Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore إيكادولي

إيكادولي

Published by Ahmed Nashaat, 2022-06-20 02:44:52

Description: إيكادولي

Search

Read the Text Version

‫‪ -‬ربما يظهره نها ًرا‪ ،‬فأنت لا تراودك الرؤى إلا لي ًلا‪.‬‬ ‫رمقته بازدراء وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬المحاربون يديمون النظرفي الكتاب لي ًلا ونها ًرا ليراقبوا ظهور الكلمات فيه‪،‬‬ ‫وذاك المحارب يحمل حقيبة لا يبدو أن الكتاب فيها‪.‬‬ ‫ُثم استدارت وأشارت بعنجهية إلى أحد الحراس وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬احضروا الساحر \"قرجة\" حا ًلا‬ ‫انصرف أحد الحراس مهرو ًلا ليستدعي الساحر \"قرجة\" ذا الستة أصابع‪،‬‬ ‫اأاوللااخلولحوذتهداافيا\"ني ِ‪،‬كظخمبجشهلشااهعسقنا\"لتدجهع\"الَمن‪،‬بيى لرعلة‪،‬كو\"ّنمتههحايفكارفقثانلعككاأغتاانصبايض ًبباقعسهتدماعنيهُاسوتنربقبقارشل ّمدجضةان‪.‬نغشرفوفيتتيقههااومفويهبأيفغاالعتضييبلأ‪،‬يصل ّشرميتيبجعللرهؤاى‬ ‫عادت لجناحها فإذا بجارية تهرول نحوها وهي تحمل ع ًّشا أحضره بستاني‬ ‫حدقتاها‬ ‫اتسعت‬ ‫البيضاء‪،‬‬ ‫صغار بومتها‬ ‫ي\" َنبحروة\"ي‬ ‫القصر من فوق الشجرة‪ ،‬كان‬ ‫بحنق شديد‪:‬‬ ‫وكانت في غاية الغضب‪ ،‬قالت‬ ‫‪ -‬ألهذا انشغلت عني تلك البومة الحقيرة!‬ ‫م ّدت كفيها‬ ‫ووهخنيقتتبتا اطلأ ُثصّمغيتنريقنطدعا‪،‬خهلرولالعت باش‪،‬كيكةانوأتعاالدجتارايلةعترتش لجلبفستوانهيي‬ ‫تراقب أنفاسهما‬ ‫البومة‬ ‫يراقبان‬ ‫الجارية‬ ‫مع‬ ‫وقودج ُفلجوعإشتففايق‪،‬صغواارخهات‪.‬بأ‬ ‫الذي أعادة لمكانه في‬ ‫المسكينة عندما عادت‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪201‬‬

‫(‪)18‬‬ ‫خوف!‬ ‫أاّونلاهطسلمععأاما ّددينة أس\"ّبنأأهعنالو\"ددسأتل\"نهف‪،‬إلستأ\"ىّمإالعدىّ\"مكااكاللنفودعادل\"رةكه\"بلأفوفميدابةادنل\"ا‪،‬غابابسعاةسد‪،‬ته ًقمأوابالنكهوتكتفأ\"رُّكىنكوبمهمب\"نتَاماوب\"راكعبمةام\"لاعحأينماوااشرمقغه بلوميكاعفتن\"ك ُكرف\"هأوي‪،‬مشبغرحاوييا\"ت\"‪،‬ىة‬ ‫اا\"قوللامرتلذريححيد\"دوأتدررن!اعسءنيه\"سيبا\"هد!بواأوعلاأنحّنجدااهيويمبتلعدسفأأةي ّ‪،‬حعنرلويحصعدلّهلجاإةهلربىبييإامفحبلمثّععاككهتنتبل‪،‬ضعةاككنااللاحنعلكتيظساشتاببمففهاىّر‪،‬ك‪،‬ةتر‪،‬ألفلايلخيمركرباّنلججأاهرطاقلللابيملمخنتهيراأيالم‪،‬جطصدياّةوللنجتاإةّللزريتىاكعيرل ّشتيلهأهااايعل‪،‬لمءيطتعتاوراهسداأىللاهلضمماحهت‬ ‫معتنعجمًبا‪:‬صير الكتاب‪ ،‬بينما هو غارق في أفكاره فوجيء بها تقف أمامه! قال‬ ‫ولا‬ ‫\"أشريا\"‬ ‫دار‬ ‫في‬ ‫تبقي‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫نتفق‬ ‫ألم‬ ‫هنا؟‬ ‫إلى‬ ‫بك‬ ‫الذي أتي‬ ‫إ ّملاا‬ ‫\" َمرام\"!‬ ‫‪-‬‬ ‫للضرورة؟‬ ‫تخرجي‬ ‫‪ -‬أصابني الخوف‬ ‫‪ -‬من ماذا؟‬ ‫قالت بصوت تخنقه العبرات‪:‬‬ ‫‪ -‬لا أدري‪ ،‬أشعر أنني لن أعود إلى بيتي‪ ،‬لقد انتهى أمري وسأظ ّل هنا للأبد‬ ‫‪ -‬بل ستعودين إن شاء الله‪ ..‬ثقي بالله!‬ ‫‪202‬‬

‫‪ -‬ونعم بالله‪ .‬حس ًنا‪ ..‬ماذا سنفعل؟ ما خطوتنا التالية؟‬ ‫‪ -‬كما اتفقنا‪ ،‬سأحاول البحث عن الكتاب‬ ‫‪ -‬إذن سأذهب معك‪.‬‬ ‫‪ -‬لكنني سأذهب إلى المكتبة العظمى‪ ،‬وسأنتقل من خلال فجوة‬ ‫‪ -‬ولم الفجوات! هل من الممكن أن نسيرم ًعا؟‬ ‫‪ -‬امدلماهيرسا\"بأفةشويريكطاا\"دويليةسكيوججنًدعالخنيايال ًيا\"م َممطرامنمئ ً\"نا‪،‬البلقعشلردي!كحهانواعلنفتيدمامالنقأرغقييبةلأب‪،‬ن ِكعتمنابأأاملّانقناري‪،‬لمةكو‪،‬اكنأونرهجنكاوفككي‬ ‫عودي إلى هناك‪.‬‬ ‫قالت بتض ّجر‪:‬‬ ‫‪ -‬يبدو أ ّنك نسيت أنني كنت أعيش هنا وحدي قبل مجيئك‪ ،‬ووصولك لا‬ ‫يعني أنك وص ّي عل ّي! لقد علقت معك رغم أنفي!‬ ‫ُث ّم استدارت وسارت بعصبية فلاحقها وسار بجوارها وقال يلومها‪:‬‬ ‫‪ -‬ظننتك توقفت عن هذا!‬ ‫استدارت بعصبية وسألته‪:‬‬ ‫‪ -‬ظننتني توقفت عن ماذا؟‬ ‫أكثر‬ ‫ُكن ِت‬ ‫أحيا ًنا!‬ ‫أختي\"حبيبة\"‬ ‫فجأة وبلا سبب‪ ..‬كما تفعل‬ ‫عن الغضب‬ ‫‪-‬‬ ‫ك ّنا مع \"ناردين\" في الغابة‬ ‫هدوًئا عندما‬ ‫شعرت بالحرج منه‪ ،‬قالت بتلعثم‪:‬‬ ‫‪ -‬لست غاضبة‪ ،‬أنا فقط‪..‬‬ ‫قاطعها قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪203‬‬

‫‪ -‬أعلم أ ّنك قلقة وخائفة‪ ،‬وأ ّن فقدك لمميزاتك كمحاربة جعلك أكثر‬ ‫وعلساىعالدتيعنايمبألنمعت اجلأعمليونريكمماطمهئ ًينا‪،‬‬ ‫حساسية عن ذي قبل‪ ،‬ولكنك الآن مجبرة‬ ‫فهوني على نفسك‪ ،‬ودعيني أقوم بمهمتي‬ ‫عليك وأنا أؤديها‪.‬‬ ‫راقت لها كلماته البسيطة‪ ،‬وسارت بجواره تغمرها حالة من السكون‬ ‫اتأأت ّّعنللكحاهنجرّترمتأفيغاعاعليلدأضل‪،‬مرنغتراك!الولحمبناتيطوااتفنتكجعفسر‪،‬ممرل ّسرأنيفةمايةخآأارمنلخحتمجلّرردآشةىاخخبثانرلكللحجةبسته‪.‬راىهعبأميقوعععةاضحادوّلالرديلهكرامإخهطاّلإلليمفهلأىاين‪.‬باصةلياُمثلنتلّهمفتاحوأأّا\"سرأكءكثسه‪،‬شةرر‪،‬ما‪،‬عريننهاتفإكا\"لااق‪،،‬لىدلووأ ّتدإسلحضاحعىلعدبهااترلامممهبلاربكبعاتللبدسكفتاةأبتيوتجالنلهنوععيةوبهتعظوعلريدعمزتًاوىدلهدح‪،‬اا‬ ‫إكهلنّىلابايكلأمتاح\"كتكىنلوفعدايةدت\"ل‪\"،‬يككبل ادولمدوةمأل\"نكلاةيلً‪،‬لاان‪،‬تكاقاونكالمنإتلعلى ًبهاالمماوكمتحبرهدة ًيقاالثعففظطموضيي ألل‪،‬أصانعسيتبرتساملحمنااقلبلايعنًلتادق‪،‬هامللنكإولمثى‬ ‫عميق‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫ا\"علألن ّىشممسا\"صسزادولبوتدنتقاأالائلبناقسي‪،‬بماكشاءوعهنرمويب ُظيهلسغيملورةقن‪،‬ض‪،‬رحلبووهمثايلعببلسىسهوتوبكطتعلافل\"مهفتك‪،‬لوجأورجدًجهةراف\"دالللءحقه\"يكلكصاثورم ًدللاةلخ\"قرباجعوءادق!\" ُسبأتأولنفدااتأيرق\"ن‪،‬غ\"اتألنشضح ًبرقساق\"‪،‬ه‬ ‫سأله \"أنس\" وعيناه تتهمانه‪:‬‬ ‫‪ -‬هل عدت للقائها؟‬ ‫‪ -‬أنا فقط أريد أن‪...‬‬ ‫هربت منه الكلمات‪ ،‬لم يجد ما يقوله!‪ ،‬سأله \"أنس\"‪:‬‬ ‫‪ -‬ألم تخبرني أ ّنك ندمت وتبت يا \"كلودة\"؟‬ ‫‪204‬‬

‫‪ -‬كنت فقط أو ّد أن أتحدث إليها لأخبرها أنني لم أقصد أن أجرحها أو أس يء‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫‪ -‬تشفق عليها‪ ..‬أليس كذلك؟‬ ‫‪ -‬وأشعر بال ّذنب الشديد‪ ،‬كان الصواب أن أص ّدها من البداية‪.‬‬ ‫‪ -‬لك ّنك إن التقيت بها ستضعف وتعود‪.‬‬ ‫‪ -‬لن أعود لذلك يا \"أنس\"‪ ،‬صدقني‪ ،‬أنا فقط‪..‬‬ ‫‪ -‬انظر لنفسك! تستدرجك شهوتك لتنزلق م ّرة أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬لا‪..‬أنا ذاهب فقط لكي يرتاح ضميري ولست ذاه ًبا لإرضاء شهوتي‪ ،‬اتركني‬ ‫يا \"أنس\" أرجوك‪.‬‬ ‫واستدار وترك \"أنس\" وأكمل طريقه تجاه القصر‪ ،‬لاحقه \"أنس\" وسبقه‬ ‫ووقف يعترض طريقه وقال وهو يمسك بكتفيه‪:‬‬ ‫‪ -‬عد معي‪ ،‬وأغلق تلك الصفحة تما ًما‪ ،‬ولتنس أمرها وتس ّلمه لله‪ ،‬هو‬ ‫يكفيها‪ ،‬وادع لها في صلاتك هي وكل من يخطئ‪ ،‬توبتك تحتاج منك أن‬ ‫تقطع صلتك بالماض ي إلى الأبد‪ ،‬مج ّرد عودتك إلى نفس المكان ستنبش‬ ‫ازاعللذنكتهريراذاوتح‪،‬واكسستتتتغأفرضرغجحوا‪،‬طسفتعلعشى ّدصبهامقا‪،‬بياعويعًعدلا ّقضواتعضلبرنىفببناسنخيككمتإولنكمافتيسزتفلبلادبةعتودابرأبأكدرباانلنهفاش‪،‬هسوماةك‬ ‫وأصابك الحنين إلى العودة إلى هنا‪.‬‬ ‫وأحيا ًنا‬ ‫أولشنع أرتأغيحرياأًنبا ًداأن‪،‬نيوسقأوظيل‪،‬‬ ‫ي متسخة‪...‬‬ ‫أخرى أنني قبيح وقذر ونفس‬ ‫كما أنا‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بقايا الماض ي‬ ‫لن يغفر لي الناس‪ ،‬ستظل‬ ‫عالقة بي‪ ،‬وستطاردني‪.‬‬ ‫‪ -‬المهم أن يغفر لك ر ّب الناس‬ ‫‪ -‬أخش ى أن‪...‬‬ ‫‪ -‬لا تكملها‪ ...‬ظن به خي ًرا!‪ ،‬سيغفر لك‪ ،‬وسيستجيب‪ ،‬أتظن أن ك ّل من‬ ‫حولك ملائكة! كلهم يخطئون ويذنبون يا \"كلودة\"‪.‬‬ ‫‪205‬‬

‫‪ -‬لعلهم يذنبون ذنوًبا خفيفة‪ ،‬أ ّما أنا فخطئي أكبر! ابتليت في شهوتي يا‬ ‫\"أنس\"‬ ‫‪ -‬كفقل اطل‪،‬ذأنموابروشحهوك‪.‬ا‪..‬تفل‪،‬هاشمهلوكةوتج آسخدر‪،،‬ل ّذج ّةربجأوانر تحتلماذدذيةو‪،‬أ تشبذعوقرهاو أحعكضباذؤككر‬ ‫الله‪ ،‬سيغادرك هذا الإحساس بالدونية‪ ،‬وستكون أقوى‪ ...‬ج ّرب‪.‬‬ ‫‪ -‬وددت أن أكون إنسا ًنا فاض ًلا يا \"أنس\"‪ ...‬ولكن فات الأوان!‬ ‫‪ -‬من قال هذا؟ أن تكون فاض ًلا تعني أن تكون إنسا ًنا ط ّي ًبا ونق ًيا‪َ ،‬أ ِم َن‬ ‫الآخرون أذاه‪.‬‬ ‫‪ -‬ويحب مكارم الأخلاق وتتمثل فيه‪ ،‬أنا أخطأت‪ ..‬كيف سأعود نق ًّيا؟‬ ‫‪ -‬ليتكسكختنوطضنكئمينلءع‪،‬دكظنمومككت!كلت نفدكااك ّترلضكةًلاتسسييااوئلد\"أةاكخءلوطسادستءةتبق‪\"،‬لي‪،‬قلب ّدضس‪،‬بنتاأرذنحنملمتابئةب‪،‬كالةشلكلريّهناولإكلصسىتدرييتقحدنبي ًايسلانتةمو‪،‬بعة‪،‬وصكيو ًلمكاف‪،‬يظألنأمةتن‬ ‫دمعةظللمتهنماعيالنس\"ككلينوةدةو\"وفقافاستلقلبحلهاظا\"أتن‪ ،‬اسن\"ت بهكى ّفالهكلواامحتلكضننهم ُثع ّامنيهسالرميتتأنّبت ِهط‪ ،‬نذرفارعهت‬ ‫نحو البيت‪ ،‬عاد كلاهما لفراشه لينعم بساعة يغفو فيها قبل أن ينطلقا‬ ‫للعمل‪.‬‬ ‫ا\"لبكالوبدةأ\"زي ًزغاار ًغقاريفًبيا‬ ‫عن عينيه‪ ،‬خرج‬ ‫طرقات خفيفة على باب الدار أيقظته من غفوته‪ ،‬كان‬ ‫فجأة وظهر أمامه‬ ‫وقمسواصّيربانرًحفحاعوأ\"اوألنمبااذساب!\"‪،‬اكفخفتتيحفههىلايفلأحضصجبودءره‬ ‫النوم عندما أفاق \"أنس\"‬ ‫وامتلأت الدار بضوء ذهبي‬ ‫من باب الدار ليرى إن كان‬ ‫ااركأللّتأتامسيينيهرتة\"كأاطموّعناصوماابل\"تاوالاغتلجاةذيجبل‪،‬يوومكفانغبنضررتتق\"قأاحدنليرتآسهف\"امقضفعوناءهوقمابلوحلهشففوميويراتةلسأنبمفعخلايقكوته ًيسحئطاةذأتلهاالبولاأميمايةنءر‪،‬فعاكللاىصنسأواتطحصرعرالةفايلهبهياا‪،‬قثقايماعوتلبهتى‬ ‫رأسه ويركض‬ ‫التاج عن‬ ‫اولمكأد ّيندةهناومكلاممحنهي الطمارسدته‪،‬ضتيلئ ّفة‪،‬تأ\"جأنفلس\"ع ُثن ّمدمتابعرهآهحينيزعث‬ ‫البيت وأسرع‬ ‫دار خلف‬ ‫‪206‬‬

‫يمموونخححن ّتهالباقجيلكبأتاتاغًهبخالحصواموفامن‪،‬للاجبافولبتذأسمدعحيهأ‪،‬هر ين\"شفأزفيجدولاارهرةاوضا‪،‬و\"ُثيت‪ّ ،‬رأقمدّليعىهبابدادولأفأأايلمييخأامرريلحهج\"رفأويراواكصءالنوراأرودر\"اناو ًلقفضياعنببصاأحخلرانيصشتبات ًبيواحاعرليهقوتايثتجلحهركتداىنودسهطتباتاغ ّجربهعروتنالاترفىهيكرماومألكهسواخوومشمراهجءةع‬ ‫تي\"\"رهأأ ّننسزضهتي ًسسقبع\"\"ارق ّفبوووايةكتنأأتاّ ّومليمنلظقماهررمووبتلابحيمحلهتنهن‪:‬تتاندانّلفمستاحيوءماببدلينكميتماانديتببيه‪،‬دنوبأرالغجالنكلبتقياهصهب‪،‬فب اححلـا\"رسأتتنيصقحس\"وشظ‪،‬لدهيعت‪،‬للداىوبقوعحصتدمولأعهتينن\"اوانككلهتأ ّنموهاهدىةيف\"عاحوشدمهعلترو‬ ‫‪ -‬ما بك يا \"أنس\"؟ لماذا تشهق بتلك الطريق؟‬ ‫\" ُكومبو\" يقف ويصيح عليهما بصوته‬ ‫الجهوري من‬ ‫يفتحا ركل الباب بقدمه ودلف بعينيه‬ ‫كان‬ ‫أمامف بياتلب اكلبايللتح‪،‬ظوةل ّم‪،‬ا‬ ‫الضاحكتين‪،‬‬ ‫لم‬ ‫قال بمرح‪:‬‬ ‫‪ -‬أع ّدت أمي لكما إفطا ًرا شه ًّيا‪ ،‬فطيرة محش ّوة بالتفاح والعسل‪.‬‬ ‫وثسابك ًن\"اأنكالس\"صمنمن‬ ‫الفطيرالشهي‪،‬‬ ‫في ثوا ٍن معدودة كانت الغرفة تعبق برائحة‬ ‫تتفتت‪ ،‬جلس‬ ‫تكاد‬ ‫جسده‬ ‫عظام‬ ‫ُثكاّمنقايلشلعهرما‪:‬أن‬ ‫فراشه‪،‬‬ ‫للحظات‬ ‫‪ -‬سأعود بعد لحظات‪.‬‬ ‫خرج راك ًضا ودار خلف البيت يتف ّحص الأشجار‪ ،‬عثر على كومة الأغصان‬ ‫كما فعل الأمير‬ ‫ت\"وأاحلوتارتاوا\"بشفيجيغرةاطليحجلذرأمعسهاالهذعوثيرييابرآهضه‪ُ ،،‬ثأامنسأحرنعخىر\"أجنو مسسن\"حهيبكحتافبصرهنت ادحلو ًذقتايالميمبشتلحجًئارثة‬ ‫باعلنكهت‪،‬بل‪،‬قدجلد ّلهس‬ ‫الأمير \"أواوا\" على مكانه!‬ ‫عاد بالكتاب لرفيقيه‪ ،‬فور أن رآه \"كلودة\" شهق وألقى الفطيرة من يده‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫‪207‬‬

‫‪ -‬إ ّنه كتابي!!‬ ‫‪ -‬بل كتابي‪\" ...‬إيكادولي\"‬ ‫‪ -‬كيف عرفت مكانه!!‬ ‫‪ -‬تلحن تت اصل ّّدشقج‪...‬رة‪،‬بعد ّلدنيأنعليعهادناالأميغرف\"وأوتاولا\"دقائق ورأيت رؤيا تد ّلني على المكان‬ ‫قال \" ُكومبو\"‪:‬‬ ‫‪ -‬يا الله! إذن الكتاب من ضمن كتاباته العظيمة يا \"أنس\"!‬ ‫له الاأرمتيبرةك\" ُ\"أكولنتويد\"ة\"هووبكدتااعبلي\"أهنالتس\"و‪،‬ترق‪،‬ا للمبتيتح ّخريج‪:‬ل أن يكون الكتاب الذي أهدته‬ ‫إل\" ُ ّأيونمتعي\"\" َ‪،‬مروامج\"دلتتطلصفبحمانتيهأنخاألتيةخلفكتصبمنتهاب‪.‬ه!‬ ‫لم أكن أعلم‪ ،‬فقد أهدته لي‬ ‫‪-‬‬ ‫كانت تلك الهدية التي أرسلت‬ ‫‪ -‬إذن كانت \" َمرام\" قريبة من الكتاب وهي لا تعلم!‬ ‫كتبهق ّلفيبه‪ُ \"،‬أثن ّمسق\"الصمتفعحاجت ًبها‪:‬فلم يجد شي ًئا‪ ،‬تع ّجب \"كلودة\" وأخذ يبحث ع ّما‬ ‫‪ -‬كنت قد كتبت بعض الكلمات‪ ،‬لا أدري أين اختفت!‬ ‫أغلق \"أنس\" كتابه وقال‪:‬‬ ‫الكلمات‬ ‫ستظهر‬ ‫ويرفضها‪،‬‬ ‫الكلمات‬ ‫يبتلع‬ ‫لا يقبل ما يكتب عليه‪،‬‬ ‫تالباك ًتعاا فبي‬ ‫‪-‬‬ ‫وقت ما‪ ،‬هذا ما أعرفه!‬ ‫قال \" ُكومبو\" بف ٍم ممتلئ بالفطير وكان يتابعهما بفضول شديد ‪:‬‬ ‫‪ -‬فههكلذاسإتذرنح تلحعدّناث؟ الأمور‪ ،‬حس ًنا أيها المحارب‪ ،‬ها أنت قد استعدت كتابك‪،‬‬ ‫قالها وفي عينيه مسحة حزن تش ي بأ ّنه قد تع ّلق بـ\"أنس\" ويصعب عليه أن‬ ‫يغادرهما‪ ،‬قال \"أنس\" يلاطفه‪:‬‬ ‫‪208‬‬

‫‪ -‬لا أيها السمين! سأبقى معكما وسأظل بالقرية حتى يسترد الكتاب كلماته‪.‬‬ ‫‪ -‬لست سمي ًنا‬ ‫‪ -‬ألست \" ُكومبو\"؟‬ ‫‪ -‬نعم أنا \" ُكومبو\"!‬ ‫‪ -‬إذن أنت سمين‬ ‫ايلشذاايكنطكاسلن\"ق ُكيالتوثمعلباافثوى\"ةمإطلنىواادللمكااالضنطايلر‪،‬يعقو‪،‬طقاردبةي‪،‬بنمدكاأااينلب\"سأتسنرمدةسر\"الومتحسععهبياًةلدالن بقم ّايتةسغت‪،‬ارددعراادودجيكتهاسب\"بهكحل‪،،،‬ودقاظة\" ّل‪،‬ل‬ ‫بصوت مكسور‪:‬‬ ‫‪ -‬سبحانك سبحانك‪ ،‬ما أضيق الطرق على من لم تكن دليله!‬ ‫❐❐❐‬ ‫ثفيا ّصاببأننسمفوندااعءلرييماق ٍشضوبوتمحثالةقأ بوحاملبلر‪،‬وتتنوبخاللولأهجصهفحرلضقادلمةرفذمهاغ ّلببيرسةتاثحقرفبريه\"عقةعر‪،‬يجناةو\"أنذنويعضنليىقيتتراأدنّلس‪،‬ىهوقم ّعنبلهعيمهةا‬ ‫أغماريمب اةلأتمينرفةر\" َنمبنهراة\" وضقفاائلربه اصلموجتدأولجة ّبش‪:‬حبال تتدلى منها أجراس صغيرة ‪ ،‬جلس‬ ‫‪ -‬مولاتي الأميرة \" َنبرة\"‬ ‫كانت \" َنبرة\" تخافه لكنها تأبى أن تظهرهذا‪ ،‬لم تجرؤ على إطالة النظر إلى‬ ‫عينيه أكثر من ثانيتين‪ ،‬كانت تركز على أصابع يده الستة وهي تتحدث إليه‬ ‫قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬أيها الساحر العظيم‪ ،‬أرسلت إليك لتساعدني‪.‬‬ ‫نظرإليها بعينيه المتلصصتين تحت حواجبه المرتعشة على نحوشائن وقال‪:‬‬ ‫‪209‬‬

‫‪ -‬طوع أمرك مولاتي‪.‬‬ ‫‪ -‬هناك كتاب ثمين يخ ّصني ُسرق من غرفتي‪ ،‬وأنا أبحث عمن سرقه‪.‬‬ ‫مد \"قرجة\" يده فجأة وأمسك بيدها فانتفضت ورك َز عينيه في عينيها‬ ‫فارتجفت وراعتها نظراته‪ ،‬ترك يدها فتراجعت وقبضتها نحو صدرها وقالت له‪:‬‬ ‫‪ -‬سأعطيك ما تطلبه‪ ،‬ودلني على السارق‪.‬‬ ‫الماء‪،‬ص ّوفوقض\"عقرفجيةا\"لآفخارقترطي ًبنامأسساوعدد‪،‬ه‪،‬وبودأو يضتعمتإنمائيبكنلمأاماتم‬ ‫\"فَنبيرأة\"ح‪،‬دهظمّلا‬ ‫نبره‪ ،‬ص ّب‬ ‫لم تفهمها‬ ‫يأبب\"ووَأانتبرغبلّدندمحردأطةيمه\"هلاتننضهاو‪،‬اتالولعككأايسحننأصسرليمولوقتهردف‪،‬افتتتليإتبك\"شَمحتنّرغبثاعمةلررلتةبرض\"‪،‬هأبشامبإقكلان‪،‬ابامجيتنءونصفعيانييلريمنتحاخيذدءوظيرهلاهرهاصفاعأاحرهنّباينيخ‪،‬ةحسزةتدركاطماسلّدررتتبصة ّبدجأيحعمشرلخرنتايلهدهريرالياةهرى‪،‬أ‪،‬داى‪،‬أنوغرربوتطكألادجضحأىهنمبنهااافللال‪،‬تملاغانسولةهراسكإافاانتنحاةأحفء‪،‬رتترنايول\"أآَشححنتباّخحفدخررّجيةتسقابا\"ليمرتختفهمتإزيتاانثنبلهاه‪،‬ةيعمئء‬ ‫ولوتتجحعهّروهلفبتإلمرىكيصزيحرجشالرديكتداصلبودت‪،،‬ن فولصكش ّهتنقإاللايلهطيساونهحاورلأيوسأصوغدمفمامضاج يعفيراينيهبهمع‪،‬نضصمها ُثحش ّامهتتد\" َنأصب ّلمراة\"بم‬ ‫تعابير‬ ‫عينيه‬ ‫فجأة‬ ‫بعصبية‪:‬‬ ‫‪ -‬ما الذي حدث؟ من هي الفتاة؟‬ ‫أمسك الساحر بالإناء وسحب منه الحجر الأسود الذي تكون وقال لها‪:‬‬ ‫‪ -‬أغلق الطين عينه!‬ ‫‪ -‬ما هذا الهراء! أعد ما قلته ولتحضرالمزيد من الطين وأخبرني إلى أين ذهب‬ ‫الكتاب؟‬ ‫‪ -‬هذا الكتاب ليس لك‪.‬‬ ‫‪ -‬وما أدراك؟‬ ‫‪210‬‬

‫‪ -‬الكتاب مسروق من صاحبه‪.‬‬ ‫وقفت وسارت خطوتين ث ّم التفتت إليه وخلعت خواتمها وك ّل ما ترتديه‬ ‫من جواهر وألقتها أمام الساحر وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬ولك المزيد‪ ،‬فقط د ّلني على مكانه‪.‬‬ ‫‪ -‬لن أستطيع‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫‪ -‬منعنى \"المجاهيم\" من تتبع مكان الكتاب‬ ‫‪ -‬ومن هؤلاء‬ ‫‪ -‬قبيلة من قبائل الجان‪ ،‬يبدو أن الكتاب يهمهم‪ ،‬لماذا تريدين هذا الكتاب؟‬ ‫‪ -‬أريده لأتمكن من السيطرة على المحارب‪ ،‬أريده‪ ...‬أتفهم؟‬ ‫رفع حاجبيه وقال وهو يرشقها بنظرة خبيثة‪:‬‬ ‫‪ -‬يبدو أ ّنك تريدين المحارب لا الكتاب يا مولاتي!‬ ‫ع ّضت الأميرة \" َنبرة\" على شفتيها بغيظ‪ ،‬كادت تنصرف لولا أن \"قرجة\"‬ ‫قال لها بصوت يشبه الفحيح‪:‬‬ ‫‪ -‬قد أساعدك في السيطرة على المحارب نفسه‪.‬‬ ‫‪ -‬كيف؟‬ ‫‪ -‬أحضري لي شي ًئا يخ ّصه‪ ،‬واتركي الأمر لي‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫فذنتنوًّبفأاشسرغقتاسئ ًلتبتاهااملنيدًشبمام‪،‬وعسوأانتلاتكرانئكب ّيسلنش‪،‬بقيانيءاسبنماالولريتاللا‪،‬للهه‪،‬تنوازصءعفأتحهدةرما ًنماسنعلليشقكل ًرتابهيبلثلمهووّلبعلتالىت ُصطسبتوحر‪،‬هي‬ ‫للخاطئين‪ ،‬فهو لم يفضحهم ولم ينزع الغطاء عنهم لأنه أراد أن يمهلهم ليتوبوا‪.‬‬ ‫‪211‬‬

‫هادئ بدكان‬ ‫ييتتف ّفك ّحر كيصفكتاسبتهظهبار اطلمكئلنماانت‪،‬ووهكوي يفجلستسك فوين؟ركهنل‬ ‫أنس‬ ‫كان‬ ‫هي قصة؟ أم‬ ‫كان‬ ‫\"كلودة\"‪،‬‬ ‫مجموعة من النصائح والحكم في شكل قصص ي؟ أم ماذا!! هو لا يحتاج الآن‬ ‫اإوللط\"نى ُراكقااولتسمهبذاحهوبات\"اىلبفغييائإظلهدعىيرملاأنلبهمموكطااتالببرلاةدئ ًقلااحيلّصمعنة‪،‬نظكمامتّلىراباجلللهي‪،‬ووقأسلأسلقتهىمفمعععهاعمداصناوفكااياللّتناكلتسقادي ّداكابرق‪،‬فنريرببلاأللاقنيفراييئحعةتادااةول‪،‬جتنيبلم\"عاكخملداتلوليدأطوةم\"تة‬ ‫طويل مر الثلاثة ببيت أشريا\"‪ ،‬دعتهم الأم الكريمة كعادتها لتناول الطعام‪،‬‬ ‫لالامترأتأةخارلنعوبنيإةطتعاجمدالمطتععاةم‪،‬فأيع ّادلحتيلاهةمال\"االجكتابماد\"عيةح‪،‬يثمهكماان اتزدتاعد ّدهت‬ ‫كانت تلك‬ ‫أن يختمر ليتناولوه في الإفطار مع العسل واللبن‪ ،‬كانت تجيد‬ ‫أمحسيئا ًنواليباتعهد‬ ‫صنعه من دقيق الذرة والشعير‪ ،‬كما كانت تطعمهم \"الدوركد\"‪،‬‬ ‫اول\"اشله ّيشة‪.‬طيطة\"‪ ،‬و\"المرجيجة\"‪ ،‬و\"الشيلد\"‪ ،‬والعديد من أصناف الأكلات النوبية‬ ‫اقترب \"أنس\" من \" َمرام\" وأخرج الكتاب لتراه‪ ،‬قالت وهي تم ّر بيدها على‬ ‫غلافه‪:‬‬ ‫‪ -‬يا إلهي! كان الكتاب قري ًبا م ّني طوال الوقت وأنا في القصر!‬ ‫يتخ ّلص‬ ‫لو‬ ‫ماذا‬ ‫منه!‬ ‫أن‬ ‫\"كلودة\"‬ ‫من‬ ‫تطلبين‬ ‫املث ًغلار!ف‪..‬ة‪،‬تخويكلني ِ!ت‬ ‫نعم وفي نفس‬ ‫‪-‬‬ ‫حرقه \"كلودة\"‬ ‫‪ -‬تلك الكتب تدافع عن نفسها يا \"أنس\" لا تقلق‬ ‫ُث ّم أضافت مقطبة جبينها‪:‬‬ ‫‪ -‬إنها تشعر بك ّل ش ىء!‬ ‫‪ -‬بالمناسبة‪ ،‬لا تخبري \"أشريا\" بأمر الأميرة \" ُأونتي\" وعلاقتها السابقة بـ \"كلودة\"‬ ‫‪ -‬لن أخبرها‪...‬‬ ‫‪ -‬أعلم أ ّنك ساخطة عليه‪ ،‬لكنني أشعر أ ّنه و \"أشريا\" أبطال ق ّصة كتابي‪.‬‬ ‫‪212‬‬

‫‪ -‬هو لا يستحق \"أشريا\"!‬ ‫أن‬ ‫رؤيتها من قبل‬ ‫عن‬ ‫ككماانأنقهدكااتنخذسيرقرسالًراكبالتشوخقص ًيفا‬ ‫\"كلودة\"‬ ‫يا \" َمرام\"‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لتخبريها بهذا‪.‬‬ ‫لها‬ ‫برسالتها‪،‬‬ ‫تصلي إليه‬ ‫ه ّزت كتفيها وهي تجلس وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬أوقال لك هذا!‬ ‫‪ -‬نعم‪ ،‬ولك ّنك أخبرِته أ ّنك ح ّرة ولن تعودي للقصر‬ ‫أشاحت بوجهها وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬أشك في صدقه‬ ‫‪ -‬لقد ذهب بالفعل وأخبرها أنه لن يذهب إليها م ّرة أخرى‪.‬‬ ‫كانت \" َمرام\" غاضبة وهي تنصت إليه‪ ،‬فقد رأت \"كلودة\" بعينها مع \" ُأونتي\"‬ ‫تكن قد شهدت‬ ‫بوككاانء \"تكلتكودرهة\"فوعللمه تماسمحيع كثلاكمانه اتلذمجيبأرثةر فعيلى\"أانلذسه\"اوب\" ُكموعمهبا‪،‬و\"ل‪،‬م‬ ‫وعدته أن تكتم‬ ‫تا\"ولطكذلحلّكسموبرارد‪،‬قةت\"ة\"كب!ل\"عَممووتدادرثاّةبلز\"ماتل\"حهالظتزاحووت\"ادَتتميقثجرهباوالبممه\"نمشلبكعأاهعلاشيتثرويففباقي\"هجافئمليغأ ّرينرة\"هفااتكأنهلاتخوطدرلحوّةبقأى\"ده‪،،‬وتركلواأككافنمتنهقا\"أ ّتأنلتهاا\"شأ َتمريخقريااسً\"ررتمار\"تاطلتزيتفغعرأتراىأدنةنتفتلعيتقلكفىفتفارمحلحبزجفاوجفامزقوفهااجة!!در‬ ‫ياتقتحربدثاتن‪،‬منههاموسهنتأته\" َام‪،‬رامو\"ك لذـل\"أنكسف\"ع‪:‬ل \"أنس\" مع \"كلودة\"‪ ،‬وعادا إلى أماكنهما‬ ‫‪ -‬لماذا يفعلون هذا!‬ ‫‪ -‬من هم؟‬ ‫‪ -‬الرجال!‬ ‫‪ -‬ما بهم؟‬ ‫‪ -‬أترى \"كلودة\"! يعربد مع فتاة ويتزوج بأخرى عفيفة! ُأشفق على \"أشريا\"‬ ‫لكنني لا أستطيع البوح لها بش يء‪.‬‬ ‫‪213‬‬

‫‪ -‬شش‪ ...‬كفي عن هذا! لا تفضحيه!‬ ‫‪ -‬لا أدري كيف تدافع عنه!‬ ‫‪ -‬لقد تاب‪ ،‬وهو نادم على ما فعله بش ّدة‪.‬‬ ‫غمغمت قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬وما أدراك؟‬ ‫‪ -‬أعرف‪ ،‬فأنا شاب مثله‪ ،‬م ّرت أيام قليلة لك ّن ما شهدته فيها يكفي‪.‬‬ ‫‪ -‬لا يوجد شاب بكر العواطف على وجه الأرض‪...‬لماذا لا تكون الزوجة أول‬ ‫حب لزوجها؟‬ ‫‪ -‬وما أدراك أن كل الأزواج هكذا؟‬ ‫‪ -‬لا أدري‪ ...‬مج ّرد ظ ّن‪.‬‬ ‫‪ -‬بألتمتتهفلانح‪،‬عكلحسواابتليلمهةنسيراهألبأويفنلخكاةًأض‪،‬رطاتي‪،‬رّرلبهماخكاح‪،‬ا‪،‬تلهطىنوكرلاناةاهلايكتفتإرحوادإةعسنعجااللبانىعبهف‪،‬فصيذكارفوررةّبفعرلتمياجكهعاّيللرفأحمك ًّضبنوراه‪.‬ا‪.‬معلشالأالىشليابحعاتبسلقعفلهتكهيباتذرفلتساحتصكًةب؟واخلر؟ويةتالرااصألمجنخراعفليطكسمهسباا‬ ‫لو ف ّتشت‬ ‫قصص‬ ‫بآلاف‬ ‫ممتلئة‬ ‫بابا‪،‬‬ ‫فايلفقتليابتأ اليلاتشاي ابلتسقتىجبده ّهنمفغيارحةياعتله‪.‬ي‬ ‫الحب لكل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬اللاتتيقيعسيت فطييعف ّأخيالتشعامبي تمل‪،‬تقفليي بسه أتنك يّلتن ّازلهفتفييهاا‪.‬ت تملك قل ًبا كمدينة الملاهي‬ ‫بالغضب تجاه \"كلودة\"‪،‬‬ ‫\"تأتنحفس\"ز‪،‬لهو‪،‬كأ ّنكاهن متستئشوعلر‬ ‫وكان أتطبتقصت ّبفمغها‪،‬ضبهواعاعدلىت‬ ‫عن أخطاء غيره! لاحظ‬ ‫توترها‪ ،‬أراد أن يخفف عنها فقال بهدوء‪:‬‬ ‫الجامعة‬ ‫يزجمييلداتفين فوين‬ ‫مع‬ ‫كنشخت ًأصتاعباامر ًدلا‬ ‫يو ًما كمغارة علي بابا‪،‬‬ ‫قلبي‬ ‫لم يكن‬ ‫‪-‬‬ ‫التعامل‬ ‫لا‬ ‫أن البعض كان يظنني‬ ‫حتى‬ ‫بتحفظ‬ ‫‪214‬‬

‫معهن بلياقة ولطف‪ ،‬لكنني كنت دو ًما أرى أنه في يوم ما سألتقي بفتاة‬ ‫مميزة‪ ،‬وكما أنني حفظت قلبي من أجلها سيحفظها الله من أجلي‪.‬‬ ‫‪ -‬ولكن! انظرها هي \"أشريا\" حفظت قلبها! وها هي ستتزوج من شاب‪....‬‬ ‫ياح\"ف َمظراهام\"ا‪،‬للكهلنلاهن‪،‬خوطر ّبئ‪،‬ماوألنخقاطائهؤاناأمتصفلاحوتهة‪.‬الله‬ ‫رّبما لصدقه‬ ‫يوجد‬ ‫لا‬ ‫لها!‪،‬‬ ‫شخص مثالي‬ ‫‪-‬‬ ‫يشفععلاوبهرتلمبععالهرذفناصقبمه تتسجااب ًهخقاف‪،‬يك ّلكفيمبفعندكأاقأننيصلاأهغنيمصمصتندالقنتحفيهاتسبههم!‪،‬نلكميااذخناطيلئمستخيرتجطراأعجوفاعيحهوديامعاراطكيواهدمهن‬ ‫فرصة! أو حتى يسأل عنهم ويكون هناك عندما يحتاجونه‪ ،‬فربما يثبتهم ولا‬ ‫يعودون للخطأ‪ ،‬انتشلته من فقاعة الصمت التي لاذ بها وهي تقول‪:‬‬ ‫‪ -‬نعم‪ ...‬ربما أصلحه الله من أجلها يا \"أنس\"‪ ...‬أرجوهذا‪.‬‬ ‫ا\"وألينقحافسلز\"‪،‬هوأن\"اق َمبروالهمنا\"ال فجكييرياحنساّلليةمفدعسولكىنواإنللنىلا اطلسيداوفركأ ّيينههنستئرهوقناوهمن‪،‬صاالونحكاظنبر‬ ‫\" ُكوامبزدو\"حميهاللبلي فتر ًفحاي‬ ‫العرس‪ ،‬بينما وقف‬ ‫خلسة لبعضهما‪ ،‬ويراقبان ميلاد حب جديد‪ ،‬كانت الفرحة تطل من عيني‬ ‫\"أشريا\"‪ ،‬وكان \"كلودة\" يشعر بفرحة ممزوجة بالخوف والوجل‪.‬‬ ‫بعيني \"أنس\" فأسرعت تصرفهما‪ ،‬شعرت‬ ‫عيناها‬ ‫لحظة ما تلاقت‬ ‫بد ّقافيت‬ ‫ريب‪ ،‬هكذا كانت تطقطق الكلمات في ذهنه‬ ‫الحب لا‬ ‫قلبها تتواثب‪ ،‬هو‬ ‫وكلاهما يشيح بنظره عن الآخر بينما القلبان يتبادلان النظرات‪،‬‬ ‫اههتو ّزالكآتخارب‪،‬‬ ‫\"إيكادولي\" في حقيبة \"أنس\"‪ ،‬فأخرجه وفتحه واقتربت \" َمرام\" عندما‬ ‫لاحظت ارتباكه والكتاب بين يديه‪ ،‬لقد ظهرت أ ّول عبارات الكتاب‪ ،‬وقف‬ ‫كلاهما يقرؤها بفضو ٍل شديد‪:‬‬ ‫‪215‬‬

‫تبادل \"أنس\" مع \" َمرام\" نظرة خاطفة على استحياء‪ ،‬وعادا يتابعان ما‬ ‫يدور أمامهما في صمت وسكون جميل‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪216‬‬

‫(‪)19‬‬ ‫فرحة!‬ ‫اكعلطابموداعياالنكةتقا‪،‬ضلنأوهوبتكرألّبانلمهمابالفيماقأعجرتياأه ًةمةرلأا‪ً ،‬بأسيلاووخت\"عَاعملاو ّراىماصيمةحعن\"إد‪،‬ق‪،‬نحفبتحكه‪،‬اىمنمااايللتأزببمومن!اعانءجكاضاععلاناليملاأموألهمإوا!يلسيخكرساااأتنثعلاغ ً‪،‬ثتفرايكتقبالنالاسوكلياززويمًاوطااعفجاالجوبجنويأتفوةيتنسهلـه\"ب\"يأكلعنلشههوضدسموهًة\"را‪،‬نم\"‬ ‫مفكوواأكمصلنخذتًبشلفتامرغتنفكههواحشتملهأفًّنيصبياعهنهق‪،‬لفم\"أبايمحمكّنتاهّلشمكااألبهعفاكددلتاريينيوحعاةب‪،‬تايتسلألببكفا\"صتمول‪،‬اادقجينأورميقهاعةستشو‪،‬هرنغانعالفبوتيتيعتهمبسّم\"ايشألمننتطشاتسلرني\"اب\"اأءَر\"ملشوهبلرااإرييماعشع ّ\"\"لشدمبااقعيلدنرتصهمخياناالل‪،‬وككاطعانفنعسمااألتلتمنتعهمتاركتيساشبيل\" َغسعمقاومر\"لاننهكةمضلا\"نبلحوشدكقتعاةمعني\"ت‪،‬حهءد‬ ‫الظهور‬ ‫الخفيفة على‬ ‫اولالخخججوللة‪ ،،‬وستتلتزكوالجه\"مأسشاريات\"وأالخلي ًكرامامتن‬ ‫الفتيات‪ ،‬وأحاديثهن‬ ‫تعففت‬ ‫حبيبها الذي‬ ‫في جومن الفضول‬ ‫حتى طلبها‪.‬‬ ‫\" ُكوممبّروا\"ليووبماتجملي ًيللات‪،‬هوبعنسدطه‪،‬ت‬ ‫\"أنس\" لبيت‬ ‫الجميع‪ ،‬انتقل‬ ‫بايلنفمارحعةادرداتءه\" َامرعالمى\"‬ ‫تكفكف لها‬ ‫مع أم \"أشريا\"‬ ‫عينها لبيتها الجديد‪ ،‬كان ك ّل منهما في مساحة أخرى‪،‬‬ ‫ق ّرة‬ ‫في سماء الح ّب‪ ،‬همس \"أنس\" لنفسه والكرى يعقد‬ ‫م ًعا‬ ‫لدكمّنهومعاهاكافناقديح ّغلاقدارنت‬ ‫بمعاقل جفنيه وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬سأتزوجها‪...‬ولم لا؟‬ ‫‪217‬‬

‫بينما كانت \" َمرام\" ساهمة وهي تح ّدق في الفراغ وتقول‪:‬‬ ‫‪\" -‬إيكادولي\"‬ ‫❐❐❐‬ ‫كهانلاعاانكدتةسصبيحبفتافملللحيدالدل‪،‬م‪،‬للوككل ّنك\"ن ِاهكلممسيشكحايتنقفة\"لوواونل!رهفادأ ّقوماهء\" َنلبباأريةي\"زوفشراماينءزاا‪،‬للقليتصغسراحضضتبىرةو‪،‬ي ًريلاطلكأعنانلغيفكجضوبره‪،‬ان‬ ‫لم يمنعها من الجلوس وسط الاحتفال لتستمتع وتتلذذ بمراقبة العيون‬ ‫لقوامها وجمالها‪.‬‬ ‫ا\"ملاكليسافوقبديقة ّ\"ةغض!‪،‬رفمكتاتهذانضكيكرجامنعتهاستعب\"كنُألدبونتمذلاترياك\"قعاتيالهملفاقربلاهقكاومي(سةدروبياةهلم!ااتفيولييالداتغفقترعيهضهناانويبوههموي ّيرهتةتيحرأتاغخوستربلرىأف)جي‪،‬نعهلتآكقوتتّخنررح ّبهبحهذ!مواانلرحهلمتهكىاايلمأكنمرهةنع‬ ‫عاد وظهرمن بين الأشجاربعد أن انصرفت الجارية وأخبرها بوضوح وبكلمات‬ ‫مقتضبة أنه سيتوقف عن لقائها‪ ،‬وأنه نادم على كل لحظة رآها فيها‪ ،‬وأنه‬ ‫لم‬ ‫شديدة‪..‬‬ ‫إهانة‬ ‫وبكأطّنعهانةالمووكأتنهيلاوحجقهه‪.‬إليها‬ ‫لىهاالاللهفوريرصجةووأمغسفرعرتهه!ا ًرباشعمنرهات‬ ‫يخش‬ ‫يترك‬ ‫‪ -‬فليذهب للجحيم ذاك الحقير!‬ ‫جسدها تنفر غاضبة‪ ،‬فتحت خزانتها وأخرجت‬ ‫أحسقالنتهأاث بوامبهراارةوأوككثرلهاخلإيظةهافًراي‬ ‫لمفاتنها وارتدته ونزلت في كامل زينتها للحفل‪،‬‬ ‫أرادت أن ترض ي غرورها بشكل ما‪ ،‬ش يء ما يعيد إليها كرامتها التي أهدرها‬ ‫\"كلودة\" بنفوره بتلك الطريقة‪ ،‬فور دخولها ران صمت مفاجئ على الحضور‪،‬‬ ‫يلنجوامأزالعلقهاى\" َأنعبحررةد\"شه اامللإتجبيمراةاللساتفسيتشامذلعط اكلت اجلمغقيعضصًبلارر‪،‬نيعننهحاتد‪،‬ىماكأاخرنأتتههااج‪،‬املالفهشاهقيفييقلاتةل‪،‬ت اقكنباللضلمبحوظتجة\" ُأويدوفنتومي\"قن‬ ‫للحضور‪ ،‬وعاد الصخب للقاعة‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪218‬‬

‫كان كل ش يء يبدورائ ًعا في عيني \" َمرام\" وهي تسيربتؤده نحو الد ّكان‪ ،‬كانت‬ ‫تكرصّالغويدشرهةاي‪،‬ءتأخححّيلتلاىملت يونقفنظرسبهةاطةخعارعوطن ًفقساةه‪،‬تورتكهدلي تيتلفسكيسراتل‪،‬ا ًتنافواكأابنيصيتلضتابلوتاسصس ًغمعياروةوتهالزيتّفيشإلالرميدهتة‪،‬ك تكنختّطيلعفللمةت‬ ‫يرى ما‬ ‫لتلباحعنلرموضببسايهنطوأتتمواخحمييلت\"ه ُهك‪،‬ماومبحبوموق\"داروتث\"أّامنللهوسأ\"ضنعهو لستأالتأهس ّلحماةد‪:‬‬ ‫أنها ستدقق فيها حتى وهي‬ ‫ممتلئة‬ ‫يدور برأسها‪ .‬اقتربت منهما‬ ‫بالطعام أعدتها أم \"أشريا\"‬ ‫‪ -‬من منكما سيحمل الطعام للعروسين؟‬ ‫قهقه \" ُكومبو\" قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪ -‬ما زلت لا أصدق أن \"كلودة\" تزوج!‬ ‫كان \"أنس\" على غيرعادته‪ ،‬لقد بدأ يرتبك في حضور \" َمرام\"! كان يشعرأن‬ ‫اان\"للأفتكيشلساريكهماا‪\"،‬انل‪،‬تولياوكئأكبًييذنانابفلهجاكونابهويننسهيأتلتأهترمتهص‪:‬هاجببكهاا!للهتجواذر ّكنسر‪،‬واكلهيربضفعتكاافل‪،‬نكلايمخارترىتق \"متكنله\" َو‪،‬مدرةاش\"مع\"روفأهنقواه يعلتاةحيا ّلدستصثمطإيلتىع‬ ‫‪ -‬هل ستحمل أنت الطعام يا \"أنس\"؟‬ ‫‪ -‬يبدوهذا لأن \" ُكومبو\" لن يستطيع ترك الدكان‪ ،‬هل من الممكن أن تسيري‬ ‫معي؟‬ ‫فاجأته بردها الذي نزل عليه كالصاعقة عندما قالت‪:‬‬ ‫‪ -‬لا!‬ ‫رد بتح ّرج‪:‬‬ ‫‪ -‬يبدو أنني أزعجتك‪.‬‬ ‫قالت بارتباك‪:‬‬ ‫‪ -‬لا‪..‬لا‪..‬لم تزعجني ولكنني‪ ،‬أفضل أن أعود لأم \"أشريا\" فهي حزينة لفراق‬ ‫ابنتها كما تعلم‪.‬‬ ‫‪219‬‬

‫‪ -‬حس ًنا سأذهب الآن‪.‬‬ ‫‪ -‬لا تنس أن تنقل سلامي إليهما‪.‬‬ ‫استدار كلاهما وافترقا‪ ،‬كانت \" َمرام\" قد قررت ألا تسير معه وحدها م ّرة‬ ‫أخرى‪ ،‬لا تدري كيف في تلك الظروف العجيبة! وفي تلك المملكة الغريبة! لكنها‬ ‫أامولراقلشحدباهوااعترربأاههلاان‪،‬ذ تويفنلحفاتداتفسرهبساظيمنهبإحاتللنوبغكيريوانقلم\"بعنُأبوطأتنقتنيفةي\"ياقالتملاتلححيمحظأهاّوبخ‪،‬بر‪،‬ةرتحهاتاولأىّتأنليهناهواتكارلبنسنتتت‪.‬تخ‪...‬عس‪.‬طلتتىئ‪،‬طأحيبنعوه!كاتا‪،‬لحنايسجيتر ّطدرطهنرتاةفذألعسنلههاكىا‬ ‫ستستعصم‪.‬‬ ‫ه ًشاسباترل\"أكن الس\"ط نريحقةو!بيفيتتل\"كلكوادللة\"ح‪،‬ظشةار ًدشاعيرفبكارهتكزياز ففيأحصاقبيهبتهسهفأمدارلحك أبنفهجناعلكه‬ ‫عبارة جديدة ظهرت في الكتاب‪....‬‬ ‫لوأالوتلقأمكى ّرمبةهلأ و\"نأعن\"اأننقس\"هس\"ططأرويي ًقصلااهب‪،‬هيُثت ّشمف ّكأيرءع فمطياا!هاللالكك ّلنطمهاعاأتم‪،‬سرطعولبيعبغدامدنأرهنعاللوىد اصعاسلءت‪،‬لحبييشاعءترو\"\"عككاللدووددمةةن\"\"‬ ‫حيث أتى‪.‬‬ ‫اأكاحشنتيايأًينااغققمروألهالحضواقل\"سأرآةاننجم‪،‬سدن\"ت‪،‬ناّعلوفيكنثشييس ًفهرااب‪،‬فعليومحةجقاظمثّةلرّمفإتيففبتنطهافحرهرّسبعبيهمنا‪،‬عيدفهويك‪،‬أ ّنصلويهحاسيماظترارع ّّورتقهففوعييدعهيلطياقدهللاةبعلفهأ ّك‪،‬يولألويراشبممّمرياة!ءمعهنحضنادولتما‪،‬كه‬ ‫بعين أخرى‪ ،‬ومن منظور مختلف‪.‬‬ ‫عاد إلى الدكان حيث كان \" ُكومبو\" يوزع الابتسامات‪ ،‬ذاك‬ ‫لديه‬ ‫األب ًدشاا‪.‬ب‬ ‫روح تضج بالسعادة‪ ،‬يفرقها على الآخرين‪ ،‬وكأنه لا يخش ى الحزن‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪220‬‬

‫م ّر أسبوع عاش فيه \"كلودة\" أسعد لحظات حياته مع حبيبة قلبه‬ ‫كشقدطي ًةداووديكأع ّنة‬ ‫أكاخين ًراتلكجلوالرحصظاةحبتهامروبهس ّيمادتهازيفدهسمكانقتربال‪،‬ه‪.‬وكماان زاتلهاالدبئرةد‬ ‫\"أشريا\"‪،‬‬ ‫اطمأنت‬ ‫ات\"فممللكًععلداضكهكوافندالانةبلحم\"يضوماحلوتبيكيهوأةوثمستياهكافارأحمتتنفهصلات\"توضألرانهفسلناتتلسيكعا\"فلفدأيأييهربغفاقهيعرربأقيةخافلنلتيحشكافدكتفتاملايزء‪،‬بو!هوعهأجهبنكّهبافتاهنر‪،‬مت ّحعتاستهيوناسا\"‪،‬عثتأبووكدادةشاجررلنيهلوايه\"اقعوحمدتفتضلاروعت‪،‬ضرسجتنتوأإقنّكفنرع ّلففأرأهىياعتحهّننبابرأفد‪،‬كتمّستفاهأسهاوأ\"نجأونخختهبسمرإااسلسًيهررىا\"اار‬ ‫أوووباقنعجد\"تدبكملأدعاوندواةعل\"عسيّللوهى\"ماأاللتعشلطرحيي ّاعرها\"ج‪:‬ماهنكماخالربعاطدطلةاك‪،‬لقاوهقصماةففا\"ليأكناتلاعس\"بم ببلا‪،‬لجفوماّعررلا\"لَ‪،‬ميأراوخممف\"لىغطييعرًنفناهامظعالرىكإالياهنلايجوقمقيراؤعله‪،‬‬ ‫‪ -‬هل أن ِت بخير؟‬ ‫‪ -‬نعم أنا بخير‪.‬‬ ‫‪ -‬كيف هي عينك ويدك؟‬ ‫‪ -‬عيني أفضل‪ ،‬وبدأ الجرح في ك ّفي يتح ّسن والحمد لله‪.‬‬ ‫القماشة التي م ّزقها من‬ ‫فما زالت خائفة‪ ،‬لكنها‬ ‫ووّدكلتماأ تنن تظخبفره بجارلحكثييدرهمانتعاليأدشيتاءض‪،‬ميعدنه بختلوفهكا‬ ‫كانت‬ ‫قميصه‪،‬‬ ‫أصبحت تخجل من أن تخبره أنها تخاف أن يختفي فجأة‪ ،‬أو أن يحدث له‬ ‫خطب ما‪ ،‬مض ى \"أنس\" بخياله يطوي الأيام وقال فجأة‪:‬‬ ‫‪ -‬عندما نعود لديارنا‪ ...‬ما رأيك أن تتع ّرفي بأختي \"حبيبة\"‪.‬‬ ‫بدا على وجهها الاستبشار وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬أود ذلك بالفعل‪.‬‬ ‫افت ّرت شفتاه عن ابتسامة وقال‪:‬‬ ‫‪221‬‬

‫‪ -‬ستسعد بهذا‪ ،‬فهي قليلة الأصدقاء‪ ،‬كما أ ّنها تشبهك كثي ًرا‪.‬‬ ‫‪ -‬أخبرتني بهذا من قبل‪.‬‬ ‫أنّنفهسأنهسخبأىرمهااومجعاولندجهمطميافعفو‪،‬ليتبهحي‪ّ،‬دتثكهاأانشتعريتنانأوياصومستالإطلجياالهمجعممةي‪،‬ستعومروتبفعادةقأهبي‪،‬حح ّودديثطثهبايه‪،‬بعةقصالدور ٍاتتسمتعباهت ٍ‪،‬لهجحعةت‪:‬نى‬ ‫‪ -‬يبدو أ ّن دراسة الهندسة ممتعة‪ ،‬أظنك درستها بح ّب وشغف‪.‬‬ ‫أونكأ ّنيهخبارلهياومبكلّال‬ ‫إلميوهاف ًوقاح وسأكبم‪،‬لفهحودييثو ّهد‪،‬‬ ‫بل أن‬ ‫أن تتحدث‪،‬‬ ‫يريدها‬ ‫أومأ‬ ‫حياته‪،‬‬ ‫وواردة عن‬ ‫شاردة‬ ‫تنصت‬ ‫لتودهاجريجبمهيذٌال‬ ‫تيحص ّدرثفهااتهاوفويأقعويانليهاه‬ ‫منضبطة في‬ ‫كانت حريصة على أن تبدوهادئة‬ ‫نوازع‪ .‬وكان‬ ‫المظهر ما يضطرب في نفسها من‬ ‫يتحتيطاعتّلجهمليناهلستإخرطشويراعجق أةمننم يتسلجحعكلوهارلامة‪.‬ملجكاكز ًةءنالييمرانطههام‪،‬ئقنأريأبصنبهةاحممنيوهخجشجودىداةأبوبانلعتفيكعدوةل‪،‬نعن\"و َأمهنهرااجم\"دواا‪،‬قحعلف ًفهمياو‬ ‫يراوده!‬ ‫ي\"مكوعّتُلكقاعهدحوار ّلتمكديآبوةاذلحثوتاتّ\"نفدإبنلدثرهايهوهواأارقتّصم‪،‬افولطهكيغعأووإيييكل ًانةلنىاصي‪،‬نبلثهدبي ّثيرتملسههنقار‪،‬يأينممًلتااهخهاكاتتمكلاكارعنالتنفيسنىق\"نكسُقمكطتلظلربوحاجرمبهةيبجنوووًوكبايس\"حماًرعبافياحلويلرلاهدمقسكصنفبهنهييمماووكااختىكنفافتنإيولمييوتهأضناسس‪.‬تاطكقلكلايخبنهنقطفتل‪،‬ةّر‪،‬زثسافوضّولمرهاداكعليدتعنحاههوجطهااء‪،‬بردلولفاكنفتناشي‪،‬نفودي‪،‬صوحستكرداقه‪.‬ويهكفنبانونتاجقمهاهع‪،‬ءكدتو‬ ‫فأخرجه وقرأ ما كتب فيه‪:‬‬ ‫ُث ّم‬ ‫بيتهما‪،‬‬ ‫نحو‬ ‫أمامه‬ ‫ىو\"أمعشرياص\"ديوقههما\" ُكيومسيبروا\"‪.‬ن‬ ‫وتأ ّمل \"كلودة\"‬ ‫رفع رأسه‬ ‫إلى حقيبته ومض‬ ‫أغلقه وأعاده‬ ‫‪222‬‬

‫ُيالستخريدا الل‪،‬كتلاك ّنبها‪،‬‬ ‫نشوانة‬ ‫النفس‬ ‫ولشاعبأرّّدمتاأب\"ن َمضورياقتمق\"هفافقجتأجلرة‪،‬بس‪.‬كاتن هتا تدئعلةمالأنقلهبلاربا ّدضيمةن‬ ‫قبل أن‬ ‫صراع‬ ‫❐❐❐‬ ‫وحيث كانت \" ُأونتي\" تتلوى من الغيظ دلفت‬ ‫ال\" َنتبالرية\"وفويجلغرسفتهتا‬ ‫في الصباح‬ ‫بعد أن أشارت للجواري ليتركنهما وحدهما‪،‬‬ ‫عليها شقيقتها‬ ‫قالت بلهجة آمرة‪:‬‬ ‫‪ -‬هناك ش يء ما! أن ِت لست \" ُأونتي\" التي أعرفها‪ ،‬أخبريني ما الذي يحدث؟‬ ‫‪ -‬لا ش يء!! لم تقولين هذا الكلام‬ ‫ورع ًبقااممنهتا‪،‬ووسأالرصتقنتحوجهباهتهواامبجسبكهةتأبخالتمهاقعوقدالحيت‪:‬ث غطست \" ُأونتي\" فيه خو ًفا‬ ‫‪ -‬إن لم تنطقي فسأستخرج منك الكلام بطريقتي الخا ّصة‪.‬‬ ‫تمتمت \" ُأونتي\" بخوف وقالت بصوت مخنوق‪:‬‬ ‫‪ -‬ماذا تريدين؟‬ ‫‪ -‬الشكعتارتب‪ُ \"..‬أأنونِتتي\"سبرقق ِتشهعألرييرةستكجتذالحك؟جسدها ك ّله وبعد أن ابتعدت عنها أختها‬ ‫وقفت ترتجف كورقة شجرة تتلاعب بها الرياح وقالت بصوت مرتعش‪:‬‬ ‫‪ -‬بل سرقته تلك الجارية‪.‬‬ ‫‪ -‬من؟‬ ‫‪َ \" -‬مرام\"‬ ‫‪ -‬تلك المريضة؟‬ ‫‪223‬‬

‫‪ -‬لعسمنهراقت‪،‬كتنفالقمكدرتياد ّضبثةرمه‪،‬انكابنغورفتشتامحكهصوافب ّعرةنتفد بيماععدأينأحهانضفرسهقراق‪،‬ط‪،‬توكاأالمناحتلضمرسهناعي\"خدزحاةلنيتبيمه‪.\".‬ذ‪.‬اا!سأليهيه‬ ‫كطلقة مدفع خرجت \" َنبرة\" من غرفة أختها وهي تهمهم بعبارات تو ّعد‬ ‫وتهديد لها لأنها لم تخبرها في الحال‪ ،‬كما بدأت تسب وتلعن في \"حليم\"‪،‬‬ ‫انحدرت ككرة من النار على الدرج واقتحمت ديوان أخيها \" ِكمشاق\" وقذفت‬ ‫بكلماتها في وجه \"حليم\" الذي كان يقف بجواره‪:‬‬ ‫‪ -‬أونهرتب التسمبنبا‪،‬ل تقلصكرابلعجادريأةنالستيرقأتح الضمارتلهامهني\" ُاألوتنيتي\"سرقت الكتاب من غرفتي‬ ‫‪ -‬أي جارية؟‬ ‫‪َ \" -‬مرام\"‬ ‫‪ -‬أيهم؟ أنا لا أذكرها!‬ ‫‪ -‬تلك التي غطيتها بوشاحك أيها الـ‪...‬‬ ‫صاح \" ِكمشاق\" يستوقفها قبل أن تس ّبه‪ ،‬فهو يكره أن يغضبه لأّنه‬ ‫قال‬ ‫أصابتها‪،‬‬ ‫صاعقة‬ ‫وكأن‬ ‫ي‬ ‫الكرس‬ ‫على‬ ‫بجسدها‬ ‫وألقت‬ ‫بالجأ ّيديمةن‪،:‬‬ ‫ساعده‬ ‫\"حليم\"‬ ‫‪ -‬ليس هذا بوجه سارقة‪.‬‬ ‫‪ -‬يبدو أنك عاشق أيها الحليم‪.‬‬ ‫قالتها باستهزاء‪ ،‬فتجاهل ملاحظتها وقال‪:‬‬ ‫ال‪-‬خاالعشّخاصسرتيدةففتاتةءبحل\"تتَنلسمىبفريكيةام\"اهلّسستإأجلهاواخىرليأرةغحجص‪،‬رملفوتقةهمنمانأحنهتخقكاتىبهاُاألسلّ‪،‬رخ\"قُأوعدورصنوعا!تدةءيت\"ايلبلخأحكوتخدذفااتاالرفءفيكتبارايل\"هُنةأاكهوتلمنايامتيبسن‪\".‬ح اتفولاهبنراسدأااديركاقةرشةت‪،‬هيوءوبحهتمطىايريتوفقلترتااهكءةا‬ ‫‪224‬‬

‫فيها روحها عندما لفظها \"كلودة\" ورفض غرامها‪ ،‬انكشف‬ ‫ملاكتّنهات‬ ‫اا\"للأأنلمحرسلظـ\"\"ةَأنبوًالرلاة!ت\"ي‪،‬‬ ‫لم تخبر أخاها ولم تخبر \"حليم\" بما عرفته‪ ،‬فهي تود رؤية‬ ‫ووأعمثنارنهواطولزعوقليجبتهعه \"سأضرياشًعلرايحا\"فراااللوتسياصلمواخدال ّإتصلياىلنأبريبتهاهضبتعسحهدلتطلقعلويدعهميامهل‪،‬افووجانسرتيقزبعطحوثهتوممنغنعشحًينا\"ضكعلنليهبويادتةف\"يه‬ ‫الحال‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫ي\"مموتأرخانخًشرلراألرعيجمهاااورد\"تهت‪،‬بكاتكرلهاأا ًتّ\"تءردأاأخخببهشفشارررهيهد\"ايا\"يأ\"ُكنبداألإولبمموسنىبر\"ح‪،‬ابوشيلي\"يأودمأجيتةورخبماة\"لأ\"رأ\"تمسُهنأياهماوأن\"كوسات\"عننيو‪،‬أ\"\"ا ّتلككخولالبنفقذوريتيدّهتصةانذت\"لاهااأيوتكعمغ\" َلعامعلشقرر\"ااققكفملا\"اللصملوابدردكذ‪،‬مكةتااا\"أونأبكحامخنكدوذتلماوتا‪.‬وثه!تآج\"ثَبهعمارعسررابأتالفمفر\"ااو ًلترهفاتيي\"صَ‪،‬ملقمبلرحيواييألتمرّ\"ةت‪،‬نة‬ ‫يكوعتاصبطليهههمكما ابنلأكنعتناادلبهك‪،‬توايوعبحيرادعإنسليداهلهاملازكعوتيجقهلطااور\"هدك‪،‬لوبوندكاةلم\"ت‪،‬حاووتربيعع ّلدنق‪،‬هاوتيأ بنطكليّبمعوهيندوهتكتوبوهسخلمر‪،‬جتولإأحلانيئ ًارهال‪،‬أخبلنار‬ ‫يدري ماذا يفعل!‬ ‫❐❐❐‬ ‫فقد وعيه‪ ،‬كان‬ ‫خائ ًركاانمتضعضربضاعتالالقوسيىاطحيعثلىع ّلظهقروه\"كلموندةق\"دممتيوهاليفهشعحترىبأأننه‬ ‫رأسه سينفجر‪،‬‬ ‫كرروا عليه السؤال‪:‬‬ ‫‪ -‬أين الكتاب؟‬ ‫وكانت إجابته واحدة لا تتغير‪:‬‬ ‫‪225‬‬

‫‪ -‬الكتاب مع \"أنس\"‪.‬‬ ‫تف ّكلركفنهقمدكأانخبواريوتلهاذ أذنوهنتبزتوعجذيبمنه‪،‬ذكأانسبتو\" َعنب‪،‬رةف\"هتلراهقبوه بمطوهلمقيصضةربالونكتها‪،‬بو؟ج‪،‬لوسهتل‬ ‫اإاللحمننقاسلحوسب!بصلهرحفوواياعهعثتلم!ىكايكا ّلنغفيكهلاترااويفبزنتااوللمقآامفنيعولاوحثً ّقبقاعبوفوننيا‪،‬اقللجهوليبوثهدابهءت‪،،‬سويكنوااسنقتمتاترطبييعرعليتاودممانوننهتكتأاالوبأنولةقيمثمفّبابتايتدورييهأةدمفافويمينعبعوقيدجنوهميلههه‬ ‫الذابلتين وسحنته الشاحبة‪ ،‬سألته مهدده له‪:‬‬ ‫‪ -‬إن لم تخبرنا أين \"أنس\" الآن سأجعلهم يخلعون عي ًنا من عينيك‪.‬‬ ‫أووراقجدرهأطهتا‪،‬خبًأسرانفه‪،‬اتولوتعكصقتنبيفمبتكهللـاهن\"لاأتهن‪،‬حاالسكراع\"بنهنتوبامسنتنطهادرًيرباعقايتللهتاهافيلاتلحرصتاخيهاملب ّل‪،‬ص نطة‪.‬أفريخقشاةةرأهتدبوايلءةرأجرااخلقرهياىة‪،‬تلميوأرحرعسلضلتىرهوماصإلفقيلحًهم‪،‬اة‬ ‫❐❐❐‬ ‫تزنوتفجهاضصوباجبًحيانهام ينت بفيت ّهصادلبيعر ًقتا‪،‬أمفهاسأيرضهار‬ ‫مرضت\"أشريا\" مر ًضا شدي ًدا‪ ،‬كانت‬ ‫في‬ ‫ذاك الطقس البارد بعد أن سلبوها‬ ‫بسبب ما حدث‬ ‫النفس‬ ‫لبزوصجحهتاها‪،‬وحأبيبصهاابت‪،‬هاجلالسحمتى َمرواكامن تتمسكحسيجربةينهوامهبازلموامءة‪،‬‬ ‫\" ُفككوانمبتو\"ليافت ّتكورقهلف‬ ‫أما أمها‬ ‫عن البكاء‪ ،‬في غرفة أخرى من الدار كان \"أنس\" يجلس مع‬ ‫للحوراء‬ ‫\"أ ُكمويمبذوه\"بو أخورلاج‬ ‫الآن ويستخدم خنجره‬ ‫يذهب إلى قصر \" ِكمشاق\"‬ ‫يرى من‬ ‫صهيل خيول‪ ،‬فانتفض‬ ‫ويسألها! تناهى إلى سمعهما‬ ‫بالباب فإذا برجل مهيب الطلعة قال بطريقة رسمية‪:‬‬ ‫‪ -‬معي رسالة من الأميرة \" َنبرة\"‪.‬‬ ‫بذل ككا‪،‬ن اتقترطبري\"قأتنهسف\"يواتلكس ّللامم التروسحايلةب‪،‬الُثت ّموققيررأ اهلاشوقدايلد‪ ،:‬يبدو أ ّن \" َنبرة\" أوصته‬ ‫‪226‬‬

‫‪ -‬إ ّنها تدعوني للقائها‪.‬‬ ‫اقتربت \" َمرام\" في قلق وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬لا تذهب‪.‬‬ ‫لحظ \"أنس\" أن يدها ترتعش ونظرفإذا دمعة تند من عينيها‪ ،‬قال بهدوء‪:‬‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫غامت على وجهها سحابة من الأس ى وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬أرجوك لا تذهب‪ ،‬إ ّنها \" َنبرة\"!‬ ‫قال يطمئنها‪:‬‬ ‫ب ّعدنأ انلقأسصارع‪،‬دول\"يكلسودتة\"ا‪،‬لرسساألةسامومنهاالملعلىك‬ ‫في مكان بعيد‬ ‫اللقاء‬ ‫هي تطلب‬ ‫‪-‬‬ ‫وبأ ّي حال لا‬ ‫نفسه‪،‬‬ ‫\" ِكمشاق\"‬ ‫الكتاب‪.‬‬ ‫في حقيبته‪،‬‬ ‫كتابه‬ ‫ذاكومضاعتب\"اأندرسإ\"لىفيذهحنقهيببتعهدكأتا ًنبافآ ّكخرًراسليريوًعهاملهيمجبأنرههميحعملىل‬ ‫قتله‪ .‬قالت‬ ‫عدم‬ ‫\" َمرام\" وهي تحبس دموعها‪:‬‬ ‫‪ -‬وماذا إن لم تعد؟‬ ‫أجابها بثقة‪:‬‬ ‫‪ -‬سأعود إن شاء الله‬ ‫شعرت بشوكة حادة تنغرز في فؤادها‪ ،‬قالت بخفوت‪:‬‬ ‫‪ -‬وماذا لو‪ ...‬لم نلت ِق م ّرة أخرى هنا على أرض تلك المملكة؟‬ ‫اضطربت في دمه الكلمات ث ّم قال‪:‬‬ ‫‪227‬‬

‫‪ -‬دعينا نتعاهد على ش يء‪ ،‬إن لم ُيكتب لنا اللقاء هنا‪ ،‬وعاد ك ّل منا لأهله‪،‬‬ ‫فلنلت ِق في الإسكندرية‪ ،‬في مكان محدد‪.‬‬ ‫‪ -‬فليكن‬ ‫يكادينهولااتوبفه ّدقواميعنلصاإىفطاللحماهكع‪،‬ا\" ُنكو‪،‬ابوتموبعوودد\"عمهعاعلى\"األبنعحرسا\"ضساولهأيمتولو ّيفر‪،‬قتراأ ماسلتأنألمآمننهعللآعىلخىرو\"مَجمهشرهايا ًمرا\"وفإلويىش\"عّ َديمنرياعهلامى\"‪،‬‬ ‫التي انخلع قلبها لرحيله‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪228‬‬

‫(‪)20‬‬ ‫خطر!‬ ‫بأبثكصحبووّريساعببلءت‪،‬ىفمّتكباتاأحقنملنلبصهواباأتعقنييبنفلدكتستوستعتحتهننارقئفباإلليلقكعّانفلهجيلاصاورنزيبنن‪،‬وبتجهوعحاقتي ًحطدتحارياتف ُعيتثسنااتلكاالعريعسنايرلن\"لقأطأينرخلكةيا‪،‬سهنا\"عك‪،‬االتنلمىعلتنتتملكداأللمش\"أاأاِمكيعرمأرعرةلهشتىا\"اَ‪،‬نبوقجركج\"ةبا‪،‬ي\"هننت\"مهرأتينجقرلجغهس\"متفة‬ ‫رذغرامعايلهقويةبدواولثمبناهمت ًكاال فذييايلتحافوكيلر‬ ‫برودة الجو! فأدركت أنه كالبركان داخله يغلي‬ ‫به فنسيت من هي وأين هي ولم‬ ‫بالجعامظءهقتو‪،،‬ر بويبقهنفمماات‪،‬كلاكنادقنتي تققرةادقتأتأبغملمكه ّلضولتفراعتيقةنبيهمه‪،‬ن ُهفوأتنروكخ ّتىل‬ ‫حركة يقوم بها بإعجاب‪ ،‬كانت‬ ‫تقترب بخطوات هادئة‪ ،‬أشارت للحراس الذين حيوها بإجلال‪ ،‬انتبه \"أنس\"‬ ‫ورفع عينيه ورنا نحوها بنظرة خاطفة وقال وهو يطوف في الأرجاء بعينيه‪:‬‬ ‫‪ -‬أين \"كلودة\"؟‬ ‫اقتربت ووقفت قبالته حتى اخترق عطرها القو ّي أنفه وقالت وهي ترمقه‬ ‫بجرأة‪:‬‬ ‫‪ -‬أنت قو ّي‪ ،‬وجريء! كيف لبيت دعوتي بتلك السهولة! ألا تخش ى أن‬ ‫أقتلك؟‬ ‫أتماصملرهخمكفايليرقدوجطهعالهليهاكصمغاميثاري ً‪،‬عراتقاالدلديتته‪،‬ابتَننبهشررةعه‪،‬ومًرتراهصبففغة‪:‬يعه ًضلايربفأ ّنعهاعيتنتيحهدويثحإّدلثىهاا‪،‬للفكرّناهاغ‪.‬وكقافدتت‬ ‫‪ -‬اسمي‪َ \"...‬نبرة\"‪.‬‬ ‫‪229‬‬

‫لولمأ ّويلتلائ ًسمذ ّّارنةب لففهقايا اعلحةتيانمتفهنا!اسل‪،‬فتنصوكمتأ ّبتناالنمنبحاصررضبفقلابلمهباذت يعيت ًدرادجادعءنفهياخبينصصيمدا ًغصيواهقال‪،‬في لتسقتتردتدابُفنعتهنايختةط\" َكنوبتااترةه‪،‬ب\"‬ ‫ستنازعه عليه!‬ ‫جلست على مقعد ق ّربه إليها أحد ح ّراسها ووضعت سا ًقا على ساق وقالت‬ ‫بخضوع‪:‬‬ ‫‪\" -‬إيكادولي\"‪ ..‬هل تعرف معناها؟‬ ‫لم يلتفت \"أنس\" ‪ ،‬قالت هامسة‪:‬‬ ‫وأردفت‪:‬‬ ‫بانزعاج‬ ‫فشعرت‬ ‫كالطود‬ ‫ثاب ًتا‬ ‫كان‬ ‫جفن‪،‬‬ ‫له‬ ‫أحبك‬ ‫‪-‬‬ ‫لم يرف‬ ‫‪ -‬أين الكتاب؟‬ ‫‪ -‬ليس معي‬ ‫‪ -‬وأين هو؟‬ ‫‪ -‬في أمان‪.‬‬ ‫قالت بهدوء‪:‬‬ ‫‪ -‬لماذا لم تحضره معك‪ ،‬ألا تثق بي؟‬ ‫‪ -‬وما الذي يدعوني للثقة بك! لقد خطفتم صديقي!‬ ‫كانت تحاول أن تم ّد حبائلها حوله ببطء‪ ،‬قالت وهي تو ّقع كلماتها‪:‬‬ ‫الغريب أن تمنح ثقتك لغرباء‬ ‫دوموانالآذخيرينج‪،‬علأتيك تتث إقل بىـ\"املمحلكوتراناء\"؟غ أريلًبياسعنما‪،‬ن‬ ‫‪-‬‬ ‫لا تعرف عن ماضينا فما لك‬ ‫تحكم على الناس دون أن تسمع منهم؟‬ ‫‪ -‬كان جدي هنا من قبل وكذلك أبي‪ ،‬وأنا أثق بهما وبمن وثقا به من قبل‪.‬‬ ‫ابتسمت وقالت‪:‬‬ ‫‪230‬‬

‫‪ -‬وهل لا ب ّد أن نفعل كل ما فعله أباؤنا وأجدادنا دون تفكير!‬ ‫بدأت كلماتها تستف ّزه‪ ،‬قال بعصبية‪:‬‬ ‫‪ -‬لا‪ ..‬ولكنني أثق في حكمهما على الأشخاص‪ ،‬ولكل منهما تاريخه وتجربته‬ ‫هنا‪.‬‬ ‫تحولت ابتسامتها إلى تق ّلص مريع على جانبي فمها وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬أين عقلك‪ ،‬أليس لك عقل تف ّكر به وتحكم على الصواب والخطأ‪ ،‬وتختار‬ ‫بإرادتك؟ أم أنت تساق كالأعمى!‬ ‫بدأ الوريد في جبهته ينبض‪ ،‬ر ّد بح ّدة‪:‬‬ ‫‪ -‬اخترت بإرادتي وعقلي أن أثق بأبي وجدي‪.‬‬ ‫تلونت سري ًعا كالحرباء ونظرت إليه نظرة فيها كل معاني الاستسلام والغزل‬ ‫وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬لماذا أنت غاضب؟ هل ضايقناك في ش يء؟ أنت تعلم أنني كنت أستطيع أن‬ ‫أأوكعطاللنمبتأنتمنحكّهبممه‪.‬خإتلحفضارعنكه‪،‬بنأنفتس اشلريطريف‪..‬ق‪.‬ةل اكلنتهي أخائحنضرغودارببـه\"اُأو\"نكتلي\"وداةلم\"‪،‬س لكيكننةن‪،‬ي‬ ‫‪ -‬هو ليس بخائن!‬ ‫مقلتيه‬ ‫التقطت‬ ‫عندما‬ ‫رمشت‬ ‫حيث‬ ‫سري ًعا‬ ‫يم ّر على وجهها‬ ‫فأردقافلهماداوفه ًعوا‬ ‫عن \"كلودة\"‪:‬‬ ‫‪ -‬كانت تطارده‪ ،‬لم يكن ليفكر في أميرة وهو شاب بسيط وفقير‪ ،‬هي التي‬ ‫فتحت له الأبواب‪ ،‬وكانت تستدرجه وتغويه‪ ،‬وقد ندم وتراجع وأنهى‬ ‫علاقته بها وأخبرها بنفسه‪.‬‬ ‫يلكلنح أظمارت\" ُأ أوننهتاي\"فيهمشتكهل‪،‬أههمويةم لندذاى \" َكنب ارلةن\"‪،‬وعكامننجاّلل تشرباكيزبهاالمعهلّذىب\"أنالذس\"‪،‬ي‬ ‫لم‬ ‫شعرت‬ ‫يسهل الطريق إلى قلبه عن طريق معاملته بذوق وأدب‪ ،‬لا بأس من إظهار‬ ‫‪231‬‬

‫بعض الضعف حتى تستميله‪ ،‬وربما تشهر أسلحة أنوثتها لاح ًقا‪ ،‬قالت بعد‬ ‫صمت خفيف‪:‬‬ ‫‪ -‬أنت على صواب‪ ،‬أهلكتني أختي \" ُأونتي\"‪ ،‬كنت أنصحها كثي ًرا لكنها كانت‬ ‫تس يء إلى أسرتنا بأفعالها‪ ،‬لا أدري كيف أتصرف معها‪.‬‬ ‫ُث ّم سألته‪:‬‬ ‫‪ -‬هل هما أبطال ق ّصة كتابك؟ هل ظهرت العبارات بعد أن التقيت بهما؟‬ ‫‪ّ -‬ربما‪ ...‬ربما \"كلودة\"و زوجته‪.‬‬ ‫‪ -‬أو \"كلودة\" و \" ُأونتي\"!‬ ‫‪ -‬لا أظن‪.‬‬ ‫‪ -‬االلقكت ّصبة‪.‬هنا تفاجئنا‪ ،‬تكون عكس كل التوقعات! ربما أنا وأنت أبطال هذه‬ ‫منه‪،‬‬ ‫نظرة‬ ‫اقتنصت‬ ‫حيث‬ ‫قالت هذا ورنا إليها‬ ‫ابتعادرتبتكعن\"هأنخسط\"واعتن ُثد ّمما‬ ‫استدارت فجأة قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬هل أحببت من قبل؟‬ ‫‪ -‬ولم تسألين؟‬ ‫ه ّزت كتفيها وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬طالما قلت هذا فأنت عاشق‪ ،‬من لا يحب يجيب ناف ًيا بثقة في الحال‪ ،‬ترى‬ ‫من هي؟‬ ‫أشاح \"أنس\" بوجهه بعي ًدا عنها وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬أتيت لأتح ّدث عن \"كلودة\"‪ ،‬أين هو الآن؟‬ ‫‪ -‬لا بأس بحديث جانبي‪ ،‬وسنعرج للحديث عنه فلا تقلق‪.‬‬ ‫‪ -‬لا‪ ...‬لا مجال لحديث آخر‪.‬‬ ‫‪232‬‬

‫بأمعنصاصبققباهيممياةليمفصستسيهممراّزوبرقكبغوتجرضترهمحانب‪،‬هففبييعقنلكمطّقافعهااقةت‪،‬مجيوأهعولصمتأقه\" َنببتتمرلةب\"اسكلمبميواارلسرتابماالقررحطزفراامتبتنسقعطفدخعقوشةدهابالوتيقافلفمقاجردتكشارمذا‪،‬لرعاتنهيعزأهتعمنه ّحزيقيمننزتهثع‬ ‫عن \"أنس\" قميصه قبل رحليه لتعطيه للساحر \"قرجة\"‪ ،‬لكنها الآن ستكتفي‬ ‫بهذا الجزء الممزق‪ ،‬فهمها الحارس في الحال‪.‬‬ ‫كرر \"أنس\" كلامه باستياء شديد‪:‬‬ ‫‪ -‬أريد أن أرى \"كلودة\" حا ًلا‪.‬‬ ‫\" َنحبرصةكا\"انهنأا ينتحيحه ّنداثثكسباثمعقندة‪،‬هرافشأهقوح لدكااويلمهاحةبهراامونسلاافيليإبخرركشفوابيهها‪،،‬ج ُث ّسحمتداىلهاتأن‪،‬فهتانلتتمفنينحضوظت\"رأإنوليهسساا!\"روتشقاعنلرحتتو‬ ‫بعنجهية‪:‬‬ ‫‪ -‬أحضر كتاب \"إيكادولي\" واستبدله بصديقك‪ ،‬وأسرع قبل أن يقتله الملك‪.‬‬ ‫انصرفت \" َنبرة\" والغيرة تتأجج في صدرها‪ ،‬ذاك الشاب عاشق لا محالة‪،‬‬ ‫لم يرف له جفن وهي من هي تتألق في زينتها أمامه‪ ،‬وكأنه قد عمي وهي بقربه!‬ ‫❐❐❐‬ ‫كان اللصوص ومنذ خروجهم من قصر الملك \" ِكمشاق\" يبحثون عن‬ ‫لب\"موعاأبكلنقّينّيسكنيثهًمدسرراا\"ة‪،‬وم‪،‬ثهفعويوقبفرهدكبعجومااقئللويهدهخومملـدمك‪،‬صاه\"نمفنحلو‪،‬لقاقيققدات ًموفءو\"اكّزاي‪َ \"،‬نعبونرأوكروبال\"ةعأى\"نونب‪،‬اييأ\"دونس‪.‬أنبن\"اعأيلمندسقس\"نأحرربنعنىذيقاو‪،‬تياتبسكبفبوحعااهةثنلوهنلوهنايلوننحعخواّوجراعلنحقمعذهلرو‪،‬ايصغي ًهفرميعايالبلاأىمصعلللعسرىحككريلهبرا‪،‬نبكأبتعتنوغيددتفحهلاغختلةألىشبمتواماهبفمناإقبّههل‪،‬ه‪،‬كدا‬ ‫وعيه‪.‬‬ ‫‪233‬‬

‫دعملاىءاهجستاذيلعتقيه بظتالجعّملسيىعاأثتطر‪،‬ف بييضنررأمابساكهال انسلمي\"تاحد ّللطييومتق\"كاديدتكمات ّشنخرىمجأع ّلم ًماقمانهم‪،‬عنأينيشـســهاـــ‪،‬ـقايكراهل‪،‬لنكجااللاندج ّيللايدشتعيونرقهاألنف‬ ‫عن ضربه‪ ،‬أخرج خنج ًرا رفي ًعا واقترب من قلبه ليثقبه‪ ،‬وقال يهدده‪:‬‬ ‫‪ -‬أتعلم أنني أستطيع الآن أن أثقب قلبك؟‬ ‫‪ -‬وماذا بعد؟‬ ‫‪ -‬ستموت‪.‬‬ ‫‪ -‬وهل أنا على قيد الحياة الآن!‬ ‫تلك‬ ‫م ّل من‬ ‫يعنيها‪ ،‬فقد بدأت الأمور تختلط عليه‪،‬‬ ‫ا\"لأمنملقسكا\"لةهب‪،‬ااغو\"بتأندهأ يسس\"اكئ ًرلهوا‪:‬كاكنّل‬ ‫لكن‬ ‫لجلده‪،‬‬ ‫ركن فيها‪ .‬كاد \"حليم\" يشير للجلاد ليعود‬ ‫‪ -‬في أي عام نحن الآن؟‬ ‫‪ -‬ماذا!‬ ‫‪ -‬وددت أن أعرف‪ ...‬في أي عام نحن؟‬ ‫‪ -‬مائه وثلاثة وأربعون‪.‬‬ ‫‪ -‬ماذا!‬ ‫‪ -‬كما قلت لك مائة وثلاثة وأربعون‪ ،‬لماذا تتعجب؟‬ ‫أتذن ّكيرنتنبهصيللحأةرقاالمأ!ميرل\"أولوااودا\"خ اولتلي\" َنبأرخةب\"رهالبتهيا‬ ‫يقول شي ًئا ما‪ ،‬فقد‬ ‫‪ -‬معقول!‬ ‫الماء في تلك الرؤيا‪،‬‬ ‫كاد \"أنس\"‬ ‫في‬ ‫الممر تحت‬ ‫صرخت فالتفت \"حليم\" تجاهها وقال‪:‬‬ ‫‪َ \" -‬نبرة\"! صحيح‪ ،‬نسيت أن أدعوك لتشهدي تلك اللحظة‪ ،‬ها هو المحارب‬ ‫وسنثقب قلبه الآن‪.‬‬ ‫‪234‬‬

‫اقتربت وهمست وهي ترشقه بنظراتها‪:‬‬ ‫‪ -‬وكيف ستثقب قلبه والكتاب ليس معنا أيها الأحمق!‬ ‫زمجر غاض ًبا حيث استفزته كلماتها وقال بصوت جهوري ليسمعه ويخيفه‪:‬‬ ‫‪ -‬سنجمع دماءه في وعاء لوقت لاحق وعندما نعثر على الكتاب سنكتب ما‬ ‫يليق بملكنا العظيم \" ِكمشاق\"‪.‬‬ ‫‪ -‬وما أدراك أن هذا صواب؟ لم يحدث هذا من قبل‪.‬‬ ‫التفتت \" َنبرة\" نحو وجه \"أنس\" فسحبت \"حليم\" من ذراعه بعي ًدا حتى لا‬ ‫يسمعهما وأردفت قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬أرى أن نستبقيه ح ًّيا حتى نحصل على الكتاب‪ ،‬لقد كنت سب ًبا في ضياعه‬ ‫يا \"حليم\"‪ ،‬ألم تعثرعلى تلك الجارية التي اشتريتها من السوق‪...‬التي سرقت‬ ‫الكتاب؟‬ ‫‪ -‬ليس بعد‪ ،‬لكنني سأعثر عليها‪.‬‬ ‫انصرفا م ًعا وتركا \"أنس\" بعد أن أمر \"حليم\" الج ّلاد أن ينزله ويقيد ساقيه‬ ‫بالسلاسل‪.‬‬ ‫وجههواب‪.‬عدكاننحثومسناعتصيمن‪،‬تواتلححرات جسنحغاال ًليلاي‪،‬لل تكنهساللولأتنه\" َانبترةع\"رإلفىعزننزانزتعهيموههمي‬ ‫تخفي‬ ‫الكثير‬ ‫من الأسرار بسبب عيني بومتها كان التهديد وسيلة لتصل إلى ما أرادته‪،‬‬ ‫استطاعت أن تحرر \"أنس\"‪ ،‬وقفت تلتقط أنفاسها وقالت هامسة‪:‬‬ ‫‪ -‬سنذهب الآن إلى غرفتي‪ ،‬سأخفيك حتى أرتب أمرهروبك مع الحراس‪.‬‬ ‫‪ -‬لا‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫‪ -‬ولماذا أذهب معك وأنا استطيع الفرار الآن!‬ ‫‪235‬‬

‫كان \"أنس\" لا يثق بها‪ ،‬لكنها كانت سب ًبا لكي يهرب‪ ،‬ما زال لا يفهمها! ّربما‬ ‫فوجيههراأوتببهااعلـتوأضكسيافلدولرضهنعا يبفعيا ّظلتمذافييف ييغرارقفهلبةفهياماعلرأيامنة!يتهعالاا‪ ،‬أسوضيربموااملاالحتهذييرلفمانعهلاحا‪،‬ياذكاءا لتنها!قملقحاتبا ًلراطميفيحابأ‪ً،‬وملالركأها‪،‬نن‬ ‫يستشف ما وراء أفعالها‪:‬‬ ‫‪ -‬كيف استطع ِت دخول زنزانتي؟‬ ‫قالت في دلال وقد تملكها الزهو‪:‬‬ ‫‪ -‬لي عيون ورجال‪ ،‬لا تستهن بي!‬ ‫الصمت للحظات كانت تف ّكر في مخرج ما‪،‬‬ ‫يموبّك ّرلدةفوأتأخهنرهأىنوصيقعدتلمابه‬ ‫مؤقتا‪ ،‬وتستدعيه‬ ‫تترصكوًهتايرأرحبكلهلات‪،‬كتفأسسبرعثقتته‬ ‫عليهما‬ ‫ران‬ ‫تجاه أحد رجالها‪،‬‬ ‫رأت أن‬ ‫المراس‪،‬‬ ‫سمعت‬ ‫شاءت‪،‬‬ ‫على الطريق لكي يخرج من القصر بسلام‪.‬‬ ‫وكأ ّنه‬ ‫المسافة رك ًضا‬ ‫مهتد ًيا‬ ‫يهرب من‬ ‫اقترب‬ ‫ركضه عندما‬ ‫قطع‬ ‫بوشضدويء ًداال‪،‬قمه ّرد‪،‬أ‬ ‫هاد ًرا‬ ‫الظلام‬ ‫هرب في‬ ‫من بيت‬ ‫من‬ ‫غضبه‬ ‫الموت‪ ،‬كان‬ ‫ا\"\"لَأمليرشارلميا\"\"و‪،‬يبقدف ّييهاةتلمعلكنىالالأصسنادفاعرهةاسكاتنوتنح ّتهبداول فقتيريبااةلطقمطئدرنقااخنلتعتذناإدلهامباةمرأإنلتأىهوايمقختضرراالبجن‪،‬اعهاحس‪،‬ي ووثطكضواانعرتقت‬ ‫بيتووواتطتتلحلننبختتمقّففخبتلظلرهمرصبنييخعوبعهبل ًلنرىاو‪،‬دأدأ\"تنأيجوشهفي‪،‬شدجفنيثتورتأيًيرداماظه\"س‪.‬أررعكعانعلوحىهننا\"تينُكىتزمصتتووتهننمدىعتجبًربهفهاأوضا\"‪،‬نمطتبوضمإؤوللعبهمقيبيعرههمومًدنعلاآنلاث\"أييَاامنلهردنركاحاآايلبملوخ\"هأةر‪،‬سّ‪،‬مصيجفهافماقهوا‪،‬تلرطتو\"أولَبتمايعكنألر\"يانَّىمرنومآ ّا\"درهالكجنإلمقا ّيز\"ذلفععّاسذواصأهلةهلج‪،‬كيعهتل\"لتأاريفااهعمقشرسمنقارققيبهاي\"مد\"كاهانلللتاألولشنحطمااداهردشهيءط‪\":‬ل‪،‬هىثقا‬ ‫‪\" -‬أنس\" ما بك؟ هل تخفي ع ّنا شي ًئا ما؟‬ ‫كانت تلك الم ّرة الأولى في حياته التي يجلد ويضرب فيها بتلك الطريقة‪ ،‬وكان‬ ‫يشعر بالإهانة‪ ،‬أمسك الكوب وفي يده بقية من اضطراب وقال‪:‬‬ ‫‪236‬‬

‫‪ -‬لا‪ ...‬ولكنني أشعر أن الأمور قد بدأت تتع ّقد‪.‬‬ ‫اختلس نظرة واقتبس شي ًئا من عينيها ليسترد شيئا من إرادته ُث ّم خفض‬ ‫طرفه وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬لك ّن تلك الأزمة ستم ّر إن شاء الله‪ ،‬وسنعود إلى ديارنا يا \" َمرام\"‪.‬‬ ‫وظهجهرههحفاميولربايرتتةأه‪،‬ونف تيومعقاندسحهمتاات\"بَهمتراوسامج\"مو ًةموامسأغهتخراتفصهبلا‪.‬يةلاتلنهتا بصش ّرججعوفاهرم\"وعتأ\"خشُكفريوام\"فب‪.‬وع\"ن لهي‪ ،‬لطبك ّنهبا‬ ‫لمحت في‬ ‫له جراح‬ ‫❐❐❐‬ ‫يقولون إ ّن تحت البحر نار‪ ،‬وإن جوف الأرض يتلجلج بجحيم يتلظى‪،‬‬ ‫تاياكولبلرياهقدخنهااوالف!صيلكلرتةن‪،‬قتاجرماروحظاهنلرليتتهذاانلأنيهب\"نقاذأأارنوتدحراةدلشسس‪\"،‬ردثم؟لميا‪،‬اتدإءلحضكيت ّيدشجهغلةظثفيميبّايرملوةعنقتملهأااتُيلخبخوفحرتيتكّرأىابّنحن‪،‬ئته‪،‬ربسولقكجو‪.‬ااك‪.‬لمه‪.‬ياننفلاقتكهاهقاونات؟دلا‪،‬حتلمك\"كّتَشانرثيبيًئبينرراة‪،‬وشي\"مميارتنةنشتنباتظلسهلماراعتءلإكلللىل‪،‬ياهكلفارأويمااحيلونيتركلضفةأ ّمهناطاثسهلريمهاتلن‪،‬تليا‬ ‫تكوارظدّىليأنشتهتييخبأطصملرطحتلهأكرينبيهيالكالـوين\"نأكنحشبسي ً\"بف‪،‬ا‬ ‫للقمتيلكأنح\"دحلريجام\"لي\"علحلميبمأ ّ\"نهاحتيعرثفذبعحنهوارنجا\"لأهنا لأسن\"ه‪،‬‬ ‫في تلك المملكة!‬ ‫تجاهه‪،‬‬ ‫يء‬ ‫نف أسمهاو ًرشا‬ ‫لأخيها ولـ \"حليم\" ففي‬ ‫أمره‬ ‫كثيرة‬ ‫وربما تغير‬ ‫لها‪،‬‬ ‫كانت تتعجل رؤيته‪ ،‬أرسلت إليه رسالة تطلب منه أن يلتقي بها لأمر هام‬ ‫وضروري‪ ،‬أرسلتها في الخفاء مع أحد رجالها‪.‬‬ ‫حاوولسأكثطرالمنهنارم‪ّ،‬رةوبأيننميانتيقف ّكلربافليخنطجريرقلةبلاماطياعلرقفصربهلايبأحخباثرع\"نكهل‪،‬ودكاة\"ن‪،‬‬ ‫حيث‬ ‫يدلف‬ ‫إلى الفجوة ويعود لنفس المكان! هناك ش يء غريب! لا ينجح الأمر مع قصر‬ ‫ح ّشبدميمدا‪.‬‬ ‫إرهاق‬ ‫وأصابه‬ ‫غيره!‬ ‫ال\" ِركسمالشةاقم\"ع ّطرةكمباعط نرهاجحوملفموعفة‬ ‫الملك‬ ‫رسالة‬ ‫أنيق وكأنها‬ ‫بشكل‬ ‫جاءته‬ ‫‪237‬‬

‫إ\"بلَيمىراتهمن\"\"اكاللكتو‪،‬يدةمم\"ّا!رتةتأتعخجعرلىبى‬ ‫للذلجهمسعالكنباههالنلياتقالالعكئلّهذجامايدب!وات‪،‬أنخرتافاالدهرتكيتتهات‪َ \"،‬بنشأب‪،‬عرخبةرو\"رأم ّرأ\"ن َةمانألراأتخمملير\"ترىةقوتي\"\"َنرُبكبكروههةم\"ببوااتولل\"د ّقبخرنروألبجشسرمرميعنعء‬ ‫ما‪ ،‬وكانت تخش ى على‬ ‫\"أنس\"‪.‬‬ ‫فور أن وصل إلى البيت انطلق يفتش بعينيه هنا وهناك‪ ،‬لا حراس ولا‬ ‫مهيب‬ ‫بصقر‬ ‫كثيف الأشجارفوجئ‬ ‫ورف ّحيببتستباهن‬ ‫الخيطلوعل!ةفيأنيتنظرههي؟معخل\" َنبفراةل\"بيالتت‪،‬ي‬ ‫أمامه‬ ‫وقفت‬ ‫في ش ىء من الحرارة‪،‬‬ ‫بزينتها وكأنها قطعة من الفتنة المتحركة‪.‬‬ ‫ق ّدمته له بإجلال‪ ،‬كانت تلك هي الم ّرة الأولى التي يرى فيها \"القرناس\"! ذاك‬ ‫الصقر الذي سمع عنه الكثير‪ ،‬كان يختلف في هيئته عن \"الرمادي\"‪ ،‬كان‬ ‫\"القرناس\" ذا ظهر أسود‪ ،‬والجسد أبيض يخرج منه جناحين مبرقشين‪ ،‬وذيل‬ ‫طويل‪ ،‬وعريض‪ ،‬ومدبب عند نهايته‪ ،‬ذو طرف أزرق وعلامة بيضاء على‬ ‫أأأرقندورصاأازهى‪.‬يي\"يأتنظباهيرس\"نأ بعولقشىاكرلألبسحهصادوالمتعسأوجدجاا ّنءش‪:‬ب ّيكماال اعلنقشاارلبدااكلنيذني يواملتحدلقعلالىأبايلوجض‪.‬نتايهتن ّزبلفوونر‬ ‫‪ -‬مرح ًبا أيها المحارب!‬ ‫‪ -‬مرحبا أيها \"القرناس\"‪.‬‬ ‫‪ -‬أين كتابك؟‬ ‫‪ -‬ليس معي‪.‬‬ ‫‪ -‬من الخطأ أن تسير بلا كتابك‪.‬‬ ‫‪ -‬أعرف هذا ج ّي ًدا‪ ،‬والآن‪ ..‬ماذا تريدان مني؟‬ ‫تق ّدمت \" َنبرة\" تجاهه وطالعته بشغ ٍف و إعجاب وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬صفقة!‬ ‫‪ -‬أي صفقة؟‬ ‫‪238‬‬

‫أشارت بارتباك للقرناس الذي قال بثقة‪:‬‬ ‫‪ -‬أنت تعلم أننا نحن الصقور نعرف عن التاريخ والكتب ما لا تعرفونه‪،‬‬ ‫فدعني أطلعك على السر‪.‬‬ ‫‪ -‬أي سر؟‬ ‫أميرة ومحارب‪،‬‬ ‫ح ّب‬ ‫عح ّبنهالمنحذبا‪،‬لن\"إظيركةاادلوألويل\"ى‪،‬يأنحكتيمقحا ّصرةب‬ ‫يتح ّدث‬ ‫كتابك‬ ‫‪-‬‬ ‫هي الأميرة‪.‬‬ ‫وها‬ ‫وقعت في‬ ‫الأميرة‬ ‫ُث ّم بسط جناحه مشي ًرا إلى \" َنبرة\" وأردف قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪ -‬اافولعللألأنكقاىتناّلصاكليبةأفمييمبككارنكنةامفنا\"‪،‬تتَنسيبتورنتكبةتي‪\"،‬سهّنتليوكتمبباركقهكمتيبنوهاافذتلامساًعلهصموااتقحخقاووترر‪.‬شصاسبتلا‪،‬هلك‪،‬مأهممحياواايرلنةفثعصل\" َنسىفبسقيركةةق‪\"،‬صتللهفتينهاحعخاأأرلتحعهدضردبحاضدبلعهأملكامايمءرااعكلءإيلجأىغريكناحرلبةتأنببفعدس ّس‪.‬للسييمهياها‪،،‬ط‬ ‫ح ّرك \"أنس\" رأسه وقال ساخ ًرا‪:‬‬ ‫‪ -‬أتعني أن أتزوجها!‬ ‫تطلعت إليه بنظرة كلها نداء وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬ولماذا نتزوج! أنت تعلم أن زواجنا مستحيل لأّنك محارب‪ ،‬يكفينا الح ّب‬ ‫قال باشمئزاز‪:‬‬ ‫‪ -‬أي ح ّب هذا!!‬ ‫قالت بته ّدج‪:‬‬ ‫‪ -‬الحب لا يحتاج إلى زواج!‬ ‫قال غاض ًبا‪:‬‬ ‫‪ -‬ما هذا الهراء! أنت تخرفين‪..‬‬ ‫‪239‬‬

‫كغاطنثااتلرتوصقج\" َهرنبهيارفةبه\"كمفويممهاااتدقوبتددماألأتعرلتىبضكفتيعل‪،‬حهراتفلرأمقيفدرةم\"يا\"هلَنابق‪،‬ررنةاو\"ب‪،‬دسلف\"اانبمجصننراأفحنيوهتتروصكح ّرللخهقافاميلبتسوعا ًجدحهاةه‪،‬‬ ‫لتكمل دورها‪ ،‬بينما هرولت هي نحو \"أنس\" وقالت بخفوت‪:‬‬ ‫‪ -‬أنت لا تص ّدق أليس كذلك؟‬ ‫‪ -‬أصدق ماذا؟‬ ‫‪ -‬أنني أحبك!‪ ..‬أرجوك‪ ...‬أنا أحبك!‬ ‫شعر \"أنس\" بكارثة تظلله‪ ،‬تراجع للخلف مستعج ًبا وهو يراقب عينيها‬ ‫المغرورقتين بالدموع وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬الح ّب لا يأتي بالتو ّسل والرجاء‬ ‫‪ -‬ألكسنكهبيقرعوحعيلبىروالحإنكس‪،‬اانسبمغيحرليا أختنياأرحهب‪ ،‬لك‪.‬ا أريد منك سوى القرب‪ ،‬دعني‬ ‫أنهت كلماتها وعادت تبكي‪ ،‬كانت ماهرة في استجلاب دموعها‪ ،‬وبارعة في‬ ‫توظيف إيماءاتها ونظراتها‪ .‬أقبلت عليه فقال في صوت غائر كأنما ينبعث من‬ ‫أعماق هاوية‪:‬‬ ‫‪ -‬اتركيني‪ ..‬ابتعدي ع ّني‪.‬‬ ‫كلماتها تؤثر‬ ‫فيه‪،‬شأعرسر\"أعن مسه\"روبًالالخخطاررجعنالدبماستبادأن‪،‬يتعواعاطدفواملأعفهاك!اروعتنتنداماط بحدأفيت‬ ‫رأسه‪ .‬وكأن‬ ‫عاصفة تجتاح نفسه فتحطمها وتوشك أن تحطم حياته كلها‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫ح ّل الليل وأط ّل القمرمختن ًقا‪ ،‬في ضوء واهن لشمعة أوشكت أن تنطفئ‬ ‫ويحترق فتيلها‪ ،‬وكانت هناك ظلال صغيرة قد ظهرت وانعكست على الأرض‬ ‫ومبنج بوارصهيا أ ّمصهامتمصباسحح‬ ‫يلفه الظلام إلا‬ ‫ركن‬ ‫أكاصنحاجببهاينهاوجمهغم\"أو ًرشاريباا\"ل‪.‬عفريق‬ ‫يراقب‬ ‫تجلس في هوا ٍن‬ ‫وهي‬ ‫صغير‪،‬‬ ‫‪240‬‬

‫ابنتها‬ ‫جسد‬ ‫على‬ ‫الصوفي‬ ‫الغطاء‬ ‫ش ّدت‬ ‫ترتجف‪.‬‬ ‫ارلأمتسكهاوربةالمباءجومارنهاآ ٍقنبللآخترسوقيههيا‬ ‫الدواء‪..‬‬ ‫تإمعلّرلياريهقهاتبهمخأاامرنلهبجماوموأ\"مأاخحةنلبتدرتاقلسهثب\"وايمعوعهضنماناعاتلءلأهميومكم\"رنةُاكعله\"بوَفنممبووبمرقاةولةه‪\"،‬كموتاككوافيب\"ن َ‪،‬صمف\"ررألاتناخممح\"نتسقح\"ي\"ت\"َ\"َمنمُبتحكراارعو ًةوبمم\"ار\"ب‪،‬وروون\"ؤكأأ‪،‬ناىخبلهكلباريولخنتميرة\"ةج\"أأنلنوولهتطاساسو\"\"ردهمأيهقناندبس\"حَاتنقلبنرققراةبّء\"ص‪،‬ل‬ ‫أ\" َنمبيرنة\"‪،‬‬ ‫مكان‬ ‫مع \"أشريا \" وأمها إلى‬ ‫\"ع ُلكيهوامبحو\"تىذابهتبعتدتم‪،‬عهقمر‪،‬روباعايل ًادناتقاعلن‬ ‫الأحجار‬ ‫عيني‬ ‫أعين الناس‪ ،‬وعن‬ ‫حتى أم‬ ‫تل\"وو ُبسزكككايان ًوهورلامنمتمبهاتاعلفوعالي\"انقىنتايلياقفضنلاهأكموالقايرنبـدولةا\"ياأنلاملتهفشحفضيّرمييماطىا\"غ‪،‬طرليويروليراوهقممإميلةيطىامللمخلرتيهئارولنذجيياضص‪،،‬أنة‪،‬وحأخلففـمداً\"ورإلًَالمفمقانىلرلهامم\"مقم\"ك‪،‬تنيلتوسوسعكحدتتارةبنراح\"دوف‪،‬اسسباناقهلله\"رَمثنرطبألاورمرعايثةهلاة\"أقى‪.‬ل\"نإ\"هلأكنويىذلكاااحنولاسقد\"قواةتلو\"وو\"مصااأتل\"رهماَ‪،‬ملشمسررذايواككرهميّ\"ثبا\"ينًملرباا‪،‬او‬ ‫تهوعمسا‪،‬طويدوبعتعمدالسابأكعاندءت‪،‬هعامنف لقلتتد \"سَنلبشرلغةف\"مهانطأ\"وأاحنلد اسال\"لأنبهواحا ًربابم‪ .‬أونبرانتخفىتاسلهماظغلاارلممتةيستبتترهه‪،‬ق‪،‬ل ووبقسدبكينبنوداأجحنذيبايهثكا‬ ‫الشغف منذ رأته بعيني بومتها في الغابة‪.‬‬ ‫خرجت ومعها تلك القطعة التي تم ّزقت من قميصه‪ ،‬كانت تشمها وتق ّبلها‪.‬‬ ‫أاوعلألجمصىيلسرااة ُلتدأ\"رَفنبيضرضةمخ\"مك‪،‬مانةون‪،‬عملموياشوهنجنقحوثية‪.‬هياثكجبالسجتسسهتاومتدعاصءكتفّلطرزةمموينرلكهةاةلنمحمبنة‪.‬طجباولاونسراعساهالعمأءلايخهراغتلىيارملظووخازشدتكولخداول‪،‬ماضلاكراأحم ّنلءحقم‪،‬واًةلتصددحفيلهيورالءنن‬ ‫فاقعة‪ ،‬كتابات غريبة ترمز لش ىء ما!‬ ‫املع ّحينذبةهبلبيقنتلمإالبيته\"عأننق\" َدنسب\"رك‪،‬ةب\"يورأتّحنهيهنثسأعيقخغبدررةتمهابعهالالىوإقنصيطنافعدةة أتمنهنعلنيقهمسيياللسياصلعة\"أدننوههاسن\"عيلارىلتلاذنسيتتيراجحنلياممبال‬ ‫‪241‬‬

‫بجمالها‪،‬‬ ‫في إغوائه‬ ‫فشلت‬ ‫فقد‬ ‫فعرشقله‪.‬تولكأاّنولتم\" َّنربةرأةم\"اتمؤمرجن أل! ّنواهليسالحتريهلاويالصحمل!د‬ ‫الرجال!‬ ‫جمالها‬ ‫أمام‬ ‫الغلمان يع ّلقون‬ ‫االلفطّخباورلمجعول ّفىةرتقابصهدمر‪،‬دأوًّيماا‬ ‫أيديهن أوعية من‬ ‫اهسنتاق ّكر بتعبينض‬ ‫كان‬ ‫خلفهن‬ ‫من‬ ‫فقد‬ ‫الغلاظ‬ ‫املنكتسواًمءا‬ ‫عندما يطرقونها بكفوفهن‪ .‬رفع زعيمهم عصاه فبدأ القرع على الطبول‬ ‫إبيبكويغااعقكنقرأيتّرنانبعهعلظضاةلاو‪،‬اُماأنلإ‪،‬لصّقننأصهوارياسجمعبتتارراءزقتعًوجسلقاوبصىعقةنصامصملااوحهنلا ّيطنعتاببسقربٍيوةق‪،‬حةلرروكعممفاشيوهناخاتلليقأأايلطجمتدبفنري‪،‬استهو\" َنمببملاظس‪،‬درء‪،‬مبأة‪،‬أ\"ةُبث‪،‬ت ّثوصدمباأمولكبحتا ّتتقردرهااتأكنل\" َمينبنبتنتمارلاةبرشلت\"غنءيتلصتويغجيسناوسرظفمءهلةتعَن‪،‬بنسبتملمرر‪،‬هةدخووأيانمعكهدهغو‪،‬تتامّتزقفاالرضااتلوهبنج ّكيفرةأن ّس‪،‬نجماتبهدولهتحيطاحزيرسويوصنكا ّلهلقةرهدعةم‪،‬هار‬ ‫من بئ ٍر عميق‪ ،‬وقد نبع من سويداء قلبها‪:‬‬ ‫‪\" -‬إيكادولي\"‬ ‫تعالت أصوات النساء يردون عليها بنفس الكلمة‪ ،‬مصحوبة بنغمة حزينة‪:‬‬ ‫‪\" -‬إيكادولي‪ ......‬إيكادولي\"‬ ‫تأفكغلععاحي ّغللتواطنرىقىقلكت\"ااسبوأنصنتةنهمهجوواااهنورنهشيستاقا\"جتو‪،‬لطن\"كأَفطيتنولبليةيوع‪.‬تهغمرواةن‪،‬رم‪\"،‬سقنحفكاااوسلوتقسضشنقهّيفلهامًئصآياطالفلويهختيأاوفترتيُقثسمبعشّدوهعماينياًللائشهافىاغحغن‪،‬وااالرعًونبلاللبألافدحرىصغأبناعيدقلحضتأرتندهظدختاماييمو‪،‬لي‪،‬ثترهصهودهقيكوا‪،‬رعاوكرنمتخيبأقعنكتدعكفهتأارً\"ةلرُمجنيكحرأهتَذويغاووةُبقك‪.‬نبمأّتلّ\"بودهنحإانهيموَحان\"فكاةباتل‪،‬بمتدسشلجعهمواالهعطّقرمااءيرى‪.‬و‪.‬حوك‪.‬وكتي‪.‬أةكّطإمنأياوهعسإّماكلنلتن ّايرةاوأدجغهلافوكبحبتلاتي‪،‬يدنن\"ستفهدات‪،‬بلؤنمماعببفندويكصهاغنهعدماءهرم‪،،‬ا‪،‬ضزدا‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪242‬‬

‫(‪)21‬‬ ‫سحر!‬ ‫يووتتجذهصلاهّ!فمكبحاي‪،‬ننو يمجتر\"وأىهنص\"اَوملرسنر\"ةاام\"ت َنل\"بسركوة\"\"حاُكلتوللوتيمهلمبّثةو‪،‬ول\"كأأك ّامنواهأن ّمممههأش‪،‬باخزريويدنل\"تاأهةلالش‪،‬تتريبرااص\"ذقاوتوهأهاصمل‪،‬هكااالونأحفييش ّهنبسامكترحهجساتيفءويلضبّاأيهطذنعرايلرهبخ‪،‬فنوافكفايطهاسنر‬ ‫الكلمة التي كانت تصرخ بها وسط النساء وهي تتلوى‪\" ...‬إيكادولي\"‪ ،‬حتى عندما‬ ‫كانت‬ ‫رآها‬ ‫يوم‬ ‫ععيننياهلاواأقماعمهوب‪،‬دارائوكحأ ّنةهعقطدر ُهسال البتيعقلعهر!فها‬ ‫أغمض عينيه رأى‬ ‫تخترق أنفه! انفصل‬ ‫سأله \" ُكومبو\" باهتمام‪:‬‬ ‫‪ -‬ما بك يا \"أنس\"؟‬ ‫ابتسم ابتسامة ممزقة ُيخالطها الأس ى‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬أشعر وكأ ّني لست أنا!‬ ‫‪ّ -‬ربما أصابتك الح ّمى‪.‬‬ ‫بنظترةحفساحسصرأة ُسث ّهمفقاانتل‪:‬فض \"أنس\" وأبعد ك ّفه بانزعاج‪ ،‬تراجع \" ُكومبو\" ورمقه‬ ‫‪ -‬هل هناك ش ىء ما تو ّد أن ُتخبرني به؟‬ ‫باضطراب ووجل طاف \"أنس\" بنظراته في المكان ُث ّم قال‪:‬‬ ‫‪ -‬لا‪...‬لا‪...‬لا يوجد ش ىء‪.‬‬ ‫‪243‬‬

‫ُث ّم أردف متمت ًما بصوت متقطع‪:‬‬ ‫‪َ \" -‬نبرة\"‪ُ ....‬أريد \" َنبرة\"‪.‬‬ ‫فغر \" ُكومبو\" فاه وقال باندهاش‪:‬‬ ‫‪َ -‬نبرة!‬ ‫‪ -‬نعم‪ُ ...‬أريدها!‬ ‫أن ُيعيد‬ ‫\" ُكوأمبغوم\" وضكان\" ُكتوتمبراوقب\"همعاي‪،‬نيقاهل وتحاووهيل‬ ‫أم‬ ‫اقتربت‬ ‫‪..‬‬ ‫إلى نصابها‬ ‫أفكاره‬ ‫تشير إليه‬ ‫ترتجف‪:‬‬ ‫بأصابع‬ ‫‪ -‬إ ّنه مسحور‪...‬‬ ‫قال \" ُكومبو\"‪:‬‬ ‫‪ -‬كيف؟ كيف يا أمي؟‬ ‫‪ -‬ألا ترى عينيه!‪ ..‬وكيف يردد اسمها!‬ ‫قال \" ُكومبو\" بتوّترشديد‪:‬‬ ‫‪ -‬اقولرماجيءزهءصهها!لنمانم ّعكز‪،‬مق‪..‬لاقلأبمر ّيقدعأصهنهلاكهلا أخنبيخبمثرمةن ّزيً\"قَناببيرماةا\"أ أمحيخد‪،‬ذتثوهعونقوادعملقا إدنسهتألتتعرلهيكهعنالهسجوحز ًرءاط‪.‬لابلمقتطمنوعه‬ ‫على وجهه‪،‬‬ ‫\"لوألنماحيسقت\"هحمّ\"د ُكنثواملإببليوى\"ت\"ا َلاملذراقميد\"ي‪،‬مصاارلكحذفيضوركاوأنهنووارييآتهخرنتيحتفجونهنحإلوفيىالههنسهااهئ ًوكم‪:‬ال‬ ‫حتىخأ ّنرجه‬ ‫حول بيت‬ ‫\"كلودة\"‪،‬‬ ‫وكتابك‬ ‫الفجوات‪،‬‬ ‫عكب ّرل‬ ‫نواسنيتقتال أ ّكن‬ ‫انشغلت بخنجرك‬ ‫كنت فريسة سهلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫إن لم‬ ‫هذا هباء‬ ‫العجب بنفسك‪،‬‬ ‫العجيب‪ ،‬وأصابك‬ ‫تستعصم بالله!‬ ‫له هذا محا ًولا‬ ‫الجاو ّفساوووسجهوامللتخهوابطورهالو ُتييردتد‪:‬جتاح‬ ‫أأمناميهكبمحنكجسم ًاراحب تحللكق‬ ‫الذي كان يقف‬ ‫قال‬ ‫صديقه‬ ‫‪244‬‬

‫‪ -‬وماذا سأفعل الآن‪ ...‬ساعدني‪.‬‬ ‫‪ -‬ماذا تريد؟‬ ‫‪ -‬أن أذهب إلى \" َنبرة\"‬ ‫‪ -‬لن تذهب! ولن أتركك‪.‬‬ ‫قلي ًلادثفمعهظ\" ّألن يلسا\"ح بقعهنويفح‪ّ ،‬دوثهص‪،‬ارقعاهلليلذح ّكظراه‪:‬ت‪ ،‬كان أكثرمنه ق ّوة فتراجع \" ُكومبو\"‬ ‫‪ -‬أترى؟ أنت الآن تفعل ما كان يفعله \"كلودة\"‪.‬‬ ‫‪ -‬لا‬ ‫‪ -‬أنت تسعى إلى الرذيلة‪.‬‬ ‫‪ -‬لا‪ ...‬أنا سألتقي بها فقط‪ ،‬سأتحدث إليها‪.‬‬ ‫‪ -‬عد يا \"أنس\" أرجوك‪ ،‬أفق قبل أن تتم ّزق هيبتك‬ ‫طالعة \"أنس\" بعينين محتقنتين وقال صار ًخا‪:‬‬ ‫‪ -‬اغرب عن وجهي‪.‬‬ ‫اعترضه \"كومبو\" بصدره وث ّبت ساقيه بالأرض وقال له‪:‬‬ ‫‪ -‬إذن‪ ...‬تخطني أ ًولا إن أردت صعود ذلك السهل‪.‬‬ ‫أوووريجهحمّّرنرقوكعبوههكقألفانميفهيناملر\"ادُاهكلدموواذامءنهب‪،‬اسودم\"بفهظاهع‪.‬لمـ‪.‬ر‪.‬كاا\"لَت\"ننَآبنبهاخرلرةرةف\"و\"لل‪،،‬جهمل‪،‬وحةيكات ّهونفزرلحاولبقزأحخن\"نفأنقيجأيرمسدسالت\"مأمهخناميدمنلنموقةلج\"ا ُّهلكروإخوبظلنميّبأهلجاو!نري\"ليدايرلفدعذدصهايلسوإكيالميمهنناالعيقلهاس‪،‬حرصيُثقًرعّ‪،‬هام‬ ‫اإللىد اخلوغالبةإ‪،‬لىفأالسغرابعة\"‪ُ .‬ككوانمبتو\"\" َموأراخمب\"ر‬ ‫من ملاحقة \" ُكومبو\"‬ ‫\" َمراوملمّ\"ا‬ ‫له انتقل‬ ‫حدث‪ ،‬فهي وحدها‬ ‫م ّل‬ ‫تستطيع‬ ‫بما‬ ‫تركض خلفه محاولة اللحاق به‪ ،‬بينما كان يسير بخطوات متع ّرجة وبلا هدف‬ ‫‪245‬‬

‫وسط الغابة‪ ،‬وكأ ّن هناك من يسوقه بحبل‪ ،‬وصلت أخي ًرا حيث استطاعت‬ ‫أن تنادي عليه فسمعها والتفت ورمقها بعينين ذابلتين وسألها في حنق‪:‬‬ ‫‪ -‬ماذا تريدين‪.‬‬ ‫كانت أنفاسها المتلاحقة تمنعها من الكلام‪ ،‬د ّقات قلبها كانت تتواثب بسبب‬ ‫ركضها المتواصل من بيت \"أشريا\" وحتى مكان \"أنس\"‪ ،‬بصعوبة قالت‪:‬‬ ‫‪ -‬لا تذهب إليها يا \"أنس\"‪ ..‬أرجوك‪.‬‬ ‫‪ -‬لا أستطيع‪ ،‬لا ب ّد أن أراها‪.‬‬ ‫‪ -‬لا‪...‬لا‬ ‫صرخت فالتفت إليها غاض ًبا كما لم يفعل من قبل وقال بغض ٍب هادر‪:‬‬ ‫‪ -‬م ّرة أخرى تصرخين؟‪ ...‬هيا انتحبي بالبكاء واضربيني بغصن شجرة‬ ‫كالأطفال‪..‬‬ ‫كانت \" َمرام\" تدرك أنه ليس \"أنس\" الذي تعرفه‪ ،‬حاولت أن تتماسك‬ ‫وقالت بهدوء‪:‬‬ ‫‪ -‬األنأزمتةل مس ًعا‪.‬ت بوعيك يا \"أنس\"‪ ،‬أرجوك عد معي وسنحاول الخروج من تلك‬ ‫‪ -‬عودي أنت واتركيني‪ ،‬أوسيري في الغابة وحدك‪..‬‬ ‫‪ -‬أرجوك يا \"أنس\"‪.‬‬ ‫‪ -‬ابتعدي عني‪.‬‬ ‫دفعها فسقطت على الأرض بينما أكمل طريقه غير مبا ٍل بنداءاتها‬ ‫المتتالية‪ ،‬صاحت قائلة‪:‬‬ ‫‪َ \" -‬نبرة\" لا تحبك‪ ..‬ذاك ليس ح ًّبا يا \"أنس\"‪ ،‬وأنت لا تح ّبها‬ ‫‪ -‬ومن أخبرك أنني لا أح ّبها؟‬ ‫‪246‬‬

‫انسحقت روحها وقالت بخفوت‪:‬‬ ‫‪ -‬أنا أعرف‪.‬‬ ‫‪ -‬وما أدرا ِك؟ هل قرأ ِت أفكاري؟‬ ‫ث ّم ضحك ساخ ًرا وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬هل عادت لك تلك الموهبة؟‬ ‫وقفت وسارت نحوه بهدوء وقالت وهي تح ّدق في وجهه بعين منطفئة‪:‬‬ ‫‪ -‬لم أقرأ أفكارك‪ ...‬لكنني شعرت بك!‬ ‫ح ّرك عيناه كالمجنون وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬أنت لا تعلمين شي ًئا يا \" َمرام\"‪ ،‬عودي إلى الغابة‪ ،‬إلى \"ناردين\" واتركيني‬ ‫لحالي‪.‬‬ ‫رفعت صوتها قائلة‪:‬‬ ‫‪َ \" -‬نبرة\" تريد الكتاب‪\" ..‬إيكادولي\" وفور أن تحصل عليه ستقتلك‪.‬‬ ‫الخ ّكدتهااصباارلأوتيالمتعنفيناتوهنستقحقودط\" َحماأرمانامم\"هشاروًأرلاعلقامىهخايفل ًأيفرا‪،‬وضبج‪،‬هحهتاركحفةأسفحسجدائتثيةالوكعجتنهايهافبةوأكخاخدن ًرشجاال\"بأخنطدوسلش\"‬ ‫يحرقها‪ ،‬كادت تبكي لكنها تماسكت‪ ،‬قال دون أن ينظر إليها‪:‬‬ ‫‪ -‬أنا ذاهب لأجلها‪ ...‬لأجل \" َنبرة\"‪ ،‬خذي الكتاب واتركيني لحالي‪.‬‬ ‫مووااكلألنهضدريعفقهاعدفم ُخشنحن ّتلجقىرفوأهّنةجفأهيوةل‪،‬عاملزاييهقتمتوامةربءك‪،‬وتنأح\"رَّمادمدقرناأنمت\"نطفبييققسارولحعفلرةجفشووتيةًوئاحا ّلوحلهدتكيّ‪،‬نباتهكلاتلكنااشعجنغاافبرعًيقأةامفاوحاايملهسةغمتياامجفهمنيعاباللهتفهوككاوارّنهلء‬ ‫وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬البيت القديم مع \" ُكومبو\"‪.‬‬ ‫‪247‬‬

‫ُث ّم دفعته بأقص ى ق ّوة أمامها فالتقمته الفجوة‪ ،‬وقفزت خلفه لأ ّول مـــــــــ ّرة‬ ‫الإنقلقاقذ أه‪،‬مسوفكوبـر\"أأننس\"ووأصلاسندورهآهحي\" ُكثومكابون\"يت ّرنحيحثو كصا ّنب‬ ‫أجل‬ ‫تبتلع خوفها من‬ ‫غاية‬ ‫ينتظرهما وهو في‬ ‫على رأسه الماء‪ ،‬فهدأ \"أنس\" وقال له بخفوت‪:‬‬ ‫‪ -‬ساعدني أرجوك‪.‬‬ ‫رمقه مبتس ًما وحاول جاه ًدا أن يظهر رباطة جأشه ليثبته وقال له‪:‬‬ ‫‪ -‬ما أنا إ ّلا عب ٌد ضعيف الحيلة إن لم تق َو أنت على الأمر بنفسك‪.‬‬ ‫‪ -‬أرجوك‪....‬‬ ‫‪ -‬ولم تر ُجوني يا \"أنس\"! وما أملك لك أنا! اطلبها من الله!‬ ‫بروتكمبدتطفيرعهقهةمللمسرنكحوو ًحقادضيمإدلك‪،‬يهساو‪،‬قو ًرفاوك‪،‬اتمن\"ّ َرمجتراسامل\"ددهتقبياكئؤليمقهثوقهويكيلأةّتنراعهلهنيافهي‪،‬كتكلامكنن‬ ‫خ ّر \"أنس\" على‬ ‫يي ّقداقومكرّلغبةجزتنءازفعيهه‬ ‫الحالة‪ ،‬غربت الشمس فاضطرت لتركهما‪ ،‬قبل انصرافها قالت له‪:‬‬ ‫‪\" -‬أنس\" سأرحل الآن‪ ،‬أرجوك تماسك‪.‬‬ ‫‪ -‬ساعديني‪.‬‬ ‫‪ -‬ليتني أستطيع‪.‬‬ ‫باحثنةخرعالنحكزلنمةقلتببها ّثبلافيههاوامداة‪،‬ت أشراعدرتبهأ‪،‬نلتك ّنخهباره أضّّلنهاتت احل ّبطه‪،‬ريكقانإلتى تكغ ّرلبلالمذعاهننهيا‬ ‫رواجف‬ ‫من‬ ‫راجفة‬ ‫يأحنفتخظبنرهف بسكهّللههاذاف!كل‬ ‫والكلمات! وأرادت أن تطلب منه أن‬ ‫قلبها تهتف باسمه‪ ..‬لكنها لا تستطيع‬ ‫أحدث صمتها ضجي ًجا في نفسه‪ ،‬وتك ّلم ك ّل ش يء فيهما دون أن يتك ّلما‪،‬‬ ‫ألّولااازنمهيصت\"رر ُفككهوت‪،‬متبمووق\"ش يوفلمع\" ُلكيىوفاامبرقسوته\"‪،‬حييتاق ّعلءا تهبجداّالرأقفعللكباهىارافالجيمتميرأاززقستله‪،‬خلكافلاهألاح‪،‬ضداوربعةاثداتلتتقاساحسرييع‪،‬ةث لم\"اًأعابش‪ّ،‬دريقأار\"‪.‬نر‬ ‫‪248‬‬

‫يزول أثر السحر‪ ،‬بينما هو غارق في الاحتمالات ك ّلها زفر \"أنس\" وكأ ّن روحة‬ ‫تتفلت من بين جنبيه وقال بعد جهد شديد‪:‬‬ ‫‪ -‬ق ّيدني يا أخي‪.‬‬ ‫‪ -‬ماذا!‪ ..‬لم ُأق ّيدك يا \"أنس\"؟‬ ‫‪ -‬ق ّيدني أرجوك‪...‬‬ ‫‪ -‬اجلس واذكر الله‪.‬‬ ‫‪ -‬ق ّيدني أ ًولا‪ ،‬حتى لا أركض نحوها‪ ،‬لا ُأريد أن أقع فيما لا يرض ي رّبي‪.‬‬ ‫‪ -‬حس ًنا فلننتقل إ ًذا إلى مكان آخر حيث أستطيع أن أغلق عليك بابا يا‬ ‫\"أنس\"‪.‬‬ ‫افاكللحاينندانتيولاوايدافسنن‪،‬وتذةوه‪،‬يقيملطُثاالشاّيلميرمبقتحًوعررااف\"انأءنظجإةإللهعىيسولميه\"لم‪،‬عنكخلموالاندكلننهقلفهلرآآأبوكخاننده‪،‬ارنييو‪،‬لةيقيأميرحافيدسقميكرقلقعبنرأفد\"\"\"يم ُُأككمين ّقورهولةممبسببأ\"هأيوو‪،‬ي\"\"خًضقورابي ًشجتىنليا‪،‬فق ًيفخقلاسيعدمدولعلليلاا\"مىأنعين ّالالحلىسأسمًروك\"للماهمبيضضتيأسشكحلمياّّضدلخمس‪،‬لهثفأةطقوغوبعيمالنهدلهقأ‪،‬ن‬ ‫اولشتلهيسوالةر‪،‬عبويكتنامندا ّقايكابتكنيقل\"أبنمه‪،‬نس\"كاخكنالشفوييةحالمااشللضاهل‪،‬يكامفسمرساتيذرايزوحماسلفينيففعقيلس‪،‬دهال‪،‬خآاالننيطاولفقأفدكبررتيب‪ّ ،‬قرلاجعتيتمنليلكههه‪،‬‬ ‫الدنيا!‪...‬أين تلك اللوعة التي كان يشعر بها عند ذكر الله؟‬ ‫أغمض عينيه ودفع بآخرقواه في أتون المعركة الداخلية التي من شأنها أن‬ ‫يتععنّيصي ّعدفةدنففميلستاههلبإةسليماكهاء‪،،‬نداجوّررقأتوقدبيدناانمرهنهافوتمسقهّنداملربوعبفحيهطفءة‪،‬و اجونرتفسعمسدهه‪،‬تالأكاتوينصأالسصهر‪.‬تدهراهالضشّيهقواة وحكأرّنهب‬ ‫\"وُأكموهمما ّب‪،‬روتو\"\" َثملوايراثرمقة\"ي‪،‬أ ّهيبابدماأليوقنهترآوشنعللونيىفعتحسناليههبم‪،‬هني‪،‬ناغوزييعاتبرفةكياهلقليجدسهبا ااعللةذذيييز ُأوألردقمفييىهفايسأاه‪،‬مقيهوهد‪،‬او\"يأسطشعرعيملا\"ىه‬ ‫‪249‬‬

‫لم يتس ّن له التن ّفس وسقط مغش ًيا‬ ‫مقخداف ُعةتقّربهت‪.‬‬ ‫صدره‬ ‫اعلليشهه‪.‬وةشاعلرتيأ تخيت ًأراجوجكأف ّين‬ ‫من رق الجسد وارتفعت عن الأرض‬ ‫روحه‬ ‫فهامت في السماء‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫ا\"لأسبناهكيثًنسلما\"ا‪،‬ثبقةعوأددأيخاأاي ًمرنساتبدرلادجيلانلسيفهساعس\"ل ُهمكى اوالضملتبيتشوه\"ترآوأمهّةلماابلهمساتهيأعّبوكالابىنلت بتمسعّارتمةتضأةاهرلامتجتاقلحعبىبفعةبيهحضصف‪،‬زييدهنبارنهة‪،‬ه‪،‬امكراهعخانانفاد\"لةمأاعنربكهرشس‪\".‬عولثرياألب ًهتاان‬ ‫أراد \"كومبو\" أن يخبره بما دار خلال الأيام الثلاثة الماضية‪ ،‬حيث كانت‬ ‫ايتأتتوللعكخاخحاكّتزرنيرمبمئهىفلتس‪،‬مواا‪.‬عنملاولبلأيكننهفثذجاييهوريىأهاض‪،‬رحمي\"هم ُكندنحمهساتوامارمبلولق‪،‬بأحليوسوار\"اعما‪،‬اطعلدلساسكفىرلتتدقاخحقادي\"لريبأتطدثفطعش\"ااإةرهيكيااالاكصمل\"ايكنتداريليبملولأعحعيسعلص\"تراأاىحطممبلت\"هسهأاةنانالذ\"ل\"\"اتاَسديمحل\"الكر‪،‬حرايتهاموموحل\"مر\"ّوباا‪،‬ويل‪،‬ءعض\"ونتأتعملادأأاإسنمللمازراىاقولمسااد‪،‬هقيتشُ\"ثتمَط ّمخأرمعنارماىلجخمفذا\"ل\"ر ُلكهحعيجعموقونمكولذااباماندرّدورمويةةكا\"ا‬ ‫له فقد كان يرتديها لأن \"أنس\" كان قد ألقاها على الأرض في‬ ‫اولمأ ّرعاادت‪،‬ها‬ ‫\"أنس\"‬ ‫وأخرج من جيبة الزجاجة الزرقاء الصغيرة وقال وهو يطرق‬ ‫إحدى‬ ‫عليها بأطراف أصابعه‪:‬‬ ‫‪ -‬ذاك نوع من الحبر المع ّتق‪ ،‬نوع نادر مصنوع من مسحوق حجر أسو ٍد‬ ‫نفيس ما عاد يصنع الآن‪ ،‬أظنه معك لسبب وجيه‪.‬‬ ‫‪ -‬ظننته دواء!!‬ ‫أشفهقمعلسيه\"أ\"ن ُكوسم\"ببوك\"لمفااتنهطلالقأ يخيحر ّثةهووهيوشفيجعهح‪:‬الة انهزام نفس ي وهوان شديد‪،‬‬ ‫‪ -‬هيا يا \"أنس\"‪ ،‬قم أيها المحارب‪ ،‬لا بد أن تستعيد كل ش يء‪.‬‬ ‫‪250‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook