Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore دليل المسلم الميسر - المؤلف : فهد بن سالم باهمام

دليل المسلم الميسر - المؤلف : فهد بن سالم باهمام

Published by Ismail Rao, 2021-03-19 07:28:23

Description: وقد حرصنا في هذا الكتاب أن نعرض لجميع مهمات الإسلام من تصورات واعتقادات وشرائع وأخلاقيات بأسلوب ميسر واضح المقصود، محدد الإجراءات والخطوات.مع عدد من الصور التي تزيد الإدراك والتأمل في المعاني، ليكون مرجعا ودليلا تعليميا مشوقا للمسلمين باختلاف تخصصاتهم.
وستجد بعون الله أن الكتاب بين يديك يحرص على استلهام الأسلوب القرآني في ذكر أحكام الدين وشرائعه، فلم يركز على ما يجب فعله أو تركه فقط، ولكنه فوق ذلك يعرج على روح تلك العبادات ومقاصدها وآثارها. ويجيب عن أسئلة غاية في الأهمية لتعلم الدين، لا سيما في هذا العصر سريع التغيرات، مثل: لماذا؟ كيف؟ وماذا علي إن تغيرت الأحوال؟

Search

Read the Text Version

‫أحكام ميسرة وتوضيحات شرعية مهمة للمسلمين‬ ‫في جميع مجالات الحياة‬ ‫فهد بن �سالم باهمام‬

‫ح فهد �سالم عمر باهمام ‪1434 ،‬هـ‬ ‫فهر�سة مكتبة الملك فهد الوطنية أ�ثناء الن�شر‬ ‫باهمام ‪ ،‬فهد �سالم عمر‬ ‫دليل الم�سلم المي�سر ‪ /‬فهد �سالم عمر باهمام ‪ -‬الريا�ض ‪،‬‬ ‫‪1434‬هـ‬ ‫‪�288‬ص ‪� 24 × 18.5 ،‬سم‬ ‫ردمك‪978-603-01-1387-3 :‬‬ ‫‪1434/781‬‬ ‫‪ -1‬الإ�سلام ‪ -‬تعليم أ�‪ .‬العنوان‬ ‫ديوي ‪210.7‬‬ ‫رقم ا إليداع ‪1434/781 :‬‬ ‫ردمك‪978-603-01-1387-3 :‬‬ ‫الطبعة ا ألولى‬ ‫‪2014 / 1436‬‬ ‫جميع حقوق الطبع والترجمة والن�شر الالكتروني‬ ‫محفوظة ل�شركة الدليل المعا�صر‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية ‪ -‬الريا�ض‬ ‫هاتف‪+9 6 6 1 1 4 4 8 6 0 0 0 :‬‬ ‫فاك�س‪+9 6 6 1 1 4 4 8 2 1 8 1 :‬‬ ‫بريطانيا ‪ -‬برمنجهام‬ ‫هاتف‪+4 4 1 2 1 4 3 9 9 1 4 4 :‬‬



‫فهـــد بن �سالم باهمــام‬ ‫تأليف‬ ‫خالد بن �أحمد الأحمدي‬ ‫مدير المشروع‬ ‫مواقع وا�ستديوهات متخ�ص�صة حول العالم‬ ‫تصوير‬ ‫جميل مبارك‬ ‫باحث مساعد‬ ‫عبدالرحمن بن �سالم ا ألهدل‬ ‫مراجعة إملائية‬ ‫تصميم وإخراج‬ ‫�شركة الدليل المعا�صر‬ ‫نشر إلكتروني‬ ‫�شركة الدليل المعا�صر‬

‫مقدمة الكتاب‬ ‫أ�عظ ُم مقاما ِت الإن�سا ِن عبوديت ُه لله وطاعت ُه لأوامره‪ ،‬فيها �صلاح الدنيا والآخرة‪ ،‬فالدين ُي�س ٌر‬ ‫كله‪ ،‬وخي ٌر كله‪ ،‬و�صلا ٌح كله‪.‬‬ ‫وهذه العبودية التي ت�شمل جميع جوانب الحياة‪ ،‬يجب أ�ن تكون على عل ٍم وب�صيرة‪ ،‬ليكتمل‬ ‫َ�صا ِل ًحا‬ ‫} َف َمن َكا َن َي ْر ُجو ِل َقا َء َر ِّب ِه َف ْل َي ْع َم ْل َع َملاً‬ ‫وينجو بها من الزلل والزيغ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫بها ا ألجر‬ ‫كما �أمر‬ ‫العمل أ�ن يكون على الطريقة ال�صائبة‪،‬‬ ‫ِب ِع َبا َد ِة َر ِّب ِه َأ� َح ًدا{ (الكهف‪ )110 :‬و�صلاح‬ ‫َو اَل ُي�ْش ِر ْك‬ ‫الله في كتابه‪ ،‬وعلمنا ر�سوله �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬فكل خير في اتباعه وال�سير على �سنته وهديه‪.‬‬ ‫ومن هنا فتعلم الم�سلم لأحكام دينه يعد من أ�عظم النعم والهبات الربانية‪ ،‬وقد قال �صلى الله‬ ‫عليه و�سلم‪َ \" :‬من ُيرد الله به َخي ًرا ُيفقهه في ال ّدين\" (البخاري ‪ ،71‬م�سلم ‪.)1037‬‬ ‫وقد حر�صنا في هذا الكتاب أ�ن نعر�ض لجميع مهمات ا إل�سلام من ت�صورات واعتقادات و�شرائع‬ ‫و أ�خلاقيات ب�أ�سلوب مي�سر وا�ضح المق�صود‪ ،‬محدد ا إلجراءات والخطوات‪ ،‬مع عدد من ال�صور‬ ‫التي تزيد ا إلدراك والت أ�مل في المعاني‪ ،‬ليكون مرج ًعا ودليلاً تعليم ًيا م�شو ًقا للم�سلمين باختلاف‬ ‫تخ�ص�صاتهم‪.‬‬ ‫و�ستجد بعون الله أ�ن الكتاب بين يديك يحر�ص على ا�ستلهام الأ�سلوب القر�آني في ذكر‬ ‫أ�حكام الدين و�شرائعه‪ ،‬فلم يركز على ما يجب فعله �أو تركه فقط‪ ،‬ولكنه فوق ذلك ُي َع ِّرج على روح‬ ‫تلك العبادات ومقا�صدها و آ�ثارها‪ ،‬ويجيب عن �أ�سئلة غاية في ا ألهمية لتعلم الدين ‪ -‬لا �سيما في هذا‬ ‫الع�صر �سريع التغيرات ‪ -‬مثل‪ :‬لماذا؟ كيف؟ وماذا عل َّي �إن تغيرت الأحوال؟‬ ‫ن�س أ�ل الله تبارك وتعالى �أن يخل�ص نياتنا‪ ،‬وي�صلح أ�عمالنا‪ ،‬ويهدينا ألح�سن ا ألخلاق وا ألقوال‬ ‫وا ألفعال‪ ،‬لا يهدي ألح�سنها إ�لا هو‪ ،‬و�أن ي�صرف عنا �سيئها‪ ،‬لا ي�صرف عنا �سيئها إ�لا هو‪.‬‬ ‫الم ؤ�لف‬ ‫ ‬

‫محتوى الدليل‬ ‫مقدمات‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫‪30‬‬ ‫‪ 24‬العقل‬ ‫أعظم نعمة في الوجود ‪ 18‬الأحكام الشرعية‬ ‫‪30‬‬ ‫الن�سل‬ ‫‪30‬‬ ‫المــــال‬ ‫اولالوما�سج�ت�حبب‪--‬االلمح�ك�ررواهم‪--‬الاملب�اسنح��ة ‪24‬‬ ‫كيف يكون �شكر هذه النعمة؟ ‪18‬‬ ‫‪31‬‬ ‫مصادر التشريع في‬ ‫أ�ركان الإ�لاسم الخم�سة ‪25‬‬ ‫الغاية من وجودنا ‪19‬‬ ‫الإسلام‬ ‫‪31‬‬ ‫كيف أعرف أحكام الدين؟ ‪26‬‬ ‫الإسلام دين عالمي ‪20‬‬ ‫‪32‬‬ ‫القر�آن الكريم‬ ‫‪32‬‬ ‫ال�سنة النبوية‬ ‫مواقع ا إلنترنت الموثوقة ‪26‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ا إل�س�ل�ام يح�ت�رم ع��ادات جمي��ع‬ ‫‪32‬‬ ‫الأقوام وتقاليدهم‬ ‫‪33‬‬ ‫ا إلجماع‬ ‫الإسلام هو دين الاعتدال ‪27‬‬ ‫جميع ا ألر�ض مكان لعبادة الله ‪20‬‬ ‫‪34‬‬ ‫القيا�س‬ ‫الت�أكيد الرباني بالاعتدال ‪27‬‬ ‫‪21‬‬ ‫لا واسطة في الإسلام‬ ‫‪35‬‬ ‫لماذا يختلف العلماء؟‬ ‫بين العبد وربه‬ ‫الأئمة الأربعة‬ ‫‪28‬‬ ‫الدين يشمل جميع‬ ‫جوانب الحياة‬ ‫الإ�لاسم كرم الإن�سان و�أعلى قدره ‪21‬‬ ‫ما الواجب على الم�سلم تجاه‬ ‫الخلاف الفقهي؟‬ ‫‪28‬‬ ‫الدين منهج متكامل لجميع‬ ‫حرر ا إل�لاسم عقل الم�سلم ‪21‬‬ ‫جوانب الحياة‬ ‫الإسلام دين الحياة ‪22‬‬ ‫العبرة بحقيقة الإسلام لا‬ ‫‪28‬‬ ‫بواقع بعض المسلمين‬ ‫عمارة ا ألر�ض ‪22‬‬ ‫مخالطة النا�س ‪22‬‬ ‫‪ 23‬الضرورات الخمس ‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الدين‬ ‫دين العلم‬ ‫‪29‬‬ ‫البدن‬ ‫‪24‬‬ ‫تعلم أحكام الإسلام‬

‫إيمان المسلم‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫ماذا يت�ضمن الإيمان بالملائكة؟ ‪60‬‬ ‫‪46‬‬ ‫الإيمان بالربوبية يطمئن‬ ‫‪38‬‬ ‫الشهادتان معناهما‬ ‫ثمرات ا إليمان بالملائكة ‪61‬‬ ‫القلوب‬ ‫ومقتضاهما‬ ‫محاربة الخرافة في النفو�س ‪47‬‬ ‫الإيمان بالكتب ‪62‬‬ ‫محاربة ال�سحر وال�شعوذة ‪47‬‬ ‫شهادة أن لا إله إلا الله ‪38‬‬ ‫معنى ا إليمان بالكتب ‪62‬‬ ‫ماالذييت�ضمنها إليمانبالكتب؟ ‪62‬‬ ‫النفع وال�ضر بيد الله �سبحانه ‪47‬‬ ‫لماذا لا إ�له �إلا الله؟ ‪38‬‬ ‫ما موقفنا مما في الكتب ال�سابقة؟ ‪63‬‬ ‫معنى لا �إله �إلا الله ‪38‬‬ ‫ما واجبنا نحو القر�آن الكريم؟ ‪64‬‬ ‫‪47‬‬ ‫لا يعل��م الغي��ب والم�ستقب��ل �إلا‬ ‫�أركان لا �إله �إلا الله ‪39‬‬ ‫مزايا وخ�صائ�ص القر آ�ن الكريم ‪65‬‬ ‫الله‬ ‫ثمرات الإيمان بالكتب ‪65‬‬ ‫تحريم الطيرة والت�شا�ؤم ‪48‬‬ ‫‪40‬‬ ‫شهادة أن محم ًدا رسول‬ ‫الله‬ ‫الإيمان بالرسل ‪66‬‬ ‫ثمرات ا إليمان بربوبية الله ‪48‬‬ ‫حاجة النا�س إ�لى الر�سالة ‪66‬‬ ‫ا إليمان ب�ألوهية الله تعالى ‪49‬‬ ‫معرفة النبي �صلى الله عليه و�سلم ‪40‬‬ ‫أ�حد �أركان ا إليمان ‪66‬‬ ‫�أهمية ا إليمان با أللوهية ‪49‬‬ ‫ولادته ‪40‬‬ ‫معنى الإيمان بالر�سل ‪67‬‬ ‫حياته ون�ش�أته ‪40‬‬ ‫آ�يات الر�سل ومعجزاتهم ‪67‬‬ ‫ما حقيقة العبادة؟ ‪50‬‬ ‫بعثته ‪40‬‬ ‫ماذا يت�ضمن ا إليمان بالر�سل؟ ‪67‬‬ ‫تنوع العبادات ‪50‬‬ ‫بداية دعوته ‪40‬‬ ‫من �صفات الر�سل ‪68‬‬ ‫العبادة في جميع مجالات الحياة ‪51‬‬ ‫هجرته ‪41‬‬ ‫ثمرات ا إليمان بالر�سل ‪69‬‬ ‫العبادة هي الحكمة من الخلق ‪51‬‬ ‫ن�شره للإ�سلام ‪41‬‬ ‫�أركان العبادة ‪52‬‬ ‫وفاته ‪41‬‬ ‫�أنواع العبادة ‪53‬‬ ‫معنى �شهادة أ�ن محم ًدا ر�سول الله ‪42‬‬ ‫ت�صديق الأخبار التي أ�خبر بها ‪42‬‬ ‫عقيدة المسلم في‬ ‫الشرك ‪54‬‬ ‫امتثال أ�وامره ونواهيه ‪42‬‬ ‫عيسى بن مريم عليه ‪70‬‬ ‫أ�ن لا نعبد �إلا الله وفق �شرعه ‪43‬‬ ‫ال�شرك الأكبر ‪54‬‬ ‫محبته �صلى الله عليه و�سلم ‪43‬‬ ‫السلام‬ ‫ال�شرك ا أل�صغر ‪55‬‬ ‫واحد من �أعظم الر�سل ‪70‬‬ ‫مهنلهيمعيت�ب�عتربر�س��ؤشارلكاال؟نا���س والطلب ‪55‬‬ ‫أ�نه ب�شر من بني آ�دم ‪70‬‬ ‫الإيمان بالله ‪44‬‬ ‫�أمه امر�أة �صالحة ‪70‬‬ ‫الإيمان بأسماء الله‬ ‫ل�يص�لسىبايلنلهه وعبلييهن اول�سرل�سمورل�سوملحمد ‪70‬‬ ‫‪56‬‬ ‫وصفاته‬ ‫معنى الإيمان بالله عز وجل ‪44‬‬ ‫ن�ؤمن بمعجزاته ‪71‬‬ ‫ا إليمان بوجود الله تعالى ‪44‬‬ ‫لواحرتي�تس�ى�ويلمؤ�ه إ�مينماب�أنن�أحعيد�سم��ىنعابلدناال�لسه ‪71‬‬ ‫معنى الإيمان ب�أ�سماء الله و�صفاته ‪56‬‬ ‫فطرة الله ‪44‬‬ ‫أ�نه لم ُيقتل ولم ُي�صلب ‪71‬‬ ‫من �أ�سماء الله تعالى ‪56‬‬ ‫أ�تدذل�ك�رة ووتج�ح�و�دصارلله أ�و�ضح من أ�ن ‪44‬‬ ‫ثمرات الإيمان ب�أ�سماء الله و�صفاته ‪59‬‬ ‫أ�على درجات الإيمان ‪59‬‬ ‫ا إليمان بربوبية الله تعالى ‪45‬‬ ‫الإيمان بالملائكة ‪60‬‬ ‫بمر�بشوربكي��ةواالللهعرب كان��وا م�ؤمنين ‪46‬‬ ‫معنى الإيمان بهم ‪60‬‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫‪82‬‬ ‫معنى الإيمان بالقدر‬ ‫معنى ا إليمان باليوم الآخر ‪77‬‬ ‫‪72‬‬ ‫الإيمان بمحمد صلى الله‬ ‫‪83‬‬ ‫ماذا يت�ضمن ا إليمان بالقدر؟‬ ‫لبم�ا�الذياو�أمك�ا� آلد اخلرق�؟�ر آ�ن عل��ى ا إليم��ان ‪77‬‬ ‫عليه وسلم نبيا ورسولا‬ ‫‪84‬‬ ‫للإن�سان اختيار وقدرة و إ�رادة‬ ‫ماذا يت�ضمن الإيمان باليوم ا آلخر؟ ‪78‬‬ ‫‪84‬‬ ‫الإيمان بالبعث بعد الموت ‪78‬‬ ‫خ�صائ�ص الر�سالة المحمدية ‪73‬‬ ‫‪85‬‬ ‫الاعتذار بالقدر‬ ‫ا إليمان بالح�ساب والميزان ‪79‬‬ ‫خاتمة للر�سالات ‪73‬‬ ‫‪86‬‬ ‫ثمرات ا إليمان بالقدر‬ ‫ا إليمان بالجنة والنار ‪79‬‬ ‫نا�سخة للر�سالات ‪73‬‬ ‫‪86‬‬ ‫عذاب القبر ونعيمه ‪79‬‬ ‫عامة �إلى الثقلين ‪73‬‬ ‫الإسلام والفرق الضالة‬ ‫ثمرات ا إليمان باليوم ا آلخر ‪81‬‬ ‫الت�شيع‬ ‫الإيمان بالقدر ‪82‬‬ ‫‪74‬‬ ‫صحابة رسول الله وآل‬ ‫بيته الكرام‬ ‫مكانة ال�صحابة ‪75‬‬ ‫�آل بيت النبوة ‪76‬‬ ‫الإيمان باليوم الآخر ‪77‬‬ ‫طهارة المسلم‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫‪� 93‬صفة التيمم ‪98‬‬ ‫‪ 90‬الحدث‬ ‫معنى الطهارة‬ ‫الطهارة المطلوبة لل�لاصة ‪ 90‬الحدث الأ�صغر و الو�ضوء منه ‪ 93‬سنن الفطرة ‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫ما المق�صود ب�سنن الفطرة؟‬ ‫ما الطهارة المطلوبة‬ ‫‪94‬‬ ‫كيف أتوضأ؟‬ ‫‪90‬‬ ‫لل�لاصة؟‬ ‫‪96‬‬ ‫الحدث الأكبر والغسل‬ ‫الطهارة من النجاسة ‪ 91‬موجبات الغ�سل ‪96‬‬ ‫الأ�صل في ا أل�شياء الطهارة ‪ 91‬كيف يتطهر الم�سلم من الجنابة؟ ‪97‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪ 91‬حالات خا�صة في الطهارة‬ ‫ما هي الأ�شياء النج�سة؟‬ ‫كيفية تطهير النجا�سة؟ ‪ 91‬الم�سح على الجوارب ‪97‬‬ ‫الم�سح على الجبيرة ‪97‬‬ ‫�آداب الا�ستنجاء وق�ضاء‬ ‫من عجز عن ا�ستعمال الماء ‪98‬‬ ‫‪92‬‬ ‫الحاجة‬

‫صلاة المسلم‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الأذان ‪128‬‬ ‫الت�شهد ‪111‬‬ ‫معنى الصلاة ‪102‬‬ ‫ال�لاسم ‪112‬‬ ‫�صفة ا ألذان وا إلقامة ‪128‬‬ ‫الأذكار الم�ستحبة بعد ال�لاصة ‪112‬‬ ‫منزلة ال�لاصة وف�ضلها ‪102‬‬ ‫الترديد خلف الم ؤ�ذن ‪129‬‬ ‫معنى سورة الفاتحة ‪113‬‬ ‫فضائل الصلاة ‪103‬‬ ‫الخشوع في الصلاة ‪130‬‬ ‫كيف أصلي؟ ‪114‬‬ ‫تكفر الذنوب ‪103‬‬ ‫نور م�ضيء للم�سلم ‪103‬‬ ‫ف�ضل الخ�شوع ‪130‬‬ ‫أركان الصلاة وواجباتها ‪118‬‬ ‫اأ�لوقليامماةيحا�سب عليه العبد يوم ‪103‬‬ ‫الو�سائل المعينة على الخ�شوع ‪130‬‬ ‫�سنن ال�لاصة ‪118‬‬ ‫الا�ستعداد لل�صلاة والتهي ؤ� لها ‪130‬‬ ‫�سجود ال�سهو ‪119‬‬ ‫شروط الصلاة ‪104‬‬ ‫�إبعاد كل الم�شغلات والمنغ�صات ‪130‬‬ ‫متى ي�شرع �سجود ال�سهو؟ ‪119‬‬ ‫الطم�أنينة في ال�صلاة ‪131‬‬ ‫الطهارة ‪104‬‬ ‫اب�يسنتيحدي�ض�ه��ار عظمة من �سيقف ‪131‬‬ ‫مفسدات الصلاة ‪120‬‬ ‫�ترس العورة ‪104‬‬ ‫تدبر ا آليات المقروءة ‪131‬‬ ‫ا�ستقبال القبلة ‪104‬‬ ‫مكروهات الصلاة ‪120‬‬ ‫دخول الوقت ‪105‬‬ ‫صلاة الجمعة ‪132‬‬ ‫‪121‬‬ ‫ما هي الصلوات‬ ‫وجوب الصلاة ‪106‬‬ ‫المستحبة؟‬ ‫ما هي �لاصة الجمعة؟ ‪132‬‬ ‫‪106‬‬ ‫ال�صلوات الخم�س المفرو�ضة‬ ‫ف�ضل يوم الجمعة ‪132‬‬ ‫ال�سنن الرواتب ‪121‬‬ ‫و أ�وقاتها‬ ‫على من تجب الجمعة؟ ‪132‬‬ ‫الوتر ‪121‬‬ ‫�صلاة الفجر ‪106‬‬ ‫�صفة و�أحكام �لاصة الجمعة ‪133‬‬ ‫صلاة الاستسقاء ‪122‬‬ ‫�صلاة الظهر ‪106‬‬ ‫من يعذر في ح�ضور الجمعة؟ ‪133‬‬ ‫ه��ل دوام العمل والوظيفة عذر في‬ ‫صلاة الاستخارة ‪123‬‬ ‫�صلاة الع�صر ‪106‬‬ ‫التخلف عن �لاصة الجمعة؟‬ ‫�صلاة المغرب ‪106‬‬ ‫‪134‬‬ ‫صلاة الضحى ‪123‬‬ ‫�صلاة الع�شاء ‪106‬‬ ‫‪134‬‬ ‫متى يكون العمل عذ ًرا في‬ ‫صلاة الكسوف ‪124‬‬ ‫مكان الصلاة ‪107‬‬ ‫التخلف عن �صلاة الجمعة؟‬ ‫‪125‬‬ ‫أوقات النهي عن صلاة‬ ‫�ضوابط مكان ال�لاصة ‪107‬‬ ‫صلاة المسافر ‪135‬‬ ‫التطوع‬ ‫صفة الصلاة ‪108‬‬ ‫صلاة المريض ‪135‬‬ ‫صلاة الجماعة ‪126‬‬ ‫النية ‪108‬‬ ‫معنى الائتمام ‪126‬‬ ‫التكبير والقيام ‪108‬‬ ‫من يقدم للإمامة؟ ‪126‬‬ ‫دعاء الا�ستفتاح ‪108‬‬ ‫�أين يقف الإمام والم أ�مومون؟ ‪127‬‬ ‫قراءة الفاتحة ‪109‬‬ ‫كيف يتم ما فاته مع ا إلمام؟ ‪127‬‬ ‫امل��فااذتاحةي؟فع��ل م��ن لا يحف��ظ ‪109‬‬ ‫بماذا تدرك الركعة؟ ‪127‬‬ ‫�أمثل��ة الائتم��ام لم��ن فات��ه �أول‬ ‫‪127‬‬ ‫ال�لاصة مه ا إلمام‬ ‫الركوع والرفع منه ‪110‬‬ ‫ال�سجود والجلو�س بين ال�سجدتين ‪110‬‬

‫صيام المسلم‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫‪143‬‬ ‫�صيام ثلاثة أ�يام من كل �شهر‬ ‫‪142‬‬ ‫‪ 138‬من عذرهم الله في‬ ‫صيام رمضان‬ ‫‪144‬‬ ‫العيد‬ ‫‪ 138‬الصيام‬ ‫‪ 142‬العيد في ا إل�سلام ‪144‬‬ ‫‪ 138‬المري�ض‬ ‫معنى ال�صيام‬ ‫‪ 142‬أ�عياد الم�سلمين ‪144‬‬ ‫العاجز عن ال�صوم‬ ‫فضل شهر رمضان‬ ‫‪138‬‬ ‫ما هو �شهر رم�ضان؟‬ ‫‪ 142‬عيد الفطر ‪145‬‬ ‫‪ 139‬الم�سافر‬ ‫ف�ضل ال�صيام‬ ‫الحكمة من الصيام ‪ 140‬الحائ�ض والنف�ساء‬ ‫‪ 142‬ماذا ي�شرع يوم عيد الفطر؟ ‪145‬‬ ‫الحامل والمر�ضع‬ ‫�صلاة العيد‬ ‫‪142‬‬ ‫‪141‬‬ ‫المفطرات‬ ‫‪145‬‬ ‫‪ 141‬الم�سافر‬ ‫زكاة الفطر‬ ‫‪142‬‬ ‫الأكل وال�شرب‬ ‫‪145‬‬ ‫‪ 142‬عيد الأضحى ‪146‬‬ ‫ما كان في معنى الأكل وال�شرب ‪ 141‬حكم من �أفطر في رم�ضان‬ ‫‪ 143‬ماذا ي�شرع يوم عيد الأ�ضحى؟ ‪147‬‬ ‫‪141‬‬ ‫الجماع‬ ‫‪� 143‬شروط الحيوان الم�ضحى به ‪147‬‬ ‫صيام التطوع‬ ‫‪141‬‬ ‫إ�نزال المني‬ ‫‪ 143‬ماذا يفعل بالأ�ضحية؟ ‪147‬‬ ‫يوم عا�شوراء‬ ‫‪141‬‬ ‫التقي�ؤ عم ًدا‬ ‫‪143‬‬ ‫يوم عرفة‬ ‫‪141‬‬ ‫خروج دم الحي�ض والنفا�س‬ ‫�ستة �أيام من �شوال‬ ‫زكاة المسلم‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫‪ 152‬كيفية زكاة المواشي ‪155‬‬ ‫النقود والأموال‬ ‫مقاصد الزكاة ‪150‬‬ ‫‪153‬‬ ‫عرو�ض التجارة‬ ‫‪157‬‬ ‫لمن تصرف الزكاة؟‬ ‫‪153‬‬ ‫‪152‬‬ ‫ما الأموال التي تجب فيها‬ ‫‪157‬‬ ‫�أ�صناف الم�ستحقين للزكاة‬ ‫‪154‬‬ ‫المزروعات‬ ‫الزكاة؟‬ ‫الثروة الحيوانية‬ ‫الذهب والف�ضة ‪152‬‬

‫حج المسلم‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫ال�صلاة في الرو�ضة ال�شريفة ‪172‬‬ ‫فضائل الحج ‪163‬‬ ‫‪160‬‬ ‫فضائل مكة والمسجد‬ ‫اعلل�يسهلاوم�سلعلمى الر�سول �صلى الله ‪172‬‬ ‫الحرام‬ ‫زيارة م�سجد قباء ‪172‬‬ ‫صفة الحج ‪164‬‬ ‫زيارة مقبرة البقيع ‪173‬‬ ‫معنى الحج ‪162‬‬ ‫زيارة مقبرة �شهداء أ�حد ‪173‬‬ ‫محظورات ا إلحرام ‪165‬‬ ‫وقت الحج ‪162‬‬ ‫العمرة ‪167‬‬ ‫على من يجب الحج؟ ‪162‬‬ ‫مقاصد الحج ‪168‬‬ ‫أحوال استطاعة المسلم‬ ‫للحج‬ ‫زيارة المدينة النبوية ‪170‬‬ ‫‪162‬‬ ‫ف�ضائل المدينة ‪170‬‬ ‫اشتراط وجود المحرم‬ ‫ما ال��ذي ي�شرع زيارت��ه في المدينة‬ ‫‪163‬‬ ‫لحج المرأة‬ ‫‪172‬‬ ‫النبوية؟‬ ‫الموت والجنازة‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫‪187‬‬ ‫‪ 182‬زيارة المقابر‬ ‫‪� 176‬صفة �لاصة الجنازة‬ ‫حقيقة الموت والحياة‬ ‫‪ 183‬الزيارة الم�ستحبة‬ ‫‪ 177‬مكان �لاصة الجنازة‬ ‫‪187‬‬ ‫‪ 184‬الزيارة المباحة‬ ‫‪ 178‬دفن الميت‬ ‫عند الاحت�ضار‬ ‫‪187‬‬ ‫‪ 185‬الزيارة المحرمة ‪187‬‬ ‫‪ 179‬ما بعد الدفن‬ ‫بعد الموت‬ ‫‪ 186‬الوصية ‪188‬‬ ‫‪ 180‬العزاء‬ ‫غسل الميت‬ ‫‪188‬‬ ‫الو�صية الواجبة‬ ‫‪186‬‬ ‫الحزن والإحداد على الميت‬ ‫من يقوم بالتغ�سيل؟‬ ‫‪188‬‬ ‫الو�صية الم�ستحبة‬ ‫‪186‬‬ ‫ما الذي على المر�أة في عدة وفاة‬ ‫‪189‬‬ ‫‪181‬‬ ‫تكفين الميت‬ ‫الميراث‬ ‫زوجها؟‬ ‫‪181‬‬ ‫�صفة الكفن‬ ‫‪182‬‬ ‫صلاة الجنازة‬

‫أخلاق المسلم‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫‪200‬‬ ‫الرحمة با ألطفال‬ ‫‪196‬‬ ‫الأ�سرة‬ ‫‪192‬‬ ‫مكانة الأخلاق في‬ ‫التجارة‬ ‫الإسلام‬ ‫‪201‬‬ ‫الرحمة بالن�ساء‬ ‫‪196‬‬ ‫‪201‬‬ ‫الرحمة بال�ضعفاء‬ ‫‪196‬‬ ‫ال�صناعة‬ ‫مزايا الأخلاق في الإسلام ‪194‬‬ ‫‪202‬‬ ‫الرحمة بالبهائم‬ ‫‪197‬‬ ‫لي�ست خا�صة بنوع من النا�س ‪ 194‬في جميع الحالات‬ ‫الأخلاق مع غير الم�سلمين ‪ 194‬من أ�خلاق الإ�سلام في الحرب ‪ 197‬العدل ‪202‬‬ ‫‪203‬‬ ‫الإح�سان والكرم‬ ‫‪198‬‬ ‫صور من حياة النبي صلى‬ ‫‪195‬‬ ‫لي�ست خا�صة بالإن�سان‬ ‫الله عليه وسلم وأخلاقه‬ ‫‪195‬‬ ‫الأخلاق مع الحيوان‬ ‫ا ألخلاق للمحافظة على البيئة ‪ 195‬التوا�ضع ‪198‬‬ ‫�شاملة لجميع جوانب الحياة ‪ 196‬الرحمة ‪200‬‬ ‫المعاملات المالية‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫‪214‬‬ ‫‪ 207‬خطورة الربا على الفرد والمجتمع ‪ 210‬القمار والميسر‬ ‫الأصل في المعاملات‬ ‫‪ 207‬كيفية التوبة من الربا؟ ‪ 211‬أ�نواع المي�سر‬ ‫‪215‬‬ ‫المحرم لذاته‬ ‫�أمثله لما حرمه ا إل�سلام لذاته ‪207‬‬ ‫‪216‬‬ ‫أخلاق الإسلام في‬ ‫‪212‬‬ ‫الغـــــــرر والجهالة‬ ‫المحرم لك�سبه ‪207‬‬ ‫المعاملات‬ ‫‪212‬‬ ‫معنى الغرر والجهالة‬ ‫‪� 208‬أمثلة بيع الغرر‬ ‫‪216‬‬ ‫‪ 212‬الأمانة‬ ‫الربــــــا‬ ‫‪217‬‬ ‫‪ 212‬ال�صدق‬ ‫‪217‬‬ ‫ا إلتقان‬ ‫‪ 208‬متى تكون الجهالة م ؤ�ثرة؟‬ ‫ربا الدين‬ ‫‪208‬‬ ‫ربا القر�ض‬ ‫‪213‬‬ ‫الظلم وأخذ أموال الناس‬ ‫‪209‬‬ ‫حكم الربا‬ ‫بالباطل‬ ‫‪ 209‬من أ�مثلة الظلم في المعاملات ‪213‬‬ ‫عقوبة الربا‬

‫طعام المسلم‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫‪228‬‬ ‫النهي عن الأكل وال�شرب في‬ ‫الحمار الأهلي ‪223‬‬ ‫الأ�صل في ا ألطعمة ‪220‬‬ ‫آ�نية الذهب‬ ‫المزروعات والثمار ‪220‬‬ ‫غ�سل اليدين ‪228‬‬ ‫أ�نواع الحيوانات المباحة ‪223‬‬ ‫قول (ب�سم الله) قبل البدء ‪228‬‬ ‫الذكاة ال�شرعية ‪224‬‬ ‫المأكولات البحرية ‪221‬‬ ‫ا ألكل وال�شرب باليد اليمنى ‪229‬‬ ‫�شروط الذكاة ال�شرعية ‪224‬‬ ‫حيوانات البر ‪221‬‬ ‫ا�ستحباب عدم الأكل واق ًفا ‪229‬‬ ‫�أنواع اللحوم في المطاعم والمحلات ‪224‬‬ ‫‪221‬‬ ‫�شروط جواز الأكل من حيوانات‬ ‫البر‬ ‫ا ألكل من الطعام القريب ‪229‬‬ ‫الصيد الشرعي ‪225‬‬ ‫ما هي الحيوانات المحرمة؟ ‪222‬‬ ‫ا�ستحباب رفع اللقمة إ�ذا‬ ‫�شروط ال�صيد ‪225‬‬ ‫كل ذي ناب من ال�سباع ‪222‬‬ ‫‪229‬‬ ‫�سقطت‬ ‫الخمور والكحول ‪226‬‬ ‫كل ذي مخلب من الطيور ‪222‬‬ ‫عدم عيب الطعام ‪229‬‬ ‫حكم الخمر ‪226‬‬ ‫الثعابين والفئران ‪222‬‬ ‫عدم ا إلكثار من الطعام ‪229‬‬ ‫المخدرات ‪227‬‬ ‫الح�شرات ‪223‬‬ ‫قول (الحمدلله) عند الانتهاء ‪229‬‬ ‫آداب الطعام والشراب ‪228‬‬ ‫الخنزير ‪223‬‬ ‫لباس المسلم‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫�إذا كان فيه حرير أ�و ذهب للرجال ‪234‬‬ ‫‪234‬‬ ‫الألبسة المحرمة‬ ‫اللباس في الإسلام ‪232‬‬ ‫ما فيه ت�شبه بالكفار ‪235‬‬ ‫‪234‬‬ ‫ما يك�شف العورة‬ ‫ما ي�صاحبه كبر وخيلاء ‪235‬‬ ‫‪234‬‬ ‫حدود العورة‬ ‫اللبا�س يحقق عد ًدا من الحاجات ‪232‬‬ ‫ما فيه �إ�سراف وتبذير ‪235‬‬ ‫‪234‬‬ ‫ما فيه ت�شبه بين الجن�سين‬ ‫‪233‬‬ ‫الأصل في اللباس الزينة‬ ‫والإباحة‬

‫الأسرة المسلمة‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫أ�حكام الطلاق ‪258‬‬ ‫عقد النكاح ‪250‬‬ ‫مكانة الأسرة المسلمة ‪238‬‬ ‫عدة المر�أة المطلقة ‪259‬‬ ‫�شروط عقد النكاح ‪250‬‬ ‫ر�ضا الزوجين ‪250‬‬ ‫�أهمية الزواج والت أ�كيد عليه ‪238‬‬ ‫‪259‬‬ ‫من تزوجها بعقد ولم يدخل‬ ‫وجود الولي ‪251‬‬ ‫الاحترام لجميع أ�فراد ا أل�سرة ‪239‬‬ ‫عليها‬ ‫الأمر ب�صلة الرحم وا ألقارب ‪239‬‬ ‫عدة الحامل ‪259‬‬ ‫ا إلعلان ووجود ال�شاهدين ‪251‬‬ ‫التقدير للآباء والأمهات ‪239‬‬ ‫توفر ال�شروط في الرجل‬ ‫الأمر بحفظ حقوق الأبناء والبنات ‪239‬‬ ‫من لم تكن حامل ‪259‬‬ ‫‪252‬‬ ‫والمر�أة‬ ‫التي لا تحي�ض ‪259‬‬ ‫�أق�سام المر أ�ة المطلقة في فترة العدة ‪260‬‬ ‫حقوق الزوج والزوجة ‪253‬‬ ‫مكانة المرأة في الإسلام ‪240‬‬ ‫حقوق الزوجة ‪253‬‬ ‫المطلقة الرجعية ‪260‬‬ ‫النفقة وال�سكنى ‪253‬‬ ‫�أمثلة من تكريم الإ�لاسم للمر أ�ة ‪240‬‬ ‫المطلقة البائن ‪261‬‬ ‫الع�شرة الح�سنة ‪253‬‬ ‫ن�ساء �أكد ا إل�لاسم العناية بهن ‪241‬‬ ‫عدة المر�أة المتوفى عنها زوجها ‪261‬‬ ‫المداراة والتحمل ‪254‬‬ ‫الأم ‪241‬‬ ‫ما يجب على المر أ�ة المعتدة لوفاة‬ ‫لا يف�شي �أ�سرارها ‪254‬‬ ‫البنت ‪241‬‬ ‫‪261‬‬ ‫زوجها‬ ‫الدفاع عنها ‪255‬‬ ‫الزوجة ‪241‬‬ ‫المبيت ‪255‬‬ ‫حقوق الوالدين ‪262‬‬ ‫لا يجوز التعدي على المر أ�ة ‪255‬‬ ‫‪242‬‬ ‫لا مكان للصراع بين‬ ‫وجوب تعليمها ون�صحها ‪255‬‬ ‫الجنسين‬ ‫البر بالوالدين من �أعظم‬ ‫الالتزام ب�شروطها عند العقد ‪255‬‬ ‫‪262‬‬ ‫ا ألعمال‬ ‫حقوق الزوج ‪256‬‬ ‫‪243‬‬ ‫أقسام المرأة بالنسبة‬ ‫وجوب الطاعة بالمعروف ‪256‬‬ ‫للرجل‬ ‫خطورة العقوق ‪262‬‬ ‫تمكين الزوج من الا�ستمتاع ‪256‬‬ ‫طاعتهما في غير مع�صية الله ‪262‬‬ ‫عدم الإذن لمن يكره بدخول البيت ‪256‬‬ ‫أ�ن تكون زوجته ‪243‬‬ ‫الإح�سان �إليهما عند الكبر ‪262‬‬ ‫عدم الخروج من المنزل إ�لا ب إ�ذن ‪256‬‬ ‫أ�ن تكون المر أ�ة أ�جنبية عنه ‪243‬‬ ‫الوالدان غير الم�سلمين ‪262‬‬ ‫ا�ستحباب خدمة المر�أة لزوجها ‪256‬‬ ‫�أن تكون من محارمه ‪244‬‬ ‫تف�صيل المحارم وتو�ضيحها ‪245‬‬ ‫حقوق الأبناء ‪263‬‬ ‫اختيار الزوجة ال�صالحة ‪263‬‬ ‫‪246‬‬ ‫ضوابط العلاقة بين الرجل‬ ‫والمرأة الأجنبية‬ ‫ت�سمية ا ألولاد ب�أ�سماء ح�سنة ‪263‬‬ ‫إ�ح�سان تربيتهم وتعليمهم‬ ‫غ�ض الب�صر ‪246‬‬ ‫للدين‬ ‫التعامل ب أ�دب وخلق ‪246‬‬ ‫‪263‬‬ ‫تعدد الزوجات ‪257‬‬ ‫تحريم الخلوة ‪247‬‬ ‫�شروط تعدد الزوجات ‪257‬‬ ‫النفقة عليهم بالمعروف ‪263‬‬ ‫العدل ‪257‬‬ ‫الحجاب ‪247‬‬ ‫العدل بين ا ألولاد ‪263‬‬ ‫القدرة على النفقة ‪257‬‬ ‫حدود الحجاب ‪247‬‬ ‫�ألا يزيد التعدد عن أ�ربع ‪257‬‬ ‫�ضوابط الحجاب ال�ساتر ‪247‬‬ ‫يمنع الجمع بين بع�ض الن�ساء ‪257‬‬ ‫الزواج في الإسلام ‪248‬‬ ‫الطلاق ‪258‬‬ ‫الخطبة ‪248‬‬ ‫�أحكام الخطبة ‪249‬‬

‫الأدعية والأذكار‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬ ‫‪ 275‬الت أ�دب والخ�ضوع والتذلل ‪279‬‬ ‫‪ 266‬آ�ية الكر�سي‬ ‫مكانة الذكر‬ ‫‪ 275‬الإلحاح في الدعاء ‪279‬‬ ‫‪ 267‬المعوذات‬ ‫‪279‬‬ ‫عدم الا�ستعجال في الإجابة‬ ‫ب�سم الله الذي لا ي�ضر مع ا�سمه ‪275‬‬ ‫مكان الذكر‬ ‫‪279‬‬ ‫رفع اليدين في الدعاء‬ ‫ر�ضيت بالله ر ًبا ‪275‬‬ ‫هل يلزم أ�ن تقال ا ألذكار باللغة‬ ‫‪268‬‬ ‫العربية؟‬ ‫‪ 268‬اللهم أ�نت ربي لا �إله �إلا �أنت ‪ 275‬التخل�ص من المال الحرام ‪279‬‬ ‫أ�عظم الأذكار‬ ‫‪280‬‬ ‫من مواطن ا�ستجابة الدعاء‬ ‫أ��صبحنا و أ��صبح الملك لله ‪275‬‬ ‫‪280‬‬ ‫يوم الجمعة‬ ‫آية الكرسي ‪268‬‬ ‫‪280‬‬ ‫في �آخر الليل‬ ‫الدعاء عند الطعام ‪276‬‬ ‫‪280‬‬ ‫قبل الطعام ‪276‬‬ ‫المعوذات ‪270‬‬ ‫‪280‬‬ ‫بين ا ألذان والإقامة‬ ‫عند الفراغ من الطعام ‪276‬‬ ‫‪280‬‬ ‫بعد ال�لاصة المفرو�ضة‬ ‫سورة الإخلاص ‪270‬‬ ‫‪280‬‬ ‫الدعاء في المنزل ‪276‬‬ ‫‪281‬‬ ‫ال�سجود‬ ‫عند دخول المنزل ‪276‬‬ ‫تف�سير �سورة ا إلخلا�ص ‪270‬‬ ‫‪281‬‬ ‫في ال�سفر‬ ‫عند الخروج من المنزل ‪276‬‬ ‫‪281‬‬ ‫سورة الفلق ‪270‬‬ ‫‪282‬‬ ‫هل يكون الدعاء باللغة‬ ‫الدعاء عند النوم ‪276‬‬ ‫العربية فقط؟‬ ‫دعاء الا�ستيقاظ من النوم ‪276‬‬ ‫تف�سير �سورة الفلق ‪270‬‬ ‫�أدعية م�أثورة‬ ‫من أ�دعية القر�آن‬ ‫الآذان والمسجد ‪277‬‬ ‫سورة الناس ‪271‬‬ ‫من ا ألدعية النبوية‬ ‫الترديد مع الم ؤ�ذن ‪277‬‬ ‫ما يقال بعد الانتهاء من ا ألذان ‪277‬‬ ‫تف�سير �سورة النا�س ‪271‬‬ ‫عند دخول الم�سجد ‪277‬‬ ‫وقت قراءة المعوذات ‪271‬‬ ‫بعد الصلاة المكتوبة ‪277‬‬ ‫أذكار مهمة ‪272‬‬ ‫أ��ستغفر الله ثلا ًثا ‪277‬‬ ‫اللهم �أنت ال�لاسم ‪277‬‬ ‫لا إ�له �إلا الله ‪272‬‬ ‫�سبحان الله ‪272‬‬ ‫الحمد لله ‪272‬‬ ‫�سبحان الله وبحمده ‪273‬‬ ‫�سبحان الله وبحمده �سبحان الله‬ ‫‪273‬‬ ‫العظيم‬ ‫‪277‬‬ ‫الت�سبيح والتحميد والتكبير‬ ‫‪273‬‬ ‫الله أ�كبر‬ ‫ثلا ًثا وثلاثين مرة‬ ‫‪273‬‬ ‫�أ�ستغفر الله‬ ‫‪277‬‬ ‫‪ 273‬قراءة �أية الكر�سي‬ ‫‪ 273‬قراءة المعوذات ‪277‬‬ ‫لا حول ولا قوة �إلا بالله‬ ‫ب�سم الله‬ ‫�أعوذ بالله من ال�شيطان الرجيم ‪ 274‬حقيقة الدعاء ‪278‬‬ ‫‪ 274‬هل يجيب الله كل الداعين؟ ‪278‬‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‬ ‫‪279‬‬ ‫آ�داب الدعاء‬ ‫‪279‬‬ ‫ا إلخلا�ص لله‬ ‫‪275‬‬ ‫الأذكار في الأحوال‬ ‫المختلفة‬ ‫‪279‬‬ ‫‪� 275‬أن يعزم الداعي في الم�س أ�لة‬ ‫أذكار الصباح والمساء‬

‫‪ 16‬مقدمات‬

‫‪17‬‬ ‫مقدمات‬ ‫لا وا�سطة بين العبد وربه‬ ‫أ�عظم نعمة في الوجود‬ ‫ا إل�سلام دين الحياة‬ ‫الغاية من وجودنا‬ ‫تعلم �أحكام ا إل�سلام‬ ‫ا إل�سلام دين عالمي‬ ‫جميع الأر�ض مكان لعبادة الله ا ألحكام ال�شرعية‬

‫‪ 18‬مقدمات‬ ‫مقدمات‬ ‫أعظم نعمة في الوجود‬ ‫�أنعم الله تعالى على ا إلن�سان بنعم لا ح�صر لها‪ ،‬فما زال كل واحد‬ ‫منا يتقلب في نعم الله وف�ضائله‪ ،‬فهو �سبحانه من أ�نعم علينا‬ ‫بال�سمع و الب�صر حين ُحرمها كثير من النا�س‪ ،‬و�أنعم علينا‬ ‫بالعقل وال�صحة والمال والأهل‪ ،‬بل �سخر لنا الكون كله‬ ‫ب�شم�سه و�سمائه و أ�ر�ضه ومخلوقاته } َو�ِإ ْن َت ُع ُّدوا ِن ْع َم َة الل ِه‬ ‫َال ُت ْح ُ�صو َها{(النحل‪.)18 :‬‬ ‫ولكن كل هذه النعم تنتهي بانتهاء حياتنا الق�صيرة‪..‬‬ ‫�أما النعمة الوحيدة التي تثمر ال�سعادة والطم�أنينة‬ ‫في الدنيا ويمتد أ�ثرها إ�لى ا آلخرة‪ ،‬فهي نعمة الهداية‬ ‫للإ�سلام‪ ،‬وهي أ�كبر نعمة �أنعم الله بها على عباده‪.‬‬ ‫ولهذا �أ�ضاف الله هذه النعمة إ�ليه �سبحانه ت�شري ًفا لها عن‬ ‫غيرها من النعم‪ ،‬فقال �سبحانه‪} :‬ا ْل َي ْو َم أَ� ْك َم ْل ُت َل ُك ْم ِدي َن ُك ْم َو�أَ ْت َم ْم ُت َع َل ْي ُك ْم ِن ْع َم ِتي َو َر ِ�ضي ُت‬ ‫َل ُك ُم ا ْلإِ�ْسلاَ َم ِدي ًنا{ (المائدة‪.)3 :‬‬ ‫وما �أعظم نعمة الله على ا إلن�سان حين يخرجه من الظلمات �إلى النور ويهديه للدين الذي ارت�ضاه له‪ ،‬ليحقق‬ ‫المق�صد والوظيفة التي خلق من أ�جلها وهي عبادة الله‪ ،‬فينال �سعادة الدنيا وح�سن ثواب الآخرة‪.‬‬ ‫وما �أعظم منة الله وف�ضله علينا حين ي�صطفينا ويختارنا لنكون من خير �أمة �أخرجت للنا�س لنحمل كلمة لا �إله‬ ‫إ�لا الله‪ ،‬التي بعث الله بها كل الأنبياء عليهم ال�صلاة وال�سلام‪.‬‬ ‫ولما ظن بع�ض الجهلة أ�ن الف�ضل لهم في إ��سلامهم‪ ،‬وجعلوا يمتنون بذلك على النبي �صلى الله عليه و�سلم‪،‬‬ ‫اأَ�لْنه َدها َدياة ُكل ْمه ِلذ ْالِإايل َمداي ِنن إ�ِ‪ْ ،‬نف ُقكاْن ُتل ْماللَ�هصاتِدب ِاقير َنك{وت(عالالحىج‪:‬را}تَي‪ُ :‬م‪ُّ 7‬ن‪1‬و) َ‪.‬ن‬ ‫والمنة كلها لله ب أ�ن ي�سر لهم‬ ‫�أن الف�ضل‬ ‫نبههم الله تعالى على‬ ‫�ِإ�ْسلاَ َم ُك ْم َب ِل الل ُه َي ُم ُّن َع َل ْي ُك ْم‬ ‫َت ُم ُّنوا َع َل َّي‬ ‫َع َل ْي َك أَ� ْن أَ��ْس َل ُموا ُق ْل اَل‬ ‫فنعم الله تعالى كثيرة‪ ،‬ومع هذا فالنعمة الوحيدة التي ذكر الله م َّنه بها علينا هي نعمة الإ�سلام والهداية لعبادته‬ ‫وتوحيده‪.‬‬ ‫ولكن هذه النعمة بحاجة إ�لى ال�شكر لتبقى وتثبت وتزيد‪ ،‬كما قال تعالى‪َ } :‬ل ِئ ْن �َش َك ْر ُت ْم َ َلأ ِزي َد َّن ُك ْم{ ( إ�براهيم‪.)7 :‬‬

‫‪19‬‬ ‫الغاية من وجودنا‬ ‫يحتار كثير من المفكرين والب�سطاء على حد �سواء‬ ‫في �إجابة ال�س ؤ�ال الأهم في حياتنا‪:‬‬ ‫لماذا نحن موجودون ؟‬ ‫ما الهدف من حياتنا ؟‬ ‫وقد حدد القر آ�ن الغاية والهدف من وجود الإن�سان في‬ ‫هذه الحياة بكل و�ضوح ودقة في قول الله تعالى‪َ  }:‬و َما‬ ‫َخ َل ْق ُت ا ْل ِج َّن َوا ْ إلِ ْن� َس ِإ� َاّل ِل َي ْع ُب ُدو ِن{ (الذاريات‪)56 :‬‬ ‫فالعبادة هي الغاية من وجودنا في هذه ا ألر�ض وما‬ ‫�سواها و�سائل وتوابع ومكملات‪.‬‬ ‫ولكن العبادة في المفهوم ا إل�سلامي لي�ست رهبنة‬ ‫وانقطا ًعا عن الحياة وملذاتها ومتعها‪ ،‬بل هي ت�شمل‬ ‫مع ال�صلاة وال�صوم والزكاة ك َّل �أفعال الإن�سان و أ�قواله‬ ‫واختراعاته وعلاقاته‪ ،‬بل وحتى لعبه وا�ستمتاعه‪ ،‬متى‬ ‫ما �صاحب ذلك النية ال�صالحة والق�صد الح�سن‪ ،‬ولهذا‬ ‫قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬في ب�ضع �أحدكم‬ ‫�صدقة \" (م�سلم‪ )1006 :‬يعني بذلك �أن الأجر والثواب‬ ‫ينال الم�سلم حتى با�ستمتاعه بزوجته‪.‬‬ ‫وبذلك ت�صير العبادة مع كونها هدف الحياة‪:‬‬ ‫حقيقة الحياة‪ ،‬فالم�سلم يتقلب بين �أنواع من العبادات‪،‬‬ ‫كما قال الله تعالى‪ُ }:‬ق ْل �ِإ َّن َ�صل َا ِتي َو ُن�ُس ِكي َو َم ْح َيا َي‬ ‫َو َم َما ِتي هلِ ِ َر ِّب ا ْل َعا َل ِمي َن{(ا ألنعام‪.)162 :‬‬

‫‪ 20‬مقدمات‬ ‫الإسلام دين عالمي‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫وبلدانها‪،‬‬ ‫وعاداتها‬ ‫و�أعراقها‬ ‫ثقاف ـاتها‬ ‫وهداية لكـل ال�شعــوب باختلاف‬ ‫تعالىج‪:‬اء} َودَميـا �أَن ْرا�َس ْللإ َن�الا َـكـ ِس�إمَّالرَر ْححمَـم ًةة‬ ‫ِل ْل َعا َل ِمي َن{( ا ألنبياء ‪.)107‬‬ ‫ولهذا فالإ�لاسم يحترم جميع عادات ا ألقوام وتقاليدهم ولا ُي ْل ِزم الم�سلمين بتغييرها إ�لا إ�ن خالفت �شي ًئا من‬ ‫�شرائع الإ�سلام‪ ،‬فما خالف ا إل�سلام من العادات وجب تغييره بما يتوافق معه‪ ،‬لأن الله الذي �أمر و نهى هو العليم‬ ‫الخبير �سبحانه وتعالى‪ ،‬ومقت�ضى �إيماننا بالله امتثالنا ل�شرعه‪.‬‬ ‫و ُي َن َّبه إ�لى �أن عادات الم�سلمين التي لا علاقة لها با إل�سلام وت�شريعاته لا ي�شرع للم�سلم التم�سك �أو الالتزام بها‬ ‫و إ�نما هي نوع من عادات النا�س وتعاملاتهم المباحة‪.‬‬ ‫جميع الأرض مكان لعبادة الله‪:‬‬ ‫والإ�سلام يعتبر جميع ا ألر�ض مكا ًنا �صال ًحا للعي�ش وعبادة الله ولي�س هناك بلد أ�و مكان محدد يجب على‬ ‫الم�سلمين الهجرة �إليه وال�سكن فيه‪ ،‬و إ�نما العبرة ب إ�مكانية عبادة الله‪.‬‬ ‫ولا يلزم الم�سلم الانتقال والهجرة �إلى مكان آ�خر �إلا �إذا منع من عبادة الله‪ ،‬فينتقل لمكان ي�ستطيع فيه عبادة‬ ‫الله كما قال تعالى ‪َ }:‬يا ِع َبا ِد َي ا َّل ِذي َن �آ َم ُنوا �إِ َّن �أَ ْر ِ�ضي َوا�ِس َع ٌة َف ِ�إ َّيا َي َفا ْع ُب ُدو ِن{(العنكبوت‪.)56 :‬‬ ‫}�إ َّنا َخلَ ْق َنا ُكم ِّمن َذ َك ٍر َو أُ� ْن َثى َو َج َع ْل َنا ُك ْم �ُش ُعو ًبا َو َق َب آ� ِئ َل ِل َت َعا َر ُفواْ �إِ َّن َ�أ ْك َر َم ُك ْم َعن َد الل ِه َ�أ ْت َقا ُك ْم{‬

‫‪21‬‬ ‫لا واسطة في الإسلام بين العبد وربه‬ ‫الله عليه وغفر له‪ ،‬ولي�س ألحد قوى خارقة ولا ت أ�ثير في‬ ‫�أعطت كثير من الديانات لبع�ض الأفراد مزية‬ ‫الكون‪ ،‬بل ا ألمر كله بيد الله‪.‬‬ ‫دينية على غيرهم‪ ،‬وربطت عبادات النا�س و إ�يمانهم‬ ‫بر�ضى �أولئك ا ألفراد وموافقتهم‪ ،‬فهم ‪-‬بح�سب تلك‬ ‫كما حرر الإ�سلام عقل الم�سلم‪ ،‬ودعاه إ�لى الت َف ُّكر‬ ‫الديانات‪ -‬الو�سطاء بينهم وبين ا إلله‪ ،‬وهم من يمنح‬ ‫والتع ُّقل‪ ،‬والاحتكام �إلى القر آ�ن‪ ،‬وما ثبت من �أقوال‬ ‫المغفرة‪ ،‬وربما يعلم الغيب ‪-‬كما هي دعواهم الباطلة‪-‬‬ ‫النبي �صلى الله عليه و�سلم و�أفعاله عند الاختلاف‪ ،‬ولا‬ ‫أ�حد من النا�س يملك الحق المطلق ويجب الان�صياع‬ ‫ويجعلون مخالفتهم �سبب الخ�سران المبين‪.‬‬ ‫لأمره في كل ما يقوله �إلا ر�سول الله �صلى الله عليه‬ ‫فجاء ا إل�لاسم وكرم الإن�سان و أ�على قدره‪ ،‬و أ�بطل‬ ‫و�سلم؛ لأنه لا ينطق عن هواه و إ�نما بوحــي وتوجيــه من‬ ‫�أن تكون �سعادة الب�شرية �أو توبتها �أو عبادتها مربوطة‬ ‫الله عز وجــل‪ ،‬كما قال تعالى‪َ } :‬و َما َين ِط ُق َع ِن ا ْل َه َوى‬ ‫ب�أ�شخا�ص معينين مهما بلغوا من الف�ضل وال�صلاح‪.‬‬ ‫• ِإ� ْن ُه َو ِإ� َّال َو ْح ٌي ُيو َحى{(النجم‪.)4-3 :‬‬ ‫فعبادات الم�سلم بينه وبين الله لي�س ألحد من‬ ‫فما أ�عظم نعمة الله علينا بهذا الدين الذي يوافق‬ ‫النا�س فيها ف�ضل ولا و�ساطة‪ ،‬فالله �سبحانه قريب من‬ ‫الفطرة في النفو�س‪ ،‬ويكرم الإن�سان‪ ،‬ويجعله �سيد‬ ‫عباده ي�سمع دعاء العبد ويجيبه ويرى عبادته و�صلاته‬ ‫نف�سه‪ ،‬ويحرره من العبودية والخ�ضوع لغير الله عز‬ ‫فيثيبه عليها‪ ،‬ولا �أحد من الب�شر يملك حق �إ�صدار‬ ‫الغفران والتوبة‪ ،‬فمتى ما تاب العبد و�أخل�ص لله تاب‬ ‫وجل‪.‬‬ ‫تزداد حرية ا إلن�سان وكرامته بقدر عبوديته لربه ومولاه‪.‬‬

‫‪ 22‬مقدمات‬ ‫الإسلام دين الحياة‬ ‫ا إل�لاسم دين يوازن بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة‪ ،‬فالدنيا هي مزرعة يغر�س فيها الم�سلم الخيرات في‬ ‫جميع جوانب الحياة ليجني جزاء ذلك في الدنيا وا آلخرة‪ ،‬وهذا الغر�س والزرع يحتاج �إلى إ�قبال على الحياة بنف�س‬ ‫متفائلة مل�ؤها الجدية والعزم‪ ،‬ويظهر ذلك في التالي‪:‬‬ ‫عمارة الأرض ‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ُ } :‬ه َو �َأن�َش َأ� ُك ْم ِم َن الَأ ْر�ِض َوا�ْس َت ْع َم َر ُك ْم ِفي َها{(هود‪ )61 :‬فقد خلقنا الله في هذه ا ألر�ض و�أمرنا بعمارتها‬ ‫وتطويرها بالح�ضارة والبناء بما يخدم الب�شرية ولا يتعار�ض مع �شريعة الإ�سلام ال�سمحة‪ ،‬بل جعل عمارتها وتطويرها‬ ‫من المقا�صد والعبادات حتى في أ�حلك الظروف و�أ�شدها‪ ،‬ولهذا ينبه النبي �صلى الله عليه و�سلم إ�لى أ�ن الم�سلم إ�ذا‬ ‫كان على و�شك �أن يغر�س زر ًعا وقامت القيامة فعليه أ�ن يبادر �إلى غر�سه �إن ا�ستطاع ذلك لتكون له �صدقة ( أ�حمد‪.)2712‬‬ ‫مخالطة الناس ‪:‬‬ ‫يدعو ا إل�سلام لم�شاركة النا�س‬ ‫في البناء والح�ضارة وا إل�صلاح‬ ‫ومخالطتهم والتوا�صل معهم ب�أعلى‬ ‫درجات ا ألخلاق وال�سلوكيات الرفيعة‬ ‫على اختلاف ثقافاتهم و أ�ديانهم‪،‬‬ ‫وينبه إ�لى أ�ن العزلة والبعد عن النا�س‬ ‫لي�س طريق الدعاة والم�صلحين‪ ،‬ولهذا‬ ‫جعل ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫الذي يخالط النا�س وي�صبر على ما‬ ‫ي�صيبه من إ�يذائهم و أ�خطائهم خي ًرا‬ ‫من الذي يعتزلهم ويبتعد عنهم (ابن‬ ‫ماجه ‪.)4032‬‬ ‫الذي يخالط النا�س وي�صبر على أ�ذاهم خي ٌر ممن لا يخالطهم‬ ‫ولا ي�صبر على �أذاهم‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫دين العلم ‪:‬‬ ‫لم يكن م�صادفة أ�ن أ�ول كلمة من القر�آن نزلت على النبي �صلى الله عليه و�سلم هي }ا ْق َر أ�ْ{(العلق‪.)1:‬‬ ‫فقد تم الت أ�كيد على دعم الإ�سلام‬ ‫لجميع �أنواع العلوم النافعة للب�شرية‬ ‫حتى �صار الطريق الذي ي�سلكه‬ ‫الم�سلم طل ًبا للعلم والمعرفة هو‬ ‫طريقه و�سبيله إ�لى الجنة كما قال‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪\":‬من �سلك‬ ‫طري ًقا يلتم�س فيه عل ًما �سهل الله‬ ‫له به طريقا من طرق الجنة\"(م�سلم‬ ‫‪ ، 2699‬ابن حبان‪.)84‬‬ ‫ولم يعرف الإ�سلام حر ًبا بين‬ ‫الدين والعلم كما في ديانات �أخرى‪،‬‬ ‫بل على العك�س تما ًما كان الدين هو‬ ‫نبرا�س العلم وهو الداعم له والداعي‬ ‫�إليه تعل ًما وتعلي ًما ما دام فيه الخير‬ ‫للب�شرية‪.‬‬ ‫ولذا كرم الله قدر العالم المعلم‬ ‫للنا�س الخير و َت َّو َجه ب أ�رقى درجات‬ ‫التتويج‪ ،‬ف�أخبر �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫�أن جميع المخلوقات تدعو لمعلم‬ ‫النا�س الخير (الترمذي ‪.)2685‬‬ ‫أ�عظم علماء الطبيعة في التاريخ الإ�لاسمي ابتد�ؤوا حياتهم بالقر�آن‬ ‫الذي دعاهم للاكت�شاف والبحث و إ�عمال العقل‪.‬‬

‫‪ 24‬مقدمات‬ ‫تعلم أحكام الإسلام‬ ‫\"من يرد الله به خي ًرا يفقهه في الدين\"‬ ‫ينبغي للم�سلم الحر�ص على تعلم‬ ‫أ�حكام ال�شرع في جميع مجالات حياته‪ ،‬في‬ ‫عباداته ومعاملاته وعلاقاته؛ لي�ؤدي العبادة‬ ‫على ب�صيرة وعلم‪ ،‬كما قال ر�سول الله �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم‪\" :‬من يرد الله به خي ًرا‬ ‫يفقهه في الدين\" (البخاري ‪ ،71‬م�سلم ‪.)1037‬‬ ‫فيجب عليه تعلم ا ألحكام الواجبة عليه‬ ‫ك�صفة ال�صلاة والطهارة والمباح والمحرم‬ ‫من المطعومات والم�شروبات ونحو ذلك‪،‬‬ ‫كما ي�ستحب له معرفة ا ألحكام المرغب‬ ‫فيها في ال�شرع لكنها لي�ست واجبة عليه‪.‬‬ ‫الأحكام الشرعية‬ ‫جميع أ�فعال ا إلن�سان و أ�قواله وت�صرفاته لا تخرج في ال�شرع عن خم�سة أ�حوال‪:‬‬ ‫وهو ما أ�مر الله به بحيث يثاب فاعله ويعاقب تاركه‪ ،‬مثل ال�صلوات‬ ‫الواجب‬ ‫الخم�س‪ ،‬و�صيام رم�ضان‪.‬‬ ‫الحرام‬ ‫ما نهى الله عنه بحيث يثاب تاركه ويعاقب فاعله‪ ،‬كالزنى‪ ،‬و�شرب الخمر‪.‬‬ ‫وهو ما رغب ا إل�سلام في فعله بحيث يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه‪ ،‬مثل‬ ‫السنة‬ ‫الابت�سامة في وجوه النا�س‪ ،‬وابتدائهم بال�سلام‪ ،‬و إ�زالة القاذورات عن الطريق‪.‬‬ ‫والمستحب‬ ‫المكروه‬ ‫هو ما رغب الإ�سلام في تركه بحيث يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله‪ ،‬مثل العبث‬ ‫با أل�صابع �أثناء ال�صلاة‪.‬‬ ‫وهو الذي ِفع ُله وتر ُكه لا يتعلق به �أمر ولا نهي‪ ،‬مثل �أ�صل ا ألكل وال�شرب والكلام‪.‬‬ ‫المباح‬

‫‪25‬‬ ‫أركان الإسلام الخمسة‬ ‫قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬بني ا إل�سلام على خم�س‪� :‬شهادة �أن لا إ�له �إلا الله‪ ،‬و�أن محم ًدا ر�سول الله‪،‬‬ ‫و�إقام ال�صلاة‪ ،‬و�إيتاء الزكاة‪ ،‬وحج البيت‪ ،‬و�صوم رم�ضان\" (البخاري ‪ ،8‬م�سلم ‪.)16‬‬ ‫وهذه ا ألركان الخم�سة هي أ��سا�سات الدين ودعائمه العظام‪ ،‬و�سنقوم بتو�ضيحها‪ ،‬و�شرح أ�حكامها في الف�صول‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫ف�أولها ا إليمان والتوحيد‪ ،‬وهو الباب القادم بعنوان (�إيمان الم�سلم)‪.‬‬ ‫وي أ�تي بعده ال�صلاة التي هي أ�عظم العبادات و أ��شرفها‪ ،‬قال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬وعموده ال�صلاة\" (الترمذي‬ ‫‪ )2749‬أ�ي إ�ن عمود الإ�سلام الذي يقوم عليه وينبني عليه ولا إ��سلام بدونه هو ال�صلاة‪.‬‬ ‫ولكن ال�صلاة ي�شترط ل�صحتها أ�ن ي ؤ�ديها الم�سلم وهو على طهارة‪ ،‬ولهذا �سيتبع باب (�إيمان الم�سلم) باب‬ ‫(طهارة الم�سلم) ثم (�صلاة الم�سلم) وهكذا‪.‬‬ ‫أركان الإسلام‪:‬‬ ‫‪� 1‬شهادة أ�ن لا �إله �إلا الله ‪ ،‬و�أن محم ًدا ر�سول الله‪.‬‬ ‫‪ 3‬إ�يتاء الزكاة‪.‬‬ ‫‪ 2‬إ�قامة ال�لاصة‪.‬‬ ‫‪ 5‬حج البيت‪.‬‬ ‫‪� 4‬صوم رم�ضان‪.‬‬

‫‪ 26‬مقدمات‬ ‫كيف أعرف أحكام الدين؟‬ ‫من أ��صيب بمر�ض و أ�راد العلاج منه ف�سيبحث‬ ‫عن �أمهر ا ألطباء و أ�علمهم لي�أخذ منه العلاج‬ ‫الناجع‪ ،‬ولن يت�ساهل في أ�خذ �أي و�صفة من �أي‬ ‫طبيب لأن حياته غالية نفي�سة لديه‪.‬‬ ‫ودين الم�سلم أ�غلى ما يملك‪ ،‬وعليه �أن يجتهد‬ ‫في معرفة دينه وال�س�ؤال عما يجهله من أ�هل العلم‬ ‫والمعرفة والثقة‪.‬‬ ‫وقراءتك لهذا الكتاب هي خطوة على الطريق‬ ‫ال�صحيح‪ ،‬كما قال تعالى‪َ } :‬فا�ْس�أَ ُلو ْا �أَ ْه َل ال ِّذ ْك ِر‬ ‫�إِن ُكن ُت ْم ل َا َت ْع َل ُمو َن{(النحل‪ )43:‬وعليك �أن تتبعها‬ ‫بخطوات �أخرى إ�ذا �أ�شكل عليك �شيء من ا ألمور‬ ‫عبر المراكز الإ�سلامية والم�ساجد القريبة منك‪.‬‬ ‫مع تعدد الو�سائل على الم�سلم العناية بالم�صادر الموثوقة‬ ‫كما ينبغي عليك الرجوع لمواقع الإنترنت‬ ‫التي تقدم �أحكام ا إل�لاسم‪.‬‬ ‫الموثوقة والتي تو�ضح حقائق الدين‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫‪www.imuslimguide.com‬‬ ‫‪www.newmuslimguide.com‬‬ ‫‪www.al-islam.com‬‬ ‫‪www.islamweb.net‬‬

‫‪27‬‬ ‫الإسلام هو دين الاعتدال‬ ‫ا إل�لاسم هو دين الاعتدال بدون ت�ساهل وتفريط أ�و ت�شدد‬ ‫وغلو‪ ،‬ويتجلى ذلك في كل �شعائر الدين وعباداته‪.‬‬ ‫ولما كان ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم ُيع ِّلم‬ ‫ولهذا جاء الت�أكيد الرباني للر�سول �صلى الله عليه‬ ‫�صحابته �أحد أ�فعال الحج حذرهم من الغلو ونبههم �إلى‬ ‫و�سلم و�صحابته والم ؤ�منين بالاعتدال ويكون ذلك‬ ‫�أنه �سبب هلاك ا ألمم ال�سابقة‪ ،‬فقال‪�\" :‬إياكم والغلو في‬ ‫الدين ف إ�نما أ�هلك من كان قبلكم الغلو في الدين\"(ابن‬ ‫برعاية �أمرين‪:‬‬ ‫ماجه ‪.)3029‬‬ ‫‪21‬‬ ‫وقال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬عليكم من الأعمال ما‬ ‫النهي عن‬ ‫الاستقامة على‬ ‫تطيقون \" (البخاري ‪.)1100‬‬ ‫الغلو والتجاوز‬ ‫الدين ‪ ،‬وتعظيم‬ ‫شعائر الله في‬ ‫ولهذا �أبان ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم حقيقة‬ ‫والطغيان‪.‬‬ ‫الر�سالة التي بعث بها و�أنها لم ت�أت لتكليف النا�س‬ ‫القلوب‪.‬‬ ‫فوق طاقتهم‪ ،‬و إ�نما جاءت بالتعليم والحكمة والي�سر‪،‬‬ ‫فقال تعالى‪َ } :‬فا�ْس َت ِق ْم َك َما ُأ� ِم ْر َت َو َمن َتا َب َم َع َك َولا‬ ‫فقال‪ \":‬إ�ن الله لم يبعثني معن ًتا ولا متعن ًتا ولكن بعثني‬ ‫َت ْط َغ ْوا �إ َّن ُه ِب َما َت ْع َم ُلو َن َب ِ�صي ٌر{(هود ‪.)112‬‬ ‫معل ًما مي�سرا\"(م�سلم ‪.)1478‬‬ ‫أ�ي الزم الا�ستقامة على الحق واجتهد في ذلك‬ ‫بدون مبالغة وتجاوز بزيادة �أو تكلف‪.‬‬

‫‪ 28‬مقدمات‬ ‫الدين يشمل جميع جوانب الحياة‬ ‫ا إل�سلام لي�س حاجة روحية يمار�سها الم�سلمون في الم�ساجد بالدعاء وال�صلاة فقط‪..‬‬ ‫ولي�س أ�ي ً�ضا مجرد �آراء ومعتقدات ي ؤ�من بها أ�تباعه فقط‪..‬‬ ‫كما أ�نه لي�س مجرد نظام اقت�صادي متكامل‪..‬‬ ‫ولي�س قواعد ونظريات لبناء النظام والمجتمع فقط‪..‬‬ ‫ولي�س كذلك مجرد حزمة من الأخلاقيات وال�سلوكيات في التعامل مع الآخرين‪..‬‬ ‫أ�َ ْك َم ْل ُت‬ ‫ولكنه منهج متكامل لجميع جوانب الحياة بكل �أبعادها و�آفاقها في�شمل ذلك كله وغيره‪.‬‬ ‫َل ُك ْم‬ ‫}ا ْل َي ْو َم‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫الكامل‪،‬‬ ‫وقد تمم الله على الم�سلمين هذه النعمة ور�ضي لنا هذا الدين‬ ‫ِدي َن ُك ْم َو أ�َ ْت َم ْم ُت َع َل ْي ُك ْم ِن ْع َم ِتي َو َر ِ�ضي ُت َل ُك ُم ا إِل�ْسل َا َم ِدي ًنا{ (المائدة‪.)3 :‬‬ ‫ولما قال �أحد الم�شركين �ساخ ًرا‪ ،‬لل�صحابي الجليل �سلمان الفار�سي ‪�:‬إن �صاحبكم (يعني ر�سول الله) يعلمكم‬ ‫كل �شيء حتى آ�داب البول والغائط؟ �أجابه ال�صحابي الجليل‪ :‬نعم قد علمنا‪ ،‬ثم ذكر له �أحكام ا إل�سلام و آ�دابه في‬ ‫هذا الأمر (م�سلم‪.)262 :‬‬ ‫العبرة بحقيقة الإسلام لا بواقع بعض المسلمين‬ ‫إ�ذا وجدت طبي ًبا يمار�س عادة �صحية‬ ‫�ضارة‪� ،‬أو معل ًما يتعامل ب�أخلاق �سيئة؛ ف�إنك مع‬ ‫‪-‬ا�ستغرابك وا�ستهجانك لممار�سته التي تخالف‬ ‫معرفته ومعلوماته ومكانته‪ -‬لن تغير ر�أيك في‬ ‫أ�همية علم الطب للب�شرية أ�و مكانة التعليم‬ ‫للمجتمع والح�ضارة‪.‬‬ ‫و�سترى �أن ذلك الطبيب �أو المعلم ما هو‬ ‫�إلا نموذج غير م�شرف للتخ�ص�ص والمهنة التي‬ ‫ينتمي إ�ليها‪.‬‬ ‫و�إذا وجدنا ممار�سات �سيئة لبعـ�ض الم�سلمين‪،‬‬ ‫ف إ�ن ذلك لا يعبر عن حقيقة الإ�سلام ال�صافي‪ ،‬بل‬ ‫هو مظهر لل�ضعف الب�شري والثقافات والعادات‬ ‫ال�سيئة التي لا تمت إ�لى الإ�سلام ب�صلة‪ ،‬كما �أن‬ ‫عادات ذلك الطبيب أ�و المعلم و أ�خلاقياته لا‬ ‫تن�سب �إلى الطب والتعليم‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫الضرورات الخمس‬ ‫وهي الم�صالح الكبرى التي لابد منها ل إلن�سان‬ ‫ليعي�ش حياة كريمة‪ ،‬وجاءت كل ال�شرائع با ألمر‬ ‫بحفظها والنهي عما ي�ضادها‪.‬‬ ‫وقد جاء الإ�سلام بالحفاظ عليها ومراعاتها ليعي�ش‬ ‫الم�سلم في هذه الدنيا �آمنا مطمئنا يعمل لدنياه و�آخرته‪.‬‬ ‫ويعي�ش المجتمع الم�سلم �أمة واحدة متما�سكة‬ ‫كالبنيان ي�شد بع�ضه بع ً�ضا‪ ،‬وكالج�ســد الواحـــد إ�ذا‬ ‫ا�شتكــى منه ع�ضو تداعى له �سائر الج�سد بالحمى‬ ‫وال�سهر‪ ،‬ويكون حفظها ب�أمرين‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫صيانتها من‬ ‫إقامتها ورعايتها‪.‬‬ ‫العبث والخلل‪.‬‬ ‫وال�ضرورات الخم�س كالتالي‪:‬‬ ‫‪ 1‬الدين ‪:‬‬ ‫وهي الق�ضية الكبرى التي خلق الله النا�س من أ�جلها‪ ،‬و أ�ر�سل الر�سل لتبليغها والمحافظة عليها‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫} َو َل َق ْد َب َع ْث َنا ِفي ُك ِّل أ�ُ َّم ٍة َر�ُسو ًال �َأ ِن ا ْع ُب ُدوا الل َه َوا ْج َت ِن ُبوا ال َّطا ُغو َت{(النحل‪.)36 :‬‬ ‫وقد راعى الإ�سلام حفظ الدين و�صيانته من كل ما يخد�شه وي ؤ�ثر على �صفوه من ال�شرك والخرافات والمحدثات‪،‬‬ ‫أ�و المعا�صي والمحرمات‪.‬‬ ‫‪ 2‬البدن‪:‬‬ ‫وقد �أمر الله بالمحافظة على النف�س الب�شرية ولو أ�دى ذلك لارتكاب محرم‪ ،‬ف إ�نه حين الا�ضطرار يكون معف ًوا‬ ‫عنه‪ ،‬كما قال تعالى‪َ }:‬ف َم ِن ا ْ�ض ُط َّر َغ ْي َر َبا ٍغ َو َال َعا ٍد َفلاَ إ�ِ ْث َم َع َل ْي ِه إِ� َّن الل َه َغ ُفو ٌر َر ِحي ٌم{ (البقرة‪.)173 :‬‬ ‫فنهى عن قتل النف�س وا إل�ضرار بها‪ ،‬فقال تعالى‪} :‬ول َا ُت ْل ُقو ْا ِب َأ� ْي ِدي ُك ْم ِ إ� َلى ال َّت ْه ُل َك ِة{(البقرة‪.)195 :‬‬ ‫ا َّل ِذي َن‬ ‫تعالى‪َ } :‬يا َأ� ُّي َها‬ ‫َل َع َّل ُك ْم‬ ‫َيا �ُأو ِلي ا ْ َلأ ْل َبا ِب‬ ‫كان دينهم فقال‬ ‫بغير حق �أ ًيا‬ ‫و�شرع العقوبات العادلة التي تمنع من الاعتداء على النا�س‬ ‫ا ْل ِق َ�صا�ِص َح َيا ٌة‬ ‫} َو َل ُك ْم ِفي‬ ‫�آ َم ُنوا ُك ِت َب َع َل ْي ُك ُم ا ْل ِق َ�صا�ُص ِفي ا ْل َق ْت َلى{(البقرة‪ ،)178 :‬وقال‪:‬‬ ‫َت َّت ُقو َن{(البقرة‪)179 :‬‬

‫‪ 30‬مقدمات‬ ‫‪ 3‬العقل ‪:‬‬ ‫فقد نهى الله عز وجل عن كل ما ي�ؤثر في العقل والإدراك؛ لأن العقل �أحد �أعظم نعم الله علينا‪ ،‬وفيه قوام كرامة‬ ‫الإن�سان وتميزه‪ ،‬وعليه مدار الم�ساءلة والح�ساب في الدنيا وا آلخرة‪.‬‬ ‫ا ْلح َخر ْمم ُرالَولا ْهل َما ْيل�ِسخ ُرموَورا ْلأَو ْانل َ�مصاخ ُدبر َاوا ْتَأل ْزب اَأ�لن ُوما ِرع ْهجا� ٌسو ِجمعْلنه َاع َمر ِلجا�ًلس�َّاش ْيم َطنا ِنع َفمال ْجاَتلِن�ُبشوي ُهطَلاَع َّلن ُك‪ْ ،‬مف ُتق ْاف ِلل ُحتوع َانل{ى(‪:‬الم}ا َيئادة�أَ‪ُّ :‬ي َ‪0‬ها‪)9‬ا‪َّ.‬ل ِذي َن‬ ‫ولهذا‬ ‫آ� َم ُنوا ِإ� َّن َما‬ ‫محددة في الدنيا‪ ،‬ف�ضلاً عما يلاقيه في الآخرة‬ ‫‪ 4‬النسل ‪:‬‬ ‫من العذاب‪.‬‬ ‫ويظهر ت�أكيد ا إل�سلام واهتمامه بالحفاظ على‬ ‫الن�سل وتكوين العائلة وا أل�سرة التي يتربى فيها الن�شء‬ ‫ • �أمر بالحفاظ على ال�شرف للرجل والمر أ�ة‪ ،‬واعتبر‬ ‫من ُقتل ليحافظ على عر�ضه وعر�ض أ�هله �شهي ًدا‬ ‫على معالي ا ألمور في عدد من الأحكام‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ • حث ا إل�سلام على الزواج وتي�سيره وعدم المبالغة‬ ‫في �سبيل الله (انظر‪�:‬ص‪.)240‬‬ ‫في تكاليفه‪ ،‬فقال تعالى‪َ }:‬و�َأ ْن ِك ُحوا ا َْ أل َيا َمى ِم ْن ُك ْم{‬ ‫‪ 5‬المال‪:‬‬ ‫(النور‪.)32 :‬‬ ‫ف�أوجب الإ�سلام للحفاظ على المال ال�سعي في‬ ‫ • ح َّرم الإ�سلام جميع العلاقات الآثمة و�سد جميع‬ ‫الطرق المو�صلة �إليها فقال تعالى‪َ } :‬و َال َت ْق َر ُبوا‬ ‫طلب الرزق و�أباح المعاملات والمبادلات والتجارة‪.‬‬ ‫ال ِّز َنا �ِإ َّن ُه َكا َن َفا ِح�َش ًة َو�َسا َء �َس ِبيلاً {(الإ�سراء‪.)32 :‬‬ ‫وللحفاظ عليه ح َّرم الربا وال�سرقة والغ�ش والخيانة‬ ‫ • نهى عن اتهام النا�س في أ�ن�سابهم و أ�عرا�ضهم‬ ‫و أ�كل أ�موال النا�س بالباطل‪ ،‬وتوعد القر آ�ن من فعل ذلك‬ ‫وجعل ذلك من كبائر الذنوب وتوعد فاعله بعقوبة‬ ‫ب أ��شد العقوبات (انظر‪�:‬ص‪.)206‬‬ ‫قال تعالى‪َ } :‬يا َ�أ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ� َم ُنوا اَل َت�ْأ ُك ُلوا َأ� ْم َوا َل ُك ْم َب ْي َن ُك ْم ِبا ْل َبا ِط ِل{‬

‫‪31‬‬ ‫مصادر التشريع في الإسلام‬ ‫يعتمد الم�سلمون في معرفة �شرائع الإ�سلام و أ�حكامه على أ��صول و�أدلة كبرى‬ ‫ي�ستمدون منها العلم ب�أحكام الوقائع هل هي حلال �أم حرام‪..‬‬ ‫وا ألدلة الكلية لل�شريعة كالتالي‪:‬‬ ‫‪ 1‬القرآن الكريم‪:‬‬ ‫بين الحق والباطل‪ ،‬وهو المحفوظ من التبديل والتغيير‪ ،‬ف�إذا‬ ‫لعباده هدى وبيا ًنا وفرقا ًنا‬ ‫وهو كتاب الله المنزل‬ ‫الانقياد لمقت�ضى الأمر والنهي‪ ،‬ف�إذا قال‪َ } :‬و َأ� ِقي ُموا ال َّ�صلاَ َة{‬ ‫وجب على جميع الم�سلمين‬ ‫أ�مر الله في كتابه �أو نهى‬ ‫(النور‪ )56 :‬علمنا يقينا وجوب ال�صلاة‪ ،‬و إ�ذا قال‪َ } :‬و اَل َت ْق َر ُبوا ال ِّز َنا ِإ� َّن ُه َكا َن َفا ِح�َش ًة َو�َسا َء �َس ِبيلاً { (الإ�سراء‪ )32 :‬علمنا‬ ‫يقينا حرمة الزنا‪ ..‬ول َّما كان الله قد تك َّفل بحفظ القر�آن عن التغيير والزيادة والنق�صان ف إ�ننا فقط نحتاج للت�أكد‬ ‫من دلالة الآية على المق�صود‪.‬‬ ‫القر آ�ن �أعظم م�صدر لل�شريعة‪ ،‬وينظرالفقيه‬ ‫لدلالة أ�لفاظه ومعانيه لا لثبوته‪ ،‬فقد‬ ‫حفظه الله من التحريف والتبديل‪.‬‬

‫‪ 32‬مقدمات‬ ‫‪ 2‬السنة النبوية‪:‬‬ ‫وهي كل ما ثبت من �أقوال النبي �صلى الله عليه و�سلم و�أفعاله وتقريراته و�أخلاقه‪ ،‬ف إ�ذا علمنا ثبوت قول النبي‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬لا ُيجمع بين المر�أة وعمتها‪ ،‬ولا بين المر�أة وخالتها\" (البخاري ‪ )5109‬علمنا �أنه لا يجوز ولا‬ ‫ي�صح أ�ن يتزوج الرجل امر أ�ة ويتزوج معها عمة تلك المر�أة أ�وخالتها‪.‬‬ ‫وينظر في �سنة ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم لا�ستنباط الأحكام منها في جهتين‪:‬‬ ‫• ثبوت ن�سبة الحديث للر�سول �صلى الله عليه و�سلم‪ ,‬وقد قام علماء ا إل�سلام بجهود جبارة‪ ,‬وب أ�على معايير‬ ‫الدقة والإتقان لدرا�سة ال�سنة النبوية ال�شريفة وتمييز الحديث ال�صحيح الذي ثبت برواية الثقات الحفاظ عن‬ ‫ا ألحاديث التي تن�سب للر�سول �صلى الله عليه و�سلم ولي�ست من �سنته‪ ،‬و�إنما ن�ش�أت ب�سبب الخط أ� والوهم أ�و‬ ‫ب�سبب كذب بع�ض �أعداء ا إل�سلام‪.‬‬ ‫• دلالة الحديث على المعنى المق�صود‪ ,‬وقد تكون الدلالة �صريحة وا�ضحة لا يختلف في معناها‪ ,‬وقد تكون‬ ‫محتملة أ�كثر من معنى‪� ,‬أو لا تفهم �إلا ب�ضمها �إلى حديث آ�خر‪.‬‬ ‫‪ 3‬الإجماع‪:‬‬ ‫وهو اتفاق علماء ا إل�سلام قاطبة على �أمر من ا ألمور في أ�ي ع�صر من الع�صور‪ ،‬وغالب أ�حكام الإ�سلام و�شرائعه‬ ‫الكبرى اتفق عليها علماء الإ�سلام ولم يختلفوا فيها‪ ,‬ومن ذلك‪ :‬عدد ركعات ال�صلاة‪ ،‬ووقت ا إلم�ساك وا إلفطار في‬ ‫ال�صيام ووقت الإفطار‪ ,‬وقدر الزكاة في الذهب والف�ضة‪ ,‬وغير ذلك من ا ألحكام‪.‬‬ ‫ف إ�ذا اتفق ال�صحابة أ�و من جاء بعدهم على قول كان ذلك دليلا على �صحته؛ ألن ا ألمة لا تجتمع كلها على خط أ�‪.‬‬ ‫‪ 4‬القياس‪:‬‬ ‫وهو الحكم على م�س�ألة لم ترد في الكتاب وال�سنة بحكم م�س�ألة أ�خرى وردت لاتفاقهما في علة الحكم و�سببه‪،‬‬ ‫مثل قولنا بتحريم �ضرب الوالدين قيا�سا على‬ ‫تحريم الت�أفف ورفع ال�صوت عليهما‪ ،‬كما‬ ‫قال تعالى‪َ } :‬فلاَ َت ُق ْل َل ُه َما �ُأ ٍّف َو اَل َت ْن َه ْر ُه َما{‬ ‫(الإ�سراء‪ )23 :‬ف�إذا حرم الله رفع ال�صوت حتى لا‬ ‫ن�ؤذي به الوالدين ف إ�ن تحريم ال�ضرب من باب‬ ‫أ�ولى لاتفاقهما في علة الإيذاء‪ ..‬وهو باب دقيق‬ ‫يخت�ص به أ�هل العلم المتمكنون‪ ,‬وبه تعرف‬ ‫أ�حكام الم�سائل الحادثة‪.‬‬ ‫كل الم�شروبات الم�سكرة باختلاف أ�نواعها‬ ‫محرمة قيا�ًسا على الخمر الم�صنوع من‬ ‫العنب؛ لأن العلة في التحريم هي ا إل�سكار‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫لماذا يختلف العلماء مع اتفاقهم في مصادر التشريع؟‬ ‫رواياته و�أحداثه‪ ،‬والأطباء والمهند�سون والخبراء‬ ‫لمعرفة ذلك يجب �أن تتعرف على التالي ‪:‬‬ ‫والفنيون يختلفون في المو�ضوع الواحد والنظر‬ ‫‪ 1‬جميع �أهل العلم متفقون على م�سائل الإيمان‬ ‫و�أ�صول ال�شرائع و�أركان ا إل�سلام ومبانيه العظام‪,‬‬ ‫إ�ليه وتحليله‪.‬‬ ‫و�إنما ينح�صر الخلاف في بع�ض تفا�صيل ا ألحكام‬ ‫فالاختلاف في الأمور الفرعية والتف�صيلية �أمر‬ ‫الفقهية وتطبيقاتها‪.‬‬ ‫طبعي تقت�ضيه الحياة العلمية والعملية‪.‬‬ ‫�أما القواعد العامة و�أ�صول الأحكام ف أ�هل العلم‬ ‫متفقون عليها بف�ضل الله على هذه ال�شريعة التي هي‬ ‫‪ 3‬الله عز وجل قد عذر من طلب الحق‬ ‫خاتمة ال�شرائع والر�سالات‪ ,‬والتي تكفل الله بحفظها‬ ‫بالطريقة ال�صحيحة ف�أخط أ� الو�صول �إليه‪ ,‬وقد‬ ‫ب�شر الر�سول �صلى الله عليه و�سلم الباحث عن‬ ‫�إلى �أن يرث الله ا ألر�ض ومن عليها‪.‬‬ ‫الحق بالطريقة ال�صحيحة ب�أنه لا يخلو من الأجر‬ ‫‪ 2‬الاختلاففيا ألمورالفرعيةوالتف�صيلية أ�مر‬ ‫في الحالين‪.‬‬ ‫طبعي‪ ،‬ولا يوجد ت�شريع �سماوي �أو و�ضعي يخلو من‬ ‫ف�إن أ��صاب الحق كان له أ�جران‪ ,‬و�إن أ�خط أ� مع‬ ‫ذلك‪ ،‬بل لا يوجد علم من العلوم يخلو منه‪ ،‬فعلماء‬ ‫حر�صه و�سلوكه للطريق ال�صحيح كان له أ�جر واحد‪,‬‬ ‫القانون مختلفون في �شرحه وتف�سيره‪ ،‬والمحاكم‬ ‫قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪ \" :‬إ�ذا حكم الحاكم‬ ‫مختلفة في تطبيقه‪ ،‬وعلماء التاريخ مختلفون في‬

‫‪ 34‬مقدمات‬ ‫ • ا إلمام ال�شافعي‪ ,‬وا�سمه محمد بن �إدري�س‪,‬‬ ‫فاجتهد ثم �أ�صاب فله أ�جران‪ ،‬و إ�ذا حكم فاجتهد ثم‬ ‫عا�ش بين مكة والمدينة والعراق وم�صر‪,‬‬ ‫�أخط�أ فله أ�جر\" (البخاري ‪.)7352‬‬ ‫وتوفي عام ‪ 204‬للهجرة‪ ,‬و إ�ليه ين�سب المذهب‬ ‫ولما حكى الله ق�صة �أنبياء الله داود و�سليمان عليهما‬ ‫ال�شافعي‪.‬‬ ‫ال�سلام ل َّما عر�ضت عليهما ق�ضية للحكم فيها فاجتهدا‬ ‫ •الإمام �أحمد بن حنبل‪ ,‬عا�ش غالب حياته‬ ‫جمي ًعا‪ ,‬وحكم �سليمان عليه ال�سلام بال�صواب ولم يوفق‬ ‫في العراق‪ ,‬وتوفي عام ‪ 241‬للهجرة‪ ,‬و إ�ليه‬ ‫داود عليه ال�سلام لذلك الحكم‪ ,‬فق�ص الله ق�صتهما‪,‬‬ ‫و�أثبت �صحة قول �سليمان وخط�أ داود عليهما ال�سلام‪,‬‬ ‫ين�سب المذهب الحنبلي‪.‬‬ ‫ومع ذلك أ�ثنى على علمهما جمي ًعا‪ ،‬كما قال‪َ } :‬ف َف َّه ْم َنا َها‬ ‫وقد كان بين ا ألئمة الأربعة وطلابهم ثناء متبادل‪,‬‬ ‫وتدار�س متنوع فالكل يحر�ص على اتباع الحق وال�صواب‪,‬‬ ‫�ُس َل ْي َما َن َو ُك اًّل �آ َت ْي َنا ُح ْك ًما َو ِع ْل ًما{ (الأنبياء‪.)79 :‬‬ ‫ولا يجد حر ًجا من �أن يوافق فلا ًنا في م�س�ألة‪ ,‬وا آلخر‬ ‫في م�س أ�لة أ�خرى؛ اتباعا للحق والدليل‪ ,‬ولهذا نجد أ�ن‬ ‫‪ 4‬جميع أ�هل العلم المعتبرين و أ�ئمة المذاهب‬ ‫بع�ضهم تتلمذ على ا آلخر‪ ,‬فالإمام أ�حمد تتلمذ ودر�س‬ ‫الأربعة يعتمدون على الكتاب وال�سنة ولا يتقدمون‬ ‫على يد ال�شافعي‪ ,‬وال�شافعي تتلمذ ودر�س عند ا إلمام‬ ‫عليها بر أ�ي �أو اعترا�ض‪ ،‬ولم يكن اختلافهم مبنيا‬ ‫مالك‪ ,‬وح�صلت بين مالك وتلاميذ أ�بي حنيفة لقاءات‬ ‫على هوى �أو اندفاعا وراء أ�غرا�ض وم�صالح‪ ،‬بل‬ ‫كان مبنيا على �أ�س�س علمية مو�ضوعية للو�صول‬ ‫ومدار�سات علمية‪..‬‬ ‫�إلى الحق‪ ,‬فقد يبلغ الحديث �أحد أ�هل العلم ولا‬ ‫وقد ثبت عن ا ألئمة ا ألربعة جميعا قولهم‪� :‬إذا �صح‬ ‫يبلغ ا آلخر‪� ,‬أو تختلف وجهات النظر العلمي في‬ ‫الحديث فهو مذهبي‪ ,‬فمق�صودهم الأول ن�شر العلم‬ ‫تفهم الدليل من الكتاب وال�سنة وغير ذلك‪.‬‬ ‫ورفع الجهل عن النا�س‪ ,‬فرحمهم الله رحمة وا�سعة‪.‬‬ ‫‪ 5‬ا�شتهر أ�ربعة من أ�عظم علماء وفقهاء الإ�سلام‬ ‫اتفق النا�س على �إمامتهم في العلم والدين‪,‬‬ ‫وبلغوا درجة عالية من الفقه والعلم والديانة‪،‬‬ ‫وكثر طلابهم ون�شروا �أقوالهم وعلموها للنا�س‬ ‫في أ�نحاء الأر�ض‪ ,‬فتكونت لدينا المذاهب ا ألربعة‬ ‫المنت�شرة في بلاد الم�سلمين ن�سبة �إليهم‪ ,‬وهم‬ ‫كالتالي‪:‬‬ ‫ •ا إلمام �أبو حنيفة‪ ,‬وا�سمه النعمان بن ثابت‪,‬‬ ‫عا�شفيالعراق‪,‬وتوفيعام‪ 150‬للهجرة‪,‬و�إليه‬ ‫ين�سب المذهب الحنفي‪.‬‬ ‫ •الإمام مالك بن �أن�س ا أل�صبحي‪� ,‬إمام‬ ‫المدينة المنورة‪ ,‬توفي عام ‪ 179‬للهجرة‪,‬‬ ‫و إ�ليه ين�سب المذهب المالكي‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫ما الواجب على المسلم تجاه الخلاف الفقهي؟‬ ‫الواجب على الم�سلم الاجتهاد في اتباع الحق والو�صول �إليه‪..‬‬ ‫ •ف�إن كان من طلاب العلم المتخ�ص�صين والمتمكنين من درا�سة الأدلة‪ ,‬فيلزمه اتباع ما و�صل إ�ليه‬ ‫اجتهاده في فهم الأدلة وفق قواعد علم أ��صول الفقه‪ ,‬ويحرم عليه التع�صب ل�شيخه �أو مذهبه إ�ذا ظهر‬ ‫له أ�ن ال�صواب مع غيره‪.‬‬ ‫ •�أما من كان من عامة الم�سلمين وهو غير متخ�ص�ص �أو متمكن من النظر في ا ألدلة فيلزمه‬ ‫�أن يجتهد في تقليد الأوثق لديه في دينه وعلمه‪ ,‬وهو بذلك قد �أدى ما عليه‪ ,‬وامتثل قول الله تعالى‪:‬‬ ‫} َفا�ْسَ أ� ُلوا أ�َ ْه َل ال ِّذ ْك ِر ِ إ� ْن ُك ْن ُت ْم َال َت ْع َل ُمو َن{ (الأنبياء‪.)7 :‬‬ ‫و إ�ذا علم قو اًل موثو ًقا �أو �س�أل عال ًما معتب ًرا في م�س�ألة فلا يلزمه �أن ي�س�أل بعده �أح ًدا‪ ,‬ف�إن علم بقول آ�خر‬ ‫مخالف له فعليه �أن يتبع من يظن �أنه �أقرب �إلى ال�صواب والحق‪ ,‬كما يفعل المري�ض إ�ذا اختلف الأطباء في‬ ‫و�صايا علاجه‪.‬‬ ‫وعليه أ�ن لا يعيب ولا ينكر على غيره من الم�سلمين إ�ذا خالفه الر أ�ي مادام قد اتبع مذه ًبا فقه ًيا �أو قلد‬ ‫عال ًما معتب ًرا أ�و كان من �أهل الاجتهاد والفقه وقد كان ال�صحابة وال�سلف يختلفون في الم�سائل الفقهية مع‬ ‫بقاء المحبة والأخوة ويتحاورون من غير أ�ن يعيب بع�ضهم بع ً�ضا‪.‬‬

‫‪ 36‬إيمان المسلم‬

‫‪37‬‬ ‫إيمان المسلم‬ ‫‪1‬‬ ‫اتفق��ت جميع ر�س��الات الأنبياء ألقوامه��م على عبادة‬ ‫الله وحده لا �شريك له والكفر بما يعبد من دون الله‬ ‫وه��ذا ه��و حقيق��ة معن��ى لا �إله إ�لا الله محمد ر�س��ول‬ ‫الله‪ ،‬وهي الكلمة التي يدخل بها المرء في دين الله‪.‬‬ ‫ا إليمان بالر�سل‬ ‫الإيمان بالله‬ ‫ال�شهادتان‬ ‫ا إليمان باليوم الآخر‬ ‫الإيمان بالملائكة‬ ‫�شهادة أ�ن محم ًدا ر�سول الله‬ ‫الإيمان بالكتب‬ ‫ا إليمان بالقدر‬ ‫�أركان ا إليمان ال�ستة‬

‫‪ 38‬إيمان المسلم‬ ‫الشهادتانمعناهماومقتضاهما‬ ‫أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله‬ ‫م�آذن جامع الأزهر بالقاهرة‪.‬‬ ‫شهادة أن لاإله إلا الله‬ ‫مكانة لا �إله �إلا الله‪:‬‬ ‫جعل ل إا�سلام لكلمة التوحيد لا �إله إ�لا الله �أعظم المكانة و أ�جلها‪:‬‬ ‫• فهي �أول واجب على الم�سلم فمن أ�راد الدخول في ل إا�سلام فعليه �أن يعتقدها ويتلفظ بها‪.‬‬ ‫• ومن قالها موق ًنا بها يبتغي بذلك وجه الله كانت �سب ًبا في نجاته من النار كما قال النبي �صلى الله عليه‬ ‫و�سلم‪\" :‬ف إ�ن الله حرم على النار من قال لا �إله إ�لا الله يبتغي بذلك وجه الله\" (البخاري ‪.)415‬‬ ‫ • ومن مات على هذه الكلمة م ؤ�م ًنا بها فهو من أ�هل الجنة‪ ،‬كما قال النبي �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من مات‬ ‫وهو يعلم أ�ن لا إ�له إ�لا الله دخل الجنة\"( أ�حمد ‪.)464‬‬ ‫ولذا ف إ�ن وجوب معرفة لا �إله �إلا الله �أعظم الواجبات و�أهمها‪.‬‬ ‫معنى لا إله إلا الله‪:‬‬ ‫أ�ي لا معبود بحق �إلا الله وحده‪ ،‬فهو نفي لاإله َّية عما �سوى الله تبارك وتعالى‪ ،‬و�إثباتها كلها لله وحده لا �شريك له‪.‬‬ ‫ولاإله‪ :‬بمعنى المعبودالذي تخ�ضع له القلوب فتعظمه وتدعوه وتخافه وترجوه ‪ ،‬فمن خ�ضع ل�شيء وذل له و�أحبه‬ ‫ورجاه فقد اتخذه �إل ًها ومعبو ًدا‪ ،‬وجميع تلك المعبودات باطلة إ�لا إ�ل ًها واح ًدا‪ ،‬وهو الرب الخالق تبارك وتعالى‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫فهو �سبحانه وتعالى الم�ستحق للعبادة دون ما �سواه‪ ،‬وهو الذي تعبده القلوب‬ ‫محبة و�إجلالاً وتعظي ًما‪ ،‬وذلاً وخ�ضو ًعا وخو ًفا وتوكلاً عليه‪ ،‬ودعا ًء له‪ ،‬فلا ُيدعى �إلا‬ ‫كعلمياهق‪،‬اوللاتيعال�صلى‪:‬ى �إ}لَوا َملاه�ُأ‪ِ ،‬مولُراواي ِإ�لذاَّبحِل َيت ْعقُبرُدًبواا إ�اللاهَّلَه‪ُ،‬م ْفخيِلجِ�صبي َن‬ ‫الله‪ ،‬ولا ي�ستغاث �إلا به‪ ،‬ولا يتوكل إ�لا‬ ‫�إخلا�ص العبادة له �سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫َل ُه ال ِّدي َن{ (البينة‪.)4:‬‬ ‫ومنعبداللهتعالىمخل ً�صالهمحق ًقامعنىلا إ�له إ�لااللهف�سينال�سعادةعظيمةوان�شرا ًحا‬ ‫بال �إلا ب�إفراد الله‬ ‫توع�اسلرىو ًرباالوعبحايداةة‪،‬ككرميامقةالطتيبعاةل‪،‬ىف‪:‬لي�} َسم ْلنل َقعل ِمو َلب َ��أصنا�ِلسًحاحِمق ْينق َذي َك ٍورلاَ�أ ْوا ُأ� ْنط َثمئىن َاو ُنه َوو ُرماؤْ� ِمحةٌن‬ ‫‪.)97‬‬ ‫َف َل ُن ْح ِي َي َّن ُه َح َيا ًة َط ِّي َبة{(النحل‪:‬‬ ‫أركان لا إله إلا الله‪:‬‬ ‫لهذه الكلمة العظيمة ركنان لا بد من معرفتهما لتت�ضح معانيها ومقت�ضياتها‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الركن الثاني‪( :‬إلا الله) وهو إثبات العبادة‬ ‫الركن الأول‪( :‬لا إله) وهو نفي العبادة عما‬ ‫لله وحـــــــده‪ ،‬وإفـــــــراده سبحانه بجميع‬ ‫سوى الله تعالى‪ ،‬وإبطال الشرك‪ ،‬ووجوب‬ ‫الكفر بكل ما يعبد من دون الله‪ ،‬سواء‬ ‫أنواع العبــــــــــــادة كالصـــــلاة والدعاء‬ ‫أكان إنسا ًنا أو حيوا ًنا أو صن ًما أو كوك ًبا أو‬ ‫والتوكل‪.‬‬ ‫غير ذلك‪.‬‬ ‫وجميع �أنواع العبادة إ�نما ُت ْ�ص َر ُف لله وحده لا �شريك له‪ ،‬فمن �صرف منها �شي ًئا لغير الله فقد أ��شرك بالله ‪.‬‬ ‫كما قال تعالى‪َ } :‬و َم ْن َي ْد ُع َم َع الل ِه ِإ� َل ًها َ�آ َخ َر لاَ ُب ْر َها َن َل ُه ِب ِه َف�ِإ َّن َما ِح�َسا ُب ُه ِع ْن َد َر ِّب ِه ِإ� َّن ُه لاَ ُي ْف ِل ُح ا ْل َكا ِف ُرون{‬ ‫(الم�ؤمنون‪.)117 :‬‬ ‫وقد جـاء معنـى لا �إله �إلا الله و�أركانها في قوله تعالى‪َ } :‬ف َم ْن َي ْك ُف ْر ِبال َّطا ُغو ِت َو ُي ؤْ� ِم ْن ِبالل ِه َف َق ِد ا�ْس َت ْم�َس َك ِبا ْل ُع ْر َو ِة‬ ‫ا ْل ُو ْث َقى{ (البقرة‪.)256 :‬‬ ‫فقوله‪َ } :‬ف َم ْن َي ْك ُف ْر ِبال َّطا ُغوت{‪ :‬هو معنى الركن لاأول (لا إ�له)‪ ،‬وقوله‪َ } :‬و ُي ْ�ؤ ِم ْن ِبالله{‪ :‬هو معنى الركن الثاني‬ ‫(�إلا الله)‪.‬‬

‫‪ 2‬حياته ونشأته‬ ‫‪ 40‬إيمان المسلم‬ ‫النبعواة���(ش‪0‬ف‪7‬ي‪5‬ق‪-‬ب‪0‬يل‪1‬ت‪6‬همق)ريك�اشن أ�فريبهعايمنثاعاًال ًمللا قخلبلق‬ ‫وم�ضرب المثل في الا�ستقامة والتميز‪ ،‬وكان‬ ‫شهادة أن محم ًدا رسول الله‬ ‫لقبه الم�شتهر بينهم‪ :‬ال�صادق ا ألمين‪ ،‬وكان‬ ‫معرفة النبي �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫يعمل بالرعي ثم عمل بالتجارة‪.‬‬ ‫وكان‪  ‬ر�سـ��ول الله قبـل الإ�سلام حنيف ًيا‬ ‫‪ 1‬ولادته‬ ‫يعبد الله على ملة‪  ‬إ�براهيم‪ ‬ويرف�ض عبادة‬ ‫ولد في مكة �سنة‪ 570 ‬ميلادية يتيم ا ألب‪،‬‬ ‫وفقد �أمه في �سن مبكرة فتربى في رعاية جده‬ ‫الأوثان والممار�سات الوثنية‪.‬‬ ‫عبد المطلب‪ ،‬ثم من بعده في رعاية عمه‪� ‬أبي‬ ‫طالب الذي حماه ودافع عنه‪.‬‬ ‫ا�س ُم نب ِّينا‪:‬‬ ‫محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن ها�شم القر�شي‪.‬‬ ‫وهو أ�ف�ضل العرب ن�س ًبا‪� ,‬صلى الله عليه و�سلم‪.‬‬ ‫ر�سول الله �إلى النا�س جمي ًعا‪:‬‬ ‫أ�ر�س��ل الله نبينا محمدا �صلى الله علي��ه و�سلم إ�لى النا�س كافة بكل أ�جنا�سهم و أ�عراقهم‪ ,‬و�أوجب طاعته على‬ ‫جميع النا�س‪ .‬قال الله تعالى‪ُ } :‬ق ْل َيا أَ� ُّي َها ال َّنا� ُس ِإ� ِّين َر�ُسو ُل الل ِه ِ�إ َل ْي ُك ْم َج ِمي ًعا{ (الأعراف‪.)158 :‬‬ ‫‪ 4‬بداية دعوته‬ ‫‪ 3‬بعثته‬ ‫بد�أ ر�سول الله بالدعوة لدين الله‬ ‫بعد أ�ن �أتم ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫�س ًرا ثلاث �سنين‪ ،‬ثم أ�ظهر الدعوة‬ ‫يت أ�مل ويتعبد لله‬ ‫أ�فريبعغيانرعحا ًرمااءمبنجعب�م�رله‪،‬الونكاونر‬ ‫وجهر بها ع�شر �سنوات أ�خرى لاقى‬ ‫جاءه الوحي من‬ ‫فيها ر�سول الله و�صحابته �أ�شد �أنواع‬ ‫الله‪ ،‬وب��د�أ ن��زول القر آ�ن علي��ه‪ ،‬وكان أ�ول ما‬ ‫الا�ضطهاد والظلم من قبيلته قري�ش‪،‬‬ ‫ن��زل عليه من القر�آن ق��ول الله تعالى‪}:‬ا ْق َر ْأ�‬ ‫فعر�ض ل إا�سلام على القبائل التي‬ ‫افلقمب�لسلبمهيانأ�ه�إللياهلامد�يشني ًةئا‪،‬‬ ‫ترد إ�لى الحج‪،‬‬ ‫ِبها�ْذسه ِمال َرب ِّبع�ث�ةَكما َّلن ِذبديايَتخ َله َاقع{ (�اصلعرل��جق‪:‬د‪1‬ي)د؛ لمينعلالنع�ألمن‬ ‫وفب�شديأ� ًئات‪ .‬هجرة‬ ‫والق��راءة والن��ور والهداية للنا���س‪ ،‬ثم تتابع‬ ‫نزول القر�آن عليه ثلا ًثا وع�شرين �سنة‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪ 6‬نشره للإسلام‬ ‫‪ 5‬هجرته‬ ‫�أ�س�س ر�سول الله نواة الح�ضارة لاإ�سلامية‬ ‫هاجر �إلى المدينة المنورة‬ ‫في المدينة بعد هجرته (‪632 -622‬م) و�أر�سى‬ ‫والم�سماة يثرب آ�نذاك عام (‪622‬م)‬ ‫معالم المجتمع الم�سلم‪ ،‬ف�ألغى الع�صبية للقبيلة‬ ‫وهو في الثالثة والخم�سين من عمره‪،‬‬ ‫ون�شر العلم‪ ،‬و أ�ر�سى مبادئ العدل والا�ستقامة‬ ‫بعد أ�ن ت�آمر عليه �سادات قري�ش‬ ‫ولاإخاء والتعاون والنظام‪ ،‬وحاولت بع�ض القبائل‬ ‫ممن عار�ض دعوته و�سعى إ�لى قتله؛‬ ‫الق�ضاء على لاإ�سلام‪ ،‬فح�صل عدد من الحروب‬ ‫فعا�ش فيها ع�شر �سنين داع ًيا �إلى‬ ‫ول أاحداث‪ ،‬ون�صر الله دينه ور�سوله‪ ،‬ثم تتابع‬ ‫لاإ�سلام‪،‬و أ�مر بال�صلاة والزكاة وبقية‬ ‫دخول النا�س إ�لى لاإ�سلام‪ ،‬فدخلت مكة و أ�غلب‬ ‫المدن والقبائل في جزيرة العرب �إلى ل إا�سلام‬ ‫�شرائع لاإ�سلام‪.‬‬ ‫مختارين مقتنعين بهذا الدين العظيم‪.‬‬ ‫�أنزل عليه القر�آن‬ ‫أ�ن��زل الله عل��ى محم��د �صلى الله علي��ه و�سلم أ�عظم كتبه الق��ر آ�ن الذي لا ي أ�تيه الباطل م��ن بين يديه ولا من‬ ‫خلفه‪.‬‬ ‫خاتم الأنبياء والمر�سلين‬ ‫�أر�سل الله محم ًدا �صلى الله عليه و�سلم خات ًما للأنبياء فلا نبي ي�أتي بعده‪ ،‬كما قال تعالى‪َ } :‬و َل ِك ْن َر�ُسو َل الل ِه‬ ‫َو َخا مَ َت ال َّن ِب ِّيين{ (ا ألحزاب‪.)40 :‬‬ ‫‪ 7‬وفاته‬ ‫في �صفر �سن��ة ‪ 11‬للهجرة النبوية وبع��د أ�ن بلغ ر�سول‬ ‫الله الر�سال��ة و أ�دى الأمان��ة و أ�تم الله النعمة على النا�س‬ ‫ب�إكم��ال الدين‪ ،‬أ��صي��ب النب��ي �صل��ى الله علي��ه و�سل��م‬ ‫بالحم��ى‪ ،‬وثقل ب��ه المر�ض‪ ،‬وتوفي �صل��ى الله عليه و�سلم‬ ‫في نه��ار ي��وم الاثن�ي�ن‪ ،‬ربي��ع ا ألول‪� ،‬سنة‪ 11‬ه��ـ ويوافق‬ ‫(‪ 6/8‬‏‪632/‬م)‪ ،‬وقد تم له ثلاثة و�ستون عا ًما ودفن ببيت‬ ‫عائ�شة بجانب الم�سجد النبوي �صلى الله عليه و�سلم‪.‬‬

‫‪ 42‬إيمان المسلم‬ ‫معنى شهادة أن محم ًدا رسول الله‬ ‫ت�صديق أ�خباره وامتثال �أوامره واجتناب نواهيه‪ ،‬و�أن نعبد الله‬ ‫وفق ما �شرعه لنا ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم وعلمنا �إياه‪.‬‬ ‫‪ 2‬امتثال أ�وامره ونواهيه �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫مالذي ي�شمله إ�يماني ب�أن محم ًدا ر�سول الله؟‬ ‫وت�شمل‪:‬‬ ‫‪ 1‬ت�صديق الأخبار التي �أخبر بها �صلى الله عليه‬ ‫ • امتثال ما �أمرنا به �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬ويقيننا‬ ‫و�سلم في جميع المجالات ومنها‪:‬‬ ‫ب�أنه لا ينطق عن الهوى‪ ،‬بل هو وحي من الله عز‬ ‫وجل‪ ،‬كما قال تعالى‪َ } :‬م ْن ُي ِط ِع ال َّر�ُسو َل َف َق ْد أ�َ َطا َع‬ ‫• �أمور الغيب واليوم ل آاخر والجنة ونعيمها والنار‬ ‫وعذابها‪.‬‬ ‫الله{ (الن�ساء‪.)80 :‬‬ ‫• اجتناب ما نهانا عنه من المحرمات‪ ،‬من لاأخلاق‬ ‫• ما يكون من أ�حداث يوم القيامة وعلاماتها وما‬ ‫ال�سيئة وال�سلوكيات ال�ضارة‪ ،‬و�إيماننا أ�ن منعنا‬ ‫يكون في �آخر الزمان‪.‬‬ ‫من تلك المحرمات إ�نما هو لحكمة أ�رادها الله‪،‬‬ ‫ولم�صلحتنا و�إن كانت الحكمة قد تخفى علينا‬ ‫ • �أخبار ل أاولين وال�سابقين وما ح�صل بين ل أانبياء‬ ‫عليهم ال�سلام و أ�قوامهم‪.‬‬ ‫أ�حيا ًنا‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫• موافقة ال�سنة‪ :‬يلزم لقبول العبادات �إخلا�ص‬ ‫ • يقيننا أ�ن امتثال أ�وامره ونواهيه يعود علينا‬ ‫النية لله تعالى و أ�ن تكون العبادة على وفق ما �شرعه‬ ‫بالخير وال�سعادة في الدنيا ولاآخرة‪ ،‬كما قال‬ ‫لنا ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬كما قــال‬ ‫تعالى‪َ  } :‬و�َأ ِطي ُعوا الل َه َوال َّر�ُسو َل َل َع َّل ُك ْم ُت ْر َح ُمون{‬ ‫َع َملاً‬ ‫َولاَ} َف َُيم�ْْنش ِر َكْاك َنِب ِع َيَب ْار َدُ ِجةو َر ِِّلب َِهقا أ�ََء َح ًَردِّبا ِه{ َ(فاْللَيكْعه َمفْل‪:‬‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫‪.)110‬‬ ‫َ�صا ِل ًحا‬ ‫( آ�ل عمران‪.)132 :‬‬ ‫ومعنى (�صال ًحا)‪ :‬أ�ي �صوا ًبا مواف ًقا ل�سنة النبي‬ ‫ • �إيماننا �أن من خالف �أمر النبي �صلى الله عليه‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪.‬‬ ‫و�سلم فهو م�ستحق للعذاب ل أاليم‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫ِف ْ}ت‪َ ‬نَفٌةْل َيأ�َ ْْوح ُيَذ ِِر�صاي َّلَب ُِذهيْمَن َع ُيَذ َاخاٌ ِلب َُف�أ ِوليَنم َع{ ْن(ال أ�َن ْومرِ‪:‬ر ِه‪�63‬أَ ْ)ن‪ُ .‬ت ِ�صي َب ُه ْم‬ ‫ • تحريم الابتداع في الدين‪ :‬من �أحدث عملاً‬ ‫وعبادة لي�ست من �سنة النبي �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫‪� 3‬أن لا نعبد الله �إلا وفق ما �شرعه لنا النبي‬ ‫ويريد �أن يتعبد الله بها‪ ،‬مثل من يحدث �صلاة‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬ويت�ضمن ذلك عد ًدا من‬ ‫بغير الطريقة ال�شرعية؛ فهو مخالف لأمره آ�ثم‬ ‫بذلك العمل وعمله مردود عليه‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫الأمور التي يجب الت�أكيد عليها‪:‬‬ ‫ِف ْ}ت ََنف ْلٌةَي َْ�أحْوَذ ُِري ِا� َّلص ِيذَبي ُهَنْم ُي ََعخ َاذ ِلا ُفٌبو ََنأ� ِليَعمْن{�َأ ْ(ما ِلرنِهور أ�َ‪ْ :‬ن‪ُ63‬ت) ِ‪�،‬صيو َبق ُها ْلم‬ ‫ • الاقتداء به‪� :‬سنة ر�سول الله �صلى الله عليه‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من �أحدث في �أمرنا هذا ما‬ ‫و�سلم وهديه وحياته بكل ما فيها من �أقوال و�أفعال‬ ‫وموافقة وتقرير هي القدوة لنا في جميع �أمور‬ ‫لي�س منه فهو رد\" (البخاري ‪ ،2550‬م�سلم ‪.)1718‬‬ ‫حياتنا‪ ،‬ويقترب العبد من ربه ويرتفع درجات‬ ‫عند مولاه كلما كان أ�كثر اقتدا ًء ب�سنة النبي �صلى‬ ‫‪ 4‬محبته �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫اُكلْنلُته ْمعُتل ِيحهُّبووَن�سالللم َهوَفاه َّتدِبيُعهو‪ِ،‬نيقا ُيلْح ِاب ْلبلُكه ُمتاعلالل ُهى َو‪َ :‬ي ْغ ِ}ف ُْقر ْل َل ُِإ�ك ْْمن‬ ‫فمن لازم ل إايمان به �صلى الله عليه و�سلم أ�ن‬ ‫ُذ ُنو َب ُك ْم َوالل ُه َغ ُفو ٌر َر ِحيم{ (�آل عمران‪.)31 :‬‬ ‫يكون الله ور�سوله �أحب إ�ليه من كل �شيء‪ ،‬كما قال‬ ‫ • ال�شرع كامل‪ :‬بلغ ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫النبي �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬لا ي ؤ�من �أحدكم حتى‬ ‫الدين وال�شرائع كاملة غير منقو�صة‪ ،‬فلا يجوز‬ ‫أ�كون أ�حب إ�ليه من والده وولده والنا�س �أجمعين\"‪.‬‬ ‫لأحد �إحداث عبادة لم ي�شرعها لنا ر�سول الله �صلى‬ ‫(البخاري‪ ،15‬م�سلم‪.)44‬‬ ‫الله عليه و�سلم‪.‬‬ ‫• �شرع الله �صالح لكل زمان ومكان‪ :‬أ�حكامالدين‬ ‫وال�شرائع التي جاءت في كتاب الله و�سنة ر�سول الله‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم �صالحة لكل زمان ومكان‪ ،‬فلا‬ ‫�أحد أ�علم بم�صالح الب�شر ممن خلقهم و�أوجدهم‬ ‫من العدم‪.‬‬

‫‪ 44‬إيمان المسلم‬ ‫الإيمان بالله‬ ‫ال�سجود من أ�عظم مظاهر الخ�ضوع للخالق �سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫التدين التي ركبها الله في نف�س كل إ�ن�سان‪ ،‬و إ�ن حاول‬ ‫معنى الإيمان بالله عز وجل‪:‬‬ ‫بع�ض النا�س طم�سها والتغافل عنها‪.‬‬ ‫هو الت�صديق الجازم بوجود الله تعالى‪ ،‬ول إاقرار‬ ‫وها نحن ن�سمع ون�شاهد من �إجابة الداعين و�إعطاء‬ ‫بربوبيته‪ ،‬و�ُألوهيته‪ ،‬و�أ�سمائه و�صفاته‪.‬‬ ‫ال�سائلين و�إجابة الم�ضطرين ما يد ُّل دلالة يقينية على‬ ‫و�سنتحدث عن هذه لاأمور لاأربعة تف�صيلاً على‬ ‫وجوده تعالى‪.‬‬ ‫النحو لاآتي‪:‬‬ ‫�أدلة وجود الله أ�و�ضح من �أن تذكر وتح�صر‪،‬‬ ‫‪ 1‬الإيمان بوجود الله تعالى‪:‬‬ ‫ومن ذلك‪:‬‬ ‫فطرة الله‪:‬‬ ‫• من المعلوم عند كل �شخ�ص �أن الحادث لا بد‬ ‫ل إاقرار بوجود الله تعالى أ�م ٌر فطر ّي في لاإن�سان لا‬ ‫له من ُم ْح ِدث‪ ،‬وهذه المخلوقات الكثيرة والتي‬ ‫يحتاج �إلى تكلف في الا�ستدلال عليه‪ ،‬ولهذا يعترف أ�كثر‬ ‫ن�شاهدها في كل وقت لا بد لها من خال ٍق أ�وجدها‪،‬‬ ‫وهو الله عز وجل‪ ،‬لأنه يمتنع أ�ن تكون مخلوقة من‬ ‫النا�س بوجود الله على اختلاف أ�ديانهم ومذاهبهم‪.‬‬ ‫غير خال ٍق َخلقها‪ ،‬كما يمتنع أ�ن تخلق نف�سها؛ ألن‬ ‫فنحن ن�شعر من �أعماق قلوبنا ب أ�نه موجود‪ ،‬نلج أ�‬ ‫�إليه في ال�شدائد والملمات‪ ،‬بفطرتنا الم ؤ�منة‪ ،‬وغريزة‬

‫‪45‬‬ ‫ال�شيء لا يخلق نف�سه‪ .‬كما قال تعالى‪َ } :‬أ� ْم ُخ ِل ُقوا ِم ْن َغ ْي ِر �َش ْي ٍء َأ� ْم ُه ُم ا ْل َخا ِل ُقون{(الطور‪.)35 :‬ومعنى ل آاية‪� :‬أنهم‬ ‫لم ُيخلقوا من غير خالق‪ ،‬ولا هم الذين خلقوا أ�نف�سهم‪ ،‬فيتع ّين �أن يكون خالقهم هو الله تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫ • إ�ن انتظام هذا الكون ب�سمائه و أ�ر�ضه ونجومه و أ��شجاره يد ّل دلالة قطعية على �أن لهذا الكون خال ًقا واح ًدا‪،‬‬ ‫وهو الله �سبحانه وتعالى‪�ُ } :‬ص ْن َع الل ِه ا َّل ِذي َأ� ْت َق َن ُك َّل �َش ْيء{(النمل‪.)88 :‬‬ ‫فهذه الكواكب والنجوم ‪-‬مثلاً ‪ -‬ت�سير على نظام ثابت لا يختل‪ ،‬وكل كوكب ي�سير في مدار لا يتعداه ولا يتجاوزه‪.‬‬ ‫يقول تعالى‪} :‬لاَ ال�َّش ْم� ُس َي ْن َب ِغي َل َها أَ� ْن ُت ْد ِر َك ا ْل َق َم َر َولاَ ال َّل ْي ُل �َسا ِب ُق ال َّن َها ِر َو ُك ٌّل ِفي َف َل ٍك َي�ْس َب ُحون{(ي�س‪.)40 :‬‬ ‫‪ 2‬الإيمان بربوبية الله تعالى‪:‬‬ ‫معنى الإيمان بربوبية الله تعالى‪:‬‬ ‫هو ا إلقرار والت�صديق الجازم ب�أن الله تعالى رب كل �شيء ومالكه وخالقه ورازقه‪ ،‬و أ�نه المحيي المميت النافع‬ ‫ال�ضار‪ ،‬الذي له ل أامر كله‪ ،‬وبيده الخير‪ ،‬وهو على كل �شيء قدير‪ ،‬لي�س له في ذلك �شريك‪.‬‬ ‫فهو �إذن �إفراد الله ب�أفعاله‪ ،‬وذلك ب�أن يعتقد‪:‬‬ ‫�أن الله وحده الخالق لكل ما في الكون ولا خالق �سواه‪ ،‬كما قال تعالى‪} :‬الل ُه َخا ِل ُق ُك ِّل �َش ْيء{(الزمر‪.)62:‬‬ ‫�أما �صنع الإن�سان فهو تحويل من �صفة ألخرى‪� ،‬أو تجميع وتركيب‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬ولي�س خل ًقا‬ ‫حقيق ًيا‪ ،‬ولا إ�يجا ًدا من العدم‪ ،‬ولا إ�حياء بعد موت‪.‬‬ ‫و أ�نه الر ّزاق لجميع المخلوقات ولا رازق �سواه‪ ،‬كما قال تعالى‪َ } :‬و َما ِم ْن َدا َّب ٍة ِفي ا ْلَأ ْر�ِض إِ� َّال َعلَى‬ ‫الل ِه ِر ْز ُق َها{(هود‪.)6 :‬‬ ‫و أ�نه المالك لكل �شيء‪ ،‬ولا مالك على الحقيقة �سواه‪ ،‬حيث قال �سبحانه‪} :‬هلِ ِ ُم ْل ُك ال�َّسم َوا ِت‬ ‫َوا ْ َلأ ْر�ِض َو َما ِفي ِهن{(المائدة‪.)120 :‬‬ ‫و أ�نه المدبر لكل �شيء ولا مد ِّبر �إلا الله‪ ،‬كما قال تعالى‪ُ } :‬ي َد ِّب ُر ا ْ ألَ ْم َر ِم َن ال�َّس َما ِء ِ�إ َلى‬ ‫ا ْلَأ ْر�ض{(ال�سجدة‪.)5 :‬‬ ‫�أما تدبير ا إلن�سان ل�ش ؤ�ونه وحياته وترتيبها فمقيد قا�صر على ما تحت يده وما يملكه وي�ستطيعه‪،‬‬ ‫وقد يثمر ذلك التدبير وقد يخفق‪ ،‬لكن تدبير الخالق �سبحانه وتعالى �شامل لا يخرج منه �شيء‪،‬‬ ‫ونافذ لا يحول دونه �شيء ولا يعار�ضه �شيء‪ ،‬كما قال تعالى‪َ�} :‬أ اَل َل ُه ا ْل َخ ْل ُق َوا َْلأ ْم ُر َت َبا َر َك الل ُه َر ُّب‬ ‫ا ْل َعا َل ِمين{(لاأعراف‪.)54 :‬‬

‫‪ 46‬إيمان المسلم‬ ‫م�شركو العرب على عهد ر�سول الله كانوا مقرين بربوبية الله‪:‬‬ ‫�أقر الكفار في زمن ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم ب أ�ن الله هو الخالق المالك المدبر‪ ،‬ولم يدخلهم‬ ‫ذلك وحده في ل إا�سلام‪ ،‬كما قال تعالى‪َ } :‬و َل ِئ ْن �َسَ أ� ْل َت ُه ْم َم ْن َخ َل َق ال�َّس َما َوا ِت َولْ َاأ ْر�َض َل َي ُقو ُل َّن الله{(لقمان‪.)25 :‬‬ ‫لأن من أ�قر ب�أن الله رب العالمين �أي خالقهم ومالكهم ومربيهم بنعمه‪ :‬لزمه �أن يفرد الله بالعبادة‬ ‫وي�صرفها له وحده لا �شريك له‪.‬‬ ‫فكيفيعقل�أنيقرلاإن�سانب أ�ناللهتعالىخالقكل�شيءومدبرالكونالمحييالمميتثمي�صرف�شي ًئامن‬ ‫�أنواع العبادة لغيره؟! هذا هو أ��شنع الظلم و�أعظم الذنوب‪ ،‬ولهذا قال لقمان لابنه وهو ين�صحه ويوجهه‪َ } :‬يا ُب َن َّي‬ ‫لاَ ُت�ْش ِر ْك ِبالل ِه ِإ� َّن ال�ِّش ْر َك َل ُظ ْل ٌم َع ِظيم{(لقمان‪.)13:‬‬ ‫ولما �سئل ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪� :‬أي الذنب �أعظم عند الله؟ قال‪ \" :‬أ�ن تجعل لله ندا وهو خلقك\"‬ ‫(البخاري ‪ ،4207‬م�سلم ‪.)86‬‬ ‫الإيمان بالربوبية يطمئن القلوب‪:‬‬ ‫إ�ذا علم العبد علم اليقين �أنه لايمكن ألحد من المخلوقات الخروج عن قدر الله تعالى؛ لأن الله تعالى هو‬ ‫مليكهم ي�ص ِّرفهم كيف ي�شاء ِوفق حكمته‪ ،‬وهو خالقهم جمي ًعا‪ ،‬وكل ما �سوى الله م�صنوع فقير محتاج إ�لى‬ ‫خالقه تعالى‪ ،‬و�أن ل أامر كله بيده �سبحانه‪ ،‬فلا خالق إ�لا هو‪ ،‬ولا رازق �إلا هو‪ ،‬ولا مدبر للكون �إلا هو وحده‪،‬‬ ‫ولا تتحرك ذرة إ�لا ب�إذنه‪ ،‬ولا ت�سكن أ�خرى �إلا ب�أمره‪� :‬أورث ذلك لقلبه التعلق بالله وحده و�س�ؤاله والافتقار‬ ‫إ�ليه‪ ،‬والاعتماد عليه في جميع‬ ‫�ش ؤ�ون حياته‪ ،‬ول إاقدام والمثابرة‬ ‫في التعامل مع تقلبات الحياة بكل‬ ‫طم�أنينة وعزم و�إ�صرار؛ ألنه ما دام‬ ‫قد بذل ل أا�سباب لتح�صيل ما �أراد‬ ‫في �ش�ؤون حياته ودعا الله لتحقيق‬ ‫مراده فقد �أدى ما عليه‪ ،‬وعندها‬ ‫ت�سكن نف�سه عن التطلع لما في �أيدي‬ ‫لاآخرين‪ ،‬فالأمر في الحقيقة كله‬ ‫بيد الله يخلق ما ي�شاء ويختار‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫محاربة الخرافة في النفوس‪:‬‬ ‫ •كان��ت الع��رب والأمم عام��ة قبل ا إل�سلام رهينة ا أل�ساطير والخرافات وا ألوه��ام حيث ع َّمت أ�رجاء ا ألر�ض‬ ‫ول��م ي�سل��م منه��ا �شع��ب م��ن ال�شعوب‪ ،‬حت��ى زعم العرب ‪ -‬ف��ي بداي��ة الأم��ر ‪ -‬أ� ّن القر آ�ن الكري��م نوع من‬ ‫ا أل�ساطير �أو ال�سحر‪.‬‬ ‫ •فلما جاء الإ�سلام بنوره وهداه ح ّرر العق َل من �سلطان الخرافة وا أل�ساطير والأوهام بت�شريعات وقواعد‬ ‫ت�ضمن �صفاء العقل والروح‪ ،‬وتوجه التعلق نحو الله وحده دون ما �سواه‪ ،‬ومن ذلك ‪:‬‬ ‫‪ 1‬محاربة ال�سحر وال�شعوذة‪:‬‬ ‫حرم ا إل�سلام ال�سحر وال�شعوذة والكهانة بكل �أنواعها وجعلها من �أنواع ال�شرك وال�ضلال و أ�خبر �أن ال�ساحر لا‬ ‫يفلح في الدنيا ولا في ل آاخرة‪ ،‬فقال تعالى‪َ }:‬ولاَ ُي ْف ِل ُح ال�َّسا ِح ُر َح ْي ُث َ�أ َتى{ (طه‪.)69 :‬‬ ‫كما حرم على الم�سلم الذهاب إ�ليهم و�س�ؤالهم وطلب ال�شفاء أ�و العلاج والحل منهم‪ ،‬وو�صف من فعل ذلك ب�أنه‬ ‫كافر بما �أنزل على ر�سول الله؛ ألن النفع وال�ضر بيد الله‪ ،‬والغيب لا يعلمه إ�لا هو‪ ،‬فقال �صلى الله عليه و�سلم‪\" :‬من‬ ‫�أتى عرا ًفا ف�س أ�له ف�ص َّدقه فقد كفر بما �أنزل على محمد\" (الحاكم‪.)15 :‬‬ ‫‪ 2‬النفع وال�ضر بيد الله �سبحانه‪:‬‬ ‫بين �أن جميع المخلوقات من �إن�س وجن و أ��شجار و أ�حجار وكواكب و�إن عظمت ما هي �إلا آ�يات دالة على عظمة‬ ‫خلقه �سبحانه‪ ،‬ولا أ�حد من الب�شر يمتلك قو ًى خارقة م�ؤثرة في الكون‪ ،‬فالخلق ول أامر والقدرة والتدبير ب�أمره‬ ‫�سبحانه وتعالى‪ ،‬كما قال تعالى‪ }:‬أَ�لاَ َل ُه ا ْل َخ ْل ُق َولَْ أا ْم ُر َت َبا َر َك الل ُه َر ُّب ا ْل َعا َل ِمي َن{ (لاأعراف‪.)54 :‬‬ ‫ومن ت�أمل في عظمة تلك المخلوقات ودقيق �صنعها علم أ�ن خالقها هو الرب القادر المدبر الذي ت�صرف كل‬ ‫�أنواع العبادة له دون ما �سواه ‪ ،‬فهو الخالق وما �سواه مخلوق ‪ ،‬قال تعالى‪َ } :‬و ِم ْن �آ َيا ِت ِه ال َّل ْي ُل َوال َّن َها ُر َوال�َّش ْم� ُس َوا ْل َق َم ُر‬ ‫لاَ َت�ْس ُج ُدوا ِلل�َّش ْم� ِس َولاَ ِل ْل َق َم ِر َوا�ْس ُج ُدوا هلِ ِ ا َّل ِذي َخ َل َق ُه َّن ِإ� ْن ُك ْن ُت ْم �إِ َّيا ُه َت ْع ُب ُدو َن{ (ف�صلت‪.)37 :‬‬ ‫‪ 3‬لا يعلم الغيب والم�ستقبل �إلا الله ‪:‬‬ ‫�أخبر أ�ن الغيب والم�ستقبل لا يعلمه إ�لا الله ‪ ،‬ومن زعم معرفته من الكهان والم�شعوذين فهو كاذب‪ ،‬كما قال‬ ‫تعالى ‪َ } :‬و ِع ْن َد ُه َم َفا ِت ُح ا ْل َغ ْي ِب لاَ َي ْع َل ُم َها إِ�لاَّ ُه َو{ (ل أانعام‪ )59 :‬بل �إن �أف�ضل الخلق و أ��شرفهم ر�سول الله �صلى الله عليه‬ ‫ـة‪،‬كما‬ ‫اوقلا��ُّسسللوتمُءعلاِإ�لْمنىيَ�أ‪َ:‬نكا}نِإ�ُلاقَّ ْيل لمَانَل ِذي�أَك ٌْرملِل َنو َُبفك�ِ� ِشلسيَنه ٌْرف�ِِل�سضَق ًْيرواٍ َمن ْوفُيلًع�ؤْااِمن َُونلافَوًع َان َ�و{ضلاًّر(الي أاِ�إعلاَّلعرما َماافل‪:‬غ�َي‪8‬شا‪8‬بَء‪)1‬واا‪.‬للل ُهم�َوس َلت ْوقبُك ْلن ُفتك َأ�ي ْع َلف ُمبامْل َغن ْي َهبولاَد�ْوسنَتهْك َثف ْري ُتال ِم�شَنرا ْلف َخوْيا ِلرمَوكَماان‬ ‫َم�َّس ِن َي‬

‫‪ 48‬إيمان المسلم‬ ‫حرم الإ�سلام الت�شا ؤ�م وتوقع ال�شر لمجرد ر�ؤية‬ ‫‪ 4‬حرم الطيرة والت�شا�ؤم‪:‬‬ ‫�أو �سماع نوع من الطيور أ�و الحيوانات‬ ‫ح َّرم الطيرة والت�شا ؤ�م با أل�شياء ول أالوان ولاأقوال‬ ‫ونحو ذلك‪ ،‬و�أمر بالف أ�ل والنظر لاإيجابي للم�ستقبل‪.‬‬ ‫مثال الطيرة‪ :‬من يت�شاءم من �سفره �أو رحلته‬ ‫�إذا ر أ�ى نو ًعا من الطيور �أو �سمع �صوته في بداية رحلته‬ ‫وربما قطعها ولم يكملها‪ ،‬وقد و�صف الر�سول �صلى الله‬ ‫عليه و�سلم ذلك ب�أنه �شرك فقال‪\" :‬الطيرة �شرك\" ( أ�بو‬ ‫داود ‪ ،3912‬ابن ماجه ‪)3538‬؛ ألن ذلك يخالف ل إايمان‬ ‫الرا�سخ لدى الم�سلم ب أ�ن الله هو المدبر للكون العالم‬ ‫بالغيب وحده دونما �سواه‪.‬‬ ‫وفي المقابل فقد أ�مر بالتفا ؤ�ل وتوقع الخير‬ ‫و�إح�سان الظن بالله واختيار لاألفاظ الدالة عليه‪،‬‬ ‫وقد كان �صلى الله عليه و�سلم ‪(:‬يحب الف�أل‪ ،‬الكلمة‬ ‫الطيبة) (البخاري‪ ،5776 :‬م�سلم‪.)2224 :‬‬ ‫ثمرات الإيمان بربوبية الله‪:‬‬ ‫‪ 1‬يقوي العزيمة وال�شجاعة في القلب على لاإقدام ومواجهة ال�شدائد والعقبات؛ لأن الله هو الخالق‬ ‫المدبر المت�صرف فيعتمد ويتوكل عليه لتجاوز العقبات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تعالى‪َ }:‬وهلِ‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫الإيمان بربوبيته �سبحانه أ�عظم دافع لعبادته ومحبته والتوكل ول إاقبال‬ ‫‪2‬‬ ‫َغ ْي ُب ال�َّس َما َوا ِت َولْ أاَ ْر�ِض َو ِ�إ َل ْي ِه ُي ْر َج ُع لْاَأ ْم ُر ُكلُّ ُه َفا ْع ُب ْد ُه َو َت َو َّك ْل َع َل ْي ِه{(هود‪.)123 :‬‬ ‫‪ 3‬أ�ن الإيمان يط ّهر النفو�س من الخرافات‪ ،‬فمن آ�من بالله تعالى ح ًقا ف�إنه يع ِّلق �أمره بالله تعالى وحده‪،‬‬ ‫فهو رب العالمين‪ ،‬وهو لاإله الحق لا إ�له غيره‪ ،‬فلا يخاف من مخلوق‪ ،‬ولا يع ّلق قلبه ب أ�حد من النا�س‪ ،‬ومن ثم‬ ‫يتحرر من الخرافات ولاأوهام‪.‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪ 3‬الإيمان بألوه َّية الله تعالى‬ ‫معنى ا إليمان ب ُأ�لوه َّية الله تعالى‪:‬‬ ‫الت�صديق الجازم ب�أن الله تعالى وحده الم�ستحق لجميع �أنواع العبادة الظاهرة والباطنة‪ ،‬فنفرد الله بجميع أ�نواع‬ ‫العبادة‪ ،‬مثل الدعاء والخوف والتوكل والا�ستعانة وال�صلاة والزكاة وال�صيام‪ ،‬فلا معبود بحق �إلا الله تعالى‪ ،‬كما قال‬ ‫�سبحانه‪َ } :‬و ِ�إ َل ُه ُك ْم ِ إ� َل ٌه َوا ِح ٌد لاَ ِ�إ َل َه �إِلاَّ ُه َو ال َّر ْح َم ُن ال َّر ِحي ُم{(البقرة‪.)163 :‬‬ ‫ف أ�خبر تعالى أ�ن لاإله إ�ل ٌه واحد‪� ،‬أي معبود واحد‪ ،‬فلا يجوز أ�ن ُي ّتخذ �إله غيره‪ ،‬ولا يعبد �سواه‪.‬‬ ‫أ�هميه ا إليمان ب�ألوه َّية الله تعالى‪:‬‬ ‫تظهر أ�همية لاإيمان ب أ�لوهية الله تعالى في جوانب عديدة‪:‬‬ ‫‪� 1‬أنه الغاية من خلق الجن وا إلن�س‪ ،‬فما خلقوا إ�لا لعبادة الله وحده لا �شريك له‪ ،‬حيث قال �سبحانه‪َ } :‬و َما‬ ‫َخ َل ْق ُت ا ْل ِج َّن َولْاإِ ْن� َس ِإ�لاَّ ِل َي ْع ُب ُدو ِن{(الذاريات‪.)56 :‬‬ ‫‪� 2‬أنه المق�صود من إ�ر�سال الر�سل عليهم ال�سلام‪ ،‬و إ�نزال الكتب ال�سماوية‪ ،‬فالمق�صد من ذلك لاإقرار ب�أن‬ ‫الله هو المعبود الحق‪ ،‬والكفر بما يعبد من دون الله‪ ،‬كما قال �سبحانه‪َ } :‬و َل َق ْد َب َع ْث َنا ِفي ُك ِّل أُ� َّم ٍة َر�ُسولاً �َأ ِن‬ ‫ا ْع ُب ُدوا الل َه َوا ْج َت ِن ُبوا ال َّطا ُغوت{ (النحل‪.)36 :‬‬ ‫‪ 3‬أ�نه �أول واجب على ا إلن�سان‪ ،‬كما جاء في و�صية النبي �صلى الله عليه و�سلم لمعاذ بن جبل ر�ضي الله عنه‬ ‫لما أ�ر�سله �إلى اليمن قائلاً له‪ \" :‬إ�نك ت�أتي قو ًما من أ�هل الكتاب فليكن �أول ما تدعوهم إ�ليه �شهادة �أن لا �إله �إلا‬ ‫الله\" (البخاري ‪ ،1389‬م�سلم ‪ .)19‬أ�ي‪ :‬ادعهم �إلى �إفراد الله بجميع أ�نواع العبادة‪.‬‬ ‫‪ 4‬أ�ن الإيمان با أللوهية هو حقيقة معنى لا �إله �إلا الله‪ ،‬فالإله بمعنى المعبود‪ ،‬فلا معبود بحق �إلا الله‪ ،‬ولا‬ ‫ن�صرف �شي ًئا من أ�نواع العبادة لغيره‪.‬‬ ‫‪� 5‬أن الإيمان بالألوهية هو النتيجة‬ ‫المنطقية للإيمان ب أ�ن الله هو الخالق‬ ‫المالك المت�صرف‪.‬‬ ‫}�إِ َّن َما ِإ� َل ُه ُك ُم الل ُه ا َّل ِذي لا إِ� َل َه ِ�إل َّا ُه َو َو�ِس َع‬ ‫ُك َّل �َش ْي ٍء ِع ْل ًما { (طه‪.)98 :‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook