Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore القواعد والأصول وتطبيقات التدبر

القواعد والأصول وتطبيقات التدبر

Published by كتاب فلاش Flash Book, 2020-05-01 07:25:17

Description: لخالد السبت

Search

Read the Text Version

‫‪ -8‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ‬ ‫ﮌﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﮖﮗﭼ‬ ‫(التوبة‪.)66 ،65:‬‬ ‫قال ابن تيمية ‪« :r‬وهذا نص في أن الاستهزاء بالله وآياته وبرسوله كفر‪،‬‬ ‫فال َّس ّب المقصود بطريق الأولى»(‪.)1‬‬ ‫‪ -9‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﭼ (التوبة)‪.‬‬ ‫قال العز بن عبد السلام ‪« :r‬إذا أحب مولاك المتطهرين من الأحداث‬ ‫والأنجاس‪ ،‬فما الظن بمن تطهر من الذنوب والأدناس؟!»(‪.)2‬‬ ‫‪ -10‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ﮕ ﮖﮗ ﮘﮙﮚ ﮛﭼ (يوسف)‪.‬‬ ‫قال الطنطاوي ‪« :r‬كيف تُب ّرئ نفسك وهناك من هو خير منك؛ يوسف‬ ‫‪ n‬يقول عن النساء‪ :‬ﮋﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮊ‬ ‫(يوسف‪.)3(»)33:‬‬ ‫‪ -11‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ‬ ‫ﯽ ﯾﯿﭼ (طه)‪.‬‬ ‫‪ )1‬الصارم المسلول (‪.)31/1‬‬ ‫‪ )2‬شجرة المعارف والأحوال (ص ‪.)51‬‬ ‫‪ )3‬نور وهداية‪ ،‬للطنطاوي (‪.)125-124‬‬ ‫‪51‬‬

‫لعانيه‪ ،‬فكوكين مفؤم ًنحااإللاالمُم َعناقَِر ِبلَهض‬ ‫ال ُمع ِرض‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬فإذا كان هذا حال‬ ‫له‬ ‫فكما أنه‬ ‫بعقله أو عقل من َق َّله وأحسن الظن به؟!‬ ‫وانقاد له‪ ،‬فمن أعرض عنه وعارضه من أبعد الناس عن الإيمان به»(‪.)1‬‬ ‫‪ -12‬قال تعالى‪ :‬ﱫﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ‬ ‫ﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍ ﰎﰏﰐ ﱪ (الروم)‪.‬‬ ‫قال السعدي ‪« :r‬فإذا كانت الأرض الخاشعة الخالية من كل نبت إذا أنزل‬ ‫الله عليها المطر اهتزت و َر َبت وأنبتت من كل زوج بهيج‪ ،‬واختلط نبتها‪ ،‬وكثرت‬ ‫أصنافه ومنافعه؛ جعله الله تعالى من أعظم الأدلة الدالة على سعة رحمته وكمال‬ ‫قدرته‪ ،‬وأنه سيُحيي الموتى للجزاء ‪-‬فالدليل في القلب الخالي من العلم والخير حين‬ ‫يُنزل الله عليه غيث الوحي فيهتز بالنبات و ُينْ ِبت من كل زوج بهيج من العلوم‬ ‫المختلفة النافعة‪ ،‬والمعارف الواسعة‪ ،‬والخير الكثير‪ ،‬وال ِ ّب الواسع‪ ،‬والإحسان الغزير‪،‬‬ ‫والمحبة لله ورسوله‪ ،‬وإخلاص الأعمال الظاهرة والباطنة لله وحده لا شريك له‪،‬‬ ‫والخوف والرجاء‪ ،‬والتضرع والخشوع لله‪ ،‬وأنواع العبادات‪ ،‬وأصناف ال َّت َق ُّربات‪،‬‬ ‫وال ُّن ْصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم‪ ،‬وغير ذلك من العلوم‬ ‫والأعمال الظاهرة والباطنة‪ ،‬والفتوحات الربانية مما لا عين رأت‪ ،‬ولا أذن سمعت‪،‬‬ ‫ولا خطر على قلب بشر‪ :-‬أعظم من الأرض بكثير على سعة رحمة الله‪ ،‬وواسع‬ ‫جوده‪ ،‬وتنوع ِهبَاته‪ ،‬وكمال اقتداره وعزته‪ ،‬وأنه ُييي الموتى للجزاء‪ ،‬وأن عنده في‬ ‫الدار الأخرى من الخيرات والفضل ما لا يعلمه أحد غيره»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬الصواعق المرسلة (‪.)172/3‬‬ ‫‪ )2‬المواهب الربانية (ص ‪.)93‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪ -13‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭼ‬ ‫(الأحزاب)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬فإذا ُسئِل الصادقون و ُحوسبوا على صدقهم‪ ،‬فما الظن‬ ‫بالكاذبين؟!»(‪.)1‬‬ ‫‪ -14‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭼ (الأحزاب‪.)32:‬‬ ‫إذا كان هذا الطمع في أمهات المؤمنين‪ ،‬فلا بد أن يكون في غيرهن بطريق‬ ‫الأولى؛ فإن الله اختار لنبيه أفضل النساء وأعفهن‪ ،‬ومع ذلك أمرهن بالحجاب‬ ‫ونهاهن عن الخضوع بالقول؛ صيانة لهن؛ فغيرهن أولى بالصيانة والتحفظ والبعد‬ ‫عن أسباب العهر والفتنة(‪.)2‬‬ ‫‪ -15‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚ‬ ‫ﭛﭜﭝﭞﭟﭼ (الجمعة‪.)9:‬‬ ‫إلى‬ ‫فيها‬ ‫بال ُم ِ ّض‬ ‫ُ‬ ‫التي‬ ‫الحالة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫اتركوه‬ ‫«أي‪:‬‬ ‫‪:r‬‬ ‫السعدي‬ ‫قال‬ ‫أ ِمرتم‬ ‫ُ‬ ‫الصلاة؛ وإذا أمر بترك البيع الذي ترغب فيه النفوس‪ ،‬وتحرص عليه‪ ،‬فترك غيره‬ ‫من الشواغل من باب أولى؛ كالصناعات وغيرها»(‪.)3‬‬ ‫‪ -16‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉﮊ‬ ‫ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﱪ (الشمس)‪.‬‬ ‫‪ )1‬إغاثة اللهفان (‪.)83/1‬‬ ‫‪ )2‬ليدبروا آياته (‪.)175 ،174/2‬‬ ‫‪ )3‬تفسير ابن سعدي (ص ‪.)86‬‬ ‫‪53‬‬

‫قال شيخ الإسلام ‪« :r‬إذا كان هذا عذابه لهؤلاء‪ ،‬وذنبُهم مع الشر ِك عق ُر‬ ‫الناقة التي جعلها الله آية لهم‪ ،‬فمن انتهك محارم الله‪ ،‬واستخف بأوامره ونواهيه‪،‬‬ ‫وعقر ِعبَا َده و َس َفك دماءهم‪ ،‬كان أشد عذابًا»(‪.)1‬‬ ‫‪ -17‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮎﮏﮐﮑﭼ (التكاثر)‪.‬‬ ‫إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة مع أنها قد تمتد آلاف السنين‪َ ،‬ف ِبم‬ ‫نَ ِصف إقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز عدد سنين؟! تأمل‪ :‬ﭽﮚﮛﮜﮝﮞ‬ ‫ﮟﮠﮡﭼ (المؤمنون‪ ،)113 :‬فيا طول حسرة ال ُم َف ِّرطين!(‪.)2‬‬ ‫‪ -18‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮃﮄﮅﭼ (الماعون)‪.‬‬ ‫قال الطبري ‪« :r‬ويمنعون الناس منافع ما عندهم‪ ،‬وأصل الماعون من ك ّل‬ ‫شيء منفعته؛ يقال للماء الذي ينزل من السحاب‪ :‬ماعون»(‪ ،)3‬فإذا كانوا يمنعون‬ ‫ما لايتضررون ببذله‪ ،‬فهم لما سواه أمنع‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬ال ُم َساوي(‪:)4‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬ ‫ﭮﭯﭰﭱﭲ ﭳﭼ (النساء)‪.‬‬ ‫‪ )1‬مجموع الفتاوى (‪.)250/16‬‬ ‫‪ )2‬ليدبروا آياته (‪.)327/1‬‬ ‫‪ )3‬تفسير الطبري (‪.)634/24‬‬ ‫‪ )4‬وهو‪ :‬ما كان المسكوت عنه مساو ًيا للمنطوق في الحكم‪ .‬انظر‪ :‬شرح الكوكب المنير (‪،)482 /3‬‬ ‫المذكرة في أصول الفقه (ص ‪.)284‬‬ ‫‪54‬‬

‫قال السعدي ‪« :r‬يُ ْؤ َخذ من المعنى‪ :‬أن كل من له َت َط ُّلع وت َ َش ُّوف إلى ما حضر‬ ‫بين يدي الإنسان‪ ،‬ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسر»(‪.)1‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻ ﭼ‬ ‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊ‬ ‫ﮋﮌﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓ‬ ‫ﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ﮞﮟ‬ ‫ﮠﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫﮬ‬ ‫ﮭﮮ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ‬ ‫ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﭼ (المائدة)‪.‬‬ ‫قال السعدي ‪« :r‬فكل من لم يقم بما أمر الله به‪ ،‬وأخذ به عليه‬ ‫الالتزام‪ ،‬كان له نصيب من اللعنة وقسوة القلب‪ ،‬والابتلاء بتحريف الكلم‪،‬‬ ‫وأنه لايوفق للصواب‪ ،‬ونسيان حظ مما ُذ ِّكر به‪ ،‬وأنه لابد أن يُبتلى بالخيانة‪،‬‬ ‫نسأل الله العافية»(‪.)2‬‬ ‫ًً‬ ‫‪ )1‬تفسير السعدي (ص ‪ ،)165‬وقد سبق في (ص ‪ .)36‬مثال على دلالة الاقتضاء؛ فهو يصلح مثال‬ ‫ِل ُ ٍّك منهما باعتبار‪ .‬ويمكن أي ًضا أن يكون مثا ًل لمفهوم الموافقة (ال َأ ْولَوي) بالنظر إلى أنه أرشد‬ ‫هنا إلى إعطاء من حضر وليس له حق في الميراث‪ ،‬كما أن هذا المال حق خاص للورثة‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫أرشدنا إلى إعطاء من حضر وت َ َش َّو َفت نفسه لهذا المال؛ فغيره من المال الذي لا يختص بمعين أَ ْو َل‬ ‫أن ُي ْع َطى منه من َح َض‪.‬‬ ‫‪ )2‬تفسير السعدي (ص ‪.)225‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪ -2‬مفهوم المخالفة(‪ ،)1‬وهو أنواع‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬مفهوم الحصر(‪:)2‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﭽﭡﭢ ﭣﭤﭥ ﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫ ﭬﭭ‬ ‫ﭮﭯ ﭰﭱ ﭲﭳﭼ (الإنسان)‪.‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ‪« :r‬ومن طلب من الفقراء الدعاء أو الثَّناء‪ ،‬خرج من‬ ‫ً‬ ‫هذه الآية؛ فإن في الحديث الذي في سنن أبي داود‪« :‬من أسدى إليكم معروفا‬ ‫فكافئوه‪ ،‬فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه»(‪)3‬؛‬ ‫ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قو ٍم بهدية تقول للرسول‪ :‬اسمع ما َد َعوا به لنا؛‬ ‫حتى ندعو لهم بمثل ما َد َعوا ويبقى أجرنا على الله»(‪.)5()4‬‬ ‫‪ )1‬وهو‪ :‬إثبات نقيض حكم المنطوق للمسكوت‪ .‬انظر‪ :‬البحر المحيط في أصول الفقه (‪.)132 /5‬‬ ‫‪ )2‬الحصر‪ :‬إثبات نقيض حكم المنطوق للمسكوت عنه بصيغة من صيغ الحصر‪.‬‬ ‫‪ )3‬أصله مخرج في سنن أبي داود (‪ ،)1672‬وصححه الألباني‪.‬‬ ‫‪ )4‬أخرجه النسائي في الكبرى (‪ .)10062‬وقال الألباني في تخريج الكلم الطيب (‪« :)239‬إسناده جيد»‪.‬‬ ‫‪ )5‬مجموع الفتاوى (‪.)111 /11‬‬ ‫‪56‬‬

‫الثاني‪ :‬مفهوم الصفة(‪:)1‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭯﭰ ﭱ ﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹ‬ ‫ﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ ﮃﮄﮅ ﮆﮇ ﮈ‬ ‫ﮉ ﮊﮋﭼ (آل عمران)‪.‬‬ ‫«دلت الآية على أن العلم والتعليم والدراسة توجب كون الإنسان ربان ًّيا‪،‬‬ ‫فمن اشتغل بالتعلم والتعليم لا لهذا المقصود ضاع سع ُيه وخاب عمله‪ ،‬وكان مثله‬ ‫مثل من غرس شجرة حسناء ُمونِ َقة بمنظرها ولا منفعة بثمرها؛ ولهذا قال عليه‬ ‫الصلاة والسلام‪« :‬نعوذ بالله من علم لا ينفع‪ ،‬وقلب لا يخشع»(‪.)3(»)2‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ ﮎﮏ‬ ‫ﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕ ﮖﭼ (القصص)‪.‬‬ ‫قال ابن هبيرة ‪« :r‬إيثار ثواب الآجل على العاجل حالة العلماء؛ فمن كان‬ ‫هكذا فهو عالم‪ ،‬ومن آثر العاجل على الآجل فليس بعالم»(‪.)4‬‬ ‫‪ )1‬وهو‪ :‬تعليق الحكم على الذات بأحد الأوصاف‪ .‬انظر‪ :‬البحر المحيط في أصول الفقه (‪.)155 /5‬‬ ‫‪ )2‬لم أقف عليه بهذا اللفظ‪ ،‬وإنما بلفظ‪« :‬اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع‪ ،‬ومن قلب لا‬ ‫يخشع‪ »...‬من حديث زيد بن أرقم ‪ ،h‬وقد أخرجه مسلم في صحيحه (‪ .)2722‬وفي الباب عن‬ ‫جماعة من الصحابة ‪.j‬‬ ‫‪ )3‬مفاتيح الغيب (‪.)272/8‬‬ ‫‪ )4‬ذيل طبقات الحنابلة (‪.)147/2‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﱫﯔﯕﯖﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛﯜﯝ ﯞ‬ ‫ﯟﯠﯡﯢ ﯣﱪ (سبأ‪.)6 :‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬وهذا دليل ظاه ٌر أن الذي نراه ُمعا ِر ًضا للنقل‪ ،‬و ُي َق ِّدم‬ ‫العقل عليه‪ ،‬ليس من الذين أوتوا العلم في قَ ِبيل ولا َدبِير‪ ،‬ولا قليل ولا كثير»(‪.)1‬‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊﭼ (المطففين)‪.‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬قال الإمام أبو عبد الله الشافعي ‪« :r‬في هذه الآية دليل‬ ‫على أن المؤمنين يرونه ‪ b‬يومئذ»‪.‬‬ ‫وهذا الذي قاله الإمام الشافعي ‪ r‬في غاية الحُ ْسن‪ ،‬وهو استدلال بمفهوم‬ ‫هذه الآية؛ كما دل عليه منطوق قوله تعالى‪ :‬ﭽﭙﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞﭟﭼ‬ ‫(القيامة‪.)2(»)23-22:‬‬ ‫‪ )1‬الصواعق المرسلة (‪.)851/3‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن كثير (‪.)351/8‬‬ ‫‪58‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬العموم والخصوص(‪:)1‬‬ ‫ويلحق بذلك‪:‬‬ ‫َ ْحل ال ُم ْش َ َتك(‪ )2‬على معنييه أو معانيه‪ ،‬و َم ْر ِج ُع الاستثناء‪ ،‬و ِذ ْك ُر العام بعد‬ ‫الخاص‪ ،‬والعك ُس‪.‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭢﭣﭤﭥﭦﭼ (الفاتحة)(‪. )3‬‬ ‫في وجه ذكر الاستعانة بعد العبادة دون غيرها؛ قال ابن القيم ‪« :r‬الناس في‬ ‫هذين الأصلين ‪-‬وهما العبادة والاستعانة‪ -‬أربعة أقسام‪ :‬أَ َجلّها وأفضلها‪ :‬أهل العبادة‬ ‫أغفايضةل ُممَراا ِدي ُهْسمأَ‪،‬لوالطرلببهم‪f‬مناهلإأعاننةيععيلنىهممرعلضايتهاه‪،،‬‬ ‫الله‬ ‫عليها‪ ،‬فعبادة‬ ‫والاستعانة بالله‬ ‫من‬ ‫بها؛ ولهذا كان‬ ‫ويوفقهم للقيام‬ ‫‪ )1‬العام‪ :‬ما يستغرق جميع ما يصلح له بحسب وضع واحد‪ ،‬دفعة بلا حصر‪ .‬انظر‪ :‬نشر البنود (‪،)512 /1‬‬ ‫معالم أصول الفقه (ص‪.)412‬‬ ‫ويقابله‪( :‬الخاص) فهو كل ما ليس بعام‪ .‬وعرفه ال َم َح ِّل بقوله‪« :‬ما لا يتناول شيئين فصاع ًدا من غير‬ ‫حصر»‪ .‬انظر‪ :‬شرح الورقات لل َم َح ِّل (ص ‪ .)130‬أو «ما لا يقتضي استغراق الجنس»‪ .‬انظر‪ :‬الأنجم‬ ‫الزاهرات على َح ّل ألفاظ الورقات (ص ‪.)145‬‬ ‫‪ )2‬المشترك‪ :‬هو اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين أو أكثر دلال ًة على السواء عند أهل تلك اللغة‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬البحر المحيط في أصول الفقه (‪.)377 /2‬‬ ‫‪َ )3‬ت َعلُّق هذا المثال بـ(العموم والخصوص) من جهتين‪:‬‬ ‫الأولى‪ :‬أنه َح َذف ُم َت َع َّلق العبادة والاستعانة؛ وذلك يفيد العموم؛ فيدخل في ذلك أنواع العبادة‬ ‫والاستعانة؛ حيث لم يخص نو ًع بعينه‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬أنه عطف الاستعانة على العبادة‪ ،‬ومعلوم أن الاستعانة نوع من العبادة؛ وذلك لأهميتها‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫وهو الذي علمه النبي ‪ِ ِ g‬لبِّه معاذ بن جبل ‪ ،h‬فقال‪« :‬يا معاذ‪ ،‬والله إني لأحبك‪،‬‬ ‫و ُح ْسن‬ ‫و ُشكرك‬ ‫ْ‬ ‫ُدبُر‬ ‫تَنْ َس‬ ‫عبادتك»(‪.)1‬‬ ‫ِذك ِرك‬ ‫على‬ ‫أعني‬ ‫اللهم‬ ‫صلاة‪:‬‬ ‫كل‬ ‫تقول‬ ‫أن‬ ‫فلا‬ ‫فأنفع الدعاء‪ :‬طلب ال َعون على مرضاته‪ ،‬وأفضل المواهب‪ :‬إسعافه بهذا‬ ‫المطلوب‪ ،‬وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا‪ ،‬وعلى َدفْع ما يُ َضاده‪ ،‬وعلى‬ ‫تكميله وتيسير أسبابه‪ ،‬فتأملها‪.‬‬ ‫وقال شيخ الإسلام ابن تيمية قَ َّدس الله ُروحه‪ :‬تَأَ َّملْ ُت أنفع الدعاء‬ ‫فإذا هو سؤال العون على مرضاته‪ ،‬ثم رأيتُه في الفاتحة في ﭽﭢﭣﭤ‬ ‫ﭥﭦﭼ»(‪.)2‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﱫﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫ﮫﮬ ﮭﮮﮯﮰﮱﱪ (الإسراء)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪ r‬أخ ًذا من العموم في قوله‪ :‬ﱫ ﮥﱪ(‪« :)3‬فما ظن من‬ ‫اتخذ غير الرسول إما َم ْه‪ ،‬ونبذ سنته وراء ظهره وجعل خواطر الرجال وآراءها بين‬ ‫عينيه وأمامه‪ ،‬فسيعلم يوم ال َع ْرض أي بضاعة أضا ْع‪ ،‬وعند الوزن ماذا أحضر من‬ ‫الجواهر أو ُخ ْر ِ ّث(‪ )4‬المتا ْع» ا‪.‬هـ(‪.)5‬‬ ‫‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1522‬والنسائي (‪ )1303‬بلفظ مقارب‪ .‬وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود‪،‬‬ ‫وصحيح سنن النسائي‪ ،‬والأرنؤوط في تعليقه على سنن أبي داود‪.‬‬ ‫‪ )2‬مدارج السالكين (‪.)100-99/1‬‬ ‫‪ )3‬فـ (إمام) مفرد مضاف إلى معرفة (الضمير) فيعم‪.‬‬ ‫‪ )4‬أي‪َ :‬س َقطه‪.‬‬ ‫‪ )5‬تهذيب سنن أبي داود لابن القيم (‪.)7/1‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﭼ‬ ‫(الكهف‪.)39:‬‬ ‫قال ابن هبيرة ‪« :r‬ما قال‪( :‬ما شاء الله كان) ولا‪( :‬يكون)‪ ،‬بل أطلق اللفظ؛‬ ‫ِ َل ُعم الماضي والمستقبل والراهن»(‪.)1‬‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭼ (مريم)‪.‬‬ ‫في وجه تخصيص السلام عليه في هذه المواطن الثلاثة؛ قال ابن كثير ‪:r‬‬ ‫«قال سفيان بن عيينة ‪ :r‬أَ ْو َحش ما يكون الخَلْق في ثلاثة مواطن‪ :‬يوم ُو ِل؛‬ ‫فيرى نفسه خار ًجا مما كان فيه‪ ،‬ويوم يموت؛ فيرى قو ًما لم يكن َع َينَهم‪ ،‬ويوم‬ ‫يُب َعث؛ فيرى نفسه في َمْ َش عظيم؛ قال‪ :‬فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا‪ ،‬فخصه‬ ‫بالسلام عليه»(‪.)2‬‬ ‫‪ -5‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯓ ﯔﯕ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﭼ‬ ‫(الأنبياء)‪.‬‬ ‫في وجه تخصيص علمه بالجهر من القول مع أن ذلك لا يخفى؛ قال ابن هبيرة‬ ‫‪« :r‬المعنى أنه إذا اشتدت الأصوات و َت َغا َ َلت‪ ،‬فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان‪،‬‬ ‫والله ‪ b‬يسمع كلام كل شخص بعينه‪ ،‬ولا يشغله سم ٌع عن سمع»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬ذيل طبقات الحنابلة (‪.)147/2‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن كثير (‪ .)217/5‬ووجه َت َع ُلّق ذلك بموضوع (العموم والخصوص) من جهة كونه قد َخ َّص‬ ‫هذه الأوقات الثلاثة‪.‬‬ ‫‪ )3‬ذيل طبقات الحنابلة (‪ .)145/2‬وعلاقة هذا المثال بالباب‪ :‬من جهة تخصيص علمه بحالة الجهر من القول‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪ -6‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ‬ ‫ﭫﭬﭭﭮﭼ (النمل)‪.‬‬ ‫قال السبكي ‪« :r‬فإن الله تعالى آتى داود وسليمان من نعم الدنيا والآخرة‬ ‫ما لا َينْ َح ِص‪ ،‬ولم يذكر من ذلك ‪-‬في صدر الآية‪ -‬إلا العلم؛ ليبين أنه الأصل‬ ‫في النعم كلها»(‪.)1‬‬ ‫‪ -7‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯰﯱﯲ ﯳﯴ ﯵﭼ (الواقعة)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬تَ ْذ ِك َرة تُ ْذ َكر بها الآخرة‪ ،‬ومنفعة للنازلين بال َق َوا ِء ‪-‬وهم‪:‬‬ ‫المسافرون؛ يقال‪ :‬أقوى الرجل‪ :‬إذا نزل بال ِ ِّق وال َق َوى؛ وهي الأرض الخالية‪ -‬وخص‬ ‫ال ُم ْق ِوين بالذكر وإن كانت منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين؛ تنبي ًها لعباده ‪-‬والله‬ ‫أعلم بمراده من كلامه‪ -‬على أنهم كلهم مسافرون‪ ،‬وأنهم فى هذه الدار على جناح‬ ‫سفر‪ ،‬ليسوا هم مقيمين ولا مستوطنين»(‪.)2‬‬ ‫‪ -8‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮊﮋﮌ ﮍﭼ (الكوثر)‪.‬‬ ‫قال السعدي ‪« :r‬خص هاتين العبادتين بال ِّذ ْكر؛ لأنهما من أفضل العبادات‬ ‫وأَ َج ّل ال ُق ُر َبات؛ ولأن الصلاة تتضمن الخضوع في القلب والجوارح لله‪ ،‬وتنقلها‬ ‫في أنواع العبودية‪ ،‬وفي النحر َت َق ُّرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر‪،‬‬ ‫وإخراج للمال الذي ُج ِبلَت النفوس على محبته والشح به»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬فتاوى السبكي (‪.)73/1‬‬ ‫‪ )2‬طريق الهجرتين (‪.)142-141/1‬‬ ‫‪ )3‬تفسير السعدي (ص ‪.)935‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪ -9‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭺﭻ ﭼﭽﭾﭼ (الفلق‪.)5:‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬العائن حاسد خاص‪ ،‬وهو أضر من الحاسد؛ ولهذا ‪-‬والله‬ ‫أعلم‪ -‬إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن؛ لأنه أعم‪ ،‬فكل عائن حاسد‬ ‫ولا بد‪ ،‬وليس كل حاسد عائ ًنا‪ ،‬فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين‪ ،‬وهذا‬ ‫من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته»(‪.)1‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬الإطلاق والتقييد(‪:)2‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭢﭣﭼ (الفاتحة‪.)5:‬‬ ‫قال ابن القيم‪« :‬وصاحب ال َّت َع ُّبد ال ُم ْطلَق ليس له غرض في َت َع ُّب ٍد بعينه يُ ْؤثِره‬ ‫على غيره‪ ،‬بل غرضه تَتَ ُّبع مرضاة الله تعالى أين كانت‪ ،‬فمدار َت َع ُّبده عليها‪ ،‬فهو‬ ‫لايزال ُمتَ َن ِّق ًل في منازل العبودية‪ ،‬كلما ُرفِ َعت له َم ْ ِنلَة‪ ،‬عمل على َسي ِره إليها‪،‬‬ ‫واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى‪ ،‬فهذا دأبه في ال َّس ْي حتى ينتهي َس ْيه؛ فإن‬ ‫رأيت العلماء رأيته معهم‪ ،‬وإن رأيت ال ُع َّباد رأيته معهم‪ ،‬وإن رأيت المجاهدين‬ ‫رأيته معهم‪ ،‬وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم‪ ،‬وإن رأيت المتصدقين المحسنين‬ ‫رأيته معهم‪ ...‬فهذا هو العبد المطلق‪ ،‬الذي لم تملكه الرسوم‪ ،‬ولم تُقيده القيود‪ ،‬ولم‬ ‫يكن عمله على ُم َراد نفسه‪ ،‬وما فيه لذتها وراحتها من العبادات‪ ،‬بل هو على ُم َراد‬ ‫ربه ولو كانت راحة نفسه ولذتها في سواه‪.‬‬ ‫‪ )1‬بدائع الفوائد (‪.)233 /2‬‬ ‫‪ )2‬ال ُم ْطلَق‪ :‬هو ال ُم َتنا ِول لواح ٍد لا بعينه باعتبار حقيق ٍة شامل ٍة لجنسه‪ .‬انظر‪ :‬روضة الناظر (‪.)101 /2‬‬ ‫وال ُم َق َّيد‪ :‬هو ال ُم َتنا ِول لِ ُم َع َّي أو غير ُم َع َّي موصوف بأمر زائد على الحقيقة‪ .‬انظر‪ :‬روضة الناظر (‪.)102 /2‬‬ ‫‪63‬‬

‫فهذا هو ال ُمتَ َح ِّقق بـ ﭽﭢﭣﭤﭥﭦﭼ ح ًقا‪ ،‬القائم بهما صد ًقا‪،‬‬ ‫َملْبَسه ما تهيأ‪ ،‬ومأكله ما تيسر‪ ،‬واشتغاله بما أمر الله به في كل وقت بوقته‪ ،‬ومجلسه‬ ‫حيث انتهى به المكان ووجده خال ًيا‪ ،‬لا تملكه إشارة‪ ،‬ولايتعبده َقيْد‪ ،‬ولا يستولي‬ ‫عليه َر ْسم‪ُ ،‬ح ٌّر ُمرد‪ ،‬دائر مع الأمر حيث دار‪ ،‬يَ ِدين بدين الآمر َأ َّن توجهت‬ ‫ركائبه‪ ،‬ويدور معه حيث استقلت َم َضا ِربه‪ ،‬يَأْن َس به كل ُ ِم ّق‪ ،‬ويستوحش منه كل‬ ‫ُمبْ ِطل؛ كالغيث حيث وقع نفع‪ ،‬وكالنخلة لا يسقط ورقها‪ ،‬وكلها منفعة حتى شوكها‪،‬‬ ‫وهو موضع ال ِغلْ َظة منه على المخالفين لأمر الله‪ ،‬والغضب إذا ا ْنتُ ِه َكت محارم الله‪.‬‬ ‫فهو لله وبالله ومع الله‪ ،‬قد َص ِحب الله بلا َخلْق‪ ،‬و َص ِحب الناس بلا َن ْفس‪.‬‬ ‫بل إذا كان مع الله َع َزل الخلائق عن ال َب ْي و َت َّل عنهم‪ ،‬وإذا كان مع خلقه عزل‬ ‫نفسه من الوسط و َ َت َّل عنها‪ ،‬فوا ًها له! ما أغربه بين الناس! وما أشد وحشته منهم!‬ ‫ُ‬ ‫وما أعظم أنسه بالله وفرحه به‪ ،‬وطمأنينته وسكونه إليه»(‪.)1‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﭼ (الانفطار)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬لا تظن أن قوله تعالى‪ :‬ﭽﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐ‬ ‫ﮑﮒﭼ‪ ،‬مختص بيوم المعاد فقط‪ ،‬بل هؤلاء في نعيم في ُدو ِرهم الثلاثة‪ ،‬وهؤلاء‬ ‫في جحيم في ُدو ِرهم الثلاثة‪ ،‬وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بِ ّر القلب‪ ،‬وسلامة‬ ‫الصدر‪ ،‬ومعرفة الرب ‪ f‬ومحبته‪ ،‬والعمل على موافقته»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬مدارج السالكين (‪.)111 /1‬‬ ‫‪ )2‬الجواب الكافي (ص ‪.)121‬‬ ‫‪64‬‬

‫راب ًعا‪ :‬ما ي ُ ْس َت َفاد من بعض القواعد في التفسير(‪)1‬؛ مثل‪:‬‬ ‫‪ -1‬قاعدة‪َ « :‬ع َس» من الله واجبة‪:‬‬ ‫توضيح القاعدة‪:‬‬ ‫أي أن « َع َس» إذا جاءت من قول الله تعالى‪ ،‬فإن ذلك يعني أنها ُم َت َح ِّق َقة‬ ‫الوقوع؛ وذلك َج ْر ًيا على عادة العرب؛ حيث إن العظيم منهم ُيرج الوعد بمثل‬ ‫هذه العبارة وهو يُريد تحقيقه‪.‬‬ ‫مع أن أصل معناها ال َّت ِّج‪ ،‬لكنه غير ُمراد هنا(‪.)2‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﭽﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ‬ ‫ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﭼ (المائدة)‪.‬‬ ‫قال الشنقيطي ‪« :r‬و َب َّي في هذه الآية‪ :‬أن تلك الدوائر التي حافظوا من‬ ‫أجلها على صداقة اليهود‪ ،‬أنها لاتدور إلا على اليهود والكفار‪ ،‬ولا تدور على‬ ‫المسلمين بقوله‪ :‬ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫ﮇﮈﮉﭼ الآية‪ .‬و « َعسى» من الله نافذة؛ لأنه العظيم الذي لا ُي ْط ِمع‬ ‫إلا فيما ُي ْع ِطي»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬هي‪ :‬الأحكام ال ُكية التي يُتوصل بها إلى استنباط معاني القرآن العظيم‪ ،‬ومعرفة كيفية الاستفادة‬ ‫منها‪ .‬قواعد التفسير (‪.)30/1‬‬ ‫‪ )2‬انظر‪ :‬قواعد التفسير (‪.)288-287 /1‬‬ ‫‪ )3‬أضواء البيان (‪.)134 /2‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪ -2‬ال ُح ْكم ال ُم َعلَّق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه(‪:)1‬‬ ‫توضيح القاعدة‪:‬‬ ‫من الأفعال أو‬ ‫َو ْص إفذامونقاعلأاولحصمادفأ‪،‬وفإانلهذميحأوصاللولعل ُمد َأكَّو افلومعنيدذلعلكىالحِجمنْ ِد أسوفِا ْعلذٍلم‬ ‫أو الجزاء بقدر‬ ‫نصيبه من ذلك الفعل أو الوصف ومدى َ َت ُّق ِقه فيه‪ ،‬فيزداد بزيادته وكماله‪ ،‬وينقص‬ ‫بنقصه وضعفه‪ ،‬وينعدم بانعدامه وزواله(‪.)2‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ‬ ‫ﭠﭡﭼ (آل عمران)‪.‬‬ ‫قال السعدي ‪َ « :r‬دلَّت الآية أن العبد بحسب إنفاقه للمحبوبات يكون‬ ‫بِ ُّره‪ ،‬وأنه َينْ ُقص من بِ ِّره بحسب ما نقص من ذلك»(‪.)3‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﱪ (آل‬ ‫عمران)‪.‬‬ ‫فللعبد من الرحمة بحسب ما يكون له من طاعة الله وطاعة رسوله ‪.g‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﭼ‬ ‫(آل عمران)‪.‬‬ ‫‪ )1‬انظر‪ :‬قواعد التفسير (‪.)629 /2‬‬ ‫‪ )2‬السابق (‪.)629 /2‬‬ ‫‪ )3‬تفسير السعدي (ص ‪.)138‬‬ ‫‪66‬‬

‫قال ابن القيم ‪« :r‬للعبد من العل ِّو بحسب ما معه من الإيمان!»(‪.)1‬‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬ ﭭﭮﭯﭰ‬ ‫ﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﱪ (آل عمران)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬وعلى َق ْدر الشرك يكون ال ُّرعب‪ ،‬فالمشرك بالله أشد شيء‬ ‫خوفًا ورع ًبا» اهـ(‪.)2‬‬ ‫‪ -5‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕ ﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜ‬ ‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ‬ ‫ﭫ ﭬﭭﭮﭯﭰﭱ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭼ (النساء)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬والتحقيق‪ ...:‬أن انتفاء السبيل عن أهل الإيمان الكامل‪،‬‬ ‫فإذا ضعف الإيمان‪ ،‬صار لعدوهم عليهم من السبيل بحسب مانقص من إيمانهم‪،‬‬ ‫فهم جعلوا لهم عليهم السبيل بما تركوا من طاعة الله تعالى‪.‬‬ ‫فالمؤمن عزيز غالب ُم َؤ َّيد منصور مكفي مدفوع عنه بالذات أين كان‪ ،‬ولو‬ ‫اجتمع عليه من بأقطارها؛ إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته ظاه ًرا وباطنًا؛ وقد‬ ‫قال تعالى للمؤمنين‪ :‬ﭽﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯕﭼ‬ ‫(آل عمران)»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬إغاثة اللهفان (‪.)181/2‬‬ ‫‪ )2‬زاد المعاد (‪.)203/3‬‬ ‫‪ )3‬إغاثة اللهفان (‪.)183 -182 /2‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪ -6‬قال تعالى‪ :‬ﱫﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﱪ (المائدة‪.)67:‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬وهكذا ال ُم َبلِّغون عنه من أمته؛ لهم من ِح ْفظ الله‬ ‫و ِع ْصمته إيَّا ُهم ِبَسب قيامهم بِ ِدي ِن ِه وتبليغهم له» اهـ(‪.)1‬‬ ‫‪ -7‬قال تعالى‪ :‬ﭐﱫﭒ ﭓﭔﭕﭖ ﱪ (الأنعام‪.)36 :‬‬ ‫فبقدر الإقبال بالأ ْس َماع على الوحي والهدى تكون الاستجابة‪.‬‬ ‫‪ -8‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮱ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜ ﯝﯞ‬ ‫ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ‬ ‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ ﭼ (الأنعام)‪.‬‬ ‫«دلت الآية على أنه بحسب عقل العبد يكون قيامه بما أمر الله به»(‪.)2‬‬ ‫‪ -9‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝ‬ ‫ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﭼ (الأعراف)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬فيه تنبيه ظاهر على أن فِ ْعل المأمور به هو الإحسان المطلوب‬ ‫منكم‪ ،‬ومطلوبكم أنتم من الله هو رحمته‪ ،‬ورحمته قريب من المحسنين الذين‬ ‫ُ‬ ‫الرحمة‪-‬‬ ‫‪-‬وهو‬ ‫منه‬ ‫مطلوبكم‬ ‫َف ُق ْرب‬ ‫وطم ًعا‪،‬‬ ‫خو ًفا‬ ‫دعائه‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫أمروا‬ ‫ما‬ ‫فعلوا‬ ‫‪ )1‬جلاء الأفهام (ص‪.)415‬‬ ‫‪ )2‬تفسير السعدي (ص ‪.)279‬‬ ‫‪68‬‬

‫بحسب أدائكم لمطلوبه منكم وهو الإحسان الذي هو في الحقيقة إحسان إلى‬ ‫أنفسكم؛ فإن الله تعالى هو الغني الحميد‪ ،‬وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم»(‪.)1‬‬ ‫‪ -10‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯛﯜ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ‬ ‫ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯯﯰﭼ (الأنفال)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ولرسوله ‪،g‬‬ ‫فمن لم تحصل له هذه الاستجابة‪ ،‬فلا حياة له‪ ،‬وإن كانت له حياة بهيمية ُم ْش َ َت َكة‬ ‫بينه وبين أرذل الحيوانات؛ فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله‬ ‫والرسول ظاه ًرا وباطنًا‪.‬‬ ‫‪ ‬فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا‪ ،‬وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان؛ ولهذا‬ ‫كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول ‪g‬؛ فإن كل ما دعا إليه‬ ‫ففيه الحياة‪ ،‬فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة‪ ،‬وفيه من الحياة بحسب ما‬ ‫استجاب للرسول ‪.)2(»g‬‬ ‫‪ -11‬قال تعالى‪ :‬ﭐﱫﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫ﮆﮇﮈ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮏﱪ (الأنفال)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬ومن الفرقان‪ :‬النور الذي ُي َف ِّرق به العبد بين الحق‬ ‫والباطل‪ ،‬وكلما كان قلبه أقرب إلى الله كان فرقانه أتم» اهـ(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬بدائع الفوائد (‪.)17 /3‬‬ ‫‪ )2‬الفوائد (ص ‪.)88‬‬ ‫‪ )3‬أعلام الموقعين (‪.)199/4‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪ -12‬قال تعالى‪ :‬ﭐﱫﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﱪ (الأنفال)‪.‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ابن تيمية ‪« :r‬أي‪ :‬الله كافيك‪ ،‬وكافي من اتبعك من المؤمني َن‪،‬‬ ‫فلو كانت ِك َفايَته للْ ُم ْؤ ِمنين ال ُمتبعين للرسول؛ َس َواء اتَّب ُعو ُه أو لم يتبعوه لم يكن‬ ‫للإي َمان وا ِّتبَاع ال َّر ُسول َث َّم أثر في هذه ال ِك َفايَة‪ ،‬ولا كان لتخصصهم بذلك معنى‪،‬‬ ‫وكان هذا نَ ِظير أن يقال‪ :‬هو خالقك وخالق من اتبعك من المؤمني َن‪ ،‬وم ْعلُوم أن ال ُم َراد‬ ‫خلاف ذلك‪ ...‬والله تعالى إذا وعد على العمل بوعد أو خص أهله بكرامة فلا بد‬ ‫أن يكون بين وجود ذلك العمل و َع َدمه فَ ْرق في ُح ُصول تلك الكرامة‪ ،‬وإن كان قد‬ ‫لكن‬ ‫كالأطفال‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫يتوكل‬ ‫لم‬ ‫من‬ ‫بعض‬ ‫الله‬ ‫يَ ْك ِف‬ ‫فقد‬ ‫آخر‪،‬‬ ‫بسبب‬ ‫نظيرها‬ ‫يحصل‬ ‫َ‬ ‫لا بد أن يكون للمتوكل أثر في حصول الكفاية الحاصلة للمتوكلين‪ ،‬فلا يكون ما‬ ‫يحصل من الكفاية بالتوكل حاصلا ُمطل ًقا وإن عدم ال َّت َو ُّك» اهـ(‪.)1‬‬ ‫‪ -13‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙ‬ ‫ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭼ (التوبة)‪.‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬فكلما قام ملك من ملوك الإسلام وأطاع أوامر الله‪ ،‬وتوكل‬ ‫على الله‪ ،‬فتح الله عليه من البلاد‪ ،‬واسترجع من الأعداء بحسبه‪ ،‬وبقدر ما فيه من‬ ‫ولاية الله»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬جامع الرسائل (‪ ،)90 ،89/1‬وفي هذا المعنى قوله‪ :‬ﱫﮄﮅﮆ ﮇﱪ (الزمر‪ ،)٣٦ :‬فالعبد هنا‬ ‫مفرد مضاف إلى معرفة ‪-‬الضمير‪ -‬وذلك بمعنى العموم‪ ،‬ويوضحه قراءة حمزة والكسائي‪{ :‬أليس الله‬ ‫بكا ٍف ِعبَا َده}‪ .‬وذلك يدل على أن للعبد من الكفاية بحسب ما يكون له من تحقيق العبودية‪.‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن كثير (‪.)239/4‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪ -14‬قال تعالى‪ :‬ﭐﱫﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﱪ‬ ‫(يونس)‪.‬‬ ‫فبقدر ما يكون للعبد من الإيمان والتقوى يكون له من ولاية الله تعالى‪،‬‬ ‫وكذلك يكون انتفاء الخوف والحزن عنه بحسب ما له من ولاية الله ‪ b‬التي‬ ‫مبناها على الإيمان والتقوى‪.‬‬ ‫‪ -15‬قال تعالى‪ :‬ﭐﱫﭰﭱﭲﱪ (إبراهيم‪.)7 :‬‬ ‫فعلى قدر تحقيق الشكر تكون الزيادة؛ فـ «الشكر َج َّلب النعم‪ ،‬و ُم ْو ِجب‬ ‫للمزيد»(‪.)1‬‬ ‫‪ -16‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴﯵﯶﭼ‬ ‫(طه)‪.‬‬ ‫قال الشنقيطي ‪« :r‬يعم الشرك وغيره من المعاصي‪ ،‬وخيبة كل ظالم بقدر ما‬ ‫حمل من الظلم»(‪.)2‬‬ ‫‪ -17‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ‬ ‫ﯽ ﯾﯿﭼ (طه)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬فإنه سبحانه رتَّب المعيشة ال َّضنك على الإعراض عن ذكره‪،‬‬ ‫فالمعرض عنه له من ضنك المعيشة بحسب إعراضه‪ ،‬وإن تن َّعم في ال ُّدنيا بأصناف‬ ‫ال ِّنعم‪ ،‬ففي قلبه من الوحشة والذل والحسرات التي تقطع القلوب‪ ،‬والأماني الباطلة‬ ‫‪ )1‬ما بين الأقواس من كلام ابن القيم في الوابل الصيب (ص‪.)72‬‬ ‫‪ )2‬أضواء البيان (‪.)644 /4‬‬ ‫‪71‬‬

‫والعذاب الحاضر ما فيه‪ ،‬وإنَّما يواريه عنه سكرات ال َّشهوات والعشق وحب الدنيا‬ ‫والرياسة‪ ،‬وإن لم ينضم إلى ذلك سكر الخمر‪ ،‬فسكر هذه الأمور أعظم من سكر‬ ‫الخمر‪ ،‬فإنه يُفيق صاحبه ويصحو‪ ،‬وسكر الهوى وحب الدنيا لا يصحو صاحبه ِإلا‬ ‫إذا كان صاحبه في عسكر الأموات‪.‬‬ ‫فالمعيشة ال َّضنك لازمة لمن أعرض عن ذكر الله الذي أنزله على رسوله ‪ g‬في‬ ‫دنياه وفي البرزخ ويوم معاده‪ ،‬ولا تقر العين‪ ،‬ولا يهدأ القلب‪ ،‬ولا تطمئن النفس؛‬ ‫إلا بإلاهها ومعبودها الذي هو حق‪ ،‬وكل معبود سواه باطل‪ ،‬فمن َق َّرت عينه بالله‬ ‫ق َّرت به كل عين‪ ،‬ومن لم تقر عينه بالله تق َّطعت نفسه على الدنيا حسرات‪ ،‬والله‬ ‫تعالى إنما جعل الحياة الطيبة لمن آمن به وعمل صالحًا»(‪.)1‬‬ ‫‪ -18‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ‬ ‫ﰊﰋﭼ (الحج)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬وفي القراءة الأخرى‪{ :‬إن الله يَ ْدفَع}(‪َ ،)2‬ف َدفْعه ودفاعه‬ ‫عنهم بحسب قوة إيمانهم وكماله‪ ،‬ومادة الإيمان وقوته بذكر الله تعالى‪ ،‬فمن كان‬ ‫أكمل إيمانًا وأكثر ِذ ْك ًرا‪ ،‬كان َدفْع الله تعالى عنه ودفاعه أعظم‪ ،‬ومن َن َقص نُ ِقص؛‬ ‫بنسيان»(‪.)3‬‬ ‫ونسيانًا‬ ‫ْ‬ ‫ِذ ْك ًرا‬ ‫بِ ِذكر‪،‬‬ ‫‪ )1‬الجواب الكافي (ص ‪.)120‬‬ ‫‪ )2‬النشر في القراءات العشر (‪.)326 /2‬‬ ‫‪ )3‬الوابل الصيب (ص ‪ .)72‬وانظر أي ًضا‪ :‬إغاثة اللهفان (‪ ،)181/2‬بدائع الفوائد (‪.)245/2‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪ -19‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﭼ‬ ‫(العنكبوت‪.)69:‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬علَّق سبحانه الهداية بالجهاد؛ فأكمل الناس هداية‬ ‫أعظمهم جها ًدا‪ ،‬وأفرض الجهاد‪ :‬جهاد النفس‪ ،‬وجهاد الهوى‪ ،‬وجهاد الشيطان‪،‬‬ ‫وجهاد الدنيا؛ فمن جاهد هذه الأربعة في الله‪ ،‬هداه الله ُس ُبل رضاه ال ُمو ِصلة إلى‬ ‫جنته‪ ،‬ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما َع َّطل من الجهاد»(‪.)1‬‬ ‫‪ -20‬قال تعالى‪ :‬ﭐﱫﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬ ‫ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣﭤﭥﭦ‬ ‫ﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮﭯﱪ (لقمان)‪.‬‬ ‫فللعبد من الاهتداء بالقرآن بقدر ما يتحقق فيه من وصف الإحسان؛ كما‬ ‫يكون له من الهدى بحسب ما يكون عليه من الاتصاف بالأوصاف المذكورة‬ ‫للمحسنين(‪.)2‬‬ ‫‪ -21‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮛﮜﮝﮞ ﮟ ﮠﮡﮢﮣﮤﮥ‬ ‫ﮦﮧ ﭼ (محمد)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬فهذا الضمان إنما هو بإيمانهم وأعمالهم‪ ،‬التي هي ُجنْد‬ ‫من جنود الله‪ ،‬يحفظهم بها ولا يفردها عنهم و َي ْق َت ِطعها عنهم فيبطلها عليهم‪ ،‬كما‬ ‫يَ ِ ُت الكافرين والمنافقين أعمالهم؛ إذ كانت لغيره ولم تكن ُم َوافِ َقة لأمره»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬الفوائد (ص ‪.)59‬‬ ‫‪ )2‬انظر‪ :‬تفسير ابن كثير (‪ .)330/6‬وكذا يقال في نظائرها‪ ،‬كما في أول سورة البقرة وغيرها‪.‬‬ ‫‪ )3‬إغاثة اللهفان (‪.)183/2‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪ -22‬قال تعالى‪ :‬ﱫﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆﱪ‬ ‫(الحشر)‪.‬‬ ‫يكون ال ُّشح المذموم‬ ‫البأننهعإاذاش ُوو ِرق ه‪:r‬ذا«افلمخُلُن ُقوق َيس ِل ُشم َّحمننف كسهل؛ َأم َوايق‪:‬عُو ِ َذق ِّممه‪،‬نفأإنن‬ ‫قال‬ ‫ُو ِق من بعضه كان له‬ ‫ُخلُ ًقا له؛‬ ‫من الفلاح بمقدار ما ُو ِقيَه» اهـ(‪.)1‬‬ ‫‪ -23‬قال تعالى‪ :‬ﱫﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫ﮛﮜﱪ (المنافقون)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬فله من ال ِع ّزة بحسب ما معه من الإيمان وحقائقه‪ ،‬فإذا‬ ‫فاته َح ّظ من العلو وال ِع ّزة ففي ُم َقابلة ما فاته من حقائق الإيمان؛ ِعلْ ًما وع ًملا‪،‬‬ ‫ظاه ًرا وباط ًنا» اهـ(‪.)2‬‬ ‫‪ -24‬قال تعالى‪ :‬ﱫﮚﮛ ﮜﮝﮞ ﮟﮠﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥﱪ‬ ‫(الطلاق‪.)3 ،2:‬‬ ‫فيكون للعبد من الفرج والخروج من الشدة وحصول الرزق‪ ،‬بحسب تقواه(‪.)3‬‬ ‫‪ -25‬قال تعالى‪ :‬ﭐﱫﮧﮨﮩﮪﮫﮬﱪ (الطلاق‪.)٣ :‬‬ ‫فيكون للعبد من الكفاية بحسب توكله(‪.)4‬‬ ‫‪ )1‬التحرير والتنوير (‪.)95/28‬‬ ‫‪ )2‬إغاثة اللهفان (‪.)181/2‬‬ ‫‪ )3‬جامع الرسائل لابن تيمية (‪.)88/1‬‬ ‫‪ )4‬انظر‪ :‬السابق‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪ -26‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰﮱﭼ (الليل)‪.‬‬ ‫«ودخول ال َّن ْقص بحسب نُقصانها أو بعضها؛ فمن الناس من يكون قوة إعطائه‬ ‫وبذله أتم من قوة انكفافه وتركه‪ ،‬فقوة الترك فيه أضعف من قوة الإعطاء‪ ،‬ومن‬ ‫الناس من يكون قوة الترك والانكفاف فيه أتم من قوة الإعطاء والمنع‪ ،‬ومن‬ ‫الناس من يكون فيه قوة التصديق أتم من قوة الإعطاء والمنع‪َ ،‬ف ُق َّوتُه العلمية‬ ‫وال ُّش ُعورية أتم من قوته الإرادية وبالعكس‪ ،‬فيدخل النقص بحسب مانقص من‬ ‫قوة هذه القوى الثلاث‪ ،‬ويفوته من التيسير لليُ ْ َسى بحسب ما فاته منها‪ ،‬ومن‬ ‫كملت له هذه القوى ي ُ ِّس لكل ي ُسرى»(‪.)1‬‬ ‫‪ -27‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮥ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯ‬ ‫ﮰ ﮱﯓﯔﯕﯖﭼ (الشرح)‪.‬‬ ‫صدر رسوله أَ َت َّم‬ ‫ال َّ ْشح‪ ،‬و َو َضع عنه ِو ْز َره كل‬ ‫لأتباعه ح ًّظا من‬ ‫القيم ‪َ َ « :r‬شح الله‬ ‫قال ابن‬ ‫ذلك؛ إذ كل َمتْبُوع فلأتباعه‬ ‫ِذ ْكره كل الرفع‪ ،‬وجعل‬ ‫الوضع‪َ ،‬و َر َفع‬ ‫حظ ونصيب من حظ متبوعهم في الخير والشر؛ على حسب اتباعهم له‪.‬‬ ‫قويتفأَمْتتَبا ُعب اعلتنها عسللًمارسووعلهم ًل‪g‬وأحشا ًرلحوهجمهاصًداد‪ً ،‬رقا‪،‬ويوأَ ْوت َضهعذههمال ِثو ْلز ًاراث‪،‬ةوأحرتفىعيهمص ِذيرْك ًراص‪،‬اوحكلبُهماا‬ ‫أشر َح الناس صد ًرا‪ ،‬وأرفعهم في العالمين ِذ ْك ًرا‪ .‬‬ ‫وأما َو ْضع ِو ْزره فكيف لا يُو َضع عنه ومن في السموات والأرض و َد َوا ّب البر‬ ‫والبحر يستغفرون له؟!»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬التبيان في أقسام القرآن (ص ‪.)61‬‬ ‫‪ )2‬الكلام على مسألة السماع (ص‪.)402-401‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪ -3‬زيادة المبنى لزيادة المعنى(‪:)1‬‬ ‫توضيح القاعدة‪:‬‬ ‫«جميع ألفاظ القرآن دالة على معا ٍن بليغة‪ ،‬و ِح َكم وأحكام بديعة‪ ،‬ومن هنا‬ ‫فإن القرآن ُم َ َّنه عن أن يقع فيه لفظ لا معنى له‪.‬‬ ‫ومن َث ّم فإن أي زيادة َت ْط َرأ على اللفظ في كتاب الله تعالى‪ ،‬فإنما تدل على‬ ‫معنى زائد على ما يدل عليه اللفظ دونها‪.‬‬ ‫وسواء في ذلك ما إذا كانت هذه الزيادة حرفًا‪ ،‬أم كانت زيادة في وزن الكلمة‪،‬‬ ‫أو تضعيفها»(‪.)2‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ‬ ‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬ ‫ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ‬ ‫ﰉﰊﰋﰌﰍﰎ ﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫قال السعدي ‪« :r‬وفي الإتيان بـ «كسب» في الخير الدال على أن عمل‬ ‫الخير يحصل للإنسان بأدنى سعي منه‪ ،‬بل بمجرد نية القلب‪ ،‬وأتى بـ «اكتسب»‬ ‫في عمل الشر؛ للدلالة على أن عمل الشر لايكتب على الإنسان حتى يعمله‬ ‫ويحصل سعيه»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬انظر‪ :‬قواعد التفسير (‪.)356 /1‬‬ ‫‪ )2‬السابق (‪.)356 /1‬‬ ‫‪ )3‬تفسير السعدي (ص ‪ .)120‬وهذا الملحظ ال ُم َشار إليه ليس محل اتفاق‪ ،‬كما هو الشأن في‬ ‫عامة هذه النكات واللطائف البلاغية‪ .‬وللوقوف على ما قد يَ ِرد على هذه المعاني ال ُم ْس َت ْخ َرجة من‬ ‫الفروقات اللفظية ونحوها‪ :‬انظر ما أورده القاسمي في تفسيره (‪ )244 -242/2‬حول هذا المعنى‪.‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪ -2‬قال تعالى في حكاية قول الخضر لموسى ‪ :n‬ﭽﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸ‬ ‫ﯹﯺﭼ (الكهف)‪ ،‬ثم قوله بعد ذلك في قصة قتل الغلام‪ :‬ﭽﭓﭔﭕﭖﭗ‬ ‫ﭘﭙﭚﭛﭼ (الكهف)‪.‬‬ ‫قال الغرناطي ‪« :r‬للسائل أن يسأل عن ال َف ْرق ال ُمو ِجب لزيادة «لك» في هذا‬ ‫القول الثاني؟‬ ‫والجواب‪ :‬أن الخضر قد كان قال لموسى حين قال له موسى ‪ :n‬ﭽﮏﮐﮑ‬ ‫ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛ ﮜﮝﮞﭼ (الكهف)‪ ،‬فلما‬ ‫كان من موسى عند خرق السفينة ما كان من الإنكار بقوله‪ :‬ﭽﯡﯢﯣ‬ ‫ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﭼ (الكهف)‪،‬‬ ‫َذ َّكره الخضر بما كان قد قاله له من غير أن يزيده على إيراد ما كان قد قاله‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ﭽﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﭼ‪ ،‬فاعتذر موسى ‪ n‬بقوله‪ :‬ﭽﯻﯼ‬ ‫ﯽﯾﯿﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅﭼ‪ ،‬فلما وقع منه بعد ذلك إنكار‬ ‫قتل الغلام بقوله‪ :‬ﭽﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑﭼ‪ ،‬وأبلغ في وصف الفعلة بقوله‪:‬‬ ‫ﭽﰒﰓﰔﰕﭼ؛ َقابَل الخضر ذلك بتأكيد الكلام ال ُمتَ َق ِّدم‪ ،‬فقال‪ :‬ﭽﭒ‬ ‫ﭓﭔﭕﭼ‪ ،‬فالضمير المجرور بيا ٌن جيء به تأكي ًدا؛ ِلُ َقابَل بالكلام ما وقع جوابًا‬ ‫له من قول موسى ‪ n‬زياد ًة للتناسب»(‪.)1‬‬ ‫‪ )1‬ملاك التأويل (ص ‪.)223‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪ -4‬حذف ال ُم ْق َت َض –‪-‬ال ُم َت َعلَّق‪ -‬يفيد العموم النِّ ْس ِب(‪:)1‬‬ ‫توضيح القاعدة‪:‬‬ ‫«ال ُم ْقتَ َض» بالفتح هو المحذوف‪ ،‬أما بالكسر فهو الكلام ال ُم ْح َتاج إلى إضمار‪.‬‬ ‫وقولنا‪« :‬يفيد العموم النسبي»؛ أي‪ :‬يفيد تعميم المعنى ال ُمنَا ِسب له(‪.)2‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬ ‫ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ‬ ‫ﰐﰑﰒﰓ ﰔﰕﰖ ﭼ (المجادلة)‪.‬‬ ‫حيث لم ُي َق ِّيد ذلك ال َف ْسح بكونه في الرزق أو الصدر أو القبر أو الجنة أو‬ ‫غير ذلك‪.‬‬ ‫ومن هنا «دل قوله تعالى‪ :‬ﭽﯿﰀ ﰁﰂﰃﰖ ﭼ (المجادلة)‪ ،‬على‬ ‫أن كل من َو َّسع على عباد الله أبواب الخير والراحة َو َّسع الله عليه خيرات الدنيا‬ ‫والآخرة‪ ،‬ولا ينبغي للعاقل أن يُقيد الآية بالت َف ُّسح والتو ُّسع في المجلس‪ ،‬بل ال ُمراد‬ ‫منه إيصال أي خير إلى المسلم‪ ،‬وإدخال السرور في قلبه»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬انظر‪ :‬قواعد التفسير (‪.)597 /2‬‬ ‫‪ )2‬السابق (‪.)597 /2‬‬ ‫‪ )3‬مفاتيح الغيب (‪.)494/29‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﮓﭼ (الانفطار)‪.‬‬ ‫حيث لم يُقيد هذا النعيم هنا في كونه في الدنيا أو البرزخ أو الآخرة‪ ،‬مع أن‬ ‫ما بعده ُم ْش ِعر أنه في الآخرة‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬لا تحسب أن قوله تعالى‪ :‬ﭽﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐ‬ ‫ﮑ ﮒﮓﭼ مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط‪ ،‬بل في ُدورهم الثلاثة‬ ‫كذلك ‪-‬أعني‪ :‬دار الدنيا‪ ،‬ودار البرزخ‪ ،‬ودار القرار‪ -‬فهؤلاء في نعيم‪ ،‬وهؤلاء في‬ ‫جحيم‪ ،‬وهل النعيم إلا نعيم القلب؟! وهل العذاب إلا عذاب القلب؟ وأي عذاب‬ ‫أشد من الخوف والهم والحزن و ضيق الصدر‪ ،‬وإعراضه عن الله والدار الآخرة‪،‬‬ ‫وتعلقه بغير الله‪ ،‬وانقطاعه عن الله‪ ،‬بكل وا ٍد منه شعبة؟! وكل شيء تعلق به‬ ‫وأحبه من دون الله فإنه يسومه سوء العذاب»(‪.)1‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭼ (الإخلاص)‪.‬‬ ‫حيث لم يقيد أحديته تعالى بذاته‪ ،‬أو صفاته‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫قال السعدي ‪« :r‬أي‪ :‬قد انحصرت فيه الأحدية‪ ،‬فهو الأحد المنفرد بالكمال‪،‬‬ ‫الذي له الأسماء الحسنى‪ ،‬والصفات الكاملة العليا‪ ،‬والأفعال ال ُم َق َّد َسة‪ ،‬الذي لا‬ ‫نظير له ولا مثيل»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬الجواب الكافي (ص ‪.)76‬‬ ‫‪ )2‬تفسير السعدي (ص ‪.)937‬‬ ‫‪79‬‬

‫وإذا‬ ‫التاء‪،‬‬ ‫من‬ ‫ُج ِّردت‬ ‫الوصف‪،‬‬ ‫بها‬ ‫ُ‬ ‫إذا‬ ‫بالإناث‬ ‫ال ُم ْخ َت َّصة‬ ‫الأوصاف‬ ‫‪-5‬‬ ‫أريد‬ ‫ُألحِ َقت‬ ‫ُ‬ ‫أريد‬ ‫التاء(‪:)1‬‬ ‫بها‬ ‫ال ُم َبا َشة‪،‬‬ ‫به‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‬ ‫ﭱﭲﭼ (الحج‪.)2 :‬‬ ‫«فإن قلت‪ :‬لم قيل‪ :‬ﭽﭠﭼ دون ( ُمرضع)؟‬ ‫قلت‪ :‬ال ُمرضعة التي هي في حال الإرضاع ُملْ ِق َمة ثَديَها الصبي‪ ،‬وال ُمر ِضع‪:‬‬ ‫التي من شأنها أن تُرضع‪ ،‬وإن لَم تُباشر الإرضاع في حال وصفها به‪ ،‬فقيل‪:‬‬ ‫ﭽﭠﭼ؛ ليدل على أن ذلك ال َهول إذا ُفوجئت به هذه وقد أَلْ َق َمت الرضيع‬ ‫ثديها‪ ،‬نزعته عن فيه؛ لِ َما يلحقها من ال َّد ْه َشة»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬انظر‪ :‬قواعد التفسير (‪ .)442 /1‬ولما كانت القاعدة من الوضوح بمكان لم نحتج إلى شرحها‪ ،‬والمثال‬ ‫يزيدها وضو ًحا‪.‬‬ ‫‪ )2‬الكشاف (‪ ،)142/3‬وانظر‪ :‬أضواء البيان (‪.)8 /5‬‬ ‫‪80‬‬

‫خام ًسا‪ :‬قواعد قرآنية(‪:)1‬‬ ‫‪ -1‬قاعدة‪« :‬من تَ َرك شي ًئا لله َع َّو َضه الله خي ًرا منه»(‪:)2‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ‬ ‫ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫ﮆﮇ ﭼ (الأنعام)‪.‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬وكان هذا ُمَا َزاة لإبراهيم ‪ n‬حين اعتزل قومه وتركهم‪،‬‬ ‫ونَ َزح عنهم وهاجر من بلادهم ذاه ًبا إلى عبادة الله في الأرض‪َ ،‬ف َع َّو َضه الله ‪ b‬عن‬ ‫قومه وعشيرته بأولاد صالحين من ُصلْبه على دينه؛ ِ َل َق َّر بهم عينه؛ كما قال تعالى‪:‬‬ ‫ﭽﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ ﯿﰀﰁﭼ‬ ‫(مريم)‪ ،‬وقال ها هنا‪ :‬ﭽﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭼ»(‪.)3‬‬ ‫قال السعدي ‪« :r‬ولما كان ُم َفا َرقة الإنسان لوطنه و َمأْلَ ِفه وأهله وقومه من‬ ‫أشق شيء على النفس لأمور كثيرة معروفة‪ ،‬ومنها انفراده عمن َي َت َع َّزز بهم ويتكثر‪،‬‬ ‫وكان من تَ َرك شيئًا لله َع َّو َضه الله خي ًرا منه‪ ،‬واعتزل إبراهيم قومه‪ -‬قال الله في حقه‪:‬‬ ‫‪ )1‬والمقصود بها‪ :‬أنها أحكام كلية قطعية دل عليها القرآن الكريم؛ فهي مأخوذة من القرآن‪ ،‬بخلاف‬ ‫قواعد التفسير كما عرفت من تعريفها ساب ًقا‪ .‬فقواعد التفسير من قبيل الوسائل والآلات التي نتوصل‬ ‫بواسطتها إلى المراد‪ ،‬وأما القواعد القرآنية فمن قبيل النتائج‪.‬‬ ‫‪ )2‬وقد ذكر السعدي ‪ r‬في القواعد الحسان (ص ‪ )164‬أمثلة متنوعة لهذه القاعدة‪.‬‬ ‫‪ )3‬تفسير ابن كثير (‪.)297 /3‬‬ ‫‪81‬‬

‫ﭽﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾﭼ ‪-‬من إسحاق‬ ‫ويعقوب‪ -‬ﭽﯿ ﰀﭼ؛ فحصل له هبة هؤلاء الصالحين ال ُمر َسلين إلى الناس‬ ‫الذين َخ َّصهم الله بوحيه‪ ،‬واختارهم لرسالته‪ ،‬واصطفاهم من العالمين»(‪.)1‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼ‬ ‫ﯽﯾﯿﰀﰁﰂ ﰃﰄﭼ (النحل)‪.‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬فإنهم تركوا مساكنهم وأموالهم‪ ،‬فع َّوضهم الله خي ًرا منها‬ ‫في الدنيا؛ فإن من ترك شي ًئا لله‪َ ،‬ع َّو َضه الله بما هو خير له منه‪ ،‬وكذلك وقع‪ ،‬فإنهم‬ ‫َم َّكن الله لهم في البلاد و َح َّك َمهم على رقاب العباد‪ ،‬فصاروا أمراء ُح َّك َما‪ ،‬وكل‬ ‫منهم للمتقين إما َما»(‪.)2‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ‬ ‫ﮇﮈﮉﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏﭼ (النور)‪.‬‬ ‫قال السعدي‪« :r :‬فإن من حفظ فرجه وبصره‪ ،‬طهر من الخبث الذي يتدنس‬ ‫به أهل الفواحش‪ ،‬وزكت أعماله بسبب ترك ال ُم َح َّرم الذي تطمع إليه النفس‬ ‫وتدعو إليه‪ ،‬فمن ترك شيئًا لله َع َّو َضه الله خي ًرا منه‪ ،‬ومن َغ ّض بصره عن ال ُم َح َّرم‬ ‫أنار الله بصيرته» (‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬تفسير السعدي (ص ‪.)494‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن كثير (‪.)573 /572 /4‬‬ ‫‪ )3‬تفسير السعدي (ص‪ ،)566‬وانظر في هذا المعنى‪ :‬مجموع الفتاوى (‪ ،)396 /15‬الفتاوى الكبرى‬ ‫(‪ ،)287/1‬مختصر الفتاوى المصرية (‪.)31/1‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪ -4‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮩﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓﯔ‬ ‫ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ‬ ‫ﯸﯹﯺ ﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﭼ (النور)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬قال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ‬ ‫فروجهم‪ :‬ﭽﮩﮪﮫﮬﭼ‪ ،‬و ِ ّس هذا الخبر‪ :‬أن الجزاء من جنس‬ ‫العمل‪ ،‬فمن َغ ّض بصره عما َح َّرم الله ‪ b‬عليه‪َ ،‬ع َّو َضه الله تعالى من جنسه ما هو‬ ‫خير منه‪ ،‬فكما أمسك نور بصره عن ال ُم َح َّر َمات‪ ،‬أَ ْطلَق الله نور بصيرته وقلبه‪،‬‬ ‫فرأى به ما لم يَ َره من أَ ْطلَق بصره ولم يغضه عن َمَا ِرم الله تعالى»(‪.)1‬‬ ‫‪ -5‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫ‬ ‫ﮬﮭﭼ (السجدة)‪.‬‬ ‫قال ابن رجب ‪« :r‬فإن ال ُم َت َه ِّجد قد ترك لذة النوم بالليل ولذة ال َّت َم ّتع‬ ‫بأزواجه؛ طلبًا لما عند الله ‪َ ،b‬ف َع َّو َضه الله تعالى خي ًرا مما تركه وهو الحُور ال ِعين‬ ‫في الجنة»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (‪ ،)48 /1‬وانظر‪ :‬مجموع الفتاوى (‪.)258-257 /21‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن رجب (‪.)184 /2‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪ -6‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮏﮐﮑ ﮒﮓﮔﮕﮖ‬ ‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ‬ ‫ﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ‬ ‫ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹ‬ ‫ﯺﯻ ﯼ ﯽﯾﭼ (ص)‪.‬‬ ‫قال السعدي‪« :r :‬من ترك شيئا لله َع َّو َضه الله خي ًرا منه؛ فسليمان ‪َ n‬ع َقر‬ ‫تقدي ًما لمحبة الله‪َ ،‬ف َع َّو َضه‬ ‫االللِجه َيادخيالًرا َّصما ِفننَاذلت اكل‪،‬م بحأبنوب َةس لَّخلرنفلوه السريعلحىال ُّهر َذخااءالاتلفَّليِّسَنية‪،‬ر‬ ‫التي تجري بأمره إلى حيث‬ ‫أراد وقصد‪ُ ،‬غ ُد ُّوها شهر‪ ،‬و َر َوا ُحها شهر‪ ،‬و َس َّخر له الشياطين‪ ،‬أهل الاقتدار على‬ ‫الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون»(‪.)1‬‬ ‫‪ -7‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬ ‫ﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸ‬ ‫ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉﭼ (المجادلة)‪.‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬وفي قوله تعالى‪ :‬ﭽﭹﭺﭻﭼﭽﭾﮉﭼ‪ٌّ ِ ،‬س بديع‬ ‫وهو أنه لما سخطوا على القرائب والعشائر في الله‪َ ،‬ع َّو َضهم الله بالرضا عنهم‪ ،‬وأرضاهم‬ ‫عنه بما أعطاهم من النعيم ال ُمقيم‪ ،‬والفوز العظيم والفضل العميم»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬تفسير السعدي (ص ‪ ،)712‬وانظر‪ :‬تفسير ابن كثير (‪ ،)73 /7‬مدارج السالكين (‪.)426 /2‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن كثير (‪.)55/8‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪ -2‬قاعدة‪« :‬الجزاء من جنس العمل»‪:‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭧﭨﭩﭪﭼ (الفاتحة)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬من ُه ِدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم‪ ،‬الذي أرسل‬ ‫به رسله‪ ،‬وأنزل به كتبه‪ُ ،‬ه ِدي هناك إلى الصراط المستقيم‪ ،‬ال ُمو ِصل إلى جنته ودار‬ ‫َق َدم‬ ‫ُ‬ ‫َق ْدر‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫لعباده‬ ‫الله‬ ‫نصبه‬ ‫الذي‬ ‫الصراط‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫العبد‬ ‫ثبوت‬ ‫وعلى‬ ‫ثوابه‪،‬‬ ‫الدار يكون ُث ُبوت َق َد ِمه على الصراط ال َم ْن ُصوب على َم ْت جهنم‪ ،‬وعلى قدر َس ْيه على‬ ‫هذه الصراط يكون َس ْيه على ذاك الصراط؛ فمنهم من َي ُمر كالبرق‪ ،‬ومنهم من َي ُمر‬ ‫كال َّط ْرف‪ ،‬ومنهم من َي ُمر كالريح‪ ،‬ومنهم من َي ُمر ك َش ّد ال ِّر َكب‪ ،‬ومنهم من يسعى‬ ‫َس ْعيَا‪ ،‬ومنهم من يمشي َم ْشيَا‪ ،‬ومنهم من َيْ ُبو َحبْ َوا‪ ،‬ومنهم ال َم ْخ ُدوش ال ُم َس َّلم‪،‬‬ ‫ومنهم ال ُم َك ْردس في النار‪ ،‬فلينظر العبد َس ْ َيه على ذلك الصراط من َس ْ ِيه على هذا‪،‬‬ ‫َح ْذو ال ُق َّذة بال ُق َّذة‪ ،‬جزاء وفا ًقا‪ :‬ﭽﭤﭥﭦﭧﭨ ﭩﭪﭼ (النمل)»(‪.)1‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﭐﱫﯝﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣﱪ (الأعراف)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬وإنما اختص أهل الإحسان ب ُق ْرب الرحمة منهم؛ لأنها‬ ‫إحسان من الله أرحم الراحمين‪ ،‬وإحسانه تعالى إنما يكون لأهل الإحسان؛ لأن‬ ‫الجزاء من جنس العمل‪ ،‬فكما أحسنوا بأعمالهم أحسن إليهم برحمته‪ ،‬وأما من‬ ‫لم يكن من أهل الإحسان فإنه لما َب ُعد عن الإحسان َب ُعدت عنه الرحمة بُع ًدا‬ ‫بِبُ ْعد‪ ،‬وقُ ْر ًبا بِ ُق ْرب‪ ،‬فمن َت َق َّرب بالإحسان َت َق َّرب الله إليه برحمته‪ ،‬ومن تباعد‬ ‫‪ )1‬مدارج السالكين (‪.)33 /1‬‬ ‫‪85‬‬

‫عن الإحسان تباعد الله عنه برحمته‪ ،‬والله سبحانه ُ ِيب ال ُمحسنين‪ ،‬و ُيبْ ِغض من‬ ‫ليس من ال ُمحسنين‪ ،‬ومن أحبه الله فرحمته أقرب شيء منه‪ ،‬ومن أبغضه فرحمته‬ ‫أبعد شيء منه» اهـ(‪.)1‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮘﮙ ﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢﮣ‬ ‫ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﭼ (الأعراف)‪.‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬أخبر تعالى هاهنا أنهم أخذتهم الرجفة‪ ،‬وذلك كما أرجفوا‬ ‫ُشعي ًبا وأصحابه وتَ َو َّع ُدوهم بالجَ َلء‪.‬‬ ‫‪ ‬كما أخبر عنهم في سورة هود فقال‪ :‬ﭽﮰﮱ ﯓﯔﯕﯖ‬ ‫ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﭼ‬ ‫(هود)‪ ،‬وال ُمنَا َسبة في ذلك والله أعلم‪ :‬أنهم لما َت َه َّكموا بنبي الله شعيب في قولهم‪:‬‬ ‫ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ‬ ‫ﯗﯘﯙﯚ ﭼ (هود)‪ ،‬فجاءت الصيحة فأسكتتهم‪.‬‬ ‫وقال تعالى إخبا ًرا عنهم في سورة الشعراء‪ :‬ﭽﭷﭸﭹﭺﭻﭼ‬ ‫ﭽﭾ ﭿﮀ ﮁﮂﭼ (الشعراء)‪ ،‬وماذاك إلا لأنهم قالوا له في ِس َياق‬ ‫القصة‪ :‬ﭽﭧﭨﭩ ﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭼ (الشعراء)‪،‬‬ ‫فأخبر أنه أصابهم عذاب يوم ال ُّظ َّلة‪ ،‬وقد اجتمع عليهم ذلك كله»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬بدائع الفوائد (‪.)17/3‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن كثير (‪.)449-448/3‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪ -4‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮔﮕﮖﮗ ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ‬ ‫ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﭼ (التوبة)‪.‬‬ ‫قال الشنقيطي ‪« :r‬عاقب الله في هذه الآية الكريمة ال ُمتَ َخلِّ ِفين عن غزوة‬ ‫تبوك بأنهم لا يُ ْؤ َذن لهم في الخروج مع نبيه ‪ ،g‬ولا القتال معه ‪g‬؛ لأن ُش ْؤم‬ ‫ال ُم َخالَفة يُ َؤ ِّدي إلى َف َوات الخير الكثير»(‪.)1‬‬ ‫‪ -5‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮉﮊﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑﮒﮓ‬ ‫ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﭼ (النحل)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬وقد َض ِمن الله سبحانه لكل من عمل صال ًحا أن ُيييه‬ ‫حياة طيبة‪ ،‬فهو صادق الوعد الذي لا ُيْ ِلف وعده‪ ،‬وأي حياة أطيب من حياة من‬ ‫اجتمعت همومه كلها وصارت َه ًّما واح ًدا في َم ْر َضاة الله‪ ،‬ولم يتشعب قلبه؟! بل‬ ‫أقبل على الله‪ ،‬واجتمعت إرادته وأفكاره التي كانت ُم َت َق ِّسمة بكل واد منها ُشعبة‬ ‫على الله‪ ،‬فصار ِذ ْكره بمحبوبه الأعلى‪ ،‬و ُح ّبه والشوق إلى لقائه وال ُأن ْس ب ُقربه هو‬ ‫ال ُم ْستَولي عليه‪ ،‬وعليه تدور همومه وإرادته وقُ ُصو ُده بكل خطرات قلبه‪ ،‬فإن‬ ‫سكت سكت بالله‪ ،‬وإن نطق نطق بالله‪ ،‬وإن سمع فبه يسمع‪ ،‬وإن أبصر فبه يبصر‪،‬‬ ‫وبه َيبْ ِطش‪ ،‬وبه يمشي‪ ،‬وبه يسكن‪ ،‬وبه يحيا‪ ،‬وبه يموت‪ ،‬وبه يُبعث»(‪.)2‬‬ ‫‪ -6‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫﮬﮭﭼ‬ ‫(السجدة)‪.‬‬ ‫‪ )1‬أضواء البيان (‪.)147 /2‬‬ ‫‪ )2‬الجواب الكافي (‪.)278/277‬‬ ‫‪87‬‬

‫قال الحسن البصري ‪« :r‬أخفى قو ٌم عملهم‪ ،‬فأخفى الله لهم ما لم تر عين‪ ،‬ولم‬ ‫يخطر على قلب بشر»(‪.)1‬‬ ‫‪ -7‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃ‬ ‫ﮄﮅﭼ (السجدة)‪.‬‬ ‫قال ابن كثير ‪« :r‬قال ابن ُعيينة في تفسير قوله تعالى‪ :‬ﭽﭺﭻﭼ‬ ‫ﭽ ﭾﭿﮀﮁﮅﭼ (السجدة)؛ قال‪« :‬لما أخذوا برأس الأمر‪ ،‬صاروا‬ ‫رؤو ًسا‪ .‬قال بعض العلماء‪ :‬بالصبر واليقين‪ ،‬تُنال الإمامة في الدين»(‪.)2‬‬ ‫‪ -8‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧﯨﯩﯪ‬ ‫ﯫﯬ ﯭ ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯷﯸﯹﯺ ﯻﭼ (فاطر)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬وقد َشا َهد الناس عيانًا أن من عاش بال َم ْكر مات‬ ‫بالفقر»(‪.)3‬‬ ‫‪ -9‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮅﮆﮇﮈﮉﮊﭼ (الإنسان)‪.‬‬ ‫قال ابن تيمية ‪« :r‬ولما كان في الصبر من َحبْس النفس والخشونة التي تلحق‬ ‫الظاهر والباطن من التعب وال َّن َصب والحرارة ما فيه‪ ،‬كان الجزاء عليه بالجنة‬ ‫التي فيها السعة والحرير الذي فيه اللِّين والنعومة والاتِّ َكاء الذي يتضمن الراحة‬ ‫والظلال ال ُمنافية لل َحر»(‪.)4‬‬ ‫‪ )1‬تفسير ابن كثير (‪.)365/6‬‬ ‫‪ )2‬السابق (‪.)372/6‬‬ ‫‪ )3‬إغاثة اللهفان (‪.)358/1‬‬ ‫‪ )4‬جامع الرسائل (‪ ،)73 /1‬وانظر‪ :‬روضة المحبين (ص ‪.)480‬‬ ‫‪88‬‬

‫‪ - 10‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯧﯨﯩ ﯪﭼ (المطففين)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬قال ابن عباس ‪ k‬وغيره‪ :‬يشرب بها ال ُم َق َّر ُبون ِ ْص ًفا‪،‬‬ ‫و ُي ْم َزج لأصحاب اليمين َم ْز ًجا‪ ،‬وهذا لأن الجزاء ِو َفاق العمل‪ ،‬فكما خلصت‬ ‫أعمال ال ُم َق َّربين كلها لله‪ ،‬خلص شرابهم‪ ،‬وكما َم َزج الأبرار الطاعات بال ُم َبا َحات‪،‬‬ ‫ُم ِزج لهم شرابهم‪ ،‬فمن أخلص أُ ْخ ِلص شرابه‪ ،‬ومن َم َزج ُم ِزج شرابه»(‪.)1‬‬ ‫‪ -11‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬ ‫ﯲﯳﯴﯵ ﯶ ﯷﯸﯹﯺ ﯻﯼﯽﯾﭼ (الأعلى)‪.‬‬ ‫قال ابن تيمية ‪« :r‬فالجزاء من جنس العمل؛ لما كان في الدنيا ليس بحي‬ ‫الحياة النافعة التي ُخ ِلق لأجلها‪ ،‬بل كانت حياته من جنس حياة البهائم‪ ،‬ولم‬ ‫يكن مي ًتا عديم الإحساس؛ كان في الآخرة كذلك»(‪.)2‬‬ ‫‪ -12‬ﭽﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮ ﮯﮰﮱﭼ (الليل)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬فالنفس ال ُمطيعة هي النافعة ال ُمح ِسنة التي َطبْ ُعها‬ ‫الإحسان وإعطاء الخير اللازم والمتعدي‪َ ،‬ف ُتعطي خيرها لنفسها ولغيرها‪ ،‬فهي‬ ‫بمنزله العين التي ينتفع الناس بشربهم منها‪ ،‬و َس ْق دوابهم وأنعامهم وزرعهم‪ ،‬فهم‬ ‫ينتفعون بها كيف شاؤوا‪ ،‬فهي ُميَ َّسة لذلك‪ ،‬وهكذا الرجل المبارك ُميَ َّس للنفع‬ ‫حيث َحل‪ ،‬فجزاء هذا أن يُيَ ِّسه الله لليُسرى كما كانت نفسه ُمي َّسة للعطاء»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬طريق الهجرتين (ص ‪.)194‬‬ ‫‪ )2‬مجموع الفتاوى (‪.)298-297 /14‬‬ ‫‪ )3‬التبيان في أقسام القرآن (ص ‪.)57-56‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪ -3‬قاعدة‪« :‬من ترك الإقبال على ما ينفعه اب ُتلي بالاشتغال بما يضره»(‪:)1‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ‬ ‫ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯷﯸﯹﭑﭒ‬ ‫ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝ ﭞ‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ‬ ‫ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹﭺﭻ‬ ‫ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬ ‫ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫قال السعدي ‪« :r‬ولما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك‬ ‫ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع‪ ،‬اب ُتلي بالاشتغال بما يضره؛ فمن ترك‬ ‫عبادة الرحمن اب ُتلي بعبادة الأوثان‪ ،‬ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه ابتلي بمحبة‬ ‫غير الله وخوفه ورجائه‪ ،‬ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان‪،‬‬ ‫ومن ترك الذل لربه ابتلي بالذل للعبيد‪ ،‬ومن ترك الحق ابتلي بالباطل‪.‬‬ ‫كذلك هؤلاء اليهود لما َنبَ ُذوا كتاب الله ا َّتبَ ُعوا ما تتلوا الشياطين و َتْتَ ِلق من‬ ‫السحر على ُملْك سليمان؛ حيث أخرجت الشياطين للناس السحر‪ ،‬وزعموا أن‬ ‫سليمان ‪ n‬كان يستعمله وبه حصل له الملك العظيم»(‪.)2‬‬ ‫‪ )1‬القواعد الحسان للسعدي (ص‪.)96‬‬ ‫‪ )2‬تفسير السعدي (ص ‪.)60‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﱹﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊ‬ ‫ﰋﰌﰍﱸ (الأنعام)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬من ُع ِرض عليه حق َفر َّده ولم يقبله‪ُ ،‬عو ِقب بفساد قلبه‬ ‫وعقله ورأيه»(‪.)1‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ‬ ‫ﭞ ﭟﭠ ﭼ (الأحزاب)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬فأخبر الله أن الفرار من الموت بالشهادة لا ينفع‪ ،‬فلا‬ ‫فائدة فيه‪ ،‬وأنه لو نفع لم ينفع إلا قلي ًل؛ إذ لابد له من الموت‪ ،‬فيفوته بهذا القليل‬ ‫ما هو خير منه وأنفع من حياة الشهيد عند ربه‪.‬‬ ‫ثم قال‪ :‬ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ‬ ‫ﭲ ﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸ ﭹﭺﭼ (الأحزاب)‪.‬‬ ‫فأخبر سبحانه أن العبد لايعصمه أح ٌد من الله إن أراد به سو ًءا غير الموت‬ ‫الذي فَ َّر منه؛ فإنه َف ّر من الموت ل ّما كان يسوءه‪ ،‬فأخبر الله سبحانه أنه لو أراد به‬ ‫سو ًءا غي َره لم يعصمه أح ٌد من الله‪ ،‬وأنه قد يَ ِفر مما يسوءه من القتل في سبيل الله‪،‬‬ ‫فيقع فيما يسوءه مما هو أعظم منه‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا في ُم ِصيبة النفس‪ ،‬فالأمر هكذا في ُم ِصيبة المال وال ِع ْرض‬ ‫والبدن؛ فإن من بخل بماله أن ينفقه في سبيل الله تعالى وإعلاء كلمته‪َ ،‬سلَبه الله‬ ‫ُ‬ ‫بمضرته‬ ‫عليه‬ ‫يعود‬ ‫فيما‬ ‫بل‬ ‫أخرى‪،‬‬ ‫ولا‬ ‫دنيا‬ ‫ينفعه‬ ‫لا‬ ‫فيما‬ ‫إنفاقه‬ ‫له‬ ‫َق َّيض‬ ‫أو‬ ‫إياه‬ ‫‪ )1‬مفتاح دار السعادة (ص ‪.)99‬‬ ‫‪91‬‬

‫عاج ًل وآج ًل! وإن َحبَ َسه وا َّد َخره َم َنعه ال َّت َم ُّتع به و َن َقلَه إلى غيره فيكون له َم ْهنَ ُؤه‬ ‫وعلى ُملِّفه ِو ْز ُره!‬ ‫وكذلك من َر َّفه بدنه و ِع ْرضه وآثر راحته على التعب لله وفي سبيله؛ أتعبه الله‬ ‫سبحانه أضعاف ذلك في غير سبيله ومرضاته‪ ،‬وهذا أمر يعرفه الناس بالتجارب‪.‬‬ ‫قال أبو حازم ‪ :)1( r‬لَ َما يلقى الذي لا يتقي الله من ُم َعا َلة الخلق‪ ،‬أعظم مما‬ ‫يلقى الذي يتقي الله من ُم َعا َلة التقوى(‪.)2‬‬ ‫وا ْع َت ِب ذلك بحال إبليس؛ فإنه امتنع من السجود لآدم فِ َرا ًرا أن يخضع له‬ ‫ويذل‪ ،‬وطلب ِإ ْع َزاز نفسه؛ فَ َص َّيه الله أذل الأذلين‪ ،‬وجعله َخا ِد ًما لأهل الفسوق‬ ‫والفجور من ذريته‪ ،‬فلم يرض بالسجود له ورضي أن يخدم هو وبنوه ُف َّساق ذريته‪.‬‬ ‫إلٰ ًها‬ ‫ً‬ ‫أَنِ ُفوا‬ ‫واح ًدا‬ ‫يعبدوا‬ ‫وأن‬ ‫البشر‪،‬‬ ‫من‬ ‫رسول‬ ‫يتّبعوا‬ ‫أن‬ ‫الأصنام؛‬ ‫ُعباد‬ ‫وكذلك‬ ‫سبحانه‪ ،‬ورضوا أن يعبدوا آلهة من الأحجار!‬ ‫وكذلك كل من امتنع أن يَ ِذل لله‪ ،‬أو َيبْ ُذل ماله في مرضاته‪ ،‬أو ُيتْ ِعب نفسه‬ ‫في طاعته؛ لابد أن يَ ِذل لمن لا ي َ ْس َوى ويبذل له ماله و ُيت ِعب نفسه وبدنه في طاعته‬ ‫ومرضاته؛ عقوبة له؛ كما قال بعض السلف‪ :‬من امتنع أن يمشي مع أخيه خطوات‬ ‫في حاجته‪ ،‬أمشاه الله تعالى أكثر منها في غير طاعته»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬هو‪ :‬سلمة بن دينار المخزومي‪ ،‬أبو حازم‪ ،‬ويقال له‪ :‬الأعرج‪ ،‬عالم المدينة وقاضيها وشيخها‪ ،‬فارسي‬ ‫الأصل‪ ،‬كان زاه ًدا عاب ًدا‪ ،‬توفي سنة‪140 :‬هـ‪ .‬انظر‪ :‬سير أعلام النبلاء (‪ ،)101 /6‬الأعلام للزركلي (‪.)113/3‬‬ ‫‪ )2‬حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (‪.)245 /3‬‬ ‫‪ )3‬إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (‪.)195-194/2‬‬ ‫‪92‬‬

‫الباب الثالث‬ ‫النظر والتدبُّر في المناسبات(‪)1‬‬ ‫‪ )1‬ما يدخل تحت هذا الباب إنما هو من باب الفوائد ال ُم َك ِّملة‪ ،‬فلا يتوقف عليه فهم الآية‪،‬‬ ‫كما لا ُي ْق َطع به‪ .‬وعليه فالنظر فيه لا بأس به على سبيل ال َّت َبع‪ ،‬ما لم يكن ُم َت َكَّ ًفا‪.‬‬ ‫‪93‬‬



‫النظر والتدبر في المناسبات(‪ )1‬بأنواعها‪:‬‬ ‫أ‪ .‬الربط بين السورة والتي قبلها‪ ،‬والسورة والتي بعدها (عند القائل بأن ترتيب‬ ‫السور توقيفي)‪:‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪( -1‬سورتا‪ :‬القمر والرحمن)‪:‬‬ ‫قال ابن الزبير الغرناطي ‪« :)2( r‬إذا تأملت سورة القمر‪ ،‬وجدت خطابها‬ ‫وإعذارها خا ًّصا ببني آدم‪ ،‬بل بمشركي العرب منهم فقط‪ ،‬فأُتْ ِب َعت بسورة الرحمن؛‬ ‫تنبي ًها للثقلين وإعذا ًرا إليهم‪ ،‬وتقري ًرا للجنس على ما أودع الله تعالى في العالم‬ ‫من العجائب والبراهين الساطعة؛ فتكرر فيها التقرير والتنبيه بقوله تعالى‪:‬‬ ‫ﭽﭵﭶﭷﭸﭼ خطابًا للجنسين‪ ،‬وإعذا ًرا للثقلين‪ ،‬فبان اتصالها‬ ‫بسورة القمر أشد البيان»(‪ . )3‬‬ ‫‪ )1‬المناسبات في اللغة‪ :‬جمع مناسبة‪ ،‬على وزن مفاعلة‪ ،‬وهي ارتباط بين شيئين أو أكثر؛ قال في المقاييس‪« :‬النون‬ ‫والسين والباء‪ ،‬كلمة واحدة‪ ،‬قياسها‪ :‬اتصال شيء بشيء؛ منه‪ :‬النَّ َسب؛ لاتصاله وللاتصال به»‪ .‬المقاييس في‬ ‫اللغة (مادة نسب) (‪ .)423 /5‬والمناسبات في الاصطلاح‪ :‬علم منه تُعرف ِعلَل الترتيب في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬البرهان للزركشي (‪ ،)35 /1‬نظم الدرر (‪ ،)5 /1‬الإتقان في علوم القرآن (‪ ،)339 /3‬الكليات (‪.)866‬‬ ‫‪ )2‬هو‪ :‬أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي‪ ،‬أبو جعفر‪ُ ،‬مَ ِّدث ُم َؤ ِّرخ‪ ،‬من أبناء العرب الداخلين‬ ‫إلى الأندلس‪ ،‬انتهت إليه الرياسة بها في العربية ورواية الحديث والتفسير والأصول‪ ،‬ولد في َج َّيان‪،‬‬ ‫وأقام ب َما ِل َقة‪ ،‬فحدثت له فيها شؤون و ُم َن ِّغ َصات‪ ،‬فغادرها إلى غرناطة فطاب بها عيشه وأكمل ما شرع‬ ‫فيه من مصنفاته‪ .‬وتوفي فيها سنة ‪708‬هـ‪ .‬انظر‪ :‬الوافي بالوفيات (‪ ،)140 /6‬والأعلام للزركلي (‪.)86 /1‬‬ ‫‪ )3‬البرهان في تناسب سور القرآن (‪.)328/1‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪( -2‬سورتا‪ :‬الفيل وقريش)‪:‬‬ ‫قال السيوطي ‪« :r‬والمعنى أن الله أهلك أصحاب الفيل لإيلاف قريش»(‪.)1‬‬ ‫وقيل‪َ « :‬حبَ ْسنَا عن مكة الفيل وأهلكنا أهله؛ ﭽﭑ ﭒﭼ؛ أي‪:‬‬ ‫لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين»(‪.)2‬‬ ‫وقيل‪« :‬كأنه قال سبحانه‪ :‬أهلك ُت أصحاب الفيل لأجل تَ َألُّف قريش»(‪.)3‬‬ ‫قال الفراء(‪« :)4‬هذه السورة متصلة بالسورة الأولى؛ لأنه ذكر سبحانه أهل‬ ‫مكة بعظيم نعمته عليهم فيما فعل بالحبشة‪ ،‬ثم قال‪ :‬ﭽﭑ ﭒﭼ؛ أي‪:‬‬ ‫فعلنا ذلك بأصحاب الفيل نعمة منا على قريش‪ ،‬وذلك أن قري ًشا كانت تخرج في‬ ‫تجارتها فلا ُي َغار عليها في الجاهلية‪ ،‬يقولون‪ :‬هم أهل بيت الله ‪ ،b‬حتى جاء‬ ‫صاحب الفيل ليهدم الكعبة ويأخذ حجارتها فيبني بها بي ًتا في اليمن يحج الناس‬ ‫إليه‪ ،‬فأهلكهم الله ‪ ،b‬فَ َذ َّك َرهم نعمته؛ أي‪ :‬فعل ذلك لإيلاف قريش؛ أي‪ :‬ليألفوا‬ ‫الخروج ولا ُيترأ عليهم»‪ ،‬وذكر نحو هذا ابن قتيبة‪.‬‬ ‫قال الزجاج‪« :‬والمعنى‪ :‬فجعلهم كعصف مأكول لإلف قريش؛ أي‪ :‬أهلك الله‬ ‫أصحاب الفيل؛ لتبقى قريش وما قد ألفوا من رحلة الشتاء والصيف»(‪.)5‬‬ ‫وقال في الكشاف‪« :‬إن اللام متعلق بقوله‪ :‬ﭽﭙﭼ أمرهم أن يعبدوه؛‬ ‫لأجل إيلافهم الرحلتين»(‪.)6‬‬ ‫‪ )1‬معترك الأقران (‪ ،)367 /3‬وانظر‪ :‬البرهان في تناسب سور القرآن (ص ‪ ،)218‬نظم الدرر (‪.)260-259 /22‬‬ ‫‪ )2‬تفسير ابن كثير (‪.)491 /8‬‬ ‫‪ )3‬فتح القدير للشوكاني (‪.)٦٠٨ /٥‬‬ ‫‪ )4‬انظر‪ :‬معاني القرآن للفراء (‪.)293/3‬‬ ‫‪ )5‬معاني القرآن للزجاج (‪.)365/5‬‬ ‫‪ )6‬الكشاف (‪ )800/4‬بتصرف يسير‪.‬‬ ‫‪96‬‬

‫ب‪ .‬الربط بين صدر السورة وخاتمتها‪:‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬سورة النحل‪« :‬افتُ ِتحت بال ّنهي عن الاستعجال‪ ،‬و ُخ ِتمت بالأمر بالصبر»(‪.)1‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﭼ‬ ‫(النحل)‪ ،‬و ُختمت بقوله سبحانه‪ :‬ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ ﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ‬ ‫ﰆﰇﭼ (النحل)‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة الإسراء‪« :‬افتُتحت بالتسبيح‪ ،‬و ُختمت بالتحميد»(‪.)2‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙ ﭚ‬ ‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ (الإسراء)‪،‬‬ ‫و ُختمت بقوله سبحانه‪ :‬ﭽﮣﮤﮥﮦﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ‬ ‫ﮱﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘﯙﯚﭼ (الإسراء)‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة المؤمنون‪« :‬جعل فاتحة السورة ﭽﭑﭒﭓﭧﭼ‪ ،‬وأورد‬ ‫في خاتمتها ﭽﯴﯵﯶﯷﯸﭼ‪ ،‬فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة»(‪.)3‬‬ ‫‪ )1‬مراصد المطالع (ص ‪.)54 -53‬‬ ‫‪ )2‬السابق‪.‬‬ ‫‪ )3‬الكشاف (‪.)207/3‬‬ ‫‪97‬‬

‫ج‪ .‬الربط بين الآية والتي قبلها‪ ،‬والآية والتي بعدها‪:‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ‪« :r‬فمن تدبر القرآن‪ ،‬وتدبر ما قبل الآية وما بعدها‪،‬‬ ‫وعرف مقصود القرآن؛ تبين له الُراد‪ ،‬وعرف الهدى والرسالة‪ ،‬وعرف السداد من‬ ‫الانحراف والاعوجاج»(‪.)1‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﭖﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝﱪ (الفاتحة)‪.‬‬ ‫قال القرطبي ‪« :r‬وصف الله تعالى نفسه بعد قوله‪ :‬ﱫ ﭘﭙﱪ‪،‬‬ ‫بأنه‪ :‬ﱫ ﭛ ﭜﱪ؛ لأنه لما كان في اتصافه بـﱫ ﭘ ﭙﱪ ترهيب‪،‬‬ ‫قرنه بـﱫ ﭛﭜﱪ لما تضمن من الترغيب؛ ليجمع في صفاته بين الرهبة منه‬ ‫والرغبة إليه؛ فيكون أعون على طاعته وأمنع»(‪.)2‬‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ :‬ﱫﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮﱪ (الفاتحة)‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪« :r‬ولما كان طال ُب الصراط المستقيم طال َب أمر أكث ُر الناس‬ ‫علعىنه‪،‬وحُم ِرشية ًدااللَّت َفس ُّرلدو‪،‬كوعطلىريا ٍلق ُأن ُْم َراسفِ ُبقاهلرففييهاق‬ ‫والنفوس‬ ‫القلة والعزة‪،‬‬ ‫في غاية‬ ‫ناكبون‬ ‫الرفيق في‬ ‫سبحانه على‬ ‫َن َّبه الله‬ ‫َمبولة‬ ‫هذه الطريق‪ ،‬وأنهم هم الذين‪ :‬ﭽﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ (النساء)‪ ،‬فأضاف الصراط إلى الرفيق‬ ‫السالكين له‪ ،‬وهم الذين أنعم الله عليهم؛ لِ َيول عن الطالب للهداية وسلوك‬ ‫‪ )1‬مجموع الفتاوى (‪.)94/15‬‬ ‫‪ )2‬الجامع لأحكام القرآن (‪.)139/1‬‬ ‫‪98‬‬

‫الصراط وحش ُة َت َف ُّر ِده عن أهل زمانه وبني جنسه‪ ،‬وليعلم أن رفيقه في هذا‬ ‫الصراط هم الذين أنعم الله عليهم‪ ،‬فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له‪ ،‬فإنهم‬ ‫هم الأقلون قَ ْد ًرا‪ ،‬وإن كانُوا الأكثرين عد ًدا‪.)1(»...‬‬ ‫‪ ‬وقال ‪ r‬في موضع آخر‪« :‬أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق‬ ‫السالكين الناجين َق ْد ًرا زائ ًدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة‬ ‫مستقيمة؟! فإن النفوس مجبولة على التأسي والمتابعة‪ ،‬فإذا ُذ ِكر لها من تتأسى به في‬ ‫سلوكها‪ ،‬أنست واقتحمتها‪ ،‬فتأمله»(‪.)2‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ :‬ﱫﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ‬ ‫ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﱪ (البقرة)‪.‬‬ ‫قال السعدي ‪« :r‬ولهذا قال‪ :‬ﱫﯛﯜﱪ؛ أي‪ :‬يستيقنون ﱫﯝ‬ ‫ﯞﯟﱪ فيجازيهم بأعمالهم‪ ،‬ﱫﯠﯡﯢﱪ؛ فهذا الذي خفف عليهم‬ ‫العبادات‪ ،‬وأوجب لهم التسلي في المصيبات‪ ،‬و َن َّف َس عنهم ال ُكربات‪ ،‬وزجرهم عن‬ ‫فعل السيئات‪ ،‬فهؤلاء لهم النعيم المقيم في ال ُغ ُرفات العاليات‪ ،‬وأما من لم يؤمن‬ ‫بلقاء ربه‪ ،‬كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه»(‪.)3‬‬ ‫­‪ -4‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯩﯪﯫﯬﯭ ﯮﯯﯰﯱ‬ ‫ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫‪ )1‬مدارج السالكين (‪.)46-45 /1‬‬ ‫‪ )2‬بدائع الفوائد (‪.)29-28 /2‬‬ ‫‪ )3‬تفسير السعدي (ص ‪.)51‬‬ ‫‪99‬‬

‫«لما فرغ تعالى من بيان الأمر بالشكر‪ ،‬شرع في بيان الصبر‪ ،‬والإرشاد إلى‬ ‫الاستعانة بالصبر والصلاة؛ فإن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها‪ ،‬أو في‬ ‫نِ ْق َمة فيصبر عليها»(‪.)1‬‬ ‫‪ -5‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜ‬ ‫ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ‬ ‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ‬ ‫ﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ‬ ‫ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬ ‫ﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨ‬ ‫ﮩﮪﮫﮬ ﭼ (البقرة)‪.‬‬ ‫بالنهار‪،‬‬ ‫على الصائم‬ ‫والشراب‬ ‫ِذ ْك ِر تحريم الطعام‬ ‫قال ابن رجب ‪« :r‬بعد‬ ‫َذ َكر‬ ‫ومكان‪،‬‬ ‫في كل زمان‬ ‫هذا عام‬ ‫بالباطل؛ فإن تحريم‬ ‫تحريم أكل أموال الناس‬ ‫بخلاف الطعام والشراب‪ ،‬فكان إشارة إلى أن من امتثل أمر الله في اجتناب الطعام‬ ‫والشراب في نهار صومه‪ ،‬فليمتثل أمره في اجتناب أكل الأموال بالباطل؛ فإنه ُمَ َّرم‬ ‫بكل حال‪ ،‬لا يباح في وقت من الأوقات»(‪.)2‬‬ ‫‪ -6‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ‬ ‫ﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ‬ ‫ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚ‬ ‫ﮛﮜﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﭼ (آل عمران)‪.‬‬ ‫‪ )1‬تفسير ابن كثير (‪.)446 /1‬‬ ‫‪ )2‬لطائف المعارف (‪.)165/1‬‬ ‫‪100‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook