ُ َ ِّ َاّلمعَلم ْ في فن التج ِويد برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطِب ّية جمع وترتيب منذر عل ّي أبو صويلح إشراف إشراف الدكتور الشيخ الحافظ يقظان عبد اللطيف أيوب صالح عبد الإله الراشد
ﮋﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﮊغافر٤٠ : ﮋﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﮊ البقرة١٢٧ : قال نب ُّينا ُم َح َّمد ﷺ «خي ُر ُكم َمن تع َّلم ال ُقرآ َن و َع َّلمه» رواه البخاري وقالت الحكماء « َر ِح َم الل ُه أ ْمر ًأ َع ِم َل َع َمل ًا صالح ًا ف َأت َقنه» (فالقرآ ُن هو َأ ْف َض ُل ما ُي َت َع َّلم و َأ ْف َضل ما ُي َع َّلم) حقوق الطبع متاحة لكل مسلم
تقديم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنزل كتابه الكريم هدى للمتقين ،ورحمة وموعظة للمؤمنين، ونبراس ًا للمهتدين ،وشفاء لما في صدور العالمين ،والصلاة والسلام على خير نب ّي ُأن ِزل عليه خير كتاب ،نب ِّينا محمد ،وعلى آله وصحبه والتابعين ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...وبعد: فالقرآن الكريم المعجزة الباهرة ،والآية الظاهرة ،كتاب الهدى ،وس ّر السعادة والقيادة والريادة والسيادة ،وإمام الخير والحق والفضيلة ،ودستور العدل والأمان في كل زمان ومكان .وهذا ما د ّل عليه كتاب الله وسنة رسوله ﷺ. روى مسلم في صحيحه عن عمر أ ّن النب ّي ﷺ قال« :إ ّن الله يرفع بهذا الكتاب أقوام ًا ويضع به آخرين» .وأخرج البخار ّي في صحيحه عن عثمان قال: قال رسول الله ﷺ« :خيركم من تع َّلم القرآن وع َّلمه» ،وقد ن ّوهت السنّة الشريفة بما لِ َح َملة كتاب الله من الأجر والمكانة في الآخرة والأولى؛ فعن أ ّم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله ﷺ« :الماهر بالقرآن مع ال َّس َفرة الكرام البررة ،والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شا ٌّق له أجران»(.)1 وعن ابن مسعود قال :قال رسول الله ﷺ« :من قرأ حرف ًا من كتاب الله فله به حسنة ،والحسنة بعشر أمثالها ،لا أقول (الم) حرف ،ولكن ألف حرف ،ولام حرف، وميم حرف»( ،)2فيا له من فضل عظيم ،وثواب كبير ،لا يغفل عنه إلا غافل. .1متفق عليه. .2رواه الترمذي.
المحتويات الباب الباب الباب الباب الــــرابـــــع الثــــــالــث الثـــــانــــي الأول مخارج الحروف الابتداء والسكت التجــويــــد فضل تلاوة القران وصفاتها والوقف الكريم وآدابها واللحن 59 41 13 27 الباب الباب الباب الثـــــامــن الســـــابــع الباب الخــامس الادغــــام أحكـــــــام الســادس الإســتعاذة أحكــام النـــون والبسملة 165 الـلام والميم 109 الباب 155 الثاني عشر 115 الباب تـــــــــــاء الباب التاسع الحادي عشر الباب المــــــــــ ّد التأنيث المــوصــول العاشر وأقسامه التفخيــــم 237 والمقطوع والترقيق 181 الباب 229 217 الباب السادس عشر الثالث عشر كيف تحفظ القران الباب الباب همزتي الوصل الخامس عشر الرابع عشر الكريم كيف تقرأ فاتحة والقطع ســــــجود 269 التلاوة الكتاب 245 265 257
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي رفعنا بالقرآن ،وش ّرفنا برسوله المصطفى العدنان ،وخ ّصنا من بين سائر الأمم بكلامه المحكم الآخذ بالأشجان ،والصلاة والسلام على البشير النذير ،والسراج المنير ،وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. أ ّما بعد.... فإني أرى في هذا الكتاب (المع ّلم في ف ّن التجويد) للأخ منذر علي أبو صويلح، جهد ًا مبارك ًا ،ومصباح ًا منير ًا لمن يريد التعلم والاستزادة في هذا المجال. داعي ًا الباري عز وجل أن يجعله خالص ًا لوجهه الكريم ،وأن يرفع مقام كاتبه في الدنيا والآخرة ،إ ّنه القادر على ذلك ،وهو نِ ْع َم المولى ونِع َم النصير. وص ّلى الله وس ّلم على سيدنا مح ّمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الدكتور يقظان عبد اللطيف أيوب الدريس /23صفر1433 /هـ /17كانون الثاني2012 /م
هذا ،وإني اطلعت على ما قدمه الأخ منذر عل ّي أبو صويلح في كتابه (المع ّلم في ف ّن التجويد) ،فأحسب أن قارئ القرآن أحوج ما يكون إليه بعد ملازمة رجال هذا العلم والأَخذ عنهم ما أخذوه عن مشايخهم الرواة بالسند إلى صاحب الرسالة ﷺ. وأسأل الله العظيم أن ينفع بهذا الجهد وهذا العمل ،وأن يجزل للمؤلف المثوبة، ويضاعف له الأجر ،ويبارك في عمره وعمله ،وأن يزيده خير ًا وهد ًى وتوفيق ًا ،ولا عدمنا أمثاله في مجتمعاتنا وأمتنا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،وص ّلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الشيخ صالح عبد الإله عيدان الراشد مدير المركز الإقرائي للقرآن الكريم البصرة / 13صفر1433 /هـ الموافق 2012 /1 /7م
بسم الله ال َّرحمن ال َّرحيم المق ِّدمة الحم ُد لله الذي ع َّلم القرآ َن ،خلق الإنسا َن ،ع َّلمه البيا َن ،وف َّضل حبي َبه مح َّمد ًا على الرسل بإنزال القرآن ،وك َّرم أ َّم َته على سائر الأمم بتلاوة القرآن ،والصلا ُة والسلا ُم على س ِّيدنا محم ٍد ،وعلى آل ِه ،بعدد أسرار القرآن. إ َّن القرآ َن العظيم في غاية طبقات الفصاحة والبلاغة ،لقوله تعالى :ﮋﭻﭼﭽﭾ ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮊ [النساء ،]82 :ولقوله :ﮋﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﮊ [الإسراء.]88 : أ َم َر الل ُه سبحانه وتعالى التع ّبد بتلاوته وتد ُّبر معانيه ،فأ َّو ُل كلم ٍة ُأنزلت على صدر الحبيب مح َّم ٍد ﷺ هي (اق َر ْأ) ،وأ َمر الرسو ُل مح َّم ٌد عليه الصلاة والسلا ُم أمته بالتع ّلم والتعليم والتبليغ إلى الرجال والنساء والصبيان والجيران ،ووصي ُته ﷺ الدوام على تلاوته لينالوا في الدارين نفع ًا كثير ًا وأجر ًا عظيم ًا ،فقد قال« :من قرأ حرف ًا من كتاب الله فله به حسنة ،والحسنة بعشر أمثالها ،لا أقول (الم) حرف ،ولكن ألف حرف ،ولام حرف ،وميم حرف»( ،)1ولقارئه والناظر فيه والسامع له أعظم ما يتوصل إليه؛ دخول ال ِجنان. في وقتنا رأيت الكثير في ديار الإسلام قد تركوا قراءة القرآن ،وأك ّبوا على وسائل اللهو ومل ّذات الحياة ،ورأيت أ َّن عدد ًا من المخلصين لدينهم من يعمل بج ٍّد ليثقل ميزان حسناته يوم القيامة ،بفتح دورات تحفيظ القرآن الكريم ،وكيف لا نتع ّلم القرآن مع كثرة جهلنا وعدم فصاحتنا وبلاغتنا؟! في وقت زاد الاهتمام بلغات الأعاجم على حساب اللغة العرب ّية ،وإهمال ح ّصة الدين الإسلام ّي في المدارس أو إعطائها لمن لا يجيدها! .إن أعداء الإسلام يعملون لهدم هذا الدين ،ولك ْن نحن نؤمن بقوله تعالى: ﮋﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮊ [الحجر ،]9 :ليس من الزيادة والنقصان فحسب، بل تهيئة من يحفظونه في الصدور ،ومن ير ّمم ما أفسدته الدهور والعقول الخبيثة. .1رواه الترمذي.
الباب الأ ّول القرآن الكريم رسم المصحف فضل تلاوة القرآن الكريم أركان تلاوة القرآن الكريم آداب تلاوة القرآن الكريم آداب مع ّلم القرآن الكريم أداب متع ِّلم القرآن الكريم
إ َّن لدورات تحفيظ القرآن على يد المشايخ والمعلمين دور ًا كبير ًا في إعادة النور في البيوت ،لك َّن منهم َمن هو بحاج ٍة إلى دخول دورا ٍت ،وتوفير مناه َج وكت ٍب حتى يكون البناء على أسس صحيح ٍة ،لأ َّن الخطأ في هذا المجال غير جائز ،فاستخرت الل َه -ع َّز وج َّل ،وله الحم ُد وال ِمنَّ ُة -أ ْن أجمع كتاب ًا فيه ما يفيد المع ّلمين والطلاب من أصول التجويد ،وبعض التعليمات التي تساعدهم في تلاوة القرآن الكريم وحفظه، وإ ْن لم أكن أهل ًا لذلك؛ لما هناك من كتب وأقوال للأئ ّمة والعلماء في هذا المجال، فجمعت في هذا الكتاب ما َي َّسر الله تعالى جم َعه ،مع ق ّلة بضاعتي ،وعدم فصاحتي في صناعتي ،فقلت :الل ُه ُمعيني في تدبير أموري ،لأ َّن ما كان لله فالل ُه له ،ومن يعذرني في سهوي وخطئي فأرجو منه العف َو والإصلاح ،ﮋﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘﮊ [الشورى ،]40 :وما توفيقي إلا بالله ،عليه تو َّكل ُت ،وإليه ُأنيب. ال ّله َّم ع ِّلمنا ما ينفعنا ،وانفعنا بما ع ّلمتنا ،ال ّله َّم إ ّني آمن ُت بك وبرسلك ،وص َّدقت بما قاله نب ُّيك ورسولك وحبيبنا محم ٌد ﷺ ،فإ ّنه قال« :إذا مات الإنسان انقطع عنه عمل ُه ،إلاّ من ثلاثة :إلا من صدقة جارية ،أو ِع ْل ٍم ُينتفع به ،أو ولد صالح يدعو له»(،)2 ال ّله َّم اجعل هذا الجهد صدق ًة جاري ًة لي ولوالد َّي ولأخي الذي أتمنّى أ ْن يكون شهيد ًا عندك ،ولجميع من شارك في إنجازه .ﮋﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮊ [الأحقاف ،]15 :وقال تعالى :ﮋﮇﮈﮉﮊﮋ ﮌﮊ [الزلزلة.]7 : ال ّله َّم الأج ُر منك ،لك ّل من ساهم في إخراج هذا العمل إلى النور ،وأذكرهم وأنت أعلم بهم (الشيخ الحافظ صالح الراشد ،والدكتور يقظان عبد اللطيف ،والدكتور رياض الماضي ،والمشرف التربوي عبد الواحد الفريح ،والأستاذ طلال نوري) .ر َّبنا هذا الجهد وعليك ال ُّتكلان ،والل ُه ول ُّي التوفيق والقادر عليه .وص ّلى الله على حبيبنا ومعلمنا محم ٍد وعلى آله وصحبه أجمعين. منذر علي أبو صويلح .2رواه مسلم.
رسم المصحف رسم المصحف هو التصوير اللفظي بحروف القرآن الكريم. من المعلوم أ َّن القرآ َن الكريم لم ين َّزل على رسول الله ﷺ دفعة واحدة ،ولم ين َّزل م َر َّتب الآيات والسور ،وإ ّنما ُن ِّزل مو َّزع ًا على الحوادث والأزمان. وقد كان جبري ُل َ ين ِزل على النب ِّي مح َّم ٍد ﷺ ويقول له :ضع هذه الآي َة بجانب هذه الآي ِة ،وض ْع هذه السور َة خلف هذه السور ِة ،فأول آية نزلت من القرآن ﮋﭻ ﭼﭽﮊفي جزء (ع َّم) ،وآخر آية ﮋﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ ﰄﰅﰆﰇﮊ [البقرة.]281 : وكان النب ُّي مح َّم ٌد ﷺ يأمر أصحابه بالتزام هذا الترتي ِب الذي أرشده إليه جبري ُل .ولم ينتقل النب ُّي مح ّم ٌد ﷺ إلى الرفيق الأعلى ح ّتى كان القرآ ُن الكريم مر َّتب السور والآيات على ما هو عليه الآن في المصحف الشريف ،وقد عارضه جبري ُل مع رسول الله مح َّمد ﷺ م َّرتين في العام الذي توفي فيه .وأجمع العلماء على أ َّن ترتيب الآيات والسور أم ٌر توقيف ٌّي ،ليس من صنع البشر ،بل هو ُم َت َل َّقى من الرسول مح َّم ٍد ﷺ عن جبري َل عن ر ِّبه ع َّز وج َّل. علم رسم المصحف ب ّلغ النب ُّي مح ّم ٌد ﷺ القرآن الكريم إلى الأمة الإسلامية بطريقتين؛ مكتوبا ً(رسم الحرف) ،ومحفوظ ًا في (صدور الصحابة) ،وبفضل من الله ،ث َّم بتوفي ٍق منه للعلماء، وصلت الطريقتان إلينا بالتواتر دون تحريف ولو بحركة واحدة ،فكان ح ّق ًا علينا شكر الله الذي حفظ لنا القرآن من التحريف ،و َأن نفتخر بهؤلاء العلماء من أمثال زيد بن ثابت الذي كتب القرآن الكريم ثلاث م ّرات؛ وقت نزول الوحي على النبي مح ّمد ﷺ ،وفي خلافة أبي بكر الصديق ،وفي خلافة عثمان بن عفان .وأبو الأسود الدؤل ّي الذي وضع الإشارات على الحروف في خلافة علي بن أبي طالب ،ولا ننسى الأثر الكبير للخليل بن أحمد الفراهيد ّي ،وتلميذه سيبويه ،رحمهما الله. 15
الباب الأول القرآن الكريم كلا ُم الله تعالى المع ِج ُز ،المن َّز ُل على س ّيدنا مح َّم ٍد ﷺ باللغة العرب ّية، ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﮊ [الزمر ،]28 :عن طريق جبري َل ، المبدو ُء بسورة الفاتحة ،المختو ُم بسورة الناس ،المتع َّب ُد بتلاوته ،المنقو ُل إلينا بالتواتر ،وعد ُد سو ِره ( )114سورة ،الذي تك َّفل الله تعالى بحفظه عكس الكتب المن َّزلة الأخرى ،ﮋﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮊ [الحجر .]9 :هو المعجزة الخالدة الباقية المستم ّرة على تعاقب الأزمان ،المتح َّدى بأقصر سورة منها لجميع الخلق ،إن ِسهم وجنّهم ،إلى قيام الساعة :ﮋﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﮊ [البقرة،]23 : َحب ُل الله المتي ُن ،والصرا ُط المستقي ُم ،والنو ُر الهادي إلى الح ِّق وإلى الطريق المستقيم ،فيه أخبا ُر السابقين والأ َّولين والآخرين ،وفيه العدل بين الناس ،فمن ابتغى الهدى في غيره أض َّله الل ُه ،ومن تك ّلم به صدق ،ومن دعا إليه فقد ُهد َي إلى الصراط المستقيم .هو لسا ُن الدين الحنيف ،وقانو ُن الشريعة الإسلام ّية ،وفيه الأوام ُر والنواهي ،والحدو ُد والزواج ُر ،والوع ُد والوعي ُد ،والبيا ُن والقص ُص، والحلا ُل والحرا ُم ،وضرب الأمثال .وهو ربا ٌط بين السماء والأرض ،وعه ٌد بين الله وبين عباده ،وهو منها ُج الله الخال ُد ،وميثا ُق السماء الصال ُح المصلح لك ِّل زما ٍن ومكا ٍن ،وهو أشرف الكتب السماو ّية ،وأعظ ُم وح ٍي نزل من السماء ﮋﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮊ [فصلت.]42 : 14
رسم المصحف .2وإذا رسمت الألف ال َمد ّية بعد الواو ُقرئت بم ّد الواو ،مثل كلمة ﮋﭻﮊ في قوله تعالى ﮋﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮊ [البقرة .]157 :لاحظ الفرق بين رسم ﮋﮜﮊ في المثال السابق ورسم ﮋﭻﮊ في هذا المثال. .3ﮋﭔﮊ [آل عمران :]78 :تقرأ بم ّد الواو ( َي ْل ُوو َن) ،وقد لا يظهر ذلك لصغر الواو ال َمد ّية. .4ﮋﭱﮊ [النساءُ ]135 :تقرأ ( َت ْل ُووا). .5ﮋﯗﮊ [الأنعام :]123 :تقرأ ( َأ َكابِ َر) بم ّد الكاف. .6ﮋﯜﮊ [الأعراف :]20 :تقرأ ( ُوو ِر َي) .رسمت الواو ال َمد ّية واو ًا صغيرة. .7ﮋﯧﮊ [الأعرافُ :]103 :تقرأ (و َم َلئِ ِه). .8ﮋﭑﭒﭓﮊ [الأعراف :]196 :تقرأ (إِ َّن َولِ ِّي َي الله). .9ﮋﭪﮊ [يونس :]99 :رسمت الهمزة قبل الألف الم ّد ّية فتقرأ ألف ًا ممدودة (لآ َم َن). .10ﮋﮭﮊ [الأنبياء :]88 :لاحظ رسم النون الصغيرة في كلمة ( ُنن ِجي) .تقرأ (ننجي) بإخفاء النون الثانية. .11ﮋﯰﮊ [الأحزاب :]14 :تقرأ (لآ َت ْو َها) بم ّد الألف وليس (لأ َتو َها) .لاحظ رسم الهمزة قبل الألف ال َمد ّية وليس عليها. .12ﮋﭯﮊ [الزمر :]69 :تقرأ ( َو ِجي َء). ﴿ .13ﮋﯲﮊ [الذاريات :]47 :تقرأ (بِ َأ ْي ٍد) .الياء الثانية ذات الصفر المستدير في هذه الكلمة لا تلفظ. مراحل تدوين القرآن الكريم مر جمع القرآن الكريم وتدوينه بمراحل ع ّدة هي: .1كتابة كل مقطع فور نزوله بين يدي النبي ﷺ ،قال زيد بن ثابت « :كنت أكتب الوحي عند رسول الله ﷺ وهو يملي عل َّي ،فإذا فرغت قال« :اقرأ» ،فأقرؤه ،فإن كان فيه سق ٌط أقامه ثم أخرجه إلى الناس»(.)1 .1رواه الطبراني. 17
الباب الأول ولو ُت ِر َك القرآن على ما ُر ِس َم عليه زمن رسول الله لضاع بين اللكنات العا ّم ّية واللغات غير العربية؛ لدخول شعوب كثيرة من غير العرب إِلى الإسلام ،لذلك ظهرت مؤلفات تضبط خصائص الكتابة القرآنية ،وهو علم ُي َف ِّر ُق بين الإملاء في اللغة العربية ورسم المصحف .لقد َصنّف العلماء كلام العرب إلى (نثر وشعر وقرآن) ،و ِمن الاختلافات بين رسم المصحف والكتابة العربية: .1حروف محذوفة ويجب عدم نطقها: أ .ما حذف منه الألف:نحو :ﮋﯿﰀﮊ [النازعاتَ ]43 :أصلها فيما. ﮋﰄﰅﮊ [النملَ ]35 :أصلها بما. ب .ما حذفت منه الواو :نحو :ﮋﮀﮁﮊ [الشورىَ ]34 :أصلها يمحو. ج .ما حذفت منه الياء:نحو :ﮋﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﮊ [الرومَ ]53 :أصلها بهادي. .2حروف محذوفة ويجب نطقها ،نحو :الألف في ﮋﭛﮊ ،ﮋﯙﮊ. .3حروف مكتوبة ولا تنطق ،نحو :الواو في ﮋﭳﮊ. .4حروف تكتب بكيفية وتقرأ بكيفية ،نحو :ﮋﮛﮜﮝﮞﮊ. .5ما كتب موصولاً وما كتب مفصولاً ،نحو( :إنما ،أينما ،يبنؤم « َأصلها يا بن ُأ ّم»). .6هاء التأنيث كتبت بالتاء المبسوطة ،ما لم يع َت ْد عليه العرب ،نحوَ ( :ر ْح َمت ،نِ ْع َمت). أخطاء بسبب الرسم كثير ًا ما يقع القراء (وخاصة الذين يحفظون كتاب الله من المصحف) في أخطاء بسبب رسم بعض الكلمات ،كرسم الألف ال َم ّد ّية فوق الواو أو بعدها وغير ذلك .لذا لا ب ّد من التنبيه على أهمية التل ّقي والسماع من أفواه المهرة من الق ّراء. وهذه بعض الأخطاء الشائعة: .1إذا رسمت الألف الم ّدية فوق الواو قرأت هذه الواو ألف م ّد ،في نحو :ﮋﮜﮊ ﮋﮞﮊ ﮋﮇﮊ ﮋﭓﮊ ﮋﮦﮊ وغيرها .ومثال ذلك قوله تعالى في الآية ( )43من سورة البقرة :ﮋﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮊ. 16
فضل تلاوة القرآن الكريم فضل تلاوة القرآن الكريم هو من أشرف العلوم الشرع ّية؛ لأ ّنه يتع ّلق بأشرف الكلام ،وقد ر َّغبنا الل ُه سبحانه وتعالى بتلاوته إذ قال :ﮋﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁﰂﰃﰄﮊ [فاطر.]30 ،29 : ﮋﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮﮊ [الإسراء.]9 : ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﮊ [الإسراء.]82 : وعن ابن ع ّباس قال :قال رسول الله محمد ﷺ« :إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب»(.)2 وقال نب ُّينا مح َّم ٌد ﷺ« :خيركم من تع َّلم القرآ َن وع َّل َمه»(.)3 وقال ﷺ أيض ًا« :من قرأ حرف ًا من كتاب الله فله به حسن ٌة ،والحسن ُة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف ،ولكن «ألف» حرف ،و«لام» حرف ،و«ميم» حرف»(.)4 وقال ﷺ« :يقال لصاحب القرآن :اقرأ وارت ِق ور ِّت ْل كما كنت تر ِّتل في الدنيا ،فإ َّن منزلك عند آخر آي ٍة تقرؤها» (.)5 وقال رسول الله ﷺ« :يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ،فيقول القرآن :يا ر ّب ح ّله ،فيلبس تاج الكرامة ،ثم يقول :يا ر ّب زده ،فيلبس ح ّلة الكرامة ،ث ّم يقول :يا ر ّب ارض عنه ،فيرضى عنه ،فيقال له :اقرأ وا ْرق ،ويزداد بكل آية حسنة» (.)6 .2رواه الترمذي. .3أخرجه البخار ُّي. .4رواه الترمذ ُّي. .5رواه الترمذي. .6أخرجه أحمد وابن حبان والترمذي. 19
الباب الأول .2تفريغ الكتابة السابقة في صحف زمن أبي بكر الصديق َ ،فك َّلف زيد بن ثابت بذلك. .3نسخ مصاحف عدة من الصحف السابقة زمن عثمان بن ع ّفان وأرسل مصحف ًا إلى كل مصر مع قارئ متقن يقرأ للناس على لغة قريش .فأرسلت إلى (البصرة ،الكوفة ،الشام ،م ّكة ،اليمن ،البحرين ،المدينة المن َّورة ،نسخة بقيت عنده) ،وقال للجميع« :اعرضوا ما بأيديكم على هذه النسخ ،فما وافق فأبقوه وما خالف فأحرقوه». .4ضبطت بال ّشكل أحرف كلماته في عهد الإمام عل ّي ك ّرم الله وجهه ،فأصبح (رسم +تشكيل). .5وضعت النقاط على أحرفه المتشابهة في الرسم في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان ،فأصبح (رسم +تشكيل +تنقيط). .6نقل القرآن الكريم رسم ًا ولفظ ًا عن النب ِّي ﷺ ،فالصحاب ِة ،إلى من بعدهم ،ثم إلينا. .7الله الذي تك ّفل بحفظ القرآن الكريم من التحريف؛ ﮋﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝﮊ [الحجر.]9 : .8الآن م ّن الله علينا بأن ّتم ترميز بعض الأحرف الخاضعة لأحكام التجويد في كتاب الله ع ّز وج ّل؛ تسهيل ًا لتلاوته ،فأصبح (رسم +تشكيل +تنقيط +تجويد). 18
آداب تلاوة القرآن الكريم وسننها آداب تلاوة القرآن الكريم وسننها .1إخلاص الن ّية لله سبحانه وتعالى وحده ،والبعد عن الرياء والسمعة .قال رسول الله ﷺ« :من قرأ القرآن فليسأل الله به ،فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس»(.)7 .2أن يكون القارئ طاهر ًا من ال َح َد َثين (الأكبر والأصغر) ،طاه َر الثوب والجسد، واستا َك قبل القراءة. وبإمكانه قراءة المحفوظ من القرآن الكريم عن ظهر الغيب بدون وضوء (الحدث الأصغر). .3طهارة المكان ونظافته ،واستقبال القبلة إ ْن أمكن .وتجوز القراءة ماشي ًا وواقف ًا ومضطجع ًا؛ قال الله سبحانه وتعالى :ﮋ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮊ [آل عمران.]191 : .4القراءة بخشو ِع قلب ،وسكون جوارح ،مع استشعار عظمة من يقرأ كلا َمه .قال الله تعالى :ﮋﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮊ [الحشر .]21 :والتد ُّبر والتفكر في معاني الآيات ،والالتزام بقواعد التجويد وأصوله :ﮋﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﮊ [ص.]29 : .5ترتيل القرآن ترتيل ًا ،وعدم هذره ،وأن لا يختمه في أق ّل من ثلاث ،ولا يجعل ه ّمه عند القراءة بلوغ آخر السورة؛ لقوله تعالى :ﮋﭢﭣﭤﮊ [المزمل.]4 : .6أ ْن يجل َس ِج ْلس ًة محتشم ًة ،وعدم النظر إلى ما يلهي ،واجتناب ما ُي ِخ ُّل بقدسيته (اللغو ،الضحك ،الأكل والشرب.)... .7عدم تص ّفح القرآن بلا ضرور ٍة ،وعدم القفز في التلاوة بالوقت نفسه ،مثل (الأنفال، الحجر ،المؤمنون.)...، .8العلم أ َّن المقصو َد بخطاب القرآن ووعيده والقصص القرآنية هو الاعتبار. .7رواه الترمذي ،وقال :حديث حسن .وصححه الألباني. 21
الباب الأول أركان تلاوة القرآن الكريم .1موافقتها لوجه من أوجه النحو واللغة العربية ،ولو ضعيف ًا. .2موافقتها للرسم العثماني ،ولو احتمالاً ،إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيق ًا أو تقدير ًا ،كما في قوله تعالى{ :ملك يوم الدين}؛ فقراءة حذف الألف تحتمل اللفظ تحقيق ًا ،وقراءة إثبات الألف تحتمله تقدير ًا. .3صحة سندها بتواترها عن النبي ﷺ. 20
آداب ُمع ِّلم القرآن ومتع ِّل ِمه آداب ُمع ِّلم القرآن ومتع ِّل ِمه روى البخار ُّي في صحيحه عن عثما َن أ َّن النب َّي مح ّمد ًا ﷺ قال« :خيركم من تع ّلم القرآن وع َّلمه». آداب المع ِّلم .1القصد من قراءة القرآن وتعليمه رضا الله تعالى فقط ،بعيد ًا عن أ ِّي َعر ٍض دنيو ِّي (مال ،جاه ،ثناء.).. .2أن يكون قدو ًة ،ولا تخالف أفعا ُله أقوا َله. .3التخ ُّلق بالمحاسن التي أمر الشرع بها ،والخصال الحميدة التي أرشد الله إليها: (الزهد في الدنيا ،السخاء ،مكارم الأخلاق ،طلاقة الوجه ،النظافة ،الإكثار من ذكر الله ،وتجنب المزاح والضحك). .4أ ْن يكو َن المع ّلم حريص ًا على تعليم تلاميذه ،مؤثِر ًا ذلك على مصالح نفسه التي ليست بالضرور ّية. .5الصبر على المتع ِّلم والرفق به :ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﮊ [الكهف.]28 : .6أن يكو َن مجلس المع ِّلم واسع ًا ليتم َّكن جلساؤه فيه. ِح ْك َمة“ :قال أحد العلماء لطلابه :من أراد أن يكون داعي ًا فليعرض نفسه على كلمات ثلاث؛ هي: .1ﮋﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮊ [الصف.]2 : .2ﮋﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮊ [البقرة.]44 : .3ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﮊ [هود.]88 : 23
الباب الأول .9الإكثار من الدعاء بعد ك ّل تلاو ٍة ،وإذا مر بآية استغفار استغفر ،وبالجنَّة سألها، وبالنار استجار منها .والسجود عند تلاوة آية سجدة أو سماعها. .10أ ْن لا يقط َع القراءة إلا لضرورة ،ولا يخاطِ َب َمن بجانبه ،أو يجيب المؤذن ،أو يش ِّمت العاطس ،أو يترك القرآن مفتوح ًا ويذهب لقضاء أمور أخرى. َ .11ق ِّطع القراءة آي ًة آي ًة ،والجهر بالقراءة إذا لم يوجد ما يمنع ذلك ،فإ َّن الجهر بالتلاوة يوقظ القلب ويصرف من الشواغل. .12إذا ختم القرآن يحسن به أن يفتت َح من أ ّوله بآيا ٍت ع ّد ٍة ،فيقرأ سورة الفاتحة وفواتح سورة البقرة؛ وذلك للعزم على متابعة التلاوة للختمة التالية ،والإكثار من الدعاء. .13العمل بالقرآن ،والائتمار بأوامره ،واجتناب نواهيه ،والوقوف عند حدوده. .14تحسين الصوت بقراءة القرآن .والاستماع والإنصات إلى قراءة غيره ،وعدم الانشغال عنها .قال نبينا محمد ﷺ« :زينوا القرآن بأصواتكم»(.)8 .8رواه أحمد وأبو داوود. 22
آداب ُمع ِّلم القرآن ومتع ِّل ِمه مق ّدمة متن ال َج َزريّة َي��ق��و ُل راج��ي َع��ف�� ِو َر ٍّب سا ِم ِع ُمح َّم ُد ب�� ُن ال�� َج�� َز ِر ِّي الشافِع ِي ال�� َح��م�� ُد ل��ل�� ِه َو َص��� ّل���ى ال��ل�� ُه ع��ل��ى َن���بِ��� ِّي��� ِه و ُم��ص�� َط��ف��ا ُه َو ُم���ق��� ِر ِئ ال��� ُق���رآ ِن َم��� ْع ُم�� ِح�� ِّب�� ِه ُم��� َح���م��� ٍد وآلِ������ ِه َو َص��ح��ب�� ِه فيما على َق���ا ِرئِ��� ِه َأن َيع َل َم ْه َو َب���ع��� ُد إِ َّن ه����ذ ِه ُم�� َق�� ِّدم�� ْه َقب َل ال�� ُّش�� ُرو ِع َأولاً َأ ْن َيع َلموا لِ�� َي�� ْل�� ِف��ظ��وا بِ�� َأ ْف�� َص�� ِح ال�� ُّل��غ��ا ِت إ ْذ وا ِج���� ٌب َع�� َل��ي�� ِه�� ُم ُم�� َح�� َّت�� ُم َوم��ا ا َّل��ذي ُر ِس�� َم في ال َمصا ِح ِف َم��خ��ا ِر َج ال�� ُح�� ُرو ِف وال�� ِّص��ف��ا ِت َوت���ا ِء ُأنثى َل��م َت�� ُك�� ْن ُتك َتب بِها ُم�� َح�� ّرري ال َّتج ِوي ِد وال�� َم��وا ِق�� ِف ِم�� ْن ُك�� ِّل َمق ُطو ٍع َو َم��وص��و ٍل بِها 25
الباب الأول آداب المتع ِّلم عن أبي هرير َة أ َّن النب َّي مح ّمد ًا ﷺ قال« :ما اجتمع قو ٌم في بي ٍت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم ،إلاّ نزلت عليهم السكين ُة ،وغشيتهم الرحم ُة ،وح َّفتهم الملائك ُة ،وذكرهم الله فيمن عنده»( .)9هذا بعض أجر الدنيا ،ولهم في الآخرة أجر عظيم .وللمتعلم آداب؛ منها: .1إخلاص النية واستحضارها. .2تجنُّ ُب الأسباب الشاغلة عن التحصيل ،ويط ِّهر قل َبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره ،بعيد ًا عن المعاصي الصغيرة التي تجلب الكسل. .3أ اّل يتعل َم إلاّ م ّمن ظهرت ديان ُته ،وتح ّققت معرف ُته ،فقد قيل« :هذا ال ِعل ُم دي ٌن، فانظروا ع ّمن تأخذون دينكم». .4أن يكون حريصا ًعلى التع ّلم ،ولا َيقنع بالقليل ،مع تم ّكنه من الكثير ،والعمل بما تع ّلم. .5ألاّ يؤث َر بنوبته غيره ،فإ َّن الإيثار مكرو ٌه في القرب ،بخلاف الإيثار بحظوظ الدنيا فإ ّنه محبو ٌب. .6الإكثار من ذكر الله والدعاء. .7احترام ح ّفاظ كتاب الله تعالى وإجلالهم ،والحرص على مجالستهم والاستماع إليهم؛ لأنهم أهل الله وخا ّصته. .9رواه مسل ٌم. 24
الباب الثاني الفصل الأول -اللحن أقسام اللحن اللحن الجل ّي الواضح اللحن الخف ّي المستتر الفصل الثاني – التلاوة الترتيل ال َح ْدر التدوير الفصل الثالث – التجويد كيف نتع ّلم التجويد كيف تتعامل مع القرآن قراءة النبي مح ّمد ﷺ ملاحظات
الفصل الأول -اللحن مثال: الكلم ة معناها الإحسان وكمال الخير بِ ّ ر ُب ّر الحنطة َب ّر الصحراء ومن الأخطاء الشائعة عند قراءة القرآن الكريم: • كسر التاء أو ض ّمها في ﮋﭭﭮﮊ. • كسر الذال في ﮋﮘ ﮊ. • ضم الهاء في لفظ الجلالة في :ﮋﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﮊ [فاطر.]28 : القراءة الخطأ القراءة الصحيحة ب .إبدال حر ٍف مكان حر ٍف ا ّلزين ا ّلذين مثال: ال ُمق َّربين المغ َّربين المثال ال ُمسطقيم المستقيم إبدال الذال زاي ًا الدا ّلين الضا ّلين إبدال القاف غين ًا طبت تبت إبدال القاف طا ًء السناء الثناء إبدال الضاد دالاً بصورة فأتوا بسورة إبدال التاء طا ًء إبدال الثاء سين ًا إبدال السين صاد ًا ج .زيادة حرف أو نقصانه ،تشديد الحرف المخ َّفف وال ِإفراط في تخفيف الحركات مثال: • ﮋﭳﭴﭵﭶﭷﮊ :تلفظ :إ َّن لله وإ َّن إليه راجعون. 29
الباب الثاني الفصل الأول ال ّلح ُن لغ ًة :الانحراف وال َم ْيل. اصطلاح ًا :الخطأ والانحراف وال َم ْيل عن الصواب في القراءة. الل ْح ُن الذي ذكره الرسول مح َّم ٌد ﷺ في حديثه« :اقرؤوا القرآن بلحون العرب»(.)1 المقصو ُد ب َل ْحن العرب :الطريقة التي كانوا يقرؤون بها ،والتي تع َّلموها من النب ِّي مح ّم ٍد ﷺ وأوصلوها إلينا ،والتي لا تك ُّل َف فيها ولا تصنُّع ،وليس المقصود به الل ْحن في الغناء والموسيقى. أقسام ال َّل ْحن .1لحن َجل ّي واضح .2لحن َخف ّي مستتر .1لح ٌن َجل ٌّي واض ٌح هو الخطأ الواضح الذي يطرأ على الألفاظ في أثناء التلاوة ،ف ُي ِخ ُّل بمعنى القرآن إخلالاً ظاهر ًا .وعلى هذا ،فإن هذا النوع من اللحن لا يجوز شرع ًا، ويكون كالآتي: أ .عدم الالتزام بقواعد النحو والإعراب على القارئ أ ْن يعتن َي عناي ًة خا ّص ًة بحركات أحرف القرآن الكريم ،لأ َّن الحركة في اللغة العربية تغ ِّير المعنى .1رواه الطبران ُّي في الأوسط؛ والبيهق ُّي في ُش َعب الإيمان. 28
الفصل الثاني -التلاوة الفصل الثاني ال ّتلاوة قال الل ُه تعالى :ﮋﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﭿﮀﮁﮂﮃﮊ [البقرة.]121 : هي قراءة القرآن الكريم على َو ْفق أحكام التلاوة وضوابطها متتابع ًا كالأوراد والمدارسة ،ويشترك فيها العقل والقلب مع اللسان ،فح ُّظ اللسان تصحيح الحروف، وح ُّظ العقل تفسير المعاني ،وح ُّظ القلب الا ّتعاظ .أ ّما الأداء فهو (أخذ القرآن وتل ّقيه عن الأئ ّمة ال ّقراء). وللتلاوة ثلاث مراتب: .1الترتيل (التحقيق): هو قراءة القرآن الكريم بتأ ٍّن واطمئنا ٍن ،وتبيي ِن الحروف والحركا ِت ،وإعطا ِء ك ِّل حر ٍف ح َّق ُه (مخرجه وصفاته التي لا تفارقه؛ كالهمس والجهر) ،ومستح ّقه (صفاته العارضة التي يوصف بها أحيان ًا؛ كالتفخيم والترقيق) .قال الله تعالى :ﮋﭢﭣ ﭤﮊ [المزمل.]4 : إ َّن ترتيل النصوص القرآن ّية على الوجه الأت ّم ُي َع ُّد أمر ًا في غاية الضرورة؛ لتأ ّثر اللغة العربية باللفظ الأعجم ّي ،فابتعدت حروفها عن مخارجها الصحيحة عند الكثير من المسلمين. 31
الباب الثاني • ﮋﮣﮤﮥﮊ تلفظ :فادعو لنا ر َّب َك. • ﮋﮒﮓﮊ تلفظ :كس ّب. ملاحظةُ :س ِّمي الجل ُّي الواضح لأ ّنه ُي ِخ ُّل إخلالاً واضح ًا وظاهر ًا في المعنى وقواعد النحو والإعراب ،ويعرفه العالم وغيره. حكم اللحن الجل ِّي الواض ِح اللحن الجلي حرام شرع ًا ،ومرتكبه آثم إذا قصده أو تساهل فيه. .2اللحن الخف ُّي المستت ُر هو خط ٌأ يطرأ على لفظ الكلمة ُي ِخ ُّل بالقراءة والأداء الصحيح (قواعد التجويد)، ولا ُي ِخ ُّل بالمعنى أو اللغة ،كقصر الممدود ،وإظهار المد َغم ،وتفخيم المر َّقق ،تر ُك ال ُغنّة ،إلى غير ذلك من الأخطاء التي تخالف عرف القراءة الصحيحة. مثال :كلمتي (الصا ّخة ،الضا ّلين) بقصر الم ِّد ،فلا يطيل حروف الم ِّد س َّت حركا ٍت. حكم اللحن الخف ِّي المستت ِر: يأثم ك ُّل من تساهل فيه ،وقيل مكرو ٌه ،وقيل حرام لأن ُه ُيخ ّل بالأداء .و ُس ِّم َي «خف ٌّي مستتِ ٌر» لأ ّنه يخت ّص بمعرفته علماء التجويد والدارسين علو َم التجويد فقط ،ولا يعرفه عا ّمة الناس. وعلى المسلم أ ْن يبذل الجهد لكي يقرأ القرآن الكريم قراء ًة صحيح ًة خالي ًة من الل ْحن أو التحريف حتى ينال رضى ر ِّبه ،فقد ثبت أ َّن الرسو َل ﷺ قال :الماهر بالقرآن مع ال َس َفرة الكرام ال َب َر َر ِة ،والذي يقرأ القرآ َن ويتعتع فيه وهو عليه شا ٌّق له أجرا ِن»(.)2 .2رواه الإمام مسلم. 30
الفصل الثالث -التجويد الفصل الثالث التجويد لغة :التحسين والإتقان. اصطلاح ًا :هو العلم الذي يبين الأحكام والقواعد التي يجب الالتزام بها عند تلاوة القرآن الكريم طبق ًا لما تل ّقاه المسلمون عن رسول الله ﷺ؛ وذلك بإعطاء كل حرف ح َّقه مخرج ًا وصف ًة وحرك ًة ،من غير تك ّلف ولا تع ّسف. وهو مصدر من ج َّود تجويد ًا ،إذا أتى بالقراءة مج َّود َة الألفاظ ،ومعناه انتهاء الغاية في إتقانه ،وبلوغ النهاية في تحسينه ،وهو الأسلوب الذي يبرز فيه المعنى مع ِّبر ًا في القراءة عن تصوير المقاصد القرآن ّية ،وللنغم وحسن الصوت دو ٌر كبي ٌر في تركيز المعنى القرآن ِّي في النفوس ،على أن يكون بعيد ًا عن اللحن؛ فقد قال رسول الله ﷺ: «زينوا القرآن بأصواتكم»(.)4 غايته :صون اللسان عن الخطأ واللحن في القرآن الكريم ،والامتثال لأمر الله تعالى بترتيله ترتيل ًا صحيح ًا. كيف تتع ّلم التجويد يجب على القارئ أن يعرف قواعد التجويد ،ولا يمكن معرفتها عن كتا ٍب ،بل لا بد من الرجوع إلى الشيوخ ،والأساتذة المتخ ّصصين ،فث ّمة دقائ ُق وأحكا ٌم لا ُت ْد َرك إلا بالسمع المباشر والمشافهة ،كما أ ّن على طالب هذا العلم أن ُي ْكثِر من الاستماع إلى أشرطة المتقنين من القراء المعروفين .وهذا لا يغني عن الجلوس بين يدي المشايخ ،بل هو مكمل له .والجدير بنا استغلال القدرة السمع ّية الفطر ّية في الأطفال من أجل تعليمهم اللفظ اللغو َّي بصوته السليم من الشوائب واللحن والرطانات العا ّم ّية. .4رواه أحمد وأبو داوود. 33
الباب الثاني ملاحظا ٌت عا ّمة في الترتيل: لا ب ّد من الاهتمام بتجميل الصوت بقراءة القرآن حتى يتمتع السامع بسماعه .قال رسول الله ﷺ« :ج ّملوا القرآن بأصواتكم»( ،)3ومن المعلوم أن كثير ًا من المشركين دخل الإسلام حديث ًا عند سماعهم للقرآن بصوت بعض ال ُق ّراء. إ َّن الترتيل يشمل المراتب الثلاث ،فمن قرأ بأ ّي مر َتب ٍة منها يكون داخل ًا في قوله تعالى :ﮋﭢﭣﭤﮊ المزمل.4 : • بعض العلماء يجعل الترتيل مرتبة مستقلة تأتي بعد مرتبة التحقيق .وتكون القراءة في كلتيهما بتؤدة وطمأنينة ،مع تدبر القرآن ومعانيه ،ومراعاة أحكام التجويد. ويف ّرقون بينهما بجعل مرتبة التحقيق في أثناء التعلم ،إذ يكون المتعلم أكثر تأ ّني ًا وأش َّد حرص ًا على تحقيق مخارج الحروف وتطبيق مختلف قواعد التجويد .أ ّما الترتيل فهو أسلوب التلاوة الذي يستمر عليه القارئ بعد إتقانه هذا العلم. .2ال َح ْدر :سرع ُة القراءة ود ْرجها ،مع إعطاء ك ّل حر ٍف ح َّقه ومستح َّقه من غير دمج للحروف. .3التدوير :التوسط بين الترتيل والحدر. َح���� ْد ٍر وت���دوي��� ٍر ،وك��� ٌّل ُم�� َّت��ب�� ْع قال ابن الجزر ِّي رحمه الله: ُم���ر َّت�ل� ًاُ ،م���� َج���� َّود ًا ب��ال�� َع��رب��ي وي��ق��رأ ال��ق��رآن بالتحقيق م�� ْع م ْع ُح ْس ِن ص��و ٍت بلحون العر ِب .3رواه أحمد وأبو داوود. 32
الفصل الثالث -التجويد و ُس ِئلت أ ُّم المؤمنين عائش ُة رضي الله عنها عن ُخ ُلق رسول الله مح ّم ٍد ﷺ فقالت« :كان خل ُقه القرآن» .فعلى صاحب القرآن أن يكون مرآ ًة يرى الناس فيها عقائد القرآن وقيمه وآدابه وأخلاقه ،وأن يتل َو القرآن فتص ّدقه آيا ُته ،ولا يتلو القرآن فتلعنه آياته. يقول الشيخ شمس الدين محمد بن ال َج َزري َر ِح َم ُه الله تعالى في مقدمته: َم��� ْن َل��� ْم ُي��� َج��� ِّو ِد ال��� ُق���رآ َن آث�� ُم والأخ��� ُذ بال َّتجوي ِد ح��ت�� ٌم لاز ُم َوه��� َك���ذا ِم��ن�� ُه إِل��ي��ن��ا َو َص�ل�ا لأَ َن������� ُه ب���� ِه الإل������ ُه َأن����� َزلا َو ِزي���ن��� ُة الأَدا ِء وال���� ِق����را َء ِة َو ُه���� َو َأي��ض�� ًا ِح��ل��ي�� ُة ال��� ِّت�ل�ا َو ِة ِم��� ْن ِص�� َف�� ٍة َل��ه��ا َو ُم��س�� َت�� َح�� َّق��ه��ا َو ُه��� َو إِ ْع��ط��ا ُء ال�� ُح�� ُرو ِف َح َّقها وال�� َّل�� ْف�� ُظ ف��ي َن��ظ��ي��ره ِ َك�� ِم�� ْث��ل�� ِه َو َر َّد ك��� ِّل وا ِح����� ٍد لأِ َ ْص���لِ��� ِه بِال ُّلط ِف في ال ُنّط ِق بِ�لا ت َع ُّس ِف ُم�� َك�� َّم�ل ًا ِم��� ْن َغ��ي�� ِر م��ا َت�� َك�� ُّل�� ِف إلا ِري���ا َض��� ُة ام����� ِر ٍئ بِ�� َف�� ِّك�� ِه و َل��� ْي��� َس ب�� ْي��ن�� ُه وب���ي��� َن َت�� ْرك��ه وقال الإمام ال َج َزري في كتابه (النشر في القراءات العشر)« :ولا أعلم سبب ًا لبلوغ نهاية الإتقان والتجويد ،ووصول غاية التصحيح والتسديد ،مثل رياضة الألسن والتكرار على اللفظ المتلقى من فم المحسن. فليس التجويد بتمضيغ اللسان ،ولا بتقعير الفم ،ولا بتعويج الفك ،ولا بترعيد الصوت ،ولا بتمطيط الش ّد ،ولا بتقطيع الم ّد ،ولا بتطنين ال ُغنات ،ولا بحصرمة الراءات ،قراءة تنفر عنها الطباع ،وتمجها القلوب والأسماع ،بل القراءة السهلة العذبة الحلوة اللطيفة التي لا مضغ فيها ولا لوك ،ولا تعسف ولا تكلف ،ولا تصنع ولا تنطع ،ولا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء بوجه من وجوه القراءات والأداء». 35
الباب الثاني حكمه :اختلف أهل العلم في حكم تعلم التجويد وحكم تطبيقه على قولين؛ هما: القول الأول :إن تجوي َد القرآن ومراعا َة قواعده ُسنّة وأدب من آداب التلاوة، يستحسن الالتزام به عند تلاوة القرآن دون تك ّلف ،ولكن ذلك ليس واجب ًا ،وهذا قول الفقهاء. القول الثاني :تعلم التجويد فرض كفاية ،أما القراءة به (أي تطبيق أحكام التجويد في أثناء القراءة) فواجب على كل مسلم ومسلمة (فرض عين) ،وهذا قول معظم علماء التجويد. الطرق: .1أن يقرأ الشيخ أمام الطلاب وهم يستمعون إليه وير ّددون خلفه. .2أن يقرأ الطالب بين يدي الشيخ وهو يسمع ويص ّحح. والأفضل الجمع بين الطريقتين. كيف تتعامل مع القرآن يجب على ك ِّل مسل ٍم ومسلمة أن يتل َو كتاب الله ع َّز وج َّل ،ويجع َل له ِو ْرد ًا يوم ّي ًا، ولقد جاءت آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول ﷺ تح ّث على ذلك ،فقال الله تعالى :ﮋﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﮊ [ص.]29 : وقال :ﮋﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﮊ [فاطر.]29 : وقال :ﮋﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﮊ [الأعراف.]204 : وقال:ﮋﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮊ [محمد.]24 : وقال :ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﮊ [المائدة.]83 : 34
الفصل الثالث -التجويد ملاحظا ٌت: .1القراءة المج َّودة في الأغلب فيها خروج عن موازين المدود وال ُغنّات ،وتجاو ٌز في بعض أحكام التجويد ،لأجل إجادة النغم ،فإذا كان القارئ ملتزم ًا بقواعد التجويد المعروفة ،وق َّدم قواعد التجويد على قواعد النغمُ ،تعتبر مقبولة وتلحق بمرتبة التحقيق. .2التنبه إلى عدم الإفراط في إشباع الحركات حتى يتو ّلد منها حروف ،مثل لفظ ( َع َلي ِهم) ينطق (علي ِهيم) ،أو يقرأ البسملة (ب ْسمي اللهي ال َّرحمنِي الرحيم). .3التنبه إلى عدم تطنين ال ُغنّات؛ بالمبالغة فيها وبتنغيمها ،كأن تقرأ ﮋﯚﯛ ﯜﮊ هكذا( :ثمم َّم إنن ّن ربك) ،والاهتمام بصوت ال ُغنّة وتوفيتها ح ّقها؛ فلا يم ّطها زيادة عن ح ّدها ،ولا يخطفها خطف ًا. .4التنبيه عند القراءة بمرتبة ال َح ْدر إلى عدم بتر حروف الم ّد بتر ًا ،وأن يحذر من اختلاس الحركات ،مثلَ ( :و ُه َو) بأن لا تنطق الهاء مضمومة. .5إذا قرأ القارئ بمرتبة أسر َع من مرتبة الحدر ،بحيث يقصر المدود عن ح ّدها، ويختلس الحروف اختلاس ًا ،فهذه المرتبة تسمى (ه ّذ ًا أو َه ْذ َر َمة) ،و ُن ِه َي عن قراءة القرآن الكريم بهذه الطريقة. .6الموسيقى علم صوتي له قواعده وضوابطه ،ومن أهمها: أ .طبقات الصوت المختلفة. ب .أزمنة التطويل. وهذان المبحثان يتقاطعان مع علم التجويدَ .أ ّما الطبقات الصوتية فلا مانع من أن ينتقل قارئ القرآن من طبقة إلى أخرى إذا كان ذلك من حرف إلى حرف ،و َأ ّما ضمن الحرف الواحد ،كحروف الم ّد وال ُغنّات ،فعلى القارئ أن يلتزم في الواحدة منها بطبقة صوتية واحدة؛ لأن الإخلال بذلك يقطع الحرف إلى حروف عديدة ،وقد نهى الأئمة عن ذلك. 37
الباب الثاني قراءة النب ِّي مح َّم ٍد ﷺ للقرآن الكريم: تل ّقى النب ُّي مح َّم ٌد ﷺ جميع كلمات القرآن الكريم وآياته وس َوره عن جبري َل عن ر ِّبه ،قال الله تعالى :ﮋﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ ﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮊ [الشعراء.]195 - 192 : وكان الرسول مح ّم ٌد ﷺ يقرأ القرآن الكريم قائم ًا وقاعد ًا ومضطجع ًا ،متوضئ ًا ومح ِدث ًا (الحدث الأصغر) ،وكان ُي ِس ّر ويجهر بتلاوته. كانت قراءة النبي ﷺ بتحقيق القراءة ،وتبيين الحروف ،وتحقيق مخارجها ،وكان يقرأ بتأ ٍّن وتؤ َد ٍة ،مع تفسير الحروف حرف ًا حرف ًا ،حتى أمكن لسامعه أن يحص َي حرو َفه ،وكان ُيق ِّطع قراءته آي ًة آي ًة. قالت أ ُّم المؤمنين عائش ُة :كان رسول الله ﷺ يقرأ السورة حتى تكون أطول منها .ويم ُّد عند حروف الم ّد ،ويستعين بها على التد ُّبر والتذ ُّكر ،وتذكير من يتذ َّكر، وكان ﷺ يقوم الليل بآي ٍة ير ّددها ح ّتى يصب َح :ﮋﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﮊ [المائدة ،]118 :كما كان يح ُّب أ ْن يسم َعه من غيره ،فقد سمعه من أبي موسى الأشعر ِّي ،وابن مسعو ٍد .عن عبد الله بن مسعود قال :قال لي رسول الله ﷺ« :اقرأ عل َّي القرآن» ،فقلت :يا رسول الله ،أقرأ عليك وعليك ُأنزل؟ قال« :إني أحب أن أسمعه من غيري» ،فقرأت النساء ،حتى إذا بلغت :ﮋﮇ ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮊ [النساءَ ]41 :قا َلَ :ف َغ َم َزنِي بِ َي ِد ِهَ ،و َقا َلَ :ح ْس ُب َكَ ،فنَ َظ ْر ُت إِ َل ْي ِه َو َع ْينَا ُه َت ْد َم َعا ِن»(.)5 وسمعه من أبي موسى الأشعري ،وقال له النبي محمد ﷺ «لقد ُأعطي َت أحد مزامير دا ّود» ،فقال أبو موسى :يا رسول الله ،لو علمت أنك تستمع إلى قراءتي لح َّبر ُته تحبير ًا .وسمعه من ُأبي بن كعب ولقبه النبي محمد ﷺ بأقرأ الصحابة. .5رواه البخاري والنسائي. 36
الفصل الثالث -التجويد • معرفة صفات الحروف. • معرفة ما يتجدد للحرف بسبب التركيب من الأحكام. • رياضة اللسان بذلك وكثرة التكرار. .10بعض القراءات غير صحيحة: • الترعيد :وفيه ُي َر ّع ُد القارئ صوته كالذي َي ْر َع ُد من البرد أو الألم. • التطريب :وفيه يترنم القارئ ويتنغم بالقرآن ،فيمد بغير موضع المد لأجل التطريب. • التحزن :وهو أن يأتي القارئ بالتلاوة على وجه حزين. .11التكلف في قراءة القرآن مطلوب عند محاكاة نطق العرب في زمن النبوة ،مذموم عند التصنع الممجوج في السمع؛ لخروجه عن الح ّد ،فالمسلمون الآن إ ّماعرب مستعجمون أو عجم مستعربون ،إلا ما ندر ،فلا بد من التكلف لنطق الحروف؛ لوجود تأثير كبير للكنات العامية واللغات غير العربية. .12إذا لفظ القارئ حرف ًا ثم م ّر معه نظيره ،فعليه أن يلفظ بالثاني كما لفظ الأول، وهو ما يسمى اليوم في الدراسات الأكاديمية بـ (توحيد المنهج). 39
الباب الثاني وأما تطويل المدود وال ُغنات فعلى القارئ أن يلتزم بالموازين التي ذكرها أئمة القراءة في ذلك ،فإ ْن أخ َّل بها مقدم ًا الحكم الموسيقي عليها أثِم ،وقد ُأمرنا بقراءة القرآن الكريم بلحون العرب وأصواتها ،وهي بالطبع والسليقة كما ُجبلوا عليها. والأنغام والمقامات الأصل ّية سبع ٌة ،مجموعة في قولهم ( ُصنِ َع بسحر) ،وهي: (الصاد َ -صبا) (النون َ -نها َو ْند) (العين َ -ع َجم) (الباء َ -ب َيات) (السين َ -س ْيكا) (الحاء ِ -حجاز) (الراء َ -ر ْست). ولك ّل مقا ٍم قواع ُد أدائ ّي ٌة ،وفرو ٌع تفصيل ّية ٌ ،فالذي طبق منها وأجاد ،وحسن صوته بقراءة القرآن الكريم بدون الإخلال بقواعد التجويد وأصوله ،فقد وصل إلى المراد. .7أنواع ق ّراء القرآن الكريم بالنسبة للمقامات الموسيقية)6(: • قارئ ُي َح ّس ُن صوته بالفطرة متبِع ًا أحكام التجويد ( ُسنّة). • قارئ يراعي المقامات الموسيقية ويقدم التجويد عليها عند التعارض (مكروه). • قارئ يراعي المقامات الموسيقية من غير تطريب زائد ويقدمها على التجويد عند التعارض (حرام). • قارئ يراعي المقامات الموسيقية ويط ّرب ويقدمها على التجويد عند التعارض (حرام). قال رسول الله محمد ﷺ« :بادروا بالأعمال ست ًا :إمر َة السفهاء ،وكثر َة ال ُّش َرط، وقطيع َة ال َّرحم ،وبي َع ال ُحكم ،واستخفاف ًا بالدم ،ونشئ يتخذون القرآن مزامير ُيق ِّدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم؛ ما يقدمونه إلا لِ ُيغنِّ َي ُهم»(.)7 .8من شروط صحة الإمامة أ ْن يكو َن لسا ُن الإمام سليم ًا ،لا يتح َّول في النطق من حرف إلى غيره ،كأ ْن ُيب ِدل السين ثاء ،أو الذال زاي ًا ،أو الراء غين ًا ،أو غير ذلك من حروف الهجاء. .9إجادة القراءة تتوقف على: • معرفة مخارج الحروف. .6البيان لحكم قراءة القرآن الكريم بالألحان للدكتور أيمن سويد .7حديث صحيح ،ص ّححه الألباني. 38
الباب الثالث الفصل الأول -الوقف أقسام الوقف قسم يوقف به قسم يوقف عليه الخلاصة الفصل الثاني – السكت أنواع السكت عند حفص السكت الواجب السكت الجائز الفصل الثالث – الابتداء
الفصل الأول -الوقف الفصل الأول الوقف الوقف :هو الوقو ُف على آخر كلم ٍة زمن ًا يتنف ُس فيه القارئ عاد ًة بنِ َّي ِة الاستمرار في القراءة ،ولا وقف في وسط الكلمة ،ولا فيما ا ّتصل رسم ًا ،مثل( :أينما يو ِّج ْه ُه). أقسام الوقف: .1قسم يوقف ب ه .2قسم يوقف عليه. .1قسم يوقف به: ويكون بأحد الأوجه: أ .السكون المحض :من أصول اللغة العرب ّية الوقف على ساكن والبدء بمتح ِّرك ،والوقف على الكلمة بالسكون الكامل يكون بدل الحركات الثلاث (الفتحة ،الكسرة ،الضمة). مثال :ﮋﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﮊ [البقرة .]3 :تنطق حين الوقف على كلمة الغيب (بالغي ْب) .فإذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمزة، وكان قبله حرف مد فإنه يمد ( 2أو 4أو )6حركات ،وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف الهمز ،وكان قبله حرف مد ،فإنه يمد ( 4أو 5أو )6حركات. ب .ال َّر ْوم :النطق ببعض الحركة بصوت خف ٍّي يسمعه القريب من القارئ ،ويكون في والمضموم مثل( :يا شعي ُب)، المرفوع مثل( :نستعي ُن) ، والمكسور مثل( :هؤلا ِء ،وإياي فا ّتقو ِن). والمجرور مثل( :الرحي ِم) ، سواء كان الحرف مشدد ًا أم مخفف ًا أو كان من َّون ًا أم غي َر منَ َّون .ولا ب ّد حين الوقف بال َّر ْوم من حذف التنوين ،ونقف ببعض الض ّمة بالمضموم وبعض الكسرة بالمكسور ،نحو: * (علي ٌم) يوقف عليها بالروم (علي ُم). * (شدي ٍد) يوقف عليها بالروم (شدي ِد). 43
الباب الثالث الباب الثالث الو ْقف وال َّس ْكت والابتداء هو علم بقواعد يعرف بها محا ُّل الوقف ومحا ّل الابتداء في ال ُقرآن الكريم ،ما يص ُّح منها وما لا يص ّح .وفائدته صون الن ّص القرآن ّي من أن تنسب فيه كلمة إلى غير جملتها ،فيفسد المبنى ويتغير المعنى ،وكذا صيانته من تقطيع المعاني المترابطة. إ َّن فهم معاني الن ّص القرآن ّي من الضرورة بمكا ٍن لمن يقرأ القرآن الكريم فيدرك فحواه. أ ّما من لا يدري ما هو قار ٌئ من ألفاظ الذكر الحكيم ،فإ ّنه لا يدري أي َن يقف ومن أي َن يبدأ. ويتر َّتب على الوقف والابتداء إيضاح المعنى المراد ،أو إيهام غيره مما ليس مراد ًا، لهذا يجب أ ْن يتز َّو َد ال ُمق ِرئ ،ومن ُيعنى بأمور التلاوة ،بالثقافة اللغو ّية ،و ُيل َّم بالبلاغة العرب ّية ،ويعرف مواقع الإعراب والبناء ،ويفق َه فقه التفسير. الوقف :هو قطع الصوت على كلم ٍة قرآنية بزمن يتنفس فيه عادة بن ّية استئناف القراءة. الس ْكت :هو قطع الصوت على حرف قرآني بزمن لا يتنف ُس فيه عاد ًة بن ّية استئناف القراءة. القطع :هو قطع الصوت على كلمة قرآنية بن ّية الإعراض عن القراءة ،ومح ّله رؤوس الآي أو نهاية السور. قاعدة: .1الوقف على رؤوس الآي ُسنة مطلق ًا. .2ليس في القرآن وقف واجب شرع ًا ولا حرام إلاّ ما أفسد المعنى وتعمده صاحبه. . 3للتخلص من الوقف والابتداء غير الجائز احرص على الوقف على الإشارات التي وضعت لذلك في المصحف. 42
الفصل الأول -الوقف د .الإبدال :إبدال تنوين المنصوب ألف ًا عند الوقف عليه ،ما لم يكن تاء تأني ٍث ،مثل: (زكا ًة ،نافل ًة) ،في هذه الحالة لا تبدل ،ويوقف عليها بالهاء الساكنة ،ولا يدخلها َر ْو ٌم ولا إشما ٌم ،وينطبق ذلك في حالة تنوين الهاء بالض ّم والكسر فقط. الكلمة النطق خبير ًا خبيرا شاكر ًا شاكرا زكا ًة زكاه امرأ ٌة امرأه صدق ٍة صدقه هـ .الحذف :ويكون في موضعين: * الموضع الأول :وا ُو ويا ُء صل ِة ها ِء الضمير: مثال :ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﮊ [الملك.]13 : تنطق عند الوصل( :وأ ِس ّروا قو َلكم أو اجهروا بهي إ ّنهو علي ٌم بذا ِت الصدور)، وحين الوقف تحذف ياء صلة هاء الضمير فتنطق( :وأ ِس ّروا قو َلكم أو اجهروا ب ْه)، وكذلك تحذف واو صلة هاء الضمير فتنطق( :وأ ِس ّروا قولكم أو اجهروا بهي إ ّن ْه). * الموضع الثاني :حذف التنوين بالض ّم أو الكسر عند الوقف عليه .مثال: النطق عند الوقف الكلمة أو َك َصيب ْ أو َك َصي ٍب سمي ْع علي ْم سمي ٌع علي ٌم 45
الباب الثالث * أحكام الم ّد حال الوقف بال َّر ْوم :حكم الم ِّد مع ال َّر ْوم هو حكمه مع الوصل ،أي بمقدار ما يم ّد في حالة الوصل: فإذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمزة ،وكان قبله حرف م ّد ،فإنه يم ّد مد ًا طبيعي ًا (حركتين) ،نحو :ﮋﭓﭔﮊ. وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز ،وكان قبله حرف م ّد ،فإنه يم ّد حينئذ ( 4أو )5حركات ،كما في حالة الم ّد الواجب الم ّتصل ،ولا يم ّد ست حركات ،نحو( :م َن السماء). ج .الإشمام :مأخوذ من أشممته الطيب أي أوصلت إليه شيئ ًا يسير ًا من رائحته .وفيه تض ُّم الشفتين بدون صو ٍت ،بعد تسكين الحرف الأخير المضموم من الكلمة، كهيئتهما عند النطق بالضمة ،ويكون في المضموم فقط ،وهو ُيرى ولا ُيسمع. مثال :ﮋﭿﮀﮁﮂﮊ [البقرة ،]20 :الوقوف على «يكا ُد» وعلى «البر ُق» وعلى «يخط ُف» ،يكون بالإشمام ،أي ض ّم الشفتين كأ ّنك تنطق بالض ّم دون الصوت. * أحكام الم ّد حال الوقف بالإشمام :حكم الم ّد مع الإشمام هو حكمه مع الوقف على سكون محض؛ أي بمقدار ما يم ّد في حالة الوقف على السكون .فإذا كان الحرف الموقوف عليه بالإشمام غير الهمزة ،وكان قبله حرف م ّد ،فإنه يعامل معاملة الم ّد العارض للسكون الذي أصله م ّد طبيعي أو م ّد لين أو م ّد بدل ،فيم ّد ( 2أو 4أو )6حركات ،نحو :ﮋﭢﭣﭤﭥﮊ. وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز ،وكان قبله حرف م ّد ،فإنه يعامل حينئذ معاملة الم ّد المتصل العارض للسكون ،فيم ّد ( 4أو 5أو )6حركات ،نحو: ﮋﭤﭥﭦﭧﭨﭩﮊ [آل عمران.]47 : قال الإمام ابن ال َج َزري في (ا ُلم َق ّد َمة ال َج َزر ّية): إِلا إِذا ُرم�� َت َف َب ْع ُض ال َح َر َك ْه َوح���ا ِذ ِر ال�� َو ْق�� َف بِ�� ُك�� ِّل ال َح َر َك ْه إِش���ا َر ًة بِال َّض ِّم في َر ْف��� ٍع َو َض�� ّْم إِلا بِ�� َف�� ْت�� ٍح َأو بِ�� َن�� ْص�� ٍب َو َأ ِش���� ّْم 44
الفصل الأول -الوقف * وقف البيان ،أو الوقف اللازم ،من أنواع الوقف التام ،وهو الوقف على كلمة لإيضاح المعنى إذا كان الوصل يسبب التباس ًا في المعنى في ذهن السامع ،وعدم إدرا ٍك للمراد من كلام الله سبحانه وتعالى ،ويشار إلى الوقف اللازم في رسم المصحف بحرف ميم صغيرة ،نحو قوله تعالى :ﮋﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ ﯾﯿﰀﰁﮊ [الأنعام .]124 :الوقف على اسم الجلالة في (رسل الله ). ( )2الوقف الكافي :الوقف على ما ت َّم معناه وتع َّلق بما بعده معنى لا لفظ ًا (إعرابي ًا). حكمه :يحسن الوقف عليه ،ويحسن الابتداء بما بعده ،ويقال( :إذا ما جاز الوقف والوصل كان الوق ُف َأ ْولى). مثال :ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣﮊ [البقره .]7 - 6 :الوقف على كلمة (يؤمنون). ( )3الوقف الحسن :الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي ومعنوي، إلا أن الوقف عليها يعطي معنى تام ًا يوقف عليه ،ولا يبتدأ بما بعده إلا أن يكون رأس آية ،مثال: * ﮋﭑﭒﭓﭔﮊ الوقف على لفظ الجلالة. * ﮋﭖﭗﭘﭙﮊ الوقف على لفظ الجلالة. * ﮋﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ [الصافات،]138 - 137 : الوقف على (مصبحين). ثاني ًا :الوقف غير الجائز (الوقف القبيح) هو الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي ومعنوي ،والوقف عليها يعطي معنى ناقص ًا أو خاطئ ًا لا يتعمد الوقف عليه ،فإن وقف عليه مضطر ًا بسبب (العطاس، السعال ،انقطاع الصوت ..ونحو ذلك) ،وجب عليه أن يعود إلى ما قبله ليت ّم المعنى. 47
ج .الوقف الاختباري. الباب الثالث .2قسم يوقف عليه: ويض ّم الأنواع الآتية: أ .الوقف الاختياري .ب .الوقف الاضطراري . أ .الوقف الاختياري وفيه نوعان: أولاً :الوقف الجائز( :التام ،الكافي ،الحسن) ثاني ًا :الوقف غير الجائز (القبيح) قال الإمام ابن ال َج َزري: لا ُب��� َّد ِم��� ْن َم��ع�� ِر َف�� ِة ال�� ُوق��و ِف َوب��� ْع��� َد َت��ج�� ِوي�� ِد َك ل��ل�� ُح�� ُرو ِف َث�ل�ا َث��� ًة ت���ا ٌم َوك����ا ٍف َو َح�� َس�� ْن والاب���تِ���دا ِء َو ِه���� َي ُت��ق�� َس�� ُم إِ َذ ْن َت��ع�� ُّل�� ٌق َأو ك���ا َن َمعن ًى فابت ِدي َو ْه��� َي ل�� ِم��ا ت�� َّم ف���إِن ل�� َم ُي��و َج�� ِد إِلا ُر ُؤو َس الآ ِي َج�� ِّو ْز فال َح َس ْن فال َّتا ُم فالكافي َو َل ْفظ ًا فامنَ َع ْن ُي��و َق�� ُف ُم��ض�� َط��ر ًا َو ُي��� ْب��� َدا َق ْب َل ُه َو َغ���ي��� ُر م��ا َت��� َّم َق��ب��ي�� ٌحَ ،و َل��� ُه َو َلي َس في القرآ ِن ِمن َوق ٍف َو َج ْب ولا َح����را ٌم َغ��ي�� ُر م��ا َل��� ُه َسب ْب أولاً :الوقف الجائز: ويشمل: ( )1الوقف التا ّم (اللازم) :الوقف على ما ت َّم معناه ،ولم يتعلق بما بعد ُه لا لفظ ًا (إعرابي ًا) ولا معن ًى ،يوق ُف عليه ويبتدأ بما بعده ،وهو أعلى مراتب الوقف. مثال :آخر كل سورة ،آخر القصص القرآنية ،أواخر صفات المؤمنين أو الكافرين، عند الانتهاء من ذكر الجنة أو النار ،وغير ذلك .ﮋﭑﭒﭓﭔﭕ ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﮊ [البقره.]6 : 46
الفصل الأول -الوقف * ملاحظة: * وقف التعسف :هو الوقف على كلمة ،والابتداء بها أو بما بعدها ،فيحدث إعراب متكلف ليس ما هو مطلوب ًا ،مثال :ﮋﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭱﭲﭳﭴﮊ [لقمان ،]13 :الوقف على (لا تشرك) والابتداء (بالله)، فيجعله َق َس َم ًا. ﮋ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﮊ [البقرة ،]286 :الوقف على (أنت) والابتداء بـ (مولانا). * الوقف لا يكون إلا على المتقابلات: مثال :ﮋ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﮊ [المائدة ،]45 :فلا يصح الوقف على (والعين ،والأنف ،والأذن). ب .الوقف الاضطراري: هو الوقف على كلمة قرآنية لاضطرار القارئ بسبب أمر طارئ له؛ من عطاس أو سعال ونحو ذلك ،فإذا وقف وجب عليه أن يعود إلى ما قبله ليصله بما بعده ،بحيث يحسن المعنى. ج .الوقف الاختباري: هو الوقف على كلمة قرآنية من قبل القارئ بطلب من معلمه أو شيخه أثناء الاختبار. * قاعدة حفص في الوقف الاختباري والاضطراري: كان حفص يراعي رسم المصحف في الوقف على ما كتب مقطوع ًا أو موصولاً من الكلمات القرآنية .فيصح أن يقف القارئ مضطر ًا أو مختبر ًا على الكلمة الأولى أو الثانية مما رسم في المصحف الشريف مقطوع ًا .مثال :أن لا ،من ما ،عن ما. أما ما رسم موصولاً من ذلك فيقف على الكلمة الثانية فقط. مثال :ألاّ ،م ّما ،ع ّما. 49
الباب الثالث تتفاوت درجات الوقف الممنوع قبح ًا؛ فمنه ما يجعل النص المقروء بلا معنى ولا فائدة ويترك السامع دون إدراك للمراد من النص المقروء ،كالوقف على الفعل دون الفاعل أو المبتدأ دون الخبر أو الجار دون المجرور ،وما أشبه ذلك .مثال :ﮋﭮ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﮊ [يوسف ،]17 :الوقف على كلمة (فأكله). قال الإمام ابن الجزري: ُي��و َق�� ُف ُم�� ْض�� َط��ر ًا َو ُي��ب��دا َقب َل ُه َو َغ���ي��� ُر م���ا ت��� َّم َق��ب��ي�� ٌح َول��� ُه ولا َح���� َرا ٌم َغ��ي�� ُر م��ا َل��� ُه َس�� َب�� ْب َولي َس في ال ُقرآ ِن ِم ْن َوق ٍف َو َج ْب * وأشد من هذا قبح ًا الوقف على ما يوهم معنى خلاف المراد ،مثل :ﮋﭒﭓ ﭔﭕﭖﭗﭘﭙﮊ [الأنعام ،]36 :الوقف على (والموتى) يفسد المعنى. * وأشد كل هذا قبح ًا ما يوهم معنى مخالف ًا للعقيدة ،مثل :الوقوف على (ﮨ) في قوله سبحانه :ﮋﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ ﮭﮮﮊ [النساء.]43 : * ومن أقبح أنواع الوقف أن يق َف على ما ُيو ِهم وصف ًا لا يليق بالله سبحانه وتعالى ،مثال: الوقف على لفظ الجلالة في قوله تعالى :ﮋﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮙﮊ [البقرة.]258 : الوقف على ﮋﭽﮊ في قوله تعالى :ﮋﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮊ [البقرة.]26 : الوقف على كلمة ﮋﮅﮊ في قوله تعالى :ﮋﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮊ [فاطر.]7 : الوقف على كلمة ﮋﭶﮊ في قوله تعالى :ﮋﭳﭴﭵﭶﭷ ﭸﮊ [الذاريات.]56 : الوقف على كلمة ﮋﰍﮊ في قوله تعالى :ﮋﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐ ﰑﮊ [محمد.]19 : فلا يجوز الوقوف على ذلك إلا للضرورة. 48
الفصل الأول -الوقف * ما رسم مقطوع ًا أو موصولاً: السورة الوقف عليها الكلمة الإسراء110: أي ْا أو أي ًام ْا الصافات130 : أي ًا ْما الكهف ،49 :الفرقان7 : إلياسي ْن إل ياسين م ْا أو ما ْل ما ِل هذا الذاريات13 : يوم هم على النار يو ْم ملاحظة: * (إل ياسين) كلمة واحدة على وزن إفعاليل. * كتبت (يا) التي للنداء و(ها) التي للتنبيه في المصحف الشريف موصولتين بما بعدهما ،ولا يوقف عليهما ،بل يوقف على ما بعدهما لاتصالهما رسم ًا. مثال :ﮋﮣﮊ ،ﮋﰄﮊ ،ﮋﯟﮊ ،ﮋﭻﮊ ،ﮋﭦﮊ. علامات الوقف في المصحف (مـ) :علامة الوقف اللازم ،وليس اللزوم هنا لزوم ًا شرع ًا؛ بمعنى أنه يأثم تاركه، وإنما هو لزوم اصطلاحي حتى يفصل القارئ بين معنيين .وعلام ُته في المصحف حرف (مـ) مخالف ًا لميم الإقلاب (م) ،مثال :ﮋﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﮊ [الأنعام.]36 : (ج) :ما استوى فيه الأمران (الوصل والوقف) ،مثال :ﮋﮱﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﮊ [الكهف.]13 : (قلے) :علامة جواز الوصل ،مع كون الوقف أولى ،مثال :ﮋﮬﮭﮮﮯ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﮊ [البقرة.]13 : (صلے) :علامة جواز الوقف ،مع كون الوصل َأولى ،مثال :ﮋﯯﯰﯱﯲ ﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﮊ [الأنعام.]17 : 51
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288