-8قال تعالى :ﭽﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﮖﮗﭼ (التوبة.)66 ،65: قال ابن تيمية « :rوهذا نص في أن الاستهزاء بالله وآياته وبرسوله كفر، فال َّس ّب المقصود بطريق الأولى»(.)1 -9قال تعالى :ﭽﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﭼ (التوبة). قال العز بن عبد السلام « :rإذا أحب مولاك المتطهرين من الأحداث والأنجاس ،فما الظن بمن تطهر من الذنوب والأدناس؟!»(.)2 -10قال تعالى :ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘﮙﮚ ﮛﭼ (يوسف). قال الطنطاوي « :rكيف تُب ّرئ نفسك وهناك من هو خير منك؛ يوسف nيقول عن النساء :ﮋﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮊ (يوسف.)3(»)33: -11قال تعالى :ﭽﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽ ﯾﯿﭼ (طه). )1الصارم المسلول (.)31/1 )2شجرة المعارف والأحوال (ص .)51 )3نور وهداية ،للطنطاوي (.)125-124 51
لعانيه ،فكوكين مفؤم ًنحااإللاالمُم َعناقَِر ِبلَهض ال ُمع ِرض قال ابن القيم « :rفإذا كان هذا حال له فكما أنه بعقله أو عقل من َق َّله وأحسن الظن به؟! وانقاد له ،فمن أعرض عنه وعارضه من أبعد الناس عن الإيمان به»(.)1 -12قال تعالى :ﱫﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍ ﰎﰏﰐ ﱪ (الروم). قال السعدي « :rفإذا كانت الأرض الخاشعة الخالية من كل نبت إذا أنزل الله عليها المطر اهتزت و َر َبت وأنبتت من كل زوج بهيج ،واختلط نبتها ،وكثرت أصنافه ومنافعه؛ جعله الله تعالى من أعظم الأدلة الدالة على سعة رحمته وكمال قدرته ،وأنه سيُحيي الموتى للجزاء -فالدليل في القلب الخالي من العلم والخير حين يُنزل الله عليه غيث الوحي فيهتز بالنبات و ُينْ ِبت من كل زوج بهيج من العلوم المختلفة النافعة ،والمعارف الواسعة ،والخير الكثير ،وال ِ ّب الواسع ،والإحسان الغزير، والمحبة لله ورسوله ،وإخلاص الأعمال الظاهرة والباطنة لله وحده لا شريك له، والخوف والرجاء ،والتضرع والخشوع لله ،وأنواع العبادات ،وأصناف ال َّت َق ُّربات، وال ُّن ْصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ،وغير ذلك من العلوم والأعمال الظاهرة والباطنة ،والفتوحات الربانية مما لا عين رأت ،ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر :-أعظم من الأرض بكثير على سعة رحمة الله ،وواسع جوده ،وتنوع ِهبَاته ،وكمال اقتداره وعزته ،وأنه ُييي الموتى للجزاء ،وأن عنده في الدار الأخرى من الخيرات والفضل ما لا يعلمه أحد غيره»(.)2 )1الصواعق المرسلة (.)172/3 )2المواهب الربانية (ص .)93 52
-13قال تعالى :ﭽﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭼ (الأحزاب). قال ابن القيم « :rفإذا ُسئِل الصادقون و ُحوسبوا على صدقهم ،فما الظن بالكاذبين؟!»(.)1 -14قال تعالى :ﭽﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭼ (الأحزاب.)32: إذا كان هذا الطمع في أمهات المؤمنين ،فلا بد أن يكون في غيرهن بطريق الأولى؛ فإن الله اختار لنبيه أفضل النساء وأعفهن ،ومع ذلك أمرهن بالحجاب ونهاهن عن الخضوع بالقول؛ صيانة لهن؛ فغيرهن أولى بالصيانة والتحفظ والبعد عن أسباب العهر والفتنة(.)2 -15قال تعالى :ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭼ (الجمعة.)9: إلى فيها بال ُم ِ ّض ُ التي الحالة هذه في اتركوه «أي: :r السعدي قال أ ِمرتم ُ الصلاة؛ وإذا أمر بترك البيع الذي ترغب فيه النفوس ،وتحرص عليه ،فترك غيره من الشواغل من باب أولى؛ كالصناعات وغيرها»(.)3 -16قال تعالى :ﱫ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﱪ (الشمس). )1إغاثة اللهفان (.)83/1 )2ليدبروا آياته (.)175 ،174/2 )3تفسير ابن سعدي (ص .)86 53
قال شيخ الإسلام « :rإذا كان هذا عذابه لهؤلاء ،وذنبُهم مع الشر ِك عق ُر الناقة التي جعلها الله آية لهم ،فمن انتهك محارم الله ،واستخف بأوامره ونواهيه، وعقر ِعبَا َده و َس َفك دماءهم ،كان أشد عذابًا»(.)1 -17قال تعالى :ﭽﮎﮏﮐﮑﭼ (التكاثر). إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة مع أنها قد تمتد آلاف السنينَ ،ف ِبم نَ ِصف إقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز عدد سنين؟! تأمل :ﭽﮚﮛﮜﮝﮞ ﮟﮠﮡﭼ (المؤمنون ،)113 :فيا طول حسرة ال ُم َف ِّرطين!(.)2 -18قال تعالى :ﭽﮃﮄﮅﭼ (الماعون). قال الطبري « :rويمنعون الناس منافع ما عندهم ،وأصل الماعون من ك ّل شيء منفعته؛ يقال للماء الذي ينزل من السحاب :ماعون»( ،)3فإذا كانوا يمنعون ما لايتضررون ببذله ،فهم لما سواه أمنع. الثاني :ال ُم َساوي(:)4 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭱﭲ ﭳﭼ (النساء). )1مجموع الفتاوى (.)250/16 )2ليدبروا آياته (.)327/1 )3تفسير الطبري (.)634/24 )4وهو :ما كان المسكوت عنه مساو ًيا للمنطوق في الحكم .انظر :شرح الكوكب المنير (،)482 /3 المذكرة في أصول الفقه (ص .)284 54
قال السعدي « :rيُ ْؤ َخذ من المعنى :أن كل من له َت َط ُّلع وت َ َش ُّوف إلى ما حضر بين يدي الإنسان ،ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسر»(.)1 -2قال تعالى :ﭽ ﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻ ﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓ ﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ﮞﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫﮬ ﮭﮮ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﭼ (المائدة). قال السعدي « :rفكل من لم يقم بما أمر الله به ،وأخذ به عليه الالتزام ،كان له نصيب من اللعنة وقسوة القلب ،والابتلاء بتحريف الكلم، وأنه لايوفق للصواب ،ونسيان حظ مما ُذ ِّكر به ،وأنه لابد أن يُبتلى بالخيانة، نسأل الله العافية»(.)2 ًً )1تفسير السعدي (ص ،)165وقد سبق في (ص .)36مثال على دلالة الاقتضاء؛ فهو يصلح مثال ِل ُ ٍّك منهما باعتبار .ويمكن أي ًضا أن يكون مثا ًل لمفهوم الموافقة (ال َأ ْولَوي) بالنظر إلى أنه أرشد هنا إلى إعطاء من حضر وليس له حق في الميراث ،كما أن هذا المال حق خاص للورثة ،ومع ذلك أرشدنا إلى إعطاء من حضر وت َ َش َّو َفت نفسه لهذا المال؛ فغيره من المال الذي لا يختص بمعين أَ ْو َل أن ُي ْع َطى منه من َح َض. )2تفسير السعدي (ص .)225 55
-2مفهوم المخالفة( ،)1وهو أنواع: الأول :مفهوم الحصر(:)2 التطبيق: قال تعالى :ﭽﭡﭢ ﭣﭤﭥ ﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫ ﭬﭭ ﭮﭯ ﭰﭱ ﭲﭳﭼ (الإنسان). قال شيخ الإسلام « :rومن طلب من الفقراء الدعاء أو الثَّناء ،خرج من ً هذه الآية؛ فإن في الحديث الذي في سنن أبي داود« :من أسدى إليكم معروفا فكافئوه ،فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه»()3؛ ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قو ٍم بهدية تقول للرسول :اسمع ما َد َعوا به لنا؛ حتى ندعو لهم بمثل ما َد َعوا ويبقى أجرنا على الله»(.)5()4 )1وهو :إثبات نقيض حكم المنطوق للمسكوت .انظر :البحر المحيط في أصول الفقه (.)132 /5 )2الحصر :إثبات نقيض حكم المنطوق للمسكوت عنه بصيغة من صيغ الحصر. )3أصله مخرج في سنن أبي داود ( ،)1672وصححه الألباني. )4أخرجه النسائي في الكبرى ( .)10062وقال الألباني في تخريج الكلم الطيب (« :)239إسناده جيد». )5مجموع الفتاوى (.)111 /11 56
الثاني :مفهوم الصفة(:)1 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﭯﭰ ﭱ ﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹ ﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ ﮃﮄﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋﭼ (آل عمران). «دلت الآية على أن العلم والتعليم والدراسة توجب كون الإنسان ربان ًّيا، فمن اشتغل بالتعلم والتعليم لا لهذا المقصود ضاع سع ُيه وخاب عمله ،وكان مثله مثل من غرس شجرة حسناء ُمونِ َقة بمنظرها ولا منفعة بثمرها؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام« :نعوذ بالله من علم لا ينفع ،وقلب لا يخشع»(.)3(»)2 -2قال تعالى :ﭽﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ ﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕ ﮖﭼ (القصص). قال ابن هبيرة « :rإيثار ثواب الآجل على العاجل حالة العلماء؛ فمن كان هكذا فهو عالم ،ومن آثر العاجل على الآجل فليس بعالم»(.)4 )1وهو :تعليق الحكم على الذات بأحد الأوصاف .انظر :البحر المحيط في أصول الفقه (.)155 /5 )2لم أقف عليه بهذا اللفظ ،وإنما بلفظ« :اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ،ومن قلب لا يخشع »...من حديث زيد بن أرقم ،hوقد أخرجه مسلم في صحيحه ( .)2722وفي الباب عن جماعة من الصحابة .j )3مفاتيح الغيب (.)272/8 )4ذيل طبقات الحنابلة (.)147/2 57
-3قال تعالى :ﱫﯔﯕﯖﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛﯜﯝ ﯞ ﯟﯠﯡﯢ ﯣﱪ (سبأ.)6 : قال ابن القيم « :rوهذا دليل ظاه ٌر أن الذي نراه ُمعا ِر ًضا للنقل ،و ُي َق ِّدم العقل عليه ،ليس من الذين أوتوا العلم في قَ ِبيل ولا َدبِير ،ولا قليل ولا كثير»(.)1 -4قال تعالى :ﭽﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊﭼ (المطففين). قال ابن كثير « :rقال الإمام أبو عبد الله الشافعي « :rفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه bيومئذ». وهذا الذي قاله الإمام الشافعي rفي غاية الحُ ْسن ،وهو استدلال بمفهوم هذه الآية؛ كما دل عليه منطوق قوله تعالى :ﭽﭙﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞﭟﭼ (القيامة.)2(»)23-22: )1الصواعق المرسلة (.)851/3 )2تفسير ابن كثير (.)351/8 58
ثان ًيا :العموم والخصوص(:)1 ويلحق بذلك: َ ْحل ال ُم ْش َ َتك( )2على معنييه أو معانيه ،و َم ْر ِج ُع الاستثناء ،و ِذ ْك ُر العام بعد الخاص ،والعك ُس. التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﭢﭣﭤﭥﭦﭼ (الفاتحة)(. )3 في وجه ذكر الاستعانة بعد العبادة دون غيرها؛ قال ابن القيم « :rالناس في هذين الأصلين -وهما العبادة والاستعانة -أربعة أقسام :أَ َجلّها وأفضلها :أهل العبادة أغفايضةل ُممَراا ِدي ُهْسمأَ،لوالطرلببهمfمناهلإأعاننةيععيلنىهممرعلضايتهاه،، الله عليها ،فعبادة والاستعانة بالله من بها؛ ولهذا كان ويوفقهم للقيام )1العام :ما يستغرق جميع ما يصلح له بحسب وضع واحد ،دفعة بلا حصر .انظر :نشر البنود (،)512 /1 معالم أصول الفقه (ص.)412 ويقابله( :الخاص) فهو كل ما ليس بعام .وعرفه ال َم َح ِّل بقوله« :ما لا يتناول شيئين فصاع ًدا من غير حصر» .انظر :شرح الورقات لل َم َح ِّل (ص .)130أو «ما لا يقتضي استغراق الجنس» .انظر :الأنجم الزاهرات على َح ّل ألفاظ الورقات (ص .)145 )2المشترك :هو اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين أو أكثر دلال ًة على السواء عند أهل تلك اللغة. انظر :البحر المحيط في أصول الفقه (.)377 /2 َ )3ت َعلُّق هذا المثال بـ(العموم والخصوص) من جهتين: الأولى :أنه َح َذف ُم َت َع َّلق العبادة والاستعانة؛ وذلك يفيد العموم؛ فيدخل في ذلك أنواع العبادة والاستعانة؛ حيث لم يخص نو ًع بعينه. الثانية :أنه عطف الاستعانة على العبادة ،ومعلوم أن الاستعانة نوع من العبادة؛ وذلك لأهميتها. 59
وهو الذي علمه النبي ِ ِ gلبِّه معاذ بن جبل ،hفقال« :يا معاذ ،والله إني لأحبك، و ُح ْسن و ُشكرك ْ ُدبُر تَنْ َس عبادتك»(.)1 ِذك ِرك على أعني اللهم صلاة: كل تقول أن فلا فأنفع الدعاء :طلب ال َعون على مرضاته ،وأفضل المواهب :إسعافه بهذا المطلوب ،وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا ،وعلى َدفْع ما يُ َضاده ،وعلى تكميله وتيسير أسبابه ،فتأملها. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية قَ َّدس الله ُروحه :تَأَ َّملْ ُت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ،ثم رأيتُه في الفاتحة في ﭽﭢﭣﭤ ﭥﭦﭼ»(.)2 -2قال تعالى :ﱫﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭﮮﮯﮰﮱﱪ (الإسراء). قال ابن القيم rأخ ًذا من العموم في قوله :ﱫ ﮥﱪ(« :)3فما ظن من اتخذ غير الرسول إما َم ْه ،ونبذ سنته وراء ظهره وجعل خواطر الرجال وآراءها بين عينيه وأمامه ،فسيعلم يوم ال َع ْرض أي بضاعة أضا ْع ،وعند الوزن ماذا أحضر من الجواهر أو ُخ ْر ِ ّث( )4المتا ْع» ا.هـ(.)5 )1أخرجه أبو داود ( ،)1522والنسائي ( )1303بلفظ مقارب .وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، وصحيح سنن النسائي ،والأرنؤوط في تعليقه على سنن أبي داود. )2مدارج السالكين (.)100-99/1 )3فـ (إمام) مفرد مضاف إلى معرفة (الضمير) فيعم. )4أيَ :س َقطه. )5تهذيب سنن أبي داود لابن القيم (.)7/1 60
-3قال تعالى :ﭽﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﭼ (الكهف.)39: قال ابن هبيرة « :rما قال( :ما شاء الله كان) ولا( :يكون) ،بل أطلق اللفظ؛ ِ َل ُعم الماضي والمستقبل والراهن»(.)1 -4قال تعالى :ﭽﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭼ (مريم). في وجه تخصيص السلام عليه في هذه المواطن الثلاثة؛ قال ابن كثير :r «قال سفيان بن عيينة :rأَ ْو َحش ما يكون الخَلْق في ثلاثة مواطن :يوم ُو ِل؛ فيرى نفسه خار ًجا مما كان فيه ،ويوم يموت؛ فيرى قو ًما لم يكن َع َينَهم ،ويوم يُب َعث؛ فيرى نفسه في َمْ َش عظيم؛ قال :فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا ،فخصه بالسلام عليه»(.)2 -5قال تعالى :ﭽﯓ ﯔﯕ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﭼ (الأنبياء). في وجه تخصيص علمه بالجهر من القول مع أن ذلك لا يخفى؛ قال ابن هبيرة « :rالمعنى أنه إذا اشتدت الأصوات و َت َغا َ َلت ،فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان، والله bيسمع كلام كل شخص بعينه ،ولا يشغله سم ٌع عن سمع»(.)3 )1ذيل طبقات الحنابلة (.)147/2 )2تفسير ابن كثير ( .)217/5ووجه َت َع ُلّق ذلك بموضوع (العموم والخصوص) من جهة كونه قد َخ َّص هذه الأوقات الثلاثة. )3ذيل طبقات الحنابلة ( .)145/2وعلاقة هذا المثال بالباب :من جهة تخصيص علمه بحالة الجهر من القول. 61
-6قال تعالى :ﭽﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮﭼ (النمل). قال السبكي « :rفإن الله تعالى آتى داود وسليمان من نعم الدنيا والآخرة ما لا َينْ َح ِص ،ولم يذكر من ذلك -في صدر الآية -إلا العلم؛ ليبين أنه الأصل في النعم كلها»(.)1 -7قال تعالى :ﭽﯰﯱﯲ ﯳﯴ ﯵﭼ (الواقعة). قال ابن القيم « :rتَ ْذ ِك َرة تُ ْذ َكر بها الآخرة ،ومنفعة للنازلين بال َق َوا ِء -وهم: المسافرون؛ يقال :أقوى الرجل :إذا نزل بال ِ ِّق وال َق َوى؛ وهي الأرض الخالية -وخص ال ُم ْق ِوين بالذكر وإن كانت منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين؛ تنبي ًها لعباده -والله أعلم بمراده من كلامه -على أنهم كلهم مسافرون ،وأنهم فى هذه الدار على جناح سفر ،ليسوا هم مقيمين ولا مستوطنين»(.)2 -8قال تعالى :ﭽﮊﮋﮌ ﮍﭼ (الكوثر). قال السعدي « :rخص هاتين العبادتين بال ِّذ ْكر؛ لأنهما من أفضل العبادات وأَ َج ّل ال ُق ُر َبات؛ ولأن الصلاة تتضمن الخضوع في القلب والجوارح لله ،وتنقلها في أنواع العبودية ،وفي النحر َت َق ُّرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي ُج ِبلَت النفوس على محبته والشح به»(.)3 )1فتاوى السبكي (.)73/1 )2طريق الهجرتين (.)142-141/1 )3تفسير السعدي (ص .)935 62
-9قال تعالى :ﭽﭺﭻ ﭼﭽﭾﭼ (الفلق.)5: قال ابن القيم « :rالعائن حاسد خاص ،وهو أضر من الحاسد؛ ولهذا -والله أعلم -إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن؛ لأنه أعم ،فكل عائن حاسد ولا بد ،وليس كل حاسد عائ ًنا ،فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين ،وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته»(.)1 ثالثًا :الإطلاق والتقييد(:)2 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﭢﭣﭼ (الفاتحة.)5: قال ابن القيم« :وصاحب ال َّت َع ُّبد ال ُم ْطلَق ليس له غرض في َت َع ُّب ٍد بعينه يُ ْؤثِره على غيره ،بل غرضه تَتَ ُّبع مرضاة الله تعالى أين كانت ،فمدار َت َع ُّبده عليها ،فهو لايزال ُمتَ َن ِّق ًل في منازل العبودية ،كلما ُرفِ َعت له َم ْ ِنلَة ،عمل على َسي ِره إليها، واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى ،فهذا دأبه في ال َّس ْي حتى ينتهي َس ْيه؛ فإن رأيت العلماء رأيته معهم ،وإن رأيت ال ُع َّباد رأيته معهم ،وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم ،وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم ،وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم ...فهذا هو العبد المطلق ،الذي لم تملكه الرسوم ،ولم تُقيده القيود ،ولم يكن عمله على ُم َراد نفسه ،وما فيه لذتها وراحتها من العبادات ،بل هو على ُم َراد ربه ولو كانت راحة نفسه ولذتها في سواه. )1بدائع الفوائد (.)233 /2 )2ال ُم ْطلَق :هو ال ُم َتنا ِول لواح ٍد لا بعينه باعتبار حقيق ٍة شامل ٍة لجنسه .انظر :روضة الناظر (.)101 /2 وال ُم َق َّيد :هو ال ُم َتنا ِول لِ ُم َع َّي أو غير ُم َع َّي موصوف بأمر زائد على الحقيقة .انظر :روضة الناظر (.)102 /2 63
فهذا هو ال ُمتَ َح ِّقق بـ ﭽﭢﭣﭤﭥﭦﭼ ح ًقا ،القائم بهما صد ًقا، َملْبَسه ما تهيأ ،ومأكله ما تيسر ،واشتغاله بما أمر الله به في كل وقت بوقته ،ومجلسه حيث انتهى به المكان ووجده خال ًيا ،لا تملكه إشارة ،ولايتعبده َقيْد ،ولا يستولي عليه َر ْسمُ ،ح ٌّر ُمرد ،دائر مع الأمر حيث دار ،يَ ِدين بدين الآمر َأ َّن توجهت ركائبه ،ويدور معه حيث استقلت َم َضا ِربه ،يَأْن َس به كل ُ ِم ّق ،ويستوحش منه كل ُمبْ ِطل؛ كالغيث حيث وقع نفع ،وكالنخلة لا يسقط ورقها ،وكلها منفعة حتى شوكها، وهو موضع ال ِغلْ َظة منه على المخالفين لأمر الله ،والغضب إذا ا ْنتُ ِه َكت محارم الله. فهو لله وبالله ومع الله ،قد َص ِحب الله بلا َخلْق ،و َص ِحب الناس بلا َن ْفس. بل إذا كان مع الله َع َزل الخلائق عن ال َب ْي و َت َّل عنهم ،وإذا كان مع خلقه عزل نفسه من الوسط و َ َت َّل عنها ،فوا ًها له! ما أغربه بين الناس! وما أشد وحشته منهم! ُ وما أعظم أنسه بالله وفرحه به ،وطمأنينته وسكونه إليه»(.)1 -2قال تعالى :ﭽﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﭼ (الانفطار). قال ابن القيم « :rلا تظن أن قوله تعالى :ﭽﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﭼ ،مختص بيوم المعاد فقط ،بل هؤلاء في نعيم في ُدو ِرهم الثلاثة ،وهؤلاء في جحيم في ُدو ِرهم الثلاثة ،وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بِ ّر القلب ،وسلامة الصدر ،ومعرفة الرب fومحبته ،والعمل على موافقته»(.)2 )1مدارج السالكين (.)111 /1 )2الجواب الكافي (ص .)121 64
راب ًعا :ما ي ُ ْس َت َفاد من بعض القواعد في التفسير()1؛ مثل: -1قاعدةَ « :ع َس» من الله واجبة: توضيح القاعدة: أي أن « َع َس» إذا جاءت من قول الله تعالى ،فإن ذلك يعني أنها ُم َت َح ِّق َقة الوقوع؛ وذلك َج ْر ًيا على عادة العرب؛ حيث إن العظيم منهم ُيرج الوعد بمثل هذه العبارة وهو يُريد تحقيقه. مع أن أصل معناها ال َّت ِّج ،لكنه غير ُمراد هنا(.)2 التطبيق: قال تعالى :ﭽﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﭼ (المائدة). قال الشنقيطي « :rو َب َّي في هذه الآية :أن تلك الدوائر التي حافظوا من أجلها على صداقة اليهود ،أنها لاتدور إلا على اليهود والكفار ،ولا تدور على المسلمين بقوله :ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈﮉﭼ الآية .و « َعسى» من الله نافذة؛ لأنه العظيم الذي لا ُي ْط ِمع إلا فيما ُي ْع ِطي»(.)3 )1هي :الأحكام ال ُكية التي يُتوصل بها إلى استنباط معاني القرآن العظيم ،ومعرفة كيفية الاستفادة منها .قواعد التفسير (.)30/1 )2انظر :قواعد التفسير (.)288-287 /1 )3أضواء البيان (.)134 /2 65
-2ال ُح ْكم ال ُم َعلَّق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه(:)1 توضيح القاعدة: من الأفعال أو َو ْص إفذامونقاعلأاولحصمادفأ،وفإانلهذميحأوصاللولعل ُمد َأكَّو افلومعنيدذلعلكىالحِجمنْ ِد أسوفِا ْعلذٍلم أو الجزاء بقدر نصيبه من ذلك الفعل أو الوصف ومدى َ َت ُّق ِقه فيه ،فيزداد بزيادته وكماله ،وينقص بنقصه وضعفه ،وينعدم بانعدامه وزواله(.)2 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭼ (آل عمران). قال السعدي َ « :rدلَّت الآية أن العبد بحسب إنفاقه للمحبوبات يكون بِ ُّره ،وأنه َينْ ُقص من بِ ِّره بحسب ما نقص من ذلك»(.)3 -2قال تعالى :ﱫ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﱪ (آل عمران). فللعبد من الرحمة بحسب ما يكون له من طاعة الله وطاعة رسوله .g -3قال تعالى :ﭽﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﭼ (آل عمران). )1انظر :قواعد التفسير (.)629 /2 )2السابق (.)629 /2 )3تفسير السعدي (ص .)138 66
قال ابن القيم « :rللعبد من العل ِّو بحسب ما معه من الإيمان!»(.)1 -4قال تعالى :ﭽﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬ ﭭﭮﭯﭰ ﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﱪ (آل عمران). قال ابن القيم « :rوعلى َق ْدر الشرك يكون ال ُّرعب ،فالمشرك بالله أشد شيء خوفًا ورع ًبا» اهـ(.)2 -5قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕ ﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭﭮﭯﭰﭱ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭼ (النساء). قال ابن القيم « :rوالتحقيق ...:أن انتفاء السبيل عن أهل الإيمان الكامل، فإذا ضعف الإيمان ،صار لعدوهم عليهم من السبيل بحسب مانقص من إيمانهم، فهم جعلوا لهم عليهم السبيل بما تركوا من طاعة الله تعالى. فالمؤمن عزيز غالب ُم َؤ َّيد منصور مكفي مدفوع عنه بالذات أين كان ،ولو اجتمع عليه من بأقطارها؛ إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته ظاه ًرا وباطنًا؛ وقد قال تعالى للمؤمنين :ﭽﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯕﭼ (آل عمران)»(.)3 )1إغاثة اللهفان (.)181/2 )2زاد المعاد (.)203/3 )3إغاثة اللهفان (.)183 -182 /2 67
-6قال تعالى :ﱫﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﱪ (المائدة.)67: قال ابن القيم « :rوهكذا ال ُم َبلِّغون عنه من أمته؛ لهم من ِح ْفظ الله و ِع ْصمته إيَّا ُهم ِبَسب قيامهم بِ ِدي ِن ِه وتبليغهم له» اهـ(.)1 -7قال تعالى :ﭐﱫﭒ ﭓﭔﭕﭖ ﱪ (الأنعام.)36 : فبقدر الإقبال بالأ ْس َماع على الوحي والهدى تكون الاستجابة. -8قال تعالى :ﭽﮱ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ ﭼ (الأنعام). «دلت الآية على أنه بحسب عقل العبد يكون قيامه بما أمر الله به»(.)2 -9قال تعالى :ﭽﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﭼ (الأعراف). قال ابن القيم « :rفيه تنبيه ظاهر على أن فِ ْعل المأمور به هو الإحسان المطلوب منكم ،ومطلوبكم أنتم من الله هو رحمته ،ورحمته قريب من المحسنين الذين ُ الرحمة- -وهو منه مطلوبكم َف ُق ْرب وطم ًعا، خو ًفا دعائه من به أمروا ما فعلوا )1جلاء الأفهام (ص.)415 )2تفسير السعدي (ص .)279 68
بحسب أدائكم لمطلوبه منكم وهو الإحسان الذي هو في الحقيقة إحسان إلى أنفسكم؛ فإن الله تعالى هو الغني الحميد ،وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم»(.)1 -10قال تعالى :ﭽﯛﯜ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯯﯰﭼ (الأنفال). قال ابن القيم « :rالحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ولرسوله ،g فمن لم تحصل له هذه الاستجابة ،فلا حياة له ،وإن كانت له حياة بهيمية ُم ْش َ َت َكة بينه وبين أرذل الحيوانات؛ فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاه ًرا وباطنًا. فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا ،وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان؛ ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول g؛ فإن كل ما دعا إليه ففيه الحياة ،فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة ،وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول .)2(»g -11قال تعالى :ﭐﱫﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇﮈ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮏﱪ (الأنفال). قال ابن القيم « :rومن الفرقان :النور الذي ُي َف ِّرق به العبد بين الحق والباطل ،وكلما كان قلبه أقرب إلى الله كان فرقانه أتم» اهـ(.)3 )1بدائع الفوائد (.)17 /3 )2الفوائد (ص .)88 )3أعلام الموقعين (.)199/4 69
-12قال تعالى :ﭐﱫﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﱪ (الأنفال). قال شيخ الإسلام ابن تيمية « :rأي :الله كافيك ،وكافي من اتبعك من المؤمني َن، فلو كانت ِك َفايَته للْ ُم ْؤ ِمنين ال ُمتبعين للرسول؛ َس َواء اتَّب ُعو ُه أو لم يتبعوه لم يكن للإي َمان وا ِّتبَاع ال َّر ُسول َث َّم أثر في هذه ال ِك َفايَة ،ولا كان لتخصصهم بذلك معنى، وكان هذا نَ ِظير أن يقال :هو خالقك وخالق من اتبعك من المؤمني َن ،وم ْعلُوم أن ال ُم َراد خلاف ذلك ...والله تعالى إذا وعد على العمل بوعد أو خص أهله بكرامة فلا بد أن يكون بين وجود ذلك العمل و َع َدمه فَ ْرق في ُح ُصول تلك الكرامة ،وإن كان قد لكن كالأطفال، عليه يتوكل لم من بعض الله يَ ْك ِف فقد آخر، بسبب نظيرها يحصل َ لا بد أن يكون للمتوكل أثر في حصول الكفاية الحاصلة للمتوكلين ،فلا يكون ما يحصل من الكفاية بالتوكل حاصلا ُمطل ًقا وإن عدم ال َّت َو ُّك» اهـ(.)1 -13قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭼ (التوبة). قال ابن كثير « :rفكلما قام ملك من ملوك الإسلام وأطاع أوامر الله ،وتوكل على الله ،فتح الله عليه من البلاد ،واسترجع من الأعداء بحسبه ،وبقدر ما فيه من ولاية الله»(.)2 )1جامع الرسائل ( ،)90 ،89/1وفي هذا المعنى قوله :ﱫﮄﮅﮆ ﮇﱪ (الزمر ،)٣٦ :فالعبد هنا مفرد مضاف إلى معرفة -الضمير -وذلك بمعنى العموم ،ويوضحه قراءة حمزة والكسائي{ :أليس الله بكا ٍف ِعبَا َده} .وذلك يدل على أن للعبد من الكفاية بحسب ما يكون له من تحقيق العبودية. )2تفسير ابن كثير (.)239/4 70
-14قال تعالى :ﭐﱫﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﱪ (يونس). فبقدر ما يكون للعبد من الإيمان والتقوى يكون له من ولاية الله تعالى، وكذلك يكون انتفاء الخوف والحزن عنه بحسب ما له من ولاية الله bالتي مبناها على الإيمان والتقوى. -15قال تعالى :ﭐﱫﭰﭱﭲﱪ (إبراهيم.)7 : فعلى قدر تحقيق الشكر تكون الزيادة؛ فـ «الشكر َج َّلب النعم ،و ُم ْو ِجب للمزيد»(.)1 -16قال تعالى :ﭽﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴﯵﯶﭼ (طه). قال الشنقيطي « :rيعم الشرك وغيره من المعاصي ،وخيبة كل ظالم بقدر ما حمل من الظلم»(.)2 -17قال تعالى :ﭽﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽ ﯾﯿﭼ (طه). قال ابن القيم « :rفإنه سبحانه رتَّب المعيشة ال َّضنك على الإعراض عن ذكره، فالمعرض عنه له من ضنك المعيشة بحسب إعراضه ،وإن تن َّعم في ال ُّدنيا بأصناف ال ِّنعم ،ففي قلبه من الوحشة والذل والحسرات التي تقطع القلوب ،والأماني الباطلة )1ما بين الأقواس من كلام ابن القيم في الوابل الصيب (ص.)72 )2أضواء البيان (.)644 /4 71
والعذاب الحاضر ما فيه ،وإنَّما يواريه عنه سكرات ال َّشهوات والعشق وحب الدنيا والرياسة ،وإن لم ينضم إلى ذلك سكر الخمر ،فسكر هذه الأمور أعظم من سكر الخمر ،فإنه يُفيق صاحبه ويصحو ،وسكر الهوى وحب الدنيا لا يصحو صاحبه ِإلا إذا كان صاحبه في عسكر الأموات. فالمعيشة ال َّضنك لازمة لمن أعرض عن ذكر الله الذي أنزله على رسوله gفي دنياه وفي البرزخ ويوم معاده ،ولا تقر العين ،ولا يهدأ القلب ،ولا تطمئن النفس؛ إلا بإلاهها ومعبودها الذي هو حق ،وكل معبود سواه باطل ،فمن َق َّرت عينه بالله ق َّرت به كل عين ،ومن لم تقر عينه بالله تق َّطعت نفسه على الدنيا حسرات ،والله تعالى إنما جعل الحياة الطيبة لمن آمن به وعمل صالحًا»(.)1 -18قال تعالى :ﭽﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋﭼ (الحج). قال ابن القيم « :rوفي القراءة الأخرى{ :إن الله يَ ْدفَع}(َ ،)2ف َدفْعه ودفاعه عنهم بحسب قوة إيمانهم وكماله ،ومادة الإيمان وقوته بذكر الله تعالى ،فمن كان أكمل إيمانًا وأكثر ِذ ْك ًرا ،كان َدفْع الله تعالى عنه ودفاعه أعظم ،ومن َن َقص نُ ِقص؛ بنسيان»(.)3 ونسيانًا ْ ِذ ْك ًرا بِ ِذكر، )1الجواب الكافي (ص .)120 )2النشر في القراءات العشر (.)326 /2 )3الوابل الصيب (ص .)72وانظر أي ًضا :إغاثة اللهفان ( ،)181/2بدائع الفوائد (.)245/2 72
-19قال تعالى :ﭽﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﭼ (العنكبوت.)69: قال ابن القيم « :rعلَّق سبحانه الهداية بالجهاد؛ فأكمل الناس هداية أعظمهم جها ًدا ،وأفرض الجهاد :جهاد النفس ،وجهاد الهوى ،وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا؛ فمن جاهد هذه الأربعة في الله ،هداه الله ُس ُبل رضاه ال ُمو ِصلة إلى جنته ،ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما َع َّطل من الجهاد»(.)1 -20قال تعالى :ﭐﱫﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣﭤﭥﭦ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮﭯﱪ (لقمان). فللعبد من الاهتداء بالقرآن بقدر ما يتحقق فيه من وصف الإحسان؛ كما يكون له من الهدى بحسب ما يكون عليه من الاتصاف بالأوصاف المذكورة للمحسنين(.)2 -21قال تعالى :ﭽﮛﮜﮝﮞ ﮟ ﮠﮡﮢﮣﮤﮥ ﮦﮧ ﭼ (محمد). قال ابن القيم « :rفهذا الضمان إنما هو بإيمانهم وأعمالهم ،التي هي ُجنْد من جنود الله ،يحفظهم بها ولا يفردها عنهم و َي ْق َت ِطعها عنهم فيبطلها عليهم ،كما يَ ِ ُت الكافرين والمنافقين أعمالهم؛ إذ كانت لغيره ولم تكن ُم َوافِ َقة لأمره»(.)3 )1الفوائد (ص .)59 )2انظر :تفسير ابن كثير ( .)330/6وكذا يقال في نظائرها ،كما في أول سورة البقرة وغيرها. )3إغاثة اللهفان (.)183/2 73
-22قال تعالى :ﱫﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆﱪ (الحشر). يكون ال ُّشح المذموم البأننهعإاذاش ُوو ِرق ه:rذا«افلمخُلُن ُقوق َيس ِل ُشم َّحمننف كسهل؛ َأم َوايق:عُو ِ َذق ِّممه،نفأإنن قال ُو ِق من بعضه كان له ُخلُ ًقا له؛ من الفلاح بمقدار ما ُو ِقيَه» اهـ(.)1 -23قال تعالى :ﱫﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜﱪ (المنافقون). قال ابن القيم « :rفله من ال ِع ّزة بحسب ما معه من الإيمان وحقائقه ،فإذا فاته َح ّظ من العلو وال ِع ّزة ففي ُم َقابلة ما فاته من حقائق الإيمان؛ ِعلْ ًما وع ًملا، ظاه ًرا وباط ًنا» اهـ(.)2 -24قال تعالى :ﱫﮚﮛ ﮜﮝﮞ ﮟﮠﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥﱪ (الطلاق.)3 ،2: فيكون للعبد من الفرج والخروج من الشدة وحصول الرزق ،بحسب تقواه(.)3 -25قال تعالى :ﭐﱫﮧﮨﮩﮪﮫﮬﱪ (الطلاق.)٣ : فيكون للعبد من الكفاية بحسب توكله(.)4 )1التحرير والتنوير (.)95/28 )2إغاثة اللهفان (.)181/2 )3جامع الرسائل لابن تيمية (.)88/1 )4انظر :السابق. 74
-26قال تعالى :ﭽﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰﮱﭼ (الليل). «ودخول ال َّن ْقص بحسب نُقصانها أو بعضها؛ فمن الناس من يكون قوة إعطائه وبذله أتم من قوة انكفافه وتركه ،فقوة الترك فيه أضعف من قوة الإعطاء ،ومن الناس من يكون قوة الترك والانكفاف فيه أتم من قوة الإعطاء والمنع ،ومن الناس من يكون فيه قوة التصديق أتم من قوة الإعطاء والمنعَ ،ف ُق َّوتُه العلمية وال ُّش ُعورية أتم من قوته الإرادية وبالعكس ،فيدخل النقص بحسب مانقص من قوة هذه القوى الثلاث ،ويفوته من التيسير لليُ ْ َسى بحسب ما فاته منها ،ومن كملت له هذه القوى ي ُ ِّس لكل ي ُسرى»(.)1 -27قال تعالى :ﭽﮥ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓﯔﯕﯖﭼ (الشرح). صدر رسوله أَ َت َّم ال َّ ْشح ،و َو َضع عنه ِو ْز َره كل لأتباعه ح ًّظا من القيم َ َ « :rشح الله قال ابن ذلك؛ إذ كل َمتْبُوع فلأتباعه ِذ ْكره كل الرفع ،وجعل الوضعَ ،و َر َفع حظ ونصيب من حظ متبوعهم في الخير والشر؛ على حسب اتباعهم له. قويتفأَمْتتَبا ُعب اعلتنها عسللًمارسووعلهم ًلgوأحشا ًرلحوهجمهاصًدادً ،رقا،ويوأَ ْوت َضهعذههمال ِثو ْلز ًاراث،ةوأحرتفىعيهمص ِذيرْك ًراص،اوحكلبُهماا أشر َح الناس صد ًرا ،وأرفعهم في العالمين ِذ ْك ًرا . وأما َو ْضع ِو ْزره فكيف لا يُو َضع عنه ومن في السموات والأرض و َد َوا ّب البر والبحر يستغفرون له؟!»(.)2 )1التبيان في أقسام القرآن (ص .)61 )2الكلام على مسألة السماع (ص.)402-401 75
-3زيادة المبنى لزيادة المعنى(:)1 توضيح القاعدة: «جميع ألفاظ القرآن دالة على معا ٍن بليغة ،و ِح َكم وأحكام بديعة ،ومن هنا فإن القرآن ُم َ َّنه عن أن يقع فيه لفظ لا معنى له. ومن َث ّم فإن أي زيادة َت ْط َرأ على اللفظ في كتاب الله تعالى ،فإنما تدل على معنى زائد على ما يدل عليه اللفظ دونها. وسواء في ذلك ما إذا كانت هذه الزيادة حرفًا ،أم كانت زيادة في وزن الكلمة، أو تضعيفها»(.)2 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉﰊﰋﰌﰍﰎ ﭼ (البقرة). قال السعدي « :rوفي الإتيان بـ «كسب» في الخير الدال على أن عمل الخير يحصل للإنسان بأدنى سعي منه ،بل بمجرد نية القلب ،وأتى بـ «اكتسب» في عمل الشر؛ للدلالة على أن عمل الشر لايكتب على الإنسان حتى يعمله ويحصل سعيه»(.)3 )1انظر :قواعد التفسير (.)356 /1 )2السابق (.)356 /1 )3تفسير السعدي (ص .)120وهذا الملحظ ال ُم َشار إليه ليس محل اتفاق ،كما هو الشأن في عامة هذه النكات واللطائف البلاغية .وللوقوف على ما قد يَ ِرد على هذه المعاني ال ُم ْس َت ْخ َرجة من الفروقات اللفظية ونحوها :انظر ما أورده القاسمي في تفسيره ( )244 -242/2حول هذا المعنى. 76
-2قال تعالى في حكاية قول الخضر لموسى :nﭽﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸ ﯹﯺﭼ (الكهف) ،ثم قوله بعد ذلك في قصة قتل الغلام :ﭽﭓﭔﭕﭖﭗ ﭘﭙﭚﭛﭼ (الكهف). قال الغرناطي « :rللسائل أن يسأل عن ال َف ْرق ال ُمو ِجب لزيادة «لك» في هذا القول الثاني؟ والجواب :أن الخضر قد كان قال لموسى حين قال له موسى :nﭽﮏﮐﮑ ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛ ﮜﮝﮞﭼ (الكهف) ،فلما كان من موسى عند خرق السفينة ما كان من الإنكار بقوله :ﭽﯡﯢﯣ ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﭼ (الكهف)، َذ َّكره الخضر بما كان قد قاله له من غير أن يزيده على إيراد ما كان قد قاله ،فقال: ﭽﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﭼ ،فاعتذر موسى nبقوله :ﭽﯻﯼ ﯽﯾﯿﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅﭼ ،فلما وقع منه بعد ذلك إنكار قتل الغلام بقوله :ﭽﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑﭼ ،وأبلغ في وصف الفعلة بقوله: ﭽﰒﰓﰔﰕﭼ؛ َقابَل الخضر ذلك بتأكيد الكلام ال ُمتَ َق ِّدم ،فقال :ﭽﭒ ﭓﭔﭕﭼ ،فالضمير المجرور بيا ٌن جيء به تأكي ًدا؛ ِلُ َقابَل بالكلام ما وقع جوابًا له من قول موسى nزياد ًة للتناسب»(.)1 )1ملاك التأويل (ص .)223 77
-4حذف ال ُم ْق َت َض –-ال ُم َت َعلَّق -يفيد العموم النِّ ْس ِب(:)1 توضيح القاعدة: «ال ُم ْقتَ َض» بالفتح هو المحذوف ،أما بالكسر فهو الكلام ال ُم ْح َتاج إلى إضمار. وقولنا« :يفيد العموم النسبي»؛ أي :يفيد تعميم المعنى ال ُمنَا ِسب له(.)2 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﰑﰒﰓ ﰔﰕﰖ ﭼ (المجادلة). حيث لم ُي َق ِّيد ذلك ال َف ْسح بكونه في الرزق أو الصدر أو القبر أو الجنة أو غير ذلك. ومن هنا «دل قوله تعالى :ﭽﯿﰀ ﰁﰂﰃﰖ ﭼ (المجادلة) ،على أن كل من َو َّسع على عباد الله أبواب الخير والراحة َو َّسع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة ،ولا ينبغي للعاقل أن يُقيد الآية بالت َف ُّسح والتو ُّسع في المجلس ،بل ال ُمراد منه إيصال أي خير إلى المسلم ،وإدخال السرور في قلبه»(.)3 )1انظر :قواعد التفسير (.)597 /2 )2السابق (.)597 /2 )3مفاتيح الغيب (.)494/29 78
-2قال تعالى :ﭽﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﮓﭼ (الانفطار). حيث لم يُقيد هذا النعيم هنا في كونه في الدنيا أو البرزخ أو الآخرة ،مع أن ما بعده ُم ْش ِعر أنه في الآخرة. قال ابن القيم « :rلا تحسب أن قوله تعالى :ﭽﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑ ﮒﮓﭼ مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط ،بل في ُدورهم الثلاثة كذلك -أعني :دار الدنيا ،ودار البرزخ ،ودار القرار -فهؤلاء في نعيم ،وهؤلاء في جحيم ،وهل النعيم إلا نعيم القلب؟! وهل العذاب إلا عذاب القلب؟ وأي عذاب أشد من الخوف والهم والحزن و ضيق الصدر ،وإعراضه عن الله والدار الآخرة، وتعلقه بغير الله ،وانقطاعه عن الله ،بكل وا ٍد منه شعبة؟! وكل شيء تعلق به وأحبه من دون الله فإنه يسومه سوء العذاب»(.)1 -3قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭼ (الإخلاص). حيث لم يقيد أحديته تعالى بذاته ،أو صفاته ...إلخ. قال السعدي « :rأي :قد انحصرت فيه الأحدية ،فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى ،والصفات الكاملة العليا ،والأفعال ال ُم َق َّد َسة ،الذي لا نظير له ولا مثيل»(.)2 )1الجواب الكافي (ص .)76 )2تفسير السعدي (ص .)937 79
وإذا التاء، من ُج ِّردت الوصف، بها ُ إذا بالإناث ال ُم ْخ َت َّصة الأوصاف -5 أريد ُألحِ َقت ُ أريد التاء(:)1 بها ال ُم َبا َشة، به التطبيق: قال تعالى :ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭱﭲﭼ (الحج.)2 : «فإن قلت :لم قيل :ﭽﭠﭼ دون ( ُمرضع)؟ قلت :ال ُمرضعة التي هي في حال الإرضاع ُملْ ِق َمة ثَديَها الصبي ،وال ُمر ِضع: التي من شأنها أن تُرضع ،وإن لَم تُباشر الإرضاع في حال وصفها به ،فقيل: ﭽﭠﭼ؛ ليدل على أن ذلك ال َهول إذا ُفوجئت به هذه وقد أَلْ َق َمت الرضيع ثديها ،نزعته عن فيه؛ لِ َما يلحقها من ال َّد ْه َشة»(.)2 )1انظر :قواعد التفسير ( .)442 /1ولما كانت القاعدة من الوضوح بمكان لم نحتج إلى شرحها ،والمثال يزيدها وضو ًحا. )2الكشاف ( ،)142/3وانظر :أضواء البيان (.)8 /5 80
خام ًسا :قواعد قرآنية(:)1 -1قاعدة« :من تَ َرك شي ًئا لله َع َّو َضه الله خي ًرا منه»(:)2 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﭼ (الأنعام). قال ابن كثير « :rوكان هذا ُمَا َزاة لإبراهيم nحين اعتزل قومه وتركهم، ونَ َزح عنهم وهاجر من بلادهم ذاه ًبا إلى عبادة الله في الأرضَ ،ف َع َّو َضه الله bعن قومه وعشيرته بأولاد صالحين من ُصلْبه على دينه؛ ِ َل َق َّر بهم عينه؛ كما قال تعالى: ﭽﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ ﯿﰀﰁﭼ (مريم) ،وقال ها هنا :ﭽﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭼ»(.)3 قال السعدي « :rولما كان ُم َفا َرقة الإنسان لوطنه و َمأْلَ ِفه وأهله وقومه من أشق شيء على النفس لأمور كثيرة معروفة ،ومنها انفراده عمن َي َت َع َّزز بهم ويتكثر، وكان من تَ َرك شيئًا لله َع َّو َضه الله خي ًرا منه ،واعتزل إبراهيم قومه -قال الله في حقه: )1والمقصود بها :أنها أحكام كلية قطعية دل عليها القرآن الكريم؛ فهي مأخوذة من القرآن ،بخلاف قواعد التفسير كما عرفت من تعريفها ساب ًقا .فقواعد التفسير من قبيل الوسائل والآلات التي نتوصل بواسطتها إلى المراد ،وأما القواعد القرآنية فمن قبيل النتائج. )2وقد ذكر السعدي rفي القواعد الحسان (ص )164أمثلة متنوعة لهذه القاعدة. )3تفسير ابن كثير (.)297 /3 81
ﭽﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾﭼ -من إسحاق ويعقوب -ﭽﯿ ﰀﭼ؛ فحصل له هبة هؤلاء الصالحين ال ُمر َسلين إلى الناس الذين َخ َّصهم الله بوحيه ،واختارهم لرسالته ،واصطفاهم من العالمين»(.)1 -2قال تعالى :ﭽﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽﯾﯿﰀﰁﰂ ﰃﰄﭼ (النحل). قال ابن كثير « :rفإنهم تركوا مساكنهم وأموالهم ،فع َّوضهم الله خي ًرا منها في الدنيا؛ فإن من ترك شي ًئا للهَ ،ع َّو َضه الله بما هو خير له منه ،وكذلك وقع ،فإنهم َم َّكن الله لهم في البلاد و َح َّك َمهم على رقاب العباد ،فصاروا أمراء ُح َّك َما ،وكل منهم للمتقين إما َما»(.)2 -3قال تعالى :ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇﮈﮉﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏﭼ (النور). قال السعدي« :r :فإن من حفظ فرجه وبصره ،طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش ،وزكت أعماله بسبب ترك ال ُم َح َّرم الذي تطمع إليه النفس وتدعو إليه ،فمن ترك شيئًا لله َع َّو َضه الله خي ًرا منه ،ومن َغ ّض بصره عن ال ُم َح َّرم أنار الله بصيرته» (.)3 )1تفسير السعدي (ص .)494 )2تفسير ابن كثير (.)573 /572 /4 )3تفسير السعدي (ص ،)566وانظر في هذا المعنى :مجموع الفتاوى ( ،)396 /15الفتاوى الكبرى ( ،)287/1مختصر الفتاوى المصرية (.)31/1 82
-4قال تعالى :ﭽﮩﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸﯹﯺ ﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﭼ (النور). قال ابن القيم « :rقال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم :ﭽﮩﮪﮫﮬﭼ ،و ِ ّس هذا الخبر :أن الجزاء من جنس العمل ،فمن َغ ّض بصره عما َح َّرم الله bعليهَ ،ع َّو َضه الله تعالى من جنسه ما هو خير منه ،فكما أمسك نور بصره عن ال ُم َح َّر َمات ،أَ ْطلَق الله نور بصيرته وقلبه، فرأى به ما لم يَ َره من أَ ْطلَق بصره ولم يغضه عن َمَا ِرم الله تعالى»(.)1 -5قال تعالى :ﭽﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫ ﮬﮭﭼ (السجدة). قال ابن رجب « :rفإن ال ُم َت َه ِّجد قد ترك لذة النوم بالليل ولذة ال َّت َم ّتع بأزواجه؛ طلبًا لما عند الله َ ،bف َع َّو َضه الله تعالى خي ًرا مما تركه وهو الحُور ال ِعين في الجنة»(.)2 )1إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ( ،)48 /1وانظر :مجموع الفتاوى (.)258-257 /21 )2تفسير ابن رجب (.)184 /2 83
-6قال تعالى :ﭽﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮏﮐﮑ ﮒﮓﮔﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽﯾﭼ (ص). قال السعدي« :r :من ترك شيئا لله َع َّو َضه الله خي ًرا منه؛ فسليمان َ nع َقر تقدي ًما لمحبة اللهَ ،ف َع َّو َضه االللِجه َيادخيالًرا َّصما ِفننَاذلت اكل،م بحأبنوب َةس لَّخلرنفلوه السريعلحىال ُّهر َذخااءالاتلفَّليِّسَنية،ر التي تجري بأمره إلى حيث أراد وقصدُ ،غ ُد ُّوها شهر ،و َر َوا ُحها شهر ،و َس َّخر له الشياطين ،أهل الاقتدار على الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون»(.)1 -7قال تعالى :ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉﭼ (المجادلة). قال ابن كثير « :rوفي قوله تعالى :ﭽﭹﭺﭻﭼﭽﭾﮉﭼٌّ ِ ،س بديع وهو أنه لما سخطوا على القرائب والعشائر في اللهَ ،ع َّو َضهم الله بالرضا عنهم ،وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم ال ُمقيم ،والفوز العظيم والفضل العميم»(.)2 )1تفسير السعدي (ص ،)712وانظر :تفسير ابن كثير ( ،)73 /7مدارج السالكين (.)426 /2 )2تفسير ابن كثير (.)55/8 84
-2قاعدة« :الجزاء من جنس العمل»: التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﭧﭨﭩﭪﭼ (الفاتحة). قال ابن القيم « :rمن ُه ِدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم ،الذي أرسل به رسله ،وأنزل به كتبهُ ،ه ِدي هناك إلى الصراط المستقيم ،ال ُمو ِصل إلى جنته ودار َق َدم ُ َق ْدر هذه في لعباده الله نصبه الذي الصراط هذا على العبد ثبوت وعلى ثوابه، الدار يكون ُث ُبوت َق َد ِمه على الصراط ال َم ْن ُصوب على َم ْت جهنم ،وعلى قدر َس ْيه على هذه الصراط يكون َس ْيه على ذاك الصراط؛ فمنهم من َي ُمر كالبرق ،ومنهم من َي ُمر كال َّط ْرف ،ومنهم من َي ُمر كالريح ،ومنهم من َي ُمر ك َش ّد ال ِّر َكب ،ومنهم من يسعى َس ْعيَا ،ومنهم من يمشي َم ْشيَا ،ومنهم من َيْ ُبو َحبْ َوا ،ومنهم ال َم ْخ ُدوش ال ُم َس َّلم، ومنهم ال ُم َك ْردس في النار ،فلينظر العبد َس ْ َيه على ذلك الصراط من َس ْ ِيه على هذا، َح ْذو ال ُق َّذة بال ُق َّذة ،جزاء وفا ًقا :ﭽﭤﭥﭦﭧﭨ ﭩﭪﭼ (النمل)»(.)1 -2قال تعالى :ﭐﱫﯝﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣﱪ (الأعراف). قال ابن القيم « :rوإنما اختص أهل الإحسان ب ُق ْرب الرحمة منهم؛ لأنها إحسان من الله أرحم الراحمين ،وإحسانه تعالى إنما يكون لأهل الإحسان؛ لأن الجزاء من جنس العمل ،فكما أحسنوا بأعمالهم أحسن إليهم برحمته ،وأما من لم يكن من أهل الإحسان فإنه لما َب ُعد عن الإحسان َب ُعدت عنه الرحمة بُع ًدا بِبُ ْعد ،وقُ ْر ًبا بِ ُق ْرب ،فمن َت َق َّرب بالإحسان َت َق َّرب الله إليه برحمته ،ومن تباعد )1مدارج السالكين (.)33 /1 85
عن الإحسان تباعد الله عنه برحمته ،والله سبحانه ُ ِيب ال ُمحسنين ،و ُيبْ ِغض من ليس من ال ُمحسنين ،ومن أحبه الله فرحمته أقرب شيء منه ،ومن أبغضه فرحمته أبعد شيء منه» اهـ(.)1 -3قال تعالى :ﭽﮘﮙ ﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﭼ (الأعراف). قال ابن كثير « :rأخبر تعالى هاهنا أنهم أخذتهم الرجفة ،وذلك كما أرجفوا ُشعي ًبا وأصحابه وتَ َو َّع ُدوهم بالجَ َلء. كما أخبر عنهم في سورة هود فقال :ﭽﮰﮱ ﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﭼ (هود) ،وال ُمنَا َسبة في ذلك والله أعلم :أنهم لما َت َه َّكموا بنبي الله شعيب في قولهم: ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗﯘﯙﯚ ﭼ (هود) ،فجاءت الصيحة فأسكتتهم. وقال تعالى إخبا ًرا عنهم في سورة الشعراء :ﭽﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾ ﭿﮀ ﮁﮂﭼ (الشعراء) ،وماذاك إلا لأنهم قالوا له في ِس َياق القصة :ﭽﭧﭨﭩ ﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭼ (الشعراء)، فأخبر أنه أصابهم عذاب يوم ال ُّظ َّلة ،وقد اجتمع عليهم ذلك كله»(.)2 )1بدائع الفوائد (.)17/3 )2تفسير ابن كثير (.)449-448/3 86
-4قال تعالى :ﭽﮔﮕﮖﮗ ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﭼ (التوبة). قال الشنقيطي « :rعاقب الله في هذه الآية الكريمة ال ُمتَ َخلِّ ِفين عن غزوة تبوك بأنهم لا يُ ْؤ َذن لهم في الخروج مع نبيه ،gولا القتال معه g؛ لأن ُش ْؤم ال ُم َخالَفة يُ َؤ ِّدي إلى َف َوات الخير الكثير»(.)1 -5قال تعالى :ﭽﮉﮊﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﭼ (النحل). قال ابن القيم « :rوقد َض ِمن الله سبحانه لكل من عمل صال ًحا أن ُيييه حياة طيبة ،فهو صادق الوعد الذي لا ُيْ ِلف وعده ،وأي حياة أطيب من حياة من اجتمعت همومه كلها وصارت َه ًّما واح ًدا في َم ْر َضاة الله ،ولم يتشعب قلبه؟! بل أقبل على الله ،واجتمعت إرادته وأفكاره التي كانت ُم َت َق ِّسمة بكل واد منها ُشعبة على الله ،فصار ِذ ْكره بمحبوبه الأعلى ،و ُح ّبه والشوق إلى لقائه وال ُأن ْس ب ُقربه هو ال ُم ْستَولي عليه ،وعليه تدور همومه وإرادته وقُ ُصو ُده بكل خطرات قلبه ،فإن سكت سكت بالله ،وإن نطق نطق بالله ،وإن سمع فبه يسمع ،وإن أبصر فبه يبصر، وبه َيبْ ِطش ،وبه يمشي ،وبه يسكن ،وبه يحيا ،وبه يموت ،وبه يُبعث»(.)2 -6قال تعالى :ﭽﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫﮬﮭﭼ (السجدة). )1أضواء البيان (.)147 /2 )2الجواب الكافي (.)278/277 87
قال الحسن البصري « :rأخفى قو ٌم عملهم ،فأخفى الله لهم ما لم تر عين ،ولم يخطر على قلب بشر»(.)1 -7قال تعالى :ﭽﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﭼ (السجدة). قال ابن كثير « :rقال ابن ُعيينة في تفسير قوله تعالى :ﭽﭺﭻﭼ ﭽ ﭾﭿﮀﮁﮅﭼ (السجدة)؛ قال« :لما أخذوا برأس الأمر ،صاروا رؤو ًسا .قال بعض العلماء :بالصبر واليقين ،تُنال الإمامة في الدين»(.)2 -8قال تعالى :ﭽﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧﯨﯩﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯷﯸﯹﯺ ﯻﭼ (فاطر). قال ابن القيم « :rوقد َشا َهد الناس عيانًا أن من عاش بال َم ْكر مات بالفقر»(.)3 -9قال تعالى :ﭽﮅﮆﮇﮈﮉﮊﭼ (الإنسان). قال ابن تيمية « :rولما كان في الصبر من َحبْس النفس والخشونة التي تلحق الظاهر والباطن من التعب وال َّن َصب والحرارة ما فيه ،كان الجزاء عليه بالجنة التي فيها السعة والحرير الذي فيه اللِّين والنعومة والاتِّ َكاء الذي يتضمن الراحة والظلال ال ُمنافية لل َحر»(.)4 )1تفسير ابن كثير (.)365/6 )2السابق (.)372/6 )3إغاثة اللهفان (.)358/1 )4جامع الرسائل ( ،)73 /1وانظر :روضة المحبين (ص .)480 88
- 10قال تعالى :ﭽﯧﯨﯩ ﯪﭼ (المطففين). قال ابن القيم « :rقال ابن عباس kوغيره :يشرب بها ال ُم َق َّر ُبون ِ ْص ًفا، و ُي ْم َزج لأصحاب اليمين َم ْز ًجا ،وهذا لأن الجزاء ِو َفاق العمل ،فكما خلصت أعمال ال ُم َق َّربين كلها لله ،خلص شرابهم ،وكما َم َزج الأبرار الطاعات بال ُم َبا َحات، ُم ِزج لهم شرابهم ،فمن أخلص أُ ْخ ِلص شرابه ،ومن َم َزج ُم ِزج شرابه»(.)1 -11قال تعالى :ﭽﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳﯴﯵ ﯶ ﯷﯸﯹﯺ ﯻﯼﯽﯾﭼ (الأعلى). قال ابن تيمية « :rفالجزاء من جنس العمل؛ لما كان في الدنيا ليس بحي الحياة النافعة التي ُخ ِلق لأجلها ،بل كانت حياته من جنس حياة البهائم ،ولم يكن مي ًتا عديم الإحساس؛ كان في الآخرة كذلك»(.)2 -12ﭽﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮ ﮯﮰﮱﭼ (الليل). قال ابن القيم « :rفالنفس ال ُمطيعة هي النافعة ال ُمح ِسنة التي َطبْ ُعها الإحسان وإعطاء الخير اللازم والمتعديَ ،ف ُتعطي خيرها لنفسها ولغيرها ،فهي بمنزله العين التي ينتفع الناس بشربهم منها ،و َس ْق دوابهم وأنعامهم وزرعهم ،فهم ينتفعون بها كيف شاؤوا ،فهي ُميَ َّسة لذلك ،وهكذا الرجل المبارك ُميَ َّس للنفع حيث َحل ،فجزاء هذا أن يُيَ ِّسه الله لليُسرى كما كانت نفسه ُمي َّسة للعطاء»(.)3 )1طريق الهجرتين (ص .)194 )2مجموع الفتاوى (.)298-297 /14 )3التبيان في أقسام القرآن (ص .)57-56 89
-3قاعدة« :من ترك الإقبال على ما ينفعه اب ُتلي بالاشتغال بما يضره»(:)1 التطبيق: -1قال تعالى :ﭽﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯷﯸﯹﭑﭒ ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﭼ (البقرة). قال السعدي « :rولما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع ،اب ُتلي بالاشتغال بما يضره؛ فمن ترك عبادة الرحمن اب ُتلي بعبادة الأوثان ،ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه ،ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان، ومن ترك الذل لربه ابتلي بالذل للعبيد ،ومن ترك الحق ابتلي بالباطل. كذلك هؤلاء اليهود لما َنبَ ُذوا كتاب الله ا َّتبَ ُعوا ما تتلوا الشياطين و َتْتَ ِلق من السحر على ُملْك سليمان؛ حيث أخرجت الشياطين للناس السحر ،وزعموا أن سليمان nكان يستعمله وبه حصل له الملك العظيم»(.)2 )1القواعد الحسان للسعدي (ص.)96 )2تفسير السعدي (ص .)60 90
-2قال تعالى :ﱹﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊ ﰋﰌﰍﱸ (الأنعام). قال ابن القيم « :rمن ُع ِرض عليه حق َفر َّده ولم يقبلهُ ،عو ِقب بفساد قلبه وعقله ورأيه»(.)1 -3قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭼ (الأحزاب). قال ابن القيم « :rفأخبر الله أن الفرار من الموت بالشهادة لا ينفع ،فلا فائدة فيه ،وأنه لو نفع لم ينفع إلا قلي ًل؛ إذ لابد له من الموت ،فيفوته بهذا القليل ما هو خير منه وأنفع من حياة الشهيد عند ربه. ثم قال :ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸ ﭹﭺﭼ (الأحزاب). فأخبر سبحانه أن العبد لايعصمه أح ٌد من الله إن أراد به سو ًءا غير الموت الذي فَ َّر منه؛ فإنه َف ّر من الموت ل ّما كان يسوءه ،فأخبر الله سبحانه أنه لو أراد به سو ًءا غي َره لم يعصمه أح ٌد من الله ،وأنه قد يَ ِفر مما يسوءه من القتل في سبيل الله، فيقع فيما يسوءه مما هو أعظم منه. وإذا كان هذا في ُم ِصيبة النفس ،فالأمر هكذا في ُم ِصيبة المال وال ِع ْرض والبدن؛ فإن من بخل بماله أن ينفقه في سبيل الله تعالى وإعلاء كلمتهَ ،سلَبه الله ُ بمضرته عليه يعود فيما بل أخرى، ولا دنيا ينفعه لا فيما إنفاقه له َق َّيض أو إياه )1مفتاح دار السعادة (ص .)99 91
عاج ًل وآج ًل! وإن َحبَ َسه وا َّد َخره َم َنعه ال َّت َم ُّتع به و َن َقلَه إلى غيره فيكون له َم ْهنَ ُؤه وعلى ُملِّفه ِو ْز ُره! وكذلك من َر َّفه بدنه و ِع ْرضه وآثر راحته على التعب لله وفي سبيله؛ أتعبه الله سبحانه أضعاف ذلك في غير سبيله ومرضاته ،وهذا أمر يعرفه الناس بالتجارب. قال أبو حازم :)1( rلَ َما يلقى الذي لا يتقي الله من ُم َعا َلة الخلق ،أعظم مما يلقى الذي يتقي الله من ُم َعا َلة التقوى(.)2 وا ْع َت ِب ذلك بحال إبليس؛ فإنه امتنع من السجود لآدم فِ َرا ًرا أن يخضع له ويذل ،وطلب ِإ ْع َزاز نفسه؛ فَ َص َّيه الله أذل الأذلين ،وجعله َخا ِد ًما لأهل الفسوق والفجور من ذريته ،فلم يرض بالسجود له ورضي أن يخدم هو وبنوه ُف َّساق ذريته. إلٰ ًها ً أَنِ ُفوا واح ًدا يعبدوا وأن البشر، من رسول يتّبعوا أن الأصنام؛ ُعباد وكذلك سبحانه ،ورضوا أن يعبدوا آلهة من الأحجار! وكذلك كل من امتنع أن يَ ِذل لله ،أو َيبْ ُذل ماله في مرضاته ،أو ُيتْ ِعب نفسه في طاعته؛ لابد أن يَ ِذل لمن لا ي َ ْس َوى ويبذل له ماله و ُيت ِعب نفسه وبدنه في طاعته ومرضاته؛ عقوبة له؛ كما قال بعض السلف :من امتنع أن يمشي مع أخيه خطوات في حاجته ،أمشاه الله تعالى أكثر منها في غير طاعته»(.)3 )1هو :سلمة بن دينار المخزومي ،أبو حازم ،ويقال له :الأعرج ،عالم المدينة وقاضيها وشيخها ،فارسي الأصل ،كان زاه ًدا عاب ًدا ،توفي سنة140 :هـ .انظر :سير أعلام النبلاء ( ،)101 /6الأعلام للزركلي (.)113/3 )2حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (.)245 /3 )3إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (.)195-194/2 92
الباب الثالث النظر والتدبُّر في المناسبات()1 )1ما يدخل تحت هذا الباب إنما هو من باب الفوائد ال ُم َك ِّملة ،فلا يتوقف عليه فهم الآية، كما لا ُي ْق َطع به .وعليه فالنظر فيه لا بأس به على سبيل ال َّت َبع ،ما لم يكن ُم َت َكَّ ًفا. 93
النظر والتدبر في المناسبات( )1بأنواعها: أ .الربط بين السورة والتي قبلها ،والسورة والتي بعدها (عند القائل بأن ترتيب السور توقيفي): التطبيق: ( -1سورتا :القمر والرحمن): قال ابن الزبير الغرناطي « :)2( rإذا تأملت سورة القمر ،وجدت خطابها وإعذارها خا ًّصا ببني آدم ،بل بمشركي العرب منهم فقط ،فأُتْ ِب َعت بسورة الرحمن؛ تنبي ًها للثقلين وإعذا ًرا إليهم ،وتقري ًرا للجنس على ما أودع الله تعالى في العالم من العجائب والبراهين الساطعة؛ فتكرر فيها التقرير والتنبيه بقوله تعالى: ﭽﭵﭶﭷﭸﭼ خطابًا للجنسين ،وإعذا ًرا للثقلين ،فبان اتصالها بسورة القمر أشد البيان»( . )3 )1المناسبات في اللغة :جمع مناسبة ،على وزن مفاعلة ،وهي ارتباط بين شيئين أو أكثر؛ قال في المقاييس« :النون والسين والباء ،كلمة واحدة ،قياسها :اتصال شيء بشيء؛ منه :النَّ َسب؛ لاتصاله وللاتصال به» .المقاييس في اللغة (مادة نسب) ( .)423 /5والمناسبات في الاصطلاح :علم منه تُعرف ِعلَل الترتيب في القرآن الكريم. انظر :البرهان للزركشي ( ،)35 /1نظم الدرر ( ،)5 /1الإتقان في علوم القرآن ( ،)339 /3الكليات (.)866 )2هو :أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي ،أبو جعفرُ ،مَ ِّدث ُم َؤ ِّرخ ،من أبناء العرب الداخلين إلى الأندلس ،انتهت إليه الرياسة بها في العربية ورواية الحديث والتفسير والأصول ،ولد في َج َّيان، وأقام ب َما ِل َقة ،فحدثت له فيها شؤون و ُم َن ِّغ َصات ،فغادرها إلى غرناطة فطاب بها عيشه وأكمل ما شرع فيه من مصنفاته .وتوفي فيها سنة 708هـ .انظر :الوافي بالوفيات ( ،)140 /6والأعلام للزركلي (.)86 /1 )3البرهان في تناسب سور القرآن (.)328/1 95
( -2سورتا :الفيل وقريش): قال السيوطي « :rوالمعنى أن الله أهلك أصحاب الفيل لإيلاف قريش»(.)1 وقيلَ « :حبَ ْسنَا عن مكة الفيل وأهلكنا أهله؛ ﭽﭑ ﭒﭼ؛ أي: لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين»(.)2 وقيل« :كأنه قال سبحانه :أهلك ُت أصحاب الفيل لأجل تَ َألُّف قريش»(.)3 قال الفراء(« :)4هذه السورة متصلة بالسورة الأولى؛ لأنه ذكر سبحانه أهل مكة بعظيم نعمته عليهم فيما فعل بالحبشة ،ثم قال :ﭽﭑ ﭒﭼ؛ أي: فعلنا ذلك بأصحاب الفيل نعمة منا على قريش ،وذلك أن قري ًشا كانت تخرج في تجارتها فلا ُي َغار عليها في الجاهلية ،يقولون :هم أهل بيت الله ،bحتى جاء صاحب الفيل ليهدم الكعبة ويأخذ حجارتها فيبني بها بي ًتا في اليمن يحج الناس إليه ،فأهلكهم الله ،bفَ َذ َّك َرهم نعمته؛ أي :فعل ذلك لإيلاف قريش؛ أي :ليألفوا الخروج ولا ُيترأ عليهم» ،وذكر نحو هذا ابن قتيبة. قال الزجاج« :والمعنى :فجعلهم كعصف مأكول لإلف قريش؛ أي :أهلك الله أصحاب الفيل؛ لتبقى قريش وما قد ألفوا من رحلة الشتاء والصيف»(.)5 وقال في الكشاف« :إن اللام متعلق بقوله :ﭽﭙﭼ أمرهم أن يعبدوه؛ لأجل إيلافهم الرحلتين»(.)6 )1معترك الأقران ( ،)367 /3وانظر :البرهان في تناسب سور القرآن (ص ،)218نظم الدرر (.)260-259 /22 )2تفسير ابن كثير (.)491 /8 )3فتح القدير للشوكاني (.)٦٠٨ /٥ )4انظر :معاني القرآن للفراء (.)293/3 )5معاني القرآن للزجاج (.)365/5 )6الكشاف ( )800/4بتصرف يسير. 96
ب .الربط بين صدر السورة وخاتمتها: التطبيق: -1سورة النحل« :افتُ ِتحت بال ّنهي عن الاستعجال ،و ُخ ِتمت بالأمر بالصبر»(.)1 قال تعالى :ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﭼ (النحل) ،و ُختمت بقوله سبحانه :ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ ﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ ﰆﰇﭼ (النحل). -2سورة الإسراء« :افتُتحت بالتسبيح ،و ُختمت بالتحميد»(.)2 قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ (الإسراء)، و ُختمت بقوله سبحانه :ﭽﮣﮤﮥﮦﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ ﮱﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘﯙﯚﭼ (الإسراء). -3سورة المؤمنون« :جعل فاتحة السورة ﭽﭑﭒﭓﭧﭼ ،وأورد في خاتمتها ﭽﯴﯵﯶﯷﯸﭼ ،فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة»(.)3 )1مراصد المطالع (ص .)54 -53 )2السابق. )3الكشاف (.)207/3 97
ج .الربط بين الآية والتي قبلها ،والآية والتي بعدها: قال شيخ الإسلام « :rفمن تدبر القرآن ،وتدبر ما قبل الآية وما بعدها، وعرف مقصود القرآن؛ تبين له الُراد ،وعرف الهدى والرسالة ،وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج»(.)1 التطبيق: -1قال تعالى :ﱫ ﭖﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝﱪ (الفاتحة). قال القرطبي « :rوصف الله تعالى نفسه بعد قوله :ﱫ ﭘﭙﱪ، بأنه :ﱫ ﭛ ﭜﱪ؛ لأنه لما كان في اتصافه بـﱫ ﭘ ﭙﱪ ترهيب، قرنه بـﱫ ﭛﭜﱪ لما تضمن من الترغيب؛ ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه؛ فيكون أعون على طاعته وأمنع»(.)2 -2قال تعالى :ﱫﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮﱪ (الفاتحة). قال ابن القيم « :rولما كان طال ُب الصراط المستقيم طال َب أمر أكث ُر الناس علعىنه،وحُم ِرشية ًدااللَّت َفس ُّرلدو،كوعطلىريا ٍلق ُأن ُْم َراسفِ ُبقاهلرففييهاق والنفوس القلة والعزة، في غاية ناكبون الرفيق في سبحانه على َن َّبه الله َمبولة هذه الطريق ،وأنهم هم الذين :ﭽﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ (النساء) ،فأضاف الصراط إلى الرفيق السالكين له ،وهم الذين أنعم الله عليهم؛ لِ َيول عن الطالب للهداية وسلوك )1مجموع الفتاوى (.)94/15 )2الجامع لأحكام القرآن (.)139/1 98
الصراط وحش ُة َت َف ُّر ِده عن أهل زمانه وبني جنسه ،وليعلم أن رفيقه في هذا الصراط هم الذين أنعم الله عليهم ،فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له ،فإنهم هم الأقلون قَ ْد ًرا ،وإن كانُوا الأكثرين عد ًدا.)1(»... وقال rفي موضع آخر« :أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين َق ْد ًرا زائ ًدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة؟! فإن النفوس مجبولة على التأسي والمتابعة ،فإذا ُذ ِكر لها من تتأسى به في سلوكها ،أنست واقتحمتها ،فتأمله»(.)2 -3قال تعالى :ﱫﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﱪ (البقرة). قال السعدي « :rولهذا قال :ﱫﯛﯜﱪ؛ أي :يستيقنون ﱫﯝ ﯞﯟﱪ فيجازيهم بأعمالهم ،ﱫﯠﯡﯢﱪ؛ فهذا الذي خفف عليهم العبادات ،وأوجب لهم التسلي في المصيبات ،و َن َّف َس عنهم ال ُكربات ،وزجرهم عن فعل السيئات ،فهؤلاء لهم النعيم المقيم في ال ُغ ُرفات العاليات ،وأما من لم يؤمن بلقاء ربه ،كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه»(.)3 -4قال تعالى :ﭽﯩﯪﯫﯬﯭ ﯮﯯﯰﯱ ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﭼ (البقرة). )1مدارج السالكين (.)46-45 /1 )2بدائع الفوائد (.)29-28 /2 )3تفسير السعدي (ص .)51 99
«لما فرغ تعالى من بيان الأمر بالشكر ،شرع في بيان الصبر ،والإرشاد إلى الاستعانة بالصبر والصلاة؛ فإن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها ،أو في نِ ْق َمة فيصبر عليها»(.)1 -5قال تعالى :ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ ﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨ ﮩﮪﮫﮬ ﭼ (البقرة). بالنهار، على الصائم والشراب ِذ ْك ِر تحريم الطعام قال ابن رجب « :rبعد َذ َكر ومكان، في كل زمان هذا عام بالباطل؛ فإن تحريم تحريم أكل أموال الناس بخلاف الطعام والشراب ،فكان إشارة إلى أن من امتثل أمر الله في اجتناب الطعام والشراب في نهار صومه ،فليمتثل أمره في اجتناب أكل الأموال بالباطل؛ فإنه ُمَ َّرم بكل حال ،لا يباح في وقت من الأوقات»(.)2 -6قال تعالى :ﭽﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚ ﮛﮜﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﭼ (آل عمران). )1تفسير ابن كثير (.)446 /1 )2لطائف المعارف (.)165/1 100
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266