭽ‬ ‫ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ ﮇﮈ ﮉﱪ(الإسراء)‪.‬‬ ‫من َف ْق ِر ُك ُم‬ ‫وقال في سورة‬ ‫الحاصل‪.‬‬ ‫أي‪ :‬خشية‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬أي‪ :‬ولا تَقتلوهم‬ ‫َف ْق ٍر في الآجل؛‬ ‫حصول‬ ‫( ُسبْ َحا َن)‪ :‬ﭽﭺﭻ ﭼﭽﭾﭼ؛‬ ‫ولهذا قال ُهناك‪ :‬ﭽﯨﯩﯪﭼ‪ ،‬فبدأ برزقهم؛ ِللاهتمام بهم؛ أي‪ :‬لا‬ ‫تخافوا من فقركم بسببهم‪ ،‬فرزقهم على الله»(‪.)2‬‬ ‫‪ -8‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫ﮇﮈﭼ (الأعراف)‪ ،‬وقال‪ :‬ﭽﮩﮪﮫﮬ ﮭ ﮮﮯﮰﮱ‬ ‫ﯓ ﯔﯕﯖﭼ (فصلت)‪ ،‬وقال‪ :‬ﭽﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝ‬ ‫ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬ ‫ﮯﮰ ﮱﯓﭼ (غافر‪.)٥٦ :‬‬ ‫‪ )1‬تفسير ابن كثير (‪.)44/2‬‬ ‫‪ )2‬السابق (‪.)362/3‬‬ ‫‪149‬‬

‫قال ابن القيم ‪« :r‬وتَأَ َّمل ِح ْكمة القرآن الكريم كيف جاء في الاستعاذة‬ ‫من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه بلفظ السميع العليم في الأعراف‬ ‫والسجدة ( ُف ِّصلَت)‪ :‬ﭽﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫ﮇﮈﭼ (الأعراف)‪ ،‬ﭽﮩﮪﮫﮬ ﮭ ﮮﮯﮰﮱ ﯓ‬ ‫ﯔﯕﯖﭼ (فصلت)‪ ،‬وجاءت الاستعاذة من شر الإنس الذين يُؤن َ ُسون‬ ‫و ُيرون بالأبصار بلفظ‪ :‬ﭽﮰ ﮱﭼ في سورة حم المؤمن‪ ،‬فقال‪ :‬ﭽﮘ‬ ‫ﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ ﮦﮧ‬ ‫ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰ ﮱﯓﭼ (غافر)؛ لأن أفعال‬ ‫هؤلاء أفعال ُم َعايَنة تُرى بالبصر‪ ،‬وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في‬ ‫القلب يتعلق بها العلم؛ فأمر بالاستعاذة بالسميع العليم فيها‪ ،‬وأمر بالاستعاذة‬ ‫بالسميع البصير في باب ما يُرى بالبصر و ُيدرك بالرؤية والله أعلم»(‪.)1‬‬ ‫وقال ‪« :r‬وتأمل ِ ّس القرآن الكريم كيف أَ َّكد الوصف بالسميع العليم‬ ‫ْ‬ ‫ب ِذكر‬ ‫بالألف‬ ‫الوصف‬ ‫و َع َّرف‬ ‫واختصاصها‪،‬‬ ‫النِّ ْسبة‬ ‫تأكيد‬ ‫على‬ ‫الدال‬ ‫ﭽﯓﭼ‬ ‫صيغة‬ ‫واللام في سورة ﭽﭑﭼ (فصلت)؛ لاقتضاء المقام لهذا التأكيد‪ ،‬وتركه في سورة‬ ‫الأعراف لاستغناء المقام عنه؛ فإن الأمر بالاستعاذة في سورة ﭽﭑﭼ وقع بعد‬ ‫الأمر بأشق الأشياء على النفس وهو ُم َقابَلة إساءة ال ُمسيء بالإحسان إليه‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر لا يقدر عليه إلا الصابرون‪ ،‬ولا يُلَ َّقاه إلا ذو حظ عظيم كما قال الله تعالى‪.‬‬ ‫والشيطان لا يَ َدع العبد يفعل هذا‪ ،‬بل يُ ِريه أن هذا ُذل وعجز‪ ،‬وي ُ َسلِّط عليه‬ ‫عدوه فيدعوه إلى الانتقام ويزينه له‪ ،‬فإن عجز عنه دعاه إلى الإعراض عنه‪ ،‬وألا‬ ‫‪ )1‬بدائع الفوائد (‪.)239-238 /2‬‬ ‫‪150‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook