قال ابن كثير « :rوشملت كلبهم بركتهم ،فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال؛ وهذا فائدة ُص ْحبَة الأخيار؛ فإنه صار لهذا الكلب ِذ ْكر وخبر وشأن»(.)1 -27قال تعالى :ﭽﭾﭿ ﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮏﮐﮑﮛﭼ (الكهف). قال َقتَا َدة « :rي َ ْش َت ِك القوم كما تسمعون الإحصاء ،ولم ي َ ْش َت ِك أحد ظل ًما؛ فإياكم وال ُم َح َّق َرات من الذنوب؛ فإنها تجتمع على صاحبها حتى تُهلكه»(.)2 -28قال تعالى :ﭽﮜﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ ﯖﯗ ﯘﯙﭼ (الكهف). قال ابن القيم « :rوي ُ ْش ِبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من ال ِع َتاب لطيف عجيب ،وهو أني عادي ُت إبليس؛ إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي، فكانت معاداته لأجلكم ،ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن َع َقدتُّم بينه وبينكم َع ْقد ال ُم َصا َلة!»(.)3 -29قال تعالى :ﭽﯗ ﯘﯙﯚﯛﯜﭼ إلى قوله :ﭽﯺ ﯻ ﯼ ﯽﭼ (طه). )1تفسير ابن كثير (.)144/5 )2الدر المنثور (.)401/9 )3الجواب الكافي (ص .)83 201
في هذه الآيات أدب من آداب الدعاء ،وهو ُنبْل الغاية ،و َ َشف المقصد، وقريب منه قوله « :gاللهم ا ْش ِف عبدك فلانًا؛ َي ْن َكأ لك عد ًّوا ،ويمشي لك إلى صلاة»(.)2()1 « -30ومن أعجب ما ظاهره الرجاء وهو شديد التخويف ،قوله تعالى :ﭽﮕ ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﭼ (طه) ،فإنه َع ّلَق المغفرة على أربعة شروطَ ،يبْ ُعد تصحيحها»(.)3 -31قال تعالى :ﭽﯠﯡ ﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﭼ (الأنبياء). قال السعدي « :rوهذه الآية ِم ْصداقها ما وقع؛ فإن المؤمنين بالرسول الذين تَ َذ َّكروا بالقرآن ،من الصحابة فمن بعدهم حصل لهم من ال ِّر ْف َعة والعلو الباهر وال ِّصيت العظيم والشرف على الملوك ما هو أمر معلوم لكل أحد ،كما أنه معلوم ما حصل لمن لم يرفع بهذا القرآن رأ ًسا ،ولم يهتد به و َي َ َت ّك به من المقت وال َّض َعة وال َّت ْد ِسية والشقاوة ،فلا سبيل إلى سعادة الدنيا والآخرة إلا بالتذكر بهذا الكتاب»(.)4 -32قال تعالى :ﭽﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮰﮱﯓﯔ ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯤﯥﭼ (المؤمنون). )1أخرجه أبو داود في سننه ( ،)3107قال الألباني في الصحيحة( :حديث حسن). )2ليدبروا آياته (.)150/1 )3مختصر منهاج القاصدين (ص .)308 )4تفسير السعدي (ص .)519 202
«قال قتادة « :rوالله ما تمنى أن يرجع إلى أهل ولا إلى عشيرة ،ولكن تمنى ال ُم َف ِّرط ُ بها»(.)1 فاعملوا الكافر أمنية فانظروا الله، بطاعة فيعمل يرجع أن وقال َ « :rطلَ َب الرجوع ليعمل صالحًا ،لا ليجمع الدنيا ،ويقضي الشهوات، ً فرحم الله امرأ عمل فيما يتمناه الكافر إذا رأى العذاب»(.)2 -33قال تعالى :ﭽﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻﯼﯽﯾ ﭼ (النمل). قال الشنقيطي « :rألا ترى أن َم ِل َكة سبأ في حال كونها تسجد للشمس من دون الله هي وقومها لَ َّما قالت كلا ًما ح ًّقا َص َّدقها الله فيه ،ولم يكن كفرها مان ًعا من تصديقها في الحق الذي قالته ،وذلك في قولها فيما ذكر الله عنها :ﭽﯱ ﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﭼ (النمل ،)٣٤:فقد قال تعالى ُم َص ِّد ًقا لها في قولها :ﭽﯼﯽﯾﭼ (النمل) ،وقد قال الشاعر: لا َتْ ِقــ َر َّن الـرأي َوهـْـــ َو ُم َوافِـ ٌق ُحك ُم الصـواب إذا أتى مـن ناقـ ِص فالـ ُّدر َوهـْــ َو َأ َعـز شــيء ُي ْق َتـنى ما َحـط قيم َته َهـ َوا ُن الغائص»(.)4()3 -34قال تعالى :ﭽﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﭼ (العنكبوت). )1تفسير ابن كثير (.)494/5 )2تفسير السمعاني (.)490 / 3 )3وفيات الأعيان (.)188 /2 )4أضواء البيان (.)9-8 /1 203
قال ابن القيم « :rفمن كان ظهي ًرا للمجرمين من ال َّظلَمة على ُظلمهم ،ومن أهل الأهواء والبدع على أهوائهم وبدعهم ،ومن أهل الفجور والشهوات على فجورهم وشهواتهم؛ ليتخلص ب ُم َظا َه َرتهم من أَلَم أذاهم ،أصابه من ألم الموافقة لهم عاج ًل وآج ًل أضعاف أضعاف ما ف ّر منه ،وسنة الله في خلقه أن يعذبهم بإنذار من إيمانهم وظاهرهم ،وإن صبر على أَلَم ُمالفتهم و ُمانَبتهم ،أعقبه ذلك َ َّلة عاجلة وآجلة تزيد على لذة الموافقة بأضعاف مضاعفة ،وسنة الله في خلقه أن يرفعه عليهم و ُيذلهم به بحسب صبره وتقواه وتوكله وإخلاصه ،وإذا كان لا[بد] ( )1من الألم والعذاب فذلك في الله وفي مرضاته ومتابعة رسله أولى وأنفع منه في الناس ورضائهم وتحصيل ُم َرا َداتهم»(.)2 -35قال الشيخ بكر أبو زيد « :rومن نظر في آيات القرآن الكريم، وجد أن البيوت ُم َضا َفة إلى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى ،مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن؛ وإنما حصلت هذه الإضافة -والله أعلم -مراعا ًة لاستمرار لزوم النساء للبيوت ،فهي إضافة إسكان ،ولزوم للمسكن ،والتصاق به ،لا إضافة تمليك. قال الله تعالى :ﭽﭶ ﭷ ﭸﭼ (الأحزاب ،)33 :وقال سبحانه: ﭽﮒﮓﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘﮙﮚﭼ (الأحزاب،)34: وقال عز شأنه :ﭽ ﭟﭠﭡﭢﭼ (الطلاق.)3(»)1 : )1ما بين المعقوفين زيادة ،يقتضيها السياق. )2شفاء العليل (ص .)246 )3حراسة الفضيلة (ص .)58 204
-36قال تعالى :ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴﯵﯶﭼ (فاطر). قال ابن القيم « :rفمن لم يُورثه التعمير و ُطول البقاء إصلاح معائبه، وتَ َدا ُرك َفا ِرطه ،واغتنام بقية أنفاسه ،فيعمل على حياة قلبه ،وحصول النعيم المقيم، وإلا فلا خير له في حياته ...فالطالب الصادق في طلبه كلما خرب شيء من ذاته جعله عمارة لقلبه وروحه ،وكلما نقص شيء من دنياه جعله زيادة في آخرته ،وكلما ُمنع شيئًا من لذات دنياه جعله زيادة في لذات آخرته ،وكلما ناله َه ّم أو حزن أو غم جعله في أفراح آخرته. َفنُقصان بدنه ودنياه ولذته وجاهه ورئاسته إن زاد في حصول ذلك وتوفيره عليه في معاده ،كان رحمة به وخي ًرا له ،وإلا كان حرمانًا وعقوبة على ذنوب ظاهرة أو باطنة ،أو ترك واجب ظاهر أو باطن؛ فإن حرمان خير الدنيا والآخرة ُم َرتَّب على هذه الأربعة»(.)1 -37قال تعالى :ﭽﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ ﰂﰃﰄﰅﭼ (يس). قال قتادة« :r :لا تَل َق المؤمن إلا ناص ًحا ،لا تلقاه غا ًّشا؛ لَ ّما َعين ما َعين من كرامة الله تعالى :ﭽﯹﯺﯻ ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄ ﰅﭼ ،تمنى على الله أن يعلم قومه بما َعين من كرامة الله له ،وما هجم عليه»(.)2 )1الفوائد (ص .)190-189 )2تفسير ابن كثير (.)572-571/6 205
-38قال تعالى :ﭽﯔﯕﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ (الزمر). قال ابن القيم « :rوتأمل ما في َس ْوق الفريقين إلى الدارين ُز َم ًرا من فرحة هؤلاء بإخوانهم و َس ْ ِيهم معهم كل ُز ْمرة على ِح َدة ،كل ُم ْش َ ِت ِكين في عمل ُمتَ َصا ِح ِبين فيه على ُز ْم َرتهم وجماعتهم ُم ْس َتبْ ِشين أقوياء القلوب كما كانوا في الدنيا وقت اجتماعهم على الخير ،كذلك يؤنس بعضهم بع ًضا ويفرح بعضهم ببعض. ويتأذى بع ًضا بعضهم يلعن ُزم ًرا إليها ي ُساقون ُ الدار أصحاب وكذلك الأخرى بعضهم ببعض ،وذلك أبلغ في الخزي والفضيحة وال َه ِتي َكة من أن ي ُساقُوا واح ًدا واح ًدا؛ فلا ُت ْه ِمل تدبر قوله سبحانه :ﭽﯚﭼ»(.)1 -39قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿﮀﮁﮂﭼ (الأحقاف). قال ابن هبيرة « :rهذا من تمام بر الوالدين ،كأن هذا الولد خاف أن يكون والداه َق َّصا في ُشكر الرب ،bفسأل الله أن يُلْ ِه َمه ال ُّش ْكر على ما أنعم به عليه وعليهما؛ ليقوم بما وجب عليهما من ال ُّش ْكر إن كانا َق َّصا»(.)2 )1حادي الأرواح (ص .)52 )2ذيل طبقات الحنابلة (.)147/2 206
-40قال تعالى :ﭽﭑﭒ ﭓﭔﭕﭖﭗ ﭘﭙ ﭚﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠﭡﭢ ﭣﭤﭥﭦ ﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯ ﭰﭱ ﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ ﮀ ﮁﮂﮃﮄﮅ ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ ﭼ (الفتح). لما ذكر ُمبت َغ العابدين بعبادتهم هنا قال :ﭽﭠﭡﭢﭣﭤﭼ ،وحين ذكر وعده لهم قال :ﭽﯻﯼ ﯽﯾﯿﭼ (فاطر.)30: وفيه «إشارة إلى معنى لطيف؛ لأ َّن الله تعالى إذا قال( :لكم أجر) كان ذلك منه ُ َت َف ُّض ًل، لا الأجرة لأ َّن منكم؛ الله طلب ما على جاء عملكم أ َّن إلى وإشارة ت ُ ْستَ َح ُّق إلا على العمل الموافق لل َّطلب من المالك ،والمؤمن إذا قال :أنا أبتغي فضلك يكون منه اعترافًا بال َّتقصير؛ فقال :ﭽﭠﭡﭢ ﭣﭼ ،ولم يقل :أج ًرا»(.)1 -41قال تعالى :ﭽﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊﮋﭼ (الحجرات). قال شيخ الإسلام « :rليس في كتاب الله آية واحدة يمدح فيها أح ًدا بنسبه ،ولا يذم أح ًدا بنسبه؛ وإنما يمدح بالإيمان والتقوى ،ويذم بالكفر والفسوق والعصيان»(.)2 -42قال تعالى :ﭽﰓﰔ ﰕﰖ ﰗﭼ (النجم). قال ابن القيم « :rقوله سبحانه :ﭽﰓﰔ ﰕﰖ ﰗﭼ (النجم) ُمتَ َض ِّمن لكنز عظيم ،وهو أن كل ُمراد إن لم يُ َرد لأجل الله ويتصل به وإلا فهو )1مفاتيح الغيب (.)89/ 28 )2مجموع الفتاوى (.)230/35 207
ُمضم ِحل ُمنقطع؛ فإنه ليس إليه ال ُمنْتَهى ،وليس ال ُمنْتَهى إلا إلى الذي انتهت إليه الأمور كلها ،فانتهت إلى خلقه ومشيئته وحكمته وعلمه ،فهو غاية كل مطلوب، وكل محبوب لا ُي ّب لأجله فمحبته عناء وعذاب»(.)1 -43قال تعالى :ﭽﭑ ﭒﭓ ﭔﭼ (الواقعة). « َو ْص ُف القرآن بأنه كريم في قوله تعالى :ﭽﭑ ﭒﭓﭼ فيه ميزة؛ وهي: أن الكلام إذا قُرئ وتردد كثي ًرا يهون في الأعين والآذان؛ ولهذا ترى من قال شي ًئا في مجلس الملوك لا يذكره ثانيًا ولا يكرره ،فقوله تعالى ﭽﭓﭼ؛ أي :لا يهون بكثرة التلاوة ،بل يبقى أبد الدهر كالكلام ال َغض والحديث ال َّطري»(.)2 -44قال تعالى :ﭽﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝﮞﮟ ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ ﮨﮩﮪﮫ ﭼ (المزمل). قال السعدي « :rالحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة ،وليُعلم أن مثقال ذرة من الخير في هذه الدار ،يقابله أضعاف أضعاف الدنيا وما عليها في دار النعيم المقيم من اللذات والشهوات ،وأن الخير وال ِب في هذه الدنيا )1الفوائد (ص .)202 )2مفاتيح الغيب (.)166/29 208
مادة الخير وال ِب في دار القرار ،وبذره وأصله وأساسه ،فوا أسفاه على أوقات مضت في الغفلات ،ووا حسرتاه على أزمان َت َق َّضت بغير الأعمال الصالحات ،وواغوثاه من قلوب لم يُ َؤثِّر فيها وعظ بارئها ،ولم ينجع فيها تشويق من هو أرحم بها منها .فلك اللهم الحمد ،وإليك ال ُمشتكى ،وبك ال ُمستغاث ،ولا حول ولا قوة إلا بك»(.)1 -45قال تعالى :ﭽﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰﮱﭼ (الليل). قال ابن القيم « :rوذلك يتضمن تيسيره للخير وأسبابه ،فيجري الخير و ُييسر على قلبه ويديه ولسانه وجوارحه ،فتصير خصال الخير ُمي َّسة عليه ُمذللة له ُمنقادة ،لا تستعصي عليه ولا ت َ ْس َت ْص ِعب؛ لأنه ُمهيأ لهاُ ،مي َّس لفعلها ،يسلك سبلها ُذلُ ًل ،وتُقاد له عل ًما وعم ًل ،فإذا َخالَلْ َته قلت هو الذي قيل فيه: ُمبـــار ُك ال َّط ْل َعـــة ميمــونها يصلــح للدنيـــا وللـــدي ِن»(.)2 -46قال تعالى :ﭽﮋﮌﮍﭼ (التكاثر). قال ابن القيم « :rوكل من كاثر إنسانًا في دنياه أو جاهه أو غير ذلك ،شغلته ُم َكثَرته عن ُم َكثَرة أهل الآخرة .فالنفوس الشريفة العلوية ذات الهمم العالية ُ تب فلا ُم ْف ِلحة، وتصير وتزكو، به وتكمل نفعه، عليها يدوم بما تُكاثر إنما أن يكثرها غيرها في ذلك ،و ُينافسها في هذه ال ُمكاثرة ،وي ُسابقها إليها؛ فهذا هو التكاثر الذي هو غاية سعادة العبد ...وصاحب هذا التكاثر لايهون عليه أن يرى غيره أفضل منه قو ًل ،وأحسن منه عم ًل ،وأغزر عل ًما ،وإذا رأى غيره أكثر منه )1تفسير السعدي (ص .)894 )2التبيان في أقسام القرآن (ص .)62-61 209
في خصلة من خصال الخير يعجز عن لحاقه فيها َكثَره بخصلة أخرى ،وهو قادر على ال ُمكاثرة بها ،وليس هذا التكاثر مذمو ًما ولا قاد ًحا في إخلاص العبد ،بل هو حقيقة المنافسة ،واستباق الخيرات»(.)1 -47قال تعالى :ﭽﭤﭥﭦﭧﭨﭼ (الفلق). قال أبو السعود « :)2( rال َفلَ ُق :ال ُّصبْ ُح كالفر ِق؛ لأنَّه يفلق عنه الليل ويفرق... وقي َلُ :ه َو ما انفل َق م ْن عمو ِدهِ... وفي تعليق العياذ باسم الرب ال ُم َضاف إلى ال َفلَق المنبئ عن النور َع ِقيب ال ُّظلْمة ،وال َّس َعة بعد الضيق ،وال َفتْق بعد ال َّرتْقِ ،ع َد ٌة كريمة بإعاذة العائذ مما يعوذ منه ،وإنجائه منه ،وتقوية لرجائه بتذكير بعض نظائره ،ومزيد ترغيب له في الجد والاعتناء بِ َق ْرع باب الالتجاء إليه تعالى؛ ففيه إشعار بأن من قدر أن يزيل ظلمة الليل من هذا العالم قدر أن يزيل عن العائذ ما يخافه»(.)3 )1عدة الصابرين (ص .)194 -193 )2هو :محمد بن محمد بن مصطفى العمادي ،المولى ،أبو السعودُ ،م َف ِّس شاعر ،من علماء الترك بروسة، في القضاء وتقلد متعددة، بلاد في و َد َّر َس و َد َر َس القسطنطينية، بقرب ُو ِل ال ُم ْستَ ْع ِربين، ُ فالقسطنطينية ،فالروم ايلي ،وأضيف إليه الإفتاء سنة 952هـ ،وكان حاضر الذهن ،سريع البديهة ،توفي سنة982 :هـ .الكواكب السائرة ( ،)31 /3الأعلام للزركلي (.)59 /7 )3تفسير أبي السعود (.)214 /9 210
الثاني :التفسير الإشاري(:)1 قال ابن القيم « :rوتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول :تفسير على اللفظ؛ وهو الذي ينحو إليه المتأخرون ،وتفسير على المعنى؛ وهو الذي يذكره السلف، وتفسير على الإشارة والقياس؛ وهو الذي ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم. وهذا لا بأس به بأربعة شرائط :ألا ُي َنا ِقض معنى الآية ،وأن يكون معنى صحي ًحا في نفسه ،وأن يكون في اللفظ إشعار به ،وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم ،فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنبا ًطا حس ًنا»(.)2 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﮮ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪﯫﯬ ﯭﯮﭼ (البقرة). )1والمشهور في تعريفه :أنه تأويل للقرآن بغير ظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك والتصوف، وأنه يمكن الجمع بينها وبين الظاهر المراد أي ًضا .هكذا قالوا ،والواقع أن هذا معناه عند المتصوفة ،وإلا فهو نوع من التفسير بالاعتبار والقياس (من باب أن الشيء بالشيء يُ ْذ َكر) .وعامة ما يُذكر من هذا النوع لا يخلو من إشكال ،وبعضه قَ ْر َم َطة وتحريف ،لكن منه ما يصح إذا توفرت فيه تلك الشروط المذكورة أعلاه. ثم لا يخفى أن ما يُذكر من هذا الطريق فأحسن أحواله -إن صح -أنه من باب ال ُملَح. )2التبيان في أقسام القرآن (ص ،)79وانظر :جامع المسائل لابن تيمية ( ،)65 /4مجموع الفتاوى (/2 ،)42 /11( ،)78 /10( ،)377 -376 /6( ،)28 -27مجموعة الرسائل والمسائل ( ،)29 /1الموافقات (/4 ،)244-243 ،232-231التفسير والمفسرون ( ،)261 /2مفهوم التفسير والتأويل للطيار (ص،)107-89 مناهل العرفان (.)81 -78 /2 211
المعنى الظاهر: «يسألك أصحابك -أيها النبي -عن الأهلة وتغ ُّي أحوالها ،قل لهم :جعل الل ُه الأهلة علامات يعرف بها الناس أوقات عباداتهم ال ُم َح َّددة بوقت مثل الصيام والحج ،ومعاملاتهم ،وليس الخير ما تعودتم عليه في الجاهلية وأول الإسلام من دخول البيوت من ظهورها حين ُتْ ِرمون بالحج أو العمرة ،ظانين أن ذلك ُقربة إلى الله ،ولكن الخير هو ِف ْع ُل َم ِن اتقى الله واجتنب المعاصي ،وادخلوا البيوت من أبوابها عند إحرامكم بالحج أو العمرة ،واخشوا الله تعالى في كل أموركم؛ لتفوزوا بكل ما تحبون من خيري الدنيا والآخرة»(.)1 ما يؤخذ من إشارة الآية: قال السعدي « :rويستفاد من إشارة الآية أنه ينبغي في كل أمر من الأمور أن يأتيه الإنسان من الطريق السهل القريب ،الذي قد ُج ِعل له ُموص ًل ،فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ،ينبغي أن ينظر في حالة المأمور ويستعمل معه الرفق والسياسة التي بها يحصل المقصود أو بعضه ،وال ُمتعلم وال ُم َعلِّم ينبغي أن يسلك أقرب طريق وأسهله يحصل به مقصوده ،وهكذا كل من حاول أم ًرا من الأمور وأتاه من أبوابه وثابر عليه ،فلا بد أن يحصل له المقصود بعون الملك المعبود»(.)2 -2قال تعالى :ﭽﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤﭼ (النساء). )1التفسير الميسر (ص .)29 )2تفسير السعدي (ص .)88 212
المعنى الظاهر: «ولا تؤتوا -أيها الأولياء -من ُي َب ِّذر من الرجال والنساء والصبيان أموالهم التي تحت أيديكم فيضعونها في غير وجهها ،فهذه الأموال هي التي عليها قيام ً وأَنْ ِف ُقوا الكلام من معرو ًفا قول لهم وقولوا واكسوهم، منها عليهم الناس، حياة ال َّط ِيّب والخُلُق الحسن»(.)1 ما يؤخذ من إشارة الآية: قال الغزالي « :rتنبي ًها على أن حفظ العلم ممن يُفسده ويضره أولى ،وليس الظلم في إعطاء غير المستحق بأقل من الظلم في منع المستحق»(.)2 -3قال تعالى :ﭽ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱﭼ (الأعراف). المعنى الظاهر: «قال الله لإبليس :فاهبط من الجنة ،فما يصح لك أن تتكبر فيها ،فاخرج من الجنة ،إنك من الذليلين الحقيرين»(.)3 ما يؤخذ من إشارة الآية: ُي ِرجوا أن ال َم َح ّلَة، لأهل قال ابن عاشور « :rهذه الآية أصل في ثبوت الحق َمَلَّ ِتهم من ُيشى من سيرته فُ ُشو الفساد بينهم»(.)4 من )1التفسير الميسر (ص.)77 )2الإحياء (.)58/1 )3التفسير الميسر (ص .)152 )4التحرير والتنوير (.)44/8 213
-4قال تعالى :ﭽﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴﯵ ﯶﯷﭼ (الأنفال.)٣٣: المعنى الظاهر: «وما كان الله cليع ِّذب هؤلاء المشركين ،وأنت -أيها الرسول -بين ظهرا َنيْهم، وما كان الله مع ِّذبهم وهم يستغفرون من ذنوبهم»(.)1 ما يؤخذ من إشارة الآية: قال ابن القيم « :rفأشارت هذه الآية أن محبة الرسول وحقيقة ما جاء به إذا كان في القلب ،فإن الله لا يعذبه ،لا في الدنيا ولا في الآخرة ،وإذا كان وجود الرسول في القلب مان ًعا من تعذيبه ،فكيف بوجود الرب تعالى في القلب؟ فهاتان إشارتان»(.)2 وقال في موضع آخر« :وتأمل ...كيف يُفهم منه أنه إذا كان وجود بدنه وذاته فيهم دفع عنهم العذاب وهم أعداؤه ،فكيف وجود س ِّره والإيمان به ومح َّبته ووجود ما جاء بِه إذا كان في قوم أو كان في شخص ،أفليس دفعه العذاب عنهم بطريق الأولى والأحرى؟»(.)3 -5قال تعالى :ﭽﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﭼ (التوبة). )1التفسير الميسر (ص .)180 )2الكلام على مسألة السماع (ص.)397 )3إعلام الموقعين (.)173/1 214
المعنى الظاهر: ِمن سنة الله الابتلاء ،فلا تظنوا يا معشر المؤمنين أن َي ْ ُت َك ُكم الله دون اختبار؛ ليعلم الله ِعلْ ًما ظاه ًرا لل َخلْق الذين أخلصوا في جهادهم ،ولم يتخذوا غير الله ورسوله والمؤمنين بطانة وأولياء ،والله خبير بجميع أعمالكم ،ومجازيكم بها(.)1 ما يؤخذ من إشارة الآية: قال ابن القيم « :rولا َو ِل َجة أعظم ممن جعل رج ًل بعينه ُمتا ًرا على كلام الله ورسوله gوكلام سائر الأمة ُي َق ِّدمه على ذلك كله ،و َي ْع ِرض كتاب الله وسنة رسوله gوإجماع الأمة على قوله ،فما وافقه منها قبله لموافقته لقلبه ،وما خالفه منها تلطف في رده و َت َط َّل َب له وجوه الحيل ،فإن لم تكن هذه َو ِلْ َجة فلا ندري ما ال َو ِلْ َجة!»(.)2 -7قال تعالى :ﭽﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ ﯖﯗ ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧﯨ ﯩﯪﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ ﯳﯴ ﭼ (التوبة). المعنى الظاهر: «يا معشر أصحاب رسول الله gإلا تنفروا معه أيها المؤمنون إذا استَنْ َفركم، وإلا تنصروه؛ فقد أيده الله ونصره يوم أخرجه الكفار من قريش من بَ َ ِله (مكة)، وهو ثاني اثنين (هو وأبو بكر الصديق )hوألجؤوهما إلى نقب في جبل ثور )1التفسير الميسر (ص.)189 )2إعلام الموقعين (.)130 /2 215
بـ«مكة» ،فمكثا فيه ثلاث ليال ،إذ يقول لصاحبه (أبي بكر) لما رأى منه الخوف عليه :لا تحزن إن الله معنا بنصره وتأييده ،فأنزل الله الطمأنينة في قلب رسول الله ،gوأعانه بجنود لم يرها أحد من البشر وهم الملائكة ،فأنجاه الله من عدوه وأذل الله أعداءه ،وجعل كلمة الذين كفروا السفلى ،وكلم ُة الله هي العليا؛ وذلك بإعلاء شأن الإسلام ،والله عزيز في ذاته وصفاته و ملكه ،حكيم في تدبير شؤون عباده. وفي هذه الآية َمنْ َقبة عظيمة لأبي بكر الصديق .)1(»h ما يؤخذ من إشارة الآية: قال شيخ الإسلام « :rكل من وافق الرسول gفي أمر خالف فيه غيره فهو من الذين اتبعوه في ذلك؛ وله نصيب من قوله :ﭽﯘﯙﯚﯛﯜﭼ (التوبة ،)40 :فإن المعية الإلهية ال ُم َت َض ِّمنة للنصر هي لِ َما جاء به إلى يوم القيامة، وهذا قد د ّل عليه القرآن ،وقد رأينا من ذلك و َج َّربْنا ما يطول وصفه»(.)2 صحب من أن وهي الآية، هذه إشارة الإشارات أصح َ :r القيم ابن وقال «ف ِمن الرسول gوما جاء به بقلبه وعمله وإن لم يصحبه ببدنه ،فإن الله معه»(.)3 -6قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ ﭼ (التوبة). )1التفسير الميسر (ص.)193 )2مجموع الفتاوى (.)37/28 )3الكلام على مسألة السماع (ص.)397 216
المعنى الظاهر: «يا أيها الذين ص َّدقوا الله ورسوله وانقادت قلوبهم وأذعنت ،وأقروا بألسنتهم، وعملوا بشرعه ،ابدؤوا بقتال الأقرب فالأقرب إلى دار الإسلام من الكفار ،وليجد ْ ونصره»(.)1 بتأييده المتقين مع الله أن واعلموا وشدة، ِغلظة فيكم الكفار ما يؤخذ من إشارة الآية: قال ابن القيم « :rالدنيا والشيطان عدوان خارجان عنك ،والنفس عدو بين جنبيك؛ ِمن ُس ّنَة الجهاد :ﭽﭔﭕﭖﭢﭼ (التوبة)»(.)2 -8قال تعالى :ﭽﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯﮰﮱ ﯓﯔﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯤﯥ ﯦﯧﭼ (الرعد). المعنى الظاهر: «لله تعالى ملائكة يتعاقبون على الإنسان من بين يديه ومن خلفه ،يحفظونه بأمر الله و ُيْ ُصون ما يصدر عنه من خير أو شر؛ إن الله cلا يغ ِّي نعمة أنعمها على قوم إلا إذا غ َّيوا ما أمرهم به فعصوه ،وإذا أراد الله بجماع ٍة بلا ًء ،فلا مف َّر منه ،وليس لهم ِمن دون الله ِمن وال يتولى أمورهم ،فيجلب لهم المحبوب ،ويدفع عنهم المكروه»(.)3 )1التفسير الميسر (ص .)207 )2بدائع الفوائد (ص .)225 )3التفسير الميسر (ص.)250 217
ما يؤخذ من إشارة الآية: قال ابن القيم « :rفدلالة لفظها :أنه لا يغ ِّي نِ َعمه التي أنعم بها على عباده حتى يُغ ِّيوا طاعته بمعصيته ،كما قال في الآية الأخرى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭼ (الأنفال). وإشارتها :أنه إذا عاقب قو ًما وابتلاهم لم يغ ِّي ما بهم من العقوبة والبلاء حتى يُغ ِّيوا ما بأنفسهم من المعصية إلى الطاعة ،كما قال العباس ع ُّم رسول الله :gما نز َل بلا ٌء إلا بذنب ،ولا ُر ِفع إلا بتوبة(.)1 ومنه قول النبي « :gلا تدخل الملائكة بي ًتا فيه كلب ولا صورة»( )2فإذا َمنع الكلب والصورة دخول الملك إلى البيت ،فكيف تدخل معرفة الرب ومحبته في قلب ممتلئ بكلاب الشهوات و ُص َورها؟ وكذلك قوله « :gلا ُأ ِح ُّل المسج َد لحائ ٍض ولا ُج ُن ٍب»( ْ)3؛ فإذا حرم بيت الرب على الحائض والجنب ،فكيف بمعرفته ومحبته والتنعم ب ِذك ِره على حائض القلب و ُجنُبه؟ فهذه إشارات صحيحة ،وهي من جنس مقاييس الفقهاء ،بل أصح من كثير منها»(.)4 )1أخرجه الدينوري في المجالسة ( ،)102 /3وابن عساكر في التاريخ ( )359 /26بإسناد واه. )2أخرجه البخاري ( ،)3322ومسلم (.)2106 )3أخرجه أبو داود ( ،)232وضعفه الألباني في إرواء الغليل (.)124 )4الكلام على مسألة السماع (ص .)398-397 218
-9قال تعالى :ﭽﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﭼ (الإسراء). المعنى الظاهر: «و ُك ْن لأمك وأبيك ذلي ًل متواض ًعا رحمة بهما ،واطلب من ربك أن يرحمهما والقوة»(.)1 الحول ضعيف ً تربيتك على صبرا كما وأمواتًا، أحيا ًء الواسعة برحمته طفل ما يؤخذ من إشارة الآية: قال السعدي « :rوكذلك من تولى تربية الإنسان في دينه ودنياه تربية صالحة -غير الأبوين ،-فإن له على من ر َّباه ح َّق التربية»(.)2 -10قال تعالى :ﭽﯟﯠﯡﯢﯣ ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ ﯭﭼ (الأنبياء). المعنى الظاهر: «لو كان في السموات والأرض آلهة غير الله cتُ َدبِّر شؤونهما ،لاخت َّل نظامهما ،فتن َّزه الله رب العرش ،وتق َّدس َع َّما يصفه الجاحدون الكافرون ،من الكذب والافتراء وكل نقص»(.)3 )1التفسير الميسر (ص.)284 )2تفسير السعدي (ص .)456 )3التفسير الميسر (ص .)323 219
ما يؤخذ من إشارة الآية: قال ابن القيم « :rكما أن السموات والأرض لو كان فيهما آلهة غيره سبحانه لفسدتا؛ كما قال تعالى :ﭽﯟﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤﯥﯦﭼ (الأنبياء،)22: فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى فسد فسا ًدا لا يُرجى صلاحه؛ إلا بأن يخرج ذلك المعبود من قلبه ،ويكون الله تعالى وحده إلهه ومعبوده الذي يحبه ويرجوه ويخافه ،ويتوكل عليه وينيب إليه»(.)1 -11قال تعالى :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜﭼ (القصص). المعنى الظاهر: «ولما قصد موسى بلاد ( َم ْديَن) وخرج من سلطان فرعون قال :عسى ربي أن يرشدني خير طريق إلى ( َم ْديَن)»(.)2 ما يؤخذ من إشارة الآية: قال السعدي « :rإن الناظر في العلم عند الحاجة إلى التكلم فيه ،إذا لم يترجح عنده أحد القولين ،فإنه يستهدي ربه ،ويسأله أن يهديه الصواب من القولين ،بعد أن يقصد بقلبه الحق ويبحث عنه ،فإن الله لا يخيب َم ْن هذه حاله»(.)3 -12قال تعالى :ﭽﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍ ﰎﰏﰐ ﭼ (الروم). )1إغاثة اللهفان (.)30/1 )2التفسير الميسر (ص .)388 )3تفسير السعدي (ص .)618 220
المعنى الظاهر: «فانظر -أيها ال ُمشا ِهدَ -ن َظر تَأَ ُّمل وتَ َدبُّر إلى آثار المطر في النبات والزروع والشجر ،كيف ُييي به الله الأرض بعد موتها ،فينبتها و ُي ْع ِشبُها؟ إن الذي قَ َدر على إحياء هذه الأرض ل ُمحيي الموتى ،وهو على كل شيء قدير لا ُي ْع ِج ُزه شيء»(.)1 ما يؤخذ من إشارة الآية: قال السعدي « :rفإذا كانت الأرض الخاشعة الخالية من كل َنبْت إذا أنزل الله عليها المطر اهتزت و َر َبت وأنبتت من كل زوج بهيج ،واختلط نَبْتُها وكثرت أصنافه ومنافعه جعله الله تعالى من أعظم الأدلة الدالة على سعة رحمته وكمال قدرته ،وأنه َسيُ ْحيي الموتى للجزاء؛ فالدليل في القلب الخالي من العلم والخير حين يُنزل الله عليه غيث الوحي فيهتز بالنبات و ُينبت من كل زوج بهيج من العلوم المختلفة النافعة ،والمعارف الواسعة ،والخير الكثير ،وال ِ ّب الواسع ،والإحسان الغزير، والمحبة لله ورسوله ،وإخلاص الأعمال الظاهرة والباطنة لله وحده لا شريك له، والخوف والرجاء والتضرع والخشوع لله ،وأنواع العبادات ،وأصناف التقربات، والنصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ،وغير ذلك من العلوم والأعمال الظاهرة والباطنة ،والفتوحات الربانية مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؛ أعظم من الأرض بكثير على سعة رحمة الله ،وواسع ُجو ِده ،و َت َن ّوع ِه َباته ،وكمال اقتداره وعزته ،وأنه يحيي الموتى للجزاء ،وأن عنده في الدار الأخرى من الخيرات والفضل ما لا يعلمه أحد غيره»(.)2 )1التفسير الميسر (ص.)409 )2المواهب الربانية (ص ،)93وقد سبق في (ص .)52 221
-13قال تعالى :ﭽﯞﯟﯠﯡﭼ (يس.)12 : المعنى الظاهر: «إنا نحن نحيي الأموات جمي ًعا ببعثهم يوم القيامة»(.)1 ما يؤخذ من إشارة الآية: قال ابن كثير « :rأي :يوم القيامة ،وفيه إشارة إلى أن الله تعالى يحيي قلب من يشاء من الكفار الذين قد ماتت قلوبهم بالضلالة ،فيهديهم بعد ذلك إلى الحق، كما قال تعالى بعد ذكر قسوة القلوب :ﭽﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯸﯹ ﯺﯻﯼ ﭼ (الحديد)»(.)2 -14قال تعالى :ﮋﯰﯱﯲﯳﯴﱸ (الواقعة.)73 : المعنى الظاهر: «نحنجعلناناركمالتيتوقدونتذكي ًرالكمبنارجهنمومنفعةللمسافرين»(.)3 ما يؤخذ من إشارة الآية: قال ابن القيم « :rتذكرة تُ ْذ َكر بها الآخرة ،ومنفعة للنازلين بال َقوا ِء وهم نزل بال ِ ِّق وال َق َوى وهي الأرض الخالية، وخص عامة للمسافرين والمقيمين؛ تنبي ًها لعباده المسافرون؛ يقال :أقوى الرجل :إذا -والله ال ُم ْق ِوين بال ِّذ ْكر وإن كانت منفعتها )1التفسير الميسر (ص.)440 )2تفسير ابن كثير (.)565/11 )3التفسير الميسر (ص.)536 222
أعلم بمراده من كلامه -على أنهم كلهم مسافرون ،وأنهم فى هذه الدار على جناح سفر ليسوا هم مقيمين ولا مستوطنين»(.)1 -15قال تعالى :ﭽﭙﭚﭛﭜﭝﭼ (الواقعة). المعنى الظاهر: «لا َي َم ُّس القرآن إلا الملائكة الكرام الذين طهرهم الله من الآفات والذنوب»(.)2 ما يؤخذ من إشارة الآية: قال شيخ الإسلام « :rكما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لا يمسه إلا بدن طاهر ،فمعاني القرآن لا يذوقها إلا القلوب الطاهرة ،وهي قلوب المتقين»(.)3 قال ابن القيم « :rودلت الآية بإشارتها وإيمائها على أنه لا يدرك معانيه ولا يفهمه إلا القلوب الطاهرة ،وحرام على القلب ال ُمتَلَ ِّوث بنجاسة البدع والمخالفات أن ينال معانيه وأن يفهمه كما ينبغي. قال البخاري في «صحيحه» في هذه الآية« :لا يجد طعمه إلا من آمن به»(،)4 وهذا أي ًضا من إشارة الآية وتنبيهها ،وهو أنه لا يلتذ به وبقراءته وفهمه وتدبره )1طريق الهجرتين (ص ،)142 -141وقد مضى تحت عنوان( :العموم والخصوص). )2التفسير الميسر (ص .)537 )3مجموع الفتاوى (.)242/13 )4انظر :صحيح البخاري (.)155 /9 223
إلا من شهد أنه كلام الله ،تكلم (به)( )1ح ًّقا ،وأنزله على رسوله وحيًا ،ولا ينال معانيه إلا من لم يكن في قلبه حرج منه بوجه من الوجوه ،فمن لم يؤمن بأنه حق من عند الله ،ففي قلبه منه حرج ،ومن لم يؤمن بأن الله سبحانه تكلم به وح ًيا وليس مخلوقًا من جملة مخلوقاته ،ففي قلبه منه حرج ،ومن قال :إن له باط ًنا يخالف ظاهره ،وإن له تأوي ًل ُيا ِلف ما ُي ْف َهم منه ففي قلبه منه حرج ،ومن قال: إن له تأوي ًل لا نفهمه ولا نعلمه وإنما نتلوه متعبدين بألفاظه ففي قلبه منه حرج. وأنت إذا تأملت قوله :ﭽﭙﭚﭛ ﭜﭼ ،وأعطيت الآية حقها من دلالة اللفظ وإيمائه وإشارته وتنبيهه وقياس الشيء على نظيره واعتباره بِ ُمشا ِكه وتأملت المشابهة التي عقدها الله سبحانه وربطها بين الظاهر والباطن -فهمت هذه المعاني كلها من الآية وبالله التوفيق»(.)2 وقال في موضع آخر« :وأنت إذا تأ َّملت قوله تعالى :ﭽﭑ ﭒﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙﭚﭛ ﭜﭝﭼ (الواقعة) ،وجدت الآية من أظهر الأدلة ع َل نبوة النبي ،gوأ َّن هذا القرآن جاء من عند الله ،وأ َّن الذي جاء به ُروح أُخ َت َ ﭽﭥﭦ قوله: الآية ووجدت سبيل؛ عليه الخبي َثة للأرواح فما ُمط َّهر، ﭧ ﭨﭩﭼ (الشعراء) ،ﭽﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭼ (الشعراء)، ووجدتها دالة بأحسن ال َّدلالَة على أنَّه لا يَمس المصحف إلا طاهر ،ووجدتها دالة أي ًضا بِألطف ال َّدلالَة على أنَّه لا يجد حلاوته وطعمه إلا من آمن به وعمل به ،كما )1في الأصل( :بها). )2التبيان في أقسام القرآن (.)231 -230/1 224
فَهمه البخاري من الآية فقال في صحيحه في باب :ﭽﭵﭶﭷﭸﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭼ (آل عمران) :ﭽﭙﭚﭼ لا َيد طعمه ونفعه إلا من َت َعا َل: الْؤمن؛ ْ ﭽﮊﮋﮌﮍ ل َقوله إلا بحقه يحمله ولا بالقرآن، آمن ﮎﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓﮔﭼ (الجمعة ،)5 :وتجد تحته أي ًضا َأنَّه لا ينال معانيَه ويفه ُم ُه كما ينبغي إلا القلوب الطاهرة ،وأ َّن القلوب النجسة ممنوعة من فهمه مصروفة عنه ،فتأ َّمل هذا النَّ َسب القريب و َع ْقد هذه ال ُأ ُخ َّوة بين هذه المعاني وبين المعنى الظاهر من الآية واستنباط هذه المعاني كلها من الآية بِأحس ِن وج ٍه وأبي ِن ِه ،فهذا من الفهم الذي أشار إليه علي .»)1(h وقال« :فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه -يقول :لكن تَدل الآية بإشارتها على أنَّه لا يَمس المصحف ِإلا طاهر؛ لأنَّه إذا كانت تلك َّ أل أولى الصحف فهذه الله، على ِلكرامتها ال ُمط َّهرون، إلا يمسها لا الصحف يمسها إلا طاهر»(.)2 وقال أي ًضا « :rفحقيقة هذا أنه لا يمس محله إلا ال ُم َط َّهر ،وإشارته أنه لايجد حلاوته ويذوق طعمه ويباشر حقائق قلبه إلا القلب ال ُم َط َّهر من الأنجاس والأدناس ،وإلى هذا المعنى أشار البخاري في صحيحه؛ فهذه من أصح الإشارات»(.)3 )1إعلام الموقعين (.)173 ،172/1 )2مدارج السالكين (.)391/2 )3الكلام على مسألة السماع (ص .)396 225
-16قال تعالى :ﭽﮎ ﮏﮐﮑ ﮒﭼ (الكوثر). المعنى الظاهر: «إن مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدى والنور ،هو ال ُمنْ َق ِطع أثره المقطوع من كل خير»(.)1 ما يؤخذ من إشارة الآية: قال شيخ الإسلام « :rفمن َش َنأ شي ًئا مما جاء به الرسول ،gفله من ذلك نصيب؛ ولهذا قال أبو بكر بن َع َّياش ...:أهل السنة يبقون ويبقى ِذ ْك ُرهم ،وأهل البدعة يموتون ويموت ِذ ْك ُرهم. وذلك أن أهل البدعة َش َن ُؤوا بعض ما جاء به الرسول ،gفأبترهم بقدر ذلك، والذين أعلنوا ما جاء به النبي ،gفصار لهم نصيب من قوله تعالى :ﭽﯓﯔ ﯕﭼ (الشرح ،)4 :فإن ما أكرم الله به نبيه من سعادة الدنيا والآخرة ،فللمؤمنين ال ُمتابعين نصيب بقدر إيمانهم ،فما كان من خصائص النبوة والرسالة ،فلم يشارك فيه أحد من أمته ،وما كان من ثواب الإيمان والأعمال الصالحة ،فلكل مؤمن نصيب بقدر ذلك»( )2ا.هـ. وقال« :أهل السنة يموتون ويحيا ِذ ْك ُرهم ،وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم؛ لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول g؛ فكان لهم نصيب من قوله: ﱫﯓﯔﯕﱪ (الشرح ،)4 :وأهل البدعة َش َن ُؤوا ما جاء به الرسول g؛ فكان لهم نصيب من قوله :ﱫﮎ ﮏﮐﮑ ﱪ (الكوثر.)3(»)3 : )1التفسير الميسر (ص.)602 )2مجموع الفتاوى (.)38/28 )3السابق (.)528/16 226
الباب السادس التدبُّر العملي 227
التدبر العمل ُّي نوعان: الأول :التطبيق والعمل والامتثال()1 التطبيق: -1من مفاتيح الرزق (تدبر عملي): قال تعالى :ﱫﮰﮱ ﯓ ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟ ﱪ (طه.)132 : قال ابن ُج َزي « :rكان بعض السلف إذا أصاب أهلَه خصاصة ،قال :قوموا ف َصلُّوا؛ بهذا أمركم الله ،ويتلو هذه الآية»(.)2 -2قال عبد الله بن إبراهيم الإسكافي(« :r )3حضرت مجلس ال ُمهتدي( )4وقد ُ جلس للمظالم ،فاستعداه رجل على ابن له ،فأمر بإحضاره ،فأحضر وأقامه إلى جنب الرجل ،فسأله عما ادعاه عليه ،فأقر به ،فأمره بالخروج له من حقه ،فكتب له بذلك كتابًا ،فلما فرغ ،قال له الرجل :والله يا أمير المؤمنين ما أنت إلا كما قال الشاعر: أوبللاــي ُبجــ ِما ْثلـيـ ُ َلغـاـل َق َبمـاـل ِرخاـلـازاهـســـــرِر()5 َح َّك ْم ُتمــوه فقضــى بينكــ ْم لا يقبــ ُل الرشــوة في ُحكمــه )1وهذا باعتبار أن بعض السلف قد ف َّس التدبُّر بالعمل؛ وهو تفسير له بثمرته. )2التسهيل لعلوم التنزيل (.)17/2 )3لعله ُعبَيْد الله بن إبراهيم بن َعبْد المؤمن الإسكافي ،عم الوزير :محمد بن أحمد بن إبراهيم القراريطي .انظر :ذيل تاريخ بغداد لابن النجار (.)3/2 )4محمد بن هارون الواثق بن محمد ال ُم ْع َت ِصم بن هارون الرشيد ،أبو عبد الله ،المهتدي بالله ،العباسي ،من خلفاء الدولة العباسية ،توفي سنة 256 :هـ .انظر :الوافي بالوفيات ( ،)87 -97 /5والأعلام للزركلي (.)128 /7 )5البيت للأعشى ،وهو في ديوانه (ص.)92 229
فقال له ال ُم ْهتَدي :أما أنت أيها الرجل فأحسن الله مقالتك ،وأما أنا فما جلست هذا المجلس حتى قرأت المصحف :ﱫﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯ ﭰﭱﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷﭸ ﭹ ﭺﭻﭼﭽﭾ ﭿﱪ (الأنبياء ،)47 :فقال لي عمي :فما رأيت باكيًا أكثر من ذلك اليوم»(.)1 -3قال ابن مفلح َ « :rقا ِرن بين تَأَ ّدب السلف بهدي القرآن وبين فعل بعض الناس مع علمائهم؛ قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام :ما استأذنت قط على ُم ِّدث! كنت أنتظر حتى يخرج إل ّي ،وتأولت قوله تعالى :ﱫﭑﭒﭓﭔ ﭕﭖﭗﭘﭙﱪ (الحجرات.)2(»)5 : -4قال أحدهم :كان لي موعد بعد صلاة العشاء مع معصية ،وفي صلاة َ العشاء قرأ الإمام قول تعالى :ﱫﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﱪ (إبراهيم ،)34 :فتذكرت ما أنا فيه من الخير والنعيم ..واستحييت ،فأحمد الله على التوبة(.)3 -5قال أحدهم :أنا طالب علم ،وذات مرة تو َّق ْف ُت عند قوله تعالى :ﱫﯦ ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯮ ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﱪ (الزمر ،)9 :فبكيت كثي ًرا على ضياع ليا ٍل كثيرة في هذه الليالي الشاتية الطويلة ،وأنا لم أش ّرف نفسي بالانتصاب قائ ًما لربي ولو لدقائق ،فكان هذا البكاء مفتا ًحا لبداية أرجو ألا تتوقف حتى ألقى ربي(.)4 )1تاريخ بغداد (.)553/4 )2الآداب الشرعية (.)7/2 )3ليدبروا آياته (.)203/4 )4السابق (.)216/4 230
-6قال يونس المكي « :rزرع رجل من أهل الطائف زر ًع ،فلما بلغ أَ َصا َبتْه آفة فاحترق ،فدخلنا عليه نُواسيه عنه فبكى ،وقال :والله ما عليه أبكي ،ولكني سمعت الله تبارك وتعالى يقول :ﱹﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ ﭵﭶﱸ (آل عمران ،)١١٧ :فأخاف أن أكون من أهل هذه الصفة، فذلك الذي أبكاني»(.)1 -7كان أويس إذا نظ َر إلى الرؤو ِس المشوي ِة يذك ُر هذه الآية :ﭽﰃﰄ ﰅﰆ ﰇ ﰈﰉﭼ ،فيق ُع مغش ًّيا عليه؛ حتى يظ َّن الناظرون إليه أنه مجنو ٌن (.)2 -8وكا َن لطاوس طريقا ِن إذا رج َع من المسج ِد أح ُد ُهما فيها ر َّواس ،وكان يرج ُع إذا ص َّل المغر َب ،فإذا أخ َذ الطري َق الذي فيه الر َّواس لم يستط ْع أن يتعشى، فقي َل ل ُه :فقا َل :إذا رأي ُت الرؤو َس كالح ًة ،لم أستط ْع آك ُل(.)3 -9وقال الأصمع ُّي :حدثنا الصق ُر ب ُن حبيب( )4قا َل :م َّر اب ُن سيرين بر َّوا ٍس قد أخر َج رأ ًسا ،فغشي عليه(.)5 )1الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا (ص .)50 )2تاريخ دمشق لابن عساكر ( ،)25 /34التخويف من النار لابن رجب (ص.)172 )3التخويف من النار لابن رجب (ص .)172 -171 )4الصقر -وقيل ال َّصعق -بن حبيب ،السلولي البصري ،شيخ من أهل البصرة .انظر :المجروحين لابن حبان (.)375/1 )5التخويف من النار لابن رجب (ص.)172 231
-10عن عبد الله بن عمر أنه شرب ماء بار ًدا ،فبكى واشتد بكاؤه ،فقيل :ما يبكيك؟ فقال :ذكرت آية في كتاب الله وهي قوله :ﭽﮎﮏﮐﮑﮒﭼ (سبأ ،)٥٤ :فعرفت أن أهل النار لا يشتهون شيئًا ،شهوتهم الماء البارد ،وقد قال الله تعالى :ﭽﯦﯧﯨ ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﭼ (الأعراف.)1()٥٠ : وقال: بكى، فيه إلى أدناه فلما عليه، ليفطر الماء؛ من ب ُكوز الحسن ُ -11 وأتي ُ ﭼ ﯮ ﯭ ﯫﯬ ﯩﯪ ﯨ ﯧ ﭽﯦ وقولهم:ُ النار أهل أمنية َذ َكر ُت (الأعراف ،)٥٠ :وذكرت ما أجيبوا به :ﭽﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﭼ (الأعراف)(.)2 -12وعن إبراهيم النخعي قال :قَلّما قرأ ُت َه ِذهِ الآية إلا ذكر ُت بَ ْر َد ال َّ َشا ِب، وقرأ :ﭽﮎﮏﮐﮑﮒﭼ (سبأ.)3()٥٤ : -13عن عبد الملك بن مروان ،أنه شرب ما ًء بار ًدا ،فقطعه وبكى ،فقيل: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟! قال :ذكرت العطش يوم القيامة ،وذكرت أهل النار وما ُمن ِعوا من ماء بارد الشراب ،ثم قرأ :ﭽﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ (إبراهيم.)4()١٧ : )1تاريخ دمشق لابن عساكر ( ،)211 /53التخويف من النار لابن رجب (ص ،)158وبنحوه في التاريخ الكبير للبخاري (.)53-52 /7 )2التخويف من النار لابن رجب (ص ،)158حلية الأولياء لأبي نعيم (.)189 /6 )3مصنف ابن أبي شيبة (.)208 /7 )4التخويف من النار لابن رجب (ص .)158 232
-14استقى محمد بن مصعب العابد( )1ماء ،فسمع صوت البرادة فصاح ،وقال لنفسه :من أين لك في النار برادة؟! ثم قرأ :ﭽﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﭼ (الكهف.)2()٢٩ : ُ -15أتي عبد الرحمن بن عوف hبعشائه وهو صائم ،فقرأ :ﭽﮜﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ (المزمل) ،فلم يزل يبكي حتى ُرفِع طعامه ،وما تعشى ،وإنه لصائم(.)3 ﮝ ﭽﮜ الآية: هذه له َف َع َر َضت بعشائه، ُ صائ ًما الحسن أمسى -16 فأتي ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ َف َقلَ َصت يَ ُده ،وقال :ارفعوه، َف َع َر َض ْت ُ سعيد، أبا يا له: فقيل الآية، له بإفطاره، أتي أمسى، فلما صائ ًما، فأصبح تهلك وتضعف! ! فأصبح اليوم الثالث صائ ًما ،فذهب ابنه إلى يحيى ال َب َّكء وثابت ال ُب َناني ويزيد ال َّضبي ،فقال :أَ ْد ِر ُكوا أبي ،فإنه هالك ،فلم يزالوا به ،حتى سقوه شربة ماء من سويق(.)4 )1هو :محمد بن مصعب أبو جعفر ال َّد َّعء ،العابد ،وكان أحمد بن حنبل يثني عليه ويقول :كان رجلا صالحًا .توفي ببغداد في ذي القعدة سنة228 :هـ .انظر :طبقات الحنابلة (.)320 /1 )2التخويف من النار لابن رجب (ص .)159 )3السابق (ص .)155 )4رواه أحمد في الزهد ( .)1640وانظر :التخويف من النار لابن رجب (ص.)156 233
-17عن صالح ال ُم ِّري( )1قال :كان عطاء ال َّس ِلي ِم( ،)2قد أضر بنفسه حتى ضعف ،فقلت له :إنك قد أضررت بنفسك ،وأنا متكلف لك بشيء ،فلا ترد كرامتي ،قال :أَ ْف َعل ،قال :فاشتريت سوي ًقا ،من أجود ما وجدت ،وسمنًا ،قال: فجعلت له ُ َشيبةَ ،فلَ َّتيْتُها و َحلَّيْتُها ،وأرسلت بها مع ابني و ُكو ًزا من ماء ،فقلت له: لا تبرح حتى يشربها ،فرجع فقال :قد شربها ،فلما كان من الغد ،جعلت له نحوها، ثم َ َّس ْح ُت بها مع ابني ،فرجع بها لم يشربها ،قال :فأتيته َفلُ ْمتُه ،وقلت :سبحان الله! أَر َد ْد َّت علي كرامتي؟! إن هذا مما يُعينك ويقويك على الصلاة ،وعلى ِذ ْكر الله تعالى، فلما رآني قد وجدت من ذلك ،قال :يا أبا بشر ،لا ي َ ُسؤك ،والله لقد َ ِشبْتُها أول ما بعثت بها ،فلما كان الغد راود ُّت نفسي على أن أسيغها ،فما قدرت على ذلك ،إذا أردت شربه ذكرت هذه الآية :ﭽﮱﯓ ﯔﯕﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢﯣﭼ (إبراهيم). فبكى صالح عند هذا ،وقال :قلت لنفسي :ألا أراني في واد وأنت في آخر!(.)4()3 -18وآخر بكى في وليمة رأى فيها الخدم يطوفون على الحضور بالطعام والشراب ،وتذكر قوله تعالى :ﭽﯛﯜﯝﯞﭼ (الإنسان.)١٩ : )1هو :صالح بن بشير بن وادع بن أبي الأقعس أبو بشر البصري ،القاص الواعظ الزاهد ،المعروف بال ُم ِّري ،ضعيف الحديث ،توفي سنة172 :هـ ،وقيل176 :هـ .انظر :صفة الصفوة (.)207 /2 )2هو :عطاء ال َّسليمي البصري ،العابد الزاهد ،من صغار التابعين ،توفي سنة140 :هـ .انظر :صفة الصفوة (.)192 /2 )3رواه أبو نعيم في الحلية ( ،)218 /6وانظر :التخويف من النار لابن رجب (ص .)157 ،156 )4للاستزادة من هذه الأمثلة؛ راجع :التخويف من النار لابن رجب (ص.)159 - 155 234
الثاني :النظر في الكون والآيات المشهودة: التطبيق: قال تعالى :ﭐﱫﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﱪ (الغاشية). كان شريح القاضي يقول« :اخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت؟»(.)1 ومما يدخل في ذلك :هذه النماذج والأمثلة: - 1مراحل تكوين الجنين في بطن أمه (فيديو): http://www.youtube.com/watch?v=EJKcwR2kWeE -2إعصار فيه نار: http://www.youtube.com/watch?v=_7JD93jxe- Y )1تفسير ابن كثير (.)387/8 235
: َف ْق ُس بيضة-3 http://youtu.be/pm7qUFkFqso : تعاقب الليل والنهار-4 http://youtu.be/xIz_XB-7DdY : دورة الحياة-5 http://youtu.be/K3T9Z29OhWs 236
تنبيهان -1ما ُذكر إنما هو للتقريب وليس للحصر ،وباب التدبر واسع كما لا يخفى. -2ليس المقصود مما ذكرنا ساب ًقا دراسة هذه الدلالات ونحوها دراسة أصولية أو لغوية ،وإنما التطبيق المتفرع عنها من غير مراعاة لترتيب. 237
الخاتمة تبين من خلال هذا الكتاب: -1معرفة قدر صالح من أنواع الدلالة ،وقواعد التفسير ،والقواعد القرآنية، وغير ذلك من ال ُأ ُسس والأصول التي يُتوصل بها إلى استخراج المعاني والهدايات من القرآن الكريم. -2عرض نماذج متميزة من الوقفات التدبرية. -3الربط بين النماذج التطبيقية و ُطرق الدلالة المتنوعة. -4ظهر من خلال ما ذكرنا في هذا الكتاب ما يتطلب آلة لاستخراج المعاني التدبرية ،وما لا يتوقف على شيء من ذلك ،وبهذا نتبين التفصيل في هذه الجزئية، بأن من التدبر ما يكون الوصول إليه بسلوك الطرق المعروفة في الاستدلال، ومعرفة الأصول التي ت ُستخرج بها المعاني والهدايات ،ومنه ما ليس كذلك. 239
قائمة المراجع والمصادر 241
فهرس الموضوعات الصفحة الموضوع المقدمة 5 الباب الأول :النظر الكلي -الإجمالي -في آيات السورة13 : -1تدبر الآيات إجمال ًا للتوصل إلى الموضوع أو الموضوعات التي تدور حولها 15 الآيات في السورة -2تدبر الآيات إجما ًل للتوصل إلى مقاصد السورة 21 -3تدبر المعنى العام للآية للتوصل إلى المعنى الأساسي الذي نزلت لتقريره 23 الباب الثاني :في المعاني والهدايات المستخرجة وفق القواعد والأصول المعتبرة25 : ً أول :إعمال أنواع الدلالة في استخراج الهدايات من الآيات الكريمة27 : النوع الأول :دلالة المنطوق31 : -1المنطوق الصريح31 : (أ) دلالة المطابقة 31 (ب) دلالة ال َّت َض ُّمن 33 -2المنطوق غير الصريح (دلالة الالتزام)35 : الأول :دلالة الاقتضاء 35 الثاني :دلالة الإشارة 39 الثالث :دلالة الإيماء والتنبيه 45 243
الصفحة الموضوع النوع الثاني :دلالة المفهوم ،وهو قسمان47 : -1مفهوم الموافقة47 . -2مفهوم المخالفة 56 ثان ًيا :العموم والخصوص59 . ثالثًا :الإطلاق والتقييد63 . راب ًعا :ما ي ُ ْس َت َفاد من بعض القواعد في التفسير65 : -1قاعدةَ ( :ع َس) من الله واجبة 65 -2الحُ ْكم ال ُم َع َّلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه 66 -3زيادة المبنى لزيادة المعنى 76 -4حذف ال ُم ْقتَ َض -ال ُمتَ َع َّلق -يفيد العموم النِّ ْس ِب 78 ُ 80 من ُج ِّردت الوصف، بها أريد أُ5ري-دالبأهاو الصاُمبَاف َ الشةُمْ ،أُخلَت ِح َّ َقصةتببالهإاناالتاثءإذا وإذا التاء، خام ًسا :القواعد القرآنية81 : -1قاعدة :من «تَ َرك شيئًا لله َع َّو َضه الله خي ًرا منه» 81 -2قاعدة« :الجزاء من جنس العمل» 85 -3قاعدة« :من ترك الإقبال على ما ينفعه اب ُتلي بالاشتغال بما يضره» 90 244
الصفحة الموضوع الباب الثالث :النظر والتدبر في المناسبات93 : أ -الربط بين السورة والتي قبلها ،والسورة والتي بعدها (عند القائل بأن 95 ترتيب السور توقيفي) ب -الربط بين صدر السورة وخاتمتها 97 ج -الربط بين الآية والتي قبلها ،والآية والتي بعدها 98 د -الربط بين الجملة والجملة 106 هـ -الربط بين موضوع الآية وخاتمتها 108 و -الربط بين المقاطع في السورة 115 ويلحق بذلك (دلالة الاقتران) 118 الباب الرابع :ما يتوصل إليه بالنظر في النواحي اللغوية والجوانب البلاغية129 : -1الحقيقة والمجاز (عند القائل به) 131 -2ما يتصل بمرجع الضمير 131 -3ما يُ ْؤ َخذ من الإظهار في موضع الإضمار ،وعكسه 132 -4الالتفات 133 -5الفروق اللفظية 135 -6المتشابه اللفظي 145 -7دلالات الجملة (الاسمية والفعلية) 163 -8ما يرجع إلى تصريف اللفظ 166 245
الصفحة الموضوع -9ما يرجع إلى معاني الحروف ،ودلالاتها ،والتضمين 167 -10التقدير والحذف والزيادة ،والتكرار ،والتقديم والتأخير ،والترتيب بين 170 الأمور المذكورة في الآية. (التقدير والحذف والزيادة) 170 (التكرار) 175 (التقديم والتأخير والترتيب) 176 -11الإيجاز والبسط والاستطراد 189 -12الأمثال والتشبيهات 185 الباب الخامس :ما لا يدخل في شيء مما سبق ،وهو نوعان187 : الأول :صور من التدبر لا تخضع لشيء مما سبق189 . الثاني :التفسير الإشاري211 . الباب السادس :التدبر ال َع َملي ،وهو نوعان227 : الأول :التطبيق والعمل والامتثال 229 الثاني :النظر في الكون والآيات المشهودة235 . تنبيهان 237 الخاتمة 239 قائمة المراجع والمصادر 241 فهرس الموضوعات 243 246
فهرس المراجع لكتاب القواعد والأصول وتطبيقات التدبر -الإتؼان في ظؾوم افؼرآن :ظبد افرحمن بن أبي بؽر ,جلال افدين افسقوضي .تحؼقق :محؿد أبو افػضل إبراهقم .ط :الهقئة ادكية افعامة فؾؽتاب4931 ,هـ4391 /م. -اجتماع الجقوش الإشلامقة :محؿد بن أبي بؽر ابن ؿقم الجوزية .تحؼقق :ظواد ظبد الله ادعتق .ط :مطابع افػرزدق افتجارية -افرياض ,افطبعة إوػ4141 ,هـ4311 /م. -الإحاضة في أخبار ؽركاضة :محؿد بن ظبد الله افغركاضي .ط :دار افؽتب افعؾؿقة -بروت افطبعة إوػ 4141 ,هـ. -الإحؽام في أصول إحؽام :ظع بن أبي ظع أمدي .تحؼقق :ظبد افرزاق ظػقػي .ط: ادؽتب الإشلامي ,بروت -دمشق -فبـان. -إحقاء ظؾوم افدين :محؿد بن محؿد افغزالي .ط :دار ادعرؾة -بروت. -أخبار مؽة وما جاء ؾقفا من إثار :محؿد بن ظبد الله إزرؿي .تحؼقق :رصدي افصافح مؾحس .ط :دار إكدفس فؾـؼ – بروت. -إخلاق وافسر في مداواة افـػوس :ظع بن أحمد بن حزم .ط :دار أؾاق الجديدة بروت ,افطبعة افثاكقة4933 ,هـ 4393 /م. -أداب افؼظقة :ظبد الله محؿد بن مػؾح .تحؼقق :صعقب إركاؤوط ,وظؿر افؼقام .ط: ممشسة افرشافة -بروت ,افطبعة افثافثة4143 ,هـ4333 /م. -أدب افدكقا وافدين :ظع بن محؿد اداوردي .ط :دار مؽتبة الحقاة4311 ,م. -إرصاد افعؼل افسؾقم إػ مزايا افؽتاب افؽريم :أبو افسعود محؿد بن محؿد .ط :دار إحقاء افساث افعربي – بروت.
-إرصاد افػحول إػ تحؼقق الحق من ظؾم إصول :محؿد بن ظع افشوـاني افقؿـي .تحؼقق: افشقخ أحمد ظزو ظـاية .ط :دار افؽتاب افعربي ,افطبعة إوػ4143 ,هـ 4333 /م. -إرواء افغؾقل في تخريج أحاديث مـار افسبقل :محؿد كاصر افدين إفباني .إذاف :زهر افشاويش .ط .ادؽتب الإشلامي – بروت ,افطبعة افثاكقة 4141 ,هـ 4311/م. -أشباب كزول افؼرآن :ظع بن أحمد افواحدي .تحؼقق :ظصام بن ظبد ادحسن الحؿقدان. ط :دار الإصلاح – افدمام ,افطبعة افثاكقة 4144 ,هـ 4334 /م. -آشتقعاب في بقان إشباب :شؾقم بن ظقد الهلالي ,ومحؿد بن موشى آل كك .ط :دار ابن الجوزي فؾـؼ وافتوزيع -ادؿؾؽة افعربقة افسعودية ,افطبعة إوػ 4141 ,هـ. -أسرار افبقان في افتعبر افؼرآني :د .ؾاضل صافح افسامرائي ٓ( .يوجد معؾومات ظن افطبعة). -أصول في افتػسر :محؿد بن صافح افعثقؿغ .أذف ظذ تحؼقؼه :ؿسم افتحؼقق بادؽتبة الإشلامقة .ط :ادؽتبة الإشلامقة ,افطبعة إوػ 4144 ,هـ 4444 /م. -أضواء افبقان في إيضاح افؼرآن بافؼرآن :محؿد إمغ افشـؼقطي .إذاف :بؽر أبو زيد. ط :دار ظالم افػوائد ,افطبعة إوػ4141 ,هـ. -إظلام ادوؿعغ ظن رب افعادغ :محؿد بن أبي بؽر ابن ؿقم الجوزية .تحؼقق :محؿد ظبد افسلام إبراهقم .ط :دار افؽتب افعؾؿقة -بروت ,افطبعة إوػ4144 ,هـ 4334 /م. -إظلام :خر افدين بن محؿود افزرـع .ط :دار افعؾم فؾؿلايغ ,افطبعة الخامسة ظؼ, 4444م.
-إؽاثة افؾفػان في حؽم ضلاق افغضبان :محؿد بن أبي بؽر ابن ؿقم الجوزية .تحؼقق :محؿد ظػقػي .ط :ادؽتب الإشلامي -بروت ,ومؽتبة ؾرؿد الخاني -افرياض ,افطبعة افثاكقة, 4141هـ4311/م. -إؽاثة افؾفػان من مصايد افشقطان :محؿد بن أبي بؽر ابن ؿقم الجوزية .تحؼقق :محؿد حامد افػؼي .ط :مؽتبة ادعارف -افرياض. -اؿتضاء افكاط ادستؼقم دخافػة أصحاب الجحقم :أحمد بن ظبد الحؾقم ابن تقؿقة. تحؼقق :كاصر بن ظبد افؽريم افعؼل .ط :دار ظالم افؽتب -بروت ,افطبعة افسابعة, 4143هـ 4333 /م . -الإـسر في ظؾم افتػسر :شؾقمان بن ظبد الله افطوفي .تحؼقق :افدـتور ظبد افؼادر حسغ. ط :مؽتبة أداب – افؼاهرة. -إكجم افزاهرات ظذ حل أفػاظ افورؿات في أصول افػؼه :محؿد بن ظثمان ادارديـي. تحؼقق :ظبد افؽريم بن ظع افـؿؾة ,ط :مؽتبة افرصد – افرياض ,افطبعة افثافثة4333 ,م. -أكوار افتـزيل وأسرار افتلويل :ظبد الله بن ظؿر افشرازي .تحؼقق :محؿد ظبد افرحمن ادرظشع .ط :دار إحقاء افساث افعربي بروت ,افطبعة إوػ4141 ,هـ. -افبحر ادحقط في أصول افػؼه :محؿد بن ظبد الله افزرـق .ط :دار افؽتبي ,افطبعة إوػ, 4141هـ 4331 /م. -افبحر ادحقط في افتػسر :محؿد بن يوشف بن حقان إكدفسي .تحؼقق :صدؿي محؿد جمقل ,ط :دار افػؽر – بروت 4144 ,هـ. -بدائع افػوائد :محؿد بن أبي بؽر ابن ؿقم الجوزية .ط :دار افؽتاب افعربي -بروت.
-افبدر افطافع بؿحاشن من بعد افؼرن افسابع :محؿد بن ظع افشوـاني .ط :دار ادعرؾة – بروت. -افزهان فى تـاشب شور افؼرآن :أحمد بن إبراهقم افغركاضي .تحؼقق :محؿد صعباني .ط: وزارة ظؿوم إوؿاف وافشمون الإشلامقة -ادغرب4144,هـ4334 /م -افزهان في ظؾوم افؼرآن :محؿد بن ظبد الله افزرـق .تحؼقق :محؿد أبو افػضل إبراهقم. ط :دار إحقاء افؽتب افعربقة ,افطبعة إوػ4991 ,هـ4319 /م. -تاريخ الإشلام َو َوؾقات ادشاهر َوإظلام :محؿد بن أحمد افذهبي .تحؼقق :افدـتور بشار ظ ّواد معروف .ط :دار افغرب الإشلامي ,افطبعة إوػ 4449 ,م. -تاريخ افعؾماء افـحويغ من افبكيغ وافؽوؾقغ وؽرهم :ادػضل بن محؿد افتـوخي. تحؼقق :ظبد افػتاح محؿد الحؾو .ط :هجر فؾطباظة وافـؼ وافتوزيع والإظلان ,افؼاهرة, افطبعة افثاكقة4144 ,هـ4334 /م. -افتاريخ افؽبر :محؿد بن إشماظقل افبخاري .ط :دائرة ادعارف افعثماكقة ,حقدر آباد – افدـن. -تاريخ بغداد :أحمد بن ظع الخطقب افبغدادي .تحؼقق :بشار ظواد معروف .ط :دار افغرب الإشلامي – بروت ,افطبعة إوػ4144 ,هـ 4444 /م. -تاريخ دمشق :ظع بن الحسن ادعروف بابن ظساـر .تحؼقق :ظؿرو بن ؽرامة افعؿروي. ط :دار افػؽر فؾطباظة وافـؼ وافتوزيع 4141 ,هـ 4331 /م. -افتبقان في أؿسام افؼرآن :محؿد بن أبي بؽر ابن ؿقم الجوزية .تحؼقق :محؿد حامد افػؼي .ط: دار ادعرؾة -بروت.
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266