د.
الطبعة الأولى 1437ـه2016 - الرياض ـ الدائري الشرقي ـ مخرج 15 هاتف 011 2549993ـ تحويلة 333 ناسوخ 011 2549996 ص.ب 93404.الرمز11684 : البريد الحاسوبي[email protected] : www.tadabbor.com ............................. ح خالد عثمان السبت 1437 ،ـه فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر السبت ،خالد عثمان القواعد والأصول وتطبيقات التدبر / .خالد عثمان السبت ،الرياض 1437 ،ـه 96ص؛ 22 × 17سم ردمك978-603-01-9613-5 : أ .العنوان -1القرآن -مباحث عامة -2القرآن -أحكام 1437 / 161 ديوي 229 رقم الإيداع1437 / 161 : ردمك978-603-01-9613-5 :
المقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ،ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محم ًدا عبده ورسوله ،صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد: فهذه ُجلة من الأصول والقواعد والضوابط وطرق الدلالة ال ُمنوعة ،وما له نوع اتصال بذلك مما ُي َت َو َّصل به إلى استخراج المعاني والهدايات من القرآن الكريم، مقرونة بتطبيقاتها وأمثلتها التي توضحها وتجليها ،إلى غير ذلك مما تجده مسطو ًرا في هذا الكتاب. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي « :rومن أصول التفسير :إذا َف ِه ْمت ما دلت عليه الآيات الكريمة من المعاني ُم َطا َب َقة وتَ َض ُّمنًا ،فاعلم أن لوازم هذه المعاني ،وما لا تتم إلا به ،وشرو َطها وتواب َعها؛ تابع ٌة لذلك المعنى؛ فما لا يتم الخبر إلا به فهو تابع للخبر ،وما لا يتم الحكم إلا به فهو تابع للحكم .وأن الآيات التي ُي ْف َهم منها ال َّت َعا ُرض والتنا ُقض ،ليس فيها َت َنا ُق ٌض ولا َت َعا ُرض ،بل يجب َ ْحل كل منها على الحالة ال ُمنَا ِسبة اللائقة بها .وأن َح ْذف ال ُمتَ َع َّل َقات -من َم ْف ُعولا ٍت وغيرها -يدل على تعميم المعنى؛ لأن هذا من أعظم فوائد الحذف .وأنه لا يجوز حذف ما لا يدل عليه السياق اللفظي ،والقرينة الحالية» اهـ(.)1 وقبل الشروع في المقصود ،فإني أضع بين يدي القارئ الكريم بعض الجوانب التي ينبغي اعتبارها؛ فمن ذلك: )1تفسير السعدي (.)941 5
ً أول :لم أتعرض لمعنى التدبر وبعض المقدمات المتعلقة به اكتفاء بما ذكرته في الكتاب الآخر الموسوم بـ (الخلاصة في تدبر القرآن) الذي يختص بالجوانب النظرية المتصلة بموضوع التدبر. ثان ًيا :ينبغي أن نعلم أن التدبر لا يخضع لقواعد محددة ،لكن إذا كان ال ُمتَ َدبِّر ُم َت َح ِّق ًقا بالعلوم التي ي ُ ْس َت ْخ َرج بواسطتها أنواع المعاني وال ِح َكم والأحكام؛ فإن ذلك يكون أدعى إلى َن َظ ٍر أَ َس ّد ،وتَ َدبُّ ٍر أَ َد ّق ،و َغ ْو ٍص أعمق عند قراءة القرآن الكريم. ثالثًا :تتنوع مطالب المتدبرين من تدبرهم للقرآن الكريم()1؛ فمنهم من يقرؤه ل ُ َيقِّق قلبه ،ويقرؤه آخر للوقوف على مواعظه ومواطن ال ِع َب فيه ،ويقرؤه ثالث ليتعرف على َمَا ِّب الله و َم َسا ِخ ِطه ،وأوصاف أوليائه ،و ِس َمات أعدائه ،وربما قرأه لمعرفة ربه ومولاه بأسمائه وصفاته ودلائل قدرته وعظمته ،أو يقرأ لاستخراج هداياته المتنوعة من ال ِح َكم والأحكام والآداب وغيرها؛ فإن ذلك لا ُي َت َو َّصل إليه إلا بالتدبر ،ولا يصح الفصل بين هذه المطالب وبين التدبر بحال. ولا يخفى أن هذه المطال َب متفاوتة فيما يتوقف حصولها عليه؛ فمنها ما يفتقر إلى آلة يتمكن معها ال ُمتَ َدبِّر من استخراج المعاني والهدايات الدقيقة المبنية على أُ ُسس وقواعد صحيحة في الاستدلال. ومن هنا جاءت الإشارة إلى هذه الجملة من ُطرق الدلالة والقواعد التي تضبط الفهم. )1في الكتاب الآخر (الخلاصة في تدبر القرآن الكريم) جملة من هذه المطالب ،فيمكن مراجعتها. 6
راب ًعا :إنما أردت في هذا الكتاب إيراد قدر صالح من ُطرق الدلالة وما من شأنه أن يُو ِصل إلى المطلوب من المعاني ونحوها؛ ليتعرف به القارئ الكريم على هذه الأصول والقواعد و ُطرق الدلالة من جهة ،ومن جه ٍة أخرى يربط بين ذلك وبين الجانب التطبيقي؛ ليكون ذلك أوعى وأبين وأرسخ في الفهم. ولم يكن المقصود الاستيعاب والاستقراء للأصول النظرية ،ولا النماذج به يحصل منها َط َرف ْ أردت ولكن الحصر، يفوت مما فذلك التطبيقية؛ ِذكر المقصود ،ويتضح به المراد ،ويدل على غيره ،فيتتبعه طالب العلم في َم َظانِّه. خام ًسا :انتقي ُت النماذج التطبيقية مما كن ُت أجمعه عند قراءتي في كتب التفسير وغيرها؛ إذ كن ُت أُ َد ِّون ما أستحسنه من اللطائف واللفتات الدقيقة ال ُمستخرجة بثاقب النظر وال ِف ْكر مما َجا َد ْت به َق َرائح العلماء وفُهومهم ،كما قرأت المجموعات الخمس( )1التي صدرت عن (مركز تدبر للدراسات والاستشارات) تحت عنوان (ليدبروا آياته) ،وانتقيت بعض الأمثلة منها ،فأورد ُّت في هذا الكتاب من هذا وذاك أحسن ما جمع ُت. ساد ًسا :رتب ُت الكتاب على طريقة ُمتَ َسلْ ِسلة بالنظر إلى ال ُّطرق التي ُيتَ َو َّصل بها إلى ال ُمراد من ألوان الدلالات. وهناك بعض النماذج والأمثلة لا تخضع لشيء من ال ُطرق والأنواع، فألحقتُها في آخر الكتاب وجعلتُها تحت عنوان يُ َو ِّضح ذلك. )1وقد صدر منها الآن ثمان مجموعات. 7
ومما يدخل في هذا النوع ما ي ُس َّم بـ (التفسير الإشاري). وهذا النوع من التفسير إنما يُقال له( :تفسير) ،على سبيل ال َّت َج ُّوز ،وإلا فإنه لا يدخل تحت التفسير ،كما أن عامة ما يُذكر فيه لا يصح. وقد أفرد ُّت له عنوانًا في آخر الكتاب وأَورد ُّت فيه نماذج صالحة ُم ْس َت ْح َسنة مما ذكره العلماء الثقات :كشيخ الإسلام ابن تيمية ،وتلميذه ابن القيم ،والحافظ ابن كثير ،والشيخ عبد الرحمن السعدي ،والشيخ محمد الأمين الشنقيطي؛ رحمهم الله ،سواء َ َّص ُحوا فيه بأنه من قبيل الإشارة ،أو لم يُ َ ِّصحوا بذلك ،لكنه داخل تحته. كما أورد ُّت في آخر الكتاب ما يتصل بالتطبيق والعمل والامتثال؛ لكون ذلك يتصل بالتدبر من جهة أن بعض السلف قد ف َّس التدبر بالعمل به؛ كما أوضحنا ذلك في كتاب (الخلاصة في تدبر القرآن) .ولا شك أن من مطالب المتدبرين: العمل والامتثال. هذا بالإضافة إلى الربط بين تدبُّر الآيات المتلوة ،والتفكر في الآيات المشهودة، وقد صار ذلك ُمتا ًحا لكل أحد بصورة أعمق في هذا الوقت؛ نظ ًرا لما توفر من الوسائل الحديثة التي يمكن لعموم الناس مشاهدة ذلك من خلالها. وفي هذا الكتاب أَ ْو َرد ُّت نماذج من هذا النوع؛ لتدل على غيرها. قال ابن القيم « :rوالتفكر في القرآن نوعان :تفكر فيه ليقع على ُمراد الرب تعالى منه ،و َت َف ُّكر في معاني ما دعا عباده الى ال َّت َف ُّكر فيه؛ فالأولَ :ت َف ُّكر في الدليل القرآني، والثانيَ :ت َف ُّكر في الدليل العياني؛ الأول :تف ُّكر في آياته المسموعة ،والثاني :تف ُّكر في آياته المشهودة؛ ولهذا أنزل الله القرآن ليُتدبَّر ،و ُيتف َّكر فيه ،و ُيع َمل به»اهـ(.)1 )1مفتاح دار السعادة (.)537-536/1 8
وحاصل ذلك جاء مستوفى في ستة أبواب ومقدمة وخاتمة؛ وإليك مجملها: الباب الأول :النظر الكلي – الإجمالي – لآيات السورة؛ وذلك يشمل: -1تدبر الآيات إجمال ًا للتوصل إلى الموضوع أو الموضوعات التي تدور حولها الآيات في السورة. - 2تدبر الآيات إجما ًل للتوصل إلى مقاصد السورة. - 3تدبر المعنى العام للآية للتوصل إلى المعنى الأساسي الذي نزلت لتقريره. الباب الثاني :في المعاني والهدايات المستخرجة وفق القواعد والأصول المعتبرة: فمن ذلك: ً أول :إعمال أنواع الدلالة في استخراج الهدايات من الآيات الكريمة؛ وذلك نوعان: النوع الأول :دلالة المنطوق؛ وهو قسمان: -1المنطوق الصريح؛ وهو نوعان: )1دلالة المطابقة. )2دلالة ال َّت َض ُّمن. -2المنطوق غير الصريح (دلالة الالتزام)؛ ويدخل تحتها ثلاثة أنواع: الأول :دلالة الاقتضاء. 9
الثاني :دلالة الإشارة؛ وله صورتان: الثالث :دلالة الإيماء والتنبيه. النوع الثاني :دلالة المفهوم؛ وهو قسمان: -1مفهوم الموافقة. -2مفهوم المخالفة. ثان ًيا :العموم والخصوص. ثالثًا :الإطلاق والتقييد. راب ًعا :ما ي ُ ْس َت َفاد من بعض القواعد في التفسير. خام ًسا :القواعد القرآنية. الباب الثالث :النظر والتدبر في المناسبات. الباب الرابع :ما يتوصل إليه بالنظر إلى النواحي اللغوية والجوانب البلاغية: فمن ذلك: -1الحقيقة والمجاز (عند القائل به). - 2ما يتصل بمرجع الضمير. -3ما يُ ْؤ َخذ من الإظهار في موضع الإضمار ،وعكسه. -4الالتفات. 10
- 5الفروق اللفظية. - 6المتشابه اللفظي. -7دلالات الجملة (الاسمية والفعلية). - 8ما يرجع إلى تصريف اللفظ. -9ما يرجع إلى معاني الحروف ،ودلالاتها ،والتضمين. -10التقدير والحذف والزيادة ،والتكرار ،والتقديم والتأخير والترتيب بين الأمور المذكورة في الآية. -11الإيجاز والبسط والاستطراد. -12الأمثال والتشبيهات. الباب الخامس :ما لا يدخل في شيء مما سبق؛ وهو نوعان: الأول :صور من التدبر لا تخضع لشيء مما سبق. الثاني :التفسير الإشاري. الباب السادس :التدبر ال َع َملي؛ وهو نوعان: الأول :التطبيق والعمل والامتثال. الثاني :النظر في الكون والآيات المشهودة. الخاتمة. 11
ساب ًعا :تجد في هذا الكتاب تخريج الأحاديث تخري ًجا موج ًزا ،فما أخرجه الشيخان أو أحدهما اكتفي ُت به ،وإن لم يكن فيهما فأكتفي بتخريجه من بقية الكتب الستة، فإن لم يكن في شيء منها فمن بقية الكتب التسعة ،فإن لم يكن في شيء منها َخ َّر ْجتُه من غيرها. كما َع َّرفْ ُت بالمصطلحات العلمية التي يحتاج القارئ إلى معرفة المراد بها، وترجم ُت لغير المشاهير من الأعلام ترجم ًة ُمو َج َزة. وألحقت بالكتاب فهر ًسا للمصادر ،وآخر للموضوعات. وقد أسميتُه بـ (القواعد والأصول وتطبيقات التدبر). هذا ،وأسأل الله تعالى أن يتقبله بقبول حسن ،وأن يجعله ذخ ًرا لي يوم أن ألقاه؛ إنه سميع مجيب. وكتبه :خالد بن عثمان السبت 1436/09/05ـه [email protected] 12
الباب الأول النظر الكلي -الإجمالي -في آيات السورة()1 )1تُع ُّد المطالب الداخلة تحت هذا الباب من الأمور المه َّمة في التدبُّر. 13
ً -1تدبر الآيات إجمال للتوصل إلى الموضوع أو الموضوعات التي تدور حولها الآيات في السورة(.)1 التطبيق: قال شيخ الإسلام ابن تيمية « :rوقد ذكر ُت في مواضع ما اشتملت عليه (سورة البقرة) من تقرير أصول العلم وقواعد الدين :أن الله تعالى افتتحها ب ِذ ْكر كتابه الهادي للمتقين ،ف َو َص َف حال أهل الهدى ،ثم الكافرين ،ثم المنافقين؛ فهذه (جمل خبرية) .ثم ذكر (الجمل الطلبية) ،فدعا الناس إلى عبادته َو ْحده ،ثم ذكر لاللدعلباائد،لثعملىَق َّرذلر الكرمسانل َفةْ،رو َذش َاكلرأارلوعض،دووبانلاوءعايلدس،مثامءَ ،ذو َإكنرزاَمبْل َادلأماالء،نبووإةخوارالهجدالىث،ماورما ِر َبْز َّث ًقها في العالَم من الخلق والأمر ،ثم َذ َكر تعليم آدم الأسماء ،وإسجاد الملائكة له لِ َما َ َّشفه من العلم؛ فإن هذا تقرير ل ِجنْس ما بُ ِعث به محمد gمن الهدى ودين الحق، َف َق ّص ِجنْس دعوة الأنبياء. ثم انتقل إلى خطاب بني إسرائيل وقصة موسى معهم ،و َض َّمن ذلك تقرير وهما الله،ذ ويآدهموأَأ َكولل،مونماولسشىجالرذة فيتاهوبنَ ِعظلييرهه،، إذ هو قرين محمد ،gفذكر آدم نبوته؛ وكان احتجا ،وموسى َق َتل نف ًسا ف ُغ ِفر اللذان في قصة موسى َر ٌّد على الصابئة ونحوهم ممن يُ ِق ّر بجنس النبوات ،ولا يُو ِجب اتّباع )1موضوعات السورة :هي القضايا التي تناولتها السورة من القصص والأخبار والوقائع ،أو الأحكام، أو الأوصاف ،أو الوعد والوعيد ...إلى غير ذلك .والسورة قد تكون ذات موضوع واحد؛ كسورة الإخلاص ،وقد تكون ذات موضوعات متعددة؛ كسورة البقرة وآل عمران ،وغيرهما كثير. 15
ما جاؤوا به ،وقد يتأ َّولُون أخبار الأنبياء ،وفيها ر ٌّد على أهل الكتاب بما تَ َض َّمنه ْ من حال و ِذكر نبوته، وتقرير ،g محمد به جاء بما بالإيمان الأمر من ذلك وَعأ َدنلال ُأع َّم َتنيانلنلبونةيإرلىضاولا ِّسع ْنحهر،حوتِذى ْكيَرتَّ ِبالعنَّ ِمْس َلّ َتخهامل؛ذ كيلينهكذارهفبيعتقضرهيرم،أو ِصذوْكلر النصارى، الدين؛ من الوحدانية والرسالة. ثم أخذ سبحانه في بيان شرائع الإسلام التي على ِم َلّة إبراهيم ،فَ َذكر إبراهيم الذي هو إمام ،وبناء البيت الذي بتعظيمه َي َت َم َّي أهل الإسلام عما سواهم ،و َذ َكر استقباله ،وقَ َّرر ذلك؛ فإنه شعار ال ِم ّلَة بين أهلها وغيرهم؛ ولهذا ُي َقال :أهل القبلة، كما يُقالَ « :من ص َّل صلاتنا ،واستقبل قِ ْبلتنا ،وأكل ذبيحتنا؛ فهو ال ُم ْسلِم»( .)1و َذ َكر من المناسك ما يختص بالمكان؛ وذلك أن الحج له مكان وزمان ،والعمرة لها مكان فقط ،والعكوف والركوع والسجود ُ ِشع فيه ولا يتقيد به ولا بمكان ولا بزمان، لكن الصلاة تتقيد باستقباله ،فذكر سبحانه هذه الأنواع الخمسة :من العكوف، والصلاة ،والطواف ،والعمرة ،والحج؛ والطواف يختص بالمكان فقط ،ثم أتبع ذلك ما يتعلق بالبيت ،من الطواف بالجبلين ،وأنه لا ُجنَاح فيه؛ جوابًا لما كان عليه الأنصار في الجاهلية من كراهة الطواف بهما لأجل إهلالهم ل َم َناة ،وجوابًا لقوم تَ َو َّق ُفوا عن الطواف بهما .وجاء ذكر الطواف بعد العبادات ال ُمتَ َعلِّقة بالبيت -بل وبالقلوب والأبدان والأموال -بعد ما أُ ِم ُروا به من الاستعانة بالصبر والصلاة ال َّ َلين لا يقوم الدين إلا بهما ،وكان ذلك مفتاح الجهاد المؤسس على الصبر؛ لأن ذلك من تمام أمر البيت؛ لأن أهل ال ِملَل لا ُ َيا ِل ُفون فيه ،فلا يقوم أمر البيت إلا بالجهاد عنه. )1أخرجه البخاري ( )391من حديث أنس .h 16
وذكر الصبر على المشروع والمقدور ،وب َّي ما أنعم به على هذه الأمة من البشرى للصابرين؛ فإنها أُ ْع ِط َيت ما لم ُت ْع َط الأم ُم قبلها ،فكان ذلك من خصائصها وشعائرها؛ كالعبادات ال ُم َت َعلِّقة بالبيت؛ ولهذا َي ْق ِرن بين الحج والجهاد؛ لدخول كل منهما في سبيل الله؛ فأما الجهاد فهو أعظم سبيل الله بالنص والإجماع ،وكذلك الحج في الأصح؛ كما قال« :الحج من سبيل الله»( .)1وب َّي أن هذا معروف عند أهل الكتاب ،بِ َذ ِّمه لكاتِم العلم. ثم ذكر أنه لا يقبل دي ًنا غير ذلك؛ ففي أولها :ﱫﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠ ﯡ ﱪ (البقرة) ،وفي أثنائها :ﱫﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﱪ (البقرة ،)165 :فالأول نهي عام ،والثاني نهي خاص ،و َذ َك َرها بعد البيت ليُنْتَ َه عن َق ْصد الأنداد ال ُم َضا ِه َية له ،و ِ َليْ ِته من الأصنام والمقابر ونحو ذلك، و َو َّحد َن ْفسه قبل ذلك ،وأنه :ﱫﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆ ﰇ ﱪ (البقرة). ثم َذ َكر ما َي َت َع َّلق بتوحيده من الآيات؛ ثم ذكر الحلال والحرام ،وأَ ْطلَق ال َأ ْمر البيت ،و َذ َكر َسما َحتها ومن أَ ْخذ الديّة؛ ثم ذكر وشعارها؛ وهو ال َمطا ِعم؛ لأن الرسول بُ ِعث بالحَ ِنيف َّية في من ال ِق َصاص، الأحوال المباحة ،وفي الدماء بما َ َشعه في العبادات ال ُمتَ َعلِّقة بالزمان؛ فذكر الوصية ال ُم َت َعلِّقة بالموت ،ثم الصيام ال ُمتَ َعلِّق برمضان وما يتصل به من الاعتكاف َذ َك َره في عبادات المكان ،وعبادات الزمان؛ ً بين أول َو َوسطه الصيام، بوقت وجو ًبا أو استحبابًا وبالزمان بالمسجد يختص فإنه الطواف والصلاة؛ لأن الطواف يختص بالمسجد الحرام ،والصلاة ت ُ ْ َشع في جميع )1أخرجه أبو داود ( )1989من حديث أم معقل ،iوصححه ابن خزيمة ( ،)2376والألباني في صحيح أبي داود (.)1736 17
الأرض ،والعكوف بينهما .ثم أتبع ذلك بالنهي عن أكل الأموال بالباطل ،وأخبر أن ال ُم َح َّرم نوعان :نوع ل َعيْ ِنه؛ كالميتة ،ونوع ل َك ْسبه؛ كالربا والمغصوب ،فأَ ْت َبع المعنى ل َعيْ ِنه ،وذكر في أثناء عبادات الزمان المنتق ِل الحرا َم االل ُثَمانْبِتَ ِقتَلب؛الوُمله َحذَّرامأَاْتلبَث َعابِه بتقتوحلهر:يمهﱫ ﮮ ﮯ ﮰﱪ الآية (البقرة ،)189 :وهي أعلام العبادات الزمنية ،وأخبر أنه جعلها مواقيت للناس في أمر دينهم ودنياهم وللحج؛ لأن البيت َ ُت ُّجه الملائكة والجن ،فكان هذا أي ًضا في أن الحج ُم َو َّقت بالزمان ،كأنه ُم َو َّقت بالبيت المكاني؛ ولهذا ذكر بعد هذا من أحكام الحج ما يختص بالزمان مع أن المكان من تمام الحج والعمرة. وذكر ال ُم ْح َص ،و َذ َكر تقديم الإحلال ال ُمتَ َعلِّق بالمال -وهو الهدي -عن الإحلال ال ُم َت َعلِّق بال َّن ْفس -وهو الحلق -وأن ال ُم َت َحلِّل َيْ ُرج من إحرامه ،فيَ ِح ّل بالأسهل فالأسهل؛ ولهذا كان آخر ما َ ِيل عين الوطء؛ فإنه أعظم المحظورات ،ولا َي ْف ُسد النُّ ُسك بمحظور سواه. وذكر التمتع بالعمرة إلى الحج ل َت َع ّلُقه بالزمان مع المكان؛ فإنه لا يكون ُمتَ َمتِّ ًعا المسجد الحرا َم لا يكون أهله حاضري في أشهر الحج ،وحتى -حوتهىو ُايْل ُِأر ُفم ِ ّبقال-عفإمنرهة السفرين عنه، حقه؛ ل َ َت ُّف ِهه بسقوط أحد الذي َي ْظ َهر ال َّت َم ُّتع في أما الذي هو حاضر ف ِس َّيا ِن عنده تمتع أو اعتمر قبل أشهر الحج. ثم ذكر وقت الحج ،وأنه أشهر معلومات ،وذكر الإحرام والوقوف بعرفة ومزدلفة؛ فإن هذا مختص بزمان ومكان؛ ولهذا قال :ﱫﭕ ﭖ ﭗ ﭘﱪ (البقرة ،)197 :ولم يقل :والعمرة؛ لأنها ُت ْف َرض في كل وقت ،ولا ريب أن ال ُّس َّنة َف ْرض الحج في أشهره ،ومن فَ َرض قبله خالف ال ُّس َّنة؛ فإما أن يلزمه ما التزمه 18
كالنذر -إذ ليس فيه َن ْقض للمشروع ،وليس كمن صلى قبل الوقت -وإما أن يَلْ َزم الإحرام ،وي َ ْس ُقط الحج ،ويكون ُم ْع َت ِم ًرا؛ وهذان قولان مشهوران. ثم أمر عند قضاء المناسك ب ِذ ْكره ،وقضاؤها -والله أعلم -قضاء ال َّت َفث والإحلال؛ ولهذا قال بعد ذلك :ﱫﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﱪ (البقرة ،)203:وهذا أي ًضا من العبادات الزمانية المكانية؛ وهو ذكر الله تعالى مع رمي الجمار ،ومع الصلوات ،ود ّل على أنه مكاني قوله :ﱫﭘ ﭙ ﭚ ﭛﱪ الآية (البقرة ،)203:وإنما يكون التعجيل والتأخير في الخروج من المكان؛ ولهذا تُ َضاف هذه الأيام إلى مكانها فيُقال :أيام منى ،وإلى عملها ف ُيقال :أيام التشريق، كما يُقال :ليلة َ ْجع ،وليلة مزدلفة ،ويوم عرفة ،ويوم الحج الأكبر ،ويوم العيد، ويوم الجمعة؛ ُفتضاف إلى الأعمال وأماكن الأعمال؛ إذ الزمان تابِع للحركة، والحركة تابعة للمكان. فتدبَّر تناسب القرآن ،وارتباط بعضه ببعض ،وكيف َذ َكر أحكام الحج فيها في موضعين :مع ذكر بيته ،وما يتعلق بمكانه ،و َم ْو ِض ٍع َذ َكر فيه ال َأ ِهلَّة ،فذكر ما يتَ َع َّلق بزمانه ،وذكر أي ًضا القتال في المسجد الحرام ،والم َقا َّصة في الشهر الحرام؛ لأن ذلك مما يتع ّلَق بالزمان ال ُمتَ َعلِّق بالمكان؛ ولهذا قَ َرن سبحانه ِذ ْكر كون الأهلة مواقيت للناس والحج و ِذ ْكر أن ال ِ ّب ليس أن ي ُ ْش ِق الرج ُل َن ْف َسه ،ويفعل ما لا فائدة فيه؛ من كونه َي ْ ُبز للسماء فلا ي َ ْستَ ِظ ّل ب َس ْقف بيته ،حتى إذا أراد دخول بيته لا يأتيه إلا من ظهره ،فأخبر أن الهلال الذي ُج ِعل ِميقاتًا للحج َ ْش ٌع مثل هذا ،وإنما تَ َض َّمن َ ْش َع التقوى. 19
ثم ذكر بعد ذلك ما يتَ َعلَّق بأحكام النكاح والوالدات ،وما يتع َّلق بالأموال والصدقات والربا والديون وغير ذلك ،ثم ختمها بالدعاء العظيم ال ُم َت َض ِّمن َو ْضع الآصار والأغلال ،والعفو والمغفرة ،والرحمة وطلب النصر على القوم الكافرين الذين هم أعداء ما َ َش َعه من الدين في كتابه المبين .والحمد لله رب العالمين» اهـ(.)1 وقال الشاطبي « :rثم لما هاجر رسول الله gإلى المدينة كان من أول ما نزل عليه سورة البقرة ،وهي التي ق َّر َرت قواعد التقوى ال َمبْنِ َّية على قواعد سورة الأنعام؛ فإنها بَيَّنَت من أقسام أفعال المكلفين ُ ْجلَتها ،وإن تَبَ َّي في غيرها تفاصيل لها؛ كالعبادات التي هي قواعد الإسلام ،والعادات من أصل المأكول والمشروب وغيرهما ،والمعاملات من البيوع والأنكحة وما َدا َر بها ،والجنايات من أحكام الدماء وما يليها. وأي ًضا؛ فإن ِح ْفظ الدين فيها ،و ِح ْفظ ال َّن ْفس والعقل والنسل والمال ُم َض َّمن فيها ،وما خرج عن ال ُم َق َّرر فيها فبحكم ال َّت ْك ِميل ،فغيرها من السور المدنية المتأخرة عنها َمبْ ِن عليها ،كما كان غير الأنعام من ال َم ِّك ال ُم َتأ ِّخر عنها َمبْ ِن ًّيا عليها ،وإذا َت َ َّنلْت إلى سائر السور بعضها مع بعض في الترتيب؛ وجدتَّها كذلك ،حذو ال ُق َّذة بال ُق َّذة؛ فلا يَ ِغي َ ّب عن ال َّناظر في الكتاب هذا المعنى؛ فإنه من أسرار علوم التفسير ،وعلى َح َسب المعرفة به َتْ ُصل له المعرفة بكلام ربه سبحانه» اهـ(.)2 )1مجموع الفتاوى (.)47-41/14 )2الموافقات (.)257/4 20
ً -2تدبر الآيات إجمال للتوصل إلى مقاصد السورة(.)1 التطبيق: ( -1سورة العنكبوت) : قال ابن القيم « :rفمضمون هذه السورة هو ِ ُّس الخلق والأمر؛ فإنها سورة الابتلاء والامتحان ،وبيان حال أهل البلوى في الدنيا والآخرة ،ومن تأمل فاتحتها ووسطها وخاتمها ،وجد في ضمنها أن أول الأمر ابتلاء وامتحان ،ووسطه صبر وتوكل ،وآخره هداية ونصر»(.)2 ( -2سورة الرحمن) : قال ابن القيم « :rتأمل قوله تعالى :ﭽﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾ ﭿﮀﮁﭼ(الرحمن) ،كيف جعل الخلق والتعليم ناشئًا عن صفة الرحمة ُم َت َع ِلّ ًقا باسم الرحمن ،وجعل معاني السورة ُمرتبطة بهذا الاسم، وختمها بقوله :ﭽﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﭼ (الرحمن) ،فالاسم الذي تبارك هو الاسم الذي افتَ َتح به السورة؛ إذ مجيء البركة كلِّها منه ،وبه ُو ِض َعت البركة في كل مبارك ،فكل ما ُذ ِكر عليه بُورك فيه ،وكل ما َخ ِ َل منه نُ ِز َعت منه البركة»(.)3 )1مقصود السورة :هو القضية ال ُكِّية وال ِم ْح َور الأساس الذي تدور عليه الآيات وتَلْتَئِم عليه موضوعاتها. )2شفاء العليل (.)247/1 )3مختصر الصواعق المرسلة (ص .)369 21
( -3سورة الليل) : «عن ابن عباس kقال« :إني لأقول :هذه السورة نزلت في السماحة والبخل»(.)1 ( -4سور :الكافرون ،الإخلاص ،المعوذتان) : فمقصود سورة الكافرون :تقرير البراءة من عبادة الكافرين ومن معبوداتهم؛ فهي في توحيد الطلب والقصد (توحيد العبادة). أما سورة الإخلاص ،فمقصودها :تقرير الوحدانية لله تعالى بذكر صفاته الدالة على ذلك؛ فهي في توحيد الإثبات والمعرفة (الأسماء والصفات). وأما المعوذتان ،فمقصود سورة الفلق :الاستعاذة من جميع الشرور. وأما الناس :فالاستعاذة من شر الوسواس الخناس. )1الدر المنثور ( ،)533 /8وعزاه لابن مردويه. 22
-3تدبُّر المعنى العام للآية للتو ُّصل إلى المعنى الأساسي الذي نزلت لتقريره. وهذا أمر لابد من مراعاته؛ ذلك أن المعنى المقصود أصال ًة ،قد ُي ْف َقد عند تَتَ ُّبع ال َّلطائف البلاغية ،وال ُملَح التدبُّر َّية في وجوه التعبير المتنوعة؛ ولذا نجد أن ابن جرير rيُو ِرد المعنى العام بعد الآية مباشرة ،ثم يذكر التفاصيل والأقوال بعد ذلك. وهذا وسط بين رأي من أنكر الاشتغال بالمناسبات والدقائق واللطائف ،ومن أغرق في ذلك على حساب المعنى الأصلي للآية ،مما يصرف القارئ عن ملاحظته(.)1 )1انظر :الموافقات للشاطبي ( .)261 /4وانظر كلام الشوكاني في المناسبات في كتابه :فتح القدير (-85/1 ،)87وانظر :الفوز الكبير في أصول التفسير ص .67 23
الباب الثاني في المعاني والهدايات المستخرجة وفق القواعد والأصول المعتبرة()1 )1تُع ُّد المطالب الداخلة تحت هذا الباب من الجوانب المهمة في التدبُّر في الأعم الأغلب. 25
أولاً :إعمال أنواع الدلالة في استخراج الهدايات من الآيات الكريمة. توطئة: من المعلوم أن معاني الألفاظ :إما أن تكون ُم ْستَفادة من منطوق اللفظ، أو من مفهومه. وكل نوع من هذين (المنطوق والمفهوم) تحته أنواع ،سنعرض جملة منها مع تطبيقاتها. قال السعدي « :rالقاعدة الحادية عشرةُ :م َرا َعة دلالة ال َّت َض ُّمن وال ُم َطابَقة والالتزام. كما أن ال ُم َف ِّس للقرآن يُ َرا ِع ما دلت عليه ألفاظه ُم َطابَقة ،وما دخل في ضمنها ،فعليه أن يُ َرا ِع لوازم تلك المعاني ،وما تستدعيه من المعاني التي لم ُي َع َّرجْ ِف ْكر، أَ َج ّل اللفظ على ِذك ِرها. في وهذه القاعدة :من و ُح ْسن قوة وت َ ْس َتدعي وأنفعها، التفسير قواعد تدبر ،وصحة قصد؛ فإن الذي أنزله للهدى والرحمة هو ال َعالِم بكل شيء ،الذي أحاط علمه بما تُ ِك ّن الصدور ،وبما تَ َض َّم َنه القرآن من المعاني ،وما يتبعها وما يتقدمها ،وتتوقف هي عليه. ولهذا أجمع العلماء على الاستدلال باللوازم في كلام الله لهذا السبب. والطريق إلى سلوك هذا الأصل النافع :أن َت ْف َهم ما دل عليه اللفظ من المعاني، فإذا فهمتها فه ًما جي ًداَ ،ف َف ِّكر في الأمور التي تتوقف عليها ،ولا تحصل بدونها، وما ي ُ ْش َتط لها ،وكذلك فَ ِّكر فيما يترتب عليها ،وما يتفرع عنها ،وينبني عليها، 27
على ال َغ ْوص في جيدة َملَ َكة لك تصير حتى عليه، و َدا ِوم التفكير هذا من وأَ ْك ِث َ المعاني الدقيقة؛ فإن القرآن حق ،ول ِزم الحق حق ،وما يتوقف على الحق حق ،وما يتفرع عن الحق حق؛ ذلك كله حق ولا بد. فمن ُوفِّق لهذه الطريقة ،وأعطاه الله توفي ًقا ونو ًرا ،انفتحت له في القرآن العلوم النافعة ،والمعارف الجليلة ،والأخلاق السامية ،والآداب الكريمة العالية»اهـ(.)1 تطبيقات شاملة(:)2 -1قال تعالى :ﭽﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣﭼ (الأعراف). قال ابن القيم « :rوقوله :ﭽﯝﯞﯟﯠﯡﯢﭼ له دلالة بمنطوقه ،ودلالة بإيمائه وتعليله ،ودلالة بمفهومه؛ فدلالته بمنطوقه على قُ ْرب الرحمة من أهل الإحسان ،ودلالته بتعليله وإيمائه على أن هذا ال ُق ْرب ُم ْس َت َح ٌّق بالإحسان؛ فهو السبب في قُ ْرب الرحمة منهم ،ودلالته بمفهومه على ُب ْعد الرحمة من غير المحسنين؛ فهذه ثلاث دلالات لهذه الجملة»(.)3 -2قال تعالى :ﭽﭦﭧﭨﭩﭪﭫ ﭬﭭ ﭮﭯﭰ ﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮅ ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﭼ (غافر). )1القواعد الحسان لتفسير القرآن (ص.)32 )2المقصود بهذه التطبيقات :التمثيل لإعمال العلماء أنواع الدلالات ،لاستخراج ال ِح َكم والأحكام والهدايات؛ من آي القرآن الكريم. )3بدائع الفوائد (.)17 /3 28
قال ابن القيم « :rوتَأَ َّمل كيف ا ْفتَتَح الآية بقوله :ﭽﭓﭔﭼ، والتنزيل ي َ ْس َتلْ ِزم ُعلُ َّو الـ ُم َ َّنل من عنده؛ لا َت ْع ِقل العرب من لغتها -بل ولا غيرها من الأمم السليمة الفطرة -إلا ذلك. وقد أخبر أن تنزيل الكتاب منه ،فهذا يدل على شيئين: أحدهماُ :علُ ّوه تعالى على خلقه. والثاني :أنه هو المتكلم بالكتاب المنزل من عنده لا غيره. ًً فإنه أخبر أنه منه ،وهذا يقتضي أن يكون منه قول ،كما أنه منه تنزيل. فإن غيره لو كان هو المتكلم به لكان الكتاب من ذلك الغير ،فإن الكلام إنما يُ َضاف إلى ال ُمتَ َكِّم به ،ومثل هذا :ﭽﭨﭩﭪﭫﭼ (السجدة ،)13:ومثله: ﭽﯰﯱﯲﯳﯴﯵﭼ(النحل،)102:ومثله :ﭽﮝﮞﮟﮠﭼ (فصلت ،)42 :فا ْستَ ْم ِسك بحرف ( ِمن) في هذه المواضع ،فإنه يقطع ُح َجج َش ْغب المعتزلة والجهمية. وتأمل كيف قال :ﭽﮝﮞﭼ ،ولم يقل( :تنزيله) ،فتضمنت الآية إثبات علوه ،وكلامه ،وثبوت الرسالة. ثم قال :ﭽﭪﭫﭼ (فصلت ،)2 :فتضمن هذان الاسمان ِص َف َت ال ُقدرة والعلم وخلق أعمال العباد و ُح ُدوث كل ما سوى الله؛ لأن ال َق َدر هو ُقدرة الله؛ كما قال أحمد بن حنبل؛ فتضمنت إثبات القدر؛ ولأن عزته تمنع أن يكون في ُملْ ِكه ما لا يشاؤه ،أو أن يشاء ما لا يكون؛ فكمال عزته ُتبْ ِطل ذلك. وكذلك كمال قدرته تُوجب أن يكون خالق كل شيء ،وذلك ينفي أن يكون في العالم شيء قديم لا يتعلق به خلقه؛ لأن كمال قدرته وعزته ُيبْ ِطل ذلك. 29
ثم قال تعالى :ﭽﭭﭮﭯﭰﭼ (غافر ،)3 :والذنب مخالفة شرعه وأمره ،فتضمن هذان الاسمان إثبات شرعه وإحسانه وفضله. ثم قال تعالى :ﭽﭱﭲﭼ ،وهذا جزاؤه للمذنبين ،ﭽﭳﭴﭼ جزاؤه للمحسنين ،فتضمنت الثواب والعقاب. ثم قال تعالى :ﭽﭶﭷﭸﭹﭻﭼﭼ (غافر ،)3 :فتضمن ذلك التوحيد والمعاد. فتضمنت الآيتان إثبات صفة العلو ،والكلام ،والقدرة ،والعلم ،والشرع، وال َق َدر ،وحدوث العالم ،والثواب والعقاب ،والتوحيد والمعاد ،وتنزيل الكتاب منه على لسان رسوله gيتضمن الرسالة والنبوة؛ فهذه عشرة قواعد الإسلام والإيمان تجلى على سمعك في هذه الآية العظيمة. .)1( ......................................... ولكن.. َخـ ْو ٌد تُـ َز ُّف إلى ضـرير ُم ْق َعـد فهل خطر ببالك قط أن هذه الآية تتضمن هذه العلوم والمعارف مع كثرة قراءتك لها وسماعك إياها؟! وهكذا سائر آيات القرآن ،فما أ َش َّدها من حسرة وأعظمها من َغبْنَة على من أفنى أوقاته في طلب العلم ،ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرآن ولا باشر قلبه أسراره ومعانيه ،فالله المستعان»(.)2 )1شطر بيت من قصيدته النونية ( ،)1037/1وشطره الثاني: *** ......................................يا ِ ْم َنة ال َح ْس َناء بالعميان وأصله شطر بيت للحسين بن الحجاج ،وشطره الأول: وكأنهـا لما أحلـت عنـده *** ..................................... انظر :المنتحل (ص.)158 )2بدائع الفوائد (.)194-193/1 30
وبعد هذا الإجمال إليك شي ًئا من التفصيل في هذه الأنواع: النوع الأول« :دلالة المنطوق»(: )1 وهو قسمان: -1المنطوق الصريح؛ وهو نوعان: (أ) دلالة المطابقة (:)2 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﭼ (البقرة). قال ابن عثيمين « :rهذه الهداية تشمل :هداية العلم وهداية العمل ،وهي التي ُي َع َّب عنها أحيانًا بهداية الإرشاد ،وهداية التوفيق؛ فالإنسان إذا صام رمضان وأكمله ،فقد م ّن الله عليه بهدايتين :هداية العلم ،وهداية العمل. )1وهو :المعنى المستفاد من اللفظ من حيث النطق به .انظر :شرح الكوكب المنير (.)473 /3 )2هي دلالة اللفظ على تمام المعنى الموضوع له اللفظ .انظر :البحر المحيط في أصول الفقه (،)269 /2 معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ( .)446والمقصود :أنك إذا حملت اللفظ على المعاني الداخلة تحته جمي ًعا فذلك من قبيل المطابقة .وبناء على ذلك يمكنك تطبيق ذلك على الأمثلة المذكورة وغيرها. 31
قوله تعالى :ﭽﯦﯧﭼ؛ أي :تقومون بشكر الله b؛ و (لعل) هنا للتعليل ،و ﭽﯧﭼ على أمور أربعة :إرادة الله بنا اليُ ْس ،عدم إرادته ال ُع ْس ،إكمال ال ِع َّدة ،التكبير على ما هدانا؛ هذه الأمور كلها نِ َعم تحتاج منا أن نشكر الله bعليها؛ ولهذا قال تعالى :ﭽﯦﯧﭼ ،و(الشكر) هو القيام بطاعة ال ُمنْ ِعم بفعل أوامره ،واجتناب نواهيه»(.)1 -2قال تعالى :ﭽﮱﯓﯔﯕﭼ (البقرة.)١٩٦ : لا ُت َف ِّكر في تصميم حج ُمتصر(.)2 -3قال تعالى :ﭽﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ ﭣﭤﭥﭦﭼ (البقرة.)231 : ً إنها تربية قرآنية تؤكد على أن الاعتداء على الآخرين هو ظلم للنفس أول؛ بتعريضها لسخط الله وغضبه(.)3 -4قال تعالى :ﭽﮠ ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﭼ (العنكبوت.)69 : قال السعدي « :rدل هذا على أن أحرى الناس بموافقة الصواب أهل الجهاد، وعلى أن من أحسن فيما أُ ِم َر به أعانه الله ويسر له أسباب الهداية ،وعلى أن من جد واجتهد في طلب العلم الشرعي ،فإنه يحصل له من الهداية والمعونة على تحصيل )1تفسير القرآن الكريم (البقرة) للعثيمين (.)336/2 )2ليدبروا آياته (.)19/5 )3السابق (.)52/1 32
مطلوبه أمور إلهية خارجة عن ُم ْد َرك اجتهاده ،وتيسر له أمر العلم؛ فإن طلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل الله ،بل هو أحد نوعي الجهاد الذي لايقوم به إلا خواص الخلق»(.)1 وقال ابن القيم َ « :rع َّلق سبحانه الهداية بالجهاد ،فأكم ُل الناس هداية أعظمهم جها ًدا ،وأَفْ َر ُض الجهاد :جهاد ال َّنفس ،وجهاد الهوى ،وجهاد ال َّشيطان، وجهاد ال ُّدنيَا؛ فمن جاهد هذه الأربعة في الله ،هداه الله سبل ِرضا ُه الموصلة إلى جنته ،ومن ترك الجهاد ،فَاتَ ُه من الهدى ِ َبسب ما َع َّطل من الجهاد ،قال الجُنَيد: َّ من ي َت َم َّكن ولا الإخلاص. سبل لنهدينهم بالتوبة، ِفينَا أهواءهم جاهدوا والين جهاد عدوه في ال َّظاهر إلا من جاهد هذه الأع َداء باط ًنا؛ فمن نُ ِص َعلَي َها نُ ِص على عدوه ،ومن نُ ِصت عليه نُ ِص عليه عدوه»(.)2 ب -دلالة ال َّت َض ُّمن(: )3 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﭣﭤﭥﭦ ﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬ ﭭﭮﭯﭰﭱﭼ (البقرة). قال شيخ الإسلام « :rلكن أهل الكتابين ب ّدلوا؛ ولهذا نهى النبي gعن تقدم رمضان باليوم واليومين ،و َع ّلَل الفقهاء ذلك بما ُ َياف من أن يُ َزاد في الصوم )1تفسير السعدي (ص .)635 )2الفوائد (ص.)59 )3وهي :دلالة اللفظ على بعض معناه .انظر :البحر المحيط في أصول الفقه ( .)269 /2والمعاني المشار إليها في الأمثلة أعلاه هي من هذا النوع .فتأمل. 33
المفروض ما ليس منه ،كما زاده أهل الكتاب من النصارى ،فإنهم زادوا في صومهم، وجعلوه فيما بين الشتاء والصيف ،وجعلوا له طريقة من الحساب يتعرفونه بها»(.)1 وقال السعدي « :rوفيه تنشي ٌط لهذه الأمة بأنه ينبغي لكم أن ُتنَا ِف ُسوا غيركم في تكميل الأعمال ،وال ُمسارعة إلى صالح ال ِخ َصال ،وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصيتم بها»()2؛ إشارة إلى أصل الفرضية ،وذلك بعض معنى الآية. -2قال تعالى :ﭽﭯﭰ ﭱ ﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹ ﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊﮋﭼ (آل عمران). قال ابن كثير « :rقال الضحاك ... :rحق على من تعلم القرآن أن يكون فقي ًها»( .)3وذلك أحد المعاني الداخلة تحت هذا الوصف (الرباني). -3قال تعالى :ﭽﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﭼ (السجدة). قال ابن كثير « :rقال قتادة وسفيان :ﭽﭿﮀﭼ عن الدنيا ...قال سفيان: هكذا كان هؤلاء ،ولا ينبغي للرجل أن يكون إما ًما ُي ْق َت َدى به حتى يتحامى عن الدنيا»()4؛ وهو بعض معنى الآية. )1اقتضاء الصراط المستقيم ( .)286/1فراعى هنا مدة الصوم ،وهي شهر ،وذلك بعض معنى الآية. )2تفسير السعدي (ص .)86 )3تفسير ابن كثير (.)66/2 )4السابق (.)371/6 34
-2المنطوق غير الصريح (دلالة الالتزام)(: )1 ويدخل تحتها ثلاثة أنواع( :اقتضاء ،وإشارة ،وإيماء وتنبيه): الأول :دلالة الاقتضاء(:)2 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﮎﮏﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ ﮱﭼ (البقرة). قال ال َق َّصاب « :)3( rدليل واضح لمن تدبره أن حرمان التوفيق أقعدهم عن الإيمان؛ لما حسدوا عليه غيرهم وتبين لهم حقيقته؛ إذ محال أن يحسدوا غيرهم على ما هو باطل وفي أيديهم -بزعمهم -ما هو خير منه»(.)4 )1وهي دلالة اللفظ على خار ٍج عن ُم َس َّماه ،لازم له لزو ًما ذهن ًّيا ،أو خارج ًّيا .انظر :البحر المحيط في أصول الفقه ( ،)229 /1معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة (ص.)446 )2وهي :أن يتضمن الكلام إضما ًرا ضرور ًّيا لابد من تقديره؛ لأن الكلام لا يستقيم دونه :إما لتوقف الصدق عليه ،وإما لتوقف الصحة عليه نق ًل ،أو عق ًل .انظر :الإحكام في أصول الأحكام للآمدي (/3 ،)64معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة (ص.)447 )3هو :أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الكرجي الغازي المجاهد ،و ُع ِرف بالقصاب؛ لكثرة ما َقتَل في مغازيه .عاش إلى حدود 360هـ .انظر :سير أعلام النبلاء (.)213 /16 )4نكت القرآن (.)132 /1 35
-2قال تعالى :ﭽﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭱﭲ ﭼ (النساء.)8: قال السعدي « :rو ُي ْؤ َخذ من المعنى أن كل من له َت َط ُلّع وت َ َش ّوف إلى ما حضر بين يدي الإنسان ،ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسر؛ كما كان النبي gيقول« :إذا لُ ْق َمة أو خاد ُمه بطعامه َفلْ ُي ْجلِ ْسه معه ،فإن لم ُ ْيلِ ْسه معه َفلْ ُي َنا ِو ْل أتوا بها كما قال .وكان الصحابة - jإذا بدأت باكورة أشجارهم- جاء أح َدكم لُ ْق َم َتين»( ،)1أو رسول الله gفب َّرك عليها ،ونظر إلى أصغر وليد عنده فأعطاه ذلك()2؛ عل ًما منه بشدة ت َ َش ّوفه لذلك ،وهذا كله مع إمكان الإعطاء»(.)3 -3قال تعالى :ﭽﮜ ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﭼ (المائدة). قال السعدي « :rوهذا يدل على قوة هممهم وعزائمهم؛ فإن ضعيف القلب ضعيف الهمة ،تنتقض عزيمته عند لوم اللائمين ،و َت ْف ُت قوته عند َع ْذل العاذلين ،وفي قلوبهم َت َع ُّبد لغير الله ،بحسب ما فيها من مراعاة الخلق وتقديم )1وأصله مخرج في صحيح البخاري ( ،)5460من حديث أبي هريرة h؛ أن رسول الله gقال« :إذا أتى أح َد ُكم َخا ِد ُمه بطعامه ،فإن لم ُيْ ِل ْسه معه فليناوله أكلة أو أكلتين ،أو لقمة أو لقمتين؛ فإنَّ ُه َو ِ َل ح َّر ُه و ِعلا َج ُه». )2وأصله مخرج في صحيح مسلم ( ،)1373من حديث أبي هريرة h؛ أن رسول الله gكان يُ ْؤ َت بأول الثمر ،فيقول« :اللهم بارك لنا في مدينتنا ،وفي ثمارنا ،وفي ُم ِّدنا ،وفي صاعنا بركة مع بركة» ،ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان. )3تفسير السعدي (ص .)165 36
رضاهم ولومهم على أمر الله ،فلا يسلم القلب من التعبد لغير الله؛ حتى لا يخاف في الله لومة لائم»(.)1 -4قال تعالى :ﭽﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﭼ (الأنبياء) .وفي قراءة الجمهور{ :قل رب احكم بالحق}(.)2 قال ابن هبيرة « :)3(rال ُمراد منهُ :كن أنت -أيها القائل -على الحق ِلُمكنك أن تقول :اح ُكم بالحق؛ لأن الـ ُمبْ ِطل لا يمكنه أن يقول :اح ُكم بالحق»(.)4 -5قال تعالى :ﭽﭑ ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛ ﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡﭢﭣﭤ ﭥﭦ ﭧﭨﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺﭻ ﭼ (النور). قال ابن القيم « :rفإذا جعل من لوازم الإيمان أنهم لا يذهبون مذهبًا إذا لَ َوا ِز ِم ِه ألا مذه ٍب ولا قو ٍل إلى يذهبوا ما جاء به إلا باستئذانه ،فأولى أن يكون من كانوا معه َ بعد استئذانه ،وإذنه يُعرف بدلالة علمي إلا على أنه أ ِذن فيه»(.)5 )1السابق (ص .)235 )2انظر النشر (.)325/2 )3هو :يحيى بن هبيرة بن محمد بن هبيرة الذهلي الشيبان ّي ،أبو المظفر ،عون الدين ،من كبار الوزراء في الدولة العباسية ،عالم بالفقه والأدب ،له نظم جيد ،ولد في قرية من أعمال ُدجيل (بالعراق) ،ودخل بغداد في صباه ،فتعلم صناعة الإنشاء ،وقرأ التاريخ والأدب وعلوم الدين .توفي سنة560 :هـ .انظر: وفيات الأعيان ( ،)230 /6والأعلام للزركلي (.)175 /8 )4ذيل طبقات الحنابلة (.)145/2 )5إعلام الموقعين (.)41/1 37
-6قال تعالى :ﭽﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ ﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﭼ (الحشر). قال أبو بكر بن َع َّياش « :)1(rأبو بكر الصديق خليفة رسول الله gفي القرآن؛ لأن الله تعالى يقول :ﭽﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﭼ ،فمن َس َّماه الله صادقًا فليس يكذب ،هم قالوا :يا خليفة رسول الله .)2(»g -7قال تعالى :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣﭤﭥﭦ ﭧﭨﭼ (الحشر). قال السعدي َ « :rذ َكر الله في هذا الدعاء َن ْف ال ِغ ّل عن القلب ،الشامل لقليل ال ِغ ّل وكثيره الذي إذا انتفى ثبت ضده ،وهو المحبة بين المؤمنين والموالاة والنصح ،ونحو ذلك مما هو من حقوق المؤمنين»(.)3 هو أو لهم، متبعون أنهم للسلف: والخَلَف للسابق، َّ بدعاء «وال ُمراد الل ِحق تعليم لهم بأن يدعوا لمن قبلهم ،ويذكروهم بالخير»(.)4 )1هو :أبو بكر بن عياش الكوفي ال ُمقرئ الأسدي الحَ َّناط :اخ ُت ِلف في اسمه على عشرة أقوال؛ أصحها قولان :أن اسمه كنيته ،أو ُشعبة ،كان من مشاهير القراء ،وقرأ القرآن ثلاث مرات على عاصم ،وكان عال ًما فقي ًها في الدين ،توفي سنة193 :هـ .انظر :معرفة القراء الكبار للذهبي ( ،)83- 80 /1الأعلام للزركلي (.)165 /3 )2تاريخ دمشق (.)298 /30 )3تفسير السعدي (ص .)851 )4حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (.)179 /8 38
-8قال تعالى :ﭽﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﭼ (التكاثر). عن ميمون بن ِم ْهران rقال« :قرأ عمر بن عبد العزيز :rﭽﮋ ﮌﭼ ،فبكى ،ثم قال :ﭽﮎﮏﮐﭼ :ما أرى المقابر إلا زيارة ،ولا بد لمن يزورها أن يرجع إلى الجنة ،أو إلى النار»(.)1 وقال ابن القيم « :rوتأمل كيف جعلهم عند وصولهم إلى غاية كل حي زائرين غير مستوطنين ،بل هم ُم ْس َتو َدعون في المقابر مدة ،وبين أيديهم دار القرار ،فإذا كانوا عند وصولهم إلى الغاية زائرين ،فكيف بهم وهم في الطريق في هذه الدار؟! فهم فيها عابرو سبيل إلى محل الزيارة ،ثم ُمنت ِقلون من محل الزيارة إلى ال ُمستقر»(.)2 الثاني :دلالة الإشارة )3(:وله صورتان: الصورة الأولى :ما ي ُ ْستَ ْخ َرج من نص واحد: التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﯯﯰﯱﯲﭼ (البقرة.)168: فتسمية استدراج الشيطان (خطوا ٍت) فيه إشارتان: ( )1الخطوة مسافة يسيرة؛ وهكذا الشيطان يبدأ بالشيء اليسير من البدعة، أو المعصية ،حتى تألفها النفس. )1الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا (.)279/1 )2عدة الصابرين (ص .)194 )3هو :دلالة اللفظ على معنى ليس مقصو ًدا باللفظ في الأصل ،ولكنه لازم للمقصود ،فكأنه مقصود بالتبع لا بالأصل .انظر :التعريفات للجرجاني ( ،)27 /1المذكرة في أصول الفقه (ص .)283 39
( )2قوله :ﭽﯱﭼ بالجمع ،دليل على أن الشيطان لن يقف عند أول خطوة في المعصية(.)1 -2قال تعالى :ﭽﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭼ (البقرة.)187: تأمل قوله تعالى :ﭽﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭼ ،وما فيها من تربية ال َّذ ْوق والأدب في الكلام ،إضاف ًة إلى ما في اللباس من دلالة الستر ،والحماية ،والجمال، والقرب ...وهل أحد الزوجين للآخر إلا كذلك؟! وإن كانت المرأة في ذلك أظهر أث ًرا كما يشير إلى ذلك ال َب ْدء بضميرها :ﭽﭙﭼ(.)2 -3قال تعالى :ﭽﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭼ (البقرة.)187 : قال البيضاوي « :rوفي تجويز ال ُم َبا َشة إلى الصبح؛ الدلالة على جواز تأخير ال ُغسل إليه ،وصحة صوم ال ُمصبح ُجنُ ًبا»(.)3 -4قال تعالى :ﭽﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ ﰜ ﰝﰞﰟﰠﰡﰢﰣ ﭼ (البقرة). )1ليدبروا آياته (.)54/1 )2السابق (.)56/1 )3تفسير البيضاوي (.)126/1 40
قال القرطبي « :rففي دعاء رسول الله gلل ُم َحلِّقين ثلاثًا ولل ُم َق ِّصين مرة( ،)1دليل على أن الحلق في الحج والعمرة أفضل من التقصير؛ وهو مقتضى قوله تعالى :ﭽﯞﯟﯠﭼ ،ولم يقلُ :ت َق ِّصوا»(.)2 -5قال تعالى :ﭽﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚ ﮛﮜﮝﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩﮪ ﮫﭼ (التحريم). قال الشيخ بكر أبو زيد « :rفقوله سبحانه :ﭽﮚﭼ إعلام بأنه لا سلطان لهما على زوجيهما ،وإنما السلطان للزوجين عليهما؛ فالمرأة لا ت ُ َسا َوى بالرجل ولا تعلو فوقه أب ًدا»(.)3 الصورة الثانية :ما ي ُ ْس َت ْخ َرج من مجموع دليلين فأكثر: التطبيق: « -1إن موسى nسأل أَ َج َّل الأشياء؛ فقال :ﭽﯗﯘﯙﯚﭼ ﮈﮉ األيأ ًشضياانء؛سألف اقاللله:أَ َج َّﭽل الأﮃشياﮄء؛ﮅوهي خيﮆراﮇت أقل (الأعراف ،)143:وسأل الآخرة، فنحن ﮊﮋﭼ (القصص)، وأقلها؛ وهي خيرات الدنيا؛ فنقول :ﭽﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢ ﯣﭼ (البقرة.)4(»)201: )1أخرجه البخاري ( ،)1727ومسلم (.)1301 )2الجامع لأحكام القرآن (.)381/2 )3حراسة الفضيلة (ص.)19 )4من أسرار التنزيل (ص .)132 41
-2قال تعالى في سورة البقرة :ﭽﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔﯕﭼ (البقرة ،)233 :وقال في سورة الأحقاف :ﭽﭜﭝ ﭞﭟ ﭼ (الأحقاف.)15 : قال القرطبي « :rاستنبط عل ٌّي hمدة أقل الحمل -وهو ستة أشهر -من قوله تعالى :ﭽﭜﭝﭞﭟ ﭼ ،وقوله تعالى :ﭽﮪﮫﮬ ﮭﮮﭼ ،فإذا فَ َصلْنا الحولين من ثلاثين شه ًرا ،بقيت ستة أشهر»(.)1 -3قال تعالى في سورة طه :ﭽﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛﭼ (طه،)94: وقال في سورة الأنعام :ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﭼ...إلى قوله :ﭽﯬﯭﯮﯯﯰﯱ ﯲﭼ (الأنعام.)90 -84 : قال الشنقيطي « :rهذه الآية الكريمة بِ َض ِمي َم ِة آية (الأنعام) إليها تدل على لزوم إعفاء اللِّحية؛ فهي دليل قرآني على إعفاء اللِّحية وعدم حلقها»(.)2 -4قال تعالى عن أيوب nفي سورة الأنبياء :ﭽﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲﭳﭴ ﭵﭶ ﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼﭼ (الأنبياء) ،وقال عنه في سورة ص :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ ﭘﭙﭚ ﭼ (ص.)43 : )1تفسير القرطبي ( ،)262 /5وانظر نحوه :مجموع الفتاوى ( ،)10 /34ومختصر الصواعق المرسلة (ص .)104 )2أضواء البيان (.)630/4 42
قال الشنقيطي « :rقوله في (الأنبياء) :ﭽﭺﭻﭼ ،مع قوله في (ص) :ﭽﭘﭙﭚﭼ؛ فيه الدلالة الواضحة على أن أصحاب العقول السليمة من شوائب الاختلال ،هم الذين يعبدون الله وحده ويطيعونه .وهذا يؤيد قول من قال من أهل العلم :إن من أوصى بشيء من ماله لأعقل الناس؛ أن تلك الوصية تُ ْ َصف لأتقى الناس وأشدهم طاعة لله تعالى؛ لأنهم هم أولو الألباب؛ أي: العقول الصحيحة السالمة من الاختلال»(.)1 -5قال تعالى :ﭽﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ ﯻﯼﯽﯾﯿﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊ ﭼ (الحديد ،)10:وقال :bﭽﯢﯣ ﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﭼ (الأنبياء.)101: قال ابن حزم « :rفجاء النص أن من َص ِح َب النبي ،gفقد وعده الله تعالى الحسنى ،وقد نص الله تعالى :ﭽﰅﰆﰇﰈﰉﭼ (آل عمران.)2(»)9 : -6قال الإمام سفيان بن عيينة « :rإني قرأت القرآن ،فوجدت صفة سليمان nمع العافية التي كان فيها :ﭽﮀﮁﮂﮃﮄﭼ (ص ،)30:ووجدت صفة أيوب nمع البلاء الذي كان فيه :ﭽﭨﭩﭪﭫﭬﭼ (ص ،)44:فاستوت الصفتان؛ وهذا ُم َعافى ،وهذا ُمبتلى ،فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر ،فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أح َّب إلي من البلاء مع الصبر»(.)3 )1أضواء البيان ( ،)849 /4وانظر نحوه :في تفسير النيسابوري (.)603 /5 )2المحلى (.)44/1 )3تهذيب الكمال (.)193/11 43
-7قال تعالى :ﭽﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ (الشورى)، مع قوله :ﭽﮛﮜﮝﮞﮟﭼ (لقمان ،)15 :مع العلم بأحوال الصحابة ،j وشدة إنابتهم دليل على أن قولهم حجة ،خصو ًصا الخلفاء الراشدين jأجمعين(.)1 -8قال تعالى في سورة فاطر :ﭽﯞﯟﯠﯡﯢﯣﭼ (فاطر،)٢٨ : وقال في سورة البينة :ﭽﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯤﯥﯦ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧ ﭨﭼ (البينة). قال ابن جماعة « :)2(rفاقتضت الآيتان :أ َّن العلماء هم الذين يخشون الله تعالى ،وأ َّن الذين يخشون الله تعالى هم خير البر َّية؛ فينتج بهذا أن العلماء هم خير البر َّية»(.)3 )1تفسير السعدي (ص.)754 )2هو :محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافع ّي ،بدر الدين ،أبو عبد الله، قاض ،من العلماء بالحديث وسائر علوم الدين ،ولد في حماة ،وولي الحكم والخطابة بالقدس ،ثم القضاء بمصر ،فقضاء الشام ،ثم قضاء مصر إلى أن شاخ وعمي ،كان من خيار القضاة ،وتوفي بمصر سنة733 :هـ. انظر :معجم الشيوخ الكبير للذهبي ( ،)130 /2والأعلام للزركلي (.)297 /5 )3تذكرة السامع والمتكلم (ص .)6 44
الثالث :دلالة الإيماء والتنبيه(:)1 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪﮫﮬ ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﭼ (المائدة). قال السعدي « :rدل على أن طهارة القلب سبب لكل خير ،وهو أكبر دا ٍع إلى كل قول رشيد وعمل سديد»(.)2 -2قال تعالى :ﭽﮨﮩﮪ ﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰﮱﭼ (الأعراف). قال ابن القيم« :في قوله :ﭽﮭ ﮮﮯﮰﭼ عقب قوله :ﭽﮨ ﮩﮪﮫﭼ ،دليل على أن من لم يَ ْد ُعه تضر ًع و ُخ ْف َية ،فهو من ال ُمعتدين الذين لا ُيبهم ،فقسمت الآية الناس إلى قسمين :دا ٍع لله تضر ًع و ُخفية ،و ُم ْع َت ٍد بترك ذلك»(.)3 )1وهي :أن يُ ْذ َكر وصف ُم ْق َ ِت ٌن بحكم في نص من نصوص الشرع على وجه لو لم يكن ذلك الوصف ِع َلّة لذلك الحكم لكان الكلام معيبًا .انظر :نشر البنود ( ،)286 -285 /1المذكرة في أصول الفقه (ص .)283 )2تفسير السعدي (ص .)231 )3بدائع الفوائد (.)14 /3 45
-3قال تعالى :ﭽﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﭼ (الأعراف). قال السعدي « :rفإن َمن لا َزم على هذين الأمرين حين يُت َل كتاب الله ،فإنه ينال خي ًرا كثيرا ،وعل ًما غزيرا ،وإيمانًا مستم ًّرا متجددا ،وهدى متزايدا ،وبصيرة في دينه؛ ولهذا َرتَّب الله حصول الرحمة عليهما؛ فدل ذلك على أن من تُلي عليه الكتاب ،فلم يستمع له و ُينْ ِصت ،أنه محروم الحظ من الرحمة ،قد فاته خي ٌر كثير»(.)1 -4قال تعالى :ﭽﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯬ ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ ﯾ ﯿﰀﭼ (مريم). قال السعدي « :rولما كان ُم َفا َرقة الإنسان لوطنه و َمأْلَ ِفه وأهله وقومه من أشق شيء على النفس؛ لأمور كثيرة معروفة ،ومنها انفراده عمن يتعزز بهم ويتكثر ،وكان من ترك شيئًا لله عوضه الله خي ًرا منه ،واعتزل إبراهيم قومه ،قال الله في حقه :ﭽﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﭼ -من إسحاق ويعقوب -ﭽﯿﰀﭼ»(.)2 وقال الشنقيطي rعند تفسير الآية« :بين تعالى ...أن اعتزال الكفار والأوثان والبراءة منهم من فوائده :تفضل الله تعالى بالذرية الطيبة الصالحة»(.)3 )1تفسير السعدي (ص .)314 )2السابق (ص .)494 )3أضواء البيان ( ،)570/2وانظر نحوه :تفسير ابن كثير ( ،)236/5( ،)573-572/4والقواعد الحسان (ص.)164 46
-5قال تعالى :ﭽﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭﮮﮯﭼ (طه). قال ابن القيم « :rوظاهر الآية أن الحامل لموسى على العجلة هو طلب رضا ربه ،وأن رضاه في المبادرة إلى أوامره والعجلة إليها؛ ولهذا احتج السلف بهذه الآية على أن الصلاة في أول الوقت أفضل؛ سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ذلك، قال :إن رضا الرب في العجلة إلى أوامره»(.)1 النوع الثاني« :دلالة المفهوم»(:)2 وهو قسمان: -1مفهوم الموافقة()3؛ وهو نوعان: الأول :الأَ ْولَوي(:)4 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﯨﯩﯪﯫﭼ (البقرة.)93 : )1مدارج السالكين (.)60/3 )2وهو :المعنى المستفاد من حيث السكوت اللازم للفظ .انظر :شرح الكوكب المنير (.)473 /3 )3وهو :ما وافق المسكو ُت عنه المنطو َق في الحكم .وي ُسمى( :فحوى الخطاب) و (لحن الخطاب) .انظر: شرح الكوكب المنير (.)481 /3 )4وهو :ما كان المسكوت عنه أولى بالحكم من المنطوق .انظر :شرح الكوكب المنير ( ،)482 /3المذكرة في أصول الفقه (ص .)284 47
به تجوز لا الذي المخلوق كان فإذا ُح َّبه، ُ «أي :r الإسلام شيخ قال أش ِربوا محبته قد ُ ِيبه القلب ُح ًّبا يجعل ذلك شرابًا للقلب ،ف ُحب الر ّب تعالى أن يكون َشابًا يشربه قلوب المؤمنين أولى وأحرى»(.)1 -2قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜ ﭝﭞﭟﭠﭼ (البقرة). قال ابن كثير « :rروى ابن أبي حاتم ...عن ُو َهيْب بن الورد ،أنه قرأ :ﭽﭑﭒ ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭼ ،ثم يبكي ويقول :يا خليل الرحمن، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق ألا يتقبل منك!»()2؛ يعني :أنه مع منزلته و ِع َظم عمله هذا ُم ْش ِفق ،فغيره من باب أولى. -3قال تعالى :ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹ ﭺﭻﭼﭽﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕﮖﮗ ﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ ﱪ (البقرة) )1جامع المسائل لابن تيمية (.)133 -132/1 )2تفسير ابن كثير (.)427/1 48
قال الشنقيطي « :rقال بعض أهل العلم :أرجى آية في كتاب الله َع َّز َو َج َّل آية ال َّديْن ،وهي أطول آية في القرآن العظيم ،وقد أوضح الله fفيها ال ُّط ُر َق الكفيل َة بصيانة ال َّديْ ِن من الضياع ولو كان ال َّد ْي ُن حقي ًرا؛ كما يدل عليه قوله تعالى فيها: ﭽﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﭼ الآية (البقرة)282:؛ قالوا :هذا قلي ًل يدل املعننااليمةحاالف َّتاظ َّمة ِةفبيمآيةصاالل َّدحيْاِلنمعسللىم،صيواذنلةكمايلداللم عسللىم،أنوعالدَلّمطيضيفا اعلهخبوليرو على لا يُ َضيِّ ُع ُه يوم القيامة عند اشتداد الهو ِل ،وشدة حاجته إلى ربه»(.)1 يعني :أنه إذا احترز لماله من أجل ِح ْف ِظه؛ فذلك يدل على أن ِح ْفظ عبده المؤمن من باب أولى. -4قال تعالى :ﭽﭡﭢﭼ (آل عمران.)17: قال شيخ الإسلام « :rقد أمر الله سبحانه عباده أن َيْ ِت ُموا الأعمال من الصلاة يستغفر ثلاثًا ويقول: ا«لاللص ُاهلَّمحاَأنْتَتبااللاَّسس َتلغمفُ،ا َرو؛ ِم ْفنكاكنالا َّلسَّن َِلُّب ُمَ ،تَgباإ َرذ ْاك ست َّليَ َما َذا ا ْ َل َل ِل َوا ْ ِل ْك َرا ِم»()2؛ كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عنه ،وقد قال تعالى :ﭽﭡﭢﭼ، فأمرهم أن يقوموا بالليل ويستغفروا بالأسحار. وكذلك ختم سورة المزمل -وهي سورة قيام الليل -بقوله تعالى :ﭽﮤﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫﭼ (المزمل)»(.)3 )1أضواء البيان (.)183 /6 )2أخرجه مسلم في صحيحه (.)591 )3مجموع الفتاوى (.)254 /11 49
وإذا كان ذلك بعد هذه الطاعات؛ فإنه يكون بعد التقصير والمعصية أولى وآكد. -5قال تعالى :ﭽﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯟﭼ (النساء). قال الشيخ بكر أبو زيد « :rفإذا كان هذا النهي -بنص القرآن -عن مجرد التمني ،فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة ،وينادي بإلغائها، ويطالب بالمساواة ،ويدعو إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة؟!»(.)1 -6قال تعالى :ﱫﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯥ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﱪ (النساء.)65: قال ابن مفلح « :)2(rوإذا كان توقف القلب عن الرضا بحكم الرسول g ُ ْي ِرج عن الإيمان ،فكيف يصح الإيمان مع الاعتراض على الله تعالى؟!»(.)3 -7قال تعالى :ﭽﯰﯱ ﯲﯳﯴﭼ (الأعراف.)21: قال ابن كثير rفي تفسير الاستعاذة« :وقد أقسم للوالد :إنه لمن الناصحين، وكذب ،فكيف معاملته لنا وقد قال :ﭽﰖﰗﰘﰙﰚﰛﰜ ﰝﰞﭼ (ص)؟!»(.)4 )1حراسة الفضيلة (ص .)21 )2هو :محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج ،أبو عبد الله ،شمس الدين المقدسي الراميني ثم الصالحي، أعلم أهل عصره بمذهب الإمام أحمد بن حنبل ،ولد ونشأ في بيت المقدس ،وتوفي بصالحية دمشق سنة: 763هـ .انظر :الدرر الكامنة ( ،)14 /6الأعلام للزركلي (.)303 /5 )3الآداب الشرعية (.)194/2 )4تفسير ابن كثير(.)110/1 50
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266