Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore التحول إلى جامعة عالمية المستوى

التحول إلى جامعة عالمية المستوى

Published by ubahasan, 2018-04-03 06:08:11

Description: التحول إلى جامعة عالمية المستوى

Search

Read the Text Version

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪ -6‬الهيئة الاستشارية الدولية لجامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪ 1-6‬مقدمة‬‫تعد جامعة الملك عبد العزيز م�ؤ�س�سة تعليمية متميزة في ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وقد اتخذت هذه الجامعة‬‫خطوات تحويلية مهمة بغية ت�أ�سي�س �شراكات وبرامج تعاونية مع م�ؤ�س�سات تعليمية و�صناعية وطنية‬‫ودولية في �سبيل تح�سين و�ضعها الأكاديمي والتعليمي‪ .‬و�سعيا من الجامعة �إلى تحقيق قفزة كبيرة‬‫نحو جودة الأداء والبحث الأكاديمي وخدمة المجتمع‪� ،‬شكلت لها هيئة ا�ست�شارية دولية عام ‪2010‬م‬‫لكي تتمكن من الا�ستفادة من خبراء ذوي �سمعة عالمية في ال�صناعة والتعليم العالي ممن أ��سهموا‬‫�إ�سهاما فعالا في تطوير التعليم العالي في �سائر �أنحاء العالم‪ .‬ويقول أ��سامة طيب مدير جامعة الملك‬‫عبد العزيز «�ستمثل هذه الهيئة قوة دفع رئي�سة تر�شد جامعة الملك عبد العزيز إ�لى تقوية التما�سك‬ ‫والثبات لجميع النظم الفرعية‪ ،‬بهدف تحقيق �أق�صى درجات ا ألداء» [‪.]6‬‬‫�أما الهدف من الهيئة الا�ست�شارية الدولية فهو �ضمان قدرة إ�دارة الجامعة على الو�صول إ�لى مدخلات‬‫و أ�فكار متنوعة من المجتمعات الأكاديمية والتجارية الدولية‪ ،‬من خلال ا�ست�شارات مجُ َ د َولة‪ .‬ويراد‬‫لهذه المدخلات والم�شورات وا إلر�شادات �أن تعين جامعة الملك عبد العزيز وتدعمها في بحثها عن‬ ‫التميز الأكاديمي والتعليمي والاعتراف الدولي‪.‬‬‫ول�ضمان تلقي مجموعة متنوعة من ا ألفكار وا آلراء‪ ،‬ف إ�ن أ�ع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية لا يمثلون‬‫تخ�ص�صات علمية مختلفة وح�سب‪ ،‬بل يمثلون أ�ي ً�ضا مجال ًا وا�س ًعا من الخلفيات الثقافية‪ .‬وتعقد‬‫الهيئة الا�ست�شارية الدولية لجامعة الملك عبد العزيز اجتماعاتها في بلدان مختلفة بغية ت�أكيد هدفها‬ ‫في تحقيق ح�ضور عالمي وروح عالمية‪.‬‬ ‫‪ 2-6‬أهداف الهيئة الاستشارية الدولية‬‫ •الم�شاركة في إ�عادة �صياغة أ�هداف جامعة الملك عبد العزيز الا�ستراتيجية‪ ،‬و أ�ولوياتها‪،‬‬‫و إ�جراءاتها وم�سارات �أدائها بغية ت�سهيل تحقيق �أهدافها في العملية التعليمية‪ ،‬والبحث‬ ‫العلمي‪ ،‬وخدمة المجتمع‪.‬‬‫ •الاعتماد على المعرفة التي يمتلكها �أع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية وفكرهم وخبرتهم‬ ‫‪32‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫في م�ساندة مجالات جامعة الملك عبد العزيز وفر�صها ومجالاتها‪ ،‬بغية تمكينها من تحقيق‬ ‫�إنجازات متميزة في المعرفة والعلوم والتقنية‪.‬‬ ‫ •دعم مكــانة الجامعة و�ــــصورتها على ال�ـــصعيد الدولي من خلال منجزاتها لا �سيما في‬ ‫مجال البحث والابتكار‪.‬‬ ‫ •ا إل�سهام في ت�شكيل تحالفات ا�ستراتيجية بين الجامعة والقطاعات الخدمية والم�ؤ�س�سات‬ ‫الإنتاجية في المجتمع وال�شركات ال�صناعية العالمية وم ؤ��س�سات المعرفة العلمية‪.‬‬ ‫ •تقديم الم�شورة للجامعة فيما يخ�ص المو�ضوعات التي تدر�سها الهيئة الا�ست�شارية الدولية‪.‬‬ ‫ •تقديم الم�شورة التقنية‪ ،‬وا ألكاديمية وا إلدارية للجامعة و�إلى الم ؤ��س�سات الوطنية الأخرى التي‬ ‫ترغب في الا�ستفادة من خبرات �أع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية وتجاربهم وم�ؤهلاتهم‪.‬‬ ‫‪ 3-6‬أعضاء الهيئة الاستشارية الدولية‬ ‫اختارت جامعة الملك عبد العزيز �أع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية بعناية فائقة‪ ،‬بحيث �ضمت‬ ‫�شخ�صيات بارزة وفعالة في مجالات ال�صناعة والتعليم العالي وغيرها ممن يعرفون ب�إنجازاتهم‬ ‫وب�إ�سهاماتهم على ال�صعيد الدولي‪ ،‬كل في مجال تخ�ص�صه‪.‬‬ ‫وتت أ�لف الهيئة الا�ست�شارية الدولية من ثمانية ع�شر ع�ض ًوا يعينون مبدئ ًيا لمدة �سنتين‪ ،‬ويمكن �أن يعاد‬ ‫تعيينهم لفترتين �أخريين‪ ،‬بحيث ت�صل المدة النهائية إ�لى �ست �سنوات‪ .‬وقد ا�ستغرقت عملية اختيار‬ ‫الأع�ضاءا ألوائل أ�كثرمن�سنتين‪ .‬أ�ماالمجموعةا ألولىالتيوقعالاختيارعليهاف�ضمتر�ؤ�ساءجامعات‬ ‫دولية وهي جامعة ولاية �أوهايو (الولايات المتحدة)‪ ،‬وجامعة ما�ستريخت (هولندا)‪ ،‬وجامعة فيينا‬ ‫(النم�سا)‪ ،‬وجامعة هل�سنكي (فنلندا)‪ ،‬وجامعة كوبنهاغن (الدنمارك)‪ ،‬وجامعة نانيانغ للتقنية‬ ‫(�سنغافورة)‪ ،‬وجامعة ‪�( IE‬إ�سبانيا)‪ ،‬وجامعة بلكنت (تركيا)‪ ،‬وجامعة فودان (ال�صين)‪ ،‬وجامعة‬ ‫ناغويا (اليابان)‪ .‬وهناك �أي�ضا اثنان من ا ألكاديميين البارزين‪ ،‬وهما عميد مدر�سة ال�صحة العامة‬ ‫في جامعة هارفارد (الولايات المتحدة) وم�ؤ�س�س معهد تكنولوجيا النبات الحيوية للبلدان النامية‬ ‫ورئي�سه‪ .‬وتم تمثيل المنظمات الاحترافية الدولية برئي�س الهيئة الطبية ا ألوروبية‪ ،‬والمدير التنفيذي‬ ‫للمجل�س الدولي لتبادل العلماء‪ .‬أ�ما �سوق التوظيف الدولية فمثلها رئي�س �شركة هيتا�شي ومديرها‬ ‫التنفيذي (اليابان)‪ ،‬ورئي�س �شركة ني�سان ل�صناعة ال�سيارات ومديرها التنفيذي (اليابان)‪� .‬أما‬‫‪33‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫�سوق التوظيف المحلية فمثلها رئي�س مجموعة العامودي ومديرها التنفيذي‪ ،‬وم ؤ��س�س بنك الخليج‬‫الأول للا�ستثمار ومديره التنفيذي‪ .‬أ�ما رئي�س الهيئة الا�ست�شارية الدولية و أ�مينها العام فهما مدير‬ ‫جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬ووكيلها للدرا�سات العليا والبحث العلمي [‪.]12-8 ،5‬‬‫ويظهر في ا أل�شكال ‪ 3-1‬أ�ع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية في ثلاثة اجتماعات عقدت في ثلاثة‬‫مواقع مختلفة‪ :‬جامعة الملك عبد العزيز (جدة)‪ ،‬وجامعة فيينا (النم�سا)‪ ،‬وجامعة ‪( IE‬ا�سبانيا)‪.‬‬ ‫ال�شكل (‪ .)1‬الاجتماع الأول للهيئة الا�ست�شارية الدولية‬ ‫في مقر جامعة الملك عبدالعزيز‪ ،‬في جدة‪ ،‬المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫ال�شكل (‪ .)2‬الاجتماع الثاني للهيئة الا�ست�شارية الدولية في جامعة فيينا (النم�سا)‪.‬‬ ‫ال�شكل (‪ .)3‬الاجتماع الرابع للهيئة الا�ست�شارية الدولية في جامعة ‪( IE‬ا�سبانيا)‪.‬‬‫‪35‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫عقدت الهيئة الا�ست�شارية الدولية أ�ول اجتماعاتها في مقر جامعة الملك عبدالعزيز في ‪ 29‬و‪ 30‬يناير‬‫‪2011‬م‪ ،‬حيث تع ّرف الأع�ضاء على من�ش�آت الجامعة والبرامج الأكاديمية والن�شاطات المختلفة‪.‬‬‫وكان ذلك الاجتماع نقطة الانطلاق للرحلة الطموحة التي �ستحمل جامعة الملك عبد العزيز إ�لى‬ ‫تحقيق هدفها في اتخاذ مكانتها في م�صاف الجامعات العالمية المتميزة‪.‬‬‫وتقدم جامعة الملك عبد العزيز ألع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية التعوي�ضات المنا�سبة مثل تذاكر‬ ‫الطائرة‪،‬وا إلقامةلدىقدومهملح�ضوراجتماعاتالهيئة‪.‬‬ ‫‪ 4-6‬اجتماعات الهيئة الاستشارية الدولية‬‫تعقد الهيئة الا�ست�شارية الدولية اجتماعاتها مرتين في ال�سنة‪ ،‬حيث يعقد الاجتماع ا ألول في مقر‬‫الجامعة في جدة‪ ،‬في المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬والثاني في موقع دولي في مقر جامعة أ�حد �أع�ضاء‬‫الهيئة خارج المملكة‪ .‬وي�ستمر الاجتماع ثلاثة أ�يام على ا ألك�رث‪ .‬وتبين الأ�شكال (‪ -4‬أ�)‪-4( ،‬ب)‬ ‫و(‪-4‬ج) أ�ع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية في عدد من جل�ساتهم‪.‬‬ ‫ال�شكل ‪�-4‬أ‪� .‬إحدى جل�سات الهيئة الا�ست�شارية الدولية‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫ال�شكل ‪-4‬ب‪ .‬جل�سة �أخرى من جل�سات الهيئة الا�ست�شارية الدولية‪.‬‬ ‫ال�شكل ‪-4‬ج‪ .‬جل�سة ثالثة من جل�سات الهيئة الا�ست�شارية الدولية‪.‬‬ ‫أ�ما �صلة الو�صل الرئي�سة بين الجامعة و أ�ع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية فهي وكيل الجامعة‬ ‫للدرا�سات العليا والبحث العلمي‪ ،‬ب�صفته ا ألمين العام للهيئة‪ .‬وفي معظم الاجتماعات‪ ،‬توجه الدعوة‬ ‫إ�لى جميع وكلاء جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬وكذلك بع�ض �أع�ضاء هيئة التدري�س في الجامعة ب�شكل‬ ‫اختياري (ك�أع�ضاء غير دائمين في الهيئة) لح�ضور الاجتماعات والم�شاركة فيها‪ ،‬بغية توثيق الروابط‬ ‫والحفاظ عليها بين �أع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية والفريق الإداري الم�س ؤ�ول الم�شرف على العمل‬ ‫وعلى إ�دارة �ش ؤ�ون الجامعة ب�شكل يومي‪ .‬ويعتمد اختيار أ�ع�ضاء هيئة التدري�س في كل مرة على‬ ‫التخ�ص�ص والمحور الأ�سا�س المطروح للنقا�ش والمداولة في الاجتماع‪.‬‬‫‪37‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫ومنذ أ�ن �شكلت جامع ُة الملك عبد العزيز الهيئ َة الا�ست�شارية الدولية تم عقد �سبعة اجتماعات لها‪،‬‬‫وتفا�صيلها مو�ضحة في الجدول التالي‪ ،‬في حين يعطي الملحق (‪ )1‬جدول أ�عمال �أحد الاجتماعات‬ ‫كمثال على جداول أ�عمال الهيئة‪:‬‬‫المحور الأ�سا�س‬ ‫التاريخ‬ ‫الاجتماع المكان‬‫تعريف �أع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية‬ ‫جامعة الملك ‪1432/2/26-25‬هـ‬ ‫‪1‬‬‫الدولية بجامعة الملك عبد العزيز‬ ‫عبدالعزيز (جدة) (‪)2011/1/30-29‬‬ ‫وخطتها الا�ستراتيجية الثانية‬‫‪1432/8/2-1‬هـ طرق تطوير البحث العلمي في جامعة‬ ‫جامعة فيينا‬ ‫‪2‬‬ ‫(النم�سا)‬‫الملك عبد العزيز‬ ‫(‪)2011/7/3-2‬‬‫جامعة الملك ‪1433/3/27-26‬هـ خطوات جامعة الملك عبد العزيز نحو‬ ‫‪3‬‬ ‫عبدالعزيز (جدة) (‪ )2012/1/19-18‬الابتكار وا إلبداع (الجزء ‪)1‬‬‫جامعة ‪1433/11/28-27 IE‬هـ خطوات جامعة الملك عبد العزيز نحو‬ ‫‪4‬‬ ‫( إ��سبانيا) (‪ )2012/10/14-13‬الابتكار والإبداع (الجزء ‪)2‬‬‫جامعة الملك ‪1434/7/2-1‬هـ طرق التميز و�سبل تحقيقه في التعليم‬ ‫‪5‬‬‫والتعلم (الجزء ‪)1‬‬ ‫عبدالعزيز (جدة) (‪)2013/5/12-11‬‬‫جامعة بلكنت ‪1435/1/21-19‬هـ طرق التميز و�سبل تحقيقه في التعليم‬ ‫‪6‬‬‫والتعلم (الجزء ‪)2‬‬ ‫(تركيا) (‪)2013/11/24-22‬‬‫الخطة الا�ستراتيجية الثالثة لجامعة‬ ‫جامعة الملك ‪1435/11/26-25‬هـ‬ ‫‪7‬‬‫الملك عبد العزيز للو�صول �إلى جامعة‬ ‫عبدالعزيز (جدة) (‪)2014/9/21-20‬‬ ‫عالمية الم�ستوى‬ ‫‪38‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫‪ -7‬أمثلة عن الهيئات الاستشارية الدولية والمجالس الاستشارية الدولية‬ ‫في جامعات أخرى‬ ‫ذكرنا فيما �سبق �أن كثيرا من الجامعات والم�ؤ�س�سات في أ�نحاء العالم �أن�ش�أت هيئات ا�ست�شارية دولية‬ ‫لكي ت�ستفيد من خبرات أ�ع�ضائها‪ .‬وقد �صنفت بع�ض هذه الجامعات من بين �أف�ضل خم�سمائة‬ ‫جامعة على م�ستوى العالم‪ ،‬في حين لم ت�صنف جامعات �أخرى حتى الآن‪.‬‬ ‫وتحتوي الفقرة التالية على أ�مثلة من الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية‪ ،‬و�أرورب�ا‪ ،‬و�آ�سيا‪،‬‬ ‫و�أ�ستراليا‪ ،‬التي أ�ن�ش�أت هيئات ا�ست�شارية دولية‪ ،‬وهي لي�ست �شاملة لجميع الجامعات التي �أن�ش�أت‬ ‫هيئات ا�ست�شارية لها‪.‬‬ ‫‪ 1 -7‬المجلس الاستشاري الدولي لجامعة الملك عبد الله للعلوم‬ ‫والتقنية (المملكة العربية السعودية)‬ ‫جامعـة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (المملكة العربية ال�سعودية)‪(King Abdullah University‬‬ ‫))‪ for Science and Technology (KAUST‬جامعة بحثية عالمية مخت�صة بالدرا�سات العليا‬ ‫ومكر�سة لفتح ع�صر جديد من الإنجازات العلمية في المملكة التي تعود بالفائدة على المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬والمنطقة‪ ،‬والعالم‪ .‬فرئي�س المجل�س الا�ست�شاري الدولي ي�ساند رئي�س جامعة الملك عبد‬ ‫الله للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬ويقدم له الم�شورة ب�ش أ�ن التطور الأكاديمي ال�شامل‪ .‬ويهدف هذا التطور‬ ‫�إلى �إبراز الجامعة كجامعة ذات �شهرة عالمية متخ�ص�صة بالدرا�سات العليا وت�سهم ب�شكل فعال في‬ ‫التقدم التقني [‪.]13‬‬ ‫�إن المجل�س الا�ست�شاري الدولي لجامعة الملك عبد الله يمثل هيئة رائدة‪ ،‬إ�ذ إ�نها ت�ضم علماء وباحثين‬ ‫وروادا �أكاديميين‪ ،‬يتمتعون ببالغ الاحترام‪ ،‬بالإ�ضافة إ�لى أ�ولئك المتخ�ص�صين بمجالات �أخرى يراد‬ ‫منها �أن تدعم الرئي�س‪ .‬ويتم اختيار �أع�ضاء المجل�س بناء على قدراتهم الريادية‪ ،‬وخبراتهم في‬ ‫المجالات العلمية والتقنية والتجارية والأكاديمية‪.‬‬ ‫ويعك�س اختيار أ�ع�ضاء المجل�س من دول متعددة تنوعا ثقافيا وجغرافيا على امتداد آ��سيا و أ�وروبا‬ ‫و أ�مريكا ال�شمالية‪ .‬وبا إل�ضافة �إلى ا ألع�ضاء الدوليين ت�ضم الهيئة �أع�ضاء المجل�س ال�سعوديين‬‫‪39‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫القادرين على تقديم الم�شورة للرئي�س ب�ش أ�ن بع�ض العلاقات الخا�صة بالمملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬‫وت�ضم الهيئة الا�ست�شارية الدولية �أربعة ع�شر ع�ضوا يمثلون عددا من التخ�ص�صات‪ ،‬منهم على‬ ‫�سبيل المثال‪:‬‬‫ •�أ‪.‬د‪ .‬ريت�شارد فريند )‪( (Richard Friend‬وهو رئي�س المجل�س)‪ ،‬أ��ستاذ في الفيزياء‪ ،‬مختبر كافندي�ش‬ ‫)‪ ،(Cavendish‬جامعة كامبريج‪ ،‬المملكة المتحدة‪.‬‬‫ •�أ‪.‬د‪� .‬ألي�س م‪� .‬أغوغينو )‪� ،(Alice M. Agogino‬أ�ستاذ في الهند�سة الميكانيكية‪ ،‬جامعة كاليفورنيا‪،‬‬ ‫بيركلي‪ ،‬الولايات المتحدة ا ألمريكية‪.‬‬‫ •ال�سيد محمد بن حمد الما�ضي‪ ،‬نائب الرئي�س والمدير التنفيذي في ال�شركة ال�سعودية لل�صناعات‬ ‫الأ�سا�سية (�سابك)‪ ،‬المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬‫ •الدكتور محمد بن إ�براهيم ال�سويل‪ ،‬رئي�س مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية )‪،(KACST‬‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬‫‪ 2-7‬الهيئة الاستشارية الدولية‪ ،‬جامعة إدنبره في المملكة المتحدة‬‫بد أ� ت�صنيف كيو إ��س )‪ (QS‬لجامعات العالم عام ‪2004‬م‪ ،‬حيث تم تقييم ‪ 700‬جامعة من جامعات‬‫العالـم‪ ،‬وتم ت�صنيف الجامعات ا ألربعمائة الأولى منها‪ .‬وجاءت جامعة �إدنبره ‪(University of‬‬‫)‪� Edinburgh‬ضمن الجامعات الع�شرين ا ألولى منذ بداية هذا الت�صنيف (عام ‪2004‬م)‪ .‬وقد‬‫احتلت المركز ال�سابع ع�شر في ت�صنيف ‪ QS‬عام ‪2014‬م [‪ ،]19‬مما يدل على عراقة هذه الجامعة‪.‬‬‫ولقد �أ�س�ست جامعة �إدنبره هيئتها الا�ست�شارية الدولية بهدف تقديم م�شورة م�ستقلة خارجية ذات‬‫توجهات تجارية �إلى مدر�سة �إدارة الأعمال في الجامعة [‪� .]4‬أما �صلة الو�صل الرئي�سة بين المدر�سة‬‫والهيئة الا�ست�شارية الدولية فهي عبر عميد الجامعة‪ ،‬ومدير الارتباط بال�شركات في الجامعة‪ ،‬ويعمل‬‫هذا الأخير عمل الأمين العام للهيئة الا�ست�شارية الدولية‪ .‬ويتمتع أ�ع�ضاء الفريق التنفيذي بدعوة‬‫م�ستمرة لح�ضور اجتماعات الهيئة بهدف توثيق عرى التوا�صل بين م�ست�شاري المدر�سة الخارجيين‬ ‫والفريق الم�س ؤ�ول عن الأعمال الإدارية اليومية‪.‬‬‫وت�ضم الهيئة �أع�ضاء من مجتمع الأعمال الدولي من كلا الجن�سين يمثلون القطاعين العام والخا�ص‪.‬‬ ‫وتت�ألف من �ستة ع�شر ع�ضو ًا في مختلف التخ�ص�صات‪ ،‬منهم‪:‬‬ ‫‪40‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫ •م�ارك أ��ستير (‪ ،)Mark Astair‬متخ�ص�ص في الم�صرفية الا�ستثمارية‪ ،‬ونائب رئي�س مجل�س‬ ‫الإدارة للا�ستثمار ببنك باركليز )‪.(Barclays‬‬ ‫ •�سايمون براي )‪ ،(Simon Bray‬مدير �شبكة جامعات �سانتاندر ‪)(Santander Universities‬‬ ‫في المملكة المتحدة‪.‬‬ ‫ •جون كامبل )‪ ،(John Campbell‬الحائز على و�سام ا إلمبراطورية البريطانية ورئي�س ‪FRSA‬‬ ‫والمدير الإداري لم�ؤ�س�سة ‪ State Street Global Services‬في المملكة المتحدة وال�شرق الأو�سط‬ ‫و�إفريقيا‪.‬‬ ‫ •ميلاني ت�سارا (‪ ،)Melanie A Czarra‬المدير الإداري ورئي�سة �أ�سواق الديون ا ألولية في ‪Mizuho‬‬ ‫‪. International Plc.‬‬ ‫وتعقد الهيئة اجتماعاتها مرتين أ�و ثلاث مرات في ال�سنة وجها لوجه‪ ،‬كما تعقد اجتماعات عن ُبعد‬ ‫كلما دعت الحاجة‪ .‬ويبقى أ�ع�ضاء الهيئة على اطلاع بما يجري في المدر�سة من خلال التوا�صل من‬ ‫خلال البريد الإلكتروني‪.‬‬ ‫‪ 3-7‬المجلس الاستشاري الدولي لجامعة بوكوني في إيطاليا‬ ‫بوكوني )‪ (Bocconi‬هي جامعة إ�يطالية خا�صة ت�أ�س�ست عام ‪1902‬م‪ .‬والجامعة مثال لإحدى‬ ‫الجامعات التي لي�س لها ت�صنيف بين الجامعات الخم�سمائة الم�صنفة عالميا و�أ�س�ست مجل�سا‬ ‫ا�ست�شاريا دوليا‪ .‬وقد �شكلت الجامعة هذا المجل�س لي�ساعد مجل�س ا إلدارة على و�ضع الا�ستراتيجية‬ ‫الدولية للجامعة وتعريفها [‪ .]14‬وي�ضم المجل�س كبار رجال ا ألعمال‪ ،‬والم�شرعين والأكاديميين من‬ ‫�أوروبا وبقية دول العالم‪� .‬أما مهمته ا أل�سا�س فهي تقديم المعلومات الراجعة عن الم�شروعات التي‬ ‫يقترحها مدير الجامعة ومديرها التنفيذي بخ�صو�ص �سبل تطور الا�ستراتيجيات الجديدة وقيادة‬ ‫التفكير الخلاق حول م�ستقبل الجامعة‪.‬‬ ‫ويت أ�لف المجل�س الا�ست�شاري من �شخ�صيات عالمية بارزة تحمل منظورها ور ؤ�يتها العالمية والأوروبية‬ ‫إ�لى بوكوني‪ .‬وين�ضم �إلى ه ؤ�لاء المديرين العالميين والأكاديميين الدوليين مديرون �إيطاليون ن�شطاء‬ ‫في مجال تدويل أ�عمالهم‪ .‬وتكتمل ع�ضوية المجل�س الا�ست�شاري الدولي بثلاثة ممثلين عن جامعة‬ ‫بوكوني [‪.]14‬‬‫‪41‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫‪ 4-7‬المجلس الاستشاري الدولي لجامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة‬‫منــذ أ�ن ب�د�أ ت�صنيف كيو �إ��س )‪ (QS‬لجامعات العالم عام ‪2004‬م حافظت جامعة أ�وك�سفورد‬‫)‪ (Oxford‬با�ستمرار على ت�صنيفها �ضمن الجامعات ال�ستة ا ألولى‪ .‬وقد جاءت الجامعة في المرتبة‬ ‫الخام�سة في ت�صنيف ‪ QS‬عام ‪2014‬م [‪.]19‬‬‫وجامعة �أوك�سفورد هي ا ألقدم بين جامعات العالم الناطق بالإنجليزية ومن الجامعات الرائدة في‬‫العالم‪� ،‬إذ احتلت المرتبة الرابعة في ‪ ،2014-2013‬وفق ت�صنيف التايمز للتعليم العالي لجامعات‬‫العالم )‪ .(THE‬وقد �شكلت جامعة �أوك�سفورد هيئة ا�ست�شارية دولية لمدر�سة �إدارة ا ألعمال تعتمد‬ ‫على رواد م�شهورين من ذوي الخبرة والمواهب من كثير من بلدان العالم‪.‬‬‫وتهدف الهيئة الا�ست�شارية الدولية لمدر�سة �إدارة ا ألعمال بجامعة �أوك�سفورد �إلى تقديم الم�شورة إ�لى‬‫إ�دارة المدر�سة حول توجهاتها الم�ستقبلية‪ ،‬وتتكون من اثني ع�شر ع�ضوا من جهابذة إ�دارة الأعمال‬ ‫على الم�ستوى العالمي ومنهم [‪:]15‬‬ ‫ •مارك كارني )‪ (Mark Carney‬محافظ بنك �إنجلترا‪.‬‬ ‫ •ويليام‪ .‬ج‪ .‬كلينتون )‪ (W. J. Clinton‬الرئي�س الثاني وا ألربعون للولايات المتحدة ا ألمريكية‪.‬‬ ‫ •ن‪ .‬و‪ .‬لويالا )‪ (N. O. Lweala‬وزير المالية والتن�سيق الاقت�صادي في نيجيريا‪.‬‬ ‫ •ب‪�.‬أريدا)‪� (P. Arida‬شريك�إداريورئي�س�إدارةا أل�صولفي ‪.BTG Pactual‬‬‫ويمكن الح�صول على معلومات إ��ضافية عن الهيئة الا�ست�شارية الدولية هذه من خلال الرابط‬ ‫[‪.]16‬‬‫‪ 5-7‬الهيئة الاستشارية الدولية لجامعة سري راماسوامي ميموريـال‬ ‫في الهند‬‫ت�شــارك الهيئة الا�ست�شارية الدولية في جامعة �سري راما�سوامي ميموريـال ‪(Sri Ramaswamy‬‬‫))‪ Memorial (SRM‬في إ�قامة ُبعد دولي متين في المنهج والبحث وطرق التدري�س من خلال جمع‬ ‫الطلاب والمدر�سين من جامعات �شهيرة أ�جنبية‪.‬‬‫وقد �ساعدت هذه الهيئة الا�ست�شارية الدولية في �إيجاد بيئة ن�شطة في الجامعة من خلال إ�تاحة‬ ‫‪42‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫الفر�ص أ�مام الطلاب والمدر�سين‪ ،‬وفتح مجالات البحث‪ ،‬و إ�ر�ساء الأ�س�س ال�ضرورية لم�ستقبل مهني‬ ‫ناجح‪.‬‬ ‫وت�ضم الهيئة الا�ست�شارية الدولية حوالي �ستين ع�ضوا من جميع �أنحاء العالم ينتمون �إلى مختلف‬ ‫التخ�ص�صات‪ ،‬ومنهم [‪:]17‬‬ ‫ •الدكتور آ�ل ليبرمان (‪ ،)Al Lieberman‬أ��ستاذ في الت�سويق‪ ،‬والمدير التنفيذي لبرنامج الترفيه‬ ‫وا إلعلام والتقنية في مدر�سة �ستيرن (‪ )Stern‬لإدارة ا ألعمال في جامعة نيويورك‪.‬‬ ‫ •�أ‪ .‬د‪ .‬أ�لان بيكر (‪ ،)Alan Baker‬العميد الم�شارك ل�ش�ؤون ا إلدارة والم�شروعات الدولية‪ ،‬مدر�سة‬ ‫الفنون ال�سينمائية‪ ،‬جامعة جنوب كاليفورنيا‪.‬‬ ‫ •الدكتور أ�لان في�شر (‪ )Allan L. Fisher‬نائب الرئي�س ل�ش ؤ�ون ا�ستراتيجية ا إلنتاج والتطوير‪،‬‬ ‫في مجموعة لوريت ‪ Laureate‬للتعليم العالي‪ ،‬والرئي�س ال�سابق والمدير التنفيذي ل�شركة �آي‬ ‫كارنيجي‪ ،‬بيت�سبرغ‪.‬‬ ‫ •الدكتور بوب هوك�سترا (‪ )Bob Hoekstra‬المدير التنفيذي ال�سابق لمركز البحث والتطوير في‬ ‫�شركة فيليب�س في هولندا‪ ،‬والمدير التنفيذي ل�شركة ا�ست�شارات الفر�ص في الهند‪ ،‬هولندا‪.‬‬ ‫‪ 6-7‬الهيئة الاستشارية الدولية لجامعة تكساس أي أند إم‪ ،‬الولايات‬ ‫المتحدة الأمريكية‬ ‫�صنفت جامعة تك�سا�س �أي أ�ند �إم )‪ (Texas A&M‬با�ستمرار بين أ�ف�ضل مائتي جامعة في العالم‪،‬‬ ‫وجاءت في المرتبة ‪ 165‬في ت�صنيف ‪ QS‬العالمي في عام ‪.]19[ 2014‬‬ ‫وقد ت�شكلت الهيئة الا�ست�شارية الدولية للجامعة في عام ‪1992‬م‪ ،‬وت�ضم ‪ 40‬ع�ض ًوا يمثلون التجارة‪،‬‬ ‫والحوكمة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والمجالات ا ألخرى‪ .‬وتقدم الهيئ ُة الم�شور َة للجامعة حول تطوير البرنامج الدولي‬ ‫و�أمور أ��سا�سية أ�خرى‪ ،‬كما ي�سهم �أع�ضا�ؤها في الن�شاطات الدولية للجامعة وي�ساعدون على إ�ن�شاء‬ ‫�شبكة دولية لها‪ .‬كما تعزز الهيئة الا�ست�شارية الدولية التوعية بالبرامج والق�ضايا الدولية [‪ .]18‬ومن‬ ‫�أع�ضاء الهيئة‪:‬‬ ‫ •فرن�سي�سكو �ألكالا (‪ )Francisco Alcala‬رئي�س �شركة فراجال (‪ )Frajal S. C.‬وهي �شركة‬ ‫ا�ست�شارية متخ�ص�صة في حوكمة ال�شركات‪ ،‬والأعمال الزراعية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والإدارة‪.‬‬‫‪43‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫ • أ�لبيرتو �أليمان زوبيتا (‪ )Alberto Aleman Zubieta‬المدير التنفيذي ل�سلطة قناة بنما‬‫(‪ )ACP‬وهي الوكالة الم�ستقلة التي تدير قناة بنما‪ ،‬الممر المائي الذي ي�صل بين محيطين ويخدم‬ ‫التجارة البحرية العالمية‪.‬‬‫ •كلاو�س أ�وري�ش )‪ (Claus Aurisch‬وهو ا�ست�شاري تجاري متخ�ص�ص في �ش�ؤون الاتحاد ا ألوروبي‪،‬‬ ‫ومحام �ألماني‪ ،‬ومحا�ضر جامعي في العلاقات الدولية‪.‬‬‫ •جورجــي برموديز )‪ (Jorge Bermudez‬الرئي�س والم�دي�ر التنفيذي لمجموعة بايبروك‬‫)‪ (Byebrook Group‬وهي �شركة �صغيرة متخ�ص�صة في البحوث والا�ست�شارات في مجال‬ ‫الخدمات المالية‪.‬‬‫ويمكن الح�صول على المزيد من المعلومات عن هذه الهيئة الا�ست�شارية الدولية و�أع�ضائها من خلال‬ ‫الرابط [‪.]18‬‬ ‫‪ 7-7‬الهيئة الاستشارية الدولية لجامعة لوند في السويد‬‫�صنفت جامعة لوند (‪ )Lund‬في المرتبة الخام�سة وال�ستين بين جامعات العالم باعتبارها �أولى‬ ‫الجامعات ال�سويدية عام ‪2014‬م بح�سب ت�صنيف ‪.]19[ QS‬‬‫وتت أ�لف الهيئة الا�ست�شارية الدولية من �أكاديميين بارزين من �أ�صحاب الخبرة الريادية الوا�سعة‬‫الم�ستمدة من مختلف العلوم الأكاديمية‪� .‬أما مهمة الهيئة فهي متابعة البحوث والتعليم وا إلدارة في‬‫الجامعة وتقييمها‪ .‬كما لها دور ا�ست�شاري فيما يتعلق بالأهداف الا�ستراتيجية والتطور والتجديد‬‫والتعليم والبحوث [‪ .]20‬وي�ضطلع نائب رئي�س الجامعة بم�س�ؤولية تن�سيق العمل بين الجامعة والهيئة‬ ‫الا�ست�شارية الدولية‪ .‬وفيما يلي بع�ض أ�ع�ضاء الهيئة في الفترة ‪2014-2010‬م‪:‬‬ ‫ •جوديت �ساك�س (‪ )Judyth Sacks‬رئي�س جامعة ماكويري‪� ،‬سيدني‪� ،‬أ�ستراليا‪.‬‬‫ • أ�‪ .‬د‪ .‬جان أ�نديرز مان�سون )‪ (Jan-Anders Mansson‬مدر�سة البوليتكنيك الاتحادية في لوزان‬ ‫))‪� ،(École Polytechnique Fédérale de Lausanne (EPFL‬سوي�سرا‪.‬‬ ‫ •الدكتور جون هود )‪ (John Hood‬من م�ؤ�س�سة روبرت�سون‪ ،‬الولايات المتحدة ا ألمريكية‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫‪ 8-7‬الهيئة الاستشارية الدولية لجامعة جيمس كوك‪ ،‬أستراليا‬ ‫يتمثل دور الهيئة الا�ست�شارية الدولية في جامعة جيم�س كوك )‪ (James Cook‬في تقديم الم�شورة إ�لى‬ ‫نائب رئي�س الجامعة ل�ش�ؤون البحث والابتكار‪ ،‬و�إلى اللجنة الإدارية‪ ،‬و�إلى رئي�س الجامعة‪ .‬وت�سعى‬ ‫الجامعة للح�صول على الم�شورة فيما يخ�ص الم�سائل الا�ستراتيجية وا ألكاديمية المتعلقة بتطوير معهد‬ ‫كيرنز )‪ (Cairns Institute‬في الجامعة‪ ،‬و أ�ي�ض ًا تنفيذ �أهدافها الا�ستراتيجية‪ .‬أ�ما �أع�ضا�ؤها فهم من‬ ‫ال�شخ�صيات المتميزة على الم�ستوى العالمي الذين ي�شهد زملا ؤ�هم ب أ�ن لهم �إ�سهامات جليلة في واحد‬ ‫�أو أ�كثر من الميادين ا ألكاديمية الممثلة في المعهد‪ .‬وتجتمع الهيئة مرة على ا ألقل كل عام في كيرنز‬ ‫مع رئي�س الجامعة‪ ،‬ونائبه ل�ش�ؤون البحث والابتكار‪ ،‬ولجنة ا إلدارة‪ ،‬والقادة ا ألكاديميين لمعهد كيرنز‬ ‫كجزء من دورة تخطيطها ومراجعتها‪.‬‬ ‫وتت�ألف الهيئة الا�ست�شارية الدولية من ت�سعة أ�ع�ضاء يعينهم نائب رئي�س الجامعة ل�ش ؤ�ون البحث‬ ‫والابتكار لمدة خم�س �سنوات منهم [‪:]21‬‬ ‫ •�أ‪ .‬د‪ .‬كري�س كوكلين (‪( )Chris Cocklin‬بحكم من�صبه)‪ ،‬نائب رئي�س الجامعة‪.‬‬ ‫ • أ�‪ .‬د‪ .‬باربرا غلوت�شف�سكي )‪ (Barbra Glowczewski‬مديرة البحوث‪ ،‬المركز الوطني للبحوث‬ ‫العلمية‪ ،‬مختبر الأنثروبولجيا الاجتماعية‪ ،‬كلية فرن�سا )‪.(Collège de France‬‬ ‫ • أ�‪ .‬د‪ .‬جـون تيكيفانوتاو م‪ .‬جونا�سن (‪ ،)Jon Tikivanotau M Jonassen‬ق�سم العلوم‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬كلية �إدارة ا ألعمال والحو�سبة والحكم‪ ،‬جامعة بريجهام يونج ‪(Brigham Young‬‬ ‫)‪ ،University‬هاواي‪.‬‬ ‫ • أ�‪ .‬د‪ .‬بــرو�س كابفيرير )‪ ،(Bruce Kapferer‬أ��ستاذ ا ألن�رثوب�ول�وج�ي�ا‪ ،‬جامعة بيرغن‬ ‫)‪ ،(University of Bergen‬النرويج‪.‬‬ ‫‪ 9-7‬الهيئة الاستشارية الدولية‪ ،‬جامعة هلسنكي‪ ،‬فنلندا‬ ‫ت�صنف جامعة هل�سنكي )‪ (Helsinki‬با�ستمرار بين �أف�ضل مائة جامعة على الم�ستوى العالمي وفق‬ ‫مختلف هيئات الت�صنيف العالمية‪ .‬وقد جاءت في المرتبة ال�سابعة وال�ستين بح�سب ت�صنيف ‪ QS‬لعام‬ ‫‪2014‬م [‪.]19‬‬‫‪45‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫وقد أ�ن�ش أ�ت الجامعة هيئة ا�ست�شارية دولية لها تت أ�لف من ت�سعة علماء ومتخ�ص�صين في البيئة‬‫وفن الجمال حول العالم‪ .‬وتعزز الهيئ ُة البحو َث في فن الجمال وفي التبادل والتعاون الدولي بين‬‫الجامعات ومراكز البحوث‪ .‬وتت�ضمن أ�عباء الهيئة أ�ي�ضا تقييم خطط م�شروعات المعهد الدولي‬‫لعلم فن الجمال التطبيقي والتعقيب عليها‪ .‬ويح�ضر كثير من أ�ع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية‬‫منا�سبات في فنلندا لتوحيد خبراتهم العلمية في مجالات تخ�ص�صهم [‪ .]22‬ومن أ�ع�ضاء الهيئة‬ ‫الا�ست�شارية الدولية ما يلي‪:‬‬‫ •�أ‪ .‬د‪� .‬أرنولد بيرلينت (‪� ،)Arnold Berleant‬أ�ستاذ متقاعد في كا�ستين (‪ ،)Castine‬ولاية‬ ‫ماين‪ ،‬الولايات المتحدة ا ألمريكية‪.‬‬ ‫ • أ�‪ .‬د‪� .‬إميلي برادي (‪ ،)Emily Brady‬جامعة إ�دنبره (‪ ،)Edinburgh‬المملكة المتحدة‪.‬‬ ‫ • أ�‪ .‬د‪ .‬وانغ هينغ ت�شن (‪ )Wnagheng Chen‬جامعة وهان (‪ ،)Wuhan‬ال�صين‪.‬‬‫ • أ�‪ .‬د‪ .‬كينيث أ�ول�وي�غ (‪ ،)Kenneth Olwig‬الجامعة ال�سويدية للعلوم الزراعية‪ ،‬ق�سم‬ ‫التخطيط البيئي‪ ،‬ال�سويد‪.‬‬‫‪ 10-7‬الهيئة الاستشارية ال�دول�ي�ة‪ ،‬جامعة الملك فهد للبترول‬ ‫والمعادن‪ ،‬المملكة العربية السعودية‬‫جاء ت�صنيف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المرتبة ‪ 225‬في الت�صنيف العالمي عام ‪2014‬م‬‫بح�سب تقييم ‪ QS‬لجامعات العالم [‪ .]19‬وتتمتع الهيئة الا�ست�شارية الدولية التي ت�شكلت في مار�س‬‫‪2007‬م ب�شهرة كبيرة‪ ،‬إ�ذ ت�ضم عددا من كبار ا ألكاديميين ور ؤ��ساء كبرى ال�شركات العالمية [‪.]23‬‬‫وت ؤ�ديالهيئةالا�ست�شاريةالدوليةالتياختير أ�ع�ضا�ؤهامنمنظماتذات�شهرةعالميةدوراا�ست�شاريا‬‫مهما يتعلق بالتخطيط الا�ستراتيجي للجامعة‪ .‬كما تركز الهيئة على تقديم الم�شورة والإر�شاد حول‬‫توا�صل الجامعة مع الم�ؤ�س�سات العلمية الأخرى بهدف الابتكار والتطور في البحث والمناهج العلمية‬‫وتطبيقها والا�ستفادة منها‪ .‬كما تقوم الهيئة الدولية ب�إر�شاد إ�دارة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن‬ ‫في الإدارة الأكاديمية‪ ،‬وت�ساعدها على تقديم خدماتها للمجتمع‪.‬‬‫ت�أ�س�ست الهيئة الا�ست�شارية الدولية بهدف تقديم الم�شورة وا إلر��ش�اد حول ق�ضايا تهم الجامعة‬ ‫‪46‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫ومجتمعها‪ ،‬وهي ت�ضم خبراء طليعيين ينت�سبون حاليا‪ ،‬أ�و �سابقا‪ ،‬إ�لى �شركات وجامعات تتمتع‬ ‫باحترام ونجاح كبيرين‪ ،‬وهي تت�ألف من ‪ 14‬ع�ض ًوا مختارين من منظمات عالمية‪ ،‬منهم‪:‬‬ ‫ •مارتن جي�شكه (‪ )Martin Jischke‬الرئي�س المتقاعد لجامعة بيردو (‪ ،)Purdue‬إ�نديانا‪،‬‬ ‫الولايات المتحدة الأمريكية‪.‬‬ ‫ •�أندرو ف‪ .‬جولد‪ ،‬رئي�س غير تنفيذي لمجل�س �إدارة مجموعة (‪ )BG Group Plc.‬المملكة‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫ •روبرت بيرجينو (‪ )Robert Birgeneau‬رئي�س جامعة كاليفورنيا‪ ،‬بيركلي (‪University‬‬ ‫‪ ،)of California, Berkeley‬الولايات المتحدة الأمريكية‪.‬‬ ‫ • أ�وليفـييـه �أبير (‪ )Olivier Apert‬الـرئي�س والمديـر التنفيذي للمعهد الفرن�سي للبترول‬ ‫()‪ ،)Institut Francais du Petrole (IFP‬وهو أ�ي�ضا مدير �شركة تكنيب (‪،)Technip‬‬ ‫ومدير �شـركــة �ستورنجي (‪ ،)Storengy‬ومدير معهد باري�س لفيزياء ا ألر�ض ‪(Institut de‬‬ ‫)‪ ،Physique du Globe de Paris‬فرن�سا‪.‬‬ ‫‪ -8‬أمثلة أخرى عن الهيئات الاستشارية الدولية واللجان الاستشارية الدولية‬ ‫هناك عدد معتبرَ من المنظمات والهيئات الا�ست�شارية التي تعطي ن�صائح وت�ساعد المجال�س التنفيذية‬ ‫لإنجاح ا ألداء في مهماتها‪ .‬وهناك عدد كبير منها بحيث لا يمكن ا�ستيعابها في هذا الف�صل‪ ،‬ولكن تم‬ ‫ت�ضمين الهيئات الثلاث التالية التي نظن أ�نها مهمة ب�شكل خا�ص‪ ،‬حيث لها ت أ�ثير مهم‪.‬‬ ‫‪ 1-8‬الهيئة الاستشارية الدولية للتصنيف الأكاديمي لجامعات العالم‬ ‫ن�شرت مدر�سة الدرا�سات العليا في كلية التربية التابعة لجامعة جياو تونغ في �شنغهاي ت�صنيفها‬ ‫ا ألكاديمي الأول لجامعات العالم ))‪(Academic Ranking of World Universities (ARWU‬‬ ‫عام ‪2003‬م‪ .‬وت�ستخدم ‪ ARWU‬في ت�صنيف جامعات العالم‪ ،‬الذي يخ�ضع للتحديث �سنويا‪� ،‬ستة‬ ‫م ؤ��شرات مو�ضوعية‪ ،‬ت�شمل‪ :‬عدد الخريجين‪ ،‬والمدر�سين الحائزين على جائزة نوبل وميداليات‬ ‫فيلدز‪ ،‬وعدد الباحثين ذوي المرجعية العالية والذين تختارهم م ؤ��س�سة توم�سون روي�رتز‪ ،‬وعدد‬‫‪47‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫الأوراق العلمية التي تن�شر في مجلتي نيت�شر )‪ (Nature‬و�ساين�س )‪ ،(Science‬وعدد الأوراق العلمية‬‫المدرجة في فهر�س ا إلحالات العلمية‪ ،‬وعدد ا ألوراق العلمية المدرجة في فهر�س ا إلحالات المرجعية في‬‫العلوم الاجتماعية‪ ،‬با إل�ضافة إ�لى الأداء الفردي لأع�ضاء هيئة التدري�س في الجامعة‪ .‬ويتم في كل‬‫عام ت�صنيف ما يربو على ‪ 1200‬جامعة‪ ،‬لكن يتم ن�شر أ��سماء الجامعات الخم�سمائة ا ألولى [‪.]25‬‬‫ت أ��س�ست الهيئة الا�ست�شارية الدولية للت�صنيف ا ألكاديمي لجامعات العالم بهدف الح�صول على‬‫مرئيات عالمية و أ�كاديمية ب�ش�أن الممار�سة الحالية والتطور الم�ستقبلي‪ .‬وهي تت�ألف من ع�شرة علماء‬‫من ذوي ال�شهرة العالمية‪ ،‬ومن باحثين مرموقين في ال�سيا�سات‪ ،‬ومن رواد في التعليم العالي‪ ،‬ومنهم‪:‬‬‫ • أ�‪ .‬د‪ .‬فيليب ج‪ .‬أ�لتباخ )‪ (Philip G. Altbach‬مدير المركز الدولي للتعليم العالي في كلية‬ ‫بو�سطن (‪ ،)Boston College‬الولايات المتحدة ا ألمريكية‪.‬‬‫ •الدكتــورة غي�سلين فيلياترو )‪ ،(Ghislaine Filliatreau‬مديرة مر�صد العلوم والتقنـية‬ ‫)‪ ،(Observatoire des Sciences et des Techniques‬فرن�سا‪.‬‬‫ • أ�‪ .‬د‪ .‬ت�شارلز �أ‪ .‬غولدمان )‪ (Charles A. Goldman‬كبير الاقت�صاديين‪� ،‬شركة ‪،RAND‬‬ ‫الولايات المتحدة الأمريكية‪.‬‬‫ •�أ‪ .‬د‪ .‬بـييـر دو ماريه )‪ (Pierre de Maret‬الـرئي�س ال�سابـق لجامعــة بروك�ـــسل الحــرة‬ ‫)‪ ،(Université Libre de Bruxelles‬بلجيكا‪.‬‬‫وقد عقدت الهيئة الا�ست�شارية الدولية أ�ول اجتماعاتها في ‪ 30‬أ�كتوبر‪2011 ،‬م في �شنغهاي‪ ،‬وال�صين‪.‬‬ ‫وللمزيد من المعلومات يمكن مراجعة الرابط [‪.]26‬‬ ‫‪ 2-8‬الهيئة الاستشارية الدولية لمنظمة اليونسكو‬‫تعد منظمة العلوم والثقافة والتعليم التابعة ل ألمم المتحدة (اليون�سكو) وكالة متخ�ص�صة ت�سعى إ�لى‬‫تحقيق ال�سلم وا ألمن العالميين من خلال دعم التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والثقافة‪،‬‬‫بهدف تقوية احترام العالم للعدالة و�سلطة القانون وحقوق الإن�سان والحريات الأ�سا�س التي ن�ص‬‫عليها ميثاق الأمم المتحدة‪ .‬ويبلغ عدد الدول ا ألع�ضاء في منظمة اليون�سكو ‪ 195‬دولة [‪ ]27‬با إل�ضافة‬ ‫�إلى ت�سعة أ�ع�ضاء م�شاركين [‪.]28‬‬ ‫‪48‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫وتعد الهيئة الا�ست�شارية الدولية لمنظمة اليون�سكو الجهة الم�س�ؤولة عن تقديم الم�شورة للمنظمة حول‬ ‫تخطيط البرامج وتنفيذها ب�صفة عامة‪ .‬وتت أ�لف من أ�ربعة ع�شر ع�ض ًوا ي� ؤ�دون وظيفتهم ب�صفة‬ ‫�شخ�صية ويعينهم المدير العام للمنظمة بناء على معرفتهم الوا�سعة في حماية التراث الوثائقي‪.‬‬ ‫ويعقد المدير العام اجتماعات الدورة العادية للهيئة الا�ست�شارية الدولية للمنظمة مرة كل �سنتين‪.‬‬ ‫و�سعيا من الهيئة الا�ست�شارية الدولية للمنظمة �إلى تنظيم عملها‪ ،‬ف�إنها ت�ضع قواعدها الإجرائية‬ ‫الخا�صة وتقوم بتعديلها وتحديثها على موقعها على ال�شبكة الدولية‪ ،‬كما تقوم بت�شكيل هيئات أ�و‬ ‫لجان فرعية منا�سبة [‪.]28‬‬ ‫وب�صفة خا�صة‪ ،‬تقوم الهيئة الا�ست�شارية الدولية للمنظمة بالإ�شراف على �سيا�سة برنامج ذاكرة‬ ‫العالم وا�ستراتيجيته‪ ،‬فتتابع تقدم البرنامج على ال�صعيد العالمي‪ ،‬وتنظر في التقارير الواردة من‬ ‫لجانها الفرعية وا إلقليمية ومن ا ألمانة العامة‪ ،‬كما تقدم الم�شورة لهذه الجهات حول وظائفها‬ ‫وم�س�ؤولياتها‪ .‬وتقوم أ�ي�ض ًا بح�سب ال�ضرورة بمراجعة الخطوط الإر�شادية العامة لل�سجل الدولي‬ ‫الخا�ص ببرنامج ذاكرة العالم‪ ،‬وهي الم�س�ؤولة عن �إقرار ا إل�ضافات إ�لى ال�سجل أ�و الحذف منه‪.‬‬ ‫وتبني الهيئة الا�ست�شارية الدولية للمنظمة هيكل البرنامج بغية إ�يجاد بنية �صلبة لن�ضج ذاكرة العالم‬ ‫م�ستقبلا و إ�ك�سابها مكانة التو�صية ال�صادرة عن اليون�سكو و�صولا في نهاية المطاف �إلى اتفاق يون�سكو‪.‬‬ ‫ويتم في كل دورة اعتيادية لاجتماعات الهيئة الا�ست�شارية الدولية مراجعة عمل اللجان الفرعية‬ ‫وا إلقليمية �ضمانا لملاءمة البنى للحاجات الحالية‪ .‬وتت أ�لف هذه الهيئة من أ�ربعة ع�شر ع�ض ًوا يمثلون‬ ‫�أربعة ع�شر بلدا‪ .‬وفيما يلي بع�ض �أع�ضاء الهيئة لعام ‪2014/2013‬م‪:‬‬ ‫ •ال�سيدة هيلينا ر‪ .‬أ��ساموا‪ -‬ح�سن )‪ ،(Helena R. Asamoah-Hassa‬غانا‪.‬‬ ‫ •ال�سيدة �آلاء أ��سليتدينوفا )‪ ،(Alla Aslitdinova‬طاجك�ستان‪.‬‬ ‫ •ال�سيدة لو�سيانا دورانتي )‪� ،(Luciana Duranti ‬إيطاليا‪.‬‬ ‫ •ال�سيد مايكل هيني )‪ ،(Michael Heaney‬المملكة المتحدة‪.‬‬ ‫ •ال�سيدة ندى معت�صم عيتاني )‪ ،(Nada Moutassem Itani‬لبنان‪.‬‬ ‫ •ال�سيد هادي جلاب )‪ ،(Hedi Jallab‬تون�س‪.‬‬‫‪49‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪ 3-8‬المجلس الاستشاري الدولي لشركة أبكو العالمية‬‫�أبكو �شركة تعنى با�ستراتيجيات الأعمال واهتمامات أ��صحاب الم�صلحة‪ ،‬والات�صالات العالمية‪،‬‬‫ولها �أكثر من ثلاثين فرعا في كبريات العوا�صم التجارية والمالية وال�سيا�سية وا إلعلامية العالمية‬‫في الأمريكيتين و أ�وروبا وال�شرق ا ألو�سط و�آ�سيا [‪� .]30‬أما الهيئة الا�ست�شارية الدولية التابعة لهذه‬‫ال�شركة ومجموعاتها الفرعية الثلاث فتت أ�لف من أ�كثر من �أربعين رائ�دا عالميا معترفا به‪ ،‬بمن‬‫فيهم �سيا�سيون منتخبون �سابقا‪ ،‬ورواد في ال�صناعة والتجارة‪ ،‬و أ�كاديميون في جامعات مرموقة‪،‬‬‫و�صحفيون ومحررون عالميون‪ ،‬ودبلوما�سيون وخبراء في ال�سيا�سات [‪ .]30‬وكل ع�ضو من ه�ؤلاء يقدم‬‫للم�ستفيدين ( أ��صحاب الم�صلحة) معرفة بالعالم الحقيقي لا تقدر بثمن‪ .‬فهم �أنا�س يفهمون الق�ضايا‬‫المعقدة التي تواجه أ��صحاب الم�صلحة‪ ،‬حيث �سبق �أن واجهوا وا�ستغلوا بنجاح وتغلبوا على ظروف‬‫وتحديات مماثلة خلال م�سيرتهم المهنية‪ .‬وي�ستطيع ه�ؤلاء الح�صول على الإر�شادات الم�ستنيرة من‬‫الأع�ضاء (فرادى �أو في هيئة مجموعات) ت�شمل ر�ؤى متنوعة تمكنهم من التو�صل �إلى القرارات‬ ‫ال�صحيحة حول مختلف الق�ضايا‪.‬‬‫‪ -9‬كيف يمكن لهيئة استشارية دولية أو مجلس استشاري دولي أن‬ ‫يكون فعالا ومفيدا؟‬‫حتى تحقق الهيئة الا�ست�شارية الدولية أ�و المجل�س الا�ست�شاري الدولي الفائدة لمنظمة ما‪ ،‬ينبغي‬‫الت�أكد من دعم ا إلدارة الرئي�سة في الجامعة لمفهوم ت�أ�سي�س الهيئة الا�ست�شارية الدولية وفهم هدفها‬‫ووظيفتها‪ .‬ومن ا ألمور الحيوية بالن�سبة لرئي�سها ت�شجيع �إقامة علاقة عمل جيدة بين الأع�ضاء وبين‬‫الهيئة الا�ست�شارية الدولية والإدارة الرئي�سة‪ .‬كما ينبغي أ�ن يكون واجب الهيئة الا�ست�شارية الدولية‬‫وا�ضحا و�ضوحا لا لب�س فيه بالن�سبة لمجل�س الجامعة أ�و المجل�س الأعلى ولأع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية‬‫الدولية أ�نف�سهم‪ .‬ويجب على الهيئة الا�ست�شارية الدولية التركيز على المو�ضوعات ذات ال�صلة‬‫ب أ�هدافها‪ ،‬وعلى الق�ضايا المتعلقة بالبرنامج وال�سيا�سات‪ ،‬و أ�ن ت�صرف النظر عن تفا�صيل الجوانب‬ ‫الإدارية والتنفيذية للمنظمة‪.‬‬‫في الوقت ذاته يتوجب على الهيئات والمجال�س الا�ست�شارية الدولية أ�ن تعمل بالتعاون مع الفريق‬‫ا إلداري الرئي�س للمنظمة‪ ،‬مثل مجل�س الجامعة أ�و مجل�س ا إلدارة‪ ،‬و�أن توجه جهودها نحو قيا�س‬ ‫‪50‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫ن�شاطات المنظمة وتقييمها �سعيا إ�لى تحقيق الأهداف الواردة في الخطة الا�ستراتيجية للمنظمة و�إلى‬ ‫التعامل مع التو�صيات في هذا ال�ش�أن‪ .‬وكما ذكرنا فيما �سبق‪ ،‬ف�إن الهيئة الا�ست�شارية الدولية لا تملك‬ ‫�سلطة اتخاذ القرار بل ت�ساعد على �إر�شاد �إدارة المنظمة وتنويرها فيما يخ�ص ق�ضايا بعينها وتقدم‬ ‫آ�لية ا�ست�شارية ذات خبرة‪ .‬أ�ما م�س ؤ�ولية تطبيق تو�صيات الهيئة الا�ست�شارية الدولية وم�شورتها فتقع‬ ‫في نهاية المطاف على فريق الإدارة بح�سب حاجات المنظمة و�أولوياتها‪.‬‬ ‫‪ -10‬الخاتمة‬ ‫قدمنا في هذا الف�صل تعريفا للهيئات والمجال�س الا�ست�شارية الدولية و�أهدافها وتركيبتها ووظائفها‬ ‫في عدد من المنظمات والم�ؤ�س�سات‪ .‬فالدور الرئي�س للهيئات والمجال�س الا�ست�شارية الدولية يتمثل‬ ‫بالدرجة ا ألولى في تقديم الم�شورة وا إلر��ش�اد لا �سيما في الم�سائل الا�ستراتيجية بهدف م�ساعدة‬ ‫الأجهزة التنفيذية للمنظمات على �إنجاز مهامها بنجاح‪ .‬ولقد ظهر جلي ًا قيام جامعات ومنظمات‬ ‫متقدمة عالمي ًا �أن�ش�أت هيئات ا�ست�شارية دولية لها للا�ستفادة من خبرات متنوعة من خارج المنظمة‬ ‫نف�سها‪ ،‬بل ومن دول أ�خرى خارج نطاق وجودها‪ .‬ور�أينا �أن معظم الهيئات والمجال�س الا�ست�شارية‬ ‫الدولية التي أ�تينا على ذكرها في هذا الف�صل لا يزيد أ�ع�ضا�ؤها على ع�شرين ع�ضوا‪ ،‬و أ�نها في الغالب‬ ‫تعقد اجتماعاتها مرتين في ال�سنة‪.‬‬ ‫وتقدم الهيئات والمجال�س الا�ست�شارية الدولية م�ساعدة لا تقدر بثمن إ�لى المنظمات والم�ؤ�س�سات‬ ‫المعنية في تركيز جهودها على الأمور الا�ستراتيجية ال�ضرورية‪ .‬كما إ�نها قادرة على تقديم دعم كبير‬ ‫في بناء المكانة الدولية والح�صول على الاعتراف وال�سمعة العالمية‪.‬‬ ‫المراجع‬ ‫‪1. http://www.odgersberndtson.co.uk/fileadmin/uploads/united-kingdom/‬‬ ‫_‪Documents/K_I/The_Role_of_Advisory_Boards_-_Who__What__Why‬‬ ‫‪and_How.pdf‬‬ ‫‪2. Zahed, A., Hegazy, A. and Nahas, M.N., Establishing the International Ad-‬‬ ‫‪visory Board for King Abdulaziz University, Final Report (in Arabic), March‬‬ ‫‪2011.‬‬‫‪51‬‬

‫ تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬:‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‬3. http://business.leeds.ac.uk/about-us/our-advisory-board/4. http://www.business-school.ed.ac.uk/about/structure/advisory-board5. Tayeb, O. and Zahed, A., Towards a World-Class University The Role of In- ternational Advisers. A paper presented at the 5th Int. Conf. on World Class University, 3-6 Nov., 2013, Shanghai, China.6. http://iab.kau.edu.sa/Default.aspx?Site_ID=975&lng=EN7. http://kau.edu.sa8. Zahed, A., Hegazy, A. and Nahas, M.N., Activating the International Advisory Board for King Abdulaziz University. Final Report (in Arabic), October 2011.9. Zahed, A., Hegazy, A. and Nahas, M.N., Performance Evaluation of the In- ternational Advisory Board for King Abdulaziz University. Final Report (in Arabic), May 2012.10. Zahed, A., Hegazy, A. and Nahas, M.N., Preparation for the Fourth Meeting of the International Advisory Board for King Abdulaziz University. Final Report (in Arabic), December 2012.11. Zahed, A., Hegazy, A. and Nahas, M.N., Documentation of the Fifth Meet- ing of the International Advisory Board for King Abdulaziz University. Final Report (in Arabic), June 2013.12. Zahed, A., Hegazy, A. and Nahas, M.N., Documentation of the Sixth Meet- ing of the International Advisory Board for King Abdulaziz University. Final Report (in Arabic), January 2014.13. http://www.kaust.edu.sa/presidents-international-advisory-council. html 14. http://www.unibocconi.eu/w ps/wcm/connect/Bocconi/SitoPub- b l i c o _ E N / N a v i g a t i o n + Tr e e / H o m e / A b o u t + B o c c o n i / O r g a n i z a t i o n / International+Advisory+Council/15. http://www.bsg.ox.ac.uk/people/international-advisory-board1.16. http://www.business-school.ed.ac.uk/about/structure/advisory-board 17. http://www.srmuniv.ac.in/acdemics/international-advisory-board 52

‫ عدنان زاهد‬.‫د‬.‫ أ‬:‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‬ 18. http://provost.tamu.edu/initiatives/councils-task-forces-folder/internation- al-advisory-board-inclusive/international-advisory-board 19. http://www.lunduniversity.lu.se/about/about-lu/university-world-rank- ings 20. http://www.lunduniversity.lu.se/ 21. http://www.jcu.edu.au/cairnsinstitute/people/JCUTST_057670.html 22. http://www.helsinki.fi/iiaa/introduction/iab.htm 23. http://www1.kfupm.edu.sa/iab/about.html 24. http://www1.kfupm.edu.sa/iab/newsletter.html 25. http://www.shanghairanking.com/aboutarwu.html 26. http://www.shanghairanking.com/aboutiab.html 27. http://www.unesco.org/new/en/communication-and-information/flagship- project-activities/memory-of-the-world/about-the-programme/internation- al-advisory-committee-iac/ 28. http://en.wikipedia.org/wiki/UNESCO 29. http://www.apcoworldwide.com/content/aboutapco/about_apco.aspx. 30. http://www.apcoworldwide.com/content/aboutapco/international_adviso- rycouncil.aspx53

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫الملحق (‪)1‬‬‫جدول أعمال الاجتماع السادس للهيئة الاستشارية الدولية لجامعة‬ ‫الملك عبدالعزيز‬‫الاجتماع ال�ساد�س ‪ 24-22‬نوفمبر ‪2013‬م‪ ،‬جامعة بلكنت‪ ،‬أ�نقرة‪ ،‬تركيا‪.‬‬‫المحور‪ :‬نحو التميز في التعليم والتعلم‪ ،‬الجزء الثاني‪.‬‬‫جدول الأعمال‬‫اليوم الأول‪ :‬الجمعة ‪ 22‬نوفمبر ‪2013‬م‬‫الوقت البند‬ ‫الخطة الا�ستراتيجية الثالثة لجامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪20.30-19.00‬‬‫ •تقديم جامعة الملك عبد العزيز لخطتها الا�ستراتيجية الثالثة (‪-2015‬‬ ‫‪23.00-21.00‬‬ ‫‪2019‬م)‬ ‫ •حفل الع�شاء الذي تقدمه جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫اليوم الثاني‪ 23 :‬نوفمبر ‪2013‬م‬ ‫الوقت البند‬ ‫‪ 09.30 – 08.30‬الجل�سة الافتتاحية‬ ‫ •كلمة الترحيب من رئي�سي جامعة الملك عبد العزيز وجامعة بلكنت‬‫ •عر�ض �سريع حول الهيئة الا�ست�شارية الدولية يقدمه �أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫ •عر�ض حول جامعة بلكنت يقدمه أ�‪ .‬د‪ .‬عبد الله �أتالار‬ ‫‪ 11.00- 09.30‬اجتماعات المجموعات (‪)1‬‬‫ •المجموعة ( أ�) والمجموعة (ب) تعقدان اجتماعاتهما ل�صياغة م�سودات‬‫البرامج التي تمت مناق�شتها في الات�صالات الإلكترونية بين �أع�ضاء‬ ‫الهيئة الدولية‬ ‫‪• 11.30 - 11.00‬ا�ستراحة‬ ‫‪ 13.00- 11.30‬اجتماعات المجموعات (‪)2‬‬ ‫ •متابعة لاجتماعات المجموعات (‪)1‬‬ ‫‪54‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫الوقت البند‬ ‫‪• 14.00 - 13.00‬الغداء‬ ‫‪ 15.30 - 14.00‬المجموعة (�أ)‪ :‬تقديم م�سودة البرنامج‬ ‫ •المجموعة ( أ�)‪ :‬تقدم م�سودة برنامجها‬ ‫ •يناق�ش البرنامج كل �أع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية لإثراء م�ضمونه‬ ‫‪ 17.00 - 15.30‬المجموعة (ب)‪ :‬تقديم م�سودة البرنامج‬ ‫ •المجموعة (ب)‪ :‬تقدم م�سودة برنامجها‬ ‫ •يناق�ش البرنامج كل أ�ع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية إلثراء م�ضمونه‬ ‫‪• 22.00 - 20.00‬منا�سبة احتفالية تقيمها جامعة بلكنت‬ ‫اليوم الثالث‪ :‬الأحد ‪ 24‬نوفمبر ‪2013‬م‬ ‫البند‬ ‫الوقت‬ ‫‪10.50 - 09.00‬‬ ‫اجتماعات المجموعات (‪)3‬‬ ‫ •المجموعة ( أ�) والمجموعة (ب) تعقدان اجتماعاتهما ل�صياغة‬ ‫‪11.10 - 10.50‬‬ ‫برامجهما النهائية مع الأخذ في الح�سبان تعليقات �أع�ضاء الهيئة‬ ‫‪13.00 - 11.10‬‬ ‫الا�ست�شارية الدولية في اليوم ال�سابق (ال�سبت)‬ ‫‪14.00 - 13.00‬‬ ‫ •ا�ستراحة‬ ‫‪15.30 - 14.00‬‬ ‫‪15.45 - 15.30‬‬ ‫اجتماعات المجموعات (‪)4‬‬ ‫‪17.15 - 15.45‬‬ ‫ •متابعة لاجتماعات المجموعات (‪)3‬‬ ‫‪17.30 - 17.15‬‬ ‫ •الغداء‬ ‫المجموعة ( أ�)‪ :‬تقديم البرنامج النهائي ومناق�شته‬ ‫ •ا�ستراحة‬ ‫المجموعة (ب)‪ :‬تقديم البرنامج النهائي ومناق�شته‬ ‫ •الختام والملحوظات النهائية‬‫‪55‬‬



‫التميز مهمة واجبة‬ ‫الفصل الثالث‬‫الأستاذ الدكتور جوزف ريتسن‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪58‬‬

‫التميز مهمة واجبة ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريتسن‬ ‫‪ -1‬مقدمة‬ ‫«التميز مهمة واجبة» هو عنوان هذا الف�صل‪ ،‬وي�شمل بع�ض الم�سائل ا أل�سا�س التي تواجه كل جامعة‬ ‫ت�سعى �إلى تحقيق التميز‪ ،‬والتي ينبغي أ�ن تجد لها حلولا ملائمة وفعالة‪ .‬ف أ�ولا وقبل كل �شيء‪ ،‬ت�ؤمن‬ ‫الجامعة ب�أن من واجبها تخريج طلاب يرون في حياتهم الجامعية مراحل ملهمة أ�يقظت مواهبهم‪.‬‬ ‫فالتعليم الجامعي اليوم يختلف كثيرا عن ذي قبل‪ ،‬وهذا ما �سيتم إ�ي�ضاحه في الفقرة الثانية‪ .‬وفي‬ ‫الفقرة الثالثة �سوف ن�ستعر�ض كيف �صار التعليم الجامعي في متناول الجميع في �أوروبا بعد �أن كان‬ ‫حكرا على النخبة‪ ،‬وكيف فقد أ�حيانا منظور «التميز» نتيجة الق�صور في الت أ�قلم‪� .‬أما معايير المقارنة‬ ‫الدولية فيما يخ�ص جودة الجامعات والتعليم‪ ،‬مثل الت�صنيف وم�ؤ�شرات ا ألداء التعليمي‪ ،‬كما في‬ ‫البرنامج الدولي لتح�صيل الطلاب ))‪،(Project International Student Achievement (PISA‬‬ ‫فلم تتوفر �إلا م ؤ�خ ًرا‪ .‬فعنا�صر المقارنة هذه تجعل من الممكن متابعة القفزات الهائلة التي ت�شهدها‬ ‫الجودة اليوم وقيا�سها في �آ�سيا وال�شرق الأو�سط (الفقرة الرابعة)‪ .‬و�سوف نناق�ش بع�ض عنا�صر‬ ‫التميز في التعليم الجامعي في الفقرة الخام�سة‪ ،‬وفي الفقرة ال�ساد�سة �سوف نناق�ش كيف تتعرف‬ ‫الجامعات على «التطبيقات الجيدة» من خلال تبادل المعرفة‪� .‬أما الفقرة ا ألخيرة فت�ضم الخلا�صة‬ ‫والخاتمة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الخريجون بوصفهم محركي التطور الاجتماعي والاقتصادي‬ ‫‪ 1-2‬التميز وجودة التعليم‬ ‫لقد �أدرك العالم �أن التعليم لي�س أ��سا�سا لتطور الفرد وح�سب‪ ،‬بل هو ا�ستثمار مربح ك أ�ي ا�ستثمار‬ ‫�آخر‪ .‬وتت�ضمن فكرة الا�ستثمار تكاليف و أ�رباحا لاحقة توجب دفع النفقات قبل جني الأرباح‪.‬‬ ‫منذ �أوائ�ل الخم�سينيات حظيت المدار�س باعتراف المجتمع بو�صفها عاملا أ��سا�سا في التطور‬ ‫الاقت�صادي‪ .‬وظهرت عبارة (ر أ��س المال الب�شري) في البلاد التي كانت تقدم تعليما جيدا‪ .‬وهي‬ ‫البلاد التي كانت تتمتع أ�ي�ض ًا ب أ�على معدلات النمو الاقت�صادي‪ .‬وت�ساءل المت�سائلون عما إ�ذا كان‬ ‫ارتفاع معدل النمو الاقت�صادي هو ال�سبب في ارتفاع معدلات الا�ستثمار في ر أ��س المال الب�شري‪ ،‬أ�و‬ ‫أ�ن العك�س هو ال�صحيح؟ ويبدو �أن الإجابة هي الثانية مع ت�أثير لولبي مت�صاعد‪ ،‬حيث �إنه ب�إمكان‬‫‪59‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫البلدان ذات معدلات النمو المرتفعة ا�ستثمار ق�سط كبير من ذلك النمو في قطاع التعليم‪ .‬كما تبين‬‫�أي�ض ًا أ�ن التعليم هو الطريق ال�سريع للنمو للبلدان ذات الدخل المنخف�ض �أو المتو�سط‪ .‬و ُتع ُّد كوريا‪،‬‬ ‫وهونغ كونغ‪ ،‬و�سنغافورة من الأمثلة البارزة على تلك البلدان‪.‬‬‫وكما ثبت مرا ًرا‪ ،‬ف�إن قبول الأطفال في المدار�س لي�س معيار النجاح الوحيد في التعليم‪ .‬فقد تبين‬‫خط أ� �أولئك الاقت�صاديين الذين حاولوا �إح�صائيا تف�سير الفارق في معدلات النمو في البلدان في �ضوء‬‫الفوارق في معدلات التعليم التي تتحقق في القوى العاملة بمجرد النظر �إلى ا ألرقام‪ .‬وجاء عنوان‬‫إ�حدى هذه الدرا�سات على نحو «�أين ذهب كل التعليم؟» [‪ .]1‬كانت تلك �صيحة باحث قام بتق�صي‬‫ت�أثير �سنوات التعليم في القوة العاملة بهدف العثور على تف�سير إ�ح�صائي لإ�سهام التعليم في التطور‬ ‫الاقت�صادي‪ ،‬لكنه ف�شل في اكت�شاف �أية علاقة تذكر بين ر�أ�س المال الب�شري والنمو الاقت�صادي‪.‬‬‫و�سرعان ما طغت جهود باحثين طبقوا معايير الجودة خلال ال�سنوات مو�ضع البحث على جهود‬‫بريت�شت‪ .‬لكن تلك البحوث كانت على الأغلب جوفاء ب�سبب عدم الدقة في قيا�س الجودة التي تمتع‬‫بها الطالب خلال �سنة درا�سية‪ .‬ويع ّد بارو و لي [‪ ]2‬وهانو�شك [‪ ]3‬روادا في هذا المجال لاعتمادهم‬‫معدلات البرنامج الدولي لتح�صيل الطلاب (‪ )PISA‬ومعدلات برنامج التقييم الدولي لكفاءات‬‫البالغين ()‪)Project International Assessment of Adult Competences (PIAAC‬‬‫كم�ؤ�شرات على جودة النظام التعليمي‪ .‬وقد �أ�شارت النتيجة المتوقعة �إلى أ�ن �إ�سهام جودة التعليم في‬ ‫نمو الاقت�صاد كان كبيرا بالفعل‪.‬‬‫ومن البدهي القول �إن التعليم لي�س مجرد الالتحاق بم ؤ��س�سة تعليمية‪ ،‬لكنه يقا�س بالتعلُّم‪ .‬و�إن‬‫للجودة وجها؛ فكلما زادت المعرفة‪ ،‬زادت الجودة‪ .‬و إ�ذن فمن الممكن للجودة �أن تبرز من غمو�ض‬‫المعنى والتبا�سه‪ ،‬و�أن ت�صبح معالمها وا�ضحة جلية ومحددة‪ ،‬فالتميز تطوير للجودة‪� .‬أما المعايير‬‫المتبعة في هذا ال�صدد فلم تعد محلية أ�و مقت�صرة على البلد ذاته‪ ،‬بل اكت�سبت م�ضامين وتطبيقات‬‫قيا�سية دولية‪� ،‬إذ لا يوجد �سبب يجعل ا ألطفال في أ�ماكن أ�و بلدان أ�خرى يتعلمون في �سنة درا�سية أ�قل‬‫مما يتعلمه �أقرانهم محليا أ�و في البلد ذاتها‪� .‬أو كما قال ديريك بوك (‪ )Derek Bok‬رئي�س جامعة‬‫هارفرد من ‪1991 – 1971‬م ومن ‪� 2006‬إلى ‪2007‬م « إ�ن عدد ال�شهادات الجامعية لا يرقى �إلى‬‫�أهمية إ�تقان الطلاب تطوير مهاراتهم المعرفية‪ ،‬مثل قدرتهم على التفكير الناقد وحل الم�شكلات»‬‫[‪ .]4‬ويتجلى هذا بو�ضوح في ال�شكل ‪ 1‬بالن�سبة إ�لى الولايات المتحدة‪ ،‬حيث تظهر لنا آ�ثار إ��صلاح‬ ‫‪60‬‬

‫التميز مهمة واجبة ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريتسن‬ ‫التعليم في رفع جودة المهارات لدى القوة العاملة في النمو الاقت�صادي‪.‬‬ ‫ال�شكل ‪ .1‬الفوائد الاقت�صادية من إ��صلاح التعليم [‪.]5‬‬ ‫‪ 2-2‬التعليم العالي‬ ‫ب ّينت البحوث حول دور الخريجين في تنمية الاقت�صاد �أن للجامعات مكان ال�صدارة‪ .‬فالتعليم‬ ‫الجيد له أ�ثر طويل الأمد في التطور الاقت�صادي‪ .‬والتعليم الجامعي بوجه خا�ص يلعب على ما يبدو‬ ‫دورا رئي�سا في المرحلة الراهنة من التطور العالمي‪ ،‬حيث ت�ؤدي المعرفة وا�ستخدامها المبدع في حل‬ ‫الم�سائل دو ًرا بالغ ا ألهمية‪ ،‬في حين يزداد العمل الروتيني ميكانيكية واقترابا من عمل الإن�سان ا آللي‬ ‫)‪.(robot‬‬ ‫ويبدو أ�ن الجامعات البحثية لي�ست على علم بالدور الهائل ال�ذي يلعبه خريجوها في التطور‬ ‫الاقت�صادي‪ ،‬و أ�نها تفتخر بجودة �أبحاثها نا�سية أ�ن لا حاجة إلجراء ا ألبحاث في الجامعات‪ ،‬بل �إن‬ ‫من الممكن �إجرا�ؤها في م ؤ��س�سات منف�صلة كما هو الحال في �ألمانيا مثلا‪ ،‬حيث نرى �أن م�ؤ�س�سات‬ ‫ماك�س بلانك (‪ )Max Planck‬منظمات م�ستقلة لا ت�ؤدي دورا تعليميا‪ ،‬بل تثبت تميز بحوثها من‬‫‪61‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫خلال فوز باحثيها بجوائز نوبل وميداليات فيلدز أ�و عدد مرات الا�ست�شهاد ب�أبحاثهم المن�شورة‪.‬‬‫ولي�ست جودة التعليم مدعاة للفخر‪ ،‬مع �أننا ندرك مدى �أهميتها من الدور الذي تلعبه في تحفيز‬‫النمو الاقت�صادي‪ .‬وربما يعزى هذا إ�لى �صعوبة التحقق من مدى جودة التعليم‪� .‬صحيح أ�ن البحوث‬‫الجيدة قد تكون مددا للتعليم الجيد �إذا كان الباحثون معنيين بالعملية التعليمية ب�شكل كبير‪ ،‬لكن‬‫من الم�ستبعد أ�ن تكون هناك علاقة �سببية مبا�شرة وا�ضحة بين البحوث الجيدة والتعليم الجيد‪.‬‬ ‫فهذا يعتمد بالت�أكيد على طريقة تنظيم هذه العلاقة بين البحث والتعليم إ�لى حد كبير‪.‬‬‫لقد ح�صلنا من البرنامج الدولي لتح�صيل الطلاب ‪ PISA‬على معلومات ب�ش�أن جودة التعليم في‬‫المدار�س الابتدائية والثانوية في عدد كبير من البلدان‪ ،‬وهي تبين القدرات اللغوية والح�سابية عند‬‫من بلغوا ال�ساد�سة ع�شرة من العمر‪� ،‬إزاء غياب كامل تقريبا للمعلومات الدولية في هذا الخ�صو�ص‬‫حول جودة التعليم الجامعي‪ ،‬فكل ما لدينا هو انطباعات الخريجين حول التعليم الذي اكت�سبوه‪.‬‬‫لكن هذه ا آلراء �شخ�صية إ�لى أ�بعد الح�دود‪ ،‬وي�صعب مقارنتها بالأحكام ال�صادرة في البلدان‬‫الأخرى‪ ،‬نظرا لغياب أ�ي معيار يقي�س ا إلجابات‪ .‬وينطبق ال�شيء نف�سه على الأحكام التي يطلقها‬‫�أرباب العمل على جودة الخريجين الذين يعملون لديهم‪ .‬ومن الوا�ضح �أن هذا المو�ضوع يتطلب بحوثا‬‫دولية‪ .‬لقد ح ـاول ـت منظمة التعاون الاقت�صادي والتنمية ‪(The Organization for Economic‬‬‫))‪ Cooperation and Development (OECD‬في الدول ال�صناعية أ�ن تن�شئ آ�لية قيا�س دولية‬‫مماثلة في برن ـام ـج تقييم مخرجات التعليم العالي ‪(Assessment of Higher Education‬‬ ‫))‪ Learning Outcomes (AHELO‬لكنها لم تتمكن من تنفيذها ب�شكل عملي حتى ا آلن‪.‬‬ ‫‪ 3-2‬مكونات جودة الخريجين‬‫هناك طريقتان لتحديد عوامل التميز لدى الخريجين‪� ،‬أي ما يحتاجون إ�ليه لكي يتمكنوا من �أداء‬‫وظيفتهم في المجتمع على الوجه الأكمل‪� .‬أما ا ألولى فهي �س�ؤالهم و�س ؤ�ال أ�رباب عملهم‪ .‬و�أما الثانية‬‫فهي قيا�س مميزاتهم وتحليل مدى �أهميتها �إح�صائيا بالمقارنة بم�ستوى دخلهم‪ .‬ولقد ا�س ُتخ ِدمت‬ ‫كلتا الطريقتين في الآونة ا ألخيرة (انظر مثلا فان در فلدن [‪ )]7-6‬وجاءت النتائج متماثلة‪:‬‬‫ •التح�صيل المعرفي ومعرفة التخ�ص�ص من العنا�صر المهمة‪ .‬لكن من المهم أ�ي�ضا القدرة على‬ ‫ا�ستخدام تلك المعرفة في «حل الم�سائل»‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫التميز مهمة واجبة ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريتسن‬ ‫ •�إن معظم العمل يتم بالتوا�صل والتعاون مع ا آلخرين‪ .‬فكيفية العمل �ضمن فريق وكيفية‬ ‫التوا�صل جزء أ��سا�س من العمل ويجب على الخريج أ�ن يكون م�ستعدا لها‪.‬‬ ‫ • إ�ن فهم الثقافات على اختلافها مهم على اعتبار �أن كثيرا من الخريجين يعملون في بيئة دولية‪.‬‬ ‫ • أ�ن يكون لدى الخريجين �إلم�ام جيد بتقنية المعلومات والات�صالات ‪(Information and‬‬ ‫))‪.Communication Technology (ICT‬‬ ‫وتعتقد الجامعات التي ت�سعى �إلى التميز �أنها م�س ؤ�ولة عن تخريج طلاب يمتلكون عوامل النجاح‬ ‫في المجتمع‪ .‬فالتميز عندهم لي�س مجرد فكرة‪ ،‬بل واجب‪ ،‬والبحث بالن�سبة �إلى هذه الجامعات‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى أ�هميته في حد ذاته‪ ،‬يتمثل في دعم جودة التعليم من خلال ا�شتراك الباحثين في‬ ‫العملية التعليمية‪ ،‬كما هو الحال مثلا في التعليم القائم على البحث‪.‬‬ ‫‪ 4-2‬التميز في التعليم العالي‬ ‫التميز في التعليم العالي بالن�سبة �إلى قيادة الجامعة و�أع�ضاء هيئة التدري�س لي�س مجرد كلمة عابرة‬ ‫أ�و عبارة ا�صطلاحية يتما�شون معها بالكلام‪ ،‬بل هي فكرة منزلتها في الجامعة منزلة القلب من‬ ‫الج�سد‪ .‬فهي تم ّكن الجامعة من الإ�سهام في خدمة المجتمع بف�ضل الدعم الذي توفره لتحقيق �أق�صى‬ ‫درجات التنمية لمواهب الطلاب من خلال منظمة ي�ؤدي البحث فيها دو ًرا حيو ًيا‪.‬‬ ‫و�سوف نركز فيما يلي على الجامعات التي يحظى فيها البحث بدرجة عالية من الاهتمام ( أ�ي‬ ‫الجامعات البحثية)‪.‬‬ ‫‪ -3‬المراحل الأوروبية الثلاث والتميز‬ ‫‪ 1-3‬الجامعات في العالم‬ ‫للجامعات تارخ عريق يعود �إلى أ�لف �سنة تقريبا كانت على هيئة مراكز تعليمية قديمة �صغيرة في‬ ‫ال�شرق الأو�سط وال�صين وكوريا و�شبه جزيرة العرب و�أوروب�ا‪ .‬وكان التميز وا�ضحا في �إ�سهامات‬ ‫الخريجين في �سائر المجالات‪� ،‬سواء في الحكم أ�و العلوم الطبيعية (يمكن القول �إن أ�رخميد�س‬‫‪63‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫خريج جامعة ا إل�سكندرية عام ‪ 300‬قبل الميلاد تقريبا) �أو الفل�سفة‪� ،‬أو الزراعة أ�و الطب‪ .‬ويعطي‬ ‫البروف�سور فينكلر ملخ�صا لتاريخ الجامعات في الف�صل ال�سابع‪.‬‬‫لقد تغير دور الجامعات في المجتمع حين حدثت طفرة هائلة في ن�سبة الفئة العمرية بين ‪ 18‬و ‪� 24‬سنة‬‫المنت�سبين �إلى الجامعات‪ .‬ويطلق بع�ضهم على هذه الظاهرة «عوممة التعليم العالي(((»‪ .‬في القديم‬‫كان من النادر �أن يلتحق ال�شباب بالجامعة‪ ،‬لكن مع عوممة الجامعات �صار من النادر عدم التحاق‬‫ال�شباب بالجامعة‪� .‬صحيح أ�ن في هذا مبالغة وا�ضحة‪ ،‬لكن العبارة تبين الزيادة الهائلة في ن�سبة‬ ‫الالتحاق بالجامعات من ‪ ٪1‬إ�لى ‪ ٪50-40‬من الفئة العمرية‪.‬‬‫حدثت العوممة في الولايات المتحدة بادئ الأمر في أ�عقاب الحرب العالمية الثانية عام ‪1945‬م‪ ،‬ثم‬‫تبعتها �أوروبا في ال�ستينيات‪ ،‬ولحقت بها بعد ذلك دول �أخرى ممن قطعت �أ�شواطا كبيرة في النمو‬ ‫الاقت�صادي‪.‬‬‫في �أثناء العوممة لم تتغير على الإطلاق فكرة التميز‪ ،‬بمعنى تزويد الخريجين بالمهارات ال�ضرورية‬‫اللازمة ألداء وظائفهم في المجتمع ب�شكل جيد‪ .‬لكنها اتخذت في الجامعات �صو ًرا مختلفة كما �سنبين‬ ‫ب أ�مثلة من أ�وروبا‪.‬‬ ‫‪ 2-3‬العوممة والتميز في أوروبا‬‫ن�ستطيع أ�ن نميز �أربع فترات زمنية في أ�وروبا فيما يخ�ص مراكز جامعات البحث في المجتمع و�أفكار‬ ‫التميز التي تقابلها‪:‬‬ ‫ ‪-‬ما قبل الحرب العالمية الثانية ‪:‬‬‫كانت الجامعات مقت�صرة على النخبة ولها قاعدة بحثية قوية مت�ضافرة مع التدري�س‪ .‬كما كان‬‫الخريجون‪ ،‬بالتعريف‪ ،‬يتولون قيادة المجتمع في جميع المجالات المهمة تقريبا‪ .‬واع ُتبرت الجامعات‬ ‫الأوروبية في الولايات المتحدة مثالا للتميز في تقرير فلك�سنر لعام ‪1930‬م [‪.]8‬‬ ‫ ‪1965-1945-‬م‬‫وجدت الجامعات في �أوروبا �صعوبة في التغلب على آ�ثار الحرب على اعتبار �أن كثي ًرا من ا أل�ساتذة إ�ما‬‫((( المق�صود بكلمة «عوممة» جعل ال�شيء متاحا للعامة‪ ،‬على وزن عولمة‪ ،‬وهي مرتجلة هنا من الكلمة الإنجليزية المو َّلدة‬ ‫)‪( .(massification‬المترجمان)‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫التميز مهمة واجبة ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريتسن‬ ‫قتلوا أ�و هربوا إ�لى الولايات المتحدة‪ ،‬حيث وجد الكثير منهم الولايات المتحدة مكانا �أف�ضل للعمل‪.‬‬ ‫فالجامعات البحثية ا�ستردت عافيتها �أو ت أ��س�ست حديثا لقبول جزء محدود من الفئة العمرية ‪-18‬‬ ‫‪ 24‬عاما مع روابط متينة بالتطور الوطني أ�و ا إلقليمي (الزراعة‪ ،‬وا إللكترونيات‪ ،‬والإنتاج القومي أ�و‬ ‫ا إلقليمي)‪ .‬لكن الهيمنة الألمانية على الجامعات من حيث التميز أ��صبحت �شيئا من الما�ضي‪.‬‬ ‫ ‪1995-1965-‬م‬ ‫�شهدت هذه الفترة عوممة الجامعات ا ألوروبية وفقدان الات�صال بالتطور الإقليمي وت أ��س�س العديد‬ ‫من الجامعات لقبول المزيد من الطلاب‪ ،‬وزاد معدل الطلاب المقبولين ب�سبب «الطلب الاجتماعي»‪.‬‬ ‫كانت المجتمعات من�شغلة في ا�ستغلال المواهب المتوفرة‪ ،‬فبعد أ�ن كانت فيما م�ضى تقت�صر على‬ ‫النخبة القليلة من الأ�سر المو�سرة جاء ا آلن دور ال�شباب الموهوبين من الأ�صول المتوا�ضعة‪ .‬وقد تم‬ ‫اعتماد المعونات المالية له�ؤلاء الطلاب لم�ساعدتهم على الإ�سهام في التعليم العالي‪.‬‬ ‫من الم ؤ�كد �أن التو�سع ال�سريع في الجامعات نال من درجة تميز خريجيها‪ .‬كما انخف�ضت معايير‬ ‫الم ؤ�هلات المطلوبة لتعيين ا ألع�ضاء الجدد في هيئة التدري�س‪ ،‬ولم تعد تثار ق�ضية التميز في التعليم‬ ‫�أو البحث في الجامعات‪ .‬وا�ستمرت حركة العوممة في كثير من البلدان جنبا إ�لى جنب مع التحول‬ ‫�إلى الديمقراطية ا�ستجابة لاحتجاجات الطلاب في ال�ستينيات‪ .‬ولم ي�شعر الطلاب القادمون من‬ ‫بيئة متوا�ضعة بالارتياح إ�زاء تركيبة النخبة القديمة وطرق التوا�صل المتهالكة‪ .‬وكثيرا ما كانت‬ ‫الحكومات ت�ستجيب لاحتجاجات الطلاب �ضد البنى البالية بال�سماح لهم ولأع�ضاء هيئة التدري�س‬ ‫بممار�سة ت�أثير كبير‪ ،‬بل حا�سم في أ�غلب الحالات‪ ،‬في توزيع الميزانية‪ ،‬والمناهج والعنا�صر الأخرى‬ ‫الم�ؤثرة في �سيا�سة الجامعة‪ .‬وربما كان لهذا الت�أثير بع�ض الفوائد‪ ،‬لكنه ا�ستغل في كثير من الحالات‬ ‫لخدمة الم�صالح ال�شخ�صية‪ ،‬لي�س فيما يخ�ص الطلاب‪ ،‬بل فيما يخ�ص أ�ع�ضاء هيئة التدري�س الجدد‬ ‫المفتقرين إ�لى الخبرة في �أغلب الأحيان‪ .‬وكانت النتيجة كما هو متوقع انحدار التميز‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ظهور المخاوف من قدرة �سوق العمل على ا�ستيعاب هذا ال�سيل من الخريجين‬ ‫الجدد‪ ،‬لكن تلك المخاوف لم يكن لها أ�ي مبرر‪� .‬صحيح أ�ن جودة الخريجين كانت أ�دنى من ذي قبل‪،‬‬ ‫لكن �سوق العمل ا�ستطاعت امت�صا�ص �سيل الخريجين ب�سهولة‪ .‬ويقول بع�ضهم �إن النمو الاقت�صادي‬ ‫العالمي ت�سبب في حدوث طفرة في الاقت�صاد ا ألوروبي زاد معها الطلب على الخريجين‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫كان الدليل ي�شير �إلى اتجاه آ�خر (انظر مثلا أ�يت�شموغلو [‪ ،)]9‬فقد كان �سيل الخريجين هو الذي‬‫‪65‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫�أ�سهم في نمو الاقت�صاد‪.‬‬‫إ�ننا ا آلن (ومنذ عام ‪1995‬م تقريبا) ن�شهد فترة تركز فيها الانتباه ب�شكل تام على التميز والجودة‪.‬‬‫فقد اتخذت معظم البلدان إ�جراءات اعتماد خا�صة بالمقررات الدرا�سية أ�و الم�ؤ�س�سات ا ألكاديمية‬‫(و�أحيانا كليهما)‪ .‬فالجودة والتميز في الجامعات جزء من جدل دائم‪ .‬ويتمحور هذا الجدل دائما‬‫حول الخريج‪ :‬ماذا ينبغي على الخريج أ�ن يعلم‪ ،‬وم�اذا ينبغي عليه أ�ن يفعل‪ ،‬وم�اذا يحتاج لكي‬‫ي�ؤدي وظيفته من حيث الم�سالك والقدرات؟ �إن الروابط بالبيئة الخارجية تغذي هذا الجدل‪ ،‬فالبرج‬‫العاجي في أ�وروبا أُ�غ ِلق‪ ،‬و أ��صبحت الجامعة منتدى مفتوحا‪ ،‬ح�سن التنظيم‪ ،‬ومعترفا به‪ ،‬و�شفافا‬‫ير�صد متطلبات المعنيين في المجتمع‪ ،‬وله روابط وثيقة ببيئته الاجتماعية – الاقت�صادية‪ ،‬ولو أ�نه‬ ‫ي�ضم العديد من الكليات (انظر ريت�سن [‪.)]10‬‬‫منذ عام ‪2005‬م �أدت ثورة المعلومات والتقنية التي أ�حدثتها الإنترنت إ�لى ت أ��سي�س إ�مكانية وا�سعة‬‫للتعلم عبر ال�شبكة �أو ا إلنترنت (�أون لاين) من خلال ما ي�سمى مقررات مفتوحة مو�سعة عبر ال�شبكة‬‫))‪� .(Massive Open Online Courses (MOOCs‬أما التحدي الذي يواجه الجامعات فهو دمج‬ ‫ال�شبكة كو�سيلة من و�سائل التعليم في منهج التعليم الجامعي‪.‬‬ ‫‪ -4‬القفزات الهائلة والتميز‬‫لم نبد�أ في فهم الجودة والتميز في التعليم الجامعي من خلال معايير معترف بها دوليا �إلا م�ؤخرا‪.‬‬‫ولقد كان البرنامج الدولي لتح�صيل الطلاب ‪ PISA‬في طليعة المعايير الم�ستخ َدمة في قيا�س جودة‬‫الجامعات‪ ،‬مع �أن الهدف من هذا البرنامج هو قيا�س �أداء الطلاب في �سن ال�ساد�سة ع�شرة في‬‫الريا�ضيات والعلوم والقراءة‪ .‬ف��إذا كان الأداء منخف�ضا‪ ،‬ف�إننا لا نتوقع من الجامعات تعوي�ض‬‫النق�ص الذي ت�سبب به �سوء التعليم الابتدائي والثانوي‪ .‬و�أما إ�ذا كان �أداء الطلاب في �سن ال�ساد�سة‬ ‫ع�شرة عاليا‪ ،‬أ��صبح با�ستطاعة التعليم الجامعي البناء على ما ت أ��س�س في المراحل ال�سابقة‪.‬‬‫وين�ــصب اهتمـام الهيئـات المرموقـة لت�صنيف الجامعات‪ ،‬مثل ت�صنيف �شانغهاي ‪(Shanghai‬‬‫)‪� Ranking‬أو ت�صنيف التايمز للتعليم العالي ))‪ (Times Higher Education (THE‬على البحوث‬‫مع �أن ت�صنيف التايمز ي�أخذ في الح�سبان أ�ي�ضا ا�ستقطاب الطلاب ا ألجانب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن توظيف‬‫الخريجين �أو البطالة الم�سجلة لا ت ؤ�خذان في الح�سبان في المقارنات الدولية‪ ،‬ولا في المعايير الدقيقة‬ ‫‪66‬‬

‫التميز مهمة واجبة ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريتسن‬ ‫ا ألخرى‪ ،‬مثل ا ألرقام الدولية الم�شابهة في المعرفة والمهارات والقدرات‪.‬‬ ‫ومع ذلك تمكنت بلدان‪ ،‬مثل كوريا و�سنغافورة‪ ،‬من الانتقال من التعليم العالي المقت�صر على النخبة‬ ‫�إلى التعليم العالي المعومم بان�سيابية أ�كثر من �أوروبا‪ .‬كما �أن المملكة العربية ال�سعودية تحقق النجاح‬ ‫�أي�ضا‪ ،‬فهناك ثلاث جامعات (من �أ�صل �سبع وع�شرين جامعة حكومية) مدرجة على قائمة �أف�ضل‬ ‫خم�سمائة جامعة في العالم‪ ،‬حيث تندرج جامعة الملك عبد العزيز بين الجامعات الع�شر ا ألولى في‬ ‫الريا�ضيات‪� .‬إن عدد الجامعات من هذه البلدان والمدرجة بين أ�ف�ضل خم�سمائة جامعة في العالم آ�خذ‬ ‫في الازدياد في ت�صنيف �شانغهاي‪ ،‬مثله مثل الازدياد في عدد الخريجين والنمو الاقت�صادي الهائل‪.‬‬ ‫ويبدو �أن الجامعات ت�سهم �إ�سهاما كبيرا في اقت�صاديات المعرفة في هذه البلدان و ُي�شهد لها بذلك‪.‬‬ ‫وما كان لهذا أ�ن يكون لولا اهتمام الجامعات بالجودة والتميز‪ .‬فالخطط الا�ستراتيجية للعديد من‬ ‫جامعات هذه البلدان تتيح لنا معرفة مدى اهتمامها بالجودة والتميز‪ ،‬لا بالبحث وح�سب‪ ،‬بل في‬ ‫التعليم أ�ي�ضا‪� ،‬إذ لا غنى عن ال�شراكات مع البيئة ا إلقليمية في �ضمان التميز‪.‬‬ ‫ومع ذلك ف إ�ن جامعات العالم‪ ،‬وكذا الأمر في الاقت�صاديات النا�شئة‪ ،‬تنا�ضل لتحقيق التميز‪� .‬أما‬ ‫الجامعات الأح�دث فتريد أ�ن تحذو حذو الجامعات البحثية القديمة حيث يقوم الأ�ستاذ ب�إلقاء‬ ‫محا�ضرته في قاعات كبيرة متبعا منهجا كان ُيعتقد أ�نه يحوي عنا�صر المعرفة الرئي�سة في ذلك‬ ‫المجال دون الالتفات كثيرا إ�لى مدى �إ�سهامها في المميزات المطلوبة من الخريجين في �سوق العمل‪.‬‬ ‫كما أ�ن الجامعات القديمة تواجه م�صاعب في إ�عادة تكوين ذاتها في �ضوء المتغيرات الهائلة التي‬ ‫حدثت في طريقة تنظيم المجتمعات‪.‬‬ ‫‪ -5‬تنظيم الجامعات لاقتصاد المعرفة‬ ‫‪ 1-5‬التركيز على التعلم القائم على البحث‬ ‫كثير من جامعات العالم تنظم ذاتها‪ ،‬بحيث تحقق التميز في البحث‪ ،‬في�صيب بع�ضها من النجاح‬ ‫�أكثر من بع�ضها الآخر تبع ًا لمعايير ت�صنيف �شنغهاي‪ .‬فالمعايير العامة المتمثلة في رغبة الجامعات‬ ‫في التميز في المجالات البحثية التي تقا�س بعدد ا إلحالات المرجعية‪ ،‬والبراءات العلمية‪ ،‬وم�ستوى‬ ‫ا�ستقطاب الباحثين من البلد وخارجها‪ ،‬ورغبتها في تحقيق الحد ا ألدنى في المجالات ا ألخرى هي‬ ‫نقطة انطلاق جيدة لتحقيق التميز‪.‬‬‫‪67‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫ف�أولا وقبل كل �شيء‪ ،‬ي�شكل التعليم محور اهتمام الجامعات‪ .‬وبنظرة خاطفة ن�ستطيع أ�ن نتبين مدى‬‫اهتمام الخطط الا�ستراتيجية للجامعات بالتميز في البعد التعليمي والمحور البحثي‪ .‬أ�ما هذا الاهتمام‬‫على احتياجات الخريجين فلا وجود له في معظم الحالات‪ .‬فالبحث الممنهج في هذه الاحتياجات‬‫المتطورة‪ ،‬والا�ستنارة ب� آ�راء الخريجين و أ�رب�اب عملهم في �إ�صلاح المناهج لي�س �سوى حالات قليلة‬‫بدلا من �أن يكون القاعدة‪ .‬وتبدي �إجراءات الاعتماد الأكاديمي �شيئا من الاهتمام بهذه العنا�صر‬‫(تختلف من بلد إ�لى آ�خر) لكنها على ا ألغلب أ�مور �شكلية بحتة‪ .‬ونلاحظ �أي�ضا �أن التفكير الممنهج‬‫بالتعلم الفعال لدى الطلاب وطرق التعليم ذات العلاقة لا يظهر تطورا كبيرا في الجامعات‪ .‬ف�أق�سام‬‫التعليم (التي تركز على التعليم الجامعي داخل جامعتها بالذات) لم تحظ دائما بالترحاب من قبل‬ ‫«المحترفين» في ا ألق�سام ا ألخرى‪ ،‬ناهيك عن افتقارها �إلى دعم قيادة الجامعة في بع�ض ا ألحيان‪.‬‬‫ومن الطرق الوا�ضحة في إ�يجاد ثقافة التميز في التعليم ت�شكيل مجموعات بحثية قوية تدعم تطوير‬‫المواهب لدى الطلاب من منظور ما يحتاجه الخريجون لت�أدية واجباتهم على الوجه الأكمل‪ .‬ولهذه‬‫المجموعات القدرة على أ�ن ت�سهم �إ�سها ًما فعال ًا في إ�دخال عنا�صر التجديد في التعليم‪ ،‬مثل التعلم‬‫القائم على حل الم�شكلات �أو التعلم المندمج‪ .‬ويمكن لهذه المجموعات أ�ي�ضا‪ ،‬بظهورها دوليا من‬‫خلال من�شوراتها في دوريات التعلم ل�صالح احتياجات الخريجين‪� ،‬أن ت�ساعد على تكوين �سمعة‬‫طيبة داخل جامعاتها‪ .‬ومن الأمثلة الحية جامعة ما�ستريخت التي كانت ال�سباقة �إلى تبني المنهج‬‫القائم على حل الم�شكلات في التعليم‪ ،‬بم�ساعدة مجموعة بحث طبية قوية برئا�سة �أحد �أع�ضاء هيئة‬‫التدري�س بمرتبة �أ�ستاذ‪ ،‬دعت �إلى الحوار مع الأو�ساط الطبية التعليمية من خلال دورية متخ�ص�صة‬ ‫بالتعليم الطبي كانت قدوة ل ألق�سام الأخرى‪.‬‬‫إ�ن إ�دخال البحث في التعليم الجامعي‪ ،‬كما حدث في جامعة ما�ستريخت لي�س حالة ا�ستثنائية‪ ،‬فكم‬‫من مرة تعثرت مثل هذه الأق�سام ثم أ�لغيت بعد ولادتها بب�ضع �سنين‪ .‬فالنظراء في مختلف الأق�سام‬‫لم يروا أ�ن لها ما يكفي من المبررات‪ .‬لكن المهم في دورها في جامعة ما�ستريخت �أنها كانت على‬‫ما يبدو عامة وذات أ�ق�سام محددة في الوقت عينه‪� ،‬إذ كان لكل ق�سم أ��ساتذته من رتبة أ��ستاذ في‬‫الطب‪ ،‬والقانون‪ ،‬والاقت�صاد �إلخ‪ .‬ي�ساعدهم كادر من الموظفين المخل�صين يقي�سون مخرجات التعليم‬‫ومعلوماته الراجعة ب�ش�أن طريقة إ�جراء الاختبارات أ�و و�ضع المناهج ‪ ...‬إ�لخ‪ .‬وتعمل هذه المجموعات‬‫معا عبر مختلف الأق�سام‪ .‬كما تبدي اهتماما كبيرا في تدريب �أع�ضاء هيئة التدري�س (في الوقت‬ ‫‪68‬‬

‫التميز مهمة واجبة ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريتسن‬ ‫الحا�ضر في �شكل كفاءة كما هي معرفة في م�ستويات ال�شهادة الممنوحة)‪.‬‬ ‫ويعد ال�سياق الذي تعمل الجامعة من خلاله عاملا مهما في تحقيق التميز‪ .‬ومن المده�ش �أن تختار‬ ‫الجامعات الجديدة‪ ،‬أ�و حتى الجامعات الآخذة في التو�سع‪ ،‬أ�ن تبني ذاتها بو�صفها أ�عمال �صغيرة‬ ‫مغلقة حتى لو تهي�أت لها الفر�ص للانخراط في مجال الأعمال �أو ال�صناعة‪ .‬فالأق�سام الطبية غالبا‬ ‫ما تكون على مقربة من الم�شافي (ا ألكاديمية) أ�و جز ًءا منها‪ .‬ويتعلم الطلاب في مرحلة مبكرة أ�ن‬ ‫الجمع بين التعلم النظري والعملي هو ما ين ِتج الطبيب الناجح‪ .‬وال�س�ؤال هو‪ :‬لمِ َ لا يحدث هذا في‬ ‫المجالات الأخرى كالهند�سة‪ ،‬والعلوم أ�و إ�دارة ا ألعمال �إذا كانت هناك م�ؤ�س�سات بحثية خا�صة في‬ ‫الجوار؟ �أهو الخوف من الدمج بين القطاع العام والخا�ص وفقدان القطاع الخا�ص مميزاته في أ�ثناء‬ ‫ذلك؟ أ�م هي الرغبة في الاحتفاظ بمنطقة ارتياح عالم الجامعة و إ�بعاد العالم الخارجي الذي قد‬ ‫ينطوي على م�شكلات و أ�خطار؟‬ ‫‪ 2-5‬مشاركة الجامعات بشكل فعال في تعليم خريجيها ريادة الأعمال‬ ‫إ�ن الخريج الجامعي في القرن الحادي والع�شرين‪ ،‬في نوا ٍح عدة‪ ،‬هو رائد لم�شروع �أو رائد �أعمال‪.‬‬ ‫فالروتين في عمله �سيتقل�ص �أكثر ف أ�كثر‪ .‬ويتوجب على الخريج الجامعي �أن يكون «حلال ال ُعقد» في‬ ‫الحالات ال�شائكة‪ ،‬و أ�ن ي ؤ�دي دور «قنا�ص الخلل» الذي يندفع لحل الم�شكلات المعقدة‪ .‬وبا�ستطاعة‬ ‫الخريج بالطبع أ�ن يطلب م�شورة زملائه وهو يعمل في فريق عمل‪ ،‬وربما توجب على ر�ؤ�سائه اتخاذ‬ ‫القرارات ب�شكل ر�سمي‪ ،‬لكن الخريج هو من يمهد لاتخاذ تلك القرارات وهو العارف بخباياها‪.‬‬ ‫ولا يخت�ص هذا بمجال معين‪ ،‬بل ينطبق على جميع المجالات والأن�شطة‪ .‬وما أ�ن ت�صبح م�شكلة من‬ ‫الم�شكلات روتينية‪ ،‬حتى تتمكن ا آللة من حلها‪ .‬انظر مثلا كيف يجيب الحا�سب عن �أ�سئلتك ب�ش�أن‬ ‫ال�سفر بالطائرة أ�و بالقطار! �إن الإجابة عن كل ا أل�سئلة الروتينية تتم عادة ب�صورة �آلية‪.‬‬ ‫�صحيح �أن حل الم�شكلات يتعلق با�ستعمال المعرفة‪ ،‬لكنه يتعلق ب�إي�صال الحل �أي�ضا وبالمخاطر التي‬ ‫ينطوي عليها اختيار قرار دون �آخر‪ ،‬بما �أن معظم الم�شكلات في الحقيقة أ��شد تعقيدا من م�سائل‬ ‫الريا�ضيات في المدار�س الثانوية حيث تزود بالمعطيات والفرو�ض‪ ،‬ويكون للم�س أ�لة جواب واحد فقط‬ ‫تتو�صل إ�ليه وتقول في النهاية (وهو المطلوب)‪� .‬إنها تنطوي على نتائج القرارات المختلفة والبحث عن‬ ‫التوازن فيما يخ�ص المخاطر والعوائد‪.‬‬‫‪69‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫هذه هي بع�ض العنا�صر ا أل�سا�س لريادة ا ألعمال �أو ريادة الم�شروعات الخا�صة‪ .‬فريادة الم�شروعات‬‫الخا�صة هي ا آلن واقع حقيقي بالن�سبة لكثير من الخريجين الذين يواجهون م�س�ؤولية كبيرة وحرية‬‫وا�سعة لتطوير عملهم ب�أنف�سهم في المنظمة التي يعملون فيها‪� ،‬سواء أ�كانوا يعملون ب�شكل منفرد‬‫أ�و �ضمن مجموعات عمل‪ .‬وينبغي على الخريجين التفكير بالبدائل م�ستخ ِدمين قدراتهم على حل‬‫الم�شكلات‪ ،‬ومقارنة البدائل والمخاطر والعوائد المرتبطة بها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف إ�ن ريادة ا ألعمال ب�شكلها‬‫المعروف ( أ�ي �أن تقوم بنف�سك بت أ��سي�س عمل و�إدارته) �شيء أ�و�سع على �أ�سا�س �أنه ينطوي على معرفة‬ ‫لا بالمنتج وكيفية �إنتاجه وح�سب‪ ،‬بل با ألمور المالية والت�سويق والمبيعات أ�ي�ضا‪.‬‬‫�إن ري�ادة ا ألع�م�ال بمفهومها المتعارف عليه وري��ادة الم�شروعات الخا�صة هي مفاتيح التطور‬‫الاقت�صادي الدائم‪ .‬ولطالما �أدارت الجامعات ظهرها لريادة ا ألعمال بنوعيها‪ ،‬ون�سيت �أن بو�سع المرء‬‫تعلم ريادة ا ألعمال مثلما يتعلم �أ�شيا ًء �أخرى‪� .‬صحيح �أنه من الممكن أ�ن يكون لدى بع�ض الطلاب‬‫م ؤ�هلات عالية تغنيهم عن التدريب الجامعي في ريادة ا ألعمال والقدرة على إ�دارة �أعمالهم بنجاح‪،‬‬‫لكن هناك في المقابل طلاب آ�خرون يعجزون عن تعلم ريادة الأعمال طوال حياتهم‪ .‬وثمة ن�سبة‬‫كبيرة من الخريجين ت�ستفيد كثي ًرا من التدريب‪ ،‬وقد كان ه ؤ�لاء بالفعل قادرين على ال�شروع بعمل‬‫ما‪ .‬فالجامعات المتميزة �ضالعة في تعليم ريادة الأعمال في �سائر كلياتها‪ .‬وفي الولايات المتحدة‪،‬‬‫ف�إن تدريب الجامعات لطلابها وخريجيها في مجال ريادة الأعمال لعب دو ًرا مه ًما في تاريخها‪.‬‬‫ومن بواكير ا ألمثلة خ ّريجا جامعة �ستانفورد هيولت (‪ )Hewlett‬وباكارد (‪ )Packard‬اللذان بدءا‬‫�شركتهما في مر أ�ب (‪�)garage‬سيارة عام ‪1939‬م لتظهر بعد ذلك �شركة هيولت باكارد ك�شركة‬‫رائدة في التقنية وثقافة ال�شركات‪ ،‬و�صارت م�صدر �إلهام للمخترعين ورجال الأعمال في طول الأر�ض‬‫وعر�ضها‪ .‬كذلك �شهدت �أوروبا موجة من رواد الأعمال الخريجين (لا �سيما من الجامعات التقنية)‬‫في ال�سنوات التي أ�عقبت الحرب العالمية الثانية‪ .‬لكن هذا توقف عمليا في ال�ستينيات وال�سبعينيات‬‫من القرن الع�شرين‪ .‬ومنذ عام ‪2000‬م عادت تلك الموجة �إلى الظهور‪ ،‬ففي هولندا مثلا ين�شئ‬‫حوالي ‪ ٪3‬من الطلاب �شركاتهم الخا�صة و‪ ٪5‬من الخريجين يفعلون ذلك أ�ي�ض ًا (ح�سب �إح�صائية‬‫عام ‪2013‬م)‪ .‬وهكذا تعمل الحكومات والمنظمات و أ�رباب الأعمال والجامعات كلها يدا بيد على‬ ‫ت�شجيع الطلاب والخريجين وتقدم لهم الت�سهيلات لي�صبحوا رجال �أعمال‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫التميز مهمة واجبة ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريتسن‬ ‫‪ 3-5‬الجامعات وبراءات الاختراع والشركات الناشئة‬ ‫وجدت ا ألبحاث الجامعية مكاف أ�تها في ا إل�سهام في المعرفة من خلال المعرفة المتوفرة للجميع في‬ ‫الدوريات المحكمة‪ ،‬حيث تتم ترقية الباحثين ب�شكل منفرد بناء على �إنجازاتهم هذه‪ .‬وم ؤ�خر ًا فقط‬ ‫اعترفت بع�ض الجامعات ب إ��سهام ه�ؤلاء الباحثين في المعرفة من خلال المعرفة المحمية في هيئة‬ ‫براءات اختراع أ�و �شركات نا�شئة‪ .‬ف�أما بالن�سبة إ�لى النمو الاقت�صادي في البلاد فيرى الكاتب �أن‬ ‫معايير قيا�س التميز القائمة على عدد براءات الاختراع وعدد ال�شركات النا�شئة في الجامعات لا يقل‬ ‫�أهمية عن معايير القيا�س التقليدية‪.‬‬ ‫ولن ت�شكل كل براءة من براءات الاختراع ثورة �صناعية بكل ت أ�كيد‪ ،‬ألن �أغلب البراءات تنتهي على‬ ‫الرف مثلها مثل ا ألوراق العلمية المن�شورة أ�ي�ضا‪ .‬فكثير من الأوراق العلمية المن�شورة يطويها الن�سيان‬ ‫في غ�ضون �سنتين بعد �أن تترك أ�ثرا ب�سيط ًا – إ�ن كان لها أ�ي أ�ثر – في ا ألوراق العلمية المن�شورة‬ ‫لاحق ًا‪ .‬لكن الحقيقة هي �أن الن�شر في الدوريات المحكمة وبراءات الاختراع كانت وما زالت مهمة‬ ‫بو�صفها حافزا يدفع عجلة العلم والمعرفة إ�لى الأمام‪.‬‬ ‫ولعل لل�شركات النا�شئة التابعة لأع�ضاء هيئة التدري�س في الجامعة �أهمية لا تقل عن أ�همية‬ ‫الجامعات وا ألبحاث العلمية المن�شورة في الدوريات المحكمة‪ .‬فقد تعد الجامعات هذا من الإ�سهامات‬ ‫التي تقدمها �أبحاثها إ�لى المجتمع‪ ،‬وربما ترغب في أ�ن تحظى هذه ا إل�سهامات بالاعتراف الر�سمي‪.‬‬ ‫ف إ�ذا كان الأمر كذلك‪ ،‬وجب عندئذ تقديم الحوافز لمكاف أ�ة �أع�ضاء هيئة التدري�س الذين ي�ساعدون‬ ‫على إ�قامة الم�شروعات الجديدة‪ ،‬مثلهم مثل من ينجح في ن�شر بحثه في إ�حدى الدوريات الأكاديمية‬ ‫المرموقة‪.‬‬ ‫‪ 4-5‬رأس المال الاستثماري والمناطق «الحرة» حول مناطق الجامعة‬ ‫الصناعية‬ ‫يتحقق النمو الاقت�صادي ‪ -‬ب�صفة عامة ‪ -‬من خلال رفع إ�نتاجية العمل مع رفع الإنتاجية متعددة‬ ‫العوامل ح�سبما ي�سميها خبراء الاقت�صاد‪ .‬فالم�شروعات الجديدة التي ما فتئت تزداد �إبدا ًعا ت�ساعد‬ ‫على تحقيق هذا؛ كما �أن التميز في التعليم والبحوث الجامعية والنجاح في ريادة ا ألعمال محركات‬‫‪71‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫أ��سا�س للأعمال المبدعة‪ .‬فوجود ر�أ�س المال الا�ستثماري وغياب القوانين الخانقة ي�سهمان في الإبداع‪.‬‬‫ويمكن للجامعة �أن توفر ر أ��س المال الا�ستثماري من مواردها �أو من موارد تقوم بتنظيمها‪ ،‬لكن على‬‫ا ألرجح يتم توفيره من التعاون الوثيق بين الجامعة والم�ؤ�س�سات المالية أ�و الحكومة مع إ�عفاء الجامعة‬‫من أ�ية م�س ؤ�ولية �أو مخاطر بالن�سبة لهذه ا ألموال‪ .‬ويعد ر�أ�س المال الا�ستثماري مهما بالن�سبة إ�لى‬‫ال�شركات النا�شئة وجوهريا بالن�سبة إ�لى ما يتفرع عن الجامعة‪ .‬ويعزى جزء من النمو الاقت�صادي‬‫الإ�ضافي في الولايات المتحدة بالمقارنة مع أ�وروب�ا إ�لى وف�رة ر�أ��س الم�ال الا�ستثماري في الولايات‬‫المتحدة((( [‪ .]11‬وفي الف�صل الثامن يعر�ض البروف�سور �ألتونبا�شاك أ�مثلة عن تنظيم ر�أ�س المال‬ ‫الا�ستثماري حول الجامعات في تركيا‪.‬‬‫لقد بينّ البنك الدولي كيف يت أ�ثر م�ستوى الإبداع بالقوانين في كثير من الحالات‪ ،‬مثل طلب ترخي�ص‬‫مزاولة عمل من ا ألعمال‪ ،‬أ�و الح�صول على رخ�صة بناء‪ ،‬أ�و الح�صول على الطاقة الكهربائية‪ ،‬ودفع‬‫ال�ضرائب‪ ،‬كما بينّ الت أ�ثير الخانق للمبالغة في �سن القوانين‪� .‬إن دليل «ممار�سة ا ألعمال» ال�سنوي‬‫لعام ‪2014‬م يوثق القوانين تبعا لإحدى ع�شرة مجموعة من الم ؤ��شرات من ‪ 189‬دولة‪ .‬فالبلدان التي‬‫تحقق معدلات عالية على معيار جودة القوانين هي الأ�سرع نموا �أي�ضا (البنك الدولي‪ ،‬ممار�سة‬ ‫الأعمال‪2014 ،‬م [‪.)]12‬‬‫ويمكن للمناطق الحرة حول الجامعات أ�ن ت�ساعد المجتمع على الا�ستفادة من الجامعات التي ت�سعى‬‫�إلى تحقيق التميز‪ .‬ومفهوم «المناطق الحرة» مفهوم ن�سبي‪ .‬فبع�ض القوانين (مثلا القوانين المو�ضوعة‬‫لحماية البيئة) يمكن أ�ن تعد �ضمن الحدود الدنيا‪ .‬أ�ما بالن�سبة إ�لى القوانين الأخ�رى‪ ،‬فلعل من‬‫الحكمة �أن تتعلم الحكومات من التجربة الدولية في الحد من القوانين على �أ�سا�س تجريبي في بع�ض‬‫المناطق‪ .‬وقد بد�أت ال�صين تجربة المناطق الحرة الاقت�صادية منذ ثمانينيات القرن الع�شرين‪،‬‬‫وحققت �إ�سها ًما كبي ًرا في التنمية الاقت�صادية‪ .‬فمثل هذه التجارب ت�ساعد البلاد ب�شكل عام على‬ ‫معرفة القوانين التي ت�ستفيد من إ�لغائها‪.‬‬‫((( تمثل الا�ستثمارات في ر أ��س مال الم�شروعات ن�سبة �ضئيلة جدا من �إجمالي الناتج القومي‪ ،‬على الأغلب أ�قل من ‪.٪ 0.03‬‬‫وي�ستثنى من ذلك الولايات المتحدة حيث �صناعة ر أ��س المال الا�ستثماري �أكثر ن�ضوجا و�شكلت عام ‪2012‬م حوالي ‪0.17‬‬ ‫من الناتج القومي‪.‬‬ ‫‪72‬‬

‫التميز مهمة واجبة ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريتسن‬ ‫‪ 5-5‬بناء شراكات إقليمية‬ ‫تعاني كل مجتمعاتنا من الت�شرذم في ال�سيا�سات‪ .‬فال�سيا�سة التعليمية هي ميدان وزارة التعليم‪،‬‬ ‫وال�سيا�سة الاقت�صادية هي ميدان وزارة ال�ش�ؤون الاقت�صادية‪ ،‬ولو أ�ن �أف�ضل �سيا�سة اقت�صادية هي‬ ‫التي تحقق الا�ستفادة الق�صوى من المواهب وتطويرها أ�ي في �سيا�سة التعليم‪ .‬وهذا ي�شدد على‬ ‫الحاجة �إلى تحقيق التناغم بين ال�سيا�سات الاقت�صادية والتعليمية‪ .‬ولي�س هذا �سوى مثال‪ .‬فالت�شرذم‬ ‫�أو�سع من �أن يكون بين المجالات التعليمية والاقت�صادية وح�سب‪ .‬وقد أ�دركت �ألمانيا هذا بو�صفه جز ًءا‬ ‫من الدافع وراء تحقيق اقت�صاد �أكثر ا�ستدامة‪ ،‬ويعطي مردودا أ�كبر من الطاقة‪ ،‬ويحقق خف�ضا في‬ ‫انبعاثات ثاني أ�ك�سيد الكربون‪ .‬وكل الجامعات الألمانية معنية في ر�سم هذا التوجيه الا�ستراتيجي‬ ‫ال�صادر عن الحكومة الاتحادية وا ّتباعه‪.‬‬ ‫ولعل في بناء �شراكات إ�قليمية بين الحكومة الوطنية والحكومة المحلية وال�صناعات الوطنية والمحلية‬ ‫والجامعات لفترات طويلة الأمد (حوالي ع�شر �سنوات) طريقة تحقق فيها الجامعات تميزها‪.‬‬ ‫ويمكن لهذه ال�شراكات أ�ن ت�شكل أ��سا�سا لخطط ا�ستثمارية تدعمها وزارات‪ ،‬مثل وزارة الاقت�صاد‪،‬‬ ‫ووزارة التعليم‪ ،‬والوزارات المعنية بالعلوم والتقنية‪ ،‬وربما ا�ستقطبت إ�لى المنطقة ا�ستثمارات �إ�ضافية‪.‬‬ ‫‪ 6-5‬التميز في اقتصاد المعرفة‬ ‫إ�ن تميز الجامعات في التعليم والبحوث لي�س فكرة مجردة وح�سب‪ ،‬بل هو ملمو�س في تطور المنطقة‬ ‫التي ت�شتمل على هذه الجامعات‪ ،‬حتى إ�نه ي�ضع في ح�سابه تنقل الخريجين و�أع�ضاء هيئة التدري�س‬ ‫خلال هذه المنطقة بكاملها‪ .‬ويمكن تعزيز تطوير المنطقة من خلال الجهود المتكاملة في ميدان ر أ��س‬ ‫المال الا�ستثماري ومن خلال خطط الا�ستثمار المحلية ال�شاملة (للقطاع العام أ�و الخا�ص)‪.‬‬ ‫‪ -6‬الممارسة الجيدة والمشورة الدولية‬ ‫�إن الهدف من التعليم هو التعلم‪ .‬والجامعات تتقن التعلم من التجارب المحلية والدولية‪ .‬ففي جميع‬ ‫نواحي التميز التي نوق�شت حتى ا آلن نرى أ�ن هناك عنا�صر �سباقة في التعليم خا�صة بمهارات القرن‬ ‫الحادي والع�شرين وببحوث التطور الاجتماعي – الاقت�صادي‪ .‬فا�ستراتيجية أ�ية جامعة قائمة على‬‫‪73‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫الخبرات التي تكت�سبها وتقوم بتطويرها عنا�صر �سباقة‪ .‬ويتم توثيق هذه الخبرات وترجمتها بما‬‫يتلاءم وحالتها المحلية المحددة بغية تنفيذها‪ .‬فالجامعات المن�ش أ�ة حديث ًا تريد أ�ن تعرف كيف تمكنت‬‫بع�ض الجامعات من أ�ن تكون �ضمن «الخم�سين ا ألوائل تحت عمر الخم�سين» في ت�صنيفها وما يمكنها‬‫�أن تتعلمه منها‪� .‬أما الجامعات الأق�دم فتريد أ�ي�ضا أ�ن تعرف المزيد عن �سبب ظهور الجامعات‬‫الآ�سيوية بوجه خا�ص بين أ�على مائتي جامعة ت�صنيفا‪ .‬فما الذي فعلته تلك الجامعات حتى بلغت‬‫تلك المرتبة؟ إ�ن «البحث الم ؤ��س�ساتي» تحت قيادة رئي�س الجامعة متطلب �سابق و�أ�سا�س لكي تتمكن‬‫الجامعة من تطوير جودتها‪ .‬ولا ينبغي أ�ن ي�شمل هذا مجال البحث وح�سب‪ ،‬بل يجب �أن ي�شمل قبل‬ ‫ذلك جدول الجامعة الخا�ص بالتعليم والتعلم‪ ،‬حيث يكمن أ�كبر �إ�سهاماتها في خدمة المجتمع‪.‬‬‫وت�ستطيع هيئة ا�ست�شارية دولية أ�ن ت�سهم في المعرفة فيما يخ�ص الممار�سة الجيدة‪ .‬وقد كن ُت �شخ�صي ًا‬‫�أحد الم�ستفيدين من هيئة ا�ست�شارية دولية كهذه حين كن ُت رئي�سا لجامعة ما�ستريخت‪ ،‬وبالتالي‬‫تمكنت من الإ�سهام في جامعة زيغن (‪ ،)Siegen‬والجامعة الرئا�سية في رو�سيا (ا ألكاديمية الرو�سية‬‫للاقت�صاد الوطني وا إلدارة العامة ‪ ،)RANEPA‬وجامعة الملك عبد العزيز في جدة بالمملكة العربية‬‫ال�سعودية‪ .‬وقد �أثبتت التجارب أ�ن ب�إمكان الم�شورة الدولية �أن ت�ساعد في التحرر من القيود الفكرية‬ ‫التي يفر�ضها التاريخ الذي يحد من المجال المتاح لا�ستراتيجية وا�ضحة وتنفيذها‪.‬‬ ‫‪ -7‬الخلاصة والخاتمة‪ :‬التميز مرة أخرى‬‫إ�ن الجامعات المتميزة لي�ست تلك التي تتمتع بمكانة عالية من حيث الت�صنيف في التعليم والبحوث‬‫وح�سب‪ ،‬بل هي جزء من إ�قليم عالي الت�صنيف من حيث الإبداع أ�ي�ضا‪ .‬والمق�صود �أن من الواجب‬‫أ�ن ُينظر إ�لى التميز �ضمن إ�طار م�س ؤ�وليات م�شتركة‪ .‬فالجامعة تحقق �أق�صى �إمكاناتها فيما يخ�ص‬‫مهارات القرن الحادي والع�شرين وقدراته وفي البحث لكي تطور المزيد من المعرفة العامة‪ ،‬وتح�صل‬‫على براءات الاختراع‪ ،‬وتطور ما يلحق بها‪ .‬وت�شترك المنطقة بكاملها والدولة أ�و البلد في �ضمان‬ ‫التغذية الراجعة )‪ ،(Feedback‬والا�ستثمار‪ ،‬ور�أ�س المال الا�ستثماري والتقنين المنا�سب‪.‬‬‫ويتوجب على الجامعة أ�ن تبذل ق�صارى جهدها للت أ�كد من قدرة الطلاب على تطوير أ�نف�سهم‬‫لي�صبحوا جاهزين لمواجهة الم�ستقبل في �سوق العمل والمجتمع الوا�سع‪ ،‬مع إ�دراك أ�ن التعليم الجامعي‬‫متوفر الآن ل�شريحة وا�سعة من المجتمع ولم يعد يقت�صر على النخبة فقط‪� .‬إن الت�صنيف ومعايير‬ ‫‪74‬‬

‫ جوزف ريتسن‬.‫د‬.‫ أ‬: ‫التميز مهمة واجبة‬ ‫المخرجات التعليمية ت�ساعد الجامعة على معرفة موقعها في ال�ساحة الدولية فيما يتعلق ب أ�دائها‬ .‫التعليمي والبحثي‬ ‫�إننا ننظر �إلى �سعي العالم لتحقيق التميز على أ�نه تقبل للتعليم المبني على البحث والقائم على حل‬ ‫ ومن خلال ت�شجيع ال�شركات‬،‫ والذي غالبا ما يكون في محيط ريادة أ�عمال قيد التطوير‬،‫الم�شكلات‬ ‫ كما أ�ن لفر�ص التعليم المدمج (الذي يجمع التعلم عبر الإنترنت مع‬.‫النا�شئة وب�راءات الاخ�رتاع‬ .‫المنهج التقليدي) �آثار ونتائج بعيدة المدى‬ ‫المراجع‬ 1. Pritchett, L., Where has all the education gone? World Bank Economic Review, 15(3), 367-391(2001). 2. Barro, R. J. and Lee, J. (2010), A New Data Set of Educational Attainment in the World, 1950–2010 (No. 15902). Retrieved from http://www.nber.org/ papers/w15902 3. Hanushek, E. A. and Woessman, L., Do better schools lead to more growth? Cognitive skills, economic outcomes and causation. Journal of Economic Growth, 17: 267-321(2012).  4. Bok, D. (2014), Higher education misconceived, Project Syndicate. Retrieved from http://www.project-syndicate.org/commentary/derek-bok-on-policy- makers-misconceptions-of-the-role-of-higher-learning . 5. Hanushek, E. A., Jamison, D. T., Jamison, E. A. and Woessmann, L., Educa- tion and economic growth: It’s not just going to school, but learning some- thing while there that matters. Education Next, 8(2): 62-70(2008). 6. van der Velden G.M., Student Engagement in Quality Assurance and Enhancement: Institu- tional and Student Body Practices. Keynote, Westminster Higher Education Forum, London 16 January 2014. 7. van der Velden G.M., Student Engagement in Learning and Teaching Quality. Enhancing Student Experience Conference, Universities UK, London, 4 December 2014. 8. Flexner, A., Universities: American-English-German. Oxford University Press (1930).75

‫ تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬:‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‬9. Acemoglu, D., Technological Change: Inequality and the Labor Market. Journal of Economic Literature, 40(1): 7-72 (2002).10. Ritzen, J., A Chance for European Universities. Amsterdam University Press (2010).11. World Bank Group. Doing Business 2014: Understanding Regulations for Small and Medium- Size Enterprises. International Bank for Reconstruction and Development. Wash- ington, DC: The World Bank, 2013. 76

‫التميز في التعليم‬ ‫الفصل الرابع‬‫الأستاذ الدكتور جوانينج سو‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪78‬‬

‫التميز في التعليم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬جوانينج سو‬ ‫‪ -1‬المقدمة‬ ‫«�أعظم ما يمكن التنب ؤ� به في المجتمع الحديث هو ا�ستحالة التنب ؤ� به‪ ،‬ولم نعد واثقين من �أن غ ًدا‬ ‫�سيكون مثل اليوم‪ .‬لذا كان لزا ًما على الجامعات البحث عن طرق تحافظ بها على �أغلى العنا�صر‬ ‫في قيمها ا أل�سا�س‪ ،‬في الوقت الذي تكت�شف فيه طرقا جديدة ت�ستفيد فيها من الفر�ص التي تهي�أت‬ ‫بف�ضل عالم يتطور ب�سرعة فائقة»‪.‬‬ ‫جيم�س دودر�شتات‪ ،‬الرئي�س المتقاعد لجامعة مي�شيغان [‪]1‬‬ ‫هذه الكلمات المفعمة بالحكمة مقتب�سة من مطلع كتاب رائد بعنوان «جامعة تليق بالقرن الحادي‬ ‫والع�شرين» من ت�أليف واحد من �أكثر ر ؤ��ساء الجامعات الأمريكية احتراما‪ ،‬ت�صف و�صفا دقيقا هذا‬ ‫الاتجاه الجارف الذي يجتاح العالم وي�أخذه نحو التغيير‪ ،‬والتحدي‪ ،‬والتحديث‪ ،‬والعولمة‪ .‬و�سواء أ�كنا‬ ‫نعي�ش في �سنغافورة أ�م في المملكة العربية ال�سعودية ف�إننا عاجزون عن تجنب هذا الاتجاه الجارف‪.‬‬ ‫ولابد من توفير نظام تعليم متميز متوج بالتعليم الذي تقدمه جامعة رئي�سة لطلابنا وخريجينا‬ ‫ليتمكنوا من مواجهة هذا الاتجاه الجارف‪ ،‬والا�ستفادة من نتائجه‪� ،‬سواء أ�كان الطالب �سنغافوريا‬ ‫�أم �سعوديا �أم أ�جنبيا يدر�س في جامعاتنا‪.‬‬ ‫وبف�ضل التخطيط الا�ستراتيجي واجتماعات الهيئة الا�ست�شارية الدولية‪ ،‬ت�سعى جامعة الملك عبد‬ ‫العزيز للا�ستفادة من هذا الاتجاه الجارف نحو التغيير والتحدي والتحديث والعولمة وا�ستغلال‬ ‫الفر�ص التي يتيحها من �أجل تطوير نموذج الجامعة المتميزة‪ .‬ويقدم هذا الف�صل الفل�سفة والمنهج‬ ‫ال�ذي ينبغي على جامعة الملك عبدالعزيز انتهاجه من �أج�ل تطوير أ�نم�وذج تعليم متميز يقوم‬ ‫بالدرجة ا ألولى على تجربة الم�ؤلف في جامعة نانيانغ التقنية في �سنغافورة‪ .‬وقد قاد الم ؤ�لف عملية‬ ‫تحويل نانيانغ �إلى جامعة بحثية عالمية رئي�سة خلال فترة رئا�سته لها (‪ .)2011–2003‬وقد تطلبت‬ ‫هذه العملية تحولات رئي�سة في البنية‪ ،‬وا إلجراءات‪ ،‬والجهاز الإداري‪ ،‬والتمويل والتعليم‪ .‬وجامعة‬ ‫الملك عبد العزيز في طريقها نحو التحول تحدوها قيادة متفانية وحكيمة وذكية بالتعاون الوثيق مع‬ ‫الهيئة الا�ست�شارية الدولية‪.‬‬ ‫�صحيح أ�نالتغيراتالتيتتطلع إ�ليهاجامعةالملكعبدالعزيزتطالكافةالجوانب‪�،‬إلا�أنهذاالف�صل‬ ‫يركز اهتمامه على التعليم في المرحلة الجامعية الأولى والتعليم المهني حتى مرحلة الماج�ستير‪� .‬أما‬‫‪79‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫تعليم الباحثين وا ألكاديميين في مرحلة الدكتوراه فيرتبط ارتباطا وثيقا بمو�ضوع البحث العلمي في‬‫الجامعة وي�ستح�سن أ�ن يترك إ�لى الم�شاركين الآخرين الذين �أ�سهموا في ت أ�ليف هذا الكتاب‪( .‬انظر‬ ‫الف�صل الخام�س‪ ،‬التميز في البحث‪ ،‬ت أ�ليف الأ�ستاذ الدكتور مايكل آ�رثر)‪.‬‬‫‪ -2‬ت�دوي�ل التعليم ال�ج�ام�ع�ي وتطبيقه ف�ي المملكة العربية‬ ‫السعودية‬‫لكل دولة من الدول المائة والثلاث والت�سعين الأع�ضاء في الأمم المتحدة �صفاتها المميزة الخا�صة في‬‫التغيرات الم�ستمرة في مكانتها الدولية‪ ،‬ومن �أبرز هذه الدول‪ ،‬بالرغم من تباينهما‪ ،‬نجد المملكة‬ ‫العربية ال�سعودية و�سنغافورة‪.‬‬ ‫منظر عام ل�سنغافورة عند خليج المر�سى (ت�صوير جوانينج �سو ‪.)Guaning Su‬‬‫ق�صة �سنغافورة هي ق�صة «ولد فقير أ��صاب النجاح»‪ .‬إ�نها ق�صة جزيرة ا�ستوائية �صغيرة لي�س لها‬‫من الموارد الطبيعية �سوى موقعها البحري‪ ،‬تكافح للتغلب على ظروفها ال�صعبة لكي تحقق النجاح‬‫والرفاهية‪ .‬وي�ساورنا ‪ -‬نحن ال�سنغافوريين‪ -‬قلق في قرارة أ�نف�سنا‪ ،‬م�شوب بعدم الت�صديق‪ ،‬ب�أننا‬‫قطعنا هذا ال�شوط بالفعل‪ .‬فال�سنغافوريون يعانون من ال�شك ب�أن ما تحقق كله لي�س �سوى وهم‪ ،‬و�أنه‬ ‫‪80‬‬

‫التميز في التعليم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬جوانينج سو‬ ‫�سوف يختفي‪ ،‬كما اختفت ملاب�س �سندريلا وجيادها وعربتها حين دقت ال�ساعة معلنة منت�صف‬ ‫الليل‪ ،‬في الحكاية الخيالية المعروفة‪ .‬ونتيجة لهذا الخوف‪ ،‬تك َّون لدينا هو� ٌس بالتخطيط لمجابهة‬ ‫�أ�سو�أ الاحتمالات‪ ،‬حتى �أ�صبحنا نفرط في الحذر حين ن�ستعر�ض م�سارات العمل المحتملة التي لم‬ ‫ُتخ َتبر من قبل ا آلخرين‪ .‬وهند�سة التغيير الجوهري مع ثقافة �سائدة كهذه ُي َعد دوم ًا تحدي ًا‪.‬‬ ‫�أما المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬فقد �شهدت تغيرات لا تقل عن تلك التي �شهدتها �سنغافورة‪ .‬فعلى‬ ‫مدى جيلين �شهدت حياة المواطنين ال�سعوديين تحولا جذريا من حياة البداوة وما تعنيه من الكفاح‬ ‫لمواجهة قوى الطبيعة �إلى حياة مواطني �أكثر دول العالم رفاهية [‪ .]2‬فالمملكة العربية ال�سعودية‬ ‫اليوم دولة حديثة فيها كل م�ستلزمات الحياة الع�صرية‪ ،‬وتتمتع بم�ستوى عا ٍل من العي�ش ب�ضمانة‬ ‫مكانة يح�سدها عليها الكثير‪� ،‬إذ �إنها تمتلك �أعلى احتياطي من النفط في العالم [‪ .]3‬ومع ذلك‬ ‫ف إ�ن القيادة ال�سعودية‪ ،‬وبف�ضل ُبعد نظرها‪ ،‬تعمل منذ ا آلن على مرحلة ما بعد النفط‪ ،‬وقد �شرعت‬ ‫بالفعل في تطوير �صناعات بديلة‪ .‬وي�ساور القيادة ال�سعودية قلق أ�ي�ضا من ت�أثير الثروة النفطية في‬ ‫التراخي في الاندفاع والحيوية لدى ال�شباب ال�سعودي والاعتماد على العمالة ا ألجنبية وت�أثيره في‬ ‫م�ستقبل البلاد‪ .‬أ�ما الجامعات‪ ،‬مثل جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬فت ؤ�دي دورا طليعيا في ت�شكيل م�ستقبل‬ ‫واعد متنوع و�صلب قابل للتكيف من خلال تعليم قادة الم�ستقبل والمحترفين والمواطنين‪ .‬والجامعات‬ ‫ب�صفتها ا ألداة الرئي�سة في عملية �إعداد ال�شباب للقيام با ألعمال التي تحتاج إ�لى مهارة‪ ،‬ف�إن عليها‬ ‫�أن ت�ساعدهم على التغلب على الركود الذي �أوجده �شعب اعتاد على �سخاء الحكومة‪.‬‬ ‫‪1.100‬‬ ‫‪1.000‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪Electricity (Retai‬‬ ‫‪Electricity (Solar‬‬ ‫‪Crude Oil‬‬ ‫‪Natural Gas (Res‬‬ ‫‪10980 1985 1990 1995 2000 2005 2010‬‬ ‫تكاليف الطاقة البديلة تجمع بين النفط والغاز [‪.]4‬‬‫‪81‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook