Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore التحول إلى جامعة عالمية المستوى

التحول إلى جامعة عالمية المستوى

Published by ubahasan, 2018-04-03 06:08:11

Description: التحول إلى جامعة عالمية المستوى

Search

Read the Text Version

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪ 3-3‬الممارسات المثلى في تحفيز البحوث القائمة على الجودة‬‫إ�ن البرامج الهادفة �إلى زيادة الجودة في مخرجات البحث والتطوير والابتكار لا تقل �إلحاحا عن‬‫البرامج الجديدة التي تدعم البحث والتطوير والابتكار وريادة الأعمال‪ .‬وبما �أن البحث والتطوير‬‫والابتكار هي من محركات النمو والرفاهية وال�صحة في الم�ستقبل‪ ،‬ف إ�ن من المهم �ضمان �أن يتم‬‫ا�ستثمار المال في م�شروعات تحمل أ�كبر الإمكانات إلعطاء مخرجات بحثية فعالة وجيدة [‪.]33‬‬‫وحيث إ�ن الجامعات هي �أحد �أركان نظام بيئة الابتكار‪ ،‬ف إ�ن زيادة جودة مخرجات البحث في بيئة‬‫البحوث الجامعية تحظى بقدر كبير من الاهتمام ب�صفتها ب�ؤرة ال�سيا�سات‪ .‬ومن أ�دوات ال�سيا�سات‬‫التي تم إ�دخالها نظم تمويل البحوث القائمة على الأداء [‪ .]34‬ويمكن ت�صنيف الممار�سات المثلى‬‫لتحفيز جودة مخرجات البحوث في نظام الابتكار تحت مو�ضوعات خطط التمويل المبني على الأداء‬‫للجامعات‪ ،‬وخطط تح�سين جودة الن�شر العلمي لدى الباحثين‪ ،‬وخطط مبنية على ا ألداء لل�شركات‬ ‫المبت ِكرة �سريعة النمو‪.‬‬ ‫‪ 1-3-3‬خطط تمويل الجامعات اعتما ًدا على �أدائها‬‫من �أقدم نظم تمويل البحوث القائمة على الأداء نظام في المملكة المتحدة يعرف بنظام ممار�سة‬‫تقييم البحوث (‪ .]35[ )Research Assessment Exercise, RAE‬فمنذ إ�طلاقه عام ‪1986‬م‬‫حذت بلدان عدة حذو المملكة المتحدة و أ�دخلت خطط تمويل للبحوث قائمة على ا ألداء‪ .‬فمثل هذا‬‫التبني وا�سع النطاق لخطط التمويل التي تعتمد على ا ألداء كان بمثابة انتقال في جودة مخرجات‬‫البحوث على اعتبار �أن الجامعات مركزية ج ًدا في كثير من نظم الابتكار‪ .‬وبح�سب الممار�سات المثلى‬‫الدولية‪ ،‬ف�إن نفقات الم�شروع ا إل�ضافية تمثل �أحد �أهم أ�دوات التمويل المبني على الأداء‪ ،‬والذي‬‫يدعم ت�سهيلات البحث والتطوير‪ .‬فكثير من البلدان تتحمل النفقات ا إل�ضافية للم�شروع‪ .‬وفي ا آلونة‬‫ا ألخيرة ا�ستقر الر�أي على �أن معدل التكاليف ا إل�ضافية الثابت �أقل فعالية من معدل نفقات متفاوت‬‫مبني على ا ألداء‪ .‬هذا التغير في المنهجية يعطي زخما قويا للبحوث والتطوير في الجامعات على‬ ‫أ��سا�س �أنه يدعم المناف�سة المتزايدة‪.‬‬‫من البلدان التي تطبق معدلا متفاوتا للنفقات ا إل�ضافية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و�إيرلندا‬‫وال�سويد‪ .‬ويعد تطبيق عامل الكفاءة في المملكة المتحدة أ�حد ا ألمثلة البارزة‪ .‬فهذه الممار�سة التي‬‫بد�أت عام ‪2011‬م ت�سمح لمجل�س البحوث في المملكة المتحدة (‪)Research Councils UK, RCUK‬‬ ‫‪182‬‬

‫التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬يو ِجل أل ُتنباشاك‬ ‫بتقدير المال المقدم بنا ًء على ا ألداء‪ .‬وهذا يقلل المبلغ المخ�ص�ص حين يكون هناك تراجع في الأداء‬ ‫[‪ .]33‬وبهذه الطريقة‪ ،‬تحدد كل جامعة معدل النفقات ا إل�ضافية وتقدم الطلب إ�لى مجل�س البحوث‬ ‫�سنويا‪ .‬وفي وقت لاحق ي�ستخدم مجل�س البحوث طريق تحديد مجموعات الكفاءة التي تزود المنظمة‬ ‫البحثية بالا�ستقلال لعمل مدخرات ب�أدنى قدر من الت�أثير‪ .‬وهذا ي�ساعد على التخل�ص من حالة‬ ‫عدم التيقن ولا يتطلب من المنظمة البحثية جمع كمية هائلة من المعلومات �أو قيام مجل�س البحوث‬ ‫ببناء نظم مراقبة باهظة التكاليف‪.‬‬ ‫في المملكة المتحدة ت�صنف المنظمات البحثية �ضمن خم�س مجموعات كفاءة (�أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪ ،‬د‪ ،‬هـ)‪ .‬أ�ما‬ ‫مجموعة الكفاءة ( أ�) فتمثل الأكثر كفاءة‪ ،‬في حين تمثل (هـ) ا ألقل كفاءة‪ .‬فالانت�ساب إ�لى مجموعة‬ ‫كفاءة يكون بح�سب معدلات الكلفة غير المبا�شرة والمطلقة للمنظمة والتغير الن�سبي في المعدل‬ ‫بالمقارنة مع ال�سنة ال�سابقة‪ .‬فم ؤ��س�سات التعليم العالي في المجموعة الأقل كفاءة �ستكون عر�ضة‬ ‫للتق�صي الدقيق وال�ضغط لخف�ض معدلات نفقاتها غير المبا�شرة‪ .‬من ناحية أ�خرى نرى �أن ت�صنيف‬ ‫المنظمات البحثية في مجموعات كفاءة يخ�ضع للمراجعة ال�سنوية‪� .‬أ�ضف إ�لى ذلك أ�ن من الأهمية‬ ‫بمكان في المنهجية المعدلة عند ح�ساب المعدل الحالي أ�خذ معدل ال�سنة ال�سابقة بعين الاعتبار‪،‬‬ ‫مما ي�سمح بتف�سير معدل النمو على �أنه التغير في الن�سبة المئوية للجامعات ذات ا ألداء الأعلى‪.‬‬ ‫وما زالت بع�ض البلدان تعتمد المعدل الثابت للنفقات الإ�ضافية بالن�سبة للجامعات‪ .‬وفي الوقت‬ ‫ذاته‪ ،‬يزداد الجدل حول �إمكانية التحول إ�لى المعدل المتغير للتكاليف الإ�ضافية‪ .‬ففي فنلندا‪ُ ،‬يطبق‬ ‫المعدل الثابت‪ ،‬وهو ‪ ،٪46‬بالن�سبة لوكالة التمويل الفنلندية للابتكار ‪(The Finnish Funding‬‬ ‫)‪ Agency for Innovation, TEKES‬و ‪ ٪ 12,5‬بالن�سبة إ�لى أ�كاديمية فنلندا ‪(The Academy‬‬ ‫)‪ .of Finland‬أ�ما في �إيرلندا‪ ،‬فيرتفع هذا المعدل �إلى ‪ ٪35‬وهناك نية لرفعه �إلى حد أ�على [‪.]36‬‬ ‫أ�ما في ال�سويد فيعتمد معدل نفقات إ��ضافية ي�صل إ�لى ‪ ،٪52‬مما يدعم خططا لتطبيق نموذج عامل‬ ‫الكفاءة البريطاني في ال�سنوات القليلة القادمة‪ .‬وفي �سياق البرامج الهيكلية في الاتحاد الأوروبي‪،‬‬ ‫يتم تطبيق نماذج مختلفة بمعدل ‪ ٪20‬و ‪ ٪60‬ب�شكل �شرطي‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪2004‬م‪ ،‬طبقت تركيا نظام نفقات �إ�ضافية بمعدل ‪ ٪10‬لكل م�شروع‪ .‬وفي التطبيق‬ ‫الجديد للنفقات الإ�ضافية للم�شروعات كان الهدف رفع معدل تمويل البحث والتطوير في ميزانيات‬ ‫الجامعات من ‪� ٪2‬إلى ‪ .٪25‬لذلك فقد تم تغيير تطبيق معدل النفقات الإ�ضافية الثابت وزيادته من‬‫‪183‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫‪� ٪10‬إلى ‪ ٪50‬بنا ًء على �أداء الجامعة الذي يقيم �سنويا وفق معايير مو�ضوعية‪ .‬وبح�سب الممار�سة‬‫الجديدة �سيتغير معدل النفقات ا إل�ضافية للم�شروع من جامعة إ�لى �أخرى بح�سب �أدائها‪ .‬فكلما ارتفع‬‫أ�داء الجامعة زاد معدل النفقات الإ�ضافية‪ .‬وهذا بدوره يعني ميزانية �إ�ضافية للبحوث والتطوير في‬ ‫الجامعات التي تتناف�س لرفع م�ستوى �أدائها‪.‬‬‫ومن الأمثلة ا ألخرى عن خطط التمويل القائمة على الأداء في الجامعات منح الجوائز لمخرجات‬‫البحث والتطوير‪ ،‬مثل‪ :‬الن�شر العلمي‪ ،‬وبراءات الاختراع‪ ،‬وتقديم الحوافز بنا ًء على نجاحها‪ .‬وفي‬‫ا آلونة الأخيرة طبقت هذه ال�سيا�سات في جمهورية الت�شيك [‪ .]37‬وتهدف جمهورية الت�شيك تحفيز‬‫م ؤ��س�سات التعليم العالي لتح�سين الجودة وعدد الطلاب والت�أثير في ميزانيات الجامعة ال�سنوية‪.‬‬‫حيث يتم مراجعة جميع مخرجات البحث والتطوير‪ ،‬والتي تقا�س من خلال منحها مبالغ محددة‪.‬‬‫وت�شمل م ؤ��شرات النظام العديد من �أن�واع الن�شر العلمي مثل الن�شر في إ�ح�دى المجلات العلمية‬‫المرموقة‪� ،‬أو الن�شر في قاعدة معلومات دولية مثل ‪ SCOPUS‬أ�و ‪� ERIH‬أو براءات الاختراع أ�و نتائج‬‫�أخرى لبحوث تطبيقية‪ .‬وتتفاوت ن�سبة النقاط التي تح�صل عليها الفئات المختلفة من الم�ؤ�س�سات‬ ‫البحثية بح�سب م�ستويات نجاح هذه الفئات‪.‬‬ ‫‪ 2-3-3‬خطط تمويل الباحثين اعتماد ًا على �أدائهم‬‫�إ�ضافة �إلى المنح الجديدة لأداء الم�شروعات في تركيا‪ ،‬ف�إن الم�شروعات التي يتم إ�نجازها بنجاح‬‫تمُ نح منحة إ��ضافية لزيادة ت أ�ثيرات الم�شروعات الممولة القائمة على الأداء‪ .‬ولتقييم الأداء ي ؤ�خذ في‬‫الاعتبار ‪ 36‬معيا ًرا فرع ًيا‪ .‬وتت�ضمن هذه المعايير عدد ا ألوراق العلمية المن�شورة في المجلات الم�صنفة‬‫في المجموعات �أ‪ ،‬و ب‪ ،‬و ج‪ ،‬وكذلك عدد ا ألوراق العلمية المحكمة الأخرى‪ ،‬وعدد ا إلحالات المرجعية‬‫بح�سب ت�سعة معايير أ��سا�س [‪� .]38‬أما المعايير الت�سع الأ�سا�س‪ ،‬فتت�ضمن المقالات العلمية‪ ،‬وا ألوراق‬‫العلمية‪ ،‬والكتب‪ ،‬والمنح‪ ،‬والجوائز‪ ،‬وبراءات الاختراع‪ ،‬والمخرجات (مثل‪ :‬المنتجات‪ ،‬وعمل النماذج‪،‬‬‫وت�أ�سي�س ال�شركات)‪ ،‬ون�شر العلم‪ ،‬وتدريب الباحثين‪ ،‬والم�شروعات الجديدة‪ .‬وتمنح النقاط التي‬‫ُتكت�سب بموجب هذه المعايير‪ ،‬والم�شروعات المنجزة بنجاح مبالغ ت�صل إ�لى ‪ 48.000‬دولار‪ ،‬با إل�ضافة‬‫�إلى منحة الم�شروع‪ ،‬وعلاوة الحوافز‪ ،‬والنفقات ا إل�ضافية للم�شروع‪ .‬ويمكن دفع علاوة الحوافز‬ ‫للباحثين عمليا على �شكل دخل �شهري ي�صل إ�لى ‪ 1500‬دولار‪.‬‬‫ومـن الأمثلـة الأخ�رى عن التمويل القائم على ا ألداء برنامج الحوافز للن�شر العلمي ال�دولي‬ ‫‪184‬‬

‫التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬يو ِجل أل ُتنباشاك‬ ‫)‪ (Incentive Program for International Scientific Publications, UBYT‬الذي �أطلق في‬ ‫تركيا لتح�سين جودة الن�شر العلمي‪ .‬وقد تمت مراجعة البرنامج لزيادة معدل الإحالات المرجعية‬ ‫الدولية �إلى كل عمل من�شور‪ ،‬الأمر الذي يعد م ؤ��شرا على الجودة‪ .‬وبح�سب البرنامج‪ ،‬ف�إن المجلات‬ ‫المت�ضمنة في فهار�س المراجع الدولية تق ّيم با�ستخدام مقايي�س مو�ضوعية‪ ،‬مثل عامل الت أ�ثير‪ ،‬ون�صف‬ ‫عمر الإحالات المرجعية‪ .‬وفي هذا المجال تقارن الأعمال المن�شورة بما يعادلها في المجالات البحثية‪،‬‬ ‫ويتلقى كل عمل من�شور درجة معينة‪ ،‬ثم تمنح الحوافز بح�سب م�ستوى الجودة [‪.]38‬‬ ‫‪ 3-3-3‬خطط تمويل ال�شركات اعتما ًدا على أ�دائها‬ ‫في ال�صين تقوم �شركة )‪،(Beijing Zhongguancun Sci-Tech Financing Guaranty Co. Ltd.‬‬ ‫وهي �شركة في حديقة )‪ ،(Zhongguancun Park‬والم�سماة «وادي ال�سيليكون في ال�صين» تقوم‬ ‫بتحديد «�شركات الغزال» (‪� )gazelle‬سريعة النمو‪ ،‬وتقدم لها الحوافز بناء على �أدائها [‪ .]39‬وبناء‬ ‫على خطة «الغزال» تحدد ال�شركة المذكورة �آنف ًا ثلاثة آ�لاف �شركة من �شركات الغزال كل عام‪ ،‬وهي‬ ‫التي تبدي �أكبر قدر من الابتكار‪ ،‬وتعمل على ت�سهيل ح�صولها على قرو�ض بفوائد زهيدة وفق نظام‬ ‫ائتمان و�ضمان خا�ص‪ .‬ويجب أ�ن يكون دخل ال�شركات بين ‪ 1.5‬مليون و ‪ 80‬مليون دولار‪ ،‬كما يجب‬ ‫أ�ن تحقق نموا بن�سبة ‪ ٪20-10‬تقريبا مقارنة بال�سنة ال�سابقة‪ .‬وتبعا لمعايير الأداء ا ألخرى (مثل‬ ‫عدد براءات الاختراع ون�شاطات الابتكار) يتم تعريف ال�شركات بناء على ت�صنيف يتكون من خم�س‬ ‫نجوم‪ .‬وتبعا لعدد النجوم‪ ،‬تتحدد الن�سبة المئوية من ميزانية الم�شروع التي تح�صل عليها ال�شركة‬ ‫على �شكل قر�ض بنكي بفائدة �ضئيلة‪ .‬فمثلا‪ ،‬ت�ستطيع �شركة م�صنفة �ضمن فئة النجوم الخم�س أ�ن‬ ‫تح�صل على قر�ض يعادل ‪ ٪40‬من ميزانية الم�شروع بفائدة �ضئيلة‪ ،‬في حين تح�صل �شركة أ�خرى‬ ‫م�صنفة �ضمن فئة النجمة الواحدة على قر�ض يعادل ‪ ٪20‬من ميزانية الم�شروع‪.‬‬ ‫‪ 4-3‬الممارسات المثلى لتسخير الوعي بالبحث والتطوير لدعم نظام‬ ‫الابتكار‬ ‫من المهم عند �صناع ال�سيا�سات الحفاظ على نظام البيئة الذي لا ي�ستغل أ�داء الفاعلين الحاليين �إلى‬ ‫�أبعد الحدود وح�سب‪ ،‬بل وي�ستقطب أ�ي�ضا الداخلين الجدد ب إ�مكاناتهم الواعدة من �أجل م�ستقبل‬ ‫النظام‪ .‬ومن هذا المنطلق نجد �أن من المهم أ�ن يزداد الوعي بثقافة البحث والتطوير وريادة الأعمال‬‫‪185‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫والتعمق فيها بهدف دعم نظام الابتكار‪ .‬وهناك العديد من الآليات التي يمكننا أ�ن نقول إ�نها تبدي‬‫ممار�سات مثلى في عملية زيادة الوعي بثقافة البحث والتطوير‪ .‬و�سنناق�ش هذه الممار�سات تحت‬ ‫عنواني ن�شر ثقافة البحث والتطوير بين الباحثين ون�شر ثقافة البحث والتطوير في المجتمع‪.‬‬ ‫‪ 1-4-3‬ن�شر ثقافة البحث والتطوير وبثها بين الباحثين‬‫يتزايد التركيز على رفع القدرات لنقل التقنية ودعمها بهدف رفع م�ستوى التعاون بين م�ؤ�س�سات‬‫البحث العامة وم�ؤ�س�سات التعليم العالي وريادة الأعمال‪ .‬فعلى �سبيل المثال تتبنى حكومة المك�سيك‬‫برنامجا لبناء القدرات ونقل المعرفة‪ .‬ويهدف هذا البرنامج �إلى ت�سهيل قدرة القطاع الخا�ص على‬‫الو�صول �إلى المعرفة المولدة داخل الجامعات ومراكز البحث والت�شجيع على تحقيق المهمة الثالثة‬‫للو�سط ا ألكاديمي‪ .‬وقد تم تعريف هذه المهمة الثالثة على �أنها ا إلتجّ ار بالمعرفة من خلال نقل التقنية‬‫والتفرعات ا ألكاديمية‪ .‬وتوفر الحكومة ق�سائم للابتكار من خلال مكاتب نقل المعرفة بهدف تحفيز‬‫طلبيات ال�شركات للحلول المبتكرة التي تنتجها الم ؤ��س�سات المولدة للمعرفة‪ .‬كما يوفر هذا البرنامج‬‫منحا متو�سطة الأجل لمكاتب نقل المعرفة والروابط مع القطاع الخا�ص في محاولة لدفع نمو هذه‬ ‫المكاتب وتطويرها‪.‬‬‫أ�ما ا آلليات الأخ�رى المتبعة في �سائر البلدان ذات الدخل المتو�سط �أو المرتفع تقري ًبا فهي أ�دوات‬‫ال�سيا�سات الداعمة لمكاتب نقل التقنية‪ .‬ففي تركيا‪ ،‬يقدم برنامج توبيتاك ‪ ]17[ 1513‬منحا لمكاتب‬‫نقل التقنية الموجودة والجديدة‪ .‬والهدف من ذلك هو إ�طلاق عملية الابتكار وريادة الأعمال في‬‫الجامعات من خلال تح�سين جودة الخدمات التي تقدمها مكاتب نقل التقنية بغية الإتجّ ار بالمعرفة‬‫والتقنية في الجامعات‪ .‬وفي توبيتاك ‪ 1513‬هناك خم�س فئات من الن�شاطات م�ؤهلة للدعم وت�شمل‪:‬‬‫بناء الوعي‪ ،‬وخدمات التدريب والإر�شاد‪ ،‬وخدمات الم�ساعدة على تقديم طلبات الح�صول على دعم‬‫لم�شروع بحث وتطوير‪ ،‬ون�شاطات تزيد من التعاون بين الجامعة وال�صناعة‪ ،‬وتطوير الم�شروعات‬‫و�إدارت�ه�ا‪ .‬كما تت�ضمن خدمات لإدارة حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬والترخي�ص‪ ،‬وخدمات ت أ��سي�س‬‫ال�شركات‪ ،‬وريادة ا ألعمال‪ .‬ومن خلال هذه الن�شاطات ت�سعى مكاتب نقل التقنية إ�لى الم�ساعدة على‬‫تحويل الأ�صول التقنية في الجامعات �إلى مخرجات تجارية‪ .‬أ��ضف �إلى ذلك ف�إن مكاتب نقل التقنية‬‫ت�ساعد على ت�شكيل التعاون بين الجامعات وال�صناعة‪ ،‬و�إنتاج المعرفة والتقنية وفق احتياجات‬‫ال�صناعة‪ .‬وتتلقى مكاتب نقل التقنية التمويل على مدى ع�شر �سنوات �ضمن برنامج توبيتاك ‪.1413‬‬ ‫‪186‬‬

‫التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬يو ِجل أل ُتنباشاك‬ ‫والعر�ض مفتوح �أمام �أف�ضل خم�سين جامعة تركية في مجال ريادة الأعمال والابتكار‪ ،‬ويحق لهذه‬ ‫الجامعات الح�صول على خم�سة ملايين دولار تقريبا‪.‬‬ ‫ويعد برنامج التو أ�مة في كوريا الجنوبية مثالا �آخر على آ�ليات الم�ساندة‪ ،‬حيث ي�شجع هذا البرنامج‬ ‫على تبادل المعلومات بين مكاتب نقل التقنية �صاحبة الريادة والمكاتب الم ؤ��س�سة حديثا أ�و التي في طور‬ ‫الإن�شاء‪ .‬وفي هذه العملية ت�صنف جميع مكاتب نقل التقنية في كوريا الجنوبية �ضمن فئة القادة‪ ،‬أ�و‬ ‫المبتدئين �أو حديثي الت�أ�سي�س‪ .‬ووفق هذا الت�صنيف ينتظر من المكاتب (القادة) م�شاطرة خبراتهم‬ ‫مع المكاتب المبتدئة �أو حديثة الت أ��سي�س‪ .‬كما يتوقف حجم الدعم المقدم إ�لى مكاتب نقل التقنية‬ ‫ومدته على هذه الت�صنيفات‪.‬‬ ‫�أمـا في البرازيـل‪ ،‬فنجد �أن برنامج الدعم ال�ذي تقدمه الحديقة الوطنية للح�ضانة والتقنية‬ ‫)‪ (National Incubator and Technological Park Support Program, PNI‬والذي تطبقه‬ ‫وزارة العلوم والتقنية والابتكار‪ ،‬هو برنامج متكامل يزود الحا�ضنات ومكاتب نقل التقنية وحدائق‬ ‫التقنية بمنح الدعم [‪ .]40‬وت�شمل ن�شاطات الدعم إ�جراء درا�سات طليعية مع درا�سات حالات دولية‬ ‫لحا�ضنات ومكاتب نقل تقنية �أخرى خارج البرازيل‪ ،‬كما ت�شمل تزويد ر ّواد الأعمال بخدمة تحليل‬ ‫ال�سوق‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬يتيح أ�نموذج ‪ ((( CERNE‬ت�صنيف حا�ضنات البلد وعددها ‪ 384‬بح�سب‬ ‫م�ستويات ن�ضوجها‪ .‬وفي كل م�ستوى يتوقع أ�ن تحقق الحا�ضنات ن�شاطات بعينها بناء على الممار�سات‬ ‫المثلى‪.‬‬ ‫ومن برامج الدعم الأخ�رى التي �أن�شئت لزيادة ن�شر ثقافة م�شروعات البحث والتطوير برنامج‬ ‫توبيتاك ‪ 3001‬لتمويل البحث والتطوير للباحثين المبتدئين ‪(R&D Funding Program for‬‬ ‫)‪ .]28[ Beginning Researchers‬ويوفر هذا البرنامج الفر�ص للباحثين الذين لم ي�سبق لهم �أن‬ ‫تلقوا �أي تمويل �أن يتقدموا بطلب الدعم لم�شروعهم ا ألول‪ ،‬و أ�ن يتم تقييمهم في وعاء منف�صل عن‬ ‫الباحثين الكبار‪ .‬ويوفر هذا و�سيلة لدعم الباحثين في بداية حياتهم المهنية وي�شجعهم في الوقت‬ ‫نف�سه على اكت�ساب الخبرة‪ .‬وبو�سع الباحثين في الجامعات والمنظمات الحكومية وا ألهلية �أن يتقدموا‬ ‫�إلى هذا البرنامج الجديد �إذا لم ي�سبق لهم الح�صول على دعم مالي كباحثين رئي�سيين‪ .‬ومن‬ ‫((( �أنم�وذج ‪ CERNE‬هو �أنم�وذج إ�داري لتح�سين نتائج الحا�ضنات كم ًا ونوع ًا بهدف توليد �شركات ابتكار ناجحة‪.‬‬ ‫(المترجمان)‪.‬‬‫‪187‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫مميزات هذا البرنامج أ�ن له معدل دعم عاليا ويمتاز ب�سرعة عملية التقييم‪ ،‬وبعدم وجود حدود‬‫لعدد الطلبات‪ .‬ويقدم البرنامج منح ًا لا تتجاوز قيمتها ‪ 25.000‬دولار لكل م�شروع‪ ،‬وهذا ي�شمل‬‫المنح الدرا�سية‪ ،‬ودعم الرحلات العلمية‪ ،‬وتغطية تكاليف ن�شر نتائج الم�شروع‪ ،‬وعلاوة حوافز‪ .‬أ�ما‬‫مدة م�شروع البحث والتطوير فتمتد حتى ‪� 24‬شه ًرا‪ .‬ومنذ �إطلاق هذا البرنامج اقتنع ‪ ٪40‬من‬ ‫الباحثين المبتدئين في تركيا بالا�شتراك في ثقافة البحث والتطوير‪.‬‬‫�أما في اليابان‪ ،‬فتتم الم�شاركة في التطورات التقنية من خلال برنامجين متبادلين بين الجامعات‬‫وال�صناعة‪ .‬ففي اجتماعات تقديم التقنيات الجديدة‪ ،‬يطرح ا ألكاديميون عرو�ضهم على ال�صناعة‪،‬‬‫وت�شارك ال�صناعة بعر�ض احتياجاتها على الو�سط ا ألك�اديم�ي من خلال حلقات بحث تتناول‬‫الابتكارات المفتوحة‪ .‬وكلا البرنامجين يزيد من ن�شر المعرفة �ضمن نظام الابتكار مع زيادة الوعي‬‫بثقافة البحث والتطوير‪ .‬وت�ساعد هذه البرامج‪ ،‬بما فيها الرعاية الا�ستراتيجية للبحث والتطوير‬‫المبتكر‪ ،‬على التعهد بتوجيه البذور الواعدة من نتائج الم�شروع من بحث أ��سا�س إ�لى تقنيات رئي�سة‬‫ل�صناعات جديدة [‪ .]40‬فمثل هذه المبادرات ت�سمح لليابان ب�إر�ساء �أ�س�س ال�صناعات الم�ستقبلية‬ ‫والحفاظ على نموها الاقت�صادي‪.‬‬ ‫‪ 2-4-3‬ن�شر ثقافة البحث والتطوير وتغلغلها في المجتمع‬‫من العنا�صر المهمة ا ألخ�رى في زي�ادة الوعي بثقافة البحث والتطوير رفع م�ستوى تعليم العلوم‬‫والتقنية والهند�سة والريا�ضيات ‪(science, technology, engineering and mathematics,‬‬‫)‪ STEM‬بد ًءا من المراحل المبكرة‪ .‬فمجال تعليم هذه المواد يحظى بكثير من التركيز في العديد من‬‫البلدان‪ .‬فالولايات المتحدة مثلا تدعم المعار�ض العلمية في كثير من الوكالات الحكومية‪ .‬وقد أ�طلقت‬‫الولايات المتحدة م�ؤخ ًرا برنامج المعار�ض العلمية �ضمن �سيا�سات «التعليم في �سبيل الابتكار» التي‬‫يرعاها الرئي�س ا ألمريكي‪ .‬وقد ا�شترك في معر�ض البيت ا ألبي�ض للعلوم مائة طالب من �أكثر من‬‫‪ 30‬ولاية يمثلون ‪ 40‬من المنظمات والم�سابقات في التقنية والعلوم والريا�ضيات والهند�سة لاكت�شاف‬‫المواهب لدى علماء‪ ،‬ومهند�سي‪ ،‬ومخترعي‪ ،‬ومبتكري الم�ستقبل‪ .‬وقد ح�صل ‪ 30‬فريقا من الطلاب‬‫على فر�ص عر�ض م�شروعاتهم كجزء من المعر�ض‪ .‬وقد �شاهد الرئي�س معرو�ضات الطلاب التي‬‫تراوحت بين بحوث طليعية ت�شكل اختراقا علم ًيا ومخترعات جديدة‪ ،‬و�أعطى ملحوظات لجمهور‬‫من الطلاب و�أ�ساتذة العلوم ورواد الأعمال حول أ�همية تدري�س هذه العلوم بالن�سبة للم�ستقبل‬ ‫‪188‬‬

‫التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬يو ِجل أل ُتنباشاك‬ ‫الاقت�صادي للبلاد [‪.]42‬‬ ‫ويمكن أ�ن يكون لزيادة الوعي العام بالعلوم أ�ولوية كو�سيلة من و�سائل ن�شر ثقافة البحث والتطوير‬ ‫وتغلغلها في المجتمع‪ .‬ومن الممار�سات المثلى في هذا الاطار‪ ،‬م�سابقة الاتحاد الأوروبي للعلماء ال�صغار‬ ‫التي ت�شرف عليها المفو�ضية ا ألوروبية‪ .‬ف�ضمن البرامج الهيكلية لتطوير البحوث والتقنية‪ ،‬وكذلك‬ ‫منطقة البحوث الأوروب�ي�ة (‪ )European Research Area, ERA‬تهدف الن�شاطات العلمية‬ ‫والمجتمعية إ�لى تحقيق الان�سجام بين الجهود العلمية والمجتمع ا ألوروب�ي‪ .‬وفي هذا ال�سياق‪ ،‬تعمل‬ ‫المناف�سة على رفع �ش�أن ُمثل التعاون والتبادل بين العلماء ال�صغار‪ .‬كما تتاح للعلماء ال�صغار فر�صة‬ ‫التعرف على العلماء الآخرين من ذوي القدرات والاهتمامات المماثلة وتلقي التوجيهات من �ألمع‬ ‫العلماء ا ألوروبيين‪ .‬ومنذ �إطلاقها عام ‪1989‬م كمعر�ض لعلوم الطلاب الأوروبيين تم ّثل الم�سابقة‬ ‫ا ألوروبية (‪ )The EU Contest‬المعر�ض ال�سنوي لأف�ضل الإنجازات العلمية التي يحققها الطلاب‬ ‫الأوروبيون‪ .‬ويحظى المعر�ض باهتمام و�سائل الإعلام‪ ،‬مع إ�عطاء الطلاب فر�صة التناف�س مع �أف�ضل‬ ‫معا�صريهم على الم�ستوى الأوروبي‪ .‬وفي عام ‪2013‬م �ضمت الم�سابقة الخام�سة والع�شرون ‪ 85‬م�شرو ًعا‬ ‫من ‪ 37‬دولة مع ‪ 126‬عال ًما �صغي ًرا تتراوح أ�عمارهم بين ‪ 14‬و ‪ 21‬عا ًما‪ .‬وقد تقا�سم الفائزون جائزة‬ ‫مالية قدرها ‪ 74.000‬دولار بالإ�ضافة �إلى جوائز �أخرى مثل الرحلات العلمية‪.‬‬ ‫ومن الممار�سات المثلى في الولايات المتحدة مهرجان العلوم والهند�سة‪� .‬أما ر�سالة المهرجان فتتمثل‬ ‫في تحفيز اهتمام ال�شباب بالريا�ضيات والعلوم والهند�سة والتقنية والحفاظ على هذا الاهتمام‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة إ�لى الدعم من أ�على الجهات‪ ،‬ت�شمل هذه المهرجانات ن�شاطات عملية وعرو�ضا حية يقوم‬ ‫بها م�شاهير العلماء والمكت�شفون وم ؤ�لفو الكتب الرائجة والخبراء من ذوي ال�شهرة العالمية‪.‬‬ ‫ومما يذكر أ�ي�ضا �أن برنامج الدعم الذي تم ت�أ�سي�سه م�ؤخ ًرا في تركيا‪ ،‬وبو�صفه مثال ًا آ�خر عن الجهود‬ ‫الحكومية ال�ضخمة التي تهدف �إلى ن�شر العلم في المجتمع‪ ،‬يهدف إ�لى بث الوعي بالم�سائل العلمية‬ ‫والتقنية وتنمية الثقافة العلمية لدى ال�شباب من خلال إ�قامة المعار�ض العلمية في المدار�س الحكومية‪.‬‬ ‫وبنا ًء على برنامج دعم المعار�ض العلمية [‪ ]44‬تمنح المدار�س الحكومية معونة مالية للطلاب من‬ ‫ال�صف الخام�س حتى الثاني ع�شر بالتعاون مع وزارة التعليم لإقامة المعار�ض العلمية‪ .‬وقد تم تقديم‬ ‫المعونة في ال�سنة الأولى من البرنامج إ�لى ‪ 1092‬مدر�سة‪ ،‬في حين زار المعار�ض حوالي مليون زائر‪ ،‬وبلغ‬ ‫عدد المعرو�ضات ‪ 30.000‬قدمها ‪ 64.000‬طالب ب�إ�شراف أ�كثر من ‪� 15.000‬أ�ستاذ‪.‬‬‫‪189‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫وبا إل�ضافة �إلى الاحتفالات الدورية الكبيرة‪ ،‬مثل المعار�ض العلمية‪ ،‬ت�ضم ا ألمثلة ا ألخرى المراكز‬‫العلمية التي لا تتوقف عن خدمة النا�س‪ .‬وفي تركيا ر أ�ى المجل�س ا ألعلى للعلوم والتقنية افتتاح مركز‬‫علمي في كل محافظة تركية بحلول عام ‪2023‬م بد ًءا ببلديات المدن‪ .‬و�ستكون المراكز العلمية [‪]44‬‬‫مقرات لم�شاركة الجمهور بالمعرفة العلمية‪ ،‬وو�سيلة لرفع م�ستوى الثقافة العلمية‪ ،‬وزي�ادة معدل‬‫الاطلاع العلمي في المجتمع‪ .‬وتما�شيا مع هذه التطورات‪� ،‬أطلق توبيتاك برنامج دعم تطور مراكز‬ ‫العلوم الذي ُي�ستخدم أ��صلا في دعم المعرو�ضات في بلديات المدن في أ�نموذج �شراكة محلي‪.‬‬‫و إ�ثر قرار المجل�س الأعلى للعلوم والتقنية تم التوقيع على عقود مع أ�ربع بلديات‪ ،‬وافتتح رئي�س الوزراء‬‫التركي م ؤ�خرا مركز العلوم في قونيا‪ .‬ومن المتوقع أ�ن يتم افتتاح المركزين ا آلخرين في عام ‪2016‬م‪.‬‬‫وتقع جميع المراكز في أ�بنية ع�صرية مزودة ب�أحدث التجهيزات‪ .‬فمثلا ي�شغل مركز العلوم في قونيا‬‫م�ساحة ‪� 20‬ألف متر مربع‪ ،‬بما في ذلك م�ساحات المعر�ض‪ ،‬و أ�ق�سام التدريب‪ ،‬وقاعات الاجتماعات‪،‬‬‫والمكتبات‪ .‬ويتطلع مركز العلوم في قونيا ألن يكون من بين أ�ف�ضل ثلاثة مراكز في العالم‪� .‬أما في‬‫الوقت الحالي فهناك ‪ 235‬معر ً�ضا قيد الت�صميم على الم�ستوى العالمي‪ ،‬كما ينفذ ‪ 40‬معر ً�ضا في‬‫المركز الذي افتتح حديثا‪ .‬ومن المعار�ض القادمة �سيكون معر�ض «�سلاطنة العلم»‪ ،‬وي�ضم ‪ 50‬وحدة‬‫معرو�ضة تتعلق ب�إ�سهامات العلماء والمخترعين وعلماء الفلك والريا�ضيات والهند�سة والطب التي‬ ‫ُنقلت �إلى أ�وروبا و�ش ّكلت الأ�سا�س الذي قامت عليه النه�ضة الأوروبية‪.‬‬‫‪ -4‬توصيات لتحقيق التميز ف�ي الابتكار بهدف التخلص م�ن فخ‬ ‫الدخل المتوسط‬‫تتطلب جهود الدول وهي ت�سعى للتخل�ص من فخ الدخل المتو�سط قد ًرا كبي ًرا من التفاني لتعزيز‬‫البحث والتطوير والابتكار ودعم نظام ريادة الأعمال لكي تحقق التميز في الابتكار‪ .‬لكن ال�سعي �إلى‬‫�إيجاد المناخ البيئي الكامل يتطلب رفع م�ستوى ا ألداء في نظام الابتكار والجهات المعنية به‪ .‬وفي نهاية‬‫المطاف ت�ستطيع نظم البيئة الجيدة م�ساعدة اقت�صاديات ب�أكملها لت�صبح اقت�صاديات تقوم على‬ ‫المعرفة وتتقدم بالابتكار‪.‬‬‫لقد بينت الممار�سات المثلى من الاقت�صاديات النامية والنا�شئة �ضرورة وجود �سل�سلة من آ�ليات‬‫الم�ساندة والت�صميم ال�سليم لل�سيا�سات لدعم البحث والتطوير والابتكار وريادة ا ألعمال‪ .‬ول�سهولة‬ ‫‪190‬‬

‫التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬يو ِجل أل ُتنباشاك‬ ‫المقارنة تم جمع �آليات الم�ساندة هذه في ممار�سات موجهة نحو ريادة ا ألعمال‪� ،‬أو برامج وم�شروعات‬ ‫عملاقة موجهة نحو مهمة معينة‪ ،‬وتحفيز جودة البحوث العلمية‪ ،‬ودعم نظام الابتكار من خلال‬ ‫ثقافة البحث والتطوير والوعي بين المهتمين بالابتكار والمجتمع‪ .‬وبنا ًء على النظرة العامة لهذه‬ ‫الممار�سات المثلى‪ُ ،‬و�ضعت التو�صيات الأربع التالية‪:‬‬ ‫ •�إن �آليات الم�ساندة التي تم ت�صميمها لتكون ذات �صفات مرحلية مهمة لدفع ن�شاطات ا ألعمال‬ ‫مرحلة تلو أ�خرى‪ .‬وبناء على الممار�سات المثلى‪ ،‬يمكن لهذه المراحل أ�ن تعالج م�ستوى الن�ضوج‬ ‫لت�أ�سي�س �شركة نا�شئة‪ ،‬و�إع�داد خطة عمل وتنفيذها‪ ،‬وتقديم الدعم لإثبات �صحة مفهوم‬ ‫ون�شاطات البحث والتطوير ذات ال�صلة‪ ،‬والانتقال �إلى مرحلة ا إلتجّ ار من الفكرة إ�لى ال�سوق‪.‬‬ ‫وفي الوقت ذاته‪ ،‬يجب أ�ن تقدم �آليات الم�ساندة هذه �ضمن خليط �صلب من ال�سيا�سات تدمج‬ ‫الدعم الإر�شادي وتوفر التمويل لر أ��س المال المخا ِطر‪ .‬وعند اللزوم‪ ،‬لا�سيما في الاقت�صاديات‬ ‫النا�شئة‪ ،‬يمكن تحفيز تمويل ر أ��س المال المخا ِطر وت�شجيعه بطريقة «تمويل التمويل»‪� .‬أ�ضف‬ ‫إ�لى ذلك ف�إن الممار�سات المثلى لزيادة ثقافة ريادة ا ألعمال في الجامعات ت�شمل ت�صميم م ؤ��شر‬ ‫جديد لت�صنيف الجامعات وتطبيقه‪.‬‬ ‫ •�إن تطبيق المنهجيات ذات الأهداف المحددة والتي تدمج المنهج الت�صاعدي مع المنهج التنازلي‬ ‫لدى الباحثين مهمة جد ًا في توجيه الموارد نحو تقنيات التطور الدقيقة‪ .‬وهذه المنهجيات مفيدة‬ ‫على نحو خا�ص في ك�سب وقت ثمين في عملية اللحاق بمخرجات نظم أ�كثر تقدما واقت�صاديات‬ ‫مبنية على الابتكار‪ .‬و�إن مرونة المنهجيات الموجهة نحو هدف محدد‪ ،‬وبالتالي نجاحها‪ ،‬يم ّكن‬ ‫من دفعها نحو الأمام بتطبيق ممنهج لبرامج تعتمد على طلب العرو�ض والتي ُت َع ُّد حا�سمة في‬ ‫زيادة تميز الابتكار‪ .‬أ��ضف إ�لى ذلك ف إ�ن الم�شروعات العملاقة التي تنفذ بو�صفها حالات خا�صة‬ ‫من مناهج محددة ا ألهداف ت�ساعد في توجيه المهتمين بالابتكار نحو الم�شروعات الكبرى‪.‬‬ ‫ •ينبغي على المنهجيات التي تف�ضل التميز أ�ن تكون قادرة على إ�كمال الجهد الأكبر في تح�سين‬ ‫أ�داء المناخ البيئي للابتكار‪ ،‬لا �سيما نحو تقديم المخرجات التي ت�ساعد البلاد على التخل�ص‬ ‫من فخ الدخل المتو�سط‪ .‬مثل هذه المنهجيات التي تف�ضل التميز البحثي وجودة البحوث ت�شمل‬ ‫قابلية التغير في النفقات الإ�ضافية للم�شروع بح�سب �أداء البحث ومنهجيات أ�كثر ابتكا ًرا لزيادة‬ ‫م�ستوى المناف�سة ا إليجابية بين الجامعات‪ .‬وقد يكون ذلك مرتبطا بنتائج م ؤ��شر ت�صنيف‬‫‪191‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫الجامعة‪ .‬وب�صفة عامة‪ ،‬قد تت�ضمن �أدوات تح�سين جودة البحوث خطط حوافز للجامعات‬‫والباحثين وال�شركات مبنية على ا ألداء‪ .‬ولا تقل أ�همية ت�صميم أ�دوات ال�سيا�سات لتح�سين جودة‬ ‫البحوث في نظام البيئة عن �أهمية البرامج الجديدة‪.‬‬‫ • إ�ن الجهد الم�ضاعف الذي يبذل للتخل�ص من فخ الدخل المتو�سط عن طريق القيام بخطوات‬‫أ�و�سع نحو التحول �إلى اقت�صاد قائم على الابتكار يتطلب قبول باحثين جدد في النظام‪ .‬ويتراوح‬‫التنوع بين المهتمين بالبحث والتطوير الذين يقومون بتقديم م�شروعهم ا ألول وبين ت�شجيع‬‫باحثي ورواد �أعمال الم�ستقبل من خلال �إقامة المعار�ض العلمية‪ .‬وفي الوقت ذاته من المهم العمل‬ ‫على ن�شر العلوم داخل المجتمع بحيث يزداد تقبل ا�ستخدام الابتكارات التقنية في المجتمع‪.‬‬‫‪ -5‬سياسات مقترحة لتحسين التميز في الابتكار في المملكة‬ ‫العربية السعودية‬‫يمكن تقديم ن�صائح محددة لعملية �صنع ال�سيا�سات في المملكة العربية ال�سعودية لل�سعي لتحقيق‬‫التميز في الابتكار المبني على الت�أثير الم�شترك لر أ��س مالها الطبيعي والب�شري‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪،‬‬‫أ�ن�ش�أتجامعةالملكعبدالعزيزذراعاا�ستثماريةبموجبمر�سومملكيعرفتبا�سمواديجدة‪،‬وهي‬‫�شركة م�ساهمة‪ .‬وعلى اعتبار �أن هذه هي من التجارب ا ألولى من نوعها في المملكة العربية ال�سعودية‬‫فقد ُخطط لها أ�ن يكون ل ألموال أ�نموذج تجاري قائم على نقل المعرفة والبحث والتطوير والربح‪.‬‬‫وللا�ستفادة من ر أ��س المال ب�صورة فعالة‪ ،‬يمكن لل�شركة الفرعية �أن تهتم لتقديم نواة ر�أ�س مال‬‫�إلى ال�شركات النا�شئة بهدف تنمية ريادة الأعمال في خطة �شبيهة بالبرامج متعددة المراحل كالتي‬‫عر�ضناها في هذا الف�صل‪ ،‬أ�ي برنامج ‪ SBIR‬وتوبيتاك ‪ 1512‬و ‪ .PRISM‬فمثل هذا ال�صندوق‪� ،‬أو‬‫ال�صناديق المماثلة‪ ،‬يمكن �أن يحول إ�لى �صندوق ر�أ�س مال مخا ِطر يدعم ا ألفكار المبدعة مع إ�مكانية‬‫توليد منتجات ذات قيمة إ��ضافية عالية‪ .‬وبنا ًء على الممار�سات المثلى في مركز ال�شعلة‪ ،‬و�سبرينغ‬‫�سيدز‪ ،‬وبرنامج المخاطر في المك�سيك‪ ،‬وتوبيتاك ‪ 1514‬ن�ستطيع �أن نرى �أن با�ستطاعة المملكة العربية‬‫ال�سعودية أ�ن ت ؤ��س�س خطة خا�صة لتحفيز بيئة ر�أ�س المال المخا ِطر في البلاد‪ .‬ومن ناحية أ�خرى‪،‬‬‫ب إ�مكان جامعة الملك عبد العزيز �أن ت�ؤ�س�س برنامج ًا يمنح ال�شهادات ويهدف إ�لى تنمية ن�شاطات‬‫الطلاب في مجال ريادة ا ألعمال‪ .‬هذه التو�صيات الثلاثة يجب �أن ُيخطط لها معا بحيث يت�سنى لها‬ ‫‪192‬‬

‫التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬يو ِجل أل ُتنباشاك‬ ‫تعزيز احتياجات ر ّواد ا ألعمال ونظام بيئة ريادة الأعمال في البلاد‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بت�صنيف الجامعات بحيث يعك�س احتياجات الاقت�صاديات النا�شئة‪ ،‬ف إ�ن التجربة‬ ‫التركية في إ�ن�شاء «م ؤ��شر خا�ص بن�شاط الجامعة في الابتكار وريادة الأعمال» يمكن الا�ستفادة منه‬ ‫ك أ�حد الممار�سات المثلى لم ؤ��شر مماثل يلبي احتياجات الجامعات ال�سعودية‪ .‬فمثلا‪ ،‬إ�ن الت�صنيف‬ ‫الأكاديمي للجامعات العالمية ل�سنة ‪2014‬م [‪ ]45‬ي�ستخدم �ستة معايير في ت�صنيف الجامعات‪ .‬وت�شمل‬ ‫هذه المعايير عدد الخريجين الفائزين بجائزة نوبل وميداليات فيلدز‪ ،‬وعدد �أع�ضاء هيئة التدري�س‬ ‫الفائزين بهذه الجوائز‪ ،‬وعدد الباحثين ذوي المرجعية العالية بح�سب اختيار توم�سون رويترز‪ ،‬وعدد‬ ‫ا ألوراق العلمية المن�شورة في مجلتي «الطبيعة ‪ Nature‬و «العلوم ‪ ،»Science‬وعدد ا ألبحاث المذكورة‬ ‫في فهر�س الاقتبا�سات العلمية وفهر�س اقتبا�س العلوم الاجتماعية المو�سع‪ ،‬و أ�داء الجامعة الفردي‪.‬‬ ‫ومن بين هذه كلها يمكن تطبيق جائزة نوبل وميداليات فيلدز على جامعات النخبة‪ ،‬وقد لا تكون‬ ‫ذات �صلة بالاقت�صاديات النا�شئة‪ .‬فهذان الم�ؤ�شران ب�صفة خا�صة غير منا�سبين لإذكاء مناخ تناف�س‬ ‫�إيجابي في الجامعات بهدف تحفيز ن�شاطات ريادة ا ألعمال‪ .‬وبالرغم من �أن جامعة الملك عبد‬ ‫العزيز وثلاث جامعات �سعودية �أخرى داخلة في الت�صنيف المذكور‪ ،‬إ�لا �أنه من المفيد إ�حداث م ؤ��شر‬ ‫م�ستقل يحذو حذو التجربة التركية التي تعدل الم�ؤ�شرات ح�سب حاجتها‪.‬‬ ‫ومن الممكن دمج ت�صنيف الجامعات مع الممار�سات المثلى بهدف تحفيز جودة البحث بنا ًء على‬ ‫أ�داء الت�صنيف‪ .‬فمثلا‪ ،‬يمكن لتلك الجامعات التي ت�صنف عاليا بح�سب الم ؤ��شر‪� ،‬أن تح�صل على‬ ‫حوافز في خطط التمويل القائمة على الأداء والم�شابهة لتلك المعتمدة في المملكة المتحدة‪ .‬كما يمكن‬ ‫تطبيق خطة م�شابهة على الباحثين بحيث يمكن للعلماء من ذوي ا ألداء العالي الح�صول على المنح‬ ‫المالية‪ ،‬بالإ�ضافة إ�لى منحة الم�شروع‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬وبالإ�ضافة �إلى الحوافز التي تمُ نح للنا�ضجين‬ ‫من الباحثين‪ ،‬يمكن البدء بن�شاطات تعزز وتكمل تعليم التقنية والعلوم والريا�ضيات والهند�سة في‬ ‫عمر مبكر من خلال المعار�ض والمهرجانات العلمية‪ .‬كما يمكن �أخذ الممار�سات المثلى في هذا المقام‬ ‫من م�سابقة العلماء ال�صغار في الاتحاد ا ألوروبي‪ ،‬ومهرجان العلوم والهند�سة في الولايات المتحدة‪،‬‬ ‫وبرنامج دعم معار�ض العلوم في تركيا‪.‬‬ ‫وت�شتهر مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا ‪ KACST‬ب إ�طلاقها م�شروعات رئي�سة مثل‬ ‫القمر الا�صطناعي �سعودي �سات – ‪ 4‬وحل ال�شفرة الوراثية للجمل العربي‪ .‬ويمكن ا�ستغلال موقع‬‫‪193‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫مدينة الملك عبد العزيز في ت�أ�سي�س برنامج دعم لم�شروعات عملاقة توجه ن�شاطات ا إلبداع والبحث‬‫والتطوير التي ت�ستهدف �أولويات البلاد و‪�/‬أو قطاعات تقنية الا�ستراتيجيات في المدينة‪ .‬ففي‬‫الم�شروعات العملاقة‪ ،‬يمكن تحديد المو�ضوعات في منهجيات الهدف المحدد وتعاون أ�هم جهات‬‫البحث والتطوير في البلاد‪ ،‬بحيث يمكن دعمه بالحوافز المالية �ضمن ميزانية الم�شروع‪ .‬و إ�ذا �شئنا‬‫المزيد من الدقة‪ ،‬ف إ�ن الم ؤ��س�سات البحثية وقطاعات التقنية الا�ستراتيجية (مثل تقنية الماء‪ ،‬وتقنية‬‫النفط والغاز‪ ،‬وتقنية الطاقة‪ ،‬والمواد البتروكيماوية‪ ،‬والمواد المتقدمة‪ ،‬وتقنية النانو‪ ،‬وتقنية البناء‬‫والت�شييد) يمكنها �أن ت�أخذ م�شروعا رئي�سا على الأقل تكر�سه لتح�سين م�ستوى التميز في البلاد بنا ًء‬‫على جيل من المنتجات والتقنيات الجديدة‪ .‬كما يمكن أ�خذ الممار�سات المثلى أ�ي ً�ضا من الم�شروعات‬‫الوطنية العملاقة في ال�صين ومبادرات كوريا الجنوبية وبرامج توبيتاك ‪ 1007‬في تركيا‪ .‬وبهذه‬‫الطريقة ت�ستطيع المملكة العربية ال�سعودية وغيرها من البلدان أ�ن تخطو خطوات وا�سعة من خلال‬ ‫الجمع بين أ��صول ر أ��س المال الب�شري والطبيعي في ال�صعود نحو دعم «التميز في الابتكار»‪.‬‬ ‫‪ -6‬الخاتمة‬‫قدمنا في هذا الف�صل دليلا تجريبيا وممار�سات مثلى تخ�ص أ�همية الا�ستثمار في الابتكار والبحث‬‫والتطوير‪ .‬وقدمنا ما مجموعه ‪ 35‬من الممار�سات المثلى عبر أ�ربع فئات من تعزيز ريادة ا ألعمال‪،‬‬‫والبرامج الموجهة نحو هدف معين‪ ،‬والحوافز المبنية على جودة البحوث‪ ،‬ودعم نظام الابتكار من‬‫خلال الوعي بالبحث والتطوير‪ .‬ويلخ�ص الجدول (‪ )2‬بلدان هذه الممار�سات المثلى مع التو�صيات‬‫الرئي�سة‪ .‬هذه الممار�سات المثلى تنطبق أ�ي�ضا على البلدان في مرحلة الخلا�ص من فخ الدخل‬‫المتو�سط‪ ،‬والبلدان الغنية بالنفط ا ألقل تقدما من الناحية التقنية‪ ،‬والتي ح�صلت على مركز الدول‬‫عالية الدخل بف�ضل مواردها الطبيعية‪ .‬أ�ما البلدان التي حققت التميز في الابتكار فعليها �أن تجمع‬ ‫ا أل�صول من ر أ��سمالها الب�شري والطبيعي لكي تنتج مخرجات وتقنيات ذات قيمة إ��ضافية عالية‪.‬‬ ‫‪194‬‬

‫التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬يو ِجل أل ُتنباشاك‬ ‫الجدول ‪ .2‬ملخ�ص الممار�سات الدولية المثلى والتو�صيات الرئي�سة‪.‬‬‫ال�سيا�سات المو�صى بها‬ ‫المك�سيك‬ ‫�سنغافورة‬ ‫ال�صين‬ ‫الهند‬ ‫البرازيل‬ ‫اليابان‬ ‫كوريا الجنوبية‬ ‫الاتحاد الأوروبي‬ ‫الولايات المتحدة‬ ‫تركيا‬ ‫الممار�سات المثلى‬‫ •ب��رام��ج �أع��م��ال م�ت�ع�ددة‬‫✓ ✓ ✓ ✓ •ارل أ�م�ر�اسحملال مخاطر لمنتجات‬‫ •�ذشاهاتدقايتمةفيمر�يضاادفةةاع ألالعيمةال‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫تعزيز ريادة‬ ‫الأعمال‬‫ •م�����ش��روع��ات ع��م�ل�اق��ة‬ ‫برامج‬ ‫موجهة‬ ‫ل ألولويات الوطنية‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫ألهداف‬‫ •نفقات �إ�ضافية قائمة على‬ ‫✓‬ ‫محددة‬‫ •�أمد�ؤا�ءشارلم�شمعرودعل ب�شكل خا�ص‬ ‫تحفيز جودة‬ ‫البحوث ✓ ✓ ✓ ✓‬ ‫لترتيب الجامعة‬‫ • إ�ق��ام��ة الم�ع�ار��ض العلمية‬ ‫✓‬ ‫✓✓‬ ‫دعم الوعي‬ ‫بالبحث ✓ ✓ ✓‬ ‫والمعرفية‬ ‫والتطوير‬ ‫المراجع‬ ‫‪1. Gill, I. and H. Kharas, An East Asian Renaissance: Ideas for Economic Growth, Washing-‬‬ ‫‪ton D.C.: World Bank (2007).‬‬ ‫‪2. Im, F. G. and Rosenblatt D., Middle-Income Traps, A Conceptual and Empirical Survey,‬‬ ‫‪Policy Research Working Paper, World Bank (2013).‬‬ ‫‪3. World Bank Data Set, GNI Per Capita, PPP Current 2011 Dollars <http://‬‬ ‫‪data.worldbank.org/>.‬‬‫‪195‬‬

‫ تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬:‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‬4. World Bank, China 2030: Building a Modern, Harmonious, and Creative High- Income Society (2012).5. OECD, The People’s Republic of China: Avoiding the Middle-Income Trap Policies for Sustained and Inclusive Growth (p. 3), September 2013.6. World Economic Forum, The Global Competitiveness Report 2014-2015.7. OECD, Education at a Glance 2014: OECD Indicators (p.229) (2014).8. World Bank, Education Statistics: Education Attainment.9. Ministry of National Education Statistics 2011-2012 (p. 209).10. Turkish Statistical Institute (TurkStat) <http://www.turkstat.gov.tr/>.11. OECD, Main Science and Technology Indicators, Paris: 2013.12. UNESCO Institute for Statistics, GERD as a percentage of GDP Saudi Ara- bia <http://www.uis.unesco.org/>.13. OECD, Business Innovation Policies: Selected Country Comparisons (p.15), (2011).14. World Bank, Doing Business 2014 Understanding Regulations for Small and Medium-Size Enterprises, 11th Edition, 2013.15. SBIR Program <http://www.acq.osd.mil/osbp/sbir/about/index.shtml>.16. SBA <http://www.sba.gov/category/navigation-structure/about-sba>.17. The Scientific and Technological Research Council of Turkey, Entrepreneur- ship Programs <http://www.tubitak.gov.tr/tr/destekler/girisimcilik/ulusal- destek-programlari>.18. Department of Scientific and Industrial Research, PRISM Program <http:// www.dsir.gov.in/12plan/prism/prism.htm>.19. Torch Center <http://168.160.159.71/english/areas_three.htm> (Access: July 2014)20. SPRING SEEDS <http://www.spring.gov.sg/entrepreneurship/fs/fs/Pag- es/business-angel-scheme.aspx>.21. Secretaría de Economía <http://www.economia.gob.mx/en>. 196

‫ يو ِجل أل ُتنباشاك‬.‫د‬.‫ أ‬:‫التميز في الابتكار والاقتصاد المعرفي‬ 22. The Supreme Council for Science and Technology, Presentation of TUBITAK President <http://www.tubitak.gov.tr/tr/icerik-bilim-ve-teknoloji-yuksek-ku- rulu-28-toplantisi-6-ocak-2015>. 23. European Commission, Knowledge Triangle and Innovation, European Insti- tute of Innovation and Technology. 24. TÜBİTAK, Entrepreneurial and Innovative University Index <http://www. tubitak.gov.tr/tr/kurumsal/politikalar/icerik-girisimci-ve-yenilikci-universite- endeksi> 25. Wu, Hequan, «The Progress of communication technology subject of hi-tech research development plan of China,’’ International Conference on Communication Tech- nology Proceedings, 2000 (Beijing). 25- 26. 863 Program, <http://www.most.gov.cn/eng/programmes1/200610/ t20061009 _36225.htm>. 27. TÜBİTAK <http://www.tubitak.gov.tr/tr/kurumsal/politikalar/icerik-ub- tys-2011-2016>. 28. TÜBİTAK, Academic Grant Programs <http://www.tubitak.gov.tr/tr/ destekler/akademik/ ulusal-destek-programlari>. 29. TÜBİTAK, Industrial Grant Programs <http://www.tubitak.gov.tr/tr/ destekler/sanayi/ ulusal-destek-programlari>. 30. Chinese Government, National S&T Major Projects <www.nmp.gov.cn>. 31. National Research Foundation of Korea <http://www.nrf.re.kr/nrf_eng_ cms/>. 32. TÜBİTAK, Public Grant Programs <http://www.tubitak.gov.tr/tr/destekler/ kamu/ulusal-destek-programlari>. 33. Research Councils UK, Efficiency 2011-15: Ensuring Excellence with Impact, (2011). 34. Hicks D., , Performance-based University Research Funding Systems, Elsevier Research Policy (2011). 35. Research Assessment Exercise <http://www.rae.ac.uk/>.197

‫ تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬:‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‬36. The Higher Education Authority, Report of the Group on Research Overheads, (2003).37. EC European Universities Forum For Financial Sustainability Project, From Incremental Funding to Quality & Performance Indicators: Re- forms of Higher Education Funding in the Czech Republic (2012).38. TÜBİTAK, Applications and Directives <http://www.tubitak.gov.tr/ tr/destekler/akademik/ uygulamalar-ve-yonergeler>.39. Zhongguancun Science Park <http://en.zhongguancun.gov.cn/>.40. Ministério da Ciência, Tecnologia e Inovação <http://www.mcti.gov. br/>.41. Japan Science and Technology Agency, Research and Development Programs Focused on Technology Transfer <http://www.jst.go.jp/ EN/operations/operation_b.html>.42. White House Science Fair Fact Sheet & Backgrounder, 2014 <http:// www.whitehouse.gov/the-press-office/2014/05/27/white-house-sci- ence-fair-fact-sheet-backgrounder>.43. EC EU Contest for Young Scientists <http://ec.europa.eu/research/ eucys/>.44. TÜBİTAK, Science and Society Grant Programs <http://www.tubitak. gov.tr/tr/destekler/ bilim-ve-toplum/ulusal-destek-programlari>.45. Academic Ranking of World Universities 2014 <http://www.shanghai- ranking.com/World-University-Rankings-2014>. 198

‫التميز في التعاون الدولي‬ ‫الفصل التاسع‬‫الأستاذ الدكتور عدنان زاهد‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪200‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫‪ -1‬المقدمة‬ ‫يتناول هذا الف�صل التميز في التعاون الدولي‪ .‬وتناق�ش الفقرة ‪ 2‬م�صطلحات مختلفة مثل التعاون‬ ‫(‪ ،)cooperation‬والم�شاركة (‪ )collaboration‬والم�ساعدة (‪ )aid‬والفوارق والعلاقة بينها‪ .‬ويتبع‬ ‫ذلك بع�ض الت�صورات العامة المتعلقة بالتعاون الدولي كو�سيلة لو�ضع التعاون الجامعي كما يجب �أن‬ ‫يكون‪ .‬و�سنتناول التعاون الدولي والتعاون الجامعي بمزيد من ال�شرح والتف�سير من هذا المنطلق في‬ ‫الفقرة ‪� .3‬أما الفقرة ‪ 4‬فتناق�ش التبادل الطلابي وتبادل الخبراء وا أل�ساتذة وت�أثيرات هذه العمليات‬ ‫التبادلية وعائداتها‪ .‬و أ�ما الفقرة ‪ 5‬فتتناول ثلاثة أ�مثلة عن التعاون الدولي‪ :‬الأول يغطي التعاون‬ ‫الدولي في التعليم العالي في المملكة العربية ال�سعودية ب�صفة عامة‪ ،‬والثاني يناق�ش التعاون الجامعي‬ ‫الدولي وتطبيقه في �إحدى الجامعات المرموقة في العالم‪ ،‬وهي جامعة كوبنهاجن (‪Copenhagen‬‬ ‫‪ )University‬في الدنمارك‪ .‬و أ�ما المثال الثالث فينظر في أ�حد البرامج الطليعية المتعلقة بالتعاون‬ ‫التقني الدولي‪ ،‬وهو برنامج منح فولبرايت‪ .‬وتحتوي الفقرة ‪ 6‬على ملحوظات ختامية‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعاون‬ ‫العمل التعاوني مهمة تتحقق باقت�سامها بين الم�شاركين‪ ،‬بحيث يكون كل �شخ�ص م�س ؤ�ولا عن جزء من‬ ‫حل الم�شكلة [‪ .]1‬ويمكن تحقيق التعاون حين ي�ؤدي الم�شاركون ا ألجزاء المخ�ص�صة لهم ب�شكل م�ستقل‪،‬‬ ‫ثم ي أ�تي الجميع بنتائجهم إ�لى الطاولة‪.‬‬ ‫وي�صف مفهوم التعاون الدولي جميع ن�شاطات التعاون مع الدول ا ألجنبية‪� ،‬سواء �أكان بين منظمات‬ ‫غير حكومية‪� ،‬أو ثنائيا (بين بلد و آ�خر) أ�و متعدد الأط�راف (م�شتركا بين عدد من الدول) أ�و لا‬ ‫مركزيا (بين �سلطات محلية)‪.‬‬ ‫وال�ذي و�ضع التعريف ال�دارج للتعاون ال�دولي في الأدبيات هو روب�رت كيوهين عام ‪1984‬م [‪.]2‬‬ ‫ويفتر�ض كيوهين وجود حالة من التعار�ض ال�سيا�سي بين الدول عند ال�شروع في �أية اتفاقية تعاون‪.‬‬ ‫بعد ذلك يتم التفاو�ض على �إعادة �ضبط ال�سيا�سات لجعل الاتفاقيات تتما�شى مع ما يف�ضله كل‬ ‫طرف‪ .‬وحين تتناغم ال�سيا�ستان‪ ،‬يكتمل التعاون‪.‬‬ ‫�أما الم�ساعدة فهي �شيء مختلف عن التعاون‪ ،‬ولها م�ضامين اجتماعية تفتر�ض م�سبقا وجود علاقة‬‫‪201‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫بين الطرفين‪ ،‬لكنها لا تت�ضمن التقا�سم‪ .‬فهي تنطوي على عدم الم�ساواة‪ ،‬ويكفي �أن الم�ساعدة ت�أخذ‬‫زمام المبادرة لم�صلحة ا آلخر مع قدر معين من الامتياز [‪ .]3‬وت�ستطيع الجامعات �أي�ضا الدخول في‬‫اتفاقيات‪ ،‬حيث يتلقى أ�حد الطرفين م�ساعدة من الطرف ا آلخر (كما هي الحال مثل ًا بين جامعة في‬ ‫إ�حدى الدول النامية و�أخرى في العالم المتقدم)‪.‬‬‫أ�ما الم�شاركة فهي العمل مع ا آلخرين بهدف إ�نتاج �أو إ�يجاد �شيء معين‪ .‬و ُت�ستخدم هذه العبارة في‬‫�سياق الجامعات‪ ،‬لا �سيما على م�ستوى البحوث العلمية‪ .‬ويرى رو�شيل وتيزلي [‪� ]1‬أن العمل الم�شترك‬ ‫هو عمل متبادل بين الم�شاركين في جهد من�سق لحل م�شكلة معا [‪.]4‬‬‫وللبحث الم�شترك وجوه عدة ذات طيف وا�سع‪� ،‬أوله ال�شراكة الكلا�سيكية بين باحثين يعملون في‬‫المختبر أ�و في الق�سم الأكاديمي ذاته‪ ،‬و آ�خره ال�شراكة بين باحثين في بلدان مختلفة‪ .‬وربما يعمل‬‫أ�حيانا باحثان �أو �أكثر ب�شكل م�ستقل في م ؤ��س�سات مختلفة‪ ،‬ومع ذلك ي�شترك ه�ؤلاء في م�شروع واحد‪.‬‬‫وقد يحدث هذا عند العمل على جوانب مختلفة من الم�شروع ذاته‪ ،‬فيتبادل الباحثون المعطيات‪،‬‬‫ويجمعونها للم�شروع ب�أكمله‪ ،‬ثم يجرون تحليلا م�شتركا لهذه المعطيات‪ ،‬ويكتبون التقرير معا‪،‬‬‫وين�شرون النتائج معا‪ .‬لكن الم�شاركات بين الباحثين تتعقد على نحو خا�ص حين يعمل الباحثون في‬‫بلدان مختلفة‪ .‬ولا يتوقف الأمر عند �صعوبة الات�صالات ب�سبب ُبعد الم�سافات‪ ،‬مما ي ؤ�ثر �سلبا على‬ ‫ا إلحاطة بالم�شروع‪ ،‬بل �إن الاختلافات الثقافية قد تعقد التوا�صل وتعرقل �سير الم�شروع ب أ�كمله‪.‬‬‫لقد م�ضى على ا�ستخدام تعبير «يتعاون ‪ /‬التعاون» �سنون عدة‪ .‬أ�ما كلمتا «ي�شارك ‪ /‬م�شاركة» فلم‬‫تدخلا قامو�س الم�صطلحات �إلا م ؤ�خ ًرا‪ .‬ولكن ما هي أ�وجه الخلاف بينهما؟ إ�نهما كلمتان مترادفتان‬‫في ا أل�صل‪ ،‬حيث ُت�ستخدم �إحداهما بدلا من الأخرى‪ ،‬لكنهما تمثلان طريقتين مختلفتين جدا في‬‫ا إل�سهام في مجموعة‪ ،‬وكل منهما يجلب معه ديناميكياته ومركبات قوته التي ت�شكل المجموعات‬ ‫بطرق مختلفة‪.‬‬‫وبعبارة أ�خرى‪ ،‬يمكن تحقيق التعاون في حال قيام جميع الم�شاركين بعمل الأجزاء الموكلة �إليهم كل‬‫على حدة‪ ،‬ومن َثم ا إلتيان بنتائجهم �إلى الطاولة‪ ،‬في حين �أن الم�شاركة تت�ضمن تفاعلا مبا�ش ًرا بين‬‫الأفراد بهدف �إنتاج منتج معين‪ ،‬وتت�ضمن مفاو�ضات ومناق�شات و إ�دخال �آراء الآخرين‪ .‬أ�ما الفارق‬‫ا أل�سا�س بين هاتين الطريقتين في العمل الجماعي فيكمن في �أن التعاون يركز اهتمامه على العمل‬‫معا من �أجل إ�نتاج منتج معين في نهاية الم�شروع‪ ،‬في حين أ�ن الم�شاركة الناجحة تتطلب أ�ن ي�سهم‬ ‫‪202‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫الم�شاركون في عملية �إيجاد المعرفة [‪.]5 ،1‬‬ ‫وتكت�سب الم�شاركة أ�همية خا�صة في الم�شروعات المعقدة التي ت�ضم �أجزاء أ�و ِف َرق ًا أ�و وكالات عدة‪ .‬أ�ما‬ ‫التعاون فينا�سب الم�شروعات �أو الاتفاقيات التي يكون فيها كل م�شارك م�س ؤ�ولا عن إ�نجاز جزء معين‬ ‫من المهمة الكاملة‪ ،‬كما هي الحال في م�شروعات البحث الم�شتركة‪ .‬وربما كان على بع�ضهم الم�شاركة‬ ‫والتعاون مع زملائهم من أ�ع�ضاء الفريق‪ .‬لذلك تو�صف مجموعة العمل في �سياق الم�شاركة أ�و التعاون‬ ‫تبعا للمهمة وطريقة توزيعها و أ�دائها بين الم�شاركين‪� .‬أما عمل المجموعة المو�صوف في هذا الف�صل‬ ‫ف�سنتناوله من منظور التعاون‪.‬‬ ‫�إن المناف�سة هي عك�س التعاون �أو الم�شاركة‪ .‬فقدر �ضئيل من المناف�سة بين أ�ع�ضاء المجتمع ي�سهم في‬ ‫�صنع نظام اجتماعي �صحي‪ .‬فهو يمنعه من الانحدار نحو عدم الكفاءة‪ .‬لكن المبالغة في المناف�سة‬ ‫تترك �آثا ًرا �سيئة دون �شك‪ .‬فكثير من الجامعات المرموقة تعامل زميلاتها كما لو كانت مناف�سة لها‪.‬‬ ‫فهي تارة متعاونة‪ ،‬وتارة م�شاركة في البحث وال�شهادات الم�شتركة‪ ،‬وتارة �أخرى مناف�سة على �ألمع‬ ‫و أ�ف�ضل الطلاب و�أع�ضاء هيئة التدري�س‪.‬‬ ‫‪ -3‬التعاون الدولي والجامعي‬ ‫�إن الم�شاركة والتعاون الدوليين بين الجامعات هما �شكلان من �أ�شكال العمل الم�شترك لتحقيق �أف�ضل‬ ‫النتائج في التعلم والبحث‪ .‬فالتعاون الجامعي الدولي جزء من ميدان �أو�سع من التعاون الدولي الذي‬ ‫تطور منذ نهاية الحرب الباردة‪.‬‬ ‫ومع �أن التعاون الجامعي الدولي كان منذ مدة طويلة مطروحا على جدول أ�عمال الهيئات والم�ؤ�س�سات‬ ‫الحكومية‪� ،‬إلا أ�نه لم يع ّد عن�صرا مهما في التعليم والبحث العلمي �إلا منذ �سنوات قليلة [‪ .]7‬فقد‬ ‫�صار مو�ضو ًعا بار ًزا في ال�سنوات ا ألخيرة‪ ،‬ون�شاطا جامع ًيا على جانب كبير من ا ألهمية‪ .‬لكن تطور‬ ‫التعاون الدولي في الحياة الجامعية كان في أ�غلب الأحيان عملية م�ضنية‪ ،‬كما تطورت �سيا�سات‬ ‫التعاون لت�صبح مجموعة من ا�ستراتيجيات المنظمات [‪ .]7‬فالتعاون الدولي بين الجامعات هو �أحد‬ ‫الن�شاطات الجامعية الكثيرة التي لي�س لها مجموعة من ال�صفات الجاهزة والمرئية فيما يخ�ص‬ ‫تطور الجودة‪.‬‬‫‪203‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫ومن �سوء الطالع‪ ،‬ف�إن الفوائد المتوقعة من التعاون الجامعي الدولي لي�ست وا�ضحة لدى الأغلبية‬‫حتى ا آلن‪ .‬ف�أحيانا هو نفقات لا مبرر لها‪ ،‬أ�و التزام‪ ،‬أ�و ن�شاط يما َر�س مراعا ًة لمظاهر الرقي‪ .‬ورغم‬‫هذه الآراء ال�سلبية‪ ،‬تم دمج التعاون الجامعي م�ؤخ ًرا �ضمن البنية الم�ؤ�س�ساتية في عدد متزايد من‬‫الجامعات‪ .‬ففي معظم الجامعات اليوم يوجد مكتب أ�و �إدارة م�س ؤ�ولة عن التعاون ال�دولي‪ ،‬مع‬‫ا�ستراتيجية وخطة عمل محددة تقوم ب�سل�سلة من الن�شاطات الدولية [‪ .]7‬لكن من المهم عدم الخلط‬‫بين مجرد القيام بن�شاطات دولية‪ ،‬وبين حيازة �سيا�سات تعاون مفيدة وفعالة وممكنة وفعلية تهدف‬‫للتطور‪ .‬ولا بد لنا من �أن نفهم �أن وجود عدد لا ب أ��س به من الطلاب الأجانب أ�و بع�ض المقررات‬‫التي تعالج مو�ضوعات دولية لا يعني ب�أية حال من الأحوال أ�ن الجامعة المعنية تطبق بالفعل التعاون‬ ‫الجامعي الدولي ب�شكل حقيقي وملمو�س‪.‬‬‫في ال�سنوات الأخ�رية تزايدت التوقعات ب�ش أ�ن الحاجة لتبني ر�ؤى جديدة في ن�شاطات التعاون‬‫الجامعي الدولي التي ت�ستهدف البلدان الأقل تقدما‪ .‬لكن الجامعات بحاجة �إلى �أن تتبو�أ مكانة‬‫في ميدان التعاون الدولي الهادف للتطور أ�رفع و�أكثر أ�مانا مما ا�ستطاعت كثير من المنظمات غير‬‫الحكومية معالجته في ال�سنوات ا ألخيرة‪ .‬لذلك على الإدارة الجامعية أ�ن تتغلب على ال�ضائقة المالية‬ ‫والمعوقات ا ألخرى في �سعيها نحو تعزيز دمج التعاون الدولي في م ؤ��س�ساتها‪.‬‬‫وي�شكل التعـاون الدولي الفني �أحد �أ�شكال التعاون الجامعي الدولي‪ .‬ففي القرن التـا�سع ع�شر‪،‬‬‫قال أ�لفرد نوبل‪ « :‬إ�ن ن�شر المعرفـة يعني ن�شـر الرفاهيـة»‪ .‬ويمكننـا �أن نقـول �إن أ��صل التعـاون‬‫الفنـي يعود إ�لى تلك المقولة‪ ،‬وقد تطور بالت�أكيد �إلى ما هو عليه اليوم وفق هذا ال�ر أ�ي‪ .‬وتع ّرف‬‫منظمة التعاون الاقت ـ�ــصادي والتنمية ‪(The Organization for Economic Cooperation‬‬‫)‪ and Development, OECD‬التعاون الفني ب�أنه «الن�شاطات التي تهدف قبل كل �شيء �إلى رفع‬‫م�ستوى المعرفة‪ ،‬والتقنيات‪ ،‬والمعرفة العملية‪� ،‬أو القدرات المنتجة ل�شعوب البلدان النامية‪� ،‬أي بمعنى‬‫�آخر‪ ،‬زيادة ح�صيلتهم من ر�أ�س المال الفكري الب�شري‪� ،‬أو قدرتهم على ا�ستخدام الموارد الحالية‬‫بكفاءة بالغة» [‪ .]6 ،3‬وعلى اعتبار �أن التعاون الفني من الم�سائل ا أل�سا�س في هذا الف�صل‪ ،‬ف�إننا‬ ‫�سن�سوق فيما يلي تعري ًفا له أ��شمل‪.‬‬‫يمكن تعريف التعاون الفني ب أ�نه ذلك الفرع من التعاون التنموي الذي ي�ستخدم �شرط المعرفة العملية‬‫على �شكل الجهاز ا إلداري‪ ،‬والتدريب‪ ،‬والبحوث العلمية‪ ،‬وتكاليف التنمية المرافقة‪ .‬كما ي�شمل‬ ‫‪204‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫الإ�سهامات في التنمية من خلال التعليم والتدريب الهادف �إلى رفع م�ستوى المعرفة‪ ،‬والمهارات‪،‬‬ ‫والمعرفة الفنية‪ ،‬أ�و القدرات المنتجة لدى �شعوب الدول النامية‪ ،‬الذي يزيد بدوره ح�صيلتهم من ر�أ�س‬ ‫المال الفكري‪ ،‬أ�و قدرتهم على ا�ستخدام ما لديهم من قدرات بفعالية �أكبر [‪.]6 ،3‬‬ ‫إ�ن الهدف ا أل�سا�س للتعاون الفني هو دعم قدرة ال�شعوب والمنظمات على تج�سيد إ�مكاناتها لتحديد‬ ‫أ�هدافها وتطويعها وتقويتها والحفاظ عليها‪ .‬وتتج�سد أ�هداف التعاون الفني في �أن على البلدان �أو‬ ‫الم ؤ��س�سات التي تتمتع بم�ستوى عال من التقدم في مجالات بعينها أ�ن ت�سهم في حل م�شكلات محددة‬ ‫تعاني منها بلدان أ�و م ؤ��س�سات أ�قل تقدم ًا‪ ،‬وذلك من خلال نقل القدرات العلمية والتقنية والموارد‬ ‫الب�شرية والمادية وتبادلها‪.‬‬ ‫هذا النوع من التعاون يرى في التعليم المحرك الذي يتحكم بتحويل الاقت�صاديات المتو�سعة‪ .‬ويمكن‬ ‫للتعاون الفني بين البلدان المتقدمة والبلدان الأق�ل تقدما �أن يتخذ العديد من الأ�شكال‪ ،‬مثل‬ ‫خدمة الخبرات‪ ،‬والمنح الدرا�سية‪ ،‬ونقل المعدات والم�ؤن‪ ،‬و إ�ر�سال المواد المرجعية‪ ،‬وتبادل المعلومات‬ ‫والخ�ربات‪ .‬والقدرة على الحركة هي المجال الذي أ�دخلت فيه الجامعات التعاون الدولي �ضمن‬ ‫ن�شاطاتها على الوجه الأكمل‪ .‬واليوم يظل التعاون الفني من أ�و�ضح جوانب التعاون للعيان‪.‬‬ ‫وغالبا ما يقترن التعاون الفني مع �أعمال ُيراد منها تقوية إ�مكانات ا ألفراد والمنظمات من خلال‬ ‫توفير قدر كبير من الفر�ص الفنية للم�ستفيدين‪ .‬ويمكن تحديد التعاون الفني على النحو التالي‪:‬‬ ‫ •التعاون في التعليم‪ :‬تبادل الطلاب والخبراء والأ�ساتذة ودرا�سة اللغات‪ ،‬وال�شهادات الم�شتركة‪،‬‬ ‫وتطوير المناهج الدرا�سية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫•التعاون في البحوث‪ :‬تطبيق ن�شاطات بحثية م�شتركة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•التعاون في التدريب‪ :‬تطوير برامج تدريبية وتوفير معدات التدريب ومواده‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•التعاون الثقافي‪ :‬برامج موجهة للتطوير الاجتماعي والثقافي‪.‬‬ ‫•المنح الدرا�سية‪.‬‬ ‫ومع التطور المطرد للعولمة‪ ،‬يتحدد النمو الاقت�صادي والاجتماعي للبلدان من خلال �إمكاناتها العلمية‬ ‫والتقنية و�إنتاج المعرفة‪ ،‬وحجم تدفق المعلومات‪ .‬ولي�س بو�سع الجامعات التهرب من مناق�شة م�سائل‬ ‫النمو هذه‪ ،‬فقد أ��صبحت من الق�ضايا الأ�سا�س في التعاون الدولي لا �سيما فيما يخ�ص التعاون الفني‪.‬‬‫‪205‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫‪ -4‬الخبرات متعددة الثقافة المكتسبة من الدراسة في الخارج والإبداع‬‫يتخذ التعاون الفني الدولي في الجامعات �أ�شكال ًا رئي�سة عدة‪� ،‬أهمها‪ :‬تبادل الطلاب‪ ،‬والخبراء‪،‬‬‫و أ�ع�ضاء هيئة التدري�س‪ ،‬والمتطوعين‪ ،‬والموظفين ا إلداريين وا ألكاديميين‪ ،‬با إل�ضافة �إلى التدريب‪،‬‬‫والن�شاطات البحثية الم�شتركة مع البلدان �أو الم�ؤ�س�سات المتلقية‪ ،‬والبرامج الاجتماعية والثقافية‬‫الموجهة نحو التنمية‪ ،‬با إل�ضافة إ�لى المنح الدرا�سية‪ .‬وتتطلب كل هذه ا أل�شكال من التعاون الفني‬‫الدولي العي�ش والدرا�سة في الخارج واكت�ساب خبرة متعددة الثقافة‪ .‬و إ�ن الخبرات متعددة الثقافة‬‫المكت�سبة من الدرا�سة والإقامة في الخارج تختلف اختلافا كبي ًرا عن الخبرات المكت�سبة نتيجة‬‫ال�سفر أ�و الزيارات الق�صيرة حيث لا يمكن الح�صول منها �إلا على مقدمات �سطحية للثقافات‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫‪ 1-4‬الدراسة في الخارج والمعلومات‬‫يعد وعي الطلاب وفهمهم لمختلف ال�ر�ؤى ووجهات النظر والثقافات في العالم من الأم�ور بالغة‬‫ا ألهمية في �إعدادهم وتزويدهم بالمعرفة والمهارات ال�ضرورية لمجابهة متطلبات اليوم المرتبطة‬‫بالمتطلبات العالمية [‪ .]9 ،8‬والدرا�سة في الخارج هي من المجالات التي تنمي الوعي الثقافي لدى‬‫الطلاب‪ .‬ويمكن تعريف برامج الدرا�سة في الخارج على �أنها «كل البرامج التعليمية التي ُتعطى في‬‫بلد أ�جنبي خارج البلد ا أل�صل �أو بلد الجن�سية‪ ،‬والتي توفر للطلاب فر�صة اكت�ساب المعرفة من خلال‬ ‫مقررات �أكاديمية �أو �شهادات معتمدة بو�ساطة خبرة دولية» [‪.]8،10‬‬‫وت�سمح الدرا�سة في الخارج للطلاب بتو�سعة آ�فاق معرفتهم بالثقافات‪ ،‬واللغات‪ ،‬و�أنماط الحياة‬‫الأخرى‪ ،‬من �أجل تهيئتهم لمواجهة احتياجات ومتطلبات وفر�ص �سوق عمل يزداد عولمة‪ ،‬ولزيادة‬‫الثقة بالنف�س‪ ،‬والقدرة على التعبير عن الذات‪ ،‬والاعتماد على النف�س‪ .‬و إ��ضافة إ�لى ذلك‪ ،‬فالدرا�سة‬‫في الخ�ارج تفيد الطلاب من خلال توفير ت�صور ي�زداد ن�ضجا ومو�ضوعية عن وطنهم والبلدان‬‫ا ألجنبية‪ ،‬ويزودهم بالتوا�صل والمهارات العابرة للثقافات‪ .‬لكن كثي ًرا من هذه النتائج الإيجابية‬‫لبرامج الدرا�سة في الخ�ارج لا تعتمد إ�لا على الفوائد التي يذكرها الطلاب بنا ًء على خبرتهم‬‫ال�شخ�صية‪ ،‬مثل ت�صوراتهم عن الارتياح ال�شخ�صي‪ ،‬وال�شعور تجاه البلاد ا ألجنبية‪ ،‬وم�ستويات‬‫الوعي بين الثقافات‪ ،‬وهذه كلها مفاهيم �شخ�صية بالدرجة الأولى‪ .‬فبع�ض البلدان‪ ،‬لا �سيما في‬ ‫‪206‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫الاتحاد ا ألوروب�ي‪� ،‬أ�س�ست �سيا�سات وخططا ت�سعى من خلالها إ�لى ت�شجيع مثل هذه التحركات‪،‬‬ ‫ودعم التوا�صل الثقافي‪ ،‬والم�ساعدة على إ�يجاد �شبكات اجتماعية‪.‬‬ ‫في ع�ام ‪2009‬م بلغ ع�دد الطلاب الذين در�سوا خ�ارج بلادهم ‪ 3.7‬مليون طالب؛ بزيادة ‪٪6‬‬ ‫عن العام الذي �سبقه‪ .‬وكان متو�سط عمر ه ؤ�لاء الطلاب ‪ 25‬عا ًما‪ .‬وقد در�س ه�ؤلاء الطلاب في‬ ‫الجامعات‪ ،‬والكليات‪ ،‬ومعاهد التدريب الفني‪ ،‬وكليات المجتمع‪ ،‬ومدار�س التمري�ض‪ ،‬ومختبرات‬ ‫البحوث العلمية‪ ،‬ومراكز التميز ومراكز التعليم عن ُبعد [‪ .]11‬وكان أ�كبر عدد من الطلاب الذين‬ ‫در�سوا في الخارج من ال�صين‪ ،‬وكوريا الجنوبية‪ ،‬والهند‪ ،‬والمملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬حيث بلغت ن�سبة‬ ‫الآ�سيويين ‪ ٪52‬من مجموع الطلاب الدار�سين في الخارج في �سائر �أنحاء العالم‪ .‬كما بلغ عدد الذين‬ ‫در�سوا اللغة ا إلنجليزية في عام ‪2011‬م في الخارج ‪ 1.3‬مليون طالب [‪.]11‬‬ ‫إ�ن البلدان الأع�ضاء في منظمة التعاون الاقت�صادي والتنمية ‪ OECD‬وعددها ‪ 32‬دولة ت�ستقطب‬ ‫أ�غلبية الطلاب الدار�سين في بلاد غير بلدهم ا ألم أ�و التي يحملون جن�سيتها‪ ،‬حيث تبلغ ن�سبتهم أ�قل‬ ‫بقليل من أ�ربعة طلاب من �أ�صل خم�سة‪ .‬علم ًا ب�أن ‪ ٪32‬من ه ؤ�لاء الطلاب هم من بلدان من منظمة‬ ‫التطور والتعاون الاقت�صادي نف�سها يدر�سون في بلدان غير بلدانهم الأ�صل‪ .‬وتعد آ��سيا �أكبر مورد‬ ‫للطلاب الأجانب‪ ،‬حيث ي�شكل الطلاب ا آل�سيويون ‪ ٪51‬من الطلاب ا ألجانب في بلدان منظمة التطور‬ ‫والتعاون الاقت�صادي‪ .‬وللطلاب الآ�سيويين ح�ضور قوي في أ��ستراليا‪ ،‬واليابان‪ ،‬وكوريا الجنوبية‪ ،‬حيث‬ ‫ي�شكلون أ�كثر من ‪ ٪75‬من الطلاب ا ألجانب‪ .‬أ�ما ا ألوروبيون فيحتلون المرتبة الثانية بن�سبة ‪ ٪24‬من‬ ‫مجموع الطلاب الأجانب‪ ،‬تليهم إ�فريقيا بن�سبة ‪ ٪10‬و أ�مريكا اللاتينية ودول الكاريبي بن�سبة ‪ ٪6‬ثم‬ ‫�أمريكا ال�شمالية بن�سبة ‪.]11[ ٪3.7‬‬ ‫وت�ست�ضيف الولايات المتحدة من الطلاب الأجانب‪ ،‬والبالغ عددهم ‪ 4.5‬مليون طالب‪� ،‬أكثر من‬ ‫�أي بلد آ�خر‪ ،‬حيث ي�صل عدد ما ت�ست�ضيفه منهم �إلى �ضعفي ما ت�ست�ضيفه المملكة المتحدة‪ ،‬التي‬ ‫تحتل المرتبة الثانية [‪ .]12‬وقد جاء في «تقرير ا ألبواب المفتوحة الخا�ص بالتبادل الثقافي الدولي‬ ‫(‪ )Open Doors Report on International Educational Exchange‬ال�صادر في ‪ 17‬نوفمبر‬ ‫‪2014‬م عن معهد التعليم الدولي (‪ )Institute of International Education‬بالتعاون مع مكتب‬ ‫ال�ش ؤ�ون التعليمية والثقافية التابع للخارجية ا ألمريكية ‪(US Department of State›s Bureau‬‬ ‫)‪ of Educational and Cultural Affairs‬أ�ن عدد الطلاب الأجانب الذين التحقوا بم ؤ��س�سات‬‫‪207‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫التعليم العالي الأمريكية لعام ‪2014/2013‬م بلغ ‪ 886.052‬طالبا [‪ .]12‬وقد �شهد عدد الطلاب‬‫الأجانب في الولايات المتحدة في تلك ال�سنة زيادة لل�سنة الثامنة على التوالي‪ ،‬حيث �سجلت الزيادة‬‫في عدد الطلاب ا ألجانب في معاهد التعليم العالي الأمريكية في عام ‪2014/2013‬م رقما قيا�سيا بلغ‬‫‪� 66.408‬أي بزيادة قدرها ‪ ٪8‬عن العام الذي �سبقه‪ ،‬و�شكل الطلاب من ال�صين والمملكة العربية‬‫ال�سعودية م ًعا ن�سبة ‪ ٪73‬من الزيادة‪ ،‬في حين �ش ّكل الطلاب من كل من الهند والبرازيل و إ�يران‬ ‫والكويت ن�سبة ‪ ٪18‬من الزيادة‪.‬‬‫وكان الطلاب ال�صينيون في المرحلة الجامعية الأولى الم�س ؤ�ولين عن الزيادة إ�لى حد كبير‪ ،‬حيث بلغت‬‫ن�سبة الزيادة ‪ ٪17‬وبلغ عدد الطلاب أ�كثر من ‪ ،274.000‬كما بلغت ن�سبة طلاب المرحلة الجامعية‬‫ا ألولى ‪ .٪18‬وي�شكل الطلاب ال�صينيون في الوقت الحالي ‪ ٪31‬من الطلاب ا ألجانب في الولايات‬‫المتحدة‪ .‬وفي عام ‪2014/2013‬م زاد عدد الطلاب من الهند بن�سبة ‪ ٪6‬حيث بلغ عددهم ‪102.673‬‬ ‫بعد ثلاث �سنوات من التناق�ص‪ .‬ويعود �سبب الزيادة �إلى زيادة عدد طلاب الدرا�سات العليا‪.‬‬‫�أما أ�كبر مجموعة طلابية نم ًوا في الولايات المتحدة في عام ‪2014/2013‬م فكانت من بلدان تكثر‬‫حكوماتها من الا�ستثمار في المنح للدرا�سات الدولية‪ ،‬مثل البرازيل والمملكة العربية ال�سعودية‬‫والكويت‪ ،‬حيث بلغ عدد الطلاب من البرازيل ‪ 13.000‬طالب بزيادة قدرها ‪ .٪22‬ويعود �سبب‬‫الزيادة �إلى عدد طلاب المرحلة الجامعية ا ألولى المتوجهين للدرا�سة في الولايات المتحدة بمنح من‬‫برنامج التبادل العلمي الذي أ�حدثته حكومة البرازيل‪� .‬أما الطلاب من المملكة العربية ال�سعودية‬‫فارتفعت ن�سبتهم من ‪ ٪6‬إ�لى ‪ ٪21‬من إ�جمالي عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة‪ .‬وكان‬‫في الولايات المتحدة ‪ 54.000‬طالب �سعودي تقريبا يتلقون التمويل من الحكومة ال�سعودية وفق‬‫برنامج المنح الذي أ�ن�ش�أته‪ ،‬والذي كان يقترب حينئذ من عامه الحادي ع�شر‪ .‬وعلى نطاق أ��صغر‪،‬‬‫�أدى التو�سع الم�ستمر في برامج المنح الحكومية في الكويت �إلى زيادة عدد الطلاب القادمين منها الى‬‫الولايات المتحدة بن�سبة ‪ .٪43‬ففي عام ‪2014/2013‬م و�صل عدد الطلاب الكويتيين في الولايات‬ ‫المتحدة �إلى ‪ 7.300‬طالب [‪.]12‬‬‫وفي عام ‪2014/2013‬م زاد العدد الإجمالي للطلاب الأجانب في الولايات المتحدة بن�سبة ‪ ٪72‬عما‬‫كان عليه عام ‪2000‬م‪ .‬وبالمقارنة مع ا ألعداد التي وردت في تقرير الأبواب المفتوحة ‪ ،2000‬فقد زاد‬‫عدد الطلاب ال�صينيين في الجامعات ا ألمريكية بن�سبة خم�سة �أ�ضعاف‪ ،‬كما زاد عدد الطلاب من‬ ‫‪208‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫الهند مرتين ون�صف‪ ،‬في حين زاد عدد الطلاب من فيتنام �سبع مرات ون�صف‪ ،‬ومن ال�سعودية أ�كثر‬ ‫من ع�شرة أ��ضعاف!‬ ‫ومن ناحية أ�خرى‪ ،‬هناك فروقات هائلة بين البلدان من حيث الن�سبة المئوية للطلاب الم�سجلين في‬ ‫المرحلة الدرا�سية الثالثة (�أي المرحلة الجامعية)‪ .‬ففي أ��ستراليا ي�شكل الطلاب الأجانب ‪ ٪21‬من‬ ‫طلاب المرحلة الثالثة‪ .‬كما ي�شكلون ‪ ٪15.3‬في المملكة المتحدة‪ ،‬و ‪ ٪15.1‬في النم�سا‪ ،‬و ‪ ٪14.9‬في‬ ‫�سوي�سرا‪ ،‬و ‪ ٪14.6‬في نيوزيلندا‪ .‬أ�ما في ت�شيلي و أ��ستونيا وبولندا و�سلوفينيا فنرى �أن هذه الن�سبة‬ ‫هي أ�قل من ‪.]8[ ٪2‬‬ ‫وبح�سب تقرير «ا ألب�واب المفتوحة» ‪ -‬الم�شار �إليه �آنف ًا ‪ -‬حول التبادل الثقافي لعام ‪2014‬م ف�إن‬ ‫‪ 289.408‬من الطلاب الأمريكيين در�سوا في الخارج للح�صول على م ؤ�هلات �أكاديمية من معاهدهم‬ ‫وجامعاتهم الأمريكية‪ .‬ومع أ�ن ن�سبة الزيادة وهي ‪ ٪2‬تمثل معدل نمو أ�بط أ� قليلا عما كان عليه في‬ ‫ال�سنة ال�سابقة‪ ،‬ف إ�ن عدد الطلاب الأمريكيين الدار�سين في الخارج تخطى ال�ضعفين في ال�سنوات‬ ‫الخم�س ع�شرة الأخيرة [‪.]12‬‬ ‫وت�شير إ�ح�صائيات وزارة التعليم ال�سعودية لعام ‪2013‬م �إلى أ�ن �إجمالي عدد الطلاب ال�سعوديين‬ ‫الدار�سين في الخارج كان ‪ 149.742‬طال ًبا منهم ‪ 69.235‬كانوا يدر�سون في الولايات المتحدة‪،‬‬ ‫أ�ي أ�كثر مما ورد في تقارير «الأب�واب المفتوحة» [‪ .]13‬أ�ما عدد الطلاب ال�سعوديين الدار�سين في‬ ‫البلدان العربية فبلغ ‪ 16.364‬طال ًبا‪ .‬وتفيد ا إلح�صائيات ب أ�ن بريطانيا حلت في المرتبة الثالثة‪،‬‬ ‫حيث بلغ عدد الطلاب ال�سعوديين فيها ‪ 14.459‬طال ًبا تليها كندا بـ ‪ 13.801‬و�أ�ستراليا بـ ‪8.789‬‬ ‫طال ًبا‪ ،‬ونيوزيلندا بـ ‪ 2.094‬طال ًبا‪ ،‬وال�صين بـ ‪ 1.143‬طال ًبا وماليزيا بـ ‪ .1.105‬وتبين الجداول‬ ‫الإح�صائية أ�ن ‪ ٪50.2‬من الطلاب ال�سعوديين الذين يدر�سون في الخارج هم من طلاب المرحلة‬ ‫الجامعية ا ألولى‪ ،‬و أ�ن ‪ ٪21.2‬هم من طلاب درجة الماج�ستير‪ ،‬و أ�ن ‪ ٪5.6‬هم من طلاب الدكتوراه‪،‬‬ ‫و أ�ن ‪ ٪2.0‬هم من طلاب منح الزمالة‪ ،‬و أ�ن البقية ما زالوا في مرحلة درا�سة اللغة الإنجليزية تمهيدا‬ ‫لقبولهم في برامج ال�شهادات الجامعية‪ .‬وتبين الجداول �أن ن�سبة الطالبات بلغت ‪ ٪25.4‬و أ�ن ن�سبة‬ ‫الطلاب ‪.]13[ ٪74.6‬‬ ‫وهناك ‪ 32.000‬طالب تقري ًبا من غير ال�سعوديين يمثلون أ�كثر من ‪ 155‬بل ًدا يدر�سون حاليا في‬ ‫الجامعات ال�سعودية بمنح من الحكومة ال�سعودية‪ .‬وينتمي أ�غلبية ه�ؤلاء الطلاب إ�لى البلدان العربية‬‫‪209‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫وا إل�سلامية‪ ،‬والتي ت�شمل‪ :‬اليمن‪ ،‬و�سورية‪ ،‬وم�صر‪ ،‬وال�سودان‪ ،‬وا ألردن‪ ،‬وليبيا‪ ،‬وتون�س‪ ،‬والجزائر‪،‬‬ ‫والمغرب‪ ،‬وموريتانيا‪ ،‬وباك�ستان‪ ،‬و�إندوني�سيا‪.‬‬ ‫‪ 2-4‬الإبداع‬‫يعزى الارتفاع في البحوث ا إلبداعية إ�لى الكلمة الرئا�سية التي أ�لقاها غيلدفورد (‪ )Guildford‬عام‬‫‪1950‬م �أمام جمعية علم النف�س ا ألمريكية حين دافع عن البحث العلمي في مو�ضوعات ذات �صلة‬‫با إلبداع [‪ .]15 ،14‬وقد م�ضى على بداية البحث النف�سي في الإبداع �أكثر من �ستة عقود‪ ،‬وطبق على‬ ‫طائفة وا�سعة من التخ�ص�صات‪.‬‬‫الإبداع ظاهرة يتكون فيها �شيء جديد وعملي وثمين (مثل فكرة‪ ،‬أ�و عمل أ�دبي‪� ،‬أو لوحة فنية‪� ،‬أو‬‫قطعة مو�سيقية‪ ،‬أ�و حل م�شكلة‪ ،‬أ�و اختراع‪� ... ،‬إلخ)‪ .‬لكن طريقة تطبيق ا�ستخدام هذا التعبير‬‫تختلف اختلا ًفا وا�س ًعا بين درا�سة و�أخرى‪ .‬وعلى �أية حال‪ ،‬ف إ�ن ا إلبداع تركيب متعدد الأبعاد تنطبق‬‫عليه العديد من التعريفات المختلفة [‪]18 ،16‬؛ فمثلا‪ ،‬توثق تعريفات الإبداع المن�شورة طائفة وا�سعة‬ ‫من المعايير ك�أن يكون العمل فري ًدا‪ ،‬ومفي ًدا‪ ،‬وجي ًدا من الناحية الفنية‪ ،‬و�أن يكون مقبولا [‪.]19‬‬‫�أ�ضف إ�لى ذلك ف إ�ن البحث في ا إلبداع ي�شمل تخ�ص�صات عدة مثل‪ :‬الدرا�سات التنموية‪ ،‬والتعليم‪،‬‬‫وقطاعات الأعمال‪ ،‬وعلم النف�س ال�سريري [‪ .]19‬وقد �سبر الباحثون أ�غوار مختلف جوانب الإبداع‬‫بما فيها ا إلدراك‪ ،‬والحوافز‪ ،‬وال�شخ�صية‪ ،‬والبيئة‪ .‬لذلك ف�إن البحث في الإبداع يمكن �أن ي�صنف‬‫في محاور أ�ربعة هي‪ :‬ال�شخ�ص المبدع (�سمات ال�شخ�صية‪ ،‬والإدراك‪ ،‬وحالات التحفيز)‪ ،‬والعملية‬‫ا إلبداعية (التفكير وا إلنتاج المبدع)‪ ،‬والمنتج ا إلبداعي (معايير المنتجات ا إلبداعية) والتعليقات‬ ‫ا إلبداعية (الت�أثيرات البيئية)‪.‬‬‫�أما التفكير المبدع فيتطلب القدرة على توليد ا ألفكار الجديدة وتطبيقها على المعالجات المختلفة‬‫وحلا ذا نهاية مفتوحة للم�شكلات [‪ .]23-20‬فاليوم‪ ،‬ونحن في ع�صر التقنية والمناف�سة العالمية‪ ،‬نرى‬ ‫أ�ن التفكير المبدع هو من المهارات التي تكت�سب أ�همية مطردة لدى الطلاب‪.‬‬‫ولقد تم الربط للمرة ا ألولى بين الدرا�سة في الخ�ارج وزي�ادة الإب�داع في بحث قام به مادوك�س‬‫وغالين�سكي [‪ .]24‬حيث اكت�شف هذان الباحثان أ�ن الطلاب الذين �أم�ضوا ق�سطا من فترة درا�ستهم‬ ‫‪210‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫في الخارج كانوا الأقرب إ�لى طرح ت�صورات مبتكرة‪ .‬لكنهما لم يحددا العلاقة ال�سببية ولم ي ؤ�كدا أ�ن‬ ‫التجربة كانت تحويلية‪ ،‬بل اعترفا ب إ�مكانية أ�ن يكون الطلاب الذين ُيختارون للدرا�سة خارج بلادهم‬ ‫هم في ا أل�صل أ�كثر �إبداعا‪.‬‬ ‫وثمة بحث أ�حدث [‪ ]20‬يقدم لنا �أف�ضل ا ألدلة حتى الآن على �أن الدرا�سة في البلدان ا ألجنبية تعزز‬ ‫وتقوي ملكة الإبداع لدى الطالب‪ .‬وقد بين البحث �أن ق�ضاء ف�صل درا�سي في الخارج يعزز الإبداع‬ ‫في تجربتين منف�صلتين‪.‬‬ ‫‪ 3-4‬التجارب متعددة الثقافة والتفكير المبدع‬ ‫تختلف الخبرات متعددة الثقافة المكت�سبة من الدرا�سة في الخارج ك ًما ونو ًعا عن الخبرات المكت�سبة‬ ‫في �أثناء ال�سفر أ�و الزيارات الق�صيرة‪ ،‬والتي لا توفر �سوى تعريف �سطحي بالثقافة الجديدة‪.‬‬ ‫فالخبرة متعددة الثقافة تعتمد على المعي�شة في الخارج ومخالطة �أ�صحاب الثقافات ا ألجنبية [‪.]25‬‬ ‫ويبين البحث الذي يدر�س العلاقة بين الخبرة متعددة الثقافة المكت�سبة من الدرا�سة في الخارج‬ ‫وبين ا إلبداع أ�ن من در�سوا في الخارج يبدون اهتما ًما متزاي ًدا في ال�سفر‪ ،‬والفن‪ ،‬واللغات الأجنبية‪،‬‬ ‫والتاريخ‪ ،‬والهند�سة مما يعزز تقديرهم للجماليات وهو ال�صفة المتكررة لدى المبدعين [‪.]28-26‬‬ ‫كما يبين البحث في نتائج برامج الدرا�سة في الخارج أ�نها ت ؤ�دي �إلى العديد من المكت�سبات الم�ؤثرة‬ ‫ا إليجابية‪ ،‬مثل دعم التطور الثقافي وال�شخ�صي لدى الطلاب من خلال توفير خبرات تمهد الطريق‬ ‫�أمام الوعي الدولي‪ ،‬ومهارات التوا�صل بين الثقافات‪ ،‬والثقة بالنف�س [‪ ]29 ،10 ،8‬وهذه كلها وثيقة‬ ‫العلاقة بالأداء المبدع بما في ذلك تو�سعة المفاهيم وجمعها‪ ،‬ومرونة التوظيف‪ ،‬وتركيب المعلومات‬ ‫[‪.]32-30‬‬ ‫أ�جرى «لي» و آ�خرون [‪ ]20‬درا�سة تجريبية تبرز قيمة الخبرات متعددة الثقافة بالن�سبة �إلى الثقافة‬ ‫بحد ذاتها والتفكير المبدع ب�صفة عامة‪ ،‬وخل�صت الدرا�سة إ�لى �أن الدرا�سة في الخارج مفيدة للتفكير‬ ‫المبدع‪ .‬وقد جمع الباحثون ثلاث مجموعات من طلاب المرحلة الجامعية ا ألولى من إ�حدى الجامعات‬ ‫الكبيرة في الجنوب الأمريكي‪ ،‬حيث كان في كل مجموعة ‪ 45‬طال ًبا ممن در�سوا في الخارج‪ ،‬و‪45‬‬ ‫طال ًبا ممن يخططون للدرا�سة في الخارج‪ ،‬و ‪ 45‬طال ًبا من غير المهتمين بالدرا�سة في الخارج‪ .‬وقد‬‫‪211‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫�أكمل جميع الطلاب في المجموعات الثلاثة اختبارين في ا إلبداع‪ :‬اختبار ا إلبداع الثقافي ‪(Cultural‬‬‫)‪ Creativity Test, CCT‬واختبار توران�س المخت�صر للكبار ‪(Abbreviated Torrance Test for‬‬ ‫)‪.Adults, ATTA‬‬‫في كلا الاختبارين‪ ،‬تفوق الطلاب الذين در�سوا في الخارج على المجموعتين الأخريين‪ .‬ففي اختبار‬‫ا إلبداع الثقافي‪� ،‬شوهد �أن الطلاب الذين در�سوا في الخارج ا�ستخدموا وجمعوا موارد فكرية من‬‫إ�طارات ثقافية متعددة لتوليد أ�فكار وحلول أ�ثرى و�صفا‪ ،‬و�أكثر تف�صيلا‪ ،‬و�أ�شد مرح ًا‪ ،‬من تلك التي‬‫و ّلدها طلاب المجموعتين الأخريين‪ ،‬بمن فيهم طلاب المجموعة التي تخطط للدرا�سة في الخارج‪.‬‬‫وت�شمل الخبرات متعددة الثقافة تجميع �أعمال روتينية‪ ،‬ومعرفة تقليدية مكت�سبة من ثقافة جديدة‪،‬‬‫با إل�ضافة �إلى ممار�سة التحول الفكري بين وجهات نظر ثقافية مختلفة تجاه العالم [‪.]33 ،31 ،30‬‬‫ولقد �أظهرت النتائج أ�ن الطلاب الذين در�سوا في الخارج و ّلدوا أ�فكارا جديدة أ�كثر من أ�قرانهم‪،‬‬‫�سواء فيما يخ�ص اختبار الثقافة المحددة‪ ،‬أ�و الإبداع ب�صفة عامة‪ .‬ولم تكن هناك أ�ية فوارق ُتذكر‬‫بين الطلاب الذين در�سوا في الخارج وغيرهم فيما يخ�ص الم�ؤ�شرات التقليدية الخا�صة بالتح�صيل‬‫ا ألكاديمي‪ .‬لكن درا�سة «لي» �أ�شارت �إلى �أن الانغما�س الفعلي بثقافة �أجنبية له �صل ًة بم�ستوى �أعلى‬‫من التفكير المبدع‪ ،‬إ�لا �أن هذا لا يبين بو�ضوح في حال الاهتمام بالثقافات ا ألجنبية وح�سب‪ ،‬دون‬ ‫الانغما�س الفعلي ومرافقتها للتجربة الثقافية‪.‬‬‫وعلى عك�س التوقعات‪ ،‬ت�شير هذه النتائج �إلى �أن التفكير المبدع المتزايد المكت�سب من الدرا�سة في‬‫الخارج لا يقت�صر على ن�شاطات تتعلق بالثقافة وح�سب‪ ،‬بل ينتقل �إلى الأداء في ن�شاطات لا علاقة لها‬‫بالثقافة‪ ،‬لأن للعلاقة ا إليجابية بين الدرا�سة في الخارج والتفكير المبدع ب�صفة عامة نتائج مهمة في‬ ‫ت أ�ثير الخبرات الثقافية على قدرات الفرد المعرفية وطريقة معالجته للم�شكلات ا إلبداعية‪.‬‬‫وبنا ًء على النتائج التي تو�صل �إليها الباحثون‪ ،‬تبين أ�ن للخبرات الثقافية المكت�سبة من العي�ش في‬‫الخارج ت أ�ثي ًرا إ�يجاب ًيا على القدرات الإبداعية للطلاب بما في ذلك ت�سهيل العمليات المعرفية المعقدة‬‫المطلوبة لتطوير الحلول المبتكرة‪ ،‬وت�شجيع التفكير المبدع‪ .‬هذه النتائج م�ضا ًفا �إليها تلك التي تنم‬‫عن تفكير مبدع �أعلى لدى الطلاب الذين در�سوا في الخارج تدعم الر أ�ي القائل ب أ�ن الانغما�س في‬‫ثقافة �أجنبية من خلال الدرا�سة في الخارج يعزز التفكير المبدع‪ .‬وت�شير النتائج التي تو�صل إ�ليها‬ ‫ه ؤ�لاء الباحثون �إلى �أن الدرا�سة في الخارج توفر و�سائل ك�سب قدرات ومهارات التفكير المبدع‪.‬‬ ‫‪212‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫‪ -5‬الممارسات المثلى‬ ‫�سنقدم �أمثلة ثلاثة عن الممار�سة المثلى‪ ،‬وهي‪ :‬التعاون الدولي في التعليم العالي في المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية ب�صفة عامة وفي جامعة الملك عبد العزيز ب�صفة خا�صة‪ ،‬و�سيا�سات التعاون الجامعي‬ ‫الدولي وتطبيقها في �إحدى �أعلى الجامعات العالمية ت�صني ًفا أ�لا وهي جامعة كوبنهاجن في الدنمارك‪،‬‬ ‫و أ�حد �أعرق البرامج العالمية في التعاون الفني وهو برنامج منح فولبرايت‪.‬‬ ‫‪ 1-5‬التعاون الدولي في التعليم العالي السعودي‬ ‫�إن التعاون الجامعي ال�دولي في التعليم العالي في المملكة العربية ال�سعودية هدف ا�ستراتيجي‬ ‫حيوي من أ�هداف وزارة التعليم التي ت�سعى �إلى تطوير م�ستوى التعليم العالي في المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬وتعزيزه وتدعيمه بالتعاون مع منظمات وم ؤ��س�سات التعليم العالي العربية والإقليمية‬ ‫والدولية‪ .‬وت�سعى الوزارة إ�لى تحقيق هذا الهدف من خلال التوقيع على الاتفاقيات والتحالفات‪،‬‬ ‫وبناء العلاقات الدولية‪ ،‬وتدعيم العلاقات الثقافية وا ألكاديمية والبحث العلمي [‪.]34‬‬ ‫ولقد �أدخلت الوزارة «الإدارة العامة للتعاون الدولي» �ضمن بنيتها ا إلدارية وزودتها بالكوادر الب�شرية‬ ‫والموارد المادية الهائلة‪ .‬فقد جاءت هذه الإدارة لتعبر عن �إيمان الوزارة القوي ب أ�ن التعاون الدولي‬ ‫آ�لية مهمة وتطور حيوي ذاتي إ�ذا ما طبق بعناية من خلال ال�سيا�سات التعليمية‪ .‬كما تحاول الوزارة‬ ‫�ضمان تطوير العلاقات المعرفية والثقافية وتوثيقها مع مختلف الجامعات والمنظمات المرموقة على‬ ‫ال�صعيد الدولي‪ ،‬من خلال الدخول في اتفاقيات وتحالفات ومذكرات تفاهم ر�سمية بما يتما�شى مع‬ ‫�سيا�سات المملكة العامة والاتجاه الا�ستراتيجي المختار‪.‬‬ ‫ويتجلى الهدف العام للإدارة العامة للتعاون الدولي في �ضمان التن�سيق المتبادل المفيد والفعال مع‬ ‫الجامعات الحكومية والخا�صة وم�ؤ�س�سات التعليم العالي والبحوث العلمية خارج المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪.‬‬ ‫وت�ؤدي الإدارة دو ًرا مه ًما في مد الج�سور بين الجامعات ال�سعودية والجامعات المتميزة ذات ال�سمعة‬ ‫العالمية‪ .‬كما ت�سعى �إلى دفع المعرفة والتبادل الثقافي قد ًما نحو ا ألم�ام من خلال تو�سعة المعرفة‬ ‫وعمليات التبادل‪ .‬وتقوم الادارة بتن�سيق برامج التدريب‪ ،‬وحلقات البحث‪ ،‬والم ؤ�تمرات‪ ،‬والمعار�ض‬‫‪213‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫الدولية‪ ،‬وترفع م�ستوى �أداء التعاون الدولي وتطويره في مختلف ميادين المعرفة‪ .‬ويعهد ل إلدارة‬‫بو�ضع م�سودات القوانين والقواعد المُنظمة إلقامة العلاقات مع م ؤ��س�سات ومنظمات التعليم العالي‬‫الدولية‪ ،‬وهي تواقة دو ًما للإ�سهام في التطور العام للمملكة العربية ال�سعودية و إ�براز هذا التطور‬‫وتدعيمه‪ ،‬لا �سيما فيما يخ�ص التعليم العالي الذي �شهد تو�سعا لا مثيل له كم ًا ونوع ًا وفي �سائر �أنحاء‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية في ال�سنوات ا ألخيرة‪.‬‬‫وتنق�سم الإدارة العامة للتعاون الدولي إ�لى �أق�سام ثلاثة‪ :‬ق�سم التعاون الدولي‪ ،‬وق�سم الاتفاقيات‬ ‫واللجان الم�شتركة‪ ،‬وق�سم المعار�ض‪.‬‬‫ولقد وقعت وزارة التعليم ال�سعودية عد ًدا من مذكرات التعاون وعقود الخدمات مع وزارات وجامعات‬‫عالمية مرموقة في مختلف القارات‪ .‬كما �أ�سهمت في لجان م�شتركة و�أ�س�ست قنوات ات�صال فعالة مع‬ ‫العديد من الم ؤ��س�سات العلمية في كافة أ�نحاء العالم‪.‬‬‫وفي كل جامعة من الجامعات ال�سعودية �إدارة خا�صة أ�و مركز للتعاون الدولي �أو العلاقات الدولية‪.‬‬‫أ�ما الم�س ؤ�ولية الرئي�سة لهذه ا إلدارات فهي تطوير ال�شراكات والبرامج والن�شاطات الدولية ومتابعتها‬‫وتوجيهها �سع ًيا إ�لى ت�سهيل عملية تبادل الطلاب و�أع�ضاء هيئة التدري�س والتوظيف الدولي‪ .‬كما‬‫تهدف إ�لى زيادة فر�ص الدرا�سة للطلاب و أ�ع�ضاء هيئة التدري�س وت�أ�سي�س برامج درا�سية دولية‬‫ُي�ست أ�ن�س بها في الجامعات‪ .‬كما تقدم الم�شورة حول البرامج وتوفر فر�ص التدريب والتعليم المختلفة‪.‬‬‫�أما خدماتها فمخت�صة في تبادل الطلاب و�أع�ضاء هيئة التدري�س‪ ،‬وت�شجيع م�شروعات تبادل البحوث‬‫الدولية‪ ،‬والتمويل الدولي‪ ،‬و�أع�ضاء هيئة التدري�س المكلفين بت�صميم الم�شروعات الجديدة وتطويرها‪.‬‬ ‫�إدارة الاتفاقيات الدولية في جامعة الملك عبد العزيز‬‫أ�ن�ش أ�ت جامعة الملك عبد العزيز إ�دارة الاتفاقيات الدولية لتنظيم الاتفاقيات الدولية ومتابعتها‬‫وتطويرها بين الجامعة من جهة‪ ،‬والجامعات ومراكز البحوث والم ؤ��س�سات العلمية الدولية من جهة‬‫�أخرى‪ .‬أ�ما الهدف من هذه الجهود فهو ت�سريع التقدم العلمي المتوقع في الجامعة وت�سريع نقل التقنية‬‫من جامعات العالم المرموقة والم�ؤ�س�سات العلمية �إلى جامعة الملك عبد العزيز‪ .‬كما تعد الإدارة نظام‬‫�إدارة آ�ل ًيا ب�شكل كامل للاتفاقيات الدولية وعقود الخدمات‪ ،‬وت�ضمن توفر الميزانية الملائمة لت�صميم‬ ‫المهمات وتنفيذها ب�شكل فعال‪.‬‬ ‫‪214‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫ويبين ال�شكل ‪ 1‬بنية الإدارة التي تت أ�لف من خم�س وحدات تحت �إدارة الم�شرف العام ل إلدارة‪ ،‬وهو‬ ‫بدوره تحت إ��شراف معالي مدير الجامعة‪ .‬وهذه الوحدات هي كما يلي‪:‬‬ ‫ •وحدة اتفاقيات البحوث‪.‬‬ ‫ •وحدة الاتفاقيات التعليمية‪.‬‬ ‫ •وحدة اتفاقيات الابتكار وا إلبداع‪.‬‬ ‫ •وحدة اتفاقيات التدريب وال�ش ؤ�ون الإدارية‪.‬‬ ‫ •وحدة الاعتماد والت�صنيف الأكاديمي‪.‬‬ ‫مدير (رئيس) الجامعة‬ ‫المشرف العام على الإدارة‬ ‫وحدة اتفاقيات‬ ‫وحدة اتفاقيات وحدة اتفاقيات‬ ‫وحدة‬ ‫وحدة اتفاقيات‬ ‫الاعتماد‬ ‫الابتكار والإبداع التدريب وال�ش ؤ�ون‬ ‫الاتفاقيات‬ ‫البحوث‬ ‫والت�صنيف‬ ‫التعليمية‬ ‫لاإدارية‬ ‫ال�شكل ‪ .1‬هيكل ا إلدارة‪.‬‬ ‫ول�ضمان الفعالية الإدارية تناط بوكلاء الجامعة الم�س ؤ�وليات التالية الخا�صة بالاتفاقيات الدولية‪:‬‬ ‫ •وكيل الجامعة للدرا�سات العليا البحث العلمي ي�شرف على الاتفاقيات الخا�صة بالدرا�سات العليا‬ ‫والبحث العلمي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫•وكيل الجامعة لل�ش ؤ�ون ا ألكاديمية ي�شرف على الاتفاقيات الخا�صة بالخدمات التعليمية‪.‬‬ ‫•وكيل الجامعة للأعمال والإب�داع المعرفي ي�شرف على الاتفاقيات الخا�صة بخدمات ا إلب�داع‬ ‫وخدمات الابتكار والاختراعات‪.‬‬ ‫ •وكيل الجامعة ي�شرف على الاتفاقيات الخا�صة بالخدمات الإدارية والتدريب‪.‬‬‫‪215‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫ •وكيل الجامعة للتطوير ي�شرف على الاتفاقيات الخا�صة بالتبادل الثقافي والجودة والاعتماد‬ ‫ا ألكاديمي وت�صنيف الجامعة‪.‬‬‫وق�د عقدت جامعة الملك عبد العزيز اتفاقيات وعقود خدمات دولية م�شتركة مع العديد من‬‫الجامعات والم�ؤ�س�سات التعليمية المتميزة في العالم‪ .‬ويوجد حاليا أ�كثر من ‪ 75‬عقد خدمات قيد‬‫التطبيق‪ ،‬بالإ�ضافة إ�لى العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الأخرى بين جامعة الملك عبد‬‫العزيز والجامعات والم ؤ��س�سات العلمية وال�شركات المتخ�ص�صة في ‪ 23‬بل ًدا مثل الولايات المتحدة‬‫ا ألمريكية‪ ،‬وكندا‪ ،‬والأرجنتين‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وفرن�سا‪ ،‬و�إ�سبانيا‪ ،‬و�ألمانيا‪ ،‬وفنلندا‪ ،‬و�سوي�سرا‪ ،‬وتركيا‪،‬‬‫وال�صين وكوريا‪ ،‬واليابان‪ ،‬و أ��ستراليا ونيوزيلندا‪ .‬وتخت�ص هذه الاتفاقيات وعقود الخدمات بتنفيذ‬‫م�شروعات بحثية م�شتركة‪ ،‬وبراءات اختراعات‪ ،‬وتبادل الطلاب و�أع�ضاء هيئة التدري�س‪ ،‬والخبرات‬‫العلمية‪ ،‬و إ�ن�شاء برامج م�شتركة للدرا�سات العليا‪ ،‬وتطوير المناهج‪ ،‬وتطوير التعليم عن بعد‪ ،‬وتطوير‬‫برامج التدريب‪ ،‬و إ�عادة ت�أهيل طلاب الدرا�سات العليا في الطب‪ ،‬وتدريب أ�ع�ضاء هيئة التدري�س‪.‬‬ ‫وتبين ا أل�شكال ‪ 6 – 2‬مرا�سم التوقيع على بع�ض الاتفاقيات الحديثة وعقود الخدمات‪.‬‬‫ال�شكل ‪ .2‬التوقيع على تمديد عقد الخدمات مع جامعة توكاي اليابانية‪.‬‬ ‫‪216‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫ال�شكل ‪ .3‬التفاو�ض على عقد خدمات مع �شركة �سوميتومو اليابانية‪.‬‬ ‫ال�شكل ‪ .4‬التوقيع على مذكرة تفاهم مع جامعة أ�و�ساكا اليابانية‪.‬‬‫‪217‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫ال�شكل ‪ :5‬التوقيع على مذكرة التفاهم مع جامعة كيوتو اليابانية‪.‬‬ ‫ال�شكل ‪ :6‬التوقيع على مذكرة التفاهم مع جامعة �سيول الوطنية‪ ،‬كوريا‪.‬‬‫ويعد عقد الخدمات الموقع مع جامعة توكاي اليابانية في فبراير ‪2012‬م مثال ًا على التعاون الم�شترك‬‫ونتائجه المفيدة‪ .‬وقد �أبرم هذا العقد بهدف ت�سهيل نقل الخبرة في ت�صميم الطائرات بدون طيار‬‫التي تعمل بالطاقة ال�شم�سية وت�سخر للأهداف المدنية‪ .‬وكانت مدة العقد الأولية ثلاث �سنوات‪ .‬وقد‬‫�شارك في الم�شروع من جامعة الملك عبد العزيز �سبعة من �أع�ضاء هيئة التدري�س وع�شرة طلاب‪ ،‬ومن‬‫جامعة توكاي �سبعة من �أع�ضاء هيئة التدري�س و أ�حد ع�شر طال ًبا‪ .‬وتم ت�صميم الطائرة وت�صنيعها‬‫حيث بلغ باع جناحيها ‪ 3.74‬متر ًا‪ ،‬وهي قادرة على الطيران مدة ‪� 8‬ساعات دون توقف في �ضوء‬ ‫‪218‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫النهار ب�سرعة ق�صوى بلغت ‪ 50‬كم‪� /‬ساعة‪ .‬و�أطلق على الطائرة ا�سم «�سولار فالكون – ‪ ،»1‬وتمت‬ ‫تجربتها بنجاح‪ ،‬ون�شرت بحوث علمية عدة حول هذا الم�شروع المبتكر‪ .‬ويبين ال�شكل ‪� 7‬صورة للطائرة‬ ‫«�سولار فالكون – ‪.»1‬‬ ‫ونظرا للنجاح الذي تحقق في المرحلة ا ألولى‪ ،‬حيث تم �صنع الطائرة وتجربتها‪ ،‬وتحقيقا للمزيد من‬ ‫الا�ستفادة من خبرات اليابان‪ ،‬فقد تم الاتفاق على تمديد الم�شروع لمرحلة ثانية‪ ،‬وذلك لت�صميم ا ألنموذج‬ ‫ا ألول من الن�سخة الثانية من «�سولار فالكون – ‪ »2‬وت�صنيعه وتجربته‪ .‬ويبلغ باع الجناحين في هذا‬ ‫ا ألنم�وذج �سبعة �أمتار‪ ،‬وت�ستطيع الطائرة �أن تحلق في الليل والنهار لمدة خم�سة أ�يام متوا�صلة ب�سرعة‬ ‫ق�صوى ت�صل إ�لى ‪ 40‬كم‪�/‬ساعة‪ .‬وفي �ضوء هذا النجاح‪ ،‬تم التوقيع على تمديد عقد الخدمات �سنة رابعة‪.‬‬ ‫( أ�) «�سولار فالكون – ‪ »1‬على ا ألر�ض‪.‬‬ ‫(ب) «�سولار فالكون – ‪ »1‬وهي تحلق فوق مباني الجامعة‪.‬‬ ‫ال�شكل ‪�« :7‬سولار فالكون – ‪.»1‬‬‫‪219‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪ 2-5‬التعاون الدولي في جامعة كوبنهاجن‬‫ت أ��س�ست جامعة كوبنهاجن (‪ )University of Copenhagen, UCPH‬عام ‪1479‬م‪ ،‬وهي أ�قدم‬‫وثاني أ�كبر جامعة في الدنمارك‪ ،‬وتعرف بجامعة هارفارد الا�سكندنافية‪ .‬وقد أ��صبحت الجامعة‬‫مركزا لدرا�سة اللاهوت الخا�ص بالروم الكاثوليك‪ ،‬لكنها ت�ضم �أي�ضا كليات للحقوق والطب‬‫والفل�سفة [‪ .]35‬وتبلغ ميزانية جامعة كوبنهاجن ال�سنوية مليار يورو تقريبا‪ ،‬وهي تهدف �إلى ت أ�هيل‬ ‫الطلبة لينالوا مجا ًال وا�س ًعا من فر�ص العمل في القطاعين الخا�ص والعام‪.‬‬‫ويزيد عدد طلاب جامعة كوبنهاجن عن ‪ 43.000‬طالب منهم ‪ 23.500‬طالب في المرحلة الجامعية‬‫الأولى‪ ،‬و أ�كثر من ‪ 17.000‬في الدرا�سات العليا‪ ،‬و أ�كثر من ‪ 2.900‬طالب في مرحلة الدكتوراه‪.‬‬‫وي�ضم هذا العدد �أكثر من ‪ 5.700‬من الطلاب الدوليين بمن فيهم طلاب التبادل الثقافي‪ ،‬والطلاب‬‫ال�ضيوف‪ ،‬وطلاب ال�شهادات الكاملة‪ .‬وفي الجامعة ما يزيد عن ‪ 4.800‬ع�ضو هيئة تدري�س و‪9.600‬‬‫موظف بدوام كامل‪ ،‬منهم �أكثر من ‪ 4.300‬يعملون بم ؤ�هلات فنية و إ�دارية‪ .‬وللجامعة مواقع أ�ربعة‬‫موزعة على أ�نحاء كوبنهاجن‪ ،‬وتقع �إدارتها و�سط المدينة‪ .‬وفي الجامعة �ست كليات وحوالي ‪100‬‬‫ق�سم ومركز بحثي‪ .‬وتعطى غالبية المقررات بالدنماركية‪ ،‬لكن عددا كبيرا من المقررات يعطى �أي�ضا‬ ‫با إلنجليزية‪ ،‬وا أللمانية‪.‬‬‫جاء ترتيب جامعة كوبنهاجن بح�سب الت�صنيف ا ألكاديمي لجامعات العالم الذي ن�شرته جامعة‬‫�شانغهاي جياو تونغ عام ‪2014‬م ك�أف�ضل الجامعات الدنماركية والا�سكندنافية‪ ،‬كما جاءت في المرتبة‬‫الثامنة بين الجامعات ا ألوروبية‪ ،‬وفي المرتبة التا�سعة والثلاثين بين أ�ف�ضل ‪ 500‬جامعة في العالم‬‫[‪ .]36‬وجاءت الجامعة في المرتبة الخام�سة والأربعين بح�سب ت�صنيف ‪ QS‬لعام ‪2014‬م لجامعات‬‫العالم‪ ،‬وفي المرتبة الثالثة ع�شرة بين الجامعات ا ألوروبية [‪� .]39-37‬أما في ت�صنيف التايمز للتعليم‬‫العالي للجامعات العالمية لعام ‪2014‬م فجاء ترتيب جامعة كوبنهاجن المائة وال�ستين في العالم‬‫[‪ .]40‬وفي عام ‪2013‬م‪ ،‬وفي ت�صنيف الجامعات بح�سب «الأداء ا ألكاديمي» ‪(University Ranking‬‬‫)‪ by Academic Performance, UCPH‬احتلت جامعة كوبنهاجن المرتبة الأولى في الدنمارك‬‫والمرتبة الخام�سة والع�شرين بين جامعات العالم [‪ .]41‬وقد فاز ثمانية من خريجي الجامعة بجائزة‬ ‫نوبل‪ ،‬كما فاز أ�حد خريجيها بجائزة تيرينج (‪.]42 ،35[((()Turing Award‬‬‫(( ( هي جائزة �سنوية عالمية تمنحها جمعية �آلات الحو�سبة )‪(Association for Computing Machinery, ACM‬‬ ‫‪220‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫أ�‪ -‬التعــاون الدولــي بين ال�سيا�سات والتطبيق‬ ‫ت�سعى �سيا�سات الخطة الدولية الا�ستراتيجية لجامعة كوبنهاجن إ�لى ا�ستقطاب نخبة المواهب من‬ ‫جميع �أنحاء العالم‪ .‬فالجامعة تبذل ق�صارى جهدها كي تطور مكانتها بو�صفها واحدة من أ�رقى‬ ‫جامعات العالم من خلال تزويد الباحثين والطلاب بفر�ص ممتازة للتعاون والتبادل مع الجامعات‬ ‫الوطنية والدولية الأخرى [‪ .]35‬فالجامعة تتعاون مع الجامعات في �سائر �أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وبنا ًء على أ��سا�س الجامعة العلمي وجهودها الحثيثة لتعزيز البحوث المتميزة‪ ،‬ف�إن ا�ستراتيجيتها‬ ‫ت�شمل ثلاثة مجالات مختارة‪ ،‬وهي‪ :‬تح�سين التعليم‪ ،‬وتقوية الم�شاركة على النطاق العالمي‪ ،‬وتعزيز‬ ‫الهوية الم�شتركة والتعاون الداخلي‪.‬‬ ‫وقد أ��س�ست جامعة كوبنهاجن برنامجا للموهبة الدولية لدى الخريجين‪ ،‬وخ�ص�صت من ًحا لطلاب‬ ‫الدرا�سات العليا و�أع�ضاء هيئة التدري�س الدوليين‪ .‬وتقدم الجامعة أ�كثر من ‪ 50‬برنامج ماج�ستير‬ ‫ُتعطى با إلنجليزية‪ ،‬و أ�كثر من ‪ 150‬اتفاقية تبادل مع بلدان العالم و ‪ 800‬اتفاقية في برنامج تبادل‬ ‫الطلاب في الجامعات الأوروبية الم�سمى إ�را�سمو�س ‪(European Community Action Scheme‬‬ ‫)‪.]35[for the Mobility of University Students, Erasmus‬‬ ‫وفي الجامعة ب�ضعة آ�لاف من الطلاب ا ألجانب ن�صفهم تقري ًبا من البلدان الا�سكندنافية‪ .‬كما يتابع‬ ‫حوالي ‪ 1000‬من طلاب جامعة كوبنهاجن درا�ستهم في الجامعات الدولية ال�شريكة‪ .‬وتقدم الجامعة‬ ‫طائفة وا�سعة من ال�شهادات العليا با إلنجليزية‪ ،‬وكذلك تقدم العديد من المقررات بالإنجليزية‬ ‫لطلاب التبادل الثقافي والطلاب ال�ضيوف‪.‬‬ ‫وت�شارك جامعة كوبنهاجن في العديد من ال�شبكات والتحالفات الدولية للتعاون مع الم�ؤ�س�سات‬ ‫ال�شريكة وتقا�سم المعرفة وممار�سة الت�أثير في �سيا�سات التعليم والبحث العلمي‪ .‬كما ت�سهم في العديد‬ ‫من البرامج التعليمية الدولية‪ ،‬وهي ع�ضو في التحالف الدولي للجامعات البحثية ‪(International‬‬ ‫)‪ Alliance of Research Universities, IARU‬الذي ي�ضم أ�ع�ضاء من �أف�ضل الجامعات البحثية‬ ‫في العالم‪ .‬كما أ�ن الجامعة ممثلة في عدد من الم ؤ��س�سات والمراكز في جميع أ�نحاء العالم‪.‬‬ ‫ا ألمريكية وتمُ نح ل ألفراد ذوي الإ�سهامات البارزة في مجال علوم الحا�سوب‪ .‬ومقدارها مليون دولار أ�مريكي‪ .‬وقد ُبدئ‬ ‫بمنحها �سنة ‪1968‬م‪ ،‬ومازالت تمُ نح �سنوي ًا‪( .‬المترجمان)‪.‬‬‫‪221‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫أ�‪ 1-‬ال�شبكة الم�ؤ�س�ساتية لجامعات العوا�صم الأوروبية ‪UNICA‬‬‫ت�أ�س�ست ال�شبكة الدولية لجامعات العوا�صم ا ألوروبية الم�سماة يونيكا ‪(Institutional Network of‬‬‫)‪ the Universities from the Capitals of Europe, UNICA‬عام ‪1990‬م‪ ،‬وهي من ال�شبكات‬‫الجامعية ا ألكاديمية الم�ؤ�س�ساتية الرائدة في �أوروبا‪ .‬وتت أ�لف من ‪ 46‬جامعة من ‪ 35‬عا�صمة �أوروبية‬ ‫وفيها ‪ 150.000‬موظف و ‪ 1.800.000‬طالب‪.‬‬‫وتوفر يونيكا منتدى ت�ستطيع الجامعات من خلاله أ�ن تدر�س الدعوات للتحول الا�ستراتيجي في‬‫البحوث الجامعية والتعليم وا إلدارة‪ .‬كما تحاول دفع عجلة المعرفة ا ألكاديمية والتميز والتكامل‬‫والتعاون بين الجامعات ا ألع�ضاء‪ .‬وت�سعى يونيكا لكي تكون قوة دافعة في تطوير �إجراءات بولونيا‬‫(‪ )Bologna process‬و�أن ت�سهل دمج جامعات أ�وروبا ال�شرقية والو�سطى �ضمن منطقة التعليم‬‫العالي في �أوروب�ا [‪ .]43 ،33‬كما تزود الجامعات بالمعلومات حول المبادرات والبرامج ا ألوروبية‬ ‫وتدعمها في م�شروعات تعاونية‪.‬‬‫وتعقد يونيكا م�ؤتم ًرا طلاب ًيا مرة كل �سنتين يركز على الم�سائل وال�سيا�سات التعليمية‪ .‬ويزود الم ؤ�تم ُر‬ ‫الطلا َب ا ألوروبيين بفر�صة لتبادل ا آلراء والخبرات‪.‬‬‫وت�ضم يونيكا عد ًدا من مجموعات العمل مثل مجموعة تكاف�ؤ الفر�ص‪ ،‬وحديقة العلوم وحا�ضناته‪،‬‬‫والق�ضايا المدنية‪ ،‬والعجز‪ ،‬با إل�ضافة إ�لى مجموعات مخ�ص�صة للطلاب ذوي الاحتياجات الخا�صة‪.‬‬‫كما تنظم عد ًدا من حلقات البحث ال�سنوية حول م�سائل �ساخنة ذات �صلة بتجميع الخبرات المتعلقة‬ ‫بجمع الأموال للبحوث في الاتحاد الأوروبي‪.‬‬ ‫أ�‪ 2-‬الاتحاد الدولي للجامعات البحثية‬‫جامعة كوبنهاجن ع�ضو في التحالف الدولي للجامعات البحثية ‪ IARU‬الذي ت�أ�س�س عام ‪2007‬م‬‫ويت أ�لف من جامعة كاليفورنيا – بيركلي‪ ،‬وجامعة كامبريج‪ ،‬وجامعة أ�وك�سفورد‪ ،‬وجامعة طوكيو‪،‬‬‫وجامعة ييل‪ ،‬والجامعة الوطنية الأ�سترالية‪ ،‬ومعهد التكنولوجيا الاتح�ادي في زيوريخ ‪(Swiss‬‬‫)‪ ،Federal Institute of Technology in Zurich, ETHZ‬والجامعة الوطنية في �سنغافورة‪،‬‬‫وجامعة بكين [‪ .]50 ،39‬وت�شترك هذه الجامعات البحثية العالمية – وهي �ضمن جامعات القمة‬‫في العالم – ب آ�راء مت�شابهة‪ ،‬وتتمتع بالاعتراف العالمي ب أ�نها جامعات عالمية الم�ستوى‪ ،‬ا ألمر الذي‬ ‫‪222‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫ينعك�س في طبيعة ومجال مو�ضوعات م�شروعاتها البحثية الم�شتركة‪.‬‬ ‫�أما الهدف الرئي�س للتحالف فيتمثل في تزويد الطلاب والباحثين في عدد من الجامعات بفر�صة‬ ‫الم�شاركة في البحوث الدولية والتعليم المبني على البحث بمنظور عالمي‪ .‬وتت�ضمن ن�شاطاته في �سعيه‬ ‫لتحقيق هذا الهدف من خلال م�شروعات بحثية‪ ،‬وم ؤ�تمرات لطلاب الدرا�سات العليا‪ ،‬وبرامج‬ ‫�صيفية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى الور�ش‪ ،‬والم�ؤتمرات واللقاءات‪.‬‬ ‫ويتمتع أ�ع�ضاء التحالف من الطلاب بفر�صة الم�شاركة الفعالة بو�صفهم مواطنين عالميين في عالم‬ ‫يزداد ات�صالا من خلال برنامج �صيفي عالمي وبو�ساطة منح زمالة وتدريب‪ .‬وبا إل�ضافة �إلى إ�ثراء‬ ‫الطلاب‪ ،‬ف�إن التحالف يحدث تنو ًعا كبي ًرا في دفع عجلة العمل التعاوني الم�ؤ�س�ساتي بين �أع�ضائه‪،‬‬ ‫ويطور ال�شبكات الجامعية وهيئة التدري�س‪ .‬وي�شارك ا ألع�ضاء في مختلف ن�شاطات التحالف بح�سب‬ ‫احتياجاتهم و أ�هدافهم ال�شخ�صية [‪.]45‬‬ ‫ب – الم�شاركة البحثية و�شركاء الجامعة‬ ‫يمثل تنوع البيئة ا ألكاديمية والمناهج العلمية ال�سمة المميزة لجامعة كوبنهاجن وقوتها‪ .‬فال�شراكة بين‬ ‫الجامعة و�شركائها الوطنيين والدوليين تعزز جودة بحوثها وبرامجها الدرا�سية‪.‬‬ ‫وتتمتع الجامعة بعدد كبير من ال�شراكات مع جامعات العالم‪ .‬فللجامعة أ�كثر من ‪ 140‬علاقة ثنائية‪،‬‬ ‫و�شراكات م ؤ��س�ساتية عديدة‪ ،‬ومئات من اتفاقيات �إرا�سمو�س (برامج تبادل الطلاب في الجامعات‬ ‫الأوروبية) م�صممة كلها لزيادة �إمكانات الطلاب على الحركة وتزويدهم بفر�ص تدعيم تدريبهم‬ ‫الأكاديمي في الخارج‪ ،‬مع ما يرافق ذلك من خبرات ثقافية متعددة مفيدة‪ .‬ومن الجامعات ال�شريكة‬ ‫‪ 46‬جامعة في الولايات المتحدة و ‪ 17‬في أ��ستراليا‪ ،‬و ‪ 12‬في كندا‪ ،‬و ‪ 10‬في اليابان‪ ،‬و ‪ 7‬في نيوزيلندا‪،‬‬ ‫وخم�س في �ألمانيا‪ ،‬وواحدة في كل من ا ألرجنتين‪ ،‬وكوبا‪ ،‬وبيرو‪ ،‬وبولندا‪ ،‬وال�سويد‪ ،‬و�سورية‪ ،‬والأردن‪.‬‬ ‫وتقوم الجامعة �أي�ضا بتبادل الطلاب و�أع�ضاء هيئة التدري�س مع عدد كبير من الم ؤ��س�سات من خلال‬ ‫برنامجي إ�را�سمو�س ونوردبل�س )‪ ((( (Nordplus‬ومن خلال الاتفاقيات الثنائية الحكومية‪.‬‬ ‫وتف�ضل جامعة كوبنهاجن ب�صفة عامة أ�ن تعقد اتفاقيات على م�ستوى الجامعة كلها حين تعبر عدد‬ ‫من الكليات عن رغبتها في ذلك‪ .‬والهدف من اتفاقيات الجامعة ككل هو �أن تكون الاتفاقيات �شاملة‪.‬‬ ‫(( ( هو برنامج للتعليم الم�ستمر مدى الحياة للدول ال�شمالية (‪ )Nordic‬ودول البلطيق (‪( .)Baltic‬المترجمان)‪.‬‬‫‪223‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫ولا ب�أ�س من الحفاظ على اتفاقيات على م�ستوى ا ألق�سام �أو الكليات أ�و الم�ؤ�س�سات أ�و الحفاظ عليها‬‫�ضمن اتفاقية الجامعة‪ .‬وت�شكل هذه ال�شراكات �إطار ًا للطلاب والباحثين الأجانب للدرا�سة و إ�جراء‬ ‫البحوث في الجامعة‪ .‬ويمكن إ�ن�شاء �شراكات مثمرة بطرق عدة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ •تبادل الطلاب‪.‬‬ ‫ •تبادل أ�ع�ضاء هيئة التدري�س‪.‬‬ ‫ •ال�شهادات الم�شتركة‪.‬‬ ‫ •التعاون البحثي الم�شترك‪.‬‬ ‫ •تبادل الموظفين‪.‬‬ ‫ •تدريب موظفي إ�را�سمو�س‪.‬‬ ‫ •تدريب أ�ع�ضاء هيئة التدري�س لدى �إرا�سمو�س‪.‬‬ ‫ •ال�شراكات الا�ستراتيجية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬مجل�س جامعة كوبنهاجن للبحوث والابتكارات‬‫يتولى مجل�س جامعة كوبنهاجن للبحوث والابتكارات م�س�ؤولية تعريف تطور الجامعة الا�ستراتيجي‬‫ومتابعته في إ�ط�ار البحث والابتكار والتعاون التجاري وتحديد الأول�وي�ات حول كيفية التعريف‬‫بن�شاطات الجامعة في الخارج [‪ .]46‬ويمار�س المجل�س ن�شاطه وفق ا ألهداف الا�ستراتيجية لجامعة‬ ‫كوبنهاجن‪.‬‬‫أ�ما هدف المجل�س فهو تحديد الطريقة المثلى لدعم التطور الا�ستراتيجي من قبل المنظمة بغية ت�أمين‬‫التمويل الخارجي المتزايد‪ ،‬وال�شروع ب إ�قامة علاقات التعاون مع الهيئات الخا�صة والعامة على‬‫ال�صعيد العالمي‪ .‬وي�سهم المجل�س في دفع عجلة المبادرات العامة �ضمن البحث والابتكار التي تكمل‬‫مبادرات الكليات ذاتها‪ .‬كما يتولى تن�سيق البحوث والابتكار التي تجريها الكليات عن طريق ممثلي‬‫أ�ع�ضاء المجل�س‪ ،‬ويرفع التو�صيات والمقترحات الهادفة إ�لى تح�سين خدمات الجامعة الموجهة نحو‬ ‫البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪224‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫‪ 3-5‬برنامج منح فولبرايت‬ ‫�أ‪ -‬برنامج فولبرايت‬ ‫�إن برنامج فولبرايت (‪ )Fulbright Program‬الرائد هو برنامج منح أ�مريكي أ��س�سه ال�سناتور‬ ‫ويليام فولبرايت في عام ‪1946‬م [‪ ]47‬ويعتمد على التناف�س وا ألحقية للتبادل التعليمي والثقافي الذي‬ ‫ي�شمل الطلاب والباحثين و�أع�ضاء هيئة التدري�س والمحترفين والعلماء والفنانين للدرا�سة و إ�جراء‬ ‫ا ألبحاث‪ ،‬أ�و ممار�سة مواهبهم خارج الولايات المتحدة‪ .‬وبموجب هذا البرنامج يمكن لمن يحق لهم‬ ‫من مواطني الدول ا ألخرى خارج الولايات المتحدة �أن ي�ؤدوا الن�شاطات ذاتها في الولايات المتحدة‪.‬‬ ‫ويـرعـى برنــامـج فولبـرايت مكتـب ال�شــ�ؤون الثقـافيـة والتعليميـة في الخـارجيـة الأمريكيـة‬ ‫)‪ .(U.S. Department of State›s Bureau of Educational and Cultural Affairs‬كما‬ ‫يتلقى البرنامج دع ًما �إ�ضاف ًيا مبا�ش ًرا �أو عين ًيا من الحكومات الم�شاركة‪ ،‬والم�ؤ�س�سات‪ ،‬وال�شركات‬ ‫والم�ؤ�س�سات الم�ضيفة‪� ،‬سواء في الولايات المتحدة �أو خارجها [‪.]48‬‬ ‫وقد ت أ��س�س البرنامج بهدف دفع عجلة ال�سلام والتفاهم الم�شترك بين الأفراد‪ ،‬والم�ؤ�س�سات وقادة‬ ‫الم�ستقبل �أينما كانوا‪ ،‬من خلال تبادل الأ�شخا�ص‪ ،‬والمعرفة والمهارات‪ ،‬مما يزيد من احتمالات تعلم‬ ‫الأمم في نهاية المطاف أ�ن تعي�ش وتتعاي�ش ب�سلام و�صداقة [‪ .]49‬وفي فترة المنحة‪ ،‬يتعرف الحا�صلون‬ ‫عليها بع�ضهم على بع�ض‪ ،‬ويعملون ويعي�شون معا ويتعلمون من البلدان الم�ضيفة و أ�هلها‪ ،‬وي�شاركون‬ ‫في التجارب الثقافية اليومية‪.‬‬ ‫وي�سهل البرامج التبادل الثقافي من خلال التفاعل المبا�شر بين ا ألف�راد مع م�ضيفيهم في جو من‬ ‫الانفتاح وا ألمانة العلمية والحرية الفكرية‪ ،‬مما ي�سهم في تنمية التفاهم الثقافي المتبادل‪.‬‬ ‫�إن برنامج فولبرايت هو من �أكبر برامج المنح المرموقة في العالم‪ ،‬وهو ب إ��شراف معهد التعليم‬ ‫الدولي (‪ .]50 ،48 ،47[ )Institute of International Education, IIE‬وتقوم مفو�ضيات ثنائية‬ ‫الوطنية وعلى مبد�أ كل بلد على حدة ب�إدارة البرنامج وا إل�شراف عليه في ‪ 50‬بل ًدا‪ .‬كما تتولى �أق�سام‬ ‫ال�ش ؤ�ون العامة في ال�سفارات الأمريكية ا إل�شراف على البرنامج في البلدان التي فيها برنامج مفعل‬ ‫ولي�س فيها مفو�ضية من فولبرايت‪.‬‬ ‫وقد اعتمد برنامج فولبرايت منذ ت�أ�سي�سه على مبد�أ الثنائية الوطنية‪ ،‬حيث عقدت كل دولة ن�شطة‬‫‪225‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫في البرنامج اتفاقية مع الحكومة الأمريكية‪ .‬وبلغ عدد الم�شاركين في برنامج فولبرايت منذ �إن�شائه‬‫قبل ‪ 60‬عاما ‪ 325.400‬م�شاركا‪ ،‬منهم ‪ 122.800‬من الولايات المتحدة و ‪ 202.600‬من البلدان‬‫الأخرى‪ .‬ويقدم البرنامج ما يقارب ‪ 800‬منحة �سنويا‪ ،‬ويمار�س ن�شاطه ا آلن في أ�كثر من ‪ 155‬بل ًدا‪،‬‬ ‫كما بلغت مخ�ص�صاته في الكونغر�س ‪ 242.8‬مليون دولار في ال�سنة المالية ‪2013‬م‪.‬‬ ‫ب – البرامج والمنح‬‫يعمل برنامج فولبرايت بطريقتين‪ :‬يتلقى الم�ستحقون من المواطنين الأمريكيين المال للذهاب إ�لى دول‬‫أ�جنبية من خلال برنامج الطلاب ا ألمريكيين‪ ،‬وبرنامج العلماء ا ألمريكيين‪ ،‬وبرنامج تبادل أ�ع�ضاء‬‫هيئة التدري�س‪� .‬أما الم�ستحقون من غير الأمريكيين فيتلقون المال للذهاب إ�لى الولايات المتحدة من‬‫خلال برنامج تبادل الطلاب الأجانب‪ ،‬وبرنامج الأ�ساتذة الزائرين‪ ،‬وبرنامج تبادل �أع�ضاء هيئة‬ ‫التدري�س [‪.]47‬‬‫ويجب أ�ن يتمتع المر�شحون لمنحة فولبرايت ب إ�نجازات علمية مرموقة‪ ،‬و�أن يكون لديهم م�شروع‬‫بحث جيد‪ ،‬والقدرة على القيادة والمرونة والتكيف للتفاعل مع المجتمع ا ألجنبي الم�ضيف في البلد‬‫الهدف [‪ .]47‬وت َقدم منح فولبرايت في كل الميادين العلمية تقريبا بما فيها الفنون الجميلة‪ ،‬والعلوم‬‫ا إلن�سانية‪ ،‬والعلوم الاجتماعية‪ ،‬والريا�ضيات‪ ،‬والعلوم الطبيعية والفيزيائية‪ ،‬والعلوم الاحترافية‬‫والتطبيقية‪ .‬ولا ت�شمل المنح بحوث الطب ال�سريري التي تحتاج إ�لى التوا�صل المبا�شر مع المر�ضى‬ ‫[‪.]49 ،47‬‬ ‫ب – ‪ 1‬المنح الطلابية‬‫يقدم البرنامج الأمريكي منحا للطلاب الأمريكيين الذين هم في �سنة التخرج‪ ،‬أ�و طلاب الدرا�سات‬‫العليا‪� ،‬أو المحترفين والفنانين ال�شباب لإجراء البحوث �أو الدرا�سة أ�و تعليم ا إلنجليزية في الخارج‬‫ل�سنة درا�سية واحدة‪ .‬وبالمثل‪ ،‬يم ّكن برنام ُج الطلا ِب الأجان ِب طلا َب الدرا�سات العليا‪ ،‬والمحترفين‬‫والفنانين ال�شباب من خارج الولايات المتحدة من �إجراء البحوث والدرا�سة في الولايات المتحدة‪.‬‬ ‫وربما تجدد بع�ض المنح بعد انتهاء ال�سنة الأولى من الدرا�سة [‪.]47‬‬‫ويقدم البرنامج حاليا ‪ 1900‬منحة في ال�سنة تقريبا في �شتى مجالات الدرا�سة‪ ،‬ويمار�س ن�شاطه‬‫في أ�كثر من ‪ 140‬بل ًدا في جميع أ�نحاء العالم‪ .‬كما يقدم البرنامج المنح لم�شروعات درا�سية أ�و بحثية‬ ‫‪226‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫فردية‪ ،‬ولبرامج مدر�سي اللغة ا إلنجليزية المتدربين‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى المنح المو�سيقية لبرنامج فولبرايت‬ ‫– إ�م تي في يو (‪.((( )mtvU‬‬ ‫وت�شمل فئة المنح الدرا�سية ‪ /‬البحثية م�شروعات في الميادين ا ألكاديمية والفنية‪ .‬ويقوم المر�شحون‬ ‫لهذه المنح بت�صميم م�شروعاتهم ب�أنف�سهم ويعملون بالتعاون مع مر�شدين في جامعات أ�جنبية �أو‬ ‫م�ؤ�س�سات �أخرى من م�ؤ�س�سات التعليم العالي‪ .‬أ�ما منحة فولبرايت الدولية للعلوم والتقنية فتهدف‬ ‫�إلى دعم درا�سة الدكتوراه في المعاهد ا ألمريكية المرموقة في ميادين العلوم والتقنية والهند�سة �أو‬ ‫المجالات الم�شابهة للطلاب ا ألجانب المتفوقين‪.‬‬ ‫�أما برنامج فولبرايت لمدر�سي اللغات ا ألجنبية فيوفر الفر�ص لمدر�سي اللغة الإنجليزية من ال�شباب‬ ‫ا ألجانب لتطوير مهاراتهم التدري�سية و�صقلها وتو�سعة معرفتهم بالثقافة الأمريكية والمجتمع‬ ‫الأمريكي‪ ،‬مع تح�سين جودة تدري�س اللغات الأجنبية في المعاهد والجامعات ا ألمريكية‪ .‬كما ير�سل‬ ‫حملة المنح الأمريكيون إ�لى المدار�س في الخ�ارج من �أجل �إكمال تدري�س اللغة الإنجليزية محليا‬ ‫ولتوفير متحدثين باللغة الإنجليزية كلغة أ�م في ال�صفوف الدرا�سية [‪.]47‬‬ ‫أ�ما المنح الخا�صة ببرنامج فولبرايت – إ�م تي في يو المو�سيقية فتوفر لأربعة طلاب �أمريكيين فر�صة‬ ‫درا�سة ت�أثير المو�سيقى كقوة ثقافية في الخارج‪ ،‬و�إجراء بحث لمدة �سنة على م�شروعات ي�صممونها‬ ‫ب�أنف�سهم‪ .‬ويجب �أن تتناول الم�شروعات جان ًبا مختا ًرا من الثقافة المو�سيقية الدولية‪ ،‬و أ�ن تركز على‬ ‫المو�سيقى المعا�صرة �أو ال�شعبية ب�صفتها قوة تعبير ثقافية [‪.]47‬‬ ‫أ�ما منح ال�سفر ف�صممت لا�ستكمال منحة من أ�ي مورد لا ي�شمل ال�سفر ال�دولي أ�و لدعم تمويل‬ ‫الطلاب الخا�ص للدرا�سة والبحث‪.‬‬ ‫ب – ‪ 2‬منح العلماء‬ ‫ي�ساعد برنامج فولبرايت أ�ع�ضاء هيئة التدري�س والإداريين على بناء «ت�أثير متزايد» من خلال ن�شر‬ ‫آ�راء عبر الثقافات �ضمن المنهج مما ي�ساعد على بث الحياة في طرق التدري�س‪ ،‬وفتح ا ألبواب للزملاء‬ ‫والطلاب الأجانب‪ .‬وي�شمل برنامج فولبرايت للعلماء البرامج التالية‪ :‬برنامج العالم ا ألمريكي‪،‬‬ ‫((( هي قناة تلفزيونية رقمية �أمريكية يتم توزيعها عن طريق الكابلات‪ ،‬ومتاحة ألكثر من ‪ 750‬جامعة ومعهد ًا عبر الولايات‬ ‫المتحدة‪( .‬المترجمان)‪.‬‬‫‪227‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫وبرنامج المتخ�ص�ص الأمريكي‪ ،‬وبرنامج العالم الزائر‪ ،‬وبرنامج العالم المقيم‪ ،‬وال�شبكة ا إلقليمية‬ ‫لبرنامج البحث التطبيقي [‪.]52 ،51 ،47‬‬‫ويتولى مجل�س التبادل الدولي للعلماء ‪(Council for International Exchange of Scholars,‬‬‫)‪ CIES‬م�س�ؤولية إ�تمام برامج التبادل الدولي للعلماء والإداري�ني في الجامعات [‪.]53-51 ،49‬‬‫ويرتبط المجل�س بعلاقات متينة مع مجتمع التعليم العالي في الولايات المتحدة‪ ،‬وي�شارك ب�شبكة من‬‫مفو�ضيات فولبرايت الثنائية الوطنية في ‪ 50‬بل ًدا و ‪ 90‬مرك ًزا دبلوما�س ًيا أ�مريكيا في جميع أ�نحاء‬‫العالم‪ .‬وقد ر ّتب المجل�س حتى كتابة هذا الف�صل لما يقرب من ‪ 50.000‬عالم في �أكثر من ‪ 140‬بل ًدا‪،‬‬‫كما زار المعاهد والجامعات ا ألمريكية والم�ؤ�س�سات البحثية �أكثر من ‪ 45.000‬من البلدان الأجنبية‬ ‫من خلال برامج �أعدت للعلماء ا ألمريكيين‪ ،‬والعلماء الزائرين‪ ،‬والم ؤ��س�سات ا ألمريكية‪.‬‬‫ويقدم برنامج العلماء ألع�ضاء هيئة التدري�س‪ ،‬والعلماء‪ ،‬والمحترفين ا ألمريكيين من ًحا لل�سفر‬‫إ�لى الخارج لإلقاء المح�ضرات و‪ /‬أ�و إ�جراء البحوث لمدة لا تزيد عن �سنة واحدة [‪ .]47‬وي�ستقطب‬‫البرنامج ‪ 800‬م�ن أ�ع�ضاء هيئة التدري�س والمحترفين �سنويا للذهاب �إلى ‪ 140‬ب�ل� ًدا إللقاء‬‫المحا�ضرات‪ ،‬والتدري�س و إ�جراء البحوث في كثير من المجالات ا ألكاديمية‪ .‬ولا يقت�صر �إ�سهام العلماء‬ ‫على الم�ؤ�س�سات الم�ضيفة‪ ،‬بل يطال �أي�ضا معاهدهم وجامعاتهم في وطنهم ا ألم‪.‬‬‫وي�ضم البرنامج �أي�ضا برنامج الكرا�سي المتميز في الولايات المتحدة وهو الذي ي�شمل ‪ 40‬منحة إللقاء‬‫المحا�ضرات‪ ،‬و إ�جراء البحوث المتميزة‪ ،‬والمحا�ضرات ‪ /‬البحوث لمدة تبد أ� من ‪� 12 – 3‬شه ًرا [‪،47‬‬‫‪ .]52‬وتعد هذه من �أرفع المنح التي يقدمها برنامج فولبرايت للعلماء‪ .‬ويجب �أن يكون المر�شحون من‬ ‫العلماء البارزين ومن أ��صحاب الن�شر العلمي ولهم �سجل تعليمي بارز [‪.]53-51‬‬‫أ�م�ا برنامج المتخ�ص�صين الأمريكيين فيدعم الروابط بين �أع�ضاء هيئة التدري�س ا ألمريكيين‬‫والمحترفين ونظرائهم في الم�ؤ�س�سات الم�ضيفة في الخارج من خلال لعب دور الم�ست�شار الخبير في‬‫تطوير المناهج والتدري�س‪ ،‬والتخطيط الم�ؤ�س�ساتي‪ ،‬والمو�ضوعات ا ألخرى ذات ال�صلة في الم ؤ��س�سات‬‫الأكاديمية في الخارج [‪ .]51 ،47‬ويقدم البرنامج المنح للم�شروعات الم�شتركة ق�صيرة ا ألجل في أ�كثر‬ ‫من ‪ 140‬بل ًدا و‪ 24‬مجال ًا علم ًيا‪.‬‬‫�أما برنامج حلقات البحث للإداريين في التعليم ال�دولي فهو برنامج ي�ستغرق أ��سبوعين ومفتوح‬‫للإداريين الأمريكيين في التعليم الدولي وموظفي التعليم العالي ا آلخرين الراغبين في الم�شاركة في‬ ‫‪228‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫درا�سة المجتمع والثقافة ونظم التعليم العالي في فرن�سا و أ�لمانيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية‬ ‫[‪.]47‬‬ ‫با إل�ضافة إ�لى ما �سبق‪ ،‬هناك برامج أ�خرى خا�صة بالعلماء ا ألمريكيين‪ ،‬مثل منح فولبرايت للعلماء‬ ‫في درا�سات ما بعد الدكتوراه (�أو الدرجات النهائية الأخرى) ومنح فولبرايت – فوغرتي للعلماء‬ ‫الأمريكيين (‪ )Fulbright-Fogarty U.S. Scholar Grants‬التي تهدف �إلى دفع عجلة البحث في‬ ‫مرحلة ما بعد الدكتوراه في ال�صحة العامة في ظروف محدودة الموارد [‪.]51 ،47‬‬ ‫�أما برامج العلماء الزوار‪ ،‬فتوفر للمعاهد والجامعات الأمريكية والم ؤ��س�سات البحثية مور ًدا رئي�ًسا‬ ‫لدعم عولمتها من خلال دعوة العلماء ا ألجانب لإلقاء المحا�ضرات و�إجراء �أبحاث ما بعد الدكتوراه‬ ‫�أو الأبحاث المتقدمة لمدة لا تتجاوز �سنة واحدة في الجامعات والمعاهد ا ألمريكية [‪ .]51‬وفي كل عام‬ ‫يبلغ عدد الم�ستفيدين من هذه المنح حوالي ‪ 850‬من �أع�ضاء هيئة التدري�س والمحترفين من أ�كثر من‬ ‫‪ 155‬بل ًدا‪ .‬ويربط البرنامج الجامعات بع�ضها ببع�ض كما يطرح أ�فكا ًرا وات�صالات جديدة للطلاب‬ ‫و أ�ع�ضاء هيئة التدري�س والإداريين [‪.]47‬‬ ‫كما تقدم برامج إ�ثراء العلماء الزوار طائفة من ن�شاطات الإثراء في مختلف ا ألماكن في �أثناء العام‬ ‫الدرا�سي لتمكينهم من الخو�ض في تجربتهم ا ألمريكية وزيادة التفاهم المتبادل بين ال�شعب ا ألمريكي‬ ‫و�شعوب البلدان ا ألخرى [‪.]52 ،51‬‬ ‫أ�ما برنامج العلماء المقيمين (‪ )Scholar-in-Residence Program‬فيدعو العلماء ا ألجانب إ�لى‬ ‫الجامعات والمعاهد ا ألمريكية لمدة لا تتجاوز ال�سنة الواحدة للم�ساعدة في عولمة الجامعات الأمريكية‬ ‫والمناهج والمجتمعات وللتدري�س في مجالات خبرتهم وتكوين مفهوم دولي متداخل الثقافات للإ�سهام‬ ‫في تطوير المناهج والبرامج [‪.] 52 ،51 ،47‬‬ ‫ويوفر �صندو ُق امتداد المحا�ضرات (‪ )Outreach Lecturing Fund, OLF‬الما َل للجامعات لت�ستقبل‬ ‫العلماء من الم�ستفيدين من منحة فولبرايت والموجودين بالفعل في الولايات المتحدة لتكليفهم ب إ�لقاء‬ ‫المحا�ضرات وتبادل ا ألفكار ومناق�شتها‪.‬‬ ‫أ�ما برنامج ال�شبكة الإقليمية للعلماء (‪ )Regional Network of Scholars Program‬فيجمع‬ ‫�شبكة من العلماء ال�شباب والمحترفين والباحثين التطبيقيين في منت�صف حياتهم المهنية من الولايات‬‫‪229‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫المتحدة والبرازيل وكندا ودول غربي الكرة ا ألر�ضية ل�سل�سلة من ثلاث حلقات بحث (‪)seminars‬‬‫وخو�ض تجربة فولبرايت للتبادل‪ ،‬وذلك في برنامج يمتد عا ًما كامل ًا وي�شمل بحثا جماع ًيا متعدد‬‫التخ�ص�صات‪ .‬ويدعم البرنامج البحث التعاوني متعدد التخ�ص�صات ويعالج الم�سائل الإقليمية‬ ‫ويعطي نتائج ملمو�سة [‪.]51 ،47‬‬‫ويت أ�لف برنامج فولبرايت للمبادرة القطبية )‪ (Fulbright Arctic Initiative Program‬المخ�ص�ص‬‫للعلماء والمحترفين والباحثين التطبيقيين من الولايات المتحدة وكندا والدنمارك وفنلندا و أ�ي�سلندا‬‫والنرويج ورو�سيا وال�سويد من �سل�سلة من ثلاث حلقات بحث )‪ (seminars‬وخو�ض تجربة فولبرايت‬ ‫للتبادل‪.‬‬ ‫ب – ‪ 3‬برامج �أع�ضاء هيئة التدري�س‬‫�إن جز ًءا من برنامج فولبرايت هو من مخ�ص�صات الكونغر�س لوزارة التعليم الأمريكية ل�صالح‬‫برنامج فولبرايت – هايز )‪ .(Fulbright-Hays Program‬وتعطى ه�ذه المنح إ�لى المتدربين‬‫ا ألمريكيين من �أع�ضاء هيئة التدري�س‪ ،‬و أ�ع�ضاء هيئة التدري�س‪ ،‬والإداري�ي�ن‪ ،‬وط�الب ما قبل‬‫الدكتوراه‪ ،‬و�أع�ضاء هيئة التدري�س في مرحلة ما بعد الدكتوراه‪ ،‬والم ؤ��س�سات والمنظمات الأمريكية‪.‬‬‫وهذا التمويل يدعم البحث وجهود التدريب في الخارج التي تركز على اللغات ا ألجنبية غير الغربية‬ ‫ودرا�سات المنطقة [‪.]54 ،47‬‬‫ويدعم برنامج تبادل المدر�سين عمليات تبادل من نوع واحد لواحد من مدر�سي المدار�س الثانوية‬‫وع�دد �صغير من م ؤ��س�سات التعليم ما بعد الثانوي في الخ�ارج لمدة ف�صل درا�سي واح�د لمتابعة‬‫م�شروعات �شخ�صية و�إجراء أ�بحاث و�إدارة درو�س نموذجية أ�و حلقات بحث‪� .‬أما برنامج هيوبرت‬‫همفري )‪ (Hubert H. Humphrey‬للمحترفين فيدعو المحترفين البارزين في منت�صف حياتهم‬‫المهنية من الدول النامية والمجتمعات التي تمر بمرحلة انتقالية إ�لى زيارة الولايات المتحدة لمدة عام‬ ‫واحد‪ .‬وي�شارك المدعوون في برنامج �أكاديمي بلا �شهادات ويكت�سبون خبرة احترافية‪.‬‬ ‫ج – فائدة البرنامج‬‫حري بنا �أن نذكر مرة أ�خرى أ�ن البرنامج ت�أ�س�س لدعم ال�سلام والتفاهم الم�شترك بين الأفراد‬‫والم�ؤ�س�سات وقادة الم�ستقبل �أنى كانوا‪ ،‬من خلال التبادل التعليمي للأ�شخا�ص والمعرفة والمهارات‪،‬‬ ‫‪230‬‬

‫التميز في التعاون الدولي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫مما يزيد من احتمال تعلم الأمم كيف تعي�ش وتتعاي�ش ب�سلام ووئام [‪.]49‬‬ ‫وي�سهل البرنامج التبادل الثقافي من خلال التفاعل المبا�شر على �أ�سا�س فردي‪ ،‬وذلك بتمكين الأفراد‬ ‫من التعارف والعمل والعي�ش مع أ�هل البلد الم�ضيف‪ ،‬والتعلم منهم‪ ،‬وم�شاركتهم تجاربهم اليومية‪.‬‬ ‫وبوا�سطة الانخراط في المجتمع يتفاعل ا ألف�راد مع م�ضيفيهم على أ��سا�س الند للند في جو من‬ ‫الانفتاح وا ألمانة العلمية والحرية الفكرية‪ ،‬مما يدعم تنمية التفاهم الثقافي المتبادل‪ .‬كما ي�ساعد‬ ‫في عولمة الجامعات والمناهج الدرا�سية والمجتمعات‪.‬‬ ‫لقد تبو�أ الم�ستفيدون من منح فولبرايت‪ ،‬وم�ا زال��وا‪ ،‬مراكز عالية في الحكومات‪ ،‬والأو��س�اط‬ ‫الأكاديمية‪ ،‬وال�صناعة‪ ،‬مما يجعلهم في موقع يمكنهم من الت�أثير في العلاقات وال�سيا�سات الوطنية‬ ‫والدولية‪ .‬فهناك ‪ 10‬من م�ستفيدي فولبرايت انتخبوا �أع�ضاء في الكونغر�س الأمريكي‪ ،‬كما �شغل ‪18‬‬ ‫منهم منا�صب ر ؤ��ساء دول أ�و حكومات و�أ�صبح �أحدهم الأمين العام للأمم المتحدة [‪ ،]56‬وفاز ‪35‬‬ ‫من الم�ستفيدين من منح فولبرايت بجائزة نوبل‪ ،‬و ‪ 78‬بجائزة بوليت�سر (‪،47[ ((()Pulitzer Prize‬‬ ‫‪ .]57‬ويذكر �أن جوائز نوبل التي منحت لم�ستفيدين من منح فولبرايت فاقت أ�ي برنامج جوائز �آخر‪.‬‬ ‫‪ -6‬الخاتمة‬ ‫ • إ�ن التعاون ال�دولي بين الجامعات ن�شاط �ضروري لا �سيما بالن�سبة إ�لى الطلاب وا ألكاديميين في‬ ‫المراحل ا ألولى من حياتهم المهنية‪.‬‬ ‫ •في ال�سنوات ا ألخيرة‪ ،‬تمكنت الجامعات من إ�دخال التعاون الدولي والعلاقات الدولية كعن�صر �أ�سا�س‬ ‫من ر�سالتها ووظائفها‪ .‬وقد تم إ�حراز هذا من قبل جامعات ت�ضطلع بم�س�ؤولية التعاون مع م ؤ��س�سات‬ ‫أ�خرى على ال�صعيد الدولي‪.‬‬ ‫ •يمكن تعريف التعاون الجامعي ال�دولي ب أ�نه التعليم والبحث والتدريب والتعاون الثقافي والمنح‬ ‫الدرا�سية‪.‬‬ ‫ • إ�ن التعاون البحثي بين الباحثين معقد على نحو خا�ص حين يعمل الباحثون في م�ؤ�س�سات تقع في بلدان‬ ‫(( ( هي جائزة �أمريكية للتميز في مجال ال�صحافة وا إلعلام وا ألدب والمو�سيقى‪ ،‬بد�أها جوزف بوليت�سر (ا ألمريكي من أ��صل‬ ‫هنغاري) �سنة ‪1917‬م‪ ،‬وي�شرف عليها حالي ًا جامعة كولومبيا في نيويورك وتمُ نح �سنوي ًا في ‪ 21‬فرع ًا‪ ،‬وي�أخذ كل فائز‬ ‫ع�شرة �آلاف دولار أ�مريكي‪( .‬المترجمان)‪.‬‬‫‪231‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook