اإللدىهحرقااألََ ََلشت ْاطبن َرعنيْي ٍهعماكواشنكووماار أٍَلْ ،حِ rور:ك َياا«نلءوأابنأقه لدنماي َذاأَْسقظَعواهوابريبلنه امكلنِحلْاعلمتعةيزنَنم ْاقهلِلمَأه َمإم َّلرىيِْم اننن،تثحشماالَا َلل َأت ْغحيشلَرَقوايهْءمن،وم َفَشننََحالَسعُبوةو،ءا ما هو فيه ،إلى ُح ْس َن ما هم عليه؛ حتى يكون الناس أمة واحدة َخ ِّية»(.)1 -7قال تعالى :ﭽﮖﮗﮘ ﮙﮚﮛ ﮜﮝ ﮞﮟ ﮠﮡﮢ ﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬﮭﮮ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﭼ (آل عمران). قال ابن عثيمين « :rالنهي عن ال َّت َف ُّرق بعد ِذ ْك ِر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،يدل على أن تركه هو سبب للتفرق»(.)2 -8قال تعالى :ﭽﯦﯧﯨ ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ ﯳﯴﯵﯶﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭗﭘﭙﭼ (النساء). فالأمر بالاستغفار بعد قوله :ﭽﯫﯬﯭﯮﯯﯰﭼ ،يدل على أن الحاكم -القاضي -والمفتي ونحوهما بحاجة إلى الاستغفار؛ ليقع الحكم والفتيا على الصواب. قال شيخ الإسلام « :rإنه ليقف خاطري في المسألة والشيء أو الحالة التي ت ُ ْش ِك علي ،فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما أشكل» ،قال« :وأكون إذ ذاك في السوق أو المسجد أو الدرب أو المدرسة، لا يمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي»(.)3 )1التحرير والتنوير (.)36/4 )2شرح رياض الصالحين (.)409/2 )3العقود الدرية (ص .)22 101
-9قال تعالى :ﭽﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮒ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﭼ (الأعراف). قال البقاعي « :)1(rولما ذكر ال ُم ِ ِّصين على المعصية ،عطف عليه التائبين؛ ترغيبًا في مثل حالهم فقال :ﭽﮚﮛﮜﭼ»(.)2 -10قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣﭤ ﭥ ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭼ (الأنبياء). قال ابن كثير « :rالحكمة من ذكر عجلة الإنسان ها هنا :أنه لما ذكر المستهزئين بالرسول صلوات الله وسلامه عليه ،وقع في النفوس سرعة الانتقام منهم واستُ ْع ِجلَت ،فقال تعالى :ﱫﭣﭤﭥﭦﱪ؛ لأنه تعالى يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته ،يُؤ َّجل ثم يُع َّجل ،و ُينْ َظر ثم لا يُ َؤ َّخر؛ ولهذا قال :ﱫﭨ ﭩﱪ؛ أي :نقمتي واقتداري على من عصاني ،ﱫﭪﭫﱪ»(.)3 -11قال تعالى :ﭽﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉ ﮊﮋﮌﮍ ﮎﮏﭼ (الفرقان). )1هو :إبراهيم بن عمر بن حسن ال ُّرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي ،أبو الحسن برهان الدين ،مؤرخ أديب ،أصله من البقاع في سورية ،وسكن دمشق ورحل إلى بيت المقدس والقاهرة ،وتوفي بدمشق سنة 885هـ .انظر :الضوء اللامع ( ،)101/1والأعلام للزركلي (.)56 /1 )2نظم الدرر (.)92/8 )3تفسير ابن كثير (.)343/5 102
قال الزركشي « :rأذهلني يو ًما قوله تعالى :ﭽﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮖﭼ ،فقلت :يا لطيف!! َع ِل ْم َت أن قلوب أوليائك الذين يعقلون هذه الأوصاف عنك وتتراءى لهم تلك الأهوال لا تتمالك َفلَ َط ْفت بهم َفنَ َسبْت ﭽﮌﭼ إلى أَ َع ِّم اسم في الرحمة ف ُقلْت :ﭽﮏﭼ؛ ليلاقي هذا الاسم تلك القلوب التي يحل بها الهول َف ُي َما ِزج تلك الأهوال ،ولو كان بدله اس ًما آخر من عزي ٍز وجبا ٍر لتفطرت القلوب»(.)1 -12قال تعالى :ﭽﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﭼ (الأحزاب: ،)53وقال :ﭽﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮙﮚﮛﮜ ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﭼ (الأحزاب). لما ذكر الله تعالى آيات الحجاب في سورة الأحزاب ،تَ َو َّعد قبلها المنافقين وأضرابهم الذين يؤذون الله ورسوله وأهل الإيمان ،وهم حرب على الفضيلة وأهلها ،ثم أعقبها بِ َت َو ُّعد المنافقين وأصحاب القلوب المريضة ،وأهل الإرجاف وقالة السوء ،فيدخل في ذلك الطاعنون في الحجاب وال َّس ْت والعفاف ،وال ُمؤ ُذون لذوات ال ُّطهر وال ِح ْشمة. )1البرهان للزركشي (.)470/1 103
-13قال تعالى :ﭽﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧﭼ (الصافات). «قيلُ :روعي هنا مقابلة قولهم :ﭽﯛﯜﯝﭼ؛ لأنه يُفهم منه إرادتهم علو أمرهم بفعلهم ذلكَ ،ف ُقوبلوا بالضد ،فَ ُج ِعلوا الأسفلين»(.)1 -14قال تعالى :ﭽﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ ﮇﮈﮉ ﭼ (ق). قال ابن القيم « :rوتأمل قوله تعالى :ﭽﭽﭾﭿﮀﭼ ،فإن أعداء الرسول gنسبوه إلى ما لا يليق به ،وقالوا فيه ما هو ُم َ َّنه عنه ،فأمره الله cأن يصبر على قولهم ،ويكون له أسوة بربه ،cحيث قال أعداؤه فيه ما لا يليق»(.)2 -15قال تعالى :ﱫﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﱪ (الإنسان). قال ابن القيم « :rإن طال وقوفه في الصلاة لي ًل ونها ًرا لله ،وتحمل لأجله المشا َّق في مرضاته وطاعتهَ ،خ َّف عليه الوقو ُف في ذلك اليوم و َس ُه َل عليه ،وإن آثر الراحة هنا وال َّد َعة وال َب َطالَة والنعمة ،طال عليه الوقوف هناك واشتدت مشقته عليه»(.)3 )1ملاك التأويل (( )350/2بتصرف يسير) .وانظر :درة التنزيل ( ،)906-905/1كشف المعاني لابن جماعة (ص.)256 )2إغاثة اللهفان (.)340/2 )3اجتماع الجيوش الإسلامية (.)85-84/2 104
-16قال تعالى :ﭽﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﭼ (الشرح). من القواعد العامة( :التخلية قبل التحلية) ،وقد وردت في القرآن كثي ًرا؛ في مثل قوله تعالى :ﭽﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﭼ ،وهذا مقام التخلية، ال ِّذ ْكر: َّ َخ َّله في هذا وا ْعتَ ِب ﭽﯓﯔﯕﭼ، برفع حله عنه، الوزر بوضع فلما القرآن في كلمة التوحيد وغيرها تجده كثي َر الوقوع في القرآن(.)1 -17قال تعالى :ﭽﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭ ﭮﭯﭼ (الماعون). قال ابن عاشور « :rهذا إيذا ٌن بأ َّن الإيما َن بالبعث والجزاء هو الوازع الحق الذي يغرس في النفس جذور الإقبال على الأعمال الصالحة؛ حتى يصير ذلك لها ُخلُ ًقا إذا َش َّبت عليه ،فزكت وانساقت إلى الخير بدون كلفة ولا احتياج إلى أمر، ولا إلى مخافة ممن يقيم عليه العقوبات ،حتى إذا اختلى بنفسه ،وأَ ِم َن ال ُّرقَباء ،جاء بالفحشاء والأعمال النكراء!»(.)2 )1ليدبروا آياته (.)279/2 )2التحرير والتنوير (.)565/30 105
د .الربط بين الجمل: التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭼ (الفاتحة). َي ْع ِرض له مرضان عظيمان ،إن لم َيتَ َدا َركهما القلب القيم « :rإن قال ابن وهما :الرياء ،وال ِك ْب ،فدواء الرياء بـﭽﭢ ولابد؛ به إلى ال َّتلَف العبد تَ َرا َم َيا ﭣﭼ ،ودواء ال ِك ْب بـﭽﭤ ﭥﭼ ،وكثي ًرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول :ﭽﭢﭣﭼ تدفع الرياء ،ﭽﭤﭥﭼ تدفع الكبرياء. فإذا ُعو ِ َف من مرض الرياء بـﭽﭢ ﭣﭼ ،ومن مرض الكبرياء وال ُع ْجب بـﭽﭤ ﭥﭼ ،ومن مرض الضلال والجهل بـﭽﭧ ﭨ ﭩﭼ، الُع ُمونِْ َعَف ِممنعلأيمهرام،ضغهيروأالسمقغامضهوَ ،وب َر َفع َلليفهيم؛أثوواهمب العافية ،وتمت عليه النعمة ،وكان ِم َن أهل فساد القصد ،الذين عرفوا الحق وعدلوا عنه ،والضالين؛ وهم أهل فساد العلم ،الذين جهلوا الحق ولم يعرفوه .و َح َّق لسورة تشتمل على هذين ال ِّش َفا َءيْن أن ي ُ ْستَ ْش َف بها من كل مرض»(.)1 -2قال تعالى :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭼ (البقرة). «الخادم متى علم أن مخدومه ُم َّط ِلع عليه؛ كان أحرص على العمل وأكثر ا ْلذا ًذا به ،وأقل نُفرة عنه ،وكان اجتهاده في أداء الطاعات وفي الاحتراز عن )1مدارج السالكين (.)78/1 106
المحظورات أشد؛ فلهذه الوجوه أَ ْتبَع الله تعالى الأمر بالحج والنهي عن الرفث والفسوق والجدال بقوله :ﱫﭢﭣﭤﭥﭦﭧﱪ»(.)1 -3قال تعالى :ﭽﯛﯜ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯯﯰﭼ (الأنفال). قال ابن القيم « :rتأمل كيف أخبر عن حيلولته بين المرء وقلبه بعد أمره بالاستجابة له ولرسوله ،كيف تجد في ضمن هذا الأمر والخبر أن من ترك الاستجابة له ولرسوله ،حال بينه وبين قلبه؛ عقوبة له على ترك الاستجابة ،فإنه سبحانه يعاقب ً ﯪ ﭽﯩ تعالى: قال أول؛ عنه هي زاغت كما ثانيًا، هداها عن بإزاغتها القلوب ﯫﯬﯭﭼ (الصف.)2(»)٥: -4قال تعالى :ﭽﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸ ﭹﭺﭻ ﭼﭽﭼ (غافر). قال ابن القيم « :rتأمل كيف وقع الوصف بشديد العقاب بين صفة رحمة قبله وصفة رحمة بعده ،فقبله :ﭽﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭼ ،وبعده: ﭽﭳ ﭴﭼ؛ ففي هذا تصديق الحديث الصحيح وشاهد له ،وهو قوله:g «لما قضى الل ُه الخل َق ،كتب كتابًا عنده :غل َب ْت -أو قال :س َب َق ْت -رحمتي غ َضبي، فهو عنده فو َق ال َع ْر ِش»( ...)3وقد سبقت صفة الرحمة هنا وغلبت»(.)4 )1مفاتيح الغيب (.)185/3 )2الكلام على مسألة السماع (ص .)101 )3أخرجه البخاري (.)7553 )4بدائع الفوائد (.)193 /1 107
-5قال تعالى :ﭽﭑﭒ ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭼ (النجم). «فوص َفه لوي َيع َسم َبل بضها،لفموهنول امليَجعاله ِملا،لحو َّلقافغهاو ٍو وضاه ٌّلو بأنه أن يعل َم قال شيخ الإسلام :r الح َّق الظالم ،فإن صلا َح العبد في أولي من كان به، و َع ِمل علمه و َمن واتبَ َع هواه فهو غا ٍو، عنه ،و َمن َع ِل َمه فخال َفه الأبصار عل ًما»(.)1 الأيدي عم ًل ،ومن أولي -6قال تعالى :ﭽﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﭼ (الإنسان.)21: قال ابن كثير « :rولما ذكر تعالى زينة الظاهر بالحرير والحلي ،قال بعده: ﭽﯷﯸﯹﯺﭼ؛ أيَ :ط َّهر بواطنهم من الحسد والحقد والغل والأذى وسائر الأخلاق الردية»(.)2 )1جامع المسائل لابن تيمية (.)85/ 3 )2تفسير ابن كثير (.)293/8 108
هـ .الربط بين موضوع الآية وخاتمتها: -قال البقاعي « :rومن تدبر الابتداء عرف الختم ومن تأمل الختم ،لاح له الابتداء»(.)1 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ ﭦﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭼ (البقرة.)203: قال ابن كثير « :rفإنه لما ذكر الله تعالى ال َّن ْفر الأول والثاني ،وهو تفرق الناس من موسم الحج إلى سائر الأقاليم والآفاق ،بعد اجتماعهم في المشاعر والمواقف، قال :ﭽﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭼ؛ أي :تجتمعون يوم القيامة»(.)2 وقال السعدي « :rﭽﯪﯫﭼبامتثال أوامره واجتناب معاصيه، ﭽﭪﭫﭬﭭﭼ ،فمجازيكم بأعمالكم؛ فمن اتقاه وجد جزاء التقوى عنده ،ومن لم يتقه عاقبه أشد العقوبة ،فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله؛ فلهذا حث تعالى على العلم بذلك»(.)3 -2قال تعالى :ﭽﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ ﯩﯪﯫﭼ (البقرة). )1نظم الدرر (.)136/3 )2تفسير ابن كثير (.)562/1 )3تفسير السعدي (ص .)93 109
قال في الكشاف« :و ُروي أ ّن قارئًا قرأ (غفور رحيم) ،فسمعه أعرابي فأنكره -ولم يقرأ القرآن -وقال :إن كان هذا كلام الله فلا يقول كذا الحكيم!! لا يذكر الغفران عند الزلل؛ لأنه إغراء عليه»(.)1 -3قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭼ (النساء). لما ذكر الله قوامة الرجل على المرأة ،وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز ،ختم الآية بقوله :ﭽﭸﭹﭺﭻﭼﭼ ،فَ َذ َّكر بعلوه وكبريائه ترهيبًا للرجال؛ لئلا يعتدوا على النساء ،ويتعدوا حدود الله التي أمر بها(.)2 قال القاسمي « :rﭽﭸﭹﭺﭻﭼﭼ فاحذروه؛ تهديد للأزواج على ظلم النسوان من غير سبب ،فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم ،وعجزن عن الانتصاف منكم؛ فالله علي كبير ،قادر ،ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن ،فلا تغتروا بكونكم أعلى ي ًدا منهن ،وأكبر درجة منهن ،فإن الله أعلى منكم ،وأقدر منكم عليهن ،ف َختْ ُم الآية بهذين الاسمين فيه تمام المناسبة»(.)3 )1الكشاف ( ،)253 /1وانظر :الإتقان في علوم القرآن (.)347/3 )2ليدبروا آياته (.)74/1 )3محاسن التأويل (.)100/3 110
-4قال تعالى :ﭽﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹ ﯺﭼ (المائدة.)118 : قال ابن القيم « :rولم يقل( :الغفور الرحيم) وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى؛ فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم ،والأمر بهم إلى النار ،فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة ،بل مقام براءة منهم»(.)1 وكذلك فإنه حينما يعذبهم أو يغفر لهم ،فإن ذلك صادر عن عزة وحكمة، وليس عن ضعف وعجز عن المؤاخذة حال المغفرة ،أو َو ْضع للأمر في غير موضعه. -5قال تعالى :ﭽﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣ ﭼ (الأعراف). قال شيخ الإسلام « :rلما كان قوله تعالى :ﭽﯙﯚﯛﭼ مشتم ًل على جميع مقامات الإيمان والإحسان ،وهي :الحُ ُّب والخوف والرجاءَ ،ع َّقبها بقوله: ﭽ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﭼ؛ أي :إنما َت َنا ُل من دعاه خوفًا وطم ًعا، فهو المحسن ،والرحمة قريب منه؛ لأن مدار الإحسان على هذه الأصول الثلاثة»(.)2 -6قال تعالى في سياق خطاب شعيب nلقومه :ﭽﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﭼ (هود). )1مدارج السالكين (.)359 -358 /2 )2مجموع الفتاوى (.)26/15 111
قال السعدي « :rأي :ليس لي من المقاصد إلا أن تصلح أحوالكم، وتستقيم منافعكم ،وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي شيء بحسب استطاعتي ،ولما كان هذا فيه نوع تزكية للنفس ،دفع هذا بقوله :ﭽﯹﯺﯻ ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﭼ»(.)1 -7قال تعالى :ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣﭼ (يوسف). قال شيخ الإسلام « :rمن احتمل الهوان والأذى في طاعة الله على الكرامة والعز في معصية الله -كما فعل يوسف nوغيره من الأنبياء والصالحين -كانت العاقبة له في الدنيا والآخرة ،وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعي ًما وسرو ًرا»(.)2 -8قال تعالى بعد أن ذكر آيات ال ُم َل َعنَة :ﭽﰂﰃﰄﰅﰆ ﰇ ﰈﰉ ﰊﰋ ﭼ (النور). قال السيوطي « :rفإن بادئ الرأي يقتضي «تواب رحيم»؛ لأن الرحمة مناسبة للتوبة ،لكن عبر به إشارة إلى فائدة مشروعية اللعان وحكمته ،وهي ال َّس ْت عن هذه الفاحشة العظيمة»(.)3 )1تفسير السعدي (ص .)387 )2مجموع الفتاوى (.)132/15 )3الإتقان في علوم القرآن (.)352/3 112
-9قال تعالى :ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮈﮉﮊﮋ ﮌﮍ ﮎﮏ ﮐﮑ ﮒﮓ ﮔﮕﮖ ﮗﮘ ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯔﯕﯖ ﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ ﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽﯾﯿﰀ ﰁﰂﭼ (النور.)31 ،30: قال شيخ الإسلام « :rفي قوله في آخر الآية :ﱫﯻ ﯼ ﯽﯾﯿ ﰀﰁﰂﱪ ،فوائد جليلة؛ منها :أن أمره لجميع المؤمنين بالتوبة في هذا السياق؛ تنبيه على أنه لا يخلو مؤمن من بعض هذه الذنوب التي هي :ترك غض البصر ،وحفظ الفرج ،وترك إبداء الزينة ،وما يتبع ذلكَ ،ف ُم ْستَ ِقل و ُم ْس َت ْك ِث»(.)1 -10قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻﭼﭼ (القصص). قال ابن هبيرة « :rإنما ذكر السماع عند ذكر الليل ،والإبصار عند ذكر النهار؛ لأن الإنسان يدرك سمعه في الليل أكثر من إدراكه بالنهار ،ويرى بالنهار أكثر مما يرى بالليل». )1مجموع الفتاوى (.)403/15 113
قال ال ُم َ ِّبد « :)1( rسلطان السمع في الليل ،وسلطان البصر في النهار »(.)2 -11قال تعالى :ﭽﮒﮓﮔﮕ ﮖﮗﮘﮙﮚ ﮛﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ ﭼ (السجدة). «تلحظ هنا توافق النسق القرآني بين صدر الآيات و َع ُجزها ،ففي الآية السابقة قال سبحانه :ﭽﮒﮓ ﮔ...ﭼ؛ أي :يد ُّل ويرشد ،والكلام فيها عن قصص تاريخي ،فناسبها :ﭽﮤﮥ ﭼ ،أما هنا فالكلام عن َم َشا ِهد َم ْرئية، فناسبها :ﭽ ﯘﯙﭼ؛ فهذا ينبغي أ ْن ي ُسمع ،وهذا ينبغي أ ْن يُرى»(.)3 -12قال تعالى :ﭽﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ ﯩﯪﭼ (الشورى). قال ابن عاشور « :rوذكر صفتي الولي الحميد دون غيرهما؛ لمناسبتهما للإغاثة؛ لأن الولي ُي ِسن إلى مواليه ،والحميد يعطي ما ُيْ َمد عليه»(.)4 )1هو :محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي ،أبو العباس ،المعروف بال ُم َ ِّبد ،إمام العربية ببغداد في زمنه ،وأحد أئمة الأدب والأخبار ،مولده بالبصرة ،ووفاته ببغداد ،توفي سنة286 :هـ .انظر :تاريخ العلماء النحويين (ص ،)62والأعلام للزركلي (.)144 /7 )2ذيل طبقات الحنابلة ( ،)148/2وهو تابع للكلام المنقول عن ابن هبيرة .وانظر :مفتاح دار السعادة ( ،)208 /1تفسير السعدي (ص .)623 )3تفسير الشعراوي ( .)11867 -11866 /19وانظر :فتح البيان (.)35 /11 )4التحرير والتنوير (.)96/25 114
و .الربط بين المقاطع في السورة: التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿﰀﰁﰂ ﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃﮄﮅ ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﭼ (النساء). ثم قال بعدها :ﭽﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢﯣ ﯤ ﯥﯦﯧﯨﯩ ﯪﯫﯬ ﯭﯮﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳﯴﭼ (النساء). قال السيوطي « :rتقدم أن صورة السبب قطعية الدخول في العام ،وقد تنزل الآيات على الأسباب الخاصة وتوضع مع ما يناسبها من الآي العامة رعاية لنظم القرآن و ُح ْسن السياق ،فيكون ذلك الخاص قري ًبا من صورة السبب في كونه قطعي الدخول في العام ،كما اختار ال ُّسبْ ِك أنه ُر ْت َبة متوسطة دون السبب وفوق ال ُم َج َّرد. مثا ُل قوله تعالى :ﭽﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﭼ ...إلى آ ِخر ِه ،فإنها إشارة إلى كعب بن الأشرف ونحوه من وعملحماارءباةلايلهَّنوبديلَ َّماgقَفَِد َمسأولاومهمك:ةمو َنشاأههددواىقتسلبىيبًلد؟ ٍرم َحح َّمردضووأا الص ُمحشابرهكأيمننعحلىن؟الفأقاخلذواب:ثأأنرتهم!!م 115
مع علمهم بما في كتابهم من نعت ال َّنبي gال ُمنْ َط ِبق عليه ،وأخذ المواثيق عليهم ألا يكتموه ،فكان ذلك أمانة لازمة لهم ولم يُ َؤ ُّدوها حيث قالوا للكفار :أنتم أهدى سبي ًل ،حس ًدا للنبي .gفقد تضمنت هذه الآية مع هذا القول :ال َّت َو ُّع َد عليه؛ المفيد للأمر بِ ُم َقابِ ِله ال ُم ْشتَ ِمل على أداء الأمانة التي هي بيان صفة النبي gبإفادة أنَّه الموصوف في كتابهم ،وذلك مناسب لقوله :ﭽﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠﭼ ،فهذا عام في ك ِّل أمانة ،وذلك خاص بأمانة هي صفة النبي gبالطريق السابق ،والعا ُّم تَا ٍل للخاص في ال َّرسم ُمترا ٍخ عنه في النزول ،والمناسبة تقتضي دخول ما دل عليه الخاص في العام؛ ولذا قال ابن العربي في تفسيره :وجه النظم :أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد ،وقولهم :إن المشركين أهدى سبي ًل ،فكان ذلك خيانة منهم ،فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات»(.)1 ولمزيد من الإيضاح فإن هذه الآيات :ﭽﯵﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽﯾﯿﭼ ...إلى قوله :ﭽﮠﮡﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱﯓﯔ ﯕ ﯖﯗﭼ (النساء )57-51 :نزلت -فيما ُروي( -)2بسبب سؤال المشركين لليهود: أنحن أهدى أم محمد؟ فأجابهم اليهود :أنتم أهدى من محمد !! وسجدوا لأصنامهم؛ فكان ذلك منهم كتمانًا للشهادة بالحق ،وتضيي ًعا للأمانة التي ُ ِّحلُوها. ثم قال بعد هذه الآيات :ﭽﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ فهذه الآية نزلت -فيما ُروي -بسبب مفاتيح الكعبة. )1الإتقان في علوم القرآن (.)114 -113 /1 )2انظر :السنن الكبرى للنسائي ( ،)11643وللوقوف على المرويات الواردة في ذلك -وهي لا تخلو من ضعف -ينظر :الاستيعاب في بيان الأسباب (.)411 -405/1 116
قال الواحدي « :)1(rنزلت في ابن طلحة ،قبض النبي gمفتاح الكعبة، فدخل الكعبة يوم الفتح ،فخرج وهو يتلو هذه الآية ،فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح وقال« :خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله لا ينزعها منكم إلا ظالم»(.)2 فهذا هو سبب النزول -على فرض صحة الحديث -ويدخل في عموم الأمانات ما سبق من الشهادة بالحق ،الأمر الذي ضيعه اليهود حينما سألهم المشركون. ْ -2قال تعالى في سورة الأعراف ،بعد ِذك ِر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان :ﭽﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓﭼ (الأعراف). قال ابن عاشور « :rوكان لاختيار استحضارهم عند الخطاب بعنوان بني آدم مرتين َو ْق ٌع عجيب :بعد الفراغ من ذكر قصة خلق آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان؛ وذلك أن شأن الذرية أن َتثْأر لآبائها ،و ُت َعادي عدوهم ،وتحترس من الوقوع في َ َش ِكه»(.)3 )1هو :علي بن أحمد بن محمد بن علي بن َم ُّتو َية ،أبو الحسن الواحدي ،مفسر ،عالم بالأدب ،نعته الذهبي: بـ(إمام علماء التأويل) ،كان من أولاد التجار ،أصله من ساوة -بين الر ّي وهمذان -ومولده ووفاته بنيسابور ،توفي سنة468 :هـ .انظر :وفيات الأعيان ( ،)304 /3والأعلام للزركلي (.)255 /4 )2انظر :أخبار مكة للأزرقي ( ،)265 /1( ،)109 /1أسباب النزول للواحدي ( ،)158 /1المقاصد الحسنة ( ،)431جامع الأحاديث ( ،)30405الدر المنثور ( .)570 /2وللوقوف على المرويات في ذلك -ولا تخلو من ضعف -ينظر :الاستيعاب في بيان الأسباب (.)416 -412/1 )3التحرير والتنوير (.)73/8 117
-3قال تعالى :ﭽﮩﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸﯹﯺ ﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﭼ (النور). قال ابن تيمية َ « :rذ َك َر سبحانه آية النور عقيب آيات غ ِّض البصر ،فقال :ﭽﮩ ُ يقول: وكان ِفراسة، له تطئ لا الكرماني ُش َجاع بن شاه وكان ﮬﭼ، ﮪﮫ َمن َع َّمر ظاهره باتباع السنة ،وباطنه بدوام ال ُمراقبة ،وغ َّض بصره عن ال َمحارم ،وك َّف نفسه عن ال َّشهواتَ - ،و َذ َك َر َخ ْصلَ ًة خامسة ،وهي :أ ْك ُل الحلال -لم ُ ْت ِطئ له ِف َرا َسة. والله تعالى َيْزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله؛ فغ ُّض بصره ع َّما َح ُرم ُي َع ِّوضه الله عليه من جنسه بما هو خي ٌر منه؛ َفيُ ْط ِل ُق نور بصيرته ،و َيفتَ ُح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف ،ونحو ذلك ِم َّما ينا ُل ببصيرة القلب»(.)1 وقال الشنقيطي « :rلما أمر الله تعالى ببعض الأمور التي لا غنى للناس عنها، ونهى عن بعض الأمور التي بارتكابها يحصل الضرر على المجتمع والأفراد ،وحث على بعض الآداب السماوية ،بين سبحانه أن امتثال تلك الأوامر ،واجتناب تلك النواهي ،والتزام تلك الآداب؛ ينور لها قلوب عباده فيوفقهم لها ،ويطمس قلوب آخرين ،فلا يمتثلون أوامره ،ويرتكبون نواهيه ،فضرب للموفق هذا المثل ،وضرب للضالين المثل الآتي في قوله تعالى :ﭽﮎ ﮏ ﮐﮑﮒ...ﭼ (النور.)2(»)٤٠: )1مجموع الفتاوى ( ،)258 -257 /21وانظر ما ذكره في (.)283 -282 /15 )2تفسير سورة النور للشنقيطي (ص .)135 118
-4قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﭼ (لقمان). قال ابن كثير « :rلما ذكر تعالى حال السعداء ،وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه ،كما قال الله تعالى :ﭽﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﭼ(الزمر) ،عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله ،وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب ،كما قال ابن مسعود في قوله تعالى :ﭽﭰﭱﭲﭳﭴ ﭵﭼ قال :هو -والله -الغناء»(.)1 )1تفسير ابن كثير (.)330/6 119
ويلحق بذلك( :دلالة الاقتران). دلالة الاقتران(:)1 التطبيق: -1كثي ًرا ما َي ْقرن الله تعالى بين الصلاة والزكاة؛ كما في قوله تعالى :ﭽﭝ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭼ (البقرة). وقال تعالى :ﭽﮛﮜﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢﭼ (البقرة). وقد قيل في وجه هذا الاقتران بين الصلاة والزكاة(:)2 ( )1أن الصلاة ِصلَة بين العبد وربه ،وأما الزكاة َف ِصلَة وإحسان إلى المخلوقين، وسعادة العبد دائرة بين ُح ْسن ِصلَ ِته بربه ،وإحسانه إلى الخلق. ( )2أن العبادات :إما مالية ،وإما بدنية ،ورأس العبادات المالية :الزكاة ،كما أن رأس العبادات البدنية :الصلاة ،فجمع بينهما بهذا الاعتبار. ( ) 3أن الزكاة ُط ْهرة للمال ،والصلاة ُط ْهرة للنفس ،فتجتمع له الطهارتان. )1وقد َع َّرفَها العلماء بتعريفات مختلفة بناء على صورة ذهنية لكل منهم ،والواقع أنها أنواع؛ لذا فإن الأليق بموضوعنا أن نقتصر على أعم تلك التعريفات ،وهو الذي ذهب إليه أبو يعلى الفراء في كتابه العدة في أصول الفقه ( )1420 /4حيث قال :أن يذكر الله تعالى أشياء في لفظ واحد ويعطف بعضها على بعض. ووجه ارتباط ذلك بموضوع المناسبات ظاهر؛ ولذلك نجد أمثلته تدخل تحت بعض صور المناسبات، كالمناسبة بين الجملة والجملة ،أو الآية والآية. )2ينظر :مفاتيح الغيب ( ،)485 /3( ،)269 /2تفسير أبي حيان ( ،)69 /1تفسير السعدي (ص .)40 120
( )4أن الصلاة شكر لنعمة البدن ،والزكاة شكر لنعمة المال. قال شيخ الإسلام ابن تيمية « :rولهذا يقرن الله بين الصلاة والزكاة تارة، وهي الإحسان إلى الخلق وبينهما وبين الصبر تارة ،ولا بد من الثلاثة :الصلاة، والزكاة ،والصبر؛ لا تقوم مصلحة المؤمنين إلا بذلك في صلاح نفوسهم وإصلاح غيرهم لا سيما كلما قويت الفتنة والمحنة ،فالحاجة إلى ذلك تكون أشد»(.)1 وقال ابن كثير « :rالصلاة حق الله وعبادته ،وهي مشتملة على توحيده والثناء عليه ،وتمجيده والابتهال إليه ،ودعائه والتوكل عليه ،والإنفا ُق هو الإحسان إلى المخلوقين بالنفع المتعدي إليهم»(.)2 قال السعدي « :rإن الله تعالى يقرن بين الصلاة والزكاة؛ لكونهما أفضل العبادات ،وأكمل القربات ،عبادات قلبية ،وبدنية ،ومالية ،وبهما يوزن الإيمان، ويعرف ما مع صاحبه من الإيقان»(.)3 -2قال تعالى :ﭽﭩﭪﭫﭬﭭﭼ (البقرة.)197: قال ابن القيم « :rأَ َمر الحاج بأن يتزودوا لسفرهم ،ولا يسافروا بغير زاد ،ثم نبههم على زاد سفر الآخرة ،وهو التقوى؛ فكما أنه لا يصل المسافر إلى مقصده إلا بزاد ُي َبلِّغه إياه ،فكذلك المسافر إلى الله تعالى والدار الآخرة لا يصل إلا بزاد من التقوى ،فجمع بين الزادين»(.)4 )1مجموع الفتاوى (.)154 /28 )2تفسير ابن كثير(.)169-168 /1 )3تفسير السعدي (ص .)83 )4إغاثة اللهفان (.)58/1 121
-3قال تعالى :ﭽﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ ﮀﮁﮂﮉﭼ (الأعراف)« ،فجمع بين الزينتين :زينة البدن باللباس ،وزينة القلب بالتقوى ،زينة الظاهر والباطن ،وكمال الظاهر والباطن»(.)1 -4قال تعالى :ﭽﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﭼ (آل عمران). قال ابن رجب « :rولهذا المعنى كان أشد الناس عذابًا من قتل نب ًّيا؛ لأنّه سعى في الأرض بالفساد ،ومن قتل عال ًما ،فقد قتل خليفة نبي ،فهو ساع في الأرض بالفساد أي ًضا؛ ولهذا قرن الله بين قتل الأنبياء وقتل العلماء الآمرين بالمعروف»(.)2 -5قال تعالى :ﭽﯭﯮﯯﯰﭼ (المائدة.)2: قال الما َو ْردي « :rنَ َد َب الله تعالى إلى التعاون به و َق َرنَ ُه بالتقوى له؛ لأن في التقوى رضا الله تعالى ،وفي البر رضا الناس؛ ومن جمع بين رضا الله تعالى و ِر َضا الناس فقد َت َّم ْت سعادته و َع َّمت نعمته»(.)3 )1السابق .وقال « :rوتأمل قوله تعالى :ﱫ ﭣ ﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄﱪ (الزخرف)؛ كيف نبههم بالسفر الحسي على السفر إليه ،وجمع لهم بين السفرين كما جمع لهم الزادين في قوله :ﱫﭩﭪﭫﭬﭭﱪ (البقرة ،)197 :فجمع لهم بين زاد سفرهم وزاد معادهم ،وكما جمع بين اللباسين في قوله :ﱫﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﱪ (الأعراف) ،فذكر سبحانه زينة ظواهرهم وبواطنهم ،ونبههم بال ِح ِّس على المعنوي ،و َف ْهم هذا ال َق ْدر زائد على فهم ُمَ ّرد اللفظ ووضعه في أصل اللسان» اهـ .إعلام الموقعين ( ،)174-173/2وانظر نحوه في :تفسير ابن كثير (.)220/7 )2شرح حديث أبي الدرداء (ضمن مجموع رسائل ابن رجب) (.)32/1 )3أدب الدنيا والدين (.)183/1 122
-6قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜ ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭼ (المائدة). قال ابن القيم « :rفذكر الأمرين -أي جمع بين (اللهم) و(ربنا)-ولم يجئ في القرآن سواه ،ولا رأيت أح ًدا تعرض لهذا ولا نبه عليه ،وتحته سر عجيب دا ٌّل على كمال معرفة المسيح بربه وتعظيمه له؛ فإن هذا السؤال كان عقيب سؤال قومه له :ﭽﯞﯟﯠﯡ ﯢﯣﯤﯥﯦﭼ ،فَ َخ َّو َفهم بالله وأعلمهم أن هذا مما لا يليق أن ي ُسأل عنه ،وأن الإيمان يَ ُر ُّده ،فلما ألحُّوا عليه في الطلب وخاف المسيح أن يُداخلهم الشك إن لم ُيابوا إلى ما سألوا ،بدأ في السؤال باسم ﭽﭕﭼ الدال على الثناء على الله بجميع أسمائه وصفاته ،ففي ضمن ذلك تَ َص ّوره بصورة ال ُمثني الحامد الذاكر لأسماء ربه ال ُمثني عليه بها .وأن المقصود منه بهذا الدعاء وقضاء هذه الحاجة :إنما هو أن يُثني على الرب بذلك ،و ُي َم ِّجده به ،ويذكر آلاءه ،و ُيظهر شواهد قدرته وربوبيته ،ويكون برهانًا على صدق رسوله فيحصل بذلك من زيادة الإيمان والثناء على الله أمر يحسن معه الطلب ويكون كالعذر فيه ،فأتى بالاسمين :اسم الله الذي يُثْ َن عليه به ،واسم الرب الذي يُد َع وي ُسأَل به، لما كان المقام مقام الأمرين. فتأمل هذا السر العجيب ولا َينْ ُب عنه فهمك ،فإنه من الفهم الذي يؤتيه الله من يشاء في كتابه وله الحمد»(.)1 -7قال تعالى :ﭽﰀﰁﰂﰃ ﰄ ﰅﰆﰇﰈﰉﰊ ﰋﰌﰍﭼ (الأنعام). )1بدائع الفوائد (.)194 /2 123
قال شيخ الإسلام « :rالعينان هما َربِيْ َئ ُة القلب ،وليس من الأعضاء أشد ارتبا ًطا بالقلب من العينين؛ ولهذا جمع الله بينهما في قوله :ﭽﰀﰁ ﰂﭼ ،ﭽﭠﭡﭢﭣﭤﭼ (النور ،)٣٧ :ﭽﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﭼ (الأحزاب ،)١٠ :ﭽ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝﯞﭼ (النازعات)؛ ولأن كليهما له النظر؛ فنظر القلب الظاهر بالعينين ،والباطن به وحده»(.)1 -8قال تعالى :ﭽﮉ ﮊﮋﮌﮍ ﭼ (طه). قال ابن القيم َ « :rي ْق ِر ُن ا ْس ِت َوا َء ُه على العرش بهذا الاسم كثي ًرا؛ كقوله تعالى: ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ ،ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃﭼ (الفرقان: ،)59فاستوى على عرشه باسم الرحمن؛ لأن العرش محيط بالمخلوقات قد و ِس َعها، والرحمة ُميطة بالخلق واسعة لهم؛ كما قال تعالى :ﭽﭥﭦﭧﭨﭼ (الأعراف ،)156 :فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات؛ فلذلك َو ِس َع ْت رحم ُت ُه كل شيء»(.)2 -9قال تعالى :ﭽﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭﭼ (المؤمنون). فَأ ْكل الحلال أَالْكلصااللححاراتم، أكل الطيبات وعمل بين الله كيف قرن «تأمل أو الوقوع في الصالحات ،كما أن فعل على يُعين العبد الطيب مما المشتبهات ،مما يُث ِقل العبد عن فعل الصالحات»(.)3 )1مجموع الفتاوى (.)225 /16 )2مدارج السالكين (.)57/1 )3ليدبروا آياته (.)162/1 124
-10قال تعالى :ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣﭤ ﭥﭦﭧ ﭨ ﭩﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯﱸ (الحديد .)r قال شيخ الإسلام ابن تيمية « :rولن يقوم الدين إلا بالكتاب والميزان والحديد؛ كتاب يُه َدى به ،وحديد َينْ ُصه؛ كما قال تعالى :ﱹﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﱸ ،فالكتاب به يقوم العلم والدين ،والميزان به تقوم الحقوق في العقود المالكية وال ُق ُبوض ،والحديد به تقوم الحدود على الكافرين والمنافقين؛ ولهذا كان في الأزمان المتأخرة :الكتاب للعلماء وال ُع َّباد ،والميزان للوزراء وال ُك َّتاب ،وأهل الديوان ،والحديد للأمراء والأجناد. والكتاب له الصلاة؛ والحديد له الجهاد؛ ولهذا كان أكثر الآيات والأحاديث النبوية في الصلاة والجهاد ،وكان النبي gيقول في عيادة المريض« :اللهم اشف عبدك؛ يشهد لك صلاةً ،وينكأ لك عد ًّوا»(.)1 وقال « :gرأس الأمر الإسلام ،وعموده الصلاة ،وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله»()2؛ ولهذا جمع بينهما في مواضع من القرآن» اهـ(.)3 )1أخرجه أبو داود ( )3107من حديث عبد الله بن عمرو ،kوصححه ابن حبان ( ،)2974وحسنه الألباني في صحيح الجامع (.)466 )2أخرجه الترمذي ( ،)2616وابن ماجه ()3973؛ من حديث معاذ ،hوصححه الترمذي ،والألباني في صحيح الجامع ( )5136وغيره. )3الفتاوى الكبرى (.)116/5 125
-11قال الإسكافي « :rلسائل أن يسأل عن قوله في ِخ َلل ِذ ْكر الطلاق وال ِعد َد :ﭽﰀﰁﭼ ثلاث مرات ،يفعل به كذا ،واختصاص كل جزاء بمكان. فأوله :ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﯚ ﭼ (الطلاق). والثاني :ﭽﯱﯲ ﯳﯴﯵﯶﯷﯸ ﯹﭼ (الطلاق). والثالث :ﭽﰀﰁﰂﰃﰄ ﰅﰆﰇﰈﰉﭼ (الطلاق). والجواب أن ُي َقال :إنما اقترن بالطلاق وال ِع ّدة هذا الوعظ؛ لأن الطلاق فَ ُّض حا ٍل ُمتَ َم ِّهدة ،و َق ْطع آما ٍل ُمتأ ِّكدة ،والعدة باستيفائها يخلص النسب ،ويصح للزوج الثاني الولد ،ولو لم يكن هذا الحد الذي َح َّده الله تعالى ،لَكان الفساد ُم َّت ِص ًل في انقضاء الدنيا ،فهو أحق الأشياء بالمراعاة وتأكيد المقال فيه والوصاة»(.)1 -12قال تعالى :ﭽﭙﭚ ﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭼ (الإنسان). « َمَا ِمع الطاعات محصورة في أمرين :التعظيم لأمر الله تعالى ،وإليه الإشارة بقوله :ﭽﭙﭚﭼ ،والشفقة على خلق الله ،وإليه الإشارة بقوله :ﭽﭡ ﭢﭼ»()2؛ فجاء الاقتران بينهما في هاتين الآيتين. )1درة التنزيل (.)1284 -1283 )2مفاتيح الغيب (.)746/ 18 126
-13قال تعالى :ﭽﮧﮨﮩﮪﭼ (الليل ،)٥ :وقال :ﭽﯿﰀﰁﰂ ﰃﰄﰅﰆﭼ (النحل.)١٢٨ : قال شيخ الإسلام « :rهذان الأصلان هما ِ َجاع الدين العام -كما يُقال:- التعظيم لأمر الله ،والرحمة لعباد الله؛ فالتعظيم لأمر الله يكون بالخشوع والتواضع وذلك أصل التقوى ،والرحمة لعباد الله بالإحسان إليهم»(.)1 -14قال تعالى :ﭽﮊﮋﮌ ﮍﭼ (الكوثر). قال شيخ الإسلام « :rأمره الله أن يجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين: وهما الصلاة والنسك الدالتان على القرب والتواضع والافتقار و ُح ْسن الظن ،وقوة اليقين ،وطمأنينة القلب إلى الله ،وإلى ِع َدتِه وأمره ،وفضله و َخلَ ِفه ،عكس حال أهل الكبر والنفرة ،وأهل الغنى عن الله الذين لا حاجة في صلاتهم إلى ربهم يسألونه إياها ،والذين لا ينحرون له خو ًفا من الفقر ،وتر ًك لإعانة الفقراء وإعطائهم ،وسوء الظن منهم بربهم؛ ولهذا جمع الله بينهما في قوله تعالى:ﭽﯓﯔﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚﯛﯜﭼ (الأنعام) ،والنسك هي الذبيحة ابتغاء وجهه. والمقصود :أن الصلاة والنسك هما أَ َج ُّل ما يتقرب به إلى الله ،فإنه أتى فيهما بالفاء الدالة على السبب؛ لأن فعل ذلك وهو الصلاة والنحر سبب للقيام بشكر ما أعطاه الله إياه من الكوثر ،والخير الكثير ،فَ ُش ْكر ال ُمنْ ِعم عليه وعبادته أعظمها هاتان العبادتان ،بل الصلاة نهاية العبادات ،وغاية الغايات»(.)2 )1مجموع الفتاوى (.)214 /14 )2السابق (.)532-531 /16 127
( -15سورتا :الكافرون والإخلاص): كان النبي َ gي ْقرن بين سورتي الإخلاص والكافرون()1؛ وذلك أن «سورة ﭽ ﭑ ﭒﭓﭔﭼ فيها التوحيد القولي العلمي ،الذي تدل عليه الأسماء والصفات؛ ولهذا قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭼ (الإخلاص). وسورة :ﭽﭑﭒﭓﭼ فيها التوحيد القصدي العملي؛ كما قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭼ (الكافرون)، وبهذا يتميز من يعبد الله ممن يعبد غيره ،وإن كان كل واحد منهما يُ ِقر بأن الله رب كل شيء ،ويتميز ِع َباد الله المخلصون الذين لم يعبدوا إلا إياه ،ممن عبد غيره وأشرك به»(.)2 )1كما ثبت في الركعتين قبل الفجر ،وبعد المغرب ،والوتر .وللوقوف على الأحاديث الواردة في ذلك وتخريجها ،انظر :أصل صفة صلاة النبي gللألباني.)539 ،488 ،452/2( : )2اقتضاء الصراط المستقيم (.)394/2 128
الباب الرابع ّ النواحي في بالنظر إليه ُي َت َو َّصل ما اللغوية والجوانب البلاغية()1 ُ أنها كما العلم؛ ُصلْب من وليس واللّطائف، ال ُملَح من ُي َع ُّد الطريق هذا من ي ُستخرج ما عا َّمة )1 أمور محتملة غال ًبا. 129
-1الحقيقة والمجاز (عند القائل به)(:)1 التطبيق: قال تعالى :ﭽﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﭼ (البقرة). قال القرطبي « :rف ُس ِّ َم الدين صبغة استعارة ومجا ًزا ،من حيث تظهر أعماله و َس ْمته على المتدين ،كما يظهر أثر الصبغ في الثوب»(.)2 -2ما يتصل بمرجع الضمير: التطبيق: قال تعالى :ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﭼ (طه). «فإن قلتِ :لـ َم أسند الشقاء إلى آدم دون حواء؟ قلت :فيه وجهان :أحدهما :أن في ضمن شقاء الرجل شقاء أهله ،كما أن في سعادته سعادتهم؛ لأنه القيم عليهم. المرأة؛ دون الرجل على وذلك ال ُقوت، طلب في التعب بالشقاء ُ أنه الثاني: أريد لأن الرجل هو الساعي على زوجته»(.)3 )1الحقيقة عندهم :هي اللفظ المستعمل فيما ُوضع له .والمجاز :هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له ً أول على وجه يصح .انظر :إرشاد الفحول (.)63-62 /1 )2أحكام القرآن (.)144/2 )3تفسير الخازن ( .)282/4وسيأتي نحوه من كلام ابن القيم ( rص .)134 131
-3ما يُ ْؤ َخذ من الإظهار في موضع الإضمار ،وعكسه(:)1 التطبيق: -1قال تعالى :ﱫﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘ ﯙﯚﯛﱪ (النساء). «ولم يقل( :واستغفر َت لهم) ،وعدل عنه إلى طريقة الالتفات؛ تفخي ًما لشأن رسول الله gوتعظي ًما لاستغفاره»(.)2 -2قال تعالى :ﭽﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ ﮭﮮ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ ﯛﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﭼ (الأحزاب). )1الأصل أن يُ ْؤ َت في موضع الضمير بالضمير؛ لأنه أبين للمعنى ،وأخصر للفظ .وربما يُ ْؤ َت مكان الضمير بالاسم الظاهر لفائدة ،وهكذا العكس .انظر :أصول في التفسير للعثيمين (ص.)57 والإظهار المقصود به هنا :التصريح باللفظ وإبرازه في الموضع الذي يغني عنه الضمير. والإضمار :إسقاط الشيء لف ًظا لا معنى .فهو تَ ْرك ِذ ْكره من اللفظ ،وهو مراد بالنية والتقدير .انظر: الكليات (ص .)384 )2الكشاف (.)528/1 132
قال ابن الجوزي « :rأي :وأحللنا لك امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها لك ،ﭽﯛ ﯜﯝﯞﯟﭼ؛ أي :إِن آثر نكاحها ،ﱫﯠﯡﱪ؛ أي :خاصة(.)1 قال الز ّجاج :وإِنما قال :ﭽﯗﯘﯙﯚﭼ ،ولم يقل( :لك)؛ لأنه لو قال: (لك) ،جاز أن يُتو َّهم أن ذلك يجوز لغير رسول الله gكما جاز في بنات الع ِّم وبنات الع َّمات»(.)2 -3قال تعالى :ﱫﮆ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﱪ (الكوثر). قال ابن عاشور « :rولم يقل :فَ َص ِّل لنا؛ لما في لفظ ال َّرب من الإيماء إلى ِإنْعامه»(.)3 َف ْر ِط ً است ْح َقا ِق ِه عن فضل ربوبيَّته لأجل العبادة -4الالتفات( )4بأنواعه: التطبيق: -1قال تعالى :ﱫﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘ ﯙﯚﯛﱪ (النساء). )1زاد المسير (.)474/3 )2معاني القرآن وإعرابه للزجاج (.)232/4 )3التحرير والتنوير (.)574/30 )4وهو :نقل الكلام من أسلوب إلى أسلوب آخر ،كالعدول عن ال َغيبة إلى الخطاب أو التكلم ،أو على العكس .انظر :البرهان للزركشي ( ،)314/3التعريفات للجرجاني (ص .)35 133
«ولم يقل( :واستغفر َت لهم) ،وعدل عنه إلى طريقة الالتفات؛ تفخي ًما لشأن رسول الله gوتعظي ًما لاستغفاره»(.)1 -2قال تعالى :ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝﮞ ﮟﮠ ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫﮬﮭﭼ (الإسراء). قال ابن القيم « :rأعاد الضمير ﭽﮪﭼ بلفظ الخطاب وإن كان ﭽﮥ ﮦﮧﭼ يقتضي ال َغيْبَة؛ لأنه اجتمع ُما َطب وغائب ،ف َغ َّلب ال ُمخا َطب وجعل الغائب تب ًعا له؛ كما كان تب ًعا له في المعصية والعقوبة ،فحسن أن ُيعل تب ًعا له في اللفظ ،وهذا من ُحسن ارتباط اللفظ بالمعنى واتصاله به»(.)2 -3قال تعالى :ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﭼ (طه). قال ابن القيم « :rتأمل قوله تعالى :ﭽﮂﮃﮄﮅﮆﭼ ،كيف َ َّشك بينهما في الخروج وخص ال َّذ َكر بالشقاء؛ لاشتغاله بالكسب والمعاش ،والمرأة في خدرها»(.)3 هذين من لكل ً يصلح لكونه والإضمار)؛ (الإظهار أمثلة في قريبًا سبق وقد (،)528/1 الكشاف )1 مثال الموضعين. )2بدائع الفوائد (.)186/4 )3السابق ( ،)229/3وفيه التفات من التثنية إلى المفرد .وقد مضى قريبًا نحوه فيما يتصل بـ(مرجع الضمير) (ص .)59 134
-5الفروق اللفظية(:)1 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﭑﭒ ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭼ (البقرة). قال ابن القيم « :rتأمل كيف قال الله تعالى :ﭽﭚﭛﭜﭼ ،ف َو َّح َده، ثم قال :ﭽﭝﭞﭟﭠﭡﭼ ،فجمعها؛ فإن الحق واحد ،وهو صراط الله المستقيم ،الذي لا صراط يُو ِصل إليه سواه ،وهو عبادة الله وحده لا شريك له بما شرعه على لسان رسوله ،gلا بالأهواء والبدع ،وطرق الخارجين عما بعث الله به رسوله من الهدى ودين الحق ،بخلاف طرق الباطل ،فإنها متعددة ُمتَ َش ِّعبة؛ ولهذا ُي ْف ِرد الله cالحق ويجمع الباطل؛ كقوله تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭼ(البقرة)»(.)2 وقال rفي موضع آخر« :وتأمل قوله تعالى :ﭽﭚﭛﭜﭼ ،ولم يقل: (بنارهم) لتطابق أول الآية؛ فإن النار فيها إشراق وإحراق ،فذهب بما فيها من الإشراق -وهو النور -وأبقى عليهم ما فيها من الإحراق ،وهو ال َّنا ِر َّية»(.)3 )1والمقصود به هنا :بيان وجه التعبير بلفظ دون غيره؛ كقولهم :وجه التعبير بـ(كذا) دون (كذا). وله نَ ْو ُع َت َع ّلُق بالنوع الذي يأتي بعده ،وهو( :ال ُمتشابه اللفظي). وكذلك ما سيأتي (ص )163في بعض أمثلة (دلالات الجملة الاسمية والفعلية) ،في وجه التعبير ببعض الأفعال بصيغ ٍة كالمضارع أو غيره. )2اجتماع الجيوش الإسلامية (.)66-65 /2 )3السابق (.)64 /2 135
وقال rفي موضع آخر« :وتأمل كيف قال :ﭽﭜﭼ ولم يقل( :بضوئهم)، مع قوله :ﭽﭖﭗﭘﭙﭼ؛ لأن الضوء هو زيادة في النور ،فلو قال( :ذهب الله بضوئهم) ،لأوهم الذهاب بالزيادة فقط دون الأصل ،فلما كان النور أصل الضوء كان الذهاب به ذهابًا بالشيء وزيادته»(.)1 -2قال تعالى :ﱫﭮﭯﭰﭱﱪ (البقرة.)19 : قال ابن جماعة rفي بيان وجه جمع الظلمات ،وإفراد الرعد والبرق« :جوابه: أن ال ُم ْقتَضي للرعد والبرق واحد ،وهو :السحاب ،وال ُم ْقتَضي لل ُّظلْ َمة ُمتَ َع ِّدد وهو: الليل والسحاب والمطر؛ فجمع لذلك»(.)2 -3قال تعالى :ﭽﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀﭼ (البقرة). قال الأصفهاني « :rإن قيل :لم ذكر الكتابة دون القول؟ قيل :ل ّما كانت الكتابة ُم َت َض ِّمنة للقول وزائدة عليه؛ إذ هو كذب باللسان واليد ،صار أبلغ؛ لأن كلام اليد يبقى رسمه ،والقول يضمحل أثره»(.)3 -4قال تعالى :ﭽﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ ﮣﮤﮥﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯢﯣﯤﭼ (البقرة). )1السابق (.)65 /2 )2كشف المعاني في المتشابه من المثاني (ص .)90 )3تفسير الراغب (.)241 /1 136
قال ابن عاشور « :rقوله تعالى لنبيه :gﭽﮣﮤﮥﭼ ،دون (تحبها) أو (تهواها) أو نحوهما؛ فإن مقام النبي gيربو عن أن يتعلق َميْلُه بما ليس بمصلحة راجحة بعد انتهاء المصلحة العارضة لمشروعية استقبال بيت المقدس؛ ألا ترى أنه لما جاء في جانب قبلتهم بعد أن ن ُ ِس َخت جاء بقوله :ﭽﭢ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭼ ( ...البقرة ،)120 :الآي َة»(.)1 -5قال تعالى :ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭼ (البقرة). قال الأصفهاني « :rإنما قال :ﭽﭕﭖﭗﭼ ولم يقل( :أنفسهم)؛ لأن الإنسان لا يعرف نفسه إلا بعد انقضاء بُرهة من دهره ،ويعرف ولده من حين وجوده ،ثم في ذكر الابن ما ليس في ذكر النفس؛ فإن الإنسان( )2عصارة ذاته ونسخة صورته»(.)3 -6قال تعالى :ﭽﭪﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹ ﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀﭼ (البقرة). «الأمر بالاستباق إلى الخيرات َق ْد ٌر زائد على الأمر بفعل الخيرات؛ فإن الاستباق إليها يتضمن فعلها ،وتكميلها ،وإيقاعها على أكمل الأحوال ،والمبادرة إليها ،ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات ،فهو السابق في الآخرة إلى الجنات»(.)4 )1التحرير والتنوير (.)28 /2 )2هكذا في الأصل ،ولعل العبارة :فإن الابن عصارة ...أو :فابن الإنسان عصارة... )3تفسير الراغب (.)338 /1 )4تفسير السعدي (ص .)72 137
-7قال تعالى :ﭽﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂ ﮃﭼ (البقرة). قال الأصفهاني « :rإنما قال :ﱹﭻﱸ على الجمع؛ تنبي ًها على كثرتها منه، وأنها حاصلة في الدنيا توفي ًقا وإرشا ًدا ،وفي الآخرة ثوابًا ومغفرة»(.)1 -8قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ ﭻﭼ ﭼ (البقرة). قال البغوي « :rوالحكمة في المشي دون الطيران كونه أبعد من الشبهة؛ لأنها لو طارت لتوهم متوهم أنها غير تلك الطير ،وأن أرجلها غير سليمة .والله أعلم»(.)2 -9قال تعالى :ﭽﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ ﭼ (البقرة). قال ابن القيم « :rو َن َّبه بقوله :ﭽﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﭼ على أن ال َم َّن والأذى ولو تراخى عن الصدقة وطال زمنهَّ َ ،ض بصاحبه ولم يحصل له مقصود الإنفاق ،ولو أتى بالواو وقال( :ولا يتبعون ما أنفقوا م ًّنا ولا أذى) ،لأوهمت تقييد ذلك بالحال ،وإذا كان ال َم ّن والأذى ال ُم َتا ِخ ُمبْ ِط ًل لأثر الإنفاق مان ًعا من الثواب ،فال ُم َقا ِرن أولى وأحرى»(.)3 )1تفسير الراغب (.)354/1 )2تفسير البغوي (.)324 /1 )3طريق الهجرتين (.)366 /1 138
-10قال تعالى :ﭽﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱ ﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻ ﯼﯽﯾﭼ (النساء). قال ابن القيم « :rتأمل قوله تعالى في الشفاعة الحسنة :ﭽﯪﯫ ﯬ ﯭﭼ ،وفي السيئة :ﭽﯳﯴﯵﯶﭼ؛ فإن لفظ (ال ِك ْفل) ي ُ ْش ِعر بال ِح ْمل والثقل ،ولفظ (النصيب) ي ُشعر بالحظ الذي َينْ َصب طال ُبه في تحصيله ،وإن كان كل منهما ي ُستعمل في الأمرين عند الانفراد ،ولكن لما قرن بينهما ،حسن اختصاص حظ الخير بالنصيب وحظ الشر بال ِك ْفل»(.)1 -11قال تعالى :ﭽﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﭼ (الأعراف). قال ابن القيم « :rوأما الإخبار عن الرحمة وهي ُمؤنثة بالتاء ،بقوله :ﭽﯠﭼ وهو ُم َذ َّكر ،ففيه اثنا عشر َم ْسل ًك ...ال َم ْسلَك السادس ...:أن الرحمة صفة من صفات الرب ،fوالصفة قائمة بالموصوف لا تُفارقه؛ لأن الصفة لا تُفارق موصوفها ،فإذا كانت قريبة من المحسنين فالموصوف fأولى بال ُقرب منه ،بل قُرب رحمته تبع ل ُقربه هو fمن المحسنين ...فالرب fقريب من المحسنين ،ورحمته قريبة منهم ،و ُقربه يستلزم قُرب رحمته ،ففي حذف التاء هاهنا تنبيه على هذه الفائدة العظيمة الجليلة، وأن الله تعالى قريب من المحسنين ،وذلك يستلزم ال ُقربينُ :قربه وقُرب رحمته .ولو قال( :إن رحمة الله قريبة من المحسنين) لم يدل على ُقربه تعالى منهم؛ لأن ُقربه تعالى أخص من ُقرب رحمته ...فلا ت َ ْستَ ِهن بهذا المسلك فإن له شأنًا ،وهو ُمتَ َض ِّمن ل ِس بديع من أسرار الكتاب.)2(»... )1روضة المحبين (ص .)378 )2بدائع الفوائد (.)31-30 ،18 /3 139
-12قال تعالى :ﭽﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﭼ (الأعراف). ﱫﮪﱪ؛ قوله إلى ( َس َكن) قوله عن سبحانه « َف َع َدل :r القيم ابن قال ً تنزيل للغضب منزلة السلطان الآمر الناهي ،الذي يقول لصاحبه :افعل ،لا تفعل. فهو ُم ْس َت ِجيب لداعي الغضب الناطق فيه ،ال ُمتكلم على لسانه»(.)1 -13قال تعالى :ﭽﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮓﮔ ﮕﭼ (التوبة). قال ابن هبيرة « :rإنما لم يقل( :ما ُك ِتب علينا)؛ لأنه أمر يتعلق بالمؤمن، ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له؛ إن كان خي ًرا فهو له في العاجل ،وإن كان ش ًّرا فهو ثواب له في الآجل»(.)2 -14قال تعالى :ﭽﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰﭼ (يونس). قال ابن رجب « :rوأما الصبر فإنه ِضياء ،وال ِّضياء :هو النور الذي َي ُصل فيه نوع حرار ٍة وإحراق كضياء الشمسِ ،بلاف القمر ،فإنه نو ٌر َم ٌض ،فيه إشرا ٌق بغير إحرا ٍق؛ قال الل ُه ع َّز وج َّل :ﭽﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﭼ ،و ِمن ُهنا َوص َف الل ُه شريع َة ُمو َس بأنها ضياء؛ كما قال :ﭽﮁﮂﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉ ﭼ (الأنبياء). )1إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان (ص .)34 )2ذيل طبقات الحنابلة (.)142/2 140
وإن كان قد ذكر أ َّن في ال َّتوراة نُو ًرا؛ كما قال :ﭽﮁﮂﮃﮄﮅ والأﮆغلﭼال(المواائل َأدثْة:قا4ل،)4.ووولَص َكف َّنشالر َغياعلةبمحعلمىٍدشريgعبِتأهنمهاالنوض ٌري؛اءل؛مالمافيفهياهام َمننا ا ْللَ ِنآي ِفصاَّي ِةر ال َّسمحة؛ قال الل ُه تعالى :ﭽﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﭼ (المائدة) ،وقال :ﭽﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟﮠﮡﭼ (الأعراف) ،ولما كان الصبر شا ًّقا على النفوس ،يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه ،كان ضيا ًء»(.)1 -15قال تعالى :ﭽﯿﰀ ﰁﰂ ﰃﰄﰅﰆ ﰇﭼ (هود). الصلتاأمح الل فشيخالصجميلالة ُما ْل َنأوخييربةعي ًﭽدا لا يَأْ َﰅس لضعف اﰆلإﭼي،ماولن،مويلقاليُ:با(ليصباهلزحيومنة)ا؛لخلأيرن، فكن صالحًا ُم ْص ِل ًحا ،وراش ًدا ُم ْر ِش ًدا(.)2 -16قال تعالى :ﱫﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ ﯓﱪ (مريم.)59 : فقوله :ﱫﮭﮮﱪ قال السعدي « :rبمعنى أرادوها وصارت هي همهم ،وانقادوا لها وصاروا مطيعين لها؛ فلذلك قال :ﱫﮭﱪ ولم يقل: )1جامع العلوم والحكم (.)25-24/2 )2ليدبروا آياته (.)109/1 141
(تناولوا وأكلوا) ونحو ذلك لهذا المعنى؛ لأن هذا الذم إنما يتناول متبعي الشهوات، فمهما اشتهت نفوسهم فعلوه على أنه المقصود المتبوع»(.)1 -17قال تعالى :ﭽﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭼ (الحج). قال ابن القيم « :rال ُم ْر ِضع َمن لها ولد تُرضعه .وال ُمر ِضعة من أَل َقمت الثدي للرضيع ،وعلى هذا فقوله تعالى :ﭽﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭢﭼ أبلغ من ( ُمر ِضع) في هذا المقام؛ فإن المرأة قد تَذ َهل عن الرضيع إذا كان غير ُمبَا ِش للرضاعة ،فإذا التقم الثدي واشتغلت برضاعه لم تَ ْذ َهل عنه إلا لأمر أعظم عندها من اشتغالها بالرضاع. وتأمل رحمك الله تعالى السر البديع في عدوله سبحانه عن (كل حامل) إلى قوله :ﭽﭥﭦﭼ ،فإن الحامل قد ُت ْطلَق على ال ُم َه َّيأة للحمل ،وعلى من هي في أول حملها ومبادئه ،فإذا قيل :ﭽﭥﭦﭼ ،لم يكن إلا لمن ظهر حملها وصلح للوضع كام ًل أو ِس ْق ًطا؛ كما يقال( :ذات ولد)»(.)2 -18قال تعالى :ﭽﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯕﯖﯗﭼ (الشعراء). «فإن قلت :لِ َم َ َجع الشافع و َو َّحد الصديق؟ قلت :لكثرة الشفعاء في العادة وقلة الصديق»(.)3 )1المواهب الربانية (ص .)59 )2بدائع الفوائد ( .)22-21 /4وقد مضى ذلك (ص .)80 )3الكشاف (.)322 /3 142
-19قال تعالى :ﭽﯫﯬﯭﯮﯯﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭼ (الأحزاب). قال صاحب التفسير الكبير « :rبيانًا لزيادة ثوابهن ،كما بين زيادة عقابهن ﭽﭙ ﭚﭛﭼ في ُمقابلة قوله تعالى :ﭽﯲ ﯳﯴ ﯵﭼ، وهي أن عند إيتاء الأجر ذكر ال ُم ْؤ ِت وهو الله ،وعن َد العذا ِب لَم يُص ِّرح فقال :ﭽﯲﭼ إشارة إلى كمال الرحمة والكرم ،كما أن الكريم مع لطيفة بِال ُمع ِّذ ِب الحي( )1عند النفع يظهر نفسه وفعله ،وعند ال ُّض لا يذكر نفسه»(.)2 -20قال تعالى :ﭽﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭼ (النجم). قال ابن عطية « :rوالضلال أب ًدا يكون من غير قصد من الإنسان إليه، والغي كأنه شيء يكتسبه الإنسان ويريده ،نفى الله تعالى عن نبيه هذين الحالين، وغوى الرجل يغوي :إذا سلك سبيل الفساد والعوج ،ونفى الله تعالى عن نبيه أن يكون ضل في هذه السبيل التي أَ ْسلَ َكه الله إياها ،وأثبت له تعالى في (الضحى) أنه ًّ قد كان قبل النبوءة ضال بالإضافة إلى حاله من الرشد بعدها»(.)3 -21قال تعالى :ﭽﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭼ (الواقعة). لأن يكون قد اللحم ْ على الفاكهة ْ «وتقديم :r عاشور ابن قال ِذكر ِذكر الفواكه أعز ،وبهذا يظهر وجه المخالفة بين الفاكهة ولحم طير فجعل ال َّت َخ ّي )1هكذا في النسخة المطبوعة .ولعلها( :الحَ ِ ّي). )2مفاتيح الغيب (.)166/25 )3المحرر الوجيز (.)196/5 143
للأول ،والاشتهاء للثاني؛ ولأن الاشتهاء أعلق بالطعام منه بالفواكه ،فلذة كسر الشاهية بالطعام لذة زائدة على لذة ُح ْسن طعمه ،وكثرة ال َّت َخ ّي للفاكهة هي لذة تلوين الأصناف»(.)1 -22قال تعالى :ﭽﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧﮨﮩﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯﭼ (المنافقون). «ومعنى ﭽﮠﮡﭼ :لا ت َ ْشغلكم. وقد تقول :لماذا لم يقل( :لا تشغلكم)؟ والجواب :أ َّن من ال ُّش ْغل ما هو محمو ٌد، فقد يكون شغ ًل في حق ،كما جاء في الحديث« :إن في الصلاة ل ُشغ ًل»( ،)2وكما قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭼ (يس ،)55 :أما الإلهاء فمما لا خي َر فيه ،وهو مذمو ٌم على وجه العموم ،فاختار ما هو أحق بالنهي»(.)3 -23قال تعالى :ﭽﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ ﯺﭼ (الإنسان). قال الماوردي « :rوجمع بين الشاكر والكفور ،ولم يجمع بين الشكور والكفور -مع اجتماعهما في معنى المبالغةَ -ن ْفيًا للمبالغة في الشكر وإثباتا لها في الكفر؛ لأن شكر الله تعالى لا يُ َؤ َّدى ،فانتفت عنه المبالغة ،ولم تَنْتَف عن الكفر المبالغة، َف َق َّل ُشكره؛ لكثرة النعم عليه ،و َك ُث كفره -وإن قل -مع الإحسان إليه»(.)4 )1التحرير والتنوير (.)295 /27 )2أخرجه البخاري (.)1216 )3لمسات بيانية (.)179 -178 )4النكت والعيون للماوردي (.)164/6 144
-6المتشابه اللفظي(:)1 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼ ﰕ ﭼ (البقرة) ،وقال: ﭽﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭰﭼ (إبراهيم). قال ابن كثير « :rقوله تعالى :ﭽﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼ ﰕﭼ (البقرة)؛ أي :اجعل هذه ال ُب ْق َعة بل ًدا آم ًنا ونَا َسب هذا؛ لأنه قبل بناء الكعبة، وقال تعالى في سورة إبراهيم :ﭽﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭰﭼ (إبراهيم) ،ونَا َسب هذا هناك؛ لأنَّه -والله أعلَم -كأنَّه وقع دعاء َم َّرة ثانية بَعد َ إِسماعيل من س ًّنا أصغر هو الذي إسحاق َم ْو ِل وبعد به، أهله واستقرار البيت بناء بثلاث عشر َة سن ًة؛ ولهذا َقال في آخر ال ُّدعاء :ﭽﯓﯔﯕﯖﯗ ﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﭼ (إبراهيم.)2(»)39 : -2قال تعالى في سورة البقرة :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ ﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬ ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ ﭸﭹﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚﭼ(البقرة)، )1انظر الإتقان في علوم القرآن (.)390 /3 )2تفسير ابن كثير ( ،)425/1وانظر :الإتقان في علوم القرآن (.)394 /3 145
وقال بعد ذلك :ﭽﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯕ ﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ ﯩﯪ ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ ﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﭼ(البقرة). ففي الآية الأولى قال :ﭽﮐﮑﭼ ،وفي الثانية قال :ﭽﯰﯱﭼ ،فما وجه ذلك؟ قال السيوطي « :rلأ َّن الأو َل وردت بعد نَ َواهٍ فناسب النهي عن قُربانِها، والثانية بعد أوامر فناسب النهي عن تع ِّديها وتجاوزها بِأن يُو َقف عندها»(.)1 قال ابن عثيمين « :rقوله تعالى :ﭽﯰﯱﭼ؛ أي :لا تتجاوزوها ،وقال العلماء :إذا كانت الحدود مما يجب فعله قال تعالى :ﭽﯰﯱﭼ؛ وأما إذا كانت الحدود من المحرمات فإنه تعالى يقول :ﭽﮐﮑﭼ»(.)2 -3قال تعالى :ﭽﮘﮙﮚ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﭼ (البقرة). وقوله تعالى :ﭽﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤﯥ ﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﭼ (البقرة). قال ابن القيم « :rتأمل كيف َج َّرد الخبر هنا عن الفا ِء فقال :ﭽﮧﮨ ﮩﮪﭼ (البقرة ،)262 :و َق َرنه بالفا ِء في قوله تعالى :ﭽﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﭼ (البقرة،)274 : )1الإتقان في علوم القرآن (.)394/3 )2تفسير القرآن الكريم (البقرة) للعثيمين (.)109 /3 146
الشرط والجزا ِء، معنى أالو ِّالصملَوةصأوو الف ُتص ْففِهةم، االلفخاب َءرالُمداْستَخل َحة ّقعلبىماختبرضالممنبته ادلأمابلتمودأُصمونل فإن كان هنا يقتضي فلما وأن بيان َح ْص ال ُم َس َت ِحق للجزا ِء دون غيره ،جرد الخبر عن الفا ِء ،فإن المعنى :أن الذي ينفق ماله لله ولا َي ُم ّن ولا يُؤذي ،هو الذي يستحق الأجر المذكور ،لا الذي يُن ِفق لغير الله ...و َي ُمن و ُيؤذي بنفقته ،فليس المقام مقام شرط وجزا ٍء بل مقام بيان لل ُم ْستَ ِحق من غيره ،وفي الآية الأخرى للمستحق دون غيره. وفى الآية الأخرى َذ َكر الإنفاق بالليل والنهار س ًّرا وعلانية ،ف َذ َكر عموم الأوقات وعموم الأحوال ،فأتى بالفا ِء في الخبر؛ ليدل على أن الإنفاق في أي وقت ُو ِجد من ليل أو نهار ،وعلى أية حالة ُو ِجد من سر وعلانية ،فإنه سبب للجزاء على كل حال ،فليبادر إليه العبد ولا ينتظر به غير وقته وحاله ،ولا يُؤ ِّخر نفقة الليل إذا حضر إلى النهار ،ولا نفقة النهار إلى الليل ،ولا ينتظر بنفقة العلانية وقت السر ،ولا بنفقة السر وقت العلانية ،فإن نفقته فى أي وقت وعلى أي حال ُو ِج َدت سبب لأجره وثوابه ،فتدبر هذه الأسرار في القرآن؛ فلعلك لا تظفر بها تمر بك في التفاسير ،والمنة والفضل لله وحده لا شريك له»(.)1 - 4قال تعالى في سورة البقرة :ﭽﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ ﯿﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼ (البقرة) ،وفي سورة إبراهيم :ﭽﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸﯹﯺﯻ ﯼﯽ ﭼ (إبراهيم). )1طريق الهجرتين (ص .)366 147
قال ابن جماعة « :rإن ال َم َثل هنا للعامل ،فكان تقديم َن ْف قُدرته و ِصلَتها أنسب؛ لأن ﭽﯶﭼ من ِصلَة ال ُقدرة ،وآية (إبراهيم)؛ المثل للعمل؛ لقوله تعالى: ﱫﯤﯥﯦﯧﯨ ﯩﱪ (إبراهيم ،)١٨ :تقديرهَ :مثَل أعمال الذين كفروا»(.)1 -5قال تعالى :ﭐﱫﮉﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮓ ﮔﮕﮖﮗﱪ (البقرة.)282 : وقال تعالى :ﭐﱫﮀﮁﮂﮃ ﮄ ﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊﮋ ﮌﮍﮎﱪ (الطلاق.)2 : قال ابن القيم « :rقال تعالى في شهادة المال :ﱫ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﱪ (البقرة ،)282:وقال في الوصية والرجعة :ﱫﮉ ﮊ ﮋﱪ (الطلاق)2 :؛ لأن ارلع ُمدض ًاْسهلتَبك ْشاهِ،هنبدهلوهلناالابُمكد َضأيِّصناعيلححقكبهو،انلوحهعقذ،دا ًافللهُمفويْسينتَأفتْشيسِههبد،مي َونأْسيتَيرْضشا ِهضفاإدهبنلحاحلقفلهثاظبَ cحتقّقاعه،لندفههإن،انفكلل:امييﱫككفنيﮔ ﮕﮖﮗﱪ؛ لأن صاحب الحق هو الذي يحفظ ماله بمن يرضاه ،وإذا قال من عليه الحق :أنا راض بشهادة هذا علي؛ ففي قبوله نزاع ،والآية تدل على أنه ُي ْقبَل، بخلاف الرجعة والطلاق؛ فإن فيهما ح ًقا لله ،وكذلك الوصية فيها حق لغائب» اهـ(.)2 -6قال تعالى :ﭽﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭼ (آل عمران) ،وقال تعالى :ﭽﭸﭹ ﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﭼ (آل عمران). )1كشف المعاني في المتشابه من المثاني (.)120/1 )2إعلام الموقعين (.)74/1 148
قال ابن كثير « :rقالت في ُمنَا َجاتها :ﭽﭚﭛﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡﭼ؛ تقول :كيف يُو َجد هذا الولد مني وأنا لست بذات زوج ولا من َع ْزمي أن أتزوج، لأله.ي:فقهاكل لذهااأَالْمملرَ اُلكله-ععنظايلمل،ه ﭽﭤ -bفي جواب هذا السؤال: ولست بغ ًّيا؟ حاشا هنا بقوله: لا يُع ِج ُزه شيء .و َ َّصح ها ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ؛ يخلُ ُق؛ يُبﭽقي ُشﭦبهﭼة،ولوأَم َّكيدق ذلل( :ك َيبْفقَعوُلله): لئلا ها هنا على أنه كما في قصة زكريا ،بل نَ َّص ﭱﭼ»(.)1 ﭽﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰ -7قال تعالى :ﱫﮱ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ ﯹﯺﯻ ﯼﯽ ﯾﯿﰀﰁﰂﰃ ﱪ (الأنعام) ،وقال تعالى :ﱫﭺﭻ ﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ ﮇﮈ ﮉﱪ(الإسراء). من َف ْق ِر ُك ُم وقال في سورة الحاصل. أي :خشية قال ابن كثير « :rأي :ولا تَقتلوهم َف ْق ٍر في الآجل؛ حصول ( ُسبْ َحا َن) :ﭽﭺﭻ ﭼﭽﭾﭼ؛ ولهذا قال ُهناك :ﭽﯨﯩﯪﭼ ،فبدأ برزقهم؛ ِللاهتمام بهم؛ أي :لا تخافوا من فقركم بسببهم ،فرزقهم على الله»(.)2 -8قال تعالى :ﭽ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈﭼ (الأعراف) ،وقال :ﭽﮩﮪﮫﮬ ﮭ ﮮﮯﮰﮱ ﯓ ﯔﯕﯖﭼ (فصلت) ،وقال :ﭽﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰ ﮱﯓﭼ (غافر.)٥٦ : )1تفسير ابن كثير (.)44/2 )2السابق (.)362/3 149
قال ابن القيم « :rوتَأَ َّمل ِح ْكمة القرآن الكريم كيف جاء في الاستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه بلفظ السميع العليم في الأعراف والسجدة ( ُف ِّصلَت) :ﭽﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈﭼ (الأعراف) ،ﭽﮩﮪﮫﮬ ﮭ ﮮﮯﮰﮱ ﯓ ﯔﯕﯖﭼ (فصلت) ،وجاءت الاستعاذة من شر الإنس الذين يُؤن َ ُسون و ُيرون بالأبصار بلفظ :ﭽﮰ ﮱﭼ في سورة حم المؤمن ،فقال :ﭽﮘ ﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ ﮦﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰ ﮱﯓﭼ (غافر)؛ لأن أفعال هؤلاء أفعال ُم َعايَنة تُرى بالبصر ،وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلق بها العلم؛ فأمر بالاستعاذة بالسميع العليم فيها ،وأمر بالاستعاذة بالسميع البصير في باب ما يُرى بالبصر و ُيدرك بالرؤية والله أعلم»(.)1 وقال « :rوتأمل ِ ّس القرآن الكريم كيف أَ َّكد الوصف بالسميع العليم ْ ب ِذكر بالألف الوصف و َع َّرف واختصاصها، النِّ ْسبة تأكيد على الدال ﭽﯓﭼ صيغة واللام في سورة ﭽﭑﭼ (فصلت)؛ لاقتضاء المقام لهذا التأكيد ،وتركه في سورة الأعراف لاستغناء المقام عنه؛ فإن الأمر بالاستعاذة في سورة ﭽﭑﭼ وقع بعد الأمر بأشق الأشياء على النفس وهو ُم َقابَلة إساءة ال ُمسيء بالإحسان إليه ،وهذا أمر لا يقدر عليه إلا الصابرون ،ولا يُلَ َّقاه إلا ذو حظ عظيم كما قال الله تعالى. والشيطان لا يَ َدع العبد يفعل هذا ،بل يُ ِريه أن هذا ُذل وعجز ،وي ُ َسلِّط عليه عدوه فيدعوه إلى الانتقام ويزينه له ،فإن عجز عنه دعاه إلى الإعراض عنه ،وألا )1بدائع الفوائد (.)239-238 /2 150
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266