Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore إيكادولي

إيكادولي

Published by Ahmed Nashaat, 2022-06-20 02:44:52

Description: إيكادولي

Search

Read the Text Version

‫الجشبتدييينهداحيوكااللنعسينوشاياهدمايًمخاسنبباعحل ّازطةن‪،‬رففييهنب ّيشبادتضتفوعوكيرأنّنيأههاانتالرحأتشاتهضقن\"ابنلزحاظيراجاءتله‪،‬اابلسأحزقنراطقن\"‪،،‬حاكاأجنبشاباهراؤبلتؤاكلهّهنا‬ ‫االكللايلنوجاولتنساعسلفةفمتضاككاافةنناتهتقضفرتأفوبعاصتأ ّلسثط ٍعرب‪،‬همفدلنعوهلءكى‪،‬قتلانكٍحابنرسوبيوتفةهنتاميقفذد ّيهفهصباأوةمواابلمصأهصطامورافنتتاافلتةيبااشقشحوكوبت ٍهلتشبباملقدأاييتحاعبم‪،‬برركأداداكءقء‪:‬مياأقمرةجردوااجئنًدهايا‬ ‫بالخكتطأوغبال أقتماتثماهباتلمةففتيانةآح انولك\"وااتالححبدوربوياكءأن\"نهيتمديس ّهقلامد‪،‬هاتولففهياق‪،‬ونافوعلسضىجاالللاتلمحوكقاظيةنتأب‪،‬أغلوتصققواّدتكهم ّلمتالوا ّلكرأفّجنتاهاةمل‬ ‫وهو‬ ‫نبيلة‬ ‫لأميرة‬ ‫اسم‬ ‫وهو‬ ‫\"هيلا\"‬ ‫كانوا يحتفلون بـ‬ ‫أييح ًتضافلعوننوابنحقدثصةعيظحيكمي‪.‬‬ ‫عنها هذا الكتاب‪.‬‬ ‫أمام \"الحوراء\" وتقرأ‪،‬‬ ‫ورففعيتتلالككتااللبح اظلةذ ايسكتادنارمتكتالوًبفاتاةعلايلهتيب كخانطتوتاقضفح‬ ‫\"هيلا\"‪ ،‬فهلل الجميع‪،‬‬ ‫كانت الفتاة مشرقة ولها وجه طفولي بريء‪ ،‬لون عينيها كان يتأرجح بين اللون‬ ‫الرمادي والأزرق الشاحب‪ ،‬كانت تطالعهم وعلى وجهها ابتسامة فخر‪ ،‬فور أن‬ ‫يرأتلثتم\"الدازئا ًمجالكاعلاأزدرةقال\"مغاالتيذري‪ ،‬لاشتخعرصفتمبنعينميلهاام تحجهاهسهوواىنتعفينيضهتالفواجأسةعتيوتنغ ّيفرهتو‬ ‫‪51‬‬

‫ملامحها‪ ،‬فهي تريد الرحيل فو ًرا والعودة إلى بيتها وعالمها فقد أدت مهمتها على‬ ‫أكمل وجه‪ ،‬وتخش ى أن يتحقق ما أخبرها به الحكيم \"سامي كول\"!!‬ ‫❐❐❐‬ ‫التوتتقر ّادلمتي\"اتلطزا ّلجملنالأعزيرنيقه\"‪:‬ووجه تح ّيته للملكة وقال بعد أن لاحظت علامات‬ ‫‪ -‬مولاتي‪ ،‬لقد وصل المحارب‪ ،‬وصل \"أنس\"‪.‬‬ ‫‪ -‬وأين هو؟‬ ‫‪ -‬للأسف ركض في الغابة ولم نتمكن من الحديث معه‪.‬‬ ‫‪ -‬يا للمصيبة! كيف حدث هذا! أين الرمادي؟ وأين كنتم أنتم؟‬ ‫‪ -‬تأخرنا للحظات فقط‪ ...‬مجرد لحظات‪.‬‬ ‫رفعت صوتها وقالت وهي توقع ك ّل كلمة ب َنبرة صوتها المميزة‪:‬‬ ‫‪ -‬أن تصل مبك ًرا وتنتظرخير لك من أن تصل بعد فوات الأوان‪.‬‬ ‫‪ -‬أعلم مولاتي‪ ،‬وأعتذر‪ ..‬لن تتكرر‪.‬‬ ‫‪ -‬والآن كيف سنتواصل معه؟‬ ‫من بعيد‪ ،‬ومن خلف الستار‪ ،‬كانت \" َمرام\" تراقب الحوار وقد كتمت‬ ‫يتحدثون عنه تعرفه‪،‬‬ ‫أفنقفادسأهاخبرعهناد\"ماسامسميعكوتلا\"‪،‬سمذا\"أكن الس\"ع‪،‬جذوازكذ اولالشلاحيبةال أ ّذنهيا‬ ‫ستلتقي بهذا الشاب‪،‬‬ ‫وربما تضطر للبقاء‪ ،‬وهي تود الرجوع إلى أهلها في الحال‪.‬‬ ‫ركضت خارجة من القصرفي فزع والتف حولها العديد من الفتيات والجواري‪،‬‬ ‫اتجهت إلى الوادي القريب من القصر تنتظر أنثى الصقر التي ستحملها لتعود‬ ‫القرار‪ ،‬تريد‬ ‫تتخذ‬ ‫أن‬ ‫إاللىعوبديتةهال‪،‬ك ّنكانضتميتررهتاجيؤنفب‪،‬هاغهابل تتخبفرر\"حاتلهاحوفراجأءة\"‪،‬بمأاراقدالته‬ ‫كول\" أم لا؟‬ ‫\"سامي‬ ‫لها‬ ‫كانت خائفة‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫في موكبها وحولها الح ّراس‪ ،‬من خلفها كان يسير \"الزاجل‬ ‫الأزراققت\"ربوهتو\"ايلق ّلحوبرامءا\"‬ ‫حدث في رأسه‪ ،‬ماذا لو وصل \"أنس\" إلى الجنوب؟‬ ‫في تلك اللحظة قالت \"الحوراء\" موجهة كلامها لـ \" َمرام\" التي بدت على‬ ‫ملامحها علامات الارتباك‪:‬‬ ‫‪ -‬شك ًرا لك يا \" َمرام\"‪ ،‬حان وقت الرحيل‪.‬‬ ‫و َّدعوها‬ ‫\"عنقدطمراة اصلادحمعم\"نالٍدت قحامئ ًللها‪:‬ا‬ ‫موووقطنهاف‪،‬اللكج ّنمي\"عق رطافرةعيالندمرعء\"و اسبهتعمدينتتظفرجوأةن‬ ‫وتعيدها إلى‬ ‫‪ -‬مولاي الحكيم \"سامي كول\"‬ ‫التفت الجميع نحو باب القصر‪ ،‬واقتربوا حيث كان يقف الكهل فكلهم‬ ‫الشأصنقرعالظتييمكفاني اتلمتملح ّلكقة‪،‬فيكاالنسيماشءيروالوتهيويمطغلمقونض‬ ‫يعظمونه ويقدرونه لأنه ذو‬ ‫العينين! رفع ذراعه تجاه أنثى‬ ‫عليها \"قطرة الدمع\" لتبتعد‪ ...‬كان الجميع يتساءلون‪:‬‬ ‫(لماذا جاء ذاك الحكيم الذي لا يغادر بيته إ ّلا للضرورة في هذا الوقت من‬ ‫النهار؟)‬ ‫رفعت \" َمرام\" رأسها‬ ‫ُثف ّيم‬ ‫\"قطرة الدمع\" التي كانت تحلق فوق رءوسهم‬ ‫تجاه‬ ‫السماء‪ ،‬تابعتها بنظراتها‬ ‫تبتعد بدون أن تحملها معها كما كانت ترجو‪،‬‬ ‫وهي‬ ‫ترجرجت الدموع في مقلتيها‪ ،‬بدت حائرة ويائسة وقالت بخفوت وهي تسير‬ ‫بجوار الملكة‪:‬‬ ‫‪ -‬لماذا يبعد الحكيم \"سامي كول\" \"قطرة الدمع\"! ألن تحملني لدياري؟ ألن‬ ‫أرحل الآن؟‬ ‫‪ -‬يبدو أ ّن هناك خب ًرا جدي ًدا‪ ،‬انظري لوجه أبي!‬ ‫تمتمت \" َمرام\" قائلة وهي ترنو إليه‪:‬‬ ‫‪ -‬بالفعل‪...‬هناك ش يء ما!‬ ‫‪ -‬ما هو يا عزيزتي؟‬ ‫‪53‬‬

‫زفرت بوهن وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬ذاك الشاب الذي كنتم تتحدثون عنه منذ قليل‪..‬‬ ‫‪ -‬ما به؟‬ ‫واضح‪ ،‬وأخبرني‬ ‫م ّظرهةرأ لخيربىشعك ٍللى‬ ‫\"هيلا\"‪،‬‬ ‫كتاب‬ ‫منتصف‬ ‫رأيت اسمه في‬ ‫‪-‬‬ ‫صفحات كتابي‪،‬‬ ‫إن ظهر‬ ‫أبلغه‬ ‫كول\" أن‬ ‫العظيم \"سامي‬ ‫وأنه من الأفضل أن أبقى لو وصل قبل رحيلي‪.‬‬ ‫‪ -‬وهل ظهر اسمه م ّرة أخرى؟‬ ‫‪ -‬نعم‪ ..‬أكثرمن م ّرة‪ ،‬وكأ ّن الكتاب يريد أن يخبرني عنه شي ًئا ما‪.‬‬ ‫‪ -‬وهل ٌقم ِت بإخبا ِر أبي؟‬ ‫‪ -‬بصراحة‪ ...‬لا!‬ ‫التفتت \"الحوراء\" ورمقت \"الزاجل الأزرق\" بنظرة ذات معنى‪ ،‬همهم‬ ‫\"الزاجل الأزرق\" وغضن حاجبيه قبل أن يقول وهو يقترب منها‪:‬‬ ‫‪ -‬هل كان هناك رمز؟‬ ‫قالت \" َمرام\" متلعثمة‪:‬‬ ‫‪ -‬لماهمأتذيككرا‪..‬نفكمصاع ًبتاعلجم ًدوا‪.‬ن كنت مشوشة في الفترة الأخيرة حتى أن إكمال‬ ‫قو ّي‬ ‫االلبكنّتياةنب‪،‬اروزعاللىع رأضلساهت‪،‬قلينرتسدوية‬ ‫من‬ ‫بيسرضوداا ًللءا‪،‬فثف ّاملضجفصاماي ًحضعابإلىوصقاولميقت ًصصجارهيأوتبريقيد لمضيهعملو َدرمّراجك ٌعلّ ًلة‬ ‫من بالقصر‪:‬‬ ‫‪ -‬مولاي الحكيم \"سامي كول\"‪.‬‬ ‫ُثمم ّنمهناأبماعللسقىكاصلترك‪،‬ربسزوأيجابسجرجةعواترمهراالصوحعكأوّةنرهاابءالتنأهيححؤوهجااللرادايسلتوكاقربينالمتهة‪.‬ع ّدونثلرمتن‬ ‫مكان‬ ‫ارتبك كل‬ ‫بعض‬ ‫جلوس أبيها‪،‬‬ ‫قطرات العطر‬ ‫‪54‬‬

‫أاذككنااخهنحبن ّنيتضيجَةلررلت‪،‬ت‪.‬دتديسقغهيا ّمطلَق\"تَبيحهايس ًراءأةمببوسنييوهفهكضقاسلنونءجلي\"سطعةوتواةظيللجمللزةالهوهنهاني اةعومللماهفكليّةتنلب‪،‬هووةبحندبةوااودبماتععنطسجدارزوماصًللزةت ًاب‪،‬رهاقبوجالًةعمد‪،‬لعاتىأذمكباككةمتسشاًكفتمجايه‪،‬راهضةومبوولأيح ّنضولياعًعةقطلابطىقيأخلدثيييغمسوًراضًةهناا‪!،،‬ط‬ ‫ح ّياهم بحبور وشرد بفكره قلي ًلا‪ ،‬كانت له عينان شفافتان كالبلور! بدت‬ ‫على وجهه علامات القلق فأسرعت ابنته بسؤاله وكانت ذكية الل ِب حاذقة‬ ‫الفهم تقرأ حال أبيها على وجهه فقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬هل أنت بخير يا أبي؟‬ ‫قال بألم وهو يمسح وجهه بكفيه ‪:‬‬ ‫‪ -‬مات صديقي الحبيب‪.‬‬ ‫‪ -‬رحمه الله يا أبي‪ ،‬لا تحزن‪.‬‬ ‫قالت \"الحوراء\" الجملة الأخيرة وهي تمسح على كتفه مخففة عنه ما ألم‬ ‫به من حزن على فراق صديقه العزيز والحبيب‪.‬‬ ‫دمعت عيناه وجلس شاخ ًصا بعينيه حزي ًنا وجلست \"الحوراء\" تواسيه ُث ّم‬ ‫قالت بعد أن هدأت نفسه‪:‬‬ ‫‪ -‬أنهت \" َمرام\" مهمتها‪ ،‬لك ّنها رأت اسم \"أنس\" يتكرر في كتابها‪ ،‬وتقول أ ّنك‬ ‫أخبرتها أن من الضروري أن تخبرك إن تكرر ظهوره‪.‬‬ ‫‪ -‬وهل تكرر؟‬ ‫‪ -‬نعم‬ ‫‪ -‬وهل وصل \"أنس\"؟‬ ‫‪ -‬نعم وصل‪.‬‬ ‫‪ -‬وأين هو؟‬ ‫‪55‬‬

‫‪ -‬للأسف‪ ،‬بدأت رحلته قبل أن يلتقي بنا وتوغل في الغابة وحده‪.‬‬ ‫مح ّذا ًلرات‪:‬فت العجوز فجأة تجاه \" َمرام\"‪ُ ،‬ث ّم قال لها وهو يح ّرك سبابته في الهواء‬ ‫‪ -‬لا ترحلي‪ ،‬وأسرعي خلفه فأنت تستطيعين دخول الغابة أما نحن فلا‪...‬‬ ‫هيا‪.‬‬ ‫اقترب\"الزاجل الأزرق\" من الشيخ وسأله بإجلال‪:‬‬ ‫‪ -‬اهلّلاخاأخصب برـت\"نَامراأ ّيمه\"ا؟ الحكيم عن سبب ظهور اسم \"أنس\" في كتاب \"هيلا\"‬ ‫‪ -‬كان لا ب ّد من هذا‪ ،‬ور ّبما ستظهر صورتها في كتابه!‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫ث ّم قاسلحأبخي ً\"را‪:‬سامي كول\" نف ًسا عمي ًقا ُثم صمت حتى أ ّنهم ظنوا أ ّنه لن يتك ّلم‪،‬‬ ‫‪ -‬ستخبرنا \" َمرام\" بنفسها يو ًما ما‪.‬‬ ‫كانت \"الحوراء\" تدرك شعور \" َمرام\"وشوقها للعودة لبيتها‪ ،‬سألت والدها‬ ‫وهي ترنو إليها بحنان‪:‬‬ ‫‪ -‬هل عليها البقاء وقد أ ّدت مهمتها؟ أظنها اشتاقت لأمها‪.‬‬ ‫رفع الحكيم حاجبيه وقال‪:‬‬ ‫طوي ًلا‪،‬‬ ‫وق ًتا‬ ‫الأمر منها‬ ‫يستغرق‬ ‫لن‬ ‫وتعيده‪،‬‬ ‫به‬ ‫تحاول اللحاق‬ ‫الأقل‬ ‫رّبعلماى‬ ‫‪-‬‬ ‫أو ساعتين!‬ ‫ساعة‬ ‫نهض \"سامي كول\" فجأة‪ ،‬قرر العودة لداره‪ ،‬يأبى البقاء في القصر‪،‬‬ ‫ويرفض الإقامة مع ابنته‪ ،‬حتى والمطر يهطل بغزارة صمم على الرحيل!‬ ‫‪ -‬لك ّنك لم تخبرنا بأ ّي ش يء جديد! ما سبب ظهور اسمه في كتابي؟ ألست‬ ‫حكيم المملكة يا سيدي؟‬ ‫‪56‬‬

‫قالتها \" َمرام\" بضيق‪ ،‬ودت لو و ّضح العجوز شي ًئا ما‪ ،‬فهي تود العودة إلى‬ ‫بيتها في الحال‪.‬‬ ‫التفت الكهل بعينيه البلوريتين ثم قال موجها كلامه لـ\" َمرام\"‪:‬‬ ‫‪ -‬سيكون طوق نجاة ل ِك‪ ،‬وستكونين طوق نجاة له يو ًما ما‪.‬‬ ‫ُث ّم سألها‪:‬‬ ‫‪ -‬هل تدركين معنى كلامي يا \" َمرام\"؟‬ ‫ابتلعت \" َمرام\" ريقها بصعوبة‪ُ ،‬ث ّم قالت بصوت مهت ّز‪:‬‬ ‫‪ -‬في الحقيقة‪...‬لا!‬ ‫لاح على شفتيه شبح ابتسامة‪ ،‬استدار وتركها وعلامات الخوف تتم ّش ى في‬ ‫وجهها‪.‬‬ ‫بالت اولتترف‪،‬تكاتن \"تالتحعورصارء\"كفتيهجااهوت\"ت َنم ّفرامس\"‬ ‫ممزوج‬ ‫التي كانت تطالعها باهتمام شديد‬ ‫وقالت لها‪:‬‬ ‫بالكثير‬ ‫بصعوبة‪ ،‬رمقتها الملكة بنظرة تش ي‬ ‫‪َ \" -‬مرام\" أعلم أن مهمتك قد انتهت‪ ،‬لكننا في الحقيقة نحتاج لوجودك معنا‬ ‫نفيستالمطميلعكدةخلوفتلرةالغوابجية‪،‬زةأ ّملما أسناعتدفتتناستفيطيهعيذان لاأّلنأمكر‪،‬محفاأنرب ِةت‪ .‬تعلمين أننا لا‬ ‫زفرت \" َمرام\" بيأ ٍس وقالت وهي ته ّز رأسها‪:‬‬ ‫‪ -‬وهل لي أن أقرر أو أختار؟ قد كان اليوم احتفا ًلا بانتهاء مهمتي وكنت على‬ ‫قيد أنملة من عودتي لداري!‬ ‫رمشت الملكة بعينيها وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬للأسف‪...‬لن نستطيع السماح لك بالرحيل الآن‪.‬‬ ‫م ّرت \" َمرام\" بلحظة عصيبة قبل أن تقول‪:‬‬ ‫‪ -‬لكن لي طلب واحد‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪ -‬وما هو؟‬ ‫‪ -‬عند انتهاء الأمر ّربما أطلب منك شي ًئا ما‪ ،‬وأريد منك أن تعديني بأن‬ ‫تحققيه لي‪.‬‬ ‫‪ -‬وما هو؟‬ ‫‪ -‬ليس الآن‪...‬‬ ‫‪ -‬أعدك يا ابنتي طالما الأمر في استطاعتي‪.‬‬ ‫‪ -‬حس ًنا‪ ،‬والآن‪...‬ما المطلوب مني؟‬ ‫اقترب منها \"الزاجل الأزرق\" وقال ب َنبرة جادة‪:‬‬ ‫‪ -‬الأمرهام‪ ،‬وصل \"أنس\" وها هي رحلته على أرض مملكتنا قد بدأت دون أن‬ ‫يلتقي بنا‪ ،‬أخش ى أن تختلط عليه الأمور ولا يميز بين النقيضين‪ ،‬وقد‬ ‫تخدعه المظاهر ويثق بأحدهم فيقع أسيره ويختل ميزان الحكم لديه‬ ‫فيسلب منه حق استرداد كتابه‪ ،‬ودورك أن تتبعيه في الغابة‪ ،‬وكما تعلمين‬ ‫لأّنك محاربة فأن ِت في أمان فيها أ ّما نحن فلا‪ ،‬وعندما تلتقين به عودي‬ ‫معه إلى هنا بسرعة‪.‬‬ ‫‪ -‬حس ًنا‪...‬ولكن!‬ ‫‪ -‬ولكن ماذا؟‬ ‫‪ -‬كيف سأعرفه؟ هلا وصفته لي‪.‬‬ ‫كل ما‬ ‫لالالسدحيرحوهقاظ ًيلتاقهشةأسعّنًمرأاهاننويفط‪.‬ي‪..‬وح‪.‬ايللم ًّلايلاواألنقع‪،‬قارلمصيكفةًنران‪،‬ويشقلكووليمهي‪.‬حأ‪.‬ا‪.‬مللشباقلنهيددةع‪،‬لرأوىيذجتراههظهعه‪.‬امرههنمفحاتلقويلخبالةالفعجلفضدقلياةط‪،‬ت‪،،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫كما أن‬ ‫ويرتدي‬ ‫‪58‬‬

‫زفرت \"الحوراء\" بحنق وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬لحظة واحدة كانت فارقة‪.‬‬ ‫ن ّكس \"الزاجل الأزرق\" رأسه وقال بخجل‪:‬‬ ‫‪ -‬أعتذرم ّرة أخرى يا مولاتي‪.‬‬ ‫أمسكت \"الحوراء\" بذراع \" َمرام\" وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬هيا يا \" َمرام\" إلى الغابة‪ ،‬لن نضيع الوقت‪.‬‬ ‫في الحال‪ ،‬هرول \"الزاجل الأزرق\" تجاه فرسه وامتطاه بقفزة واحدة‪ ،‬صهل‬ ‫الفرس بق ّو ٍة فأجابته الخيول بصهيل جماعي وكأنهم يستجيبون لأمره‪ ،‬انطلق‬ ‫المغاتيريصحبون \" َمرام\" نحوالغابة‪ ،‬حيث ستدخلها وحدها باحثة عن \"أنس\"‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪59‬‬

‫(‪)4‬‬ ‫\" ناردين \"‬ ‫األآحخدرهيهنيمنًئ‪،‬افيلماهمؤلزااولءضتالع \"ذنيغاارندييصننت\"س توفينشهقاسىريحتبًعرقال‪،‬ق ابلم لذنييننحلكرااالرتةنصتلطع ّبلصعقاهالع؛لبىتكلّنلفمكاواللساهمرومسبحتهوصرمجاو ّفحت‬ ‫ليحفظ تلك الذكريات‪ ،‬أصبح فؤادها كالقالب‪ ،‬ذكرى ذكرى منقوشة فيه‪،‬‬ ‫نضدلبةوعنهاد‪،‬بةولتتنحتفسنىسهأاب ًدفاتتولجكعهاال‪،‬علناقماوتشإلتاحبكميهوتمه‪،‬ا‪،‬هليؤلتهااء تانلاذمينطويعًبلارووتانسمنى بكي ّلن‬ ‫ش يء في الصباح‪.‬‬ ‫نشأت \"ناردين\" في أسرة صغيرة من الفلاحين البسطاء‪ ،‬كانوا يعيشون في‬ ‫لالولاككّتنأ ّهسنههصماللماتحلتفكفونأبريةقرصوباملنحن‪،‬ذ اتيللنيوكتيجااوًنواسمستواحططاحوق ًعدلراوااىلعمقمظممللي ًرءكم‪،‬اةا‪،‬لكاأافنلوراجتنحغاتاولىقتبيرابحليىتولني توصاننلغهاياثقرإررةلىىتومبسحبمكنوراالانءههااتتعلموّتيدكةرشاابصلبيهفقووورتننى‬ ‫التلألوألحملرحتخمدمضلسرجوهاككلداىارةنةلقهبمااأكرجتّيلناوتمهحيعطهغ!ًبيجعلاااكر‪.‬مورعهةكهاليأل‪،‬تمّرنومأي ّحاتمكريلانونقخلأ‪،‬لاحنوأهفصأتنختنةبأع‪،‬ببرقيتهىيادنقاأهالباواللللخوعقوهرزكارونمىبجلأإعا ّلبمنناىلمناهعلحاهنبارلبالجاعحةركا‪،‬دت‪،‬نضومدوألن‪،‬كرأحكّلتانهفنوضاسلتالظللكأطأعقيننلنريعفةاةيأقنأسرتونيتهقبةصتايالبلخعمأرمعختدجيتانررقوةتسدكقكعاعُارثتيلوهّةنمادى‬ ‫كانت صغيرة عندما استمعت لأنين الأشجار لأ ّول م ّرة في حياتها‪ ،‬في‬ ‫الخامسة ربما أو السادسة من عمرها‪ ،‬كان هذا عندما صحبها أبوها للغابة‬ ‫‪60‬‬

‫لويالجومعصفابعت اضلتأيوريابيقعهاالنفبياتادكتا انل اعلطعريطاةرةالاتليخاي ّسصت بخهد‪،‬مهأاحفبيت \"صنناارعديةنا\"لأدجويمةع‬ ‫أاأتتبكلّاوفزنبيشرتنابطضأههي‪.‬ق‪.‬ونلرر‪،‬اكاضائلمقفجرحيهكميكةامحعننااتانلإكأنتهكّلشنصةفأي ّنمقلزطليهوبداتطااريهللك‪،‬افججيقنلةمبفكيايتلللنبلدة‪،‬نر!احتائظللأموًأّاحرماتطشهتواكهلررااداأتنتبرهغفعهّيمللتيالامتلقملاهفهبرذيااهسمالاتللقللااخةحبحشّبتنلمدسهيشهوبيبادههكدزّةهيثلوأيا‪ً.‬كبكلراحافليك‪،‬ينتاااهًنلناابسحابهتتصلق‪،‬ىةبتدأالصألّجأنعبغحهمأييباهعراينود‪،‬يتاتلنهعأ‪،‬فقراناولئقوركجاتمدحمتاببأقغهلكاخششابأاّزينبالررتيهتههها‪،‬اايتت‬ ‫وتحتفظ بالأغصان فقد أوصتها أمها أن تجمع بعضها لتحرقها في أركان البيت‬ ‫فلها رائحة عطرية جميلة‪ ،‬وبينما كنت تضع الأغصان في جراب من القماش‬ ‫كانت تلفه فوق خصرها سمعت هذا الأنين‪ ،‬انتفضت حينها وصرخت‪ ،‬ألقت‬ ‫املنأهاغ باصلاتأنكيوودق‪،‬فحتملتتهحاملم ّرقةفأيهخاروىهيومتئسن‪،‬ح اتستعلميرهاأنبينحهناا ٍفنأدكركطفت ألنر اضليعصفوتسكنصاتد‪،‬ر‬ ‫وكأن بينهما وشيجة ما تربطهما! تفهم همهماتها وتفهمها‪.‬‬ ‫بروفاسشاقررتههتات ببسيلكنطنأفوشكأوج ّكانأ ّرنهااشلي ًتئغاابحليةيمهافيإثكذامن‪.‬بتأفعرخووبدرع لتاهليأأأباتهشهااج‪،‬الروك ّتنعننهحدلنمميا‬ ‫جرابها‬ ‫دستها في‬ ‫تلامس‬ ‫وتقترب منها‪،‬‬ ‫أو أحد‬ ‫يقترب أبوها‬ ‫يصدقها‪ ،‬وأخبرت أمها فوصفتها بالمجنونة‪ ،‬تكرر الأمر وكانت تخبرهم‬ ‫فيسخرون منها فتوقفت عن إخبارهم بما تراه وتسمعه وتشعر به‪ ،‬وأصبحت‬ ‫اتولعوسشنضقعوتنهاال وفسمييار أفتيأصبايلوغهااصبةفبدوجاأحرةهداهوبا‪،‬وعدصحهاترىمتأرنتهضاحأتدحثأه ّامضهاركثتمي ًررناب ًتضاوةتخشبصردغييهاًردةاب ُأمث ّمسنرتلالرحهكاق‪،‬التمغ ّباربهت‪،‬ة‬ ‫وتزوجت \"ناردين\" من شاب كان يعمل مع أبيها في دكان عطارته‪ ،‬أخبرته بأمر‬ ‫قبامسبببصنالعهحامخل‪،‬صيفب ًصداأ‬ ‫فغضب وظنها مريضة وتهلوس‬ ‫تحدثها‬ ‫النباتات التي‬ ‫والزنجبيل وداواها بخلطة مميزة‬ ‫الزعتر‬ ‫يسقيها منقوع‬ ‫الهلوسة فتوقفت عن الحديث معه عن أمر النباتات فعاد‬ ‫وتبح ّربأهملنها‬ ‫لها لكي‬ ‫ونس ي الأمر‪ ،‬أنجبت بعدها ولدها الوحيد وقتل زوجها في‬ ‫لحنانه‬ ‫شجار عنيف وكانت لا تزال ترضع وليدها‪ ،‬انفطرفؤادها ولم تفلح في مداواة‬ ‫‪61‬‬

‫جرح قلبها بالعطارة‪ ،‬لك ّنها داوته بالح ّب والرضا‪ ،‬حب ابنها وق ّرة عينها وشبيه‬ ‫أبيه فصبرت عليه طويلا طويلا‪.‬‬ ‫بتووإعلينكأسلدكتديلمهمعاارلوداونتأللياأاصجلقلانبهرحظلسلتمهنهواكووىسمعناياكلصتاخبوتازيرحوهبتجحاهتهوان‪،‬قذلناانذللكضنعيصزحاتظنهلكتيامعةتوهوهكافمامأنيب‪،‬اهلاععمَانللبديبوراصأهة‪.‬سشطناتنتميياصعتعننةوزالاتلهوولاراأهلتومياوستحهلتهايذيحكضطتمشرعةياًخكببلاب ّسرال‪،‬خّللهراشاةقوابرناييفبلةءحتها‪،‬نلفمجاىكنةعشحاظظومفهدرايتزرييتهههافااامللمةعإتولّمبأركيبًبعهةلانار‬ ‫أاعلطلخىراشابلفيطاةل‪،‬ريبقسحتتاوىكنأاّنلهفاح اصتصادفنيققتهنات‪،‬الممبوعركهقيماشيفعنتلىككااذنالبخيحطز ّورةك‪،‬اجأةنخبروألرتهسدايههاأمانعلووييلهتادل؟!فهاتاويننظتّلإلظيترهاهاطووهعالماىل‬ ‫اذلاطكريالقذتيطاالرتعفمعجاتمأيعشاجلاأرهشجواارلتا ّلفباتسبقتلةكم انلناطفريذقةة!العربة بتعجب‪ ،‬أي بستان‬ ‫يلحق بهم ولدها ولا أحفادها‪ ،‬لم يكن إ ّلا هي وزوجة‬ ‫البناهاب ّتدلأنكهوقسبائضق‬ ‫الخمر والقذارة‪،‬‬ ‫اغلال ًسياكي‪،‬ركاالنذيقركانصتالتفشومحسمنيهتورا ّئسحطة‬ ‫لم‬ ‫وصلوا إلى ذاك‬ ‫السماء عندما‬ ‫العربة‬ ‫الثمن‬ ‫الكوخ‪ ،‬كانت تسيرببطء وتتأبط ذراع زوجة ابنها بعدما ترجلا من العربة بينما‬ ‫كانت تهمس الأخيرة في أذنها بصوت يشبه الفحيح‪:‬‬ ‫‪ -‬أسرعي فأنا على عجل أيتها العجوز الشمطاء!‬ ‫الطتريخق ّةش‪،‬بحلتىسأاّننههاا‬ ‫تخاطبها فيها بتلك‬ ‫التي‬ ‫فكاين فتمتهادللفهقادوتكناانديتهاتلبأكح اّلبم ّراةلأاسلأموالءى‬ ‫ولدها الحبيب!!‬ ‫أمام‬ ‫زوجة ابنها وهي تهرول تجاه‬ ‫أعلنىأبلاقبتالالكوس ّلخةتلتأمقامطهاأنوفأالقسهىا‪،‬الأدسبائرقت‬ ‫جلست‬ ‫بجوارها خرقة من القماش‬ ‫العربة بعد‬ ‫جمعوا فيها ثيابها على عجل عندما كانوا بالبيت ولم تنتبه لهم‪ ،‬تركوها ورحلوا‬ ‫وبدأت تصرخ حتى احترق حلقها‪ ،‬سقطت الشمس والتقمها الأفق وبدأت‬ ‫ترتجف‪ ،‬أوت إلى الكوخ وهي خائفة‪ ،‬فانحنت الأشجار واحتضنت جدران‬ ‫كوخها وأظلتها بظلالها الوارفة والتفت الوشائج حوله من كل جانب‪ ،‬هدأت‬ ‫بعد أن أرهقها البكاء‪ ،‬وربط الله على قلبها بعد أن استعصمت به وصبرت‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫وم ّرت الأيام تتوالى عليها‪ ،‬صبا ٌح يشر ُق على لي ٍل بهيم‪ ،‬ولي ٌل يم ّهد لإشراق‬ ‫عظيم‪.‬‬ ‫تلعادك اتللتيلخاةفو‪،‬هيلك ّهننها اكل‪،‬شيوم ّرق!الاناشتاسقبعت لضرهائمحيةراهولادوهباع‪ ،‬رضائهمحةوكأع ّننهقهل‪،‬ا‬ ‫ومنذ‬ ‫يراها‪ ،‬ما‬ ‫رائحة عرقه‪ ،‬اشتاقت لأحفادها‪.‬‬ ‫اوللكطرنيحاقفو‪،‬لي متكّر ّلأوقنم ّرتتةع تطودويصلولمسافنيرهذات إصلطغىروياهًلالا‪،‬خبكياطنن اتألتحنشجججارحريفايلالغاالفباوة‪،‬صصلوحلبايلولأنطتأرارأفنضالاتلغتاغذبابكةة‪،‬ر‬ ‫والأرض خارجها كانت وشائج الأشجار تتمدد وتطول وتلتف حول جسدها‬ ‫وكانت تحملها بلطف‬ ‫خارج حدود الغابة‪،‬‬ ‫بقدمها‬ ‫مقّربةلأ أخرنىتلخذاطوك‬ ‫وتتلقفها‬ ‫من تكرار المحاولة وما‬ ‫ترفض رحيلها! تعبت‬ ‫الكوخ‪،‬‬ ‫وتعيدها‬ ‫عادت تقوى على المسير‪.‬‬ ‫تالحععمو ًدده‪.‬اصاطلكفللايهنرتعتكأالنتىفشتتلرجاتككرحياّالللديقرياوهااأسئمبماحيأماونهلراابزكزقعيهلةارىالاترلهيماتقحيارعبتلنةخىمفروأكنأفّسنآههااعننهتولاآك‪.‬ؤ‪.‬أنّخنهرساهواتتهابشترمففههياا أف ّفلتاتأتعجنحّطزنرحتيهرا‪،‬وحححهتات‪،‬ىى‬ ‫\" حس ًنا حس ًنا‪...‬لن أرحل يا أحبائي لكنني ما زلت أشتاق‪ ،‬وما أقوى هذا‬ ‫الشوق‪ ،‬أشتاق لرائحة ولدي الأزكى من رائحة الريحان\"‬ ‫حيث كنت‬ ‫نصف اليوم‬ ‫مض ى‬ ‫تتأمل‪،‬‬ ‫ووقفت‬ ‫بصوتها الحنون‬ ‫تقفهمقسري ًبات‬ ‫جدول الماء‬ ‫على صفحة‬ ‫وجهها‬ ‫صورة‬ ‫انعكاس‬ ‫من الكوخ تراقب‬ ‫القريب‪،‬‬ ‫شعرة‬ ‫أحتصىبححاتجبيهصالعتالءا!شيا‪،‬صلتعاسءاقمنطذتفترمرةوشطهاو!يلةظ‪ّ ،‬ن رأتسأهناهالات يخيحمفل‬ ‫واحدة‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫السنون‪،‬‬ ‫أرهقتها‬ ‫حتى‬ ‫جميلة‬ ‫أنها‬ ‫تلك‪ ،‬كانت‬ ‫تهمس‬ ‫عادت‬ ‫وإن‬ ‫تعلم‬ ‫لا‬ ‫نفسها‪:‬‬ ‫بمهيحأ ّدتثهاة‬ ‫أنينها‬ ‫أسمع‬ ‫فجالذأوعشهجااروتتم ّرلعانسيأوروتاقحهبانيعلوىهوذاج يهيك\"ف‪.‬يني‪،‬‬ ‫هنا‬ ‫أنني‬ ‫\"حم ًدا لله‬ ‫على‬ ‫أربت‬ ‫وتسمع أنيني‪،‬‬ ‫ه ّزت رأسها وكأ ّنها شخص آخر ينصت إليها ويوافقها على كلامها‪ ،‬قد يبدو‬ ‫‪63‬‬

‫بحهدذياثم انلنآفن لسآ بخرص‪،‬وتتح ّدمثسمنوفعسنهاو ًعوات مح ّدن اثل اجلنأوشن‪،‬جالر‪،‬ك ّنوت\"ننارصديتن\"إلىكانالرتياتتحسولمىا‬ ‫تحمله من حكايا‪ ...‬وربما تهمس لها ببعضها!!‬ ‫اهت ّز سطح الماء فجأة فقد م ّر بجواره ذاك الشاب المشاغب الذي يدعى‬ ‫ل\"دووآكوشخشثيهانر ًائراجمقبعم\"ااهلصاأكيا‪،‬دبشنيدمبجينوادرهرمكوغوفكمراضوسدع ًرقاجك ًتبعبطااتن ْدبففتتتنهسفعكبهل‪.‬سبىسهلهراملللعلأتوةرغلنااتيكابأض ّلةنبه‪،‬هرولنأمتقّد‪،‬حنويقات ًكحنايافمرننتههوايرااالنهذحاحصمنقكىرجباخنيلهةوًحفنإاّتممللىاهكوباأتبعحوحويميدواناًةنأرفاااتنمههتض ّزمشاصالتنكدغآملًبهاسهاناار‬ ‫عن ثوبها البالي وقال بحنان كانت تشتاق إليه‪:‬‬ ‫‪ -‬هل أن ِت بخير يا أمي؟‬ ‫‪ -‬أمي!!‬ ‫خرجت الكلمة من فمه فوقعت من فؤادها موق ًعا بلي ًغا‪ ،‬لم تسمعها منذ‬ ‫ناوولتستظجنفيّرّذوحااككاتبصن‪،‬ع‪،‬تناهتهقباشتلتتوقالماقعتّعتفتنمو‪،‬ليلهكيككناوفأنتنهانسحمهاأتاونمط‪،‬لكيذّلااالماشكساتلتااننلاقعنادظادوترهةعلاإلالاهليتوفذلهزاة‪،‬دنيهالهاليياأأبإنبثسساهرراء‪.‬اكشلعرلدففييسلهعاادق‪،‬أاونتالطوتشرأتتسبااسيمقمهنلاةمتاكتللأتتكج ّلتنانكههتكئاوسلصالجعرهلذحفهىةر‬ ‫الغصن الغليظ الذي صار يلازمها‪:‬‬ ‫‪ -‬بخير يا ولدي‪.‬‬ ‫‪ -‬آسف‪ ،‬كنت أحاول اللحاق بـ‪....‬‬ ‫‪\" -‬شهاب\"‪ ..‬اسمه \"شهاب\" ولن تستطيع يا ولدي اللحاق به فهوسريع ج ًدا‪.‬‬ ‫‪ -‬أتعرفينه يا أمي؟ أخبريني أين يسكن؟‬ ‫كانت تستعذب منه كلمة \"أمي\"‪ ،‬أجابته وهي تتفحص ثيابه وتستغربها‪:‬‬ ‫‪ -‬يم ّر عل ّي من آن لآخر‪ ،‬لكنني لا أعرف أين يسكن ذاك المغرور‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪ -‬أستأذنك فربما لو أسرعت الآن سأستطيع اللحاق به‪.‬‬ ‫كاد ينصرف لك ّنه استدار عندما قالت له‪:‬‬ ‫‪ -‬سيعود إليك حت ًما فأنت محارب‪.‬‬ ‫غضن حاجبيه وقال بتعجب‪:‬‬ ‫‪ -‬هل قل ِت عني‪ُ ...‬محارب!‬ ‫‪ -‬نعم‬ ‫‪ -‬ولكنني لست محا ًربا!‬ ‫‪ -‬بل أنت محارب بالفعل‪.‬‬ ‫‪ -‬ولم تقولين هذا؟‬ ‫‪ -‬ملابسك وحقيبتك وحذاؤك‪ ،‬هكذا تكون هيأتكم عندما تصلون إلى هنا‪،‬‬ ‫م ّر بعضكم عل ّي من قبل‪ ،‬أنت محارب يا فتى‪.‬‬ ‫إلّلاسمتج ّمردحارًشباا! ٍب‬ ‫أجيد‬ ‫رّبما‬ ‫عادي‪،‬‬ ‫لست‬ ‫لا أدري من أخبر ِك بهذا‪ ،‬لكنني‪..‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لكنني‬ ‫بعض الفنون القتالية كالكاراتية‪،‬‬ ‫ابتسمت له وسارت ببطء نحو درج حجري صغير غطاه العشب من‬ ‫عليها‬ ‫والجتليسكانتواعلييقهف ُثو ّمن‬ ‫لجدول الماء‬ ‫بين الأرض المجاورة‬ ‫اولالجت ّالنةبي انلبكاسينطيةف الصتلي‬ ‫قالت‬ ‫تسكن فيه‬ ‫يعلوها الكوخ الذي‬ ‫له‪:‬‬ ‫‪ -‬متواض ٌع أنت يا فتى‪.‬‬ ‫ُث ّم أومأت بيدها وأردفت‪:‬‬ ‫‪ -‬ثععبنالهتىاه‪،‬املليععملىسوما‪،‬لشحر ّس ًقطتاكوتلأينشستففحيانرأفبجس بسكاسديههنامف‪ ،‬الأعقولىوّيسهةل‪.‬اذحه‪،‬البأرعضض اسلمتعحارربيفنماقلّاوتتهعمرففهي‬ ‫‪ -‬ماذا تعنين؟‬ ‫‪65‬‬

‫‪ -‬اقولّلإوايةميااقلنرو‪،‬وىقح ّ‪،‬والةالاشلاعنزيفبم اةسلييفااتبيبننّيأي‪،.‬حيأا ًرنأاي!تهككيذافت يكقوونىق ّاولةكهبلع علضىالمصحيااربميالنه‪،‬واقوجةر‬ ‫ُث ّم رمته بنظرة سريعة وتف ّحصته من ق ّمة رأسه لأخمص قدميه ثم غاصت‬ ‫في عينيه وقالت له‪:‬‬ ‫‪ -‬لكنني أظ ّنك تملك الق ّوتين‪ ،‬ق ّوة الجسد‪ ،‬وق ّوة الثبات على الحق إن شاء‬ ‫الله‪.‬‬ ‫أغمضت عينيها للحظة لتقتنص فكرة ُث ّم أردفت قائل ًة‪:‬‬ ‫‪ -‬انتبه لكتابك‪ ،‬ستظهر أ ّول سطوره عندما تلتقي بأبطال ق ّصتك‪.‬‬ ‫‪ -‬وما أدراك بأمر الكتاب؟‬ ‫‪ -‬هكذا أخبروني هؤلاء الذين مروا من هنا‪.‬‬ ‫وأشارت لصدرها وتحسست ضلوعها بكفها الضعيف وكأنها تمسح أوجا ًعا‬ ‫التصقت به‪.‬‬ ‫منها وأنزل حقيبته عن ظهره وأخرج الكتاب وفتحه باح ًثا‬ ‫تكون قد ظهرت على صفحاته الخالية‪ ،‬أغلقه ورفعه على‬ ‫اأقتيربجماللةشارّببما‬ ‫عن‬ ‫صدره أمام عينيها فقرأت العجوز عنوان كتابه بصوت مسموع‪:‬‬ ‫‪ -‬إيكادولي‪ !!..‬انتبه إذن وحافظ عليه وفور أن تلتقي بهما عليك أن تراقبهما‪،‬‬ ‫فهما في حاجة لمساعدتك‪.‬‬ ‫‪ -‬هما!!‪...‬ومن هما؟‬ ‫‪ -‬لا ب ّد أنهما اثنان ولا ريب‪ ،‬فق ّصتك تحمل عنوا ًنا لعبارة لا تقال إ ّلا بين‬ ‫اثنين‪\" ،‬إيكادولي\"‪ ،‬وهي تعني أنا أحبك باللغة النوبية‪.‬‬ ‫‪ -‬قصة ح ٍب إذن!‬ ‫‪ -‬بالتأكيد‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪ -‬وماذا بعد؟‬ ‫‪ -‬ستراقبهما‪.‬‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫‪ -‬لأ ّنهما سيحتاجانك‪ ،‬ادعمهما حتى لا يقعا في الخطأ‪ ،‬فكل قصة وكل كتاب‬ ‫تعتبردعامة للخير أو الشرهنا‪ ،‬ونجاحك نجاح لها يا‪ ....‬أخبرني ما اسمك؟‬ ‫‪\" -‬أنس\"‬ ‫‪ -‬يا له من اسم جميل‪ ،‬وأنا \"ناردين\"‬ ‫‪ -‬وما معناه!‬ ‫أرض‬ ‫في‬ ‫يهنساافبرلكيثنيبًرا‪.‬ت‬ ‫ينبت‬ ‫بكادينععالطا ًشراك بلا‪،‬ر ًعلاا‬ ‫الرائحة‪،‬‬ ‫هو اسم نبات طيب‬ ‫‪-‬‬ ‫وكان‬ ‫أبي فقد‬ ‫بعيدة‪ ،‬هكذا أخبرني‬ ‫ابتسم بلطف ث ّم قال بعد أن تصفح كتابه م ّرة أخرى‪:‬‬ ‫‪ُ -‬أعجفيودا‪...‬كتهابلة اسلأققوصم بصكتاوبالةروشايايءت!ما على تلك الصفحات؟ في الحقيقة أنا لا‬ ‫عادت تملك أسنا ًنا تزين‬ ‫ث ّم‬ ‫ابتسامتها‪،‬‬ ‫وسار بجوارها فقالت له‪:‬‬ ‫فما‬ ‫لوإتجخلفا ًيلاه‬ ‫ي\"أدنهاس\"ع الىحتفرام ًمهاا‬ ‫وضعت‬ ‫لها‪،‬‬ ‫قامت فقام‬ ‫‪ -‬لللاثأعللننقحك ُىتيتدفاك‪،‬يطتحلبوكلقبيصاتااعأتبانفسنتخركابيتكر‪،‬حياألوكصكلقي\" ّر ّاأنموناًعةتامشهاسخ\"لتشش‪،‬تراخدصي\"سهإًتبدبيصااقيكع ّتايرسفدنأكعموللعكاأنيىل\"هوحاتكلييتعااًثعينسلاقب‪،‬ىشط‪،‬بهمووالرككسويإنيّللاوااظقدقحلهايعدهرنذّهمًاقدعامملختاتىنوااياارللعأشلمكصسعموعلاررأّأطنّنأ ّانبوهب‪،‬ركي‪،‬كحلحافتساتثثتتلاعقكجعظتت ّباهممكهرهدن‪،،‬ب‬ ‫يعينك‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن أين عرف ِت ك ّل هذا؟‬ ‫‪ -‬مرت سنون يا ولدي تع ّلمت فيها الكثيروالتقيت فيها بالعديد من البشــــــر‪،‬‬ ‫‪67‬‬

‫لاب ّد أن يم ّر المحاربون من هنا‪.‬‬ ‫وأشارت لضلوعها م ّرة أخرى‪....‬‬ ‫ه ّز \"أنس\" رأسه ومسح جبهته وضغط بك ّفيه على عينيه‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬ما زلت لا أستوعب الأمر‪ ،‬الأحداث تتسارع وتتوالى عل ّي بسرعة‪ ،‬ترى هل‬ ‫من الممكن أن تدليني على قصر الملكة \"الحوراء\"؟‬ ‫‪ -‬ليتني أستطيع الخروج من الغابة!‬ ‫‪ -‬ولم لا؟‬ ‫جاست بعينيها في المكان وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬الحقيقة أنا لا أعرف أين قصرها‪ ،‬ولم أرها من قبل‪.‬‬ ‫‪ -‬هل يم ّر المغاتيرمن هنا؟‬ ‫صمتت برهة ث ّم ركزت عينيها في عينيه وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬أولم تلت ِق بأي شخص غير \"شهاب\" قبل أن تلتقي بي يا بن ّي؟‬ ‫‪ -‬لا‪...‬كن ِت أنت أ ّول من رأيته بعد \"شهاب\"‬ ‫ُث ّم سألها بقلق‪:‬‬ ‫‪ -‬بعد استعادة الكلمات في هذا الكتاب‪ ،‬هل سأعود؟‬ ‫‪ -‬بالتأكيد‪.‬‬ ‫شعرت بانقباضة في صدرها‪ ،‬خافت عليه وكأنه قطعة منها فقالت تحذره‪:‬‬ ‫‪ -‬احذر \"المجاهيم\"‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن هم \"المجاهيم\"؟‬ ‫قالت بعد أن أمسكت بذراعه‪:‬‬ ‫‪ -‬قوم وجوههم كالحة‪ ،‬يسلبون الناس أنفسهم وأنفاسهم‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫رفع \"أنس\" حقيبته على ظهره م ّرة أخرى‪ ،‬ونظر إلى السماء ُث ّم قال‪:‬‬ ‫‪ -‬ذاك الصقر \"الرمادي\"‪ ..‬أين هو الآن؟‬ ‫كادت تجيبه لكنها اكتفت بتأمل ملامحه‪ ،‬عيناه مألوفتان! وكأنها تعرف‬ ‫تاأللخدكرهااىللميغقزيلترايلتملنظالكلمبانلةت‪،‬ديقيكستايارننيوشرتراأردًتديهاهمااب مجحتوناىرقيهتبالس!ن ّ‪.‬نحىكاولهنكاولحتخدهجياث‪،‬وهااقلمرفعريهتالقمأدملنأكتةضماوءدكهاأ ّلنبكهمثيلوارابمح ٌدسن‬ ‫من أهلها‪.‬‬ ‫لذمغامرنييًابتالامل!جرقكلدّكبتاكأ ّن\"زنأرهضنااًلمرااألسزلج\"برذقرهمقحبي‪،‬عيلكذااىنصءوهاهدترتفّاالسدللماهلئغّفاهربيف‪،‬يخبوسَب َّتصحدكنر َازمهالامببسنبوحبهطنزااصتلمطفماهاتلًامعههلاري\"وسمنكامأناضرندوهيماجيننهق\"واةدالروتقااخلدمريتاظىدطهشرىستوروأأوحخاخًذلساراصًدءجيولق ًرخآصمناهيعللج ًيههصره‪،‬اهو‬ ‫\"منانردايلقن\"مابالشخكاونفتمتنع ّهلقعهنادبمكات لفاهاح وظهتي‬ ‫ياللماحذ ّهظهب!أأحعد‪،‬طتلهم تحقشيبعةر‬ ‫القميص حتى لا‬ ‫الخنجر ومقبضه‬ ‫ات\"لأنجريمحسعا\"أنوقرلوايبًلقعا الًلضأكانشمهجناكارإكنوالليمنتبلاتاعالج ًجلتاب‪.‬الل‪،‬عصكاطاريحنةتمليمتو ًحنهاميلوتكفأراينههقااب أهمتعاوعطهتهو‪،‬هينوكنم ًسنزاا‪،‬حبتوهبديحنتفلأنوةشبمقجاينر‬ ‫الغابة‪:‬‬ ‫من المملكة‪ ،‬وافتح كتابك من آن لآخر‪ ،‬إن‬ ‫فأ ّيوالل اقلريكلةماوتأتّمفلاعكللمرأ ّنكنك‬ ‫تجول‬ ‫‪-‬‬ ‫التقيت بأبطال القصة‪ ،‬فالأحداث تتم هنا‬ ‫ظهرت‬ ‫بمشيئة الله‪ ،‬وما زلنا لا نعرف النهاية!‬ ‫اتملتككعتئاجوموسعزلتأييفدهازدرعهفااانولأتوأوطفميغأموضربضترأفالحتسّألهقعشيونتجياحهبّارياع‪،‬يوهت ًوادنااّرفبتا ّبعجستانلتساالبسمأهعةملشقجعواُثمذرّاب‪.‬مةحطثورلقمه‪،‬لتووالحأصرلدهارضمبمانلوادغل ًأعراص‪،‬نضرافلدعذوتيي‬ ‫اونكتأ ّنعاهالتراحقبذاه!ء‬ ‫كاونس يطشاعلرغأابّنة‪،‬للأفهشوجالرمعييعوًنتاد‪،‬‬ ‫بطيء‬ ‫\"أنس\" على نحو‬ ‫سار‬ ‫قبل‪،‬‬ ‫بتلك الطريقة من‬ ‫مصنوع‬ ‫‪69‬‬

‫ازكوولامبتيغترنانةكبميوةامرر‪،‬اتنقتنقارحلطبررواأتلجيانسساليالمأاقحرايءطوهوماض ُلثنتلّاملآحارالننكقتلاشآمقضقخةدرلمتليعي ّالهخفهمشلجياشأىمةعصأحرفلنلتوهكعيّأثسّهمن!ربرهيا ًكوعاطتاسنإحلعقّليوىليتأطهقتطادعلإرملاللهيىىفمبلراكلوسوبااتغهياحبوطٌهدةول‪،‬وبيمحبنيدهظدأدأهمفريتأيورتكمعتادللميوضرههك‬ ‫برنس أسود تتدلى منه ثلاث جماجم صغيرة‪ ،‬تراجع \"أنس\" بينما كان ذاك‬ ‫\"أنس\"‬ ‫بنرنف ًسسا‬ ‫تتلجاكهاهل‪،‬ظنلعممة‪..‬التكاي تنحيت ّشلبهو اجلهأهش‪،‬باوكحأ‪ّ ،‬نهالذاظلماامواقرتعدفىي‬ ‫الشبح يتقدم‬ ‫ووقف‬ ‫وهويحملق في‬ ‫أمامه!‬ ‫ايكلتخاقدرشلبجارادفلةتثعشااببأللنهتحفيشفابيتيسقحداّتلهلليهحدتويهاابمةإعلص‪،‬نىداطعابرأتنلغفنقسعو\"مأأادجنجءاهرههسفس\"دبفشهايفلعفزرجايرلع\"قهلأانلةتوهاهءوسويا\"مءاخووفوجكاعأعنا ّثدضنلنيىقوداصوهدجكًدهرأارفهّهنجيأعملهةقنىاصابوًّعيلاكدسسلفمقحليأنرابطلي\"ضحأسشنممهللايوهءسل‪،،‬ق\"ا‬ ‫وعالنىت اظلأررحضتىوههدوأيسسععاللهويث ّمشهخقرجشهمنقاهتصموتتتابعغلةي‪ ،‬دظاررناذانكواكلأ ّنكاهئنخرحجوملن\"أمنقبسرة\"‬ ‫وسأله‪:‬‬ ‫‪ -‬أنت محارب؟‬ ‫ر ّد \"أنس\" بصعوبة وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬نعم‪ ...‬أنا محارب‪.‬‬ ‫‪ -‬من أين لك بتلك القلادة؟‬ ‫‪ -‬أعطاها لي ج ّدي‬ ‫قال الشبح بصوت فيه إجلال‪:‬‬ ‫‪\" -‬أبادول\"؟‬ ‫أيجدمييه ًعام‬ ‫ولهض!عيوبادوج أمّنيه ًعما‬ ‫بوااقسفمو \"نأباادحتورالًم\"ا‬ ‫ينطق‬ ‫زعيمهم‬ ‫عندما سمع البقية‬ ‫وهم‬ ‫رءوسهم‬ ‫على صدورهم وأحنوا‬ ‫‪70‬‬

‫يعرفونه‪ ،‬لاحظ \"أنس\" ما حدث فتحامل وتج ّلد وقام يستند على جذع‬ ‫الشجرة التي كانت بجواره‪ ،‬وسأله وهو يتحسس القلادة على صدره‪:‬‬ ‫‪ -‬أوتعرف جدي؟‬ ‫‪ -‬ك ّلنا نعرفه‪ ،‬وله فضل كبير على استرداد مكانتنا بين باقي الشعوب‪.‬‬ ‫ُث ّم أشار إليه بإصبع وسأله‪:‬‬ ‫‪ -‬ما اسمك؟‬ ‫‪\" -‬أنس\"‪.‬‬ ‫‪ -‬ما اسم \"كتابك\"؟‬ ‫محاتوًلذا ّكأرن\"يأتنجاس\"وزوالصسيةؤا الل‪:‬عجوز \"ناردين\" له ألا يخبر أح ًدا باسم كتابه‪ ،‬فرد‬ ‫‪ -‬لماذا لا أرى ملامحكم؟‬ ‫‪ -‬ليس الآن‪ ،‬ستراها يو ًما كما رآها ج ّدك \"أبادول\"‪.‬‬ ‫عندما كرر الزعيم اسم \"أبادول\" كرر كل من معه ما فعلوه أ ّول م ّرة‬ ‫وفعل هو كما فعلوا وض ّم يده إلى‬ ‫وأحناها في هيبة‬ ‫صدره‬ ‫أمامه‪ ،‬قال بعد أن رفع رأسه تجاه‬ ‫بوإكأجلنا اللجوتّدقيديقر‪،‬ف‬ ‫الذي كان يحملق‬ ‫\"أنس\"‬ ‫في تلك الظلمة التي تتحدث إليه ولا يعرف كنهها‪:‬‬ ‫يا \"أنس\" فأنت في أمان حتى تخرج من الغابة‪ ،‬واحتفظ بالقلادة‪،‬‬ ‫اومك ّلماض‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.)1‬‬ ‫\"المجاهيم\"(‬ ‫مررت‬ ‫همس‬ ‫عنقه‪:‬‬ ‫بمرهنب ٍةهنواقدأكظانهرتهاد ّقاوأنتتقلبتهستيترواثحتبىفييأعرسففكل‬ ‫\"أنس\"‬ ‫‪ -‬المجاهيم! ومن أنتم أيها المجاهيم؟‬ ‫‪ - 1‬رجل جهم الوجه أي كالح الوجه‪ ،‬ومعنى جهمه جه ًما أي استقبله بوجه كريه‪ ،‬ولقب المجاهيم يطلق على بعض أنواع البإل‬ ‫النجدية السوداء ‪ ،‬كبيرة الحجم وضخمة العظام‪ ،‬تتحمل الظروف القاسية بكل تضاريسها وتحولاتها المختلفة‬ ‫‪71‬‬

‫التفت إليه زعيمهم وقال قبل أن تبتلعه الأرض‪:‬‬ ‫‪ -‬اسأل ج ّدك فهومن أطلق علينا ذاك اللقب بعد أن ألبسناه تلك القلادة‪.‬‬ ‫يالكقمرايلةخرتكافلىتضيه\"األمحختبجىارتههيحمدا\"لوتدعماجال ًموغااز‪،‬بة\"ونآاعمارًلدداي أتن\"ناليأرعخنهراضج‪،‬تتمفنكههّاوورقلتباحليتعحلرقوفدلماتليح\"ظأدلنيا ًمداس\"ويكفامصن تلطبلإللغقى‬ ‫المسافة‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪72‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫\" كلودة \"‬ ‫ابااكملنلعاعتيعنوبنننايااجبلخضههوويكرهحاهتاجلانلألروكةبعق\"اأعلرننينكياجغتةنّةيريسكودااب\"ّتلدلجةة‪.‬نبت‪.‬هملسيأحانا\"وكأتارحاسشاغلفّنيلهدياغثقةفاهت‪،‬بةهبها‪،‬نة\"لصاو‪،‬أمكفيعهكتبخنترماهّررحارءئبىشةباااثوللأافحلعابغأعنعختلاويجوفننرريقاوةتحةزة\"يق‪،‬ببافش\"لوهنهدوواااماتللرقةتجدكبويًبث\"فدكيم‪،‬عأانةّرن‪\"،‬نام‪،‬هملضاأأهنللناقطدبلجنبااريلاىللمععبدليفافاعلاادب‪،‬لألانمألبوغضدسلقبد‪،‬رفكرابأي‪،‬وإّلةنغهتكلضاّميهلتنوااافقّللتلطملاك‪،‬يحقّاثلياشدللجيجرأبكبممذميماثنايةهمانن‪،‬نبر‬ ‫مقوسان كأنهما هلالين‪ ،‬تبدو عليه أمارات الذكاء‪ ،‬نابه العينين‪ ،‬يجمع‬ ‫امولخيمصشصابلساوبحغتهياةنبشبنظعفمطررهاسلفااكللتلفكوّبحمنمهويفيبرخت ّبحمهخرالن \"وصفيأنترفأشسح\"سديأه ّصندهب‪،‬هارب ّراببكامعاطننايبيلعةومصُثانلّمحأفييحبرمفاصرعلبهافاحااغنقةوعيوا‪،‬نلتأفكقاخينمقعتشنهفةأا‪ ،‬باصلبواقبغطبع ٍانهفر‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ع‪-‬مللا ٍوقلارأ ّجنراكٍجتنوي ّظطمالالعكهتبابزدرواتءرتبهحاي فثي‬ ‫للحانوت‬ ‫تدلف‬ ‫تركتك‬ ‫ما‬ ‫تزورني‬ ‫ك ّل م ّرة‬ ‫بحذائك المهترئ أيها البائس‪.‬‬ ‫التفت إليه الشاب وقال في حرج‪:‬‬ ‫‪ -‬اهدأ يا رجل‪ ،‬أتيتك هذه المرة ببعض المال‪ ،‬سأشتري كتا ًبا‬ ‫‪ -‬يا للهول! ومن أين لك المال أيها الحثالة؟‬ ‫‪ -‬من ك ّدي ومن عرق جبيني!‬ ‫‪73‬‬

‫تركه صاحب الحانوت بعد أن تسببت كلماته في التفات جميع من‬ ‫بالحانوت لحذاء الشاب المهترئ‪ ،‬بعضهم قام بالهمز واللمز وتعالت بعض‬ ‫الهمهمات من هنا وهناك‪ ،‬لماذا يهتم هذا البائس بالكتب!‬ ‫ح ّرك صاحب الحانوت يديه بلا مبالاة وعاد ليجلس على الباب يح ّك رأسه‬ ‫افلوتنقدسصااءتعدلدفىيم اأنلماسمصهودرقبه أطوزنيههزنمازيلقكعّلببجيرنك ّ‪،‬ل أماكواتوانخمتحنناقلحملأتابوبأنذسفالالمسمتهجكهّدبو ًدسسابةببوسايلتسًطيام‪،‬نتتبوبهعثداأرلميتفرارقهطنباة‬ ‫وهناك‪.‬‬ ‫ابكلاتمقتعهاّ‪،‬رقتضاافرلتإببلقيب\"هطأع‪،‬ند\"أعسنأا\"دنسام\"لانسشكاتتااقلًببارشياتلقلهبعبيغنولااالحهفّيكاهتهعلبجىبووزيوصنجيوفهاتل\"لضأنوخعنفنيسها\"م الضشللب‪،‬غحبوافحظررا ّدبوليتافملوحاكسشأاّنحتههبا يخبتحطحضايرروتاءهلف‬ ‫وقال وهو يتصفحه‪:‬‬ ‫‪ -‬لا يدرك هذا الرجل قيمة تلك الكتب‪..‬أليس كذلك؟‪.‬‬ ‫م ّر الشاب على وجهه بسرعة بعينيه الكليلتين ثم عاد لصنيعه بالكتب ولم‬ ‫يقانئب ًلا‪:‬س ببنت شفة‪ ،‬قرأ \"أنس\" عنوان الكتاب الذي بين يديه بصوت مسموع‬ ‫‪ -‬الإكثير‬ ‫‪ -‬نعم‪..‬الإكثير!‬ ‫‪ -‬أعتقد أنني أعرف معناها‪ّ ،‬ربما قرأت عنها من قبل!‬ ‫رفع الشاب حاجبية وقال باهتمام‪:‬‬ ‫‪ -‬تعني الذهب الخالص‪ ،‬وهو كتاب رائع‪.‬‬ ‫‪ -‬يبدو أ ّنك تح ّب القراءة‪.‬‬ ‫لاحت على وجهه ابتسامة وقال وقد ضوى بريق في عينيه‪:‬‬ ‫‪ -‬أنا أتنفس الكتب!‬ ‫‪74‬‬

‫‪ -‬اسمي \"أنس\"‬ ‫بالامنتحبامح ّهّررةوكقم ادنل اأتشثارسباعل رتأصبساحهغدةقتتاجواهه‪،‬صاف\"سأنحريهًعساب\"وم ّاادل‪،‬كذشيسعرمت ّبداونيتجهعداهه إشعلليلامهماجلّريتد ااصلاهبفتشمحارهم‪،‬‬ ‫وم ّدطايلعدهه‬ ‫أحد ما‬ ‫بوره‪،‬وحتهلعلذبوة‪،‬جهيبهدووابأ ّتنهسيمعافنكيشمفن تتجاابتهسلااملتجهمايللعثالمه‪،‬عقانلأ بسنصاون نتامصرتعجة الف‪:‬بياض‬ ‫‪ -‬وأنا \" كلودة\" أنت غريب عن المملكة‪ ،‬أليس كذلك؟‬ ‫‪ -‬بلى‬ ‫‪ -‬لهذا إذا تعاملني بو ّد!‬ ‫‪ -‬وما العيب في ذلك؟‬ ‫‪ -‬لو عرفت ق ّصتي ما صافحتني كما صافحتني منذ قليل‬ ‫‪ -‬ولم لا!‬ ‫وأصاخحرهجزبالحالفشنحااةنبمورنأت ااسللنهسقوموايبدتنوبسد ّمسصهاوستافهيخا ًلركاأ ثج ّ ّفم ّشالبصتاالمقحزيطبد اكملتا ًنحبااانلوومستدخويريخدةهرجمفينمجسحيرذ ًعابائ‪،‬هبنوشيّطياديعلههه‬ ‫الحمراوين‪ ،‬وبالمزيد من الألفاظ البذيئة‪.‬‬ ‫تبعه \"أنس\" وصاح مناد ًيا عليه‪:‬‬ ‫‪\" -‬كلودة\" انتظر‬ ‫التفت \"كلودة\" إليه وقال متعج ًبا‪:‬‬ ‫‪ -‬ماذا تريد أ ّيها الغريب!‬ ‫‪ -‬ه ّون عليك يا فتى‪ ،‬كنت أبحث عن صحبة‪ ،‬فأنا أشعر بالغربة هنا‪.‬‬ ‫‪ -‬أين أهلك؟‬ ‫‪75‬‬

‫‪ -‬أنا وحدي هنا‪ ،‬أحاول الوصول إلى صديق التقيت به أمس‪ ،‬فهلا ساعدتني‬ ‫في البحث عنه؟‬ ‫ابابوللعطدتلهرضطىفاناترفيعيذتاتستاقلهرتالنلخمأدرإعينلادسلهاااىرءء\"نسسوكبتأكلمسنوكعاتأوّففرفسداحهشهةاحساة ً\"هضرواوورإونوتوالاأأيقسحمامستهيامرعلفرماكفةعقّلي‪ّ،‬الدتنلحافةييميجدقتنرهمهتخويبيدّثنهطعيسّوم‪،‬نتاوطاوهتب‪.‬حهشتاستتاسسوأبهرشامجتيللطدجؤمأأدًمتععسنةاحوآنيلعحدوكاخقفةهولتلرودثمرهمةنمأعثالنانلحووىًلن‪،‬بنااجراىيلدللساأتازمرمرأةءءجنيالقسكضهماربهالّّللولقووقوقأمكمزطنأدف ّايهنننوغفهاينتصنةيكيتتفّاحترعاّفألنكررحيأعحرايم‪،‬لضمبسناهُهرثورمادمّءسنهم‪،‬ان‬ ‫أبفباالزانريدقتقهوامتشأن‪،‬ل ًابقلادزاجواوجكجأماّاًنللمال‪،‬هوذأانماابلادليسثعاولةقاثلللفأشثككاريالنءاينبفيعقعك اطسل‪.‬عأتطشاعولرري\"هفاكيلأوزشدجةعا\"ةجإالالىتاشلمصجغهيسةراةاللأمحاخزّينرنيةىة‬ ‫من الميدان الفسيح لينتقلا إليها وقال لأنس‪:‬‬ ‫‪ -‬ما اسم صديقك؟‬ ‫‪ -‬في الحقيقة‪ ..‬كنت أتبع شا ًبا يدعى\"شهاب\"‬ ‫‪\" -‬شهاب\"!‪ ..‬إذن أنت محارب‪.‬‬ ‫‪ -‬يبدو أن الأمرمألوف لديكم‪.‬‬ ‫‪ -‬بالتأكيد‪.‬‬ ‫‪ -‬إذن‪ ،‬ه ّلا ساعدتني‪ ،‬أو ّد أن أصل إلى قصر الملكة \"الحوراء\"‬ ‫‪ -‬لا أعرف الطريق إليه!‬ ‫‪ -‬هل سمعت عن \"المغاتير\"؟‬ ‫‪ -‬سمعت لكنني لم ألت ِق بهم من قبل!‬ ‫‪ -‬لك ّنك تعرف \"شها ًبا\" أليس كذلك؟‬ ‫‪76‬‬

‫‪ -‬ومن منا لا يعرفه!‬ ‫سارا م ًعا كت ًفا بكتف‪ُ ،‬ث ّم قال \"كلودة\" بعد فترة وجيزة‪:‬‬ ‫‪ -‬سنم ّر أ ًولا على الطبيب‪ ،‬سأشتري دوا ًء فأنا مريض‪.‬‬ ‫‪ -‬شفاك الله‪.‬‬ ‫مونهصملاح ّفإرلفىكتح\"ع ّكلدلهةوبدريةج\"ولرتأأمسربتهلعايمنصميتق ًتنةاكذواساوختتوأرقجاسهقمهعاافبتذمانساخكمفاةلضحواة‪،‬شسدعطاةلركقسبي\"ريرك ًلعوابودمخاة\"طربىحاببس بربييهعمتةا‬ ‫ودعاهما للدخول‪ ،‬على أريكة من الخشب جلسا يراقبان حركته البطيئة‬ ‫بردائه الطويل والواسع الأكمام وقد انتشرت حوله على الطاولات والرفوف‬ ‫زجاجات الدواء‪ ،‬قال الطبيب بصوت متحشرج بسبب صمته الطويل قبل أن‬ ‫يدخلا إلى بيته المتواضع‪:‬‬ ‫‪ -‬أعددت لك الدواء منذ أسبوع لك ّنك تأخرت‪.‬‬ ‫‪ -‬عف ًوا س ّيدي لم أتمكن من الحضور لسبب خا ّص‪.‬‬ ‫أما‬ ‫والذهنية‪،‬‬ ‫المزاجية‬ ‫حالتك‬ ‫لتتحسن‬ ‫م ّرة أنك تحتاجه‬ ‫أزلخبترتمكشتأ ًتكاثروتمرنى‬ ‫‪-‬‬ ‫تلك الكوابيس؟‬ ‫‪ -‬نعم‪..‬أراها ك ّل ليلة‪ ..‬ولكن‪ ..‬سيدي‪ ،‬ألن أشفى من مرض ي هذا؟ هل سأظل‬ ‫هكذا؟‬ ‫‪ -‬للأسف يا \"كلودة\" لم أسمع عن حالة مماثلة عادت لما كانت عليه‪ ،‬ك ّل من‬ ‫أعرفهم يستمرون على هذا الحال حتى‪...‬‬ ‫وقف \"كلودة\" واث ًبا وكأن هناك من وخزه بإبرة بعد أن ن ّقد الطبيب قيمة‬ ‫االجللتًّديياواأرءآنهو\"فخكيلهراجو‪،‬دمةر\"نو بححازيمبتناعلوببيغةاتلضكشباط‪،‬لبوقكباة انسلميهدذطفاعت‪،‬مفاتتبوعقشهعبيف\"أينننالفسك\"ستبهبخمنطعذّومااالتيلحوسالثظيبةةاا‪،‬للأفبولكدىار‬ ‫ويجبر خاطر النفس المكسورة كحال الكثيرين‪ ،‬يهرب بالقراءة من واقع مؤلم‬ ‫فيعيش بين الكتب ويتنفس الكلمات‪ ،‬تردد \"أنس\" بين أن يتركه لحاله ويعود‬ ‫‪77‬‬

‫أن يتح ّمله قلي ًلا‬ ‫فوغيهيروسهيف‪،‬ريالمتحعافلهةتعللاعىاتئاًلدساأقممحلنلحهحتيبىمثبيجأتاترهاىت‪،‬لهيفعفإيرذفاأهبـ‪،‬ح\"اكلدلكينوثدههةا\"قليرورندايأدةخ‪،‬يي ًراوعبليأينهن‬ ‫ُثي ّفمايرققهولو‪:‬سيسأل‬ ‫‪ -‬عف ًوا سامحني‪ ،‬سأسيرمعك لأخرجك من القرية‪.‬‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫تعرف‬ ‫لا‬ ‫ظننتك‬ ‫أن تعود‪،‬‬ ‫األلمطرتيسقأإللى اعلنح\"دوشدهاالمب\"قا؟بلهةوليلقغايبمة‪،‬باله ّغياابةو‪،‬سلأاسبي ّدر‬ ‫‪-‬‬ ‫معك‪.‬‬ ‫\"أنس\"‪ ،‬كان \"كلودة\" يحب ابنة ع ّمه \"أشريا\"‬ ‫بجوار‬ ‫ح ًباسجا ّمرا‪\"،‬كللك ّوندهة\"لممهيمملو ًمكا‬ ‫الشخصية التي تتمناها وتحلم بها‪ ،‬كان يعشق‬ ‫سمات‬ ‫باتاألعبستيىمض‪،‬ههتاا‪،‬لسبمتوعنميلدًيضاأامعلحوسيهمهااا‪،‬و‪،‬تكاوأودبانالورهيههوااعا‪،‬ءوودمواااللفزذيداايلرطلابتقلهتلاتنبيّفهمبّرسعةجله‪،‬وىأا ارخلطدرلعابهىرهاهد‪.‬ام‪،‬للنوزاأولبايهطجار‪،‬يمقروا ًمإراّلريهوتات‪،‬كالراأويًاراالمجوتكدانراش ّندت‬ ‫كان عندما يستبد به ألم جرح قلبه يخرج للبساتين القريبة من بيته‬ ‫أأاولاوأخلايمذ ًفرمكااتقلر‪،‬ئولوةأصواحبتأيراوًنتقاشفجتياتدرنضاععدلبننللهوبفاعلاطأللشالشعكاعرذروما‪،‬لا ّرطبوقيمةتاو‪،‬اأصح ّوبف ًايدرفابجقتم‪،‬خللعلووتأوال‪.‬هو‪.‬آرلاخمور‪.‬عق‪،.‬االللنوطبببايتنايعةتتاالبليخًتعلااطقكريةه‪،‬ةذتاوغ ّيي ّربرردماتد‬ ‫احل ّبكلهاملهامعيهظهورتهك ّلضفعيأ ّمهفا‬ ‫كان ذاك الهوان‬ ‫بالرد عليه‪.‬‬ ‫وكانت تمتنع عن‬ ‫أمامها‪ ،‬وكانت هي‬ ‫الشخصية‬ ‫الذي يصيبه بسبب‬ ‫هناك من يوجهه‬ ‫يكن‬ ‫عليه‪ .‬لم‬ ‫اوليتشخكّليىم ةع تنعتتلمدك‬ ‫تأوطيمنح إصلىحهاللزيوتاجج ّمبلشاويبت قصونعي‬ ‫يعاملها وأمها بها‬ ‫التي‬ ‫العفوية‬ ‫فقد أساءت فهمه‪ ،‬فهو وحيد بلا أب أو أم‪ ،‬وليس له شقيق يشد عضده‪،‬‬ ‫بينما يسيران ويتبادلان أطراف الحديث سأله \"كلودة\" بفضول‪:‬‬ ‫‪ -‬هل عرفت الحب يو ًما؟‬ ‫‪ -‬لا‪...‬لم يطرق الح ّب قلبي بعد‪ ،‬لم ألتق بمن تخطف روحي حتى الآن‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫رد \"كلودة\" بتأ ّثر‪:‬‬ ‫‪ -‬أ ّما أنا فلقيتها‪ ..‬وليتها ما خطفت روحي!‬ ‫تخ ّطواهص ًل\"اأنأسخي\" ًراواإللتىف التحتدجاوده‪\"،‬كلحيودثة\"كامتنساهئ ًنلااكع فناسصبلب وحقجورفيه‬ ‫بالغابة‪،‬‬ ‫يواحيج ًماط‬ ‫يفعل‪:‬‬ ‫كما كان‬ ‫‪ -‬ما بك يا \"كلودة؟‬ ‫‪ -‬لم أدخل الغابة من قبل! يقولون أن من يدخلها يختفي للأبد ولا يعود‪.‬‬ ‫استدار \"أنس\" وطالع مجاميع الأشجار أمامه وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬أوتظن هذا فع ًلا؟‬ ‫يحتتع ّثىرالفتتفمت ّسإليقهدم\"أهن الس\"خوطم ّداليفداهصليل‪،‬صاافهت ّحزهت‪،‬‬ ‫فما بلق \"يكاللودسةؤ\"الوكمأ ّنع ّله ًقاي فخيش‬ ‫دون‬ ‫\"كلودة\"‬ ‫الهواء‬ ‫ى أن‬ ‫ذراع‬ ‫مفنجهأةفدوتخأرلجالحأخيكلرااهلمغاابةف‪،‬واجبتدس\"أمن\"أنس\"سن\"فبتسوهّتري وجقذالب‬ ‫الأرض‬ ‫له‪:‬‬ ‫قصد‬ ‫‪ -‬أرأيت‪ ،‬ها أنت هنا ولم يحدث لك ش يء!‪.‬‬ ‫اولأعميرناشبهعدتارط\"آفكم ًلنحاوادنكة\"مفاب يضربهوًلبداة‪.‬و!!مت ّراجتباساجحردومجعلسم\"ادأنءه‪،‬فساكن\"احنوناىينت\"رطقلكلقبودأمةع\"نهيويغحتدسوغلثلاكش ّنفيهفء ُيث ّمامال!غلشابكرةّبن‪،‬‬ ‫منه‪...‬‬ ‫\"سبحانك سبحانك‪ ،‬ما أعذب الماء‪ .‬ماذا لو لم يكن هناك ماء! كيف كنا‬ ‫سنرتوي‪ ،‬كيف كنا سنبلل ألسنتنا لنسبحك! حمدا لك يا ودود‪\".‬‬ ‫هكذا همس \"كلودة\" وهويسير‪ ،‬كاد يسأل \"أنس\" كيف أتى إلى هنا ليسمع‬ ‫منه بالتفصيل‪ ،‬لولا الضربة التي باغتته فجأة وهو يمش ي معه والتي‬ ‫صاح على إثرها متضر ًعا إلى الله وهو يتوجع‪:‬‬ ‫\"سبحانك سبحانك‪ ،‬اكفنا شرهم واجعل كيدهم في نحرهم\"‬ ‫‪79‬‬

‫بظعضهررببصهياهنةلحماتكغّىنلكيهاشظنلعةم\"رأويأنتنصوسقو\"جتيفس‪،‬أدصاجهرضتعشربخرةّودجورلعاجلمهىنمضكاقلتخّأبفلمحهم‪،‬ا‪،،‬لاوجقاّّسثيلتأةدخسهللرهذمىا\"وككعلجلالىهودفذةقح\"ربايلعححاهت‪،‬لم‪،‬ىقل ّيبواتالححوكققبثاهيلرفاحلبآعاعلخىلنر‬ ‫كان يوجه ضرباته لأماكن متفرقة‬ ‫بيموساصريجعًحهةاب‪،‬اقلّموقاةب‪،‬يزتاحالربة \"جبأينسدايرسهة\"ويوتاكأرّصنةاهبرعقلادالمييقخبهاي‪،‬فحهو‪،،‬د‬ ‫لم تند منه صرخة ألم‪ ،‬لكنه كان‬ ‫\"كلودة\" لو كان مثله‪ ،‬وصلت حفنة‬ ‫ممعنلهنىما\"راأيلبمسلغهكبضاكءشت\"اًّدباةو‪،‬أ\"مفأفنسقكسدو\"ا بوبـكعتي\"اأهبن‪،‬ه \"قسإي\"ي‪،‬دكاوفداهلوملكاثي\"برةفعيتدغألحقنبيباتسللهب‪،‬شوجوها\"مكعالةوم‪،‬دتاة\"عضهبربمكاوتا‪،‬اب\"كهاكلانلودذكةي\"ل‬ ‫\"أنس\" وكاد‬ ‫بصق القبيح على وجه‬ ‫ايالقشتحتلقراهيهبلةمولاانل ااقللمماقح ّابنشحيوةالتالذقتبييلأ أعصانطتحيهادولهخهلوااياللمغس ّايسبدةكة‪،‬‬ ‫أخرجه من‬ ‫بكتاب \"أنس\" بعد أن‬ ‫\"ناردين\"‪:‬‬ ‫‪ -‬انظروا‪ ،‬كتاب غريب وخا ٍل من الكلام!‬ ‫تمشت علامات الرهبة على وجوههم الكالحة‪ ،‬التفوا حول المق ّبح‬ ‫هوتامصًسفاححواتىاللكاتياسبموعقهرأ\"وأانعنس\"و‪:‬انه‪ ،‬عادوا ينظرون لـ\"أنس\" بارتياب وقال أحدهم‬ ‫‪ -‬يبدو أ ّنه محارب جديد‪ ،‬فلنأخذه لقصر الملك \" ِكمشاق\"‬ ‫رد آخر‪:‬‬ ‫‪ -‬نطلب المال أوّلا قبل تسليم المحارب والكتاب‪.‬‬ ‫قال القبيح‪:‬‬ ‫‪ -‬فلنقتله‪ ،‬ما حاجتنا إليه!‬ ‫رد المق ّبح وهو يحك شعر رأسه‪:‬‬ ‫‪ -‬ربما كان له ثمن فنحن لا نعلم كيف تسير الأمور‪ ،‬سمعت أنهم يعلقونه‬ ‫من قدميه ويثقبون قلبه وعندما تسيل الدماء يجمعونها في قوارير ويكتب‬ ‫الكاهن القصة في الكتاب وتنتهي أحداثها وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫أرايفن ًعااختصفوتى!ه!‬ ‫ععيننهكتاوقبال\"كبلتوود ّةع\"د‪،‬‬ ‫يراقبهم ويبحث بين أياديهم‬ ‫كان \"أنس\"‬ ‫من \"أنس\" برأسه ونظر في‬ ‫اقترب أحدهم‬ ‫الأجش‪:‬‬ ‫‪ -‬سنقتلك أيها المحارب‪.‬‬ ‫تحاخنوراقلئأ\"حأننة تأسنك\"فوالنوسلنباهنراتلهسكمقريةهوّيةهة‪:‬واالءتبيارفداةحم ّتر متنف بحيمنلتأهاسبناعنيهًداالنعخنرأةنفوالهم‪،‬سقاولس بة كصادوتت‬ ‫‪ -‬وما أدراكما أ ّنني المحارب!‬ ‫همهم البغضاء وقال أحدهم‪:‬‬ ‫‪ -‬هل رأيتم الرمز؟‬ ‫‪ -‬وما ذاك الرمز؟‬ ‫‪ -‬سمعتهم يقولون أن للمحاربين رمو ًزا! فلنبحث عن الرمز!‬ ‫ارووالعبكااقنددبدأأيواويعطاحلبذييبوهغاتقحمقتحض\"بًرأببدنهاصثواموورأسقن\"مبمتّنتههسفمهمهم‪،‬مايك ًه ُسثبحاابّمومللوجحخلتلقنتنىطفقجسمليلراهويذاويراذىبجأقوسهبالعهماهمليعمأنقبنههبفوممسا‪،‬هبحضيمنكساالنةيمانلفاذمتل ّكت\"هركششويلاهبوبعيوةنددونةة‪،‬كع\"ُاثحل ّىلقنمخايلبقويعتادصجزهادهأوالهوخخنمفرلواطجاقجًبقياواهًةدلسامولهابللب‪،‬نعتوخثلزدععيميادأبجهفو‪،‬اه‪،‬نر‬ ‫جذبه من شعر رأسه‪:‬‬ ‫‪ -‬سنقتلكما م ًعا بعد أن نقبض ال ّثمن‪.‬‬ ‫رحل بعضهم وبقي ثلاثة يحرسونهما‪ ،‬وم ّرت لحظات ثقيلة‪ ،‬لم يسمع‬ ‫\"أنس\" حديثهم عن الملك \" ِكمشاق\"‪ ،‬لم يدرك أنه يسير تجاهه دون أن يشعر‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪81‬‬

‫(‪)6‬‬ ‫\" َنبرة \"‬ ‫باافمفلعلجليضخرياقاّقّيوهبنفمهأيشقاةصرسلهرا‪،‬تمساهالراايلادقوءتاأنعولّ!مولدمبحطتاكّفرصكعجاااوعيطلنفنلكنلنفهوويتاطيتربانمال‪،‬ب‪.‬فبال\"لَينننواقباطلعكظزبفاريءتبعللةانراذفي\"تدءاتمهكةست!ةااتء‪.‬لبفهتمادلعلطقشرانينالبولطكاصفياحبافسكأرتورااقفنووُبثخهه‪،‬دينتااّاةمبءسابسعلفّ‪،‬دجلطجايرلايمعسلميالعطلمولًل‪:‬عىيضاةبةانجءني‪،‬اتاا‪،‬ههللوماءالنولماوكاخلّلنظكااهسككسدرضنامةًمعمحاختاكًتيهءامفنلانابتاغجبينلبًرمتعدغنقهاحظي‪.‬يربندبرًدٍباتاةراويئقيث ًنفبميقخاياصشتتشكقوعدطاباظيرللفجهل ٍأقدليافةمايمه‪،‬دللبررعكةوكجيلااحكيبنلىا\"أ َلنشّتلذببنت‪،‬رجكشهي‪.‬ةّتهأعر\"تيبيفزعكمغارنليمالتيلاههناهعانتقي‬ ‫‪ -‬هيا‪ ،‬أمامك عم ٌل طويل‪ُ ،‬أريد أن أخطف الأنظار الليلة‪.‬‬ ‫غمزت الوصيفة بمك ٍر واقتربت منها ُث ّم قالت‪:‬‬ ‫‪ -‬أن ِت لا تحتاجين لزينة يا مولاتي‪.‬‬ ‫بيونكدصاأأنّنأسهدلتابوباتلقسبمتقهزيّاشمشنتررتاهيهلاطانوواحتلشصدخيّعيسرفررمهعةراتالءىمرب‪،‬اداثحيًسّءنرماحاأٍسصبسحبتهامارلشرخمدسايلنتملادف‪،‬وءج‪.‬ينوبام ُعيهقدرعظ‪،‬هدلروهحادأهظكوثناأرستتلمممكشاانفتيتيرتأهساتتسبرهه‪،‬باصلفبلطتغوحعأصلحيىتمفا\"رَةلنباقدلاررٍتةن\"جي‬ ‫باتخجطهىت إسلرىيعغةرفكاةن أتخيتهاد اقل اذلأري كضانوكأم ّنتهكا ًئاعلعىلىو أشريككةدخوثيورلة‬ ‫شخص‬ ‫حرب مع‬ ‫ما‪،‬‬ ‫صديقه‬ ‫وبجواره‬ ‫‪82‬‬

‫ب\"قعلعلحبييلهنايهيمهر\"و‪،‬غكأ ّموناّجهلعهذكشتتياقنهكباظامرلنامتيهشالردفنيلالدحتولفوهأّيدا‪،‬خثقييهأارّاامءابقتاهئهفل‪،‬وخة‪:‬هفمأيةقلبتاللتيحق ّعبلبيههم‪،‬انلبنمصبيظهفر‪،‬التحهوافلويذكأا ّنليهدمي ّقرو ّدتعلالىعتيهأانوامتاههاار‬ ‫‪ -‬رأيت الرمزمرة أخرى‪ ،‬هناك محارب على أرض المملكة‪.‬‬ ‫‪ -‬أين هو بالتحديد‪.‬‬ ‫‪ -‬لا أعرف المكان للأسف‪.‬‬ ‫ابتسم \"حليم\" وقال بلطف وهو يطلب و ّدها‪:‬‬ ‫مكانه‪،‬‬ ‫عن‬ ‫بالبحث‬ ‫تجهدي عقلك الجميل‬ ‫عنه فلا‬ ‫رجالنا ليبحثوا‬ ‫أرسأىر أ ّسنهل‬ ‫‪-‬‬ ‫مملكة الشمال الآن‪.‬‬ ‫يكون في‬ ‫من المتوقع أن‬ ‫فمنكه ّاز اتلدعلفىءأُثسمناقناهلاتوابتسنتّمدرا‪:‬رت‬ ‫مقتربة‬ ‫تكلسمتاتم ّهد‬ ‫على عكس مراده‪ ..‬استفزتها‬ ‫من‬ ‫المدفأة ورفعت كفيها نحوها‬ ‫‪ -‬أرى‪..‬أرى‪ !!..‬ومن أنت حتى ترى!‪ ،‬ما شأنك أنت؟ أنت مج ّرد ضيف ثقيل!‬ ‫امهتك ّازناهل ُقث ّدمحوالضذعيه‬ ‫فوثب‬ ‫الشراب على ملابسه‬ ‫\"والحتليفم\"ت‪،‬غاسقض ًبطا‬ ‫كان بين يدي‬ ‫من‬ ‫الذي‬ ‫نحو أخيها \" ِكمشاق\"‬ ‫على المائدة‬ ‫رمقه بنظرة واثقة وقال له‪:‬‬ ‫‪ -‬دعك منها يا \"حليم\"‪ ،‬إ ّنها مجنونة‪.‬‬ ‫ا\"ل َننبارة\"س‪،‬داأئد ًامارتغارأضسبهةا‪ ،‬بلعديصهبايلةسوارنمقكتحهيبةمقكررم ُثز ّيمةقادلاعت‪:‬رة‬ ‫سمومها‬ ‫تنفث‬ ‫كانت‬ ‫في‬ ‫وجوه‬ ‫‪ُ -‬أشبهك كثي ًرا يا أخي‪.‬‬ ‫رفع ك ّفه مشي ًرا للوصيفات ليخرجن من الغرفة‪ ،‬واقترب منها وسألها بغلظة‪:‬‬ ‫‪ -‬أين أختك \" ُأونتي\"؟‬ ‫قالت بسماجة‪:‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪ -‬الحمقاء‪ ،‬نامت مبك ًرا كعادتها‪.‬‬ ‫اقترب \"حليم\" وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬لا أدري لماذا تختلف \" ُأونتي\" عنكما!‬ ‫ثم أضاف‪:‬‬ ‫مع الجميع‬ ‫\" َونحبكتأ ّرىنةه\"اأنهلاي لسا تتعأرميفرةأ!يرّبشمايلءق ّلعةننالأضخجهطااروالعتميرتهتاهدفدهنيا!‪،‬ت تتصبغ ّسركط‬ ‫‪-‬‬ ‫بسنوات يا‬ ‫ه ّز ُتث ّمكتارفتيبهاكو\"قالحليت‪:‬م\" فقد شعر أنه بآخر كلماته قد استف ّز الأميرة \" َنبرة\" التي‬ ‫‪ -‬لأ ّنها حمقاء‪ ...‬مثلك‪.‬‬ ‫أصبح جو الغرفة متوت ًرا‪ ،‬وأراد \" ِكمشاق\" أن يلطف من الأجواء فقال‬ ‫بهدوء‪:‬‬ ‫‪ -‬فلنهدأ قلي ًلا يا رفاق‪ ،‬ليس هذا وقت المشاكسة‪.‬‬ ‫اتلملغنميهيصيكرتفاهمقحنذةاس!ّ\"اصركحلللكيشحّنيعهمالا\"تيفهفهااي‪،‬لصأكافاالوهمرثرلااوتمةفقنابةهأرعمدواداسفملهممهعققااشولبدراعذيلمقنيدولميشامئنجعهساهُععاعلىمكوصارهومفش‪،‬ارقالكةءبال‪،‬نههذف‪،‬كتفليهطمروصوحتيدحاتكا\"قذمنحتّنلقهى\"ي َ‪،‬نبلملر\"رولةمّملض\"فاايهمرهكأاان‪،‬ىسشبياًربلضماوحلّمبفًطهكايان‬ ‫يعلم عشقه‬ ‫ولهجانووين‪،‬ستيغر ّغلبهذباهال‪،‬م وصلهيحتتهت‪،‬منفعصواترر\"فحلضي‪.‬م\"وكاعنوًن\"ا ِكلمهشاعلقى\"‬ ‫بشغف‬ ‫الحكم وعلى‬ ‫الشديد‬ ‫ااف\" ِيكختصمارلاطشياقاشهدقو\"شااغليماتعحرفابحربدقيتلىببنلهأا‪،‬ذونمحيوبهحسق‪،‬اايوأل ّبمتة‪،‬ا\" َأنا\"بلطرحلةلس\"ييق اماطل\"لرفعةافنكاحهعبنلةيلهاسلممشنحهفلروماخستةدههام‪،‬لةعتلخييأهملفاٌار‪،‬كايورنوجهلرسمااؤلٌتءنعسوللجوىهدحاومء‪،‬أن‪،‬سثاغىاكاسرفهنياق‬ ‫حتى الآن‪.‬‬ ‫جلست \" َنبرة\" أمام أخيها \" ِكمشاق\" ووضعت سا ًقا على سا ٍق وقالت بمرارة‪:‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪ -‬لا ب ّد أن نقض ي على هذا المحارب بسرعة‪.‬‬ ‫اقترب منها \" ِكمشاق\" وقال بتوّتر‪:‬‬ ‫‪ -‬هل رأي ِت وجهه؟‬ ‫‪ -‬لا‪...‬ليس يعد‪.‬‬ ‫‪ -‬هل فقد ِت مهاراتك؟‬ ‫قالت بعصبية‪:‬‬ ‫‪ -‬لا‪...‬اختفت فقط بومتي العزيزة؟ لم أرها الليلة! ك ّلما حاولت أن أرى شي ًئا‬ ‫لا أرى إلا الظلام!‬ ‫اااللعلملتيخويبهااكرزيايأنلعبنلًردأتام!يفو\" َنرهباةّمزلرةن\"جَت\"نبمآتيرافنةلع\"بلخ‪،‬اآعررختكدبراموض ًكاماطانأهّابحنتهتيلابتهثاككراناىمألنمبتصذوعبهيابنشحلياةهاهأاص ًلمدغكتار ّريله‪،‬علمحليكبالىانمةهاوفالامكاايثضليتلخوهرراًحبهمشاهاتون‪،‬للنالدلكيكأمّهننااهشهلا‪،‬ايباللوءفأممّيناةهتلاااتللشيبحسكيتققرلنيباضقلقالهتءةل‬ ‫موهبتها تلك جعلت حربتها قوية‪ ،‬فلا يجرؤ أحد أن يقف أمامها في المملكة‬ ‫كلها‪.‬‬ ‫ص ّفقت \" َنبرة\" فأسرعت جارية بملء كأسها بالخمر وجلست تتج ّرعه‬ ‫و\"حليم\" يراقبها‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫غربت الشمس وكان \"كلودة\" قد بدأ يستعيد وعيه بصعوبة‪ ،‬فتح عينيه‬ ‫ااملللحذاصرًبياو‪،‬قااصملأواغع ّنببهياالماءت لخوايبييحعمثروففايوفهني‪،‬‬ ‫على طقطقات النارالتي أشعلها اللصوص في المكان‬ ‫وكان \"أنس\"و \"كلودة\" بلا قميصيهما فقد خلعهما‬ ‫أجسادهما عن علامة ما تدل على كون من يحملها‬ ‫عن رمز المحارب الذي يظهر في الرؤى لبعضهم‪ ،‬ظنوا عندما أخبرهم \"أنس\" أن‬ ‫‪85‬‬

‫الرمز يظهر كعلامة على الجسد‪ .‬اعتدل \"كلودة\" في جلسته‪ ،‬كان مصا ًبا‬ ‫بصداع قوي‪:‬‬ ‫\"سبحانك سبحانك‪ ،‬نجنا من مكر الماكرين‪\".‬‬ ‫الشويقءتحثتقىي ًلاال‪،‬طليموريغفيم أعض لشهامشاها‪،‬جفإ ّلنا‪،‬تلأمكا‬ ‫كم ّّرل‬ ‫الألم‪،‬‬ ‫قالها وهو يئن من‬ ‫يزعج‬ ‫الثلاثة فكان شخيرهم‬ ‫البومة البيضاء التي اقتربت منهما قبل طلوع الفجربساعة‪ ،‬كانت تقف بكبرياء‬ ‫وأنيقة‬ ‫وشتتجلرةح الفبلبروداطئهاالاكلمبيتأ ّرلةقا‪،‬لتويق كافنا\"أينستسن\"دوااقنترعلبيهمان‪،‬هاجويميدلاهة‬ ‫على غصن‬ ‫ما زالتا‬ ‫كملكة تقف‬ ‫قمرعقبوُثد ّتمي قنالخلبحفناظنه‪:‬ره‪ ،‬قفز بساقيه المقيدتين واقترب منها وطالعها بعينيه عن‬ ‫صوتك‪،‬‬ ‫تتحدثين؟ ه ّيا أسمعيني‬ ‫أ ّنهلك‬ ‫لات بر ّدى‬ ‫فاتنة!‬ ‫كم أن ِت جميلة‪ ،‬أنت‬ ‫‪-‬‬ ‫تتحدثين كالرمادي‪.‬‬ ‫قبل‪،‬‬ ‫تحدثت إلى الصقور من‬ ‫عندمعاادحيمتلأمقلهقالي ًلعانفيقعريبنيهاوكاونقاتلتبعطاذلوعبهة‪:‬بفضول بعينيها الواسعتين‪ ،‬ابتسم‬ ‫‪ -‬أنت جميلة‪ ،‬ما أروعك! ما أبدع لونك! تبارك الله!‬ ‫صاح \"كلودة\" من خلفه وكانت يداه تؤلمانه بش ّدة‪:‬‬ ‫\"سبحانك سبحانك! يا خالق الجمال سبحانك!\"‬ ‫البومة‬ ‫في \"أنس\" بصوته الأجش فطارت‬ ‫بوعحيّل ًادقاستتويعفقادوقظيهجأملاحودسب باسلجرطواجارت\"لكلجنووادصحةي\"ره‪:‬خا‬ ‫اختفت‬ ‫الأبيضين وظل \"أنس\" يتابعها حتى‬ ‫\"سبحانك سبحانك‪ ،‬الكون ك ّله يسبحك‪ ،‬أفلا نسبحك!\"‬ ‫همس بها كلودة وهو يئن من الألم وبدأ يس ّبح لع ّل الله يجعل لهما مخرجا‪.‬‬ ‫في مكان آخر وتحت سقف بديع وعلى فراش فاخر‪ ،‬كانت \" َنبرة\" تستعد‬ ‫ببععينديهأا!نلقسدهرراوتدلتهاسارعؤاىتبعطيونييل بةوممتعهارافليبقياتهضااءو‪،‬جلقوادرينهاظرعنتدلملات ّو فشيخعصينتي‬ ‫للنوم‬ ‫فجأة‬ ‫‪86‬‬

‫ببوشعووامف ٍتجبهويهامةلومإيلّقضلحىاتاءيالهلامبووجسومتتهأة‪،‬دميللوتركهتهأ ّنعبهظايلتلنمتاهّعفنهلنبمح‪،‬نيه‪.‬دكةاقنيختتافي\"نَنفبوةرةحي\"ات تجحبّحادمنلثقكهثاويمكفأًّاسناهنابأعملصاىموهوت‪،‬شبوكدكاي اعنل‪،‬ايلتتح ّحرح ّكادمثت‪،‬‬ ‫أ\"َّننبهرةت\"حا ّلدقثيدل حصقورل!‬ ‫الآنحأّّلنقه اتلمالحابرومب‪،‬ة‬ ‫ساقي \"أنس\"‪ ،‬تأكدت‬ ‫وأدرات رأسها فرأت‬ ‫خيل إليها للحظات‬ ‫فقد قال في كلامه‬ ‫جذوة الفتنة فوق قلبها ولن‬ ‫وليس بومتها البيضاء‪ ،‬سقطت‬ ‫تأننهط يفغىاءزلهأاب ًداه‪،‬ي‬ ‫سترغب في قتله الآن وقد‪...‬‬ ‫الآن تعرف وجهه‪ ،‬ولكن‪ ..‬هل‬ ‫أعجبها!‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪87‬‬

‫(‪)7‬‬ ‫\" َمرام \"‬ ‫لـم\"ضأننحاأيفاسكه\"ارمهقانب الولبأ أدغأنصتايتنحساّيللمرتفنااليث اظرلةلاغفامبي‪،‬ةأ‪،‬كوتلوااعبمو ّدتد أحبنهتتاإللسأىرعشقجاحرصتى‪،‬ر‬ ‫وجمع‬ ‫\"ا َلمهراوامء\"‬ ‫هدأ‬ ‫نفسها‬ ‫انتزعت‬ ‫من الوصول‬ ‫تتمكن‬ ‫ل\"أاقلدحاومرا\"ءَم\"‪،‬رامك\"انوتهيراتئسحيةر بلزهطورفالفيواقسمايلنح تشافئوحش‪،‬بلارمدتةكونتفتلركشالمم ّرخةمالألولعىبيالرتهاي‬ ‫لابلكتّنلغهاربكيبااةللغمطاببنعةا‪،‬للنبمها ُتتر‪،‬حتل تكطنعهبارك لّفلماألتسطسرالريركاقهلاإغلايبىو ًةبم‪.‬ياحتولذ\"مرنواترهعدابيردناو\"لًمناهفرقم‪،‬دنكااانلللتتقصتتوعقبهادص‬ ‫تسير فيها‬ ‫من قبل‪،‬‬ ‫في الجهة‬ ‫ال\"ذفلتناراكالبخروعدرفييدخهقانه\"أااشلمدمًبادئانيامذدبهصدسوخدنوحفرءواًهاقدااالمتو‪،‬قتهاضبذكعاضريمعًافعلتاكني‪،‬فشدوهففمماات‪،‬قالحوأويقعتلمفصىل\"نتنتاتلتأرحدمكياسمتانلره\"يإبًععباواأجطهلوخبازذراااللجفأكيكهتويسايختلردكذووهناوكالخرظعهمراكانلبتتذسجم ّحيبداحتلهّتتداعإ‪،‬قكبسةككاطنفسهه‪،‬نيا‬ ‫عينيها بذهول قبل أن تقول‪:‬‬ ‫‪َ \" -‬مرام\"!! أما زلت هنا؟!‬ ‫‪ -‬كيف حالك يا ج ّدة‬ ‫ااالللمنععاججسووززب بلسـثت\" َومحربّانمم\"عر ّلقايلعهآانمكأنعناادلتتهجاصدووسفتشكخاسنمًصعات‬ ‫‪ -‬تعالي يا حبيبتي فالرياح باردة‪.‬‬ ‫ترتجف‪ ،‬د ّثرتها‬ ‫تمتتعخادذلطه ًففاتشتا ًبل\"ّثَامهتراأدمف\"سئاوهباهه‪،‬ي‬ ‫كتفيها‪ .‬كان من‬ ‫وكانت تعلم أن‬ ‫‪88‬‬

‫الذي‬ ‫القدح‬ ‫من‬ ‫رشفت‬ ‫قبل‪ ،‬قالت بعد أن‬ ‫ففيعله بتع م ًضان‬ ‫لها وتحتويها كما‬ ‫من الحساء الساخن‪:‬‬ ‫سكبت لها العجوز‬ ‫‪ -‬أحتاجه بش ّده فالبرد ينخر عظامي‪.‬‬ ‫وضعت العجوز يدها على كتف \" َمرام\" وسألتها بصوت خفيض‪:‬‬ ‫تبصقي ًيداهنساه ً‪،‬لافياق ادبناتنتيه!ت‬ ‫من الخطر أن‬ ‫لمماه ّذمات لكموتصعرودتيالآللندأياكثررياض\"عَمًفراامع\" ّم؟ا‬ ‫‪-‬‬ ‫قبل‪ ،‬ستكونين‬ ‫‪ -‬ليس بيدي‪...‬إ ّنها مه ّمة أخرى كلفتني بها \"الحوراء\"‪.‬‬ ‫‪ -‬مه ّمة أخرى!‪ ...‬وما هي؟‬ ‫‪ -‬شاب جديد وصل اليوم ودلف إلى الغابة قبل أن يلتقي بالمغاتير وكما‬ ‫تعلمين لا يستطيع أحد من أهل مملكة الشمال الدخول إلى هنا‪ ،‬طلبت‬ ‫مني الملكة اللحاق به لأنبهه‪.‬‬ ‫‪ -‬أتقصدين \"أنس\"؟‬ ‫‪ -‬بلى ‪ ...‬هل م ّر بك اليوم؟‬ ‫‪ -‬رحل منذ ساعة‪ ،‬لقد كان مشغوًلا بأمر \"شهاب\"‪ ،‬كان يركض خلفه‪.‬‬ ‫‪ -‬لماذا لم تنبهيه أنه لا ب ّد أن يلتقي بالملكة والمغاتير أ ًولا؟‬ ‫أشاحت العجوز بنظرها بعي ًدا عن وجه \" َمرام\" وتن ّهدت بعمق ُث ّم أغمضت‬ ‫عينيها وقالت بهدوء شديد‪:‬‬ ‫‪ -‬لقد ركض خلف حدسه‪ ،‬هو ليس من ذاك النوع الذي ينتظر أن يملي‬ ‫عليه أحدهم ما يفعله‪ ،‬لن يستطيع التراجع وليس له أن يخطو خطوة‬ ‫واحدة إلى الخلف!‬ ‫ُث ّم صمتت قلي ًلا وكأ ّنها تقتنص فكرة وأضافت‪:‬‬ ‫‪ -‬لا تقلقي فقد أخبرته بالقليل ع ّما سيفعله‪ ،‬وسيكفيه ليؤدي مهمته‪.‬‬ ‫زفرت \" َمرام\" بأس ى وقالت‪:‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪ -‬وددت أن أعود للديار‪ ،‬أخش ى مما أخبرني به الحكيم \"سامي كول\"‬ ‫‪ -‬وبماذا أخبرك الحكيم؟‬ ‫‪ -‬سأحكي لك ك ّل ش يء‪...‬‬ ‫بدأت \" َمرام\" تصف للعجوز \"ناردين\" كيف كان يتكرر ظهور اسم \"أنس\"‬ ‫تالفل\"مللأايقلمقلييكرطكعوًل\"اتبرَلراامةففورااهبتلمه‪،‬ميدح\"ن\"ممةه ّوتوعيرالذ\"ملحااايلتو\"ويبدوكجمتقةدااألعنمفلتتيتآحوافهتانسريلفحلرّغيالابآانًلعباخبقالثةرس‪،‬ذق‪،‬قومكرايايوًتءطبّدب‪،‬انقمعدملأمطننااهتلقرابساّحلدتتللقتتااعمؤللهنأنفجناماوسنراشلزهلتقماكجاف‪،‬اًحوديضراكختاتتيلنونارفلسكاتيصقءحاتلالدلتلحبركحلطداوللترظيسهحديةهقصكّخااأاايونلعحمةثتنتتد‪،‬ىيبىماااًلعوللقاكشتادأ ّكلريصنبلخهاقادةشاترنختهاجهملممبتن ًتههلياصمناا‬ ‫حملتها إلى ذاك العالم الغريب هنا‪.‬‬ ‫أتبيفمفوتنجدأاثمهرفقحسسيخسكلًتوررثسقباتهتداياباقهوااغسربمروصععتبمضاجغجييتًيبتدننًالذيرو\"ام‪،‬جتَوتاماآنعهركواخصتاااملهمرفضلسأرل\"يميعرتيوق‪،‬شصًفععتششيتااجوامااعنمهنرلرتا\"قودلَه‪،‬تمروةتاب ّهرحهضعكاعابت ّيولهفمدلبتتى\"مهاص\"ملاللساحمأيتلحيقننمرنفغنتينلطبويسفنربكوهايغةأقّلرنعفظنلبههالاسرايليدتة‪،‬وذتوهدأخارةمماح‪،‬سنتضوّعالهعلوناا\"يهالمماطهحهفوطعلثتعلىلمليلوجياهطىبههاجذإاحجلاهرربلهعأىةاوهوجرًواالفتااجالل‪،‬حبلمسلثغدذاشممّنةررمباضتعودزبيتليهكخعلاّةدقدوهضمأورلاراامتأبلّلتلمهكأصأناهيتجفواخوّنّثاهبورسعلةتويلهارىغنلىاة‪،‬شتبوهبطررةحلصأرعأكرب‪،‬وهمكقايرسلجسل ّمههالهانضهتتا‬ ‫أافولافنسقرضطتدلاخقتمجاراللالولثرونأرعاقيسين‪،‬هق‪،‬خكتااقرعناجيطدمرنقتيدمت\"ماانقلاطلهوررغةاكبالسلهةاحدنومبةمعتق\"دجلشهمتيخهخنبفنرصيحالمخوغلاايرلكجقةظربمي ُثمةناّ‪،‬مقلبحقرحدهدمللثلهو‪،‬تاقووعب‪،‬عقلتيعى\"ا َتمدحر\"اا َلممرص\"رااجنفمه\"يل‬ ‫فكليماغرتفةغيمركتمظفةه بواملةفتيواست‪.‬رحأفاتق نتظبراتصهاعولبلةحوأظامتسكوتهيبرأتحسهاّس‪،‬‬ ‫ملقاة على أرض‬ ‫همهمت ببضع‬ ‫‪90‬‬

‫بانقباض لا تدري مصدره‪ ،‬وأخي ًرا استوعبت ما حدث لها فن ّدت منها صرخة‬ ‫قصيرة جعلت كل من بالغرفة ينظر إليها‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫الكثيرمن القدور الكبيرة الممتلئة بالماء الساخن‪ ،‬بعض المناشف ملقاة هنا‬ ‫أووحهجينااه ًناكف‪،‬تفاياةلمببكعاالأنضيصبعاابلغقق‪.‬ربهىرانئاينحيتعةه ّيدعوالطنأمواررل بفمتميخاوتلتتطمقةب‪،‬نليواأمسنررأقيةعونرشهقمضراومءهنتناجلفليعباسيلدفسيعورلكقىنللحتبيدزيعو‪،‬ند‬ ‫قريتهم وبالتحديد عند الحاجز الحجري المحيط بها‪ ،‬وهم لا يعرفون السبب!‬ ‫هذا ما يتناقلونه من قديم الزمان‪ ،‬ولهذا كان اللصوص يسرقون الفتيات من‬ ‫وتخطين ذاك الحاجز‬ ‫بأنفسهن‬ ‫اا\" َللمغرحاابجمة\"ريواصلبيبأ ًمدااساتنيسلهنًللتا فحسيوكالعلغاأالبوقةل‪.‬رلىق‪،‬اءلأنحهبينبخرّربجمان‬ ‫في وقت لاحق‪ ،‬وكانت‬ ‫وسيعدن‬ ‫لاملكأشزحتيبهتماهورابجأقوهمكاأسمّمنموهات\"ة َلمُثائرّلامتمهم\"مجستتذتتبدتفيهفاحرر‪،‬يمصونسهبتاهعذايورانكليأعلّنهتنهااومتوكتوقاقحفلفوحلتتتيبصانغميبطإريأت ًظةر‪:‬قااقنبم‪،‬ملتوألئشنةفتتيالشنتقأريواغهمرقمهتنتمأاارلالجسحوصبفق‪،‬يغ‬ ‫‪ -‬ه ّيا أيتها الحمقاء اخلعي ملابسك‪.‬‬ ‫ح ّدقت \" َمرام\" فيها بعدم استيعاب وقالت بخوف‪:‬‬ ‫‪ -‬لن أخلع ملابس ي‪ ...‬اتركيني‪.‬‬ ‫جذبتها المرأة من شعر رأسها وقالت وهي تزمجر‪:‬‬ ‫‪ -‬أ ّكنفكيمعننقاريلةكلا\"املربوااخبل\"عيفأنملاتبتسشبكهيلنتهمس‪.‬تحمي وإ ّلا مزقتها أمام الجميع‪ ،‬يبدو‬ ‫صاحت إحداهن بصوت رقيع‪:‬‬ ‫‪ -‬لا ش ّك أ ّنك كنت تلتقين بعشيقك في الغابة‪ ،‬أيتها الخبيثة!‬ ‫‪91‬‬

‫على صدرها‪ ،‬كانت‬ ‫أكمفيسهكاتفو َمقرابمع بإضبهريماق‬ ‫حولها وهي تضع‬ ‫تلفتت \" َمرام\"‬ ‫نحاس ي قريب منها‬ ‫عصبية سريعة‬ ‫ترتجف‪ ،‬في حركة‬ ‫وقالت‬ ‫حاجبيها‬ ‫المرأة‬ ‫رفعت‬ ‫تالمشاءوبعهلمىرارأرةسهواهويب تدأك ّزتعتلىستأحسمنابنهمال‪:‬ابسها‪،‬‬ ‫وسكبت‬ ‫في تهكم‬ ‫‪ -‬يبدو أ ّنك حمقاء‪ ...‬حمقاء‬ ‫م ّطت المرأة كلماتها وهي تس ّبها ورفعت صوتها بينما استمرت \" َمرام\" في‬ ‫تهفل ّكعر أويخنو الفمغماتينرأونأييلنقاولا بصهاق فوري‬ ‫سكب الماء على رأسها بيد مرتعشة‪ ،‬كانت في‬ ‫أحضان رجل حقير يفترسها‪ ،‬أطرقت للحظة‬ ‫هنا‪،‬‬ ‫أحد‬ ‫يعرفها‬ ‫لا‬ ‫مححوالهرباة‪،‬خللاك ّلن‪.‬ا‪.‬ل‪.‬أأيايممالمحااربضةيةه‪،‬يواكلآين!!ف‬ ‫وأين هؤلاء الذين كانوا‬ ‫كادت تصرخ وتقول أنا‬ ‫علت ضحكات البعض وهم يراقبون \" َمرام\" وهي تتحمم بملابسها‪ ،‬ألقت‬ ‫بالإبريق عليهن‪ ،‬وبدأت تصرخ عليهن‪ ،‬تشابكت مع بعضهن بالأيدي تارة‪،‬‬ ‫بعض‬ ‫تطيقه‪،‬‬ ‫اولبسصافقيعهااتكاونالتركلتاركتلهونالقتاررةص‪،‬ا لت‪،‬كنهاع ّضكاتنهاتإحتنداالهنمنفهينذراماعهلاا‪،‬‬ ‫أخرى‬ ‫وضربتها‬ ‫على ظهرها بقسوة بالغة‪ ،‬جذبوا غطاء رأسها فانساب شعرها على كتفيها‪،‬‬ ‫رّلنمنوةلهادنتللاولكه ّزمالمتصرأرةأطنسعطهاةو‪:‬يبلثةقاةلقوامهية‬ ‫وقفت المرأة أمامها تغلي كالقدر‪ ،‬كادت تلطمها‬ ‫بملابسها السافرة وشعرها الأحمر التي اقتربت‬ ‫تطالع عيني المرأة البدينة وقالت بصوت شابته‬ ‫‪ -‬اتركيها لي‪ ،‬لن تفلح تلك الطريقة معها فلديها بعض الكبرياء‪ ،‬سأجهزها‬ ‫بنفس ي‪.‬‬ ‫ح ّظها‬ ‫\" َمرام\"‬ ‫من‬ ‫نالت‬ ‫أن‬ ‫تبحّرقم ًداب‪:‬عد‬ ‫استدارت المرأة وغادرت المكان في‬ ‫نظراتها البغيضة‪ ،‬وقالت ولسانها يقطر‬ ‫‪ -‬فلتكسري ذاك الكبرياء‪.‬‬ ‫وتركتها بين يدي تلك المرأة التي أحاطتها بمنشفة كبيرة وهمست في أذنها‬ ‫بحنان‪:‬‬ ‫‪ -‬تعالي يا صغيرتي‪ ،‬تعالي معي‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪92‬‬

‫بممتقعهّالّمدقتكاهجةنا‪ :‬اتهلنااطلوغيولرهفةناةوكتسسوحبكبأ ّحنتهفيرمداعهءردوشضءفا ًكفغابيريروا‪،‬بقت‪،‬بربخالتطكثويمارنتم\" َمنوارثااقلمم\"ةلابوتقاحسلّركاتلمتبزراصكلمورشأةتة‬ ‫‪ -‬خذي هذا الثوب وارتديه سيزيد جمالك‪ ،‬فلونه يناسب لون بشرتك‪.‬‬ ‫رفعت \" َمرام\" عينيها في انزعاج وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬لن أرتدي هذا الثوب المهين‪ ،‬سأظل بملابس ي‪.‬‬ ‫ضحكت المرأة بخلاعة وقالت لها وهي تربت على طرف الفراش‪:‬‬ ‫‪ -‬اجلس ي يا فتاتي واخبريني بق ّصتك‪ ،‬من أين أن ِت؟‬ ‫جلست َمرام بتح ّفظ على طرف الفراش وقالت بثقة‪:‬‬ ‫‪ -‬أنا محاربة!‬ ‫بامهللطدافبرّويخرًاءاقسارهنةامتتمعاملالبميتبهصكتااّذملنلاعةةادت‪،‬لوتتمتصنرظاّهلحمقمبداهتتاثلا\"لف َبوأميبههرلاختةمرسو\"ةتاقب‪،‬رًبق‪،‬عالملبّىدأوبعنتددحتاأنتلحهيحخاجنرداتدهطقةخمباارلموجملـرأضن\" َةتمفضارعالبيلممىرطم\"أةةوطوجووقرهاهعلافيدتتاضلقمتحبنوبكشلكص‪:‬فووهبيةتسنتفيأومركثنقير‬ ‫سيدفئك‪،‬‬ ‫يا حبيبتي‬ ‫يبتنداوولأ ّنيكهفذتااة‬ ‫كلهن حمقاوات‪ ،‬لا يعلمن قدرك‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫نبيلة‪.‬‬ ‫وسأحضر لك الملابس التي تليق بك‪،‬‬ ‫بوخكجّففهييكههافاانةالوتبأفريغ\" َيممءمرا‪،‬عضمدر\"تتشهتافرتعيجتونيبهشايبف ًئاللطتاءتفسدومشقريح ًئديابابلخبأدبأود ًأفخاالرتةأدماالفلمبأءتر ًيدصاصدو‪،‬اا ّعأبتمدفةيتس أكمخنوتلتهصاببطلااللهماكر‪،‬عووليرهشباعع‪،‬ولراىتحتضبصححفضكنارحتقةتهة‬ ‫متواصلة وأيدي تتلقفها‪ ،‬تلك المرأة الطويلة تمسك بذقنها وتنظر إلى وجهها‪،‬‬ ‫لتبكدح ّنّتب مأصلاونتمهتاحهكاصابنغغرميلبهحاةبووشًسهعايربهتاتطرحيهدقيةاثلمأبال!خؤرمىوبتارلفلعونحاالجأبحهامارل‪،‬أيأرسادر وتت \"سَمألراهام\"إ أننكانتر ّدت‬ ‫‪93‬‬

‫رائحة غريبة لا تدري أهي لعطر أم نوع من البخور بدأت تتسرب إلى‬ ‫على‬ ‫شفتيها‪ ،‬دهان من مسحوق ناعم‬ ‫لزج على‬ ‫كخيفيهشا‪،‬ومهحال‪ّ ،‬ي تطعصمدرغريصوًبتالتشلفيهءا‬ ‫على‬ ‫حول عنقها‪ ،‬كان الشراب يحتوي‬ ‫إحداهن‬ ‫مسحوق نوع من المخدر جعلها في حالة من عدم الاتزان مما سمح للنساء‬ ‫بمتسهعييبئجاتقهعاليهباالم ُاتفبترايغاعب بتواسوفعهييرإ تتظعاهرٍنالرحه‪،‬او ابسيهس‪،‬تعقتودرستتعلأحيهخقيمًبراعهوذاسضباالطلنكاثلفيقرس‪.‬ةوووقاألبزخييجنًراةوانرفقالحلأوسخهارنيافيعترععضربلهاةى‬ ‫ااأاللبلمأتععسيكصطناشبةاةلفمحيزونرقأياكردراةدشيةوتاللبأأونيتنفعحهتتهسنص‪،‬نارلابخلج‪،‬داوأئأعستانةئ‪،‬تتدبإكساتنليعأحليرركيدد ّترنهياوةأث‪،‬عفيارهدواالفمحتعوخدلاهدرليثرنجممًيااانل‪،‬زأاح ًوروللاتا!يحسوسسيقرسيصففدتيزوعدينجممهساعت‪.‬ن‪.‬لده‪.‬هكان‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪94‬‬

‫(‪)8‬‬ ‫\" أشريا \"‬ ‫ي\"نظكتهلبروهههدثةإل\"سم‪.‬ي‪.‬هيباغدهإأفلساوتفتعتسل‪.‬ن‪.‬كسدزقمههابمطيتسدحرأّهرتاكسهبحهتاتتاىورفيةتسنااتيةبرمهيتًنلاصب‪،‬وعيلجوىحتواةدأرهةاطال‪،‬يراوقسجافا ًهرلاأ‪،‬ممصتمناافباعزخاهجل ًائلا‪:‬فواتلاقلقأيوقدشعيجاتؤلرم‪،‬هخ‪.‬لكالمنف‬ ‫‪\" -‬أشريا\"!! ما الذي أتى بك إلى هنا! هل أن ِت مجنونة؟ كيف تدخلين الغابة!!‬ ‫كانت الفتاة ذات نظرة متقدة ك ّلها ذكاء‪ ،‬همست قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬تأ ّخرت يا \"كلودة\" ‪ ،‬كان من المفترض أن تكون بالبيت منذ ساعات‪.‬‬ ‫‪ -‬كيف وصل ِت إلى هنا؟‬ ‫‪ -‬اأمتلينّشاتقربيوتنحواأدنتيحم‪،‬تاى ُتكأندطختملئاأتننبأعّانلغككابأةمع‪،‬دسفت‪،‬جوألنتاسبتعتفوايمعحسايانلرنوهمتساافءلكفستير قبتا‪،‬فملوعةرهأيتمتجاحكرتىمخعحرذجداودكت‬ ‫أطرافها‪ ،‬عثرت عليكما‬ ‫على‬ ‫ودلفت أفتش عنكما‪ ،‬أنتما بالكاد‬ ‫السغريابًعاة‪،‬‬ ‫بذلك المسحوق لأحمي‬ ‫أتيت‬ ‫ورأيت القيد على يديك وكنت قد‬ ‫نفس ي إن هاجمتني تلك الذئاب فألقيه على أعينها‪.‬‬ ‫رفعته ليش ّمه فغضن حاجبيه وهمس ينهرها قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪ -‬ابعديه عن يديك‪ ،‬إ ّنه حارق يا \"أشريا\"‪ ،‬قد يؤذيك يا مجنونة!‬ ‫لم ي ُلمها على إلصاق المسحوق الحارق بأنفه‪ ،‬فهو يخش ى عليها أكثرممــا‬ ‫اعللناىبهنتيفنس‪،‬ه‪،‬وعنسدكمنا تتأ ّاكلدفتتاةأ لنلاحلحظاراتسخلغارفقيظنهفري\"اكللنوودمة\"فتوحرمتق كتي \"ًأسنا مس\"ن‬ ‫يخش ى‬ ‫بعينيها‬ ‫‪95‬‬

‫الجلد كانت تضع المسحوق فيها‪ ،‬كان المسحوق لنوع من الأحجار التي يجمعها‬ ‫\"كلودة\" من الكهوف التي تملأ الجبال‪ ،‬ويسحقها ويضعها في قارورة كبيرة‬ ‫ويغلقها بإحكام‪ ،‬طالما حذرها منها‪ ،‬أخبرها ألا تقرب منه الماء لأنه يفور وربما‬ ‫الحبال‬ ‫المسحوق على‬ ‫بأصابعها‪ ،‬نثرت الفتاة بعض‬ ‫قبّيشدروتاها\"كللوودلاةم بسهات‪،‬ه‬ ‫يأكل‬ ‫سحبت‬ ‫كانت تحملها‪،‬‬ ‫ثم أخرجت قربة ماء صغيرة‬ ‫التي‬ ‫يبتبتاعتفعقللفتسىيتحاتضددلااصملحرامهاةبلاامءاحراأل‪،‬ببلتا‪،‬فهطتلمظيفرهّاانووًلوجمأوذاةعاعبنياتوفداتتلقععللتفبيأيًهتلفما‪،‬رلاااةتفمفوهاظهجستليتعاهليتسبؤنبذريرابييهتقئاهبب‪،‬ةطهبوءتق ّجدلمراسهوةًقنمحمابايبخببوتزنارذتتا\"هلعاشلكك‪،‬لرفمغتواليدلممهكةنافنأ\"ههنواف‪،‬روياثوكتهادهنقنميااهاالتللمسذظذسوساكيهحرهييوًريوةعةياحقيوحأدا ّولحدمجوتنثاققفثدثفو ّفمتيرظ‬ ‫وجهها‪:‬‬ ‫‪ -‬حمدا لله أ ّنك جئت يا \"أشريا\"‪.‬‬ ‫ثم همس مس ّب ًحا‪:‬‬ ‫‪ -‬سبحانك سبحانك يا من تدبر الأمرمن السماء إلى الأرض!‬ ‫أسرع \"كلودة\" يفك قيد قدميه‪ ،‬وساعد \"أنس\" على فك قيده‪ ،‬هرول‬ ‫ااوللمسثجفرلقتوااثدوةههحاموملبفعتملاعيقدكيريطننعبمبالعأوكدجنريوأًادلاسنل‪،‬تاصلسكواحنفيصبتاال\"لأطكنيقملعاسدسو\"اةاللحفاجيقلهتيابدزاتيولهأ اغلوحرماواصهلغفمييهرعبا‪،‬نريقعفقهتهد‪،‬ااحواهلكلاككلّننتياهتقأ ّبكدف ادوولجذمضيعءني‬ ‫بتحولها إلى قطع من الفحم الأسود!‬ ‫\"سسكلييكوحدمتسااةل\"رجوواهر‪\"،‬حأللملتشلهسرحياافب\"ظة‪،‬دةونعتغلهيرىدردموبقلقعدكريبّنةدأهةومقنصرعارناهلفمديكمااجا ّلندنتهبهاذيّحأكيةرنأث\"ينأيننتتيبعسهسن\"وىدلكللخهإلنمحجاشلرضههايررءاهلبمأرذم ّغسّهدمريه ًباع‪،‬ابعتهفكرياليأأّنهيفض‬ ‫أيلنوحفقاظظسةهه‪،،‬وقلنفكانجهيحرتاقفع ّثبيارنبهسساحخلقب افلاآاللخأخرنشجوجرسارقم‪،‬نطكافحنوزقا\"أمهن‪ ،‬أسحص\"رديخهساميلأر بخويتحرح ّذفررزكًعشابدبويكادطدءويهمحوتسيىككتلبمـا‬ ‫‪96‬‬

‫بذراعيه‬ ‫ل\"وأكقنلنبسه\"\"كعلاللوىدذاةلي\"أرقوثفضزبفبوصخا ّرقف ًخفةافماوبنساتبغييتقنهظابلاألضبشربق ّيجةاةرعفولزنثىعير بناصقوديأرمهالمُثس ّمسكلحاثونفاقناجلمذنذهعيمه‬ ‫بـ\"أنس\"‪،‬‬ ‫أحضرته‬ ‫فذاب في ماء عينيه وبدأ يحرقه فترك ذراع \"أنس\"‬ ‫\"وأسبادشقأرهيياب\"كصّلعرلخمىاألأمًعايوتنوييأقمحفندزقه ّهموناةا‬ ‫وهناك وهو يفركها بيديه‪ ،‬وركل \"أنس\" الآخر في‬ ‫وانطلق الثلاثة هاربين يتبعهم اللصوص‪.‬‬ ‫يجرريك تضحتوها بمي‪،‬نفالوأر أشنجارعُثب ّرموعهب لرلواجهفةوالقمقجابلسةر وصقغفيرتح\"يأشثريكاا\"نونم ّادءتالنمهنهراالأصخرخضةر‬ ‫غصن شجرة‬ ‫الردضقييعقةتيمنل ففيوفالةه بواخء‪،‬رقوةت وح ّمرعلكقكةففيهيا‬ ‫مكتومة! كانت هناك طفلة‬ ‫كما الفراشة‬ ‫بقدميها‬ ‫تركل‬ ‫أعينهم‪،‬‬ ‫أفتمها ّزم‬ ‫الغصن‪.‬‬ ‫صاح \"أنس\"‪:‬‬ ‫‪ -‬معقول! أي أم تلك التي تفعل هذا!‬ ‫بكاعيننيغ\"نرأقنتهتسم\"ي\"اأينشحبرايّللا\"دمفعيقوعدمةووقاجالةلخببركقاةصءووعيتنيسماّزفقعهدواهالس\"تحكمزلرنو‪:‬دتةت\"بكاليذبنيشايلتجقمطسمالورع بضيينعمةا‬ ‫‪ -‬وأ ّي أب!‬ ‫ال\"\"فوعاايسقكلتلمخنرتّرروصعجكأجداابةتّنطةدهيّأ\"فيوتعأكحوامثولنص\"\"ردىرناأئولًتترم\"بشاحظكال\"خهبرجمةيألتنوارلياج\"وواشهلااابلرقنعهياايبفومي\"بسّحمعًررستد\"ةلوواألنضحتهمأهيهومفمعمنخم!ج‪،‬يلوهرن\"احههاأولىخلاال ّمب‪،،‬مراشينعجهصرزلكيكااراغا\"‪،‬ميد\"كضقنريل\"عةتوأعولوثنفحودتىهريتقةينى\"وسسات\"حأحأقفمٍوًوعلحيأضااطلمنسراىسهافطاهمعرأكقي‪،‬وهلٍماعهحدىركقاُتثمديكب!لدّوتاتمهفوماجوانانتاهقنثيأهوببوطااتلخكسويقّحرفرلضنماوجعوياوًهنوعمجقالراملانننااىوكلرلليتكبوعلض‪،‬سصصيحناًاضًغبرقرااأيناته‪ّ،‬درابخنباةأااوب‪،‬لققفيلأوحبرلكثكصيدجّأينليأوهلنةناهىضةا‬ ‫\"أنس\" الذي خلع قلادته ووضعها حول عنقها هي والصغيرة حيث أحاطهما‬ ‫‪97‬‬

‫بحبلها المجدول ودفعهما بق ّوة خارج حدود الغابة حيث كانت \"أشريا\" تقف‬ ‫بيبدأيكانقاخدمداايلمثقهافحبزدفم\"وأودننقابيلسا\"غنلابأحساةرضيجلم ًعزعاشاهيلًورتاوحخإظجل ّيطرلهىييباحتفلّدوحسّاعققجفدطيزفاوقتلجدحعهجلخأىردحياعلدأهور\"ومالقمضوأجفاوخبيهرلديجأتمق\"\"تأوتطاشلأرسينذاعف\"ايلوكساالوهنشصويهقغققليبرةفته‬ ‫من الغابة بذكاء‪.‬‬ ‫بووحأخهيعمماباثريردههأاالص‪،‬قتتمطاق ّايفلوسا ًوتصصاعناغبييدعقررلتاة\"ىفأدلنفيأةيهط‪،‬ستا\"رلافجباالكفطرايقلاءلةلابغفداكهةب ّ\"بزيةتكمهلرناةمهو‪،‬اد\"نأةتوا\"العشرتردرياعدالفا\"خىهأبالا‪.‬ححونسداهاتتوانحلجييتتهاولأءجّافالخثرقلذتماعيثتولية ًىتصرإاال\"قحىآكلابخضلنًور\"قهادااةرليملـ\"ة\"وتجأانفرغهكحيّطيسيًا\"مهضا\"‪،‬ها‬ ‫وساروا في حمايتهم حتى دلفوا القرية بأمان‪ ،‬وجلسوا ليلتقطوا أنفاسهم‪.‬‬ ‫ران عليهم صمت خفيف قطعه ظهور وجه قبيح لرجل أشعث امتلأ وجهه‬ ‫بندبات جروح عميقة وله نظرة تخلع القلب‪ ،‬فور أن لمحه \"كلودة\" وثب في‬ ‫سوق‬ ‫وخلفهما \"أنس\" تجاه‬ ‫الصغيرة‪،‬‬ ‫\"األلشرصياو\" وصهايلتذحيتضظ ّنل‬ ‫مكانه وركض مع‬ ‫البشر‬ ‫يأحسا ّطبتهويمل أعمن‪.‬واج‬ ‫حتى‬ ‫يطاردهم‬ ‫القرية‪ ،‬كان أحد‬ ‫وهو‬ ‫المزدحمين حول البائعين‪ ،‬غابوا عن عينيه فتراجع‬ ‫فيدارحأ ّمضنه\"اأ‪،‬شوارياس\"ت‪،‬سفلتمحتتللن\"أومش برييان\"ماالكباانبت\"أبهشدريواء\"‪،‬ت كاشنّمهتا‬ ‫وصلوا أخي ًرا إلى‬ ‫الصغيرة قد سكنت‬ ‫تفوتفيلهوث‪،‬حمهوامأنهطعالعىرامئتهجاحبةبينعاهلا ًعضفااسمسلنتيهفقفهيظشتبتحع ّابلهت‪،‬صوأغهيحدرأةضتوربتوداأبأتتشستريما\"صترا‪،‬لخ ُث‪،‬ع ّمقسالهلرتوولفغيمتنبسفهاتسنهإاحوصبأطاعملههمااا‬ ‫العجوز وفتحت باب غرفتها فأجفلت! كانت العجوز تبكي بنشيج مسموع‬ ‫حجرها‬ ‫\"أشريا\" الصغيرة في‬ ‫وضعت‬ ‫البكاء‪،‬‬ ‫كثرة‬ ‫بوهعديوناء‪،‬هاوقم ّحصتقتنتعالينهاممان‬ ‫وطلبت‬ ‫في وجهها بفزع شدي ٍد‬ ‫العجوز‬ ‫صرخت‬ ‫حدث‪،‬‬ ‫من \"كلودة\" أن يخرج بالصغيرة من الدار!!‬ ‫وقفت \"أشريا\" تتعجب من ر ّد فعل أ ّمها التي عادت للبكاء الذي أدمى‬ ‫عينيها فصارت لا ترى وجه ابنتها \"أشريا\" وهي تقف أمامها‪.‬‬ ‫‪98‬‬

‫خرج\" كلودة\" مهمو ًما وسارفي الطرقات يحملها‪ ،‬ربطها حول صدره وكـــانت‬ ‫ك ّلما التقت عيناه بعينيها الصغيرتين ته ّش له وتبتسم‪ ،‬وقف وسط السوق‬ ‫وصاح‪:‬‬ ‫‪ -‬عثرت على تلك الصغيرة بالغابة‪ ،‬وأنا سأربيها وأحتاج العون‪.‬‬ ‫نال من الهمز واللمزما لم ينله من قبل‪ ،‬واتهموه بالسوء‪ ،‬لكن الله ألقى‬ ‫الرحمة في قلوب البعض‪.‬‬ ‫\"\"أكنلودس\"ة\"يدو َكف ّعوهرمجويذعصهيحعليعهلايهلميحمتميعهاج ًبمانم انل فحعجلاهرةم‬ ‫بها‬ ‫التي قذفه‬ ‫احتضنها‬ ‫هذا!‬ ‫البعض‪ ،‬كان‬ ‫بكي \"كلودة\" وانهار وكأنه قد فقد ك ّل أهله فجأة‪ُ ،‬ثم رفع نظره إلى‬ ‫السماء وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬سبحانك سبحانك‪ ،‬يا رحيم يا ودود‪.‬‬ ‫ُث ّم أكمل بصوت تخنقه العبرات‪:‬‬ ‫‪ -‬وما ذنب الصغيرة‪ ...‬وما ذنب الصغيرة!‬ ‫خرجت امرأة ثلاثينية من بيتها وعليها ثياب ملطخة بالطحين الأبيض‪،‬‬ ‫التهكثريورلمنطفاللتتاحنديصغليمرتنا تن‪،‬جمهسراوراتحبوخلط\"واكلتودثةا\"ب‪،‬تةُث ّموهنيظتروتزعلل نرظضيراعتة‬ ‫وخلفها‬ ‫تحمل‬ ‫وحملتها منه وبدأت الدموع تجري على خديها‪..‬‬ ‫‪ -‬سأرضعها‪ ..‬لا تخف عليها‪.‬‬ ‫بأخسبيرقتاًطهلاتأهاقندبيتأرصحكوهاستفنيوإالدثايقرهه\"ومكهليطوودتاةح\"لتاملنضنهناهارق‪،،‬بلكواي‪،‬نعووتكادنتلليتأكتخحذزفهاو لظجتةبويازلوتخجبمهااعزه‪،‬لهلوي ًاكلالا‪.‬نجمريج ًلل‪،‬ا‬ ‫‪ -‬سبحانك سبحانك‪ ،‬تسخرمن خلقك من تشاء لمن تشاء!‬ ‫قالها وهو يتركها بين يديها‪ ،‬كانت َنبرة صوت \"كلودة\" تقطرحنانا وح ًبا‬ ‫‪99‬‬

‫وحزًنا في نفس الوقت‪ ،‬تج ّول \"أنس\" في ملامحه التي تطفح بالحزن وقال وهو‬ ‫يمسح على رأس الصغيرة بينما زوجة الخباز تحملها‪:‬‬ ‫‪ -‬جميل ما صنع ِت‪ ،‬أحسن الله إلي ِك كما أحسن ِت إليها‪.‬‬ ‫رفع \"كلودة\" صوته وسط السوق وقال وما زالت الدموع تسيل من عينيه‪:‬‬ ‫‪ -‬سبحانك سبحانك‪ ،‬لولا العبرات النق ّية والأّنات الخف ّية لهلكت الأنفاس‪.‬‬ ‫انصرفا وتركا الصغيرة مع زوجة الخباز‪ ،‬بدا \"كلودة\" حزي ًنا منكس ًرا!‬ ‫أم‬ ‫عابد؟‬ ‫ناسك‬ ‫هو‬ ‫وهل‬ ‫عذّامهكب الشغشاف!ب!‬ ‫حال‬ ‫يعح ّنب‬ ‫\"أنس\" يتساءل‬ ‫كان‬ ‫ابنة‬ ‫أم عاشق ولهان‬ ‫مريض؟‬ ‫سار خلفه لمسافة طويلة صام ًتا حتى وصلا إلى بيته‪ ،‬قال \"أنس\" وهو‬ ‫يمسح على جبهته‪:‬‬ ‫ب ّد‬ ‫بد ًلا‬ ‫أن‬ ‫لا‬ ‫منه‪،‬‬ ‫الهرب‬ ‫من‬ ‫للقرية‬ ‫تبعنا‬ ‫الذي‬ ‫اللص‬ ‫ذاك‬ ‫واجهت‬ ‫أليستتنريّد‬ ‫‪-‬‬ ‫كتابي؟‬ ‫التفت إليه \"كلودة\" وهو يفتح باب داره البسيطة‪:‬‬ ‫‪ّ -‬ربما من الأفضل أن تنتظرحتى تسأل شهاب‪.‬‬ ‫‪ -‬لا‪ ...‬سأستعيده بنفس ي‪.‬‬ ‫لـقع\"لدكىلأقوتاردلهرهةقا\"كا‪،‬بملعح ّننقدهايألهندطسأايلزم ّرلام‪،‬ههبشدالوففتلاقياهدحم‪،‬رتًعىاوعّديللىبأسيتانرتدسيتلا\"ّرلقدككلانتدوااهدل‪،‬ةبق\"ببكاينبفنحعدسوعاأهل‪.‬مصنق ّبحيم ّحّلرعلادتليرل ًهيمساألننففهسيورويقشًلهعارمم‪،‬احيتوعهلكتانذااكد‬ ‫األلهيلنطذياي\"ةأوناترل‪،‬كّسش\"اوشاببسفتاصلعسحذلبنمةيالليملشناحساوتبرمبي‪،‬مضانيك‪،‬ا‪،‬فلنهف!ك ّنرمأأهتتلاهعق ًبمماااى‬ ‫أميرتها رؤى‬ ‫\" َانلبرعة\"جيببعةيناليتبيوتمتمهنا‪،‬ح‬ ‫البومة‬ ‫هي تعلم الآن‬ ‫الأميرة‬ ‫\"زواأملنرهتسًق\"لااإرألتىعسرهح ٍفدعلكمىبكياونر‪.‬هس‪،‬ادوةلممحترش ّبوعةدبريوجشه‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪100‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook