دلـيــلك
خليل .عادل محمد أول مرة أتدبر القرآن /عادل محمد خليل -ط - ٢الكويت ٢٠١٦م شركة اس بي حلول إعلانية متكاملة ٢٠١٦ ،م ص ١٤ x ٢١ ،٣٦٨ :سم ردمك978-99966-1-234-3 : رقم الإيداع2016 / 0776 : الناشر والإخراج الفني حقوق الطبع محفوظة الطبعة الثالثة عشرة ١٤٣٨هـ ٢٠١٧ -م البريد الإلكتروني[email protected] : الموقع الإلكترونيwww.sp-ias.com :
\"أول م َّرة أتد َّبر القرآن\" للشيخ عادل محمد خليل للمبتدئ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه. وبعد : فالقرآن كلام الله عز وجل ،الذي أنزله ليعمل به الناس ،ويكون منهاج حياة لهم ،ولا شك أ َّن قراءة القرآن قرب ٌة وطاعة من أحب الطاعات إلى الله تعالى، لكن مما لا شك فيه أيضا أن القراءة بغير فهم ولا تدبر خطأ ؟! ومخالفة للمقصود الأكبر للقراءة ،وهو تدبر معاني القرآن ،وجمع الفكر على تدبره وتعقله ،وإجالة الخاطر في أسراره و ِح َكمه . والله تعالى قد دعانا لتدبر كتابه ،وتأمل معانية وأسراره ،فقال ﴿ :ﭲﭳ ﭴﭵﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺﭻ﴾ (سورة ص) وقد نعى القرآن على أولئك الذين لا يتدبرون القرآن ،ولا يستنبطون معانيه. فقال﴿ :ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ﴾ (سورة النساء) ومـن الخطـوات الجميلـة في هذا المجـال ،كتـاب ( :أول مـ َّرة أتـد ّبر القرآن) للشيخ عادل محمد خليل وفقه الله ،وهو مختصر مفيد للمبتدئ ،مذ ّكر للمنتهي، نسأل الله أ ْن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره ،إنه سميع مجيب . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم كتبه محمد الحمود النجدي رئيس اللجنة العلمية -جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع ضاحية صباح الناصر
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فقد اطلعت على كتاب (أول مرة اتدبر القرآن) للشيخ عادل محمد خليل حفظه الله، وقد وجدته وفق في هذا الكتاب توفيقا كبيرا -بحسب تقديري -في التمهيد لكل سورة بمقدمات مهمة توضح مقصدها وفضائلها ومناسباتها وموضوعاتها وبعض لطائفها ،وأسباب نزول بعض السور. مما يوطيء للقارئ فهم السورة وإدراك جل مقاصدها ويسهل الربط بين آياتها ويقرب فهمها وييسر حفظها ،وقد كتبه مؤلفه بأسلوب سهل قريب يصلح لجميع الفئات، فينبغي لكل قارئ أن يبدأ به قبل أن يقرأ السورة وسيجد فرقا كبيرا في قراءة السورة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين كتبه د عبدالمحسن زبن المطيري رئيس مجلس إدارة جمعية آيات الخيرية استاذ التفسير بكلية الشريعة جامعة الكويت
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل القرآن إماما ونـورا وهدى و رحمة للعالمين ،والصلاة والسلام على خير من قرأ القرآن ؛ وخير من تدبر القرآن؛ ومن كان خلقه القرآن نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد : فالقرآن الكريم آخر وحي نزل من السماء، والأمة الآن أحوج ما تكون للعودة إلى مصدر عزتها و كرامتها ( القرآن ) ، والتمسك به ،و الالتزام بحدوده ، ولا يكون ذلك إلا بتدبر آياته ،وفهم معانيه والعمل به ، و قد طالعت كتاب ( أول مرة أتدبر القرآن ) للشيخ عادل محمد خليل ، فوجدته من أيسر وأجمل وأنفع ما كتب في هذا المجال ، فأنصح بقراءته والاستفادة منه والحـرص على نشره ليصل هذا الخير الكبير للناس ،لأن تدبر القرآن والعمل به هو سر السعادة والفلاح لكل مؤمن و مؤمنة في الدنيا والأخرة ، سائلا المولى سبحانه أن ينفع به كاتبه وناشره وقارئه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين كتبه الشيخ فهد سالم الكندري إمام المسجد الكبير في دولة الكويت
﴿ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ﴾ القمر١٧ : أول ما تقع َع ْينُك على هذه الآية الكريمة ﴿ﮞﮟﮠ﴾ فاعلم أن جميع معاني ال ُي ْس والسهولة التي وقعت في ذهنك َت ْش َم ُله هذه الآية... في التلاوة سهولة ويسر في الحفظ سهولة ويس ر في الفهم سهولة ويسر في التطبيق والعمل سهولة ويسر فقط ف ِّرغ ِذ ْهنَك ،و َأ ْقبِل بِ ْقلبِك ،و َأ ْل ِق َمشا ِغ َلك َخ ْلف ظه ِرك، واقرأ مستشعر ًا عظمة وجلال الكلام ،وعظمة وجلال المتك ِّلم، َأ ْم ِعن فيه النَّظر ،أ ِع ْد الآية ولا َت ْل ولا َت ْض َجر سيفتح الله لك ،وسيفيض عليك وسيعطيك فوق ما تريد... 10
﴿ ﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧ﴾ الكهف١: ﴿ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ ﯝ﴾ الفرقان١: والصلاة والسلام على من أرسله الله رحم ًة للعالمين ،وهداي ًة للناس أجمعين ،سي ِد ول ِد آدم محمد ^ وبعد... فإن الله تعالى امت َّن على عباده أن أرسل إليهم َخلي َل ُه ور ُسو َله ^ بشير ًا ونذير ًا ،وأنزل عليه َأ َج َّل و َأ ْفض َل ُك ُتبِه ،مصدق ًا لما بين يديه من الكتب ومهيمن ًا عليها. وجعل هذا الكتاب نــور ًا للناس ،وبـركـ ًة ،وهــد ًى ،ورحم ًة، ودليل ًا يأخذ بأيديهم إلـى طريق الحق، و َح َكم ًا يفصل بينهم فيما اختلفوا فيه، و ِمنْهاج ًا َمــ ِن ا ْلـتـ َز َمـه نـال السعادة في الدنيا والآخـرة ،ومن أعرض عنه ضاقت عليه َن ْف ُسه ،وشقي في الدنيا والآخـرة. (فما أكرم هذه الأمة على الله سبحانه)! 11
وقد كان الصحابة (رضوان الله عليهم) َي ُّعدون القرآن الكريم رسائل من الله تعالى يقرأونها في صلاتهم بالليل ويطبقونها بالنهار. وكانوا لا يتع ّدون (عشر آيات) حتى يتع َّلموها ،ويفهموا ما فيها ،ثم يعملوا بها ،فأوتوا العلم والعمل مع ًا ...فصاروا بذلك أفضل الأمم. و ِم ْن تمام نعمة الله على هذه الأمة ،أنه لم يعهد ِح ْف َظ كتابها إلى أح ٍد منها ،كحا ِل َم ْن َسب َقنا ِمن الأمم ﴿ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗﮘﮙ( ﴾ ...المائدة)٤٤ : فحرفوا كتابهم ،وخانوا عهد ربهم ،وضيعوا أماناتهم ﴿ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰﮱ( ﴾ ...المائدة)١٣: ِم ْن أجل ذلك تو َّلى ر ُّبنا ج َّل جلا ُله ِح ْفظ القرآن بنفسه ﴿ﮗ ﮘﮙﮚ ﮛﮜ ﮝﮞ﴾ (الحجر)٩: فهو الكتاب الأوحد من بين الكتب المنزلة من السماء ،الذي لم ُيح َّرف ولم ُيب َّدل ،وهو الوحي الحق الوحيد الموجود الآن على الأرض ﴿ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚ ﮛﮜﮝ ﮞ ﮟﮠﮡ﴾ (سورة فصلت) وما سواه كذ ٌب وتلفي ٌق وباط ٌل. 12
-وقد تسابق العلما ُء قديم ًا وحديث ًا في َن ْيل شرف خدمة هذا الكتاب الجليل ،فجزاهم الله عنا خير الجزاء ،ورفع مقامهم في الدارين. والمتأمل في حال الأمة اليوم ،يجد إقبالاً على سماع القرآن، وتلاوته وحفظه ،وهذا لا شك مما ُيرجى َن ْفعه وبركته ،لكن بقد ٍر محدو ٍد؛ لأن المقصود الأكبر من إنزال القرآن هو َف ْه ُمه وتد ُّبره ﴿ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ﴾ (سورة ص) -وهذا يجيب على تساؤلات الكثيرين ممن يحبون القرآن، حول عدم وضوح إعجازه ،وعدم تأثرهم به ،وعدم تم ُّت ِعهم، وتل ُّذ ِذهم بِمعانيه. ِ -م ْن ُهنا َن َشأت فكر ُة كتا ٍب يكسر هذا الحاجز ،ويزيل هذه العقبة ،فاستقر في وجداني أن أس ِّجل تأ ُّملاتي ،وأجمع خلاصة قراءتي ،لما َك َتبه المف ِّسرون ،والمختصون ،حول كتاب الله، وأعيد صياغتها في منه ٍج واضـح الخطوات ،لا يتع َّثر فيه المبتدئ ،ولا يستغني عن فوائده المتم ِّرس المختص. -فهذا الكتاب بمثابة المفتاح ،الذي يفتح لك الباب ،الذي َت ِل ُج منه إلى كتب التفاسير دون رهبة ،وبمثابة أول خطوة على طريق تدبر القرآن الكريم ،وإن شئت فقل هو بداية لنبدأ علاقة جديدة مع القرآن. 13
أخي القارئ: هـذه بضاعتي -وإن كنت قليل البضاعةُ -تعرض عليك، وهذه ُبنا ُت أفكاري أهدي ُتها إليك ،فإن صادفت قبولاً فإمساك بمعروف ،وإن لم يكن فتسريح بإحسان ،وما كان فيه من صوا ٍب َف ِمن الله وحده ،وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء ،والله المستعان. وال َّل َه أسأل أن يجعل هذا العمل خالص ًا لوجهه الكريم وأن يجعله لبنة صالحة في َص ْرح التناولات القرآنية المشرقة في غرة الأمة الإسلامية العريقة. عادل محمد خليل 14
في الكـتــــــاب قمت بعون الله تعالى بتقسيم الكتاب إلى ثمانية محاور على النحو التالي: الأول :ذكرت عدد آيات السورة ،وهل هي مكية أم مدنية؟ -واعتمدت في هذا على الضابط الذي ر َّجحه البقاعي وغيره، أ َّن ما نزل ِم َن القرآن قبل الهجرة فهو َمك ِّي ،وما نزل بعد الهجرة فهو َم َدنِي ،دون الالتفات إلى الأماكن. الثاني :ذكرت أسماء سور القرآن بالترتيب ،سواء كان اسم ًا واحد ًا أو أكثر. -واعتمدت في هذا على كتاب الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي ،وكتاب التحرير والتنوير لابن عاشور. الثالث :ذكرت مناسبة تسمية السورة. -وقد اعتمدت في هذا أيض ًا على كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ،وكتاب التحرير والتنوير لابن عاشور ،وذلك في أغلب السور. الرابع :ذكرت بعض ما جاء في فضل السورة -إن كان ثابت ًا صحيح ًا.- 15
-وقد اعتمدت في هذا على كتب السنة المعتمدة ،كالصحيحين، والسنن الأربعة وغيرها ،واعتمدت في تصحيح الأحاديث على أقوال المحققين من ال ُمح ِّدثين كالإمام الذهبي ،والشيخ العلامة الألباني (رحمهما الله). الخامس :ذكرت موافقة أول السورة لآخرها. مع التنبيه على أني لم أشترط أن يكون أول السورة هو أول آية فيها مطلق ًا ،أو آخر السورة أن يكون آخر آية فيها مطلق ًا، غير أني لم أذكر هذا المحور بداية من سورة الملك إلى آخر المصحف؛ وذلك لقلة عدد آيات هذه السور. السادس :ذكرت المحور الرئيسي للسورة أو المقصد العام الذي تدور عليه السورة. -وقد اعتمدت في هذا على كتاب مصاعد النظر للبقاعي، إضافة إلى كتب التفاسير المعروفة كتفسير القرطبي وابن كثير وغيرهما. السابع :ذكرت مواضيع السورة في نقاط مرتبة ،وبيان ما تضمنته كل سورة على سبيل الإجمال؛ خشية الإطالة ،ووضعت مقابل كل نقطة أرقام الآيات التي تتحدث عنها ،وذلك في أغلب السور. مع التنبيه على أني لم ألتزم بهذا المحور بداية من سورة البلد 16
إلى آخر المصحف لقلة عدد آيات هذه السور. -وقد اعتمدت في أغلب هذا المحور على كتاب مصاعد النظر للبقاعي ،وكتاب التحرير والتنوير لابن عاشور ،وكتاب التفسير الواضح لمحمد محمود حجازي. الثامن :ذكرت بعض اللطائف والفوائد حول السورة ،ووضعت بعد كل لطيفة أو فائدة المصدر الذي اعتمدت عليه ،مع التنبيه على أن كل آيـة من كتاب الله تحوي الكثير من الفوائد، واللطائف ،والأســـرار ،ولـم يكن مقصد الكتاب الإطناب والحصر ،ولكن التسهيل والاختصار ،فلذلك اقتصرت على الإشارة إلى بعض الفوائد المتنوعة حول كل سورة. 17
تـستـفيـد من هذا الكـتـــــاب لا َي ُكن َ ُّه َك آخر السورة قال ابن مسعود :لا ته ّذُوا القرآن َه َّذ ال ِّشعر ،ولا َتنْ ُثروه َن ْثر ال َّد ْقل ِ ،ق ُفوا عند عجائبه و َح ِّركوا به القلوب ،ولا َي ُكن َه ُّم َأ َح ِدكم آخر السورة. -ليس المقصود أن تقرأ الكتاب دفعة واحدة ،بل قبل أن تقرأ ِو ْر َدك ِمن القرآن ،اقرأه أولاً في هذا الكتاب وسترى الفرق بنفسك. َبا ِدر ولا تؤ ِّجل قال الإمام أحمد بن حنبل :إذا وجدت من نفسك انشراح ًا لطاع ٍة، فبادر ولا تؤجلها ،فإنك لا تعلم ما ي ْع ِر ُض لك بعد ذلك. بين النشاط والفتور استكثر قدر طاقتك من تدبر القرآن حال نشاطك ،وأقبل ُيقبل الله عليك ،اقتصد حال الفتور ولا حرج ،لكن انتبه أن يكون ُفتو ُرك في مواسم الطاعات ،وتقسيم الغنائم ،مثل موسم رمضان ،أو العشر الأوائل من ذي الحجة. 19
التنويع يِ ْك ِس الملل ليس شرط ًا أن تقرأ الكتاب من َأ َّوله ِل ِخره بالترتيب ،بل ابدأ بما تحب من ُس َو ِر القرآن ،ثم تن َّقل كيف شئت بينها ،فذلك يقطع الطريق على الشيطان أن يتس َّلل إليك عن طريق الملل أو ال َّسهو. 20
السورة (مكية) عدد آياتها ()7 أسماء السورة المباركة: زاد عدد أسماء هذه السورة المباركة على ٢٠اسم ًا (كما ذكر ذلك السيوطي في الإتقان) ،نذكر بعض ًا منها: الفاتحة -أم الكتاب -الحمد -السبع المثاني -الكافية - الشافية. مناسبة التسمية: الفاتحة :لافتتاح القرآن الكريم بها. أم الكتاب :لأنها اشتملت على جميع مقاصد الدين. الحمد :لأنها ُبدئت بالحمد. ال َّسبع المثاني :لأن الله تعالى سماها بهذا الاسم في (سورة ال ِحجر) قال الله تعالى﴿ :ﯝﯞﯟﯠﯡﯢ ﯣ ﯤ﴾ وهي سبع آيات. -والمقصود (بالمثاني) :أي ُتثنَّى وتعاد في كل ركعة. وقيلُ :ي ْثنى فيها على الله بما أمر. الكافية :لأنها تكفي في الصلاة عن َغ ْي ِرها ،ولا يكفي عنها َغ ْي ُرها. الشافية :لقول النبي ^ « :وما ُيدريك أنها ُر ْقية» رواه البخاري 21
مما جاء في فضلها: - ١قول النبي ^ لأبي سعيد بن المع َّلى «لأعلمنَّك سورة هي أعظم السور في القرآن :الحمد لله رب العالمين ،هي ال َّسب ُع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته» رواه البخاري. - ٢قال رسول الله ^ « :والذي نفسي بيده ما ُأ ْنزل في التوراة، ولا في الإنجيل ،ولا في الزبور ،ولا في الفرقان ِم ْث ُلها، وإنها َل َس ْب ٌع من المثاني ،والقرآن العظيم الذي أعطي ُته» .رواه الترمذي (صحيح الجامع.)٧٠٧٩ : موافقة أول السورة لآخرها: -بدأت السورة بالحمد ﴿ ﭖﭗﭘﭙ﴾. -وختمت بالدعاء ﴿ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ﴾ وكلاهما موافق للآخر حيث إن (الحمد) دعاء كما جاء في الحديث «أفضل الذكر :لا إله إلا الله ،وأفضل الدعاء :الحمد لله» رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح الترغيب والترهيب .)١٥٢٦ وذلك لأن من بدأ دعاءه بالحمد والثناء على الله ،كان َأ ْحرى بالإجابة والقبول. المحور الرئيسي للسورة: تحديد معالم الدين وأصوله وفروعه. 22
مواضيع السورة المباركة: بدأت سورة الفاتحة بالاعتقاد أولاً ثم العبادة ثم المنهج. فبدأت بالاعتقاد ﴿ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ إشارة إلى توحيد الألوهية ومن ث َّم توحيد الربوبية. ﴿ﭛﭜ﴾ إشارة إلى توحيد الأسماء والصفات. ﴿ﭞﭟ ﭠ﴾ إشارة إلى الإيمان باليوم الآخر. ثم العبادة ﴿ﭢﭣﭤﭥ﴾. ثم المنهج ﴿ﭧ ﭨﭩ ﴾...آخر السورة. فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1بدأت (بالحمد) حيث أن الله يبدأ عباده وخلقه بال َم ِّن والعطاء قبل أن يسألوه ،فاستوجب الحمد منهم و َنـ َّبه ُهم عليه ليكثروا منه ،وفي الحديث« :أمـا إ ّن ربك يحب المحامد» رواه أحمد والنسائي (السلسلة الصحيحة .)٣١٧٩ - 2ذكرت السورة أهم عم َل ْين من أعمال القلوب (الإخلاص) إياك نعبد و(التوكل) إياك نستعين. - 3ذكـرت أهمية الصحبة الصالحة والقدوة ﴿ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ﴾. - 4التنويه بضرورة وحـدة الأمـة (نعبد -نستعين) بصيغة الجمع وليس المفرد. 23
- 5حاجة الإنسان دوم ًا للهداية بأنواعها، (الإرشاد -التوفيق -التثبيت) أ -هداية الإرشـاد :كقوله تعالى في سورة الشورى ﴿ﭩﭪﭫ ﭬﭭ ﭮ﴾ أي :وإنك يا محمد تدل الناس وترشدهم إلى صراط مستقيم. ب -هداية التوفيق :كقوله تعالى في سورة القصص ﴿ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﴾ أي :إنك يا محمد لا تجعل الناس مهتدين ،بل الله هو الذي يوفقهم لقبول الحق والهداية. جـ -هداية التثبيت :كقوله تعالى في سورة محمد ﴿ﯱ ﯲﯳﯴﯵﯶﯷ﴾ ﴿ﯳ ﯴ﴾ :أي َث َّبتهم على الهدى الذي هم عليه ،فكلما ازدادوا هدى ثبتوا عليه. ولذلك فرض الله هذا الدعاء في كل صلاة ُنص ِّليها. - 6بدأ الله تعالى القرآن (بالحمد) وإليك بعض فضائل الحمد لتعي أهميته في حياة العبد: -أفضل عباد الله الح َّمادون( .صحيح الجامع )١٥٧١ -أفضل الدعاء (الحمد لله)( .صحيح الترغيب والترهيب )١٥٢٦ -أحب الكلام إلى الله (سبحان الله وبحمده)( ...صحيحمسلم) -الحمد سب ُب ثبات النعمة على العبد وسب ُب زيادتها. 24
﴿ - ٧ﭢﭣﭤﭥ﴾ ق َّدم العبادة على الاستعانة؛ِ لأنها وسيلة إليها ...فلا ُيستعان بالله في أمر من الأمور إلا بعبادة الله وطاعته ،أما قول أحدهم (لا حول ولا قوة إلا بالله) وهو ُم ْدب ٌر عن ربه ،غافل عن ذكره ،فلا تنفعه. -٨علاقة الفاتحة بسورة (البقرة) وسورة (آل عمران): -آخـر ما جـاء في الفاتحة ﴿ﭧ ﭨ ﭩ﴾ مرتبط ببداية سورة البقرة ﴿ ...ﭚ ﭛﭜ﴾. -آخر ما جاء في الفاتحة ﴿ﭯ ﭰ ﭱ﴾ وهم اليهود فجاءت بعدها سورة (البقرة) تف ِّصل أحوالهم مع ربهم ثم ﴿ﭳ﴾ وهم النصارى فجاءت سورة (آل عمران) تفصل أحوالهم مع ربهم. 25
السورة (مدنية) عدد آياتها ()286 أسماء السورة المباركة: البقرة -الزهراء -ال ّسنام -ال ُفسطاط. مناسبة التسمية: البقرة :لأن في قصة البقرة أعظم وأكبر عبرة للعباد ،وهي (وجوب الانقياد والاستسلام لأوامر الله دون تلكؤ أو تك ّلف). الزهراء :لغ ًة المضيئة ،وس ِّميت كذلك لأنها تنير طريق الهداية في الدنيا والآخرة. ال ّسنام :لغ ًة (أعلى ما في الشيء مكان ًا ومكان ًة). يقال :سنام الجمل :أي أعلى ظهر الجمل. وسنام القوم :شري ُف ُهم. وسورة البقرة أكثر سورة ورد فيها تفصيل المنهج الرباني للأمة، فهي بمثابة السنام بالنسبة للقرآن. ال ُفسطاط :لغ ًة (الخيمة) ،كخيمة قائد المعركة التي تخرج منها الأوامر والتعليمات ،وس ِّميت كذلك لأنها كالمركز الرئيسي الذي تنبثق منه التشريعات والمعرفة. 26
مما جاء في فضلها: عن أبي ُأمامة الباهلي (رضي الله عنه) أن النبي ^ قال: «ا ْقر ُءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيع ًا لأصحابه ،اقرءوا الزهراوين :سورة البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم ِم ْن فِ ْر َقان َطي ٍر َص َواف فإن البقرة أو َغ َيا َيتان أو القيامة كأنهما غمامتان أخذها بركة اقرءوا سورة ُتحا َّجان عن صا ِحبِهما، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة» (رواه مسلم). (البطلة :ال َّسحرة) ومما جاء في فضل (آية الكرسي): - 1أفضل آية في كتاب الله( .رواه مسلم من حديث ُأبي بن كعب). - 2من قرأها ُد ُبـر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت .رواه النسائي (صحيح الترغيب والترهيب)1595 : ومما جاء في فضل (آخر آيتين منها): قال رسول الله ^« :من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة َك َفتاه»( .رواه البخاري ،عن ابن مسعود). قال ابن حجر (كفتاه شر الإنس والجن -كفتاه قيام الليل - كفتاه ثواب ًا وأجر ًا)( .فتح الباري). موافقة أول السورة لآخرها: -بدأت السورة بأول َو ْصـف للمتقين في القرآن ﴿ﭝ ﴾.ﭞ ﭟ 27
-وختمت أيض ًا بهذا الوصف ﴿ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓﯔﯕﯖ﴾ .وهذا أيض ًا إيمان بالغيب. -وذلك لأن الإيمان بالغيب أساس ال ِّدين ،فإن استقر في قلب العبد ،اطم َأ َّن العب ُد و َس َكن ْت َن ْف ُسه ،وص َّدق بموعود ربه ،وخاف وعيده ،وصبر على أقداره ،حتى يكون عبد ًا ر َّباني ًا كما يحب الله ويرضى. المحور الرئيسي للسورة: الاستخلاف في الأرض بمنهج الله تعالى: وقد عرضت السورة وبينت هذا (الهدف) وهذا (المنهج) بترتيب بديع وتسلسل رائع يصل إلى القلوب والعقول بسلاسة و ُيسر. مواضيع السورة المباركة: بدأت السورة بتقسيم الناس إلى ثلاثة أقسام (مؤمنين ،كافرين، منافقين) ،مع توضيح صفات كل منهم كما في الآيات ﴿.﴾20 :2 تجارب الاستخلاف في الأرض: التجربة الأولى :عرضت السورة أول تجربة استخلاف في الأرض متمثلة في أبينا (آدم عليه السلام) ،فكانت بمثابة التمهيد ،ومن خلال هذه التجربة تبين لنا الآيـات عداوة إبليس القديمة وأنه لا ي َّدخر وقت ًا ولا جهد ًا لمحاربتنا وإغوائنا هو وقبي ُله ،فنحن إذ ًا في حرب شرسة ولا نجاة لنا منها ولا 28
َن ْصر إلا بالاعتصام بالله ،والانقياد لأوامره ،واجتناب نواهيه، كما في الآيات ﴿.﴾39 :30 التجربة الثانية :عرضت السورة ثاني تجربة استخلاف في الأرض ،متمثلة في (بني إسرائيل) ،وبينت كيف أنعم الله عليهم وف َّضلهم على أهل زمانهم ،وجعل فيهم الأنبياء ،وو َّسع لهم من فضله وعطائه ،وكيف قابلوا ذلك (بالكفر والعصيان والجحود) ،فضيعوا الأمانة ،وفشلوا في تحمل المسؤولية، كما في الآيات ﴿.﴾123 :40 التجربة الثالثة :عرضت السورة تجربة ناجحة للاستخلاف في الأرض ،متمثلة في أبي الأنبياء (إبراهيم عليه السلام)، فكان نموذج ًا صالح ًا رائع ًا فأ َّدى الأمانة ،ونجح في المهمة، كما في الآيات ﴿.﴾141 :124 إذن :بـدأت السورة بالتجربة الأولــى؛ للتمهيد و ُختِمت بالتجربة الناجحة ،لرفع المعنويات ،وأتت بينهما بالتجربة الفاشلة؛ لنأخذ الدروس والعبر ،ونتعلم من الأخطاء( ،كان هذا الجزء الأول من السورة). المنهج والدستور: ثم جاء الجزء الثاني ،يوضح للأمة المنهج والدستور الذي يسيرون عليه؛ لتحقيق مهمة الاستخلاف في الأرض ،وجاء هذا المنهج وهذا الدستور مرتب ًا على مراحل مناسب ًا لأحوال الأمة ،ونفوس وطبائع أفرادها ،على النحو التالي: - 1التميز عن الأمم السابقة والتخلص من التبعية ﴿،104 .﴾141 ،106 29
- 2التوازن والوسطية في التميز ﴿.﴾158 - 3اختبارات عملية للطاعة ﴿. ﴾150 :142 - 4تفصيل المنهج والتشريعات: أ -إباحة طيبات الأرض كلها ،إلا ما حرم الله ،واستثنى ﴿.﴾173 ،172 ب -جنائي ﴿.﴾١٧٩ ،١٧٨ جــ -التنبيه على أهمية (الوصية) ﴿. ﴾١٨٢ ،١٨١ ،١٨٠ د -تشريع تعبدي (الصيام) ﴿.﴾١٨٧ :١٨٣ هــ-تشريعالجهادوالقتال ﴿.﴾٢١٦:٢٠١٨،١٩٥:١٩٠ و -تشريع الحج ﴿.﴾٢٠٣ :١٩٦ ،١٨٩ م -تشريع أحكام الأسرة: -الزواج ﴿.﴾٢٢١ -الإيلاء ﴿.﴾٢٢٦ -الطلاق ﴿ ٢٢٧إلى .﴾٢٣٢ -ال ُخلع ﴿.﴾٢٢٩ عند قوله تعالى ﴿ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ،﴾... إلى آخر الآية. -ال ِع َّدة للمطلقة والأرملة ﴿.﴾٢٣٤ ،٢٢٨ -النفقة والمتعة ﴿.﴾٢٤١ ،٢٤٠ ،٢٣٧ ،٢٣٦ -الرضاع ﴿.﴾٢٣٣ -الحيض ﴿.﴾٢٢٣ ،٢٢٢ 30
تأمل معي :تدرجت السورة تدرج ًا رائع ًا: - 1تحقيق التميز ﴿ﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉ﴾. - 2التوازن في التميز ﴿ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ.﴾... - 3الإتجاه ليس كل شيء ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﴾...بل القضية إصـاح شامل والتزام كامل. - 4مفردات الإصلاح الشامل (التشريعات والأحكام). وهنا سؤال (لماذا اختلطت التشريعات ولم تكن مرتبة؟) تشريع جنائي ثم تعبدي ،لم يأت تشريع العبادات منفصل ًا عن غيره من الأحكام؛ تأكيد ًا على شمولية المنهج ،وأنه يتناول كل مظاهر الحياة. وسؤال آخر (لماذا جاءت أحكام الأسرة متأخرة عن أحكام العبادات؟) -لأنه لا بد من إعداد النفوس والقلوب ،عن طريق الالتزام بالعبادة والتقوى؛ لتتمكن من تلقي هذه الأحكام بالقبول، والانقياد ولتيسير الالتزام بها. -ولذلك تجد هذه الآيـات ُختِمت بتقوى الله ،ومراقبته، والتذكير بعلمه سبحانه ،كما في الآيـات ﴿،٢٣٣ ،٢٣١ ﴾٢٤١ ،٢٣٧ ،٢٣٤ فالأخلاق والعمل مرتبطان دائم ًا في شريعتنا. 31
-ثم عرضت السورة المباركة لنا قصة (طالوت وجالوت) وهي تحكي عن طائفتين من بني إسرائيل مع الاستخلاف في الأرض ،فشلت الأولى منهم في المهمة بسبب (الخوف من لقاء العدو -التولي عند اللقاء -عصيانهم لنبيهم عليه السلام -قياس النصر والهزيمة دوم ًا بالمعايير المادية فقط دون الأخذ في الاعتبار بالمقاييس الربانية الإيمانية). ونجحت الطائفة الثانية بسبب (شجاعتها وصدقها وطاعتها وقوة يقينها وتوكلها). -وهذه القصة السابقة للتأكيد على أهمية القتال؛ لحماية المنهج ،وأن الجبناء والخائفين لا يصلحون لحمل المسؤولية ،وأداء الأمانة الربانية. -ثم عرضت السورة المباركة التشريع المالي الاقتصادي ،مع بيان بعض تفاصيله والتحذير الشديد من (الربا)؛ لأنه من أكبر الكبائر. كما في الآيات ﴿.﴾٢٨٣ :٢٦١ ،٢٥٤ ،٢٤٥ ،٢١٥ ،١٩٥ فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1تقوية قلوب المؤمنين وزيادة يقينهم بربهم؛ ليكون ذلك عون ًا لهم على إكمال الطريق كما في: قصة ُعزير عليه السلام.﴾٢٥٩﴿ ... وقصة النمرود مع إبراهيم عليه السلام ﴿.﴾٢٥٨ وقصة إبراهيم عليه السلام وإحياء الطير ﴿.﴾٢٦٠ وقصة الذين ماتوا ثم أحياهم الله ﴿.﴾٢٤٣ وكل هذه القصص تدل على قدرة الله المطلقة على إحياء الموتى ،والتصرف في الكون كيف يشاء سبحانه. 32
- 2أن الإســام لا يحرم شيئ ًا إلا ويأتي بالبديل المباح الأصلح ،كما جاءت آيات الربا بين آيات الإنفاق وبين آيات التنمية والمداينة. - 3سورة البقرة هي السورة الوحيدة التي جاء فيها ذك ُر أركان الإسلام كاملة (الشهادتين -الصلاة -الزكاة -الصوم - الحج). - 3أول صفة وصف الله بها القرآن ﴿ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ﴾ أي أنه ُك ُّله يقين لا شك فيه ،وهذا أقوى تح ٍّد لغير المؤمنين به، حيث لا يجرؤ أي كاتب أن يستهل كتابه بهذا التحدي، وقد تحدى علما ُء الصحابة ومن بعدهم إلى يومنا هذا أن يأتي أحد بخطأ واحد في القرآن ،فلم يفلح المشككون. - 4أول صفة وصف الله بها المتقين ﴿ﭞ ﭟ﴾ وآخر صفة وصفهم بها في نفس السورة ﴿ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛﮜﮝﮞﮟ﴾ فأهم شيء هو الاعتقاد، والاعتقاد من عمل القلب ،فالقلب هو محل نظر الله في عباده ،فاللهم أصلح قلوبنا وارزقنا قلوب ًا سليمة. - 5ف َّضل الله الإنسان (بال ِعلم): قال تعالى﴿ :ﭰﭱﭲﭳ( ،﴾...البقرة )٣١ وقال تعالى﴿ :ﭼﭽﭾ ﭿﮀ﴾( ،الرحمن )٢ وقــال تعالى عـن نبيه مـوسـى ﴿ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ﴾( ،البقرة )٦٧ وأفضل ال ِعلم ما جاء عن الله سبحانه ،فهو خالق الكون وهو بكل شيء عليم. 33
- 6توبة العبد محفوفة بتوبتين من الله: -توبة التوفيق﴿ :ﯾﯿﰀﰁﰂ﴾، -ثم قبول التوبة﴿ :ﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉ﴾. وهذا في القرآن كثير ...وهذا من سعة رحمة الله بعباده وهو أرحم الراحمين. - ٧قد ترى أو تسمع عن مواقف لبشر لا يصدقها عقلك أن يفعلها حيوان فضل ًا عن بشر!! فلا تتعجب! فإن من الناس َمـ ْن قلو ُبهم أشد قسوة من الحجارة ،كما ذكر الله تعالى ﴿ﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝﮞ ﮟﮠﮡﮢ﴾. - ٨قال تعالى﴿ :ﯕﯖﯗﯘﯙﯚ﴾ البقرة. وقال تعالى﴿ :ﮤﮥﮦﮧﮨ ﴾..الأعراف. ع َّبرت الآيات بلفظ (اس ُك ْن) دون غيره من الألفاظ؛ إشارة إلى ِق َصر وقت الإقامة في الجنة حينذاك؛ لأن الله تعالى خلق آدم لخلافة الأرض أولاً. - ٩قال تعالى﴿ :ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ ﯲﯳﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸﯹ ﭑﭒﭓﭔ﴾. 34
قال ابن سعدي (رحمه الله): -من ترك عبادة الرحمن ...ابتلى بعبادة الأوثان. -من لم ينفق ماله في طاعة الله ...أنفقه في طاعة الشيطان. -من ترك الذل لربه ...ابتلى بالذل للعبيد. -من ترك الحق ...ابتلى بالباطل. -كذلك اليهود لما نبذوا كتاب الله ...اتبعوا ما تتلوا الشياطين (وهذه سنة قدرية وحكمة إلهية). ﴿ - 10ﮜﮝﮞﮟ.)٢٠( ﴾... هذه الآية الكريمة تضمنت دعوة الخلق إلى عبادة الله بطريقين: أحدهما :إقامة البراهين بِ ِخ ْلقتِهم و َخـ ْلـق السموات والأرض والمطر. والآخر :ملاطفة جميلة بِ ِذ ْكر ما لِ َّله عليهم من الحقوق ومن ال ِإ ْنعام. -فذكر أولاً ربوبيته لهم ولآبائهم ،لأن الخالق يستحق أن ُي ْعبد ،ثم ذكر ما أنعم الل ُه به عليهم لأن ال ُمنْ ِعم يستحق أن ُي ْعبد و ُي ْشكر. -وتأمل قوله( :جعل لكم ،رزق ًا لكم) تشعر بال ُّلط ِف وا ْل ُو ِّد بينك وبين الرحمن سبحانه. - ١١المقصود الأعظم من هذه الآية :الأمر بتوحيد الله﴾٢١﴿ . (ابن ُج َزى) 35
السورة (مدنية) عدد آياتها ()200 أسماء السورة المباركة: آل عمران -الزهراء. مناسبة التسمية: آل عمران :لأن هذا البيت المبارك ،كان رمز ًا للثبات والصلاح وخدمة الدين. الزهراء :لأنها تنير الطريق للسالكين إلى الله ،مع سورة البقرة. مما جاء في فضلها: -قال رسول الله ^ :اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين ﴿ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ﴾ (البقرة )163 :وفاتحة سورة آل عمران ﴿ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ (آل عمران)2 : رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه( .صحيح الترغيـب والترهيب )١٦٤٢ -والحديث السابق في فضلها مع سورة البقرة. 36
ومما جاء في فضل (آخر 10آيات في السورة) -أن بلالاً أتى رسول الله ^ يؤذنه بصلاة الفجر يوم ًا ،فرآه يبكي فقال :يا رسول الله ما يبكيك؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر! فقال :ويحك يا بلال ،وما يمنعني أن أبكي ،وقد أنزل الله علي في هذه الليلة هذه الآيات ﴿ﮉﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑ ﮒﮓ﴾ فقرأها حتى آخر السورة .ثم قال« :وي ٌل لِ َمن قرأها ولم يتف َّكر فيها» رواه ابن حبان (السلسلة الصحيحة.)٦٨ : -فليحذر كل مسلم أن يم َّر على هذه الآيات دون أن يتدبرها ويتفكر فيها و ْل َير ِجع في ذلك إلى أقوال العلماء والمفسرين. موافقة أول السورة لآخرها: -حيث بدأت بالدعاء بالثبات على أمر ال ِّدين ﴿ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯﯰ ﯱ.﴾... -وختمت بالأمر بالثبات على أمر ال ِّدين ﴿ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮﯯ.﴾... -وذلك لأن الدعاء من أهم وسائل الثبات على ال ِّدين الذي أمرنا الله به. المحور الرئيسي للسورة: الثبات على دين الله. 37
مواضيع السورة المباركة: تنقسم هذه السورة المباركة إلى قسمين: الأول ﴿ ﴾120 :1يوضح لنا كيفية الثبات في مواجهة الأفكار الخارجية ،متمثلة في الحوار والنقاش بين النبي ^ وبين َو ْفد نصارى نجران. والقسم الثاني ﴿ ﴾200 :121يوضح لنا كيفية الثبات داخلي ًا، متمثل ًا في أحداث غزوة أحد ،وما ترتب عليها. القسم الأول: جاء (وفد نجران) النصارى يتحاورون مع النبي ^ في المسجد النبوي ،وهو الحوار الأول من نوعه بين المسلمين والنصارى، وهذه هي مراحل النقاش: - 1تقوية عقيدة المسلمين قبل النقاش ﴿،20 ،19 ،18 .﴾... 85 ،83 - 2إيجاد نقاط اتفاق ﴿.﴾84 ،64 - 3الإتيان بالأدلة والبراهين ﴿.﴾80 ،79 ،67 ،66 ،65 ،59 - 4تحذير أهل الكتاب من التكذيب ﴿.﴾71 ،70 ،61 ،25 - 5العدل والتوازن والإنصاف في النقاش: أ -الآيات ﴿ ﴾113 ،75مدح الأخلاق الحميدة فيهم. ب -الآيـات ﴿ ﴾42 ،33الثناء ومدح أنبياء أهل الكتاب والسيدة مريم عليهم السلام. - 6التحذير من التقليد الأعمى لأهل الكتاب بعد وضوح فساد عقيدتهم ﴿﴾119 ،105 ،101 ،100 - 7ختام القسم الأول (مواجهة الأفكار الخارجية) بالثبات. 38
القسم الثاني: خرج المسلمون من غزوة أحد منكسرين ،بعدما عصى بعضهم أمر ًا واحد ًا من أوامر الرسول ^ تسبب في الهزيمة ،فجاءت الآيات المباركة تعالج هذا الأمر علاج ًا رباني ًا ،وذلك على النحو التالي: - 1التذكير بفضل الله عليهم ﴿.﴾125 ،123 ،122 - 2الأمر بالإنابة والرجوع إلى الله ﴿.﴾135 ،133 - 3المواساة ورفع الروح المعنوية ﴿.﴾142 ،140 ،139 - 4ل ْوم لطيف منه سبحانه ﴿.﴾159 ،154 ،153 ،144 ،143 - 5توضيح أسباب الهزيمة ومنها: -الاختلاف ﴿.﴾152 -المعاصي والذنوب ﴿.﴾155 -التعلق بالأشخاص ﴿.﴾144 نقف الآن على علاقة القسم الأول بالثاني والعوامل المشتركة بينهما: - 1عدم التعلق بالأشخاص والتركيز على الفكرة والهدف والمنهج: في القسم الأول :لما رفع الله المسيح ابن مريم إلى السماء ُفتن النصارى وض ُّلوا. في القسم الثاني :لما أشيع مقتل النبي ^ كاد بعض المسلمين أن ُي ْفتنوا. 39
- 2وجوب وأهمية الاتباع: في القسم الأول ﴿.﴾52 في القسم الثاني ﴿.﴾153 ،146 تلخيص أسباب ووسائل الثبات التي جاءت بها السورة: - 1التمسك بالقرآن والسنة ﴿ ﭑﭒﭓﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾. - 2تقوى الله عز وجل ﴿ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰ﴾. - 3الاعتصام بالله ولزوم الجماعة ﴿ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ﴾. - 4الأمر بالمعروف والنهي عـن الـمـنـكـر - 5تـرك الاخـتــلاف فـي الديــن ﴿ﮦ ﮧﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ﴾. 40
من فوائد ولطائف السورة: - 1قــال تـعـالـى﴿ :ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ﴾. أ -ينبغي على العبد أن يكثر من العبادة كلما زاده الله من النعم والفضل. ب -ع َّبرت الآية الكريمة عن صلاة المرأة بمفردها في بيتها ...بالسجود وع َّبرت عن صلاتها في جماعة ...بالركوع. وبما أن السجود أفضل من الركوع لقوله ^ « :أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» ،فكذلك صلاة المرأة بمفردها في بيتها أو محرابها ،أفضل من صلاتها في جماعة (ابن القيم -التفسير القيم ،بتص ّرف). وقد جاءت السنة المطهرة تقرر هذا المعنى ،كما قال النبي ^ لامرأة أبي حميد الساعدي «وصلا ُت ِك في َدا ِر ِك خي ٌر ِمن َصلاتِ ِك في مسجد َق ْو ِمك»( ...التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان) للألباني. - 2قال تعالى﴿ :ﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖﭗ﴾. قال ابن عثيمين (رحمه الله) :ينبغي للإنسان أن يتأمل هذه الآية ولو مرة واحدة ،إذا أعجبه شيء من ماله فليتصدق به، لعله ينال هذا البر. 41
- ٣جعل الله تعالى نموذج الثبات في هذه السورة امرأتين وهما: (زوجة عمران) ،ونيتها الصادقة في خدمة دين الله سبحانه، و(مريم بنت عمران) وقد م َّن الله عليها أن جعل ولدها (نبي ًا) من أولي العزم ،وقد سميت السورة المباركة باسم هذه العائلة المباركة (آل عمران). إذن رمز الثبات في هذه السورة هو (النساء). ﴿ - ٤ﮠﮡﮢﮣ.)١٤( ﴾... قيل ال ُم َز ِّين هو الله. وقيل هو الشيطان. ولا تعارض فيهما ،فتزيين الله :بالإيجاد والتهيئة للانتفاع، وتزيين الشيطان :بالوسوسة والخديعة. (ابن ُج َزى) 42
السورة (مدنية) عدد آياتها ()176 أسماء السورة المباركة: (النساء) ( -النساء الكبرى)؛ وذلك لتسمية سورة الطلاق بسورة النساء ال ُق ْصرى. مناسبة التسمية: النساء :اختار الله تعالى أحد المستضعفين (النساء)؛ ليبدأ الحاكم أو الراعي ،أو المسؤول ،بتحقيق العدل والرحمة بأهل بيته أولاً ،فإذا حقق ذلك نجح في تحقيقه مع رعيته. النساء الكبرى :وذلك للتفريق بينها وبين سورة الطلاق ،التي تسمى (النساء ال ُق ْصرى). مما جاء في فضلها: قال رسول الله ^« :من أخذ السبع الطوال فهو َح ْب ٌر» رواه أحمد (الصحيحة.)٢٣٠٥ : والسبع الطوال ُه َّن :البقرة -آل عمران ( -النساء) -المائدة - الأنعام -الأعراف -التوبة. 43
موافقة أول السورة لآخرها: -بدأت بإيتاء الأموال لأصحابها ﴿ﭰﭱﭲﭳ،﴾... ﴿ﮣ ﮤﮥﮦﮧ،﴾... ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ.﴾... -و ُختمت أيض ًا بتقسيم التركات (الأموال الموروثة)، ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ.﴾... وكل هذا يدل على عدل الله عز وجل مع البشر ،ورحمته بهم سبحانه. المحور الأساسي للسورة: العدل والرحمة. مواضيع السورة المباركة: - 1بناء الأسرة التي هي نواة المجتمع ،وذلك عن طريق تدرج رائع ومراحل متأنية: -تطهير المجتمع من الفاحشة ﴿.﴾19 ،15 -قطع أسباب الفاحشة ﴿.﴾25 ،24 ،23 -عزل الفئات الفاسدة وفتح باب التوبة لهم ﴿،16 .﴾18 ،17 - 2مكانة المرأة في الإسـام وأن لها حق ًا في الميراث كالرجل تمام ًا ،بل قد يزيد ح ُّقها على حقه في بعض الحالات ﴿.﴾12 ،11 ،7 44
وعلو مكانة المرأة ،وتكريمها ،والرحمة بها ﴿،21 :19 .﴾129 ،128 ،35 ،34 - 3العناية بـالأرحـام ،وباليتامى والقيام على حقوقهم، والتحذير والوعيد الشديد لمن تساهل في هذه الحقوق ﴿.﴾33 ،10 :8 ،6 :1 - 4أحكام الشرع كلها رحمة ،ومقص ُدها رفع الحرج والمشقة، والتخفيف عن الناس ﴿.﴾28 ،27 ،26 - 5القيام بين الناس بالقسط «الـعـدل» ،خاصة الأقليات والضعفاء ﴿.﴾135 ،127 ،58 ،36 ،30 ،29 - 6بيان صفات المنافقين ،الذين يريدون زعزعة الكيان الإسلامي ،وتقويض أركانه ،وبيان أحكامهم والتحذير منهم ﴿.﴾147 :136 ،91 :88 - 7بيان مقصد الجهاد في سبيل الله (الدفاع عن المستضعفين وحماية الدين ،وحماية الرسالة والتبليغ للناس). ﴿﴾96 ،95 ،94 ،79 :71 - 8تصحيح العقيدة في الله سبحانه ،وحمايتها من الغلو والتفريط والخلل ،وإثبات الوحدانية له سبحانه ،وإبطال العقائد الباطلة ﴿.﴾172 ،171 ،159 :150 - 9إثبات نبوة سيد الخلق محمد ^ ،وأنه نور وبرهان ،وإقامة الحجة به على الناس ﴿.﴾175 ،174 ،170 :162 45
- 10لا نجاة يوم القيامة إلا بالإيمان والعمل الصالح ،وأنه لا ينفع مجرد الانتساب للدين أو لرسول من الرسل ،ولا تنفع الأماني أصحابها الآية ﴿.﴾123 - 11تعليق صحة الإيمان على التحاكم لشرع الله فقط ،بانقياد وتسليم ،حيث إن التحاكم للشرع هو أهم مظاهر الإيمان ﴿.﴾65 ،64 فوائد ولطائف حول السورة المباركة: - 1تو َّلى الله سبحانه تقسيم المواريث بنفسه ،فلا مجال لأ ِّي أحد ،مهما ا َّدعى من الحكمة ،والعقل ،أو الرحمة بالورثة، أن يغ ِّير أو ي ِّبدل منها شيئ ًا. - ٢كل من خاف على أطفاله بعد موته (غني ًا كان أو فقير ًا) فعليه بتقوى الله ،فليس أنفع للذرية من تقوى وصلاح الآباء. - ٣ينبغي للعبد ألا يحقر حسن ًة ولا سيئ ًة ،فقد تكون الحسنة سبب ًا في نجاته ،والسيئة سبب ًا في تعذيبه ،وفي الحديث «الجنة أقرب إلى أحدكم من ِش َرا ِك نعله والنا ُر مثل ذلك» رواه البخاري. 46
السورة (مدنية) عدد آياتها ()120 أسماء السورة المباركة: المائدة -العقود -الأخيار. مناسبة التسمية: المائدة :لما طلب الحواريون من (عيسى عليه السلام) إنزال مائدة من السماء ،أجابهم الله لطلبهم ،وأخذ عليهم عهد ًا، وتو َّعدهم أنه من نقضه فسوف يعذبه عذاب ًا شديد ًا ،فكانت (المائدة) رمز ًا لهذه القصة ورمز ًا لهذا العهد. العقود :لأنها أمرت بالإيفاء بالعقود في أول السورة. الأخيار :لأن فيها الحث على الوفاء بالعهد ،وهذا من شيم الأخيار. مما جاء في فضلها: قال رسول الله ^« :من أخذ السبع الطوال فهو َح ْب ٌر» رواه أحمد (الصحيحة.)٢٣٠٥ : والسبع الطوال ُه َّن :البقرة -آل عمران -النساء ( -المائدة) - الأنعام -الأعراف -التوبة. 47
موافقة أول السورة لآخرها: -بدأت السورة المباركة بالأمر بالوفاء بالعقود. ﴿ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔﮕﮖ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ﴾. -وختمت بالعقد (العهد) الذي أخذه (عيسى بن مريم عليه السلام) على قومه فتركوه وضيعوه. ﴿ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ﴾ -وذلك لأن الوفاء بالعقود من صفات المؤمنين الصادقين. المحور الرئيسي للسورة: الوفاء بِال ُع ُقود. مواضيع السورة المباركة: وهذه السورة المباركة ،هي سورة الحلال والحرام ،كما يسميها بعض أهل العلم ،ومحاورها التي ركزت عليها حول: - 1الطعام والشراب والصيد والذبائح ﴿.﴾96 ،88 ،87 ،4 ،3 ،1 - 2الأسرة والزواج ﴿.﴾5 48
- 3الأَ ْيمان والكفارات ﴿.﴾89 - 4العبادات ﴿.﴾95 ،94 ،58 ،6 - 5الحكم والقضاء والشهادات ﴿،50 :42 ،38 ،34 ،33 ،8 .﴾108 ،107 ،106 - 6تنظيم علاقة المسلمين بأصحاب الأديان الأخرى (أهل الكتاب) ﴿.﴾57 ،51 ،5 - ٧وقد تميزت هذه السورة المباركة بأنها جمعت (مقاصد الشريعة الخمسة) بوضوح؛ لترشدنا أن شرع الله هو الذي يضمن مصلحة البشرية في الدنيا والآخرة ،وإليكم التفصيل: -حفظ الدين ﴿ ﴾54حماية الدين ولو بالقتال. -حفظ النفس ﴿ ﴾32تحريم الاعتداء على الأنفس المصونة. -حفظ العقل ﴿ ﴾90لأن الغاية من تحريم الخمر هو حفظ العقل. -حفظ العرض ﴿ ﴾5تحريم العلاقة بين الجنسين قبل الزواج. -حفظ المال ﴿ ﴾38تشريع الحدود؛ لترهيب وزجر المعتدين على أموال الناس. 49
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369