Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مستقبل التعليم العام في وطني

مستقبل التعليم العام في وطني

Published by zahranisaud, 2020-03-30 07:34:59

Description: مستقبل التعليم العام في وطني

Search

Read the Text Version

‫سلسلة استشرف معي المستقبل‬ ‫اكتاب الأول‬ ‫مستقبل التعليم العام في وطني‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬سعود بن حسين الزهراني‬ ‫دكتوراه الفلسفة في التاريخ ‪،‬موسكو‪2000‬م‬ ‫دكتوراه التربية في المناهج ‪ ،‬الرياض ‪1424‬هـ‬ ‫أستاذ العلاقات الدولية والتبادل الثقافي ‪ ،‬موسكو ‪2001‬م‬ ‫‪1437‬هـ ‪2016 -‬م‬

‫فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر‬ ‫فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية‬ ‫الزهراني ‪ ،‬سعود بن حسين ‪.‬‬ ‫مستقبل التعليم العام في وطني ‪ ،‬الكتاب الأول من سلسلة استشرف معي‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫‪244‬ص ‪ 24 ×17 ،‬سم‬ ‫ردمك ( )‬ ‫رقم الإيداع ‪:‬‬ ‫ردمك ‪:‬‬ ‫حقوق الطبع محفوظة‬ ‫الطبعة الأولى‬ ‫‪1437‬هـ ‪2016 -‬م‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الاستهلال‬ ‫من الهدي الرباني‬ ‫قال الله سبحانه وتعالى ‪:‬‬ ‫ُه َو اَّلذِي َج َع َل ال َّشمْسَ ِض َياءً َوا ْل َق َم َر ُنورًا وَ َق َّدرَُه مَنَاِزلَ لِ َت ْعَل ُموا َع َددَ ال ِسّنِينَ‬ ‫َوا ْلحِ َسابَ مَا َخلَ َق الَّل ُه َذ ِل َك ِإَلّا بِا ْلحَ ِّق ُيفَ ِّصلُ الْآ َيا ِت ِل َقوْ ٍم َي ْعَل ُمو َن(‪ )5‬إِ َنّ ِفي‬ ‫اخْ ِتلَافِ الَّل ْيلِ َوال َّنهَارِ وَمَا َخلَقَ الَّلهُ فِي ال َّسمَاوَاتِ وَا ْلأَ ْر ِض َلآيَا ٍت ِّل َقوْ ٍم يَ َّت ُقونَ (‪.)6‬‬ ‫سورة يونس‬ ‫‪‬‬

‫المقدمة‬ ‫الحمد لله أولا وأخي ًرا ‪ ،‬والشكر له تعالى كما ينبغي الشكر لجلالهه ‪ ،‬والصهلاة والسهلام عله‬ ‫نها اىهدل والرأهة‪ ،‬أاهرف عبهاد الله ‪ ،‬وأكملههم خُلقها ‪ ،‬خهاين الأنبيهاء والمرسهلين‪ ،‬مهد بهن‬ ‫عبد الله ‪،‬معلم الأمة وقدوتها‪ ،‬وعل آله وصحبه أجمعين ‪ ،‬ومن تهبعهم بححسهان إلى يهوم الهدين ‪.‬‬ ‫وبعد ‪:‬‬ ‫هههذا هههو الكتههاب الأول مههن سلسههلة س استشههرف معههي المسههتقبل س ويحمههل عنههوان س مسههتقبل‬ ‫التعليم العام في وطني س وقد تمثهل اىهدف الهر يس ىهذا الكتهاب في استشهراف مسهتقبل التعلهيم‬ ‫العهام في المملكهة العربيهة السهعودية ‪ ،‬وقهد ضهمنه المبله بعها المشهاهد والسهيناريوهات المتوقه‬ ‫حدوثها في المستقبل المنظور متوسط المدل مهن وجههة نظهره التحليليهة نتيجهة لقراءتهه التهأري‬ ‫ورصده لمشاهد الحاضر وتحليله للعوامل المبثرة في تشكيل المستقبل‪ ،‬والكتاب في مجملهه يهدور‬ ‫في فل هك التوجيهه والتوعيههة الثقافيهة وال بويههة وتق هديم بعهها المق حههات والمر يههات العلميههة‬ ‫وال بويههة بمهها يفيههد في عمليههات التاتههيط الاسهه اتيجي للقهها مين علهه التعلههيم وتتههوير‬ ‫عناصره المتنوعة ‪.‬‬ ‫ويأمل المبل أن يكهون في تهول ههذا الكتهاب النفه والفا هدة لتهلاب العلهم والمههتمين بعلهم‬ ‫استشراف المستقبل والمهتمين بالتاتيط الإس اتيجي وتتب المشاهد والسهيناريوهات اتتملهة‬ ‫في مستقبل بعا قضايانا الوطنية ‪ ،‬ويلتمس العذر لأي ختهأ ورد عهن هير قصهد في توياتهه‬ ‫مبكه ًدا أن الإجتههاد الهذي سهبق إعهداد تهواه كهان بنيهة الصهواب وتبليهع العلهم إلى المنهتفعين‬ ‫به‪ ،‬ويرجو أن يتم التواصل م المهتمين لتتوير تول الكتاب وتسديد مقاصده ‪.‬‬ ‫والله الموفق ‪ ،‬وعليه الاتكال ‪.‬‬



‫فهرس المحتويات‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬ ‫‪4‬‬ ‫الاستهلال‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫فهرس اتتويات‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الباب الأول ‪ :‬توطئة لاستشراف المستقبل‬ ‫‪5‬‬ ‫‪16‬‬ ‫كي نستشرف المستقبل‬ ‫‪6‬‬ ‫‪23‬‬ ‫التأصيل الإسلامي لعلم استشراف المستقبل‬ ‫‪7‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الباب الثاني ‪ :‬مستقبل العوامل المبثرة في مستقبل التعليم‬ ‫‪8‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الأسرة السعودية وأدوارها في المستقبل‬ ‫‪9‬‬ ‫‪35‬‬ ‫المجتم السعودي في المستقبل‬ ‫‪10‬‬ ‫‪42‬‬ ‫مستقبل الكتاب وعاء العلم والثقافة‬ ‫‪11‬‬ ‫‪48‬‬ ‫مستقبل وسا ل الإعلام المسموعة والمر ية‬ ‫‪12‬‬ ‫‪55‬‬ ‫مستقبل الصح ووسا ل الإعلام المقروءة‬ ‫‪13‬‬ ‫‪62‬‬ ‫مستقبل الإن نت ووسا ل التواصل الإجتماعي الرقمية‬ ‫‪14‬‬ ‫‪69‬‬ ‫مستقبل أنظمة الحكم والإدارة‬ ‫‪15‬‬ ‫‪77‬‬ ‫مستقبل الاقتصاد الوطني‬ ‫‪16‬‬ ‫‪78‬‬ ‫الباب الثالث ‪ :‬مستقبل التعليم العام‬ ‫‪17‬‬ ‫‪85‬‬ ‫مستقبل سياسة التعليم‬ ‫‪18‬‬ ‫مستقبل النظام التعليمي هيكلاً وإدارة‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬ ‫‪91‬‬ ‫مستقبل ختط التعليم العام‬ ‫‪19‬‬ ‫‪98‬‬ ‫مستقبل تقويم التعليم العام‬ ‫‪20‬‬ ‫‪105‬‬ ‫مستقبل تتوير المناهج التعليمية‬ ‫‪21‬‬ ‫‪114‬‬ ‫مستقبل مدارس التعليم العام‬ ‫‪22‬‬ ‫‪123‬‬ ‫مستقبل المباني المدرسية للتعليم العام‬ ‫‪23‬‬ ‫‪131‬‬ ‫مستقبل التجهيزات المدرسية وتقنيات التعليم‬ ‫‪24‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪150‬‬ ‫مستقبل الإاراف ال بوي‬ ‫‪26‬‬ ‫‪158‬‬ ‫مستقبل القيادة اال بوية لمدارس التعليم العام‬ ‫‪27‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪178‬‬ ‫مستقبل معلمي التعليم العام‬ ‫‪29‬‬ ‫‪188‬‬ ‫مستقبل الأنشتة المدرسية في مدارس التعليم العام‬ ‫‪30‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪199‬‬ ‫مستقبل خصاصة التعليم العام‬ ‫‪32‬‬ ‫‪208‬‬ ‫مستقبل طلاب التعليم العام‬ ‫‪33‬‬ ‫‪213‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪227‬‬ ‫الباب الراب ‪ :‬توقعات ومق حات لتتوير التعليم العام‬ ‫‪35‬‬ ‫‪226‬‬ ‫مق حات لتتوير التعليم العام‬ ‫‪36‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪242‬‬ ‫مشاهد مشتقبلية قليلة احتمال الحدوث لتتوير التعليم العام‬ ‫‪38‬‬ ‫أبرز معوقات تتوير التعليم العام في المستقبل‬ ‫المتتلبات المستقبلية لوض ختة إس اتيجية لتتوير التعليم‬ ‫مجموعة إصدارات المبل في مجالات العلم والثقافة والآداب‬ ‫الخاتمة‬ ‫مختصر السيرة الذاتية للمبل‬

‫الباب الأول ‪:‬‬ ‫توطئة لاستشراف المستقبل‬

‫‪ . 1‬كيف نستشرف المستقبل ؟‬ ‫أصهبع علهم استشهراف المسهتقبل اليهوم مهن أههم العلهوم الإسه اتيجية للمبسسهات الحكوميهة‬ ‫والأهليهة وللهدول الهع تضه ختتهها الإسه اتيجية المسهتقبلة بنهاء عله قهراءة التهاري وتتهور‬ ‫الأحداث واستالاص العبر والدروس العلمية ‪ ،‬وأصبع الاهتمام بهذا العلم يهزداد يومهًا بعهد يهوم‬ ‫حيههث إن تههوافر التاتههيط الاسهه اتيجي المسههتهدف المسههتقبل يعههد ههق الحههد الفاصههل بههين‬ ‫المبسسات والدول الع تبقه وتزدههر والأخهرل الهع تهذوب وتنهدثر‪ .‬والتهأري ملهيء بالأمثلهة عهن‬ ‫المبسسهات والههدول ال هع انهدثرت بسهبت عههدم اهتمامههها بدراسهة المس هتقبل أو قراءتههها الخاطئ هة‬ ‫لتتههورات المسههتقبل وفشههلها في افههاذ المواقهه المتلوبههة الههع تمكنههها مههن الاسههتعداد للفههرص‬ ‫والتحديات المستقبلية‪.‬‬ ‫والعلمههاء والبههاحثون المتاصصههون يسههتنتجون بههالتنبوءات واستشههراف المسههتقبل الأحههداث‬ ‫المتوقه حهدوثها بهحذن الله بالاعتمهاد عله مجموعهة مهن الأسهس العلميهة في البحهث والتحليهل‬ ‫والتقويم ومجموعة من القواعهد والمسهلمات وإخضهاع مجموعهة مهن الفرضهيات العلميهة للبحهث‬ ‫والدراسهة والتجريهت وتحليهل مجموعهة مهن الأحهداث التار يهة والمعاصهرة وبالتحليهل للعلهل‬ ‫والمسهببات وبالقيهاس والمقاربهات يتوصهلون إلى مجموعهة مهن الاسهتنتاجات الهع تفيهد في بنهاء‬ ‫الختهط الاسه اتيجية لهتلافي المعوقهات وأسهباب الفشهل المتوقعهة في المسهتقبل لضهمان النمهاء‬ ‫والتتور والتحديث المستمر في النظام المبسسي من مدخلات وعمليات ومخرجات ‪.‬‬ ‫فاستشهراف المسهتقبل يهوفر لصهناع القهرار فرصهة وضه الختهط والاسهتعداد لمها ههو متوقه‬ ‫الحهدوث‪ ،‬إمها بالتنبيهه لختهر داههم و اولهة تفاديهه أو بهحدران فرصهة متاحهة ينبغهي الاسهتفادة‬ ‫منهها ‪ ،‬وقهد نشهأت في الكهثير مهن دول العهار المتقهدم مراكهز متاصصهة لاستشهراف المسهتقبل‬

‫تقهوم عله البحهث والرصهد والمتابعهة والتحليهل لرحهداث المتهواترة وتعهد منتلقًها مهمًها وأساسًها‬ ‫لبناء الختط الاس اتيجية بعيهدة المهدل ‪ ،‬ور يكهن الإسهلام بعيه ًدا عهن التوجيهه إلى ههذا العلهم‬ ‫فمعرفة السنن الكونية من أنفه وأقهول الوسها ل الهع تمكهن الإنسهان مهن استشهراف مها سهيكون‪،‬‬ ‫يقهول الله تعهالى س َقه ْد َخَله ْت ِمه ْن َقه ْبِل ُك ْم ُسه َن ِن َف ِسهي ُروا ِفهي ا ْلهَأ ْر ِض َفها ْن ُظ ُروا َك ْيه َ كَهانَ َعاقِبَه ُة‬ ‫الْمُ َك ِذِّبينَ س (آل عمران ‪ ، )137-‬وهذه المعرفهة لا تهأتي مهن الدراسهة السهتحية للتهأري والسهنن‬ ‫الربانيهة وإنمها تهأتي مهن الدراسهة المنهجيهة التحليليهة القا مهة عله فههم وإدران راسه للسهنن‬ ‫الربانيهة وفعلهها في الأمهم ‪ ،‬وتعهد دراسهة المهتغيرات الإحصها ية لرحهداث وتتبه اهاهاتهها عله‬ ‫مقاييس الرصهد والإحصهاء والهربط والمقارنهات والارتباطهات الختيهة واحهدة مهن أدوات التحليهل‬ ‫العلمي لبلوغ الاستنتاجات العلمية للتنبوءات بالأحهداث المسهتقبلية ‪ ،‬فعله سهبيل المثهال دراسهة‬ ‫نسبة المواليد في الأمم ومقارنة ذلك بنسهت الوفيهات وارتفهاع معهدلات الأعمهار الهع تعتهي فكهرة‬ ‫واضحة عن الزيادة السكانية والتوزي السهكاني لعقهود مسهتقبلة تتهدة تفيهد في وضه الختهط‬ ‫الاس اتيجية للادمات الاجتماعية المتنوعة ‪ ،‬ولعل علم الأرصاد ومتابعهة الظهواهر الكونيهة قهد‬ ‫حقهق قفهزات مهمهة جه ًدا في مجهال التنبهبات المسهتقبلية ‪ ،‬وإن كهان هنهان مهن يهرل اسهتحالة‬ ‫تحقيق المصهداقية الكاملهة في نتها ج الاستشهراف والتنبهوء للظهواهر الكونيهة مثهل عهار الأرصهاد‬ ‫الجويهة (إدوارد لهورينتز) الهذي اههتم لعقهود بدراسهة إمكانيهة التنبهب بهالتغيرات الهع تحهدث في‬ ‫التقهس ‪ ،‬حيهث طهور نموذجها تاكهاة تحهولات التقهس مبلفها مهن مجموعهة معهادلات لوصه‬ ‫المتغيرات الجوية حيث يقوم من خلاىا بتوقه نظهري للهتغيرات الهع تحهدث في التقهس سهت‬ ‫الشهرو الأوليهة الهع توضه ‪ .‬لكنهه اكتشه أن النتها ج فتله بشهكل كهبير إذا مها حصهل أي‬ ‫تغيير ولو كان طفيفا في نقتة البداية‪ ،‬وعل ذلك استنبط بأّنه مهن المسهتحيل توقه التقهس‬

‫بد ّقههة وقههد قهها َده هههذا الاكتشههاف إلى تشههكيل النظريههة العلميههة الههع عرفههت لاحقهها بنظريههة‬ ‫الفوض ‪.‬‬ ‫وعنههد متابعههة أ لههت الدراسههات الاستشههرافية والتنبههوءات المسههتقبلية بهههدف التاتههيط‬ ‫للمستقبل نجد أنها تقوم عل المبادئ التالية ‪:‬‬ ‫‪ ‬اسهتالاص الع هبر مهن الأحهداث الماضهية مههن خ هلال دراسهة أه هم التتهورات علهه المس هتويين‬ ‫الهدولي والإقليمهي ومها ينهتج عنهها مهن تهأثيرات مثهل‪ :‬الفهرص الُمتاحهة‪ ،‬القيهود المفروضهة أو‬ ‫التهديدات والمااطر الناجمة‪ ،‬بهدف تحديد صورة مستقبلية‪.‬‬ ‫‪ ‬تصهور وضه مسهتقبلي‪ ،‬لعقهدين أو ثلاثهة عقهود‪ ،‬لتحديهد الأههداف والمصها التفصهيلية ‪،‬‬ ‫وذلك باستادام النماذج الرياضية الحديثة‪.‬‬ ‫‪ ‬هنهت أي اايهاز أيهديولوجي‪ ،‬والانتهلال مهن المسهلمات والفرضهيات المتفهق عليهها بأسهاليت‬ ‫البحث العلمي والفكري والعقا دي والتكنولوجي‪.‬‬ ‫‪ ‬تع هيين الق هدرات اللازمههة لإنجههاز أي مسههار مس هتقبلي‪ ،‬وحسههاب النفقههات اللازم هة والماههاطر‪.‬‬ ‫وكهذلك تحديهد الآليهات اللازمهة للتنميهة والهع ينبغهي أن تشهمل أههداف معروفهة علميها‪،‬‬ ‫وتتوير الخبرات العلمية في مجال إدارة المشاكل المعقدة‪.‬‬ ‫‪ ‬ال كيه هز علهه عوامه هل التنميههة في مختلهه القتاعههات والتته هورات الاحصهها ية لنما ههها‬ ‫ومعوقاتها ‪ ،‬واعتماد ختط واحتمالات متعددة لجمي الحالات التار ة اتتملة ‪.‬‬ ‫وقهد رههرت عهبر تهأري دراسهة المسهتقبل وإخضهاعه لضهوابط العلهم مجموعهة مهن النمهاذج‬ ‫أاهرها النموذج البدهي ‪ ،‬ويعتمد هذا النموذج عل الخبرة العمليهة الذاتيهة المسهتمدة مهن ر يهة‬ ‫بدهية ناهة عن خبرة ذاتية ‪ ،‬وهو اولة للتعرف عل التفهاعلات المسهتمدة مهن قضهية معينهة‬ ‫بواسههتة الحههدس ويفتقههر إلى الاعتمههاد علهه البيانههات والمعلومههات ‪ ،‬بينمهها يقههوم النمههوذج‬

‫الاستكشههافي علهه مقارنههة العلاقههات والتشههابكات بههين الماضهه والحاضههر والمسههتقبل والعلاقههة‬ ‫التنا ميهة القا مهة بينهها ويعتمهد البيانهات والإحصهاءات والرصهد والتحليهل العلمهي ‪ ،‬ويقه ب‬ ‫النمههوذج الاسههتهدافي أو المعيههاري بههالنموذج البههدهي في النظريههة ويزيههد عنههه بالاسههتفادة مههن‬ ‫مختله التقنيهات العلميهة المسهتادمة ‪ ،‬ويههأتي نمهوذج التغذي هة العكسهية مههن أكثهر النمههاذج‬ ‫انتشهاًرا لدراسهة المس هتقبل وتوق ه التنب هوءات وه هو يرك هز علهه جمي ه الم هتغيرات و يعتم هد علهه‬ ‫البحههوث الاستكشههافية والبيانههات والوقهها والبحههث التنظيمههي‪ ،‬ويهههتم بالإبههداع والخيههال‬ ‫والتقدير‪.‬‬ ‫ويعتهبر عهار الاجتمهاع الأمريكهي جيلفهيلان (‪)s.gilfillain‬أول باحهث اسهتادم تعهبير علهم‬ ‫المستقبل (‪ )science of the future‬في أطروحة تقدم بهها إلى جامعهة كولومبيها لنيهل درجهة‬ ‫الههههدكتوراه عههههام ‪ 1920‬وكههههان قههههد اسههههتادم في مقههههال لههههه عههههام ‪ 1907‬مصههههتلع‬ ‫(‪ )mellontology‬وهي كلمة لاتينية تعني أحداث المستقبل‪ ...‬كما أطلقه عام ‪ 1943‬عهار‬ ‫السياسههة الألمههاني أوسههيت فلاتههايم (‪ )ossip felecchtheim‬الههذي كههان يههدعو لتههدريس‬ ‫المستقبليات منذ عام ‪ ،1941‬وكان يعني به إسقا التاري عل بعد زمهني لاحهق‪ ..‬وقهد انتقهد‬ ‫العهار اىولنهدي فريهد بهولان( ‪ )fred bolak‬ههذا المصهتلع عله أسهاس أن المسهتقبل مجههول‬ ‫فكيهه نرسههي علمهها للمجهههول ‪ ،‬وقههد اسههتمر الجههدل حههول هههذا العلههم زمنًهها حتهه عقههد إدوارد‬ ‫كورنيش في كتابهه ((المسهتقبلية )) فصهلا بعنهوان‪(( :‬حقهل يبحهث عهن تسهمية)) يقهول فيهه‪ :‬سلا‬ ‫يعرف المستقبليون ماذا سيتلقون عل موضوعهم‪ ،‬بل حت إنههم ر يتفقهوا عله ماهيتهه‪ ،‬وههل‬ ‫هو علم أم فهن أم فلسهفة أم اهيء تله عهن ههذه الموضهوعات‪ .‬ومهن الأأهاء الهع أطلقهت عله‬ ‫هههذا الحقههل مههن العلههم والههذي بههات يتمتهه حاليهها بتههداول كههبير‪ :‬ههث الأمههور المسههتقبلية أو‬

‫المسههتقبلات‪ ،‬ودراسههة المسههتقبل‪ ،‬والريههادة المسههتقبلية ‪ ،‬وعلههم المسههتقبل واستشههراف المسههتقبل ‪،‬‬ ‫واوها ‪.‬‬ ‫إن الفكر الإداري المتتور يقوم عل التاتيط والتنظهيم والتقهويم والمتابعهة والتتهوير‪ ،‬ويعهد‬ ‫التاتيط العنصر الر يس في الإدارة الحديثة والمستقبلة ‪ ،‬وههو أحهد العناصهر المه َّمهة لنجها أ ِّي‬ ‫عمل بشري‪ ،‬ويراد به‪ :‬سالتص ُّور المسهتقبلي المهبني عله الدراسهة والتحليهل للوقها والإحصها يات‬ ‫الثابتههة للعمل َيّههات الم ْسههتقبل َّية س‪ ،‬ويههتم عههادة قبههل العمههل والتنفيههذ ‪ ،‬ويشههمل التاتههيط ر ْسههم‬ ‫الأهداف العامة والخاصهة ‪ ،‬ودراسهة المسهتقبل (الاستشهراف والتنبهوء والتو وقه )‪ ،‬ورسهم السياسهات‬ ‫واللوا ع ‪ ،‬وتحديد االجداول الزمنية للتنفيذ‪،‬ودراسة الموازَنات المالية المتو َقّعهة‪ ،‬فدراسهة المسهتقبَل‬ ‫هي أحد العناصر الر يسهة لنجها التاتهيط ‪ ،‬فالاستشهرا ُف يعتمهد عله أسهاليت علم َّيهة‪ ،‬تقهوم‬ ‫عله َفهه ٍم للماضهي والحاضهر‪ ،‬والعوامهل الماتلفهة ذات الأثهر فيههال فههو ُجههد علمهي لهه ُأ ُصهول‬ ‫ف ُّصههه‪ ،‬ولا علاقههة لههه بههال َرّ ْجم بال َغ ْيههت ‪ ،‬وبههالنظر في عههددٍ مههن الكتابههات الههع طرقههت موضههوع‬ ‫(الاستشهراف) وعا َلجَتْههل مه المظها ِّن الشهرعية الع َقديهة والأصهول َّية والفقهيهة ‪ -‬ي َتّضهع أ َّن علهم‬ ‫‪ -‬استشهراف المسهتقبل ‪ -‬مه َن العلهوم الهع ىها أصهول اهرع َّية مرعيهةل وأَّنهه مهن العلهوم الهع‬ ‫ينبغهي العنايهة بهها‪ ،‬وتأصهيلها مهن الناحيهة العقد َيّهة والفقهيهة‪ ،‬وضهبتها بالضهوابط الشهرع َّية‪،‬‬ ‫الهع َته ِبين مهن خلاىها الفهرو ُل بهين الاستشهراف مهن المنظهور الشهرعي‪ ،‬و هيره ‪ ،‬وقهد بهذل جهه ًدا‬ ‫مشهكوًرا مهن معههد القضهاء العهالي في جامعهة الإمهام مهد بهن سهعود الإسهلامية لتأصهيل ههذا‬ ‫العلم تأصيلا اهرعيًا لففهادة منهه في منفعهة الأمهة ولعهل المههتمين بهه يراجعهون تلهك الجههود في‬ ‫مصادرها ‪.‬‬ ‫ولإيمهاني التهام بهأن ههذا العلهم مهن أساسهيات الإدارة الحديثهة والمسهتقبلة والأسهاس المنهجهي‬ ‫للتاتهيط الاسه اتيجي بعيهد المهدل ومتوسهته وقريبهه ل فسأخصهب ههذه السلسهلة بهحذن الله‬

‫تعالى لتتبيق منهج علهم استشهراف المسهتقبل عله مجموعهة مهن الهنظم والختهط والإجهراءات‬ ‫الههع سههتفيد بههحذن الله تعههالى أجهههزة التاتههيط والبههاحثين وطههلاب العلههم للتتههوير وقيههادة‬ ‫المسهتقبل ‪ ،‬وآمهل أن يفيهد منه ها وطهني المعتهاء أولا كم ها يفيهد منهها ك هل مههتم بههذا العل هم‬ ‫وتتوراته في جمي أااء العار ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2‬التأصيل الإسلامي لعلم استشراف المستقبل‬ ‫اهتمهت الجامعهات والمبسسهات العلميهة العليها وبعها دول العهار بعلهم استشهراف المسهتقبل‬ ‫كأسههاس ومنتلههق للتاتههيط الاسهه اتيجي بعيههد المههدل فقههد بلههع عههدد المبسسههات المهت َّمههة‬ ‫بال ِدّراسات المسهتقبلية في الولايهات المتحهدة وحهدها في عهام ‪1967‬م سهتما ة مبسسهة‪ ،‬بهل وصهلت‬ ‫العنايةُ بها وتقدير أهميتها إلى و ْض مناهج ىا ضمن المنهاهج الدراسهية في المهدارس والجامعهات‬ ‫والمعاهد‪ ،‬وأصبحت ال ِدّراسات المستقبلية تصهل إلى ‪ 415‬مقه َرًّرا دراسهيا مُوَزّعًها عله هاني عشهرة‬ ‫ولايهة أمريكيهة ‪ ،‬وانفهردت السهويد بحنشهاء وزارة للمسهتقبل تابعهة لر اسهة الهوزراء عهام ‪1973‬م ‪ ،‬س‬ ‫وفي فرنسهها في أواخههر سههنة ‪1978‬م‪ ،‬قامههت وزارة الثقافههة الفرنسههية بحنجههاز دراسههة مههن طههرف‬ ‫الجمعية الدولية للمسهتقبلية حهول ساستشهراف مسهتقبل التنميهة الثقافيهةس‪ ،‬وكهان مهن نتيجهة‬ ‫المناقشات والدراسات حول سأية ثقافهة في المسهتقبل س أن اتضهع للبهاحثين أن هنهان اسه اتيجتين‬ ‫للثقافهة الأولى اسه اتيجية الاسهتقالة‪ :‬وههي اسه اتيجية تتاله فيهها الفئهات الشهعبية بشهكل‬ ‫تصهاعدي عهن كهل منافسهة للنابهة في مواجههة التقلبهات المسهتمرة داخهل المجتمه أو اولهة‬ ‫السيترة عل زمام حركتها ‪ ،‬وهي اس اتيجية تزيد من تأزم الوض القا م‪ ،‬وتنتهي بمزيد مهن‬ ‫تمركههز السههلتة والإدارة بيههد النابههة‪ ،‬ومزيههد مههن الغههرل للمجتمهه تحههت طوفههان المشههاكل‬ ‫الناجمة عن الآثهار السهلبية هير المعالجهة للتقلبهات‪ ،‬وااصهار افهاذ القهرار وتحديهد البهدا ل في‬ ‫أيههدي قلههة منعزلههة مههن الفههاعلين وأصههحاب القههرار ‪ ،‬والاسهه اتيجية الثانيههة هههي اسهه اتيجية‬ ‫التجنيد‪ :‬وهي اس اتيجية هند فيها جمي الضما ر الواعية في المجتم للتمكن مهن الوصهول‬ ‫إلى مسهتول حضهاري نهوعي‪ ،‬وإلى المشهاركة الفعليهة للفهرد في صهيا ة حياتهه‪ ،‬والاهتمهام ببيئتهه‬ ‫و يتهه الاجتمهاعي‪ ،‬وإسههامه في تقهويم ذاتهه‪ ،‬والتهأثير إرابها عهل تتهوير وإصهلا مجتمعهه‬

‫بشههكل رعههل مههن تقلبههات ذلههك المجتمهه ومخاضههها رههاهرة طبيعيههة تورهه لصهها تتههوير‬ ‫المجتم ‪ ،‬وهذه الاس اتيجية تمكن مهن تتهوير ثقافهة تسهمع بالانتقهال مهن مجتمه ذي أ لبيهة‬ ‫صامتة إلى مجتم ذي أ لبية فاعلة مقدمة عل التصريع بما تعانيه‪ ،‬ومناقشهة مها تعيشهه مهن‬ ‫مشهاكل‪ ،‬ومشهاركة فاعلهة في صهيا ة بهرامج الإصهلا ‪ ،‬وههي اسه اتيجية تقهود التحهول مهن‬ ‫مجتمه سهلتة جزافيهة إلى مجتمه سهلتة واعيهة س( مهد بهريش ‪ ،‬عضهو الجمعيهة الدوليهة‬ ‫المستقبلية )‬ ‫وحلمنا الأكيد في عالمنا الإسلامي العمل باس اتيجية التفكير المنتقي وفقًها لاسه اتيجية‬ ‫التجنيههد متلقههين العنههان لوضهه اسهه اتيجيات علميههة لكههل منههاحي الحيههاة بعههد دراسههات‬ ‫مستفيضههة في استشههراف المسههتقبل ‪ ،‬فدراسههة المسههتقبل تعههد أحههد ُعلههوم الآلههة بالنسههبة لعلههم‬ ‫(السياسههة الشههرعية)‪ ،‬الههع تعهه ُّد الإدارة وعناصههرها أحههد مجالاتههها‪ ،‬سههواء أكانههت مهه َن الأمههور‬ ‫الإداريهة البحتهة‪ ،‬أم كانهتْ مهنَ الأمهور الإداريهة الهع تتعَلّهق بهها أحكهام اهرعية مع َيّنهة مثهل‪ :‬سه ِنّ‬ ‫الأ ْنظمههة‪ ،‬واِّتاههاذ القه هرارات ذات الآثههار الههع تتعله هق بههالخلق‪ ،‬فههالغ َرض مه هن دراسههة المسه هتقبل‬ ‫واستشْرافه الإفادة منه في التاتيط بعيد المدل ومتوسته وقريبه ‪ ،‬ومن هنها كهان الاستشهراف‬ ‫فنا م َن الفُنُون‪ ،‬الع صار ْت ىا أصولا علم َّية‪ ،‬ونظريات مُ َق َّررة‪ ،‬وأساليت ُمعت َبرة‪.‬‬ ‫وبسبت الخلط بين مفهوم العلم المتب في دراسات استشراف المسهتقبل ومها يمارسهه الهدجالون‬ ‫والمنجمههون ومههدعو المعرفههة الغيبيههة بقههراءة الكهه والفنجههان والنجههوم واوههها مههن الممارسههات‬ ‫الدجلية لت الحكم عند الكثيرين من فقهاء الإسلام عل إنكار هذا النوع من العلم ر ًنها مهنهم‬ ‫بأنهه فهريب في الغيبيهات الهع لا يعلمهها إلا الله ‪ ،‬وقهد انهبرل لتوضهيع الأمهر والخلهط بعها‬ ‫العلماء والفقهاء العارفين والمتلعين عل ارو العلم والتفريق بينه وبين الهدجل والتاهريب‬ ‫وبينهوا أن ههذا العلهم مهن العلهوم الهع يقرهها الشهرع بهل يوجهه إليهها والأخهذ بهها وبنتا جهها بعهد‬

‫التوكهل عله الله العلهيم الخهبير ‪ ،‬وقهد وفهق أكثهر مهن باحهث في وطننها العزيهز في تأصهيل ههذا‬ ‫العلم تأصيلا ارع ًيا وتوضيع أبعاده وأصوله الشرعية وانتشاله من المفهوم المغلو ومنهم عله‬ ‫سهبيل المثهال الباحهث عبهدالله المهديفر الهذي نهال الماجسهتير مهن جامعهة الإمهام مهد بهن سهعود‬ ‫الإسهلامية سهابقًا جامعهة طيبهة حاليًها في عهام ‪1427‬ههه عله ثهه الهذي وأهه ب س الدراسهات‬ ‫المسهتقبلية وأهميتهها للهدعوة الإسهلامية س وههو مهن البحهوث العلميهة الرصهينة الهع تضهمنت‬ ‫إجلاء حقيقة العلم وتأصيله ارعيًا ‪ ،‬وقهد بهذل معههد القضهاء العهالي في جامعهة الإمهام مهد‬ ‫بهن سهعود الإسهلامية جهه ًدا مشهكوًرا لتأصهيل ههذا العلهم تأصهيلا اهرعيًا لففهادة منهه في منفعهة‬ ‫الأمههة ولعههل المهههتمين بههه يراجعههون تلههك الجهههود في مصههادرها ‪ ،‬وقههد مههرت عمليههة التأصههيل‬ ‫الإسلامي بعدة مراحل كان أوىا م جمعية العلماء الاجتماعيين المسهلمين بالولايهات المتحهدة‬ ‫الأميركيهة ‪ 1972‬تهلاه انعقهاد «المهبتمر العهالمي الأول لل بيهة الإسهلامية» الهذي تضهمن نظهرة‬ ‫نقدية للعلوم الاجتماعية الغربية ثم انعقاد الندوة العالمية للفكر الإسلامي في لوجهاو بسويسهرا‬ ‫‪ 1977‬وتلتههها نههدوة خههبراء أسههس ال بيههة الإسهلامية بمكههة المكرمههة ‪.1980،‬ثههم انشههد المعهههد‬ ‫العالمي للفكهر الإسهلامي في عهام ‪ 1981‬وهدفهه ههو صهيا ة منهاهج إسهلامية في مجهال الدراسهات‬ ‫الإسلامية‪ ...‬وهنان معاهد وندوات ومجهلات مثهل مجلهة المسهلم المعاصهر تههتم بنشهر ههذا العلهم‬ ‫وتأصيله ‪.‬‬ ‫ويستند المنظور الإسلامي ىذا العلم عل أسس عقا ديهة أوىها (الإيمهان بهالله والغيهت وسهنن‬ ‫القهرآن الكهريم الكونيهة‪ )..‬وعله أسهس قيميهة ونفسهية (مثهل الصهدل والصهبر والتفها ل وعهدم‬ ‫الخهوف ونبهذ التشها م‪ )..‬وأسهس عمليهة تثلهة في الاسهتفادة مهن أههل الخهبرة وعامهل الهزمن‪..‬‬ ‫وتقتضهي ضهوابط التأصهيل الاسهتنبا مهن المصهادر الإسهلامية والاسهتفادة مهن العلهوم الحديثهة‬ ‫م التسليم بأنها وجهات نظر قابلة للبحث والتحليل وليست قوانينا ثابتهه ومسهلمة ‪ ،‬وإنهها قهد‬

‫تتفق أو فتل مه الفكهر الإسهلامي ‪ ،‬وتتتلهت اختيهار الإطهار المرجعهي بهالانتلال مهن المفهاهيم‬ ‫كمها تحهذر مهن التلفيهق بتتويه النصهوص للنظريهات الشها عة وإخضهاعها لنصهوص الشهريعة‬ ‫والاكتفهاء بتنقيهة الشهوا ت المتعارضهة مه الشهريعة الإسهلامية‪ ،‬أو المواءمهة الاجتماعيهة كمها‬ ‫تحهذر ضهوابط التأص هيل الإسهلامي مهن الفه هم الشاصهي أو الاعتمهاد عل ه هير المتاصص هين‬ ‫والإسهاب في الفقهيات والشرعيات والتعس في التفسير وعدم توخي الدقة ‪.‬‬ ‫وقد حث الباحث الإسهلامي مهد بهن أأهد الهنعيري في كتابهه سأسهس دراسهة المسهتقبل في‬ ‫المنظهور الإسهلامي سعله تأصهيل العلهوم إسهلاميا وذلهك ببيهان مها في الشهريعة الإسهلامية مهن‬ ‫مبادئ السلون البشهري وطبيعهة الفتهرة وسهنن الاجتمهاع البشهري والإفهادة مهن ذلهك في مجهال‬ ‫الهدعوة الإسهلامية وتنقيهة العلهوم الاجتماعيهة مهن الأصهول الوثنيهة والكتابيهة وتقهديم الفكهر‬ ‫الإسهلامي بالأسهلوب المناسهت لإاهعار النااهئين المبههورين بالحضهارة الغربيهة بهالاعتزاز بهدينهم‬ ‫الهذي ر يفهر في الكتهاب مهن اهيء‪ ،‬وبنهاء العقليهة الإسهلامية المفكهرة والماتتهة ‪ ،‬وقهد حهدد‬ ‫المتاصصون أربعة مناهج لعلهم استشهراف المسهتقبل وفهق النظريهة الإسهلامية ومراعهاة قواعهدها‬ ‫الشهرعية وههي ‪ :‬المهنهج الاستكشهافي‪ ،‬والمهنهج الاسهتهدافي ‪ ،‬والمهنهج الحدسهي ‪ ،‬ومهنهج التحليهل‬ ‫المسهتقبلي ‪ ،‬ومهن أههم أسهاليبها وأدواتهها العلميهة ‪ :‬أسهلوب التشهاور المتميهز (دلفهي)‪ ،‬والهه َم َشاهد‬ ‫السيناريوهات ‪،‬والنماذج‪ ،‬والقياس التار ي‪ ،‬وأسهلوب تحليهل السلاسهل الزمنيهة ‪ ،‬ويتميهز المهنهج‬ ‫الإسهلامي عهن المهنهج الغربهي بزيهادة أسهاليت أخهرل رصهينة‪ ،‬منهها‪ :‬الهوحي‪ ،‬والهدعاء‪ ،‬والهر ل ‪،‬‬ ‫وهنان مدارس عدة في دراسة المسهتقبل (روسهية‪ ،‬أميركيهة‪ ،‬فرنسهية‪ )..‬وهنهان نمهاذج عالميهة مثهل‬ ‫نمهوذج حهدود النمهو ونمهوذج سهاروم ونمهوذج الأمهم المتحهدة ونمهوذج المسهتقبلات الدوليهة ونمهوذج‬ ‫باريلوتشهي‪ ..‬وههي نمهاذج درسهت الهوطن العربهي للهيمنهة عليهه وكهان إنشها ها نتيجهة للمتهام‬ ‫الغربية ‪ ،‬ولمواجهة تلك الختط الع استادمت مناهج استشهراف المسهتقبل ينبغهي للمسهلمين‬

‫التاتهيط لمسهتقبلهم مهن خهلال تفعيهل دراسهات استشهراف المسهنتقبل بمها يهدف عهنهم الهبلاء‬ ‫ويدفعهم او النماء وتلافي المعوقات ‪.‬‬ ‫وقههد أنشههأت النههدوة العالميههة للشههباب الإسههلامي لجنههة التأصههيل الإسههلامي للعلههوم وعقههدت‬ ‫مجموعهة مهن حلقهات النقها والنهدوات ىهذا الغهرض وخصصهت واحهدة مهن مناقشهاتها في عهام‬ ‫‪1430‬ههه لتجهارب التأصهيل الإسهلامي للعلهوم‪:‬عرض ونقهد واستشهراف للمسهتقبل ‪ ،‬ولعهل ههذا‬ ‫الجههد مهن النهدوة يهأتي في الوقهت الهذي عهبر عنهه كهثير مهن البهاحثين تهن أاهار إلهيهم الأخ‬ ‫الدكتور علي الألمعي في منبر ال بية تن رصهدوا حهران العهار العربهي والدراسهات العربيهة في‬ ‫مجهال استشهراف المسهتقبل ووصهفوها بالنهدرة الشهديدة حيهث قهال ‪:‬س عله الهر م مهن النضهج‬ ‫الكهبير الهذي وصهلت إليهه الدراسهات الاستشهرافية في العهار المتقهدم‪ ،‬ور هم كثهرة الحهديث عهن‬ ‫المسهتقبل وتحدياتهه في الهوطن العربهي‪ ،‬فهحن هنهان نقصهًا ملحورهًا‪ ،‬كميهًا ونوعيهًا‪ ،‬في الدراسهات‬ ‫المسهتقبلية العربيهة في المجهالات الماتلفهة‪ ،‬فقهد نشهر الراهيد دراسهته الرا هدة في عهام ‪1408‬ههه‬ ‫بعنوان\" ‪:‬من معار استشراف المستقبل في الوطن العربي في القرن الحهادي والعشهرينس ورصهد‬ ‫نههدرة الدراسههات العربيههة‪ ،‬وتبعههه الختيههت بعههد عشههرة سههنوات بدراسههة مسههحية للدراسههات‬ ‫الإستشرافية ليبكد ياب الدراسات الاستشرافية العربية الجهادة ‪ ،‬ور تشههد السهاحة العربيهة‬ ‫بعهد رههوراً كهبيراً للدراسهات المسهتقبلية‪ ،‬والقليلهة الهع رههرت منهها رلهت تشهتكي مهن نهدرة‬ ‫البيانهات وضهع المعلالجهات التحليليهة بهدون اهك‪ ،‬وأاهار حهارب ‪2001‬م بهأن سهيادة مفههوم‬ ‫خاطيء للتاتيط لدل أفراد ومبسسات الأمة العربية انعكس عل فتيتنا الذي ااصهر في‬ ‫حاجتنها الآنيهة أو اليوميهة أو المرحليهة بينمها تهط العهار المتقهدم إلى سهنوات تتجهاوز القهرن‬ ‫أحيانهًا‪ ،‬إضهافة إلى ضهع الهدعم للبحهث العلمهي عمومهاً وعهدم وفهرة البيانهات اللازمهة كوقهود‬ ‫للاستشراف الفعال‪ ،‬وجميعها تعد أسبابًا جوهرية وراء ياب الدراسات الاستشرافية العربيةس‪.‬‬

‫ولعلنهها ننشههط في حاضههرنا ومسههتقبلنا في مجههال اسههتثمار هههذا العلههم الههذي يعههد أساسًهها‬ ‫للتاتهيط الاسه اتيجي بجميه أنواعهه ومهداه وننشهط في تأصهيله إسهلاميًا لنفهتع البهاب اهو‬ ‫أجيههال الحاضههر والمسههتقبل لففههادة مههن العلههم في رسههم سياسههاتهم المسههتقبلة ‪ ،‬ولعلههي في هههذه‬ ‫السلسلة أقدم للمهتمين بعلم استشراف المستقبل بعا النماذج لاستشراف مستقبلنا بهحذن الله‬ ‫تعالى دعمًا للماتتين المعنيين بهالتاتيط الاسه اتيجي ودع ًمها لتهلاب العلهم المههتمين بههذا‬ ‫العلم الذي أرل أنه بات أساسيًا للحالمين بغد أفضل بحذن الله تعالى‪.‬‬ ‫‪‬‬



‫الباب الثاني ‪:‬‬ ‫مستقبل العوامل المؤثرة في‬ ‫مستقبل التعليم العام‬

‫‪ . 1‬الأسرة السعودية وأدوارها في المستقبل‬ ‫يتفق علماء الإجتماع عل أن الأسرة هي نوات المجتمعات والشعوب وهي من العوامل‬ ‫الر يسة المبثرة في تشكيل اىوية الثقافية للمجتمعات والمبثر المباار في الاهاهات‬ ‫والسلوكات الإنسانية لرفراد والمجتمعات ونوع النشاطات السكانية وأساليت الإدارة والنظم‬ ‫والاقتصاد و يرها تا يشكل مقومات الحضارة الإنسانية عبر التأري ‪ ،‬وقد عرفها عار‬ ‫الإجتماع المشهور أوكست مونت وهو من العلماء الأوا ل في مجال علم الاجتماع‪ ،‬حيث أوضع‬ ‫أن الأسرة هي ‪ :‬سالخلية الأولى في جسم المجتم وأنها النقتة الأولى الع يبدأ منها التتور‬ ‫وأنها الوسط التبيعي الاجتماعي الذي ترعرع فيه الفرد‪ ،‬وهي تعتبر نظام أساسي وعام يعتمد‬ ‫عل وجودها بقاء المجتم ‪ ،‬فهي تمده بالأعضاء الجدد‪ ،‬وتقوم بتنشئتهم وإعدادهم للقيام‬ ‫بأدوارهم في النظم الأخرل للمجتم ‪ ،‬وإقامة أسر جديدة خاصة بهم‪ ،‬والأسرة أكثر الجماعات‬ ‫أهمية‪ ،‬وهي الجماعة الأولى الع تستقبل التفل وتحافظ عليه خلال سنواته الأولى لتكوين‬ ‫ااصيته س ‪.‬‬ ‫وقد أقام الإسلام نظام الأسرة عل أسس سليمة تتفق م ضرورة الحياة وتتفق م حاجات‬ ‫الناس وسلوكاتهم‪ ،‬واعتبر الغريزة العا لية من الغرا ز الذاتية الع منحها الله لفنسان ‪ ،‬قال‬ ‫تعالى‪( :‬وَمِ ْن آيَاِت ِه َأ ْن خََل َق لَ ُكمْ مِنْ أَ ْن ُفسِكُ ْم أَزْ َواجًا ِل َت ْسكُنُوا ِإ َليْهَا وَجَ َع َل بَيْنَ ُكمْ َموَ َّدًة َوَرحْ َم ًة)‬ ‫سورة الروم‪ ، 20 :‬فهذه الظاهرة الع فتر الله عليها الإنسان منذ بدء تكوينه من آيات الله ومن‬ ‫نعمه الكبرل عل عباده‪ ،‬وقد أكد الإسلام عل أن تكون الأسرة المسلمة قدوة حسنة وطيبة‬ ‫تتوافر فيها عناصر القيادة الرايدة ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬وَاَلّذِي َن يَ ُقو ُلونَ رََبّنَا َه ْت لَ َنا مِنْ َأ ْز َواجِ َنا‬ ‫وَ ُذِّر َّياتِ َنا قُ َّرةَ أَعْيُ ٍن َوا ْج َعلْنَا ِللْمُ َتّقِينَ ِإمَامًا) سورة الفرقان‪. 74 :‬‬

‫وقد بدأت سلسلة الاستشراف بالأسرة بسبت تأثيرها القوي في المجتم وهيئته فشكلها‬ ‫المستقبلي يبثر حت ًما عل اكل المجتم المستقبلي وثقافته وأنشتته المتنوعة ‪ ،‬وإذا ما فيلنا‬ ‫اكل الأسرة المستقبلة نستتي بحذن الله استشراف الأمور الأخرل المتأثرة بهيكلها وقيمها‬ ‫وتوجهاتها العقدية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ‪ ،‬فالأسرة العربية مرت عبر‬ ‫التأري بمجموعة تغيرات متأثرة بالتتورات الثقافية والاقتصادية والسياسية فبعد أن كانت‬ ‫الأسر الممتدة والأسر المش كة والمركبة نمتًا سا ًدا في الكثير من البلدان العربية تحولت‬ ‫هياكل الأسر العربية إلى أنواع جديدة جنحت في اهاه الأسر النووية والمنفصلة والاستبدادية‬ ‫والديموقراطية وذلك نتيجة التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الشاملة الع‬ ‫اهدها المجتم الحديث بفعل التحضر‪ ،‬والتصني ‪ ،‬والتقنيات وتتور وسا ل الثقافة والإعلام ‪،‬‬ ‫وقد تمثلت أبرز جوانت التغيرات الأسرية في الآتي ‪:‬‬ ‫‪ -‬تزايدت حرية الفرد في انتقاء اريك حياته ‪.‬‬ ‫‪ -‬ايوع أسلوب الزواج الخارجي وذلك باختيار الزوجة من فئات اجتماعية لا ترتبط‬ ‫بالضرورة بربا الدم‪.‬‬ ‫‪ -‬ارتفاع سن الزواج عند الجنسين نتيجة التحال الذكور والإناث بماتل المراحل‬ ‫التعليمية‪ ،‬وتتور الحياة الاجتماعية والاقتصادية‪.‬‬ ‫‪ -‬استقلال الأسر الجديدة عن الأسر الممتدة في المسكن والمعيشة وافاذ القرارات ‪.‬‬ ‫‪ -‬تزايد اىجرة او المدن لأسباب إقتصادية وثقافية وانخرا الأزواج في العمل ‪.‬‬ ‫‪ -‬تقاسم القوامة المالية بين الأزواج نتيجة التوس في ولوج المرأة ميادين العمل ‪.‬‬ ‫‪ -‬تزايد الاعتماد عل العمالة المهاجرة للقيام ببعا واجبات الأسرة في تربية الصغار ‪.‬‬

‫‪ -‬ارتفاع تكالي الزواج بسبت تغير القيم والعادات والممارسات و لاء الأسعار والمعيشة تا‬ ‫دف إلى تأخيره عند الشباب ‪.‬‬ ‫وىذا نجد أن هيكل الأسر النووية هو الغالت في مجتمعاتنا العربية اليوم ‪ ،‬م بقاء تواصل‬ ‫الأرحام بين أعضاء الأسرالممتدة والعنقودية الع تكونت في السابق وبدأت تندثر بفعل التغير‬ ‫الشامل في كل مناحي الحياة ‪ ،‬وهنا ينشأ السبال الذي يدعونا لاستشراف مستقبل الأسرة في‬ ‫وطننا العزيز‪ ،‬ما هيكل الأسرة وأدوارها في المستقبل ‪ ،‬وللوصول إلى استشراف علمي ومنتقي‬ ‫ينبغي لنا التعرف عل تتور المتغيرات المبثرة في البناء الأسري لنصل إلى إق ا الشكل‬ ‫واىيكل المتوق في المستقبل القريت والأبعد ‪.‬‬ ‫تشير المبارات الاقتصادية العالمية المستشرفة المستقبل أن النماء الاقتصادي سيواصل‬ ‫زيادته في الكثير من دول العار المتقدم وبعا الدول النامية المصدرة للنفط لأكثر من خمسة‬ ‫عقود مستقبلة وستزيد دخول الأسر نتيجة لذلك النماء ‪ ،‬تا ي تت عليه تحسن في مستول‬ ‫معيشة الأفراد في الدول الع تستثمر في التاقات البشرية عل الر م من التقدم التقني‬ ‫والاستغناء بالآلات التقنية والإليك ونية عن العمال ‪ ،‬وستنشأ في المستقبل بحذن الله مجموعة‬ ‫من الأعمال التكنولوجية والتقنية الع تتتلت إدارة ومشغلين ىا من العناصر البشرية‪ ،‬وقد‬ ‫اعربت مجموعة الدول العشرين في اجتماعها المنعقد في واانتن في إبريل ‪2015‬م عن تفا ىا‬ ‫بشأن نمو الاقتصاد الدولي ‪،‬م تحسن احتمالات النمو في الدول الغنية ‪ ،‬وحيث أن وطننا‬ ‫العزيز ضمن الدول المتوق نما ها الاقتصادي تا سينعكس بحذن الله تعالى عل نشا وزارة‬ ‫الإسكان في توفير المساكن للمواطنين وتوس الأنشتة المالية في الإقراض التنموي تا سيبثر‬ ‫حتمًا في تشكيل الأسر المستقبلة معزًزا الشكل النووي ومتيحًا الفرصة لبروز اكل الأسر‬ ‫الديموقراطية ‪.‬‬

‫وتشير إحصاءات وزارة العدل السعودية بأن حالات التلال أخذت في الازدياد سنويًا خلال‬ ‫العشرة سنوات الماضية لتبلع في عام ‪2014‬م ثلاث أضعاف حالات الزواج المسجلة وهذا التزايد‬ ‫يعود إلى أسباب نفسية وثقافية واجتماعية واقتصادية وتوس تأثير وسا ل الاتصالات‬ ‫والمعلومات والإعلام ووسا ل التواصل الاجتماعي‪ ،‬وهي إحصا ية مرعبة تشير إلى التفكك‬ ‫الأسري وقد تمتد إلى المستقبل إذا استمرت أسبابها تا يبثر حتمًا عل هيكل الأسرة‬ ‫المستقبلة ونما ها‪ ،‬ومت تظافرت هذه المشكلة م مشكلة ارتفاع سن الزواج لأسباب ثقافية‬ ‫واقتصادية فحن أطفال المستقبل سينافا تعدادهم وستعتمد الأسرة أكثر عل العمالة‬ ‫المهاجرة في تنشئة الصغار تا سينعكس عل نوع ثقافتهم ومعتقداتهم وأنشتتهم المستقبلة‬ ‫وقد يزيد تعداد الأسر المتفككة وتزيد حالات التلال بانشغال الحكومة بالمشكلات الأمنية‬ ‫والفكرية والسياسية والاقتصادية وانصرافها عن تلافي أسباب هذه المشكلة الع تهدد البناء‬ ‫الأسري في المستقبل وتدف إلى زيادة العنوسة والاحجام عن الزواج وانخفار تعداد الأسر ‪.‬‬ ‫وتشير الإحصاءات السكانية إلى أن معدل الخصوبة لدل المرأة السعودية استمر في‬ ‫الانخفاض خلال العشر سنوات المنصرمة بنسبة ‪ %2,81‬في المتوسط العام بسبت أن الجيل‬ ‫الجديد يميل إلى إنجاب ثلاثة إلى أربعة أطفال‪ ،‬وتتباعد ف ة الإنجاب بين طفل وآخر من‬ ‫أربعة إلى ستة أعوام‪ ،‬إضافة إلى تأخر سن الزواج خاصة عند النساء ‪ ،‬وقد سجلت الإحصاءات‬ ‫تراج ًعا في نسبة المواليد في الثلاث سنوات المنصرمة وخاصة لدل سكان المدن وهم يمثلون‬ ‫الأ لبية بمعدل ‪ %2,5‬بسبت تنظيم النسل وتحديده بما يتلاءم م الحالة الاقتصادية وتأثير‬ ‫الثقافة الجديدة في قرارات الأسر وهما مباران يبثران عل اكل الأسرة المستقبلية وهيكلها ‪.‬‬ ‫وعل ذلك فحن إحد المشاهد أو السيناريوهات اتتملة لشكل الأسرة في المستقبل يشير إلى‬ ‫أن الأسرة النووية ستصبع الغالبة في المجتم وخاصة لدل سكان المدن وستوكل الأسرة أمور‬

‫تربية الأولاد ورعايتهم للعمالة الوافدة وسيتلاا دور الأسرة في التأثير عل تربية الأولاد‬ ‫وتنشئتهم مقابل توس تأثير المربيات والمدرسة والمجتم ووسا ل الاتصالات والمعلوماتية‬ ‫والإعلام ووسا ل التواصل الاجتماعية وسيبثر ذلك حتمًا في الاهاهات والعادات والقيم‬ ‫وأنشتة السكان في المستقبل ‪ ،‬وهنان مشهد وسيناريو آخر لا يقل ختورة من الأول إذ من‬ ‫اتتمل أن يتزايد التفكك الأسري بفعل التلال وسيلق أل تربية الأولاد عل دور الرعاية‬ ‫الحكومية والأهلية تا سيحدث انفصامًا في ال كيت الأسري وتظهر معه الأسر المفككة ‪،‬‬ ‫بينما يأتي مشهد استمرار الأوضاع قريبًا تاهي عليه اليوم أقل احتمالا م استمرار أسباب‬ ‫العزوف عن الزواج المبكر واستمرار العنوسة وانخفاض مستول الخصوبة ونسبة المواليد وكل‬ ‫ذلك يستدعي النظر من الحكومة في تلافي الأسباب الع قد تبدي إلى تلااي دور الأسرة في‬ ‫التنشئة الاجتماعية من خلال التوس في التثقي بالأسرة ودورها الاجتماعي وتيسير أمور‬ ‫الزواج المبكر ورف مستول دخول الأفراد والتغلت عل البتالة بكل أاكاىا وأنواعها‪.‬‬ ‫وقد ناقش مجموعة من خبراء العلوم الاجتماعية مبارات مستقبل الأسرة السعودية‬ ‫خلال عشرة أعوام مستقبلة ‪ ،‬وذلك في الملتق الساب لجمعيات الزواج ورعاية الأسرة في‬ ‫المملكة العربية السعودية والذي أقيم في مدينة الدمام في فبراير ‪2015‬م ‪،‬ونوقش فيه أكثر‬ ‫من ‪ 30‬ثا علميا تحمل موضوعات حديثة التر ومق حات لتلافي مشكلات العنوسة‬ ‫والزواج وبعا المبثرات الأخرل في تشكيل الأسرة وهيكلها ودورها الاجتماعي ‪ ،‬ولعل المعنيين‬ ‫بشبون الأسرة والشبون الاجتماعية يفيدون من آراء الخبراء الع تماا عنها الملتق لتلافي‬ ‫المشاهد والسيناريوهات اتبتة واتتملة لمستقبل الأسرة السعودية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 2‬المجتمع السعودي في المستقبل‬ ‫مر المجتم في ابه الجزيرة العربية بعدة تحولات تأر ية وكان المجتم البدوي هو‬ ‫السا د فيها ويغلت عل أفراده العمل في الرعي والمجتم القروي الريفي ويشتغل البية أفراده‬ ‫في الزراعة والرعي وقليل ج ًدا من المجتم المتحضر في بعا المدن الصغيرة المشتغلين في‬ ‫التجارة والصناعة ‪ ،‬وتتور التشكيل المجتمعي عل أثر مجموعة من المتغيرات السياسية‬ ‫والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ليزيد تعداد المجتم المتحضر ويقل تعداد المجتم‬ ‫البدوي والريفي نتيجة اىجرة المس سلة إلى المدن وتغير أنشتة السكان في اهاه الورا‬ ‫الحكومية العسكرية والمدنية والأنشتة التجارية والصناعية ‪ ،‬ويمكن تصني التشكيلات‬ ‫الاجتماعية في الجزيرة العربية تار ياً إلى ‪:‬‬ ‫‪ ‬التجمعات المدنية في مدن الحجاز الكبيرة القا مة عل التجارة وعا دات خدمات الحج‬ ‫والعمرة ‪ ،‬حيث أسهم وضعها الاقتصادي وموقعها الديني ‪ ،‬في ترسي ملامع ثقافة‬ ‫براجماتية منفتحة ومتسا ة م المذاهت والتوا الإسلامية كافة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫المنحدرات المناطقية والعرقية ‪ ،‬بل م الآخر الماتل عرقيًا ولغويًا وحت دينيًا ‪.‬‬ ‫‪ ‬التجمعات ابه المدنية وقامت في الإحساء والقتي وجيزان ‪ ،‬ونجد ‪ ،‬إلا أن بعدها عن‬ ‫مع ن التشابك الحياتي م التوا والأعرال الأخرل ‪ ،‬كان كافياً لأن تبق همعات‬ ‫منغلقة عل ثقافتها وقناعاتها التا فية والمناطقية‪.‬‬ ‫‪ ‬همعات أخرل تشكل أكثر من سبعين في الما ة من المناطق كانت مبنية عل حياة‬ ‫همعات مستقرة س قروية وقبلية س قا مة عل الرعي والزراعة أو الصيد البحري‪ ،‬وعل‬ ‫همعات قبا ل رعوية س م حلة س تتمدد عبر معظم صحاري الجزيرة العربية‪.‬‬

‫وقد أثرت الظروف الاقتصادية للتجمعات القروية والرعوية عل توجيه الثقافة المجتمعية‬ ‫القا مة عل الدين والأعراف ومصلحة الجماعة‪ ،‬وفق منظومة أولوية الانتماء للجماعة في‬ ‫أبعادها القروية والقبلية ‪ ،‬والمذهبية والتا فية ‪ ،‬والعرقية ‪ ،‬وترسي تقاليد التاوف من الآخر‬ ‫أو التحيّز ضده ‪ ،‬حفاراً عل الحدود الدنيا من الوفاء بالاحتياجات المعيشية ىذه الجماعات‪،‬‬ ‫كما أثرت قيمها عل إذكاء الحروب القبلية والفئوية والتا فية وتقاليد الثأر ‪ ،‬وبعد تأسيس‬ ‫الدولة السعودية الثالثة عل معظم أجزاء ابه الجزيرة العربية أخذ التشكيل المجتمعي بفعل‬ ‫المتغيرات السياسية والاقتصادية والحضارية يتاذ اكلا جديدًا حيث وطنت البادية وهيئت‬ ‫اىجرة إلى المدن وتتورت التنمية الوطنية م تبة عل التوس في انتاج النفط وتسويقه‬ ‫وتصنيعة فتتورت المدن وجذبت إليها هجرة البادية والري ‪ ،‬ويرل بعا علماء الاجتماع أن‬ ‫المجتم السعودي ر ينتقل بعد من البداوة إلى الحياة الحضرية انتقالاً تامًا وأن الدولة قامت‬ ‫بجهد كبير لإنجاز ذلك ‪ ،‬وانصبت جهود الدولة السعودية لتحديث المجتم عل مجالات‬ ‫كثيرة منها ‪ :‬الصحية ‪ ،‬والتعليمية ‪ ،‬والتنموية بشكل عام ‪ ،‬لكن الأثر الكبير كان في مجالين‬ ‫‪ :‬العمل في حقول النفط ‪ ،‬والجيش والحرس الوطني والتعليم ‪ ،‬ويعتبرون هذا الأثر مباراً‬ ‫عل أن أخلال وقيم وعادات المجتم البدوي والمجتم الريفي الزراعي ما زالت هي المسيترة‬ ‫بشكل مباار أو ير مباار عل المجتم ‪ ،‬ر م ارتفاع نسبة العاملين في مجالات الصناعات‬ ‫الخفيفة والخدمات العامة ‪ ،‬ور م عملية س الحران الاجتماعي س المهمة الع حدثت في المجتم‬ ‫السعودي ‪ ،‬تحت تأثير س المتغير النفتي س ‪ ،‬وعمليات اىجرة الواسعة للعمالة خلال السبعينات‬ ‫الع أدت إلى س تسييلس المجتم السعودي جز ياً تحت ضغط المتغيرات الحضرية المتنامية ‪.‬‬ ‫وعل الر م من نشأت مجموعة من النشاطات العلمية المنادية بتتوير المجتم السعودي‬ ‫إلى المجتم المدني للتحرر والديمواقراطية فحن القا م في المجتم السعودي حت اليوم هو‬

‫المجتم المتحضر راهريًا المتبدون والم ي في الأصل والذي تسوده علاقات بدوية وريفية ‪،‬‬ ‫تتسم بالعلاقات القرابية والأسرية الجمعية ‪ ،‬وتسيتر عل فكر أفراده العادات والتقاليد‬ ‫الموروثة ‪ ،‬وتتلااي فيه فضاءات الحرية لرفراد ‪ ،‬وقد أثر ذلك عل نوعية إدارة المبسسات حيث‬ ‫تحولت إلى أداة في يد الأفراد المتهنفذين والمتحكمين بقصد إضفاء الشرعية عل اىيمنة‬ ‫والسيترة والاستاواذ ‪ ،‬وقاد ذلك إلى س تريي س وس تزيي س وس تكيي س المفاهيم والأاكال‬ ‫الإدارية الحديثة لخدمة الواق المستبد ‪.‬‬ ‫وتكوين المجتم المدني مهم ج ًدا من وجهة نظر التنويريين لارتباطه بشكل الحكم الأكثر‬ ‫ديموقراطية وارتباطه بالعولمة في جمي مستوياتها ‪ ،‬فالمجتم المدني هو في ذهن النابة مرادف‬ ‫للتحول الديموقراطي ‪ ،‬فهو بديل عن المجتم الذي تهيمن عليه سلتة الدولة الاستبدادية‬ ‫الشمولية ‪ ،‬والبديل عن النظام القبلي والمجتم التا في ‪ ،‬ولعل أكثر ما يعيق تكون المجتم‬ ‫المدني في الوطن العزيز هي المشروعية والقانونية في رل ياب التنظيمات والتشريعات الع‬ ‫تسمع له بالتكون والنشوء ‪ ،‬ويرل أحد التنويريين في المجتم السعودي أن المجتم المدني‬ ‫ضرورة للدولة العادلة حيث أن الحكم الدستوري والفصل بين السلتات هي ما يهيء لنشأته‬ ‫وتتوره‪ ،‬وهو حست تصوره ضابط العلاقة التبيعية بين الدولة والمجتم ‪ ،‬وهو طريق التقدم‬ ‫في كل زمان ومكان‪ ،‬والمجتم المدني مفهوم س حضاري عالمي إنساني س ‪ ،‬بل إنه من مقاصد‬ ‫الشريعة الكبرل‪.‬‬ ‫والمجتم المدني يتكون من ‪ :‬القيم ‪ ،‬وأهمها ‪ :‬الحرية والعدالة والكرامة والشورل ‪ ،‬ومن‬ ‫الإجراءات الدستورية ‪ ،‬كالفصل بين السلتات‪ ،‬وتبني الحكم الرايد وإاران المجتم في‬ ‫الحكم والإدارة وتقاسم السلتة ‪ ،‬ومن التكتلات الأهلية وتشمل همعات المجتم المدني‬ ‫مثل‪ :‬الجماعات المهنية ‪ ،‬والجماعات الاجتماعية ‪ ،‬والجماعات الثقافية ‪ ،‬والجماعات‬

‫الاقتصادية ‪ ...‬واوها ‪ ،‬ولكي تتمكن مبسسات المجتم المدني من تأدية دورها كداعية لبناء‬ ‫مجتمعات مدنية قوية وفعالة ونشيتة‪ ،‬لابد أن تض في اعتبرها أن المشاكل الع يواجهها‬ ‫المجتم من رلم وحرمان وفقر وبتالة وأمية وتمييز وحرمان من المشاركة السياسية وقم‬ ‫للحريات المدنية‪ ،‬هي نتاج إقصاء المجتم المدني‪ ،‬وان حل تلك المشكلات لن يتحقق دون عدالة‬ ‫سياسية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬وان ذلك لن يتحقق دون وجود مبسسات المجتم المدني‬ ‫الأهلية‪ ،‬والتضامن بينها وبين كافة المبسسات الرأية‪ ،‬من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية‪،‬‬ ‫وربط كافة المشاري باحتياجات السكان الحقيقية‪ ،‬عل أن يتم ذلك في إطار وجود ختط‬ ‫عمل طويلة وقصيرة المدل‪ ،‬م الأخذ في الاعتبار أن ذلك لن يتم بعيدا عن التنسيق والتعاون‬ ‫م ابكات العمل المش ن بين المنظمات الأهلية الدولية ‪ ،‬ولتأخذ مبسسات المجتم المدني‬ ‫دورها ومكانتها فلابد من توفر إرادة سياسية وقرار جرئ وجاد يتيع ىا النشأة والتكون ‪ ،‬وأن‬ ‫تثبت النات الوطنية السياسية والإصلاحية قدرتها عل الاستمرار في مشروع الإصلا‬ ‫السياسي والثقافي وهاوز الانقسامات ‪ ،‬م تتور النشا المدني والحقوقي الأهلي ‪ ،‬وهو ما‬ ‫سيحدد طبيعة ومستقبل المجتم المدني وحقول الإنسان في المجتم السعودي ‪.‬‬ ‫وعند استشراف مستقبل المجتم السعودي انتلاقًا من تأر ه وواقعه وقيا ًسا بالمتغيرات‬ ‫الدولية م مراعاة المبثرات الأساسية في تتور تشكيله تبرز لنا مجموعة من الاحتمالات‬ ‫والفرضيات والمشاهد والسيناريوهات لعل من أبرزها مايلي ‪:‬‬ ‫المشهد الأول ‪ :‬استمرار تريي المجتمعات المدنية م ازدياد اىجرة الريفية إلى المدن وتمسك‬ ‫السلتة والحكومة بمنهجها في الحكم م إحداث بعا التتويرات في مجال منع المجالس‬ ‫البلدية مزي ًدا من الصلاحيات ير المالية والتوس في عضويتها المنتابة واستمرار التحفظ‬ ‫عل تشري نشأت مبسسات المجتم المدني الحقوقية والاصلاحية ‪ ،‬واتساع الفجوة بين‬

‫التبقات الاجتماعية تا سي تت عليه مجموعة من الاضترابات الأمنية والاجتماعية‬ ‫نتيجة تمدد الفقر والبتالة والاعتماد عل العمالة الوافدة في العمل والتنمية ‪.‬‬ ‫المشهد الثاني ‪ :‬التحول السياسي إلى الدستورية تدرريًا بحتاحة الفرصة للمجتم بالمشاركة‬ ‫في السلتة من خلال مبسسات المجتم المدنية والتوس في الانتاابات وتشكيل المجتم المدني‬ ‫وتوزي التنمية لتشمل المدن الصغيرة بما يشج اىجرة المعاكسة من المدن الكبيرة إليها‬ ‫والتالب من راهرة ال يي تدرريًا باعتماد لوا ع وقوانين مدنية جديدة تساعد عل‬ ‫التشاركية المجتمعية بعي ًدا عن القبلية والتا فية والمذهبية ‪ ،‬وتتوير مخرجات التعليم بما‬ ‫يتوافق م متتلبات التنمية والتوس في السعودة والاحلال ‪.‬‬ ‫المشهد الثالث ‪ :‬نشأت الأحزاب السياسية المنتمية إلى العقا د والأفكار والتوا وضغتها‬ ‫عل الحكومة لمشاركتها السلتة وتأثيرها عل تشكيل المجتم المدني التنويري في اهاه‬ ‫ضبط معاييره بما يتلاءم م التوجهات الحزبية وتشكيل السلتة التنفيذية من مخاض‬ ‫الحزبية السياسية وانعكاس ذلك كله عل التنمية الوطنية والتعامل م مبسسات وأعضاء‬ ‫العهد السابق بالإقصاء والتنكيل والتأثير عل السلتات الأخرل التشريعية والقضا ية بما‬ ‫يحقق أهداف الانفتا والتعددية والسيترة عل مبسسات المجتم المدني الع ستوجه‬ ‫أنشتتها او تحقيق أهداف الأ لبية الحاكمة أو الإتلاف الحاكم واستمرار ال يي‬ ‫المجتمعي في اكل الحزبية السياسية والفكرية‪.‬‬ ‫المشهد الراب ‪ :‬تحرر التعليم والإعلام من التبعية للحكومة المركزية وقيادتهما للتحولات‬ ‫او الديمواقراطية والتعددية المنظمة والمجتم المدني المتحضر في رل حكومة دستورية أو‬ ‫ابه دستورية منفتحة عل المشاركة المجتمعية بما يساعد عل إحداث نقلة تتويرية في‬ ‫النهضة الوطنية والتنمية الشاملة وتحقيق العدالة المجتمعية وتوسي دا رة التكافل‬

‫الاجتماعي والتالب تدرريًا من القيود البدوية والريفية المبثرة عل بناء المبسسات‬ ‫الحكومية والاجتماعية وبنية المجتم المدني يث تظهر الختط الإس اتيجية والعمل‬ ‫المبسساتي وفق معايير الأداء المتتور وعليه ستنمو المدن الصغيرة بفعل تنوي النشاطات‬ ‫التنموية وتوجيه اىجرة السكانية ‪ ،‬ورهور المبسسات الأهلية المستقلة في مجالات التعليم‬ ‫والصحة والإقتصاد والصناعة ‪ ...‬واوها ‪.‬‬ ‫المشهد الخامس ‪ :‬استمرار مقاومة التغييرات الفكرية الداعية للتتوير والإصلا للمحافظة‬ ‫عل الشكل القا م وإحكام الضبط الأمني واتاكمات القانونية و ير القانونية لكل دعاة‬ ‫التنوير والانفتا عل المجتم المدني والتعددية واستمرار نمط الحكومة والإدارة م استمرار‬ ‫وض المجتم وتكويناته العقدية والعرقية والتا فية والفكرية المضتربة والتضييق عل‬ ‫وسا ل الإعلام والاتصال والتواصل الإليك ونية لضمان استمرار السلتة والاستحواذ‬ ‫والتشكيلات التبقية الاجتماعية والاقتصادية تا يعني الجمود وعدم الرضوخ للتتور‪.‬‬ ‫وأ ًيا كان المشهد المستقبلي للمجتم السعودي فحن التتورات في العار تشير إلى حتمية‬ ‫حدوث التتورات في المجتم السعودي إما وفق ر ية التنويريين المنفتحين عل التتورات‬ ‫العالمية أو وفق ر ية الأصوليين المتمسكين بالعادات والتقاليد والأعراف والقيم العقدية‬ ‫والمجتمعية أو المقاومين لعمليات التتوير ‪ ،‬وسي تت عل اكل المجتم السعودي في المستقبل‬ ‫نوع النشاطات المجتمعية والفكرية والاقتصادية وسيتأثر بها التعليم والنظم والقوانين ونوع‬ ‫الحكم والإدارة‪ ،‬ولعلي في الحلقات القادمة أستشرف تلك المتغيرات المتأثرة بتتورات الأسرة‬ ‫والمجتم والمتوقعة في مستقبل الوطن العزيز ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 3‬مستقبل الكتاب وعاء العلم والثقافة‬ ‫رل الكتاب لعصور طويلة هو الوعاء الأساسي للعلم والثقافة وقد كان الكتبة والعلماء‬ ‫يعمدون إلى خط الكتاب ونساه لتعميم فوا ده للمتعلمين وطالا الثقافة الإنسانية ‪ ،‬وقد‬ ‫أزدهرت العناية بالكتاب بعد أن تتورت الكتابة لتصبع هي وسيلة النقل والتفاهم الحضاري‬ ‫بعد أن كانت عبارة عن رسوم ونقو لتتاذ اكلا آخر من الرموز الحرفية ست اللغات‬ ‫المتوارثة والع دونت بها العلوم والثقافات الإنسانية في مشارل الأرض ومغاربها ‪ ،‬وقديما كان‬ ‫الكتاب عبارة عن مجموعة ألوا فاارية‪ ،‬أو عبارة عن درج من ورل البردي‪ ،‬فأما ( الكتاب‬ ‫الفااري ) فقد عرفه السومريون والبابليون قبل أكثر من أربعة آلاف سنة‪ ،‬وأما ( الكتاب‬ ‫الدرجي ) فقد عرفه المصريون في الف ة نفسها تقريبا ‪،‬والواق أن المصريين صنعوا من سول‬ ‫قصت البردي أدراجا طويلة جدا‪ ،‬ولما كان البردي أخ وزنا وأكثر ملاءمة للكتابة من‬ ‫الفاار فقد أخذت مصر تصدره الى مختل بلدان الشرل الأدن ‪ ،‬وقد اقتبس الإ ريق عن‬ ‫المصريين ( الكتاب الدرجي ) وعن الإ ريق اقتبسه الرومان بدورهم ‪ ،‬وقد حل الرل حوالي العام‬ ‫‪ 400‬للميلاد ل البردي وكان يعد من جلود الحيوانات‪ ،‬وافذ الكتاب اكله الحاضر ذا‬ ‫الصفحات المتوية المضموم بعضها إلى بعا ‪ ،‬وفي القرن الثامن للميلاد استادم العرب الورل‬ ‫الذي ابتكره الصينيون في القرن الثاني للميلاد بدلا من الرل ( الجلود ) بعد فتع مدينة‬ ‫أرقند حيث أسسوا مصنعا لصناعة الورل عام ‪ 751‬م ‪ ،‬وعنهم أخذته البلدان الأوروبية في‬ ‫القرن الثاني عشرللميلاد ‪ ،‬وقد أنشد أول مصن للورل في إنكل ا في القرن الخامس عشر‬ ‫الميلادي وفي عام ‪ 1436‬اخ ع قوتنبرغ التباعة بالحروف المعدنية المنفصلة أو المتحركة فكان‬ ‫ذلك الاخ اع نقتة تحول في تاري الكتاب نقلته من طور الماتوطة إلى طور المتبوعة‪ ،‬وأول‬

‫كتاب طب في أوروبا هو الكتاب المقدس الذي طبعه قوتنبرغ في ما بين عام ‪ 1452‬وعام‬ ‫‪ 1455‬م ‪.‬‬ ‫وقد تتور إنتاج الكتت واستادامها م تتور التباعة وتتور التعليم وانتشاره في جمي‬ ‫دول العار فأصبع الكتاب في اكله الورقي وعاء العلم والثقافة السا د لكثير من القرون لدل‬ ‫كثير من الأمم ورهرت عناية الدول ومبسسات الثقافة والتعليم بالكتت والمكتبات ودور‬ ‫التباعة والنشر وااتهرت الكثير من المكتبات العالمية والإقليمية واتلية الع تنافست في‬ ‫مجالات الاقتناء والتزويد والتبادل المعرفي والثقافي ‪ ،‬وأحيط الكتاب بمنظومة قوانين أاية‬ ‫الحقول للتألي والنس والنشر والتوزي للحفار عل هيبته وإثراءه لمجالات العلم والثقافة ‪،‬‬ ‫ولا يزال الكتاب مصدًرا من مصادر المعرفة ر م مزاأته بوسا ط المعلوماتية المعاصرة ‪ ،‬وقد‬ ‫أخرجته التقنيات الإليك ونية المعاصرة في الشكل الإليك وني الجديد الذي يتوق أن يحل‬ ‫ل صيغته واكله التقليدي السا د تدرر ًيا ست تتور استادامات التقنية‬ ‫الإليك ونية‪.‬‬ ‫وعل الر م من إنتشار المكتبات العامة والأهلية والجامعية ودور النشر في الكثير من دول‬ ‫العار وعل الر م من النجاحات الع حققتها المعارض الدولية للكتاب في الكثير من دول‬ ‫العار إلا أن جفوة مرتادي المكتبات ومستعيري الكتت والقراء بدأت تزداد وتتس مساحتها في‬ ‫أوسا الشباب وطلاب العلم من الجيل المعاصر في الوقت الذي فيه تزداد استادامات‬ ‫المعلوماتية والتقنيات الإلك ونية الذكية الع أتاحت رهور أنما جديدة وحديثة من الكتت‬ ‫الإليك ونية الرقمية الع يمكن تصفحها من خلال أجهزة الحاسوب واىوات الذكية‬ ‫السا دة الاستادام لدل الجيل المعاصر ‪.‬‬

‫ولعل أبرز أات الثورة الرقمية والمعلوماتية هو تحول الإعلام تدررياً من اكله التقليدي‬ ‫إلى اكله الرقمي سواء المسموع والمر ي والمكتوب‪ ،‬وبات أمراً مألوفاً أن تشاهد لكل وسيلة‬ ‫إعلامية اكلاً رقميًا عل ابكة الان نت‪ ،‬فأصبع للصح مواقعها الإلك ونية وللمحتات‬ ‫التلفزيونية قنوات بث مباار عل ابكة الان نت‪ ،‬هذه الثورة الرقمية طالت أيضًا الكتاب‬ ‫الورقي التقليدي لتحوله إلى اكله الإلك وني وهعله بمتناول الملايين من الناس بأسهل‬ ‫الترل وأرخب الأسعار‪ ،‬ويتميز الكتاب الإليك وني في نظر الكثيرين من المتابعين لتتوره‬ ‫بالآتي ‪:‬‬ ‫‪ . 1‬قابليته للنقل حيث يمكن تحميل عدد من الكتت في وقت واحد وفي مكان واحد وفي‬ ‫ذلك توفير الحيز‪.‬‬ ‫‪ . 2‬إمكان الوصول السري إليه وإتاحته للقراء بأقصر وقت تكن‪.‬‬ ‫‪ . 3‬إنتاجه بأاكال متعددة لتناست مختل أنواع القراء‪.‬‬ ‫‪ . 4‬قابليته للبحث الإليك وني المفصل في كامل أجزاء النب ‪.‬‬ ‫‪ . 5‬إمكانية إضافة الحوااي والتعليقات عل أجزاء الكتت وهميعها عند الحاجة لكتابة‬ ‫مقال أو ث أو اوه‪.‬‬ ‫‪ . 6‬إمكان الربط الإليك وني بكلمات أو عبارات في مصادر إلك ونية أخرل كالقواميس‬ ‫ودوا ر المعارف‪.‬‬ ‫‪ . 7‬إمكان دعم الكتت الإلك ونية بالوسا ط المتعددة مثل الصوت والصورة الساكنة‬ ‫والمتحركة‪.‬‬ ‫‪ . 8‬انخفاض الزمن المستغرل في النشر وكذلك التكلفة‪.‬‬ ‫‪ . 9‬إمكان النشر الشاصي‪.‬‬

‫إمكانية قراءته في الظلام أو الضوء الضعي فبعا الأجهزة مزودة بوحدات‬ ‫‪. 10‬‬ ‫إمكانية الاختيار من بين الأاكال والختو والألوان حست ر بة كل‬ ‫إضاءة‪.‬‬ ‫‪. 11‬‬ ‫ااب ‪.‬‬ ‫ويرل بعا اتللين أن الكتت الورقية ستتعايش جنبًا إلى جنت م الكتت الإلك ونية‬ ‫إلى ف ة من الزمن خصوصًا في بعا الموضوعات الأدبية كالروايات والقصب ‪ ،‬أما في رأي‬ ‫البعا الآخر فحن المستقبل سيكون للكتاب الإلك وني لأن النشر الإلك وني سيكون أسهل‬ ‫ومتاحًا لشريحة أكبر من المبلفين‪ ،‬كما أن سلوكيات البحث عن المعلومات والعادات‬ ‫القرا ية ستتغير أيضًا لدل ارا ع المجتم الأصغر سنًا الذين تعودوا عل استادام الحاست‬ ‫والإن نت واىوات الذكية ‪ ،‬فالعبرة في الحصول عل المعلومات المتلوبة في الوقت المناست‬ ‫وليس في اكل الوعاء وهل هو ورقي أم إلك وني ‪ ،‬ويضاف إلى ذلك أن المستقبل سيكون متا ًحا‬ ‫لتتور المكتبات الإلك ونية الع ستكسر الحواجز الزمنية والجغرافية وتوفر المعلومات لمن‬ ‫يحتاجها في أي مكان وفي أي وقت ‪.‬‬ ‫وقد اهد الكتاب الإلك وني في الولايات المتحدة الأمريكية نجاحات متقدمة م اركة‬ ‫“آمزون سفجهاز “كيندل” فتع التريق للقارئ للوصول إلى نص مليون عنوان بنص أسعار‬ ‫الكتت الورقية تقريبا ‪ ،‬وأتاحت اركة “آبلْ“واركة سماكروسوفتسوسقوقلس و يرها من‬ ‫الشركات الرقمية متاجر متعددة تضمنت الكتت الإليك ونية ‪ ،‬وقد حققت مبيعات مر ة‬ ‫تنافس مبيعات الكتت الورقية التقليدية ‪ ،‬وتصن الكتت الإليك ونية إلى مجموعة أصناف‬ ‫أبرزها ‪:‬‬

‫‪ ‬كتت التحميل ( ‪ ) Downloadable E-books‬حيث يمكن تحميل تول الكتاب من‬ ‫الان نت الى الحاست الألي الشاصي للمستفيد دون الحاجة لأجهزة قراءة مخصصة‪.‬‬ ‫‪ ‬كتت القار ات المتاصصة( ‪ ) Dedicated E-Books Readers‬حيث يتم تحميل‬ ‫الكتاب إلى أجهزة قراءة خاصة ذات اااات عالية الجودة والدقة وإمكانات خاصة في‬ ‫القراءة‪.‬‬ ‫‪ ‬كتت التباعة حست التلت ( ‪ )Printing On Demand Books‬وفيها تحفظ‬ ‫تويات الكتاب في نظم تكننة متصلة بتابعات عالية الجودة وفا قة السرعة وعند‬ ‫طلت المستفيد لعنوان معين يتم طباعته وهليده‪ ،‬ويمكن تصني هذه الفئة ضمن النشر‬ ‫بمساعدة النظم الإلك ونية ( معينات النشر الإلك وني ) ( ‪Electronic Aided‬‬ ‫‪. )Publishing‬‬ ‫‪ ‬الكتت المتاحة عبر ابكة الويت (‪ )Web- Accessible‬وهي الكتت المنشورة عل صفحة‬ ‫الويت الخاصة بالموزع وتتا مجاناً‪.‬‬ ‫وقد اهتم الكثير من المثقفين في الكثير من دول العار باستشراف مستقبل الكتاب‬ ‫التقليدي والكتاب الإليك وني وأقيمت العديد من المبتمرات والندوات وأجريت العديد من‬ ‫الدراسات العلمية والبحوث في هذا المجال وتشير البيتها إلى تتور الكتاب الإليك وني ورواجه‬ ‫وااسار الكتاب الورقي المتبوع ‪ ،‬ففي تقرير حديث صدر عن اركة سبرايسوتر هاوس كوبرزس‬ ‫توق تفول مبيعات الكتت الإلك ونية عل نظيراتها من الكتت الورقية المتبوعة لول عام‬ ‫‪2018‬م وأن قيمة سول الكتاب الإلك وني الاستهلاكي ‪-‬ما عدا الكتت المدرسية وكتيبات‬ ‫المهنيين ‪ -‬س تف من ‪ 635‬مليون دولار إلى ‪ 1,67‬مليار دولار‪ ،‬فيما ُيتوق أن تنافا‬ ‫مبيعات الكتت المتبوعة بمقدار الثلث‪.‬‬

‫ولعل المستقرئ للمستقبل انتلا ًقا من التأري والواق وفي رل التتورات المذهلة في‬ ‫المجالات الرقمية وصناعة اىوات والألوا الذكية يلمس التحول في ثقافة الأجيال في اهاه‬ ‫الثقافة الإليك ونية واستادام وسا ط المعلوماتية الذكية وااسار اقتناء الكتت الورقية‬ ‫وارتياد المكتبات ‪ ،‬وعليه تبرز لنا مجموعة من الاحتمالات والفرضيات والمشاهد والسيناريوهات‬ ‫لمستقبل الكتاب عامة والكتاب الإليك وني خاصة لعل من أبرزها مايلي‪:‬‬ ‫المشهد الأول ‪ :‬استمرار العناية بالكتاب الورقي والمكتبات م العناية الموازية بالكتاب‬ ‫الإليك وني والمكتبات الرقمية وفي هذا المشهد يتوق استمرار تعامل الأجيال المستقبلة م‬ ‫الكتاب بأنواعه مت ما نشتت برامج الحفز عل القراءة واتيع الكتاب بتنوع صيغه للقراء‪.‬‬ ‫المشهد الثاني ‪ :‬ااسار استادام الكتت الورقية مقابل نشا الكتت الإليك ونية وهو ما يعني‬ ‫استمرار العزوف عن المكتبات وااسار دور النشر الاعتيادية وتتور النشر الإليك وني ونشا‬ ‫الوسا ط الرقمية والأجهزة الحاسوبية واىوات والألوا الذكية وقد يشهد المستقبل إ لال‬ ‫الكثير من المكتبات العامة والأهلية وافتتا المكتبات الإليك ونية البديلة ‪.‬‬ ‫المشهد الثالث ‪ :‬ااسار استادام الكتاب الورقي والكتاب الإليك وني معًا والتوس في استادام‬ ‫الوسا ط الرقمية في ير صيع الكتاب والتوس في استادام وسا ل التواصل الاجتماعي بديلا‬ ‫عن الكتاب بأنواعه وهو ما يعني موت المكتبات والكتاب كوعاء للعلم والثقافة ورواج المعلومات‬ ‫ير الدقيقة المتداولة عبر الوسا ط تا سينعكس سلبيًا عل نوع الثقافة ومستواها‬ ‫واهاهاتها ‪.‬‬ ‫ولعلي أميل إلى أن المستقبل للكتاب سيواجه بتهديدات التقنيات الرقمية المتتورة والع‬ ‫ستفتع الأبواب مشرعة للمعلومات المضتربة والع ينتجها الأفراد خارج معايير العلمية‬ ‫وستبثر حتمًا في الثقافة العامة وفي الاهاهات والقيم تا سيشكل عبئًا عل المجتمعات‬

‫المستقبلة لمواجهة المبثرات التقنية عل السلون الفردي والاجتماعي وعل الدول والمبسسات‬ ‫ال بوية والمجتمعات الحيتة ىذا المشهد المرعت من خلال ترايد استادام التقنيات الرقمية‬ ‫والمعلوماتية بما يحافظ عل الكتاب وقيمته العلمية ‪ ،‬وعلينا التحست لكل الاحتمالات‬ ‫وتتوير أساليبنا ال بوية عل مستول الأسرة والمبسسات التعليمية والمجتم لمواجهة سيل‬ ‫التأثيرات السلبية للتقنيات الرقمية الواقعية واتتملة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 4‬مستقبل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية‬ ‫من تاب تتور وسا ل الإعلام المسموعة والمر ية خلال سنوات العقود الثلاثة المنصرمة‬ ‫يصاب بالذهول لسرعة التتورات وازدحام الفضاء بوسا ط البث والإرسال وتعدد قنوات البث‬ ‫الإذاعي والمر ي بما يفول الخيال وقد حدث ذلك التتور المتسارع نتيجة التقدم في صناعة‬ ‫تقنيات البث والاستقبال واستادام الأقمار الاصتناعية للقيام بدور وسيط البث ويقدر بعا‬ ‫المتابعين أعداد الأقمار الاصتناعية المستادمة لأ راض مدنية وأ راض عسكرية بالآلاف‬ ‫وتصل طاقة الواحد منها إلى بث مايزيد عن أل قناة إذاعية ومثلها مر ية ‪ ،‬وعلينا فيل عدد‬ ‫القنوات الإعلامية نتيجة استادام هذه التقنيات المتتورة ‪.‬‬ ‫أذكر وجيلي أن الوطن العزيز ر يكن به من قنوات البث الإذاعي والتلفزيوني خلال‬ ‫الستينات والسبعينات الميلادية من القرن الميلادي المنصرم ما يزيد عل عدد الأصاب ‪ ،‬ور يكن‬ ‫هنان وسا ل إتصال متتورة حيث ر تظهر آنذان استادامات اىات النقال وأطبال‬ ‫الاستقبال الحديثة ‪ ،‬فكان الإعلام السعودي يستادم تقنية البث الأرضية لفذاعة والتلفزيون‬ ‫من الرياض وجدة والمنتقة الشرقية ‪ ،‬وفي ضون ثلاثة عقود أصبع بحمكان المواطنين الاستماع‬ ‫أو المشاهدة لأكثر من خمسة آلاف قناة إعلامية لية وإقليمية وعالمية باستادام تقنيات‬ ‫الاستقبال الحديثة والع تتورت تتوًرا مذهلا إلى درجة إتاحتها من خلال تتبيقات اىوات‬ ‫النقالة والأجهزة الحاسوبية المتتورة‪.‬‬ ‫وم كثافة قنوات البث الإذاعي والتلفزيوني نشأت وسا ط إعلامية جديدة أيت‬ ‫بوسا ط الإعلام البديل وهي وسا ط رقمية تتيع لكل فرد أن ينشيء مت ااء قناة بث إعلامية‬ ‫خاصة به واستادام وسا ل التواصل الإجتماعي لبث اتتول الإعلامي الذي يتبناه من‬

‫خلاىا فنشتت نوافذ الأن نت واليوتيوب والفيس بون وتوي وقوقل بلس والواتساب وسناب‬ ‫اات وإنستقرام واوها من النوافذ الإليك ونية الإعلامية الحديثة في بث تويات الإعلام‬ ‫البديل والع يقودها الأفراد والمبسسات عل حد سواء ‪ ،‬وتنوعت المواد الإعلامية واتتول‬ ‫الإعلامي بتنوع الأ راض الخاصة لدل المبسسات الإعلامية ولدل أفراد المجتم النااتين في‬ ‫هذا المجال‪.‬‬ ‫وقد أقيمت مجموعة من الفعاليات الثقافية والمبتمرات العلمية لبحث مستقبل الإعلام‬ ‫العالمي والعربي وألفت مجموعة من الكتت العلمية في هذا المجال وربما اا كت البيتها في‬ ‫الر ية المتشا مة لمستقبل الإعلام بشكل عام والإعلام المسموع والمر ي بشكل خاص حيث يتوق‬ ‫سيترة الأفراد عل نوافذ الإعلام البديل في المستقبل من خلال وسا ل المعلموماتية المتتورة‬ ‫إلى درجة يصعت معها المراقبة والمتابعة والتوجيه والسيترة‪ ،‬وسيبثر ذلك حتمًا عل جمي‬ ‫مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ‪.‬‬ ‫وقد اهد الإعلام العربي المسموع والمر ي في الآونة الأخيرة الكثير من الفوض ‪ ،‬واختلط‬ ‫المال الفاسد بالإعلام الفاسد فأنتجت مجموعة من المبسسات النفعية مشاري إعلامية تعزز‬ ‫التا فية وتدعم التبا ا والتنافر والفرقة ‪ ،‬وتشج عل الخلافات العقدية والمذهبية و‬ ‫القبلية والعنصرية‪ ،‬وتحولت الساحات الإعلامية إلى معارن ثقافية واقعية ‪ ،‬وانعكست آثارها‬ ‫السلبية عل اعوب المنتقة ‪ ،‬وما يشاهد من ثاء في وسا ل الإعلام المبسسية يشاهد كذلك‬ ‫في قنوات الإعلام البديل ‪ ،‬وقد قادت هذه الوسا ل الإعلامية مجموعة من التحولات السياسية‬ ‫والثورات فيما أطلق عليه الربي العربي في الكثير من الدول العربية ‪ ،‬ولا تزال تبشر بفصول‬ ‫أحداث مستقبلية جديدة في دول أخرل ‪.‬‬

‫ولعل أكبر التحديات الع تواجه وسا ل الإعلام الجديد والبديل في نظر الكثيرين من‬ ‫المتاصصين تكمن في ضع توافر المصداقية في تواها وخضوعها لرهواء والتوجهات‬ ‫والميول والر بات وفي الستو عل حقول التألي والنشر وفي اخ ال القيم والتعدي عل‬ ‫خصوصيات الثقافة ‪ ،‬وقد صنعت الوسا ل الجديدة حالة من الإبهار لدل المتلقي لتنوعها‬ ‫وفرادتها ونفوذها السري واستحواذها عل اهتمام الجيل المعاصر لإمكانية اس جاعها وتكرار‬ ‫أاعها أو مشاهدتها دون التقيد بزمن المتابعة والرصد ‪ ،‬ويعزل إليها الكثير من التغيرات الع‬ ‫طرأت عل سلوكياتهم واهاهاتهم وقيمهم ‪ ،‬ويتوق أن يستمر تأثيرها الإرابي أحيانًا‬ ‫والسلا في كثير من الأحيان باستمرار تتورها في اهاه اخ ال الثقافات والعادات والقيم‬ ‫وال ويج لبدا لها المنقولة من عوار منحلة ونماذج متفلته من العقا د والقيم والعادات‬ ‫والتقاليد ‪ ،‬وستصيت آثارها بناءات الأسر والمجتمعات بدون اك فضلا عن بناءات الدول‬ ‫والنظم والسياسات والثقافة العامة ‪.‬‬ ‫وقد يتساءل المهتمون عن الدور الذي ينبغي أن تضتل به الأسر ومبسسات ال بية‬ ‫والتعليم والمجتم ومبسسات الدولة المعنية في المستقبل لحماية الناائة والأجيال المستقبلة‬ ‫من الآثار السلبية الع سيالفها الإعلام المفتو والإعلام البديل الخارجان عن السيترة‬ ‫والتنظيم القيمي والمعرفي لدل الأطفال والشباب ‪ ،‬وهو التحدي الحقيقي الذي يتتلت تتوير‬ ‫وسا ل ال بية والتعليم لتواجه الأختار المتوقعة ‪ ،‬فلا الأسر ولا المجتم ولا المبسسات‬ ‫التعليمية ستنجع في مهامها مستقبلا إذا ر تتتور أساليبها وطرقها ونظمها لحصانة‬ ‫الأجيال المستقبلة من قوة التأثير في وسا ل ووسا ط الإعلام المتتورة ‪.‬‬ ‫لقد لمس الجيل المعاصر من الآباء تلك الفجوة الكبيرة الع نشأت بينهم وبين أولادهم‬ ‫نتيجة تنوع وسا ط التثقي الحديثة الع أثرت عل تربيتهم وتعليمهم أكثر من تأثير‬

‫وسا ط ال بية والتعليم التقليدية ‪ ،‬حيث استادمت وسا ل الإعلام المر ية والمسموعة‬ ‫ووسا ط الإعلام البديل للتأثير في ثقافة الجيل الجديد وجيل المستقبل بأساليت لا طاقة‬ ‫للوالدين والمربين والمعلمين بمقابلتها وتحصين الجيل من بلا ها وسلبياتها ‪ ،‬ونتج عنها ما‬ ‫يسم بعزل ثقافة الأجيال ‪ ،‬فما يبمن به الآباء لا يبمن بأ لبه أولادهم وكذلك العكس ‪،‬‬ ‫واتسعت الفجوة الثقافية وانعكست عل العلاقات الأسرية والاجتماعية ور تسلم منه أي أسرة‬ ‫في المجتم السعودي المعاصر ر م اجتهاد بعا الجهات المعنية في الدولة بالسيترة عل بعا‬ ‫المواق الإليك ونية والقنوات الإباحية وحجت بعضها تا يعتقد بتأثيرها السلا عل‬ ‫الأخلال والثقافة الوطنية حيث أنه في المقابل ىذا التحصين المجتمعي نشأت قول منحلة‬ ‫برعت في الاخ ال وفتع المواق والقنوات اتجوبة وروجت لأدواتها في جمي الوسا ل‬ ‫والوسا ط الإعلامية والإليك ونية ‪.‬‬ ‫ولعل المستقرئ للمستقبل انتلاقًا من التأري والواق لن يتفاءل كثي ًرا في اهاه الضبط‬ ‫لما انفلت في الفضاء وفي ابكات الإن نت انفلاتًا يصعت معه الضبط خاصة م التتور المذهل‬ ‫في الأجهزة الحاسوبية واىوات الذكية ‪ ،‬وعند استشراف مستقبل الإعلام التقليدي والإعلام‬ ‫البديل والمتتور انتلاقًا من تأر ه وواقعه وقياسًا بالمتغيرات الدولية م مراعاة المبثرات‬ ‫الأساسية في تتور تشكيله تبرز لنا مجموعة من الاحتمالات والفرضيات والمشاهد‬ ‫والسيناريوهات لعل من أبرزها مايلي ‪:‬‬ ‫المشهد الأول ‪ :‬انخفاض تكلفة إنشاء القنوات الفضا ية بتتور صناعة الأقمار الاصتناعية‬ ‫وتنافس الدول في إطلال ما يتلاءم م احتياجاتها بما يتيع لرفراد والمبسسات عل السواء‬ ‫استثمارها بحنشاء وتأسيس قنوات إعلامية خاصة وقد يتا ربتها بوسا ل التواصل التقنية‬ ‫المتتورة لتنوي تويات البث ومادته الإعلامية تا يزيد من تعقيدات الإعلام وسيترته عل‬

‫توجيه الثقافة العامة وثقافة المجتم وتراج قدرات الحكومات والمجتمعات عل السيترة عل‬ ‫وسا ل الإعلام وفي هذه الحالة ست اج اعبية القنوات التلفزيونية المبسساتية المنظمة‬ ‫والمعتمدة عل الإعلانات للتشغيل والتتوير وستسود القنوات الشاصية وقنوات المجموعات‬ ‫للتواصل والتبادل المعلوماتي وعرض الأنشتة الشاصية وعليه سيتجه المعلنون او القنوات‬ ‫الأكثر تأثي ًرا وجذبًا وإن خرجت عن المبادئ والقيم والعادات تا سينعكس سلبًا عل الثقافة‬ ‫وسلون أفراد المجتم مستقبلا ‪.‬‬ ‫المشهد الثاني ‪ :‬تتور تقنية المعلوماتية لتصبع بديلا عن البث الفضا ي والقنوات الفضا ية‬ ‫حيث يتتور البث الإعلامي باستادام وسا ط التقنية الإليك ونية والمعلوماتية لتصبع قنوات‬ ‫البث عبارة عن تتبيقات حاسوبية ذكية يمكن استادامها في أجهزة اىوات الذكية‬ ‫اتمولة والمكتبية وقد ي اج استادام أجهزة التلفزيون ويحل لها استادام الألوا‬ ‫الإليك ونية اتمولة والضو ية المتتورة وتتا الفرصة لبث القنوات الإعلامية المسموعة‬ ‫والمر ية عل مستول المبسسات والأفراد عل السواء ‪ ،‬وسينعكس ذلك عل السلون الأسري‬ ‫والمجتمعي وتزداد الانعزالية بين الأفراد وتقل سيترة المجتم عل ترايد مشاهدة اتتويات‬ ‫للبث الإعلامي المتنوع المصادر تا سينعكس سلبيًا عل سلون الأفراد والمجتمعات المستقبلة ‪.‬‬ ‫المشهد الثالث ‪ :‬تتور صناعة الإعلام المر ي والمسموع التقليدي والمتتور والبديل في اهاه‬ ‫الضبط والاختيار وإتاحة الفرصة للدول والمجتمعات والأسر للسيترة عل المواد الإعلامية من‬ ‫خلال الاختيار والانتقاء المعياري بما يعزز اتافظة عل الثقافة والقيم والعادات وسيساعد‬ ‫ذلك عل توجيه اهاهات وسلوكات أجيال المستقبل او المأمول وإن تزايدت قنوات التأثير‬ ‫الإعلامي والمعلوماتي ‪.‬‬

‫المشهد الراب ‪ :‬استمرار بقاء الأساليت والأدوات الإعلامية الحالية م بعا التتويرات في‬ ‫تيسير الاستادام عبر اااات التلفزيون في المنازل وأجهزة الحواست واىوات الذكية وهو ما‬ ‫يعني بقاء التأثيرات الإرابية والسلبية عل السواء تا يتتلت من الدول والمجتمعات والأسر‬ ‫البحث عن أساليت حصانة للثقافة العامة وسلون الأفراد بواستة ال بية والتعليم وهذا‬ ‫سيشكل تحد مستمر للمبسسات الإجتماعية الرأية والأهلية عل السواء لمواجهة التأثيرات‬ ‫الإعلامية المتزايدة ‪.‬‬ ‫وأيًا كان المشهد المستقبلي لوسا ل الإعلام المر ي والمسموع فحن الواق والمستقبل‬ ‫يستدعيان من الدول والمجتمعات العمل عل خصانة الأجيال المعاصرة والمستقبلة من ثاء ما‬ ‫يبث بواستة القنوات الفضا ية أو وسا ط المعلوماتية من تويات إعلامية اديدة التأثير‬ ‫عل العقا د والاهاهات والثقافات والسلون الفردي والجماعي ‪ ،‬وقد يتفتق المستقبل عن‬ ‫اخ اعات جديدة تزيد من تعقيد الأمر والخروج عن السيترة الدولية والاجتماعية وعلينا‬ ‫التحست لكل الاحتمالات وتتوير أساليبنا ال بوية عل مستول الأسرة والمبسسات التعليمية‬ ‫والمجتم لمواجهة سيل التأثيرات السلبية لوسا ل الإعلام الواقعية واتتملة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 5‬مستقبل الصحف ووسائل الإعلام المقروءة‬ ‫يرج تأري الصحافة إلى عصور قديمة ج ًدا ور تكن بالشكل المتعارف عليه حاليًا حيث‬ ‫رهرت في أكثر من هيئة واكل لكنها بالتأكيد كانت تبدي رضها بنشر المعلومات الع تهم‬ ‫الناس وتتصل بثقافاتهم واهتماماتهم حيث يرج تاري الصحافة ونشر المعلومات إلى زمن‬ ‫البابليين الذين استادموا كاتبا لتسجيل أهم الأحداث اليومية ‪ ،‬وكذلك استادم‬ ‫الفراعنة النقو والرسوم وأورال البردي كأوعية للمعلومات والصحافة ‪ ،‬وكان للصينيين‬ ‫لمدة ‪ 1500‬عام جريدة رأية عرفت باسم إمبراطورية الشمس ‪ ،‬أما في روما فقد كانت‬ ‫القوانين وقرارات مجلس الشيوخ والعقود والأحكام القضا ية والأحداث ذات الأهمية الع‬ ‫تحدث فول أراضي الإمبراطورية تصل إلى الشعت مكتوبة ومنشورة لكنها ما لبثت أن توقفت‬ ‫بعد سقو روما‪.‬‬ ‫وفي أوا ل القرن السادس عشر الميلادي وبعد اخ اع التباعة من قبل جوتنبيرغ في مدينة‬ ‫ما ينز بألمانيا ولدت صناعة الأخبار والع كانت تضم معلومات عما يدور في الأوسا‬ ‫الرأية‪ ،‬وفي عام ‪1465‬م بدأ توزي أولى الصح المتبوعة في أوربا ‪ ،‬وفي القرنين الساب عشر‬ ‫و الثامن عشر الميلاديين أخذت الصحافة الدورية بالانتشار في أوربا وأمريكا وأصبع هنان من‬ ‫يمتهن الصحافة ويعمل في مجاىا‪ ،‬وقد كانت الثورة الفرنسية الحافز المبثر لظهور الصحافة‬ ‫الحديثة‪ ،‬وفي عام ‪1702‬م رهرت في لندن صحيفة الديلي كورانت (‪ )Daily Courant‬أولى‬ ‫الصح اليومية في العار‪ ،‬أما صحيفة التايمز (‪ ) Times‬فقد أسست في عام ‪1788‬م‪ ،‬وفي‬ ‫عام ‪1805‬م رهرت صحيفة كوراير (‪ )Courier‬وفي عام ‪1814‬م استادمت آلات التباعة‬ ‫الباارية لتباعة صحيفة التايمز اللندنية ‪ ،‬وقد بدأت الصحافة العربية م ألة نابليون‬

‫بونابرت عل مصر عام ‪1798‬م حيث أصدرت في القاهرة صحيفتين باللغة الفرنسية ‪ ،‬و في‬ ‫عام ‪ 1828‬م أصدر مد علي بااا صحيفة رأية باسم جريدة الوقا المصرية‪ ،‬وفي عام‬ ‫‪1885‬م أصدر رزل الله حسون في استانبول جريدة عربية أهلية باسم مرآة الأحوال العربية ‪،‬‬ ‫وتتورت بعد ذلك الصحافة العربية وتأسست مجموعة من الدور الصحافية في العديد من‬ ‫الدول أنتجت مجموعة من المتبوعات الثقافية في هيئة صح ومجلات وكتت واوها ‪.‬‬ ‫وتعد جريدة القبلة أول جريدة رأية صدرت في الحجاز في العهد اىاشمي ثم استبدل‬ ‫اأها إلى جريدة أم القرل في عام ‪1924‬م ‪ ،‬وقد صدر العدد الأول من صحيفة صوت الحجاز‬ ‫(صحيفة البلاد حاليًا) عام ‪ 1350‬الموافق ‪ 4‬إبريل عام ‪1932‬م وهي بديل وامتدادًا لجريدة‬ ‫بريد الحجاز الع أصدرها الشي مد صا نصي عام ‪1343‬هه خلال العهد اىاشمي‬ ‫وقد انتقل معظم كتاب صحيفة بريد الحجاز إلى صوت الحجاز‪ ،‬وقد تتورت الصحافة في‬ ‫العهد السعودي بتتور التعليم وانتشاره ونما الوعي الصحفي والأدبي بين أفراد المجتم بنمو‬ ‫الثقافة وانتشار التعليم وتأسست المتاب في المدن الكبرل‪ ،‬وتنافس المثقفون في إصدار الصح‬ ‫والمجلات المتنوعة كما تنافست المبسسات في ذلك‪ ،‬وقد مرت الصحافة السعودية بثلاث‬ ‫مراحل أساسية كان لكل مرحلة منها اأن في تقدم الصحافة وتتورها وازدهارها ‪ ،‬وهي‬ ‫مرحلة صحافة الأفراد‪ ،‬ومرحلة إدماج الصح ‪ ،‬ومرحلة المبسسات الصحافية‪ ،‬وتتصدر المشهد‬ ‫الثقافي في المملكة العربية السعودية اليوم مجموعة من المبسسات الصحافة في الكثير من المدن‬ ‫ويمتلك البعا منها صح ًفا ومجلات تصدر من خارج الوطن في بريتانيا ولبنان وبعا دول‬ ‫الخليج ‪ ،‬وقد مرت الصحافة بف ة ازدهار قبل رهور التقنيات الرقمية المعاصرة والع بدأت‬ ‫تزاحم الصحافة التقليدية والورقية وتستقتت إليها المعلنين والقراء ‪.‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook