التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيز 3-3الممارسات المثلى في تحفيز البحوث القائمة على الجودةإ�ن البرامج الهادفة �إلى زيادة الجودة في مخرجات البحث والتطوير والابتكار لا تقل �إلحاحا عنالبرامج الجديدة التي تدعم البحث والتطوير والابتكار وريادة الأعمال .وبما �أن البحث والتطويروالابتكار هي من محركات النمو والرفاهية وال�صحة في الم�ستقبل ،ف إ�ن من المهم �ضمان �أن يتما�ستثمار المال في م�شروعات تحمل أ�كبر الإمكانات إلعطاء مخرجات بحثية فعالة وجيدة [.]33وحيث إ�ن الجامعات هي �أحد �أركان نظام بيئة الابتكار ،ف إ�ن زيادة جودة مخرجات البحث في بيئةالبحوث الجامعية تحظى بقدر كبير من الاهتمام ب�صفتها ب�ؤرة ال�سيا�سات .ومن أ�دوات ال�سيا�ساتالتي تم إ�دخالها نظم تمويل البحوث القائمة على الأداء [ .]34ويمكن ت�صنيف الممار�سات المثلىلتحفيز جودة مخرجات البحوث في نظام الابتكار تحت مو�ضوعات خطط التمويل المبني على الأداءللجامعات ،وخطط تح�سين جودة الن�شر العلمي لدى الباحثين ،وخطط مبنية على ا ألداء لل�شركات المبت ِكرة �سريعة النمو. 1-3-3خطط تمويل الجامعات اعتما ًدا على �أدائهامن �أقدم نظم تمويل البحوث القائمة على الأداء نظام في المملكة المتحدة يعرف بنظام ممار�سةتقييم البحوث ( .]35[ )Research Assessment Exercise, RAEفمنذ إ�طلاقه عام 1986محذت بلدان عدة حذو المملكة المتحدة و أ�دخلت خطط تمويل للبحوث قائمة على ا ألداء .فمثل هذاالتبني وا�سع النطاق لخطط التمويل التي تعتمد على ا ألداء كان بمثابة انتقال في جودة مخرجاتالبحوث على اعتبار �أن الجامعات مركزية ج ًدا في كثير من نظم الابتكار .وبح�سب الممار�سات المثلىالدولية ،ف�إن نفقات الم�شروع ا إل�ضافية تمثل �أحد �أهم أ�دوات التمويل المبني على الأداء ،والذييدعم ت�سهيلات البحث والتطوير .فكثير من البلدان تتحمل النفقات ا إل�ضافية للم�شروع .وفي ا آلونةا ألخيرة ا�ستقر الر�أي على �أن معدل التكاليف ا إل�ضافية الثابت �أقل فعالية من معدل نفقات متفاوتمبني على ا ألداء .هذا التغير في المنهجية يعطي زخما قويا للبحوث والتطوير في الجامعات على أ��سا�س �أنه يدعم المناف�سة المتزايدة.من البلدان التي تطبق معدلا متفاوتا للنفقات ا إل�ضافية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و�إيرلنداوال�سويد .ويعد تطبيق عامل الكفاءة في المملكة المتحدة أ�حد ا ألمثلة البارزة .فهذه الممار�سة التيبد�أت عام 2011م ت�سمح لمجل�س البحوث في المملكة المتحدة ()Research Councils UK, RCUK 182
التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي :أ.د .يو ِجل أل ُتنباشاك بتقدير المال المقدم بنا ًء على ا ألداء .وهذا يقلل المبلغ المخ�ص�ص حين يكون هناك تراجع في الأداء [ .]33وبهذه الطريقة ،تحدد كل جامعة معدل النفقات ا إل�ضافية وتقدم الطلب إ�لى مجل�س البحوث �سنويا .وفي وقت لاحق ي�ستخدم مجل�س البحوث طريق تحديد مجموعات الكفاءة التي تزود المنظمة البحثية بالا�ستقلال لعمل مدخرات ب�أدنى قدر من الت�أثير .وهذا ي�ساعد على التخل�ص من حالة عدم التيقن ولا يتطلب من المنظمة البحثية جمع كمية هائلة من المعلومات �أو قيام مجل�س البحوث ببناء نظم مراقبة باهظة التكاليف. في المملكة المتحدة ت�صنف المنظمات البحثية �ضمن خم�س مجموعات كفاءة (�أ ،ب ،ج ،د ،هـ) .أ�ما مجموعة الكفاءة ( أ�) فتمثل الأكثر كفاءة ،في حين تمثل (هـ) ا ألقل كفاءة .فالانت�ساب إ�لى مجموعة كفاءة يكون بح�سب معدلات الكلفة غير المبا�شرة والمطلقة للمنظمة والتغير الن�سبي في المعدل بالمقارنة مع ال�سنة ال�سابقة .فم ؤ��س�سات التعليم العالي في المجموعة الأقل كفاءة �ستكون عر�ضة للتق�صي الدقيق وال�ضغط لخف�ض معدلات نفقاتها غير المبا�شرة .من ناحية أ�خرى نرى �أن ت�صنيف المنظمات البحثية في مجموعات كفاءة يخ�ضع للمراجعة ال�سنوية� .أ�ضف إ�لى ذلك أ�ن من الأهمية بمكان في المنهجية المعدلة عند ح�ساب المعدل الحالي أ�خذ معدل ال�سنة ال�سابقة بعين الاعتبار، مما ي�سمح بتف�سير معدل النمو على �أنه التغير في الن�سبة المئوية للجامعات ذات ا ألداء الأعلى. وما زالت بع�ض البلدان تعتمد المعدل الثابت للنفقات الإ�ضافية بالن�سبة للجامعات .وفي الوقت ذاته ،يزداد الجدل حول �إمكانية التحول إ�لى المعدل المتغير للتكاليف الإ�ضافية .ففي فنلنداُ ،يطبق المعدل الثابت ،وهو ،٪46بالن�سبة لوكالة التمويل الفنلندية للابتكار (The Finnish Funding ) Agency for Innovation, TEKESو ٪ 12,5بالن�سبة إ�لى أ�كاديمية فنلندا (The Academy ) .of Finlandأ�ما في �إيرلندا ،فيرتفع هذا المعدل �إلى ٪35وهناك نية لرفعه �إلى حد أ�على [.]36 أ�ما في ال�سويد فيعتمد معدل نفقات إ��ضافية ي�صل إ�لى ،٪52مما يدعم خططا لتطبيق نموذج عامل الكفاءة البريطاني في ال�سنوات القليلة القادمة .وفي �سياق البرامج الهيكلية في الاتحاد الأوروبي، يتم تطبيق نماذج مختلفة بمعدل ٪20و ٪60ب�شكل �شرطي. ومنذ عام 2004م ،طبقت تركيا نظام نفقات �إ�ضافية بمعدل ٪10لكل م�شروع .وفي التطبيق الجديد للنفقات الإ�ضافية للم�شروعات كان الهدف رفع معدل تمويل البحث والتطوير في ميزانيات الجامعات من � ٪2إلى .٪25لذلك فقد تم تغيير تطبيق معدل النفقات الإ�ضافية الثابت وزيادته من183
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيز� ٪10إلى ٪50بنا ًء على �أداء الجامعة الذي يقيم �سنويا وفق معايير مو�ضوعية .وبح�سب الممار�سةالجديدة �سيتغير معدل النفقات ا إل�ضافية للم�شروع من جامعة إ�لى �أخرى بح�سب �أدائها .فكلما ارتفعأ�داء الجامعة زاد معدل النفقات الإ�ضافية .وهذا بدوره يعني ميزانية �إ�ضافية للبحوث والتطوير في الجامعات التي تتناف�س لرفع م�ستوى �أدائها.ومن الأمثلة ا ألخرى عن خطط التمويل القائمة على الأداء في الجامعات منح الجوائز لمخرجاتالبحث والتطوير ،مثل :الن�شر العلمي ،وبراءات الاختراع ،وتقديم الحوافز بنا ًء على نجاحها .وفيا آلونة الأخيرة طبقت هذه ال�سيا�سات في جمهورية الت�شيك [ .]37وتهدف جمهورية الت�شيك تحفيزم ؤ��س�سات التعليم العالي لتح�سين الجودة وعدد الطلاب والت�أثير في ميزانيات الجامعة ال�سنوية.حيث يتم مراجعة جميع مخرجات البحث والتطوير ،والتي تقا�س من خلال منحها مبالغ محددة.وت�شمل م ؤ��شرات النظام العديد من �أن�واع الن�شر العلمي مثل الن�شر في إ�ح�دى المجلات العلميةالمرموقة� ،أو الن�شر في قاعدة معلومات دولية مثل SCOPUSأ�و � ERIHأو براءات الاختراع أ�و نتائج�أخرى لبحوث تطبيقية .وتتفاوت ن�سبة النقاط التي تح�صل عليها الفئات المختلفة من الم�ؤ�س�سات البحثية بح�سب م�ستويات نجاح هذه الفئات. 2-3-3خطط تمويل الباحثين اعتماد ًا على �أدائهم�إ�ضافة �إلى المنح الجديدة لأداء الم�شروعات في تركيا ،ف�إن الم�شروعات التي يتم إ�نجازها بنجاحتمُ نح منحة إ��ضافية لزيادة ت أ�ثيرات الم�شروعات الممولة القائمة على الأداء .ولتقييم الأداء ي ؤ�خذ فيالاعتبار 36معيا ًرا فرع ًيا .وتت�ضمن هذه المعايير عدد ا ألوراق العلمية المن�شورة في المجلات الم�صنفةفي المجموعات �أ ،و ب ،و ج ،وكذلك عدد ا ألوراق العلمية المحكمة الأخرى ،وعدد ا إلحالات المرجعيةبح�سب ت�سعة معايير أ��سا�س [� .]38أما المعايير الت�سع الأ�سا�س ،فتت�ضمن المقالات العلمية ،وا ألوراقالعلمية ،والكتب ،والمنح ،والجوائز ،وبراءات الاختراع ،والمخرجات (مثل :المنتجات ،وعمل النماذج،وت�أ�سي�س ال�شركات) ،ون�شر العلم ،وتدريب الباحثين ،والم�شروعات الجديدة .وتمنح النقاط التيُتكت�سب بموجب هذه المعايير ،والم�شروعات المنجزة بنجاح مبالغ ت�صل إ�لى 48.000دولار ،با إل�ضافة�إلى منحة الم�شروع ،وعلاوة الحوافز ،والنفقات ا إل�ضافية للم�شروع .ويمكن دفع علاوة الحوافز للباحثين عمليا على �شكل دخل �شهري ي�صل إ�لى 1500دولار.ومـن الأمثلـة الأخ�رى عن التمويل القائم على ا ألداء برنامج الحوافز للن�شر العلمي ال�دولي 184
التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي :أ.د .يو ِجل أل ُتنباشاك ) (Incentive Program for International Scientific Publications, UBYTالذي �أطلق في تركيا لتح�سين جودة الن�شر العلمي .وقد تمت مراجعة البرنامج لزيادة معدل الإحالات المرجعية الدولية �إلى كل عمل من�شور ،الأمر الذي يعد م ؤ��شرا على الجودة .وبح�سب البرنامج ،ف�إن المجلات المت�ضمنة في فهار�س المراجع الدولية تق ّيم با�ستخدام مقايي�س مو�ضوعية ،مثل عامل الت أ�ثير ،ون�صف عمر الإحالات المرجعية .وفي هذا المجال تقارن الأعمال المن�شورة بما يعادلها في المجالات البحثية، ويتلقى كل عمل من�شور درجة معينة ،ثم تمنح الحوافز بح�سب م�ستوى الجودة [.]38 3-3-3خطط تمويل ال�شركات اعتما ًدا على أ�دائها في ال�صين تقوم �شركة )،(Beijing Zhongguancun Sci-Tech Financing Guaranty Co. Ltd. وهي �شركة في حديقة ) ،(Zhongguancun Parkوالم�سماة «وادي ال�سيليكون في ال�صين» تقوم بتحديد «�شركات الغزال» (� )gazelleسريعة النمو ،وتقدم لها الحوافز بناء على �أدائها [ .]39وبناء على خطة «الغزال» تحدد ال�شركة المذكورة �آنف ًا ثلاثة آ�لاف �شركة من �شركات الغزال كل عام ،وهي التي تبدي �أكبر قدر من الابتكار ،وتعمل على ت�سهيل ح�صولها على قرو�ض بفوائد زهيدة وفق نظام ائتمان و�ضمان خا�ص .ويجب أ�ن يكون دخل ال�شركات بين 1.5مليون و 80مليون دولار ،كما يجب أ�ن تحقق نموا بن�سبة ٪20-10تقريبا مقارنة بال�سنة ال�سابقة .وتبعا لمعايير الأداء ا ألخرى (مثل عدد براءات الاختراع ون�شاطات الابتكار) يتم تعريف ال�شركات بناء على ت�صنيف يتكون من خم�س نجوم .وتبعا لعدد النجوم ،تتحدد الن�سبة المئوية من ميزانية الم�شروع التي تح�صل عليها ال�شركة على �شكل قر�ض بنكي بفائدة �ضئيلة .فمثلا ،ت�ستطيع �شركة م�صنفة �ضمن فئة النجوم الخم�س أ�ن تح�صل على قر�ض يعادل ٪40من ميزانية الم�شروع بفائدة �ضئيلة ،في حين تح�صل �شركة أ�خرى م�صنفة �ضمن فئة النجمة الواحدة على قر�ض يعادل ٪20من ميزانية الم�شروع. 4-3الممارسات المثلى لتسخير الوعي بالبحث والتطوير لدعم نظام الابتكار من المهم عند �صناع ال�سيا�سات الحفاظ على نظام البيئة الذي لا ي�ستغل أ�داء الفاعلين الحاليين �إلى �أبعد الحدود وح�سب ،بل وي�ستقطب أ�ي�ضا الداخلين الجدد ب إ�مكاناتهم الواعدة من �أجل م�ستقبل النظام .ومن هذا المنطلق نجد �أن من المهم أ�ن يزداد الوعي بثقافة البحث والتطوير وريادة الأعمال185
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزوالتعمق فيها بهدف دعم نظام الابتكار .وهناك العديد من الآليات التي يمكننا أ�ن نقول إ�نها تبديممار�سات مثلى في عملية زيادة الوعي بثقافة البحث والتطوير .و�سنناق�ش هذه الممار�سات تحت عنواني ن�شر ثقافة البحث والتطوير بين الباحثين ون�شر ثقافة البحث والتطوير في المجتمع. 1-4-3ن�شر ثقافة البحث والتطوير وبثها بين الباحثينيتزايد التركيز على رفع القدرات لنقل التقنية ودعمها بهدف رفع م�ستوى التعاون بين م�ؤ�س�ساتالبحث العامة وم�ؤ�س�سات التعليم العالي وريادة الأعمال .فعلى �سبيل المثال تتبنى حكومة المك�سيكبرنامجا لبناء القدرات ونقل المعرفة .ويهدف هذا البرنامج �إلى ت�سهيل قدرة القطاع الخا�ص علىالو�صول �إلى المعرفة المولدة داخل الجامعات ومراكز البحث والت�شجيع على تحقيق المهمة الثالثةللو�سط ا ألكاديمي .وقد تم تعريف هذه المهمة الثالثة على �أنها ا إلتجّ ار بالمعرفة من خلال نقل التقنيةوالتفرعات ا ألكاديمية .وتوفر الحكومة ق�سائم للابتكار من خلال مكاتب نقل المعرفة بهدف تحفيزطلبيات ال�شركات للحلول المبتكرة التي تنتجها الم ؤ��س�سات المولدة للمعرفة .كما يوفر هذا البرنامجمنحا متو�سطة الأجل لمكاتب نقل المعرفة والروابط مع القطاع الخا�ص في محاولة لدفع نمو هذه المكاتب وتطويرها.أ�ما ا آلليات الأخ�رى المتبعة في �سائر البلدان ذات الدخل المتو�سط �أو المرتفع تقري ًبا فهي أ�دواتال�سيا�سات الداعمة لمكاتب نقل التقنية .ففي تركيا ،يقدم برنامج توبيتاك ]17[ 1513منحا لمكاتبنقل التقنية الموجودة والجديدة .والهدف من ذلك هو إ�طلاق عملية الابتكار وريادة الأعمال فيالجامعات من خلال تح�سين جودة الخدمات التي تقدمها مكاتب نقل التقنية بغية الإتجّ ار بالمعرفةوالتقنية في الجامعات .وفي توبيتاك 1513هناك خم�س فئات من الن�شاطات م�ؤهلة للدعم وت�شمل:بناء الوعي ،وخدمات التدريب والإر�شاد ،وخدمات الم�ساعدة على تقديم طلبات الح�صول على دعملم�شروع بحث وتطوير ،ون�شاطات تزيد من التعاون بين الجامعة وال�صناعة ،وتطوير الم�شروعاتو�إدارت�ه�ا .كما تت�ضمن خدمات لإدارة حقوق الملكية الفكرية ،والترخي�ص ،وخدمات ت أ��سي�سال�شركات ،وريادة ا ألعمال .ومن خلال هذه الن�شاطات ت�سعى مكاتب نقل التقنية إ�لى الم�ساعدة علىتحويل الأ�صول التقنية في الجامعات �إلى مخرجات تجارية .أ��ضف �إلى ذلك ف�إن مكاتب نقل التقنيةت�ساعد على ت�شكيل التعاون بين الجامعات وال�صناعة ،و�إنتاج المعرفة والتقنية وفق احتياجاتال�صناعة .وتتلقى مكاتب نقل التقنية التمويل على مدى ع�شر �سنوات �ضمن برنامج توبيتاك .1413 186
التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي :أ.د .يو ِجل أل ُتنباشاك والعر�ض مفتوح �أمام �أف�ضل خم�سين جامعة تركية في مجال ريادة الأعمال والابتكار ،ويحق لهذه الجامعات الح�صول على خم�سة ملايين دولار تقريبا. ويعد برنامج التو أ�مة في كوريا الجنوبية مثالا �آخر على آ�ليات الم�ساندة ،حيث ي�شجع هذا البرنامج على تبادل المعلومات بين مكاتب نقل التقنية �صاحبة الريادة والمكاتب الم ؤ��س�سة حديثا أ�و التي في طور الإن�شاء .وفي هذه العملية ت�صنف جميع مكاتب نقل التقنية في كوريا الجنوبية �ضمن فئة القادة ،أ�و المبتدئين �أو حديثي الت�أ�سي�س .ووفق هذا الت�صنيف ينتظر من المكاتب (القادة) م�شاطرة خبراتهم مع المكاتب المبتدئة �أو حديثة الت أ��سي�س .كما يتوقف حجم الدعم المقدم إ�لى مكاتب نقل التقنية ومدته على هذه الت�صنيفات. �أمـا في البرازيـل ،فنجد �أن برنامج الدعم ال�ذي تقدمه الحديقة الوطنية للح�ضانة والتقنية ) (National Incubator and Technological Park Support Program, PNIوالذي تطبقه وزارة العلوم والتقنية والابتكار ،هو برنامج متكامل يزود الحا�ضنات ومكاتب نقل التقنية وحدائق التقنية بمنح الدعم [ .]40وت�شمل ن�شاطات الدعم إ�جراء درا�سات طليعية مع درا�سات حالات دولية لحا�ضنات ومكاتب نقل تقنية �أخرى خارج البرازيل ،كما ت�شمل تزويد ر ّواد الأعمال بخدمة تحليل ال�سوق .وفي الوقت ذاته ،يتيح أ�نموذج ((( CERNEت�صنيف حا�ضنات البلد وعددها 384بح�سب م�ستويات ن�ضوجها .وفي كل م�ستوى يتوقع أ�ن تحقق الحا�ضنات ن�شاطات بعينها بناء على الممار�سات المثلى. ومن برامج الدعم الأخ�رى التي �أن�شئت لزيادة ن�شر ثقافة م�شروعات البحث والتطوير برنامج توبيتاك 3001لتمويل البحث والتطوير للباحثين المبتدئين (R&D Funding Program for ) .]28[ Beginning Researchersويوفر هذا البرنامج الفر�ص للباحثين الذين لم ي�سبق لهم �أن تلقوا �أي تمويل �أن يتقدموا بطلب الدعم لم�شروعهم ا ألول ،و أ�ن يتم تقييمهم في وعاء منف�صل عن الباحثين الكبار .ويوفر هذا و�سيلة لدعم الباحثين في بداية حياتهم المهنية وي�شجعهم في الوقت نف�سه على اكت�ساب الخبرة .وبو�سع الباحثين في الجامعات والمنظمات الحكومية وا ألهلية �أن يتقدموا �إلى هذا البرنامج الجديد �إذا لم ي�سبق لهم الح�صول على دعم مالي كباحثين رئي�سيين .ومن ((( �أنم�وذج CERNEهو �أنم�وذج إ�داري لتح�سين نتائج الحا�ضنات كم ًا ونوع ًا بهدف توليد �شركات ابتكار ناجحة. (المترجمان).187
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزمميزات هذا البرنامج أ�ن له معدل دعم عاليا ويمتاز ب�سرعة عملية التقييم ،وبعدم وجود حدودلعدد الطلبات .ويقدم البرنامج منح ًا لا تتجاوز قيمتها 25.000دولار لكل م�شروع ،وهذا ي�شملالمنح الدرا�سية ،ودعم الرحلات العلمية ،وتغطية تكاليف ن�شر نتائج الم�شروع ،وعلاوة حوافز .أ�مامدة م�شروع البحث والتطوير فتمتد حتى � 24شه ًرا .ومنذ �إطلاق هذا البرنامج اقتنع ٪40من الباحثين المبتدئين في تركيا بالا�شتراك في ثقافة البحث والتطوير.�أما في اليابان ،فتتم الم�شاركة في التطورات التقنية من خلال برنامجين متبادلين بين الجامعاتوال�صناعة .ففي اجتماعات تقديم التقنيات الجديدة ،يطرح ا ألكاديميون عرو�ضهم على ال�صناعة،وت�شارك ال�صناعة بعر�ض احتياجاتها على الو�سط ا ألك�اديم�ي من خلال حلقات بحث تتناولالابتكارات المفتوحة .وكلا البرنامجين يزيد من ن�شر المعرفة �ضمن نظام الابتكار مع زيادة الوعيبثقافة البحث والتطوير .وت�ساعد هذه البرامج ،بما فيها الرعاية الا�ستراتيجية للبحث والتطويرالمبتكر ،على التعهد بتوجيه البذور الواعدة من نتائج الم�شروع من بحث أ��سا�س إ�لى تقنيات رئي�سةل�صناعات جديدة [ .]40فمثل هذه المبادرات ت�سمح لليابان ب�إر�ساء �أ�س�س ال�صناعات الم�ستقبلية والحفاظ على نموها الاقت�صادي. 2-4-3ن�شر ثقافة البحث والتطوير وتغلغلها في المجتمعمن العنا�صر المهمة ا ألخ�رى في زي�ادة الوعي بثقافة البحث والتطوير رفع م�ستوى تعليم العلوموالتقنية والهند�سة والريا�ضيات (science, technology, engineering and mathematics,) STEMبد ًءا من المراحل المبكرة .فمجال تعليم هذه المواد يحظى بكثير من التركيز في العديد منالبلدان .فالولايات المتحدة مثلا تدعم المعار�ض العلمية في كثير من الوكالات الحكومية .وقد أ�طلقتالولايات المتحدة م�ؤخ ًرا برنامج المعار�ض العلمية �ضمن �سيا�سات «التعليم في �سبيل الابتكار» التييرعاها الرئي�س ا ألمريكي .وقد ا�شترك في معر�ض البيت ا ألبي�ض للعلوم مائة طالب من �أكثر من 30ولاية يمثلون 40من المنظمات والم�سابقات في التقنية والعلوم والريا�ضيات والهند�سة لاكت�شافالمواهب لدى علماء ،ومهند�سي ،ومخترعي ،ومبتكري الم�ستقبل .وقد ح�صل 30فريقا من الطلابعلى فر�ص عر�ض م�شروعاتهم كجزء من المعر�ض .وقد �شاهد الرئي�س معرو�ضات الطلاب التيتراوحت بين بحوث طليعية ت�شكل اختراقا علم ًيا ومخترعات جديدة ،و�أعطى ملحوظات لجمهورمن الطلاب و�أ�ساتذة العلوم ورواد الأعمال حول أ�همية تدري�س هذه العلوم بالن�سبة للم�ستقبل 188
التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي :أ.د .يو ِجل أل ُتنباشاك الاقت�صادي للبلاد [.]42 ويمكن أ�ن يكون لزيادة الوعي العام بالعلوم أ�ولوية كو�سيلة من و�سائل ن�شر ثقافة البحث والتطوير وتغلغلها في المجتمع .ومن الممار�سات المثلى في هذا الاطار ،م�سابقة الاتحاد الأوروبي للعلماء ال�صغار التي ت�شرف عليها المفو�ضية ا ألوروبية .ف�ضمن البرامج الهيكلية لتطوير البحوث والتقنية ،وكذلك منطقة البحوث الأوروب�ي�ة ( )European Research Area, ERAتهدف الن�شاطات العلمية والمجتمعية إ�لى تحقيق الان�سجام بين الجهود العلمية والمجتمع ا ألوروب�ي .وفي هذا ال�سياق ،تعمل المناف�سة على رفع �ش�أن ُمثل التعاون والتبادل بين العلماء ال�صغار .كما تتاح للعلماء ال�صغار فر�صة التعرف على العلماء الآخرين من ذوي القدرات والاهتمامات المماثلة وتلقي التوجيهات من �ألمع العلماء ا ألوروبيين .ومنذ �إطلاقها عام 1989م كمعر�ض لعلوم الطلاب الأوروبيين تم ّثل الم�سابقة ا ألوروبية ( )The EU Contestالمعر�ض ال�سنوي لأف�ضل الإنجازات العلمية التي يحققها الطلاب الأوروبيون .ويحظى المعر�ض باهتمام و�سائل الإعلام ،مع إ�عطاء الطلاب فر�صة التناف�س مع �أف�ضل معا�صريهم على الم�ستوى الأوروبي .وفي عام 2013م �ضمت الم�سابقة الخام�سة والع�شرون 85م�شرو ًعا من 37دولة مع 126عال ًما �صغي ًرا تتراوح أ�عمارهم بين 14و 21عا ًما .وقد تقا�سم الفائزون جائزة مالية قدرها 74.000دولار بالإ�ضافة �إلى جوائز �أخرى مثل الرحلات العلمية. ومن الممار�سات المثلى في الولايات المتحدة مهرجان العلوم والهند�سة� .أما ر�سالة المهرجان فتتمثل في تحفيز اهتمام ال�شباب بالريا�ضيات والعلوم والهند�سة والتقنية والحفاظ على هذا الاهتمام. وبالإ�ضافة إ�لى الدعم من أ�على الجهات ،ت�شمل هذه المهرجانات ن�شاطات عملية وعرو�ضا حية يقوم بها م�شاهير العلماء والمكت�شفون وم ؤ�لفو الكتب الرائجة والخبراء من ذوي ال�شهرة العالمية. ومما يذكر أ�ي�ضا �أن برنامج الدعم الذي تم ت�أ�سي�سه م�ؤخ ًرا في تركيا ،وبو�صفه مثال ًا آ�خر عن الجهود الحكومية ال�ضخمة التي تهدف �إلى ن�شر العلم في المجتمع ،يهدف إ�لى بث الوعي بالم�سائل العلمية والتقنية وتنمية الثقافة العلمية لدى ال�شباب من خلال إ�قامة المعار�ض العلمية في المدار�س الحكومية. وبنا ًء على برنامج دعم المعار�ض العلمية [ ]44تمنح المدار�س الحكومية معونة مالية للطلاب من ال�صف الخام�س حتى الثاني ع�شر بالتعاون مع وزارة التعليم لإقامة المعار�ض العلمية .وقد تم تقديم المعونة في ال�سنة الأولى من البرنامج إ�لى 1092مدر�سة ،في حين زار المعار�ض حوالي مليون زائر ،وبلغ عدد المعرو�ضات 30.000قدمها 64.000طالب ب�إ�شراف أ�كثر من � 15.000أ�ستاذ.189
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزوبا إل�ضافة �إلى الاحتفالات الدورية الكبيرة ،مثل المعار�ض العلمية ،ت�ضم ا ألمثلة ا ألخرى المراكزالعلمية التي لا تتوقف عن خدمة النا�س .وفي تركيا ر أ�ى المجل�س ا ألعلى للعلوم والتقنية افتتاح مركزعلمي في كل محافظة تركية بحلول عام 2023م بد ًءا ببلديات المدن .و�ستكون المراكز العلمية []44مقرات لم�شاركة الجمهور بالمعرفة العلمية ،وو�سيلة لرفع م�ستوى الثقافة العلمية ،وزي�ادة معدلالاطلاع العلمي في المجتمع .وتما�شيا مع هذه التطورات� ،أطلق توبيتاك برنامج دعم تطور مراكز العلوم الذي ُي�ستخدم أ��صلا في دعم المعرو�ضات في بلديات المدن في أ�نموذج �شراكة محلي.و إ�ثر قرار المجل�س الأعلى للعلوم والتقنية تم التوقيع على عقود مع أ�ربع بلديات ،وافتتح رئي�س الوزراءالتركي م ؤ�خرا مركز العلوم في قونيا .ومن المتوقع أ�ن يتم افتتاح المركزين ا آلخرين في عام 2016م.وتقع جميع المراكز في أ�بنية ع�صرية مزودة ب�أحدث التجهيزات .فمثلا ي�شغل مركز العلوم في قونيام�ساحة � 20ألف متر مربع ،بما في ذلك م�ساحات المعر�ض ،و أ�ق�سام التدريب ،وقاعات الاجتماعات،والمكتبات .ويتطلع مركز العلوم في قونيا ألن يكون من بين أ�ف�ضل ثلاثة مراكز في العالم� .أما فيالوقت الحالي فهناك 235معر ً�ضا قيد الت�صميم على الم�ستوى العالمي ،كما ينفذ 40معر ً�ضا فيالمركز الذي افتتح حديثا .ومن المعار�ض القادمة �سيكون معر�ض «�سلاطنة العلم» ،وي�ضم 50وحدةمعرو�ضة تتعلق ب�إ�سهامات العلماء والمخترعين وعلماء الفلك والريا�ضيات والهند�سة والطب التي ُنقلت �إلى أ�وروبا و�ش ّكلت الأ�سا�س الذي قامت عليه النه�ضة الأوروبية. -4توصيات لتحقيق التميز ف�ي الابتكار بهدف التخلص م�ن فخ الدخل المتوسطتتطلب جهود الدول وهي ت�سعى للتخل�ص من فخ الدخل المتو�سط قد ًرا كبي ًرا من التفاني لتعزيزالبحث والتطوير والابتكار ودعم نظام ريادة الأعمال لكي تحقق التميز في الابتكار .لكن ال�سعي �إلى�إيجاد المناخ البيئي الكامل يتطلب رفع م�ستوى ا ألداء في نظام الابتكار والجهات المعنية به .وفي نهايةالمطاف ت�ستطيع نظم البيئة الجيدة م�ساعدة اقت�صاديات ب�أكملها لت�صبح اقت�صاديات تقوم على المعرفة وتتقدم بالابتكار.لقد بينت الممار�سات المثلى من الاقت�صاديات النامية والنا�شئة �ضرورة وجود �سل�سلة من آ�لياتالم�ساندة والت�صميم ال�سليم لل�سيا�سات لدعم البحث والتطوير والابتكار وريادة ا ألعمال .ول�سهولة 190
التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي :أ.د .يو ِجل أل ُتنباشاك المقارنة تم جمع �آليات الم�ساندة هذه في ممار�سات موجهة نحو ريادة ا ألعمال� ،أو برامج وم�شروعات عملاقة موجهة نحو مهمة معينة ،وتحفيز جودة البحوث العلمية ،ودعم نظام الابتكار من خلال ثقافة البحث والتطوير والوعي بين المهتمين بالابتكار والمجتمع .وبنا ًء على النظرة العامة لهذه الممار�سات المثلىُ ،و�ضعت التو�صيات الأربع التالية: •�إن �آليات الم�ساندة التي تم ت�صميمها لتكون ذات �صفات مرحلية مهمة لدفع ن�شاطات ا ألعمال مرحلة تلو أ�خرى .وبناء على الممار�سات المثلى ،يمكن لهذه المراحل أ�ن تعالج م�ستوى الن�ضوج لت�أ�سي�س �شركة نا�شئة ،و�إع�داد خطة عمل وتنفيذها ،وتقديم الدعم لإثبات �صحة مفهوم ون�شاطات البحث والتطوير ذات ال�صلة ،والانتقال �إلى مرحلة ا إلتجّ ار من الفكرة إ�لى ال�سوق. وفي الوقت ذاته ،يجب أ�ن تقدم �آليات الم�ساندة هذه �ضمن خليط �صلب من ال�سيا�سات تدمج الدعم الإر�شادي وتوفر التمويل لر أ��س المال المخا ِطر .وعند اللزوم ،لا�سيما في الاقت�صاديات النا�شئة ،يمكن تحفيز تمويل ر أ��س المال المخا ِطر وت�شجيعه بطريقة «تمويل التمويل»� .أ�ضف إ�لى ذلك ف�إن الممار�سات المثلى لزيادة ثقافة ريادة ا ألعمال في الجامعات ت�شمل ت�صميم م ؤ��شر جديد لت�صنيف الجامعات وتطبيقه. •�إن تطبيق المنهجيات ذات الأهداف المحددة والتي تدمج المنهج الت�صاعدي مع المنهج التنازلي لدى الباحثين مهمة جد ًا في توجيه الموارد نحو تقنيات التطور الدقيقة .وهذه المنهجيات مفيدة على نحو خا�ص في ك�سب وقت ثمين في عملية اللحاق بمخرجات نظم أ�كثر تقدما واقت�صاديات مبنية على الابتكار .و�إن مرونة المنهجيات الموجهة نحو هدف محدد ،وبالتالي نجاحها ،يم ّكن من دفعها نحو الأمام بتطبيق ممنهج لبرامج تعتمد على طلب العرو�ض والتي ُت َع ُّد حا�سمة في زيادة تميز الابتكار .أ��ضف إ�لى ذلك ف إ�ن الم�شروعات العملاقة التي تنفذ بو�صفها حالات خا�صة من مناهج محددة ا ألهداف ت�ساعد في توجيه المهتمين بالابتكار نحو الم�شروعات الكبرى. •ينبغي على المنهجيات التي تف�ضل التميز أ�ن تكون قادرة على إ�كمال الجهد الأكبر في تح�سين أ�داء المناخ البيئي للابتكار ،لا �سيما نحو تقديم المخرجات التي ت�ساعد البلاد على التخل�ص من فخ الدخل المتو�سط .مثل هذه المنهجيات التي تف�ضل التميز البحثي وجودة البحوث ت�شمل قابلية التغير في النفقات الإ�ضافية للم�شروع بح�سب �أداء البحث ومنهجيات أ�كثر ابتكا ًرا لزيادة م�ستوى المناف�سة ا إليجابية بين الجامعات .وقد يكون ذلك مرتبطا بنتائج م ؤ��شر ت�صنيف191
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزالجامعة .وب�صفة عامة ،قد تت�ضمن �أدوات تح�سين جودة البحوث خطط حوافز للجامعاتوالباحثين وال�شركات مبنية على ا ألداء .ولا تقل أ�همية ت�صميم أ�دوات ال�سيا�سات لتح�سين جودة البحوث في نظام البيئة عن �أهمية البرامج الجديدة. • إ�ن الجهد الم�ضاعف الذي يبذل للتخل�ص من فخ الدخل المتو�سط عن طريق القيام بخطواتأ�و�سع نحو التحول �إلى اقت�صاد قائم على الابتكار يتطلب قبول باحثين جدد في النظام .ويتراوحالتنوع بين المهتمين بالبحث والتطوير الذين يقومون بتقديم م�شروعهم ا ألول وبين ت�شجيعباحثي ورواد �أعمال الم�ستقبل من خلال �إقامة المعار�ض العلمية .وفي الوقت ذاته من المهم العمل على ن�شر العلوم داخل المجتمع بحيث يزداد تقبل ا�ستخدام الابتكارات التقنية في المجتمع. -5سياسات مقترحة لتحسين التميز في الابتكار في المملكة العربية السعوديةيمكن تقديم ن�صائح محددة لعملية �صنع ال�سيا�سات في المملكة العربية ال�سعودية لل�سعي لتحقيقالتميز في الابتكار المبني على الت�أثير الم�شترك لر أ��س مالها الطبيعي والب�شري .فعلى �سبيل المثال،أ�ن�ش�أتجامعةالملكعبدالعزيزذراعاا�ستثماريةبموجبمر�سومملكيعرفتبا�سمواديجدة،وهي�شركة م�ساهمة .وعلى اعتبار �أن هذه هي من التجارب ا ألولى من نوعها في المملكة العربية ال�سعوديةفقد ُخطط لها أ�ن يكون ل ألموال أ�نموذج تجاري قائم على نقل المعرفة والبحث والتطوير والربح.وللا�ستفادة من ر أ��س المال ب�صورة فعالة ،يمكن لل�شركة الفرعية �أن تهتم لتقديم نواة ر�أ�س مال�إلى ال�شركات النا�شئة بهدف تنمية ريادة الأعمال في خطة �شبيهة بالبرامج متعددة المراحل كالتيعر�ضناها في هذا الف�صل ،أ�ي برنامج SBIRوتوبيتاك 1512و .PRISMفمثل هذا ال�صندوق� ،أوال�صناديق المماثلة ،يمكن �أن يحول إ�لى �صندوق ر�أ�س مال مخا ِطر يدعم ا ألفكار المبدعة مع إ�مكانيةتوليد منتجات ذات قيمة إ��ضافية عالية .وبنا ًء على الممار�سات المثلى في مركز ال�شعلة ،و�سبرينغ�سيدز ،وبرنامج المخاطر في المك�سيك ،وتوبيتاك 1514ن�ستطيع �أن نرى �أن با�ستطاعة المملكة العربيةال�سعودية أ�ن ت ؤ��س�س خطة خا�صة لتحفيز بيئة ر�أ�س المال المخا ِطر في البلاد .ومن ناحية أ�خرى،ب إ�مكان جامعة الملك عبد العزيز �أن ت�ؤ�س�س برنامج ًا يمنح ال�شهادات ويهدف إ�لى تنمية ن�شاطاتالطلاب في مجال ريادة ا ألعمال .هذه التو�صيات الثلاثة يجب �أن ُيخطط لها معا بحيث يت�سنى لها 192
التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي :أ.د .يو ِجل أل ُتنباشاك تعزيز احتياجات ر ّواد ا ألعمال ونظام بيئة ريادة الأعمال في البلاد. وفيما يتعلق بت�صنيف الجامعات بحيث يعك�س احتياجات الاقت�صاديات النا�شئة ،ف إ�ن التجربة التركية في إ�ن�شاء «م ؤ��شر خا�ص بن�شاط الجامعة في الابتكار وريادة الأعمال» يمكن الا�ستفادة منه ك أ�حد الممار�سات المثلى لم ؤ��شر مماثل يلبي احتياجات الجامعات ال�سعودية .فمثلا ،إ�ن الت�صنيف الأكاديمي للجامعات العالمية ل�سنة 2014م [ ]45ي�ستخدم �ستة معايير في ت�صنيف الجامعات .وت�شمل هذه المعايير عدد الخريجين الفائزين بجائزة نوبل وميداليات فيلدز ،وعدد �أع�ضاء هيئة التدري�س الفائزين بهذه الجوائز ،وعدد الباحثين ذوي المرجعية العالية بح�سب اختيار توم�سون رويترز ،وعدد ا ألوراق العلمية المن�شورة في مجلتي «الطبيعة Natureو «العلوم ،»Scienceوعدد ا ألبحاث المذكورة في فهر�س الاقتبا�سات العلمية وفهر�س اقتبا�س العلوم الاجتماعية المو�سع ،و أ�داء الجامعة الفردي. ومن بين هذه كلها يمكن تطبيق جائزة نوبل وميداليات فيلدز على جامعات النخبة ،وقد لا تكون ذات �صلة بالاقت�صاديات النا�شئة .فهذان الم�ؤ�شران ب�صفة خا�صة غير منا�سبين لإذكاء مناخ تناف�س �إيجابي في الجامعات بهدف تحفيز ن�شاطات ريادة ا ألعمال .وبالرغم من �أن جامعة الملك عبد العزيز وثلاث جامعات �سعودية �أخرى داخلة في الت�صنيف المذكور ،إ�لا �أنه من المفيد إ�حداث م ؤ��شر م�ستقل يحذو حذو التجربة التركية التي تعدل الم�ؤ�شرات ح�سب حاجتها. ومن الممكن دمج ت�صنيف الجامعات مع الممار�سات المثلى بهدف تحفيز جودة البحث بنا ًء على أ�داء الت�صنيف .فمثلا ،يمكن لتلك الجامعات التي ت�صنف عاليا بح�سب الم ؤ��شر� ،أن تح�صل على حوافز في خطط التمويل القائمة على الأداء والم�شابهة لتلك المعتمدة في المملكة المتحدة .كما يمكن تطبيق خطة م�شابهة على الباحثين بحيث يمكن للعلماء من ذوي ا ألداء العالي الح�صول على المنح المالية ،بالإ�ضافة إ�لى منحة الم�شروع .وفي الوقت ذاته ،وبالإ�ضافة �إلى الحوافز التي تمُ نح للنا�ضجين من الباحثين ،يمكن البدء بن�شاطات تعزز وتكمل تعليم التقنية والعلوم والريا�ضيات والهند�سة في عمر مبكر من خلال المعار�ض والمهرجانات العلمية .كما يمكن �أخذ الممار�سات المثلى في هذا المقام من م�سابقة العلماء ال�صغار في الاتحاد ا ألوروبي ،ومهرجان العلوم والهند�سة في الولايات المتحدة، وبرنامج دعم معار�ض العلوم في تركيا. وت�شتهر مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا KACSTب إ�طلاقها م�شروعات رئي�سة مثل القمر الا�صطناعي �سعودي �سات – 4وحل ال�شفرة الوراثية للجمل العربي .ويمكن ا�ستغلال موقع193
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزمدينة الملك عبد العزيز في ت�أ�سي�س برنامج دعم لم�شروعات عملاقة توجه ن�شاطات ا إلبداع والبحثوالتطوير التي ت�ستهدف �أولويات البلاد و�/أو قطاعات تقنية الا�ستراتيجيات في المدينة .ففيالم�شروعات العملاقة ،يمكن تحديد المو�ضوعات في منهجيات الهدف المحدد وتعاون أ�هم جهاتالبحث والتطوير في البلاد ،بحيث يمكن دعمه بالحوافز المالية �ضمن ميزانية الم�شروع .و إ�ذا �شئناالمزيد من الدقة ،ف إ�ن الم ؤ��س�سات البحثية وقطاعات التقنية الا�ستراتيجية (مثل تقنية الماء ،وتقنيةالنفط والغاز ،وتقنية الطاقة ،والمواد البتروكيماوية ،والمواد المتقدمة ،وتقنية النانو ،وتقنية البناءوالت�شييد) يمكنها �أن ت�أخذ م�شروعا رئي�سا على الأقل تكر�سه لتح�سين م�ستوى التميز في البلاد بنا ًءعلى جيل من المنتجات والتقنيات الجديدة .كما يمكن أ�خذ الممار�سات المثلى أ�ي ً�ضا من الم�شروعاتالوطنية العملاقة في ال�صين ومبادرات كوريا الجنوبية وبرامج توبيتاك 1007في تركيا .وبهذهالطريقة ت�ستطيع المملكة العربية ال�سعودية وغيرها من البلدان أ�ن تخطو خطوات وا�سعة من خلال الجمع بين أ��صول ر أ��س المال الب�شري والطبيعي في ال�صعود نحو دعم «التميز في الابتكار». -6الخاتمةقدمنا في هذا الف�صل دليلا تجريبيا وممار�سات مثلى تخ�ص أ�همية الا�ستثمار في الابتكار والبحثوالتطوير .وقدمنا ما مجموعه 35من الممار�سات المثلى عبر أ�ربع فئات من تعزيز ريادة ا ألعمال،والبرامج الموجهة نحو هدف معين ،والحوافز المبنية على جودة البحوث ،ودعم نظام الابتكار منخلال الوعي بالبحث والتطوير .ويلخ�ص الجدول ( )2بلدان هذه الممار�سات المثلى مع التو�صياتالرئي�سة .هذه الممار�سات المثلى تنطبق أ�ي�ضا على البلدان في مرحلة الخلا�ص من فخ الدخلالمتو�سط ،والبلدان الغنية بالنفط ا ألقل تقدما من الناحية التقنية ،والتي ح�صلت على مركز الدولعالية الدخل بف�ضل مواردها الطبيعية .أ�ما البلدان التي حققت التميز في الابتكار فعليها �أن تجمع ا أل�صول من ر أ��سمالها الب�شري والطبيعي لكي تنتج مخرجات وتقنيات ذات قيمة إ��ضافية عالية. 194
التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي :أ.د .يو ِجل أل ُتنباشاك الجدول .2ملخ�ص الممار�سات الدولية المثلى والتو�صيات الرئي�سة.ال�سيا�سات المو�صى بها المك�سيك �سنغافورة ال�صين الهند البرازيل اليابان كوريا الجنوبية الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة تركيا الممار�سات المثلى •ب��رام��ج �أع��م��ال م�ت�ع�ددة✓ ✓ ✓ ✓ •ارل أ�م�ر�اسحملال مخاطر لمنتجات •�ذشاهاتدقايتمةفيمر�يضاادفةةاع ألالعيمةال ✓ ✓ تعزيز ريادة الأعمال •م�����ش��روع��ات ع��م�ل�اق��ة برامج موجهة ل ألولويات الوطنية ✓ ✓ ✓ ألهداف •نفقات �إ�ضافية قائمة على ✓ محددة •�أمد�ؤا�ءشارلم�شمعرودعل ب�شكل خا�ص تحفيز جودة البحوث ✓ ✓ ✓ ✓ لترتيب الجامعة • إ�ق��ام��ة الم�ع�ار��ض العلمية ✓ ✓✓ دعم الوعي بالبحث ✓ ✓ ✓ والمعرفية والتطوير المراجع 1. Gill, I. and H. Kharas, An East Asian Renaissance: Ideas for Economic Growth, Washing- ton D.C.: World Bank (2007). 2. Im, F. G. and Rosenblatt D., Middle-Income Traps, A Conceptual and Empirical Survey, Policy Research Working Paper, World Bank (2013). 3. World Bank Data Set, GNI Per Capita, PPP Current 2011 Dollars <http:// data.worldbank.org/>.195
تجربة جامعة الملك عبد العزيز:التحول إلى جامعة عالمية المستوى4. World Bank, China 2030: Building a Modern, Harmonious, and Creative High- Income Society (2012).5. OECD, The People’s Republic of China: Avoiding the Middle-Income Trap Policies for Sustained and Inclusive Growth (p. 3), September 2013.6. World Economic Forum, The Global Competitiveness Report 2014-2015.7. OECD, Education at a Glance 2014: OECD Indicators (p.229) (2014).8. World Bank, Education Statistics: Education Attainment.9. Ministry of National Education Statistics 2011-2012 (p. 209).10. Turkish Statistical Institute (TurkStat) <http://www.turkstat.gov.tr/>.11. OECD, Main Science and Technology Indicators, Paris: 2013.12. UNESCO Institute for Statistics, GERD as a percentage of GDP Saudi Ara- bia <http://www.uis.unesco.org/>.13. OECD, Business Innovation Policies: Selected Country Comparisons (p.15), (2011).14. World Bank, Doing Business 2014 Understanding Regulations for Small and Medium-Size Enterprises, 11th Edition, 2013.15. SBIR Program <http://www.acq.osd.mil/osbp/sbir/about/index.shtml>.16. SBA <http://www.sba.gov/category/navigation-structure/about-sba>.17. The Scientific and Technological Research Council of Turkey, Entrepreneur- ship Programs <http://www.tubitak.gov.tr/tr/destekler/girisimcilik/ulusal- destek-programlari>.18. Department of Scientific and Industrial Research, PRISM Program <http:// www.dsir.gov.in/12plan/prism/prism.htm>.19. Torch Center <http://168.160.159.71/english/areas_three.htm> (Access: July 2014)20. SPRING SEEDS <http://www.spring.gov.sg/entrepreneurship/fs/fs/Pag- es/business-angel-scheme.aspx>.21. Secretaría de Economía <http://www.economia.gob.mx/en>. 196
يو ِجل أل ُتنباشاك.د. أ:التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي 22. The Supreme Council for Science and Technology, Presentation of TUBITAK President <http://www.tubitak.gov.tr/tr/icerik-bilim-ve-teknoloji-yuksek-ku- rulu-28-toplantisi-6-ocak-2015>. 23. European Commission, Knowledge Triangle and Innovation, European Insti- tute of Innovation and Technology. 24. TÜBİTAK, Entrepreneurial and Innovative University Index <http://www. tubitak.gov.tr/tr/kurumsal/politikalar/icerik-girisimci-ve-yenilikci-universite- endeksi> 25. Wu, Hequan, «The Progress of communication technology subject of hi-tech research development plan of China,’’ International Conference on Communication Tech- nology Proceedings, 2000 (Beijing). 25- 26. 863 Program, <http://www.most.gov.cn/eng/programmes1/200610/ t20061009 _36225.htm>. 27. TÜBİTAK <http://www.tubitak.gov.tr/tr/kurumsal/politikalar/icerik-ub- tys-2011-2016>. 28. TÜBİTAK, Academic Grant Programs <http://www.tubitak.gov.tr/tr/ destekler/akademik/ ulusal-destek-programlari>. 29. TÜBİTAK, Industrial Grant Programs <http://www.tubitak.gov.tr/tr/ destekler/sanayi/ ulusal-destek-programlari>. 30. Chinese Government, National S&T Major Projects <www.nmp.gov.cn>. 31. National Research Foundation of Korea <http://www.nrf.re.kr/nrf_eng_ cms/>. 32. TÜBİTAK, Public Grant Programs <http://www.tubitak.gov.tr/tr/destekler/ kamu/ulusal-destek-programlari>. 33. Research Councils UK, Efficiency 2011-15: Ensuring Excellence with Impact, (2011). 34. Hicks D., , Performance-based University Research Funding Systems, Elsevier Research Policy (2011). 35. Research Assessment Exercise <http://www.rae.ac.uk/>.197
تجربة جامعة الملك عبد العزيز:التحول إلى جامعة عالمية المستوى36. The Higher Education Authority, Report of the Group on Research Overheads, (2003).37. EC European Universities Forum For Financial Sustainability Project, From Incremental Funding to Quality & Performance Indicators: Re- forms of Higher Education Funding in the Czech Republic (2012).38. TÜBİTAK, Applications and Directives <http://www.tubitak.gov.tr/ tr/destekler/akademik/ uygulamalar-ve-yonergeler>.39. Zhongguancun Science Park <http://en.zhongguancun.gov.cn/>.40. Ministério da Ciência, Tecnologia e Inovação <http://www.mcti.gov. br/>.41. Japan Science and Technology Agency, Research and Development Programs Focused on Technology Transfer <http://www.jst.go.jp/ EN/operations/operation_b.html>.42. White House Science Fair Fact Sheet & Backgrounder, 2014 <http:// www.whitehouse.gov/the-press-office/2014/05/27/white-house-sci- ence-fair-fact-sheet-backgrounder>.43. EC EU Contest for Young Scientists <http://ec.europa.eu/research/ eucys/>.44. TÜBİTAK, Science and Society Grant Programs <http://www.tubitak. gov.tr/tr/destekler/ bilim-ve-toplum/ulusal-destek-programlari>.45. Academic Ranking of World Universities 2014 <http://www.shanghai- ranking.com/World-University-Rankings-2014>. 198
التميز في التعاون الدولي الفصل التاسعالأستاذ الدكتور عدنان زاهد
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيز 200
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد -1المقدمة يتناول هذا الف�صل التميز في التعاون الدولي .وتناق�ش الفقرة 2م�صطلحات مختلفة مثل التعاون ( ،)cooperationوالم�شاركة ( )collaborationوالم�ساعدة ( )aidوالفوارق والعلاقة بينها .ويتبع ذلك بع�ض الت�صورات العامة المتعلقة بالتعاون الدولي كو�سيلة لو�ضع التعاون الجامعي كما يجب �أن يكون .و�سنتناول التعاون الدولي والتعاون الجامعي بمزيد من ال�شرح والتف�سير من هذا المنطلق في الفقرة � .3أما الفقرة 4فتناق�ش التبادل الطلابي وتبادل الخبراء وا أل�ساتذة وت�أثيرات هذه العمليات التبادلية وعائداتها .و أ�ما الفقرة 5فتتناول ثلاثة أ�مثلة عن التعاون الدولي :الأول يغطي التعاون الدولي في التعليم العالي في المملكة العربية ال�سعودية ب�صفة عامة ،والثاني يناق�ش التعاون الجامعي الدولي وتطبيقه في �إحدى الجامعات المرموقة في العالم ،وهي جامعة كوبنهاجن (Copenhagen )Universityفي الدنمارك .و أ�ما المثال الثالث فينظر في أ�حد البرامج الطليعية المتعلقة بالتعاون التقني الدولي ،وهو برنامج منح فولبرايت .وتحتوي الفقرة 6على ملحوظات ختامية. -2التعاون العمل التعاوني مهمة تتحقق باقت�سامها بين الم�شاركين ،بحيث يكون كل �شخ�ص م�س ؤ�ولا عن جزء من حل الم�شكلة [ .]1ويمكن تحقيق التعاون حين ي�ؤدي الم�شاركون ا ألجزاء المخ�ص�صة لهم ب�شكل م�ستقل، ثم ي أ�تي الجميع بنتائجهم إ�لى الطاولة. وي�صف مفهوم التعاون الدولي جميع ن�شاطات التعاون مع الدول ا ألجنبية� ،سواء �أكان بين منظمات غير حكومية� ،أو ثنائيا (بين بلد و آ�خر) أ�و متعدد الأط�راف (م�شتركا بين عدد من الدول) أ�و لا مركزيا (بين �سلطات محلية). وال�ذي و�ضع التعريف ال�دارج للتعاون ال�دولي في الأدبيات هو روب�رت كيوهين عام 1984م [.]2 ويفتر�ض كيوهين وجود حالة من التعار�ض ال�سيا�سي بين الدول عند ال�شروع في �أية اتفاقية تعاون. بعد ذلك يتم التفاو�ض على �إعادة �ضبط ال�سيا�سات لجعل الاتفاقيات تتما�شى مع ما يف�ضله كل طرف .وحين تتناغم ال�سيا�ستان ،يكتمل التعاون. �أما الم�ساعدة فهي �شيء مختلف عن التعاون ،ولها م�ضامين اجتماعية تفتر�ض م�سبقا وجود علاقة201
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزبين الطرفين ،لكنها لا تت�ضمن التقا�سم .فهي تنطوي على عدم الم�ساواة ،ويكفي �أن الم�ساعدة ت�أخذزمام المبادرة لم�صلحة ا آلخر مع قدر معين من الامتياز [ .]3وت�ستطيع الجامعات �أي�ضا الدخول فياتفاقيات ،حيث يتلقى أ�حد الطرفين م�ساعدة من الطرف ا آلخر (كما هي الحال مثل ًا بين جامعة في إ�حدى الدول النامية و�أخرى في العالم المتقدم).أ�ما الم�شاركة فهي العمل مع ا آلخرين بهدف إ�نتاج �أو إ�يجاد �شيء معين .و ُت�ستخدم هذه العبارة في�سياق الجامعات ،لا �سيما على م�ستوى البحوث العلمية .ويرى رو�شيل وتيزلي [� ]1أن العمل الم�شترك هو عمل متبادل بين الم�شاركين في جهد من�سق لحل م�شكلة معا [.]4وللبحث الم�شترك وجوه عدة ذات طيف وا�سع� ،أوله ال�شراكة الكلا�سيكية بين باحثين يعملون فيالمختبر أ�و في الق�سم الأكاديمي ذاته ،و آ�خره ال�شراكة بين باحثين في بلدان مختلفة .وربما يعملأ�حيانا باحثان �أو �أكثر ب�شكل م�ستقل في م ؤ��س�سات مختلفة ،ومع ذلك ي�شترك ه�ؤلاء في م�شروع واحد.وقد يحدث هذا عند العمل على جوانب مختلفة من الم�شروع ذاته ،فيتبادل الباحثون المعطيات،ويجمعونها للم�شروع ب�أكمله ،ثم يجرون تحليلا م�شتركا لهذه المعطيات ،ويكتبون التقرير معا،وين�شرون النتائج معا .لكن الم�شاركات بين الباحثين تتعقد على نحو خا�ص حين يعمل الباحثون فيبلدان مختلفة .ولا يتوقف الأمر عند �صعوبة الات�صالات ب�سبب ُبعد الم�سافات ،مما ي ؤ�ثر �سلبا على ا إلحاطة بالم�شروع ،بل �إن الاختلافات الثقافية قد تعقد التوا�صل وتعرقل �سير الم�شروع ب أ�كمله.لقد م�ضى على ا�ستخدام تعبير «يتعاون /التعاون» �سنون عدة .أ�ما كلمتا «ي�شارك /م�شاركة» فلمتدخلا قامو�س الم�صطلحات �إلا م ؤ�خ ًرا .ولكن ما هي أ�وجه الخلاف بينهما؟ إ�نهما كلمتان مترادفتانفي ا أل�صل ،حيث ُت�ستخدم �إحداهما بدلا من الأخرى ،لكنهما تمثلان طريقتين مختلفتين جدا فيا إل�سهام في مجموعة ،وكل منهما يجلب معه ديناميكياته ومركبات قوته التي ت�شكل المجموعات بطرق مختلفة.وبعبارة أ�خرى ،يمكن تحقيق التعاون في حال قيام جميع الم�شاركين بعمل الأجزاء الموكلة �إليهم كلعلى حدة ،ومن َثم ا إلتيان بنتائجهم �إلى الطاولة ،في حين �أن الم�شاركة تت�ضمن تفاعلا مبا�ش ًرا بينالأفراد بهدف �إنتاج منتج معين ،وتت�ضمن مفاو�ضات ومناق�شات و إ�دخال �آراء الآخرين .أ�ما الفارقا أل�سا�س بين هاتين الطريقتين في العمل الجماعي فيكمن في �أن التعاون يركز اهتمامه على العملمعا من �أجل إ�نتاج منتج معين في نهاية الم�شروع ،في حين أ�ن الم�شاركة الناجحة تتطلب أ�ن ي�سهم 202
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد الم�شاركون في عملية �إيجاد المعرفة [.]5 ،1 وتكت�سب الم�شاركة أ�همية خا�صة في الم�شروعات المعقدة التي ت�ضم �أجزاء أ�و ِف َرق ًا أ�و وكالات عدة .أ�ما التعاون فينا�سب الم�شروعات �أو الاتفاقيات التي يكون فيها كل م�شارك م�س ؤ�ولا عن إ�نجاز جزء معين من المهمة الكاملة ،كما هي الحال في م�شروعات البحث الم�شتركة .وربما كان على بع�ضهم الم�شاركة والتعاون مع زملائهم من أ�ع�ضاء الفريق .لذلك تو�صف مجموعة العمل في �سياق الم�شاركة أ�و التعاون تبعا للمهمة وطريقة توزيعها و أ�دائها بين الم�شاركين� .أما عمل المجموعة المو�صوف في هذا الف�صل ف�سنتناوله من منظور التعاون. �إن المناف�سة هي عك�س التعاون �أو الم�شاركة .فقدر �ضئيل من المناف�سة بين أ�ع�ضاء المجتمع ي�سهم في �صنع نظام اجتماعي �صحي .فهو يمنعه من الانحدار نحو عدم الكفاءة .لكن المبالغة في المناف�سة تترك �آثا ًرا �سيئة دون �شك .فكثير من الجامعات المرموقة تعامل زميلاتها كما لو كانت مناف�سة لها. فهي تارة متعاونة ،وتارة م�شاركة في البحث وال�شهادات الم�شتركة ،وتارة �أخرى مناف�سة على �ألمع و أ�ف�ضل الطلاب و�أع�ضاء هيئة التدري�س. -3التعاون الدولي والجامعي �إن الم�شاركة والتعاون الدوليين بين الجامعات هما �شكلان من �أ�شكال العمل الم�شترك لتحقيق �أف�ضل النتائج في التعلم والبحث .فالتعاون الجامعي الدولي جزء من ميدان �أو�سع من التعاون الدولي الذي تطور منذ نهاية الحرب الباردة. ومع �أن التعاون الجامعي الدولي كان منذ مدة طويلة مطروحا على جدول أ�عمال الهيئات والم�ؤ�س�سات الحكومية� ،إلا أ�نه لم يع ّد عن�صرا مهما في التعليم والبحث العلمي �إلا منذ �سنوات قليلة [ .]7فقد �صار مو�ضو ًعا بار ًزا في ال�سنوات ا ألخيرة ،ون�شاطا جامع ًيا على جانب كبير من ا ألهمية .لكن تطور التعاون الدولي في الحياة الجامعية كان في أ�غلب الأحيان عملية م�ضنية ،كما تطورت �سيا�سات التعاون لت�صبح مجموعة من ا�ستراتيجيات المنظمات [ .]7فالتعاون الدولي بين الجامعات هو �أحد الن�شاطات الجامعية الكثيرة التي لي�س لها مجموعة من ال�صفات الجاهزة والمرئية فيما يخ�ص تطور الجودة.203
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزومن �سوء الطالع ،ف�إن الفوائد المتوقعة من التعاون الجامعي الدولي لي�ست وا�ضحة لدى الأغلبيةحتى ا آلن .ف�أحيانا هو نفقات لا مبرر لها ،أ�و التزام ،أ�و ن�شاط يما َر�س مراعا ًة لمظاهر الرقي .ورغمهذه الآراء ال�سلبية ،تم دمج التعاون الجامعي م�ؤخ ًرا �ضمن البنية الم�ؤ�س�ساتية في عدد متزايد منالجامعات .ففي معظم الجامعات اليوم يوجد مكتب أ�و �إدارة م�س ؤ�ولة عن التعاون ال�دولي ،معا�ستراتيجية وخطة عمل محددة تقوم ب�سل�سلة من الن�شاطات الدولية [ .]7لكن من المهم عدم الخلطبين مجرد القيام بن�شاطات دولية ،وبين حيازة �سيا�سات تعاون مفيدة وفعالة وممكنة وفعلية تهدفللتطور .ولا بد لنا من �أن نفهم �أن وجود عدد لا ب أ��س به من الطلاب الأجانب أ�و بع�ض المقرراتالتي تعالج مو�ضوعات دولية لا يعني ب�أية حال من الأحوال أ�ن الجامعة المعنية تطبق بالفعل التعاون الجامعي الدولي ب�شكل حقيقي وملمو�س.في ال�سنوات الأخ�رية تزايدت التوقعات ب�ش أ�ن الحاجة لتبني ر�ؤى جديدة في ن�شاطات التعاونالجامعي الدولي التي ت�ستهدف البلدان الأقل تقدما .لكن الجامعات بحاجة �إلى �أن تتبو�أ مكانةفي ميدان التعاون الدولي الهادف للتطور أ�رفع و�أكثر أ�مانا مما ا�ستطاعت كثير من المنظمات غيرالحكومية معالجته في ال�سنوات ا ألخيرة .لذلك على الإدارة الجامعية أ�ن تتغلب على ال�ضائقة المالية والمعوقات ا ألخرى في �سعيها نحو تعزيز دمج التعاون الدولي في م ؤ��س�ساتها.وي�شكل التعـاون الدولي الفني �أحد �أ�شكال التعاون الجامعي الدولي .ففي القرن التـا�سع ع�شر،قال أ�لفرد نوبل « :إ�ن ن�شر المعرفـة يعني ن�شـر الرفاهيـة» .ويمكننـا �أن نقـول �إن أ��صل التعـاونالفنـي يعود إ�لى تلك المقولة ،وقد تطور بالت�أكيد �إلى ما هو عليه اليوم وفق هذا ال�ر أ�ي .وتع ّرفمنظمة التعاون الاقت ـ�ــصادي والتنمية (The Organization for Economic Cooperation) and Development, OECDالتعاون الفني ب�أنه «الن�شاطات التي تهدف قبل كل �شيء �إلى رفعم�ستوى المعرفة ،والتقنيات ،والمعرفة العملية� ،أو القدرات المنتجة ل�شعوب البلدان النامية� ،أي بمعنى�آخر ،زيادة ح�صيلتهم من ر�أ�س المال الفكري الب�شري� ،أو قدرتهم على ا�ستخدام الموارد الحاليةبكفاءة بالغة» [ .]6 ،3وعلى اعتبار �أن التعاون الفني من الم�سائل ا أل�سا�س في هذا الف�صل ،ف�إننا �سن�سوق فيما يلي تعري ًفا له أ��شمل.يمكن تعريف التعاون الفني ب أ�نه ذلك الفرع من التعاون التنموي الذي ي�ستخدم �شرط المعرفة العمليةعلى �شكل الجهاز ا إلداري ،والتدريب ،والبحوث العلمية ،وتكاليف التنمية المرافقة .كما ي�شمل 204
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد الإ�سهامات في التنمية من خلال التعليم والتدريب الهادف �إلى رفع م�ستوى المعرفة ،والمهارات، والمعرفة الفنية ،أ�و القدرات المنتجة لدى �شعوب الدول النامية ،الذي يزيد بدوره ح�صيلتهم من ر�أ�س المال الفكري ،أ�و قدرتهم على ا�ستخدام ما لديهم من قدرات بفعالية �أكبر [.]6 ،3 إ�ن الهدف ا أل�سا�س للتعاون الفني هو دعم قدرة ال�شعوب والمنظمات على تج�سيد إ�مكاناتها لتحديد أ�هدافها وتطويعها وتقويتها والحفاظ عليها .وتتج�سد أ�هداف التعاون الفني في �أن على البلدان �أو الم ؤ��س�سات التي تتمتع بم�ستوى عال من التقدم في مجالات بعينها أ�ن ت�سهم في حل م�شكلات محددة تعاني منها بلدان أ�و م ؤ��س�سات أ�قل تقدم ًا ،وذلك من خلال نقل القدرات العلمية والتقنية والموارد الب�شرية والمادية وتبادلها. هذا النوع من التعاون يرى في التعليم المحرك الذي يتحكم بتحويل الاقت�صاديات المتو�سعة .ويمكن للتعاون الفني بين البلدان المتقدمة والبلدان الأق�ل تقدما �أن يتخذ العديد من الأ�شكال ،مثل خدمة الخبرات ،والمنح الدرا�سية ،ونقل المعدات والم�ؤن ،و إ�ر�سال المواد المرجعية ،وتبادل المعلومات والخ�ربات .والقدرة على الحركة هي المجال الذي أ�دخلت فيه الجامعات التعاون الدولي �ضمن ن�شاطاتها على الوجه الأكمل .واليوم يظل التعاون الفني من أ�و�ضح جوانب التعاون للعيان. وغالبا ما يقترن التعاون الفني مع �أعمال ُيراد منها تقوية إ�مكانات ا ألفراد والمنظمات من خلال توفير قدر كبير من الفر�ص الفنية للم�ستفيدين .ويمكن تحديد التعاون الفني على النحو التالي: •التعاون في التعليم :تبادل الطلاب والخبراء والأ�ساتذة ودرا�سة اللغات ،وال�شهادات الم�شتركة، وتطوير المناهج الدرا�سية. •التعاون في البحوث :تطبيق ن�شاطات بحثية م�شتركة. •التعاون في التدريب :تطوير برامج تدريبية وتوفير معدات التدريب ومواده. •التعاون الثقافي :برامج موجهة للتطوير الاجتماعي والثقافي. •المنح الدرا�سية. ومع التطور المطرد للعولمة ،يتحدد النمو الاقت�صادي والاجتماعي للبلدان من خلال �إمكاناتها العلمية والتقنية و�إنتاج المعرفة ،وحجم تدفق المعلومات .ولي�س بو�سع الجامعات التهرب من مناق�شة م�سائل النمو هذه ،فقد أ��صبحت من الق�ضايا الأ�سا�س في التعاون الدولي لا �سيما فيما يخ�ص التعاون الفني.205
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيز -4الخبرات متعددة الثقافة المكتسبة من الدراسة في الخارج والإبداعيتخذ التعاون الفني الدولي في الجامعات �أ�شكال ًا رئي�سة عدة� ،أهمها :تبادل الطلاب ،والخبراء،و أ�ع�ضاء هيئة التدري�س ،والمتطوعين ،والموظفين ا إلداريين وا ألكاديميين ،با إل�ضافة �إلى التدريب،والن�شاطات البحثية الم�شتركة مع البلدان �أو الم�ؤ�س�سات المتلقية ،والبرامج الاجتماعية والثقافيةالموجهة نحو التنمية ،با إل�ضافة إ�لى المنح الدرا�سية .وتتطلب كل هذه ا أل�شكال من التعاون الفنيالدولي العي�ش والدرا�سة في الخارج واكت�ساب خبرة متعددة الثقافة .و إ�ن الخبرات متعددة الثقافةالمكت�سبة من الدرا�سة والإقامة في الخارج تختلف اختلافا كبي ًرا عن الخبرات المكت�سبة نتيجةال�سفر أ�و الزيارات الق�صيرة حيث لا يمكن الح�صول منها �إلا على مقدمات �سطحية للثقافات الجديدة. 1-4الدراسة في الخارج والمعلوماتيعد وعي الطلاب وفهمهم لمختلف ال�ر�ؤى ووجهات النظر والثقافات في العالم من الأم�ور بالغةا ألهمية في �إعدادهم وتزويدهم بالمعرفة والمهارات ال�ضرورية لمجابهة متطلبات اليوم المرتبطةبالمتطلبات العالمية [ .]9 ،8والدرا�سة في الخارج هي من المجالات التي تنمي الوعي الثقافي لدىالطلاب .ويمكن تعريف برامج الدرا�سة في الخارج على �أنها «كل البرامج التعليمية التي ُتعطى فيبلد أ�جنبي خارج البلد ا أل�صل �أو بلد الجن�سية ،والتي توفر للطلاب فر�صة اكت�ساب المعرفة من خلال مقررات �أكاديمية �أو �شهادات معتمدة بو�ساطة خبرة دولية» [.]8،10وت�سمح الدرا�سة في الخارج للطلاب بتو�سعة آ�فاق معرفتهم بالثقافات ،واللغات ،و�أنماط الحياةالأخرى ،من �أجل تهيئتهم لمواجهة احتياجات ومتطلبات وفر�ص �سوق عمل يزداد عولمة ،ولزيادةالثقة بالنف�س ،والقدرة على التعبير عن الذات ،والاعتماد على النف�س .و إ��ضافة إ�لى ذلك ،فالدرا�سةفي الخ�ارج تفيد الطلاب من خلال توفير ت�صور ي�زداد ن�ضجا ومو�ضوعية عن وطنهم والبلدانا ألجنبية ،ويزودهم بالتوا�صل والمهارات العابرة للثقافات .لكن كثي ًرا من هذه النتائج الإيجابيةلبرامج الدرا�سة في الخ�ارج لا تعتمد إ�لا على الفوائد التي يذكرها الطلاب بنا ًء على خبرتهمال�شخ�صية ،مثل ت�صوراتهم عن الارتياح ال�شخ�صي ،وال�شعور تجاه البلاد ا ألجنبية ،وم�ستوياتالوعي بين الثقافات ،وهذه كلها مفاهيم �شخ�صية بالدرجة الأولى .فبع�ض البلدان ،لا �سيما في 206
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد الاتحاد ا ألوروب�ي� ،أ�س�ست �سيا�سات وخططا ت�سعى من خلالها إ�لى ت�شجيع مثل هذه التحركات، ودعم التوا�صل الثقافي ،والم�ساعدة على إ�يجاد �شبكات اجتماعية. في ع�ام 2009م بلغ ع�دد الطلاب الذين در�سوا خ�ارج بلادهم 3.7مليون طالب؛ بزيادة ٪6 عن العام الذي �سبقه .وكان متو�سط عمر ه ؤ�لاء الطلاب 25عا ًما .وقد در�س ه�ؤلاء الطلاب في الجامعات ،والكليات ،ومعاهد التدريب الفني ،وكليات المجتمع ،ومدار�س التمري�ض ،ومختبرات البحوث العلمية ،ومراكز التميز ومراكز التعليم عن ُبعد [ .]11وكان أ�كبر عدد من الطلاب الذين در�سوا في الخارج من ال�صين ،وكوريا الجنوبية ،والهند ،والمملكة العربية ال�سعودية ،حيث بلغت ن�سبة الآ�سيويين ٪52من مجموع الطلاب الدار�سين في الخارج في �سائر �أنحاء العالم .كما بلغ عدد الذين در�سوا اللغة ا إلنجليزية في عام 2011م في الخارج 1.3مليون طالب [.]11 إ�ن البلدان الأع�ضاء في منظمة التعاون الاقت�صادي والتنمية OECDوعددها 32دولة ت�ستقطب أ�غلبية الطلاب الدار�سين في بلاد غير بلدهم ا ألم أ�و التي يحملون جن�سيتها ،حيث تبلغ ن�سبتهم أ�قل بقليل من أ�ربعة طلاب من �أ�صل خم�سة .علم ًا ب�أن ٪32من ه ؤ�لاء الطلاب هم من بلدان من منظمة التطور والتعاون الاقت�صادي نف�سها يدر�سون في بلدان غير بلدانهم الأ�صل .وتعد آ��سيا �أكبر مورد للطلاب الأجانب ،حيث ي�شكل الطلاب ا آل�سيويون ٪51من الطلاب ا ألجانب في بلدان منظمة التطور والتعاون الاقت�صادي .وللطلاب الآ�سيويين ح�ضور قوي في أ��ستراليا ،واليابان ،وكوريا الجنوبية ،حيث ي�شكلون أ�كثر من ٪75من الطلاب ا ألجانب .أ�ما ا ألوروبيون فيحتلون المرتبة الثانية بن�سبة ٪24من مجموع الطلاب الأجانب ،تليهم إ�فريقيا بن�سبة ٪10و أ�مريكا اللاتينية ودول الكاريبي بن�سبة ٪6ثم �أمريكا ال�شمالية بن�سبة .]11[ ٪3.7 وت�ست�ضيف الولايات المتحدة من الطلاب الأجانب ،والبالغ عددهم 4.5مليون طالب� ،أكثر من �أي بلد آ�خر ،حيث ي�صل عدد ما ت�ست�ضيفه منهم �إلى �ضعفي ما ت�ست�ضيفه المملكة المتحدة ،التي تحتل المرتبة الثانية [ .]12وقد جاء في «تقرير ا ألبواب المفتوحة الخا�ص بالتبادل الثقافي الدولي ( )Open Doors Report on International Educational Exchangeال�صادر في 17نوفمبر 2014م عن معهد التعليم الدولي ( )Institute of International Educationبالتعاون مع مكتب ال�ش ؤ�ون التعليمية والثقافية التابع للخارجية ا ألمريكية (US Department of State›s Bureau ) of Educational and Cultural Affairsأ�ن عدد الطلاب الأجانب الذين التحقوا بم ؤ��س�سات207
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزالتعليم العالي الأمريكية لعام 2014/2013م بلغ 886.052طالبا [ .]12وقد �شهد عدد الطلابالأجانب في الولايات المتحدة في تلك ال�سنة زيادة لل�سنة الثامنة على التوالي ،حيث �سجلت الزيادةفي عدد الطلاب ا ألجانب في معاهد التعليم العالي الأمريكية في عام 2014/2013م رقما قيا�سيا بلغ� 66.408أي بزيادة قدرها ٪8عن العام الذي �سبقه ،و�شكل الطلاب من ال�صين والمملكة العربيةال�سعودية م ًعا ن�سبة ٪73من الزيادة ،في حين �ش ّكل الطلاب من كل من الهند والبرازيل و إ�يران والكويت ن�سبة ٪18من الزيادة.وكان الطلاب ال�صينيون في المرحلة الجامعية الأولى الم�س ؤ�ولين عن الزيادة إ�لى حد كبير ،حيث بلغتن�سبة الزيادة ٪17وبلغ عدد الطلاب أ�كثر من ،274.000كما بلغت ن�سبة طلاب المرحلة الجامعيةا ألولى .٪18وي�شكل الطلاب ال�صينيون في الوقت الحالي ٪31من الطلاب ا ألجانب في الولاياتالمتحدة .وفي عام 2014/2013م زاد عدد الطلاب من الهند بن�سبة ٪6حيث بلغ عددهم 102.673 بعد ثلاث �سنوات من التناق�ص .ويعود �سبب الزيادة �إلى زيادة عدد طلاب الدرا�سات العليا.�أما أ�كبر مجموعة طلابية نم ًوا في الولايات المتحدة في عام 2014/2013م فكانت من بلدان تكثرحكوماتها من الا�ستثمار في المنح للدرا�سات الدولية ،مثل البرازيل والمملكة العربية ال�سعوديةوالكويت ،حيث بلغ عدد الطلاب من البرازيل 13.000طالب بزيادة قدرها .٪22ويعود �سببالزيادة �إلى عدد طلاب المرحلة الجامعية ا ألولى المتوجهين للدرا�سة في الولايات المتحدة بمنح منبرنامج التبادل العلمي الذي أ�حدثته حكومة البرازيل� .أما الطلاب من المملكة العربية ال�سعوديةفارتفعت ن�سبتهم من ٪6إ�لى ٪21من إ�جمالي عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة .وكانفي الولايات المتحدة 54.000طالب �سعودي تقريبا يتلقون التمويل من الحكومة ال�سعودية وفقبرنامج المنح الذي أ�ن�ش�أته ،والذي كان يقترب حينئذ من عامه الحادي ع�شر .وعلى نطاق أ��صغر،�أدى التو�سع الم�ستمر في برامج المنح الحكومية في الكويت �إلى زيادة عدد الطلاب القادمين منها الىالولايات المتحدة بن�سبة .٪43ففي عام 2014/2013م و�صل عدد الطلاب الكويتيين في الولايات المتحدة �إلى 7.300طالب [.]12وفي عام 2014/2013م زاد العدد الإجمالي للطلاب الأجانب في الولايات المتحدة بن�سبة ٪72عماكان عليه عام 2000م .وبالمقارنة مع ا ألعداد التي وردت في تقرير الأبواب المفتوحة ،2000فقد زادعدد الطلاب ال�صينيين في الجامعات ا ألمريكية بن�سبة خم�سة �أ�ضعاف ،كما زاد عدد الطلاب من 208
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد الهند مرتين ون�صف ،في حين زاد عدد الطلاب من فيتنام �سبع مرات ون�صف ،ومن ال�سعودية أ�كثر من ع�شرة أ��ضعاف! ومن ناحية أ�خرى ،هناك فروقات هائلة بين البلدان من حيث الن�سبة المئوية للطلاب الم�سجلين في المرحلة الدرا�سية الثالثة (�أي المرحلة الجامعية) .ففي أ��ستراليا ي�شكل الطلاب الأجانب ٪21من طلاب المرحلة الثالثة .كما ي�شكلون ٪15.3في المملكة المتحدة ،و ٪15.1في النم�سا ،و ٪14.9في �سوي�سرا ،و ٪14.6في نيوزيلندا .أ�ما في ت�شيلي و أ��ستونيا وبولندا و�سلوفينيا فنرى �أن هذه الن�سبة هي أ�قل من .]8[ ٪2 وبح�سب تقرير «ا ألب�واب المفتوحة» -الم�شار �إليه �آنف ًا -حول التبادل الثقافي لعام 2014م ف�إن 289.408من الطلاب الأمريكيين در�سوا في الخارج للح�صول على م ؤ�هلات �أكاديمية من معاهدهم وجامعاتهم الأمريكية .ومع أ�ن ن�سبة الزيادة وهي ٪2تمثل معدل نمو أ�بط أ� قليلا عما كان عليه في ال�سنة ال�سابقة ،ف إ�ن عدد الطلاب الأمريكيين الدار�سين في الخارج تخطى ال�ضعفين في ال�سنوات الخم�س ع�شرة الأخيرة [.]12 وت�شير إ�ح�صائيات وزارة التعليم ال�سعودية لعام 2013م �إلى أ�ن �إجمالي عدد الطلاب ال�سعوديين الدار�سين في الخارج كان 149.742طال ًبا منهم 69.235كانوا يدر�سون في الولايات المتحدة، أ�ي أ�كثر مما ورد في تقارير «الأب�واب المفتوحة» [ .]13أ�ما عدد الطلاب ال�سعوديين الدار�سين في البلدان العربية فبلغ 16.364طال ًبا .وتفيد ا إلح�صائيات ب أ�ن بريطانيا حلت في المرتبة الثالثة، حيث بلغ عدد الطلاب ال�سعوديين فيها 14.459طال ًبا تليها كندا بـ 13.801و�أ�ستراليا بـ 8.789 طال ًبا ،ونيوزيلندا بـ 2.094طال ًبا ،وال�صين بـ 1.143طال ًبا وماليزيا بـ .1.105وتبين الجداول الإح�صائية أ�ن ٪50.2من الطلاب ال�سعوديين الذين يدر�سون في الخارج هم من طلاب المرحلة الجامعية ا ألولى ،و أ�ن ٪21.2هم من طلاب درجة الماج�ستير ،و أ�ن ٪5.6هم من طلاب الدكتوراه، و أ�ن ٪2.0هم من طلاب منح الزمالة ،و أ�ن البقية ما زالوا في مرحلة درا�سة اللغة الإنجليزية تمهيدا لقبولهم في برامج ال�شهادات الجامعية .وتبين الجداول �أن ن�سبة الطالبات بلغت ٪25.4و أ�ن ن�سبة الطلاب .]13[ ٪74.6 وهناك 32.000طالب تقري ًبا من غير ال�سعوديين يمثلون أ�كثر من 155بل ًدا يدر�سون حاليا في الجامعات ال�سعودية بمنح من الحكومة ال�سعودية .وينتمي أ�غلبية ه�ؤلاء الطلاب إ�لى البلدان العربية209
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزوا إل�سلامية ،والتي ت�شمل :اليمن ،و�سورية ،وم�صر ،وال�سودان ،وا ألردن ،وليبيا ،وتون�س ،والجزائر، والمغرب ،وموريتانيا ،وباك�ستان ،و�إندوني�سيا. 2-4الإبداعيعزى الارتفاع في البحوث ا إلبداعية إ�لى الكلمة الرئا�سية التي أ�لقاها غيلدفورد ( )Guildfordعام1950م �أمام جمعية علم النف�س ا ألمريكية حين دافع عن البحث العلمي في مو�ضوعات ذات �صلةبا إلبداع [ .]15 ،14وقد م�ضى على بداية البحث النف�سي في الإبداع �أكثر من �ستة عقود ،وطبق على طائفة وا�سعة من التخ�ص�صات.الإبداع ظاهرة يتكون فيها �شيء جديد وعملي وثمين (مثل فكرة ،أ�و عمل أ�دبي� ،أو لوحة فنية� ،أوقطعة مو�سيقية ،أ�و حل م�شكلة ،أ�و اختراع� ... ،إلخ) .لكن طريقة تطبيق ا�ستخدام هذا التعبيرتختلف اختلا ًفا وا�س ًعا بين درا�سة و�أخرى .وعلى �أية حال ،ف إ�ن ا إلبداع تركيب متعدد الأبعاد تنطبقعليه العديد من التعريفات المختلفة []18 ،16؛ فمثلا ،توثق تعريفات الإبداع المن�شورة طائفة وا�سعة من المعايير ك�أن يكون العمل فري ًدا ،ومفي ًدا ،وجي ًدا من الناحية الفنية ،و�أن يكون مقبولا [.]19�أ�ضف إ�لى ذلك ف إ�ن البحث في ا إلبداع ي�شمل تخ�ص�صات عدة مثل :الدرا�سات التنموية ،والتعليم،وقطاعات الأعمال ،وعلم النف�س ال�سريري [ .]19وقد �سبر الباحثون أ�غوار مختلف جوانب الإبداعبما فيها ا إلدراك ،والحوافز ،وال�شخ�صية ،والبيئة .لذلك ف�إن البحث في الإبداع يمكن �أن ي�صنففي محاور أ�ربعة هي :ال�شخ�ص المبدع (�سمات ال�شخ�صية ،والإدراك ،وحالات التحفيز) ،والعمليةا إلبداعية (التفكير وا إلنتاج المبدع) ،والمنتج ا إلبداعي (معايير المنتجات ا إلبداعية) والتعليقات ا إلبداعية (الت�أثيرات البيئية).�أما التفكير المبدع فيتطلب القدرة على توليد ا ألفكار الجديدة وتطبيقها على المعالجات المختلفةوحلا ذا نهاية مفتوحة للم�شكلات [ .]23-20فاليوم ،ونحن في ع�صر التقنية والمناف�سة العالمية ،نرى أ�ن التفكير المبدع هو من المهارات التي تكت�سب أ�همية مطردة لدى الطلاب.ولقد تم الربط للمرة ا ألولى بين الدرا�سة في الخ�ارج وزي�ادة الإب�داع في بحث قام به مادوك�سوغالين�سكي [ .]24حيث اكت�شف هذان الباحثان أ�ن الطلاب الذين �أم�ضوا ق�سطا من فترة درا�ستهم 210
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد في الخارج كانوا الأقرب إ�لى طرح ت�صورات مبتكرة .لكنهما لم يحددا العلاقة ال�سببية ولم ي ؤ�كدا أ�ن التجربة كانت تحويلية ،بل اعترفا ب إ�مكانية أ�ن يكون الطلاب الذين ُيختارون للدرا�سة خارج بلادهم هم في ا أل�صل أ�كثر �إبداعا. وثمة بحث أ�حدث [ ]20يقدم لنا �أف�ضل ا ألدلة حتى الآن على �أن الدرا�سة في البلدان ا ألجنبية تعزز وتقوي ملكة الإبداع لدى الطالب .وقد بين البحث �أن ق�ضاء ف�صل درا�سي في الخارج يعزز الإبداع في تجربتين منف�صلتين. 3-4التجارب متعددة الثقافة والتفكير المبدع تختلف الخبرات متعددة الثقافة المكت�سبة من الدرا�سة في الخارج ك ًما ونو ًعا عن الخبرات المكت�سبة في �أثناء ال�سفر أ�و الزيارات الق�صيرة ،والتي لا توفر �سوى تعريف �سطحي بالثقافة الجديدة. فالخبرة متعددة الثقافة تعتمد على المعي�شة في الخارج ومخالطة �أ�صحاب الثقافات ا ألجنبية [.]25 ويبين البحث الذي يدر�س العلاقة بين الخبرة متعددة الثقافة المكت�سبة من الدرا�سة في الخارج وبين ا إلبداع أ�ن من در�سوا في الخارج يبدون اهتما ًما متزاي ًدا في ال�سفر ،والفن ،واللغات الأجنبية، والتاريخ ،والهند�سة مما يعزز تقديرهم للجماليات وهو ال�صفة المتكررة لدى المبدعين [.]28-26 كما يبين البحث في نتائج برامج الدرا�سة في الخارج أ�نها ت ؤ�دي �إلى العديد من المكت�سبات الم�ؤثرة ا إليجابية ،مثل دعم التطور الثقافي وال�شخ�صي لدى الطلاب من خلال توفير خبرات تمهد الطريق �أمام الوعي الدولي ،ومهارات التوا�صل بين الثقافات ،والثقة بالنف�س [ ]29 ،10 ،8وهذه كلها وثيقة العلاقة بالأداء المبدع بما في ذلك تو�سعة المفاهيم وجمعها ،ومرونة التوظيف ،وتركيب المعلومات [.]32-30 أ�جرى «لي» و آ�خرون [ ]20درا�سة تجريبية تبرز قيمة الخبرات متعددة الثقافة بالن�سبة �إلى الثقافة بحد ذاتها والتفكير المبدع ب�صفة عامة ،وخل�صت الدرا�سة إ�لى �أن الدرا�سة في الخارج مفيدة للتفكير المبدع .وقد جمع الباحثون ثلاث مجموعات من طلاب المرحلة الجامعية ا ألولى من إ�حدى الجامعات الكبيرة في الجنوب الأمريكي ،حيث كان في كل مجموعة 45طال ًبا ممن در�سوا في الخارج ،و45 طال ًبا ممن يخططون للدرا�سة في الخارج ،و 45طال ًبا من غير المهتمين بالدرا�سة في الخارج .وقد211
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيز�أكمل جميع الطلاب في المجموعات الثلاثة اختبارين في ا إلبداع :اختبار ا إلبداع الثقافي (Cultural) Creativity Test, CCTواختبار توران�س المخت�صر للكبار (Abbreviated Torrance Test for ).Adults, ATTAفي كلا الاختبارين ،تفوق الطلاب الذين در�سوا في الخارج على المجموعتين الأخريين .ففي اختبارا إلبداع الثقافي� ،شوهد �أن الطلاب الذين در�سوا في الخارج ا�ستخدموا وجمعوا موارد فكرية منإ�طارات ثقافية متعددة لتوليد أ�فكار وحلول أ�ثرى و�صفا ،و�أكثر تف�صيلا ،و�أ�شد مرح ًا ،من تلك التيو ّلدها طلاب المجموعتين الأخريين ،بمن فيهم طلاب المجموعة التي تخطط للدرا�سة في الخارج.وت�شمل الخبرات متعددة الثقافة تجميع �أعمال روتينية ،ومعرفة تقليدية مكت�سبة من ثقافة جديدة،با إل�ضافة �إلى ممار�سة التحول الفكري بين وجهات نظر ثقافية مختلفة تجاه العالم [.]33 ،31 ،30ولقد �أظهرت النتائج أ�ن الطلاب الذين در�سوا في الخارج و ّلدوا أ�فكارا جديدة أ�كثر من أ�قرانهم،�سواء فيما يخ�ص اختبار الثقافة المحددة ،أ�و الإبداع ب�صفة عامة .ولم تكن هناك أ�ية فوارق ُتذكربين الطلاب الذين در�سوا في الخارج وغيرهم فيما يخ�ص الم�ؤ�شرات التقليدية الخا�صة بالتح�صيلا ألكاديمي .لكن درا�سة «لي» �أ�شارت �إلى �أن الانغما�س الفعلي بثقافة �أجنبية له �صل ًة بم�ستوى �أعلىمن التفكير المبدع ،إ�لا �أن هذا لا يبين بو�ضوح في حال الاهتمام بالثقافات ا ألجنبية وح�سب ،دون الانغما�س الفعلي ومرافقتها للتجربة الثقافية.وعلى عك�س التوقعات ،ت�شير هذه النتائج �إلى �أن التفكير المبدع المتزايد المكت�سب من الدرا�سة فيالخارج لا يقت�صر على ن�شاطات تتعلق بالثقافة وح�سب ،بل ينتقل �إلى الأداء في ن�شاطات لا علاقة لهابالثقافة ،لأن للعلاقة ا إليجابية بين الدرا�سة في الخارج والتفكير المبدع ب�صفة عامة نتائج مهمة في ت أ�ثير الخبرات الثقافية على قدرات الفرد المعرفية وطريقة معالجته للم�شكلات ا إلبداعية.وبنا ًء على النتائج التي تو�صل �إليها الباحثون ،تبين أ�ن للخبرات الثقافية المكت�سبة من العي�ش فيالخارج ت أ�ثي ًرا إ�يجاب ًيا على القدرات الإبداعية للطلاب بما في ذلك ت�سهيل العمليات المعرفية المعقدةالمطلوبة لتطوير الحلول المبتكرة ،وت�شجيع التفكير المبدع .هذه النتائج م�ضا ًفا �إليها تلك التي تنمعن تفكير مبدع �أعلى لدى الطلاب الذين در�سوا في الخارج تدعم الر أ�ي القائل ب أ�ن الانغما�س فيثقافة �أجنبية من خلال الدرا�سة في الخارج يعزز التفكير المبدع .وت�شير النتائج التي تو�صل إ�ليها ه ؤ�لاء الباحثون �إلى �أن الدرا�سة في الخارج توفر و�سائل ك�سب قدرات ومهارات التفكير المبدع. 212
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد -5الممارسات المثلى �سنقدم �أمثلة ثلاثة عن الممار�سة المثلى ،وهي :التعاون الدولي في التعليم العالي في المملكة العربية ال�سعودية ب�صفة عامة وفي جامعة الملك عبد العزيز ب�صفة خا�صة ،و�سيا�سات التعاون الجامعي الدولي وتطبيقها في �إحدى �أعلى الجامعات العالمية ت�صني ًفا أ�لا وهي جامعة كوبنهاجن في الدنمارك، و أ�حد �أعرق البرامج العالمية في التعاون الفني وهو برنامج منح فولبرايت. 1-5التعاون الدولي في التعليم العالي السعودي �إن التعاون الجامعي ال�دولي في التعليم العالي في المملكة العربية ال�سعودية هدف ا�ستراتيجي حيوي من أ�هداف وزارة التعليم التي ت�سعى �إلى تطوير م�ستوى التعليم العالي في المملكة العربية ال�سعودية ،وتعزيزه وتدعيمه بالتعاون مع منظمات وم ؤ��س�سات التعليم العالي العربية والإقليمية والدولية .وت�سعى الوزارة إ�لى تحقيق هذا الهدف من خلال التوقيع على الاتفاقيات والتحالفات، وبناء العلاقات الدولية ،وتدعيم العلاقات الثقافية وا ألكاديمية والبحث العلمي [.]34 ولقد �أدخلت الوزارة «الإدارة العامة للتعاون الدولي» �ضمن بنيتها ا إلدارية وزودتها بالكوادر الب�شرية والموارد المادية الهائلة .فقد جاءت هذه الإدارة لتعبر عن �إيمان الوزارة القوي ب أ�ن التعاون الدولي آ�لية مهمة وتطور حيوي ذاتي إ�ذا ما طبق بعناية من خلال ال�سيا�سات التعليمية .كما تحاول الوزارة �ضمان تطوير العلاقات المعرفية والثقافية وتوثيقها مع مختلف الجامعات والمنظمات المرموقة على ال�صعيد الدولي ،من خلال الدخول في اتفاقيات وتحالفات ومذكرات تفاهم ر�سمية بما يتما�شى مع �سيا�سات المملكة العامة والاتجاه الا�ستراتيجي المختار. ويتجلى الهدف العام للإدارة العامة للتعاون الدولي في �ضمان التن�سيق المتبادل المفيد والفعال مع الجامعات الحكومية والخا�صة وم�ؤ�س�سات التعليم العالي والبحوث العلمية خارج المملكة العربية ال�سعودية. وت�ؤدي الإدارة دو ًرا مه ًما في مد الج�سور بين الجامعات ال�سعودية والجامعات المتميزة ذات ال�سمعة العالمية .كما ت�سعى �إلى دفع المعرفة والتبادل الثقافي قد ًما نحو ا ألم�ام من خلال تو�سعة المعرفة وعمليات التبادل .وتقوم الادارة بتن�سيق برامج التدريب ،وحلقات البحث ،والم ؤ�تمرات ،والمعار�ض213
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزالدولية ،وترفع م�ستوى �أداء التعاون الدولي وتطويره في مختلف ميادين المعرفة .ويعهد ل إلدارةبو�ضع م�سودات القوانين والقواعد المُنظمة إلقامة العلاقات مع م ؤ��س�سات ومنظمات التعليم العاليالدولية ،وهي تواقة دو ًما للإ�سهام في التطور العام للمملكة العربية ال�سعودية و إ�براز هذا التطوروتدعيمه ،لا �سيما فيما يخ�ص التعليم العالي الذي �شهد تو�سعا لا مثيل له كم ًا ونوع ًا وفي �سائر �أنحاء المملكة العربية ال�سعودية في ال�سنوات ا ألخيرة.وتنق�سم الإدارة العامة للتعاون الدولي إ�لى �أق�سام ثلاثة :ق�سم التعاون الدولي ،وق�سم الاتفاقيات واللجان الم�شتركة ،وق�سم المعار�ض.ولقد وقعت وزارة التعليم ال�سعودية عد ًدا من مذكرات التعاون وعقود الخدمات مع وزارات وجامعاتعالمية مرموقة في مختلف القارات .كما �أ�سهمت في لجان م�شتركة و�أ�س�ست قنوات ات�صال فعالة مع العديد من الم ؤ��س�سات العلمية في كافة أ�نحاء العالم.وفي كل جامعة من الجامعات ال�سعودية �إدارة خا�صة أ�و مركز للتعاون الدولي �أو العلاقات الدولية.أ�ما الم�س ؤ�ولية الرئي�سة لهذه ا إلدارات فهي تطوير ال�شراكات والبرامج والن�شاطات الدولية ومتابعتهاوتوجيهها �سع ًيا إ�لى ت�سهيل عملية تبادل الطلاب و�أع�ضاء هيئة التدري�س والتوظيف الدولي .كماتهدف إ�لى زيادة فر�ص الدرا�سة للطلاب و أ�ع�ضاء هيئة التدري�س وت�أ�سي�س برامج درا�سية دوليةُي�ست أ�ن�س بها في الجامعات .كما تقدم الم�شورة حول البرامج وتوفر فر�ص التدريب والتعليم المختلفة.�أما خدماتها فمخت�صة في تبادل الطلاب و�أع�ضاء هيئة التدري�س ،وت�شجيع م�شروعات تبادل البحوثالدولية ،والتمويل الدولي ،و�أع�ضاء هيئة التدري�س المكلفين بت�صميم الم�شروعات الجديدة وتطويرها. �إدارة الاتفاقيات الدولية في جامعة الملك عبد العزيزأ�ن�ش أ�ت جامعة الملك عبد العزيز إ�دارة الاتفاقيات الدولية لتنظيم الاتفاقيات الدولية ومتابعتهاوتطويرها بين الجامعة من جهة ،والجامعات ومراكز البحوث والم ؤ��س�سات العلمية الدولية من جهة�أخرى .أ�ما الهدف من هذه الجهود فهو ت�سريع التقدم العلمي المتوقع في الجامعة وت�سريع نقل التقنيةمن جامعات العالم المرموقة والم�ؤ�س�سات العلمية �إلى جامعة الملك عبد العزيز .كما تعد الإدارة نظام�إدارة آ�ل ًيا ب�شكل كامل للاتفاقيات الدولية وعقود الخدمات ،وت�ضمن توفر الميزانية الملائمة لت�صميم المهمات وتنفيذها ب�شكل فعال. 214
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد ويبين ال�شكل 1بنية الإدارة التي تت أ�لف من خم�س وحدات تحت �إدارة الم�شرف العام ل إلدارة ،وهو بدوره تحت إ��شراف معالي مدير الجامعة .وهذه الوحدات هي كما يلي: •وحدة اتفاقيات البحوث. •وحدة الاتفاقيات التعليمية. •وحدة اتفاقيات الابتكار وا إلبداع. •وحدة اتفاقيات التدريب وال�ش ؤ�ون الإدارية. •وحدة الاعتماد والت�صنيف الأكاديمي. مدير (رئيس) الجامعة المشرف العام على الإدارة وحدة اتفاقيات وحدة اتفاقيات وحدة اتفاقيات وحدة وحدة اتفاقيات الاعتماد الابتكار والإبداع التدريب وال�ش ؤ�ون الاتفاقيات البحوث والت�صنيف التعليمية لاإدارية ال�شكل .1هيكل ا إلدارة. ول�ضمان الفعالية الإدارية تناط بوكلاء الجامعة الم�س ؤ�وليات التالية الخا�صة بالاتفاقيات الدولية: •وكيل الجامعة للدرا�سات العليا البحث العلمي ي�شرف على الاتفاقيات الخا�صة بالدرا�سات العليا والبحث العلمي. •وكيل الجامعة لل�ش ؤ�ون ا ألكاديمية ي�شرف على الاتفاقيات الخا�صة بالخدمات التعليمية. •وكيل الجامعة للأعمال والإب�داع المعرفي ي�شرف على الاتفاقيات الخا�صة بخدمات ا إلب�داع وخدمات الابتكار والاختراعات. •وكيل الجامعة ي�شرف على الاتفاقيات الخا�صة بالخدمات الإدارية والتدريب.215
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيز •وكيل الجامعة للتطوير ي�شرف على الاتفاقيات الخا�صة بالتبادل الثقافي والجودة والاعتماد ا ألكاديمي وت�صنيف الجامعة.وق�د عقدت جامعة الملك عبد العزيز اتفاقيات وعقود خدمات دولية م�شتركة مع العديد منالجامعات والم�ؤ�س�سات التعليمية المتميزة في العالم .ويوجد حاليا أ�كثر من 75عقد خدمات قيدالتطبيق ،بالإ�ضافة إ�لى العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الأخرى بين جامعة الملك عبدالعزيز والجامعات والم ؤ��س�سات العلمية وال�شركات المتخ�ص�صة في 23بل ًدا مثل الولايات المتحدةا ألمريكية ،وكندا ،والأرجنتين ،وبريطانيا ،وفرن�سا ،و�إ�سبانيا ،و�ألمانيا ،وفنلندا ،و�سوي�سرا ،وتركيا،وال�صين وكوريا ،واليابان ،و أ��ستراليا ونيوزيلندا .وتخت�ص هذه الاتفاقيات وعقود الخدمات بتنفيذم�شروعات بحثية م�شتركة ،وبراءات اختراعات ،وتبادل الطلاب و�أع�ضاء هيئة التدري�س ،والخبراتالعلمية ،و إ�ن�شاء برامج م�شتركة للدرا�سات العليا ،وتطوير المناهج ،وتطوير التعليم عن بعد ،وتطويربرامج التدريب ،و إ�عادة ت�أهيل طلاب الدرا�سات العليا في الطب ،وتدريب أ�ع�ضاء هيئة التدري�س. وتبين ا أل�شكال 6 – 2مرا�سم التوقيع على بع�ض الاتفاقيات الحديثة وعقود الخدمات.ال�شكل .2التوقيع على تمديد عقد الخدمات مع جامعة توكاي اليابانية. 216
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد ال�شكل .3التفاو�ض على عقد خدمات مع �شركة �سوميتومو اليابانية. ال�شكل .4التوقيع على مذكرة تفاهم مع جامعة أ�و�ساكا اليابانية.217
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيز ال�شكل :5التوقيع على مذكرة التفاهم مع جامعة كيوتو اليابانية. ال�شكل :6التوقيع على مذكرة التفاهم مع جامعة �سيول الوطنية ،كوريا.ويعد عقد الخدمات الموقع مع جامعة توكاي اليابانية في فبراير 2012م مثال ًا على التعاون الم�شتركونتائجه المفيدة .وقد �أبرم هذا العقد بهدف ت�سهيل نقل الخبرة في ت�صميم الطائرات بدون طيارالتي تعمل بالطاقة ال�شم�سية وت�سخر للأهداف المدنية .وكانت مدة العقد الأولية ثلاث �سنوات .وقد�شارك في الم�شروع من جامعة الملك عبد العزيز �سبعة من �أع�ضاء هيئة التدري�س وع�شرة طلاب ،ومنجامعة توكاي �سبعة من �أع�ضاء هيئة التدري�س و أ�حد ع�شر طال ًبا .وتم ت�صميم الطائرة وت�صنيعهاحيث بلغ باع جناحيها 3.74متر ًا ،وهي قادرة على الطيران مدة � 8ساعات دون توقف في �ضوء 218
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد النهار ب�سرعة ق�صوى بلغت 50كم� /ساعة .و�أطلق على الطائرة ا�سم «�سولار فالكون – ،»1وتمت تجربتها بنجاح ،ون�شرت بحوث علمية عدة حول هذا الم�شروع المبتكر .ويبين ال�شكل � 7صورة للطائرة «�سولار فالكون – .»1 ونظرا للنجاح الذي تحقق في المرحلة ا ألولى ،حيث تم �صنع الطائرة وتجربتها ،وتحقيقا للمزيد من الا�ستفادة من خبرات اليابان ،فقد تم الاتفاق على تمديد الم�شروع لمرحلة ثانية ،وذلك لت�صميم ا ألنموذج ا ألول من الن�سخة الثانية من «�سولار فالكون – »2وت�صنيعه وتجربته .ويبلغ باع الجناحين في هذا ا ألنم�وذج �سبعة �أمتار ،وت�ستطيع الطائرة �أن تحلق في الليل والنهار لمدة خم�سة أ�يام متوا�صلة ب�سرعة ق�صوى ت�صل إ�لى 40كم�/ساعة .وفي �ضوء هذا النجاح ،تم التوقيع على تمديد عقد الخدمات �سنة رابعة. ( أ�) «�سولار فالكون – »1على ا ألر�ض. (ب) «�سولار فالكون – »1وهي تحلق فوق مباني الجامعة. ال�شكل �« :7سولار فالكون – .»1219
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيز 2-5التعاون الدولي في جامعة كوبنهاجنت أ��س�ست جامعة كوبنهاجن ( )University of Copenhagen, UCPHعام 1479م ،وهي أ�قدموثاني أ�كبر جامعة في الدنمارك ،وتعرف بجامعة هارفارد الا�سكندنافية .وقد أ��صبحت الجامعةمركزا لدرا�سة اللاهوت الخا�ص بالروم الكاثوليك ،لكنها ت�ضم �أي�ضا كليات للحقوق والطبوالفل�سفة [ .]35وتبلغ ميزانية جامعة كوبنهاجن ال�سنوية مليار يورو تقريبا ،وهي تهدف �إلى ت أ�هيل الطلبة لينالوا مجا ًال وا�س ًعا من فر�ص العمل في القطاعين الخا�ص والعام.ويزيد عدد طلاب جامعة كوبنهاجن عن 43.000طالب منهم 23.500طالب في المرحلة الجامعيةالأولى ،و أ�كثر من 17.000في الدرا�سات العليا ،و أ�كثر من 2.900طالب في مرحلة الدكتوراه.وي�ضم هذا العدد �أكثر من 5.700من الطلاب الدوليين بمن فيهم طلاب التبادل الثقافي ،والطلابال�ضيوف ،وطلاب ال�شهادات الكاملة .وفي الجامعة ما يزيد عن 4.800ع�ضو هيئة تدري�س و9.600موظف بدوام كامل ،منهم �أكثر من 4.300يعملون بم ؤ�هلات فنية و إ�دارية .وللجامعة مواقع أ�ربعةموزعة على أ�نحاء كوبنهاجن ،وتقع �إدارتها و�سط المدينة .وفي الجامعة �ست كليات وحوالي 100ق�سم ومركز بحثي .وتعطى غالبية المقررات بالدنماركية ،لكن عددا كبيرا من المقررات يعطى �أي�ضا با إلنجليزية ،وا أللمانية.جاء ترتيب جامعة كوبنهاجن بح�سب الت�صنيف ا ألكاديمي لجامعات العالم الذي ن�شرته جامعة�شانغهاي جياو تونغ عام 2014م ك�أف�ضل الجامعات الدنماركية والا�سكندنافية ،كما جاءت في المرتبةالثامنة بين الجامعات ا ألوروبية ،وفي المرتبة التا�سعة والثلاثين بين أ�ف�ضل 500جامعة في العالم[ .]36وجاءت الجامعة في المرتبة الخام�سة والأربعين بح�سب ت�صنيف QSلعام 2014م لجامعاتالعالم ،وفي المرتبة الثالثة ع�شرة بين الجامعات ا ألوروبية [� .]39-37أما في ت�صنيف التايمز للتعليمالعالي للجامعات العالمية لعام 2014م فجاء ترتيب جامعة كوبنهاجن المائة وال�ستين في العالم[ .]40وفي عام 2013م ،وفي ت�صنيف الجامعات بح�سب «الأداء ا ألكاديمي» (University Ranking) by Academic Performance, UCPHاحتلت جامعة كوبنهاجن المرتبة الأولى في الدنماركوالمرتبة الخام�سة والع�شرين بين جامعات العالم [ .]41وقد فاز ثمانية من خريجي الجامعة بجائزة نوبل ،كما فاز أ�حد خريجيها بجائزة تيرينج (.]42 ،35[((()Turing Award(( ( هي جائزة �سنوية عالمية تمنحها جمعية �آلات الحو�سبة )(Association for Computing Machinery, ACM 220
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد أ� -التعــاون الدولــي بين ال�سيا�سات والتطبيق ت�سعى �سيا�سات الخطة الدولية الا�ستراتيجية لجامعة كوبنهاجن إ�لى ا�ستقطاب نخبة المواهب من جميع �أنحاء العالم .فالجامعة تبذل ق�صارى جهدها كي تطور مكانتها بو�صفها واحدة من أ�رقى جامعات العالم من خلال تزويد الباحثين والطلاب بفر�ص ممتازة للتعاون والتبادل مع الجامعات الوطنية والدولية الأخرى [ .]35فالجامعة تتعاون مع الجامعات في �سائر �أنحاء العالم. وبنا ًء على أ��سا�س الجامعة العلمي وجهودها الحثيثة لتعزيز البحوث المتميزة ،ف�إن ا�ستراتيجيتها ت�شمل ثلاثة مجالات مختارة ،وهي :تح�سين التعليم ،وتقوية الم�شاركة على النطاق العالمي ،وتعزيز الهوية الم�شتركة والتعاون الداخلي. وقد أ��س�ست جامعة كوبنهاجن برنامجا للموهبة الدولية لدى الخريجين ،وخ�ص�صت من ًحا لطلاب الدرا�سات العليا و�أع�ضاء هيئة التدري�س الدوليين .وتقدم الجامعة أ�كثر من 50برنامج ماج�ستير ُتعطى با إلنجليزية ،و أ�كثر من 150اتفاقية تبادل مع بلدان العالم و 800اتفاقية في برنامج تبادل الطلاب في الجامعات الأوروبية الم�سمى إ�را�سمو�س (European Community Action Scheme ).]35[for the Mobility of University Students, Erasmus وفي الجامعة ب�ضعة آ�لاف من الطلاب ا ألجانب ن�صفهم تقري ًبا من البلدان الا�سكندنافية .كما يتابع حوالي 1000من طلاب جامعة كوبنهاجن درا�ستهم في الجامعات الدولية ال�شريكة .وتقدم الجامعة طائفة وا�سعة من ال�شهادات العليا با إلنجليزية ،وكذلك تقدم العديد من المقررات بالإنجليزية لطلاب التبادل الثقافي والطلاب ال�ضيوف. وت�شارك جامعة كوبنهاجن في العديد من ال�شبكات والتحالفات الدولية للتعاون مع الم�ؤ�س�سات ال�شريكة وتقا�سم المعرفة وممار�سة الت�أثير في �سيا�سات التعليم والبحث العلمي .كما ت�سهم في العديد من البرامج التعليمية الدولية ،وهي ع�ضو في التحالف الدولي للجامعات البحثية (International ) Alliance of Research Universities, IARUالذي ي�ضم أ�ع�ضاء من �أف�ضل الجامعات البحثية في العالم .كما أ�ن الجامعة ممثلة في عدد من الم ؤ��س�سات والمراكز في جميع أ�نحاء العالم. ا ألمريكية وتمُ نح ل ألفراد ذوي الإ�سهامات البارزة في مجال علوم الحا�سوب .ومقدارها مليون دولار أ�مريكي .وقد ُبدئ بمنحها �سنة 1968م ،ومازالت تمُ نح �سنوي ًا( .المترجمان).221
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيز أ� 1-ال�شبكة الم�ؤ�س�ساتية لجامعات العوا�صم الأوروبية UNICAت�أ�س�ست ال�شبكة الدولية لجامعات العوا�صم ا ألوروبية الم�سماة يونيكا (Institutional Network of) the Universities from the Capitals of Europe, UNICAعام 1990م ،وهي من ال�شبكاتالجامعية ا ألكاديمية الم�ؤ�س�ساتية الرائدة في �أوروبا .وتت أ�لف من 46جامعة من 35عا�صمة �أوروبية وفيها 150.000موظف و 1.800.000طالب.وتوفر يونيكا منتدى ت�ستطيع الجامعات من خلاله أ�ن تدر�س الدعوات للتحول الا�ستراتيجي فيالبحوث الجامعية والتعليم وا إلدارة .كما تحاول دفع عجلة المعرفة ا ألكاديمية والتميز والتكاملوالتعاون بين الجامعات ا ألع�ضاء .وت�سعى يونيكا لكي تكون قوة دافعة في تطوير �إجراءات بولونيا( )Bologna processو�أن ت�سهل دمج جامعات أ�وروبا ال�شرقية والو�سطى �ضمن منطقة التعليمالعالي في �أوروب�ا [ .]43 ،33كما تزود الجامعات بالمعلومات حول المبادرات والبرامج ا ألوروبية وتدعمها في م�شروعات تعاونية.وتعقد يونيكا م�ؤتم ًرا طلاب ًيا مرة كل �سنتين يركز على الم�سائل وال�سيا�سات التعليمية .ويزود الم ؤ�تم ُر الطلا َب ا ألوروبيين بفر�صة لتبادل ا آلراء والخبرات.وت�ضم يونيكا عد ًدا من مجموعات العمل مثل مجموعة تكاف�ؤ الفر�ص ،وحديقة العلوم وحا�ضناته،والق�ضايا المدنية ،والعجز ،با إل�ضافة إ�لى مجموعات مخ�ص�صة للطلاب ذوي الاحتياجات الخا�صة.كما تنظم عد ًدا من حلقات البحث ال�سنوية حول م�سائل �ساخنة ذات �صلة بتجميع الخبرات المتعلقة بجمع الأموال للبحوث في الاتحاد الأوروبي. أ� 2-الاتحاد الدولي للجامعات البحثيةجامعة كوبنهاجن ع�ضو في التحالف الدولي للجامعات البحثية IARUالذي ت�أ�س�س عام 2007مويت أ�لف من جامعة كاليفورنيا – بيركلي ،وجامعة كامبريج ،وجامعة أ�وك�سفورد ،وجامعة طوكيو،وجامعة ييل ،والجامعة الوطنية الأ�سترالية ،ومعهد التكنولوجيا الاتح�ادي في زيوريخ (Swiss) ،Federal Institute of Technology in Zurich, ETHZوالجامعة الوطنية في �سنغافورة،وجامعة بكين [ .]50 ،39وت�شترك هذه الجامعات البحثية العالمية – وهي �ضمن جامعات القمةفي العالم – ب آ�راء مت�شابهة ،وتتمتع بالاعتراف العالمي ب أ�نها جامعات عالمية الم�ستوى ،ا ألمر الذي 222
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد ينعك�س في طبيعة ومجال مو�ضوعات م�شروعاتها البحثية الم�شتركة. �أما الهدف الرئي�س للتحالف فيتمثل في تزويد الطلاب والباحثين في عدد من الجامعات بفر�صة الم�شاركة في البحوث الدولية والتعليم المبني على البحث بمنظور عالمي .وتت�ضمن ن�شاطاته في �سعيه لتحقيق هذا الهدف من خلال م�شروعات بحثية ،وم ؤ�تمرات لطلاب الدرا�سات العليا ،وبرامج �صيفية ،بالإ�ضافة �إلى الور�ش ،والم�ؤتمرات واللقاءات. ويتمتع أ�ع�ضاء التحالف من الطلاب بفر�صة الم�شاركة الفعالة بو�صفهم مواطنين عالميين في عالم يزداد ات�صالا من خلال برنامج �صيفي عالمي وبو�ساطة منح زمالة وتدريب .وبا إل�ضافة �إلى إ�ثراء الطلاب ،ف�إن التحالف يحدث تنو ًعا كبي ًرا في دفع عجلة العمل التعاوني الم�ؤ�س�ساتي بين �أع�ضائه، ويطور ال�شبكات الجامعية وهيئة التدري�س .وي�شارك ا ألع�ضاء في مختلف ن�شاطات التحالف بح�سب احتياجاتهم و أ�هدافهم ال�شخ�صية [.]45 ب – الم�شاركة البحثية و�شركاء الجامعة يمثل تنوع البيئة ا ألكاديمية والمناهج العلمية ال�سمة المميزة لجامعة كوبنهاجن وقوتها .فال�شراكة بين الجامعة و�شركائها الوطنيين والدوليين تعزز جودة بحوثها وبرامجها الدرا�سية. وتتمتع الجامعة بعدد كبير من ال�شراكات مع جامعات العالم .فللجامعة أ�كثر من 140علاقة ثنائية، و�شراكات م ؤ��س�ساتية عديدة ،ومئات من اتفاقيات �إرا�سمو�س (برامج تبادل الطلاب في الجامعات الأوروبية) م�صممة كلها لزيادة �إمكانات الطلاب على الحركة وتزويدهم بفر�ص تدعيم تدريبهم الأكاديمي في الخارج ،مع ما يرافق ذلك من خبرات ثقافية متعددة مفيدة .ومن الجامعات ال�شريكة 46جامعة في الولايات المتحدة و 17في أ��ستراليا ،و 12في كندا ،و 10في اليابان ،و 7في نيوزيلندا، وخم�س في �ألمانيا ،وواحدة في كل من ا ألرجنتين ،وكوبا ،وبيرو ،وبولندا ،وال�سويد ،و�سورية ،والأردن. وتقوم الجامعة �أي�ضا بتبادل الطلاب و�أع�ضاء هيئة التدري�س مع عدد كبير من الم ؤ��س�سات من خلال برنامجي إ�را�سمو�س ونوردبل�س ) ((( (Nordplusومن خلال الاتفاقيات الثنائية الحكومية. وتف�ضل جامعة كوبنهاجن ب�صفة عامة أ�ن تعقد اتفاقيات على م�ستوى الجامعة كلها حين تعبر عدد من الكليات عن رغبتها في ذلك .والهدف من اتفاقيات الجامعة ككل هو �أن تكون الاتفاقيات �شاملة. (( ( هو برنامج للتعليم الم�ستمر مدى الحياة للدول ال�شمالية ( )Nordicودول البلطيق (( .)Balticالمترجمان).223
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزولا ب�أ�س من الحفاظ على اتفاقيات على م�ستوى ا ألق�سام �أو الكليات أ�و الم�ؤ�س�سات أ�و الحفاظ عليها�ضمن اتفاقية الجامعة .وت�شكل هذه ال�شراكات �إطار ًا للطلاب والباحثين الأجانب للدرا�سة و إ�جراء البحوث في الجامعة .ويمكن إ�ن�شاء �شراكات مثمرة بطرق عدة ،منها: •تبادل الطلاب. •تبادل أ�ع�ضاء هيئة التدري�س. •ال�شهادات الم�شتركة. •التعاون البحثي الم�شترك. •تبادل الموظفين. •تدريب موظفي إ�را�سمو�س. •تدريب أ�ع�ضاء هيئة التدري�س لدى �إرا�سمو�س. •ال�شراكات الا�ستراتيجية. ج -مجل�س جامعة كوبنهاجن للبحوث والابتكاراتيتولى مجل�س جامعة كوبنهاجن للبحوث والابتكارات م�س�ؤولية تعريف تطور الجامعة الا�ستراتيجيومتابعته في إ�ط�ار البحث والابتكار والتعاون التجاري وتحديد الأول�وي�ات حول كيفية التعريفبن�شاطات الجامعة في الخارج [ .]46ويمار�س المجل�س ن�شاطه وفق ا ألهداف الا�ستراتيجية لجامعة كوبنهاجن.أ�ما هدف المجل�س فهو تحديد الطريقة المثلى لدعم التطور الا�ستراتيجي من قبل المنظمة بغية ت�أمينالتمويل الخارجي المتزايد ،وال�شروع ب إ�قامة علاقات التعاون مع الهيئات الخا�صة والعامة علىال�صعيد العالمي .وي�سهم المجل�س في دفع عجلة المبادرات العامة �ضمن البحث والابتكار التي تكملمبادرات الكليات ذاتها .كما يتولى تن�سيق البحوث والابتكار التي تجريها الكليات عن طريق ممثليأ�ع�ضاء المجل�س ،ويرفع التو�صيات والمقترحات الهادفة إ�لى تح�سين خدمات الجامعة الموجهة نحو البحث العلمي. 224
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد 3-5برنامج منح فولبرايت �أ -برنامج فولبرايت �إن برنامج فولبرايت ( )Fulbright Programالرائد هو برنامج منح أ�مريكي أ��س�سه ال�سناتور ويليام فولبرايت في عام 1946م [ ]47ويعتمد على التناف�س وا ألحقية للتبادل التعليمي والثقافي الذي ي�شمل الطلاب والباحثين و�أع�ضاء هيئة التدري�س والمحترفين والعلماء والفنانين للدرا�سة و إ�جراء ا ألبحاث ،أ�و ممار�سة مواهبهم خارج الولايات المتحدة .وبموجب هذا البرنامج يمكن لمن يحق لهم من مواطني الدول ا ألخرى خارج الولايات المتحدة �أن ي�ؤدوا الن�شاطات ذاتها في الولايات المتحدة. ويـرعـى برنــامـج فولبـرايت مكتـب ال�شــ�ؤون الثقـافيـة والتعليميـة في الخـارجيـة الأمريكيـة ) .(U.S. Department of State›s Bureau of Educational and Cultural Affairsكما يتلقى البرنامج دع ًما �إ�ضاف ًيا مبا�ش ًرا �أو عين ًيا من الحكومات الم�شاركة ،والم�ؤ�س�سات ،وال�شركات والم�ؤ�س�سات الم�ضيفة� ،سواء في الولايات المتحدة �أو خارجها [.]48 وقد ت أ��س�س البرنامج بهدف دفع عجلة ال�سلام والتفاهم الم�شترك بين الأفراد ،والم�ؤ�س�سات وقادة الم�ستقبل �أينما كانوا ،من خلال تبادل الأ�شخا�ص ،والمعرفة والمهارات ،مما يزيد من احتمالات تعلم الأمم في نهاية المطاف أ�ن تعي�ش وتتعاي�ش ب�سلام و�صداقة [ .]49وفي فترة المنحة ،يتعرف الحا�صلون عليها بع�ضهم على بع�ض ،ويعملون ويعي�شون معا ويتعلمون من البلدان الم�ضيفة و أ�هلها ،وي�شاركون في التجارب الثقافية اليومية. وي�سهل البرامج التبادل الثقافي من خلال التفاعل المبا�شر بين ا ألف�راد مع م�ضيفيهم في جو من الانفتاح وا ألمانة العلمية والحرية الفكرية ،مما ي�سهم في تنمية التفاهم الثقافي المتبادل. �إن برنامج فولبرايت هو من �أكبر برامج المنح المرموقة في العالم ،وهو ب إ��شراف معهد التعليم الدولي ( .]50 ،48 ،47[ )Institute of International Education, IIEوتقوم مفو�ضيات ثنائية الوطنية وعلى مبد�أ كل بلد على حدة ب�إدارة البرنامج وا إل�شراف عليه في 50بل ًدا .كما تتولى �أق�سام ال�ش ؤ�ون العامة في ال�سفارات الأمريكية ا إل�شراف على البرنامج في البلدان التي فيها برنامج مفعل ولي�س فيها مفو�ضية من فولبرايت. وقد اعتمد برنامج فولبرايت منذ ت�أ�سي�سه على مبد�أ الثنائية الوطنية ،حيث عقدت كل دولة ن�شطة225
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزفي البرنامج اتفاقية مع الحكومة الأمريكية .وبلغ عدد الم�شاركين في برنامج فولبرايت منذ �إن�شائهقبل 60عاما 325.400م�شاركا ،منهم 122.800من الولايات المتحدة و 202.600من البلدانالأخرى .ويقدم البرنامج ما يقارب 800منحة �سنويا ،ويمار�س ن�شاطه ا آلن في أ�كثر من 155بل ًدا، كما بلغت مخ�ص�صاته في الكونغر�س 242.8مليون دولار في ال�سنة المالية 2013م. ب – البرامج والمنحيعمل برنامج فولبرايت بطريقتين :يتلقى الم�ستحقون من المواطنين الأمريكيين المال للذهاب إ�لى دولأ�جنبية من خلال برنامج الطلاب ا ألمريكيين ،وبرنامج العلماء ا ألمريكيين ،وبرنامج تبادل أ�ع�ضاءهيئة التدري�س� .أما الم�ستحقون من غير الأمريكيين فيتلقون المال للذهاب إ�لى الولايات المتحدة منخلال برنامج تبادل الطلاب الأجانب ،وبرنامج الأ�ساتذة الزائرين ،وبرنامج تبادل �أع�ضاء هيئة التدري�س [.]47ويجب أ�ن يتمتع المر�شحون لمنحة فولبرايت ب إ�نجازات علمية مرموقة ،و�أن يكون لديهم م�شروعبحث جيد ،والقدرة على القيادة والمرونة والتكيف للتفاعل مع المجتمع ا ألجنبي الم�ضيف في البلدالهدف [ .]47وت َقدم منح فولبرايت في كل الميادين العلمية تقريبا بما فيها الفنون الجميلة ،والعلوما إلن�سانية ،والعلوم الاجتماعية ،والريا�ضيات ،والعلوم الطبيعية والفيزيائية ،والعلوم الاحترافيةوالتطبيقية .ولا ت�شمل المنح بحوث الطب ال�سريري التي تحتاج إ�لى التوا�صل المبا�شر مع المر�ضى [.]49 ،47 ب – 1المنح الطلابيةيقدم البرنامج الأمريكي منحا للطلاب الأمريكيين الذين هم في �سنة التخرج ،أ�و طلاب الدرا�ساتالعليا� ،أو المحترفين والفنانين ال�شباب لإجراء البحوث �أو الدرا�سة أ�و تعليم ا إلنجليزية في الخارجل�سنة درا�سية واحدة .وبالمثل ،يم ّكن برنام ُج الطلا ِب الأجان ِب طلا َب الدرا�سات العليا ،والمحترفينوالفنانين ال�شباب من خارج الولايات المتحدة من �إجراء البحوث والدرا�سة في الولايات المتحدة. وربما تجدد بع�ض المنح بعد انتهاء ال�سنة الأولى من الدرا�سة [.]47ويقدم البرنامج حاليا 1900منحة في ال�سنة تقريبا في �شتى مجالات الدرا�سة ،ويمار�س ن�شاطهفي أ�كثر من 140بل ًدا في جميع أ�نحاء العالم .كما يقدم البرنامج المنح لم�شروعات درا�سية أ�و بحثية 226
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد فردية ،ولبرامج مدر�سي اللغة ا إلنجليزية المتدربين ،بالإ�ضافة �إلى المنح المو�سيقية لبرنامج فولبرايت – إ�م تي في يو (.((( )mtvU وت�شمل فئة المنح الدرا�سية /البحثية م�شروعات في الميادين ا ألكاديمية والفنية .ويقوم المر�شحون لهذه المنح بت�صميم م�شروعاتهم ب�أنف�سهم ويعملون بالتعاون مع مر�شدين في جامعات أ�جنبية �أو م�ؤ�س�سات �أخرى من م�ؤ�س�سات التعليم العالي .أ�ما منحة فولبرايت الدولية للعلوم والتقنية فتهدف �إلى دعم درا�سة الدكتوراه في المعاهد ا ألمريكية المرموقة في ميادين العلوم والتقنية والهند�سة �أو المجالات الم�شابهة للطلاب ا ألجانب المتفوقين. �أما برنامج فولبرايت لمدر�سي اللغات ا ألجنبية فيوفر الفر�ص لمدر�سي اللغة الإنجليزية من ال�شباب ا ألجانب لتطوير مهاراتهم التدري�سية و�صقلها وتو�سعة معرفتهم بالثقافة الأمريكية والمجتمع الأمريكي ،مع تح�سين جودة تدري�س اللغات الأجنبية في المعاهد والجامعات ا ألمريكية .كما ير�سل حملة المنح الأمريكيون إ�لى المدار�س في الخ�ارج من �أجل �إكمال تدري�س اللغة الإنجليزية محليا ولتوفير متحدثين باللغة الإنجليزية كلغة أ�م في ال�صفوف الدرا�سية [.]47 أ�ما المنح الخا�صة ببرنامج فولبرايت – إ�م تي في يو المو�سيقية فتوفر لأربعة طلاب �أمريكيين فر�صة درا�سة ت�أثير المو�سيقى كقوة ثقافية في الخارج ،و�إجراء بحث لمدة �سنة على م�شروعات ي�صممونها ب�أنف�سهم .ويجب �أن تتناول الم�شروعات جان ًبا مختا ًرا من الثقافة المو�سيقية الدولية ،و أ�ن تركز على المو�سيقى المعا�صرة �أو ال�شعبية ب�صفتها قوة تعبير ثقافية [.]47 أ�ما منح ال�سفر ف�صممت لا�ستكمال منحة من أ�ي مورد لا ي�شمل ال�سفر ال�دولي أ�و لدعم تمويل الطلاب الخا�ص للدرا�سة والبحث. ب – 2منح العلماء ي�ساعد برنامج فولبرايت أ�ع�ضاء هيئة التدري�س والإداريين على بناء «ت�أثير متزايد» من خلال ن�شر آ�راء عبر الثقافات �ضمن المنهج مما ي�ساعد على بث الحياة في طرق التدري�س ،وفتح ا ألبواب للزملاء والطلاب الأجانب .وي�شمل برنامج فولبرايت للعلماء البرامج التالية :برنامج العالم ا ألمريكي، ((( هي قناة تلفزيونية رقمية �أمريكية يتم توزيعها عن طريق الكابلات ،ومتاحة ألكثر من 750جامعة ومعهد ًا عبر الولايات المتحدة( .المترجمان).227
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزوبرنامج المتخ�ص�ص الأمريكي ،وبرنامج العالم الزائر ،وبرنامج العالم المقيم ،وال�شبكة ا إلقليمية لبرنامج البحث التطبيقي [.]52 ،51 ،47ويتولى مجل�س التبادل الدولي للعلماء (Council for International Exchange of Scholars,) CIESم�س�ؤولية إ�تمام برامج التبادل الدولي للعلماء والإداري�ني في الجامعات [.]53-51 ،49ويرتبط المجل�س بعلاقات متينة مع مجتمع التعليم العالي في الولايات المتحدة ،وي�شارك ب�شبكة منمفو�ضيات فولبرايت الثنائية الوطنية في 50بل ًدا و 90مرك ًزا دبلوما�س ًيا أ�مريكيا في جميع أ�نحاءالعالم .وقد ر ّتب المجل�س حتى كتابة هذا الف�صل لما يقرب من 50.000عالم في �أكثر من 140بل ًدا،كما زار المعاهد والجامعات ا ألمريكية والم�ؤ�س�سات البحثية �أكثر من 45.000من البلدان الأجنبية من خلال برامج �أعدت للعلماء ا ألمريكيين ،والعلماء الزائرين ،والم ؤ��س�سات ا ألمريكية.ويقدم برنامج العلماء ألع�ضاء هيئة التدري�س ،والعلماء ،والمحترفين ا ألمريكيين من ًحا لل�سفرإ�لى الخارج لإلقاء المح�ضرات و /أ�و إ�جراء البحوث لمدة لا تزيد عن �سنة واحدة [ .]47وي�ستقطبالبرنامج 800م�ن أ�ع�ضاء هيئة التدري�س والمحترفين �سنويا للذهاب �إلى 140ب�ل� ًدا إللقاءالمحا�ضرات ،والتدري�س و إ�جراء البحوث في كثير من المجالات ا ألكاديمية .ولا يقت�صر �إ�سهام العلماء على الم�ؤ�س�سات الم�ضيفة ،بل يطال �أي�ضا معاهدهم وجامعاتهم في وطنهم ا ألم.وي�ضم البرنامج �أي�ضا برنامج الكرا�سي المتميز في الولايات المتحدة وهو الذي ي�شمل 40منحة إللقاءالمحا�ضرات ،و إ�جراء البحوث المتميزة ،والمحا�ضرات /البحوث لمدة تبد أ� من � 12 – 3شه ًرا [،47 .]52وتعد هذه من �أرفع المنح التي يقدمها برنامج فولبرايت للعلماء .ويجب �أن يكون المر�شحون من العلماء البارزين ومن أ��صحاب الن�شر العلمي ولهم �سجل تعليمي بارز [.]53-51أ�م�ا برنامج المتخ�ص�صين الأمريكيين فيدعم الروابط بين �أع�ضاء هيئة التدري�س ا ألمريكيينوالمحترفين ونظرائهم في الم�ؤ�س�سات الم�ضيفة في الخارج من خلال لعب دور الم�ست�شار الخبير فيتطوير المناهج والتدري�س ،والتخطيط الم�ؤ�س�ساتي ،والمو�ضوعات ا ألخرى ذات ال�صلة في الم ؤ��س�ساتالأكاديمية في الخارج [ .]51 ،47ويقدم البرنامج المنح للم�شروعات الم�شتركة ق�صيرة ا ألجل في أ�كثر من 140بل ًدا و 24مجال ًا علم ًيا.�أما برنامج حلقات البحث للإداريين في التعليم ال�دولي فهو برنامج ي�ستغرق أ��سبوعين ومفتوحللإداريين الأمريكيين في التعليم الدولي وموظفي التعليم العالي ا آلخرين الراغبين في الم�شاركة في 228
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد درا�سة المجتمع والثقافة ونظم التعليم العالي في فرن�سا و أ�لمانيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية [.]47 با إل�ضافة إ�لى ما �سبق ،هناك برامج أ�خرى خا�صة بالعلماء ا ألمريكيين ،مثل منح فولبرايت للعلماء في درا�سات ما بعد الدكتوراه (�أو الدرجات النهائية الأخرى) ومنح فولبرايت – فوغرتي للعلماء الأمريكيين ( )Fulbright-Fogarty U.S. Scholar Grantsالتي تهدف �إلى دفع عجلة البحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في ال�صحة العامة في ظروف محدودة الموارد [.]51 ،47 �أما برامج العلماء الزوار ،فتوفر للمعاهد والجامعات الأمريكية والم ؤ��س�سات البحثية مور ًدا رئي�ًسا لدعم عولمتها من خلال دعوة العلماء ا ألجانب لإلقاء المحا�ضرات و�إجراء �أبحاث ما بعد الدكتوراه �أو الأبحاث المتقدمة لمدة لا تتجاوز �سنة واحدة في الجامعات والمعاهد ا ألمريكية [ .]51وفي كل عام يبلغ عدد الم�ستفيدين من هذه المنح حوالي 850من �أع�ضاء هيئة التدري�س والمحترفين من أ�كثر من 155بل ًدا .ويربط البرنامج الجامعات بع�ضها ببع�ض كما يطرح أ�فكا ًرا وات�صالات جديدة للطلاب و أ�ع�ضاء هيئة التدري�س والإداريين [.]47 كما تقدم برامج إ�ثراء العلماء الزوار طائفة من ن�شاطات الإثراء في مختلف ا ألماكن في �أثناء العام الدرا�سي لتمكينهم من الخو�ض في تجربتهم ا ألمريكية وزيادة التفاهم المتبادل بين ال�شعب ا ألمريكي و�شعوب البلدان ا ألخرى [.]52 ،51 أ�ما برنامج العلماء المقيمين ( )Scholar-in-Residence Programفيدعو العلماء ا ألجانب إ�لى الجامعات والمعاهد ا ألمريكية لمدة لا تتجاوز ال�سنة الواحدة للم�ساعدة في عولمة الجامعات الأمريكية والمناهج والمجتمعات وللتدري�س في مجالات خبرتهم وتكوين مفهوم دولي متداخل الثقافات للإ�سهام في تطوير المناهج والبرامج [.] 52 ،51 ،47 ويوفر �صندو ُق امتداد المحا�ضرات ( )Outreach Lecturing Fund, OLFالما َل للجامعات لت�ستقبل العلماء من الم�ستفيدين من منحة فولبرايت والموجودين بالفعل في الولايات المتحدة لتكليفهم ب إ�لقاء المحا�ضرات وتبادل ا ألفكار ومناق�شتها. أ�ما برنامج ال�شبكة الإقليمية للعلماء ( )Regional Network of Scholars Programفيجمع �شبكة من العلماء ال�شباب والمحترفين والباحثين التطبيقيين في منت�صف حياتهم المهنية من الولايات229
التحول إلى جامعة عالمية المستوى :تجربة جامعة الملك عبد العزيزالمتحدة والبرازيل وكندا ودول غربي الكرة ا ألر�ضية ل�سل�سلة من ثلاث حلقات بحث ()seminarsوخو�ض تجربة فولبرايت للتبادل ،وذلك في برنامج يمتد عا ًما كامل ًا وي�شمل بحثا جماع ًيا متعددالتخ�ص�صات .ويدعم البرنامج البحث التعاوني متعدد التخ�ص�صات ويعالج الم�سائل الإقليمية ويعطي نتائج ملمو�سة [.]51 ،47ويت أ�لف برنامج فولبرايت للمبادرة القطبية ) (Fulbright Arctic Initiative Programالمخ�ص�صللعلماء والمحترفين والباحثين التطبيقيين من الولايات المتحدة وكندا والدنمارك وفنلندا و أ�ي�سلنداوالنرويج ورو�سيا وال�سويد من �سل�سلة من ثلاث حلقات بحث ) (seminarsوخو�ض تجربة فولبرايت للتبادل. ب – 3برامج �أع�ضاء هيئة التدري�س�إن جز ًءا من برنامج فولبرايت هو من مخ�ص�صات الكونغر�س لوزارة التعليم الأمريكية ل�صالحبرنامج فولبرايت – هايز ) .(Fulbright-Hays Programوتعطى ه�ذه المنح إ�لى المتدربينا ألمريكيين من �أع�ضاء هيئة التدري�س ،و أ�ع�ضاء هيئة التدري�س ،والإداري�ي�ن ،وط�الب ما قبلالدكتوراه ،و�أع�ضاء هيئة التدري�س في مرحلة ما بعد الدكتوراه ،والم ؤ��س�سات والمنظمات الأمريكية.وهذا التمويل يدعم البحث وجهود التدريب في الخارج التي تركز على اللغات ا ألجنبية غير الغربية ودرا�سات المنطقة [.]54 ،47ويدعم برنامج تبادل المدر�سين عمليات تبادل من نوع واحد لواحد من مدر�سي المدار�س الثانويةوع�دد �صغير من م ؤ��س�سات التعليم ما بعد الثانوي في الخ�ارج لمدة ف�صل درا�سي واح�د لمتابعةم�شروعات �شخ�صية و�إجراء أ�بحاث و�إدارة درو�س نموذجية أ�و حلقات بحث� .أما برنامج هيوبرتهمفري ) (Hubert H. Humphreyللمحترفين فيدعو المحترفين البارزين في منت�صف حياتهمالمهنية من الدول النامية والمجتمعات التي تمر بمرحلة انتقالية إ�لى زيارة الولايات المتحدة لمدة عام واحد .وي�شارك المدعوون في برنامج �أكاديمي بلا �شهادات ويكت�سبون خبرة احترافية. ج – فائدة البرنامجحري بنا �أن نذكر مرة أ�خرى أ�ن البرنامج ت�أ�س�س لدعم ال�سلام والتفاهم الم�شترك بين الأفرادوالم�ؤ�س�سات وقادة الم�ستقبل �أنى كانوا ،من خلال التبادل التعليمي للأ�شخا�ص والمعرفة والمهارات، 230
التميز في التعاون الدولي :أ.د .عدنان زاهد مما يزيد من احتمال تعلم الأمم كيف تعي�ش وتتعاي�ش ب�سلام ووئام [.]49 وي�سهل البرنامج التبادل الثقافي من خلال التفاعل المبا�شر على �أ�سا�س فردي ،وذلك بتمكين الأفراد من التعارف والعمل والعي�ش مع أ�هل البلد الم�ضيف ،والتعلم منهم ،وم�شاركتهم تجاربهم اليومية. وبوا�سطة الانخراط في المجتمع يتفاعل ا ألف�راد مع م�ضيفيهم على أ��سا�س الند للند في جو من الانفتاح وا ألمانة العلمية والحرية الفكرية ،مما يدعم تنمية التفاهم الثقافي المتبادل .كما ي�ساعد في عولمة الجامعات والمناهج الدرا�سية والمجتمعات. لقد تبو�أ الم�ستفيدون من منح فولبرايت ،وم�ا زال��وا ،مراكز عالية في الحكومات ،والأو��س�اط الأكاديمية ،وال�صناعة ،مما يجعلهم في موقع يمكنهم من الت�أثير في العلاقات وال�سيا�سات الوطنية والدولية .فهناك 10من م�ستفيدي فولبرايت انتخبوا �أع�ضاء في الكونغر�س الأمريكي ،كما �شغل 18 منهم منا�صب ر ؤ��ساء دول أ�و حكومات و�أ�صبح �أحدهم الأمين العام للأمم المتحدة [ ،]56وفاز 35 من الم�ستفيدين من منح فولبرايت بجائزة نوبل ،و 78بجائزة بوليت�سر (،47[ ((()Pulitzer Prize .]57ويذكر �أن جوائز نوبل التي منحت لم�ستفيدين من منح فولبرايت فاقت أ�ي برنامج جوائز �آخر. -6الخاتمة • إ�ن التعاون ال�دولي بين الجامعات ن�شاط �ضروري لا �سيما بالن�سبة إ�لى الطلاب وا ألكاديميين في المراحل ا ألولى من حياتهم المهنية. •في ال�سنوات ا ألخيرة ،تمكنت الجامعات من إ�دخال التعاون الدولي والعلاقات الدولية كعن�صر �أ�سا�س من ر�سالتها ووظائفها .وقد تم إ�حراز هذا من قبل جامعات ت�ضطلع بم�س�ؤولية التعاون مع م ؤ��س�سات أ�خرى على ال�صعيد الدولي. •يمكن تعريف التعاون الجامعي ال�دولي ب أ�نه التعليم والبحث والتدريب والتعاون الثقافي والمنح الدرا�سية. • إ�ن التعاون البحثي بين الباحثين معقد على نحو خا�ص حين يعمل الباحثون في م�ؤ�س�سات تقع في بلدان (( ( هي جائزة �أمريكية للتميز في مجال ال�صحافة وا إلعلام وا ألدب والمو�سيقى ،بد�أها جوزف بوليت�سر (ا ألمريكي من أ��صل هنغاري) �سنة 1917م ،وي�شرف عليها حالي ًا جامعة كولومبيا في نيويورك وتمُ نح �سنوي ًا في 21فرع ًا ،وي�أخذ كل فائز ع�شرة �آلاف دولار أ�مريكي( .المترجمان).231
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280