Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore المعلم في فن التجويد

المعلم في فن التجويد

Published by كتاب فلاش Flash Book, 2021-03-28 18:43:07

Description: المعلم في فن التجويد

Search

Read the Text Version

‫ُ َ ِّ‬ ‫َاّلمعَلم ْ في‬ ‫فن التج ِويد‬ ‫برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطِب ّية‬ ‫جمع وترتيب‬ ‫منذر عل ّي أبو صويلح‬ ‫إشراف‬ ‫إشراف‬ ‫الدكتور‬ ‫الشيخ الحافظ‬ ‫يقظان عبد اللطيف أيوب‬ ‫صالح عبد الإله الراشد‬





‫ﮋﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ‬ ‫ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﮊغافر‪٤٠ :‬‬ ‫ﮋﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﮊ البقرة‪١٢٧ :‬‬ ‫قال نب ُّينا ُم َح َّمد ﷺ‬ ‫«خي ُر ُكم َمن تع َّلم ال ُقرآ َن و َع َّلمه»‬ ‫رواه البخاري‬ ‫وقالت الحكماء‬ ‫« َر ِح َم الل ُه أ ْمر ًأ َع ِم َل َع َمل ًا صالح ًا ف َأت َقنه»‬ ‫(فالقرآ ُن هو َأ ْف َض ُل ما ُي َت َع َّلم و َأ ْف َضل ما ُي َع َّلم)‬ ‫حقوق الطبع متاحة لكل مسلم‬



‫تقديم‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله الذي أنزل كتابه الكريم هدى للمتقين‪ ،‬ورحمة وموعظة للمؤمنين‪،‬‬ ‫ونبراس ًا للمهتدين‪ ،‬وشفاء لما في صدور العالمين‪ ،‬والصلاة والسلام على خير نب ّي‬ ‫ُأن ِزل عليه خير كتاب‪ ،‬نب ِّينا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه والتابعين‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان‬ ‫إلى يوم الدين‪ ...‬وبعد‪:‬‬ ‫فالقرآن الكريم المعجزة الباهرة‪ ،‬والآية الظاهرة‪ ،‬كتاب الهدى‪ ،‬وس ّر السعادة‬ ‫والقيادة والريادة والسيادة‪ ،‬وإمام الخير والحق والفضيلة‪ ،‬ودستور العدل والأمان‬ ‫في كل زمان ومكان‪ .‬وهذا ما د ّل عليه كتاب الله وسنة رسوله ﷺ‪.‬‬ ‫روى مسلم في صحيحه عن عمر ‪ ‬أ ّن النب ّي ﷺ قال‪« :‬إ ّن الله يرفع بهذا‬ ‫الكتاب أقوام ًا ويضع به آخرين»‪ .‬وأخرج البخار ّي في صحيحه عن عثمان ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫قال رسول الله ﷺ‪« :‬خيركم من تع َّلم القرآن وع َّلمه»‪ ،‬وقد ن ّوهت السنّة الشريفة بما‬ ‫لِ َح َملة كتاب الله من الأجر والمكانة في الآخرة والأولى؛‬ ‫فعن أ ّم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬قال رسول الله ﷺ‪« :‬الماهر بالقرآن‬ ‫مع ال َّس َفرة الكرام البررة‪ ،‬والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شا ٌّق له أجران»(‪.)1‬‬ ‫وعن ابن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله ﷺ‪« :‬من قرأ حرف ًا من كتاب الله فله به‬ ‫حسنة‪ ،‬والحسنة بعشر أمثالها‪ ،‬لا أقول (الم) حرف‪ ،‬ولكن ألف حرف‪ ،‬ولام حرف‪،‬‬ ‫وميم حرف»(‪ ،)2‬فيا له من فضل عظيم‪ ،‬وثواب كبير‪ ،‬لا يغفل عنه إلا غافل‪.‬‬ ‫‪ .1‬متفق عليه‪.‬‬ ‫‪ .2‬رواه الترمذي‪.‬‬

‫المحتويات‬ ‫الباب‬ ‫الباب‬ ‫الباب‬ ‫الباب‬ ‫الــــرابـــــع‬ ‫الثــــــالــث‬ ‫الثـــــانــــي‬ ‫الأول‬ ‫مخارج الحروف‬ ‫الابتداء والسكت‬ ‫التجــويــــد‬ ‫فضل تلاوة القران‬ ‫وصفاتها‬ ‫والوقف‬ ‫الكريم وآدابها‬ ‫واللحن‬ ‫‪59‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪27‬‬ ‫الباب‬ ‫الباب‬ ‫الباب‬ ‫الثـــــامــن‬ ‫الســـــابــع‬ ‫الباب‬ ‫الخــامس‬ ‫الادغــــام‬ ‫أحكـــــــام‬ ‫الســادس‬ ‫الإســتعاذة‬ ‫أحكــام النـــون‬ ‫والبسملة‬ ‫‪165‬‬ ‫الـلام‬ ‫والميم‬ ‫‪109‬‬ ‫الباب‬ ‫‪155‬‬ ‫الثاني عشر‬ ‫‪115‬‬ ‫الباب‬ ‫تـــــــــــاء‬ ‫الباب‬ ‫التاسع‬ ‫الحادي عشر‬ ‫الباب‬ ‫المــــــــــ ّد‬ ‫التأنيث‬ ‫المــوصــول‬ ‫العاشر‬ ‫وأقسامه‬ ‫التفخيــــم‬ ‫‪237‬‬ ‫والمقطوع‬ ‫والترقيق‬ ‫‪181‬‬ ‫الباب‬ ‫‪229‬‬ ‫‪217‬‬ ‫الباب‬ ‫السادس عشر‬ ‫الثالث عشر‬ ‫كيف تحفظ القران‬ ‫الباب‬ ‫الباب‬ ‫همزتي الوصل‬ ‫الخامس عشر‬ ‫الرابع عشر‬ ‫الكريم‬ ‫كيف تقرأ فاتحة‬ ‫والقطع‬ ‫ســــــجود‬ ‫‪269‬‬ ‫التلاوة‬ ‫الكتاب‬ ‫‪245‬‬ ‫‪265‬‬ ‫‪257‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله الذي رفعنا بالقرآن‪ ،‬وش ّرفنا برسوله المصطفى العدنان‪ ،‬وخ ّصنا من‬ ‫بين سائر الأمم بكلامه المحكم الآخذ بالأشجان‪ ،‬والصلاة والسلام على البشير‬ ‫النذير‪ ،‬والسراج المنير‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫أ ّما بعد‪....‬‬ ‫فإني أرى في هذا الكتاب (المع ّلم في ف ّن التجويد) للأخ منذر علي أبو صويلح‪،‬‬ ‫جهد ًا مبارك ًا‪ ،‬ومصباح ًا منير ًا لمن يريد التعلم والاستزادة في هذا المجال‪.‬‬ ‫داعي ًا الباري عز وجل أن يجعله خالص ًا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يرفع مقام كاتبه في‬ ‫الدنيا والآخرة‪ ،‬إ ّنه القادر على ذلك‪ ،‬وهو نِ ْع َم المولى ونِع َم النصير‪.‬‬ ‫وص ّلى الله وس ّلم على سيدنا مح ّمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫الدكتور‬ ‫يقظان عبد اللطيف أيوب الدريس‬ ‫‪ /23‬صفر‪1433 /‬هـ‬ ‫‪ /17‬كانون الثاني‪2012 /‬م‬

‫هذا‪ ،‬وإني اطلعت على ما قدمه الأخ منذر عل ّي أبو صويلح في كتابه (المع ّلم في‬ ‫ف ّن التجويد)‪ ،‬فأحسب أن قارئ القرآن أحوج ما يكون إليه بعد ملازمة رجال هذا‬ ‫العلم والأَخذ عنهم ما أخذوه عن مشايخهم الرواة بالسند إلى صاحب الرسالة ﷺ‪.‬‬ ‫وأسأل الله العظيم أن ينفع بهذا الجهد وهذا العمل‪ ،‬وأن يجزل للمؤلف المثوبة‪،‬‬ ‫ويضاعف له الأجر‪ ،‬ويبارك في عمره وعمله‪ ،‬وأن يزيده خير ًا وهد ًى وتوفيق ًا‪ ،‬ولا‬ ‫عدمنا أمثاله في مجتمعاتنا وأمتنا‪.‬‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪ ،‬وص ّلى الله على نبينا محمد وعلى آله‬ ‫وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫الشيخ‬ ‫صالح عبد الإله عيدان الراشد‬ ‫مدير المركز الإقرائي للقرآن الكريم‬ ‫البصرة‬ ‫‪ / 13‬صفر‪1433 /‬هـ‬ ‫الموافق ‪2012 /1 /7‬م‬

‫بسم الله ال َّرحمن ال َّرحيم‬ ‫المق ِّدمة‬ ‫الحم ُد لله الذي ع َّلم القرآ َن‪ ،‬خلق الإنسا َن‪ ،‬ع َّلمه البيا َن‪ ،‬وف َّضل حبي َبه مح َّمد ًا على‬ ‫الرسل بإنزال القرآن‪ ،‬وك َّرم أ َّم َته على سائر الأمم بتلاوة القرآن‪ ،‬والصلا ُة والسلا ُم‬ ‫على س ِّيدنا محم ٍد‪ ،‬وعلى آل ِه‪ ،‬بعدد أسرار القرآن‪.‬‬ ‫إ َّن القرآ َن العظيم في غاية طبقات الفصاحة والبلاغة‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ﮋﭻﭼﭽﭾ‬ ‫ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮊ [النساء‪ ،]82 :‬ولقوله‪ :‬ﮋﭜﭝﭞﭟ‬ ‫ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﮊ [الإسراء‪.]88 :‬‬ ‫أ َم َر الل ُه سبحانه وتعالى التع ّبد بتلاوته وتد ُّبر معانيه‪ ،‬فأ َّو ُل كلم ٍة ُأنزلت على صدر الحبيب‬ ‫مح َّم ٍد ﷺ هي (اق َر ْأ)‪ ،‬وأ َمر الرسو ُل مح َّم ٌد عليه الصلاة والسلا ُم أمته بالتع ّلم والتعليم‬ ‫والتبليغ إلى الرجال والنساء والصبيان والجيران‪ ،‬ووصي ُته ﷺ الدوام على تلاوته لينالوا في‬ ‫الدارين نفع ًا كثير ًا وأجر ًا عظيم ًا‪ ،‬فقد قال‪« :‬من قرأ حرف ًا من كتاب الله فله به حسنة‪ ،‬والحسنة‬ ‫بعشر أمثالها‪ ،‬لا أقول (الم) حرف‪ ،‬ولكن ألف حرف‪ ،‬ولام حرف‪ ،‬وميم حرف»(‪ ،)1‬ولقارئه‬ ‫والناظر فيه والسامع له أعظم ما يتوصل إليه؛ دخول ال ِجنان‪.‬‬ ‫في وقتنا رأيت الكثير في ديار الإسلام قد تركوا قراءة القرآن‪ ،‬وأك ّبوا على وسائل‬ ‫اللهو ومل ّذات الحياة‪ ،‬ورأيت أ َّن عدد ًا من المخلصين لدينهم من يعمل بج ٍّد ليثقل‬ ‫ميزان حسناته يوم القيامة‪ ،‬بفتح دورات تحفيظ القرآن الكريم‪ ،‬وكيف لا نتع ّلم القرآن‬ ‫مع كثرة جهلنا وعدم فصاحتنا وبلاغتنا؟! في وقت زاد الاهتمام بلغات الأعاجم على‬ ‫حساب اللغة العرب ّية‪ ،‬وإهمال ح ّصة الدين الإسلام ّي في المدارس أو إعطائها لمن لا‬ ‫يجيدها!‪ .‬إن أعداء الإسلام يعملون لهدم هذا الدين‪ ،‬ولك ْن نحن نؤمن بقوله تعالى‪:‬‬ ‫ﮋﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮊ [الحجر‪ ،]9 :‬ليس من الزيادة والنقصان فحسب‪،‬‬ ‫بل تهيئة من يحفظونه في الصدور‪ ،‬ومن ير ّمم ما أفسدته الدهور والعقول الخبيثة‪.‬‬ ‫‪ .1‬رواه الترمذي‪.‬‬



‫الباب الأ ّول‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫رسم المصحف‬ ‫فضل تلاوة القرآن الكريم‬ ‫أركان تلاوة القرآن الكريم‬ ‫آداب تلاوة القرآن الكريم‬ ‫آداب مع ّلم القرآن الكريم‬ ‫أداب متع ِّلم القرآن الكريم‬

‫إ َّن لدورات تحفيظ القرآن على يد المشايخ والمعلمين دور ًا كبير ًا في إعادة النور‬ ‫في البيوت‪ ،‬لك َّن منهم َمن هو بحاج ٍة إلى دخول دورا ٍت‪ ،‬وتوفير مناه َج وكت ٍب حتى‬ ‫يكون البناء على أسس صحيح ٍة‪ ،‬لأ َّن الخطأ في هذا المجال غير جائز‪ ،‬فاستخرت‬ ‫الل َه ‪-‬ع َّز وج َّل‪ ،‬وله الحم ُد وال ِمنَّ ُة ‪ -‬أ ْن أجمع كتاب ًا فيه ما يفيد المع ّلمين والطلاب من‬ ‫أصول التجويد‪ ،‬وبعض التعليمات التي تساعدهم في تلاوة القرآن الكريم وحفظه‪،‬‬ ‫وإ ْن لم أكن أهل ًا لذلك؛ لما هناك من كتب وأقوال للأئ ّمة والعلماء في هذا المجال‪،‬‬ ‫فجمعت في هذا الكتاب ما َي َّسر الله تعالى جم َعه‪ ،‬مع ق ّلة بضاعتي‪ ،‬وعدم فصاحتي‬ ‫في صناعتي‪ ،‬فقلت‪ :‬الل ُه ُمعيني في تدبير أموري‪ ،‬لأ َّن ما كان لله فالل ُه له‪ ،‬ومن‬ ‫يعذرني في سهوي وخطئي فأرجو منه العف َو والإصلاح‪ ،‬ﮋﮱﯓﯔﯕﯖ‬ ‫ﯗﯘﮊ [الشورى‪ ،]40 :‬وما توفيقي إلا بالله‪ ،‬عليه تو َّكل ُت‪ ،‬وإليه ُأنيب‪.‬‬ ‫ال ّله َّم ع ِّلمنا ما ينفعنا‪ ،‬وانفعنا بما ع ّلمتنا‪ ،‬ال ّله َّم إ ّني آمن ُت بك وبرسلك‪ ،‬وص َّدقت‬ ‫بما قاله نب ُّيك ورسولك وحبيبنا محم ٌد ﷺ‪ ،‬فإ ّنه قال‪« :‬إذا مات الإنسان انقطع عنه‬ ‫عمل ُه‪ ،‬إلاّ من ثلاثة‪ :‬إلا من صدقة جارية‪ ،‬أو ِع ْل ٍم ُينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له»(‪،)2‬‬ ‫ال ّله َّم اجعل هذا الجهد صدق ًة جاري ًة لي ولوالد َّي ولأخي الذي أتمنّى أ ْن يكون شهيد ًا‬ ‫عندك‪ ،‬ولجميع من شارك في إنجازه‪ .‬ﮋﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‬ ‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮊ‬ ‫[الأحقاف‪ ،]15 :‬وقال تعالى‪ :‬ﮋﮇﮈﮉﮊﮋ ﮌﮊ [الزلزلة‪.]7 :‬‬ ‫ال ّله َّم الأج ُر منك‪ ،‬لك ّل من ساهم في إخراج هذا العمل إلى النور‪ ،‬وأذكرهم وأنت‬ ‫أعلم بهم (الشيخ الحافظ صالح الراشد‪ ،‬والدكتور يقظان عبد اللطيف‪ ،‬والدكتور‬ ‫رياض الماضي‪ ،‬والمشرف التربوي عبد الواحد الفريح‪ ،‬والأستاذ طلال نوري)‪ .‬ر َّبنا‬ ‫هذا الجهد وعليك ال ُّتكلان‪ ،‬والل ُه ول ُّي التوفيق والقادر عليه‪ .‬وص ّلى الله على حبيبنا‬ ‫ومعلمنا محم ٍد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫منذر علي أبو صويلح‬ ‫‪ .2‬رواه مسلم‪.‬‬

‫رسم المصحف‬ ‫رسم المصحف‬ ‫هو التصوير اللفظي بحروف القرآن الكريم‪.‬‬ ‫من المعلوم أ َّن القرآ َن الكريم لم ين َّزل على رسول الله ﷺ دفعة واحدة‪ ،‬ولم ين َّزل‬ ‫م َر َّتب الآيات والسور‪ ،‬وإ ّنما ُن ِّزل مو َّزع ًا على الحوادث والأزمان‪.‬‬ ‫وقد كان جبري ُل ‪َ ‬ين ِزل على النب ِّي مح َّم ٍد ﷺ ويقول له‪ :‬ضع هذه الآي َة بجانب‬ ‫هذه الآي ِة‪ ،‬وض ْع هذه السور َة خلف هذه السور ِة‪ ،‬فأول آية نزلت من القرآن ﮋﭻ‬ ‫ﭼﭽﮊفي جزء (ع َّم)‪ ،‬وآخر آية ﮋﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ‬ ‫ﰄﰅﰆﰇﮊ [البقرة‪.]281 :‬‬ ‫وكان النب ُّي مح َّم ٌد ﷺ يأمر أصحابه بالتزام هذا الترتي ِب الذي أرشده إليه‬ ‫جبري ُل ‪ .‬ولم ينتقل النب ُّي مح ّم ٌد ﷺ إلى الرفيق الأعلى ح ّتى كان القرآ ُن الكريم‬ ‫مر َّتب السور والآيات على ما هو عليه الآن في المصحف الشريف‪ ،‬وقد عارضه‬ ‫جبري ُل ‪ ‬مع رسول الله مح َّمد ﷺ م َّرتين في العام الذي توفي فيه‪ .‬وأجمع العلماء‬ ‫على أ َّن ترتيب الآيات والسور أم ٌر توقيف ٌّي‪ ،‬ليس من صنع البشر‪ ،‬بل هو ُم َت َل َّقى من‬ ‫الرسول مح َّم ٍد ﷺ عن جبري َل ‪ ‬عن ر ِّبه ع َّز وج َّل‪.‬‬ ‫علم رسم المصحف‬ ‫ب ّلغ النب ُّي مح ّم ٌد ﷺ القرآن الكريم إلى الأمة الإسلامية بطريقتين؛ مكتوبا ً(رسم‬ ‫الحرف)‪ ،‬ومحفوظ ًا في (صدور الصحابة)‪ ،‬وبفضل من الله‪ ،‬ث َّم بتوفي ٍق منه للعلماء‪،‬‬ ‫وصلت الطريقتان إلينا بالتواتر دون تحريف ولو بحركة واحدة‪ ،‬فكان ح ّق ًا علينا شكر الله‬ ‫الذي حفظ لنا القرآن من التحريف‪ ،‬و َأن نفتخر بهؤلاء العلماء من أمثال زيد بن ثابت ‪‬‬ ‫الذي كتب القرآن الكريم ثلاث م ّرات؛ وقت نزول الوحي على النبي مح ّمد ﷺ‪ ،‬وفي‬ ‫خلافة أبي بكر الصديق ‪ ،‬وفي خلافة عثمان بن عفان ‪ .‬وأبو الأسود الدؤل ّي ‪‬‬ ‫الذي وضع الإشارات على الحروف في خلافة علي بن أبي طالب ‪ ،‬ولا ننسى الأثر‬ ‫الكبير للخليل بن أحمد الفراهيد ّي‪ ،‬وتلميذه سيبويه‪ ،‬رحمهما الله‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫الباب الأول‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫كلا ُم الله تعالى المع ِج ُز‪ ،‬المن َّز ُل على س ّيدنا مح َّم ٍد ﷺ باللغة العرب ّية‪،‬‬ ‫ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﮊ [الزمر‪ ،]28 :‬عن طريق جبري َل ‪،‬‬ ‫المبدو ُء بسورة الفاتحة‪ ،‬المختو ُم بسورة الناس‪ ،‬المتع َّب ُد بتلاوته‪ ،‬المنقو ُل إلينا‬ ‫بالتواتر‪ ،‬وعد ُد سو ِره (‪ )114‬سورة‪ ،‬الذي تك َّفل الله تعالى بحفظه عكس الكتب‬ ‫المن َّزلة الأخرى‪ ،‬ﮋﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮊ [الحجر‪ .]9 :‬هو المعجزة‬ ‫الخالدة الباقية المستم ّرة على تعاقب الأزمان‪ ،‬المتح َّدى بأقصر سورة منها لجميع‬ ‫الخلق‪ ،‬إن ِسهم وجنّهم‪ ،‬إلى قيام الساعة‪ :‬ﮋﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ‬ ‫ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﮊ [البقرة‪،]23 :‬‬ ‫َحب ُل الله المتي ُن‪ ،‬والصرا ُط المستقي ُم‪ ،‬والنو ُر الهادي إلى الح ِّق وإلى الطريق‬ ‫المستقيم‪ ،‬فيه أخبا ُر السابقين والأ َّولين والآخرين‪ ،‬وفيه العدل بين الناس‪ ،‬فمن‬ ‫ابتغى الهدى في غيره أض َّله الل ُه‪ ،‬ومن تك ّلم به صدق‪ ،‬ومن دعا إليه فقد ُهد َي‬ ‫إلى الصراط المستقيم‪ .‬هو لسا ُن الدين الحنيف‪ ،‬وقانو ُن الشريعة الإسلام ّية‪ ،‬وفيه‬ ‫الأوام ُر والنواهي‪ ،‬والحدو ُد والزواج ُر‪ ،‬والوع ُد والوعي ُد‪ ،‬والبيا ُن والقص ُص‪،‬‬ ‫والحلا ُل والحرا ُم‪ ،‬وضرب الأمثال‪ .‬وهو ربا ٌط بين السماء والأرض‪ ،‬وعه ٌد‬ ‫بين الله وبين عباده‪ ،‬وهو منها ُج الله الخال ُد‪ ،‬وميثا ُق السماء الصال ُح المصلح‬ ‫لك ِّل زما ٍن ومكا ٍن‪ ،‬وهو أشرف الكتب السماو ّية‪ ،‬وأعظ ُم وح ٍي نزل من السماء‬ ‫ﮋﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮊ [فصلت‪.]42 :‬‬ ‫‪14‬‬

‫رسم المصحف‬ ‫‪ .2‬وإذا رسمت الألف ال َمد ّية بعد الواو ُقرئت بم ّد الواو‪ ،‬مثل كلمة ﮋﭻﮊ في‬ ‫قوله تعالى ﮋﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮊ [البقرة‪ .]157 :‬لاحظ الفرق‬ ‫بين رسم ﮋﮜﮊ في المثال السابق ورسم ﮋﭻﮊ في هذا المثال‪.‬‬ ‫‪ .3‬ﮋﭔﮊ [آل عمران‪ :]78 :‬تقرأ بم ّد الواو ( َي ْل ُوو َن)‪ ،‬وقد لا يظهر ذلك لصغر الواو‬ ‫ال َمد ّية‪.‬‬ ‫‪ .4‬ﮋﭱﮊ [النساء‪ُ ]135 :‬تقرأ ( َت ْل ُووا)‪.‬‬ ‫‪ .5‬ﮋﯗﮊ [الأنعام‪ :]123 :‬تقرأ ( َأ َكابِ َر) بم ّد الكاف‪.‬‬ ‫‪ .6‬ﮋﯜﮊ [الأعراف‪ :]20 :‬تقرأ ( ُوو ِر َي)‪ .‬رسمت الواو ال َمد ّية واو ًا صغيرة‪.‬‬ ‫‪ .7‬ﮋﯧﮊ [الأعراف‪ُ :]103 :‬تقرأ (و َم َلئِ ِه)‪.‬‬ ‫‪ .8‬ﮋﭑﭒﭓﮊ [الأعراف‪ :]196 :‬تقرأ (إِ َّن َولِ ِّي َي الله)‪.‬‬ ‫‪ .9‬ﮋﭪﮊ [يونس‪ :]99 :‬رسمت الهمزة قبل الألف الم ّد ّية فتقرأ ألف ًا ممدودة (لآ َم َن)‪.‬‬ ‫‪ .10‬ﮋﮭﮊ [الأنبياء‪ :]88 :‬لاحظ رسم النون الصغيرة في كلمة ( ُنن ِجي)‪ .‬تقرأ‬ ‫(ننجي) بإخفاء النون الثانية‪.‬‬ ‫‪ .11‬ﮋﯰﮊ [الأحزاب‪ :]14 :‬تقرأ (لآ َت ْو َها) بم ّد الألف وليس (لأ َتو َها)‪ .‬لاحظ‬ ‫رسم الهمزة قبل الألف ال َمد ّية وليس عليها‪.‬‬ ‫‪ .12‬ﮋﭯﮊ [الزمر‪ :]69 :‬تقرأ ( َو ِجي َء)‪.‬‬ ‫‪﴿ .13‬ﮋﯲﮊ [الذاريات‪ :]47 :‬تقرأ (بِ َأ ْي ٍد)‪ .‬الياء الثانية ذات الصفر المستدير في‬ ‫هذه الكلمة لا تلفظ‪.‬‬ ‫مراحل تدوين القرآن الكريم‬ ‫مر جمع القرآن الكريم وتدوينه بمراحل ع ّدة هي‪:‬‬ ‫‪ .1‬كتابة كل مقطع فور نزوله بين يدي النبي ﷺ‪ ،‬قال زيد بن ثابت ‪« :‬كنت أكتب‬ ‫الوحي عند رسول الله ﷺ وهو يملي عل َّي‪ ،‬فإذا فرغت قال‪« :‬اقرأ»‪ ،‬فأقرؤه‪ ،‬فإن‬ ‫كان فيه سق ٌط أقامه ثم أخرجه إلى الناس»(‪.)1‬‬ ‫‪ .1‬رواه الطبراني‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫الباب الأول‬ ‫ولو ُت ِر َك القرآن على ما ُر ِس َم عليه زمن رسول الله لضاع بين اللكنات العا ّم ّية‬ ‫واللغات غير العربية؛ لدخول شعوب كثيرة من غير العرب إِلى الإسلام‪ ،‬لذلك‬ ‫ظهرت مؤلفات تضبط خصائص الكتابة القرآنية‪ ،‬وهو علم ُي َف ِّر ُق بين الإملاء في‬ ‫اللغة العربية ورسم المصحف‪ .‬لقد َصنّف العلماء كلام العرب إلى (نثر وشعر‬ ‫وقرآن)‪ ،‬و ِمن الاختلافات بين رسم المصحف والكتابة العربية‪:‬‬ ‫‪ .1‬حروف محذوفة ويجب عدم نطقها‪:‬‬ ‫أ‪ .‬ما حذف منه الألف‪:‬نحو‪ :‬ﮋﯿﰀﮊ [النازعات‪َ ]43 :‬أصلها فيما‪.‬‬ ‫ ﮋﰄﰅﮊ [النمل‪َ ]35 :‬أصلها بما‪.‬‬ ‫ب‪ .‬ما حذفت منه الواو‪ :‬نحو‪ :‬ﮋﮀﮁﮊ [الشورى‪َ ]34 :‬أصلها يمحو‪.‬‬ ‫ج‪ .‬ما حذفت منه الياء‪:‬نحو‪ :‬ﮋﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﮊ [الروم‪َ ]53 :‬أصلها‬ ‫بهادي‪.‬‬ ‫‪ .2‬حروف محذوفة ويجب نطقها‪ ،‬نحو‪ :‬الألف في ﮋﭛﮊ‪ ،‬ﮋﯙﮊ‪.‬‬ ‫‪ .3‬حروف مكتوبة ولا تنطق‪ ،‬نحو‪ :‬الواو في ﮋﭳﮊ‪.‬‬ ‫‪ .4‬حروف تكتب بكيفية وتقرأ بكيفية‪ ،‬نحو‪ :‬ﮋﮛﮜﮝﮞﮊ‪.‬‬ ‫‪ .5‬ما كتب موصولاً وما كتب مفصولاً‪ ،‬نحو‪( :‬إنما‪ ،‬أينما‪ ،‬يبنؤم « َأصلها يا بن ُأ ّم»)‪.‬‬ ‫‪ .6‬هاء التأنيث كتبت بالتاء المبسوطة‪ ،‬ما لم يع َت ْد عليه العرب‪ ،‬نحو‪َ ( :‬ر ْح َمت‪ ،‬نِ ْع َمت)‪.‬‬ ‫أخطاء بسبب الرسم‬ ‫كثير ًا ما يقع القراء (وخاصة الذين يحفظون كتاب الله من المصحف) في أخطاء‬ ‫بسبب رسم بعض الكلمات‪ ،‬كرسم الألف ال َم ّد ّية فوق الواو أو بعدها وغير ذلك‪ .‬لذا‬ ‫لا ب ّد من التنبيه على أهمية التل ّقي والسماع من أفواه المهرة من الق ّراء‪.‬‬ ‫وهذه بعض الأخطاء الشائعة‪:‬‬ ‫‪ .1‬إذا رسمت الألف الم ّدية فوق الواو قرأت هذه الواو ألف م ّد‪ ،‬في نحو‪ :‬ﮋﮜﮊ‬ ‫ﮋﮞﮊ ﮋﮇﮊ ﮋﭓﮊ ﮋﮦﮊ وغيرها‪ .‬ومثال ذلك قوله تعالى‬ ‫في الآية (‪ )43‬من سورة البقرة‪ :‬ﮋﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮊ‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫فضل تلاوة القرآن الكريم‬ ‫فضل تلاوة القرآن الكريم‬ ‫هو من أشرف العلوم الشرع ّية؛ لأ ّنه يتع ّلق بأشرف الكلام‪ ،‬وقد ر َّغبنا الل ُه سبحانه‬ ‫وتعالى بتلاوته إذ قال‪ :‬ﮋﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ‬ ‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ‬ ‫ﰁﰂﰃﰄﮊ [فاطر‪.]30 ،29 :‬‬ ‫ﮋﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬ ‫ﭮﮊ [الإسراء‪.]9 :‬‬ ‫ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﮊ‬ ‫[الإسراء‪.]82 :‬‬ ‫وعن ابن ع ّباس ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله محمد ﷺ‪« :‬إن الذي ليس في جوفه‬ ‫شيء من القرآن كالبيت الخرب»(‪.)2‬‬ ‫وقال نب ُّينا مح َّم ٌد ﷺ‪« :‬خيركم من تع َّلم القرآ َن وع َّل َمه»(‪.)3‬‬ ‫وقال ﷺ أيض ًا‪« :‬من قرأ حرف ًا من كتاب الله فله به حسن ٌة‪ ،‬والحسن ُة بعشر أمثالها‪،‬‬ ‫لا أقول (الم) حرف‪ ،‬ولكن «ألف» حرف‪ ،‬و«لام» حرف‪ ،‬و«ميم» حرف»(‪.)4‬‬ ‫وقال ﷺ‪« :‬يقال لصاحب القرآن‪ :‬اقرأ وارت ِق ور ِّت ْل كما كنت تر ِّتل في الدنيا‪ ،‬فإ َّن‬ ‫منزلك عند آخر آي ٍة تقرؤها» (‪.)5‬‬ ‫وقال رسول الله ﷺ‪« :‬يجيء صاحب القرآن يوم القيامة‪ ،‬فيقول القرآن‪ :‬يا ر ّب‬ ‫ح ّله‪ ،‬فيلبس تاج الكرامة‪ ،‬ثم يقول‪ :‬يا ر ّب زده‪ ،‬فيلبس ح ّلة الكرامة‪ ،‬ث ّم يقول‪ :‬يا ر ّب‬ ‫ارض عنه‪ ،‬فيرضى عنه‪ ،‬فيقال له‪ :‬اقرأ وا ْرق‪ ،‬ويزداد بكل آية حسنة» (‪.)6‬‬ ‫‪ .2‬رواه الترمذي‪.‬‬ ‫‪ .3‬أخرجه البخار ُّي‪.‬‬ ‫‪ .4‬رواه الترمذ ُّي‪.‬‬ ‫‪ .5‬رواه الترمذي‪.‬‬ ‫‪ .6‬أخرجه أحمد وابن حبان والترمذي‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫الباب الأول‬ ‫‪ .2‬تفريغ الكتابة السابقة في صحف زمن أبي بكر الصديق ‪َ ،‬فك َّلف زيد بن‬ ‫ثابت ‪ ‬بذلك‪.‬‬ ‫‪ .3‬نسخ مصاحف عدة من الصحف السابقة زمن عثمان بن ع ّفان ‪ ‬وأرسل‬ ‫مصحف ًا إلى كل مصر مع قارئ متقن يقرأ للناس على لغة قريش‪ .‬فأرسلت إلى‬ ‫(البصرة‪ ،‬الكوفة‪ ،‬الشام‪ ،‬م ّكة‪ ،‬اليمن‪ ،‬البحرين‪ ،‬المدينة المن َّورة‪ ،‬نسخة بقيت‬ ‫عنده)‪ ،‬وقال للجميع‪« :‬اعرضوا ما بأيديكم على هذه النسخ‪ ،‬فما وافق فأبقوه‬ ‫وما خالف فأحرقوه»‪.‬‬ ‫‪ .4‬ضبطت بال ّشكل أحرف كلماته في عهد الإمام عل ّي ك ّرم الله وجهه‪ ،‬فأصبح (رسم‬ ‫‪ +‬تشكيل)‪.‬‬ ‫‪ .5‬وضعت النقاط على أحرفه المتشابهة في الرسم في عهد الخليفة عبد الملك بن‬ ‫مروان‪ ،‬فأصبح (رسم ‪ +‬تشكيل ‪ +‬تنقيط)‪.‬‬ ‫‪ .6‬نقل القرآن الكريم رسم ًا ولفظ ًا عن النب ِّي ﷺ‪ ،‬فالصحاب ِة‪ ،‬إلى من بعدهم‪ ،‬ثم إلينا‪.‬‬ ‫‪ .7‬الله الذي تك ّفل بحفظ القرآن الكريم من التحريف؛ ﮋﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬ ‫ﮝﮊ [الحجر‪.]9 :‬‬ ‫‪ .8‬الآن م ّن الله علينا بأن ّتم ترميز بعض الأحرف الخاضعة لأحكام التجويد في‬ ‫كتاب الله ع ّز وج ّل؛ تسهيل ًا لتلاوته‪ ،‬فأصبح (رسم ‪+‬تشكيل ‪ +‬تنقيط ‪ +‬تجويد)‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫آداب تلاوة القرآن الكريم وسننها‬ ‫آداب تلاوة القرآن الكريم وسننها‬ ‫‪ .1‬إخلاص الن ّية لله سبحانه وتعالى وحده‪ ،‬والبعد عن الرياء والسمعة‪ .‬قال رسول‬ ‫الله ﷺ‪« :‬من قرأ القرآن فليسأل الله به‪ ،‬فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن‬ ‫يسألون به الناس»(‪.)7‬‬ ‫‪ .2‬أن يكون القارئ طاهر ًا من ال َح َد َثين (الأكبر والأصغر)‪ ،‬طاه َر الثوب والجسد‪،‬‬ ‫واستا َك قبل القراءة‪.‬‬ ‫وبإمكانه قراءة المحفوظ من القرآن الكريم عن ظهر الغيب بدون وضوء (الحدث‬ ‫الأصغر)‪.‬‬ ‫‪ .3‬طهارة المكان ونظافته‪ ،‬واستقبال القبلة إ ْن أمكن‪ .‬وتجوز القراءة ماشي ًا وواقف ًا‬ ‫ومضطجع ًا؛ قال الله سبحانه وتعالى‪ :‬ﮋ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮊ [آل عمران‪.]191 :‬‬ ‫‪ .4‬القراءة بخشو ِع قلب‪ ،‬وسكون جوارح‪ ،‬مع استشعار عظمة من يقرأ كلا َمه‪ .‬قال‬ ‫الله تعالى‪ :‬ﮋﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮊ‬ ‫[الحشر‪ .]21 :‬والتد ُّبر والتفكر في معاني الآيات‪ ،‬والالتزام بقواعد التجويد‬ ‫وأصوله‪ :‬ﮋﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﮊ [ص‪.]29 :‬‬ ‫‪ .5‬ترتيل القرآن ترتيل ًا‪ ،‬وعدم هذره‪ ،‬وأن لا يختمه في أق ّل من ثلاث‪ ،‬ولا يجعل ه ّمه‬ ‫عند القراءة بلوغ آخر السورة؛ لقوله تعالى‪ :‬ﮋﭢﭣﭤﮊ [المزمل‪.]4 :‬‬ ‫‪ .6‬أ ْن يجل َس ِج ْلس ًة محتشم ًة‪ ،‬وعدم النظر إلى ما يلهي‪ ،‬واجتناب ما ُي ِخ ُّل بقدسيته‬ ‫(اللغو‪ ،‬الضحك‪ ،‬الأكل والشرب‪.)...‬‬ ‫‪.7‬عدم تص ّفح القرآن بلا ضرور ٍة‪ ،‬وعدم القفز في التلاوة بالوقت نفسه‪ ،‬مثل (الأنفال‪،‬‬ ‫الحجر‪ ،‬المؤمنون‪.)...،‬‬ ‫‪ .8‬العلم أ َّن المقصو َد بخطاب القرآن ووعيده والقصص القرآنية هو الاعتبار‪.‬‬ ‫‪ .7‬رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن‪ .‬وصححه الألباني‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫الباب الأول‬ ‫أركان تلاوة القرآن الكريم‬ ‫‪ .1‬موافقتها لوجه من أوجه النحو واللغة العربية‪ ،‬ولو ضعيف ًا‪.‬‬ ‫‪ .2‬موافقتها للرسم العثماني‪ ،‬ولو احتمالاً‪ ،‬إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيق ًا أو‬ ‫تقدير ًا‪ ،‬كما في قوله تعالى‪{ :‬ملك يوم الدين}؛ فقراءة حذف الألف تحتمل اللفظ‬ ‫تحقيق ًا‪ ،‬وقراءة إثبات الألف تحتمله تقدير ًا‪.‬‬ ‫‪ .3‬صحة سندها بتواترها عن النبي ﷺ‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫آداب ُمع ِّلم القرآن ومتع ِّل ِمه‬ ‫آداب ُمع ِّلم القرآن ومتع ِّل ِمه‬ ‫روى البخار ُّي في صحيحه عن عثما َن ‪ ‬أ َّن النب َّي مح ّمد ًا ﷺ قال‪« :‬خيركم من‬ ‫تع ّلم القرآن وع َّلمه»‪.‬‬ ‫آداب المع ِّلم‬ ‫‪ .1‬القصد من قراءة القرآن وتعليمه رضا الله تعالى فقط‪ ،‬بعيد ًا عن أ ِّي َعر ٍض دنيو ِّي‬ ‫(مال‪ ،‬جاه‪ ،‬ثناء‪.)..‬‬ ‫‪ .2‬أن يكون قدو ًة‪ ،‬ولا تخالف أفعا ُله أقوا َله‪.‬‬ ‫‪ .3‬التخ ُّلق بالمحاسن التي أمر الشرع بها‪ ،‬والخصال الحميدة التي أرشد الله إليها‪:‬‬ ‫(الزهد في الدنيا‪ ،‬السخاء‪ ،‬مكارم الأخلاق‪ ،‬طلاقة الوجه‪ ،‬النظافة‪ ،‬الإكثار من‬ ‫ذكر الله‪ ،‬وتجنب المزاح والضحك)‪.‬‬ ‫‪ .4‬أ ْن يكو َن المع ّلم حريص ًا على تعليم تلاميذه‪ ،‬مؤثِر ًا ذلك على مصالح نفسه التي‬ ‫ليست بالضرور ّية‪.‬‬ ‫‪ .5‬الصبر على المتع ِّلم والرفق به‪ :‬ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ‬ ‫ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬ ‫ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﮊ [الكهف‪.]28 :‬‬ ‫‪ .6‬أن يكو َن مجلس المع ِّلم واسع ًا ليتم َّكن جلساؤه فيه‪.‬‬ ‫ِح ْك َمة‪“ :‬قال أحد العلماء لطلابه‪ :‬من أراد أن يكون داعي ًا فليعرض نفسه على‬ ‫كلمات ثلاث؛ هي‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﮋﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮊ [الصف‪.]2 :‬‬ ‫‪ .2‬ﮋﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮊ [البقرة‪.]44 :‬‬ ‫‪ .3‬ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﮊ‬ ‫[هود‪.]88 :‬‬ ‫‪23‬‬

‫الباب الأول‬ ‫‪ .9‬الإكثار من الدعاء بعد ك ّل تلاو ٍة‪ ،‬وإذا مر بآية استغفار استغفر‪ ،‬وبالجنَّة سألها‪،‬‬ ‫وبالنار استجار منها‪ .‬والسجود عند تلاوة آية سجدة أو سماعها‪.‬‬ ‫‪ .10‬أ ْن لا يقط َع القراءة إلا لضرورة‪ ،‬ولا يخاطِ َب َمن بجانبه‪ ،‬أو يجيب المؤذن‪ ،‬أو‬ ‫يش ِّمت العاطس‪ ،‬أو يترك القرآن مفتوح ًا ويذهب لقضاء أمور أخرى‪.‬‬ ‫‪َ .11‬ق ِّطع القراءة آي ًة آي ًة‪ ،‬والجهر بالقراءة إذا لم يوجد ما يمنع ذلك‪ ،‬فإ َّن الجهر‬ ‫بالتلاوة يوقظ القلب ويصرف من الشواغل‪.‬‬ ‫‪ .12‬إذا ختم القرآن يحسن به أن يفتت َح من أ ّوله بآيا ٍت ع ّد ٍة‪ ،‬فيقرأ سورة الفاتحة‬ ‫وفواتح سورة البقرة؛ وذلك للعزم على متابعة التلاوة للختمة التالية‪ ،‬والإكثار‬ ‫من الدعاء‪.‬‬ ‫‪ .13‬العمل بالقرآن‪ ،‬والائتمار بأوامره‪ ،‬واجتناب نواهيه‪ ،‬والوقوف عند حدوده‪.‬‬ ‫‪ .14‬تحسين الصوت بقراءة القرآن‪ .‬والاستماع والإنصات إلى قراءة غيره‪ ،‬وعدم‬ ‫الانشغال عنها‪ .‬قال نبينا محمد ﷺ‪« :‬زينوا القرآن بأصواتكم»(‪.)8‬‬ ‫‪ .8‬رواه أحمد وأبو داوود‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫آداب ُمع ِّلم القرآن ومتع ِّل ِمه‬ ‫مق ّدمة متن ال َج َزريّة‬ ‫َي��ق��و ُل راج��ي َع��ف�� ِو َر ٍّب سا ِم ِع‬ ‫ُمح َّم ُد ب�� ُن ال�� َج�� َز ِر ِّي الشافِع ِي‬ ‫ال�� َح��م�� ُد ل��ل�� ِه َو َص��� ّل���ى ال��ل�� ُه‬ ‫ع��ل��ى َن���بِ��� ِّي��� ِه و ُم��ص�� َط��ف��ا ُه‬ ‫َو ُم���ق��� ِر ِئ ال��� ُق���رآ ِن َم��� ْع ُم�� ِح�� ِّب�� ِه‬ ‫ُم��� َح���م��� ٍد وآلِ������ ِه َو َص��ح��ب�� ِه‬ ‫فيما على َق���ا ِرئِ��� ِه َأن َيع َل َم ْه‬ ‫َو َب���ع��� ُد إِ َّن ه����ذ ِه ُم�� َق�� ِّدم�� ْه‬ ‫َقب َل ال�� ُّش�� ُرو ِع َأولاً َأ ْن َيع َلموا‬ ‫لِ�� َي�� ْل�� ِف��ظ��وا بِ�� َأ ْف�� َص�� ِح ال�� ُّل��غ��ا ِت‬ ‫إ ْذ وا ِج���� ٌب َع�� َل��ي�� ِه�� ُم ُم�� َح�� َّت�� ُم‬ ‫َوم��ا ا َّل��ذي ُر ِس�� َم في ال َمصا ِح ِف‬ ‫َم��خ��ا ِر َج ال�� ُح�� ُرو ِف وال�� ِّص��ف��ا ِت‬ ‫َوت���ا ِء ُأنثى َل��م َت�� ُك�� ْن ُتك َتب بِها‬ ‫ُم�� َح�� ّرري ال َّتج ِوي ِد وال�� َم��وا ِق�� ِف‬ ‫ِم�� ْن ُك�� ِّل َمق ُطو ٍع َو َم��وص��و ٍل بِها‬ ‫‪25‬‬

‫الباب الأول‬ ‫آداب المتع ِّلم‬ ‫عن أبي هرير َة ‪ ‬أ َّن النب َّي مح ّمد ًا ﷺ قال‪« :‬ما اجتمع قو ٌم في بي ٍت من بيوت‬ ‫الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم‪ ،‬إلاّ نزلت عليهم السكين ُة‪ ،‬وغشيتهم‬ ‫الرحم ُة‪ ،‬وح َّفتهم الملائك ُة‪ ،‬وذكرهم الله فيمن عنده»(‪ .)9‬هذا بعض أجر الدنيا‪ ،‬ولهم‬ ‫في الآخرة أجر عظيم‪ .‬وللمتعلم آداب؛ منها‪:‬‬ ‫‪ .1‬إخلاص النية واستحضارها‪.‬‬ ‫‪ .2‬تجنُّ ُب الأسباب الشاغلة عن التحصيل‪ ،‬ويط ِّهر قل َبه من الأدناس ليصلح لقبول‬ ‫القرآن وحفظه واستثماره‪ ،‬بعيد ًا عن المعاصي الصغيرة التي تجلب الكسل‪.‬‬ ‫‪ .3‬أ اّل يتعل َم إلاّ م ّمن ظهرت ديان ُته‪ ،‬وتح ّققت معرف ُته‪ ،‬فقد قيل‪« :‬هذا ال ِعل ُم دي ٌن‪،‬‬ ‫فانظروا ع ّمن تأخذون دينكم»‪.‬‬ ‫‪ .4‬أن يكون حريصا ًعلى التع ّلم‪ ،‬ولا َيقنع بالقليل‪ ،‬مع تم ّكنه من الكثير‪ ،‬والعمل بما‬ ‫تع ّلم‪.‬‬ ‫‪ .5‬ألاّ يؤث َر بنوبته غيره‪ ،‬فإ َّن الإيثار مكرو ٌه في القرب‪ ،‬بخلاف الإيثار بحظوظ الدنيا‬ ‫فإ ّنه محبو ٌب‪.‬‬ ‫‪ .6‬الإكثار من ذكر الله والدعاء‪.‬‬ ‫‪ .7‬احترام ح ّفاظ كتاب الله تعالى وإجلالهم‪ ،‬والحرص على مجالستهم والاستماع‬ ‫إليهم؛ لأنهم أهل الله وخا ّصته‪.‬‬ ‫‪ .9‬رواه مسل ٌم‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫الباب الثاني‬ ‫الفصل الأول ‪ -‬اللحن‬ ‫أقسام اللحن‬ ‫اللحن الجل ّي الواضح‬ ‫اللحن الخف ّي المستتر‬ ‫الفصل الثاني – التلاوة‬ ‫الترتيل‬ ‫ال َح ْدر‬ ‫التدوير‬ ‫الفصل الثالث – التجويد‬ ‫كيف نتع ّلم التجويد‬ ‫كيف تتعامل مع القرآن‬ ‫قراءة النبي مح ّمد ﷺ‬ ‫ملاحظات‬



‫الفصل الأول ‪ -‬اللحن‬ ‫مثال‪:‬‬ ‫الكلم ة معناها‬ ‫الإحسان وكمال الخير‬ ‫بِ ّ ر‬ ‫ُب ّر الحنطة‬ ‫َب ّر الصحراء‬ ‫ومن الأخطاء الشائعة عند قراءة القرآن الكريم‪:‬‬ ‫• كسر التاء أو ض ّمها في ﮋﭭﭮﮊ‪.‬‬ ‫• كسر الذال في ﮋﮘ ﮊ‪.‬‬ ‫• ضم الهاء في لفظ الجلالة في‪ :‬ﮋﯖﯗﯘﯙﯚﯛ‬ ‫ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﮊ [فاطر‪.]28 :‬‬ ‫القراءة الخطأ‬ ‫القراءة الصحيحة‬ ‫ب‪ .‬إبدال حر ٍف مكان حر ٍف‬ ‫ا ّلزين‬ ‫ا ّلذين‬ ‫مثال‪:‬‬ ‫ال ُمق َّربين‬ ‫المغ َّربين‬ ‫المثال‬ ‫ال ُمسطقيم‬ ‫المستقيم‬ ‫إبدال الذال زاي ًا‬ ‫الدا ّلين‬ ‫الضا ّلين‬ ‫إبدال القاف غين ًا‬ ‫طبت‬ ‫تبت‬ ‫إبدال القاف طا ًء‬ ‫السناء‬ ‫الثناء‬ ‫إبدال الضاد دالاً‬ ‫بصورة‬ ‫فأتوا بسورة‬ ‫إبدال التاء طا ًء‬ ‫إبدال الثاء سين ًا‬ ‫إبدال السين صاد ًا‬ ‫ج‪ .‬زيادة حرف أو نقصانه‪ ،‬تشديد الحرف المخ َّفف وال ِإفراط في تخفيف الحركات‬ ‫مثال‪:‬‬ ‫• ﮋﭳﭴﭵﭶﭷﮊ‪ :‬تلفظ‪ :‬إ َّن لله وإ َّن إليه راجعون‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫الباب الثاني‬ ‫الفصل الأول‬ ‫ال ّلح ُن‬ ‫لغ ًة‪ :‬الانحراف وال َم ْيل‪.‬‬ ‫اصطلاح ًا‪ :‬الخطأ والانحراف وال َم ْيل عن الصواب في القراءة‪.‬‬ ‫الل ْح ُن الذي ذكره الرسول مح َّم ٌد ﷺ في حديثه‪« :‬اقرؤوا القرآن بلحون العرب»(‪.)1‬‬ ‫المقصو ُد ب َل ْحن العرب‪ :‬الطريقة التي كانوا يقرؤون بها‪ ،‬والتي تع َّلموها من النب ِّي‬ ‫مح ّم ٍد ﷺ وأوصلوها إلينا‪ ،‬والتي لا تك ُّل َف فيها ولا تصنُّع‪ ،‬وليس المقصود به‬ ‫الل ْحن في الغناء والموسيقى‪.‬‬ ‫أقسام ال َّل ْحن‬ ‫‪.1‬لحن َجل ّي واضح‬ ‫‪.2‬لحن َخف ّي مستتر‬ ‫‪ .1‬لح ٌن َجل ٌّي واض ٌح‬ ‫هو الخطأ الواضح الذي يطرأ على الألفاظ في أثناء التلاوة‪ ،‬ف ُي ِخ ُّل بمعنى‬ ‫القرآن إخلالاً ظاهر ًا‪ .‬وعلى هذا‪ ،‬فإن هذا النوع من اللحن لا يجوز شرع ًا‪،‬‬ ‫ويكون كالآتي‪:‬‬ ‫أ‪ .‬عدم الالتزام بقواعد النحو والإعراب‬ ‫على القارئ أ ْن يعتن َي عناي ًة خا ّص ًة بحركات أحرف القرآن الكريم‪ ،‬لأ َّن الحركة في‬ ‫اللغة العربية تغ ِّير المعنى‬ ‫‪ .1‬رواه الطبران ُّي في الأوسط؛ والبيهق ُّي في ُش َعب الإيمان‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫الفصل الثاني ‪ -‬التلاوة‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫ال ّتلاوة‬ ‫قال الل ُه تعالى‪ :‬ﮋﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ‬ ‫ﭿﮀﮁﮂﮃﮊ [البقرة‪.]121 :‬‬ ‫هي قراءة القرآن الكريم على َو ْفق أحكام التلاوة وضوابطها متتابع ًا كالأوراد‬ ‫والمدارسة‪ ،‬ويشترك فيها العقل والقلب مع اللسان‪ ،‬فح ُّظ اللسان تصحيح الحروف‪،‬‬ ‫وح ُّظ العقل تفسير المعاني‪ ،‬وح ُّظ القلب الا ّتعاظ‪ .‬أ ّما الأداء فهو (أخذ القرآن وتل ّقيه عن‬ ‫الأئ ّمة ال ّقراء)‪.‬‬ ‫وللتلاوة ثلاث مراتب‪:‬‬ ‫‪ .1‬الترتيل (التحقيق)‪:‬‬ ‫هو قراءة القرآن الكريم بتأ ٍّن واطمئنا ٍن‪ ،‬وتبيي ِن الحروف والحركا ِت‪ ،‬وإعطا ِء ك ِّل‬ ‫حر ٍف ح َّق ُه (مخرجه وصفاته التي لا تفارقه؛ كالهمس والجهر)‪ ،‬ومستح ّقه (صفاته‬ ‫العارضة التي يوصف بها أحيان ًا؛ كالتفخيم والترقيق)‪ .‬قال الله تعالى‪ :‬ﮋﭢﭣ‬ ‫ﭤﮊ [المزمل‪.]4 :‬‬ ‫إ َّن ترتيل النصوص القرآن ّية على الوجه الأت ّم ُي َع ُّد أمر ًا في غاية الضرورة؛ لتأ ّثر اللغة‬ ‫العربية باللفظ الأعجم ّي‪ ،‬فابتعدت حروفها عن مخارجها الصحيحة عند الكثير من‬ ‫المسلمين‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫الباب الثاني‬ ‫• ﮋﮣﮤﮥﮊ تلفظ‪ :‬فادعو لنا ر َّب َك‪.‬‬ ‫• ﮋﮒﮓﮊ تلفظ‪ :‬كس ّب‪.‬‬ ‫ملاحظة‪ُ :‬س ِّمي الجل ُّي الواضح لأ ّنه ُي ِخ ُّل إخلالاً واضح ًا وظاهر ًا في المعنى وقواعد‬ ‫النحو والإعراب‪ ،‬ويعرفه العالم وغيره‪.‬‬ ‫حكم اللحن الجل ِّي الواض ِح‬ ‫اللحن الجلي حرام شرع ًا‪ ،‬ومرتكبه آثم إذا قصده أو تساهل فيه‪.‬‬ ‫‪ .2‬اللحن الخف ُّي المستت ُر‬ ‫هو خط ٌأ يطرأ على لفظ الكلمة ُي ِخ ُّل بالقراءة والأداء الصحيح (قواعد التجويد)‪،‬‬ ‫ولا ُي ِخ ُّل بالمعنى أو اللغة‪ ،‬كقصر الممدود‪ ،‬وإظهار المد َغم‪ ،‬وتفخيم المر َّقق‪ ،‬تر ُك‬ ‫ال ُغنّة‪ ،‬إلى غير ذلك من الأخطاء التي تخالف عرف القراءة الصحيحة‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬كلمتي (الصا ّخة‪ ،‬الضا ّلين) بقصر الم ِّد‪ ،‬فلا يطيل حروف الم ِّد س َّت حركا ٍت‪.‬‬ ‫حكم اللحن الخف ِّي المستت ِر‪:‬‬ ‫يأثم ك ُّل من تساهل فيه‪ ،‬وقيل مكرو ٌه‪ ،‬وقيل حرام لأن ُه ُيخ ّل بالأداء‪ .‬و ُس ِّم َي «خف ٌّي‬ ‫مستتِ ٌر» لأ ّنه يخت ّص بمعرفته علماء التجويد والدارسين علو َم التجويد فقط‪ ،‬ولا يعرفه‬ ‫عا ّمة الناس‪.‬‬ ‫وعلى المسلم أ ْن يبذل الجهد لكي يقرأ القرآن الكريم قراء ًة صحيح ًة خالي ًة‬ ‫من الل ْحن أو التحريف حتى ينال رضى ر ِّبه‪ ،‬فقد ثبت أ َّن الرسو َل ﷺ قال‪ :‬الماهر‬ ‫بالقرآن مع ال َس َفرة الكرام ال َب َر َر ِة‪ ،‬والذي يقرأ القرآ َن ويتعتع فيه وهو عليه شا ٌّق له‬ ‫أجرا ِن»(‪.)2‬‬ ‫‪ .2‬رواه الإمام مسلم‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫الفصل الثالث ‪ -‬التجويد‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫التجويد‬ ‫لغة‪ :‬التحسين والإتقان‪.‬‬ ‫اصطلاح ًا‪ :‬هو العلم الذي يبين الأحكام والقواعد التي يجب الالتزام بها عند تلاوة‬ ‫القرآن الكريم طبق ًا لما تل ّقاه المسلمون عن رسول الله ﷺ؛ وذلك بإعطاء كل حرف‬ ‫ح َّقه مخرج ًا وصف ًة وحرك ًة‪ ،‬من غير تك ّلف ولا تع ّسف‪.‬‬ ‫وهو مصدر من ج َّود تجويد ًا‪ ،‬إذا أتى بالقراءة مج َّود َة الألفاظ‪ ،‬ومعناه انتهاء الغاية‬ ‫في إتقانه‪ ،‬وبلوغ النهاية في تحسينه‪ ،‬وهو الأسلوب الذي يبرز فيه المعنى مع ِّبر ًا في‬ ‫القراءة عن تصوير المقاصد القرآن ّية‪ ،‬وللنغم وحسن الصوت دو ٌر كبي ٌر في تركيز‬ ‫المعنى القرآن ِّي في النفوس‪ ،‬على أن يكون بعيد ًا عن اللحن؛ فقد قال رسول الله ﷺ‪:‬‬ ‫«زينوا القرآن بأصواتكم»(‪.)4‬‬ ‫غايته‪ :‬صون اللسان عن الخطأ واللحن في القرآن الكريم‪ ،‬والامتثال لأمر الله تعالى‬ ‫بترتيله ترتيل ًا صحيح ًا‪.‬‬ ‫كيف تتع ّلم التجويد‬ ‫يجب على القارئ أن يعرف قواعد التجويد‪ ،‬ولا يمكن معرفتها عن كتا ٍب‪ ،‬بل‬ ‫لا بد من الرجوع إلى الشيوخ‪ ،‬والأساتذة المتخ ّصصين‪ ،‬فث ّمة دقائ ُق وأحكا ٌم لا‬ ‫ُت ْد َرك إلا بالسمع المباشر والمشافهة‪ ،‬كما أ ّن على طالب هذا العلم أن ُي ْكثِر من‬ ‫الاستماع إلى أشرطة المتقنين من القراء المعروفين‪ .‬وهذا لا يغني عن الجلوس‬ ‫بين يدي المشايخ‪ ،‬بل هو مكمل له‪ .‬والجدير بنا استغلال القدرة السمع ّية الفطر ّية‬ ‫في الأطفال من أجل تعليمهم اللفظ اللغو َّي بصوته السليم من الشوائب واللحن‬ ‫والرطانات العا ّم ّية‪.‬‬ ‫‪ .4‬رواه أحمد وأبو داوود‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫الباب الثاني‬ ‫ملاحظا ٌت عا ّمة في الترتيل‪:‬‬ ‫لا ب ّد من الاهتمام بتجميل الصوت بقراءة القرآن حتى يتمتع السامع بسماعه‪ .‬قال‬ ‫رسول الله ﷺ‪« :‬ج ّملوا القرآن بأصواتكم»(‪ ،)3‬ومن المعلوم أن كثير ًا من المشركين‬ ‫دخل الإسلام حديث ًا عند سماعهم للقرآن بصوت بعض ال ُق ّراء‪.‬‬ ‫إ َّن الترتيل يشمل المراتب الثلاث‪ ،‬فمن قرأ بأ ّي مر َتب ٍة منها يكون داخل ًا في قوله‬ ‫تعالى‪ :‬ﮋﭢﭣﭤﮊ المزمل‪.4 :‬‬ ‫• بعض العلماء يجعل الترتيل مرتبة مستقلة تأتي بعد مرتبة التحقيق‪ .‬وتكون القراءة‬ ‫في كلتيهما بتؤدة وطمأنينة‪ ،‬مع تدبر القرآن ومعانيه‪ ،‬ومراعاة أحكام التجويد‪.‬‬ ‫ويف ّرقون بينهما بجعل مرتبة التحقيق في أثناء التعلم‪ ،‬إذ يكون المتعلم أكثر تأ ّني ًا‬ ‫وأش َّد حرص ًا على تحقيق مخارج الحروف وتطبيق مختلف قواعد التجويد‪ .‬أ ّما‬ ‫الترتيل فهو أسلوب التلاوة الذي يستمر عليه القارئ بعد إتقانه هذا العلم‪.‬‬ ‫‪ .2‬ال َح ْدر‪ :‬سرع ُة القراءة ود ْرجها‪ ،‬مع إعطاء ك ّل حر ٍف ح َّقه ومستح َّقه من غير دمج‬ ‫للحروف‪.‬‬ ‫‪ .3‬التدوير‪ :‬التوسط بين الترتيل والحدر‪.‬‬ ‫َح���� ْد ٍر وت���دوي��� ٍر‪ ،‬وك��� ٌّل ُم�� َّت��ب�� ْع‬ ‫قال ابن الجزر ِّي رحمه الله‪:‬‬ ‫ُم���ر َّت�ل� ًا‪ُ ،‬م���� َج���� َّود ًا ب��ال�� َع��رب��ي‬ ‫وي��ق��رأ ال��ق��رآن بالتحقيق م�� ْع‬ ‫م ْع ُح ْس ِن ص��و ٍت بلحون العر ِب‬ ‫‪ .3‬رواه أحمد وأبو داوود‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫الفصل الثالث ‪ -‬التجويد‬ ‫و ُس ِئلت أ ُّم المؤمنين عائش ُة رضي الله عنها عن ُخ ُلق رسول الله مح ّم ٍد ﷺ‬ ‫فقالت‪« :‬كان خل ُقه القرآن»‪ .‬فعلى صاحب القرآن أن يكون مرآ ًة يرى الناس‬ ‫فيها عقائد القرآن وقيمه وآدابه وأخلاقه‪ ،‬وأن يتل َو القرآن فتص ّدقه آيا ُته‪ ،‬ولا يتلو‬ ‫القرآن فتلعنه آياته‪.‬‬ ‫يقول الشيخ شمس الدين محمد بن ال َج َزري َر ِح َم ُه الله تعالى في مقدمته‪:‬‬ ‫َم��� ْن َل��� ْم ُي��� َج��� ِّو ِد ال��� ُق���رآ َن آث�� ُم‬ ‫والأخ��� ُذ بال َّتجوي ِد ح��ت�� ٌم لاز ُم‬ ‫َوه��� َك���ذا ِم��ن�� ُه إِل��ي��ن��ا َو َص�ل�ا‬ ‫لأَ َن������� ُه ب���� ِه الإل������ ُه َأن����� َزلا‬ ‫َو ِزي���ن��� ُة الأَدا ِء وال���� ِق����را َء ِة‬ ‫َو ُه���� َو َأي��ض�� ًا ِح��ل��ي�� ُة ال��� ِّت�ل�ا َو ِة‬ ‫ِم��� ْن ِص�� َف�� ٍة َل��ه��ا َو ُم��س�� َت�� َح�� َّق��ه��ا‬ ‫َو ُه��� َو إِ ْع��ط��ا ُء ال�� ُح�� ُرو ِف َح َّقها‬ ‫وال�� َّل�� ْف�� ُظ ف��ي َن��ظ��ي��ره ِ َك�� ِم�� ْث��ل�� ِه‬ ‫َو َر َّد ك��� ِّل وا ِح����� ٍد لأِ َ ْص���لِ��� ِه‬ ‫بِال ُّلط ِف في ال ُنّط ِق بِ�لا ت َع ُّس ِف‬ ‫ُم�� َك�� َّم�ل ًا ِم��� ْن َغ��ي�� ِر م��ا َت�� َك�� ُّل�� ِف‬ ‫إلا ِري���ا َض��� ُة ام����� ِر ٍئ بِ�� َف�� ِّك�� ِه‬ ‫و َل��� ْي��� َس ب�� ْي��ن�� ُه وب���ي��� َن َت�� ْرك��ه‬ ‫وقال الإمام ال َج َزري في كتابه (النشر في القراءات العشر)‪« :‬ولا أعلم سبب ًا لبلوغ‬ ‫نهاية الإتقان والتجويد‪ ،‬ووصول غاية التصحيح والتسديد‪ ،‬مثل رياضة الألسن‬ ‫والتكرار على اللفظ المتلقى من فم المحسن‪.‬‬ ‫فليس التجويد بتمضيغ اللسان‪ ،‬ولا بتقعير الفم‪ ،‬ولا بتعويج الفك‪ ،‬ولا بترعيد‬ ‫الصوت‪ ،‬ولا بتمطيط الش ّد‪ ،‬ولا بتقطيع الم ّد‪ ،‬ولا بتطنين ال ُغنات‪ ،‬ولا بحصرمة‬ ‫الراءات‪ ،‬قراءة تنفر عنها الطباع‪ ،‬وتمجها القلوب والأسماع‪ ،‬بل القراءة السهلة‬ ‫العذبة الحلوة اللطيفة التي لا مضغ فيها ولا لوك‪ ،‬ولا تعسف ولا تكلف‪ ،‬ولا‬ ‫تصنع ولا تنطع‪ ،‬ولا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء بوجه من وجوه‬ ‫القراءات والأداء»‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫الباب الثاني‬ ‫حكمه‪ :‬اختلف أهل العلم في حكم تعلم التجويد وحكم تطبيقه على قولين؛ هما‪:‬‬ ‫القول الأول‪ :‬إن تجوي َد القرآن ومراعا َة قواعده ُسنّة وأدب من آداب التلاوة‪،‬‬ ‫يستحسن الالتزام به عند تلاوة القرآن دون تك ّلف‪ ،‬ولكن ذلك ليس واجب ًا‪ ،‬وهذا‬ ‫قول الفقهاء‪.‬‬ ‫القول الثاني‪ :‬تعلم التجويد فرض كفاية‪ ،‬أما القراءة به (أي تطبيق أحكام التجويد في‬ ‫أثناء القراءة) فواجب على كل مسلم ومسلمة (فرض عين)‪ ،‬وهذا قول معظم علماء‬ ‫التجويد‪.‬‬ ‫الطرق‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن يقرأ الشيخ أمام الطلاب وهم يستمعون إليه وير ّددون خلفه‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن يقرأ الطالب بين يدي الشيخ وهو يسمع ويص ّحح‪.‬‬ ‫والأفضل الجمع بين الطريقتين‪.‬‬ ‫كيف تتعامل مع القرآن‬ ‫يجب على ك ِّل مسل ٍم ومسلمة أن يتل َو كتاب الله ع َّز وج َّل‪ ،‬ويجع َل له ِو ْرد ًا يوم ّي ًا‪،‬‬ ‫ولقد جاءت آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول ﷺ تح ّث على ذلك‪ ،‬فقال الله‬ ‫تعالى‪ :‬ﮋﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﮊ [ص‪.]29 :‬‬ ‫وقال‪ :‬ﮋﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ‬ ‫ﯶﯷﯸﯹﮊ [فاطر‪.]29 :‬‬ ‫وقال‪ :‬ﮋﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﮊ [الأعراف‪.]204 :‬‬ ‫وقال‪:‬ﮋﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮊ [محمد‪.]24 :‬‬ ‫وقال‪ :‬ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‬ ‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﮊ [المائدة‪.]83 :‬‬ ‫‪34‬‬

‫الفصل الثالث ‪ -‬التجويد‬ ‫ملاحظا ٌت‪:‬‬ ‫‪ .1‬القراءة المج َّودة في الأغلب فيها خروج عن موازين المدود وال ُغنّات‪ ،‬وتجاو ٌز في‬ ‫بعض أحكام التجويد‪ ،‬لأجل إجادة النغم‪ ،‬فإذا كان القارئ ملتزم ًا بقواعد التجويد‬ ‫المعروفة‪ ،‬وق َّدم قواعد التجويد على قواعد النغم‪ُ ،‬تعتبر مقبولة وتلحق بمرتبة‬ ‫التحقيق‪.‬‬ ‫‪ .2‬التنبه إلى عدم الإفراط في إشباع الحركات حتى يتو ّلد منها حروف‪ ،‬مثل لفظ‬ ‫( َع َلي ِهم) ينطق (علي ِهيم)‪ ،‬أو يقرأ البسملة (ب ْسمي اللهي ال َّرحمنِي الرحيم)‪.‬‬ ‫‪ .3‬التنبه إلى عدم تطنين ال ُغنّات؛ بالمبالغة فيها وبتنغيمها‪ ،‬كأن تقرأ ﮋﯚﯛ‬ ‫ﯜﮊ هكذا‪( :‬ثمم َّم إنن ّن ربك)‪ ،‬والاهتمام بصوت ال ُغنّة وتوفيتها ح ّقها؛ فلا‬ ‫يم ّطها زيادة عن ح ّدها‪ ،‬ولا يخطفها خطف ًا‪.‬‬ ‫‪ .4‬التنبيه عند القراءة بمرتبة ال َح ْدر إلى عدم بتر حروف الم ّد بتر ًا‪ ،‬وأن يحذر من‬ ‫اختلاس الحركات‪ ،‬مثل‪َ ( :‬و ُه َو) بأن لا تنطق الهاء مضمومة‪.‬‬ ‫‪ .5‬إذا قرأ القارئ بمرتبة أسر َع من مرتبة الحدر‪ ،‬بحيث يقصر المدود عن ح ّدها‪،‬‬ ‫ويختلس الحروف اختلاس ًا‪ ،‬فهذه المرتبة تسمى (ه ّذ ًا أو َه ْذ َر َمة)‪ ،‬و ُن ِه َي عن قراءة‬ ‫القرآن الكريم بهذه الطريقة‪.‬‬ ‫‪ .6‬الموسيقى علم صوتي له قواعده وضوابطه‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬ ‫أ‪ .‬طبقات الصوت المختلفة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬أزمنة التطويل‪.‬‬ ‫وهذان المبحثان يتقاطعان مع علم التجويد‪َ .‬أ ّما الطبقات الصوتية فلا مانع من‬ ‫أن ينتقل قارئ القرآن من طبقة إلى أخرى إذا كان ذلك من حرف إلى حرف‪ ،‬و َأ ّما‬ ‫ضمن الحرف الواحد‪ ،‬كحروف الم ّد وال ُغنّات‪ ،‬فعلى القارئ أن يلتزم في الواحدة‬ ‫منها بطبقة صوتية واحدة؛ لأن الإخلال بذلك يقطع الحرف إلى حروف عديدة‪ ،‬وقد‬ ‫نهى الأئمة عن ذلك‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫الباب الثاني‬ ‫قراءة النب ِّي مح َّم ٍد ﷺ للقرآن الكريم‪:‬‬ ‫تل ّقى النب ُّي مح َّم ٌد ﷺ جميع كلمات القرآن الكريم وآياته وس َوره عن جبري َل‬ ‫عن ر ِّبه ‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬ﮋﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‬ ‫ﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮊ [الشعراء‪.]195 - 192 :‬‬ ‫وكان الرسول مح ّم ٌد ﷺ يقرأ القرآن الكريم قائم ًا وقاعد ًا ومضطجع ًا‪ ،‬متوضئ ًا‬ ‫ومح ِدث ًا (الحدث الأصغر)‪ ،‬وكان ُي ِس ّر ويجهر بتلاوته‪.‬‬ ‫كانت قراءة النبي ﷺ بتحقيق القراءة‪ ،‬وتبيين الحروف‪ ،‬وتحقيق مخارجها‪ ،‬وكان‬ ‫يقرأ بتأ ٍّن وتؤ َد ٍة‪ ،‬مع تفسير الحروف حرف ًا حرف ًا‪ ،‬حتى أمكن لسامعه أن يحص َي‬ ‫حرو َفه‪ ،‬وكان ُيق ِّطع قراءته آي ًة آي ًة‪.‬‬ ‫قالت أ ُّم المؤمنين عائش ُة ‪ :‬كان رسول الله ﷺ يقرأ السورة حتى تكون أطول‬ ‫منها‪ .‬ويم ُّد عند حروف الم ّد‪ ،‬ويستعين بها على التد ُّبر والتذ ُّكر‪ ،‬وتذكير من يتذ َّكر‪،‬‬ ‫وكان ﷺ يقوم الليل بآي ٍة ير ّددها ح ّتى يصب َح‪ :‬ﮋﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ‬ ‫ﯸﯹﯺﮊ [المائدة‪ ،]118 :‬كما كان يح ُّب أ ْن يسم َعه من غيره‪ ،‬فقد سمعه من‬ ‫أبي موسى الأشعر ِّي‪ ،‬وابن مسعو ٍد ‪ .‬عن عبد الله بن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال لي‬ ‫رسول الله ﷺ‪« :‬اقرأ عل َّي القرآن»‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬أقرأ عليك وعليك ُأنزل؟‬ ‫قال‪« :‬إني أحب أن أسمعه من غيري»‪ ،‬فقرأت النساء‪ ،‬حتى إذا بلغت‪ :‬ﮋﮇ‬ ‫ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮊ [النساء‪َ ]41 :‬قا َل‪َ :‬ف َغ َم َزنِي‬ ‫بِ َي ِد ِه‪َ ،‬و َقا َل‪َ :‬ح ْس ُب َك‪َ ،‬فنَ َظ ْر ُت إِ َل ْي ِه َو َع ْينَا ُه َت ْد َم َعا ِن»(‪.)5‬‬ ‫وسمعه من أبي موسى الأشعري ‪ ،‬وقال له النبي محمد ﷺ «لقد ُأعطي َت‬ ‫أحد مزامير دا ّود»‪ ،‬فقال أبو موسى‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬لو علمت أنك تستمع إلى قراءتي‬ ‫لح َّبر ُته تحبير ًا‪ .‬وسمعه من ُأبي بن كعب ‪ ‬ولقبه النبي محمد ﷺ بأقرأ الصحابة‪.‬‬ ‫‪ .5‬رواه البخاري والنسائي‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫الفصل الثالث ‪ -‬التجويد‬ ‫• معرفة صفات الحروف‪.‬‬ ‫• معرفة ما يتجدد للحرف بسبب التركيب من الأحكام‪.‬‬ ‫• رياضة اللسان بذلك وكثرة التكرار‪.‬‬ ‫‪ .10‬بعض القراءات غير صحيحة‪:‬‬ ‫• الترعيد‪ :‬وفيه ُي َر ّع ُد القارئ صوته كالذي َي ْر َع ُد من البرد أو الألم‪.‬‬ ‫• التطريب‪ :‬وفيه يترنم القارئ ويتنغم بالقرآن‪ ،‬فيمد بغير موضع المد لأجل التطريب‪.‬‬ ‫• التحزن‪ :‬وهو أن يأتي القارئ بالتلاوة على وجه حزين‪.‬‬ ‫‪ .11‬التكلف في قراءة القرآن مطلوب عند محاكاة نطق العرب في زمن النبوة‪ ،‬مذموم‬ ‫عند التصنع الممجوج في السمع؛ لخروجه عن الح ّد‪ ،‬فالمسلمون الآن إ ّماعرب‬ ‫مستعجمون أو عجم مستعربون‪ ،‬إلا ما ندر‪ ،‬فلا بد من التكلف لنطق الحروف؛‬ ‫لوجود تأثير كبير للكنات العامية واللغات غير العربية‪.‬‬ ‫‪ .12‬إذا لفظ القارئ حرف ًا ثم م ّر معه نظيره‪ ،‬فعليه أن يلفظ بالثاني كما لفظ الأول‪،‬‬ ‫وهو ما يسمى اليوم في الدراسات الأكاديمية بـ (توحيد المنهج)‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫الباب الثاني‬ ‫وأما تطويل المدود وال ُغنات فعلى القارئ أن يلتزم بالموازين التي ذكرها أئمة‬ ‫القراءة في ذلك‪ ،‬فإ ْن أخ َّل بها مقدم ًا الحكم الموسيقي عليها أثِم‪ ،‬وقد ُأمرنا بقراءة‬ ‫القرآن الكريم بلحون العرب وأصواتها‪ ،‬وهي بالطبع والسليقة كما ُجبلوا عليها‪.‬‬ ‫والأنغام والمقامات الأصل ّية سبع ٌة‪ ،‬مجموعة في قولهم ( ُصنِ َع بسحر)‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫(الصاد ‪َ -‬صبا) (النون ‪َ -‬نها َو ْند) (العين ‪َ -‬ع َجم) (الباء ‪َ -‬ب َيات)‬ ‫(السين ‪َ -‬س ْيكا) (الحاء ‪ِ -‬حجاز) (الراء ‪َ -‬ر ْست)‪.‬‬ ‫ولك ّل مقا ٍم قواع ُد أدائ ّي ٌة‪ ،‬وفرو ٌع تفصيل ّية ٌ‪ ،‬فالذي طبق منها وأجاد‪ ،‬وحسن صوته‬ ‫بقراءة القرآن الكريم بدون الإخلال بقواعد التجويد وأصوله‪ ،‬فقد وصل إلى المراد‪.‬‬ ‫‪ .7‬أنواع ق ّراء القرآن الكريم بالنسبة للمقامات الموسيقية‪)6(:‬‬ ‫• قارئ ُي َح ّس ُن صوته بالفطرة متبِع ًا أحكام التجويد ( ُسنّة)‪.‬‬ ‫• قارئ يراعي المقامات الموسيقية ويقدم التجويد عليها عند التعارض (مكروه)‪.‬‬ ‫• قارئ يراعي المقامات الموسيقية من غير تطريب زائد ويقدمها على التجويد‬ ‫عند التعارض (حرام)‪.‬‬ ‫• قارئ يراعي المقامات الموسيقية ويط ّرب ويقدمها على التجويد عند التعارض‬ ‫(حرام)‪.‬‬ ‫قال رسول الله محمد ﷺ‪« :‬بادروا بالأعمال ست ًا‪ :‬إمر َة السفهاء‪ ،‬وكثر َة ال ُّش َرط‪،‬‬ ‫وقطيع َة ال َّرحم‪ ،‬وبي َع ال ُحكم‪ ،‬واستخفاف ًا بالدم‪ ،‬ونشئ يتخذون القرآن مزامير ُيق ِّدمون‬ ‫الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم؛ ما يقدمونه إلا لِ ُيغنِّ َي ُهم»(‪.)7‬‬ ‫‪ .8‬من شروط صحة الإمامة أ ْن يكو َن لسا ُن الإمام سليم ًا‪ ،‬لا يتح َّول في النطق من‬ ‫حرف إلى غيره‪ ،‬كأ ْن ُيب ِدل السين ثاء‪ ،‬أو الذال زاي ًا‪ ،‬أو الراء غين ًا‪ ،‬أو غير ذلك من‬ ‫حروف الهجاء‪.‬‬ ‫‪ .9‬إجادة القراءة تتوقف على‪:‬‬ ‫• معرفة مخارج الحروف‪.‬‬ ‫‪ .6‬البيان لحكم قراءة القرآن الكريم بالألحان للدكتور أيمن سويد‬ ‫‪ .7‬حديث صحيح‪ ،‬ص ّححه الألباني‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫الباب الثالث‬ ‫الفصل الأول ‪ -‬الوقف‬ ‫أقسام الوقف‬ ‫قسم يوقف به‬ ‫قسم يوقف عليه‬ ‫الخلاصة‬ ‫الفصل الثاني – السكت‬ ‫أنواع السكت عند حفص‬ ‫السكت الواجب‬ ‫السكت الجائز‬ ‫الفصل الثالث – الابتداء‬



‫الفصل الأول ‪ -‬الوقف‬ ‫الفصل الأول‬ ‫الوقف‬ ‫الوقف‪ :‬هو الوقو ُف على آخر كلم ٍة زمن ًا يتنف ُس فيه القارئ عاد ًة بنِ َّي ِة الاستمرار‬ ‫في القراءة‪ ،‬ولا وقف في وسط الكلمة‪ ،‬ولا فيما ا ّتصل رسم ًا‪ ،‬مثل‪( :‬أينما يو ِّج ْه ُه)‪.‬‬ ‫أقسام الوقف‪:‬‬ ‫‪ .1‬قسم يوقف ب ه ‪ .2‬قسم يوقف عليه‪.‬‬ ‫‪ .1‬قسم يوقف به‪:‬‬ ‫ويكون بأحد الأوجه‪:‬‬ ‫أ‪ .‬السكون المحض‪ :‬من أصول اللغة العرب ّية الوقف على ساكن والبدء بمتح ِّرك‪ ،‬والوقف‬ ‫على الكلمة بالسكون الكامل يكون بدل الحركات الثلاث (الفتحة‪ ،‬الكسرة‪ ،‬الضمة)‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬ﮋﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﮊ [البقرة‪ .]3 :‬تنطق حين‬ ‫الوقف على كلمة الغيب (بالغي ْب)‪ .‬فإذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمزة‪،‬‬ ‫وكان قبله حرف مد فإنه يمد (‪ 2‬أو ‪ 4‬أو ‪ )6‬حركات‪ ،‬وإذا كان الحرف الموقوف عليه‬ ‫حرف الهمز‪ ،‬وكان قبله حرف مد‪ ،‬فإنه يمد (‪ 4‬أو ‪ 5‬أو ‪ )6‬حركات‪.‬‬ ‫ب‪ .‬ال َّر ْوم‪ :‬النطق ببعض الحركة بصوت خف ٍّي يسمعه القريب من القارئ‪ ،‬ويكون في‬ ‫والمضموم مثل‪( :‬يا شعي ُب)‪،‬‬ ‫المرفوع مثل‪( :‬نستعي ُن)‪ ،‬‬ ‫والمكسور مثل‪( :‬هؤلا ِء‪ ،‬وإياي فا ّتقو ِن)‪.‬‬ ‫والمجرور مثل‪( :‬الرحي ِم)‪ ،‬‬ ‫سواء كان الحرف مشدد ًا أم مخفف ًا أو كان من َّون ًا أم غي َر منَ َّون‪ .‬ولا ب ّد حين الوقف بال َّر ْوم‬ ‫من حذف التنوين‪ ،‬ونقف ببعض الض ّمة بالمضموم وبعض الكسرة بالمكسور‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫* (علي ٌم) يوقف عليها بالروم (علي ُم)‪.‬‬ ‫* (شدي ٍد) يوقف عليها بالروم (شدي ِد)‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫الباب الثالث‬ ‫الباب الثالث‬ ‫الو ْقف وال َّس ْكت والابتداء‬ ‫هو علم بقواعد يعرف بها محا ُّل الوقف ومحا ّل الابتداء في ال ُقرآن الكريم‪ ،‬ما‬ ‫يص ُّح منها وما لا يص ّح‪ .‬وفائدته صون الن ّص القرآن ّي من أن تنسب فيه كلمة إلى غير‬ ‫جملتها‪ ،‬فيفسد المبنى ويتغير المعنى‪ ،‬وكذا صيانته من تقطيع المعاني المترابطة‪.‬‬ ‫إ َّن فهم معاني الن ّص القرآن ّي من الضرورة بمكا ٍن لمن يقرأ القرآن الكريم فيدرك‬ ‫فحواه‪.‬‬ ‫أ ّما من لا يدري ما هو قار ٌئ من ألفاظ الذكر الحكيم‪ ،‬فإ ّنه لا يدري أي َن يقف ومن‬ ‫أي َن يبدأ‪.‬‬ ‫ويتر َّتب على الوقف والابتداء إيضاح المعنى المراد‪ ،‬أو إيهام غيره مما ليس مراد ًا‪،‬‬ ‫لهذا يجب أ ْن يتز َّو َد ال ُمق ِرئ‪ ،‬ومن ُيعنى بأمور التلاوة‪ ،‬بالثقافة اللغو ّية‪ ،‬و ُيل َّم بالبلاغة‬ ‫العرب ّية‪ ،‬ويعرف مواقع الإعراب والبناء‪ ،‬ويفق َه فقه التفسير‪.‬‬ ‫الوقف‪ :‬هو قطع الصوت على كلم ٍة قرآنية بزمن يتنفس فيه عادة بن ّية استئناف‬ ‫القراءة‪.‬‬ ‫الس ْكت‪ :‬هو قطع الصوت على حرف قرآني بزمن لا يتنف ُس فيه عاد ًة بن ّية استئناف‬ ‫القراءة‪.‬‬ ‫القطع‪ :‬هو قطع الصوت على كلمة قرآنية بن ّية الإعراض عن القراءة‪ ،‬ومح ّله‬ ‫رؤوس الآي أو نهاية السور‪.‬‬ ‫قاعدة‪:‬‬ ‫‪ .1‬الوقف على رؤوس الآي ُسنة مطلق ًا‪.‬‬ ‫‪ .2‬ليس في القرآن وقف واجب شرع ًا ولا حرام إلاّ ما أفسد المعنى وتعمده صاحبه‪.‬‬ ‫‪ . 3‬للتخلص من الوقف والابتداء غير الجائز احرص على الوقف على الإشارات‬ ‫التي وضعت لذلك في المصحف‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫الفصل الأول ‪ -‬الوقف‬ ‫د‪ .‬الإبدال‪ :‬إبدال تنوين المنصوب ألف ًا عند الوقف عليه‪ ،‬ما لم يكن تاء تأني ٍث‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫(زكا ًة‪ ،‬نافل ًة)‪ ،‬في هذه الحالة لا تبدل‪ ،‬ويوقف عليها بالهاء الساكنة‪ ،‬ولا يدخلها‬ ‫َر ْو ٌم ولا إشما ٌم‪ ،‬وينطبق ذلك في حالة تنوين الهاء بالض ّم والكسر فقط‪.‬‬ ‫الكلمة النطق‬ ‫خبير ًا خبيرا‬ ‫شاكر ًا شاكرا‬ ‫زكا ًة زكاه‬ ‫امرأ ٌة امرأه‬ ‫صدق ٍة صدقه‬ ‫هـ‪ .‬الحذف‪ :‬ويكون في موضعين‪:‬‬ ‫* الموضع الأول‪ :‬وا ُو ويا ُء صل ِة ها ِء الضمير‪:‬‬ ‫مثال‪ :‬ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﮊ [الملك‪.]13 :‬‬ ‫تنطق عند الوصل‪( :‬وأ ِس ّروا قو َلكم أو اجهروا بهي إ ّنهو علي ٌم بذا ِت الصدور)‪،‬‬ ‫وحين الوقف تحذف ياء صلة هاء الضمير فتنطق‪( :‬وأ ِس ّروا قو َلكم أو اجهروا ب ْه)‪،‬‬ ‫وكذلك تحذف واو صلة هاء الضمير فتنطق‪( :‬وأ ِس ّروا قولكم أو اجهروا بهي إ ّن ْه)‪.‬‬ ‫* الموضع الثاني‪ :‬حذف التنوين بالض ّم أو الكسر عند الوقف عليه‪ .‬مثال‪:‬‬ ‫النطق عند الوقف‬ ‫الكلمة‬ ‫أو َك َصيب ْ‬ ‫أو َك َصي ٍب‬ ‫سمي ْع‬ ‫علي ْم‬ ‫سمي ٌع‬ ‫علي ٌم‬ ‫‪45‬‬

‫الباب الثالث‬ ‫* أحكام الم ّد حال الوقف بال َّر ْوم‪ :‬حكم الم ِّد مع ال َّر ْوم هو حكمه مع الوصل‪ ،‬أي‬ ‫بمقدار ما يم ّد في حالة الوصل‪:‬‬ ‫‪ ‬فإذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمزة‪ ،‬وكان قبله حرف م ّد‪ ،‬فإنه يم ّد مد ًا‬ ‫طبيعي ًا (حركتين)‪ ،‬نحو‪ :‬ﮋﭓﭔﮊ‪.‬‬ ‫‪ ‬وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز‪ ،‬وكان قبله حرف م ّد‪ ،‬فإنه يم ّد‬ ‫حينئذ (‪ 4‬أو ‪ )5‬حركات‪ ،‬كما في حالة الم ّد الواجب الم ّتصل‪ ،‬ولا يم ّد ست‬ ‫حركات‪ ،‬نحو‪( :‬م َن السماء)‪.‬‬ ‫ج‪ .‬الإشمام‪ :‬مأخوذ من أشممته الطيب أي أوصلت إليه شيئ ًا يسير ًا من رائحته‪ .‬وفيه‬ ‫تض ُّم الشفتين بدون صو ٍت‪ ،‬بعد تسكين الحرف الأخير المضموم من الكلمة‪،‬‬ ‫كهيئتهما عند النطق بالضمة‪ ،‬ويكون في المضموم فقط‪ ،‬وهو ُيرى ولا ُيسمع‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬ﮋﭿﮀﮁﮂﮊ [البقرة‪ ،]20 :‬الوقوف على «يكا ُد» وعلى «البر ُق»‬ ‫وعلى «يخط ُف»‪ ،‬يكون بالإشمام‪ ،‬أي ض ّم الشفتين كأ ّنك تنطق بالض ّم دون الصوت‪.‬‬ ‫* أحكام الم ّد حال الوقف بالإشمام‪ :‬حكم الم ّد مع الإشمام هو حكمه مع الوقف‬ ‫على سكون محض؛ أي بمقدار ما يم ّد في حالة الوقف على السكون‪ .‬فإذا كان‬ ‫الحرف الموقوف عليه بالإشمام غير الهمزة‪ ،‬وكان قبله حرف م ّد‪ ،‬فإنه يعامل‬ ‫معاملة الم ّد العارض للسكون الذي أصله م ّد طبيعي أو م ّد لين أو م ّد بدل‪ ،‬فيم ّد‬ ‫(‪ 2‬أو ‪ 4‬أو ‪ )6‬حركات‪ ،‬نحو‪ :‬ﮋﭢﭣﭤﭥﮊ‪.‬‬ ‫وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز‪ ،‬وكان قبله حرف م ّد‪ ،‬فإنه يعامل‬ ‫حينئذ معاملة الم ّد المتصل العارض للسكون‪ ،‬فيم ّد (‪ 4‬أو ‪ 5‬أو ‪ )6‬حركات‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ﮋﭤﭥﭦﭧﭨﭩﮊ [آل عمران‪.]47 :‬‬ ‫قال الإمام ابن ال َج َزري في (ا ُلم َق ّد َمة ال َج َزر ّية)‪:‬‬ ‫إِلا إِذا ُرم�� َت َف َب ْع ُض ال َح َر َك ْه‬ ‫َوح���ا ِذ ِر ال�� َو ْق�� َف بِ�� ُك�� ِّل ال َح َر َك ْه‬ ‫إِش���ا َر ًة بِال َّض ِّم في َر ْف��� ٍع َو َض�� ّْم‬ ‫إِلا بِ�� َف�� ْت�� ٍح َأو بِ�� َن�� ْص�� ٍب َو َأ ِش���� ّْم‬ ‫‪44‬‬

‫الفصل الأول ‪ -‬الوقف‬ ‫* وقف البيان‪ ،‬أو الوقف اللازم‪ ،‬من أنواع الوقف التام‪ ،‬وهو الوقف على كلمة لإيضاح‬ ‫المعنى إذا كان الوصل يسبب التباس ًا في المعنى في ذهن السامع‪ ،‬وعدم إدرا ٍك للمراد‬ ‫من كلام الله سبحانه وتعالى‪ ،‬ويشار إلى الوقف اللازم في رسم المصحف بحرف‬ ‫ميم صغيرة‪ ،‬نحو قوله تعالى‪ :‬ﮋﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ‬ ‫ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ‬ ‫ﯾﯿﰀﰁﮊ [الأنعام‪ .]124 :‬الوقف على اسم الجلالة في (رسل الله )‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الوقف الكافي‪ :‬الوقف على ما ت َّم معناه وتع َّلق بما بعده معنى لا لفظ ًا (إعرابي ًا)‪.‬‬ ‫حكمه‪ :‬يحسن الوقف عليه‪ ،‬ويحسن الابتداء بما بعده‪ ،‬ويقال‪( :‬إذا ما جاز الوقف‬ ‫والوصل كان الوق ُف َأ ْولى)‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ‬ ‫ﭠﭡﭢﭣﮊ [البقره‪ .]7 - 6 :‬الوقف على كلمة (يؤمنون)‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الوقف الحسن‪ :‬الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي ومعنوي‪،‬‬ ‫إلا أن الوقف عليها يعطي معنى تام ًا يوقف عليه‪ ،‬ولا يبتدأ بما بعده إلا أن يكون‬ ‫رأس آية‪ ،‬مثال‪:‬‬ ‫* ﮋﭑﭒﭓﭔﮊ الوقف على لفظ الجلالة‪.‬‬ ‫* ﮋﭖﭗﭘﭙﮊ الوقف على لفظ الجلالة‪.‬‬ ‫* ﮋﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ [الصافات‪،]138 - 137 :‬‬ ‫الوقف على (مصبحين)‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬الوقف غير الجائز (الوقف القبيح)‬ ‫هو الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي ومعنوي‪ ،‬والوقف عليها‬ ‫يعطي معنى ناقص ًا أو خاطئ ًا لا يتعمد الوقف عليه‪ ،‬فإن وقف عليه مضطر ًا بسبب (العطاس‪،‬‬ ‫السعال‪ ،‬انقطاع الصوت‪ ..‬ونحو ذلك)‪ ،‬وجب عليه أن يعود إلى ما قبله ليت ّم المعنى‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫ج‪ .‬الوقف الاختباري‪.‬‬ ‫الباب الثالث‬ ‫‪ .2‬قسم يوقف عليه‪:‬‬ ‫ويض ّم الأنواع الآتية‪:‬‬ ‫أ‪ .‬الوقف الاختياري‪ .‬ب‪ .‬الوقف الاضطراري ‪.‬‬ ‫أ‪ .‬الوقف الاختياري‬ ‫وفيه نوعان‪:‬‬ ‫أولاً‪ :‬الوقف الجائز‪( :‬التام‪ ،‬الكافي‪ ،‬الحسن)‬ ‫ثاني ًا‪ :‬الوقف غير الجائز (القبيح)‬ ‫قال الإمام ابن ال َج َزري‪:‬‬ ‫لا ُب��� َّد ِم��� ْن َم��ع�� ِر َف�� ِة ال�� ُوق��و ِف‬ ‫َوب��� ْع��� َد َت��ج�� ِوي�� ِد َك ل��ل�� ُح�� ُرو ِف‬ ‫َث�ل�ا َث��� ًة ت���ا ٌم َوك����ا ٍف َو َح�� َس�� ْن‬ ‫والاب���تِ���دا ِء َو ِه���� َي ُت��ق�� َس�� ُم إِ َذ ْن‬ ‫َت��ع�� ُّل�� ٌق َأو ك���ا َن َمعن ًى فابت ِدي‬ ‫َو ْه��� َي ل�� ِم��ا ت�� َّم ف���إِن ل�� َم ُي��و َج�� ِد‬ ‫إِلا ُر ُؤو َس الآ ِي َج�� ِّو ْز فال َح َس ْن‬ ‫فال َّتا ُم فالكافي َو َل ْفظ ًا فامنَ َع ْن‬ ‫ُي��و َق�� ُف ُم��ض�� َط��ر ًا َو ُي��� ْب��� َدا َق ْب َل ُه‬ ‫َو َغ���ي��� ُر م��ا َت��� َّم َق��ب��ي�� ٌح‪َ ،‬و َل��� ُه‬ ‫َو َلي َس في القرآ ِن ِمن َوق ٍف َو َج ْب‬ ‫ولا َح����را ٌم َغ��ي�� ُر م��ا َل��� ُه َسب ْب‬ ‫أولاً‪ :‬الوقف الجائز‪:‬‬ ‫ويشمل‪:‬‬ ‫(‪ )1‬الوقف التا ّم (اللازم)‪ :‬الوقف على ما ت َّم معناه‪ ،‬ولم يتعلق بما بعد ُه لا لفظ ًا‬ ‫(إعرابي ًا) ولا معن ًى‪ ،‬يوق ُف عليه ويبتدأ بما بعده‪ ،‬وهو أعلى مراتب الوقف‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬آخر كل سورة‪ ،‬آخر القصص القرآنية‪ ،‬أواخر صفات المؤمنين أو الكافرين‪،‬‬ ‫عند الانتهاء من ذكر الجنة أو النار‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬ﮋﭑﭒﭓﭔﭕ‬ ‫ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﮊ [البقره‪.]6 :‬‬ ‫‪46‬‬

‫الفصل الأول ‪ -‬الوقف‬ ‫* ملاحظة‪:‬‬ ‫* وقف التعسف‪ :‬هو الوقف على كلمة‪ ،‬والابتداء بها أو بما بعدها‪ ،‬فيحدث إعراب‬ ‫متكلف ليس ما هو مطلوب ًا‪ ،‬مثال‪ :‬ﮋﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‬ ‫ﭱﭲﭳﭴﮊ [لقمان‪ ،]13 :‬الوقف على (لا تشرك) والابتداء (بالله)‪،‬‬ ‫فيجعله َق َس َم ًا‪.‬‬ ‫ﮋ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﮊ‬ ‫[البقرة‪ ،]286 :‬الوقف على (أنت) والابتداء بـ (مولانا)‪.‬‬ ‫* الوقف لا يكون إلا على المتقابلات‪:‬‬ ‫مثال‪ :‬ﮋ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬ ‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﮊ [المائدة‪ ،]45 :‬فلا يصح الوقف‬ ‫على (والعين‪ ،‬والأنف‪ ،‬والأذن)‪.‬‬ ‫ب‪ .‬الوقف الاضطراري‪:‬‬ ‫هو الوقف على كلمة قرآنية لاضطرار القارئ بسبب أمر طارئ له؛ من عطاس أو‬ ‫سعال ونحو ذلك‪ ،‬فإذا وقف وجب عليه أن يعود إلى ما قبله ليصله بما بعده‪ ،‬بحيث‬ ‫يحسن المعنى‪.‬‬ ‫ج‪ .‬الوقف الاختباري‪:‬‬ ‫هو الوقف على كلمة قرآنية من قبل القارئ بطلب من معلمه أو شيخه أثناء الاختبار‪.‬‬ ‫* قاعدة حفص في الوقف الاختباري والاضطراري‪:‬‬ ‫كان حفص يراعي رسم المصحف في الوقف على ما كتب مقطوع ًا أو موصولاً‬ ‫من الكلمات القرآنية‪ .‬فيصح أن يقف القارئ مضطر ًا أو مختبر ًا على الكلمة الأولى‬ ‫أو الثانية مما رسم في المصحف الشريف مقطوع ًا‪ .‬مثال‪ :‬أن لا‪ ،‬من ما‪ ،‬عن ما‪.‬‬ ‫أما ما رسم موصولاً من ذلك فيقف على الكلمة الثانية فقط‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬ألاّ‪ ،‬م ّما‪ ،‬ع ّما‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫الباب الثالث‬ ‫تتفاوت درجات الوقف الممنوع قبح ًا؛ فمنه ما يجعل النص المقروء بلا معنى ولا‬ ‫فائدة ويترك السامع دون إدراك للمراد من النص المقروء‪ ،‬كالوقف على الفعل دون‬ ‫الفاعل أو المبتدأ دون الخبر أو الجار دون المجرور‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ .‬مثال‪ :‬ﮋﭮ‬ ‫ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﮊ [يوسف‪ ،]17 :‬الوقف على كلمة (فأكله)‪.‬‬ ‫قال الإمام ابن الجزري‪:‬‬ ‫ُي��و َق�� ُف ُم�� ْض�� َط��ر ًا َو ُي��ب��دا َقب َل ُه‬ ‫َو َغ���ي��� ُر م���ا ت��� َّم َق��ب��ي�� ٌح َول��� ُه‬ ‫ولا َح���� َرا ٌم َغ��ي�� ُر م��ا َل��� ُه َس�� َب�� ْب‬ ‫َولي َس في ال ُقرآ ِن ِم ْن َوق ٍف َو َج ْب‬ ‫* وأشد من هذا قبح ًا الوقف على ما يوهم معنى خلاف المراد‪ ،‬مثل‪ :‬ﮋﭒﭓ‬ ‫ﭔﭕﭖﭗﭘﭙﮊ [الأنعام‪ ،]36 :‬الوقف على (والموتى) يفسد المعنى‪.‬‬ ‫* وأشد كل هذا قبح ًا ما يوهم معنى مخالف ًا للعقيدة‪ ،‬مثل‪ :‬الوقوف على (ﮨ)‬ ‫في قوله سبحانه‪ :‬ﮋﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ‬ ‫ﮭﮮﮊ [النساء‪.]43 :‬‬ ‫* ومن أقبح أنواع الوقف أن يق َف على ما ُيو ِهم وصف ًا لا يليق بالله سبحانه وتعالى‪ ،‬مثال‪:‬‬ ‫‪ ‬الوقف على لفظ الجلالة في قوله تعالى‪ :‬ﮋﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‬ ‫ﮙﮊ [البقرة‪.]258 :‬‬ ‫‪ ‬الوقف على ﮋﭽﮊ في قوله تعالى‪ :‬ﮋﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ‬ ‫ﮁﮂﮊ [البقرة‪.]26 :‬‬ ‫‪ ‬الوقف على كلمة ﮋﮅﮊ في قوله تعالى‪ :‬ﮋﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ‬ ‫ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮊ [فاطر‪.]7 :‬‬ ‫‪ ‬الوقف على كلمة ﮋﭶﮊ في قوله تعالى‪ :‬ﮋﭳﭴﭵﭶﭷ‬ ‫ﭸﮊ [الذاريات‪.]56 :‬‬ ‫‪ ‬الوقف على كلمة ﮋﰍﮊ في قوله تعالى‪ :‬ﮋﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐ‬ ‫ﰑﮊ [محمد‪.]19 :‬‬ ‫فلا يجوز الوقوف على ذلك إلا للضرورة‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫الفصل الأول ‪ -‬الوقف‬ ‫* ما رسم مقطوع ًا أو موصولاً‪:‬‬ ‫السورة‬ ‫الوقف عليها‬ ‫الكلمة‬ ‫الإسراء‪110:‬‬ ‫أي ْا أو أي ًام ْا‬ ‫الصافات‪130 :‬‬ ‫أي ًا ْما‬ ‫الكهف‪ ،49 :‬الفرقان‪7 :‬‬ ‫إلياسي ْن‬ ‫إل ياسين‬ ‫م ْا أو ما ْل‬ ‫ما ِل هذا‬ ‫الذاريات‪13 :‬‬ ‫يوم هم على النار يو ْم‬ ‫ملاحظة‪:‬‬ ‫* (إل ياسين) كلمة واحدة على وزن إفعاليل‪.‬‬ ‫* كتبت (يا) التي للنداء و(ها) التي للتنبيه في المصحف الشريف موصولتين بما‬ ‫بعدهما‪ ،‬ولا يوقف عليهما‪ ،‬بل يوقف على ما بعدهما لاتصالهما رسم ًا‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬ﮋﮣﮊ‪ ،‬ﮋﰄﮊ‪ ،‬ﮋﯟﮊ‪ ،‬ﮋﭻﮊ‪ ،‬ﮋﭦﮊ‪.‬‬ ‫علامات الوقف في المصحف‬ ‫(مـ)‪ :‬علامة الوقف اللازم‪ ،‬وليس اللزوم هنا لزوم ًا شرع ًا؛ بمعنى أنه يأثم تاركه‪،‬‬ ‫وإنما هو لزوم اصطلاحي حتى يفصل القارئ بين معنيين‪ .‬وعلام ُته في المصحف‬ ‫حرف (مـ) مخالف ًا لميم الإقلاب (م)‪ ،‬مثال‪ :‬ﮋﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ‬ ‫ﭙﭚﭛﭜﮊ [الأنعام‪.]36 :‬‬ ‫(ج)‪ :‬ما استوى فيه الأمران (الوصل والوقف)‪ ،‬مثال‪ :‬ﮋﮱﯓﯔﯕ‬ ‫ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﮊ [الكهف‪.]13 :‬‬ ‫(قلے)‪ :‬علامة جواز الوصل‪ ،‬مع كون الوقف أولى‪ ،‬مثال‪ :‬ﮋﮬﮭﮮﮯ‬ ‫ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﮊ [البقرة‪.]13 :‬‬ ‫(صلے)‪ :‬علامة جواز الوقف‪ ،‬مع كون الوصل َأولى‪ ،‬مثال‪ :‬ﮋﯯﯰﯱﯲ‬ ‫ﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﮊ [الأنعام‪.]17 :‬‬ ‫‪51‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook