ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻹﺭﺴﺎل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ: -3ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ -ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ -ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ -ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ -4ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻴﺔ -5ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻻﺒﺴﺘﻤﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ :ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ: -1ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺫﻭﻗﻴﺔ -2ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ :ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ:ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺼﻭﺹ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ \" ﻓﺼل ﺍﻟﻤﻘﺎل\" ﻻﺒﻥ ﺭﺸﺩ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ SCIENCES HUMAINES ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ -1ﺃﻤﺜﻠﺔ -2ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ -3ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺝ
ﺃﻤﺜﻠﺔ: ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻟﻠﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻴﻘﻊ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﻭﻴلﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﺒﺘﺩﺨل ﻜﺒﻴﺭ ﺘﻭﻀﺢ ﻫﺫﻩ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻟﻠﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﻭﺒﻌﺩﻡ ﺍﻻﻜﺘﻔﺎﺀ ﺒﺎﻓﺘﺭﺍﺽ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺒﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﺨﺎﻟﺼﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺒﺈﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ .ﺃﻭ ﺘﺄﻭﻴل ﻭﻓﻬﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏﺍﻟﻐﺎﺌﻴﺔ ـ ﺇﻥ ﺼﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ـ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ؟ ﺘﺄﻭﻴل ﻭﻫﻲ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻤﺭﻓﻭﻀﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻬﺎ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ. ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ. ﻭﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻟﻠﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﺤﺩ ﺍﻵﻥ ،ﻓﻼ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﻋﻭﻀﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ.
ﻻ ﻴﻜﺘﻔﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱﻋﻤﻭﻤﺎ ،ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﺩﺭﺍﻙﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﻭﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒﺤﻭﺍﺩﺙ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻤﺘﻭﻓﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻨﻭﻋﻬﺎ .ﺒل ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺇﺩﺨﺎل ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﻬﻡﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻭﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ ،ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ؟ ﻋﺩﻡ ﻋﺯﻟﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﺒل ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﺇﻟﻴﻬﺎ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺒﻬﺎ. ﻤﺴﺘﺤﻴل ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل .ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ،
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺴﻌﻰ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻨﺎ ،ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﻪ ﻓﺘﺢ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ. ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﻓﻬﻡ ﻭﺘﺄﻭﻴل ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺃﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ. ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺤﺎﻭل ﻓﻬﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻻﻨﺘﻔﺎﻀﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ ،ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻌﻠﻡ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ، ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﻭﻤﻴﻭل ﻏﻴﺭ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ،ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ. ﺩﺭﺠﺔ ﻫﺫﻩ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺘﻬﺎ، ﺘﻨﺩﺭﺝ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺒﺎﻟﺒﺤﺙﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻫﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﺌﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻋﻥ ﻤﻘﺎﺼﺩﻫﺎ ﻭﻏﺎﻴﺎﺘﻬﺎ. ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ،ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻭﻋﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕﻤﻘﺩﺍﺭ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﻭﺫﺍﺘﻴﺔ،ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﻭﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎ ،ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻙ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ،ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻐﺎﺌﻴﺔ ،ﺃﻭﺒﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ.ﺨﺼﻭﺼﺎ ،ﻭﻤﺎ ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻓﺭﻏﻡﻁﻤﻭﺡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻟﻬﺎ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻓﻲﺒﺎﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺘﺒﻘﻰ ﺒﻌﻴﺩﺓﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﺫﺍﺕ ﻋﻥ ﺼﺭﺍﻤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ،ﺍﻻﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺤﻭﺍﺩﺜﻬﺎ ﺃﻭﻅﻭﺍﻫﺭﻫﺎ ﻻﺯﺍﻟﺕ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ؟ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲﺒﺎﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ،ﻭﻻﺯﺍﻟﺕﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﺘﺘﺩﺨلﻓﻴﻬﺎ ﺒﻨﺴﺒﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡﻓﻼ ﻤﻔﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻋﺩﻡﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻫﻭﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﻭﺱ ،ﺃﻭ ﻫﻭﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﻲ ﺁﻥ
ﻭﺍﺤﺩ.ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺼﻠﺔ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺎﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻭﻉ ﻅﺎﻫﺭﺓﺒﻬﺎ ،ﻤﺜل ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ،ﻭﺍﻟﻘﻠﻕ ،ﻭﻤﺎ ﺸﺎﺒﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻀﺒﻁﻋﻼﻗﺎﺕ ،ﺃﻭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥﻴﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲﻤﺜل ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ.ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻭﻏﻴﺭ ﺘﺎﻤﺔﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕﻤﺘﻔﺎﻭﺘﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺎﻟﻅﺎﻫﺭﺓﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ،ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻭﺼلﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ. ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﺎلﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻟﺼﻕ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﻥ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺘﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﻁﻔل
ﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﺘﺩﺍﺨل ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺴﺭﻱ ،ﻜﻤﺎ ﻟﻠﻐﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺒﺘﺩﺍﺨل ﺘﺤﺩﺩﻫﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺘﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .ﻭﻫﺫﺍ ﺃﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻀﺒﻁ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻨﻘﺹ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ .ﻟﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻴﻌﻨﻲ ﻋﺩﻡ ﺠﺩﻭﺍﻫﺎ ،ﺃﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻨﺸﺭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﺘﻌﻠﻡ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ،ﻭﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻟﻬﺎ ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ. ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؟ ﻭﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻨﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻷﺴﺭﺓ. ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻤﻌﺭﻓﻴﺎ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺇﻟﻰ ﻀﺒﻁ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ، ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ؟ ﻭﻤﺎ ﻭﺍﻟﺸﺭﻭﻁﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﺸﺄﺓ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻨﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺘﻁﻭﺭ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﺎ ،ﻤﺜل ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻫﺎ، ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺃﻭ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻡ ﻭﺘﺄﻭﻴل ﻭﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل ،ﻤﺎﺩﻤﻨﺎ ﻨﺤﺎﻭل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻋﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ،
ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ؟ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ، ﺍﻟﻤﻴﻭلﻨﺠﺩ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﺘﻌﺭﻗل ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﺎﺌﺩﺘﻬﺎ ﻭﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺏ ـ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻴﺔﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻗﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ؟ ـ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ )ﻤﺜل ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺭﻤﺔ ﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺤﺏ( ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥﺒﺎﻷﺤﺭﻯ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻟﻠﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻋﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ \"ﺍﻟﺤﺏ\" ﻓﻴﻬﺎ. ﻤﻤﺎ ﻴﺤﺘﻡ ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙﻋﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻗﺩ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ، ﻭﺸﺭﻭﻁ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺍﻟﻤﻁﺒﻕ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺘﻁﻭﺭ ﻭﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﻴﺔ. ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺭﺍﻫﻨﺔ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻡ ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ، ﻭﺘﺄﻭﻴل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺘﺘﺼﻑ ﺒﻐﻠﺒﺔ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ .ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻙ ،ﻭﻗﺩ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ
ﻜﺎﻓﻴﺎ ﻟﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤل ﺘﻁﻭﻴﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻨﺎﺴﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺘﺒﺩﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺜﻡ ﺇﻥ ﺘﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ. ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤل ،ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺩﺍﺨل ﺒﺎﻟﻅﺎﻫﺭﺘﻴﻥ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻓﻬﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻭﻫﻭ ﺘﺸﺎﺒﻙ ،ﻴﺠﻌل ﻤﻜﺎﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻗﺔ ﺼﻌﺒﺔ ﺯﺍﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎل ـ ﻟﺤﺩ ﺍﻵﻥ ـ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ ،ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ. ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ، ﺘﻌﺫﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺒﻐﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻠﻐﻬﺎ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺸﺭﻭﻁ ﺴﻌﻴﻪ ﻟﻠﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺤﺩﻭﺜﻬﺎ،ﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﺯﺍل ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ ،ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭﺃﻗﺭﺏ ﻨﺴﺒﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻨﺎﻩ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﻌﻘﻴﺩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺘﺸﺎﺒﻜﻬﺎ ﻭﺘﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ،ﻴﺠﻌل ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ
ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺤﻠﻡﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ،ﻭﺴﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ. ﺘﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ. ﻴﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺒﻠﻭﻏﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻬﻡ ﻭﺘﺄﻭﻴل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺤﻘﺎﺌﻘﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻼﺸﻌﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﺃﻭ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﻋﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ \"ﺍﻟﺤﻠﻡ\"، ﻭﻋﻥ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﻤﻨﻬﺞ ﺠﺩﻴﺩ. ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺏ ﻋﻥ ﻻﺸﻌﻭﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ، ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕﺘﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ، ﻭﻜﺫﺍ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﻲ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﺼﺎﺭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺘﺤﻜﻤﻬﺎ.ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺘﺩﺍﺨل ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻋﻠﻭﻡ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺔ. ﺃﻤﺭﺍ ﻭﺍﻗﻌﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺃﺤﺩﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ. ﻓﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﻤﺜﻼ ،ﻻ ﺘﺘﺩﺍﺨل ﻓﻘﻁ ﻤﻊ ﻅﻭﺍﻫﺭﻨﻔﺴﻴﺔ ﻻﺸﻌﻭﺭﻴﺔ ﻭﺸﻌﻭﺭﻴﺔ،
ﺒل ﺘﺘﺩﺍﺨل ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻊ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻭﻡ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ .ﻭﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺭﻁﺔ ،ﻭﺒﺄﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﻻ ﺯﺍل ﺒﻌﻴﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎل ،ﻭﻫﺫﺍ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﺩﺍﺨل ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻙ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻴﺯ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺠﻬﻭﺩ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻤﺘﻭﺍﺼﻠﺔ. ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ: (1ﺃﻓﻀﻰ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻁـﻭﺭﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ،ﻭﺴﻴﻁﺭﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻨﺴﺒﻴﺎ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ،ﻤﺜل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺨﻀﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒـﻲ ،ﻭﺘـﺼل ﺇﻟـﻰﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭ
ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻨﻅﺭﺓ ﻤﺘﻔﺎﺌﻠﺔ ،ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺒﺎﻫﺭ ﻟﺘﻘـﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﻭﺜﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻤﺤﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ .ﻭﻗﺩ ﻻﺤﻅ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀﺍﻟﺘﺄﺨﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﺫﻫﺒﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﻠـﺏ ﻋﻠـﻰﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ،ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺩﺙ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻫﺭﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ،ﻓﻬﻭ ﻜﻔﻴل ﺒﺎﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻴﺔ.ﺃﻱ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻜﻠﻴﺔ ﻴﻘﻴﻨﻴﺔ ،ﻭﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻓـﻲ ﻤﻴـﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ.ﻟﻘﺩ ﺭﺃﻯ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺒﻬﺭﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻬﺎﺌل ،ﺍﻟﺫﻱ ﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻟﺘﻠـﻙ ﺍﻟﺘـﻲﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﻭﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﻴﺨﺘﻠـﻑ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠـﺎﻟﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﻲ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﻨﻬﺠﻪ ،ﺃﻭ ﺭﻭﺤﻪ ،ﺃﻭ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻨﺠﺎﺤﻪ. (2ﻟﻡ ﻴﻌﻤﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅل ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻴﻥ ﻓـﻲ ﻓﺠـﺭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻁﻭﻴﻼ ،ﻓﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎلﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺃﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻏﻴﺭ ﻤﻤﻜﻥ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻋﺩﻴـﺩﺓ، ﺃﻫﻤﻬﺎ:ـ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻤﺜل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴـﺔ ﻟﻘـﻭﺍﻨﻴﻥﺤﺎﺴﻤﺔ ،ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ،ﺒل ﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻓﺭﻴﺩﺓ ،ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻭﺍﻤل،ﻟﻴﺴﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﻌﺯل ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻭﻟﻬﺎ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻨﻭﻉﻤﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺫﻱ ﺼﺒﻐﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺘﺒﻌﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻭﻋﻴﺔ ،ﺍﻟﺘـﻲ ﻴﺘﻁﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻡ.
ـ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻟﻴﺴﺕ ﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻜل ﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ،ﺒﻌﻴـﺩﺍﻋﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﻟﻴﺱ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﻋﻠﻤﻴـﺎﻤﺤﻀﺎ ،ﺒل ﺇﻨﻪ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺎﺕ ﻏﻴـﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ،ﻤﺜـل ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻭﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻟﻁﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﺜل ﻭﺍﻵﻤﺎل ﻭﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻻﺕ.ـ ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﺎﺩﺓ ﻤﻌﻁﺎﺓ ،ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤـﻥ ﻏﻴﺭﻫـﺎ ،ﻋﻠـﻰﺨﻼﻑ ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ .ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ .ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤـﺘﻡﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺃﻥ ﻴﺠﺩ ﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓـﻲ ﻨﻔـﺴﻪ ،ﻭﻟـﻴﺱﺨﺎﺭﺠﻬﺎ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻋﻠـﻰ ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ.ـ ﺘﺘﺩﺨل ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴـﺔ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭ ﺘﻘـﻭﻡ ﺒﺘﻐﻴﻴـﺭﻤﺠﺭﺍﻫﺎ ﺘﻐﻴﻴﺭﺍ ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺇﺨﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻤﻲ ﺜﺎﺒﺕ ،ﻭ ﻤﻥ ﻫﻨـﺎﻴﺘﻴﺴﺭ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﻓﻲ ﻤﺠـﺎل ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﺩﻗﻴﻕ.ﻭ ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﻤﺠﺭﺍﻫﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻐﻴﺭ ﺒﺘﺩﺨل ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ، ﺜﻡ ﺃﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﻌﻭﺍﻤل ﻻ ﺘﺴﺎﻴﺭ ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﻌﻘل.ـ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺨﺎﻟﺼﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓـﻲﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺫﺍﺘﻴﺘﻪ ،ﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻫﻭﺍﺅﻩ ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟـﻰﻤﻭﻀﻭﻋﻪ ﺍﻟﻤﺘﺼل ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﻘﻴﺩﺘـﻪ ﻭ ﺜﻘﺎﻓﺘـﻪ ﻭ ﺘﻘﺎﻟﻴـﺩﻭﻁﻨﻪ ،ﻭ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻨﺯﺍﻫﺘﻪ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌﻠﻪ ﺒﺎﺤﺜﺎ ﺫﺍﺘﻴﺎﻤﺘﺄﺜﺭﺍ ﺒﺎﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﻭ ﻫﻭ ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺒﺎﺤـﺙ ﺃﻥ
ﻴﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴل ﻭ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﺒﻴﺴﺭ ﻋﻨﺩ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ ﻤﻨﺯﻫﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ.ـ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ،ﻷﻨـﻪﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻘﺎﺱ ﻤﻘﺎﺩﻴﺭﻫﺎ ﺒﺎﻟﻜﻡ ﺃﻱ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ .ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﻴﺘﻌﺫﺭ ﺇﺨﻀﺎﻉ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺘﻬﺎ ﻟﻠﻀﺒﻁ ﺍﻟﻜﻤﻲ ،ﻭ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋـﻥﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒـﺎﺤﺜﻴﻥ ﻓـﻲﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺇﻥ ﻋﻠﻭﻤﻬﻡ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﺒﺩﺍ ،ﻷﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺨﻠـﻭ ﻤـﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻹﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ.ـ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻭﺍﺌﻕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻻ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻘـﻪ ،ﻭ ﻤـﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﺌﻕ ﺨﺎﺼﺔ :* ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻤﺎ ﻫﻭ ﺫﺍﺘﻲ ﻭ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ.* ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼـﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ.* ﻴﺴﺘﺤﻴل ﻋﺯل ﻋﺎﻤل ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﻌﻘﺩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺘﺸﺎﺒﻜﻬﺎ.* ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﺭﻴﺩﺓ ﻻ ﺘﺘﻜﺭﺭ ،ﻓﻬﻲ ﻤﺘﺤﺭﻜـﺔ ﻭ ﻤﺘﻐﻴـﺭﺓ ،ﻭ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻬﻲ ﺍﻨﻔﺭﺍﺩﻴﺔ ﻻ ﺘﺘﻜﺭﺭ ﺘﺤﺕ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤـﺙ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺩ ﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ ،ﺇﻨﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﺎل ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﺘﺠﺴﺩ ﻟﺤﻅﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﺘﺘﻜﺭﺭ ﻭ ﻻ ﺘﻌﻭﺩ.
* ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺴﻬﻠﺔ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ،ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋـﻥﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﺎﺩﻴﺔﻟﻬﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﺩﺍﺨﻠﻲ ﻴﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﺸﻜﻠﻬﺎ ﻭ ﻤﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ،ﻭ ﻴﺘﻔﺎﻋل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲﺍﻟﺫﻱ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ .ﻓﺎﻟﺒﺎﺤﺙ ﻫﻨﺎ ﻴﺘﻔﺎﻋل ﻤﻊ ﻫﻴﺎﻜل ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﺠﺭﺩﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋـلﻭ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﺩﺭﺠﺔ ﺘﻌﻘﻴﺩﻫﺎ ﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻬﻲ ﺼﻌﺒﺔﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ،ﻭ ﻫﻲ ﻤﺘﺤﺭﻜﺔ ﻭ ﺫﺍﺕ ﻨﻅﺎﻡ ﺩﺍﺨﻠﻲ ﺨﺎﺹ ،ﻟـﺫﻟﻙ ﻨﺠـﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤـﺙﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﻨﻔﺴﻪ ﺩﺍﺨل ﻨﻅﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻔـﺎﻋﻼﺕ ،ﻤﻤـﺎ ﻴﺠﻌـلﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻴﺠﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﺅﺜﺭﺍ ﻭ ﻤﺘﺄﺜﺭﺍ ،ﻭ ﻟﻪ ﺤﺭﻴـﺔ ﺘﻐﻴﻴـﺭ ﻤﻅﻬـﺭﻩ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ ﻭ ﺴﻠﻭﻜﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺒﻌﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ.* ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺽ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻤﻨﻬﺎ،ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺘﻤﺎﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻭﺍﺹ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل \"ﺍﻷﻁﺭﺍﺩ\" ﺃﻗل ﻅﻬـﻭﺭﺍ ﻤﻨـﻪ ﻓـﻲﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴـﺼﻌﺏﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﺯل ﺠﺎﻨﺏ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻋﺯﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺘﺘﺒﻊ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﺎﻤل.* ﺘﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻤﻊ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﺘﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺤﻴﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻓـﻲ ﺘﻜﻭﻴﻨﻬـﺎ ﻭ ﻨـﺸﺎﻁﻬﺎ،ﻭ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺤﺎﻭل ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤـﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒـﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺭﻜﺯﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ ،ﻭ ﻫـﻲﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﻱ ﺍﻟﻘﺎﺒل ﻟﻺﺩﺭﺍﻙ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻔـﺎﺫ ﺇﻟـﻰ
ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ،ﻭ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺭﻭﺤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﺠﺎﺀﺕ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺒﺤﻭﺜﻬﻡ ﻤﺸﻭﻫﺔ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺨﺘﺯﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ.* ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ،ﻭ ﻫﻭ ﺘﻌﻘﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻤـﺴﺘﻭﻯﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﺘﻜﻭﻴﻨﻪ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ،ﻭ ﺘﻌﻘﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺘﻌﺎﻤل ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻓﻴﻤـﺎ ﺒﻴـﻨﻬﻡ،ﻭ ﺘﻌﻘﻴﺩ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻋﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔﺒﺎﻟﺤﺭﻜﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ،ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒـﺎﻟﻤﻨﻬﺞﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﻫـﻴﻜﻼﻤﻴﺘﺎ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻻ ﻴﺩﺭﻙ ﻤﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ،ﻟﻜﻥ ﺘﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺭﻭﺤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺤﻴل ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ.* ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺀ –ﻤﺜﻼ-ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻋﺯل ﺍﻟـﺫﺭﺓﻋﻥ ﻤﺤﻴﻁﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ،ﻭ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠـﺩﺕ ﻓﻴﻬـﺎ ،ﻗـﺼﺩ ﺩﺭﺍﺴـﺘﻬﺎﻭ ﻤﻼﺤﻅﺘﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ .ﺃﻤﺎ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠـﻰﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﺠﺯ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ،ﻓﺘﻔﺘﻴﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔﺇﻟﻰ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﻜﻭﻨﺔ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ،ﻻ ﻴﻌﻜﺱ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱﻓﻲ ﺃﺒﺴﻁ ﺼﻭﺭﻩ ،ﻤﺜل ﺍﻷﺴﺭﺓ ،ﻻ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺃﻓـﺭﺍﺩ ،ﻭ ﺇﻨﻤـﺎ ﻫـﻭﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻷﻓـﺭﺍﺩ ،ﻭ ﻓﻬـﻡﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺠﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﺴـﻠﻭﻜﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ.* ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺘﻌﻨﻲ ﺇﺒﻌﺎﺩ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺭﻴﺒﺔ ،ﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻲ )ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ( ،ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺴـﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌـﺭﻑ ،ﻭ ﺘﺠﻨـﺏ
ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﻕ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﻫﻭﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ .ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ، ﺘﺸﻜل ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ* ﻭ ﻴﺠﺩﺭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﻫﻨﺎ :ﻫل ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻨﻔـﺼل ﻋـﻥﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻨﺩﻤﺠﺕ ،ﻓﺄﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﻜـﺎﻡ؟ ﻤـﻊ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻻ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ؟* ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﺤـﺎﻭﻟﻭﺍ ﺘﻁﺒﻴـﻕ ﺍﻟﻤـﻨﻬﺞﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺍﻜﺘﻔﻭﺍ ﻓـﻲ ﺩﺭﺍﺴـﺘﻬﻡﺒﺎﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ،ﻗﺩ ﺍﻨﺘﻬﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺸل ﺍﻟـﺫﺭﻴﻊ ،ﺤﻴـﺙ ﺃﻥﻨﺘﺎﺌﺞ ﺃﺒﺤﺎﺜﻬﻡ ﻻ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺒـﺭﻫﻥ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻏﻴﺭ ﺼﺎﻟﺢ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻜـﺱ ﻁﺒﻴﻌـﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺸﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ. * ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻋﺎﺠﺯ ﻋﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ،ﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻴﺸﻜل ﻋﺎﺌﻘﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔﻭ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻻ ﻴﻜﻔﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺜﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺒـﺴﻴﻁﺔﻻ ﺘﻜﻔﻲ ﻟﻠﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ .ﺇﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋـﻥ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻴﻔﺭﺽ ﺍﺨﺘﻼﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺘﻴﻥ ،ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﻜﺘﻔﺎﺀ ﺒﺎﻟﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ .ﻓﻼ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭ ﻤـﻥﻫﻨﺎ ﻭﺠﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴـﺔ،ﻭ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ،ﻓﻼ ﺠﺩﻭﻯ ﻫﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭﻱ ﺍﻟﻤـﺎﺩﻱ ﻤـﻥ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﻭ ﺒﻌﺠﺯ ﻋﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ.ﻭ ﺇﺫﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴـﺴﺘﻁﻴﻊ ﺩﺭﺍﺴـﺔ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭﺓﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺒﺠﺎﻨﺒﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻤﻌﺎ ،ﻓﻬـﻭ ﺍﻟﻤـﻨﻬﺞﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻴﺔ .ﻭ ﻫـﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺇﻥ ﺤﺼل ،ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﺤـل ﺍﻟﻜﺜﻴـﺭ ﻤـﻥ ﻤـﺸﺎﻜل ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ،ﻭ ﺃﺩﻯ ﺒﺎﻟﺩﻓﻊ ﺒﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓﻨﺤﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﻭ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺅﺩﻱ ﺤﺘﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴـﺭ ﺍﻟﺠـﺫﺭﻱ ﻟﻭﺍﻗـﻊ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺭﻗﻲ ﻭ ﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ. ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺝ : (1ﻅﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻓﺠﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱﺍﻜﺘﺸﻔﻭﻩ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻜل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ،ﻭ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻓﻴﻬـﺎ ﺇﻟـﻰ ﻨﺘـﺎﺌﺞﺤﺎﺴﻤﺔ ﻭ ﻴﻘﻴﻨﻴﺔ ،ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻁﺒﻴﻌﻴـﺔ ﺃﻭ ﺇﻨـﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺘﺨـﻀﻊ ﻟﻬـﺎﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﺩﺭﻭﺴﺔ ،ﻭ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ. (2ﺒﻌﺩ ﺯﻭﺍل ﺍﻻﻨﺒﻬﺎﺭ ﺍﻷﻭل ﺒﺎﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻠﺒـﺎﺤﺜﻴﻥ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎلﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻋﺎﺠﺯ ﻋﻥ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ،ﻷﻨـﻪ ﻤـﻨﻬﺞ ﻤـﺎﺩﻱﺒﺤﺕ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻙ ،ﺘﺘﺩﺍﺨل ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓﻭ ﺍﻟﺭﻭﺡ ،ﻭ ﻻ ﺒﺩ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﻤﻨﺎﺴﺏ ،ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻜﺘـﺸﺎﻓﻪ، ﻭ ﺇﻨﻨﺎ ﻜﻤﺎ ﻗﻴل :ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺭﻴﺩ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ
ﻭ ﺤﻠﻬﺎ ،ﻭ ﻟﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺘﻨﺎﺴﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺩﻴﻨﺎ. (3ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔﺘﺩﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺭﻑ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺘﺩﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺭﻑ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ. ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ.ﻤﻌﻁﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻤﻌﻁﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻅﻭﺍﻫﺭ\"\"ﻤﺠﻤﻭﻉ ﻤﻌﻴﺵ\" ،ﻴﻤﺘﺎﺯ ﺒﻜﻠﻴﺘﻪ ﻭ ﻭﺤﺩﺘﻪ. ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭ ﻤﺸﺘﺘﺔ \" ،ﻻ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ.ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻫﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡﻭ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺒﻔﻀل ﺍﻻﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﺌﻲﻭ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻓﺭﻀﻴﺎﺕ ﺘﺤﺎﻭل ﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل. ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ، ﻭ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ. (4ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:ﺃ -ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ :ﻫل ﻨﺴﺘﻌﻤل ﻤﻨﻬﺞﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻱ \"ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ\" ،ﺃﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل \" ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻔﻬﻡ\".ﺏ -ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ،ﻓﺈﻨـﻪﻴﺴﺘﺤﻴل ﺘﺄﺴﻴﺱ ﻋﻠﻡ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﺒﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤـﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻁﺒـﻕ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ.ﺠـ -ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺭﺍﻋﻲ ﺨﺼﻭﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘـﻲﺘﺩﺭﺴﻬﺎ ،ﻭ ﺘﺴﺘﺒﺩل ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻨﻪ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺍﻨﻔﺼﺎل ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﺔ ﻋـﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺩﺭﻭﺱ ،ﺒﺎﻟﻔﻬﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل.
ﺩ -ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻨﻔﺴﺭﻫﺎ ﺃﻱ ﻨﺤﺩﺩ ﺸﺭﻭﻁ ﻅﻭﺍﻫﺭﻫﺎ ،ﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ،ﺃﻱ ﻨﺼﻭﻏﻬﺎ ﻭ ﻨﻌﺒﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤـﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴـﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻔﻠﻙ ﻭ ﻤﺎ ﺸﺎﺒﻪ ﺫﻟﻙ .ﻫـ( ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻨﻔﻬﻤﻬﺎ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ،ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺍﻟﺫﻱ ﻴﻼﺌﻡ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ \"ﻟﺤﺩ ﺍﻵﻥ\" .ﻭ ﺍﻟﻤﻘـﺼﻭﺩ ﺒـﺎﻟﻔﻬﻡ ﻫـﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﺩﺴﻲ ﻟﻠﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻘﺼﺩﻴﺔ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﻤﻌﻴﻥ .ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻫﻭ ﺠﻬـﺩﻨﺤﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺨل ﻭ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻤﺤل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﻭﺼﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻻﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺼﺒﻐﺘﻬﺎ ﺍﻟﺫﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﺠﺎﺭﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ،ﻴﻌﻨﻲ ﻜﻴﻔﻴـﺔ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭ ﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ ﻟﻬﺎ.ﻭ( ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻨﻅﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﻜﻠﻴﺘﻬـﺎﻭ ﺸﻤﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ،ﺘﺒﺘﻌﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺸﺘﻴﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺯﺌﺔ .ﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ :ﻓﻬﻡ ﺇﺼﻼﺡ ﻗـﺎﻨﻭﻨﻲﻤﻌﻴﻥ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻓﺭﺯﻫﺫﺍ ﺍﻹﺼﻼﺡ ،ﺩﻭﻥ ﻋﺯل ﺃﻭ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺃﻭ ﺘﺸﺘﻴﺕ ﻭ ﺘﺠﺯﺌﺔ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻋﻜـﺱ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ .ﻭ ﺇﺫﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻻ ﺘﺩﺭﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻜﺎﻟﻅﻭﺍﻫﺭﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺒل ﺘﻌﺎﺵ ﻀﻤﻥ ﺘﺠﺭﺒﺘﻨﺎ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺠﻌل ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﺒـﺎﺤﺜﻴﻥﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﻡ \" ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴـﺔ \" ﻓـﻲ ﻤﻘﺎﺒـل \" ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ \" ،ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﺒﺎﺴﻡ \" ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ \".ﻭ ﻫﻜﺫﺍ ﺘﻤﺕ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ \" :ﺇﺫﺍ ﻤﺎﺴﻠﻤﻨﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ،ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥﺘﻜﻭﻥ ﻟﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﻭ ﻨﻅﺭﻴﺎﺘﻬﺎ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ؟ ﺜﻡ ﺃﻻ ﻨـﺴﻘﻁ ﻓـﻲ ﺍﻟﺭﻴﺒـﺔ
ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ،ﺤﻴﻥ ﻨﺭﻓﺽ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺠﻤﻴﻊ ﻟﻭﻗـﺎﺌﻊ ﻤﻨﻔـﺼﻠﺔﻭ ﻤﺘﺭﺍﺒﻁﺔ ﺴﺒﺒﻴﺎ؟ ﻭ ﻫل ﻴﻘﻭﺩﻨﺎ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﺄﻨﻪ :ﻻ ﺘﻭﺠﺩﻭﻗﺎﺌﻊ ،ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻓﻘﻁ ﺘﺄﻭﻴﻼﺕ؟ ﺒﺤﻴﺙ ﻨﻘﺎﺒل ﺍﻟﻤﺜل ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻭﻋﻲ ،ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺴﻌﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ،ﺒﻬﻭﺓ ﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﻨﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ؟ \". ﻭ ﻗﺩ ﻭﻗﻊ ﻭﻀﻊ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻹﺸﻜﺎل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻵﺘﻲ:\" ﻻ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻨﻌﺘﻘﺩ ﻓﻲ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻴﺔ،ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻨﻜﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﻬﻡ ،ﻭ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜـﺎلﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻻ ﻴﺨﺘﺯﻟﻭﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﻲ ﻤﺠﺭﺩ ﻓﻬﻡ ﺍﻷﺤـﺩﺍﺙ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻗـﺎﺌﻊ،ﻓﺎﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﺸﻜل ﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥﻭ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ،ﻭ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻜﺫﻟﻙ ﺘﺸﻜل ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻴﺨـﻀﻊ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ \".ﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ،ﻓﻬﻲ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ،ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻫﻲ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺫﺍﺕ ﺩﻻﻟﺔ ﺃﻱ ﺫﺍﺕ ﻤﻌﻨﻰ،ﻭ ﻫﻲ ﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﺘﺘﺤﺩﺩ ﺒﺴﺒﺒﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺒل ﻜـﺫﻟﻙ ﻭ ﻓـﻲ ﻨﻔـﺱﺍﻟﻭﻗﺕ ،ﺒﺴﺒﺒﻴﺔ ﻗﺼﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﺎﺌﻴﺔ .ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻥ ﻨﻘـﺼﻲ ﻨﻴـﺎﺕ ﻭ ﻤﻘﺎﺼﺩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻫﻤﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ.ﻟﺫﻟﻙ ،ﻭﺠﺏ ﺃﻻ ﻨﻜﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺒﺭﺼﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋـﻥﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺴﺒﺒﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﻜﻠﻴﺎ ﻜل ﻤﺎ ﻫﻭ ﻗﺼﺩﻱ ﻭ ﻜﻴﻔﻲ ﻭ ﺩﻻﻟـﻲ-ﻤﺜل ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ -ﺒل ﻤﻥ ﺍﻟـﻀﺭﻭﺭﻱ ﺭﺼـﺩ ﺍﻟﺒﻌـﺩﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﺌﻲ ،ﻭ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭ ﻭﻟﻴـﺩﺓ ﺨﻴـﺎﺭﺍﺕ ﻏﺎﺌﻴـﺔ ﻭ ﻗﻴﻤﻴﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﺨﻼﻗﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ،
ﻭ ﻤﺎ ﺸﺎﺒﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻋﺔ.ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ،ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﻑ ﻜﻴﻑ ﺘـﺭﺍﻭﺡﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ،ﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ،ﺃﻱ ﺭﺼﺩ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﻭ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ،ﻭ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟـﺩﻻﻟﻲ ﻟﻬـﺫﻩ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ،ﻭ ﻫﻭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺭﺼﺩ ﺒﺎﻁﻨﻴﺔ ﻭ ﻗﺼﺩﻴﺔ ﻟﺤﺼﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭ ﺇﺩﺭﺍﻜﻪ.ﻭ ﻫﻜﺫﺍ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ – ﻟﺤﺩ ﺍﻟﻶﻥ – ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻴﺔ) ،ﻤﻨﻬﺠـﺎ ﻤﺭﻜﺒﺎ ،ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل(.ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺭﻜﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻫﻭ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻤﺤﻁﺎﺕﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻑ ،ﻓـﻼ ﺯﺍل ﺃﻤـلﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻤﻌﻘﻭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺒﻠﻭﻍ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ،ﺃﻱ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤـﺎ ﻴـﺸﺒﻪﺍﻟﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ،ﺇﻱ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓـﺔ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘـﺔ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠـﺔ ﻟﻠﺘﻁﺒﻴـﻕﻭ ﺍﻻﺴﺘﻐﻼل ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻘﻭل ﻗﺎﺌﻠﻬﻡ \" :ﺇﻨﻨﺎ ﻗﺎﺩﻤﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﺒﺔ ﻋﻠﻤﻴـﺔﻤﻥ ﺃﺨﺼﺏ ﺍﻟﺤﻘﺒﺎﺕ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ،ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﺒـﺔﺴﺘﺸﻬﺩ ﺍﻟﺘﺤﺎﻤﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻔﻠـﺴﻔﺔﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻁﺎل ﺍﺒﺘﻌﺎﺩﻫﺎ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﺘﺤﺎﻤﺎﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﺴﻴﺯﻴﺩ ﻤـﻥ ﺜـﺭﺍﺀﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ،ﻭ ﺴﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﻔﻬﻤﻨﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ، ﺩﺍﺨل ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ\".ﺇﻨﻪ ﺃﻤل ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭ ﻁﻤﻭﺡ ﻨﺒﻴل ،ﻨﺭﺠﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻴﻭﻤﺎ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌـل ﺍﻟﻭﺠـﻭﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﻋﻠﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺭﻗﻲ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻭ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ،ﺒﺘﻨﻭﻉ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺩﺭﺴـﻬﺎ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭ ﺍﻷﺨﻼﻕﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ .ﻭ ﺴﻭﻑ ﻨﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﺜﻼﺜﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺭ.
ﺃﻭﻻ -ﻋـﻠـﻡ ﺍﻟـﺘـﺎﺭﻴـﺦ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﺪﺭﺱ -Iﺘﻌﺭﻴﻑ -IIﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺠﺯﺌﻲ -IIIﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ -1ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭ ﺍﻵﺜﺎﺭ -2ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ -3ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺠﻭﺍﺏ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﺘﺩﺭﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ
-Iﺘﻌﺭﻴﻑ :ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻭ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ،ﺃﻤﺎ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ.ﺇﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ ،ﻭ ﻭﻗﺎﺌﻌﻬﻡ ،ﺃﻭ ﺤﻭﺍﺩﺜﻬﻡ، ﻭ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ.ﻭ ﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﻘﻭﻟﻪ \" :ﺇﻨﻪ ﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ،ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﺽ ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل ،ﻤﺜـلﺍﻟﺘﻭﺤﺵ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻨﺱ ،ﻭ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ،ﻭ ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻐﻠﺒﺎﺕ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﺒﻌـﻀﻬﻡ ﻋﻠـﻰﺒﻌﺽ ،ﻭ ﻤﺎ ﻴﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭ ﺍﻟﺩﻭل ﻭ ﻤﺭﺍﺘﺒﻬﺎ ،ﻭ ﻤﺎ ﻴﻨﺘﺤﻠﻪ ﺍﻟﺒـﺸﺭﺒﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﻭ ﻤﺴﺎﻋﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺴﺏ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭ ﺍﻟﺼﻨﺎﺌﻊ ،ﻭ ﺴﺎﺌﺭ ﻤـﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ )ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ( ﺒﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل\".ﻭ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠـﻰ ﺩﺭﺍﺴـﺔ ﺍﻟﺤـﺭﻭﺏﻭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺩﻭل ،ﺒل ﺇﻨﻪﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻜﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻴﻨﻴﺔ. - IIﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ :ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ،ﻫﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭ ﻟﻴـﺴﺕ ﻜـل ﺤﺎﺩﺜـﺔﺒﺸﺭﻴﺔ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻻ ﺘﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻋﻅﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺜﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒـﺸﺭ ﺘﺎﺭﻴﺨـﺎ ﻜﺒﻴـﺭﺍ
ﻭ ﻋﻤﻴﻘﺎ .ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﺼﺒﺢ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺘﻬﻡ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭ ﻟﻴﺴﺕ ﻓﺭﺩﻴﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ. ﻭ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺘﻴﻥ:ﺃ -ﺇﺫﺍ ﺃﺜﺭﺕ ﺃﻓﻌﺎل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨـﺎﺱ،ﻓﺎﺘﺨﺫﻭﻩ ﻗﺩﻭﺓ ﻟﻬﻡ ﻭ ﻗﻠﺩﻭﻩ ،ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺸﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺍﻟﻔـﻥ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭ ﻤﺎ ﺸﺎﺒﻪ ﺫﻟﻙ...ﺏ -ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ،ﺼـﺎﺤﺏ ﺴـﻠﻁﺔ ،ﻴـﺼﺩﺭﺍﻷﻭﺍﻤﺭ ،ﻭ ﻴﻘﻭﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭ ﻤﺜﺎل ﺫﻟـﻙ ﺭﺅﺴـﺎﺀ ﺍﻟـﺩﻭل ﻭ ﻗـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴـﻭﺵ، ﻭ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﻭﻥ ،ﻭ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ.ﻭ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ،ﺃﻱﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻲﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ،ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭ ﻨﻔـﺱ ﺍﻷﻤـﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ،ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ. ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺠﺯﺌﻲ :ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺠﺯﺌﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻘﻴﺩﺓﺒﺎﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺤـﻭﺍﺩﺙ ﻋﺎﻤـﺔ ،ﺃﻱ ﻻﺘﺘﻘﻴﺩ ﺒﺯﻤﺎﻥ ﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﺤﺩﺩﻴﻥ .ﻭ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻜـﻥﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﺯﻤﺎﻥ ﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤﻴﻥ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻔﻘﺩ ﺼﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻭ ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ.
ﻭ ﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻻ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻅـﺎﻫﺭﺓ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔﻋﺎﻤﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻜﺭﺭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻅﺭﻑ ،ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺜـﻭﺭﺓ ﻤﻌﻴﻨـﺔ ﻤﻘﻴـﺩﺓﺒﺯﻤﺎﻥ ﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤﻴﻥ ،ﻜﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺍﻨـﺩﻟﻌﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟـﻭﻁﻥﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻓﻲ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ،ﻋﺎﻡ 1954ﻤـﻴﻼﺩﻱ ،ﻭ ﺍﻟﺘـﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟـﻰﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .ﺍﻤﺎ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻜﻅﺎﻫﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻜﺭﺭ ،ﻓﺘﻠـﻙ ﻅـﺎﻫﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻴﺨﺘﺹ ﺒﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ.ﻭ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ،ﺤﺎﺩﺙ ﺠﺯﺌﻲ ،ﻓﺭﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ،ﻭ ﻫﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺘﻜﺭﺭ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﻬـﻲﻅﺎﻫﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺘﻜﺭﺍﺭﻫﺎ ﻤﺭﺍﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻤـﺎﻜﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻭ ﺃﺯﻤﻨـﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ،ﻓﻼ ﻴﻘﻊ ﺇﻻ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻓـﺈﺫﺍ ﻭﻗـﻊ ﻤـﺭ ﻭ ﺍﻨﺘﻬـﻰ،ﻭ ﺍﺴﺘﺤﺎل ﺭﺠﻭﻋﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻜﻤﺎ ﻗﻴل ﺒﺤﻕ ،ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺅﻴﺘﻪ ﻤـﺭﺘﻴﻥ.ﺜﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻻ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﺘﺤﺕ ﺤﻭﺍﺴﻨﺎ .ﻓﻨﻼﺤﻅﻪ ﻭ ﻨﺠﺭﺒﻪ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﻌﺭﻑ ﺍﻟﺤـﺎﺩﺙﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺇﻻ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ،ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﻌﻠﻡ ﺇﻻ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲﻴﺨﻠﻔﻬﺎ ،ﻭ ﻫﻜﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ .ﻓﺤﺎﺩﺜﺔ ﻓﺘﺢ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱﻤﺜﻼ ،ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﻌﻴﺩﻫﺎ ﻭ ﻤﻼﺤﻅﺘﻬﺎ ﻭ ﺘﺠﺭﺒﺘﻬﺎ ، ،ﻜﻤﺎ ﻨﻔﻌل ﻤﻊ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜـﺔﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻤﻌﺭﻓﺘﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭ ﺍﻵﺜـﺎﺭﻭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ .ﻭ ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭ ،ﺤﻴـﺙﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ،ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ،ﻭ ﺘﺒﻨﻲ ﺃﺤﻜﺎﻤﻬـﺎﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻤﻭﺍﺩ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻴﻼﺤﻅﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﺔ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ .ﺃﻤـﺎ
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻼﺤﻅ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒﻨﻔﺴﻪ ،ﻭ ﻻ ﻴـﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅـﺔﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ \"ﺭﺅﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎﻀﻲ\" ،ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻴﺤﻠلﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻼﺤﻅﻬﺎ ﻤﺠﺎﺯﻱ ،ﻓﺎﻟﻤﺅﺭﺥ ﻻ ﻴﻁﻠﻊ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅﺔ ،ﻭ ﻻ ﻴﺤﻠل ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺘﺤﻠﻴﻼ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎﻤﺎﺩﻴـﺎ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻴﺭﺠﻊ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺠﺯﺍﺌﻪ ،ﻭ ﻴﻌﺯل ﺍﻷﺠـﺯﺍﺀ ﻋـﻥﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻲ ﻭ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻲ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴلﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻓﻼ ﻴﻔﻌل ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴل ،ﻭ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺴﻭﻯ ﻋﻤل ﺫﻫﻨﻲ ﻭ ﻁﺭﻴﻘـﺔ ﻤﺠﺭﺩﺓ.ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋـﻥ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴـﺔ ﻭ ﻏﻴﺭﻫـﺎﺒﻤﻭﻀﻭﻋﻪ ﻭ ﻤﻨﻬﺠﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﻤﺤﺽ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺤـﺩﺙﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ،ﻭ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ. -IIIﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ:ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺘﺎﺒﻊ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻭ ﻟﻤﺎ ﻜـﺎﻥ ﻤﻭﻀـﻭﻉ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻤﺨﺘﻠﻔـﺎ ﻋـﻥﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ،ﻭﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻨﻬﺠﻪ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﺨﺘﻠﻔﺎ ﻋﻥ ﺒﻘﻴـﺔﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭ ﻤﻘﺘﺼﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ .ﻭ ﻗﺩ ﺫﻜﺭﻨﺎ ﻤﻥ ﻗﺒلﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺒـﺎﺕﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺃﻭ ﺇﻨﻜﺎﺭﻩ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭ ﺍﻵﺜـﺎﺭﻭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺭﻫﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ .ﻭ ﺘﺄﺴﻴﺴﺎ ﻋﻠـﻰ
ﺨﺼﻭﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻋﻪ ،ﻴﺘﻡ ﺒﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰﻤﺭﺍﺤل ﺜﻼﺜﺔ ﻜﺒﺭﻯ ﻫﻲ -1:ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭ ﺍﻵﺜﺎﺭ -2ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭ ﺍﻵﺜﺎﺭ -3ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ .ﻭ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭ ﻨﻘﺩﻫﺎ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ،ﻭ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ. -1ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭ ﺍﻵﺜﺎﺭ:ﻫﺫﻩ ﻫﻲ ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻷﻱ ﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻗﻴل :ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﻨـﺎﻙ ﻭﺜﺎﺌﻕ ،ﻓﻠﻴﺱ ﺜﻤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺦ\" .ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ؟ﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻓﻘﻁ ،ﺒل ﺇﻥ ﻤﺎ ﺘﺸﻤﻠﻪ ﻜﻠﻤـﺔ ﻭﺜـﺎﺌﻕﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭ ﺃﺜﺎﺭ ﻫﻭ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻤﻨﻬـﺎ :ﺍﻟﺭﺴـﺎﺌل ﻭ ﺍﻟﻨﻘـﻭﺩ ﻭ ﺍﻷﻭﺴـﻤﺔﻭ ﺍﻷﻟﺒﺴﺔ ﻭ ﺍﻟـﺴﺠﻼﺕ ﺍﻟﺭﺴـﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﺜـﺎﺌﻕ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻻﺤـﺼﺎﺀﺍﺕﻭ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﺎﺕ ،ﻭ ﺍﻵﻻﺕ ﻭ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ،ﻭﺤﺘـﻰ ﺍﻟﻤﺒـﺎﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴـﺎﺕ ﺍﻷﺩﺒﻴـﺔﻭ ﺍﻷﺸﻌﺎﺭ ﻭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ،ﺫﺍﺕ ﺍﻟـﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺤـﺎﺩﺙ ﻤﺤـلﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﻭ ﻜل ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ ،ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎل ،ﺍﻟﺘـﻲﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺫﺍﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﺤﺎﺩﺙ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﻋﻠـﻰ ﺃﺴـﺎﺱ ﻓﺎﺌﺩﺘـﻪﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﻭ ﻓﻲ ﻭﺼﻔﻪ ﻭ ﺘﺠﺴﻴﺩﻩ ﻭ ﺘﻌﻠﻴﻠﻪﻭ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ .ﻭ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻫﻭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ﺍﻟﺘـﻲﺘﺭﻜﺘﻬﺎ ﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻷﺠﻴﺎل ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ ،ﻭ ﻫﻲ ﺁﺜﺎﺭ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻤﻌﺭﻀﺔ ﻟﻠﺘﻠﻑﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﻤﺤﻭﻫﺎ ﻤﺤﻭﺍ ﺃﻭ ﺘـﺸﻭﻫﻬﺎ،ﻭ ﺘﺠﻌل ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻀﺌﻴﻠﺔ ،ﻭ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻀﻠﻠﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺸﻭﻴﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺤـﻕﺒﻬﺎ .ﻭ ﺤﺘﻰ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻅل ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭ ﻤﺨﺘﻔﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻨﺘﻤـﻲ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﺘﻅل ﺸﺒﻪ ﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ،ﺃﻭ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﻏﺎﻤﻀﺔ ،ﺇﻟـﻰﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺤﺢ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺯﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻨﺘﻤـﻲﺇﻟﻴﻬﺎ ﻜﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺠﺯﺌﻴﺎ ،ﺤﺴﺏ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻤﺩﻯ ﺸﻤﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠـﻰ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ.ﺃﻁﻠﻕ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻤﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻤﺼﻁﻠﺢ \" ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ \" ،ﺤﻴﺙﻜﺎﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻴﺠﻬل ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ،ﻓﻼ ﻴﺩﻭﻥ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴـﺼﻠﻨﺎ ﻤـﻥﺃﺨﺒﺎﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻭ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻘﻠﻴل .ﻭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻨﺠﺩ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴـﺔ ،ﻜﺎﻟﻤﻘﺎﺒﺭ ﻭ ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭ ﺍﻟﻜﻬﻭﻑ ﻭ ﻤﺎ ﺘﺸﺘﻤل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻨﻘـﻭﺵ ﻭ ﺭﺴـﻭﻤﺎﺕ،ﻭ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻭ ﺃﺴﻠﺤﺔ .ﻭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﻨـﻭﻱ ﻤﺜـل ﺍﻟﻌـﺎﺩﺍﺕﻭ ﺍﻟﻁﻘﻭﺱ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﺴﺎﻁﻴﺭ .ﻭ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻤـﺎ ﻗﺒـلﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭ ﺘﻌﻠﻴل ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺇﻟﻰ ﻓﺭﻀﻴﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭ ﻫﻲ ﺃﻥﻋﻘﻭل ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺤﺸﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ،ﺸﺒﻴﻬﺔ ﺒﻌﻘﻭل ﺍﻟﺒـﺩﺍﺌﻴﻴﻥ ﺍﻟـﺫﻴﻥﻋﺎﺸﻭﺍ ﻋﻬﻭﺩ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻓﻬﻡ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻭﻥ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌـلﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﻟﻬﻡ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ،ﻭ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻓﺈﻥﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻲ ﺍﻷﻭل ،ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﺸﺒﻴﻬﺔ ﺒﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ،ﺤﻴﺙ ﻻ ﺯﺍﻟﺕ ﺘﻭﺠﺩ ﻗﺒﺎﺌل ﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺸـﺘﻰ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﺘﻌﻴﺵ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﻭﺭ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ.ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﺇﻟﻰ ﻨﻘﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺸﻜﻜﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﺸﺎﺒﻪﺫﻫﻨﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭل ،ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭ ﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻲﺍﻟﺤﺎﻟﻲ .ﻤﻤﺎ ﻴﺒﻴﻥ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺘﻌﻠﻴل ﻭ ﺘﻔﺴﻴﺭ ،ﺒل ﻭ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﻨﺩﺭﺓ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻭ ﻗﻠﻴﻠﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻋﺎﺠﺯﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ،ﻭ ﻜل ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻬﺩ ،ﻫﻭ ﻤﻌﺭﻓـﺔ ﻏﺎﻤـﻀﺔ ﻟـﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ.ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺘﺕ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﺼﻔﻬﺎ ﺒـﺎﻟﻌﻬﻭﺩﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺒﻜل ﺃﻨﻭﺍﻋﻬـﺎ ﻭ ﺃﺼـﻨﺎﻓﻬﺎ،ﻭ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻭﻓﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺠﻭﺩﺓ ،ﻤﻥ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﺭﻯ،ﻭ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ،ﻭ ﻟﺘﻌﻠﻴﻠﻌﺎ ﻭ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ .ﻭ ﻗﺩ ﺃﺤﺩﺜﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﻑ ﻟﺤﻔﻅ ﺍﻵﺜـﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻭﺜـﺎﺌﻕﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﻭ ﺃﻨﺸﺄﺕ ﻤﺨﺎﺯﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻟﺤﻔﻅ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﻭﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺸﺔ ،ﻭ ﻭ ﻀﻌﺕ ﻟﻬﺎ ﻓﻬﺎﺭﺱ ﻤﻨﻅﻤﺔ ،ﻭ ﺨﻼﺼﺎﺕ ﻤﺒﻭﺒﺔ ﻭ ﻤﺭﺘﺒﺔ.ﻭ ﻻ ﺯﺍل ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻴﺤﻔﺭﻭﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻠﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻲ ،ﻭ ﻓـﻲﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺘﺅﺩﻱ ﻤﻜﺘﺸﻔﺎﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺘﺼﺤﻴﺢ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻥ ﻓﺘـﺭﺓﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﻤلﺀ ﻓﺠﻭﺍﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤﺜل ﺤﻠﻘﺎﺕ ﻤﻔﻘﻭﺩﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺘﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺘﺴﻠﺴل ﻤﻔﻘﻭﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﻤلﺀ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ.ﻫﻜﺫﺍ ﻓﺎﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺎﺒﻊ ﻟﻶﺜﺎﺭ ،ﻓﺎﻜﺘﺸﺎﻑ ﺁﺜﺎﺭ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻗﺩ ﻴﻐﻴﺭ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺒﻌﺼﺭ ﻤﻌـﻴﻥﺘﻐﻴﻴﺭﺍ ﺘﺎﻤﺎ .ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻗﻴل ﺇﺫﺍ ﻀﺎﻋﺕ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ،ﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ .ﻜﻤﺎ ﻗﻴل :ﻜﻠﻤـﺎﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺃﻗل ،ﻜﺎﻨﺕ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺃﺴﻬل ،ﻭ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﺴﻬل ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻗـلﻭﺜﻭﻗﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ،ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻋﺘﻤﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺜـﺎﺌﻕ ﻗﻠﻴﻠـﺔﻁﻭﻋﺎ ﺃﻭ ﻜﺭﻫﺎ ،ﻫﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﻤﻌﺭﻀﺔ ﻟﻠﺸﻙ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺩﻻﻟـﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟـﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ.
-2ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ:ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ،ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔـﺔ ﻋـﻥﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻤﺤل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ﻴﻌﻤﺩ ﺇﻟﻰ ﻨﻘﺩﻫﺎ،ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﻨﺘﻬﻰ ﻤﻥ ﺠﻤﻌﻬﺎ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻤﺭﺤﻠـﺔ ﺍﻟﻨﻘـﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻟﻠﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻤﻜﻥ ﺍﻟﻌﺜﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺠﻤﻌﻬﺎ.ﻭ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻟﻠﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻔﺤﺹ ﻭ ﺍﻟﺘﺜﺒﺕ ،ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺃﺼﻠﻴﺔ،ﻭ ﺍﻻﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺯﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﻐﺸﻭﺸﺔ ،ﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺼـﺤﻴﺤﺔ ﻭﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭ ﺃﺼﻠﻴﺔ ﻭ ﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ .ﻭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻫﺫﻩ ﺘﺘﻔﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﻨﻭﻋﻴﻥ :ﻨﻘـﺩ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ. ﺃ -ﻨﻘﺩ ﺍﻵﺜﺎﺭ :ﻭ ﻴﻨﻘﺴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ:ﺃ -1-ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ :ﻭ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺝ، ﻭ ﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻗﺴﻤﺎﻥ :ﻨﻘﺩ ﺍﻷﺼﺎﻟﺔ ﻭ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ.ﺃ -1-1-ﻓﻔﻲ ﻨﻘﺩ ﺍﻷﺼﺎﻟﺔ ،ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠـﻰ ﺩﻟﻴـل ﺩﺍﺨﻠـﻲ ﻭ ﺩﻟﻴل ﺨﺎﺭﺠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺼﺎﻟﺔ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ،ﻭ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺒﺭﻴﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺱ ﻭ ﺍﻟﺘﺯﻭﻴﺭ.ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ،ﻴﺒﺤﺙ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻨـﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺤﺩﺜﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ،ﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﺘﻜـﺭﺭ ﺫﻟـﻙﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﺩﻟﻴل ﺨﺎﺭﺠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘـﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ.ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ،ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻨﻔـﺴﻬﺎ ،ﺃﻱ ﻓـﻲ ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬـﺎﻭ ﺼﻔﺎﺘﻬﺎ ،ﻤﺜل ﺍﻟﻭﺭﻕ ﻭ ﺍﻟﺤﺒﺭ ﻭ ﺍﻟﺨﻁ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺘﻡ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﻤﺸﺎﺒﻬﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ
ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻨﺘﺴﺏ ﺇﻟﻴﻪ.ﻫﺫﺍ ،ﻭ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ ﻨﻘﺩ ﺍﻷﺼﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴـﺴﻤﻰ ﺒـﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤـﺴﺎﻋﺩﺓ، ﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻡ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺨﻁ ﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ.ﺃ -2-1-ﺃﻤﺎ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ،ﻓﺎﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻨﻪ ﻫﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻭ ﺭﺩﻫـﺎ ﺇﻟـﻰﺤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺼﺎ ﻤﻜﺘﻭﺒﺎ ،ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺭﻜﻬـﺎ ﻋﻠﻴﻬـﺎﺼﺎﺤﺒﻬﺎ .ﻭ ﺇﺫﺍ ﺃﻤﻜﻥ ﺍﻟﻌﺜﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻷﺼﻠﻲ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﻨﺸﺭﻩ ﻜﻤﺎ ﻫـﻭﺒﺤﺭﻭﻓﻪ ﻭ ﺃﺨﻁﺎﺌﻪ .ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻘﻭﻻ ﻋﻥ ﻨﺴﺨﺔ ﺃﺼﻠﻴﺔ ﻤﻔﻘﻭﺩﺓ ،ﻭﺠﺏ ﺍﻟﺘﺩﻗﻴﻕﻓﻴﻪ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﺤﻭﺍل ﻋـﺼﺭﻩ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴـﻑ ﺍﻟﻜـﺎﻓﻲ ﺒﻤﺅﻟﻔـﻪ ﻭ ﺸـﻴﻭﺨﻪﻭ ﻤﻌﺎﺼﺭﻴﻪ ﻤﻤﺎ ﻟﻬﻡ ﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻤﺤل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺔﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ .ﻭ ﺇﺫﺍ ﻭﺠﺩﺕ ﻋﺩﺓ ﻨﺴﺦ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ،ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤـﺅﺭﺥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨـﺔﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﻤﻘﺎﺒﻠﺘﻬﺎ ،ﻭ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﺼﻠﺢ ﻤﻨﻬﺎ .ﺃﻤﺎ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﺯﻭﻴـﺭ ﺍﻟﻭﺜـﺎﺌﻕ ﻓﻬـﻲﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﻨﺎﻗﻠﻬﺎ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﺤـﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﻠـﻡﻭ ﺍﻻﻁﻼﻉ .ﻭ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺯﻭﻴﺭ ﻜﺫﻟﻙ ،ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﻏﻴﺭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ ،ﻭ ﻫﻲ ﻨﺎﺸﺌﺔ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﻨﺒﺎﻫﺔ ﻭ ﻀﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻨﺎﻗل،ﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺨﻁﻰﺀ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ،ﻓﻴﺤﺭﻑ ﺍﻟﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻀﻌﻪ ،ﻭ ﻴﻨﻘلﻤﺎ ﻗﺭﺃﻩ ﺨﻁﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭل ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻭﻟﻰ ﻨﻘﻠﻪ ﻋﻥ ﺍﻷﺼل ،ﺃﻭ ﻋﻥ ﻨﺴﺨﺔﺃﺨﺭﻯ ﻗﺩﻴﻤﺔ ،ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﻭﺜـﺎﺌﻕ ﻤـﺯﻭﺭﺓﺴﻬﻭﺍ ﻭ ﻏﻔﻠﺔ ﻭ ﺠﻬﻼ ،ﺃﻭ ﻋﻥ ﻋﻤﺩ ﻭ ﺇﺼﺭﺍﺭ ﻭ ﻗﺼﺩ ،ﻟﻪ ﻤﺂﺭﺏ ﺃﺨﺭﻯ ﻨﻔﻌﻴﺔﺃﻭ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺫﻫﺒﻴﺔ ،ﻭ ﻤﺎ ﺸﺎﺒﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺩﺱ ﻭ ﺍﻟﻐﺵ ﻭ ﺍﻟﺘﺯﻭﻴـﺭ،ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻬل ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺼﺏ ﺒﺄﻨﻭﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﺒﻐﻴﻀﺔ ﻜﻠﻬﺎ .ﻭ ﻫﺫﺍ ﻴﻔﺭﺽﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﻨﺴﺦ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﺒﻌﻀﻬﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺠﺩ ﻤﺜﻼ ﺃﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ
ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺦ ،ﺍﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﺓ ﺍﻷﺨﻁـﺎﺀ،ﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ .ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻨﻘـﺩ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺠﻲ ،ﺇﻥﻴﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﺠﻬﻭﻻ ،ﻓﻘﺩ ﻴﻬﺘﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﻤﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻨﻘـﺩﺍﻟﻤﻌﻤﻕ ﻟﻠﻭﺜﻴﻘﺔ ،ﻭ ﻤﻘﺎﺭﻨﺘﻬﺎ ﺒﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ .ﺃﻤﺎ ﺇﻥ ﻜـﺎﻥ ﺍﺴـﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟـﻑﻟﻠﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺃﻥ ﻴﺩﻗﻕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋـﻥ ﻤـﺩﻯ ﺼـﺩﻕ ﻫـﺫﺍﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ،ﻭ ﻋﻥ ﻜﻔﺎﺀﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﻋﻥ ﻅﺭﻭﻑ ﻤﻌﺎﻴﺸﺘﻪ ﻭ ﻋﻼﻗﺘـﻪ ﺒﺎﻟﺤـﺎﺩﺙﺍﻟﻤﺩﺭﻭﺱ ﻭ ﻫل ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺎﻫﺩﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻴـﺎﺕﺍﻵﺨﺭﻴﻥ؟ ﻭ ﻫل ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻪ ﺼﻠﺔ ﺯﻤﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﺤﻴﺎﺘـﻪ،ﺃﻭ ﻟﻡ ﻴﻌﺎﻴﺸﻪ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻤﻤﻥ ﻋﺎﻴﺸﻭﺍ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﺃﻭ ﻨﻘﻠﻭﺍﻫﻡ ﺍﻵﺨﺭﻭﻥ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ؟ ﻜﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺃﻥ ﻴﺘﺄﻜﺩ ﻤـﻥ ﺃﻥ ﺍﻻﺴـﻡﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻫﻭ ﻟﻤﺅﻟﻔﻬﺎ ﺤﻘﺎ ،ﺃﻭ ﺃﻨﻪ ﻟﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﻤﺅﻟـﻑ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻟﺴﺒﺏ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ.ﻭ ﺒﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺃﻥ ﻴﻌﻤل ﻜل ﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﺴﻌﻪ ﻟﻠﻭﺼـﻭل ﺇﻟـﻰ ﻤﻌﺭﻓـﺔﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻭﺜﻴﻘﺔ ،ﻭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺩﻯ ﻨﺯﺍﻫﺘﻪ ﻭ ﻜﻔﺎﺀﺘﻪ ،ﻭ ﺇﻻ ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤـﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﻭﺜﻴﻘﺔ ﺘﺒﻘﻰ ﺩﻭﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ. ﺏ -ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ:ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺒﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺒﺔ ﻋﻨـﺩ ﻗﻴﺎﻤـﻪﺒﺎﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ،ﻓﻴﻌﻨﻲ ﺘﻔـﺴﻴﺭ ﻅـﺎﻫﺭ ﺍﻟـﻨﺹ ﻭ ﻤﻌﻨـﺎﻩﺍﻟﺤﺭﻓﻲ ،ﻭ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻭﺜﻴﻘﺔ ،ﻭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻏـﺭﺽ ﺍﻟﻤﺅﻟـﻑ ﻤـﻥﻭﻀﻌﻬﺎ .ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺘﺒﺕ ﺒﻬـﺎ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘـﺔ،ﻭ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺃﺴﺭﺍﺭﻫﺎ ﻭ ﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ،ﻭ ﻴﻁﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺘﻁﻭﺭ ﺃﻟﻔﺎﻅﻬﺎ ﻭ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺘﻬﺎ.
ﻭ ﻷﻥ ﻜل ﻜﺎﺘﺏ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺄﺴﻠﻭﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭ ﻁﺭﻴﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺫﻟﻙ ﺒﺩﻗﺔ ﻟﺩﻯ ﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ،ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻤﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴـلﺇﻥ ﻭﺠﺩ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻏﻤﻭﻀﺎ ﺃﻭ ﻨﻘﺼﺎ ﺃﻭ ﺍﺨﺘﻼﻓﺎ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﻟﻴﺼلﺇﻟﻰ ﻏﺭﺽ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻭ ﻴﺩﺭﻙ ﻗﺼﺩﻩ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ،ﻭ ﻫل ﻫـﻭﻋﻠﻰ ﺼﻭﺍﺏ ﺃﻡ ﺃﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺨﻁﻰﺀ ﺴﻬﻭﺍ ﺃﻭ ﻗﺼﺩﺍ؟ ﻭ ﻫﻜﺫﺍ ،ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻨﻘـﺩﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ،ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺒﻬﻤﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻁﻠﻕﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﺍﺴﻡ \" ﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺹ \" .ﻭ ﻫﻭ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻭﺍﺴـﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻭ ﻤﺘﻤﻜﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ. -3ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ:ﻭ ﻫﻲ ﺃﻫﻡ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ،ﻭ ﺘﻨﻘﺴﻡ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ ﻫﻤﺎ :ﺍﻟﺘﻨﻅـﻴﻡ – ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴل. 1-3ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ:ﺘﺘﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺒﺠﻤﻊ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭ ﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ ﻭ ﺘﻨﺴﻴﻘﻬﺎ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺅﻟﻑ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻤﻨﻬﺎ ﺼﻭﺭﺓ ﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ،ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻟﻠﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻨﺕﻓﻲ ﺫﻫﻥ ﺸﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﻴﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺃﻭل ﻤﺭﺓ ،ﻭ ﺍﻟـﺫﻱ ﻟـﻥﻴﺘﻜﺭﺭ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ،ﻓﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ .ﻭ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎل ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺭﺘﺏ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﻤﺎ ﻴﺤـﺼلﻓﻲ ﺯﻤﺎﻨﻪ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﺎﻟﺤﺎﻀﺭ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺀ ،ﺤﺴﺏ ﻗﻭل ﺍﺒﻥﺨﻠﺩﻭﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ .ﻜﺫﻟﻙ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴـﺏ ﺍﻟﺯﻤـﺎﻨﻲ ﻟﻠﺤـﻭﺍﺩﺙ،ﻭ ﻴﺠﻤﻌﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﻁﺒﺎﺌﻌﻬﺎ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺒـﺫﻟﻙ ﻤـﺜﻼ :ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻲ،
ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ،ﻭ ﻫـﺫﺍ ﻀـﻤﻥﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ،ﺃﻭ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺯﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ .ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﺠﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﺠـﻭﺍﺕﻜﺒﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻻ ﻴﻤﻠﻙ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺜﺎﺌﻕ ،ﻟﺠﺄ ﻋﻠﻰ ﻤﻠﺌﻬـﺎ ﺒﺎﻻﺠﺘﻬـﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﻠـﻲﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﺈﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﺹ ،ﻭ ﻟﻭ ﺇﻟﻰ ﺤﻴﻥ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻸ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ،ﺃﻭ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﺠﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺃﻫﻡ ﻭ ﺃﺼﺢ -2-3ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴل ﻟﻠﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ:ﺒﻌﺩ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻴﻌﻤﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ﻭ ﺘﻌﻠﻴﻠﻬﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥﺒﻨﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻜﺘﺸﻔﻬﺎ ،ﺘﻘﻭﺩ ﺒﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﻭ ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻓﻲ ﻫـﺫﺍﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻨﺠﺩ ﺘﺴﺎﺅل ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻤﺜل ﺒﺤﺜﻬﻡ ﻋﻥ ﺃﺴـﺒﺎﺏﻨﺸﻭﺀ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺩﻭل ،ﻭ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻀﻌﻔﻬﺎ ﻭ ﺘﺩﻫﻭﺭﻫﺎ ﻭ ﺴﻘﻭﻁﻬﺎ .ﻴﻘـﻭلﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ \" :ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ...ﻻ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺩﻭل ،ﻭ ﺍﻟﺴﻭﺍﺒﻕ ﻤـﻥﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺘﻨﻤﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻗﻭﺍل ،ﻭ ﺘﻀﺭﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻤﺜﺎل...ﻭ ﺘﺅﺩﻱ ﻟﻨﺎ ﺸﺄﻥﺍﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻜﻴﻑ ﺘﻘﻠﺒﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﺤﻭﺍل ،ﻭ ﺍﺘﺴﻊ ﻟﻠﺩﻭل ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻟﻨﻁـﺎﻕ ﻭ ﺍﻟﻤﺠـﺎل، ﻭ ﻋﻤﺭﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﺤﺘﻰ ﻨﺎﺩﻯ ﺒﻬﻡ ﺍﻻﺭﺘﺤﺎل ،ﻭ ﺤﺎﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﺯﻭﺍل\".ﺜﻡ ﻴﻀﻴﻑ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ \"ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ\" ﻭﺍﺼﻔﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ \" :ﻭ ﻓﻲ ﺒﺎﻁﻨـﻪﻨﻅﺭ ﻭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ،ﻭ ﺘﻌﻠﻴل ﻟﻠﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﻭ ﻤﺒﺎﺩﺌﻬﺎ ﺩﻗﻴﻕ ﻭ ﻋﻠـﻡ ﺒﻜﻴﻔﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻭﻗـﺎﺌﻊﻭ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﻋﻤﻴﻕ ،ﻓﻬﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﺼﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭ ﻋﺭﻴﻕ ،ﻭ ﺠﺩﻴﺭ ﺒﺄﻥ ﻴﻌﺩ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻤﻬﺎ ﻭ ﺨﻠﻴﻕ\".ﻭ ﺍﻟﻌﻠﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺘﻘﺎﺒل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﺤﻴـﺙﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻫﻲ ،ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠـﺔﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ .ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻫـﻲ ﺠﻤـﻊ
ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻭ ﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭ ﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ ،ﻭ ﻫﻲ ﻤﺭﺍﺤل ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻋـﻥ ﻤﺭﺍﺤـل ﺍﻟﻤـﻨﻬﺞﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﻓﻘﺩ ﺤﺎﻭل ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻭﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺤـﻭﺍﺩﺙﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭ ﻅﺭﻭﻑ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻟﻌﻠﻬﻡ ﻴﺼﻠﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻭﺍﺤـﺩﺓﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺼل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺤﻜـﻡﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﺜﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏﻟﻠﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ،ﻷﻨﻬﻡ ﻴﻌﺘﻤﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻭﺍل ﻨﻅﺭﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﻜﻤـﺎﻴﺒﺩﻭ ﻟﻬﻡ ﻫﻭ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﻅﺎﻫﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻐﻨـﻲ ﻋـﻥﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺴﺒﺒﻲ ﻟﻠﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﻀﻊ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻌﻴﻥ ،ﺇﻻ ﺒﺫﻜﺭ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ،ﻭ ﻫـﺫﺍ ﺃﻤـﺭ ﻻﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺒﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻜﻤﺴﻠﻤﺔ ﻻ ﻤﻔﺭ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻨﻅﺭﻱ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻪ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺍﻟـﺫﻱﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴـﺔ ﺍﻟﻘﺎﻀـﻲ ﺒـﺄﻥ ﻨﻔـﺱﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺘﺅﺩﻱ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ .ﻓﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻨﻅـﺭﻱ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ،ﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌـﺫﺭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻐﻴﺭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ .ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻻ ﺘﺘﺨﺫ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴـﺔ .ﻓﺎﻟﺤﺘﻤﻴـﺔ ﻫﻨـﺎ ﻏﻴـﺭ ﺼـﺤﻴﺤﺔ ﻷﻥﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺘﺘﺩﺨل ،ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴـﺔ ،ﺍﻟﻭﻀـﻌﻴﺔﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴـﺴﻤﺢ ﻟﻸﺴـﺒﺎﺏﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﺃﻥ ﺘﺤﺩﺙ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔﻟﻠﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﻗﺩ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻓﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞﻤﻐﺎﻴﺭﺓ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﻤﺒـﺩﺃ
ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ،ﻜﻼﻫﻤـﺎ ﻀـﺭﻭﺭﻱﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻭﻜﻼﻫﻤﺎ ﻨﻅﺭﻱ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻨﺘﺎﺌﺠﻬﻤﺎ ﺘﺨﺘﻠﻑ ،ﻓﻬﻲ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠـﻡﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﻭﻏﻴﺭ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ .ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻭﺠﺏ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤـﺅﺭﺥﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﺩﻗﻴﻕ ،ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺄﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻭﻻ ﺒﺩ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠـﻰﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲﻭﺠﺩﻫﺎ ،ﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺃﺴﺒﺎﺒﺎ ﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴلﻫﺫﻩ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ،ﻓﻘﺩ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﺴـﺒﺎﺏﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ،ﻗﺩ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ.ﻭﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﺘﻤﺜﻴل ﻤﻔﻴﺩ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﻜﺎﻑ ،ﻭﻏﻴﺭ ﻴﻘﻴﻨـﻲ .ﻭﻗـﺩﻗﻴل\" :ﺇﻥ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺘﻬﺎ ،ﻭﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺘﻔﻜﻴﺭﻫـﺎ ،ﺘﺨﺘﻠـﻑﺘﻤﺎﻡ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻋﻥ ﻋﺎﺩﺍﺘﻨﺎ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺘﻨﺎ ،ﻭﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺘﻔﻜﻴﺭﻨﺎ\" .ﻭﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﺘﻤﺜﻴـل ﻻﻴﺅﺩﻱ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻅﻥ ﺃﻭ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎل ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻴﺒﻘﻰ ﺠﺯﺌﻴـﺎ،ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺘﻌﻠﻴل ﺤﺎﺩﺙ ﺠﺯﺌﻲ ،ﺒﺤﺎﺩﺙ ﺠﺯﺌﻲ ﺁﺨﺭ ،ﻜﺘﻌﻠﻴـل ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﺜﻼ ﺒﺎﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ،ﺃﻭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺴـﺘﻌﻤﺎﺭ،ﻫﻲ ﺴﺒﺏ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﺃﻭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ،ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻴﺱ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻋﺎﻤﺎ ،ﺒل ﻫﺫﻩ ﻭﻀﻌﻴﺔﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺴﺒﺒﻲ ،ﺒﻴﻥ ﺤﺎﺩﺜﺘﻴﻥ ﺠﺯﺌﻴﺘﻴﻥ ﻭﺍﻗﻌﻴﺘﻴﻥ ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺘﻴﻥ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺒﻠﻭﻏﻪ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴل ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴلﺍﻟﻜﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﻋﺎﻡ ،ﻴﺼﻠﺢ ﻟﻼﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﺍﻟﺨـﺎﺹﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﻴﻨﺌﺫ ﺃﻥ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻨﻅﺭﻱ ،ﻴﺠﺩﻩﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻓﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ،ﺃﻤﺎ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ،ﻓﻬﻭ ﻤﺒﺩﺃ ﻋﺎﻡ ،ﻻ
ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺅﺭﺥ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻋﻠـﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ ،ﺃﻭ ﻓﻠـﺴﻔﺔﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻟﻴﺒﺤﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﻴﺴﺎﻋﺩﻩ ﻋـﻥ ﺍﻻﻨﺘﻘـﺎل ﻤـﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟـﻭﺍﻗﻌﻲﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩﻱ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺨـﺭﺝﻋﻥ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺃﻭ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﺨﺭﺝﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ،ﻓﺎﻟﻤﺅﺭﺥ ﻻ ﻴﺒﺭﺡ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ،ﺤﻴـﺙ ﺇﻥﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺒﺄﻱ ﺤﺎل ﻤـﻥ ﺍﻷﺤـﻭﺍلﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﻥ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺤﺎﺩﺙ ﺠﺯﺌﻲ ﻤﻌﻴﻥ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺒـﺩﺃ ﻨﻅـﺭﻱﻋﺎﻡ ،ﻫﻭ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ،ﻓﻨﻔﺱ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻟﻬﺎ ﺘـﺅﺩﻱ ﺩﻭﻤـﺎ ﺇﻟـﻰ ﻨﻔـﺱ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ.ﻭﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻻ ﺘﺴﻤﺢ ﺴـﻭﻯ ﺒﺎﻟﺘﻌﻠﻴـل ﺍﻟﺠﺯﺌـﻲﻟﻠﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻓﻠﻡ ﻴﺒﻕ ﻟﻠﻤﺅﺭﺥ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﻀﻠﻊ ﻓﻴﻪ ،ﻤﻥ ﺃﺠـلﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭﻩ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻗﻴل\" :ﺇﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ ،ﻴـﻀﻊﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻴﻁﺒﻘﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺘﻔـﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﻗـﺎﺌﻊﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ\" .ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺃﺠـل ﺘﻔـﺴﻴﺭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻴﻭﺼﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﺄﻨﻪ ﻋﻠﻡ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﻨﻬﺠﻪ ،ﻭﺸﺭﻭﻁ ﺒﺤﺜﻪ ،ﻭﻟﻜﻨـﻪﻟﻴﺱ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺤﻘﺎﺌﻘﻪ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ،ﻫـﻭ ﻤـﻥﻁﺒﻴﻌﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ،ﺃﻱ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﺫﻫﺎﺏ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﺤﺘﻤﺎﻟﻲ ﻭﻁﻨﻲ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ .ﺤﺘﻰ ﺃﻥ ﺒﻌـﻀﻬﻡﺍﺩﻋﻰ ﺒﺄﻨﻪ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻗﺩﻡ ،ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺼﺩﻴﻕ ﺒﻬﺎ ﺃﻗل .ﻏﻴـﺭﺃﻥ ﺍﻷﻗﻭﺍل ،ﻻ ﺘﺜﺒﺕ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﺩ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻻ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻓﻘـﻁ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ،ﺒل ﻴﺘﺄﺴﺱ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﺍﻟﺘـﻲﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل ،ﺤﻴﺙ ﺇﻨﻬﺎ ﺘﻅل ﺒﺎﻗﻴﺔ ﻟﻘﺭﻭﻥ ﻁﻭﻴﻠﺔ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻋﻥ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺘﻬﺎ ﺃﻗﻭﺍﻡ ﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ﺍﻷﻭﻟﻰﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺃﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻﺯﺍﻟﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺤﺘـﻰ ﺍﻵﻥ ،ﺜـﻡ ﺇﻥﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻜﻔﻴل ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨـﻭﻥﺍﻟﺴﻁﺤﻴﻭﻥ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺴﻭﻑ ﻴﺯﺩﺍﺩ ﻭﻴﻨﻤﻭ ﺒﺘﻁﻭﺭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺫﺍﺘﻪ،ﻭﺍﻗﺘﺭﺍﺒﻪ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻨﺎ ﺍﻟﻴـﻭﻡ ﺒﺘـﺎﺭﻴﺦﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻫﻲ ﺃﻓﻀل ﻭﺃﺩﻕ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺒﺴﺎﺒﻘﻴﻬﻡ ،ﻓﻤﻌﺭﻓﺘﻨـﺎﺍﻟﻴﻭﻡ ﻤﺜﻼ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺼﻴﻥ ،ﻫﻲ ﺃﻓﻀل ﻭﺃﻭﻀﺢ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻥ ﺒـﻪ،ﻭﺫﻟﻙ ﻻﻥ ﺫﺍﻜﺭﺘﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻗﻭﻯ ﻤﻥ ﺫﺍﻜﺭﺓ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻥ ،ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺘﻁـﻭﺭﺓﺍﻟﺘﻲ ﻟﺩﻴﻨﺎ ،ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﺩﻴﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻨﺎ ﺒﻤﺎ ﻗﺒـل ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺃﻓـﻀل ﻤـﻥﻤﻌﺭﻓﺘﻬﻡ ،ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ،ﻭﺴﻭﻑ ﺘﺄﺘﻲ ﺃﺠﻴﺎل ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻬﺎ ﺃﺩﻕ ﻭﺃﺭﻗﻰ ﻤـﻥﻤﻌﺎﺭﻓﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻭﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓـﺈﻥﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ـ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﺎل ـ ﺫﺍﻜﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ،ﺴﻭﻑ ﻴﻭﺍﺼل ﺘﻁﻭﺭﻩ ﻨﺤـﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻗﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺴﺘﻅل ﺫﺍﻜﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻤﺎﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ،ﻟﺘﻜﻭﻥﺃﻗﻭﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﺩ ﺍﻵﺒﺩﻴﻥ ،ﻤﻤﺎ ﺴﻭﻑ ﻴﺅﺩﻱ ﺤﺘﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﻁﻭﺭ ﻫﺎﺌـل ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻟﻠﺒﺸﺭﻴﺔ.
ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺝ: 1ـ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ. 2ـ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻓﺭﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ،ﻻ ﻴﺘﻜﺭﺭ ،ﻭﻫﻭ ﻏﻴـﺭﻗﺎﺒل ﻟﻠﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﻓﻼ ﻴﻌﺭﻑ ﺇﻻ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ،ﺒﻌﺩ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﺒﻜل ﺩﻗﺔ ﻤﻤﻜﻨﺔ. 3ـ ﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻪ ﻴﺘﺭﺍﻭﺡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻁﺒﻴﻌﻲ. 4ـ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ،ﻫـﻲ ﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜـﺔﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﺒﺠﻤﻊ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻋـﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜـﺔﻭﺇﺨﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺘﺩﻗﻴﻕ ،ﻟﻨﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺇﻟـﻰ ﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜـﺔﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﺩﺭ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﻟﻠﻭﺍﻗـﻊ ،ﻭﻟﻠﻭﺍﻗـﻊ ﻜﻤـﺎ ﺤﺩﺜﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ.5ـ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﻟﻠﻤﺅﺭﺥ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻌﻴﻨـﺔ ،ﻴﻌﻤـﺩﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﻫﻲ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﺒﻴﻨﻬـﺎ،ﻟﻴﺄﺨﺫ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻜﺎﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻅﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻨـﺴﻴﺞ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨـﺴﺠﻡ ﻟﻠﻔﺘـﺭﺓﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻤﺤل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ .ﻭﻗﺩ ﺘﻌﺘﺭﺽ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻤـﻥ ﻨـﻭﻉﺨﺎﺹ ،ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻔﺴﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺘﻪ ،ﻭﺍﻟﺘـﻲ ﻫـﻲﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ،ﻓﻘﺩ ﻴﺼﻌﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ،ﺒـﺸﻜل ﻴﺠﻌﻠﻬـﺎﺘﺴﺘﻌﻴﺩ ﺘﺴﻠﺴل ﺤﺩﻭﺜﻬﺎ ،ﻓﻴﻌﻤﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻨﻘﺹ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻌﺘﺭﻀـﻪ،ﻤﺜل ﻭﺠﻭﺩ ﻓﺠﻭﺍﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ،ﻻ ﺸﻲﺀ ﻴﺩل ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻭﺜـﺎﺌﻕ ﺃﻭﺁﺜﺎﺭ ﺃﻭ ﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻋﻨﻬﺎ .ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻓﺭﺍﻏﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻴﻔـﺴﺩ ﺘﻭﺍﺼـل ﺤﻠﻘـﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺘﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ،ﻭﻴﻜـﻭﻥ ﺘﻌـﻭﻴﺽﺍﻟﻨﻘﺹ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻟﺠﻭﺀ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺇﻟﻰ ﺨﺒﺭﺘﻪ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻨﻁـﻕ ،ﻓـﻲﺍﻨﺘﻅﺎﺭ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺃﻭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻭﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺩﻋﻡﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ،ﺃﻭ ﺘﺼﺤﺤﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻨﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻻﻜﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ. 6ـ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴـل ،ﻟﻜـﻥﺍﻟﺘﻌﻠﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺠﺯﺌﻲ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﺤـﺎﺩﺙ ﺠﺯﺌـﻲﺁﺨﺭ ،ﻭﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺴﺒﺒﻲ ﻋﺎﻡ ﻭﻨﻅﺭﻱ ،ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﻜل ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻜﻤﺎﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺘﺨﻀﻊ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺴﺒﺒﻲ ﻨﻅﺭﻱﻋﺎﻡ ،ﻫﻭ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺄﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺘﺅﺩﻱ ﻀـﺭﻭﺭﺓ ﺇﻟـﻰﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺩﻭﻤﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ .ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨـﺕﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺘﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻠﻤﺎ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤـﺴﺒﺒﺎﺕﻓﻴﻪ ﻜﻠﻬﺎ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺠﺯﺌﻴﺔ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﺘـﻲ ﻤـﻥﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻤﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ،ﻴﻠﺠﺌﻭﻥﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﺃﻭ ﻤﺒﺎﺩﺌﻪ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻴﻌﺘﻤﺩﻭﻫﺎ ﻓـﻲ ﺘﻔـﺴﻴﺭ ﻭﺘﻌﻠﻴـلﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺠﺯﺌﻴﺔ ،ﺘﻔـﺴﺭﻫﺎﻭﺘﻌﻠﻠﻬﺎ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺠﺯﺌﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻫﻲ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨـﺴﻲ ،ﻓـﺈﻥ ﻋﻠـﻡﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺴﺒﺏ ﻨﻅﺭﻱ ﺃﻭ ﻤﺒﺩﺌﻲ ﻋﺎﻡ،ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻜل ﺍﻟﺜﻭﺭﺍﺕ ،ﻭﻟﻴﻜﻥ ﻤﺜﻼ ﺍﻟﻤﺱ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭ ﺒﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ ﺠـﺭﺍﺀ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﺍﻟﻔﻅﻴﻊ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺴﻑ ﺍﻟﺸﻨﻴﻊ.
7ـ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ:ﻴﻅﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻟﻴﺱ ﺠﺩﻴﺭﺍ ﺒـﺄﻥ ﻴـﺴﻤﻰ ﻋﻠﻤـﺎ، ﻭﻴﻌﺘﻤﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺘﻴﻥ ﺍﻵﺘﻴﺘﻴﻥ:ﺃﻭﻻ :ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻻ ﻴﻼﺤﻅ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺩﺭﺴﻬﺎ ﻤﻼﺤﻅـﺔﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﻭﻫﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘـﻲﺘﺘﻠﺨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻨﻘل ﻋﻨﻬﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻷﺨﺫ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻭﺜـﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻭﻨﻬﺎ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺸﺎﻫﺩﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺃﻭ ﺴﻤﻌﻭﺍ ﺒﻬﺎ.ﺇﺫﻥ ،ﻓﺎﻟﻔﺎﺭﻕ ﻜﺒﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻜـﺎﻥ ﺜﻤـﺔﻭﺠﻪ ﺸﺒﻪ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺃﺤﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻡ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻴـﺩﺭﺱﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻁﺢ ﺍﻟﻘﺸﺭﺓ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ .ﺤﻴﺙ ﺇﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﺘـﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﻟـﻭﺍﺨﺘﻠﻑ ﻤﻭﻀﻭﻋﻪ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺜﻠﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﺭﻴﺩﺓ ﻻ ﺘﺘﻜﺭﺭ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﺃﻭ ﺼﻨﺎﻋﻴﺎ.ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﺘﺘﻠﺨﺹ ﻓﻲ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻁﻠﻕ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﻠﻰﺃﻱ ﺒﺤﺙ ﻨﻅﺭﻱ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒل .ﻭﻻ ﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻨـﻪﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺇﺫ ﻻ ﻴﺩﻭﺭ ﺒﺨﻠﺩ ﺃﺤـﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺅﺭﺥﻴﻬﺘﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﺎﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻗﺒل ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ .ﻓﺈﻨـﺎﻨﻌﻠﻡ ،ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﺠﺎﺭﺒﻨﺎ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻨﺼﻴﺏﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ ﻟﻴﺱ ﻴﺴﻴﺭﺍ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﺯﻋﻡ \"ﺩﻭﺭﻜـﺎﻴﻡ\" ﻭﻤﺩﺭﺴـﺘﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻨﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻗﺩ\ ﺘﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﻀـﻴﺔﺍﻟﺘﺎﻓﻬﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻻ ﻴﺅﺩﻱ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ.ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻜﻬﻥ ﺒﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺃﻤﺭ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ ،ﻷﻨﻪ ﻴﺘﻜﻭﻥﻤﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻌﺭﻀﻴﺔ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻭﻗﻌـﺔ.ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﺉ ﺃﻭ ﺍﻟـﺼﻴﻎ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦﻤﺼﻁﻨﻌﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ،ﻻ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻀﻭﺀﻴﻔﺴﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ،ﺃﻭ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻬﻥ ﺒﻪ ،ﻭﺇﻥ ﺃﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻋﻭﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ،ﻭﺇﻋﺩﺍﺩﺍ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ.ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺇﻟﻰ ﺤـﺩﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ ،ﻭﺃﻨـﻪ ﺒـﺩﺃﻴﻘﺘﺭﺏ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻴﺔ .ﺤﻘﺎ ﻴﺯﻋﻡ ﺒﻌﺽ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺎﺭﻗﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﺒﻴﻥ ﻋﻠﻤﻬﻡ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤـﺅﺭﺨﻴﻥ ﻴﺩﺭﺴـﻭﻥﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺘﺘﺎﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ ﻭﻓﻲ ﻤﻅﻬﺭﻫﺎﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﻬﺘﻤﻭﻥ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻜﺈﺤﺩﻯﺍﻟﻬﺠﺭﺍﺕ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺯﻭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺍﺕ ،ﺜﻡ ﻴﺼﻔﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﻴﺭﺒﻁﻭﻨﻬﺎ ﺒﺘﻠﻙﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻘﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﺤﻘﺘﻬﺎ .ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ ﺍﻟـﺫﻴﻥﻴﻌﻨﻭﻥ ،ﺃﺴﺎﺴﺎ ،ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﺍﻟﻤﻁﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ،ﻭﻻ ﻴﻬﺘﻤﻭﻥ ﺒﺘﺘﺎﺒﻊ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﺯﻤﻨﻴﺔ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻴﻬﺘﻤـﻭﻥ ﺒﺎﻷﺴـﺒﺎﺏﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺴﺭﻫﺎ .ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻓﻘﺩ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﺃﺼـﺒﺤﻭﺍ ﻻﻴﻜﺘﻔﻭﻥ ﺒﻭﺼﻑ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺘﺘﺎﺒﻌﻬﺎ ﻓﺤﺴﺏ ،ﺒل ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﻜـﺸﻑ
ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺩﻴﺔﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻟﻜﻲ ﻴﻘﻔﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ .ﻓﻬـﻡ ﺍﻵﻥ ﺃﻜﺜـﺭ ﺸـﺒﻬﺎﺒﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﻬﻡ ﻴﺨﺎﻟﻔﻭﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘـﺭﺍﻑ ﺒﺘـﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤـلﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ،ﻭﻴﻔﺴﺤﻭﻥ ،ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﻡ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻋﺭﻀﻪ ،ﻤﺠﺎﻻ ﻟﻠﺼﺩﻓﺔ ﻭﺍﻻﺤﺘﻤﺎل.ﻭﻤﻬﻤﺎ ﻴﻜﻥ ﻤﻥ ﺸﻲﺀ ،ﻓﻘﺩ ﻀﺎﻗﺕ ﺍﻟﻬﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻔﺼل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ .ﻓﻘﺩ ﻁﺒﻕ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻭﻥ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺒﺤﻭﺜﻬﻡ .ﻭﻴﺩلﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺒﺩﺅﻭﻥ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺒﺠﻤﻊ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ،ﺜﻡ ﻴﻨﺘﻬﻭﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨـﺎ ﺇﻟـﻰﻭﻀﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﺭﻭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺼﺩﻗﻬﺎ ﺒﺎﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ .ﻭﻗﺩﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺃﻭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻨﺎﻗﺼﺔ ﺃﻭ ﻤﻬﻭﺸﺔ ﺃﻭ ﻤﺤﺭﻓـﺔ ﺃﻭ ﻤـﺯﻭﺭﺓ.ﻭﻫﻨﺎ ﺘﺒﺩﻭ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻟﻠﺒﺭﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﺩﻗﻬﺎﺃﻭ ﻜﺫﺒﻬﺎ .ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻫﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻗل ﻤﺭﺘﺒﺔ ﻤـﻥﺍﻟﺒﺭﺍﻫﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﺎﺕ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔ ﺃﻭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻴﺔﺍﻷﺨﺭﻯ .ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺼﺩﻕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻲ ﻨﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦﺒﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﺒل ﻗﺼﺎﺭﻯ ﻤﺎ ﻫﻨـﺎﻙ ﺃﻨﻨـﺎ ﻨﺤـﺎﻭلﺘﻁﺒﻴﻕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺒﻤﺎ ﺍﻫﺘﺩﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺭﻴﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ.ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡﺍﻟﻌﻠﻡ .ﺤﻘﺎ ﻴﻘﻭل ﺃﺭﺴﻁﻭ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﻴﺩﺭﺱ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﺠﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺩﺨﺎل ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ﺘﺤﺘﻬﺎ ،ﻭﺃﻨـﻪ ﻴﺭﻤـﻲ ﺇﻟـﻰﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺠﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻌﻠـﻡ ﻫﻜﺫﺍ ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻨﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺸﻙ ﺃﺤﺩ ﻓﻲ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﻠﻤﻴﺔ.
ﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻡ \"ﺍﻟﺠﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ\" ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺩﺭﺱ ﺴﻭﻯ ﺤﺎﻻﺕ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺒـﻴﻥﺍﻷﻁﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭﺕ ﺒﻬﺎ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻟﻴﺱﺜﻤﺔ ﻓﺎﺭﻕ ﻜﺒﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻟﺠﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻬﺩﻑ ،ﺇﺫ ﻴـﺩﺭﺱ ﺍﻷﻭلﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻴﺩﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ .ﻭﻫﻨـﺎﻙﺴﺒﺏ ﺁﺨﺭ ﻴﺩﻋﻭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﺄﻨﻪ ﻋﻠﻡ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻻ ﻴﻘﻑ ﻋﻨﺩﺤﺩ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ ﻭﺘﻨﺴﻴﻘﻬﺎ ،ﺒل ﻴﺭﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺠﺩ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ﻭﺘﻌﻠﻴﻠﻬﺎ.ﻭﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻁـﺎﻕﻭﺍﺴﻊ ﻨﻅﺭﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺭﺴﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺘﺭﺠﻊ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻷﺨﻴـﺭﺇﻟﻰ ﺃﻓﻌﺎل ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩﺍﺕ ﺇﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﺭﺩﻴﺔ .ﻭﺇﺫﻥ ﻓﻠﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥﺤﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ،ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺃﺴـﺒﺎﺏ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺼﺩﻗﻭﺍ ﻤﺎ ﺯﻋﻤﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﻴﺒﺤﺙ ﻋـﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ. ﻭﻟﻡ ﻴﻨﺘﺒﻬﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻨﺢ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ.ﻭﺒﺘﻌﺒﻴﺭ ﺃﻭﻀﺢ ،ﻓﺎﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻤﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﺘﻘل ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻘل ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻌﻨﻰ ﻗﻭل ﺃﺭﺴﻁﻭﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﺎﻤﺔ ،ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﻋﻠﻡ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻬـﺎ ﻋﻠـﻰﺃﺭﺽ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻫﺫﻩ ﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻜﺒﺭﻯ ،ﻓﺎﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻤﺎ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﻔـﻊ ﻋـﻥﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺎﺕ ،ﻭﻋﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﺍﻟﻜﻠﻲ ،ﻓﺎﻟﻌﻠﻡ ﻤﺜﻼ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻﻟﻠﺠﻨﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻭﻉ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻨﺎﺱ ﻭﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ﻻ ﺘﻭﺠﺩﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻤﺎ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﺴﻭﻯ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜـﺎل ،ﻻ ﻴﻭﺠـﺩ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ \"ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ\" ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻨﻭﻉ ﻟﻠﺤﻴﻭﺍﻥ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﻨـﻪ ﺍﻷﻓـﺭﺍﺩ ﻜﺄﺤﻤـﺩﻭﻤﺤﻤﻭﺩ ﻭﻓﺎﻁﻤﺔ ﻭﺨﺩﻴﺠﺔ .ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻠﺠﻨﺱ \"ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ\" ﻓـﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗـﻊ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅـﺔ ﻻﺘﻨﺼﺏ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻤﺜل ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ،ﻭﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻐـﺯﺍل،ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻜـﻭﻥ ﻟﻬـﺫﻩﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﻴﺤﺼل ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺘﻌﻤﻴﻡ ،ﺃﻱ ﺒﺎﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺍﻷﻓـﺭﺍﺩ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴـﺔﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺼﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ﻭﺍﻷﺠﻨﺎﺱ ﻭﺃﺠﻨـﺎﺱﺍﻷﺠﻨﺎﺱ .ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻤﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﻷﻨﻪ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺒﺩﺃ ﻤﺠﺭﺩ ﻋﺎﻡ ﻭﻜﻠـﻲ ،ﺘﺨـﻀﻊ ﻟـﻪ ﺠﻤﻴـﻊ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ،ﻓﺈﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺴـﺒﺎﺏﻻ ﺘﺅﺩﻱ ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻨﺩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻻ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺒﺄﻥ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ .ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﻅﻁﺭ ﻋﻠﻤـﺎﺀﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻜﻠﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﺃﻱ ﺒﺎﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﺉﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﻋﻠـﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ ،ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺤـﻭﺍﺩﺙﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﺃﻥ ﺘﺭﻗﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠـﻡ ،ﺃﻱ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻨﻅﺭﻴﺎ.
ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ :ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺘﻁﺒﻴﻕ1 ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ،ﺤﺎﺩﺜﺔ ﺃﻭ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ، ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﻋﻥ ﺘﺭﻜﺕ ﺁﺜﺎﺭﺍ، ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺴﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﺎﻻﺴﺘﻨﺎﺩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺘﺜﺒﺕ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ. ﻨﻭﻤﻴﺩﻴﺎ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ. ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﻬﺎ. ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ، ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺴﺠل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻭﺘﺒﻘﻰ ﻤﺎ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲﺍﻹﺤﺎﻁﺔ ﺒﻬﺎ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ،ﻤﺎ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ؟ ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﺴﺘﻤﺭﺍ. ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل.ﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻭﺜﺎﺒﺘﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔﺃﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻟﺘﻭﻓﺭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ،ﺃﻭ ﺘﺄﻭﻴل ﺍﻷﺤﺩﺍﺙﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ،ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﺒﺕ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ.ﺃﻭ ﺘﺄﻭﻴل ﻭﻓﻬﻡ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ،ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ.ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻤﺘﻭﺍﺼﻼ. ﺍﺴﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻋﻘﺒﺔ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ،ﺃﻭ ﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ
ﻨﺎﻓﻊ ،ﻗﺭﺏ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ. ﺒﺴﻜﺭﺓ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺘﺎﺒﺕ ،ﺘﺩل ﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﺘﺢ ﺤﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ،ﺃﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻤﺘﻁﻭﺭﺍ، ﻟﻠﺤﺎﺩﺜﺔ؟ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺠﺎﺭﻴﺎ. ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﻟﺠﺒل ﻗﺎﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺤﻘﺎ، ﻤﺎ ﻨﺼﻴﺏ ﺒﺩﻟﻴل ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﻭﺭﺍﺱ ﻟﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ.ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻋﻨﻬﺎ، ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺘﺒﻘﻰ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ؟ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺒﺎﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟ ّﺭﺴﺘﻤّﻴﺔ ﺒﺘﻁﻭﺭ ﻤﺎ ﻴﻔﺴﺭﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺼل. ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻻﻜﺘﻔﺎﺀ ﻤﺅﻗﺘﺎ ﺒﺎﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل. ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻻ ﺠﺩﺍل ﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻴﻪ ،ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﺨﻠﻔﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﻌﺒﻴﺩﻴﺔ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺁﺜﺎﺭ ﻭﺭﻭﺍﻴﺎﺕ، ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﺇﻻ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻋﻥ ﻓﻠﻴﻜﻥ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ؟ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻴﺒﻘﻰ ﻤﺘﻁﻭﺭﺍ، ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﻤﺭﺤﻠﻴﺎ. ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁﻴﺔ ﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ،ﺒﺩﻟﻴل ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،ﻭﺇﻻ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻴﺒﻘﻰ
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301