Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore التحول إلى جامعة عالمية المستوى

التحول إلى جامعة عالمية المستوى

Published by ubahasan, 2018-04-03 06:08:11

Description: التحول إلى جامعة عالمية المستوى

Search

Read the Text Version

‫‪ 50‬عام ًا من الولاء والعطاء‬ ‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‬‫تجربة جامعة الملك عبدالعزيز‬ ‫محررو النسخة الإنجليزية‬‫�أ‪.‬د‪ .‬أ��سامة طيب �أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد �أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريت�سن‬ ‫الترجمة العربية‬ ‫أ�‪.‬د‪ .‬عدنان بن حمزة محمد زاهد‬ ‫أ�‪.‬د‪ .‬محمود نديم بن عبد الوهاب نحا�س‬ ‫مراجعة‬ ‫�أ‪.‬د‪� .‬أحمد �أبو�سريع حجازي‬ ‫جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫جدة – المملكة العربية ال�سعودية‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫ح جامعة الملك عبدالعزيز ‪ -‬مركز الن�شر العلمي‪1437 ،‬هـ‬ ‫فهر�سة مكتبة الملك فهد الوطنية �أثناء الن�شر‬ ‫طيب‪ ،‬أ��سامة �صادق‬‫التحول �إلى جامعة عالمية الم�ستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‪ / .‬أ��سامة‬‫��ص�ادق طيب؛ ع�دن�ان حمزة زاه�د‪ ،‬؛ ج�وزي�ف ريت�سن؛ محمود ن�ديم عبدالوهاب‬ ‫نحا�س‪ -.‬جدة‪1437 ،‬هـ‬ ‫‪� 278‬ص؛ ‪� 24*17‬سم‬ ‫ردمك‪9960-06-777 -7 :‬‬‫‪ -1‬الجامعات والكليات ‪-2‬التعليم العالي أ�‪ .‬زاه�د‪ ،‬عدنان حمزة (م ؤ�لف‬‫م�شارك) ب‪.‬ريت�سن‪ ،‬جوزيف (م�ؤلف م�شارك) ج‪.‬نحا�س‪ ،‬محمود نديم عبدالوهاب‬ ‫(مترجم) د‪ .‬العنوان‬‫‪1437/3166‬‬ ‫ديوي ‪ 378.155‬‬‫رقم ل إايداع‪1437/3166 :‬‬‫ردمك‪9960-06-777 -7 :‬‬ ‫© جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫جميع الحقوق محفوظة‪.‬‬‫الطبعة ا ألولى‪1437 :‬هـ (‪2016‬م)‬ ‫ب‬



‫معلومات النشر‬ ‫هذه ترجمة للكتاب المن�شور با إلنجليزية تحت عنوان‪:‬‬ ‫‪Becoming a World-Class University‬‬ ‫‪The Case of King Abdulaziz University‬‬ ‫ومحرروه باللغة ا إلنجليزية‪:‬‬ ‫‪Osama Tayeb‬‬ ‫‪Adnan Zahed‬‬ ‫‪Jozef Ritzen‬‬‫وه�ذه الترجمة العربية مرخ�صة من جامعة الملك عبد العزيز التي‬‫تملك حق الن�شر‪ .‬وقد ُطبع الكتاب باللغة الإنجليزية من ِقبل دار الن�شر‬ ‫‪ Springer International Publishing‬تحت الأرقام الدولية التالية‪:‬‬ ‫‪ISBN 978-3-319-26379-3‬‬ ‫)‪ISBN 978-3-319-26380-9 (eBook‬‬ ‫‪DOI 10.1007/978-3-319-26380-9‬‬

‫شكر وتقدير‬ ‫شكر وتقدير (النسخة الإنجليزية)‬ ‫يود المحررون أن يع ّبروا عن شكرهم وتقديرهم لكل المؤلفين‬ ‫الذين أسهموا في كتابة فصول الكتاب‪ .‬كما إنهم يشكرون‬ ‫المساعدة التي قدمها أ‪.‬د‪ .‬محمود نديم ن�ح�اس‪ ،‬و أ‪.‬د‪ .‬أحمد‬ ‫أبوسريع حجازي‪ ،‬و أ‪.‬د‪ .‬جابر ماهر محمد خلال فترة إع�داد وكتابة‬ ‫فصول ال�ك�ت�اب‪ .‬والشكر م�وص�ول للدكتور عبد الله البارقي‪،‬‬ ‫والسيد لانس كاتلر‪ ،‬والسيد مايكل تايلور لإسهامهم في أعمال‬ ‫التحرير وتصحيح الطباعة‪.‬‬ ‫شكر وتقدير (من المترجمين)‬ ‫يود المترجمون أن يع ّبروا عن شكرهم وتقديرهم لجامعة الملك‬ ‫عبد العزيز على إتاحة الفرصة لترجمة ه�ذا الكتاب الق ّيم إلى‬ ‫اللغة العربية‪ .‬كما يودون أن يقدموا شكرهم وتقديرهم لمركز‬ ‫البحوث والاستشارات في الجامعة على دعمه مشروع الترجمة‪.‬‬‫هـ‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫و‬

‫المحتوى‬ ‫المحتوى‬ ‫العنوان �ص‬ ‫�شكر وتقدير هـ‬ ‫قائمة الم ؤ�لفين ط‬ ‫المقدمة م‬ ‫‪1‬‬ ‫الف�صل الأول‪:‬‬ ‫خارطة الطريق للتحول �إلى جامعة عالمية الم�ستوى ( أ�‪.‬د‪� .‬أ�سامة طيب)‬ ‫‪27‬‬ ‫الف�صل الثاني‪:‬‬ ‫الهيئات الا�ست�شارية الدولية في العالم (�أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد)‬ ‫‪57‬‬ ‫الف�صل الثالث‪:‬‬ ‫التميز مهمة واجبة (�أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريت�سن)‬ ‫‪77‬‬ ‫الف�صل الرابع‪:‬‬ ‫التميز في التعليم (�أ‪.‬د‪ .‬جوانينج �سو)‬ ‫‪101‬‬ ‫الف�صل الخام�س‪:‬‬ ‫التميز في البحث ( أ�‪.‬د‪ .‬مايكل �آرثر)‬ ‫‪121‬‬ ‫الف�صل ال�ساد�س‪:‬‬ ‫التميز في خدمة المجتمع وا إلن�سانية (�أ‪.‬د‪ .‬توما�س ڤيلهلم�سون)‬ ‫‪143‬‬ ‫الف�صل ال�سابع‪:‬‬ ‫التميز في التخطيط الا�ستراتيجي ( أ�‪.‬د‪ .‬جورج ڤينكلر)‬ ‫‪161‬‬ ‫الف�صل الثامن‪:‬‬ ‫التميز في الابتكار والاقت�صاد المعرفي ( أ�‪.‬د‪ .‬يوجل �ألتنبا�شاك)‬ ‫‪199‬‬ ‫الف�صل التا�سع‪:‬‬ ‫التميز في التعاون الدولي ( أ�‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد)‬ ‫‪239‬‬ ‫الف�صل العا�شر‪:‬‬ ‫التحول نحو التميز (�أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريت�سن)‬‫ز‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫ح‬

‫قائمة المؤلفين‬ ‫قائمة المؤلفين‬ ‫�أ�سماء الم�ؤلفين مر ّتبة ح�سب ت�سل�سل الف�صول التي كتبوها‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬أسامة بن صادق طيب ‪Professor Osama Tayeb‬‬ ‫الأ�ستاذ الدكتور �أ�سامة بن �صادق طيب كان رئي�س ًا لجامعة الملك عبد العزيز خلال الفترة ‪-2003‬‬ ‫‪2015‬م‪ .‬وهو أ��ستاذ في علم ا ألدوية في الجامعة ذاتها‪ .‬وخلال فترة رئا�سته لهذه الجامعة عمل أ�ي�ض ًا‬ ‫كرئي�س لعدد من الجامعات ال�سعودية مثل جامعة طيبة‪ ،‬وجامعة جازان وجامعة الحدود ال�شمالية‪.‬‬ ‫وكرئي�س لجامعة الملك عبد العزيز قاد عملية تحويل الجامعة �إلى جامعة عالمية الم�ستوى‪ ،‬حيث‬ ‫ح�صلت معظم برامجها ا ألكاديمية على الاعتماد ا ألكاديمي من مختلف هيئات الاعتماد العالمية‪،‬‬ ‫ودخلت الجامعة خلال فترة رئا�سته �ضمن أ�ف�ضل ‪ 400‬جامعة على م�ستوى العالم ح�سب الت�صنيفات‬ ‫العالمية للجامعات‪ ،‬وهي ت�صنيف �شنغهاي‪ ،‬وت�صنيف كيو �إ�س‪ ،‬وت�صنيف التايمز‪ .‬والأ�ستاذ الدكتور‬ ‫�أ�سامة طيب هو الذي أ��س�س الهيئة الا�ست�شارية الدولية لجامعة الملك عبد العزيز وتر أ��سها خلال‬ ‫فترة رئا�سته للجامعة‪.‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬عدنان بن حمزة محمد زاهد ‪Professor Adnan Zahed‬‬ ‫ا أل�ستاذالدكتورعدنانبنحمزةمحمدزاهدي�شغلمن�صبوكيلجامعةالملكعبدالعزيزللدرا�سات‬ ‫العليا والبحث العلمي منذ �سنة ‪ ،2009‬وهو �أ�ستاذ الهند�سة الكيميائية في الجامعة نف�سها‪ .‬وهو‬ ‫�أي�ض ًا الأمين العام للهيئة الا�ست�شارية الدولية لجامعة الملك عبد العزيز‪ .‬ولقد �أ�سهم ب�صفته وكيل ًا‬ ‫للدرا�سات العليا والبحث العلمي للجامعة في عملية تحويل الجامعة �إلى جامعة عالمية الم�ستوى‪ ،‬حيث‬ ‫ارتفع عدد الأوراق العلمية المن�شورة في مجلات م�صنفة في قوائم ‪ ISI‬من (‪ )260‬ورقة علمية �سنة‬ ‫‪ 2009‬إ�لى (‪ )3600‬ورقة علمية �سنة ‪ ،2014‬في حين زاد الا�ست�شهاد با ألوراق العلمية المن�شورة من‬ ‫ِقبل العاملين في الجامعة من (‪ )1100‬ا�ست�شهاد �سنة ‪ 2009‬إ�لى (‪ )19000‬ا�ست�شهاد �سنة ‪،2014‬‬ ‫وذلك من خلال مختلف برامج التحفيز التي و�ضعها �سعادته‪.‬‬‫ط‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬جوزف ريتسن ‪Professor Jozef Ritzen‬‬‫ا أل�ستـاذ الدكتـور جوزف ريت�سن‪ ،‬هولندي الجن�سية‪ ،‬وهو �أ�ستاذ فخري في جامعة ما�ستريخت‬‫‪ Maastricht University‬في هولندا منذ ‪ 2011‬في كر�سي الاقت�صاد ال�دولي في التعليم العالي‬‫والعلوم والتقنية‪ .‬وقد كان رئي�س ًا لجامعة ما�ستريخت بين فبراير‪�/‬شباط ‪ 2003‬وحتى يناير‪/‬‬‫كانون الثاني ‪ ،2011‬كما كان م�ست�شار ًا خا�ص ًا ونائب ًا لرئي�س البنك الدولي بين ‪ .2003-1998‬كما‬‫إ�نه �شغل من�صب وزير التعليم والثقافة والعلوم في هولندا بين ‪ .1999-1989‬كما �شغل منا�صب‬‫�أكاديمية في عدة جامعات منها جامعة نيجمجن ‪ Nijmegen University‬وجامعة �إرا�سمو�س‬‫‪ Erasmus University‬وكلاهما في هولندا‪ ،‬وجامعة كاليفورنيا ‪ -‬بركلي وجامعة وي�سكاون�سون‬‫مادي�سون وكلاهما في الولايات المتحدة الأمريكية‪ .‬وهو ع�ضو في الهيئة الا�ست�شارية الدولية لجامعة‬ ‫الملك عبد العزيز‪.‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬جوانينج سو ‪Professor Guaning Su‬‬‫ا أل�ستاذ الدكتور جوانينج �سو الرئي�س المتقاعد لجامعة نانيانج التقنية في �سنغافورة ‪Nanyang‬‬‫)‪ ،Technological University (NTU‬وهو �أ�ستاذ في الهند�سة الكهربائية والإلكترونية في الجامعة‬‫ذاتها‪ .‬وخلال فترة رئا�سته للجامعة بين ‪ 2011-2003‬قاد عملية انتقال الجامعة من جامعة تركز‬‫على التعليم الهند�سي و إ�دارة ا ألعمال �إلى جامعة بحثية �شاملة في العلوم والتقنية‪ .‬وهو ع�ضو في‬ ‫الهيئة الا�ست�شارية الدولية لجامعة الملك عبد العزيز‪.‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬مايكل آرثر ‪Professor Michael Arthur‬‬‫ا أل�ستاذ الدكتور مايكل آ�رثر هو رئي�س الكلية الجامعية في لندن ورئي�س مجل�سها ‪President and‬‬‫)‪ .Provost of University College London (UCL‬وكان قبل ذلك نائب ًا لرئي�س جامعة ليدز‬‫‪ Vice-Chancellor of the University of Leeds‬في المملكة المتحدة بين ‪ .2013-2004‬وقبلها‬‫كان عميد كلية الطب وال�صحة وعلوم الحياة في جامعة �ساوثامبتون ‪ .Southampton‬وهو �أ�ستاذ‬‫في أ�ورام الكبد‪ ،‬مع اهتمام بحثي في ت�شريح خلايا الكبد‪ .‬وهذه الاهتمامات قد تم تطويرها في‬ ‫ي‬

‫قائمة المؤلفين‬ ‫جامعة كاليفورنيا في �سان فرن�سي�سكو في الولايات المتحدة بين ‪ ،1988-1986‬ثم تطورت �أكثر عندما‬ ‫ح�صل على منحة فولبرايت المتميزة في مدر�سة ماونت �سيناي الطبية ‪Mount Sinai School of‬‬ ‫‪ Medicine‬في نيويورك �سنة ‪ .2002‬وقد أ��صبح زميل ًا لأكاديمية العلوم الطبية ‪Fellow of the‬‬ ‫‪� Academy of Medical Sciences‬سنة ‪ .1998‬وكان ع�ضو ًا في مجل�س الأبحاث الطبية ‪Medical‬‬ ‫‪ Research Council‬بين ‪ .2014-2006‬كما كان ع�ضو ًا في لجنة المملكة المتحدة‪/‬الولايات المتحدة‬ ‫لمنحة فولبرايت ‪ ، US/UK Fulbright Commissioner‬ورئي�س ًا �سابق ًا ل�شبكة الجامعات العالمية‬ ‫‪ Worldwide Universities Networkk‬ومجموعة جامعات ر�سل �‪Russell Group of Universi‬‬ ‫‪ .ties‬وهو ع�ضو في الهيئة الا�ست�شارية الدولية لجامعة الملك عبد العزيز‪.‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬توماس ڤيلهلمسون ‪Chancellor Thomas Wilhelmsson‬‬ ‫ا أل�ستـاذ الدكتور توما�س ڤيلهلم�سون‪ ،‬يحمل درجة الدكتوراه في العلوم القانونية‪ ،‬وهو أ��ستاذ القانون‬ ‫المدني والتجاري في جامعة هل�سنكي في فنلندا منذ عام ‪ .1982‬وفي الفترة ‪� 2008-1998‬شغل‬ ‫من�صب نائب مدير الجامعة ‪ Vice-Rector‬للعلاقات الدولية‪ .‬ثم �صار مدير ًا للجامعة ‪ Rector‬بين‬ ‫‪ 2013-2008‬لي�صبح رئي�س ًا ‪ Chancellor‬للجامعة منذ ‪ .2013‬وخلال فترة إ�دارته للجامعة قاد‬ ‫عملية ا إل�صلاح ال�شامل حيث نقل الجامعة من م ؤ��س�سة تعليمية حكومية إ�لى �شخ�صية اعتبارية عامة‬ ‫م�ستقلة‪ .‬وقد ُمنح الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات مثل جامعة �أب�سالا‪ ،‬وجامعة أ�و�سلو‪،‬‬ ‫وجامعة تارتو‪ .‬وهو ع�ضو في الهيئة الا�ست�شارية الدولية لجامعة الملك عبد العزيز‪.‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬جورج ڤينكلر ‪Professor Georg Winckler‬‬ ‫ا أل�ستاذ الدكتور جورج ڤينكلر تم تعيينه �أ�ستاذا للاقت�صاد في جامعة فيينا ‪University of Vienna‬‬ ‫في النم�سا �سنة ‪ ،1978‬وعمل أ��ستاذ ًا زائر ًا في عدد من الجامعات في النم�سا و�سوي�سرا والولايات‬ ‫المتحدة الأمريكية‪ .‬وفي �سنة ‪ 1999‬تم انتخابه رئي�س ًا لجامعة فيينا‪ ،‬وبقي في هذا المن�صب ‪� 12‬سنة‬ ‫حتى ‪ .2011‬وفي الفترة ‪ 2005-2001‬كان نائب ًا لرئي�س رابطة الجامعات الأوروبية ‪European‬‬ ‫)‪ ،University Association (EUA‬وهي الهيئة التي ت�ضم حوالي أ�لف ًا من الجامعات ا ألوروبية‪ ،‬ثم‬ ‫�صار رئي�س ًا لهذه الرابطة بين ‪ .2009-2005‬كما إ�نه بين ‪ 2012-2004‬كان ع�ضو ًا في مجل�س البحث‬‫ك‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫ا ألوروب�ي ‪ ،European Research Area Board‬وهو مجل�س ا�ست�شاري أ�على للاتحاد الأوروب�ي‬‫حول الا�ستراتيجيات البحثية‪ .‬وهو الآن رئي�س ‪ ،ERSTE Stiftung‬وهذا أ�كبر بنك توفير نم�ساوي‬‫ي�ستخدم �أرباح أ��سهمه في دعم م�شروعات تطوير و�سط وجنوب �شرق �أوروبا‪ .‬كما �إن �سعادته ع�ضو‬‫في مجل�س �أمناء خدمة التجريب التعليمية في برن�ستون ‪Trustee of the Educational Testing‬‬‫)‪ ،Service (ETS‬وع�ضو في مجل�س الجامعات النم�ساوية وا أللمانية‪ .‬وهو ع�ضو في الهيئة الا�ست�شارية‬ ‫الدولية لجامعة الملك عبد العزيز‪.‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬يو ِجل ألتُنباشاك ‪Professor Dr. Yücel Altunbasak‬‬‫ا أل�ستـاذ الدكتـور يو ِجـل �أل ُتنبا�شاك هـو الرئي�س التا�ــسع لمجل�س البحث والتقنية في تركيا‬‫)‪ Scientific and Technological Council of Turkey (TUBITAK‬منذ عام ‪ .2011‬ح�صل‬‫على البكالوريو�س في الهند�سة الكهربائية وا إللكترونية من جامعة بلكنت ‪Bilkent University‬‬‫في تركيا �سنة ‪ ،1992‬ثم على الماج�ستير �سنة ‪ 1993‬والدكتوراه �سنة ‪ 1996‬من جامعة روت�شتر‬‫‪ University of Rochester‬في الولايات المتحدة ا ألمريكية‪ .‬وقد بد أ� حياته المهنية لدى مختبرات‬‫�شركة هيولت باكارد في وادي ال�سيليكون ‪ Hewlett-Packard’s Palo Alto Laboratories‬وكذلك‬‫في جامعة �ستانفورد ‪ Stanford University‬الأمريكية‪ .‬وقد ركز عمله البحثي على التقاطع بين‬‫التطورات العلمية الرئي�سية والتطبيقات ال�صناعية‪ ،‬فن�شر أ�كثر من ‪ 200‬ورقة علمية وح�صل على‬‫‪ 50‬براءة اخـتــراع ومنح تطبيقية‪ .‬وح�صل على درجة الأ�ستاذية في معهد جورجيا للتقنية ‪Georgia‬‬‫‪ Institute of Technology‬في �أمريكا‪ .‬وبين ‪ 2011-2009‬كان رئي�س ًا لجامعة توب للاقت�صاد‬‫والتقنية ‪ TOBB University of Economics and Technology‬في تركيا‪ ،‬حيث أ�نتج �أداة‬‫معالجة �صور ‪ MPEG‬ل�شركة تلفزيونية ف�ضائية وتلفزيون كبلي‪ .‬وهو الذي أ�ن�ش أ� وقاد تقنية معالجة‬‫ال�صور بتقنية ‪ Pixellence‬والتي حازت على جائزة جمعية ال�صناعة والأعمال التركية ‪Turkish‬‬‫‪ .Industry and Business Association‬وهو ع�ضو في الهيئة الا�ست�شارية الدولية لجامعة الملك‬ ‫عبد العزيز‪.‬‬ ‫ل‬

‫المقدمة‬ ‫المقــدمة‬ ‫هذا الكتاب هو بالدرجة ا ألولى و�صف إلحدى مراحل رحلة الاكت�شافات الرائعة التي مرت بها جامعة‬ ‫الملك عبد العزيز في �سعيها الد�ؤوب نحو تحقيق معايير التميز التعليمية وا ألكاديمية‪ ،‬التي تعينها على‬ ‫تحقيق طموحاتها في أ�ن تكون من الجامعات الرائدة في العالم‪ .‬وي�صف هذا الكتاب الطريقة التي‬ ‫اتبعتها الجامعة في بحثها عن الخبراء من ذوي المكانة العالمية في المجالات التعليمية والأكاديمية‪،‬‬ ‫والتعرف عليهم وتحديد أ�ماكن وجودهم‪ .‬و�سعت الجامعة للا�ستفادة من خبرة ه�ؤلاء وم�شورتهم‬ ‫التي أ��سهمت ب�شكل فعال في اتخاذ الخطوات ال�ضرورية لتحقيق هذا الطموح‪ ،‬وكذلك في طبيعة هذه‬ ‫الخطوات وت�شكيلها‪ .‬ونقدم في هذا الكتاب و�صفا لخلفية هذه العملية والتزام إ�دارة جامعة الملك‬ ‫عبد العزيز بالم�ضي قدما في رحلة الاكت�شاف هذه‪ ،‬كما نبين مختلف الن�صائح القيمة التي ح�صلت‬ ‫عليها في أ�ثناء ذلك‪ .‬إ�ننا ن�أمل‪ ،‬وكلنا ثقة‪ ،‬في �أن يكون هذا الكتاب دليل ًا مفي ًدا للجامعات الأخرى‬ ‫التي تدر�س ال�شروع في هذه الرحلة الطويلة الم�ضنية‪ ،‬والمفيدة في الوقت ذاته‪ ،‬أ�لا وهي رحلة تحقيق‬ ‫التميز ا ألكاديمي والتعليمي‪ ،‬وهو من ت�أليف عدد من �أع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية لجامعة‬ ‫الملك عبد العزيز(((‪.‬‬ ‫والكتاب يعالج ق�ضية التميز في الجامعات البحثية‪ .‬وغالب ًا ما ُينظر �إلى التميز في الجامعات من‬ ‫م�ضمون ت�صنيف الجامعات الم�سمى «الت�صنيف ا ألكاديمي للجامعات العالمية» �أو «ت�صنيف �شنغهاي»‬ ‫الذي بد�أته جامعة �شانغهاي جياو تونغ �سنة ‪2003‬م‪ ،‬حيث تن�شر �سنوي ًا منذ ذلك الحين و إ�لى ا آلن‬ ‫قائمة ترتب فيها الجامعات ح�سب جودة البحث فيها‪ ،‬كما تن�شر قائمة أ�خرى لترتيب الجامعات‬ ‫((( هذه المقدمة ا�ستفادت كثير ًا من ملاحظات المح ِك َمين �أ‪.‬د‪ .‬تاتيانا كليات�شكو )‪ (Tatiana Kliachko‬و �أ‪.‬د‪ .‬فلاديمير مو‬ ‫)‪.(Vladimir Mau‬‬‫م‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫ح�سب التخ�ص�ص‪ .‬وهذا الت�صنيف هو واحد من الت�صنيفات الثلاثة ا ألكثر ت�أثير ًا‪ ،‬حيث الت�صنيفان‬‫الآخ�ران هما ت�صنيف كيو �إ�س للجامعات العالمية‪ ،‬وت�صنيف التعليم العالي للتايمز للجامعات‬‫العالمية‪ .‬وهذه الت�صنيفات هزت العالم الأكاديمي كما هزت بالمثل وا�ضعي ال�سيا�سات(((‪ .‬وهذه‬‫الت�صنيفات عليها خلاف ب�شكل كبير لأنها تر�صد فقط جزء ًا من �إنج�ازات الجامعات‪ .‬فالتميز‬‫في الجامعات هو أ�رحب من المقايي�س الم أ�خوذة في ح�ساب الت�صنيفات كدليل على معيار الجودة‬‫المت�ض َمن في �أنظمة �ضمان الجودة‪ .‬ومقايي�س الت�صنيفات لي�ست منا�سبة للجامعات غير المن�شغلة في‬‫البحث العلمي‪ ،‬لكنها تقدم تعليم ًا عالي الجودة‪ ،‬أ�و جامعات «العلوم التطبيقية» التي ت�صرف جل‬ ‫اهتمامها با ألبحاث ا ألقرب للتطوير‪.‬‬‫�إن الجامعات هي جزء من نظام وطني ودولي لبيئة العلوم والتقنية والابتكار‪ .‬ودورها أ��صبح مهم ًا‬‫ب�شكل متزايد في هذا النظام‪ ،‬حيث يتغير �سوق العمل تدريجي ًا نحو طلب أ�كبر على العاملين غير‬‫النمطيين مع كفاءات عالية(((‪ ،‬وكذلك التحول التدريجي في الاقت�صاد‪ ،‬حيث �صارت المعرفة �أكثر‬‫أ�همية‪ .‬هذه التغيرات غ رّيت �أي�ض ًا في مفاهيم التميز في التعليم والبحث في الجامعات‪ ،‬حيث جعلت‬ ‫ريادة ا ألعمال و إ�مكانات حل الم�شكلات �أكثر �أهمية‪.‬‬‫الف�صل ا ألول من هذا الكتاب من ت�أليف ا أل�ستاذ الدكتور �أ�سامة طيب الرئي�س ال�سابق لجامعة الملك‬‫عبد العزيز (‪2015-2003‬م) و أ�حد مح ِّرريه‪ .‬وي�صف هذا الف�صل الأهداف العامة لجامعة الملك‬‫عبد العزيز في �سعيها الطموح نحو الارتقاء بمكانتها ا ألكاديمية والتعليمية إ�لى م�صاف الجامعات‬‫العالمية‪ .‬فاهتمامات إ�دارة جامعة الملك عبد العزيز العلمية والتعليمية والأكاديمية تفتر�ض‬‫ا�ستخدام �أمثلة ونماذج م�ستقاة من ال�ساحة ا ألكاديمية والتعليمية العالمية‪ .‬لذا ف إ�ن �إدارة الجامعة‬‫تنظر �إلى أ�ف�ضل التجارب ا ألكاديمية في التعليم العالي بو�صفها مراكز إ��شعاع تنير طريق الجامعة‬‫في رحلتها الطويلة والم�ضنية نحو تحقيق التميز‪ .‬ويقدم هذا الف�صل ا ألطر العامة للفكرة الكامنة‬‫وراء الا�ستراتيجية الم�ستخ َدمة وا أل�سلوب الذي اتبعته الجامعة بغية الح�صول على م�شورة الخبراء‬ ‫الدوليين وتقديمهم المعونة الق ّيمة لها في �سعيها نحو تحقيق �أهدافها‪.‬‬‫((( يمكن الرجوع إ�لى كتاب ‪Rankings and the Reshaping of Higher Education, The Battle for World-‬‬ ‫‪ Class Excellence‬لم�ؤلفه ‪ ،Ellen Hazelkorn‬من�شور �سنة ‪ 2015‬من ِقبل ‪.Palgrave Macmillan‬‬‫((( انظر المقالة «محتوى المهارات في التغير التقني الحديث‪ :‬ا�ستك�شاف تجريبي» �‪(The skill content of recent tech‬‬‫)‪ ،nological change: an empirical exploration‬المجلة الف�صلية للاقت�صاد ‪(The Quarterly Journal of‬‬ ‫)‪ ،Economics‬نوفمبر ‪� ،2003‬ص ‪.1333-1297‬‬ ‫ن‬

‫المقدمة‬ ‫أ�ما الف�صل الثاني فهو من ت�أليف ا أل�ستاذ الدكتور عدنان زاهد‪ ،‬وهو ثاني محرري هذا الكتاب‪،‬‬ ‫والأمين العام للهيئة الا�ست�شارية الدولية‪ ،‬ووكيل جامعة الملك عبد العزيز للدرا�سات العليا والبحث‬ ‫العلمي‪ .‬ويعطي هذا الف�صل فكرة عامة عن الهيئات الا�ست�شارية الدولية التي ت�ستفيد منها كبرى‬ ‫المنظمات والم ؤ��س�سات العلمية في جميع �أرجاء العالم‪ .‬ويبين هذا الف�صل كيف تكمل هذه الهيئات‬ ‫ا�ستراتيجيات الهيئات التنفيذية و إ�جراءاتها وعملياتها وتعززها من خلال تزويدها بم�شورة جديرة‬ ‫بالثقة ت�ساعدها في أ�داء �أعمالها وواجباتها بنجاح‪.‬‬ ‫�أما الف�صل الثالث‪ ،‬وعنوانه «التميز مهمة واجبة» فهو من ت أ�ليف الأ�ستاذ الدكتور جوزف ريت�سن‬ ‫)‪ (Jozef Ritzen‬الرئي�س ال�سابق لجامعة ما�ستريخت في هولندا‪ ،‬وهو �أحد محرري هذا الكتاب‪.‬‬ ‫ويطرح الم�ؤلف في بداية هذا الف�صل مقولة مفادها أ�ن من واجب كل جامعة من الجامعات أ�ن تبذل‬ ‫ق�صارى جهدها في خدمة المجتمع من خلال برنامجها التعليمي والبحث العلمي‪ .‬وهكذا لا تتوقف‬ ‫ال�سمات البادية للعيان الخا�صة بالجامعة البحثية المتميزة عند كونها �سمات داخلية وح�سب‪ ،‬بل‬ ‫يت�سع نطاقها بح�سب درجة عطائها للمجتمع‪ ،‬بما في ذلك مدى التجديد الذي تحدثه الجامعة في‬ ‫بلدها أ�و منطقتها‪ .‬والمق�صود هنا أ�ن التميز يجب أ�ن يقا�س �ضمن �إطار الم�س�ؤوليات الم�شتركة‪ ،‬حيث‬ ‫تبذل الجامعة أ�ق�صى طاقاتها في التعامل مع مهارات القرن الحادي والع�شرين وقدراته وبحوثه‪.‬‬ ‫أ�ما �أهداف هذه الجهود فت�شمل تطوير المعرفة العامة المتزايدة‪ ،‬والح�صول على الامتيازات‪ ،‬وتطوير‬ ‫م�شروعات فرعية‪ .‬وي�شير الم ؤ�لف �إلى �أن العملية مفيدة للجامعة ذات العلاقة وللبيئة المحيطة بها‪،‬‬ ‫على اعتبار أ�ن البلد وا إلقليم يدخلان في الت�أكد من المعلومات المرتجعة‪ ،‬والا�ستثمار‪ ،‬وم�شروعات‬ ‫ر�أ�س المال والتنظيم الملائم‪.‬‬ ‫إ�ن عوممة((( التعليم العالي وجعله �سهل المنال ل�شرائح المجتمع التي كان مغلق ًا �أمامها من قبل‬ ‫قد أ�حدث تحدي ًا في الجودة لكل الجامعات‪ ،‬وب�شكل خا�ص للجامعات البحثية‪ .‬وهي مهمة للنمو‬ ‫الاقت�صادي القوي‪ .‬وعلى الجامعات البحثية أ�ن تح�ِّسن من ج�ودة التعليم بطرق عديدة‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫التفرد‪ ،‬و�إ�شغال الطلاب بالبحث العلمي‪ ،‬وطبع روح ريادة ا ألعمال فيهم (تدريب ريادة ا ألعمال‪،‬‬ ‫وتحفيز إ�ن�شاء ال�شركات‪ ،‬والمنتجات المُرافقة)‪.‬‬ ‫�أما الف�صل الرابع فهو من ت أ�ليف ا أل�ستاذ الدكتور جوانينج �سو )‪ (Guaning Su‬الرئي�س ال�سابق‬ ‫((( المق�صود بكلمة «عوممة» جعل ال�شيء متاحا للعامة‪ ،‬على وزن عولمة‪ ،‬وهي مرتجلة هنا من الكلمة ا إلنجليزية المو َّلدة‬ ‫)‪( .(massification‬المترجمان)‪.‬‬‫�‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫لجامعة نانيانج التقنية في �سنغافورة‪ .‬ويعالج هذا الف�صل الجانب التعليمي من الجامعات البحثية‬‫التي تو�صف ب�أنها تتمتع بالتميز الأكاديمي والتعليمي‪ .‬ويرى الم�ؤلف أ�ن حاجة المجتمعات �إلى التميز‬‫في الجامعات تت�شابه في جميع أ�نحاء العالم‪ .‬وفي �أثناء فترة رئا�سته لجامعة نانيانج التقنية (‪-2003‬‬‫‪2011‬م) تمكن من تغيير الجامعة وعمل على توجيه التطورات التي أ�دت إ�لى الارتقاء بالجامعة �إلى‬‫م�صاف الجامعات العالمية‪ ،‬بحيث تم تمييزها كجامعة بحثية رئي�سة عالمية الم�ستوى‪ .‬ويركز الم ؤ�لف‬‫على المرحلة الجامعية ا ألولى وعلى التعليم العالي الاحترافي حتى درجة الماج�ستير‪ .‬وهذا الف�صل‬‫يركز على جامعة الملك عبدالعزيز في المملكة العربية ال�سعودية كمثال لجامعة ت�سعى جاهدة للتميز‪،‬‬‫مع إ�دراك �أنه لكلتا الجامعتين‪ :‬جامعة الملك عبد العزيز وجامعة نانياج التقنية ف إ�ن التمويل الكافي‬ ‫هو �شرط م�سبق للتميز‪.‬‬‫�إن �سنغافورة مثال حي من ق�صة عنوانها «ولد فقير ي�صنع ق�صة جيدة»‪ .‬فهي جزيرة ا�ستوائية‬‫�صغيرة لي�س فيها من الموارد الطبيعية �سوى موقعها البحري؛ كافحت في �سبيل البقاء والازدهار‪،‬‬‫َم َث ُلها َك َم َث ِل المملكة العربية ال�سعودية التي �شهدت تغيرات مماثلة‪ .‬فعلى مدى جيلين انقلبت حياة‬‫المواطنين ال�سعوديين ر�أ�سا على عقب‪ ،‬إ�ذ تغيرت الحياة البدوية القديمة وكل مقومات الحياة اليومية‬‫من �صراع مع العوامل الطبيعية إ�لى ما هي عليه اليوم‪ ،‬و أ��صبح ال�سعوديون مواطنين في دولة من‬‫�أغنى دول العالم‪ .‬ويلعب الدين دو ًرا مه ًما في كلا البلدين‪ ،‬ولكن بطريقتين مختلفتين‪ .‬فمكانة المملكة‬‫العربية ال�سعودية في العالم ا إل�سلامي‪ ،‬ونفوذها بو�صفها دولة نفطية رئي�سة قادرة على التحكم في‬‫اتجاه أ��سعار النفط العالمية‪ ،‬منحها نفوذا لا مثيل له في غرب �آ�سيا أ�و العالمين العربي والإ�سلامي‪.‬‬‫لذا ف�إن من واجبات الجامعات الرائدة‪ ،‬مثل جامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية ال�سعودية‪،‬‬‫الاهتمام بتعليم قادة الم�ستقبل لمثل هذه الأمة المهمة‪ .‬من هنا كان لا بد لجامعة الملك عبد العزيز‪،‬‬‫وهي ت�سعى نحو تحقيق التميز الأكاديمي والتعليمي‪ ،‬من أ�ن تنمي في طلابها ر ؤ�ية عالمية وا�سعة‬ ‫النطاق‪.‬‬‫و أ�ما الف�صل الخام�س الذي يتناول م�س�ألة البحث في الجامعات العالمية المرموقة فهو من ت�أليف‬‫ا أل�ست ـاذ الدكتور مايكل آ�رثر )‪ (Michael Arthur‬رئي�س الكلية الجامعية في لندن ‪(University‬‬‫‪ College London (UCL)).‬ويحدد الم�ؤلف خم�سة إ�ج�راءات رئي�سة لابد من اتخاذها لتمكين‬‫جامعة الملك عبد العزيز من تعزيز �أدائها البحثي‪ ،‬وهي‪ :‬بناء كتلة حرجة من الباحثين‪ ،‬وتركيز‬‫تميز البحث في عدد من المجالات عالية الجودة وا�ضحة المعالم‪ ،‬واتباع «�سيا�سة �شبابية» وا�ضحة‬‫في تدريب الجيل القادم‪ ،‬وا�ستقطاب أ�موال خارجية من هيئات تمويل البحث العلمي عالي الجودة‪،‬‬ ‫ع‬

‫المقدمة‬ ‫ودعم البحوث العلمية متعددة المجالات‪ ،‬وتطوير نظم تدفع التجديد وتدعمه‪.‬‬ ‫فمن حوالي ‪ 17.000‬جامعة في العالم هناك فقط أ�لف جامعة تقوم ب�أبحاث علمية عالمية الم�ستوى‪.‬‬ ‫وهناك جامعات جديدة ت�ستطيع أ�ن تدخل هذه الدائرة ال�ضيقة إ�ذا ا�ستطاعت أ�ن تعتمد على دعم‬ ‫مالي كا ٍف‪ .‬وفي هذا الف�صل يدر�س الم ؤ�لف تجربة الكلية الجامعية في لندن‪ ،‬وكذلك بع�ض الجامعات‬ ‫في الولايات المتحدة الأمريكية التي تقوم ب أ�بحاث عالية الجودة‪ .‬ويت�ضمن النظام التعليمي أ�ي�ض ًا‬ ‫ربط الطلاب بالبحث العلمي‪ ،‬وتح�ضير ر�سائل علمية للح�صول على درجة الدكتوراه‪ ،‬و إ�دخال باحثي‬ ‫ما بعد الدكتوراه في المجموعات البحثية‪ .‬ومن العوامل المهمة في تنظيم البحث العلمي‪ ،‬ح�سب ر أ�ي‬ ‫الم�ؤلف‪ ،‬هو ت�شكيل مجموعات بحثية متقاطعة التخ�ص�صات )‪ (cross-disciplinary‬لتقوم ب أ�بحاث‬ ‫متقاطعة التخ�ص�صات‪ .‬وي ؤ�كد الم�ؤلف على أ�ن هذه الدرا�سات أ�كثر فعالية عندما ُتقارن مع ا ألبحاث‬ ‫متداخلة التخ�ص�صات )‪� (interdisciplinary‬أو عابرة للتخ�ص�صات )‪ .(trans-disciplinary‬وتت�ألف‬ ‫المجموعات البحثية متقاطعة التخ�ص�صات من باحثين من مختلف مجالات العلوم‪ ،‬وقد يكونون من‬ ‫بلدان مختلفة‪ ،‬ليحلوا م�شكلات كبرى تهم المجتمعات الحديثة‪.‬‬ ‫و إ�ن ترتيبات تمويل العلوم هي من الأهمية الكبرى‪ ،‬كما يو�ضح الم ؤ�لف �صاحب الخبرة البريطانية‪.‬‬ ‫وهذه الترتيبات قد أ��سهمت ب�شكل كبير في جودة ا ألبحاث العلمية‪.‬‬ ‫ويعالج الف�صل ال�ساد�س «المهمة الثالثة» للجامعات‪ ،‬وه�و من ت أ�ليف ا أل�ستاذ الدكتور توما�س‬ ‫فيلهلم�سون )‪ (Thomas Wilhelmsson‬وهو الرئي�س الحالي لجامعة هل�سنكي في فنلندا‪ ،‬و�أ�ستاذ‬ ‫القانون الم�دني والتجاري فيها‪ ،‬وال�ذي ي�شير �إلى أ�ن المهمة الثالثة للجامعات‪ ،‬وهي الم�س ؤ�ولية‬ ‫الاجتماعية �أو خدمة المجتمع‪ ،‬كثيرا ما يتم تجاهلها‪ .‬لذا ف إ�نه يحدد بع�ض الا�ستراتيجيات‪ ،‬ويقدم‬ ‫تو�صيات تتعلق بت�صحيح هذا الو�ضع‪ .‬ويقدم أ�مثلة تبين كيف يتم ا آلن إ�دخال المهمة الثالثة بنجاح‬ ‫�ضمن الت�أثير التعليمي وا ألكاديمي للجامعات‪ ،‬وي ؤ�كد أ�همية المهمة الثالثة بالن�سبة �إلى المجتمعات‬ ‫التي ت�ضم هذه الجامعات والنا�س ب�صفة عامة‪.‬‬ ‫والف�صل ال�سابع هو من ت أ�ليف ا أل�ستاذ الدكتور جورج فينكلر )‪ (Georg Winckler‬الرئي�س ال�سابق‬ ‫لجامعة فيينا في النم�سا‪ ،‬الذي يناق�ش التميز من منظور مختلف‪ .‬ويبين الم�ؤلف كيف يمكن تحقيق‬ ‫التميز التعليمي وا ألكاديمي من خلال تخطيط ا�ستراتيجي تم �إعداده ور�سم �أهدافه وتنفيذه بعناية‬ ‫وب�إ�شراف دقيق‪ .‬ويبين الخطوات ال�ضرورية في عمليات التخطيط‪ ،‬ويقول �إن من الواجب البدء‬ ‫باتخاذ قرار وا�ضح حول طبيعة تو�صيف الجامعة و�سماتها‪ .‬ويت�ضمن هذا أ�عمالا ت أ��سي�سية حيوية‬‫ف‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫مثل تحديد المجالات التي ت�أمل الجامعة في التميز فيها وتعريف قيمها الجوهرية‪ .‬وي�شير الم ؤ�لف �إلى‬ ‫وجود العديد من الأخطار والمزالق الممكنة في هذه العملية‪.‬‬‫يتناول الف�صل الثامن م�س�ألة الابتكار وا إلب�داع المعرفي‪ ،‬وهو من ت أ�ليف ا أل�ستاذ الدكتور يوجل‬‫�ألتونبا�شاك )‪ (Yücel Altunbasak‬رئي�س مجل�س البحوث العلمية والتقنية (توبيتاك) في تركيا‪.‬‬‫ويعالج الم ؤ�لف هذه الم�س أ�لة من وجهة نظر البلدان الراغبة في تحقيق ما ي�سميه «بحدود ا إلنتاج»‬‫بهدف تمكين البلدان المعنية من دخول المناف�سة في مجال التقنية العالية وا إلنتاج ذي القيمة الم�ضافة‬‫العالية على نطاق عالمي‪ .‬ويو�صي الم ؤ�لف ب أ�ن تنظر الجامعات في خيارات التجديد وال�سبل المتاحة لها‬‫وا�ستغلالها‪ .‬ويقدم الم�ؤلف أ�مثلة من تركيا وبلدان �أخرى‪ ،‬حيث تو�ضع مكونات العلوم ونظم التجديد‬ ‫بهدف �سد الهوة بين الحدود الحالية وحدود ا إلنتاج‪.‬‬‫�أما الف�صل التا�سع فهو من ت�أليف الأ�ستاذ الدكتور عدنان زاهد م�ؤلف الف�صل الثاني‪ .‬ويبرز هذا‬‫الف�صل التعاون الدولي بين الجامعات وبين مكوناتها وعنا�صرها الرئي�سية‪ .‬وي�شمل ذلك تبادل‬‫الطلاب‪ ،‬وبرامج التعليم الم�شترك‪ ،‬والتعاون البحثي‪ .‬ويبين الم ؤ�لف أ�ن جميع أ�مثلة التعاون المذكورة‬‫متباينة وخا�ضعة ل�سماتها الخا�صة‪ .‬وي�ؤكد �أن هذا التباين في ا ألبعاد يجعل من ال�ضروري تبني طرق‬‫متنوعة تعتمد على طبيعة التعاون ا ألكاديمي والتعليمي والبحثي وعلى مقولة �إن «المقا�س الواحد لا‬ ‫ينا�سب الجميع!»‪.‬‬‫أ�ما الف�صل العا�شر والأخير فهو من ت أ�ليف الا�ستاذ الدكتور جوزف ريت�سن‪ ،‬م ؤ�لف الف�صل الثالث‪،‬‬‫وفيه يقدم ثمرة خبرته كوزير م�س�ؤول عن التعليم والعلوم والثقافة في هولندا في الت�سعينيات من‬‫القرن الع�شرين وخبرته كرئي�س لجامعة ما�ستريخت في العقد الأول من القرن الحادي والع�شرين‪.‬‬‫ويتناول الم�ؤلف تحديات التحول نحو التميز التي تواجهها الجامعات التي تجد نف�سها في معترك‬‫«العولمة وا إلعلامية )‪ .»(informatization‬ولإدارة الجامعة دور مهم في الت أ�كد من �أن التحول نحو‬‫التميز يتم من خلال تطوير ا�ستراتيجيات تملكها الجامعة المعنية‪ .‬ويبين الم�ؤلف م�س�ؤولية إ�دارات‬ ‫الجامعات عن إ�عداد هذه الا�ستراتيجيات وتوفير و�سائل تنفيذها‪.‬‬‫ون�أمل ب�أن ي�سهم الكتاب في فهم أ�ف�ضل لطريقة حيازة الجامعات البحثية على التفوق في التعليم‬‫والبحث العلمي من خلال الخبرة الثرية في العالم التي تتعامل مع مو�ضوع الجودة في التعليم والبحث‬ ‫العلمي في التعليم العالي‪.‬‬ ‫�أ�سامة طيب عدنان زاهد جوزف ريت�سن‬ ‫�‬

‫خارجاطمةعاةل عطارليمقيةللاتلحموسلت إولىى‬ ‫الفصل الأول‬ ‫الأستاذ الدكتور أسامة طيب‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪2‬‬

‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬أ‪.‬د أسامة طيب‬ ‫‪ -1‬مقدمة‬ ‫�أ�ضحى الارتقاء بالمكانة التعليمية وا ألكاديمية للجامعات �إلى م�صاف الجامعات العالمية المقبولة‬ ‫على ال�صعيد الدولي هدفا لكثير من إ�دارات جامعات العالم في ال�سنوات ا ألخيرة‪ .‬ومما جعل هذا‬ ‫التوجه ممكنا وزاد من �سرعته نمو الاقت�صاد العالمي وتطوره‪ .‬وت�شمل هذه الجهود بكل ت�أكيد ن�شوء‬ ‫ا�ستراتيجيات م ّطردة تتناول مو�ضوعات مرتبطة بالتميز ا ألكاديمي والتعليمي‪ ،‬والتمويل‪ ،‬وملاءمة‬ ‫من�ش�آت الدعم‪ ،‬وم ؤ�هلات الكادر التدري�سي‪ ،‬وكفاءات الخريجين‪ .‬وفي ال�سياق ا ألكاديمي العالمي‬ ‫هذا‪ ،‬بادرت جامعة الملك عبد العزيز إ�لى احتلال مرتبة متقدمة في ت�صنيف الجامعات العالمية‪.‬‬ ‫ولي�س الهدف من هذه المبادرة مناف�سة كبرى الجامعات المعترف بها دوليا‪ ،‬بل الهدف هو �إبراز‬ ‫الإمكانات الأكاديمية والتعليمية التي تتمتع بها جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬ور�سم خارطة طريق ت�سهل‬ ‫�إدخال تح�سينات م�ستدامة وذات م�صداقية في التعليم العالي الذي تقدمه‪.‬‬ ‫وقبل �أن نخو�ض في مناق�شة منهج جامعة الملك عبد العزيز للدخول في هذا الم�شروع‪ ،‬نجد من‬ ‫ال�ضروري التمييز بين مفهومي «تدويل الجامعة» ‪ internationalization‬و «الجامعة العالمية»‬ ‫‪ world-class university‬ألنهما ي�ستخدمان أ�حيانا بلا تمييز بالرغم من اختلافهما‪� .‬أما جامعة‬ ‫الملك عبد العزيز فقد اختارت ال�سعي �إلى تحقيق مرتبة «الجامعة العالمية»‪.‬‬ ‫‪ -2‬التدويل في التعليم العالي‬ ‫ي�شمل م�صطلح التدويل طائفة وا�سعة من المفاهيم مختلفة النطاق والتركيز تتعلق بجوانب متعددة‬ ‫من التعليم العالي‪ .‬وقد تم تبني عدد من الآراء الخا�صة بتدويل الجامعة‪ ،‬مما �أدى إ�لى ظهور‬ ‫خلافات في فهم هذا الم�صطلح‪ .‬فكلمة «تدويل» يمكن أ�ن ت�شمل الإ�سهامات الدولية في المناهج‬ ‫التعليمية‪ ،‬وا ألدب في اللغات ا ألخرى‪ ،‬وتبادل الأ�ساتذة والطلاب‪ ،‬والدرا�سات الدولية‪ ،‬والتعاون‬ ‫التقني الدولي‪ ،‬وحركة أ�ع�ضاء هيئة التدري�س‪.‬‬ ‫�أما في مجال الن�شاطات‪ ،‬في�شمل م�صطلح التدويل الن�شاطات الأكاديمية وغير ا ألكاديمية‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫تطوير المناهج‪ ،‬وتبادل الطلاب والعلماء‪ ،‬والمعونات التقنية‪ ،‬وتدري�س الثقافات المتعددة والن�شاطات‬ ‫البحثية الم�شتركة‪ .‬أ�ما م�ستوى تركيز الن�شاطات فيختلف تبعا للحالة التعليمية والأكاديمية والموقع‬‫‪3‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫الجغرافي للجامعات المعنية‪.‬‬‫وت�ع� ّرف الجمعية الأوروب�ي�ة للتعليم ال�دولي ‪(European Association of International‬‬‫)‪ Education‬مفهوم التدويل ب أ�نه الإج��راءات التي تخرج بالتعليم العالي من النطاق المحلي‬‫�إلى الدولي [‪� .]1‬أما رابطة الجامعات والمعاهد الكندية ‪(Association of Universities and‬‬‫)‪( Colleges of Canada‬والتي أ��صبح ا�سمها م ؤ�خر ًا الجامعات الكندية ‪)Universities Canada‬‬‫فتع ّرف مفهوم التدويل ب أ�نه الن�شاطات التي تهدف �إلى توفير ممار�سة تعليمية �ضمن بيئة ذات‬ ‫منظور عالمي[‪.]2‬‬‫وهناك من يع ّرف التدويل ب أ�نه دمج عنا�صر دولية في التدري�س والبحث وخدمة المجتمع‪ .‬وي�شمل هذا‬‫دمج منظور دولي عالمي متداخل الثقافات في وظائف الجامعة الرئي�سة‪ ،‬حيث يطور نظام التعليم‬ ‫العالي منحى دوليا [‪.]3‬‬‫ويمكن �أن ي�شير مفهوم التدويل �إلى التفاعل بين الثقافات من خلال وظائف التدري�س‪ ،‬والبحث‪،‬‬ ‫وخدمة المجتمع بهدف تحقيق الفهم والتوا�صل والنقا�ش عبر الثقافات والحدود الجغرافية‪.‬‬‫وهذا يف�سر ال�سبب في و�ضع التدويل في �إطار الاندماج وال�صراع الثقافي في بع�ض البلدان‪ .‬ففي �آ�سيا‪،‬‬‫على �سبيل المثال‪ ،‬تم �إدخال م�ضامين �أيديولوجية وثقافية في مفهوم التدويل‪ ،‬فولدت م�صطلحات‬‫مثل‪« :‬التغريب» و «التحرير»‪ ،‬ودفع بع�ض المفكرين إ�لى الت�سا�ؤل كيف يمكن لجامعة أ��صيلة في ِق َيمها‬ ‫�أن تنفتح على �أفكار و�أخلاقيات من م�صادر معرفية خارجية؟ [‪.]4‬‬‫ويع ّرف م�صطلح التدويل �أحيانا في �إطار عملية تعلم لغات البلدان الأخ�رى ونظمها الاجتماعية‬ ‫وثقافاتها الوا�سعة‪.‬‬‫ونتيجة لما تقدم‪ ،‬يت�ضح لنا أ�ن فهم م�صطلح التدويل يعتمد على ال�سياق الاجتماعي والثقافي الذي‬ ‫نحن ب�صدده‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الجامعة العالمية‬‫تو�صف الجامعات العالمية المرموقة عادة ب�أنها أ�برز الجامعات البحثية وب�أنها تلعب دورا جوهريا‬‫في تطوير المناف�سة في اقت�صاد المعرفة ال��دولي‪ ،‬وفي توليد المعرفة وتوزيعها‪ ،‬وتعليم الكوادر‬ ‫‪4‬‬

‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬أ‪.‬د أسامة طيب‬ ‫الماهرة القادرة على تولي القيادة وتلبية متطلبات المجتمع‪ .‬وفي ال�سنوات الأخ�رية‪ ،‬احتل تطوير‬ ‫الجامعات العالمية مكانة بارزة في التخطيط الا�ستراتيجي في العديد من البلدان‪ ،‬ف ُو�ضعت و ُطبقت‬ ‫ا�ستراتيجيات تطوير مختلفة على الم�ستوى الوطني والم�ؤ�س�ساتي‪ .‬وفي هذا ال�سياق تعقد جامعة جياو‬ ‫تونغ )‪ (Jiao Tong‬في �شنغهاي (في ال�صين) م ؤ�تمر ًا دولي ًا كل �سنتين‪ ،‬بهدف جمع إ�داريي الجامعات‬ ‫وكبار الباحثين من �سائر أ�نحاء العالم لمناق�شة م�سائل تتعلق بالجامعات العالمية في �سياق ا ألعداد‬ ‫المتزايدة من البلدان والم�ؤ�س�سات التعليمية التي تواجه تحديات تحقيق التميز ا ألكاديمي‪ .‬واليوم‬ ‫تبذل جامعات البلاد النامية ق�صارى جهدها لدعم قدرتها على الارتقاء ببحوثها و أ�دائها بغية‬ ‫الو�صول إ�لى مكانة متميزة عالمي ًا‪ ،‬ومن ثم الحفاظ عليها [‪.]10-5‬‬ ‫هناك �أ�سئلة مهمة لابد من الإجابة عليها‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ •كيف ترتقي جامعة ما �إلى م�صاف الجامعات العالمية؟‬ ‫ •هل تواجه الجامعات كلها م�شكلات وتحديات متماثلة؟‬ ‫ •هل من الممكن نقل الا�ستراتيجيات التي ثبت نجاحها في جامعة بعينها �إلى جامعات البلدان‬ ‫ا ألخرى؟‬ ‫تع َّرف الجامعات العالمية أ�حيانا ب أ�نها جامعات بحثية عالمية‪ .‬فالجامعات العالمية هي م�ؤ�س�سات‬ ‫�أكاديمية ُ�صممت لتوليد �شتى أ�نواع المعرفة ون�شرها‪ ،‬وتوفير التعليم العالي الجيد بمختلف م�ستوياته‪،‬‬ ‫وتلبية حاجات البلد‪ ،‬وخدمة الم�صلحة العامة‪ .‬ويع ّرف المفكرون والإداري�ون �صفة «العالمية» ب�أنها‬ ‫تحقيق الم�ستوى الذي ي�ضمن الان�ضمام إ�لى قوائم ت�صنيف جامعات العالم التي تركز على التعليم‬ ‫الجيد‪ ،‬والتدويل‪ ،‬ومخرجات البحوث‪ ،‬والمكانة‪ ،‬والت�أثير‪ .‬ومن ال�صفات الأ�سا�س للجامعات العالمية‬ ‫وج�ود هيئة تدري�س م�ؤهلة‪ ،‬وط�الب ناجحين ذوي مواهب �أكاديمية‪ ،‬وامتلاك التميز البحثي‪،‬‬ ‫والتدري�س الجيد وفق المعايير الدولية‪ ،‬و�أن يتوفر لها م�صادر تمويل جيدة‪ ،‬ومن�ش آ�ت مجهزة تجهيزا‬ ‫جيدا‪ ،‬و أ�ن تقدم بيئة غنية للتعلم والبحث بحيث ت�ستجيب بمرونة وب�شكل ملائم لمتطلبات ال�سوق‬ ‫الدولية المتغيرة‪.‬‬‫‪5‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪ -4‬جوانب مهمة حول مكانة الجامعة العالمية‬‫يتوجب على الجامعة التي تتطلع إ�لى الارتقاء �إلى م�صاف الجامعات العالمية �ألا تتوقف عن ال�سعي‬‫�إلى تحقيق التميز‪ .‬وهذا ينطوي على م�ضامين وا�ضحة بالن�سبة �إلى الجودة في التعليم العالي‪.‬‬‫فتميز الجامعة ونجاحها الأكاديمي يعتمدان على الا�ستمرار في تحقيقها م�ستويات عالية من التميز‬ ‫والإنجاز ا ألكاديمي والتعليمي‪.‬‬‫وتختلف توقعات الج�ودة تبعا ل�ل آ�راء باختلاف عوامل عدة‪ ،‬مثل‪ :‬الحالة التعليمية‪ ،‬والعمليات‪،‬‬‫والمدخلات والمخرجات‪ ،‬ور�ؤية الجامعة ور�سالتها و أ�هدافها‪ ،‬ومخرجات التعليم والبحوث‪ ،‬وتوظيف‬ ‫الخريجين والم�شاركة الطلابية‪.‬‬‫وثمة �أبعاد أ�خرى لتعريفات الجودة‪ ،‬مثل‪ :‬التميز‪ ،‬والثبات على مجموعة المعايير المحددة‪ ،‬وملاءمة‬ ‫ور�ضى المعنيين ب أ�مور الجامعة‪.‬‬‫ومن ال�صعب تعريف الجودة في التعليم العالي تعريفا مبا�شرا‪ ،‬لكن الزيادة الكبيرة في المناف�سة‬‫الدولية والتباين في قطاع التعليم العالي الذي �أوجد تنوعا غنيا في المقررات والبرامج وال�شهادات‬‫الجامعية جعل من ال�ضروري تقييم الجودة و�ضمان �إحرازها‪ .‬وفي الحقيقة‪ ،‬ف إ�ن عبارة �ضمان‬‫الجودة لها تف�سيرات وا�سعة‪ ،‬ت�شمل عمليات تقييم جودة م ؤ��س�سات التعليم العالي‪ ،‬ومراقبتها‪،‬‬‫وت�أمينها‪ ،‬وتطويرها‪ .‬وي�أتي تطور الممار�سة من الثبات في �ضمان الجودة؛ لذلك ف�إن �ضمان الجودة‬‫وثيق ال�صلة بمعايير التعليم الم�ستخ َدمة في قيا�س النتائج التي ُت�ستخدم في المقارنة وفق الم ؤ��شرات‪.‬‬‫ويمكن تقييم مدى �ضمان الجودة من خلال الفح�ص والاعتماد‪ .‬وتعد الجودة العالية م ؤ��شرا على‬‫مكانة الجامعة وت�صنيفها المتقدم‪ ،‬وهما من المعايير المعت َمدة التي تدل على التميز في الجامعات‬ ‫العالمية [‪.]15-11‬‬‫�أما فيما يتعلق بالت�صنيف‪ ،‬فهناك ثلاث منهجيات مختلفة في ت�صنيف الجامعات العالمية‪ ،‬وهي‬‫الت�صنيف ا ألكاديمي لجامعات العالم ))‪(Academic Ranking of World Universities (ARWU‬‬‫الذي تقوم به جامعة �شانغهاي جياو تونغ )‪ ،]16[ (Shanghai Jiao Tong University‬وت�صنيف‬‫الجامع ـات العالمية في التايمز للتعليم العالي ‪(Times Higher Education (THE) World‬‬‫)‪ ،]17[ University Rankings‬وت�صنيف كواكوارلي �سيموند للجامعات العالمية ‪(Quacquarelli‬‬ ‫‪6‬‬

‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬أ‪.‬د أسامة طيب‬ ‫)‪ Symonds (QS) World University Rankings‬والم�شهور با�سمه المخت�صر كيو إ��س )‪.]18[ (QS‬‬ ‫ويعتقد كثير من المنظمات وال�شركات ب أ�ن جودة الجامعات تقا�س بمكانتها في جداول الت�صنيف‪.‬‬ ‫فكلما تح�َّسن ت�صنيف الجامعة تقدمت على مقيا�س الجودة‪ .‬وهذا ما يجعل الت�صنيف لدى الكثيرين‬ ‫و�سيلة لجذب م�ؤ�س�سات التعليم العالي نحو �سوق المعرفة العالمية‪ ،‬مع أ�ن التركيز في غالبية معايير‬ ‫الت�صنيف ين�صب في معظم الأحوال على المخرجات البحثية ولي�س على جودة التعليم في ت�صنيف‬ ‫الجامعات‪ .‬وهذا يرجع �إلى �سهولة الت أ�كد من �أداء البحوث من م�صادر المعطيات الدولية بدون‬ ‫اتخاذ أ�ية �إجراءات ذاتية‪.‬‬ ‫وبما �أن جودة التعليم ت�شمل الوظائف الثلاثة لم�ؤ�س�سات التعليم العالي ‪� -‬أي التعليم‪ ،‬والبحث‪،‬‬ ‫وخدمة المجتمع ‪ -‬ف إ�ن جامعة الملك عبد العزيز �سعت جاهدة لتحقيق التميز في هذه الوظائف‬ ‫الثلاث‪ .‬وبالإ�ضافة إ�لى �سعي الجامعة لكي تتبو أ� مكانة متقدمة في �سلم الت�صنيف‪ ،‬ف إ�نها بذلت �أي�ضا‬ ‫جهودا م�ضنية للح�صول على الاعتماد الأكاديمي لما تقدمه من برامج كافة‪ .‬وهذه خطوة مهمة على‬ ‫الطريق التي ن�سلكها نحو تحقيق هدفنا في ت�أ�سي�س جامعة عالمية‪.‬‬ ‫‪ -5‬استراتيجيات الارتقاء لتحقيق مكانة الجامعة العالمية‬ ‫إ�ن الارتقاء �إلى مكانة الجامعة العالمية يتطلب ميزات مهمة ومحددة تنطوي على موهبة عالية‬ ‫وموارد وفيرة‪ ،‬بالإ�ضافة إ�لى �سيا�سات ت�شجع ال�سعي نحو تحقيق التميز الأكاديمي والتعليمي‪.‬‬ ‫�إن جامعة الملك عبد العزيز من الجامعات الحكومية في المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬وهي بذلك تحظى‬ ‫بميزانية عالية ورعاية كبيرة من وزارة التعليم‪ .‬ولم ت�أ ُل إ�دارة الجامعة جهدا في الا�ستفادة من‬ ‫ميزانيتها من �أجل ا�ستقطاب المواهب ا ألكاديمية التي تتنا�سب وتطلعاتها نحو التميز‪ .‬وعلى نقي�ض‬ ‫برامج التميز في الجامعات ا ألخرى‪ ،‬مثل مبادرة التميز الألمانية والتي تركز على التميز في البحث‬ ‫ب�صورة �أ�سا�سية‪ ،‬ف�إن جامعة الملك عبد العزيز �سعت نحو الارتقاء بم�ستوى الجودة في �سائر مجالات‬ ‫تعليمها العالي بما فيها التدري�س والبحث‪ ،‬حيث يجب أ�ن ت ؤ�دي الجامعة العالمية دورا حيويا �ضمن‬ ‫نظام التعليم العالي في تدريب المحترفين‪ ،‬والعلماء‪ ،‬والباحثين‪ ،‬ممن ي�سهمون في تطوير الاقت�صاد‬ ‫و إ�عداد جيل قائم على المعرفة الجديدة يدعم النمو الوطني والتقدم المبدع‪.‬‬‫‪7‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫لقد تمكنت جامعة الملك عبد العزيز من �إحراز هذا النجاح بف�ضل الدعم ال�سخي وغير المحدود‬‫من جانب حكومة المملكة‪ ،‬وبالأخ�ص وزارة التعليم‪ ،‬التي و�ضعت خطة لم�ستقبل قطاع التعليم العالي‬‫في البلاد‪ .‬ويعد هذا الدعم حيويا فيما يخ�ص م�ؤ�س�سة عالمية الم�ستوى‪ .‬ي�ضاف �إلى ذلك أ�ن لجامعة‬‫الملك عبد العزيز الموارد المالية الوفيرة وال�ضرورية لتغطية نفقات جامعة مزدهرة‪ .‬وكذلك ف�إن‬‫جامعة الملك عبد العزيز تتمتع بمواهب فعالة‪ ،‬وبقيادة ديناميكية‪ ،‬وحوافز متميزة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى‬‫البنية التحتية الحديثة المنا�سبة‪ .‬وكان لاجتماع هذه العوامل �أكبر الأثر في �إيجاد البيئة التعليمية‬ ‫والأكاديمية التي �أثبتت جدارتها في تحقيق التقدم للجامعة‪.‬‬ ‫‪ -6‬البنية التحتية‬‫لقد قام م�شروع تحقيق الاعتراف الدولي والمكانة العالمية على بناء جامعة تتمتع ببنية تحتية ملائمة‬‫ومتميزة‪ .‬لذا حظي ت�صميم المن�ش آ�ت وبنائها بدرجة كبيرة من الاهتمام بغية توفير البنية التحتية‬‫اللازمة لت�سهيل الو�صول �إلى التميز التعليمي وا ألكاديمي‪ .‬ولا �شك في �أن عن�صر البنية التحتية‬‫مهم بالن�سبة �إلى الطلاب و�أع�ضاء هيئة التدري�س على حد �سواء‪ .‬فالمختبرات الحديثة أ��سا�سية‬‫لتحقيق �إنتاج علمي على �أعلى الم�ستويات الأكاديمية‪ .‬وبالرغم من تمتع �سائر مباني الكليات في‬‫الجامعة بم�ستويات عالية من الكفاءة‪ ،‬ف إ�ن هناك العديد من المباني الجديدة لبع�ض الكليات قيد‬‫الإن�شاء حر�صا على تحديث البنية التحتية‪ .‬وقد انتقلت بع�ض الكليات بالفعل إ�لى مبانيها الجديدة‬‫المزودة ب أ�حدث المعدات والمعامل‪ ،‬فيما ت�ستعد الكليات الأخرى �إلى الانتقال إ�لى مواقعها الجديدة‬ ‫عما قريب‪.‬‬‫وحيث إ�ن التدري�س الإبداعي بحاجة �إلى َمرافق ملائمة‪ ،‬ف إ�ن جامعة الملك عبد العزيز ت�سعى �إلى‬‫توفير المن�ش�آت ال�ضرورية للتعلم التفاعلي‪ ،‬والتعلم القائم على حل الم�شكلات وعمل الم�شروعات‪،‬‬‫والتعلم القائم على العمل الجماعي والتعلم من ال�زم�الء‪ ،‬با إل�ضافة إ�لى قاعات المحا�ضرات‬ ‫وال�صفوف التقليدية‪ .‬وتوفر الجامعة معامل الحوا�سيب ومن�ش آ�تها في �سائر َمرافقها‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬أ‪.‬د أسامة طيب‬ ‫‪ -7‬الاعتماد الأكاديمي‬ ‫حددت جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬التي تم�ضي نحو الم�ستقبل وتتطلع نحو الأمام‪ ،‬ر�ؤيتها ور�سالتها الطموحة‬ ‫أ�كاديميا وتعليميا بمجموعة من الأهداف تقوم على تقاليد �أ�صيلة عميقة الجذور‪ .‬و�سعت الجامعة حثيثا‬ ‫لكي تكون عملياتها ا ألكاديمية‪ ،‬بما فيها و�ضع المناهج وتطويرها‪ ،‬م�صممة لا�ستكمال ن�سبة كبيرة من‬ ‫خططها الا�ستراتيجية‪ .‬والجامعة على يقين من أ�ن المناهج الجيدة (التي تتما�شى مع ر ؤ�يتها ور�سالتها‬ ‫و أ�هدافها) با إل�ضافة إ�لى الكادر التدري�سي الم ؤ�هل ت�شكل حجر الزاوية في التعليم العالي [‪.]19‬‬ ‫وبالرغم من تمتع مناهج جامعة الملك عبد العزيز بمعايير معترف بها على ال�صعيد الدولي‪ ،‬لكنها‬ ‫غير م�ستوردة من جامعات أ�جنبية‪ .‬فالجامعة تقوم بعملية ت�صميم مناهجها ومراجعتها‪ ،‬ألنها‬ ‫�أدركت أ�ن هذه العملية ت�سهم في �إيجاد الثقافة الأكاديمية المطلوبة لتحقيق معايير التميز التعليمي‬ ‫والأكاديمي‪ ،‬وت�ساعد المخت�صين في المناهج على تلبية المهارات والقدرات المطلوبة في �سوق العمل‬ ‫المحلية وفي المملكة العربية ال�سعودية عموم ًا‪.‬‬ ‫وفي �سعي جامعة الملك عبد العزيز نحو إ�ر�ساء قواعد ثقافة متينة الأركان �أكاديميا وتعليميا‪ ،‬ف إ�نها‬ ‫لم تتوقف عن زيادة أ�هدافها وطموحاتها‪ .‬فقبل خم�سين عاما بد�أت جامعة الملك عبد العزيز بعدد‬ ‫�صغير من البرامج والطلاب‪ ،‬أ�ما في العام الأكاديمي الحالي ‪2015/2014‬م فقد بلغ عدد برامجها‬ ‫أ�كثر من ‪ 200‬برنامج في المرحلة الجامعية الأولى وعلى ‪ 190‬برنام ًجا في الدرا�سات العليا‪ .‬وتدعم‬ ‫هذه البرامج كلها عملية تعليمية وبحوث علمية عالية الم�ستوى‪ .‬ولقد تحقق هذا كله بمرور الوقت‬ ‫بف�ضل القيادة الم�ستقرة‪ ،‬والتطور الم�ستمر‪ ،‬والثبات على ال�سعي نحو التميز التعليمي وا ألكاديمي‬ ‫الذي وفر التقاليد العلمية الحيوية المطلوبة إلنتاج بحوث متميزة وتطبيق فعال للتقنية التعليمية‪.‬‬ ‫لقد �شهدت الجامعة تطورا كبيرا على جبهات عدة‪ ،‬ونجحت في �إحراز الاعتماد الأكاديمي لغالبية‬ ‫برامجها الأكاديمية من جانب هيئات معترف بها دوليا‪ .‬وي�أتي هذا التطور نتيجة دقة كبيرة في‬ ‫التخطيط وا إلدارة‪ .‬وقد كانت كلية الهند�سة أ�ولى الكليات التي ح�صلت على الاعتماد ا ألكاديمي‪،‬‬ ‫حيث منحت هيئة اعتماد الهند�سة والتقنية ‪(The Accreditation Board for Engineering‬‬ ‫))‪ and Technology (ABET‬حتى ا آلن الاعتماد لاثني ع�شر برنامجا في الهند�سة مرتين (‪2002‬‬ ‫و‪2008‬م) كما �أن كلية الهند�سة ا آلن في �صدد تجديد الاعتماد للمرة الثالثة‪.‬‬‫‪9‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫ولقد أ��س�س مجل� ُس التعليم العالي ال�سعودي الهيئ َة الوطنية للاعتماد والتقييم الأكاديمي )‪(NCAAA‬‬‫بو�صفها �سلطة م�ستقلة تناط بها م�س�ؤولية الاعتماد ا ألكاديمي وتحقيق الجودة في مرحلة التعليم ما‬‫بعد الثانوي في المملكة العربية ال�سعودية‪ .‬أ�ما ر�سالتها فتتمثل في ت�شجيع الجودة ودعمها وتقييمها في‬‫برامج م�ؤ�س�سات التعليم ما بعد الثانوي‪ ،‬بهدف التحقق من جودة مخرجات التعليم‪ ،‬و�إدارة خدمات‬‫الدعم وا إلدارة في تلك الم�ؤ�س�سات‪ ،‬و�إ�سهامها في البحوث والمجتمعات التي تخدمها م ؤ��س�سات التعليم‬ ‫ما بعد الثانوي بما يكافئ معايير التعليم العالي الدولية‪.‬‬‫وتحظى الهيئة الوطنية للاعتماد والتقييم ا ألكاديمي )‪ (NCAAA‬بالاعتراف محليا ودوليا بف�ضل‬‫جودة إ��سهاماتها وفعاليتها في التطوير الم�ستمر للتعليم ما بعد الثانوي في المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬‫و ُيطلب ا آلن من كل برامج جامعة الملك عبدالعزيز الح�صول على الاعتماد ا ألكاديمي من قبل الهيئة‬‫الوطنية للاعتماد والتقييم ا ألكاديمي قبل �سعيها للح�صول على الاعتماد الأكاديمي من هيئات دولية‬ ‫من خارج المملكة‪.‬‬ ‫‪ -8‬قبول الطلاب الموهوبين والمتفوقين‬‫خططت جامعة الملك عبد العزيز ‪ -‬منذ ت�أ�سي�سها ‪ -‬لإعداد مواردها الب�شرية الخا�صة‪ ،‬حيث يتم‬‫اختيار المتقدمين إ�لى المرحلة الجامعية الأولى والدرا�سات العليا من النخبة المتميزة علميا‪ .‬ومن‬‫�شروط القبول أ�ن يحوز الطلاب على معدلات عالية في اختبارات المركز الوطني للقيا�س والتقويم‬‫في التعليم العالي‪ ،‬إ�ذ تطلب معظم الجامعات ال�سعودية من المتقدمين الج�دد اجتياز الاختبار‬ ‫التح�صيلي‪ ،‬رغم اختلاف المعدل المطلوب للقبول من جامعة �إلى أ�خرى‪.‬‬‫ولقد اعتمدت جامع ُة الملك عبد العزيز نظا َم ال�سنة التح�ضيرية‪ ،‬حيث يتوجب على جميع الطلاب‬‫درا�سة مقررات �إجبارية ت�ؤهلهم للحياة الجامعية العلمية‪ ،‬ودرا�سة البرامج العلمية الرئي�سة التي‬‫اختاروها‪ .‬وفي ال�سنة التح�ضيرية م�ساران‪ ،‬الأول لطلاب الفروع العلمية‪ ،‬والثاني لطلاب الفروع‬‫الإن�سانية‪ .‬أ�ما الطلاب الذين لا يحققون الم�ستويات العلمية المطلوبة في ال�سنة التح�ضيرية فيتركون‬‫الجامعة أ�و يتحولون �إلى معاهد المجتمع التي تمنح درجات �أقل من الدرجة الجامعية (الدبلومات �أو‬ ‫ال�شهادات الحرفية) �أو إ�لى معاهد التعليم التقني المهني‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬أ‪.‬د أسامة طيب‬ ‫‪ -9‬برنامج المنح للخريجين المتفوقين‬ ‫لج�أت جامعة الملك عبد العزيز في المرحلة الأولى من تطورها إ�لى توظيف أ�كاديميين أ�جانب‪ .‬وكان‬ ‫ذلك ا إلجراء �ضروريا آ�نذاك لم�ساعدة الجامعة على ت�سريع انطلاقتها بالاعتماد على �أع�ضاء هيئة‬ ‫تدري�س وباحثين من ذوي الخبرة‪ .‬ولعب الأكاديميون الأجانب في جامعة الملك عبدالعزيز آ�نذاك‬ ‫دورا مهما في تدريب ا ألكاديميين ال�سعوديين ال�شباب‪ .‬أ�ما اليوم ف�إن ن�سبة الأكاديميين ال�سعوديين في‬ ‫جامعة الملك عبد العزيز تزيد على ‪.٪60‬‬ ‫وتقدم جامعة الملك عبد العزيز �إلى المتفوقين من خريجيها في �شتى المجالات منح ًا درا�سية لتعيينهم‬ ‫م�ستقبلا في هيئة التدري�س بعد متابعة درا�ساتهم في الخارج وح�صولهم على �شهادتي الماج�ستير‬ ‫والدكتوراه من جامعات عالمية متقدمة في الت�صنيف الدولي‪ .‬وبذلك ت�ضمن الجامعة في الم�ستقبل‬ ‫تعيين أ�ع�ضاء هيئة تدري�س ذوي م ؤ�هلات عالية‪ ،‬ممن هي على دراية تامة بم ؤ�هلاتهم ا ألكاديمية‪.‬‬ ‫ويتوجه ‪ ٪50‬تقريبا من المبتعثين إ�لى الجامعات الأمريكية المرموقة‪ ،‬في حين يتوجه ‪ ٪25‬منهم إ�لى‬ ‫طليعة الجامعات البريطانية‪� .‬أما البقية فيبتعثون إ�لى كندا و�أ�ستراليا و أ�وروبا كما يتبين من ال�شكل ‪.1‬‬ ‫ويزداد عدد المبتعثين �سنويا كما يتبين من ال�شكل ‪ .2‬وتخ�ص�ص المنح للطلاب والطالبات على حد‬ ‫�سواء (بن�سبة ‪ 50 – 50‬تقريبا)‪.‬‬ ‫أ�ما الطالبات اللواتي تحول ظروفهن العائلية دون �سفرهن �إلى الخارج للدرا�سة وفق نظام الدوام‬ ‫الكامل‪ ،‬ف إ�ن جامعة الملك عبد العزيز �سعت ل�ضمان ح�صول ه ؤ�لاء الطالبات على الم�ؤهلات العلمية‬ ‫الكاملة‪ ،‬و أ�برمت اتفاقيات مع عدد من أ�ف�ضل الجامعات البريطانية ت�سمح لهن بالدرا�سة في بلدهن‬ ‫وخ�ضوعهن لبرنامج إ��شراف م�شترك‪ .‬ويعين لكل طالبة م�شرف في الجامعة البريطانية و آ�خر في‬ ‫جامعة الملك عبد العزيز‪ .‬وهناك مرا�سلات واجتماعات منتظمة بين الم�شرفين والطالبات لحل‬ ‫�أية م�شكلات وم�سائل درا�سية‪ ،‬وفي الوقت ذاته يتوا�صل الجميع بالبريد ا إللكتروني طوال العام‬ ‫الدرا�سي‪ .‬ويبين ال�شكل ‪ 3‬عدد الطالبات اللواتي التحقن ببرنامج الإ�شراف الم�شترك‪.‬‬‫‪11‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫ﺑﺎﻗﻲ ﺩﻭﻝ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺍﻟﻐﺭﺑﻳﺔ‬ ‫ﺩﻭﻝ ﺃﺳﻳﺎ‬ ‫‪%6.17‬‬ ‫‪0.90%‬‬ ‫ﺃﺳﺗﺭﺍﻟﻳﺎ‬ ‫‪%6.48‬‬ ‫ﻛﻧﺩﺍ‬ ‫‪%12.91‬‬ ‫ﺃﻣﺭﻳﻛﺎ‬ ‫‪%47.65‬‬ ‫ﺑﺭﻳﻁﺎﻧﻳﺎ‬ ‫‪%25.89‬‬ ‫ﻧ نﺴﺒ�سﺔبةﺃ أ�ﻋعﺪﺩداﺍدﻟاﻤلمﺒبﺘتﻌعﺜثﻴينﻦفﻓيﻰدوﺩلﻭاﻝلاﺍبتﻻعﺑاﺘﻌثﺎوتﺙنوﻭعﺗهﻨاﻮﻋﻬﺎ‬ ‫ال�شكل ‪ .1‬ن�سبة المبتعثين إ�لى أ�ف�ضل جامعات العالم في الت�صنيف الدولي‪.‬‬ ‫‪300‬‬ ‫ﺍﻟﻣﺑﺗﻌﺛﻳﻥ ﻟﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻣﺎﺟﺳﺗﻳﺭ‬ ‫ﺍﻟﻣﺑﺗﻌﺛﻳﻥ ﻟﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭﺍﻩ‬ ‫ﻣﺟﻣﻭﻉ ﺍﻟﻣﺑﺗﻌﺛﻳﻥ‬ ‫‪259‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪220‬‬‫ﺃﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻣﺑﺗﻌﺛﻳﻥ‬ ‫‪200‬‬ ‫‪179 174 179‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪50 41‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1428‬‬ ‫‪1429‬‬ ‫‪1430‬‬ ‫‪1431‬‬ ‫‪1432‬‬ ‫‪1433‬‬ ‫‪1427‬‬ ‫ﻋـــــﺎﻡ‬ ‫ﺑﻴﺎﻥ ﺑﺄﻋﺪﺍبﺩياﺍﻟنﻤبﺒأ�ﺘعﻌدﺜاﻴدﻦالمﻟبﻠتعﺤثينﺼ لﻮلﻝح�ﻋصﻠوﻰل ﺩعلﺭىﺟدﺘرﻲجتﺍﻟيﻤاﺎلماﺟجﺴ�ﺘستﻴيﺮر وﻭاﺍلﻟدﺪكﻛتﺘورﻮاهﺭﺍﻩ‬ ‫ال�شكل ‪ .2‬عدد المبتعثين في ال�سنوات ال�سبع ا ألخيرة‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬أ‪.‬د أسامة طيب‬ ‫ﺃﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺑﺎﺕ ﺍﻟﻣﻠﺗﺣﻘﺎﺕ ﺑﺑﺭﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺷﺭﺍﻑ ﺍﻟﻣﺷﺗﺭﻙ‬ ‫‪40‬‬ ‫‪35 33 34‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10 11‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1427 1428 1429 1430 1431 1432 1433 1434‬‬ ‫ﻋــــــﺎﻡ‬ ‫ال�شكل ‪ .3‬عدد المبتعثات في برنامج ا إل�شراف الم�شترك‪.‬‬ ‫‪ -10‬برامج الدراسات العليا‬ ‫يحتل طلا ُب الدرا�سات العليا مكا َن ال�صدارة في البحث العلمي‪ ،‬وهذا ما دفع جامعة الملك عبد‬ ‫العزيز لكي تبد�أ برامج الدرا�سات العليا بعد ت أ��سي�سها بفترة ق�صيرة‪ .‬ولدى جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫حاليا ‪ 190‬برنامج ًا في الدرا�سات العليا في كافة التخ�ص�صات‪ ٪22 ،‬منها في م�ستوى الدكتوراه‪ ،‬وما‬ ‫تبقى هي برامج ماج�ستير ودبلوم عا ٍل‪ .‬ويبلغ عدد الطلاب الم�سجلين في هذه البرامج ‪ 7260‬طالب ًا‬ ‫(ذكور ًا و�إناث ًا) بمن فيهم الأجانب‪ .‬وقد بد أ� برنامج الدرا�سات العليا الدولي منذ خم�س �سنوات‬ ‫ونجح في ا�ستقطاب طلاب من مختلف البلدان‪ .‬وتقدم جامعة الملك عبد العزيز منح ًا درا�سية‬ ‫للمتفوقين من الطلاب الأجانب لمتابعة درا�ستهم العليا في مختلف برامج الجامعة‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بمقررات الدرا�سات العليا‪ ،‬ف إ�ن �إجمالي عدد الم�سجلين زاد بن�سبة كبيرة‪ ،‬حتى بات من‬ ‫ال�ضروري تقوية كل جوانب البحث الأكاديمي في الجامعة وتن�شيطها‪ .‬وقد �ساعد هذا على الترحيب‬ ‫بخريجي جامعة الملك عبد العزيز وتوظيفهم حين يدخلون �سوق العمل بف�ضل م�ؤهلاتهم وقدراتهم‬ ‫العالية‪.‬‬‫‪13‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫لقد أ��صبحت جامعة الملك عبد العزيز باعتراف الجميع الموئل الوطني للتعليم العالي‪ ،‬وذاع �صيتها‬‫بف�ضل تميزها ا ألكاديمي‪ ،‬و ُت َعد الآن خي َر من يمثل التعليم العالي الجيد الذي يتواءم ومتطلبات‬‫التطور الاقت�صادي ال�سريع الذي ي�شهده المجتمع وا ألمة‪ .‬وهذه العوامل تمكن الجامعة من الح�صول‬ ‫على م�ستويات عالية من التمويل وقبول النخبة من الطلاب المتفوقين‪.‬‬‫ويبين ال�شكل ‪ 4‬تزايد �أعداد الطلاب الذين منحوا �شهادة الماج�ستير �أو الدكتوراه لدى إ�كمالهم‬ ‫برامج جامعة الملك عبد العزيز‪.‬‬ ‫‪ -11‬جوائز البحوث في جامعة الملك عبد العزيز‬‫لم تدخر جامعة الملك عبد العزيز و�سعا في ت�شجيع أ�ع�ضاء هيئة التدري�س‪ .‬ومن طرائق الت�شجيع‬ ‫تقديمها جوائز البحوث العلمية‪ .‬وت�شمل آ�خر قوائم هذه الجوائز البحثية ما يلي‪:‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪1673‬‬‫ﺃﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺧﺭﻳﺟﻳﻥ‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪917 899‬‬ ‫‪642‬‬ ‫‪500 445‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ﻋـــــﺎﻡ‬ ‫ال�شكل ‪ .4‬أ�عداد الطلاب الذين ُمنحوا �شهادة الماج�ستير �أو الدكتوراه‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬أ‪.‬د أسامة طيب‬ ‫‪1 .1‬جائزة الن�شر في مجلتي «الطبيعة ‪ »Nature‬و «العلوم ‪»Science‬‬ ‫‪2 .2‬جائزة الن�شر في الدوريات العالمية المرموقة ‪ISI‬‬ ‫‪3 .3‬جائزة الن�شر في مجلات العلوم ا إلن�سانية العالمية‬ ‫‪4 .4‬جائزة �أف�ضل باحث‬ ‫‪5 .5‬جائزة �أف�ضل باحث من الطلاب‬ ‫‪6 .6‬جائزة العالمِ المتميز‬ ‫‪7 .7‬جائزة الا�ست�شهاد بالبحوث العلمية‬ ‫‪8 .8‬جائزة الفائزين بجوائز دولية‬ ‫‪9 .9‬جائزة أ�ف�ضل بحث في الكلية‬ ‫‪1010‬جائزة براءات الاختراع‬ ‫‪1111‬جائزة الترجمة‬ ‫وتختلف قيمة الجائزة بين مجال و آ�خر؛ وتبلغ قيمة �أعلاها ‪ 150000‬ريال (‪ 40000‬دولار أ�مريكي)‬ ‫للن�شر في مجلة «الطبيعة» أ�و «العلوم»‪ .‬ويتم منح أ�كثر من ‪ 800‬جائزة �سنويا‪.‬‬ ‫‪ -12‬تشجيع أعضاء هيئة التدريس على حضور المؤتمرات العلمية‬ ‫الم ؤ�تمرات هي مواقع لتبادل المعرفة والخبرة‪ .‬وت�شجع جامع ُة الملك عبدالعزيز أ�ع�ضا َء هيئة التدري�س‬ ‫على ح�ضور الم�ؤتمرات الدولية لتمكنهم من التعرف على العلماء البارزين‪ ،‬وم�شاهدة العرو�ض‬ ‫الخا�صة بنتائج أ�حدث البحوث‪ .‬وتتولى الجامعة نفقات �سفر مئات من أ�ع�ضاء هيئة التدري�س كل‬ ‫عام للم�شاركة في الم�ؤتمرات الدولية وتقديم �أوراق بحوثهم والتعرف على العلماء الدوليين‪ .‬وفي‬ ‫كثير من الحالات تتمخ�ض مثل هذه اللقاءات عن تعاون مثمر بين علماء جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫وعلماء الجامعات ا ألخرى‪ .‬وبف�ضل ت�شجيع جامعة الملك عبد العزيز لأع�ضاء هيئة التدري�س فيها‬ ‫على الم�شاركة بهذه المنا�سبات‪ ،‬فقد أ��صبح ا�سم الجامعة معروفا على نطاق وا�سع ومعترفا به في‬ ‫ا ألو�ساط العلمية الدولية‪ .‬ونتيجة لهذا الاعتراف والتعارف ع ّرب كثير من �أع�ضاء هذا المجتمع عن‬ ‫ا�ستعدادهم للتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز في إ�جراء بحوث م�شتركة‪.‬‬‫‪15‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪ -13‬تمويل البحوث العلمية‬‫من العوامل المهمة التي ت�ؤثر في ن�شر ثقافة البحث العلمي بين أ�ع�ضاء هيئة التدري�س توفر التمويل‬‫الذي ي�سمح في الك�شف عن المفاهيم والأفكار وا�ستق�صائها وتحقيقها من خلال البحث العلمي‪ .‬ومن‬‫العوامل ا أل�سا�سية في الح�صول على التمويل‪ ،‬هو �أن يقدم الباحثون دليلا قويا يبين أ�ن العمل المقترح‬‫قابل للن�شر في الدوريات العلمية المرموقة المدرجة في قوائم دوريات ‪� ISI‬أو ما يعادلها من الدوريات‬ ‫العلمية الأخرى‪.‬‬‫وتتولى جامعة الملك عبد العزيز تمويل مئات الم�شروعات البحثية كل عام �ضمن مختلف البرامج‬‫التي تبتكرها وتطورها دائم ًا‪ .‬با إل�ضافة الى ما تقوم به الجامعة من دعم لعلمائها لدى المنظمات‬‫ا ألخرى بالمملكة التي تمول البحث العلمي‪ ،‬مثل‪ :‬مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‪ ،‬ومدينة‬‫الملك عبد الله للطاقة النووية والمتجددة‪ ،‬و�شركة �سابك؛ وتمول هذه الهيئات كل عام ما يقارب‬‫مائة م�شروع بحثي في جامعة الملك عبد العزيز‪ .‬وقد �أدت هذه ال�سيا�سة‪ ،‬با إل�ضافة �إلى �سيا�سة‬‫منح الجوائز‪ ،‬إ�لى زيادة كبيرة في عدد الأوراق العلمية المن�شورة با�سم جامعة الملك عبد العزيز‪،‬‬‫والا�ست�شهاد بها �أي�ض ًا‪ ،‬في الدوريات العلمية المرموقة المدرجة على قوائم ‪ .ISI‬ويبين ال�شكل ‪5‬‬‫الزيادة في الن�شر العلمي لجامعة الملك عبد العزيز وكذلك الزيادة في الا�ست�شهاد ب أ�بحاث الجامعة‬ ‫في ال�سنوات الخم�س ع�شرة الما�ضية‪.‬‬ ‫‪Published Items in Each Year‬‬ ‫‪Citations in Each Year‬‬‫‪3000‬‬ ‫‪18.000‬‬‫‪2500‬‬ ‫‪16.000‬‬‫‪2000‬‬ ‫‪14.000‬‬‫‪1500‬‬ ‫‪12.000‬‬‫‪1000‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪8.000‬‬ ‫‪6.000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4.000‬‬ ‫‪2.000‬‬ ‫‪0‬‬‫‪2000‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬‫‪The latest 20 years are displayed‬‬ ‫‪The latest 20 years are displayed‬‬‫ال�شكل ‪ .5‬عدد بحوث جامعة الملك عبد العزيز المن�شورة‪ ،‬وعدد مرات الا�ست�شهاد بها‪،‬‬ ‫في الدوريات العلمية المرموقة المدرجة على قوائم ‪.ISI‬‬ ‫‪16‬‬

‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬أ‪.‬د أسامة طيب‬ ‫‪ -14‬مجموعات البحث العلمي‬ ‫طرحت جامعة الملك عبد العزيز فكرة إ�ن�شاء مجموعات للبحث العلمي في مختلف التخ�ص�صات‬ ‫لدفع التعاون بين الباحثين قدما نحو الأم�ام‪ .‬وتت أ�لف كل مجموعة من خم�سة ع�شر باحث ًا كحد‬ ‫أ�ق�صى‪ ،‬يعملون تحت قيادة �أحد كبار الباحثين‪ .‬وت�ضم المجموعة أ��ستاذا متميز ًا زائر ًا و أ�كاديميين‬ ‫من مختلف الرتب العلمية بمن فيهم الم�ستجدون وطلاب الدرا�سات العليا‪ .‬ولكل مجموعة اخت�صا�ص‬ ‫عري�ض واح�د يختلف عن تخ�ص�صات المجموعات ا ألخ�رى‪ .‬ولم�شروعات البحوث التي تقدمها‬ ‫المجموعات الأولوية في التمويل على تلك التي يقدمها ا ألفراد‪ .‬ولقد �ُشكلت خم� ٌس و أ�ربعون مجموعة‬ ‫حتى نهاية عام ‪2014‬م‪ ،‬ت�شمل طائفة وا�سعة من التخ�ص�صات‪ ،‬مثل المجموعة البحثية ال�سعودية‬ ‫لدرا�سة داء ال�سكري‪ ،‬ومجموعة أ�مرا�ض الفم والأ�سنان‪ ،‬ومجموعة الطاقة المتجددة‪ ،‬ومجموعة‬ ‫هند�سة البرمجيات والنظم الموزعة‪ ،‬ومجموعة الاقت�صاد وال�سوق‪ ،‬ومجموعة التحليل غير الخطي‬ ‫والريا�ضيات التطبيقية‪ ،‬ومجموعة التقنية الحيوية‪.‬‬ ‫ومن الأهداف الرئي�سة إلن�شاء المجموعات البحثية العمل على م�شروعات تعود بالفائدة على المجتمع‬ ‫ال�سعودي‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى الن�شر في الدوريات العالمية المرموقة والمدرجة في قوائم ‪.ISI‬‬ ‫‪ -15‬وحدة براءات الاختراع‬ ‫ت�شجيعا للعلماء على ت�سجيل براءات من نتائج بحوثهم العلمية‪� ،‬أ�س�ست جامع ُة الملك عبد العزيز‬ ‫وحد ًة ت�ساعدهم على إ�نجاز المعاملات ا إلداري�ة التي يتطلبها ت�سجيل ب�راءات الاخ�رتاع‪ .‬وتتولى‬ ‫الوحدة توثيق ال�رباءات وت�سديد كافة الر�سوم المطلوبة‪ ،‬و�إنج�از كل الم�سائل القانونية المتعلقة‬ ‫بت�سجيلها‪.‬‬ ‫ويجب على علماء الجامعة الذين ي�سعون إ�لى ت�سجيل براءة اختراع من بحوثهم توقيع عقد مع جامعة‬ ‫الملك عبد العزيز‪ ،‬يمنحون بموجبه الجامعة حق م�شاركتهم الفوائد الناجمة عن براءة الاختراع‪.‬‬ ‫وقد تم ت�سجيل ب�راءات اختراع من البحوث التي �أجريت في جامعة الملك عبد العزيز في ك ٍّل من‬ ‫الولايات المتحدة ا ألمريكية‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬و�أوروبا‪ ،‬واليابان‪ ،‬والمملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬‫‪17‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪ -16‬الكراسي العلمية والأكاديمية‬‫الكر�سي العلمي هو تكريم علمي يمنح للعلماء تقدي ًرا لإنجازاتهم في حقل تخ�ص�صاتهم أ�و قدرتهم‬‫على ا إل�سهام في مجال معين‪ .‬ويتولى تمويل الكرا�سي العلمية وا ألكاديمية أ�فراد و�شركات ومنظمات‬ ‫بهدف دعم تميز البحث وجودته في مجالات بعينها‪.‬‬‫إ�ن جميع الكرا�سي العلمية في جامعة الملك عبد العزيز هي موقوفة ومكر�سة لتعيين الباحثين‬‫المتميزين والاحتفاظ بهم وم�ساعدتهم‪ ،‬لأنهم ي�سعون إ�لى تحقيق م�صالح الجامعة الا�ستراتيجية‬‫من خلال إ�ذكاء المعرفة في مجال بعينه‪ .‬وت�ضطلع الكرا�سي العلمية في جامعة الملك عبد العزيز‬‫بم�س�ؤولية الن�شاطات البحثية والأكاديمية في العديد من المجالات‪ ،‬حيث أ��سهمت إ��سهامات كبيرة في‬ ‫الأو�ساط البحثية وا ألكاديمية‪.‬‬‫وي�شكل برنامج كرا�سي البحث العلمي في جامعة الملك عبد العزيز جز ًءا من ا�ستراتيجية الجامعة‬‫في �سعيها نحو الانتقال �إلى جامعة بحثية متطورة من خلال ا�ستقطاب �أ�صحاب المواهب الواعدين‬‫المتميزين بالبراعة‪ .‬وتتولى إ�دارة جامعة الملك عبد العزيز ت�سمية المر�شحين ل�شغل كرا�سي البحث‬ ‫العلمي من حملة رتبة الأ�ستاذية‪.‬‬‫ولقد �أن�ش�أت جامعة الملك عبد العزيز حتى نهاية عام ‪2014‬م ثلاثين كر�سي ًا من كرا�سي البحث‬‫العلمي‪ ،‬والعدد في تزايد م�ستمر كل عام‪ .‬وهذه الكرا�سي في العديد من التخ�ص�صات‪ ،‬فمنها على‬‫�سبيل المثال كر�سي ا ألمير نايف بن عبدالعزيز للقيم ا ألخلاقية‪ ،‬وكر�سي �شركة �سابك ال�سعودية‬‫للحفازات الكيميائية‪ ،‬وكر�سي محمد ح�سين العامودي ألبحاث القدم ال�سكرية‪ ،‬وكر�سي �شركة‬ ‫أ�رامكو للتحليل غير ا إلتلافي‪ ،‬وكر�سي مجموعة بن زوما لأبحاث و�صناعة المياه المعب�أة‪.‬‬ ‫‪ -17‬الهيئة الاستشارية الدولية‬‫من الخطوات التي اتخذتها جامعة الملك عبد العزيز لكي تكون في م�صاف الجامعات العالمية‬‫ت�شكيل هيئة ا�ست�شارية دولية ))‪ .(International Advisory Board (IAB‬وتهدف هذه الهيئة إ�لى‬‫تقديم التحليلات والأفكار المبتكرة الم�ستمدة من خبرات الهيئات الأكاديمية وال�صناعية ومراجعتها‬ ‫‪18‬‬

‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬أ‪.‬د أسامة طيب‬ ‫وتقييمها لكي ت�ساعد الجامعة على تح�سين موقعها ا ألك�اديم�ي والتعليمي‪� .‬أم�ا أ�ع�ضاء الهيئة‬ ‫الا�ست�شارية الدولية فهم من ر�ؤ�ساء الجامعات البارزين وال�شخ�صيات المرموقة ا ألخرى المرتبطة‬ ‫ب�سوق العمل‪ .‬وتعقد الهيئة اجتماعاتها مرتين في ال�سنة‪ ،‬وهي ت�شمل جل�سات ع�صف ذهني يدور‬ ‫خلالها النقا�ش حول م�سائل تهم جامعة الملك عبد العزيز‪ .‬ويكر�س �أع�ضاء الهيئة بع�ض ًا من وقتهم‬ ‫في أ�ثناء وجودهم في بلدانهم إلعداد ن�صائح للجامعة‪ ،‬كما تخ�ص�ص بع�ض الجل�سات للاجتماع‬ ‫ب أ��ساتذة الجامعة‪ ،‬وطلابها‪ ،‬وكبار ا إلداريين فيها لاكت�ساب خبرة مبا�شرة حول الوقائع في الجامعة‪.‬‬ ‫ومن المو�ضوعات التي نوق�شت خلال اجتماعات الهيئة الا�ست�شارية الدولية تدويل الجامعات‪،‬‬ ‫وا�ستراتيجيات تح�سين البحث العلمي ورفع م�ستواه‪ ،‬والابتكار وا إلب�داع‪ ،‬والحفاظ على التميز في‬ ‫التعليم والتعلم‪ ،‬بالإ�ضافة إ�لى بع�ض المو�ضوعات المهمة الأخرى‪ .‬وقد خ�ص�صت الهيئة الا�ست�شارية‬ ‫�أول اجتماعاتها للتعريف بجامعة الملك عبد العزيز وخطتها الا�ستراتيجية‪ ،‬في حين خ�ص�صت‬ ‫الاجتماعات التالية لمناق�شة الم�سائل المذكورة آ�نف ًا ب�صورة معمقة‪ .‬وقد طبقت فعلا �أغلبية ا ألفكار‬ ‫التي طرحتها الهيئة الا�ست�شارية على اعتبار �أنها تعك�س أ�ف�ضل طرائق الممار�سة المتوفرة حاليا من‬ ‫هيئات وم ؤ��س�سات دولية متميزة وم�شهود لها بالخبرة‪.‬‬ ‫‪ -18‬برنامج العلماء المتميزين‬ ‫�شددت الهيئة الا�ست�شارية الدولية في اجتماعها الثاني الذي ُخ�ص�ص لتحديد الطرائق المنا�سبة‬ ‫لتطوير البحث العلمي في جامعة الملك عبد العزيز على �ضرورة الا�ستفادة من الباحثين الدوليين‬ ‫المتميزين لدعم البحث العلمي في الجامعة و إ�ثرائه‪ .‬ونتيجة لذلك‪� ،‬شرعت جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫با�ستقطاب عدد من كبار العلماء ممن يكثر الا�ست�شهاد ببحوثهم بما يتما�شى مع تو�صيات الهيئة‬ ‫الا�ست�شارية الدولية‪.‬‬ ‫وتطبيقا لم�شورة الهيئة الا�ست�شارية الدولية التي تهدف �إلى تقوية قدرات �أع�ضاء هيئة التدري�س‬ ‫والطلاب في جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬وعقد ات�صالات �أكاديمية مع العلماء والباحثين الم ؤ�هلين في‬ ‫الخارج‪ ،‬والم�ساعدة على نقل خبرات العلماء والباحثين الدوليين وتجاربهم‪ ،‬ف إ�ن جامعة الملك عبد‬ ‫العزيز تتعاون في الوقت الحالي مع �أكثر من ‪ 120‬عالم ًا متميز ًا من العلماء الدوليين في مختلف‬ ‫التخ�ص�صات محل اهتمام الجامعة‪ .‬وقد تمخ�ض هذا البرنامج عن نتائج مثمرة منها‪:‬‬‫‪19‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫ •تبادل الأفكار بين الباحثين المحليين والدوليين‬ ‫ •�إ�صدار دوريات علمية ذات م�ستوى عالمي‬ ‫ •توفير بيئة أ�كاديمية داعمة ومحفزة للابتكار‬ ‫ •تحفيز التميز‪ ،‬والاختراع‪ ،‬والمواهب وت�شجيعها‬‫ •ت�شجيع البحث العلمي ودعمه وتحديثه‪ ،‬لا�سيما البحوث العلمية التطبيقية المعدة لخدمة‬ ‫المجتمع ال�سعودي وتطويره‪.‬‬ ‫‪ -19‬الوقف العلمي‬‫للأوقاف دور لا ُين�سى في تاريخ الح�ضارة الإ�سلامية‪ .‬فقد كانت الأوقاف �أ�سا�س النه�ضة العلمية‬‫ا إل�سلامية‪� ،‬إذ وفرت بيئة م�ستقرة للعلماء وطلاب العلم‪ ،‬و�ضمنت لهم موارد م�ستدامة �سمحت‬‫للعلماء الم�سلمين بدرجة من حرية البحث‪ ،‬ومكنتهم من تكري�س الوقت للإنتاج العلمي‪ .‬فكانت‬ ‫النتيجة تراث ًا ثري ًا من المعرفة في �شتى المجالات الم�ستمدة من النه�ضة‪.‬‬‫ولقد عقدت جامعة الملك عبد العزيز العزم على �إحياء هذا الدور المهم لتمويل الم�شروعات الإ�سلامية‬‫التي على أ��سا�سها تبنى الح�ضارة وبا ألخ�ص ما يتعلق بالبحث العلمي والتطور التقني‪ ،‬لذلك فقد‬‫�أعلنت جامعة الملك عبد العزيز عام ‪1425‬هـ عن �إن�شاء وقف �سخي لدعم البحث العلمي بهدف دعم‬ ‫البحوث التي تخدم المجتمع وتعالج م�شكلاته‪ ،‬ول�ضمان ا�ستدامة بحوثها العلمية‪.‬‬ ‫‪ -20‬مراكز البحوث‬‫�إن توفير المقدرة اللازمة للتميز البحثي ا�ستراتيجية حيوية تحركها الحكومات الوطنية‪ ،‬إ�ذ لا غنى‬‫عن الجامعات البحثية في ال�سعي نحو بلوغ الجامعة م�ستوى العالمية‪ .‬وتع ُّد مهام البحث جزء ًا حيوي ًا‬ ‫في تمثيل و إ�حراز القيمة المقابلة للمال فيما يخ�ص جميع جوانب البحث‪.‬‬‫ولقد أ��س�ست جامعة الملك عبد العزيز العديد من مراكز البحوث لكي تقوم ب�أبحاث أ��سا�سية‬‫وتطبيقية في �سائر المو�ضوعات‪ ،‬وت�ستقطب المزيد من �أع�ضاء هيئة التدري�س الم�ؤهلين لكي ي�سهموا في‬ ‫‪20‬‬

‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬أ‪.‬د أسامة طيب‬ ‫�سوق المعرفة العالمية‪ .‬و�سعيا �إلى رفع م�ستوى قدراتها البحثية بذلت جامعة الملك عبد العزيز جهود ًا‬ ‫م�ضنية في �سبيل تكثيف مهام البحوث في مراكزها البحثية‪ ،‬با إل�ضافة �إلى التو�سع في الدرا�سات‬ ‫العليا‪ ،‬وزيادة المخ�ص�صات المالية‪ ،‬و إ�ر�ساء �أ�س�س تطوير الم�شروعات البحثية‪.‬‬ ‫وت�شكل مراكز البحوث جزء ًا لا يتجز�أ من النظام ا ألكاديمي لجامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬حيث يجتمع‬ ‫�أع�ضاء هيئة التدري�س الراغبون في إ�جراء البحوث في بيئة بحثية ت�ضم مختلف العلوم وت�سعى إ�لى‬ ‫تطوير المعرفة‪ .‬ومن مراكز البحوث الموجودة حاليا نذكر على �سبيل المثال مركز الملك فهد للبحوث‬ ‫الطبية‪ ،‬ومركز التقنيات متناهية ال�صغر‪ ،‬ومركز �أبحاث المياه‪.‬‬ ‫وت�صنف بع�ض مراكز البحوث على أ�نها مراكز تميز‪ ،‬وتتلقى بذلك ميزانيات مبا�شرة من وزارة‬ ‫التعليم لفترة محددة على أ�ن تقوم بعد ذلك بتمويل أ�بحاثها ذاتي ًا‪ .‬وهذه المراكز فريدة ولا تتكرر في‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ولذا ُيطلب منها تقديم َمرافقها لتكون من�صات ومواقع للبحوث للعاملين‬ ‫في �سائر جامعات المملكة‪ .‬ومن مراكز التميز في جامعة الملك عبد العزيز نذكر على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫مركز التميز البحثي في علوم الجينوم الطبي‪ ،‬ومركز التميز البحثي في الدرا�سات البيئية‪ ،‬ومركز‬ ‫التميز ألبحاث ه�شا�شة العظام‪.‬‬ ‫‪2015( -21‬م) وما بعدها‬ ‫في العام ‪2014‬م كانت جامعة الملك عبد العزيز تعمل على خطتها الا�ستراتيجية الثالثة (‪-2015‬‬ ‫‪2019‬م)‪ ،‬وقدمت الخطة �إلى الهيئة الا�ست�شارية الدولية في اجتماعها ال�سابع الذي عقد في نوفمبر‬ ‫‪2014‬م وتم الح�صول على تعليقات ق ّيمة‪.‬‬ ‫ويبين ال�شكل ‪ 6‬الفوارق بين مختلف الخطط الا�ستراتيجية لجامعة الملك عبدالعزيز‪ .‬فالخطة‬ ‫الا�ستراتيجية الأولى (‪2009-2005‬م) كانت تهدف إ�لى دفع الجامعة قدما لتحتل مكانة متقدمة‪.‬‬ ‫و�أما الخطة الا�ستراتيجية الثانية (‪2014-2010‬م) فكانت تهدف إ�لى احتلال مركز الريادة‪� .‬أما‬ ‫الهدف الرئي�س من الخطة الا�ستراتيجية الثالثة (‪2019-2015‬م) فهو و�ضع جامعة الملك عبد‬ ‫العزيز في مرتبة معترف بها دوليا في مجال التميز التعليمي والأكاديمي‪.‬‬‫‪21‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫ال�شكل ‪ .6‬الفل�سفة وراء الخطط الا�ستراتيجية الثلاثة (‪2019-2005‬م) لجامعة الملك عبدالعزيز‪.‬‬‫ال�شكل ‪ .7‬مجال كل خطة من الخطط الا�ستراتيجية الثلاثة (‪2019-2005‬م)‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬أ‪.‬د أسامة طيب‬ ‫ويبين ال�شكل ‪ 7‬المزيد من التفا�صيل‪ ،‬حيث امتدت الخطة الا�ستراتيجية ا ألولى ب�شكل عر�ضي في حين‬ ‫�أن الخطة الا�ستراتيجية الثانية امتدت في العمق‪ .‬و أ�ما الخطة الا�ستراتيجية الثالثة ف�ستركز على‬ ‫تحقيق المكانة والت�صنيف ب�صفتها جامعة عالمية معترف بها دوليا‪.‬‬ ‫‪ -22‬الخاتمة‬ ‫خلا�صة القول‪ ،‬إ�ن جامعة الملك عبد العزيز �سعت نحو تحقيق أ�على معايير التميز الأكاديمي لكي‬ ‫تبني جامعة ترقى إ�لى م�صاف الجامعات العالمية بما يتما�شى مع ا�ستراتيجية المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية الخا�صة بالتعليم العالي‪ .‬ون�ستنتج مما �سبق أ�ن التخطيط الواقعي يجعل من الممكن‬ ‫تحقيق الهدف الحيوي والمهم‪� ،‬ألا وهو الو�صول إ�لى التميز التعليمي والأكاديمي على الم�ستوى العالمي‬ ‫في التعليم العالي‪.‬‬ ‫والمطلوب ت�سريع خطوات ارتقاء الجامعة لتتبو أ� مكانتها على ال�صعيد العالمي‪ ،‬لكي تزيد من ظهور‬ ‫معالمها دوليا ومن قدرتها على المناف�سة تعليميا و أ�كاديميا على ال�صعيد العالمي‪ .‬ولقد حددت جامعة‬ ‫الملك عبد العزيز ا�ستراتيجيات ملائمة وطبقتها بهدف تطوير الج�ودة ا ألكاديمية والتعليمية‬ ‫وتحقيق المكانة التي ت�صبو إ�ليها بين جامعات العالم المرموقة‪ .‬ولقد اعتمدت جامعة الملك عبد‬ ‫العزيز خطط تطوير ذات توجهات دقيقة من �أجل رفع درجاتها في مختلف نظم الت�صنيف‪ .‬كما إ�ن‬ ‫للعوامل الأخرى أ�همية م�شابهة بما في ذلك تطوير الجودة‪ ،‬وتطوير مراكز البحوث‪ ،‬و�ضمان الجودة‬ ‫ك�أحد العوامل المهمة‪.‬‬ ‫إ�ن توفر ا ألموال اللازمة عامل حيوي في الإعداد لبناء جامعة على الم�ستوى العالمي‪ .‬لذا كان التمويل‬ ‫العام من ميزانية الحكومة في �صميم عملية ت�شغيل م�ؤ�س�سات التعليم العالي في المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ .‬ف�ضخامة عدد طلاب جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬وقدراتها البحثية‪ ،‬ومن�ش�آتها التعليمية‬ ‫جعل نفقاتها تفوق نفقات غالبية الجامعات الأخ�رى في المملكة‪ .‬لكن موافقة وزارة التعليم على‬ ‫طلب جامعة الملك عبد العزيز تمويل �سعيها لكي تكون في م�صاف الجامعات العالمية ا�ستثمار مفيد‬ ‫للوزارة‪ ،‬على اعتبار أ�ن المخ�ص�صات الممنوحة توجه بكل دقة وحر�ص وبطريقة علمية من جانب‬ ‫الباحثين وال�سلطات المعنية‪ .‬هذه الدقة وهذا الحر�ص في الا�ستفادة من الموارد المالية‪ ،‬با إل�ضافة‬‫‪23‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬‫�إلى العوامل التي �سبق ذكرها �ضمان لإمكانية تحقيق النتائج المرجوة والمتوقعة‪ .‬وت�ضمن نتائج هذه‬‫الجهود تحقيق جامعة الملك عبد العزيز المعايير المطلوبة لكي تتبو أ� مكانتها بين الجامعات العالمية‬‫المرموقة‪ .‬ويتحقق هذا من خلال امتلاك تميز �أكاديمي وتعليمي حقيقي ذي م�صداقية ومعترف به‬‫دوليا‪ ،‬وبناء جامعة تقدم مجموعة �شاملة ومتكاملة من البرامج التعليمية �سواء في المرحلة الجامعية‬‫الأولى �أو الدرا�سات العليا‪ .‬وت�شكل هذه الجهود المت�ضافرة والمركزة ا�ستثمارا مدرو�سا في الموارد‬ ‫الب�شرية ال�سعودية التي تثري المجتمع ال�سعودي دون �شك‪.‬‬‫إ�ن الدعم ال�سخي الذي تتلقاه جامعة الملك عبد العزيز من حكومة المملكة العربية ال�سعودية كان‬‫له �أكبر الأثر في تحويل جامعة الملك عبد العزيز إ�لى جامعة حديثة ذات مكانة أ�كاديمية وتعليمية‬‫مرموقة معترف بها دوليا‪ .‬ولقد أ�ثبتت الجامعة بالدليل المادي مكانتها التعليمية والأكاديمية المعترف‬‫بها دوليا‪ .‬فقد جاء ت�صنيفها بين الجامعات الأربعمائة الأولى في العالم‪ ،‬وفق نظم الت�صنيف الثلاثة‬‫الرئي�سة لجامعات العالم وهي الت�صنيف الأكاديمي لجامعات العالم ‪(Academic Ranking of‬‬‫))‪ ،World Universities (ARWA‬وت�صنيف التايمز للتعليم العالي ‪(Times Higher Education‬‬ ‫))‪ ،(THE‬وت�صنيف كيو �إ�س (‪.)QS‬‬ ‫المراجع‬‫‪1. The European Association of International Education (EAIE), http://www.‬‬ ‫‪eaie.org/home.html‬‬‫‪2. Universities Canada, http://www.univcan.ca‬‬‫‪3. Teichler, U., The Challenges of Almost Universal Higher Education. In Orga-‬‬ ‫‪nizing Committee of Sino Finnish Higher Education Symposium (Ed.), The‬‬ ‫‪Challenges and Experience in the Post Massification Era. (pp. 10-19). Beijing‬‬ ‫‪(2010).‬‬‫‪4. Teichler, U., Changing Views in Europe about Diversification of Higher Edu-‬‬ ‫‪cation. In U. Teichler (Ed.), Higher Education Systems: Conceptual Frame-‬‬ ‫‪works, Comparative Perspectives, Empirical Findings. (pp. 107-117). Rotter-‬‬ ‫‪dam/Taipei: Sense Publishers (2007).‬‬ ‫‪24‬‬

‫د أسامة طيب‬.‫ أ‬:‫خارطة الطريق للتحول إلى جامعة عالمية المستوى‬ 5. Salmi, J., The Challenge of Establishing World-Class Universities. Washington, DC: World Bank Publications (2009). 6. Ministry of Education of the People’s Republic of China. (2010). Education Statistics 2009: Higher Education. Retrieved from http://www.moe.edu.cn/ publicfiles/business/htmlfiles/moe/s4960/index.html 7. Liu, S. X. and Liu, N. C. Classification of Chinese Higher Education Institu- tions. Journal of Higher Education, 26 (7): 40-44 (2005). 8. MüllerBöling, D. and Federkeil, G., The CHE Ranking of German, Swiss and Austrian Universities. In: J. Sadlak & N. C. Liu (Eds.), The World-class Uni- versity and Ranking: Aiming Beyond Status. (pp. 189-203) (2007). Bucharest: UNESCO-CEPES. 9. Ritzen, J., A Chance for European Universities. Amsterdam University Press (2010). 10. Ma, W., The Flagship University and China’s Economic Reform. In P. G. Alt- bach & J. Balán (Eds.), World Class Worldwide: Transforming Research Uni- versities in Asia and Latin America. (pp. 31-53). Baltimore, MD: The Johns Hopkins University Press (2007). 11. Harvey, L., Understanding Quality. In E. Froment, J. Kohler, L. Purser, & L. Wilson (Eds.), EUA Bologna Handbook: Making Bologna Work. B 4.1-1, (pp. 1-29). Berlin: Raabe Academic (2006). 12. Harvey, L. and Green, D., Defining Quality. Assessment & Evaluation in High- er Education, 18 (1): 9-34 (1993). 13. Harvey, L. and Newton, J., Transforming Quality Evaluation: Moving On. In D. F. Westerheijden, B. Stensaker, B. & M. J. Rosa (Eds.), Quality Assurance in Higher Education: Trends in Regulation, Translation and Transformation. (pp. 225-245). Dordrecht: Springer (2007). 14. Hazelkorn, E., The Emperor has no Clothes? Rankings and the Shift from Quality Assurance to the Pursuit of World-class Excellence. In L. Bollaert, B. Carapinha, B. Curvale, L. Harvey, E. Helle, H. T. Jensen, T. Loukkola, et al. (Eds.), Trends in Quality Assurance: A Selection of Papers from the 3rd Eu- ropean Quality Assurance Forum. (pp. 10-18). Brussels: European University25

‫ تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬:‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‬ Association (2008).15. Kohler, J., Quality in Higher Education. In J. Sadlak, K. Hüfner, R. Pri- copie, & L. Grünberg (Eds.), Topical Contributions and Outcomes: UNESCO Forum on Higher Education in the Europe Region: Access, Values, Quality and Competitiveness. (pp. 175-278). Bucharest: UNES- CO-CEPES (2009).16. ARWU Ranking. Retrieved from http://www.shanghairanking.com17. Times Higher Education World University Rankings. Retrieved from http://www.timeshighereducation.co.uk18. QS Ranking. Retrieved from http://www.topuniversities.com19. Vlãsceanu, L., Grünberg, L. and Pârlea, D., Quality Assurance and Ac- creditation: A Glossary of Basic Terms and Definitions. Bucharest: UNESCO-CEPES (2004). 26

‫الهيئات الاستشاريفةيااللدعوالليمة‬‫الفصل الثاني‬ ‫الأستاذ الدكتور عدنان زاهد‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪28‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫‪1.1‬المقدمة‬ ‫تحر�ص الم ؤ��س�سات العلمية والمنظمات ال�صناعية الكبرى على الا�ستفادة من خ�ربات الهيئات‬ ‫الا�ست�شارية المرموقة عالميا‪ ،‬فت�ضع خططا طويلة الأجل �أو ق�صيرة ا ألجل لت�شكيلها‪ .‬وتت�ألف هذه‬ ‫الهيئات الا�ست�شارية من مجموعات ت�ضم نخبة من الخبراء في ال�صناعة والعلوم وا إلدارة‪ .‬وتطلب‬ ‫الم ؤ��س�سات التعليمية م�ساعدة هذه الهيئات بغية دعم جهودها الرامية �إلى تحقيق تقدم متميز ي�ستحق‬ ‫الاعتراف الدولي [‪ .]3-1‬ولي�ست الهيئات الا�ست�شارية‪ ،‬ولا يراد لها أ�ن تكون‪ ،‬بدائل عن مجال�س‬ ‫الإدارة الت�شريعية الم�س�ؤولة عن التخطيط والتنفيذ الداخلي في الم ؤ��س�سات ذات العلاقة‪ .‬وبالفعل‪،‬‬ ‫ف�إن الهيئات الا�ست�شارية‪ ،‬إ�ذا ما ت�أ�س�ست بال�شكل ال�صحيح‪ ،‬تكمل ا ألجهزة التنفيذية الموجودة من‬ ‫خلال تقديم الم�شورة وا إلر�شاد وت�ساعدها على أ�داء مهماتها على الوجه الأكمل‪ .‬وينبغي التعبير‬ ‫�صراحة عن أ�هداف الهيئات الا�ست�شارية ومعايير انتقائها من البداية من �أجل تحقيق �أق�صى فائدة‬ ‫للم�ؤ�س�سات ذات العلاقة‪.‬‬ ‫�إن الدافع وراء تبني مثل هذه الا�ستراتيجية هو �ضمان ح�صول الم�ؤ�س�سات التعليمية والمنظمات‬ ‫ال�صناعية المعنية على م�شورة قائمة على الخبرة في التقنية العالية الجديدة والتقدم العلمي‪ ،‬مما‬ ‫يجعلها قادرة على �إدارة ا ألعمال في الأ�سواق العالمية المختلفة‪ .‬ويقدم هذا الف�صل فكرة عامة عن‬ ‫الهيئات الا�ست�شارية الدولية ))‪ (International Advisory Boards (IABs‬التي ت�ستعين بها نماذج‬ ‫مختارة من الجامعات وكبرى المنظمات في العالم‪ .‬كما يع ِّرف هذا الف�ص ُل الهيئا ِت الا�ست�شارية‬ ‫الدولية‪ ،‬و أ�هدافها وت�شكيلها وجداول اجتماعاتها في هذه الم�ؤ�س�سات والمنظمات‪ ،‬كما يغطي �أي�ض ًا‬ ‫بع�ض جوانب الهيئة الا�ست�شارية الدولية في جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬ويقدم أ�مثلة من جامعات‬ ‫وم�ؤ�س�سات متميزة أ�خرى على ال�صعيد العالمي �شكلت هيئات ا�ست�شارية دولية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تعريف الهيئة الاستشارية الدولية‬ ‫الهيئـات الا�ست�شـارية الدوليـة‪� ،‬أو المجال�س الا�ست�شارية الدولية ‪(International Advisory‬‬ ‫))‪ُ ،Councils (IACs‬وجدت للا�ستفادة من خبرات أ�ع�ضائها ومداولاتهم و�أفكارهم بهدف ا إل�سهام‬ ‫في مختلف ميادين التطور [‪ .]4‬ولي�س للهيئات أ�و المجال�س الا�ست�شارية �سلطة اتخاذ القرارات‪،‬‬ ‫بل تحاول م�ساعدة مجال�س ا إلدارة العليا في الم ؤ��س�سات أ�و مجال�س الجامعات على ت�سيير ا ألمور‬‫‪29‬‬

‫التحول إلى جامعة عالمية المستوى‪ :‬تجربة جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫الا�ستراتيجية وال�ضرورية وتوفر ا آلليات الا�ست�شارية من ذوي الخبرات‪.‬‬‫‪ -3‬من يمكن أن يصبح عضواً في هيئة استشارية دولية أو مجلس‬ ‫استشاري دولي؟‬‫بهدف الاخت�صار في الكتابة‪ ،‬ف�إن عبارة «هيئة» و «هيئة ا�ست�شارية» هما العبارتان ال�سائدتان لاحق ًا‪،‬‬ ‫ويق�صد بهما الهيئات الا�ست�شارية الدولية والمجال�س الا�ست�شارية الدولية‪.‬‬‫أ�ما تركيبة الهيئات الا�ست�شارية‪ ،‬فيجب �أن تقوم على أ�ه�داف المنظمة و�صفتها‪ .‬لذا ف إ�ن الهيئة‬‫الم�شكلة بغر�ض تزويد م ؤ��س�سة بالم�شورة حول التخطيط التعليمي على �سبيل المثال تختلف على الأرجح‬ ‫اختلافا كبيرا عن الهيئة الم�شكلة لتقديم الم�شورة حول �أحدث البحوث الطبية �أو الهند�سية [‪.]1‬‬‫وتعتمد تركيبة الهيئة الا�ست�شارية اعتمادا كليا على الدور المناط بها وعلى أ�هدافها المعلنة بكل‬‫و�ضوح‪ .‬فهل يراد لها أ�ن تكون أ�داة لتطوير الأعمال وتح�سين �صورة المنظمة أ�و الم ؤ��س�سة و إ�طلاق‬‫مقدمات تجارية ملائمة‪� ،‬أم إ�ن الهدف منها هو �إثراء قاعدة المعرفة لدى الهيئة التنفيذية الرئي�سة‬‫و�شرح م�سائل تخ�ص�صية؟ وب�صفة عامة‪ ،‬ف�إن الهدف من الهيئة الا�ست�شارية يحدد تركيبتها [‪،]1‬‬‫كما �أن الجمع الحكيم بين الخبرة والمعرفة يمكن أ�ن يعزز أ�داءها‪ .‬لذلك فمن ال�ضروري �أن يكون‬‫لأع�ضاء الهيئات الا�ست�شارية الدولية خبرات مكت�سبة كبيرة‪ ،‬و�أن يمثلوا مدى وا�سع من الم ؤ��س�سات‬ ‫التعليمية العليا‪ ،‬والهيئات البحثية‪ ،‬والقطاعات التجارية وال�صناعية‪ ،‬والتخ�ص�صات الوظيفية‪.‬‬ ‫‪ -4‬وظائف الهيئات والمجالس الاستشارية الدولية‬ ‫تت�ضمنالوظائفالأ�سا�سللهيئاتوالمجال�سالا�ست�شاريةالدوليةمايلي[‪:]4-2‬‬‫ •تقديم الم�شورة الم�ستقلة الخارجية من خلال اجتماعات الهيئة والاهتمام بم�شروعات ومبادرات‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫ •الم�ساعدة على تطوير علاقات م ؤ��س�ساتية وتجارية على الم�ستويين الوطني والدولي‪.‬‬ ‫ •الم�ساعدة على بناء م�سوغات للتحول الم ؤ��س�ساتي وتقديمها عند اللزوم وبح�سب الطلب‪.‬‬‫ •الم�ساعدة على زي�ادة إ��سهامات الممار�سين في البحوث والتعلم والتدري�س‪ ،‬بما في ذلك إ�قامة‬ ‫‪30‬‬

‫الهيئات الاستشارية الدولية في العالم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عدنان زاهد‬ ‫توا�صل مبا�شر ومتابعته مع �أع�ضاء الم�ؤ�س�سة ا ألكاديميين والطلاب‪.‬‬ ‫ •نقل الخبرات الدولية المكت�سبة من الجامعات وال�شركات ذات الم�ستوى العالمي إ�لى المنظمات‬ ‫المحلية في م�سائل التعليم والبحوث ونقل التقنية‪ ،‬والتعاون الدولي‪ ،‬والت�سويق والم�سائل ا ألخرى‬ ‫ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫ •رفع م�ستوى التعاون الدولي بين الجامعات المحلية المعنية والجامعات الدولية المتميزة‪.‬‬ ‫ •تقديم الم�شورة حول الا�ستراتيجية ال�شاملة وتوجهات الم�ؤ�س�سات‪ ،‬لا �سيما في مجال البحوث‬ ‫والتعليم‪ ،‬وتح�سين �صورتها الخارجية‪ ،‬وتقديم الم�شورة ب�ش�أن الا�ستجابات المنا�سبة للم�سائل‬ ‫الأخرى ذات ال�صلة حين ظهورها‪.‬‬ ‫ •تقديم ا آلراء المبنية على الخبرة في التقييم الخا�ص بالجوانب التعليمية لبرامج الأعمال التجارية‬ ‫وبالتعاون المثمر مع القطاع التجاري‪.‬‬ ‫ •م�ساعدة الجامعات و�إر�شادها لكي تحقق التميز الأكاديمي وخدمة المجتمع كما جاء في ر�سالتها‪.‬‬ ‫‪ -5‬أمثلة عن الهيئات والمجالس الاستشارية الدولية‬ ‫ذكرنا فيما �سبق أ�ن كثيرا من الم�ؤ�س�سات وال�شركات تقرر ت�شكيل هيئات ا�ست�شارية حين تظهر‬ ‫ق�ضية تتطلب الا�ستفادة من الخبراء لتعزيز الفكر الا�ستراتيجي والفهم والمعرفة ب�صورة إ�يجابية‬ ‫لدى الهيئات التنفيذية وفرق الإدارة‪� .‬إذ �إن �أهل الخبرة من �أع�ضاء الهيئة الا�ست�شارية الدولية‬ ‫ي�ستطيعون تقديم الم�شورة التخ�ص�صية والعديد من المهارات والفهم للفريق الإداري في مجالات‬ ‫تخرج عن نطاق خبراتهم اليومية‪ .‬ونورد فيما يلي �أمثلة من جامعات وم�ؤ�س�سات �شكلت هيئات‬ ‫ا�ست�شارية دولية لدعم �سعيها �إلى تحقيق �أهدافها ور�سالاتها‪.‬‬ ‫�أما الجزء التالي فيقدم فهما معمقا للهيئة الا�ست�شارية الدولية الخا�صة بجامعة الملك عبد العزيز‬ ‫و أ�هدافها‪ ،‬والمعايير المطبقة في اختيار �أع�ضائها‪ .‬كما تبين المو�ضوعات والمحاور التي طرحت خلال‬ ‫الاجتماعات ال�سبعة التي تمت حتى موعد طباعة الكتاب [‪.]12 ،5 ،2‬‬‫‪31‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook