Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore إيكادولي

إيكادولي

Published by Ahmed Nashaat, 2022-06-20 02:44:52

Description: إيكادولي

Search

Read the Text Version

‫‪ -‬اطمئن‪ ،‬سأستركما‪ ،‬رغم أنكما لا تستحقان!‬ ‫‪ -‬أهكذا تردين الجميل لأميرتك التي أطلقت سراحك؟‬ ‫‪ -‬قلت سأستركما! ولكنني أكره فعلكما!‬ ‫برأيتهتاالف\"تَيمفرتاالمت\"حا‪،‬م ُلثب‪ّ،‬تمعودسصةلريا ًععانسهمر‪،‬يا ًعااكاننإفلىرتجبيتتتتمأن\"ىأساأشريرنيراهت\"ان‪ ،‬اشعلنتقدي امالانأرزعلعضمج وتتتبأفتّلنيهعااهلابمدوحاتايلربةفة‪،‬ظعهناعدلفمىاي‬ ‫\"عأنشر\"ي َام\"راقمد\"‬ ‫عن الأميرة \"هيلا\"‪ ،‬كانت‬ ‫نسحم ٍوعستريععنهتاآ‪،‬لفلتاكن‪،‬هاوبلاتمتاتلكيلنتهتمعالتمتحقدثصاتهنا‬ ‫بالتفصيل‪ ،‬خفف هذا‬ ‫هو‬ ‫وكم‬ ‫لعوب‪،‬‬ ‫فتاة‬ ‫كماان متّر تتغبلهي‪،‬مكنمذلهووهمهويانن‪،‬أونكيمظتؤنلمهباهاعأينحهاد اهلآمنأ‪.‬نها‬ ‫التي‬ ‫قاهر‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪151‬‬

‫(‪)14‬‬ ‫في بيت \"كلودة\"‬ ‫ب\"ك َيامننرمااممّقر\"كادتإلناىات\"لألخقنيلذصةسقر\"ره\"فااًايرالدئحةقصوبرحالحبءيةأ\" \"ثنقكبلايلوغسدتمأة\"سنلضويم\"ع ُكعتويودنم\"ي َلبمهلورام\"املكفل\"تييبللةلدةنكااالونلمعهمامظاالضميمعىنة‪،‬م‪،‬يذلاققولهدحوصلتبأا ّاىنقهحالتالساظبيلاهنيككقرثةير‪،‬ل‪،‬ر‬ ‫بفك ّلتاسمبةابلتهع‪،‬ذوًبكواكراواكلنالنيحتشظاعةلمرابسلاتلكييذننقةذبتفهسوااتلمغفييسهائثوبلبايلهةلحيتجناجقراةذهفههااي‪،،‬عككاينمهنااي‪،‬أنأسهتسراكاجءعنبهميااشارلعوترظهبناللهوضظ ّيعنهناق‬ ‫ذاك الشاب الذي غطاها بوشاحه وحملها إلى القصر‪ ،‬وكيف نجاها الله مما‬ ‫ينتظر انتهاء‬ ‫جلس‬ ‫لها‪،‬‬ ‫وصيفة‬ ‫اليخذتاهربتاهامأًعماي لربةيهتنا\"أكشلرتياك\"‪.‬ون‬ ‫كانت تخشاه بأن‬ ‫\"كلودة\" من عمله‬ ‫أبزيوطتّلهجمةتّمربعمعرّأعم\" َمهسظهرااموماهم\"ل‪،‬يننهاتففرققترودرلجةمبظايلنلبتبافتقتإبأحلن‪،‬اههأ‪،‬اللخبكقانلريتنيهألمت\"ايكملأنكوهنا‪.‬دلمة\"رأ\"عةلشيىالرقياالس\"بافابحقوبمةم‪،‬ل‪،‬عواهبتنينإ\"لأصميناهر يمسفت\"اعلمايلنعطىتع\"اأظنصمراوإلسن\"ت‪،‬ى‬ ‫تمعتروجف ًهاشيل ًئباي‪،‬تهك‪،‬ان راتو\"د َمهرامش\"عوصرادباقلةا‪،‬رتياستح‪،‬سترفهماماداوإمنتل تم يحمعجلبهلاهفاعللهطمعا‪.‬ام فهي لا‬ ‫كان بيت \"كلودة\" رغم بساطته يوحي بالدفء‪ ،‬غرفتان فسيحتان يفصل‬ ‫بمينغهطماى بجقدامارشحجمرنياللاكتيانص اللمإلىصبالوغس‪،‬قالكفث‪،‬يرلامأثناالثحيقذائكرب اسلوقمىافشرياةشالممع ّلنقالةليعلىف‬ ‫اعلدجةدرواسنا‪،‬ئ يدبمدحو أشن ّهواةتبحريتوشيالعلطىي اولرملابصنعستهواأ\"أشياشءرياأ\"خكرمـىا‪،‬قفايلأرلكاهـنمالوبهيويتتتننقـاــثـــرـلت‬ ‫‪152‬‬

‫بسرعة بين الغرفتين‪.‬‬ ‫لأتفخيسمقاقارئحيومد ًفهمَعجاةضلمك‪.‬بالرتكااسحبنهتووسعامىعاتخايأفء\"ضينأنشاهاشاخُّلليلشرزتيحدفارط ًهيف\"ه‪،‬عاطةاتننمبكما‪،‬بقوكالدنلليأسسمايعشعول ٍتيكرةع ّنمشويلّاتهدعنالاطول\"بح َرنايطملاّنبفربهرااقةملمعًواةي\"لغبىروهيبأجسادةّبفخطمهنعيرااندق‪،‬ءقةابلضتاوعلعقكتلددحذفىاعّلّبرلكراا‪،‬ىركلسمتبلمططياتصمنوللحي ًمدفيئلهاارا‪،‬ف‪.‬هبكاا‪،‬عهنلوةلأ ّطصمضاا\"عرعلأانمفهشتيهسف\"ي\"\"أكقةف‪،‬لكدشاوفنردحبيقةتاردى\"\"دت‬ ‫م ّد \"أنس\" يده في جيب سرواله وأخرج ساعته‪ ،‬لو انتبه إليها اللصوص في‬ ‫ليتاوتلعفدوغقهرسااجبابرنكبإةعتهمييادهفعادهايم‪،‬يهكنأااوو‪،‬انوكبلهأ ّاتلتنهيضوّمايتتحروكخاو‪،‬مكنقرلبفجاوتةحستصتوخركظلمارأيّقنن\"بفةأههينممفهاعخساظرل ّ\"بنركفجسةاتلراملقكض\" َثعزمويومهرارقالا ٍمنم\"طمشننوأاّندلهشميع‪،‬هكرلدايا‪.‬عمسنااس‪،‬ك‪،‬دانخبنتايردادتأحلمانى\"\"جهأوَامنر\"لوكراوليإسحمو\"\"سدصتيعةلتملرا\"ىفرجحت ّهعبعحالظك‪،‬فىهةيرص‪،‬م\"اأذكباسزشفاكدايلأرهيرعتااتة\"‪،‬ته‬ ‫ما حدث في السوق يوم قذفها بالحجارة فأصاب عينها‪ ،‬باغتته سائلة بضيق‪:‬‬ ‫‪ -‬ما يضحكك!‬ ‫قال ساخ ًرا‪:‬‬ ‫‪ -‬لن تعود الساعة للعمل‪ ،‬يبدو أننا نعيش بين ثانيتين‪ ،‬الوق ٌت هنا ضائع‪.‬‬ ‫قالت بح ّدة‪:‬‬ ‫‪ -‬لا أظ ّن وقتنا هنا ضائ ًعا أب ًدا‪ ،‬بل ك ّل حياتنا السابقة هى التي كانت‬ ‫ضائعة‪.‬‬ ‫م ّرت‬ ‫اإلليهصامفتتلاالقلتطيعيفناقهبملا‪،‬أ انن يزوسأتلهناظ\"أرتنهاسب\"حبيا ٍءص بو ٍعتي ًدخاافعنت‪:‬وجهه‪،‬‬ ‫التفت‬ ‫دقيقة من‬ ‫‪ -‬ماذا تقصدين بأ ّن ك ّل حياتنا الماضية كانت ضائعة؟‬ ‫‪ -‬عندما يصل المحاربون يكونون بلا هدف‪ ،‬ولعلك ُكنت بلا هدف قبل‬ ‫مجيئك إلى هنا‪.‬‬ ‫‪153‬‬

‫‪ -‬وما أدرا ِك؟‬ ‫عندما رآها أ ّول‬ ‫بعتينحه ّاف ازلم‪،‬ترّوب ّرمماةلمافأفشعلفهق‬ ‫‪ -‬مج ّرد ظن!‬ ‫عليها وسألها‪:‬‬ ‫م ّرة‪،‬‬ ‫تتسحري ًدعاثفإرلأيىه‬ ‫أنها‬ ‫\"أنس\"‬ ‫ظش ّنعهر‬ ‫وما‬ ‫إليها‬ ‫بها‪ ،‬رنا‬ ‫‪ -‬كيف هي عينك الآن؟‬ ‫تحسستها بأناملها بحرص وقالت دون أن تنظر إليه‪:‬‬ ‫‪ -‬هي أفضل‪.‬‬ ‫‪ -‬أعتذرم ّرة أخرى‪ ..‬سامحيني‪.‬‬ ‫‪ -‬لا عليك‪.‬‬ ‫طارت فيها نظرة من نظراته فلاحظ جمالها على استحياء وسألها‪:‬‬ ‫‪ -‬كنت تقولين إن المحاربين يكونون بلا هدف عندما يصلون‪ُ ،‬ث ّم يتغير‬ ‫حالهم‪..‬فما هدفك أن ِت الآن؟ أخبريني؟‬ ‫غاصت في نفسها مف ّكرة وقالت‪:‬‬ ‫أن أعيش حياتي ك ّلها في‬ ‫وإن‬ ‫أخطأت‪،‬‬ ‫وإن‬ ‫املا!ض ُثو ّمء‪،‬أملاو أتو ّدعلأىنماأأخؤتمبئن‬ ‫فشلت‪ ،‬وإن كان بي خطب‬ ‫‪-‬‬ ‫به‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن منا لا يطلب هذا!‬ ‫ث ّم سألها بفضول‪:‬‬ ‫‪ -‬كم عمرك؟‬ ‫‪ -‬ثمانية عشر عا ًما‪.‬‬ ‫‪ -‬ماذا تدرسين؟‬ ‫‪ -‬الآداب‬ ‫‪154‬‬

‫‪ -‬وأنت؟ كم عمرك؟ وهل تدرس شي ًئا ما؟‬ ‫لاح شبح ابتسامة على وجهه وقال بسخرية‪:‬‬ ‫‪ -‬س ُأتم الثالثة والعشرين قري ًبا‪ ،‬كما أنني درست بالفعل شي ًئا ما‪.‬‬ ‫التفتت إليه تنتظر أن يكمل كلامه فأردف مجي ًبا‪:‬‬ ‫‪ -‬درست الهندسة‪.‬‬ ‫كانت \" َمرام\" تستغرب تغي ًرا بدأ‬ ‫فرغم غضبها الشديد‬ ‫مشاعرها‪،‬‬ ‫يحتحىد يتثأ ّلفيم‬ ‫عينه‬ ‫بماننهج‪،‬ذاوربغنبتحهاوهف!ييبدضوربلهطيع ًفلاى‬ ‫بها‪ ،‬فقد بدأت تشعر‬ ‫كما فعل‬ ‫يعتذر لها!‬ ‫عندما‬ ‫أطرق \"أنس\" للحظات ُث ّم عاد يسألها‪:‬‬ ‫‪ -‬كيف بدأ الأمرمعك؟‬ ‫كي افرتببدكأ أتم\"رَمإراعمج\"ابوهاش بعهر!!تتبماتلمدماتءتتستصوعدضلحوالجنتسيهؤاا‪،‬ل‪،‬وكقأانهلقمرأوأفضكًحاار‪:‬ها ويسألها‬ ‫‪ -‬أقصد مجيئك إلى هنا‪ ...‬كتابك؟ صقرحملك مثلا!!‬ ‫حاولت \" َمرام\" أن تبدو متماسكة فم ّدت يدها وأمسكت بح ّبة تفاح‬ ‫وجلست تحملق فيها وهي تروي ما حدث لها‪:‬‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫عظيمة‪،‬‬ ‫مكتبة‬ ‫تالعبعشقضاليقحراوءية‪،‬قلصديهًصاا‬ ‫ج ّدتي مغرمة بالكتب‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫قديمة‪.‬‬ ‫نوبية‬ ‫المجلدات القديمة‪ ،‬منها‬ ‫‪ -‬هل تلك الكتب تخ ّص أي ًضا الأمير \"أواوا\" ؟‬ ‫‪ -‬لا‪ ،‬إ ّنها تخ ّص \"دهل كول\"‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن هو \"دهل كول\" هذا؟ أمي ٌر نوب ٌي أي ًضا!!‬ ‫‪ -‬لا‪ ....‬تلك الكلمة لقب نوبي وتعني‪...‬المجنون!‬ ‫‪ -‬وهل يكتب المجنون الكتب!!‬ ‫‪155‬‬

‫‪ -‬فكاينالحصاقيد ًققاةذهاوكل امليحكدناليذو ًماي يمججنعلوًناك‪،‬تلظك ّنّنه ممنجنحوًنوال‪.‬ه لقبوه بهذا الاسم فقد‬ ‫ه ّز \"أنس\" كتفيه مستغرًبا وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬الأسماء ك ّلها غريبة! \"أبادول\"‪\" ،‬سامي كول\"‪\" ،‬دهل كول\"‪\" ،‬إيكادولي\"‪.‬‬ ‫التفتت \" َمرام\" تجاهه وكأ ّن الكلمة الأخيرة قد استفزت حواسها وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬ك ّلها ألقاب نوبية ما عدا \"إيكادولي\" ليست لق ًبا بل هي كلمة تعني‪...‬‬ ‫قاطعها \"أنس\" بتلقائي ٍة وهو ينظر إليها قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪ُ -‬أح ّبك!‬ ‫وجه \" َمرام\" بحمرة خفيفة‪ ،‬ألقت‬ ‫بالتفاحة‬ ‫وكادت تنصرف لولا سؤاله لها‬ ‫التيأ لطمرقتمكلّاسههامافبيخالج ٍطلب‪،‬قواالصخطزبفغي‬ ‫بعد أن‬ ‫استدارت‪:‬‬ ‫‪ -‬لماذا لم ترحلي طالما تم استرداد كتابك كما تقولين؟ كان الخيار لك!‬ ‫المحاربين‪.‬‬ ‫إ ّلا‬ ‫الغابة‬ ‫دخول‬ ‫التفتت تجاهه في حرٍج وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬كنت مضط ّرة‪ ،‬لا أحد يستطيع‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫صفق صوت الرعد الذي ارتج له بدنها الهزيل‪ ،‬فقد بدأ المطر يهطل بغزار ٍة‬ ‫ا\"فَلمأرطاسعمرا\"عم‪،‬كمكلياعهمفا\"أكاإلنشىريتاالت\"تدا‪،‬ح ّخدجللث بحستيلكثك ّلالج ّلمرنقهسةام!اإبّهفنهيداوتغءرشففبيةه‪،‬بيقكاطتعن\"ةك\"لاألنوبدةسس\"\"كاولييفذ ّكتيرالكفانيانعيحماعةل‪،‬د‬ ‫لو أغرقها المطرستذوب!‬ ‫الدار‬ ‫في سقف‬ ‫بعهلىمنالذفرواصشولوهعلقبيدتكفيجهّدهخ‪،‬لفهفذراأ لسيهسوحوقملتق‬ ‫وهوت يمدجتدّر\"أمنا مس ّر\"‬ ‫طالما‬ ‫الفتيات‪،‬‬ ‫أزعجته الفتيات‪ ،‬همس لنفسه‪:‬‬ ‫‪ -‬ليس هذا وقت الفتيات! ليس وقتك يا \" َمرام\"‪.‬‬ ‫‪156‬‬

‫ُث ّم قناادلالههاماب\"كصلوودتة\"جافهخدرلجيكخلرجمنههممان مضبن ًطغا‪:‬رفته لتناول الطعام‪ ،‬تنحنح \"أنس\"‬ ‫‪َ \" -‬مرام\"‪ ،‬لا ب ّد أن أعيدك إلى القصر‪ ،‬حان وقت عودتك لأهلك‪ ،‬لا ب ّد أن‬ ‫أطمئن عليك قبل أن أعود لأبحث عن كتابي‪.‬‬ ‫‪ -‬أرجوذلك وبسرعة‬ ‫حتى‬ ‫للغد‬ ‫رحيلنا‬ ‫نؤجل‬ ‫أن‬ ‫والأفضل‬ ‫المطر‪،‬‬ ‫يتوقف‬ ‫نلكدنخنال اسلنغناتبةظ فريحأ ّتوىل‬ ‫‪-‬‬ ‫النهار‬ ‫ه ّزت رأسها موافقة‪ ،‬ويبدو أن هذا قد أراح نفسه بطريقة ما‪ ،‬التفت‬ ‫فاليليطططايلعصفاعةدم‪،‬ارلأهم‪،‬واسإكممأاحبنءاساوبشقاسردلا لردةراامرتيقتتعلحهذبهدتذأهنمهمباظنبليةسقنتبببدقل‪،‬ضىلتولوكيخعلقزّهبةة‪،‬ةأفتيوخقحرقلمىب‪.‬فيهكبمامجدنووخاجهرنلعاةا\" َلمكعدرالاشرىم\"ينكءابحعمنواد\"مياكتتللنلاوجكدّنولةه\"لاج‬ ‫ثورة‬ ‫في صمت‪ ،‬هدأت‬ ‫كلاهما يراقب المطر‬ ‫قغدضبهصان أعهخاي ًرام‪،‬نسجتريعدودالإلنىخالل‪،‬بيكات‪،‬ن‬ ‫على‬ ‫حرفان متجاوران‬ ‫كانا ساكنين وكأنهما‬ ‫سطر في رواية‪ ،‬حاء وباء‪ ...‬و ربما سيكون بينهما الكثير‪....‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪157‬‬

‫(‪)15‬‬ ‫النهر الأخضر‬ ‫مب ّش ًرا بنها ٍرمشرق‪ ،‬فتح \"أنس\" عينيه‬ ‫ايلؤقّذرينة‪،‬‬ ‫فج ٌر ورد ٌي شاح ٌب يبزغ على‬ ‫اعتدل في فراشه ولثوا ٍن راح يتساءل‬ ‫ععننداملامكتانانهالىذليسيموعجهدصفيوهتودعي ّ ٍماك‬ ‫حدث له‪ ،‬عاد وعيه إليه ببطء‪ ،‬نهض بوثبة‬ ‫على‬ ‫مونص ّلاىلناالففذجة‪،‬ر‪،‬تكوانضأيمحتناجك لوتلبكالماالءسالكيفنخةا‪،‬رتيل اكل اذليس كجادنة‬ ‫واحدة واقترب‬ ‫التي‬ ‫الطاولة بجواره‬ ‫تحتويه فتعيد إليه صوابه‪.‬‬ ‫لبحهظ\"اكلتودةس\"م اعلذطريقاأتشارخإفلييفهةبهعدلوىءاللنياتبفعذهة‪،‬مكانن التخ\"ا َمررجا‪،‬م\"أ قسردعخيرقتجرتب‬ ‫بع د‬ ‫منها فإذا‬ ‫أنلالحفلحطقييطيولبفرةتدةهكاسالتمريبانواًتعدابضالليعووعةتهن\"ااطبكالوعمرةًولدع‪،‬داقاةنب\"دعتي‪،‬هًنراحامءافخمارالمًمنننجهااطمسربملش ًععمرا\"عوكلض\"بحأويادلمشسةثاع\"ريلاخكو\"وانمالنلصتعبتط\"ي ُيدكعتوافلنممبامسعولهعه\"احو\"ييبُاكلنبةتيولتمفهيظبايرج‪،‬وهأ\"مرمعحااجل‪،‬ماذعءليحاش\"لًبأوأاناقرسرايمرساة!‪.‬عت\"‬ ‫االلغادباةر‪،‬واللاأبف ّكدارم تنتنااسطتحردافدي‬ ‫\"أنس\" أمام‬ ‫أيننهصرسيفع‪.‬ودجلم ّرسة‬ ‫قبل أن‬ ‫أخبرهما‬ ‫هكذا‬ ‫أخرى لتلك‬ ‫أخبرهما‬ ‫كان قد‬ ‫رأسه‪،‬‬ ‫كتابه‪ ،‬ما زال يخفي اسمه عن الجميع كما نصحته العجوز \"ناردين\"‪.‬‬ ‫في نكفاسنها‪،‬لبيلاتيرعىلىأأّيطمراظفهرالمقنريمة‪،‬ظامهّشر الطت\"قأ ّندمس\"هناالمككا‪،‬نلاب أعيجنهيزهة‪،‬ولجالسسيايرتاستا‪،‬ءللا‬ ‫فهل‬ ‫هنا‪،‬‬ ‫هو‬ ‫وها‬ ‫فيه‪،‬‬ ‫وعالمه الذي يعيش‬ ‫أتهنتلقاللممإللىكةمأديين ًتضاه‬ ‫الصقور‬ ‫تلفاز!‬ ‫إلى نفس المكان؟‬ ‫أحد من‬ ‫انتقل‬ ‫‪158‬‬

‫وأين تقع تلك المملكة؟‬ ‫توّترله‪.‬عله حل ّم‪ ،‬رفرف هذا الاحتمال في أعماقه لك ّنه لم يرح نفسه‪ ،‬بل زاد من‬ ‫وصل إلى مكان حيث تأكد ألا أحد يراه وأخرج خنجره وحركه في الهواء‬ ‫وقال وعلى وجهه استقرت نظرة تصميم‪:‬‬ ‫‪ -‬الغابة‬ ‫انبثقت الفجوة تتلاعب في الهواء بألوانها المائجة في بعضها فوثب فيها‬ ‫فخياراجل احلاغلا‪،‬بةاثقتمريبقتمحنمهاشاويطشئقاهلانهحرتاىلنذهاييتهيان‪،‬حوبدردأميصسيبرهموجاوزًايار‬ ‫للغابة‬ ‫وانتقل‬ ‫البعيدة‬ ‫الجبال‬ ‫لأاالنمهنلع‪،‬اكباكخاسنطس التلوصجنقودراديتلممداهاةءفه ايرلأغأارلمخماءضغضفرارالبيجتغأهاسةاب!رتةتلقيوسنا ّقلمظتبريرهاتت‪،‬كهاق‪،‬ع ّنددرماااللقهنهمببرانلايأنرقعشم ّكقياض!هااصسنمهقبنصيطنبوعمرداتاتيهتكأاهفناينفلااينلهمسااسيهيءت‪،‬رها‪،‬عكناتفندغويمرتار‬ ‫الصقر يسير‬ ‫الماء‪ ،‬كانت الصورة لصقر أبيض! كان‬ ‫رمأواى ًزياانعلكخاطسواتصو\"رأتنه فس\"ي‪،‬‬ ‫معه‪ ،‬عادت‬ ‫تراجع \"أنس\" للخلف فتراجع الصقر‬ ‫صورته العادية عندما لامست قدماه الأرض خارج الغابة! وكان هناك تحت‬ ‫قدميه خط واضح يميز أرض الغابة عن الأرض خارجها‪.‬‬ ‫الارلللفأعمصصاعذققماررارديبفعزويهجظخندهاالرطيكحّالماهلملنلااياأنلاممفاعققتركمافابرفعلبس‪،‬اظ\"لهأتمنرّّرصارتةقسج\"رأعابصلخلوولجررنجخىاةله‪،‬اهحلفاقملّمرصنقحقابتبرىصمرلأاّفرلةخهسحاتأهة‪،‬فخالفلّرمتوباىحءاد‪.،‬لأ‪.‬ب‪.‬وذاصكنرهأا ّونعمعركهةاهي‪،‬سات ُللثسقينّ ّمدفسمصعرساموىهدروباةفوزفتيرافزقوعرّل‪:‬دجهفهم!‬ ‫‪ -‬أنا صقر!‪ ...‬صق ٌر أبيض!‬ ‫ُث ّم تمتم مح ّد ًثا نفسه‪:‬‬ ‫‪ -‬لا ُيعقل أن يكون الصقرمحبو ًسا تحت الماء!‬ ‫م ّد يده في الماء وغمسها فيه وح ّركها‪ ،‬كان الماء بار ًدا وخفي ًفا‪ ،‬تــــــــــلاعبــت‬ ‫‪159‬‬

‫لكمّف تهتاغلّيمرم‪،‬تلائنةحبانلىماءوهووشيرح ّبدمقن فهي‪،‬‬ ‫لك ّنها‬ ‫واهتزت‬ ‫الماء‬ ‫صورة الصقر على صفحة‬ ‫ورفع‬ ‫يطالعه‬ ‫الذي‬ ‫عيني ذاك الصقر الأبيض‬ ‫على‬ ‫تنعكس‬ ‫الأبيض‬ ‫الصقر‬ ‫كمامازايلتحت ّركص‪.‬ورة‬ ‫كان مذاق الماء شديد العذوبة‪،‬‬ ‫الماء‪ ،‬يشرب كما يشرب‪ ،‬يتحرك‬ ‫اأآهووعللحجشنأخيّسعمانخًوذائلرفبقاهدتهكههضللاوفلتّربففاعشاكاوتءشضشبكاريااتحتيًرًومئدلث ًءانطاءعاناعحلئبيمالأكعياولقمدىالّنناّأمليرلهبهانو‪،‬يكرهرقمتقاّجرفوتلقواجبمب‪،‬اينةريغذأحنعبناكببالمصهمفنش‪،‬ااثّمالرندأنتةفتينهسدلعورادهشاممخلٍن‪ّ،‬لةكلمثسلليايادصلاحفغبثقربظتهدأقاهةسئرهصتىهرسقبحت‪،‬قنوهلقبودعلكيطهّوافطفينهنينةفشوهمقيشيياادمجلتهنويافرةينالأةءهحملمني‪،‬ذن‪،‬هوفضاةمدهرتبالعهعي‪،‬لكثو‪،‬جهداأرتشعحلفشاللتتسيعغمميعتعانّرححلحهجنبّبصلىةرظيت‪،‬بنرغهككدضاغايعووغلبئتايعجرررقادصيحاائتٍصسفرةدرسانعهيهفتبمايتفاصفهطحلعايدّحاتنلفًنفلوثنميأهاخايداٍلاحعفملءلاااموعمللاءبفكسافنالي‪،‬أقلسطقيمبا‪،‬تنوغاحٍللضقةاّيآسكلفححوصأاإكلةٍءخنهت‪،‬نسبىل‪،‬ر‬ ‫وبدأ يسبح للأعلى فالأعلى حتى رفع رأسه فإذا هو في مغارة غطت جدرانها‬ ‫أبالننططايلحقاهلت‪،‬طببعادلأخجيزقًضءاطراعءمنااهللماطضفيحمئا ّلدة‪،‬بيدصفهإعذادوابعهسلاتى ّتلالأسالقحخنجطاجربيروانالقتيذردييبهيكتتاباحن ًعيساخسوفهكايأ ّنهبهيافديمهت‪،‬حأصزرالادةم‬ ‫برباط واحد! ليظهر خلفها كتابات غريبة على الجدران‪ ،‬بدأ يزيل بقاياها‬ ‫واحدة تلو الأخرى وانهمك في الأمر حتى خلا الجدار من الطحالب‪ ،‬تراجع‬ ‫لكلنهخهلا‪،‬فتمفإنىذالوه أيّنهعبياراستتطيمعكتقوبراةءتبهلاغ‪،‬ةلك ّغنرهيبلةم‪ ،‬يكتامنّكبني‪.‬نها رموز مرسومة لم يدرك‬ ‫وكأ ّنعهلىيديرمينسهطكاوبنوهغنراافكيةمما ّلرمكاطوني‪،‬لت‪،‬نااهسىتنإلدىإلىساملعجهداأرصوروافعترأعسجهيبونة‪،‬ظروبكتأ ّأن ٍهان‬ ‫أحاديث مبهمة يتردد صداها في جوف الممر! سار فيه لمساف ٍة قصير ٍة وكانت‬ ‫الطحالب الخضراء على الجدران تنير الطريق‪ ،‬توقف حيث بدأت العتمة‬ ‫الكيس الجلدي الذي وضعه‬ ‫أخرج‬ ‫من حقيبته‪،‬‬ ‫يشع‬ ‫مالمنمرح‪،‬قويإبذتاهب‪ ،‬إ ّضنهواٍء‬ ‫اتلغجش ّدى‬ ‫كانت قد تحولت لقطع من‬ ‫والتي‬ ‫الكريستال!‬ ‫قطع‬ ‫‪160‬‬

‫الفحم عندما داهمه اللصوص في الغابة‪ ،‬وها هي قد عادت لحالتها الأولى تبرق‬ ‫من جديد!‬ ‫أمسك واحدة منها فازداد توهجها وأنارت الممر‪ ،‬سار حتى بدأ وهجها‬ ‫يخفت بالتدريج فاستبدلها بأخرى‪ ،‬شعر أن ذاك الممر لا نهاية له‪ ،‬كانت هناك‬ ‫تفغحتلسيّجلحرقةيظهةاوعفقلعيلوويىّايلةم‪،‬حياستاصلنفساعلوابتلإقتتمرقمنانتهبانظمبمنحةضياوولءكثفأ ّتيناهلعحالةَشدو‪،‬مرفجكاو ُسي‪،‬قنستغسعلخططىادحءماالاللللأجرفدتصاضحرعةبوكدمامنتساجتصانحهوهةتنعلامضككئنياللبةفرختوزشجاح ًةدتاب‪،‬‬ ‫لا تظهره بينما على جانبيه كانت هناك فتحة مستطيلة ورفيعة تتيح للناظر‬ ‫تاممولارج!عاليشقانوباثسبةبهااوتالتتلغقمطّذنرطينييرباقماكنصقاوتنروهرحؤًابيتباةفخومجمأفشنيةنغ ًيففماضقك‪:‬ظ‪،‬ا ّنتنهفتال\"فّأفنكواتقنسي\"رمأأه ّينًنوسهااهاوسينببتوبسهبا ًضراتووثولحك‪،‬ووأبّنهجرهاأاوتدىفنهرت\" ًتأحنظاحربسوتق\"دصقفوودتماملةيهه‪،‬ا‪،‬شجقخلامليكل ٍّتصنة‬ ‫‪ -‬كنت أعلم أ ّنك لن تصبر وستأتي في نفس الموعد؟ هل تخلصت من‬ ‫الهدية؟ وهل أنت بخير؟‬ ‫أومأ برأسه ففهمت أنه قد تخ ّلص منها‪ُ ،‬ث ّم تراجع وجلس يله ُث كفر ٍس‬ ‫جريح وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬أنا بخير‪ ،‬وددت فقط أن أخبرك بش يء هام‪.‬‬ ‫ابتسمت ب ّرقة وقالت بصوت مته ّدج‪:‬‬ ‫‪ -‬خشيت أ ّلا أراك م ّرة أخرى‪.‬‬ ‫سارمبتع ًدا وقال بصوت يشوبه القلق‪:‬‬ ‫‪ -‬قد لا ترينني م ّرة أخرى بالفعل‪.‬‬ ‫أغلقت فمه بيديها على الفور‪ ،‬ثم قالت ‪:‬‬ ‫‪ -‬لا تقل هذا‪ ....‬أرجوك‪.‬‬ ‫‪161‬‬

‫عانقته بينما كان يقاومها ويبعد يديها عنه وفجأة! قطع حوارهما ندا ٌء من‬ ‫فتاة أخرى تغطي وجهها بطرف خمارها وتصيح في فزع‪:‬‬ ‫‪ -‬مولاتي‪ ..‬مولاتي‪.‬‬ ‫بأالنه يرنوبصروبفقيوتتم ّعالنففتايةومجكهانهه‪،‬اإ ّتنتهل‪.ّ .‬ف‪\"..‬تكلفويدةخ\"!!و وفا‪،‬ل نذظيرك\"اأنن قس\"د‬ ‫أسرع الشاب‬ ‫تجاه الشاب قبل‬ ‫بدأ يظن أنه ملاك يسير على الأرض!‬ ‫كان \"أنس\" يشعر وكأن هناك من سكب معي ًنا من الماء الساخن فوق‬ ‫رأسه‪ ،‬كانت دماؤه تفور وتغلي‪ ،‬أراد أن يصرخ ويقفزفوق الأرض فيحطم رأس‬ ‫\"\"مَنكبنلراةول\"دفةتت\"‪،‬طحلاةبهقتلاركبفّنيهتاللجمحاايريتل!ةم‪.‬كمبنعندمتلاننكرفاصلعرافهفت‪،‬اهةمعااوأدحلخابورستيلهراهأنأدناستخألسنرهعيذزإيلاىلالاماللمقغر الطصارعء‪،‬جليفيالأب‪.‬صميعرةد‬ ‫وجد \"أنس\" فتحة ضيقة يبدو أن هناك من س ّدها بالحجارة‪ ،‬بدأ يزيلها‬ ‫واحدة تلو الآخرى بحرص شديد‪ ،‬عندما أزاح بعضها وأصبح من السهل أن‬ ‫ايامللأدرسخصتغدضلييرررةأوةتسووتّدهبهل لدجيوفرتاىكلبأغمنقاهراوفةوةُنرافوحأءقتهادضتاأتءلمفقلتيكىاتلمهجواكوااحلنفرد‪،‬هةبتةممص‪،‬لنخكورتقةجهطداععلتماادبللاهوكًقتارشةيف‪،‬ةسيتأاعزانصللددمفرابتاسلقوقيكجطاادللأتغغرحفعرجفلةا‪،‬ىةر‬ ‫امذولاآ!هنبخقيروفةتعشحكنثيا\"لأيرنةمعيكجنساي\"نهب‪،‬اةلتتكاامعبنلنتيوهشمغتاريطةبتاءوعشقلككعىللأالأنهمرننيهدمجضسادهيينبمابدودمووييهاعكنءات‪،‬وحكطف‪،‬فأّعةوجمكففأنتّلينبةأعهلننروااادئمعـكنـــةــمز‪،‬اانهريحأيةحى‪ّ ،‬ثطهشميوزذكــرشـعاـيـ ًًئلاتتا‬ ‫يتتأيولعدممكشّيأررظًكبنّانكمبهاًيلأااسوفّصللينااوعقبملسحضها‪،‬رىبًن!رااهى‪،‬أعأصكلفغقلفىلدممر ّقصهنضويراجلقلحجلطهتاأاادلوًدوبالالةالومه‪،‬ياتيلنتفكمزيشلعاولبلسفاجثهلهاالدنتاقلعنويهاانت‪،‬تيظيعظكجًميوألريهارهعوتا‪،‬إكرّلددعبايىنكمهالظاانال!متلأنًّيتوتازاواهبعآللناواهلتخفيًغرأتوكاأرغفابجبلعللةاآعققالداخهيقهاخ‪،‬رنتا‪،‬إاللقو\"يعىناقوةلاكبماموبعكلجولناباانذاأأههرقهيندلبصفامةييتد\"غةخمريو!ستمربحترهجلحكي ّّبطفبجوم ًنفمةمن‪،‬تاي‪،‬ه‬ ‫‪162‬‬

‫الغرفة انطفأ بريق قطعة الكريستال فجأة‪ ،‬وشعر \"أنس\" وكأ ّنه يسقط في بئر‬ ‫سحيق‪ ،‬ابتلعه الظلام‪ ،‬ودارت رأسه فغاب عن الوعي لفترة لا يعلم قدرها!‬ ‫فتح عينيه فوجد نفسه في نفس الغرفة وقد غمرها النور‪ ،‬وأمامه يجلس رجل‬ ‫يأيمممجاوهلخجريسلراباُسللجمبتقغسةهمااةللربنولوجرأطمدٌملقلحاطعلييمقمةقبفئاههنلص‪،‬هظميةهتهٌه‪،‬ررامرفالهل‪،‬ع\"سممأك ُنحيثيننّشدمرةسفهد\"ي\"نأعي‪،‬مندتر‪،‬صيعكحاسياحن\"بعنيسةتلهيعدموسنرنعفلقيّمظعع\"هفانأرهنةقأكومّأمهفاهس ُغاهثم\"شدمّهميئوً‪،‬وئةاهحفضافمووموقاهيبعلدنتيحفنأّلكسيدكاااثنلهحمانهيم‪،‬ةتوظمهوبهح‪،‬و ّددشداضايلغععتعرثوًتلةجتلكا‪،‬دلعكلبتبالاوينلورعيااكقللتادىاصرتيبلوجيهةتوهلسشجععايلهلفًلئرامههيىى‬ ‫\"وكأسّنهرارقوهيسُاي\"هم‪،‬أرأثسحًيسمااكًنارعبكاثلللزىاقًفثلاعيا‪،‬دقةعوببي‪..‬نعع‪.‬يل\"ىض\"إهأيانكاصكداسد\"ونلرهيوي‪\"،‬ق‪.‬ق‪.‬ا‪.‬وو\"أللإهيخاايكل ًاركاودثهيولقروايي\"ملنشترلالحهكجامابليلك‪،‬دميوةها‪،‬احلدجتيةملتقةللبومناهلتاأخقحرايلاىها‪،‬ة‬ ‫كررها كثي ًرا ُث ّم اختفى ك ّل ش يء‪ ،‬وأفاق \"أنس\" من تلك الإغماءة التي‬ ‫أكعالصنىابيتذكاه‪،‬ركررتفمهواجوقلدا ّلقانهلهتااالبلروهتج!يلنشباععللترىفبإحرصاهيلاهل!مقا‪،‬وذكفأهّننخهيرجطكببميعنر‪،‬االلكفغلأرمفاخةرتجوبقتلخدنكحجافرلهلظغوةالحاكّرللكغماهريبفتية‪،‬‬ ‫طبقات الهواء‪ ،‬قرر أن يعود من حيث أتى وبطريقة سريعة فسلك فجوة‬ ‫افغلتقدحرواهًنااى‪،‬ب كخصانغنيجرارةلهمامءكنملاااليمفازاعءللعيلمقىنطالرقأبرملنض‪،‬واجنوتسقصدلهل‪،‬إلأىسخاي ًررسالمطإلسحىافمةاجءذقعالصنيهرشرة‪،‬جمرةجخللمًفقاسطومرنواهعءهةك‬ ‫فجلس عليه يلتقط أنفاسه‪.‬‬ ‫تلشا ًبكالاالرابئّدًصعاوأرفنةييالعمكث ّوالدليلـشة\"كياللء‪،‬تويدةو\"لركسويمنهاسيأبللـد\"هوكلعأ ّنوندهةت\"لخفبكييالثذفهيتناهظة!هقرولدمغايبذرادأيمافتعيتبتلطحهنّطذام!و‪،‬يكاخنظ ّدنهعت‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫انتشل نفسه من هذه الأفكار‪،‬وبدأ يف ّكر في العبارات التي حفظها ويكررها‬ ‫‪163‬‬

‫اطلمي ًغفاارةف‪،‬أسخلرعع‬ ‫على الجدران في‬ ‫رآها‬ ‫وهو لا يفهم كنهها‪ ،‬والكتابات الأخرى التي‬ ‫قصد منه فلمح‬ ‫دون‬ ‫يمقنرتمهيديقهصاائ ًهلامل‪ّ :‬يرةع أصخررهىف‪،‬أزاكالنالزقعليادمة\"العمنجاعهنيقم\"ه‬ ‫الذي انشقت عنه الأرض و اقترب‬ ‫‪ -‬انتبه لقلادتك لتحمي نفسك‪ ،‬ما زال أحد رجالنا غاض ًبا منك لأّنك‬ ‫إأكخرار ًمجا لتجا ّلدفكتا\"ةأباوادلورل\"ضيعة من الغابة وألبستهما القلادة‪ ،‬وحافظ عليها‬ ‫ردد زعيم \"المجاهيم\" لقب الج ّد بإجلال وهويضع يده على صدره‪ ،‬استدار‬ ‫لينصرف‪ ...‬فأسرع \"أنس\" ينادي عليه ويستمهله‪ ،‬سأله عن تلك الغرفة التي‬ ‫عثر عليها أسفل النهر‪ ،‬والقلادة التي رآها على صدر الهيكل العظمي داخل‬ ‫التابوت‪ ،‬وذاك الرجل الذي رآه فيما يشبه الغفوة السريعة‪ ،‬قال زعيم‬ ‫\"المجاهيم\" بعد أن أنهى \"أنس\" كلامه‪:‬‬ ‫‪ -‬إنه تابوت الأمير \"أواوا\"‪ ،‬كان هنا منذ وقت طويل ج ًدا‪ ،‬ها ًربا من ع ّمه‬ ‫عخّامدهم‪،‬هماالمزاخللت اصل \"فتسحربةلم\"‪،‬وجدلوفداة‪،‬إليومهامزانلخاللاقلصفرتقحائة ًمفاي أحرتى اضلآحن‪،‬ديوقماة‬ ‫ومعه‬ ‫الحاكم الظالم في مملكة‬ ‫قصر‬ ‫وأستمع إلى ما يمليه على‬ ‫جدرانه ويتجدد معها‬ ‫ازالجلناولبظل‪،‬مكنيتسكأنجهل‪ ،‬تستدجودند‬ ‫أن يراني الأمير \"أواوا\"‬ ‫خادمه من حكم وقصص‪ ،‬ورأيته يكتب على جدران ذاك الممر تحت النهر‬ ‫عبارات كثيرة‪.‬‬ ‫قاطعه \"أنس\" متعج ًبا‪:‬‬ ‫‪ -‬وهل كنت تفهم لغته؟‬ ‫‪ -‬تنيبتاانلبخستوأًكصّتصاكننيتيللدا!هإليأك‪،‬روورآاق ًعمضدخادرألهتلهظن‪.‬افهخ‪،‬ياردنمتم ّرنهةش‪،‬أفمستونديبفاللينمنت ّههنرااموالتخكصوامودداامجقهكداة‪،‬تنهووتأيمحفخقّبدعتثرت ًوللهاتقهمعوعمونههو‪،‬مقاخ‪،‬اكاّدصومنأةلةبه‪،‬قذسفواأتمقهحيبقلوضلكاأاردةنتن‬ ‫‪ -‬حس ًنا‪ ،‬سأخبرك ببعض العبارات التي سمعتها من شخص ما أظنه الأمير‬ ‫\"أواوا\"‪ ،‬رأيته فيما يشبه الرؤى عندما فقدت الوعي داخل تلك الغرفة‬ ‫أسفل النهر‪.‬‬ ‫‪164‬‬

‫زعيم‬ ‫يعرفها! وكان‬ ‫أل ّان‬ ‫اللغة التي‬ ‫وبدأ \"أنس\" ُيكرر ما سمعه بتلك‬ ‫الأمير‬ ‫تلك هي لغة‬ ‫له‪ ،‬أخبره‬ ‫\"المجاهيم\" ينصت إليه باهتمام ويترجم‬ ‫لما هو قادم‪،‬‬ ‫املنفه ّخأ‪.‬نويطنلتببه‬ ‫يطلب‬ ‫كان الأمير‬ ‫\"أواوا\"‪ ،‬اللغة النوبية الأصيلة‪،‬‬ ‫منه أن يهتم‬ ‫يقع في‬ ‫عليه ألا‬ ‫فهناك من يطلبه ويطارده‪ ،‬وأن‬ ‫بالأرقام‪ ،‬ويسأل عنها ويتتبعها‪ ،‬فهي المفتاح لكي يصل إلى الحقيقة‪.‬‬ ‫كلم لةم\"إييتكما ّكدونلي\"\"أن وتسب\"عهمانبتعذب ّاكرار آتخركثكيلرمةا وتكأا ّنلأهمي ير \"شأرواحوا\"ش‪،‬ي ًئاكرمرا!اللأمكي ّرنع\"أنشرسم\"ّرالمت‬ ‫يتمكن من إعادة إلقائها على مسامع زعيم \"المجاهيم\" ‪ ،‬انتهى اللقاء واختفى‬ ‫الزعيم بعد أن جدد تنبيهه لـ\"أنس\" بألا يخلع القلادة وهويسيرفي الغابة‪ ،‬وعاد‬ ‫على‬ ‫الغريصقبر احلأوبليه‪،‬ضوكاأ ّلنمنهعيكعيسةش‬ ‫ألعادفتك ّلصشويرءة‬ ‫النهر‪ ،‬ما‬ ‫لسيره بجوار‬ ‫\"أنس\"‬ ‫على‬ ‫ألفها كما‬ ‫الماء تشغله‪،‬‬ ‫صفحة‬ ‫أرض تلك المملكة منذ أمد بعيد‪.‬‬ ‫على غير العادة ه ّبت رياح دافئة فبدأت ملابسه تج ّف‪ ،‬وكأ ّن الهواء ي ّربت‬ ‫على كتفيه ليشجعه على البقاء‪ ،‬والصمود‪.‬‬ ‫وفجأة‪......‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪165‬‬

‫(‪)16‬‬ ‫الغابة‬ ‫م ّر من أمامه سهم كاد يخترق صدغه‪ ،‬تخ ّشبت أطرافه‪ ،‬بينما خرجت منها‬ ‫نحوه‬ ‫هرولت‬ ‫فمها‪،‬‬ ‫على‬ ‫يوحقمفلتقأدم ًارامهمنم ارتلبانكفةعاولهيواتلدضهعشيةد‪:‬ها‬ ‫عالية!‬ ‫صرخة‬ ‫بصوت‬ ‫وقالت‬ ‫‪ -‬آسفه‪ ،‬لم أنتبه لمرورك‪.‬‬ ‫‪َ \" -‬مرام\"! ماذا تفعلين هنا؟‬ ‫‪ -‬أتد ّرب على الرمي بالقوس‪.‬‬ ‫السهرافمع وتققدوع ّلسهقاتهاواعسلتىداظرهترهاو‪.‬أشارت بيدها لما تحمله على ظهرها‪ ،‬فرأى كنانة‬ ‫وولكاأ ّنحماظأمشلفابقستهاأ انلمتينسظخرإةليهواكأ ّنوههايقبدتلتكد احلرهيجئةت‬ ‫للت ّو في‬ ‫اقترب \"أنس\" منها‬ ‫المزرية‪،‬‬ ‫الوحل! كسرت طرفها‬ ‫يامفلقتنفستاكسدتةموانعتنلأىاوللنفمويطجعترنعتربهفناهافنسقمسبيبهنةن‪،،‬قأتبحطالر‪.‬شو‪.‬فقلبةمأ‪،‬دأفنّككيايًنرتاح ُثتح ّ ّسمدل أدقث ّاينهلايل‪:‬لزنيديلظهرمعةانهاششايف ًلائافحةرماجكايفلثرببلقطولهر‪،‬معالت‪،‬بيهدوكوذأ ّلتنلهكم‪،‬كا‬ ‫‪ -‬من أين أتي ِت بهذا القوس؟‬ ‫م ّدته نحوه بلطف فأمسكه وبدأ يتف ّحصه أمامها وهي تقول‪:‬‬ ‫‪ -‬من شاب يمتهن صناعة الأقواس والسهام وأشياء أخرى‪ ،‬دكانه يقع قري ًبا‬ ‫من بيت \"\"أشريا\"‪.‬‬ ‫‪166‬‬

‫على وجنتها‪ ،‬لاحت ابتسامة على شفتيه‪،‬‬ ‫يمبتدصورّنمأًّعقناههااالالساهرتيت ًمعاعالممفلواأهحّون يظعوآيثجادهرههااإلليموهلاح‪:‬طلخ‬ ‫بتلك الطريقة‪ ،‬أخفى ابتسامته وسألها‬ ‫‪ -‬ومن ع ّلمك الرمي بال ّسهام؟‬ ‫‪\" -‬الصهباء\"‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن هي \"الصهباء\"؟‬ ‫‪ -‬امرأة جلدة وقوّية البنية‪ ،‬التقيت بها بعد أن وصلت إلى المملكة‪ ،‬تد ّرب‬ ‫معظم فتيات مملكة الشمال على الرماية‪.‬‬ ‫سألها باهتمام‪:‬‬ ‫‪ -‬كم ثمن القوس؟‬ ‫‪ -‬يختلف حسب حجمه‪.‬‬ ‫‪ -‬ما اسم العملة التي يستخدمونها هنا؟‬ ‫م\" ُأنوناتليج\"لدقبيلحتأونيتععتلقىهابعوأعض اطلتعهمللاهتواهليف تضقيوةل‪،‬‬ ‫أخرجت من جيبها كي ًسا‬ ‫والذي كانت قد أعطته لها‬ ‫بلطف‪:‬‬ ‫‪ -‬لموحاالًربتاقييم َتضبايلمدغاوتينرمأاّوًللا ألبأَ ًمد ّاد‪َ .‬ك \"الزاجل الأزرق\" بالمال‪ ،‬فالحوراء لا تترك‬ ‫‪ -‬أعطاني \"كلودة\" بعض المال بالفعل‪ ،‬وددت فقط أن أتأكد من اسمها‪،‬‬ ‫\"فَمقرادما\"‪.‬ختلط عل ّي الاسم‪ ،‬احتفظي بالمال‪ ،‬فأنا لا أحتاجه الآن‪ ،‬شك ًرا لك يا‬ ‫بلي ًغا في‬ ‫لفلحمر\"و َمترفذا اكم\"ر!س أملّنهقها‪.‬ا‪.‬د\" َنمسرطّارمق\"ت!بابوكسكلأ ّمنمههاةا!‪..‬لقميولتقععترتلفهتاالسمكمانهلاككلملممنةاقمتبنلها‪.‬لإمطوقراعءا‬ ‫نفسها‪،‬‬ ‫سرورها‬ ‫بنطقه‬ ‫أخرجت عملة من الكيس وقالت‪:‬‬ ‫‪167‬‬

‫‪ِ -‬كشتان‪.‬‬ ‫ُث ّم رفعت العملة أمام عينيها وقالت وهي ُتحملق في الصورة المنقوشة عليها‪:‬‬ ‫‪ -‬وتلك صورة أ ّول محارب على أرض المملكة‪.‬‬ ‫انحنى \"أنس\" وح ّدق في الصورة‪ ،‬كان كلاهما يرك ّز على العملة‪ ،‬لولا أ ّنها‬ ‫لياأبزمموّلحوزوكحهيسجخأراّينلننفيلكتدالرههًةدتامعاتهيّقهايرف!نلكلةينكيييفً‪،‬زذيالدهرااااوهقلسوااممتلضاكاءلبسعيأفرقهرعأتموااحئج!درفأسنقعوالسةلهتااايه‪،‬للعأابآفعننبخّللنغاد‪،‬صدلىواراأميبتوكااغطنجسينيمهاررياآردآشاهشلمحبلخافاعاعفوتيرالحرأياع‪ّ،‬بظعرنوتادهأظبفلال‪،‬هاعشأخيجماسمنعكنمهيطير‪،‬نحةنهرتاانب‪،‬تلكنموهفادتسرناوتجظعلعمسّلررنتحوهجدهىا‪.‬عثقتسيقلبرعاقنأًننرهتصبهاااككهسايدا‪،‬لاهنالهفلمممامويفمّنّرفرتةصهوككعاوا‪،‬تهابيقلكنبنهاوةهبيفمهيذةوماياقاتتةكسغدفتحزّرتريلاتضيرنلكخههراجًجاربيبقعاّالفيصهعتلهعن!اووانصهنتلراحلدوفغتيظاهرمذفلاتااظرراكتهلتاينورففآهويهفلهمهيياانتفاو‬ ‫بطرغفمرخهف ّيش ُثع ّمو ٌرقاغل‪:‬ري ٌب فيه رهب ٌة وفيه ضي ٌق وفيه ش ى ٌء من الفرح! رمقها‬ ‫‪ -‬هل واجه ِت متاعب في معاملاتك مع الناس هنا؟‬ ‫‪ -‬بالتأكيد‬ ‫‪ -‬هل لديهم بعض المعتقدات الغريبة؟‬ ‫‪ -‬مثل؟‬ ‫يأنعهتبرموننهالفخأ ًلاطأسفييًئاإوحمدزىع ًاجلابللأاندهاألنا‬ ‫قرأت‬ ‫يزهء!و ًارلانلاشسخيخصتلبفعودند‪،‬زموثجلاي‬ ‫أي ش‬ ‫‪-‬‬ ‫لأنهم‬ ‫تهدي‬ ‫تهدى بعدد زوجي إلا في الجنازات فقط‪.‬‬ ‫‪ -‬لكننا لسنا في تلك البلاد ولا في أي بلد تعرفها أنت من قبل‪.‬‬ ‫‪ -‬نعم‪ ،‬ليتنا ك ّنا هناك‪ ...‬أو في أي مكان أستطيع فيه أن أخاطب أمي‬ ‫بالهاتف‪ ،‬فقد اشتقت إليها‪.‬‬ ‫‪168‬‬

‫‪ -‬أتكره المملكة هنا؟‬ ‫‪ -‬لا أدري‪ ،‬أشعر بمزيج من المشاعر‪ ،‬لكنني لا ريب أشتاق لأهلي‪.‬‬ ‫‪ -‬ربما لو انتقل أهلنا معنا لكانت أفضل من عالمنا‬ ‫‪ -‬نعم‪ ...‬ربما‬ ‫‪ -‬أببوتلاددحغرنأ ّظليماةي‪،‬متاناد\"ّأواسنلتن‪،‬حماست\"يع‪،‬ضريرببدلعحّوذياانتتضهأكمفنلنفيتاقكلستوطقمنيونلاتالطبحتبههيعتامةاملهلنبيعااالللميىايقضاولهلأيموواىنونل‪.‬إامنتنفقّكيرعصيفيشصهااالم‪،‬لحسليتاحقةبظلةلا‬ ‫\" َمرام\" تجاه سهمها والذي استقرفي جذع‬ ‫الشوجحرةلقمرّيربةةأمخنهرمىا‪،‬لأتقسورعم‬ ‫أخرى‪ ،‬انزلقت قدمها وكادت تسقط في‬ ‫بنزعهسارم ّرتة‬ ‫ي\"ممأّتدنرفهتّحسو\"كل ًأصحّاونأحظناارا ًوراتضله‪:‬سأقتبلنليسمأعهناس تفكتريساتدجعهيعادتقبتإللوىا أزانلهناو‪،‬رتاءسقاقولعطي‪،‬نواهاهواضيالطجزاربوئغلتتابنونأبظلعارادتتفهتارفييقدهاولامجكهعاه‪.‬نن‬ ‫الأرض‬ ‫أصلا؟‬ ‫التمرين‬ ‫لهذا‬ ‫حاجتك‬ ‫وما‬ ‫تلك المنطقة‪،‬‬ ‫تكتانمرنتي ُتنم فطير‬ ‫لماذا‬ ‫‪-‬‬ ‫طوال الليل!‬ ‫زلقة!‬ ‫موع ّنرسةهداأمتًمالخاّوذرونهىبه‪،‬ورتووجلهتهبيهتاتحبو ّحهدثياانلعءنعحمهووندفاهةيل‪،‬غلدافبدكايقةا‪،‬ندرهاكالاجناعسءتطرايتت ًرعةاتخ‪،‬بأشنحقهىالأثستنيعبقينارنهصحفبدعلعاالدلمل‪:‬كغأاابننةأ‪،‬ماخفباورلهشاتاتر\"ع ُثكتروقمعوبل ًيوسها\"‬ ‫‪ -‬كيف أتيت للغابة دون أن تم ّر عل ّي لتصحبني؟ ألم نتفق على أن تعيدني‬ ‫اليوم إلى القصر؟‬ ‫سأعود‬ ‫وكنت‬ ‫ما‪،‬‬ ‫لأمر‬ ‫كنت سأم ّر عليك‪ ،‬أتيت على عج ٍل‬ ‫‪-‬‬ ‫قال وعلى وجهه تلوح ابتسامة‪:‬‬ ‫ُث ّم‬ ‫‪ -‬تذكرينني بأختي \"حبيبة\"‪ ،‬تشبهك كثي ًرا‪ ،‬نفس العصبية ونفس الطريقة في‬ ‫الهروب من السؤال‬ ‫‪169‬‬

‫‪ -‬أ ّي سؤال!!‬ ‫‪ -‬ما حاجتك لهذا التمرين! ولم تلك المنطقة بالذات! أنت ضعيفة البنية‬ ‫ولا تحتاجين إلى قوس وسهم‪ ،‬حتى أنني حائر كيف أمضيت رحلتك مع‬ ‫كتابك هنا!‬ ‫قالت على استحياء‪:‬‬ ‫‪ -‬االللاأأأصشسدتجاقاطرءي‪،‬عوأأالختستشوأنغىلأسفنيبيالعوغوجادبوتةد ّهجوامحر‪،‬ادل أعي ّمبأايكثدردما ّمرخةن ألذلخارلكى‪،‬غ‪.‬ابهةنا تفحكّّللمقا التوص ّغقلورتفوق ّلق‬ ‫‪ -‬ت ّجار العبيد واللصوص يم ّرون في الجهة الغربية من النهر‪ ،‬لا تخافي فنحن‬ ‫في الجهة الشرقية‪.‬‬ ‫ُث ّم تن ّهد وسألها وكأ ّنه يسأل طفلة صغيرة‪:‬‬ ‫‪ -‬لا ب ّد أ ّنك تشتاقين لبيتك يا \" َمرام\"؟‬ ‫ترقرقت دمعة في عينيها وقالت بتأ ّثر‪:‬‬ ‫‪ -‬نعم ‪...‬أوحشتني ُأ ّمي كثي ًرا‪.‬‬ ‫‪ -‬ووالدك؟ وأشقاؤك؟‬ ‫‪ -‬والدي توفاه الله وأنا صغيرة‪ ،‬وليس لدي أشقاء‪.‬‬ ‫‪ -‬آسف‪.‬‬ ‫‪ -‬لا عليك‪.‬‬ ‫أخرج خنجره وقال لها بجدية‪:‬‬ ‫‪ -‬اسمعي‪ ،‬ذاك الخنجر أستطيع أن أنتقل به من مكان لآخر‪ ،‬انتقلت به‬ ‫لقصر \"الحوراء\"‪ ،‬كما انتقلت اليوم إلى الغابة بسرعة‪ ،‬سأفتح فجوة في‬ ‫الهواء الآن وأنقلك إلى القصر‪.‬‬ ‫‪170‬‬

‫كانت \" َمرام\" تح ّدق في وجهه باستغراب‪ ،‬ح ّرك خنجره في الهواء وقال‬ ‫في‬ ‫تموج‬ ‫الألوان‬ ‫وفقافنبثتق\" َمتراامل\"فمجرتوبةكاةلمأتلماونمهةا‪،‬أماسأملههاما\"‪،‬أنكانس\"‪:‬ت‬ ‫الحوراء\"‬ ‫\"قصر‬ ‫البعض‪،‬‬ ‫بعضها‬ ‫‪ -‬سأدخل قبلك‬ ‫‪ -‬لا تتركني وحدي هنا!‬ ‫‪ -‬ادخلي إذن قبلي‪.‬‬ ‫‪ -‬لا‪...‬لا‬ ‫‪ -‬لا ب ّد أن يدخل أحدنا قبل الآخر‪ ،‬ه ّيا يا \" َمرام\"‬ ‫‪ -‬لا أستطيع دخول هذا الش يء! ّربما هو ش يء خاص بك‪ ،‬وأنا أخاف!‬ ‫‪ -‬ه ّيا يا \" َمرام\" سيختصر هذا الكثير من الوقت‪ ،‬بد ًلا من أن نسير تلك‬ ‫المسافة الكبيرة‬ ‫‪ -‬الأفضل أن نسير‪..‬لن أدخل هذا الش يء‪..‬مستحيل!‬ ‫ايعلتنفهحاج‪،‬رقاجولةطملتفنبجتجأأةومانلتيوجهاكدأج ّ ّانهرلهأامبخعيكاالارنلةقآتوخرصتا‪،‬نسر‪،‬لخصتك ّننةاه‪،‬توملالكاهينحأمندنتيهثساهتابمواند!قبا‪،‬وبلرمعارمتناضبزهك ًعحملةااي‪:‬ه‪،‬ومأاخراائدصفم\"ةأ ٌنلتل ثغساق\"ييأة‪،‬لنا‪ُ،‬يكخلختاففهماتف‬ ‫‪ -‬قوسك خفيف ج ًدا‪ ،‬يبدو كاللعبة!‬ ‫م ّدت يدها إلى كنانة السهام وسحبت سه ًما وناولته له قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬ج ّرب بنفسك‪.‬‬ ‫‪ -‬أراك تقفين قري ًبا من مرما ِك‪ ،‬الشجرة تبعد عنك عشرخطوا ٍت تقري ًبا‪.‬‬ ‫‪ -‬لا أحسن الرمي إن ابتعدت أكثرمن تلك المسافة‪.‬‬ ‫رفع \"أنس\" أحد السهام أمام عينيه وقال‪:‬‬ ‫‪171‬‬

‫‪ -‬اخبريني يا \" َمرام\" ما معنى تلك الأسماء؟‪\"..‬كلودة\"‪ُ \" ،‬أونتي\"‪\" ،‬أشريا\"‪َ \" ،‬نبرة\"!‬ ‫ارتبكت \" َمرام\" عند سماع الاسم الأخير وسألته بارتياب‪:‬‬ ‫‪َ \" -‬نبرة\"! أين سمعت هذا الاسم؟‬ ‫ه ّز \"أنس\" كتفيه‪ ،‬ف ّضل ألا يخبرها عن النهر وما حدث فيه وقال مدع ًيا‬ ‫اللا مبالاة‪:‬‬ ‫‪ -‬سمعت أحدهم يذكر الاسم أمامي‪.‬‬ ‫دارت بعينيها في المكان وقالت وما زالت علامات القلق مرسومة على وجهها‪:‬‬ ‫‪َ \"\" -‬ونكب\" ُلأرةوون\"دتةيف\"\"تأتعنيعينا‪.‬ل‪.‬يم‪.‬اوالللمقورمأدةربلعايللدجةالماليلبشهةد‪،‬ررا‪،‬لوك\"ّلأسهاابشعأرياوس\"همتاوعءمننينوابأليفةستامقاةدءايلاملةسذ‪.‬مكوحرةالوالشاحئلعوةة‪،‬هأن ّام‪،‬ا‬ ‫ح ّرك\"أنس\" كتفيه وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬الأشخاص هنا غرباء!‪ ،‬أشعر أنهم من بلاد مختلفة‪ ،‬يختلفون في الملامح‬ ‫والملابس! حتى البيوت تختلف!‬ ‫‪ -‬كل قرية هنا تختلف تما ًما عن الأخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬وكذلك الأشخاص‪ ...‬أليس كذلك يا \"مرام\"؟‬ ‫رفعت \"مرام\" حاجبيها وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬ربما اختلطت الأنساب‪ ،‬وم ّرت سنون طويلة‪ ،‬ورحلوا من مكان لمكان‪..‬‬ ‫حولنا‪ ،‬الغابة‬ ‫من القرى‬ ‫العديد‬ ‫مكان عجيب‪ ،‬هناك‬ ‫نشعيي ًئاشمانلفآنص ًفلاي‬ ‫نحن‬ ‫تلك القرى‪.‬‬ ‫يحيرني هو‬ ‫لكن ما‬ ‫يهابون الاقتراب منها‪،‬‬ ‫تعتبر‬ ‫‪ -‬ما بها!‬ ‫قالت \" َمرام\"‪:‬‬ ‫فيوهتاع‪،‬املحاوتلمونج ّرسبكابننهفاسستك‪.‬شعر‬ ‫تختلف عن الأخرى‪ ،‬لو دخلتها‬ ‫كوكلأ ّن قكريقةد‬ ‫‪-‬‬ ‫انفصلت عن القرى الأخرى وما‬ ‫‪172‬‬

‫‪ -‬هل ج ّربت أن ِت من قبل؟‬ ‫‪ -‬بالتأكيد‪.‬‬ ‫‪ -‬وماذا رأي ِت؟‬ ‫‪ -‬لا أدري كيف أصف ل َك‪...‬لك ّنها تجربة تستحق‪ ،‬وتبقى مملكة الشمال‬ ‫حيث قصر \"الحوراء\" أحبهم إلى قلبي‪.‬‬ ‫‪ -‬ولماذا؟‬ ‫‪ -‬لأنني هناك‪ ..‬أشعر بالأمان يا \"أنس\"‪.‬‬ ‫‪ -‬بالمناسبة‪ ،‬هل تعلمين يا \" َمرام\" أين نحن الآن؟‪ ،‬أين موقع تلك المملكة‬ ‫على الخريطة؟‬ ‫‪ -‬لا‪ ...‬لا أعرف يا \"أنس\"‪ ...‬أشعر أحيانا أننا بين السطور‪ُ ،‬نرفع وُنج ّر وُنكسر‬ ‫من أجل المعاني‪.‬‬ ‫ابتسم بسخرية ُث ّم قال‪:‬‬ ‫‪ -‬إذن نحن في مملك ٍة لا مح ّل لها من الإعراب‪.‬‬ ‫وضع \"أنس\" السهم في كبد القوس ورفع ذراعه بثبا ٍت‪،‬باعد بين ساقيه‬ ‫وأغلق إحدى عينيه ور ّكز الأخرى على الهدف‪ ،‬جذب السهم بق ّوة ثم كتم‬ ‫على جذع شجرة‬ ‫\"ف َمجرأاةم\"ليمسرمتقىرلفيسهاومهسا‪،‬طاببتقسعمةتسعوندادءماكارنأتت‬ ‫أنفاسه وتركه‬ ‫السهم وقد رشق‬ ‫بلوط اتخذتها‬ ‫فيها وقالت بإعجاب‪:‬‬ ‫‪ -‬يبدو أ ّنك ماه ٌرج ًدا يا \"أنس\"‪.‬‬ ‫‪ -‬األمظ ّسناأفنةنيقسصأيرحةت‪،‬اجلاللب ّقدوأنسأتوادل ّرسبهاعملىهناال!رأمليي مسنكمذلساكف؟ات أطول‪ ،‬ولكنني لا‬ ‫‪ -‬ربما تحتاجها‪ ،‬حاول أن تتعلم ك ّل ش ىء في تلك المملكة‪.‬‬ ‫ثم تفحصت ملابسه بنظرة سريعة‪ ،‬كانت أطراف سرواله ما زالت مبت ّلة‪،‬‬ ‫سألته بفضول‪:‬‬ ‫‪173‬‬

‫‪ -‬هل سقطت في الماء؟‬ ‫‪ -‬نعم‪.‬‬ ‫‪ -‬أين؟‬ ‫‪ -‬النهر الأخضر‪.‬‬ ‫‪ -‬ماذا قلت؟‬ ‫‪ -‬النهر الأخضر‪ ...‬ذاك النهر الذي يقطع الغابة‪ ،‬تعرفينه بالتأكيد!‬ ‫‪ -‬اتبعني أرجوك‪.‬‬ ‫نفيشهاسعطارنفتجشاا\"ئ َمطي‪،‬رائ تما\"لخنهب ّطرختوطواولقاأفتشتجاسعرلرياىلعكةثحاينّففتحةهوالدالتونيهنترأ‪،‬فنبصدتللتتافلممكتتا لحـن\"فأّانزلةذسو\"يزااكلوالنذتاهايي تقبحفااعلهناة‬ ‫حتى وقف بجانبها ونظركلاهما لانعكاس صورته في الماء‪ ،‬قالت بصوت خافت‪:‬‬ ‫‪ -‬أرأيت!‬ ‫حملق في صفحة ماء النهر وقال بهدوء‪:‬‬ ‫‪ -‬نعم رأيت‪ ،‬صقور بيضاء‪.‬‬ ‫‪ -‬هكذا تظهر صورنا في الماء‪ ،‬صقور بيضاء‪ ،‬نحن المحاربون فقط من تظهر‬ ‫صورهم على سطح ماء هذا النهر بتلك الطريقة‪.‬‬ ‫‪ -‬لماذا يا \" َمرام\"؟‬ ‫‪ -‬لا أدري! أخبرتني \"الحوراء\" أي ًضا أننا نستطيع التحليق والطيران داخل‬ ‫نلوكطحنّالنقيق لتالملغألابحجةرظؤاويحتو ًومفالرااعوللدىنجبيتللكاشلعأالحوفرمعرلب‪،‬اةل‪،‬وخإحوناوفلحااتلولرانهلايقفبوز‪،‬تمد ّحررباةنواعللسىأنتندقرتجنجا ّلارلقأبمرصيا‪،‬ر‬ ‫\"أنس\"‬ ‫‪ -‬لا أظنني سأفعلها! ولن أجربها!‬ ‫‪174‬‬

‫‪ -‬حاول أن تج ّرب كل ميزة تعرفها عن نفسك كمحارب‪ ،‬فلقد فقد ُت الكثير‬ ‫من مميزاتي التي اكتشفت بعضها ولا أدري السبب!‬ ‫عاد \"أنس\" يحملق في صورة الصقر المنعكسة على سطح ماء النهر وسألها‪:‬‬ ‫‪ -‬وماذا عن \"الحوراء\" و \"الزاجل الأزرق\" هل تظهر صورهما أي ًضا هكذا؟‬ ‫‪ -‬أتمزح! \"الحوراء\" وعشيرتها!! لا يجرؤ أحد منهم على دخول الغابة يا‬ ‫\"أنس\"‪.‬‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫‪ -‬يفقدون أبصارهم‪ ،‬لا يرون إ ّلا الظلام‪ ،‬ور ّبما يفقدون حياتهم‪ ،‬تلك الغابة‬ ‫قد تبتلع كل أهل المملكة في لحظة ‪.‬‬ ‫‪ -‬ولم أن ِت هنا إذن! ألا تخافين؟‬ ‫‪ -‬كنت أخاف‪ ،‬وأرتجف‪ ،‬لم أجرؤ على دخول الغابة إ ّلا بعد أن شجعتني‬ ‫\"قطرة الدمع\"‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن هي؟‬ ‫‪ -‬أنثى الصقر التي أحضرتني إلى هنا‪ ،‬ألم ترها؟ إ ّنها زوجة \"الرمادي\"‪.‬‬ ‫ا\"كلَامنرشاأترم\"شقاال‪،‬مارأسستاتخبف\"خَرةتمدهرااطمأم ّو\"ينلاإللة\"ا‪،‬ىخلنترومجرااٍددرددلايلعا\"لقنلىتيوًقلأا\"اقطلقرابطإلرلىةف‬ ‫بيالعيقرشابنمهنناالكجفبيلك ّالوأةحباملرجبجهلة‪،‬‬ ‫الغابة‬ ‫الدمع\"‬ ‫أن يقررا السير إلى هناك‪ ،‬فقد رفضت‬ ‫هناك‪ ،‬ما زالت تخاف‪ ،‬كانت تأمل أن‬ ‫إلم\"ىقنط\"ه َرنمةارااكلم‪\".‬دموحعّل\"\"أنقوت\"سعا\"يلردوموهااقد ففياي\"أاملافحمواهقمهلامإايلىؤدوديياشاانررهكاال‪.‬تتهبحع ّي\"دقةن‪،‬طحقراةولاسل\"اادلعمرةمعا\"مدنوياا\"‪:‬قلترسيبر‬ ‫تحملها‬ ‫وصلا‬ ‫كلاهما‬ ‫‪ -‬مرحبا \"أنس\" ‪ ،‬أتيت في الوقت المناسب‪ ،‬حم ًدا لله أ ّنك عثرت على \" َمرام\"‪.‬‬ ‫‪ -‬مرحبا يا صديقي‪.‬‬ ‫قالت \" َمرام\" بتل ّهف‪:‬‬ ‫‪175‬‬

‫‪\" -‬قطرة الدمع\" كيف أن ِت؟ وكيف هوجرحك؟‬ ‫أجابتها \"قطرة الدمع\" وهي تح ّرك جناحها‪:‬‬ ‫‪ -‬بخير كما ترين‬ ‫‪ -‬هل ستعيدينني الآن إلى بيتي؟‬ ‫ن ّكست \"قطرة الدمع\" رأسها وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬ليس قبل أن يصدر \"سامي كول\" الأمر المباشر لي يا \" َمرام\"‪ ،‬تعلمين أن‬ ‫الأمر ليس بيدي‪.‬‬ ‫‪ -‬إذن احمليني إلى القصر‬ ‫‪ -‬لن أستطيع‬ ‫‪ -‬حتى القصر!‪ ...‬لماذا!‬ ‫‪ -‬هذا أمرمن الحكيم \"سامي كول\"‪ ،‬لن أحملك إ ّلا بتوجيه مباشرمنه‬ ‫بدا الإحباط الشديد على \" َمرام\"‪ ،‬ولاحظ \"أنس\" ما أصابها‪ ،‬كان يرزح‬ ‫تحت موجة عنيفة من الشعور بالذنب تجاهها‪ ،‬أراد \"الرمادي\" أن يخفف‬ ‫عنهما فقال موجها كلامه لـ\"أنس\"‪:‬‬ ‫‪ -‬شاركانا احتفالنا بالزواج‪.‬‬ ‫\" َمرالمم\" يتورسأكلهلاهبت\"الع ّرجمابد‪:‬ي\" فرصة سؤاله! بل ح ّلق في الحال‪ ،‬التفت \"أنس\" نحو‬ ‫‪ -‬ألم تخبريني أن \"قطرة الدمع\" زوجته؟‬ ‫‪ -‬بلى أخبرتك‪ ،‬وهي كذلك بالفعل‪ ،‬ولكننا نشهد احتفالا بطريقة ما‪ ،‬يعود‬ ‫كل عام‪ ،‬حيث يؤديان عرضا‬ ‫عششا فيه‬ ‫لاملرزاوسجام انل إزلوىا نجفل ُيسجالدمدواقاعلراولابذيط‬ ‫وعندما يتودد الذكر إلى أنثاه‬ ‫فيما بينهما‪،‬‬ ‫يقوم بتقديم طريدة لها‪،‬‬ ‫الحركات‬ ‫عددا من‬ ‫باويلإتضضافمةنلغهطذاساالتعرجوّيضة‬ ‫البهلوانية واللولبية في الجو‪،‬‬ ‫تستطيع‬ ‫حادة‪ ،‬وكي‬ ‫‪176‬‬

‫الأنثى أن تتلقى الطريدة فإنها تطير بطريقة عكسية وتلتقطها بمخالبها من‬ ‫قوائم الذكر‪.‬‬ ‫وقف \"أنس\" يراقب الحركات البهلوانية التي يقوم بها \"الرمادي\" حتى ينال‬ ‫ابتسامة‬ ‫علت وجهه‬ ‫رواضساءعة‪،‬زوسجأتله‪َ \"،‬مورتاابم\"عهاعنوهسيب تب تشارسكمهيتهاالتبـح\"لقيطقرةبرالشادقمةع‪\"،‬‬ ‫فقالت له‪:‬‬ ‫‪ -‬لتأهنبهاطمنعلأىسفرعريالستهطاي‪،‬وترطعيلرىلأعرل ّوضشالامهملقكةوم‪،‬نتبثدموتفقيوهميئبتغهاطكسقةطرجةوّيدمةعحوا ّدهةي‬ ‫وسريعة لتضرب بعدها أحد جناحي طريدتها كي لا تؤذي نفسها عند‬ ‫الاصطدام‪.‬‬ ‫الجوع‬ ‫بواطكنت \"سأنتسا\"ل تدنقيراقرح ّملةن‬ ‫الوكّداونقعاتت\"ا\"ل َومرهمراماامد\"ي‪،‬يت\"جم ّاوول\"لاقتنط افرلةي اشاللمدغامبسعة\"‪،‬للبوغبدردأوأتبت‬ ‫م ّر‬ ‫\" َذمهربايم\"ة‬ ‫رحلة عودتهما‪ ،‬سألته‬ ‫وكذلك‬ ‫بديعة‪.‬‬ ‫باهتمام‪:‬‬ ‫‪ -‬ما خطوتنا التالية؟ هل سنكمل الطريق إلى القصر الحوراء؟‬ ‫‪ -‬نستطيع أن ننتقل إلى هناك في لحظة! فلنستخدم الخنجر وننتقل من‬ ‫خلال فجوة‬ ‫‪ -‬لا‪...‬لا‬ ‫‪ -‬سأعيدك سري ًعا يا \" َمرام\" لا تخافي‬ ‫‪ -‬ماذا لو خرجت منها إلى عالم ثالث لا أعرف كنهه ولم أجدك هناك! يكفي‬ ‫ما مررت به‪ ..‬يكفي‪ ،‬سنسير على الأقدام‬ ‫بدا عليه الضيق‪ ،‬فهي تص ّعب الأمور‪:‬‬ ‫‪ -‬لبلحعبسحًنضاث‪،‬الفعلطننعاعالمد‪،‬كلتأاونرنّببا‪،‬ماألقناربس ّبتدعاأيلآنننأبإحلحىصصاالنليقرعنيل‪،‬ةيأهمو ّنبدهأاأسلنلرعأقعويصقدر‪،‬تك‪،‬ونحسعاريوولًدعاتغ ًحادلتاىو أوصمععوونلدا‬ ‫إلى المكتبة العظمي كما أخبرتك‪ ،‬لكنني لم أصل إليها‪ ،‬ولست على يقين من‬ ‫‪177‬‬

‫وقوعه في يد الملك \" ِكمشاق\"‪ّ ،‬ربما ما زال مع اللصوص‪ ،‬ألم تسمعي عن‬ ‫ذاك الأمر وأن ِت هناك؟‬ ‫‪ -‬إن أردت أن تسأل فاسأل \"كلودة\"‪ ،‬فله أصدقاء هناك بالقصر‪.‬‬ ‫‪ -‬ماذا!! \"كلودة\"!!‬ ‫كاخلنا يلحت ّلدقك‬ ‫فيه كلودة مع فتاة من‬ ‫أدرك \"أنس\" أن المكان الذي رأى‬ ‫في بلاط القصر وما حوله‪،‬‬ ‫فاليفاتلفحرةا فغيبيانلمممارأقكمرلبتال\"نَهمرراامل\"أخقائضلرة‪:‬تقع‬ ‫والكأ ّكنتاكبت‪،‬خبشالمىناأسنب ية‪،‬عرلافح عظنتوانأنه‪.‬ك‬ ‫أصدقاءه هناك عن‬ ‫اطلب منه أن يسأل‬ ‫‪-‬‬ ‫اسم الكتاب أمامه‪،‬‬ ‫تتجنب الحديث عن‬ ‫‪ -‬بالفعل هذا ما أفعله‪ ،‬ح ّذرتني السيدة \"ناردين\" من أن أخبر أح ًدا بعنوان‬ ‫الكتاب‪ ،‬إلا من أثق به‪.‬‬ ‫ُث ّم‬ ‫كتابه‬ ‫باسم‬ ‫أخبرها‬ ‫وقد‬ ‫بها‪،‬‬ ‫يثق‬ ‫نأفردسهفاقاالئ ًلساعباتدأ ّثةرأ‪:‬نه‬ ‫أومأ إليها فشابت‬ ‫بيت‬ ‫في‬ ‫\"كلودة\" من قبل‪،‬‬ ‫‪ -‬هل أخبرتك \"أشريا\" عن الرضيعة التي عثرنا عليها في الغابة؟‬ ‫‪ -‬لا‬ ‫‪ -‬هلا سألتها عنها وعن حالها‪ ،‬وكيف ترعاها زوجة الخباز؟ يبدو أنها و أمها‬ ‫يزتوولجيةا انلرخعباايزتهاال‪،‬تيفلتمر أضرع\"هكالأ ّوندهة\"سييحعوضدركهالإللىيلاةلبلييتح‪،‬ضوكرنها لتتقبيدتسممععته‪،‬ه ليك ّخنبهر‬ ‫لم يفعل!‬ ‫‪ -‬يا مسكينة!‪ ...‬حس ًنا سأفعل‪ ،‬لكنني لم ألاحظ وجود رضيعة بالبيت!‬ ‫‪ -‬سمعت أ ّن \"أشريا\" ترفض الزواج من \"كلودة\" وهذا ُيحزنه‪.‬‬ ‫رفعت \" َمرام\" حاجبيها في استغراب وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬كيف هذا! لقد طلبها أمس للزواج بالفعل ووافقت‪ ،‬وقري ًبا س ُتز ّف إليه!‬ ‫‪178‬‬

‫استشاط \"أنس\" غض ًبا‪ ،‬يبدو أن \"كلودة\" يتلاعب بتلك الفتاة الرقيقة‪،‬‬ ‫وفوق‬ ‫غيرها!‬ ‫مع‬ ‫ويخونها‬ ‫والضعف‬ ‫الهوان‬ ‫ويتصنع‬ ‫يهخذاد يعهظاهرويالطتلنب ّهسا لكلزويواكثجر‬ ‫وهو‪!!....‬‬ ‫التسبيح‬ ‫أكملا سيرهما صامتين‪ ،‬سيسأله بالفعل عن الكتاب‪ ،‬وإن كان قد وصل‬ ‫للقصر أم لا‪ ،‬وسيسأله عن أشياء أخرى‪.‬‬ ‫ُتاتلكظممّلماضًدامرمات!أرعس\"اوَاةمدل‪،‬رصاحاتمهّك\"\"ااب َنمتث\"راأرتوثنامرل\"\"إأمسل\"ععشد‪،‬هراجاياارل\"و\"كبّكأنتأهّلـانرشاهاقر\"يأبأاهن\"طخابفرسلووتُت\"هةن‪،‬ساألأتصعصهنارهغيفاترفةللتواحروذتقدلأيعدثنكرهارفموجبنعفصعلننتهضاتظلولٍراتلعش‪،‬يو ًتنئأماا!دلع‪،‬نريكطينيوأفوهتنلامكهةأاالّرامنالنلترأك\"ّ َوأمضمسرلياررعفةمه\"ة‪،‬يا‬ ‫وفلتات حديثها ونشاطها عند كلامهما عنه‪.‬‬ ‫عندما أرخى الليل عباءته المرصعة بالنجوم على سماء القرية كانت \" َمرام\"‬ ‫فتيجلنفسسهساا تهمجاةهفي\"أنغرفس\"ة‪\"،‬أكيشرياف\"تتلعوجم نبفبسه!هاوعذالىكتليتكعاالرمشضامععرالوتعي بدهداأ لتأّمتهاحاأنك‬ ‫بلا‬ ‫لها على قلبها‪ ،‬لكنها‬ ‫أقفلبعهاال‪،‬هاأدالركظاتهارلة‪.‬يوعمنفدقماطت أسينرلامعسهلطغاًدان‬ ‫تشح ّاكف تظملعكلى‬ ‫ما‬ ‫ستحاول أن تصلح‬ ‫بنفسها من أمره‪ ،‬وذاك ما عجزت عن إصلاحه طوال اليوم وهي معه‪،‬‬ ‫ايرعلبنفمساتد‪.‬ج‪.‬ملخاوادنتمفتت ّتكااكرلللفتخميين \"متجأعنحر ّهرسوكت\"طن‪،‬تفوايقجلللالاسهلفواطوتًرءرت!ياتآقإ!لككاىنلولافتلنيقتتنصشصظمعرررثتإ‪.‬أّلم ّىنإلوقىلجبههباهي!تيهأاقو‪،‬فرزبلمكمانهنتا بطيتلنخاب مضفنلهوهأعذهنها‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪ -‬لماذا لم تم ّر علي في الدكان؟‬ ‫سأله \"كلودة\" عندما رآه يجلس أمام البيت وعلى وجهه تتمش ى علامـــــــات‬ ‫‪179‬‬

‫الضيق والغضب‪ ،‬لم يجبه \"أنس\" فظ ّن \"كلودة\" أنه متعب أومحبط لأنه لم‬ ‫يعثر على كتابه بعد‪ ،‬قال يخفف عنه‪:‬‬ ‫‪ -‬لا تحزن يا صديقي‪.‬‬ ‫رشقه \"أنس\" بنظرة جعلته يرتبك‪ ،‬تراجع خطوة وسأله باستنكار‪:‬‬ ‫‪ -‬ما بك؟ ولماذا تنظر إل ّي هكذا!‬ ‫‪ -‬ما ذنب \"أشريا\"؟ أتخدعها وتزعم أ ّنك تريد الزواج منها وأنت تعشق‬ ‫غيرها؟‬ ‫‪ -‬إذن أخبرتك \" َمرام\"! كنت أعلم أ ّنها لن تسترنا‪.‬‬ ‫‪ -‬تستركما!!!‬ ‫‪ -‬أخطأت عندما طلبت السترمن بشر! والآن أنا أطلبه من الله‪.‬‬ ‫‪ -‬عج ًبا للناس يطلبون الستروهم عاكفون على المعصية! أنت تخش ى الناس‬ ‫ولا تخش ى الله!‬ ‫‪ -‬والله أخشاه‪ ..‬والله أخشاه‪ ...‬لكنني ضعفت! والآن تبت‪.‬‬ ‫رأيت‬ ‫نماعسه ًاكاالعيابو ًمدا‪!،‬‬ ‫رأيتك بعيني وأنت‬ ‫\" َمرام\" أي ش يء‪،‬‬ ‫لم تخبرني‬ ‫كاذب!!‬ ‫‪-‬‬ ‫وتسبيحك؟ ظننتك‬ ‫أحد‪ ،‬أين ذكرك‬ ‫ولم يخبرني‬ ‫بنفس ي‬ ‫‪ -‬ما رأيته اليوم كان آخر لقاء لنا!‬ ‫‪ -‬أنت ك ّذاب! كنت تراودها عن نفسها وتراودك عن نفسك‬ ‫‪ -‬لأ\"ّأنننهاتسراه\"ن‪.‬ي‪.‬يأارلمجتّريةو أككا!نخأرنتى‪.‬تتل لقايت بفنهفمسشهيا ًئاع‪،‬لإّيناليكنومتوهكنناتك أدح ًفقاعهاو!رأليقتد‪،‬أألخبمرتتهلاحأ ّنهظا‬ ‫فاليمعالمصعيةصيبةع ُثد ّمأنعااد‪،‬ستأنقاا املآحنالأيع ُثر ّمفنقديممتة‬ ‫ثم أردف وقد تظللت عيناه بالدموع‪:‬‬ ‫\"أنس\"‪ ...‬رف ًقا بي‪،‬‬ ‫بمن وقع‬ ‫رفقا‬ ‫التوبة أكثرمنك‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وقعت في‬ ‫لأنني‬ ‫‪180‬‬

‫وعدت‪ ،‬فتلك السقطة جعلتني على يقين أن الطريق الحق هو طريق‬ ‫التوبة‪.‬‬ ‫ُث ّم أجهش بالبكاء‪ ،‬فلزم \"أنس\" الصمت‪ُ ،‬ثم قال بعد أن هدأ بكاء \"كلودة\"‪:‬‬ ‫‪ -‬الفضيلة التي فيك لا ب ّد أن تنضح على أفعالك‪ ،‬يراها الناس كما يرون‬ ‫ظاهر ثوبك‪ ،‬كنت تظهر الصلاح وأنت تخفي المعصية‪.‬‬ ‫عنها‪ ..‬أن‬ ‫من الله الستر‬ ‫أطلب‬ ‫فيها ونسيت أن‬ ‫ُتلأنحنيجبغفلعنتي‪،‬المطعلبصتيةالوأستنر‬ ‫‪-‬‬ ‫وندمت‪،‬‬ ‫والله لقد تبت‬ ‫وبينها‪،‬‬ ‫يحول الله بيني‬ ‫ساعدني أرجوك‪.‬‬ ‫أالطب ّدلاوي\"ع ُةاك‪،‬دوملبسباكورا\"ئوهمه‪،‬نوومخجنللّكفسسا\"الألبنارأسب\"سعبتلججىاواهارسهتصحدصيياامقءًت‪،‬اطكفاساونلكتًينتهان\"و ّككصلأ ّوتندةعع\"للىىوجرأحلدسيسثههباملعادطميأنرذ‪،‬ن‬ ‫أحاط كتفه بذراعه‪ ،‬ثم رفع عيناه تجاه \"أنس\" وقال بخفوت‪:‬‬ ‫‪ -‬لقد تاب‪ ..‬أنا أعرفه ج ّي ًدا وأعرف الق ّصة منذ بدايتها‪ ..‬رف ًقا به و لا تعن‬ ‫الشيطان عليه!‬ ‫تف ّحص \"أنس\"‬ ‫أ ّنوهجهيهعانالميت‪،‬عبعبدمردصفح ًرامنوحالوزلمنعيقنايله‬ ‫اولجسهوا\"دك‪،‬لوبددها\"‪،‬جكلاًّيان‬ ‫محفور بهالتين من‬ ‫بهدوء‪:‬‬ ‫‪ -‬لو علمت \"أشريا\" س ُتهدر كرامتك على الأرض وتتم ّزق هيبتك‪.‬‬ ‫انسحقت روح \"كلودة\" وقال بخفوت‪:‬‬ ‫‪ -‬لن يخذلني ربي‪ ...‬حاشاه أن يرد قل ًبا باليقين ناجاه‪.‬‬ ‫كانت ليلة عصيبة على \"كلودة\"‪ ،‬انصرف \" ُكومبو\" وهو يطارد بومة بيضاء‬ ‫اكلانحاتلت‪،‬طظوّلف\"كبلالوبدية\"تيبوتكيحلطقوافلو اقلليشلجرحةتىق أريبنة\"‪،‬أنقذس\"فهأاشبافلقحجعالريةهفوابرت ّقعدلحتالفه‪.‬ي‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪181‬‬

‫\" َمراكما\"ن إلتيه\"ا َموراسمأ\"لتهتامب ّشفطضوشل‪:‬عرها بينما كانت \"أشريا\" تستع ّد للنوم‪ ،‬التفتت‬ ‫‪ -‬لماذا ترفضين الزواج من \"كلودة\"؟‬ ‫شردت \"أشريا\" قلي ًلا ُث ّم اقتربت من \" َمرام\" وجلست بجوارها ُث ّم تأ ّبطت ذراعها‬ ‫بلطف وهمست‪:‬‬ ‫‪ -‬أنا ُأح ّبه لكنني أخاف!‬ ‫‪ -‬من ماذا؟‬ ‫‪ -‬كما ترين‪ ،‬لست ببارعة الجمال كما أنني لا ُأحسن ما تفعله الفتيات في‬ ‫ُتذحه ّنب ُهأأهانر‪،‬صلفضمكونتيسّهدههاتإتنل‪،‬ا\"نلَتمتوحعرازتلرومىم\"فجأ‪،‬تنتأننهعكيا‪،‬هرنلفافختّرابأئعمجانيصن‪،‬يدورفارعاانلةلاجيحأ\"ق ُأتتكدههاويالنمات\"طثيأع\"ماششيثمًولرئياهااه‪\"،‬لين‪،‬خفتواهلتلهااييحأمهدتظهيننثمانالليمآعسل‪:‬ننحستأ\"وجاعكلللجتوبوسداهبة‪،‬ب\"لأج‪.‬لخاواشترفىفاتأرالةقا‬ ‫‪ -‬رّبما يكون قد وقع في ح ّب فتاة بالفعل‪ ،‬سمعت الفتيات يهمسن بهذا‪.‬‬ ‫‪ -‬معقول!‬ ‫تظاهرت \" َمرام\" بالتعجب‪ ،‬فأردفت \"أشريا\"‪:‬‬ ‫‪ -‬ما يحيرني هو تكرار طلبه للزواج م ّني‪ ،‬لا أدري لماذا لا يتزوجها!‬ ‫أطبقت \" َمرام\" شفتيها‪ ،‬واستمرت \"أشريا\"في بوحها لها‪:‬‬ ‫الفتيات مباحات‪ ،‬يستطيع أن ينظر‪ ،‬ويتأ ّمل‪،‬‬ ‫الشباب أن كل‬ ‫يويظتفن ّحبعص‪،‬ض‬ ‫‪-‬‬ ‫ويحب تلك‪ ،‬ويحلم بتلك‪ ،‬وعندما يريد الزواج‬ ‫ويمزح مع تلك‪،‬‬ ‫يبحث عن فتاة بعيدة المنال!‬ ‫زفرت \" َمرام\" بحنق وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬عندك ح ّق‪.‬‬ ‫‪182‬‬

‫قامت \"أشريا\" وبدأت تروح وتجيء في الغرفة وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬لكن سلوكه قد تغير منذ فترة‪ ،‬أتعلمين تلك النظرة التي تقرئين فيها‬ ‫انكسارمن أمامك‪ ،‬ذاك الشحوب الذي يكسو وجه من يتوقفون عن فعل‬ ‫افليحبلدووبنعدواكلأتنهوبمة‪،‬يتذعاافكوالنضمونءمالرشاض‪،‬ح الب الضعذيفيالح ّذليشيي ًئاصافبوشينًئاب فه‪،‬ي‬ ‫الخطأ‬ ‫الهوان‬ ‫وجه من يعود للصواب‪...‬لقد تغير\"كلودة\" صارلا يرفع حتى عينيه في وجوه‬ ‫النساء وهو يسير‪.‬‬ ‫‪ -‬أتراقبينه؟‬ ‫على استحياء أجابتها‪:‬‬ ‫‪ -‬مخبنيئبتعيي‪،‬دأ‪،‬ماأأمنايفأتدسُعأولله‪.‬ع‪.‬نوهأراأقمبه\" ُكمونمببوع\"ي‪،‬د‪.‬فأمي س ّري وستري وهي تعرف‬ ‫ُث ّم تن ّهدت وقالت بصوت تشوبه رّنة ألم‪:‬‬ ‫تق ّر عينه بي يا \" َمرام\"إن تزوجته؟‬ ‫هل سأعجبه؟‬ ‫أن‬ ‫تهرلىسهيلكومننمالمخلمكًصان‬ ‫‪-‬‬ ‫لي؟‬ ‫الهواء‪ ،‬فـ\" َمرام\"‬ ‫باثلقسةؤاوكلأ ّنهماع ّلت ًقجايفيب‬ ‫قالت‬ ‫تعرفه‪،‬‬ ‫بما‬ ‫تخبرها‬ ‫أن‬ ‫ى‬ ‫تخش‬ ‫نفسها بنفسها‪:‬‬ ‫بقي‬ ‫\"أشريا\"‬ ‫يا‬ ‫كذلك‬ ‫سيشفى والله قلبه‪ ،‬أليس‬ ‫التوبة تج ّب ما قبلها!‬ ‫أوليست‬ ‫\"وَلمرمامل\"ا!؟‬ ‫‪-‬‬ ‫لدعائي‪ ...‬أليس كذلك؟‬ ‫الله بي‪ ،‬وسيستجيب‬ ‫سيرضيه‬ ‫أجابتها \" َمرام\" وهي تراقب تعابير وجهها البريء الصادق قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬نعم حبيبتي‪ ....‬سيستجيب‪.‬‬ ‫االسفتبجسعرل‪،‬دمظتقّللأيتخلياًلرانأافلمكلانتروتم\"دأفوشرمهريفاميا\"‪،‬رفأ ّأك ّسمرهاات‪َ \"،‬مورصاحالملر\"متعفلورفمخة يطبغدطاميتةضتفلهليهكالالنأجفتفكاخنربىمءحساتتلىنحيجطلولم‪،‬ع‬ ‫ولن تطفىء وجه القمر‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪183‬‬

‫ا\" َلخنببرردجيةا\"يوتمةابن\" َمننفبنروسةاه\"لغاحرمفراعةنل\"ىسُأغيتورنففدتتتهيويا\"روشاكلهانالتإيفبعييقنلاصلبمااتقرهاتكصاازنلرومجكتاولاون\"تُرأزحيومنلتجر‪،‬أير ً\"ي‪،‬سافتفوقعهتشليهاىولنفمعيكقت ّعلثبح‪،‬اردليفغعقلقرةىدفاا‪،‬أللقكشوتكاارفنصبرت‪،‬ت‪،‬‬ ‫أوحصًلداتمنإهلميهقدفاتطجمهحتووطأمخعيهلالاإلسىتيتلفاتءي عشلىغالركفتاالب‪.‬وزراء‬ ‫تكون قد‬ ‫استبعدت أن‬ ‫ظانين أن‬ ‫وكبار الحراس‬ ‫فثاعليققيوًًنلادفساييكممموامةلننتيلاأًلرئواهتحمييبداالللبمأاا‪،‬حوحتأللىظعلاولقداتاعءيقتنغتيكبباص ّهلممبتهأغشا\"ا َحمديوردرإءاةهلمخم\"\"مَفكم‪،‬االنرئأاهغهاميخ\"ببالنرللتأبلفهماق\"سرَ‪\".‬مهُأصاراورنوم‪،‬لتأ\" ّأي‪،‬و\"غلللبامقمل ّيرحةتدقف\"يُخأيقولنةحت‪،‬يعيال\"يتونههاافغ‪،‬إرحللفتاتهمهااتجاكعطيرليلتًيسههاااب‬ ‫\" َنجباررية\"ة‬ ‫الجارية وانصرفت على وعد بأنها سترسل إليها‬ ‫ى ذلك غرور‬ ‫أرض‬ ‫السر مثلها‪ ،‬هرولت خارجة من غرفتها فالأميرة‬ ‫أمينة تحفظ‬ ‫جديدة‬ ‫غاضبة والأولوية لإرضائها‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪184‬‬

‫(‪)17‬‬ ‫رائحة الحب‬ ‫تحت شجرة البلوط‪ ،‬وحيث كانت تتلهف \" َمرام\" للعودة إلى منزلها‪ ،‬وقفت‬ ‫تنصت إلى \"أنس\" وهو يقول‪:‬‬ ‫‪ -‬حس ًنا يا \" َمرام\" سألقي بنفس ي داخل الفجوة الآن وأعود من خلالها‪،‬‬ ‫راقبيني‪.‬‬ ‫دلف \"أنس\" والذي قض ى وق ًتا طوي ًلا يحاول فيه إقناع \" َمرام\" بأن‬ ‫حتى يستطيع إكمال‬ ‫ارنحتلقتالهه‪،‬مااسمت ّنل اخللاخنلجالرفوأجوولةجهسيفكيوطنب أقاسترعاللههاواءوأيوسح ّرركلهه‬ ‫كأممااميف\" َعمرلامو\"ذ!كورقافستم‬ ‫قصر الحوراء‪ ،‬دلف إلى الفجوة فابتلعته واختفى من‬ ‫وحيدة تحت شجرة البلوط التي كانا يقفان تحت ظلالها‪ ،‬شعرت بوحشة‬ ‫االخقتفصىر ُاثل ّمشتخحملصهاال\"قوحطيرةد‬ ‫أ ّينءهحسوليهواصفلهجاأةإل‪،‬ى‬ ‫كظ ّلن شت‬ ‫سكن‬ ‫شديد‪،‬‬ ‫رهيبة وخوف‬ ‫م ّرت به‪ ،‬فهل هناك مزيد من المفاجآت في‬ ‫عالمها‪،‬‬ ‫لأنه من‬ ‫الذي اطمأنت‬ ‫والسوق ونظرات الرجال لجسدها‪ ،‬وضرب‬ ‫كان يكفيها ما‬ ‫اانلتدمظاعر\"ها!إلىتذب ّيكترها!ت‬ ‫تجار العبيد‪،‬‬ ‫الجواري لها في القصر‪ ،‬وتلك اللحظة التي قذفها فيها \"أنس\" بالحجارة في‬ ‫كاونستحتبؤلمتهاغ‪ ،‬تلصفنتتشجحروةلهاغلوينادظتوتبأهّهمبتس‬ ‫بأنامل مرتعشة حيث‬ ‫عينها‪ ،‬تحسستها‬ ‫لم يأتها الرد انحنت‬ ‫على \"أنس\" ولما‬ ‫دحّقياتثه‬ ‫تعود من‬ ‫عن نفسها‪ ،‬لقد رحل إذن وتركها وحدها‪ ،‬قررت أن‬ ‫للدفاع‬ ‫أصبحت‬ ‫بيت \"أشريا\"‪ ،‬لعلها تساعدها‪ ،‬اعتصر قلبها الذي‬ ‫أتيا إلى‬ ‫أفك ّأنطجابلفأولملرتبالوسأحيطر ّطلب‪\"،‬أوونكقاادسل\"تبهمتندهراكوءم‪ّ :‬رضة لأوخلار أى‪،‬نواقلففجيوبتة اسنبمثوقح ّتركمنكتافللياه شمويءح ًيأامإالميههاا‬ ‫‪185‬‬

‫‪ -‬أرأيت! ها أنا قد عدت سري ًعا‬ ‫تكاقنبتضا\" َمنراعمل\"ىمغج ّمصدةن‬ ‫اكلتمشثبجارولةجمهوتنرفشااعلهحشممبتعأ‪ّ،‬وهبفشةفوتفيجييناءلههبهروبااءتتنهوامكنأ ّلهنمهاعلاسىليدكمفتاءفتهقاويتدلضيرًببناه‬ ‫بغصن الشجرة وهي‬ ‫تصيح بهستيرية‪:‬‬ ‫‪ -‬لا‪..‬لا‪...‬لا‬ ‫يبوعحجنهسهكاافنن بافتلكتّجففعيرياهحامحيلاوالدمنةهعفا‪،‬اجهليرفافتتقجيادباوتت!كغيتةسضمأالتبهناسكشمشهتجاديعفودجيتً‪،‬بهاا‪:‬أنحمفرارس ٍتةكوفت\"وكأقنورفست\"أاملاعملغهىاصالنأحرائو ًراضج‪،‬ذبوكاهغنّطمنهلتاا‬ ‫‪ -‬لماذا تبكين؟‬ ‫قالت بصوت يخنقه البكاء‪:‬‬ ‫‪ -‬كنت خائفة‪.‬‬ ‫يااافمولللاآصلسجفنوينأمتردت‪،‬رةياهماط‪،‬ذتا ّذنف‪،‬ةكءاته‪،‬ك‪!،‬ب‪،‬راوومكقكنكفوالالونينامطيعنازتاعتّذتفتلياو\"هتتتق\"أيكهانرتحفودسفنممأاعج ّسمديل\"لوع!هييففتن‪،‬إنعجتكلقسّبيلزالهاوهبللءدياالوك\"ابيتلكتللتايّالسلأدملطيهمهًردششامرممفبخعامضيإعهءقءعاانعأص‪،‬يئامًيلخفلدتواطيهنتت‪:‬ةكاهرّرهنباككتهّفا\"للفلتبلهحققيياكبتمّ‪،‬يهعفيشابلستةىلةفو‪،‬لص\"ويياّطهلكلااعتخلدسنوبفبحهّولهداادالا!لمجأاهلهبو‪،‬وهلقنبكااحافميننبلياتاعيمءيتتسنزمايتدتنلخ ّانلجوهطجهيايهسمر ًإحبعلصتانحىشفيمالامبضلعلاننرلثداهقلابتفملكأكاقوفاصنّييعكةاءر‬ ‫‪ -‬امسحي وجهك فقد تلطخ بالدماء‪ ،‬ودعيني أربط لك جرح يدك‪.‬‬ ‫سحبت منه القماشة بعصبية ومسحت وجهها ُث ّم ك ّفها المجروح‪ ،‬كانت‬ ‫وعلامات‬ ‫بحرص‬ ‫تسحبها‬ ‫بدأت‬ ‫اهلأنلامكتلشوذحراعلتىمنصفالحغةصونجههقاد ُث ّمعلققالتتب بجرصحوهات‪،‬‬ ‫حزين‪:‬‬ ‫ممزق‬ ‫‪186‬‬

‫‪ -‬كرهت تلك المملكة وتلك الغابة وهذا العالم‪.‬‬ ‫وعادت للبكاء‪ ،‬سألها وقد ر ّق لحالها‪:‬‬ ‫ته ّريفا فضنيحننا فسيت أ ّخودالمالانلهافر‪،‬جوواختذويتخهاذفاينلهتاضسّمأدسيير‬ ‫\" َمرام\"‪ ،‬إن كنت‬ ‫يا‬ ‫حس ًنا‬ ‫‪-‬‬ ‫تخافي ولا تحزني‪،‬‬ ‫لا‬ ‫معك‪،‬‬ ‫جرح يدك‪.‬‬ ‫ووشكاجدرينوحديقه‪،‬ااراموهماّبرستاايفقتراتناةطمفالًعهاعطي‪،‬يتفجكاعةزناءمرلتغآهتمخلأبرحكعيماالنمناّضرةبقالعاملنعيأولصفصبى‪،‬هي‪،‬الةلكتّونوياهلسياكلقتثعيمردريهبماقفنليهصتاالدبضذكأّاامب ًءددك‪،‬ااألوجر ّحنرب ّحدمياهؤامللمأهبنناه‪،‬حفتآرألامراٍةهص‪،‬دا‬ ‫أن يخبرها بهذا!‬ ‫تلمعذااسبدئرنولاتلإمخليعنهنطاهاوفا‪،‬فربتودطرامتنر ّهققالته‪،‬هلا‪،‬هفكهبتن ّتددبأشفعكةمهلنهكم ّاقشسأيةّّطنرهةهما تنحصختغغاىيزرلفةلا‬ ‫البنات لو أمطرت السماء عليها‬ ‫مأ ّننهه‬ ‫كانت خطوة‬ ‫تطلب الأمان‪،‬‬ ‫شعور جميل‬ ‫يرهقها‪ ،‬راوده‬ ‫عندما يختفي‪ ،‬أو عندما تفصل‬ ‫الضخضيمةق‪،‬لأكنانهتكاتنهروسبلًباوتفبيحبكثائهعان‪،‬همزخيلجفهام تنخالمش ىشاأعنر‬ ‫شجرة‬ ‫سيرهما‬ ‫بيينخهتمفايأثنماّرءة‬ ‫أصابه‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫كان يختلج في صدره‪.‬‬ ‫وأخبرها أنهما سيجلسان للراحة قلي ًلا‪،‬‬ ‫تنتظر تلك اللحظة لكنها كانت تخجل أن‬ ‫الصسميرتواولكتأ ّنفهاتكاإنليهتا‬ ‫جل تسوتق ففو ًراع فني‬ ‫تقويطدتللبأقهاعفهطامتنهبهيم‪،‬ادلهفهاقويودرما ّأقدرهتبقيهوادجاههلاهاإسليبيرهط‪،‬برأإفخحردخاجفهيتما‪ُ،،‬مثتّنمناوحسلأقهلايهبامتنهبهاافتوفضاجولحلت‪:‬يسنيلكقاينهاتفي\"أالشهريواا\"ء‬ ‫رحلتك‬ ‫عن‬ ‫\" َمرام\"‬ ‫يا‬ ‫وحدك؟ حدثيني‬ ‫وككيتابفك‪،‬ق هضيلتكناِلتفتدارئة ًماالماخائضفي ًةة‬ ‫‪-‬‬ ‫وتبكين هكذا؟‬ ‫أطرقت قلي ًلا وكأ ّن ملاحظته جعلتها تتأمل حالها وما آلت إليه‪ ،‬قالت وهي‬ ‫تحملق في الأرض أمامها‪:‬‬ ‫‪187‬‬

‫‪ -‬لم أكن بتلك الهشاشة‪ ،‬كان لدي شعور بأنني قوّية‪ ،‬لم أكن أشعر‬ ‫بالخوف كما أشعر به الآن‪ ،‬وكان للقائي بالمغاتير فور وصولي أثر كبير في‬ ‫نرفاشفوشعسدنعويرري‪،‬تيكشاشنعوبكوهأتر ّنم\"ااجلدقشيحيرًأئدو‪.‬ار‪..‬اتءمرّ\"ابعنممأاهعحهرادوموطً‪،‬محناايالفمحيفتقاغاِتلضلمنرةرتنواناييلياتايفلت‪،‬ووشرعصسأ ّللونرمتتتبنلاريللكتأتّ\"موانالليأنحر‪\"،‬وقفرضاطياءرل\"ماةلغااخلحمرقديرايمطقعت\"ة!ة‬ ‫وبدأت رحلتي‪ ،‬سري ًعا ما ظهرت كلمات كتابي عندما التقيت بالأميرة‬ ‫\"هيلا\"‪ ،‬كانت فتاة رقيقة وواثقة بنفسها تكبرني بخمس سنوات‪ ،‬لازمتها‬ ‫\"هيلا\"‬ ‫افليوقمنت‪،‬طقفةق تدقاعستخلضاففتمنيملفكيةقالصشرهماالو‪،‬عالمملتينكينك لشدق ّييقةخنلهجا‪،‬ر‬ ‫طوال‬ ‫مثلك‪،‬‬ ‫تعيش‬ ‫لكنني كنت أستطيع سماع أفكار الناس‪.‬‬ ‫‪ -‬ماذا! تقرئين الأفكار!‬ ‫‪ -‬لا‪ ...‬أسمع صوتها كما أسمع صوتك الآن‪ ،‬تلك كانت من مميزاتي ويبدوأنني‬ ‫اأبنفلنفنعاقه‪،‬رادسيًتيفوهةالااوولعمببننعحصدذادنماداانأقلتيأمهنراننءاىنتوحماهعلهولكلمتىانتاذيمبوي‪،‬بهجكمنكّ‪،‬وتلنهيوماتتكالأا ّنأمنانلنف ّكتذسصارفوتبأأكلهدإلرمسىككرنهمت ًاهتقصامأهونوعجت ًكامدألاالف‪،‬هسكطااكمرسناتبمريتلنفنخأاأكومارعاالاونمطعنيييرن‪،‬باشهفر‪،‬صكمرحناًوعمًفاعاةي‪،‬ت‬ ‫الحمد لله أنني فقدت تلك الميزة و أنا الآن لا أسمع إلا نفس ي‪.‬‬ ‫ارتاح \"أنس\" حين تأكد أنها فقدت تلك الميزة‪ ..‬لا يد ِر ِل َم! وهرب من إجابة‬ ‫نقعبفليهلساه‪.‬تح‪.‬تلأأوشخالررالإخلليظهفلااهملل‪،‬تبقكاوطنمءتليختكطسميولاارتهاخح‪،‬لدفيفثهه‪،‬طملاوكبّلوهممانمهااحيأاخوسيي ًلررااأأنننليتعقل ّهسديممراهبايجأقموااطمرعهاهفنليفالعطلغمائبتن‪،‬ة‬ ‫سألته على استحياء‪:‬‬ ‫‪ -‬كم عمر أختك\"حبيبة\"‬ ‫‪ -‬تصغرك بعام؟‬ ‫ُث ّم أردف بعد أن رنا إليها سري ًعا‪:‬‬ ‫‪188‬‬

‫‪ -‬وتشبهك كثي ًرا‪.‬‬ ‫أخجلتها ملاحظته وارتبكت فتع ّلقت بحقيبتها وقبضت عليها بق ّوة وكأ ّنها‬ ‫تستمد منها الأمان وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬لا ش ّك أ ّنك تفتقدها‬ ‫‪ -‬أفتقد ك ّل ش يء في حياتي‪ ،‬بيتي‪ ،‬وأهلي‪ ،‬رائحة عطر أبي‪ ،‬حضن أ ّمي‪،‬‬ ‫صوت جدي‪ ،‬دفء البيت‪ ،‬حتى ملابس ي وهاتفي الجوال‪ ،‬ورفاقي‪،‬‬ ‫وحاسوبي‪.‬‬ ‫‪ -‬وأنا أفتقد‪ ....‬الأمان‪.‬‬ ‫التفت إليها وقال بتأ ّثر‪:‬‬ ‫‪َ \" -‬مرام\" سامحيني لأنني أوجعتك م ّرتين‬ ‫‪ -‬لا عليك‪ ،‬أنا أي ًضا ضربتك بالغصن على كتفك كالمجنونة‪.‬‬ ‫قال ماز ًحا‪:‬‬ ‫‪ -‬لكنك لم تؤلميني‪ ...‬أ ّي محاربة أنت! وأين قوسك البلاستيكي الذي كنت‬ ‫تلعبين به في الغابة!‬ ‫كوّلكأمّنالهاريحفمعتستعكلكىي ّفدهشاهافتوبيتنهأافملابتستهه!ساومسهاةور مخت ّلببأفتجهواوابفركهبّفشهوافييالءمصيضدخّمرهد ّاصةيبت\"لأجنجزلءسج\"منصشرقاعمعريبتيصبناه‪،‬ررتفبكاانضكها‪،‬ت‬ ‫للسير مع شاب غريب عنها‪ ،‬وبين اضطرارها لهذا لتعود إلى القصر‪ ،‬فهي لم‬ ‫يتركها‬ ‫ألا‬ ‫بالدعاء‬ ‫تتمتم‬ ‫بدأت‬ ‫هي مجبرة عليها لا ريب‪،‬‬ ‫ياكلفيظهراوشف ّر‪،‬‬ ‫تلك‬ ‫تختر‬ ‫نفسها ونفس \"أنس\"‪.‬‬ ‫وأن‬ ‫الله‪،‬‬ ‫حيثقاهلطولعلعىليهومجاهاهلياابتسمسيامنةوكمأ ّنشهرقيةر ّحبينبمباهكماان‪:‬ا يعبران تحت أشجار الياسمين‬ ‫‪ -‬أعشق رائحة الياسمين‪.‬‬ ‫‪189‬‬

‫على‬ ‫تراكمت‬ ‫التي‬ ‫الياسمين‬ ‫زهور‬ ‫من‬ ‫حفنة‬ ‫كفيها‬ ‫تحمل بين‬ ‫الأر قضالوتتق ّروبههاي‬ ‫من أنفها‪:‬‬ ‫‪ -‬وأنا‪ ،‬ليتني أستطيع الحديث مع زهراته كما تفعل السيدة \"ناردين\" فهي‬ ‫تسمع أنين النباتات وتسبيحها وتنصت لحكاياها العجيبة‪.‬‬ ‫‪ -‬معقول!‬ ‫‪ -‬ألا تعرف ق ّصة السيدة \"ناردين\" مع الغابة هنا؟‬ ‫‪ -‬لا‬ ‫‪ -‬حس ًنا‪ ...‬سأخبرك بها‬ ‫إلاكللاهى‪،‬عنابلجذينادوقبأازاكتواتامعلنت\"ه َدمودضمكرااوّيجءمة\"علفوأتتتملحنقبكدثمص ّتااصهلاتفسإ\"ععلَلكلمىتييرناأههنةمي\"منماهاعلفاهتيايوتحزعدححو ّقاللثجوهرتةهموااععب‪،‬ولنيهباجهايلا‪،‬ندابمسنوايعته‪،‬ددكعاةّنأجط\"نترنبي\"اا َنقمرتتعدههرنياادمنتف\"م\"يات‪،‬تلاعحلأكلككشماليلافبلمعاقحهرادصقيععنثفلههىاتاة‬ ‫اافللقترفيديأقص ّصاوالببتذهتايتعفجنياههدامقاأ ّلثبارهخفاتيلفنىضفربمسةنها‪،‬لأقماواقماهضرايهةا!ف وجاأسأةلحتهياشعاوقجمبهداها‪،‬أق َتسورَبهرااذامف اؤنالبديهض‪،‬عتأ\"منفاااردلدأيمنثون\"وع‪:‬هاي‬ ‫‪ -‬أتساءل هل ظهرت العبارات في كتابي أم ليس بعد!‬ ‫‪ -‬لا أدري هل سيطلق كتاب \"إيكادولي\"سراح الكلمات وهو بعيد عن يديك يا‬ ‫\"أنس\" أم لا!‬ ‫‪ -‬كيف كانت العبارات تظهر في كتابك؟‬ ‫اكولاككأ ّنتناهياه ُتبت ّنزيقتوأن ُّفشحيبا ًسنريا يوشلتةهح ّورقملكحبفبريةينمبكحارن ًفضها‬ ‫الحروف تبا ًعا‬ ‫فحكرنًفاتعأنلتىباهل‪ّ ،‬سوكطانر‪،‬تأتحنبياث ًناق‬ ‫‪-‬‬ ‫اكلنكتتبأشحعّيرةأيان‬ ‫وهو يظهر الكلمات‪ ،‬تلك‬ ‫\"أنس\"!‬ ‫‪ -‬كنت أف ّكر أنه ربما يكون \"كلودة\" و\"أشريا\" هما بطلا ق ّصتي‪ ،‬أليس كذلك؟‬ ‫‪190‬‬

‫تمتمت بضيق ُث ّم قالت‪:‬‬ ‫‪ -‬أرى \"كلودة\" لا يستحق أن يكون بط ًلا لأي قصة ح ّب!‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫تجهالت سؤاله حتى لا تضطر لفضح \"كلودة\"‪ُ ....‬ث ّم قالت‪:‬‬ ‫‪ّ -‬ربما بطل ق ّصة كتابك هو \" ُكومبو\" وفتاة أخرى! ولم لا؟‬ ‫ه ّز كتفيه قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪ -‬أو رّبما \" ُأونتي\" وأي شخص آخر!‬ ‫‪ -‬لا تذ ّكرني بـ\" ُأونتي\" أرجوك‪...‬‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫ه ّزت رأسها في ضيق وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬لا ش يء‪ ..‬فلننس أمرها‪.‬‬ ‫كفيها‬ ‫على‬ ‫بذقنها‬ ‫أصمادمي ًقااللكاويخفاروقتهاسأتبن ًددا‬ ‫كانت العجوز \"ناردين\" تجلس‬ ‫وجهها‬ ‫تهلل‬ ‫عندما‬ ‫المعقودتين فوق عكازها الذي أصبح‬ ‫يأووعبماسجيٍرالنقلهرياستروهكتاوأأّنتشهساعامنسارأيلدلطهرمهافهاالابةيرعأمنّتمهماناصمأاغايالرصمفحةا ًتعبراهح‪،‬اسض‪ّ،‬نرلوثمتّتهميبتتكقستمأ ّطلراكفتعههنةم\"ماَامممركايننيمقت\"املرفنبباحعكلاحننون‪،‬نافىاأنلسأهصهطافابرديوتيمرهقان‪،‬تأااإلنوللمياسهراأذضعا‪،‬احتدحةجكلدبضوسثتماهاصللدلهوعتمهااتنت‬ ‫حتى الآن‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫\"فأتنل مكس ّر\"‪،‬اهليوواقلسم ّعرتةدلالتطأيخًيهفايرةباحزليياتيرثتهامستاس‪،‬راتأهنواقسففيهتتا‪َ َ\"\"،‬مكمارانرامم\"ت\" بقتالدو ّدعوعّجدهاوع‪،‬زتها\"كاننامرندتيقانلب\"علوجبكعوذزلد تاكبنتكهاسي ّ‪،‬ءر‬ ‫‪191‬‬

‫ُاثممفوولّهممكعهفاأهماي ّفتأمنهقاتاصن‪،‬دسلقشللهواّعتًيوًملهلرااااحلحبنااوهجلتح ًرعيأيرتلايلـىل‪.‬ي\"مينحأياخفترظحصيدريةبيقاحنلطص\"ارأوبلداآدلراسطهخهغعاراايربت‪،‬تقمةع ّ‪،‬كنرأسةرمادقرابم‪،‬توماطفهعاويودتكراغامناعكأودلكترنىشلها\"ااونلًهخفاأاممرراطدنيويضتتحنتل\"تّ\"وفحَىّتمبعهريحتاحنمممام‪،‬د\"هلوتنادكخآهماا ّرلمعنرهّلغجلتااقآلبلاتلخاةوك‪،‬غردنااابولبيحعةلالي‪،‬لحوشثسحسظعااملكارراهاتءت‪،،‬نت‪،‬‬ ‫تتل\"فمدفجتنيأمذربادتتفايعّهثأراّبتفءردهركقيهتعهاصقهادفةنات!ّلقي\"بأااتع\"ّللنقاَل\"غتهمالهأالعمارنقتجايلاجلمتي\"تهنو\"سمففالزت\"ييركتوامدبطلوقيفمنو‪،‬اداعجحهأخنلرءر‪،‬أه\"ناواقتلسبح‪،‬مقوتثعاتهاسلتبقوض‪،‬سشققحةتًربتعيضاهيتاحواتلعنةممهح‪،‬هم‪،‬ااوزيعنكُساثتجهوهعناأّعلمسطيلعجاهششتلىلاايةتًىحئترعافوبمترت\"هلأشورتناافهلاـعجامس\"ررتهشهأدشسايبنويًام\"ئئدأعلا\"نبنان‪،‬سواك\"لاادلن\"برهرنسلدلداعّي\"ليجفشعلبادغااهنحاذلدمت\"ءقبيهل‪،‬ذتااةضيادلفل‪،‬ريورلافتوقبأاأئعيفب‪،‬نعخحسسودأتبدتأًةرضمربجحستعااّئهتدوربسمقموبع\"تّ َدرهمأنخبألسنتتبرااهاأفللهتنامّتمبهاقنات\"ّرلملءبماتلقشنضوحرتستبععأريعاكنردجلجيأدعريأفتنهلوّهههازةىتاا‪:‬نفا‬ ‫‪ -‬ستكون بخير إن شاء الله‬ ‫قال مستغ ًربا‪:‬‬ ‫‪ -‬لا أدري ما الذي حدث لها! كانت بخير!‬ ‫بنظرة تعني أ ّلا تتركني وحيدة‬ ‫ففتتحح فتم\"ه َام لراتمح\" ّدعثيهن‪،‬يهلاكونهطالفعطتهن‬ ‫تتمكن‬ ‫لم‬ ‫هنا‪،‬‬ ‫لما ترمي إليه وقال يطمئنها‪:‬‬ ‫من‬ ‫‪ -‬لا تخافي يا \" َمرام\"‬ ‫إليهأالغأممرضالآتن!عايقنتيهربا وتخ\"نراجردمينن\"الكور ّوبتخ‪،‬تجلعلىس كعتلفىها‪،‬لدهرمج اسل إحليجهارقيائي ًلتا‪:‬ف ّكرفيما آل‬ ‫‪ -‬هل أستطيع الذهاب إلى القصردون أن تخبريها؟‬ ‫‪ -‬نعم تستطيع‪ ،‬ولكنك ستعود إليها بالتأكيد‪ ،‬أليس كذلك؟‬ ‫‪192‬‬

‫‪ -‬بالطبع سأفعل إن شاء الله‪ ،‬وددت فقط أن أسأل \"سامي كول\" عن ش يء‬ ‫ما‬ ‫‪ -‬سأغلق باب الكوخ علينا ولن أخبرها‪ ،‬فلا تتأخر‪ ،‬أراها تخش ى أن تغادر‬ ‫وتتركها وحيدة‬ ‫‪ -‬لا تقلقي يا أمي‬ ‫باوويلتينكرلتحم ّاتمرجأ ّكةثأ‪.‬ه‪.‬ر‪.‬فسفتيريواقعال\"دطأتبعمغقجايامل\"و!رزتعاكلجاامنلعوّهرزرةتواقنوأءد‪،‬جلظخبافررايننتبىههتثااقب‪،‬إلنلفهىتدباتائادللقأهفك‪،‬طتوجرلخاولمةحنوعُتأيا ًتنجلغادلاورزقوعكتهتبيرّأبنتاولهتركابأ ّاقينعبهرّلاببهى‪،‬تتنوكاكهاتدنيوعفليههتاى‪،‬سب\"قتَقمحلّفلبنرازهاامدخن\"ا‪.‬نبتختلجئلرهنكاه‬ ‫❐❐❐‬ ‫كانت \"الحوراء\" تعلم بأخبار \"أنس\"‪ ،‬فالرياح تحمل إليها ك ّل همسة تخرج‬ ‫وهي تطرق بأصابعها على الطاولة في‬ ‫وصوله‬ ‫اقمللقنلق‪،‬بقي بناظهد ًيرشافأتعخيليىًهرا‪،‬م فوحقيقاافهما‪:‬تتتنفتوظرر‬ ‫وسارت نحوه بخطوات سريعة‪ ،‬كان‬ ‫أن رأته‬ ‫‪ -‬كيف هي \" َمرام\" الآن؟ وما الذي أصابها؟‬ ‫‪ -‬لا أدري! فور أن خرجنا من الغابة سقطت على الأرض‪ ،‬تركتها في كوخ‬ ‫العجوز\"ناردين\"‬ ‫‪ -‬كان ُمتوق ًعا أن يحدث هذا‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫‪ -‬أخبرني أبي أنها لن تستطيع الرحيل إ ّلا بعد استعادة كتابك‪ ،‬كلاكما‬ ‫شريكان في كتاب \"إيكادولي\" بطريقة ما‪ ،‬حتى لو وافقت أن تنتقل معك من‬ ‫خلال الفجوات كنا سنعيدكما إلى القرية‪ ،‬وددت أن أخبرها هذا بنفس ي‬ ‫لأخفف عنها فهي تثق بي وأنا أعلم كيف تشتاق الآن للعودة لديارها‬ ‫‪193‬‬

‫مميزاتها‬ ‫أ ّ\"نأهناس\"صاعردتإليهاضعيسفرية ًعا‪،‬ج ًودااعتبنع بدها‪.‬أ‪ .‬أنرجفوقدك‪.‬ت‬ ‫ولأّمها‪ ،‬لكن يبدو‬ ‫كمحاربة‪ ،‬أرجوك يا‬ ‫‪ -‬سأفعل ولكن هل من الممكن أن أطلب من الحكيم \"سامي كول\" أن يسمح‬ ‫لها بالعودة إلى بيتها‪ ،‬وسأتحمل وحدي مسئولية استرداد كتاب \"إيكادولي\"؟‬ ‫‪ -‬للأسف يا \"أنس\"‪ ،‬لا تسير الأمور بتلك الطريقة‪ ،‬ليس أبي من يحدد‬ ‫‪ -‬لقد تعبت \" َمرام\" وتع ّرضت للكثير من الأمور‪ ،‬وهي فتاة رقيقة وضعيفة‪،‬‬ ‫أخش ى عليها‬ ‫‪ -‬إذن فلتح ِمها وتر َعها حتى تسترد كتابك‬ ‫‪ -‬مولاتي‪..‬‬ ‫للنقأاغشم فضي أتم\"رالرححيورلا\"ء َ\"مراعيمن\"ي‪،‬هاكاودك ينساصورجهفهالتك ّنعبهي ارأسدتردكارمنوهسأ\"لأهنا‪:‬س\" أنه لا مجال‬ ‫‪ -‬هل من دواء لها أستطيع حمله معي على الأقل!‬ ‫ابتسمت \"الحوراء\" وقالت بثقة‪:‬‬ ‫‪ -‬أعندتافلآينبيلتتكوطنبيببجةوباارر\"ع َمة‪،‬را\"من\"ا‪..‬ر‪.‬ديأرن\"جوسكت‪.‬عتني بأمر الدواء‪ ،‬لا تقلق يا \"أنس\"‪،‬‬ ‫لاوكللدبكيلحوراةظخ!فا‪،‬سلتمتمدححتايتيرذ ّمفًكيث\"ارأطنكفمانينهنساو\"تاقلوتأ\"هبمَجامعهطرلاداهمجرذ\"أّاادلتنهاغلرمتزويعهجحرّنيةوىا‪،‬ايفهل‪،‬التس‪ّ ،‬كيل ّطنمورهأسهقيقإخلدرطيعرجلهكتىهوخيافالنلبخآجباجأنرةر‪،‬هبه‪ ،‬أ ّبحنبه ّرهخعذ ّكافدهاسةليأفمفيكقنافاطتلنتهعحو ّوبتقعاههءجيفم\"وناعبسو!اراتددأفيّامإللنىه\"ت‬ ‫اشت ّد البرد واشتدت قوة الرياح‪ ،‬البروق تنقدح في السماء‪ ،‬ستارسميك‬ ‫من المطر حجب الرؤية‪ ،‬انحنت الأشجار وتعانقت فوق سطح الكوخ تظلله‬ ‫توطتمبنويععل تدة‪،‬س ّسوريهابو الهليرايلتاأعمحتطنمايرنبهعفانتوهبح‪،‬اضتيواافلليهتكاف‪،‬وخكتا‪،‬نكوانتشا\" َئتمجارالانملب\"أاتتانشتجتفاترعضتوأنميحانبـ\"طآنانتردليبآأخنركر\"افلنماسانلزباويلاتتت‬ ‫‪194‬‬

‫رأسها‬ ‫وهي جالسة فتسقط‬ ‫مفحترنساتتربنت ًههدااوبمتررظتفهفعرعههة ُث‪،‬ع ّلمىوتكااعلنوجدتدافارلت‪.‬غعوفبجودوأزم ّيرتةحغ ّأدفخوثربنىفج‪،‬وبسايرهن‪.‬ه‪.‬اما‬ ‫الكوخ‬ ‫جلس \"أنس\" في ركن‬ ‫اتياللجشقحفعموتريكلديلجعاووةأامم‪،‬ننترين!‪،‬نههةاتيكفأخلتثحبذيتعماحراااتينهيماسًجاينراالة‪،‬موهقامقلنًع‪،‬رّتيبعالهامفشاةلالم‪،‬رهتعيفنهوقعيتليا ًوكمضعنمتاله!ججاعرباأىمتوهماتبلنأوةدنزتياصهولبرااح ّولبفحهتتهاقاشأك\"بةلَبكامثذتهالرر‪،‬اخبل‪،‬تماكون\"وحلعقافهللمضةيىيبذااسبونكرًمطدّفتاهعلا ّيةذسف!صبةحه ّيااةدلممهالركرودذ‪.‬ا‪.‬مذحوو‪.‬لالتدتيهعتكاافجأ ّمفلظكمالييعلرنلهالجةفسااهبي‪،‬لامهنكانحعثوًّبعييحعاكةترمثى‪،‬يكممًهرمللان!ناياا‬ ‫فليحاول الآن التفكير في طريقة يصل بها إلى كتابه‪ ،‬أما هي وبأي حال من‬ ‫الأحوال سترافقه طوال رحلته مع كتابه‪ ،‬ولكن‪...‬كيف سيتعامل معها؟‬ ‫لتتكوتلاننعرسااتوقدبتم‪،‬تشاصلرأفحبفقيوككتثاتدثررةشأتكااتتبخننبعا ّكررتتطقهه\"عحاَملالىفرلاأيمانع\"لجرتأتجلوردسنزكرهاوأإعنلول‪،‬خىياه ًمتر\"اوأةكنّيأوررخايسنق\"ر‪.‬عبلبحعدى ّرثياانارنريتلةهعأهارك\"اااَلملضسكرعااليمجولتت\"تويوزأ ّقنسب‪.‬دضغدوااطنذاءرءاخافعملهنضش اوملاتو‪ّ ،‬سعصتوووأسلنهفهاي‪،‬م‬ ‫❐❐❐‬ ‫الالف ّغوايوح‪،‬م‬ ‫وف ّتتت‬ ‫السماء‬ ‫زرقة‬ ‫على استحياء أشرقت الشمس وأقبلت‬ ‫عبيره‬ ‫الريحان‬ ‫فأطلق‬ ‫فكاأنضتاءنباتتاأرتجاالءغاابلةغاتبتأة ّل‪،‬قن بفخحتهضماربهاع الضزااهليدبعفءد‬ ‫أن غسلتها الأمطار طوال الليل‪،‬‬ ‫بقاكلّفيهتا‪\":‬ناردين\" وهي ترشف بتلذذ المشروب الساخن من كوبها الذي تحتضنه‬ ‫‪ -‬إذن أخبرتك \"الحوراء\" أن \" َمرام\" لن تغادر الآن‪ ،‬وستلازمك حتى تستر ّد‬ ‫كتاب \"إيكادولي\"‪ ..‬غريب!‬ ‫‪ -‬وما الغريب؟‬ ‫‪195‬‬

‫يريدون‬ ‫من‬ ‫يمنع‬ ‫حتى‬ ‫ما‬ ‫ملكح ّتلوكىتاالبكتامحبالريبخدوامحأفدكايترهدمخالل بشا ّطذةريقة‬ ‫عادة‬ ‫‪-‬‬ ‫تغيير‬ ‫‪ -‬ترى‪ ...‬من يريد تغييرقصة كتاب \"إيكادولي\"؟‬ ‫‪ -‬الكتاب عن الح ّب‪ ،‬هناك حبيبين‪ ،‬رّبما هناك من يقهرهما ويفعل الأفاعيل‬ ‫ليمنع اجتماعهما‪.‬‬ ‫وضع \"أنس\" كوبه برفق وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬أوقد يخطئان عندما تغلب الشهوة فوق الفضيلة‪ ،‬وتسقط الروح فيغلب‬ ‫الجسد!‬ ‫قالت العجوز وهي تتلذذ بالمشروب‪:‬‬ ‫‪ -‬الح ّب فضيلة؛ جزء منها نولد به‪ ،‬فهي مغروسة في أنفسنا‪ ،‬وجزء آخرمن‬ ‫تلك الفضيلة نجاهد لنصل إليه‪.‬‬ ‫قال \"أنس\"‪:‬‬ ‫‪ -‬فمعينناياللنحفظبرضياإلللةىطعساحيبميسبرسهيقباشألت ّهييطهعاطمور!يسقويكة‪،‬جذلدوللك ّوذمتتهنخيّفليحى ت ّنبعاوونليهعالبأشفقيضأييطلرةًيضاقةس‪،‬سييوسلجقود تلط ّخذّلفتىهي‬ ‫الحرام‪\".‬‬ ‫قالت \"ناردين\" وقد أعجبتها كلماته‪:‬‬ ‫‪ -‬نحن لا نعرف ما تحمله لنا الأيام القادمة!‬ ‫ه ّز \"أنس\" كتفيه وقال‪:‬‬ ‫ح ّب‬ ‫نوع آخر‪،‬‬ ‫الحب من‬ ‫يكون‬ ‫االلأمحو ّمبةمقوالأصب ّووًرةا‪،‬بيحن ّبحابليبيصنديفقق‪،‬طو!حق ّدب‬ ‫ليس‬ ‫‪-‬‬ ‫المغاتير‪.‬‬ ‫كما يفعل‬ ‫الخير‬ ‫الله‪،‬‬ ‫كان الهواء عذ ًبا وكانت تنظر إليه بحن ّو‪ ،‬ابتسمت وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬أنت شا ٌب ط ّيب القلب يا \"أنس\"‬ ‫طالعها بإشفاق وقال لها‪:‬‬ ‫‪196‬‬

‫‪ -‬وأن ِت أ ٌم رائعة وحنونة‪.‬‬ ‫دنا منها وق ّبل رأسها وأحاط كتفيها بذراعه‪ ،‬كادت العجوز تبكي‪ ،‬كانت‬ ‫توضهشليتواتعقهساتإللنىدسنايببرننأهاسطهااوليلحعةبلي‪،‬ىلبك‪،‬ح ّانّفأرةاعدباطتبسأاةلن\"ك َمتوبراخوماح\"نتلوـ\"شهلأيتنهتمسقا\"مفبنبمعتحد ّدثيضرثةهممباما‪،‬شاهحل ّمش\"لنتا\"أرهنديبينسن\"\"‬ ‫فور أن رآها أمام عينيه‪ ،‬قال برفق وهو يبتسم‪:‬‬ ‫‪ -‬يرحمك الله!‬ ‫والتي‬ ‫\"ناردين\"‪،‬‬ ‫العجوز‬ ‫مع‬ ‫منها‬ ‫اقترب‬ ‫تومج ّعهنهاتابفتيساعيمنةيهام‪:‬تعبة‪،‬‬ ‫كان على‬ ‫قالت بعد أن‬ ‫‪ -‬أنت اليوم أفضل‪ ،‬سأع ّد لكما حساء شه ًيا في الحال‪.‬‬ ‫اترتستيرأدباسدارلعككلتامتباهت‪،‬ت‪،‬جقمالاعلبب ّمدعتلأعنثض ًم\"ااَ‪:‬لمأراعم\"شاسبت وحالز ّثنماعرن لدتماع ّدتهعربيفنمأانهاكالنن‬ ‫إ ّيلاحباعودل‬ ‫\"أنس\"‬ ‫ترحل‬ ‫‪ -‬لقد ذهبت إلى قصر الحوراء‬ ‫رفعت عينيها إليه ُث ّم كسرت نظرتها سري ًعا‪ ،‬كان جفناها ير ّفان من الح ّب‪،‬‬ ‫قالت تلومه‪:‬‬ ‫‪ -‬تركتني إذن!‬ ‫‪ -‬لم أغب طوي ًلا كما تعلمين‪ ،‬كما أ ّنك كن ِت مع السيدة \"ناردين\"‪ ،‬وأنا أثق‬ ‫بها‬ ‫ثبتت نظراتها على الأرض أمامها وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬وأنا أي ًضا أثق بها‬ ‫‪ -‬االلمآهنمي‪،‬اأ\" َخمبرارتمن\"ي \"الحوراء\" أ ّن \"قطرة الدمع\" لن تتمكن من إعادتك إلى بيتك‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫‪197‬‬

‫ب ّد‬ ‫لا‬ ‫\"هيلا\"‪،‬‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫تظهر لك‬ ‫صورتي‬ ‫كانت‬ ‫تلبقكيدمو ًرعايفيحتكىتاأبيست‪،‬ر ّدولههذا‬ ‫لأن‬ ‫‪-‬‬ ‫أن‬ ‫تلُثكرّنكهمارآفهاعلستاكمنةن‬ ‫\" َمرام\" الشال على كتفيها وه ّزت رأسها‬ ‫ش ّدت‬ ‫برفق ولم‬ ‫تلك‬ ‫ينتسمظعرتمهنهامناهل‪،‬هسحتيتىرياأ ّنهواال لصمراتخسأفليه‬ ‫قبل‪ ،‬كان‬ ‫اللحظة!‪،‬‬ ‫عن‬ ‫راضية بما‬ ‫التفاصيل‪ ،‬ولم تسأله عن‬ ‫خطوتهما التالية‪ ،‬سألها باهتمام‪:‬‬ ‫‪ -‬كيف هي يدك؟‬ ‫‪ -‬ما زالت تؤلمني‬ ‫‪ -‬آسف‪ ..‬أنا السبب!‬ ‫‪ -‬لا عليك‪ ،‬بدأت أعتاد الألم‬ ‫ت\"وَعامنورادمضل\"مل تفيررااسقابهشعمدلات\"فرنقيارددهيودتنو\"رتءاالحتش‪،‬يدليكاكدنّن‪.‬هاتكاتنكاحنتاوتكلتلإسعشتعمظااتعلم‬ ‫انسحب بلطف وتركها‬ ‫النار تحت القدر‪ ،‬ووقفت‬ ‫جسدها تؤلمها‪ ،‬أرادت أن‬ ‫اباعللمننارسادقرظماوبرترهإلمعيعالهلاممى‪،‬نبقوبقلكباعه ّياصن‪،‬تده‪،‬ا\"أ‪،‬وانكاهنفت ّسز\"تصتاايلرلرعفتيلهجق ّوكوبزنهاالأسعحوعلياييهدكاثديةر‪،‬ثوايلمفاقالزبانت ّحدصّيساةممعتعلأههيااها‪،‬شويجماابلزاردطاجولرهايأائّنااهلسفأرمايئمشنقمفايوقبمأتعدثععلاخريهالنت‬ ‫عبيرها فاختلط برائحة الحب‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫مر يومان‪ ،‬كانت \" َمرام\" أفضل حا ًلا‪ ،‬قررا أن يعودا إلى القرية‪ ،‬وجلسا‬ ‫لميّرخبتراوا\"ننتاهردتي‪،‬نك\"انالتتيقأد بصادبأهاتاتلأنضيسقبهعمنا‪،‬دمفاهأيد تركفتتق أد انلتلشعكوارللبهحذظااالتجالوالسأعسيردية‬ ‫وكانا‬ ‫ااينلسداتصفمرائت‪،‬فعهامماانروبسقكفّتل أتلمأحومامتظمههةامامخلوعاقهاالل‪ ،‬يتراوومقيبهتنيهمتباسشتككنثليد ًراإلعىمويهعقّكم‪،‬اازكهياانت‪:‬حتاوتراستنمتبهعدبهوءذ‪،‬ا‬ ‫قبل‬ ‫‪198‬‬

‫‪ -‬هو الوداع الأخير إذن هذه المرة‪...‬‬ ‫لم يتمكنا من التعقيب سوى بنظرات عاجزة مرتبكة ملؤها الأس ى‪..‬‬ ‫قالت سريعا لتتخطى لحظات الحزن المؤلمة تلك‪:‬‬ ‫‪ -‬ليس من الضروري أن تقطعا المسافة سي ًرا على الأقدام‬ ‫ابتسم \"أنس\" وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬لا تحاولي‪َ \" ،‬مرام\" تصاب بالهلع عندما ترى الفجوات‪.‬‬ ‫‪ -‬لم أقصد الفجوات التي تصنعها بخنجرك!‬ ‫‪ -‬إذن ماذا تقصدين؟‬ ‫رفعت حاجبيها وقالت في كياسة‪:‬‬ ‫‪ -‬النهر!‬ ‫سارت العجوز \"ناردين\" وسارا خلفها حتى اقتربا من ض ّفة النهر الأخضر‪،‬‬ ‫وقفت تراقب الماء ووقفا خلف كتفيها وطالعت إنعكاس صوريتهما وتأملت‬ ‫الصقر الكبير على يمينها‪ ،‬وذاك الصقر اللطيف على يسارها وضحكت قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬صقرقصيرمصاب في جناحه‪ ،‬كم أنت قصيرة يا \" َمرام\"!‬ ‫ابتسمت \" َمرام\" وعادت تسألها‪:‬‬ ‫‪ -‬كيف سنعود من خلال النهر؟‬ ‫ُث\" ّأمندفس\"ع وت\" َمسراطم\"ح‬ ‫النهرلضيتربد ّفتقال بعجسروزعةالأشرديضدبةعت ّكجاازههاالفبطرديأقتالالذريياحجاتءدمونره‬ ‫ماء‬ ‫منذ‬ ‫يومين‪ ،‬كانت المياه تسيربسرعة شديدة محدثة تموجات تشكل أنصاف دوائر‬ ‫بفوكيثشاكافلتةجتاوهبتحوس ّااركًحطادتأ‪،‬خوكضأضرّبنرفتهوناالقعكجسأيوطاز ٍدحالاتلأمترالاء‪،‬ضع أمب ّشراةبرهأاتخإوراليرىتهمفّاصتوستقااقلفوطتقبتهبأدعوورءاض‪:‬هقا‬ ‫متوازية‬ ‫الشجر‬ ‫البعض‬ ‫‪ -‬اصعدا فوق الماء وستنقلكما أوراق الأشجار إلى نهاية الغابة‪.‬‬ ‫‪199‬‬

‫قالت \" َمرام\" باندهاش شديد‪:‬‬ ‫‪ -‬أتمزحين يا خالة!‬ ‫استقم ّّردتت‬ ‫الذي شكلته أوراق الأشجار‪،‬‬ ‫فوق البساط‬ ‫اعلليعهجووزكأ ّنسهااقتهاق وفخ فطوتق‬ ‫وقفت تطالعهما وعلى وجهها‬ ‫أرض صلبة!‬ ‫ابتسامة واسعة‪ ،‬قالت تشجعهما‪:‬‬ ‫‪ -‬تعاليا‪ ،‬ه ّيا سأسيرمعكما حتى نهاية الغابة‬ ‫صعد \"أنس\" فوق البساط‪ ،‬وم ّدت العجوز يدها لـ \" َمرام\" التي كانت‬ ‫اتاأوووللتاثمرأتلالمحتخاماجثّهفتسجتهضماكفز‪،‬رمانوتلويعهحاحبئيصوًجلذضدتارر\"نواحانكيقاعبهروالسادل\"يننريذإالسًنعراو\"ىايدقكيإيأيلّاهنحنلاىهحي\"ت‪،‬ياميلثكافطلصج ّيكهنربوهةوخااحملاخألدههتبتيأاوًنخادلعفاةءر‪.‬هنيمىاادلاألمممبقلاااونبرصوهدادديلأىي‪،‬عغااتاللهبصمباغنمةافا‪،‬سبظاحثةقر ّ‪،‬مطفوفزفيجارن\"دهوأسيينوهطسلهرلابسمقي\"تسببوويرسدسمتعخاالةوطفجيطعفهلعباوى\"ثلَتميأقااورلخباارأهلاممفطا\"مق‪،،‬قيء‬ ‫❐❐❐‬ ‫دلفت \" َنبرة\" بخطوات متسارعة تكاد تشق الأرض بحذائها‪ ،‬كانت تج ّر ثوبها‬ ‫خيلاء وتسير بغطرس ٍة أمام أخيها\" ِكمشاق\"‪ ،‬تجاهلت \"حليم\" كالعادة وقالت‬ ‫بغضب‪:‬‬ ‫‪ -‬أين الساحر \"قرجة\"‪ ،‬أريده في الحال‬ ‫‪ -‬أرسلت أستدعيه‪ ،‬اهدئي يا \" َنبرة\"‪ ،‬لا ب ّد أن الكتاب في القصر‪ ،‬ألم‬ ‫تراودك رؤى عنه؟‬ ‫‪ -‬لا ‪ ،‬عن المحارب فقط‪ ،‬كنت قد رأيته أكثر من م ّرة مع ذاك الشاب‪ ،‬ما‬ ‫منذ‬ ‫تراودني‬ ‫لم‬ ‫الرؤى‬ ‫لكن‬ ‫بعد‪،‬‬ ‫أبددرايرهأ‪،‬ي لنما يختظفهرتالالكبتاومبة!!معه‬ ‫زال يقيم‬ ‫ليلتين‪ ،‬لا‬ ‫و ّجه \"حليم\" كلامه إليها قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪200‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook