Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore إيكادولي

إيكادولي

Published by Ahmed Nashaat, 2022-06-20 02:44:52

Description: إيكادولي

Search

Read the Text Version

‫إيكادولي‬



‫إيكادولي‬ ‫رواية‬ ‫حنان لاشين‬



‫إهـــــداء‬ ‫إلى‬ ‫المحــــــاربين‬



‫مق ّدمة‬ ‫\"قد تكون الكلمات وكل الكتابات م ّيتة‪ ،‬مك ّفنة في أوراق‬ ‫علىدالفارتفرنوا افلبويفيضأاءد‪،‬را مجعاالمنيكهاات مبد‪،‬فلوانتةحبييانإلاال عسنطدومار‪ُ،‬تقرأ‬ ‫فتجري الدماء في أوصالها بخيال القارئ‪ ،‬وعندما يص ّدقها‬ ‫تض ّج بالحياة!\"‬



‫(‪)1‬‬ ‫\"أبـــادول\"‬ ‫مطر خفيف كالبكاء يرشق الرمال الناعمة بعذوبة‪ ،‬من بعي ٍد ث ّمة نهر رّيان‬ ‫يتدفق ماؤه العذب بهدوء‪ .‬ضوء الشمس الذهبي يميل بدلال فيداعب تلك‬ ‫ااييولغلفرهطرغأييوبدلارصىاةرءا‪.‬لعحلنطباىتصئايسّ ًلانمرعهامرتاتصنففعاغمبأٍيمعماذلعر ّلناةيرانًيقشدااهاخلتيأهيُتثبكيأّلقمروتسافيك ٌضخوشهطوظنالعقرلجصتمونغافاغيٍاهدلرجحنأطةأايافعةةهلمقوكيب ّهبمنممهنقزااظهخنيل ًالمكوقلباترلعطقبفتياعنروتدبصهعقةقغكنيبوهركمرأرةأسّنضمسصأهالهفؤصع‪،‬وهولافسفتىررناةحقسءاكا‪.‬براالتاربنفتعقطتينأيازهظتمخه‪،‬ا ّفرىأمدنفضفوإفرلتريايف‪.‬تىاععمسلالبهنجصسوايمقومصن!عحيفهريههعةو‬ ‫ابيااافولللليمرصجحفهفّقّلتييوصصعسابرقيووتدعبلنهتتضأي‪،،‬فن‪،‬نتلكبثيارلوهعووةيسنحلفقيلروىتيجظقعأجارنريةادة!ىصبزتٍعة‪،‬فا‪،‬شلمنهحح‪،‬ليكدفوجليئّةلفنكحةداابجتلةمأظانخ‪،‬االةم‪.‬عءفي‪.‬كطانتقنانلالاائاتبدنيشيرحقتعلعيهناملنلقورهيهلموأذنّبيهنارخهكاهيلمالكلمراأزراظّلكللاءختبغاكينليمشراّيل‪،‬فبمزيديةداطبمحءأاود‪،‬ئمانغظللترقرفاهيلتللتتش‪،‬ابيهركؤمحيةللرنموةيلكلذشه‪،‬ينركمنةاّفل‪،‬تييحعمِ ّيظحاوجددااكّهرالأدهصّقنقكتودهيبمجفرراتنييهكانعبصههأحصّدحلنهّامايبون!بقعيسهههاتذبد‪،‬واانهرلأيسومتككرقاسبتححعياخدالترلهقرذايأنريًبوهقلن‪،‬هابنةار‬ ‫أذنيه‪.‬‬ ‫اذلرارنيعأيهنقبالظمصهزععرنوجيب‪.‬ةنمبهعساتدحفأهجنبايلقننا ّهقوااملل‪،‬ذذايوككاكاالننشقتعدتوترلوأّبقلأتأّنههعلمعيلهشىل احو ّلبلاسااتلدبالدسعةنرلوقيالونوقجلصفسف‪،‬صعومل ّتىد‬ ‫‪9‬‬

‫يناثذولطّأسافشمنشرررميخكعل ًسفزعفرحًاااصألاّاالنذقللكوأاهوغطفببغااهررئسيغانوريمررًرابيحعبااسش‪.‬نلفايبيذاءعيللمنةاسصعيتتلاهملّقكلن‪،‬رباطرطنببرياطيع‪.‬لفميخخفداأنرسنةااءغطلاهفكينااودذتالروبكبسوينانتخهّهرغا‪.‬سددكهبرا!قّفنصيطتنطعتفوةنيلاهيوئفىفنعسيةجوبًرهأمتاسوانّللقراسحكحملاببكاهنبورهراجاسلووئلبرتاااعلمحذحدّسقنيلرةآًظيراااةاااكلاللللثأبمتذيقيفاوظهلاكفءيلطلااتواتاترلةلينيه‪،‬أاتعفللتخكلعتمعجلرويحلرقضحىيجت‪،‬رنهةسهوبوانهاللافشخوزشدقموفسيّككيترسدعأهديّفنابقاقلةللهفيام‪.‬دا‪،‬لهحأظتيخّتياتوهالحهحذطايااعهمدالًلأمبنم‪،‬ا‪،‬ىعك‪،‬ان‬ ‫ووجطاهلهعهعلمامنافتو اقلإرعهواينقا‪،‬تهأبزاتمح ّعونالودقاهلالب َنجبرريةدهةادائلةت‪:‬ي كانت تحجب وجهه عنه‬ ‫‪ -‬هل رأيت نفس الكابوس؟‬ ‫‪ -‬نعم‪.‬‬ ‫‪ -‬هل سقطت في الماء؟‬ ‫‪ -‬لا‪...‬كالعادة استيقظت قبل أن يلمس جسدي الماء‪.‬‬ ‫‪ -‬هل رأيت رأس الطائر؟‬ ‫‪ -‬لا‪...‬لا يا أبي‪.‬‬ ‫االلأإرسهرئافلعقة‪،‬االلأوثكلبأا ّثنةسبأتابباتتهكهريرقوفرحأيرككص ّلفعحمو ّيةرنةاتويهجهستعهيلقىفيأظردنربفيةكهاأأنّن\"فهأنهرأوسى\"عاندوفلعللقسىراالوءكةجا‪،‬بههوكانعس!لتامتلاشرتدك‬ ‫\"أنس\" للحظات قبل أن يقول بخفوت‪:‬‬ ‫‪ -‬لكنني سمعت صوًتا لم أسمعه من قبل!‬ ‫انتفض والده وكأن هناك من وخزه بإبرة وألقى الصحيفة وسأله وقد‬ ‫اتسعت حدقتا عينيه‪:‬‬ ‫‪ -‬صف لي الصوت وأخبرني ماذا قال لك‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫أغمض \"أنس\" عينيه ليجت ّرما رآه وأح ّس به‪ ،‬ث ّم قال بصو ٍت مته ّدج‪:‬‬ ‫كأ ّن‬ ‫ّربما‬ ‫أنثوًّيا رفي ًقا‬ ‫كان صوًتا‬ ‫أو‬ ‫غناء‬ ‫قبل‪،‬‬ ‫من‬ ‫مثله‬ ‫أسمع‬ ‫لم‬ ‫ُأوذنجيم‪.‬يلا‪،‬‬ ‫ما تهمس في‬ ‫هناك فتاة‬ ‫‪-‬‬ ‫خلع الأب عويناته وعاد يح ّدق في وجهه وسأله بتوّتر‪:‬‬ ‫‪ -‬ماذا قالت لك؟‬ ‫‪ -‬كانت تردد كلمة لم أفهمها ولم أدرك معناها‪ ،‬أظ ّنها بلغة غريبة ما !‬ ‫‪ -‬ما هي الكلمة؟‬ ‫‪ -‬لا أذكر‪.‬‬ ‫‪ -‬حاول أن تركز أرجوك‪...‬كررها أمامي‪.‬‬ ‫التفت \"أنس\" متعج ًبا من إلحاح والده عليه وه ّز كتفيه بلا اكتراث وهو‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫‪ -‬للأسف نسيتها‪.‬‬ ‫ببعاعنلدىقباعشظّدهحضةرهبأل ّياباويمبح!جا‪.‬ناهرحنالهألكعبايدوةيطاإ ّطللامعئبهّنعب‪،‬ند اظلفتترارقةتططميورتيادلبهةةاف‪،‬يوالومتثفضلعتهها\"ذأانعلالىمس\"وقلصأّمدفهر‪،‬ها‪،‬يلتتلكيااشمن يىس ّرحشبعماتر‬ ‫ال ّسابتنعاةولوالقنهوتصهف‪.‬ع‪.‬لولىا بع ّدج ألنوُيلمسيركعمحلتإىفلاطايرهف‪،‬وتفهقمدود ّعقدتالالقسطاارع‪.‬ةعملعىلنمةكأتّنبهها‬ ‫على ظهره‬ ‫االعنت ّاقادلأ‪،‬نكايناحمألههاّم‬ ‫تستقر حقيبة جلدية من النوع الفاخر‬ ‫كانت‬ ‫ما حرص‬ ‫يسافر‪ ،‬شاحن الهاتف وجهاز الحاسوب‬ ‫عندما‬ ‫\"أنس\" على وضعه في حقيبته‪.‬‬ ‫اياللفباج ُرثضو ّالحمرهة‪،،‬ابلفعمكادعسينيدبكنساّملطفانرهللاذبلايمقمنتما اصجلحاردجنيهنصافزلمي‪،‬تكاالوّوليفأم ّّيةمناوأم ّعماولللىهتياقوالضصضقوعيمف ّهييمفةعيصهت أقحاليقسهيبسبوماةاًلعبااوبرندليه‪،‬اطاياللوًلافألاوخ‪،‬كنرثيفىاهرلومذملننذيم‬ ‫‪11‬‬

‫لا بد‬ ‫فعايمههعالأنخيرصحخيبثاكلاحنيايةدرفقسدبأكلر ّيهةقالكهثني ًدراسفةي‪.‬‬ ‫نفسه منذ أنهى‬ ‫يرّ ِوح عن‬ ‫الأيام‬ ‫مستقطع يبتعد‬ ‫من وقت‬ ‫اارلمكخاتفضضيىة‪،‬عطليوىماافلأدوجرمججهل أأ ّخملنهيافكلمولواانئلكهديهذ‪،‬اعانلمدلوموقا ًحداتلفلفيأّمبتهيستوّياشجرةقديهوقاتاللمهدهحمبلنبشانإرالعيفهذ‪.‬جةانعابلليى‪.‬س ّرياعاقجر ٍةلب‪،‬‬ ‫الأبخرة التي تتكاثف على زجاج النافذة إثر ملامسة أنفاسه الدافئة له‪ ،‬رفع‬ ‫إصبعه ورسم عليها ذاك الرمز الذي رآه على سطح الماء وهو نائم‪ ،‬قطع ذلك‬ ‫يتااعلزضعحونيتتشااقجنردجهوفداوصأأيلبنانحًلدكجها ّذصليلبويأممبح ّايرعةلغةاه‪،‬عرميلقدقوتايكساهافدلينفباتهرلميلأوننبكنصصااولوفلأيهتهتحطاوإفريليلواايعدققل ّه‪،‬ةدد‪،‬بضهلأاكادءحوعناتهبولىيوإبنهبلياجلتذياعازقهغد‪:‬ة‪،‬ييتمععخسض ّيالريبىججقّقدهمىه\"‪،‬سوفأانرييبمبمعسعدا\"هيونعأنيلّنمهكلهنصاهالهلئأانبلحويهنمتح ُايموتلثقىلظذلهمافيور‬ ‫‪ -‬ألّلجاضاتيدت ًاتفرانل‪،‬كظخارفجيّإسدًلفتياأكذهولوناوحُتهمثدنوهقهيللفقحتبّعردلةثليهأكط‪.‬نويفلتهةذ‪،‬ساتفعأيينزرعأتجّهيهناككتكاثي ًلرباك‪،‬يم أتننؤنمصكستتهب‪،‬تإلهليىالنسخامصا ّئصنةاحل‪،‬هلاكئبلنقا‬ ‫اااأيموولللطجاسدقنخااعبخونشحرفااخعتدراكاايدءالبصًنهٍقنتةس‪،‬داهتوأاتّوستوناللموهنصطاتشريوسمحلنواتؤوااةيلاييعلاكاليةةتلقعةاثاأ‪،‬نتللواصمفنيجلاياّصخاتويلرّتااددءةدحلكومرهأمّاقاثّصلي‪،‬اكبسحكبأهنةءرسلتااوابولاةطاب!لملمىةملايوفلتاحنرذكنتلثخأمجغاّديتّانانيرياّرلهيدلمجاقوهيكيعتكسةاتكل‪،‬ةأاثمفسىملفنارعنلرباةرفهخلازيملجامرادمقعبلهعا‪،‬تيّفشرصاعنهمأيمهتجحءةهةلعاكايي‪،‬اعط‪ّ،‬أتزقماهرنوهنذثءأةانحتكعاشآسدصمكثلشٍحّيقهنارحنتًًّييناب‪،‬راياالابل\"قللباآأطتعننقتمخحعااهبتُئقلريءضلله\"ى‪،‬سباتفيا\"أاللىلحهافد‪.‬بًّبليحكهجياشاأنعدقلبلّويلجهببرلةاامجىعك ُ\"قلّءرمدميعةراوااماميالللكلرييمرىفعيتأجانكسببّققم ّريبًصفسولردوطشاههلرمندطيةرفوقفودُفمباحنىيأنّمقتمدضنمتى\"ليبدرهأجاتاـنوهنغـلمقـف‪،‬كلآلمركاعسقفبًسنهعهلّاها‪\"،‬ةندلاكا‬ ‫‪12‬‬

‫التي تحسن التوقيع على شغاف قلبه حتى الآن‪.‬‬ ‫يفوجيكسأذهّتنابممعابيطدزرايُموثق ِمتتقصنأهَمفخفطبريذرهىيوتقتنلالهخألوشبكفلقد ّ!علاوللرأمكهايم!نانووضرياخخيكطا‪،‬أجنطمويياتكًءعحامتادزخيأ ّعنمططأجلهنبوزذوامكصلنحايدًءيدواهّجدق ًهدأوكيااب‪،‬حوتيينلاعتًنيكقادنك‪،‬ربهفعوفنكياهنهلونكإلحيمحيتنايهىدندففوحف ًإعهييانهوأحكجحاشكانيانامًًبنبااته‬ ‫يركض خلف حدسه‪ ،‬في الحقيقة‪ ..‬لم يفسح المجال إلا لصديقين فقط من‬ ‫جملة من التفوا حوله‪.‬‬ ‫لامألبأنيبهأويحفصهدلس ّادراألعمسمقفاريين ًععادخسلمروطعحجوةالتطهسةخا لايطليرواقجاقاتطبرهاارينقلواايخلًللأابتطيخواحركتاةنتىالل\"تهاأانُيرب–رسةهك\"قعمااه‪.‬دلنتوهأكاااف‪-‬سنوامعاهلةزد‪،‬رج ّ ّوحاوانمبتد ًابةار ًهلدبماا\"لحأرنجكّطًادةاس‪،.‬ب\"‪،‬اك َاقفتكنَاررًبَّتقنا‬ ‫هناك مسحة من الضباب تشوب الأجواء‪ .‬أما السماء فكانت ندف السحاب‬ ‫تونقتاشلروفهيهوايبفرشككلك َّفوْياه‪:‬سع‪ ،‬بدت وكأنها على وشك البكاء‪ .‬التفت \"أنس\" لوالده‬ ‫‪ -‬لقد وصلنا مبك ًرا‪.‬‬ ‫سحب الأب نف ًسا عمي ًقا وقال ب َنبرة حازمة بعد أن رمق ساعة يده بسرعة‪:‬‬ ‫‪ -‬هذا أفضل‪ ....‬أن تصل مبك ًرا وتنتظر خير لك من أن تصل بعد فوات‬ ‫الأوان‪.‬‬ ‫‪ -‬اشتقت لج ّدي‪.‬‬ ‫‪ -‬وهو أي ًضا ينتظر وصولك بشغ ٍف يا \"أنس\"‪.‬‬ ‫‪ -‬لا أدري لماذا يرفض الانتقال إلى الاسكندرية ليقيم معنا!‬ ‫‪ -‬ج ّدك مرتبط ببيته وله فيه ذكريات طويلة‪.‬‬ ‫‪ -‬وأسرار‪.‬‬ ‫رفع الأب حاجبيه الكثيفين وقال وهو يطالعه من فوق عويناته‪:‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪ -‬أ ّي أسرار؟‬ ‫لاحت ابتسامة ساخرة على شفتي \"أنس\" عندما تذ ّكر تلك الغرفة القابعة‬ ‫فوعيي ّنمالهصطتعانبودقنماالفيكعالنسوومايعيووقاتلنربتيأولناص يوما ًجتناربؤاتهبأهماحهادلممهعولجهىواسرقهتوسهحااممتهاصغغواركيٌريبةويفلفكياصفقنزوعيرنوكآنذاوضنيهرممكعبأبضبانبواهناء‬ ‫هاربين‪ .‬قال لأبيه بحماس‪:‬‬ ‫‪ -‬غرفة الأشباح‪.‬‬ ‫لائ ًماا‪:‬نزعج الأب من ارتفاع صوت \"أنس\" وتل ّفت يمي ًنا ويسا ًرا قبل أن يقول له‬ ‫‪ -‬تعلم أ ّنها غرفة خالية‪ ،‬ولقد رأيتها بنفسك‪ ،‬فلا تزعج ج ّدك باقتحامها‬ ‫والسؤال عن سبب إغلاقها‪..‬أرجوك‪.‬‬ ‫تأنقنليقحيااوأربيت‪،‬شماب ًحعادأوترأأيتخاه‪،‬فهيا‪،‬شغوللانييهأّممنريااللأجم ّنر‪،‬وفهيقأتطهمه‪،‬وكفماضأنونلي!‪...‬و‪..‬ددت‬ ‫لا‬ ‫‪-‬‬ ‫لو‬ ‫قاطعه أبوه قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪ -‬بعض الفضول قد يفيد‪ ،‬وبعضه قد يؤذيك‪ ،‬فاحذر يا بنّي‪.‬‬ ‫\"أنس\"‬ ‫افلبفيرراتصنةجلع ّليدينههفمارمداملبتلجصئّدمهباتلوأيللسسحرأالرظه‪،‬ا عتو‪،‬لنفدليهسم ّرياككل ّكلنثيرذركانمكنففيقاهل‪.‬أطسئهلوةماعينهش‪،‬غ ولر ّببامال‬ ‫حانت‬ ‫في أذن‬ ‫الأب‬ ‫همهم‬ ‫باصلفديرعاالءقوطاهروويهعاونيقشهقوالصعضبدا ابلأمخيعلر ًناليعقنفو وصيلوّلوهح‪،‬‬ ‫علا‬ ‫وجهه‬ ‫وعلى‬ ‫لأبيه‬ ‫\"أنس\"‬ ‫اانببتسساطمةت أحمناومن‪،‬عياننيهط‪.‬ل لقوالحقةط ّرباارنيوةجتلمسوج\"أبنالكسث\"يريرماقن ابلماعلانحيق اولتلياللاخيترضجرامءهاالإ ّتليا‬ ‫عاشق للطبيعة الخرساء!‬ ‫سمام ّعزهقب اعلبدرلقحظاصفتحوةهيالترسمشاقء‪،‬ز أجاحج ّبالناصفوذةتب قجوطارراهتف اشلمردطمر اسلحذو ًيرا‬ ‫استحال‬ ‫المتتابعة مصحوبة بتلك الألحان التي تعزفها قطرات المطر‪.‬‬ ‫بالصور‬ ‫‪14‬‬

‫بأأبعغيخرانمرءياهلةىاتضفلوبتع ّعلتسحيهررنييعركياةهنقوعليخبجماهرسهبّطكاباحفقي ّةبيبمةيا ًولنكاحقأ ّبحنلطهولياام‪.‬راس‪،‬لهاونًيترذالاوامتلككزتاايلرمف ًنتذجتاارةليمكفعقيصضاطغحليعرعورهكلةقيةدتمانسارلالذقارالصببقسوعارطممعاارلرةنو‪،‬خراوعيكااطلتمنأفرعلهةتش‪،‬قجتسأاّبمررياه ًضعُأأا ّحممماّهمرمكااة‬ ‫والتي‬ ‫بإعجاب‪،‬‬ ‫فكاكنانتتتلتقطيالععلىحقكيتبفةيهاي ٍدمعفاط ًخفار ٍةأنليا ًمقارأةم أنخالرقىطتيجفلة اسل قسباولدتاهءا‪.‬‬ ‫تناهى‬ ‫من بعيد‬ ‫الكلاأسنسميمعردتهةد احيلوزارسرات برعيةينةج‪،‬لرتدجيلحيةّدنثاسيبوكدثداي ًوءراأفكعناننكلايلاهفصموياحسيففعايمته‪.‬لاتأف ّفمياههذمياعئاكةت ًبااملاشتصاخديتبقالهأصنيعبلقىصاإنللاذغعاةءي‬ ‫ساكنة‬ ‫اكلاسملروي ًععصاندمو‪،‬املاتذزاطايللعك\"اأكننتا ًببساي\"نهيوتمحاقترألفيلسظةطبأهومدرهوئس‪.‬بههفدويوحءمقضشعودرديهدآالوخلكرأ ّطنيكهاانف‪.‬تحجهرنأاكص ّمف‪،‬تامةّر‬ ‫الوقت‬ ‫في تلك اللحظة كان أبوه لا يزال يقف خارج محطة القطار محمل ًقا في‬ ‫كان‬ ‫ربع ساعة بينما‬ ‫زهجوايجق نوادف اذلةس ّيسايراةرتمهن اشلتغ ًيلاكباالنز\"حأانمسع\"ليىجاللطسريبقجوواهرهوايمقلنهذ‬ ‫لقد‬ ‫لمحطة القطار‪،‬‬ ‫رأى الرمز الذي رسمه ابنه على الزجاج بإصبعه عندما تكاثف البخار‪ ،‬أخرج‬ ‫الطرف‬ ‫على‬ ‫اله ِرم‬ ‫صوته‬ ‫جاء‬ ‫ليخبره‪،‬‬ ‫بالجد‬ ‫بالاتصال‬ ‫هاتفه الجوال وقام‬ ‫الآخرمن الهاتف‪:‬‬ ‫‪ -‬مرحبا يا \"كمال\"‪.‬‬ ‫‪ -‬أبي‪....‬لقد رآه يا أبي‪ ،‬لقد رأى\"أنس\" الرمز‪.‬‬ ‫‪ -‬ماذا؟!!‬ ‫‪ -‬زراسلممهرمسنوذًماقلأيمالمعي‪.‬لى زجاج النافذة الذي تكاثف عليه البخار بإصبعه‪ ،‬وما‬ ‫ُث ّم‬ ‫‪ -‬امسحه بسرعة‪.‬‬ ‫تل ّفت‬ ‫أبانبليس ّسيارهتنها ُثك ّمممن يسرحاقالبزه‪،‬جاُث ّجم‬ ‫ورقي‬ ‫من الداخل بمنديل‬ ‫حولفهتلحيتاأل ّأكبد‬ ‫عاد يقول لأبيه‪:‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ -‬محوته يا أبي‪.‬‬ ‫‪ -‬يا إلهي‪..‬لا ب ّد أ ّن نستعد‪.‬‬ ‫‪ -‬وماذا سنفعل؟ هل سنخبره أم سننتظرحتى يحين الوقت؟‬ ‫‪ -‬يبدو أ ّنه قد حان الوقت بالفعل!‬ ‫‪ -‬نعم‪ ..‬فالكابوس يتكرر‪ ،‬كما أ ّنه‪...‬‬ ‫‪ -‬ماذا؟‬ ‫‪ -‬سمع صوًتا أنثوًّيا الليلة‪.‬‬ ‫ُأذنه‪،‬‬ ‫‪ -‬وماذا قال له؟‬ ‫أيذظ ّنكهر‪...‬سأيخبسرتنويعأ ّنبه‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫قلق‬ ‫أنا‬ ‫في‬ ‫الصوت‬ ‫ذاك‬ ‫به‬ ‫نس ي ما همس‬ ‫لا‬ ‫‪-‬‬ ‫الأمر بسهولة!‬ ‫لا‬ ‫‪ -‬لا تقلق عليه‪.‬‬ ‫‪ -‬وكيف لا أقلق وقد مرر ُت بما سيم ّر به من قبل!‬ ‫‪ -‬لك ّنك بخير يا ولدي‪..‬أليس كذلك؟‬ ‫‪ -‬نعم أنا بخير لا تقلق يا أبي‪ ،‬وماذا عنك؟‬ ‫‪ -‬لا تقلق‪...‬سأكون بخير ‪\"،‬كمال\" لا ب ّد أن تأتي الآن في القطار التالي‬ ‫‪ -‬حس ًنا يا أبي سأفعل إن شاء الله‬ ‫قم ّرشباعنهرتيهفريةتالفماأالمضسكارلميع‪،‬ةإلمىوتقفددكا ًرباخدلفأي امسلا ّيقالسرتيقهم‪،‬يّرتبسقتهبواّقدبنعبـهأ\"\"مكأانمما اسللم\"\"‪،.‬قكواهد ّبنويأتجطلريرحقسقموفصّياكةمً ًرتاافيأوجعصتاّيربنتامهاه‬ ‫تجوسان في حزن بين أمواج البشر‪ ،‬تذكر الخوف‪ ،‬الرهبة‪ ،‬أن يختاره أحد ما‬ ‫لهس ّياالرتكثهيرو!أوسترذعكيراسلتقش ّعلوالرقالمطقايرالتتبالاليوليحلدحةقهبناابنكه‪،‬‬ ‫بللهوقوينتت فظورثمنبهخأانر ًيجاقمدمن‬ ‫ويثق‬ ‫انتبه‬ ‫\"أنس\"‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪16‬‬

‫من أخمافكنفه املقواطحا ًردام تنلوسالرآعخترهعونأدطلماقلاصحفيترالهامهت ّلزالفهتةز اجلامجح ا ّطلنة‪،‬واتفزاذ‪،‬حموثوابفايل ارلكمامبر‬ ‫أوعلجىهالجر ّفدوه‪،‬فأ‪،‬ختيرراج اللت\"أقنطتسه\"‬ ‫من‬ ‫املمنؤداليقلبطاارب ُثاّلمقوطقارفف يسفقتطشتبيبنع وضجاولهحاقلماائ ّرةب‬ ‫عن‬ ‫عيناه من وسط الحشود فقامته المديدة وعليها المعطف الأزرق الطويل‪،‬‬ ‫ولحيته الرمادية اللطيفة التي برزت من الوشاح الخوخي اللون الذي كان يلف‬ ‫ابام ّلليهزوجا ّدتعسنوعقجهةّهد‪،‬واهليتمعيع ّومسكيانحنناتوتحهجتوالهلضمهحيسففتأءيدسويدرهرجعةهب‪،‬يهك‪ّ،‬فحونتكهوظاليلرتهتدلهاففيكائلاةلو‪:‬حلاثفضقتناةه‪.‬تمالنطبالسخليافلطهعاةن‪،‬االقوتتيلقبيكحل ّباهألاابنت\"أينسقاومسل\"ة‬ ‫‪ -‬ازددت ط ًولا يا أنس‪ ،‬وتباعد منكباك‪.‬‬ ‫‪ -‬أرأيت‪ ،‬الآن أنا الذي يحتويك في حضنه يا ج ّدي وليس العكس‪.‬‬ ‫‪ -‬أوحشتني يا \"أنس\"‪.‬‬ ‫‪ -‬وأنت يا جدي‪..‬أوحشتني كثي ًرا‪.‬‬ ‫أسرعا بالخروج من الزحام واتجها م ًعا إلى بيت الج ّد حيث كانت هناك‬ ‫يراقبه‬ ‫من‬ ‫بعيد كان هناك‬ ‫يجعّدرهف‪.‬هاكا\"نأنيتسف\" ّ‪.‬ح مصنه‬ ‫الكثير من الأحجيات التي لا‬ ‫بإمعا ٍن شديد‪.‬‬ ‫ويرصد حركاته وهو يبتعد مع‬ ‫اتفرلهفودعسقدهووحقرمأافاغنلجبتيحيصناجهسظرنيوراايلهرإأاةلوليهايشذالل‪.‬أجتياجقكريارةوحنطكيأأاّاملنلاهطنامسقبتاائبورلادبوققايبيمةبتنح‪،‬ابّلييدكادطقتارنفياليالقجر‪.‬اتجّلدّبفتدااعلواعالذءااحضليداتيسلرمدفويحقررةوده‪،‬يعشبادوباهالصًدلقترباايّتمواوكةمباقنةخدويبهتتافنودتً ّةلتيدنهووتاكسأصّمنشهطن‪،‬تا‬ ‫إليه وهو يقول‪:‬‬ ‫‪ -‬بوابة رائع ٌة وبيت أنيق‪.‬‬ ‫طظاهلراعهن‪،‬للطلتو ّروقفإاعلحالدسأاىئخرنقىسماببئيتهدعاًهلدماعختونبمئتابةلأوفر ًيعاضخبُثند ّمرظهادر!لة تحبف ّمرمملع\"مأننج ّداسله\"جم ّدحن‪،‬قايلبوبتكأوه ّانبالةالجولسدسايائةراقمعق ًلعىاد‬ ‫‪17‬‬

‫اااافللللوغججاضرّقيندبوبيءةممنفما‪.‬علترلاتيويهحقاضفكااايفلنتبأقلااتخيبعمتًرتارمبوأصبنمساوريمجقطفيبهبااابلهااببللالايذحلبفهبجتيباوّياحرلةتمبالاعطبلبيميّاعننميصبةن\"بأيبوصننّعقفميامسطن\"عنكاالدمنخقذني\"شأيقانٍلةقبأامسال\"شل ّنزيجاباااتلننرّفندااحلحلهااعقتصيسش‪.‬ص‪:‬ايقلار‪،‬ننةأعقكوخعرلشسىج‬ ‫‪ -‬تلك النقوش بديعة ح ًقا‪ ،‬لا أدري لماذا لم أنتبه لها من قبل!‬ ‫رمقه الج ّد بطرف خف ّي ولم يع ّلق‪ُ ،‬ث ّم دفع بـاب البيت بحـــــرص فأصــــــدر‬ ‫أزي ًزا مزع ًجا ليس غري ًبا عن\"أنس\" بل ربما يشتاق إليه‪ ،‬أسرع \"أنس\" بخطى‬ ‫وفتح‬ ‫الاستقبال‬ ‫ذواراثبعةيهوأولدقارىحبوحلقينبتفهسبهجووكاأ ّنرهاليححائتطضنو أوقجوافءفايلبيوست ُثط ّمردقاهلة‬ ‫بمرح‪:‬‬ ‫‪ -‬كم ُأح ّب هذا البيت ‪ُ ....‬أح ّبه كثي ًرا‪.‬‬ ‫ابتسم الج ّد وقال بو ّد‪:‬‬ ‫‪ -‬هو بيتك يا حبيبي‪ ،‬وبيتكم جمي ًعا‪.‬‬ ‫فاجأهما صوت ارتطام قوي‪ ،‬سقط ش يء ما على الأرض‪ .‬أسرع الجد إلى‬ ‫ااالوللغجمأكبقرمزلفتتءاةسقلمبابكلو‪،‬منمباجعاتتايءأل ّممالجلثشمابلزةعءطليوغرانتلرل‪،‬يامبائهفعحعشفههايطبمت\"اامألنله‪،‬نغجلكلارخفسفد\"نحةش‪،‬ايفوكبراتاك ًلأعاّبنانملاأهبنمههنينلبناوتوحفكبنسرتثيكواعلتعاأعشجابسنلبهبوش‪،‬لدعشلولجيكىانءراةشنلقم‪،‬أجارلب‪،‬رشةودارننضاهتلعحبوينجرعتحىيلشقبوى\"بالأةههن‪،‬ول تااجلبنسهلو\"عهحثجنانروعاىالللفحااتت‪،‬لمقرااطأجّامّطمابتد‬ ‫الأوراق فقد بدت صفراء عتيقة‪.‬‬ ‫وقرأ عنوانه بصوت مسموع‪:‬‬ ‫‪\" -‬أبادول\"‪...‬ماذا تعني تلك الكلمة يا جدي؟‬ ‫كاد \"أنس\" يفتح الكتاب ليقرأ اسم مؤلفه‪ ،‬لكـ ّن جـــده خطفه مــــن بين‬ ‫‪18‬‬

‫نفحاوحالصناةف ثذ ّمة‬ ‫قبل! وأعاده إلى الرف ُث ّم أسرع‬ ‫يديه بطريقة لم يعهدها منه من‬ ‫الستار ونظر إلى الحديقة نظرة‬ ‫أنقائ ًلسا‪:‬وأزاح‬ ‫غير مكترث برد فعل‬ ‫التفت وعقد حاجبيه‬ ‫‪\" -‬أبادول\" كلمة نوبية‪ ،‬تعني الج ّد (أبا) بمعنى ( أبى) و( دوول) بمعنى (كبير)‪.‬‬ ‫ابتسم \"أنس\" ومازح ج ّده قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪ -‬حس ًنا يا أبادول‪...‬من كسر الشجرة‪ ،‬ولماذا ألقى الكتاب على الأرض؟‬ ‫‪ّ -‬ربما \"صفية\"‬ ‫‪ -‬ولكن أين هي \"صفية\"!‬ ‫‪ -‬أو زوجها‪..‬ربما!‬ ‫‪ -‬لا أرى الع ّم \"راغب\" هنا كذلك! هل لديك ق ّطة يا ج ّدي؟‬ ‫رفع الج ّد حاجبيه وكأ ّنه وجد ضالته وقال‪:‬‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫ليبحث‬ ‫\"راغب\"‬ ‫س ُأخبر‬ ‫ربما‪ ،‬أحيا ًنا تقفزالقطط من نافذة الحديقة‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬جدي‪..‬هل أنت بخير؟ يدك ترتجف!‬ ‫أدرك الج ّد أن \"أنس\" قد لاحظ ارتباكه فرسم سري ًعا على وجهه ابتسامة‬ ‫واسعة وأمسك بذراع حفيده وسارمعه وهو يقول‪:‬‬ ‫‪ -‬لم أفطرحتى الآن‪ ،‬يبدو أن مع ّدل ال ّسكرقد انخفض في دمي‪.‬‬ ‫ُث ّم قال وهو يح ّثه على السير‪:‬‬ ‫ب ّدل‬ ‫\"صف ّية\"‬ ‫أعدته‬ ‫فقد‬ ‫م ًعا‪،‬‬ ‫فملهايب تسستكعلندتنمانوذلأ ّياالمف لطيورصالولشكه‪.‬ي‬ ‫لك‪،‬‬ ‫هخّياصيه ّي ًاص‪،‬ا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬اشتقت للحديث معها‪ ،‬ولقصصها عن ج ّدتي‪.‬‬ ‫‪ -‬نعم‪ ،‬كانت ج ّدتك ُتح ّبها ج ًدا‪.‬‬ ‫سار \"أنس\" مع ج ّده الذي كان حري ًصا على إخفاء الكتاب عن عين حفيده‬ ‫‪19‬‬

‫فهنياتلكك اصلولحتظُأانثتوكيان رتفيتتقعايلىصالدهرممسنا تتلفكي‬ ‫المعيشة‪،‬‬ ‫من غرفة‬ ‫قبل أن يخرج‬ ‫الفطير‬ ‫العلوي‪،‬‬ ‫بالطابق‬ ‫غرفة الأشباح‬ ‫قبل أن‬ ‫قطعة من‬ ‫يمضغ‬ ‫هو‬ ‫االلغسرافخةنابلغجريوابرةج ّودهينواينديصتعللىحك\"اأيناتس\"\"‪...‬بصيفنّيمةا\"‬ ‫التي توفيت‬ ‫جدته‬ ‫عن‬ ‫يولد‪.‬‬ ‫موا ّلذلأذناهىن‬ ‫المطبخ‪ ،‬لم يغادره‬ ‫طعاموقه هفو\"أونج ّدس\"ه‪،‬ليكارانق البم اطهبتخزازداالفأًئغا وصكااننتم أنحناادفيذةث‬ ‫وضع‬ ‫\"صفية\" و زوجها‪-‬‬ ‫ليجلدطهيوفهةوويمح ّمدييمديهة‪،:‬‬ ‫في هذا البيت منذ عمر طويل‪ -‬عن الماض‬ ‫يعملان‬ ‫كوب الشاي على طرف المائدة برفق وهمس‬ ‫\"أنس\"‬ ‫‪ -‬أعطني مفتاح المكتبة يا ج ّدي‪.‬‬ ‫التفت الجد متوت ًرا قال‪:‬‬ ‫‪ -‬دعك من القراءة الآن واجلس معي فالإجازة طويلة‪.‬‬ ‫‪ -‬إذن فلنذهب م ًعا‪.‬‬ ‫تردد الج ّد للحظات‪ ،‬وأطرق قلي ًلا ُث ّم أخرج المفتاح من جيبه وأعطاه‬ ‫لحفيده وقال له‪:‬‬ ‫‪ -‬هذه الم ّرة لا ب ّد أن تذهب وحدك‪.‬‬ ‫كجتّدب اههبتوولهسمرموي\"تلأرنكإلهسى\"أابلمًفدكاقتديبةذت‪،‬هعبّيجبنإمبلاىموالنقمككتفلبااةملثلوجاثّحدةدهه‪!-،‬‬ ‫فهو يعلم حرصه الشديد على‬ ‫ليأرفاقزبعتونههعمينونهخمل الفشزاجخاجص نةاتفجذاةهاهل!م لطكب ّنخه‬ ‫أسرع بالتقاط المفتاح من يد‬ ‫الجد وصفية و زوجها راغب‪-‬‬ ‫إليهم‬ ‫التفت‬ ‫لو‬ ‫الحديقة‪،‬‬ ‫المطلة على‬ ‫لم يلتفت‪.‬‬ ‫دلف \"أنس\" إلى الغرفة بعد أن فتح بابها بصعوبة‪ ،‬يبدوأن المفتاح القديم‬ ‫قد صدئ‪.‬‬ ‫كانت الغرفة باردة ج ًدا على عكس أجواء الحديقة التي د ّفأتها أشعة‬ ‫ما ّلرةرطيقوبرةر‪،‬أالنتيفقرتأ‬ ‫ابلمتممت ّعزجن‪.‬بفرايئكح ّلة‬ ‫العتيق‬ ‫الورق‬ ‫الشمس‪ ،‬وكانت تعبق برائحة‬ ‫الرفوف‬ ‫وراقب‬ ‫بعد أن قام بإضاءة المصابيح‬ ‫‪20‬‬

‫الج ّد أن‬ ‫تايلعيسعتردهقيرأدًّياعملمنىنهاااللأكربتفًدواب‪،‬فل‪.‬فك ّتنكلاهكنفيا\"لأانكلتنهساب\"يةيغاعيلويسدةتقحعرلزيي ًنعهالىووكيأكّنتظهااّلبقعوطلاعىحمدش‪.‬نووقمياهرفضحيتهضى‬ ‫وذكرياته‬ ‫إجازة أخرى ليقرأها‪.‬‬ ‫يعود في‬ ‫يقرأ اسم‬ ‫اسم الكتاب أ ًولا‪ُ ،‬ث ّم يطالع شكل الغلاف‪ُ ،‬ث ّم‬ ‫المؤلمنف‪،‬عاوأدتخيه ًراأ ينطياقلرعأ‬ ‫مجموعة‬ ‫الفهرس بسرعة‪ .‬لمح على أحد الرفوف العلوية‬ ‫من الكتب تشبه ذاك الكتاب الذي رآه اليوم في غرفة المعيشة حيث كان‬ ‫اامقملللممنقشجسرلىمناووولبعدنعرلتةاىع‪،‬قلتلاأاىرالرهتاابلزلضااججللامادلباستّغفلر ّ‪،‬رلمفوبقواةنّ‪.‬لمربفاخنهءفاسشملمبالسينأطااوفرللأر‪ّ،‬اغرلسوقافرق‪،‬اعلفدثياّهمصلبشافتجبلرطتاسدهءلخالقيلوفهًعافلاتبحبيااحمقهتذنة ٍ‪.‬رماتلل‪،‬اين نسسلستفقوحدوناسبرآط‪.‬لاليخكلترحاوًيبمانشلمابلاهلنقلترسيلّلوكمبن‬ ‫تناهى إلى سمعه صوت غريب‪ ،‬وكأ ّنه صوت صرصور يعبث بالورق‪.‬‬ ‫اايالتأدوونللًّارككتدوتأااّخصيحنّامشتفًضنديةعركخاجا‪،‬ااسنفدهتلّاينهفظتغقااتةّرلياوللرئقفكتتغهحمابفةحلحاوفتسلّةرترتبشتهصكاسقاو‪،‬نخهغلاًموراتحلر‪،‬ذاريًتصكتعظبعااأاتايلكةامدبُمىويناأبكتكاعماراتفلَّتدشذفي\"نربأضيجنبهصأمفصا‪،‬تحفةسللفراسرااتغلحقح\"ئحلواكرعاةاًافحلبمتظهل ّهتالةةواذ‪،‬حكاايتتعتلصليوكلتال ًاتبكراىمقكهاّتصالنطعأخّيدلنميربوأربقد‪،‬رينَّحفةتبهوّضثيتيدش ّفرىسمقااعّيّقلللبرفراهغاعفنبألبآصورنيةغاهففبلوخءبازوةت‪.‬رقلاعهرهضاءسكفيالتح\"ت ّبريللأبنشعاتلةفقلّقبك‪،‬اةأّحقوتسغلتلجوةل\"أبظكها‪،‬ففههصابيااطةنوافتللقحتعويخفةااثكهلددوتجحمععمويأولنركةبنصلنهقأأهإّااوهّواحلنلالن‪،‬الوتعتدهلقهيكتلكهأانهويخننبتعااريااقًفلهءبنةت‪،‬بن‪،‬ايكى‬ ‫باولعحأقّلرصوىدرعكدااولقبةحةدتنصماقيففونهرححة ّتةدوتجقاجاولههأمشهواّللرةكى‪،‬كتأارعوفخلكبأعىر ّنيوىاالندافهنهحينهفانااىلجكاتيويرنك‪،‬أ ّشظنكابهنر ًشحإافللتاتيايتهيهر‪،‬رتسوصكاجمعندهافقتض‪،‬بلياونثمصتممواسرومةحه ّجدهووويهيججنهدهتهههرظت‪،‬تبر!جثوظ ّاهمجفزٍربدلتفريددصوأريعفريغوزلجبقًعي‪،‬ةاقه‬ ‫‪21‬‬

‫واضح‬ ‫يمجكدته‪،‬وب لةك ّنبهخفزطع‬ ‫هناك كلمة واحدة‬ ‫باكانح ًثات‬ ‫الكتاب ليقرأ عنوانه‪،‬‬ ‫عندما‬ ‫عن اسم الكاتب فلم‬ ‫\"إيكادولي\"‪ ،‬قلب الكتاب‬ ‫رأى العلامة التي رآها في الكابوس ليلة أمس على سطح ماء النهر الذي كاد‬ ‫مكتوبة باللون الأحمر الكرزي‬ ‫ككان ّلتصالفعحلاامتة‬ ‫مقبنلالأخنل يف‪،‬ستبييقدظأ‪ّ،‬ن‬ ‫يسقط فيه‬ ‫الكتاب كانت خالية من الكلام!‬ ‫على الغلاف‬ ‫التقط \"أنس\" الكتاب وركض إلى داخل البيت‪.‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪22‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫\" غرفة الأشباح \"‬ ‫كان الجد في غرفة المعيشة عندما اقتحم \"أنس\" الباب وركض نحوه‪ ،‬ث ّم‬ ‫جلس بجواره وبين يديه الكتاب‪ ،‬أنفاسه المتسارعة والتي كان يلتقطها من فمه‬ ‫تسببت في جفاف حلقه ولسانه‪ ،‬صاح بفزع ‪:‬‬ ‫‪ -‬الجن‪..‬تلك الغرفة مسكونة لا ريب‪ ...‬الأرواح‪ ...‬الأشباح‪.‬‬ ‫‪ -‬اهدأ يا \"أنس\"‪.‬‬ ‫‪ -‬الكتب تطير‪ ...‬و‪ ..‬و‪ ..‬الأوراق تتحرك بسرعة‪ ..‬هناك صوت يصدرمن بين‬ ‫الكتب‪.‬‬ ‫حدجه الج ّد بنظرة ثاقبة وقال بجد ّية‪:‬‬ ‫‪ -‬هل رأيت الرمز؟‬ ‫انقطعت أنفاس \"أنس\" فجأة‪ ،‬لم يتوقع هذا السؤال! ازدرد ريقه وقال‬ ‫بخفوت‪:‬‬ ‫‪ -‬أ ّي رمز!‬ ‫أمسك الج ّد بعلبة السكر التي أحضرتها \"صفية\" قبل دخول \"أنس\"‬ ‫بلحظات مع كوب آخر من الشاي الساخن وسكبها على سطح الطاولة ثم‬ ‫حرك إصبعه ورسم الرمز الذي رآه \"أنس\" في الكابوس وعلى ظهر الكتاب‪ ،‬كان‬ ‫الرمز يشبه حرف \"تي\" باللغة الإنجليزية ‪..‬‬ ‫ـــــ‬ ‫‪T‬‬ ‫‪23‬‬

‫وفوقه خط أفقي يوازي ق ّمة الحرف‪ ،‬حملق في وجه ج ّده ث ّم سأله‪:‬‬ ‫‪ -‬أخبرني يا ج ّدي أرجوك‪ ،‬ماذا يعني هذا الرمز؟‬ ‫‪ -‬الرقم ثلاثة باللغة النوبية ‪ ..‬تويكو ‪ .. toycko‬لقد اختارك الكتاب يا‬ ‫\"أنس\"‪.‬‬ ‫‪ -‬ماذا؟‬ ‫امللكقتاىوقبعلفاىل ااذللأيرج ّدكضا‪،‬وناأتمباجلسهغكرإهفل اةىلرجعف ّندودأممفااموخصشصبلدايرةهممنوقع ّالمقلحةب ّطجعةلد ّياىلة‪:‬قجطداارر‪،‬‬ ‫الغرفة وسحب‬ ‫ووجده كلاهما‬ ‫‪ -‬لقد اختارني من قبل كتاب \"أبادول\" ومعناها الج ّد كما أخبرتك‪ ،‬وكان‬ ‫رمزي الرقم واحد ويرا ‪ .. wera‬أما والدك فاختاره كتاب \"أمباب تود\"‬ ‫ومعناه ابن أبيه وكان رمزه الرقم اثنان‪ ..‬أويووو ‪ .. oywwo‬كلا الكتابين‬ ‫لياحبكّديمقنصالةت‪،‬دخصرلا!ع بين الخيروالشر‪ ،‬النهار والليل‪ ،‬الأبيض والأسود‪ ،‬وكان‬ ‫‪ -‬لا ُأص ّدق‪ ،‬هذا هراء‪ ،‬الكتاب جماد! لا ب ّد أن هناك أرواح تعبث به أوج ّن‬ ‫يسكنه!‬ ‫أمسك الج ّد بذراع حفيده وسحبه‪ ،‬سارا م ًعا تجاه غرفة \"أنس\"‪ ،‬قال وهو‬ ‫يسير بخطوات سريعة‪:‬‬ ‫‪ -‬تلك الكتب ح ّية يا ولدي‪ ،‬إ ّنها تتنفس‪ ،‬تعيش‪ ،‬وتشعر بنا‪.‬‬ ‫ه ّز \"أنس\" رأسه باستنكار وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬مستحيل!‬ ‫‪ -‬ما حدث معك حدث مع أبيك ومعي أي ًضا‪.‬‬ ‫‪ -‬ماذا تعني؟‬ ‫‪ -‬لا أدري عن أي ش يء سيحكي كتابك‪ ،‬فالكلمات لن تظهر إ ّلا لك‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ -‬لا أفهم‪.‬‬ ‫الحافتسحو ابلاجل ّند ّقباالبثمغرقفلبةها\"أنعلىس\"الوفأرماسشكليفحرقغيبكة ّلحمافيبهداه‪ُ ،‬ثالمجلقاديلةوهوأوخيترججامهنهلا‬ ‫نظرات \"أنس\" الذي بدا عليه الضيق لأشيائه المبعثرة‪:‬‬ ‫‪ -‬بعد أن تبدأ رحلتك ستظهر الكلمات على السطور‪ ،‬صفحة بعد صفحة‪.‬‬ ‫‪ -‬لماذا أفرغت حقيبتي بتلك الطريقة يا ج ّدي!‬ ‫بقبدلأكنلتأ ّوسلتعم ّدر‪،‬ة‬ ‫الأه ّم‪ ،‬لا‬ ‫لن تحتاج لتلك الأشياء‪ ،‬سأز ّودك ببعض الأشياء‬ ‫‪-‬‬ ‫في رحلتي‬ ‫ي‬ ‫أمض‬ ‫كنت‬ ‫فقد‬ ‫يدلك‬ ‫وولحتيحًدمادبلااللدهليألن‪..‬ههنياا تكعاملن‬ ‫معي‪.‬‬ ‫‪ -‬إلى أين؟‬ ‫‪ -‬غرفتي‪...‬ه ّيا بسرعة الوقت ض ّيق‪.‬‬ ‫‪ -‬ما زلت لا أفهم‪.‬‬ ‫ُثن ّقموقادلشل‪:‬أفزهاالرجعد لجيغبرةفتوهباروزفتةحمطخ ّعزانمتةهباولألخورنجالذصنهدبيو‪ً،‬قالهخقشفب ًيلا‬ ‫الشكل عليه‬ ‫بديع‬ ‫ي لامع وبراق‬ ‫نحاس‬ ‫‪ -‬يقعطبيّليدمىأةبأاالوعألرماخظرلقمقعىان‪،‬لأبدحرمسّدباهطييرالخهماتانشأرعحخكلدباا‪ُ،‬لأللمكتكرقااّنءبصاا‪،‬للمنللصتوبكدأ ّةاللفافملهعمُياعحبعربننوهفهف‪.‬ي‪،‬سن ّربهق‪،‬مادكيا ًعمنانوتشاها ًربيوااخنل‪،‬بأيم ًيلوارر ّب‪\"،‬مأاوأوامعيو ًار\"ان‬ ‫زجا أجةخرجصاغيلرجة ّدزرقلقاادءةتحعتجويبيةعأللبىسهساائلألن أسسوف ٌدورلزأجنمحسفحبوهاظةم فني‬ ‫الصندوق‪ ،‬و‬ ‫بالقطيفة الحمراء‪ ،‬وقال بجدية‪:‬‬ ‫علبة مبطنة‬ ‫‪ -‬ستحتاجه‪ ،‬لم يتبق لد ّي إ ّلا القليل فحافظ عليه‪.‬‬ ‫‪ -‬ما هذا؟‬ ‫‪25‬‬

‫\"ذأنهبيس\"نقبتووّتشره‪:‬بديعة‬ ‫لك ّنه سحب خنج ًرا عجي ًبا له مقبض‬ ‫ال ّشلكمل ُ‪،‬ي وجدب ّهسهالماج ّفدي‬ ‫الحقيبة الجلدية الخاصة بأنس‪ ،‬قال‬ ‫‪ -‬خنج ّر ولم سأحتاج خنج ًرا!‬ ‫‪ -‬ليس مج ّرد خنجر عادي يا \"أنس\"‪ ....‬ستقطع به مسافات طويلة‬ ‫‪ -‬كيف!‪ ..‬وإلى أين سأذهب!!‬ ‫‪ -‬سأخبرك بالتفصيل بعد أن أم ّدك بما أملكه ور ّبما سيفيدك‪.‬‬ ‫خرج \"الج ّد\" من الغرفة وهو يشير له ليتبعه‪.‬‬ ‫سأله \"أنس\" بتع ّجب وهو يتحسس القلادة ويتأ ّمل النقوش التي عليها‪:‬‬ ‫‪ -‬هل كان ذاك الملك يكره ابنه \"أواوا\"؟‬ ‫‪ -‬بل ع ّمه‪ ...‬الملك \"كاشتا\" الذي لم ُينجب أب ًدا‪ ،‬وكان قلبه ممتل ًئا بالحقد‬ ‫تجاه أخيه الملك \"ألارا\"‪ ،‬كان يغارمنه فقتله ليفوز بالعرش‪.‬‬ ‫‪ -‬والأمير؟ ماذا حدث له؟‬ ‫موعولققأتيفسنريعتباافلثلّحرجياّدصاهإلالتىيبتتمتص ّاعدلّلنةى‬ ‫من السقف ثريا بديعة‬ ‫اولاكأ ّسنتهقيبابلحثحيعثنكانش يتءتتمدال‪،‬ى‬ ‫وقال على مهل وعيناه‬ ‫من السقف‪:‬‬ ‫‪ -‬ألقى ح ّراس الملك القبض على الأمير النبيل\"أواوا\"‪ ،‬و ُحبس في سرداب تحت‬ ‫يلمطعيمروحنمهومهكاملكملانبه‪،‬ذيال اقلوقهنرإ‪،‬ليهحمتبىالر ّطقعإالىم‬ ‫وأبنائه‪ ،‬كانوا‬ ‫زضو ّيجقتةه‪،‬‬ ‫الأرض مع‬ ‫حتى الأطفال‬ ‫من فتحة‬ ‫مكحنتاالهبهتاهملاألمأيتحرك\"دوأوانالوماجر\"نجوب ًدععافلًضكأباانانمئيهنح‪،‬الملأيلوترإاعلليقهملموياابلممدنزأيهاب‪.‬د‪.‬المنكفتنادبالةتطاواعللاأتومردفاوييقانلف‪،‬اخنوتفاعقءك‪،‬ل يوفنطحلعلىبت‬ ‫طوال‬ ‫يوكظت ّلب‬ ‫العلوىق اتل‪،‬ج ثد ّرما ان‪،‬متللأمت ياتلمجكدنرامننف اجللتوسق يفحكعينب اق ّليتتهداويلزنو‪،‬جكتاهن‪،‬‬ ‫يكررها‬ ‫عليها حتى لا تنساها‪ ...‬ولكن‪...‬‬ ‫‪26‬‬

‫يوسمترتوب ًعكابهبينعمقال\"هأ‪،‬ن لكس ّن\"هيتكباعنهينكظصلهتولهج ّوديهت بتح ّرركيكزبالشبيديتد‪:.‬‬ ‫‪ -‬ما الذي حدث؟‬ ‫الج ّد متوت ًرا‬ ‫ما‬ ‫كان أكبرمما‬ ‫كان‬ ‫يسمعه‬ ‫شدي ًدا‪ ،‬ظ ّنت زوجته أ ّنه سيموت‪ ،‬أوصاها‬ ‫فجأة‪ ،‬فقد فوجىء الح ّراس بزوجته وأبنائه‬ ‫مر ًضا‬ ‫مورصيضتهالاألميأرخي \"رأةو ُاث ّوما\"‬ ‫‪-‬‬ ‫اختفى‬ ‫االبنذهيق كداأنت ّمي الساعاعدشهرة‪،‬‬ ‫اختفى معه الحارس‬ ‫وحدهم داخل السرداب! كما‬ ‫في هذا الوقت لم يكن‬ ‫استيقظت زوجته ولم تجده!‬ ‫ماالأميعلرىواملعجهادراابننهارغو ًامبانتهعانها‪،،‬ولحوممللكتتم أعهنا‬ ‫وفخ ّخلرفجتتورزاوءجهاة‬ ‫من عمره بعد‪،‬‬ ‫كتابات زوجها‪،‬‬ ‫اتاهنللمأرزلبعكبكاترلابكلجابّدلنظهاراالينمووا‪،‬لمب‪،‬نفتعهلواخكلاوانتا‪،‬لختاتكففتتشرفةقتيلتاقفبتتختمهراةفاتمئاطهحاوزيمالللكةاهن‪،‬تموتلنصمتأغتقيورعررأاةدقمإ ّاجل ًواددمابّاوعنتعهدلحىأزفوانظجسهعهتلايممعانعلتبىبحكاومابفثينااه‪،‬لةا‬ ‫تلك الأمور‪.‬‬ ‫الحكاية على \"أنس\" ُث ّم م ّد‬ ‫توقف الج ّد عن‬ ‫أيدشاهرإللأىنقسطعواقلاكلري وسكتأ ّانهل‬ ‫من الثريا وبدأ يجذبها‪،‬‬ ‫سرد‬ ‫البديعة التي كانت‬ ‫تتدلى‬ ‫يستعجله‪:‬‬ ‫‪ -‬اقترب فأنت أكثر مني ط ًولا‪ ،‬اخلع القطع الزرقاء التي تبرق فقط‪،‬‬ ‫ستحتاجها هناك‪ ،‬لقد أخفيتها هنا منذ سنوات‪.‬‬ ‫ااوللجاتدمحيايردتعفخبةهعرال‪،‬مق\"نمبأهبتناد‪،‬أششاكسأيب\"هعلخلةط‪،‬عغعايهرنهيالاياموهبلاعجتعةح ّددجناهوةتهبغاتيلرلارلذقوهث!ااريل‪،‬يلأااكخواارنوضأخىعتت‪،‬خلهتااذكاوففمينيبحييكمضنيلشهاوعق‪،‬مسريلفبكيجً ّضحلنارهقدارخبطيةفععفيدًحيفاتاللىكك ّحوفرمكيهألظأناسهكهّتالتاتموابلد‪،‬اّضدلاسأتهكءاايقنمم ّفينيطتز‬ ‫حقيبة أنس‪ .‬سأله أنس وما زال القلق يستبد به‪:‬‬ ‫‪ -‬وماذا حدث لهم؟‬ ‫‪ -‬عندما كبر الابن واشتد عوده وخرج للحياة‪ ،‬صدم بالواقع‪ ،‬وبحث حوله‬ ‫‪27‬‬

‫بوعهشرّامأدايىضقدةمعرأ‪،‬هنفوف‪،‬تمينعومكأظلتّوانقبراهمالتانلشأوّاررضلافيدديقهانلأففلحنيماستةيهل لجإكاثدرابل ّمادشلبيا ًأئظدالنئمميلكانالوتتذلنيصكلحا ًّوحلرماقبلعاللداحعييئلا!خىةف‪،‬وغضاولأعضدنلهابحلوتدغعمولدي ّهضسبومل‪،‬ةكا‬ ‫اتاللأحكركثيمضرهوفقنيسامم ًدن‪،‬اه‪،‬وأووبأنقدبأهولاذايعلهدىوونكاوتلناأهببااقبتأىنأفوبايلسأههلصميل فححيرلقلأهماحايلاككة ّننالهمأتتهفنراأرقجوةاعللأيرعغحندفد‪،‬مظاوعغاهاثضم ّفرةبي‬ ‫أخرى‪ ،‬فقد انتشرت بشكل كبير واشتهر أبوه بها‪ ،‬بعد فترة تخللتها الكثير‬ ‫ااممللنهنقكاتا‪،‬الصبأاكحرتصدهاوقمالثالبقافتيسهصتانهعااويصأالنتاهقبلاكىتهيو ٍأعللكيصتلهببئاهياحٍاملاوللباابلورٍقمدعاهءفوايلكلألأانأمليهكاكثرتار\"الأبوسةاس‪،‬بووادفا\"بو‪،‬سيقا ُبةّزيعلفودهوختفبفًاثتايال‪.‬هتعغبوايكيرأاّرنهمت يحنوتتحوقتىىم‬ ‫مرت الأيام والشهور وكبرت شقيقته وقرأت ما بالكتب‪ ،‬وآل أمر حكم‬ ‫االعلمشبكنقلاياأدنقبتياإهلهلاياذهلمميان‪،‬ص ُحغبففرتنىضسااائزلفعتيلاي‪،‬هأممظوّلأرنناكتقلربحعتللك‪.‬ى‪.‬ممناو‪.‬فق‪.‬افي‪..‬ئمعهالاهبو‪،‬يفناهنطمقارلت‪،‬هابوأولعلصميبتهناح ُثاسّلماأبب ًنحدباالسمأاهكابرفرويتيهنحاأف ّرمهابس‬ ‫قاطعه \" أنس\" قائ ًلا‪:‬‬ ‫عهد‬ ‫حديثة‬ ‫هي‬ ‫ابلمردخ ّتين!ق‬ ‫ولكن تلك الكتب رغم اصفرار أوراقها ولونها‬ ‫‪-‬‬ ‫بالطباعة مقارنة لما تحكيه لي‪ ،‬ليست تلك أوراق‬ ‫تع ّصب الج ّد وقال بح ّدة‪:‬‬ ‫‪ -‬لا تقاطعني فالوقت يمر‪ ،‬دعني ُأكمل لك الحكاية حتى لا يداهموننا فجأة‬ ‫وأنت غير مستعد‪.‬‬ ‫وكأ ّنه‬ ‫احلفجيّددهعيأنوًيلاه‬‫‪ -‬من هم؟‬ ‫ما‬ ‫إكمال‬ ‫على‬ ‫يصر‬ ‫وحتتىجالها يلناسل ىسؤاشي ًلئاالأوقخيارل‪:‬وبدا‬ ‫أغمض‬ ‫يسرده على‬ ‫‪28‬‬

‫‪ -‬عثر علماء الآثار على اسم الأمير \"أواوا\" المختفي منحوًتا على أجزاء من‬ ‫تمثال فخاري مهشم لأسير مقيد‪ .‬يبدو أن عمه \"كاشتا\" قد طلب صنعه‬ ‫عندما فشل في العثور عليه‪ ،‬وهشموه عن قصد‪ .‬كانوا يعتقدون أنه في‬ ‫حالة صنع مجسد للعدو‪ ،‬وكتابة اسمه عليه‪ ،‬ومن ثم تهشيمه‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫سيلحق به الأذى أو يقتله عن طريق السحر‪ .‬فقد رغبوا في إيذائه ‪ -‬عن‬ ‫طريق السحر‪ -‬طالما أنهم كانوا عاجزين عن إلحاق الأذى به‪ ،‬هكذا كان‬ ‫اعتقادهم‪ .‬كما عثر علماء الآثار أثناء الحفر على الأوراق المزيفة بجوار‬ ‫املاصتفمفثيحاهاالت‪،‬ن وظقكًلاراينللةتحماملهنتتههارائةواتلتمفسيوإئحهةم‪،‬مانلههكااانراوئترأحتةتىاملازلبقصادحوأتث‪،‬توفوتنلمأ ّتنيهبتايملنيك أنس أصاتبحعدذهاممت‪،‬ن بققيقريامءةةت‪،‬‬ ‫تركوها مهملة حتى يقرروا هل سيعرضونها في متحف على حالتها أم ماذا‪،‬‬ ‫أااللفسألفرّجيقحزهاوافمءي‪،‬أاتلهوحرحدسيلبمههيلامهماةوبلويبميجنعتههمااهع‪،،‬هافظوايبًناباالحتأيرنلهوياٍملصتماهلنت ُشيالادفليميّكمادركفسفتينيياأقلأنرمغظتلبوافزعةلعالىومقيلخيصحلوةصصتاللصتةعيع‪،‬لجبىيقوثيبعراوتدوةكعإأإلل ّننىى‬ ‫أحدهم يعبث في الأوراق‪ ،‬وفوجىء بها وقد تجددت‪ ،‬والكلمات والرموز وقد‬ ‫اتضحت‪ ،‬فعكف يترجمها للغة العربية واحدة تلو الأخرى‪ ،‬رتب أموره‬ ‫وقام بدفع رشوة إلى العمال الذين يقومون بالحفر في المكان الأثري الذي‬ ‫أكاحندواثيباحكتثوشانففهيهه‪،‬ذاوز‪-‬عكمماأنزهعقمد‪-‬عثضر ّجعةلىكبكيتراةبافتقدجكدايندتة تفيضب ّمقعبةع آ ًضخارمىن‪،‬‬ ‫اذللحك‪.‬كموموارلتقصسنوصنالانبتوبليعة اتلقفيدهيامةص‪،‬فوتحامتطابلاكعتتهابباإلتشيرا ُطفبعهذتاكالّلباالحكلثمابعت‪،‬د‬ ‫تشربت الأحبار المطبوعة‪ ،‬رفضت الكتب أن تعكس الأكاذيب التي تسبب‬ ‫ابن الأمير أواوا في نشرها حين طمس ِحكم ومبادئ وقصص أبيه‪ ،‬وحان‬ ‫وقت استعادة الحقيقة ولك دور في هذا!‬ ‫‪ -‬وكيف عرفت ك ّل هذا؟‬ ‫‪ -‬لأنني ذهبت إلى هناك بنفس ي‪.‬‬ ‫‪ -‬إلى أين؟‬ ‫‪29‬‬

‫‪ -‬مملكة غريبة‪.‬‬ ‫‪ -‬أ ّي مملكة!‬ ‫‪\" -‬مملكة البلاغة\"‪.‬‬ ‫‪ -‬أنت تمزح معي يا ج ّدي‪...‬أليس كذلك!‬ ‫زفر الج ّد بحن ٍق ُث ّم قال وهو يثقبه بنظراته‪:‬‬ ‫‪\" -‬أنس\"‪ ،‬الأمر أكبرمما تظنه‪ ،‬هي بالفعل مملكة غريبة‪.‬‬ ‫هرول \"أنس خلف ج ّده وسأله‪:‬‬ ‫‪ -‬أريد أن أفهم‪ ،‬ما تفعله يا ج ّدي غريب ويوترني‪ ،‬هل سأسافر الآن؟‬ ‫‪ -‬نعم‬ ‫‪ -‬إلى أين‪...‬النوبة؟‬ ‫‪ -‬لا‪..‬لا‪ ...‬تلك ليست بلاد النوبة! كما أخبرتك سترحل إلى \"مملكة البلاغة\"‪.‬‬ ‫ضحك \"أنس\" بتهكم‪ ،‬كان متوت ًرا وكاد يفقد عقله‪ ،‬سأل ج ّده بعصبية لم‬ ‫يفلح في إخفائها‪:‬‬ ‫‪ -‬أ ّي مملكة تلك!‬ ‫‪ -‬ااأأموللغارللنرخميشولتتلضامننببف‪،‬فاةسغلس‪،‬يار‪،‬بيلاأشوبّنككهوةهأضتكا‪ّ ،‬لبأةنا ّ‪،‬انهولهابنمللاننكلاان ّيكولل!خكتنك‪،‬ممففوسيجتنهنسامكتشجوّولعادجمعثار ًئدعةقًهشامهداااممأئينّأًنهيءمفهكا‪،‬ابمشجربأأبأااتةللهشبأحوماررجذقشًوانممداخأتاكةن‪،‬زم‪،‬مامنولااصحتفلهذقيهبمطيغييةذأاريوونعزبرالمترايوناساهيههلتنةافوداهلقينمعأكااط‪،‬ختنيههتوااللغاملامرفرالطتمةءياهله‪،‬وأاسماتلشةوخهربتييطيامئئيءاضٌشةع‪،،‬ةر‬ ‫كما ستنتقل أنت إلى هناك‪.‬‬ ‫ث ّم التفت ج ّده إليه وطالعه بنظرة جادة وقال‪:‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪ -‬لقد تم استدعاؤك اليوم‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن قال أنني سأذهب!‬ ‫‪ -‬بل ستذهب إن شاء الله‪.‬‬ ‫قالها الج ّد ب َنبرة واثقة وهو يركز في عيني \"أنس\" الذي رفع كتفيه باستنكار‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬لن أذهب‬ ‫‪ -‬بل ستذهب!‬ ‫‪ -‬اأقلبخبخليرنالأيينبة ّريأباصكجدّمداقاي‪.‬ل‪.‬كأدللرا ًيمجالوككعهلتًىذاو‪،‬قوجمفاودععتنلدمكتعاالمذمالملتكيك بةاتل؟لغللاكابما ّلدالطمذرينقيدةيلأينحلتبمااوأدلبقيي‪..‬صق‪.‬لوقصيد‬ ‫كبرت‪.‬‬ ‫‪ -‬لأننا نخش ى عليك‪ ،‬لن تفهمنا الآن يا \"أنس\"‪ّ ،‬ربما عندما تعود من رحلتك‬ ‫ستجد لنا العذر‪.‬‬ ‫عاد الج ّد إلى غرفة المعيشة باح ًثا عن الكتاب الذي اختارحفيده والذي‬ ‫اكلاحنقيعبنةو‪،‬انُثهّمكاللتمقة لطمهياتسفمهعالبهجاّوا\"ألن‪،‬سوا\"لتمفنتقبلحل‪.‬ف‪..‬يد\"إهيكقاائدًلوال‪:‬ي\" وقام بوضعه في‬ ‫‪ -‬هل تثق بي؟‬ ‫‪ -‬طب ّعا‪.‬‬ ‫‪ -‬أتظنني أكذب عليك؟‬ ‫‪ -‬ربما أنت تمزح معي يا ج ّدي!‬ ‫‪ -‬أخبرني يا بن ّي كيف ظهرت فجأة شجرة الأبانوس تلك في بيتي وتيبست‬ ‫كالصنم بعد عودتي منذ سنوات؟‬ ‫ُث ّم رفع رأسه ناظ ًرا لسقف الغرفة الم ّزين بالنقوش وأردف قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪31‬‬

‫أسقف‬ ‫على‬ ‫بالنحاس الموجودة‬ ‫المط ّعمة‬ ‫النقوش الغريبة‬ ‫ك ّلظههرهنتا‬ ‫وكيف‬ ‫‪-‬‬ ‫رحلته هناك؟‬ ‫أبيك من‬ ‫فجأة بعد عودة‬ ‫البيت‬ ‫‪ -‬وبم تف ّسرهذا يا ج ّدي؟‬ ‫‪ -‬إ ّنها هدايا \"الحراس\" لنا على ما ق ّدمناه‪.‬‬ ‫‪ -‬أي حراس؟‬ ‫‪ -‬ح ّراس المكتبة‬ ‫‪ -‬أ ّي مكتبة؟‬ ‫رفع الج ّد الهاتف على ُأذنه بعد أن قام بالاتصال بابنه \"كمال\" وقال‬ ‫بصوت حاد‪:‬‬ ‫‪ -‬لا تتأخر يا \"كمال\"‪...‬لقد اختاره الكتاب‪ ،‬لا ب ّد أ ّنهم على وصول!‬ ‫‪..... -‬‬ ‫‪ -‬حس ًنا نحن في انتظارك يا ولدي‪.‬‬ ‫تسارعت د ّقات قلب \"أنس\"‪ ،‬كان يشعربها في أعلى عنقه‪ ،‬وصوتها المتسارع‬ ‫كان يطغى على مسامعه‪ ،‬يبدو أن أباه في الطريق بالفعل‪ ،‬قال بصوت‬ ‫متحشرج‪:‬‬ ‫‪ -‬هل ح ًقا زار أبي أي ًضا تلك المملكة!‬ ‫‪ -‬نعم‪.‬‬ ‫‪ -‬كيف سافر؟‪..‬أو انتقل كما تقول؟ وأنت أي ًضا؟‬ ‫‪ -‬صقر كبير‪.‬‬ ‫‪ -‬ماذا؟‬ ‫علىتكذتكفريه\"أ‪،‬نفسس\"رالتطقائشرعالريذرةيفييراجه فسيداهلكك ّالبهوكالسن‪،‬ارو‪،‬مقخااللبهوقالدكبزايرغةتونهيظرتاتقبه‪:‬ض‬ ‫‪32‬‬

‫‪ -‬يحملكم من أكتافكم ويلقي بكم هناك‪ ..‬أليس كذلك؟‬ ‫‪ -‬ليس هذا ما يحدث بالضبط فالأمر صعب التفسير ولكن‪ ..‬بلى سيحملك‬ ‫الصقر إلى هناك‪.‬‬ ‫‪ -‬وأين هذا الصقر؟‬ ‫‪ -‬يظهر في الغرفة الموجودة بالطابق العلوي‪.‬‬ ‫‪ -‬غرفة الأشباح!‬ ‫رفع الج ّد يده وه ّزسبابته بعصبية وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬أما زلت مص ًرا على تسميتها بهذا الاسم؟ لا توجد أشباح‪.‬‬ ‫‪ -‬بل توجد وها أنت تحكي عنها‪.‬‬ ‫‪ -‬هي حقائق‪ ...‬ستص ّدقها عندما تراها بنفسك‪.‬‬ ‫‪ -‬ولماذا لا يظهرهذا الصقر في الحديقة أو المكتبة!‬ ‫رمقه الج ّد بنظرة توحي بأ ّنه سيخبره بأمرمهم وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬السبب هو البعد الجغرافي يا ولدي‪ ...‬فوق تلك البقعة تحدي ًدا وفوق أرض‬ ‫غرفة الأشباح ‪ -‬كما تسميها أنت ‪ -‬عكف عالم الآثار الذي أخبرتك عنه‬ ‫افولاغلقذضصبيتكصا ابنلالكلليغمعايةتاش‪،‬لعهروبناايسةتعيلوقاىحظتدرتةج تماللةوحاارللوأرمخفور‪،‬زى‪،‬وواكملأ ّحشنروواهلةفروكوحإماعاقزديدةفود ّكبهتاابتقةدفيتيًلمهاا‪،‬ك‪،‬‬ ‫االلكصتقبوروقفرير كت ّألنمتكاختنارلتمبنحيدثافععنع انلمالحاقريبيمن‪،‬والمالعاذنييناليؤسامنميوةن‪.‬‬ ‫واجتمعت‬ ‫فأرسلت‬ ‫بالمبادئ السامية‪ ،‬ليدافعوا عنها ويستردوا الحقيقة‪.‬‬ ‫‪ -‬إذن هناك صلة بين الحكام هناك والكتب؟‬ ‫‪ -‬بل بين حروف الكتابة وح ّراس المكتبة‪ ...‬ستعرف عندما تصل إلى هناك‪.‬‬ ‫سأس ّلم‬ ‫ي‬ ‫نفس‬ ‫ولماذا‬ ‫جه ّدذاي‪.‬الكلام؟‬ ‫على تصديق‬ ‫ولكن ما الذي يجبرني‬ ‫‪-‬‬ ‫إلى الجنون يا‬ ‫لصقر! كل هذا يدفعني‬ ‫‪33‬‬

‫‪ -‬لا ب ّد أن ترحل‪.‬‬ ‫‪ -‬لماذا؟‬ ‫‪ -‬يلتأرنصادمتونناكع‪،‬ككماع أنّن إكجابستةلتنقدايءبأالعكدتاءبهناسيكعرولضديكهمللعخيطورن‪.‬هنا‪ ،‬فهناك من‬ ‫‪ -‬ماذا تعني بالعيون؟‬ ‫لك‬ ‫يظهر لك يظهر لأحد أعدائك‪ ،‬سيتربصون بك ويرسلون‬ ‫الص ّريما ًزداكتلماو‬ ‫‪-‬‬ ‫كما‬ ‫الآخر‪ ،‬ليأسرك أو يقتلك قبل أن تصل إلى الحقيقة هناك‪.‬‬ ‫أن هذا سيؤدي إلى محو القيمة السامية التي في كتاب \"إيكادولي\" إلى الأبد‬ ‫‪ ..‬ستقرأ الأجيال القادمة ما سيكتب وسيصدقونه‪.‬‬ ‫صمت الج ّد هنيهة ُث ّم سأله‪:‬‬ ‫‪ -‬والآن‪ ،‬ما هي الكلمة التي ترددت في النداء؟‬ ‫‪ -‬أ ّي نداء!‬ ‫‪ -‬ذاك الصوت الذي سمعته يناديك في الحلم‪.‬‬ ‫‪ -‬وكيف عرفت أنني سمعت ندا ًء في الحلم؟‬ ‫‪ -‬أخبرني أبوك‪ ،‬فقد هاتفني فور خروجه من محطة القطار‪ ،‬رأى ما رسمته‬ ‫على الزجاج‪...‬الرمز!‬ ‫فغر \"أنس\" فاه ولم ينبس ببنت شفة‪ ،‬الآن فقط انتبه‪ ،‬لقد كانت الكلمة‬ ‫ااابمللإلأفتحتشيخيمفواترا ًتحٍم‪.‬ارقودُكثاودأ ّررنمتهكفاهمعيّتدضز\"ياإصنميديكحهواحرودوأباوللهسظبّي‪،‬ييهار‪.‬ر‪.‬ت‪.‬ةصبسألإوعيجكدستالرنةدةّ‪،‬عقولكلذدايقا\"نبل‪،‬ديسكرجاتاوئنمدصيقيتهللاالاأفللتليجفتتشراوةعوة‪،،‬نب اقهاتلقهرتتميريكتبست\"د ّلقحك\"ىةومكلاممهأناالله\"املت\"بماطوأفوينتبيطالاانللاحلعكقسحّونيلدرايودرمحهةف‬ ‫وأطبقها على المفتاح‬ ‫ووضع المفتاح فيها‬ ‫بويكدأ ّن \"هأنيؤسك\"د‬ ‫بنقاححبانًعاسانفي ُيثاّملعلينويضنهغ‪:‬وأطمبسق ّوكة‬ ‫\"أنس\" وما زال القلق‬ ‫على أهميته‪ ،‬سأله‬ ‫‪34‬‬

‫‪ -‬ما هذا المفتاح؟‬ ‫‪ -‬ستحتاجه‪ ،‬ع ّلقه مع القلادة‪ ،‬منذ أن بدأ الكابوس يتكرر عليك يوم ًيا وأنا‬ ‫أحمله لكي أعطيه لك في الوقت المناسب‪.‬‬ ‫نظر \"أنس\" لوجه أبيه القلق وهو يربت على كتفه بحنان‪ُ ،‬ث ّم قال‪:‬‬ ‫‪ -‬لا أو ّد أن أرحل يا أبي‪...‬لماذا أنا؟‬ ‫مسح الأب بحنان على خ ّد ابنه وقال بإشفاق‪:‬‬ ‫حياتك‬ ‫مللت من‬ ‫لتحغ ّيسيرالمماغافميرة؟حياأتلمك‪،‬تخظبنرننتيكأنتوك ّد‬ ‫أايلرنتيبالةفوأ ّضنوكل؟تشوتأاينق‬ ‫‪-‬‬ ‫بشبح!‬ ‫أن تلتقي‬ ‫أليس كذلك؟‬ ‫‪ -‬وهل تلك أشباح؟‬ ‫‪ -‬لا يا بن ّي‪ ...‬الأمرمختلف!‬ ‫‪ -‬إذن لك ّل منا كتاب خا ّص يختاره‪ .‬كتاب جدي معناه الجد الأكبر‪ ،‬وكتابك‬ ‫يا أبي معناه ابن أبيه و عنوان كتابي \"إيكادولي\" وهي تعني الحفيد إذن؟‬ ‫‪ -‬لا!!‬ ‫‪ -‬إذن ماذا تعني يا أبي؟‬ ‫‪ -‬أحبك‬ ‫‪ -‬وأنا أيضا يا أبي أحبك‪ ...‬فأخبرني الآن أرجوك ما معنى تلك الكلمة‪.‬‬ ‫التفت الج ّد إليهما وهما يتعانقان وقال ب َنبرة ساخرة‪:‬‬ ‫‪ -‬أيها الساذج!‪\" ...‬إيكادولي\" تعني \"أح ّبك\"‪.‬‬ ‫تاللكحدايللقحةظبةكثاه ّفب ٍةتوركيأ ّحنقفوّيصةلاهات ّلزختريلهاف‬ ‫جحدّلرافنجاألبةي‪،‬تط‪،‬ارستق الطأوتراأوقر ُاث ّقم‬ ‫في‬ ‫أشجار‬ ‫‪35‬‬

‫ارلشسقودت‪،‬اتلنداواففعذتفالصطديرورصنوحتو املنخيواففذمكزأ ّنعهاج‪،‬ت أحاظلومل اتخاتلراسقمهاا‪،‬ء‪ ،‬وصاامحتلاألتج ّبدالمغورباج ًهنا‬ ‫كلامه لحفيده والذي كان فاغ ًرا فاه وقد اتسعت عيناه‪:‬‬ ‫‪\" -‬أنس\" أسرع إلى الغرفة‪ ،‬فهي آمن مكان لك الآن‪.‬‬ ‫صاح \"كمال\" وهو يدفع ابنه أمامه على الدرج‪:‬‬ ‫‪ -‬لن ترحل تلك الطيور إ ّلا بعد أن يح ّلق فوق البيت‪.‬‬ ‫قال \"أنس\" وهو يصعد الدرج بخطوات متردده‪:‬‬ ‫‪ -‬من؟‬ ‫‪ -‬الرمادي\"‬ ‫‪ -‬وما هو \"الرمادي\"؟‬ ‫‪ -‬الصقر الذي سيحملك إلى هناك‪.‬‬ ‫‪ -‬أهذا هو اسمه؟‬ ‫‪ -‬نعم‪...‬‬ ‫‪ -‬أنا خائف يا أبي‪.‬‬ ‫عانق \"كمال\" ابنه‪ ،‬وض ّمه إلى صدره بقوة‪ُ ،‬ث ّم ق ّبل رأسه وقال بحنان‪:‬‬ ‫‪\" -‬أنس\" كن صاد ًقا وثاب ًتا مهما كان ال ّثمن‪ ،‬ولا تخف من \"الرماد ّي\" فلن‬ ‫يؤذيك‪.‬‬ ‫كاد \"أنس\" يقول شي ًئا لوالده وهويساعده في رفع الحقيبة على ظهره‪ ،‬لولا‬ ‫تحطم الزجاج الذي دوى في بهو البيت‪ ،‬لقد استطاعت‬ ‫أن‬ ‫الغربان‬ ‫النوافذ‪ ،‬كانت تتجه مباشرة نحو الطابق العلوي‪ ،‬نحـــــو\"أنــ‬ ‫تصحو ّطتم‬ ‫إنها‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـس\"‪،‬‬ ‫‪36‬‬

‫تريده‪ ...‬تستهدفه‪ ...‬تطير تجاهه‪.‬‬ ‫أدرك \"كمال\" أ ّنها تقترب فدفع \"أنس\" إلى داخل الغرفة فأسقطه على‬ ‫الأرض وصاح بصوت يمزقه القلق‪:‬‬ ‫‪ -‬أستودعك الله يا ولدي‪ ...‬في حفظ الله‪..‬‬ ‫وأغلق الباب بسرعة‪ُ ،‬ث ّم بعد لحظات ع ّم سكون مهيب على المكان‪...‬‬ ‫الرماد ّي‬ ‫ياحخّلتفق فتوكق ّلالابليأتصوفاأتضاءعدتا‬ ‫بدأ‬ ‫لقد‬ ‫الهواء‪،‬‬ ‫في‬ ‫صوت خفق جناحيه‬ ‫السماء فجأة!‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪37‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫\" الرمادي \"‬ ‫كان \"أنس\" مستلق ًيا على أرض الغرفة عندما انفتحت النافذة فجأة‪،‬‬ ‫أاروأنطاضدسئاٌسفرءعطي\"بأتانفلساجلأسض\"طةسواممءلاجنءنذأامابياحلنيمنزاوههرفح‪،‬ذعقكةلفاىونُثب ّايمتلصنجااعظالنّبولببصيقةعيعن‪،‬تحة ّلوجيحتاقهمكخبلفبفرياققوفبتسبيازهقلدتمالغادف‪،‬ركفاارتلةأالغبسىيراقف ًحععةاظاّلة‪،‬والهملايلورتتتففزتسعيعموحدلدف‪،‬هايقءلوأتدكا ّامنلزئايتهمردية‪،‬هفتفشحظظوهتهلى‪.‬قرر‬ ‫يخرج‬ ‫الجناصحقارنذامبرظقهشراأنز‪،‬رقوذيضلارطبويإللى اضل ّيرمقادميستالدأيردرواعزنيد‪،‬نهواايلتجه‪،‬سذدوأطسرودف‬ ‫كان‬ ‫أسود‬ ‫لموعن أجازنرب ّيق‬ ‫منه‬ ‫بديع‪،‬‬ ‫اووليبعاملتاهمتديةن‪.‬عبليبىدضااالاءلوجعصنلتقىيرأنمقتيك ًصنااخه‪.‬مّطهيويكبمظاهالارلأطلشعاعلرىة‪.‬برأيتسباهينعلبى اشلكجلانبيحاند‬ ‫العنق‬ ‫ييكمونجاأسرالانهندسقيااهصدلهفبّنهقصأ‪.‬اأهلنا ًبفطلبماماوذاّسسهلرةكب‪،‬امأتلوعصجاولغقلبتسصمجرح ّغدخشدفصهّظرمهدا‪،‬قجاةاتألمالتأةلحنبّعصصدالّطلوقمخاأهقولنررييولزفوكوةيفكضأسأن‪ّ،‬اىنم\"هلعُأهثعبفلناّييىمأجبحزسّر\"يا‪،‬ر\"ءكأمنوبنىمحلصعااسنأياولو\"نلاغينلتالرهيصأيجسمقافتنؤدنلنميرايعوقرخب‪.‬فسهطيتظهأطفم‪،‬سحترطايتنأهٍبرافانلبفمرل‪،‬أتبيّاره ُةخاثقحستطّفأمهدرءكاييُخثّدملغّربموحىّكطمااهحنل ًهومضنلواكساّاّمنيفاسستهرتلأجمهافمن‪،‬سنقساتّىمحهشركحاّأراديفًلثهتابني‪،‬ن‬ ‫نفسه‪:‬‬ ‫‪ -‬ظننتك أكبر حج ًما أيها \" ا‪..‬ل‪..‬ر‪..‬م‪..‬ا‪..‬د‪..‬ي\" كصقور الأساطير العملاقة‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫موا ًزيا‬ ‫الصقر‬ ‫فتح ّرك‬ ‫فقتدوقمهفب\"بأنطءس\" مش ّردةي أدخلريىخ وطقاولخبطسوخةريأة‪:‬خرى‬ ‫ح ّرك‬ ‫لخطواته‬ ‫‪ -‬تتر ّصدني إ ًذا أ ّيها الصغير!‬ ‫‪ -‬لست صغي ًرا يا صديقي‪ ....‬أنا شيخ كبير!‬ ‫أباأفبلامأًادضسامش!رتبهوشلا‪،‬ةحعامكريجلأ\"تنتأاغمنحمجحكتلسنلود\"اضموحإحكلنأعوديقزةتننةهيأ‪،‬ح‪،‬ولهرويباقللفكسع ّإلفمبصهجرقلعةيرلسورىسديحشتتهكيقوكتّملقق ّفرتملة!هظأاجوالمببأخسيتدنرلأدسىعذهي‪،‬ار‪،‬ق‪،‬برتايكرُأثكقغّامآتولهيرهكهةابابتملاولصجكسصعسرذقف‪.‬سو‪.‬بويرلعُةيأكوّانذهللنهوعّهّكلش‪:‬بلأهعمفنرييجعأخككلةتتىنلفمةيجحح ّلللمم ًدمقهنناا‬ ‫‪ -‬لا تخف م ّني يا \"أنس\"‪.‬‬ ‫ُلاأولذكك ّننأنصهههكقالمنتراكموّتتانرماسثقاءالهلكط‪.‬ا‪،‬رصانوقككامتأر ّننناكهلااييلعنخرخش ّشهقشماعدتىً‪.‬ئنبااأنسراخققجيبًًلردتاضااهنعولضطمىسهقاح ّكظاعدًللنهًقاي‪.‬راهص\"مبأقفنررطجتمأرسّةر\"دفة‪،‬قمأيتظعخقتّيانرةنبيأىّعنوهةههو‪،‬بقمتااسروبيكلناعبدقللصىريهطنفذفاقحيف‪:‬دوكراقاملبلتووحهعاضأي‪،‬لعو‬ ‫‪ -‬هل هدأت الآن؟ لا ُأح ّب أن نبدأ رحلتنا وأنت ترتجف هكذا‪.‬‬ ‫ببطء وكذلك فعل الصقر‬ ‫رأسه‬ ‫وتحج ّادهقككت ّفلهمنهوأمادافري‬ ‫تعيمنا ًيماه‬ ‫\"أنس\"‬ ‫ح ّرك‬ ‫للحظات‪ ،‬ازدرد \"أنس\" ريقه‬ ‫الآخر‬ ‫عيناهما‬ ‫فتقاربت‬ ‫بصعوبة وقال بصوت مرتعش‪:‬‬ ‫‪ -‬لا ُأص ّدق أ ّنك ستحملني؟‬ ‫الخفزفيرفةا‪،‬ل ُث ّصمققرالفللاهموسهوتيتأنس ّلفاقسرأهسبه‪:‬شرة \"أنس\" فانتصبت شعيرات ذقنه‬ ‫‪ -‬لا تسير الأمور بتلك الطريقة يا صديقي‪ ،‬سأحملك حتما ولكن بطريقتي‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫بسط الصقر‬ ‫اكالّللههصوباقءرير‪،‬ع ُثشل ّىمجراأناحتسحي\"ضهأنرنيسوش\"ةجالهفذأونيقرسرفيعبشهمٍةمقالباتبنيبتهظلطاأءمع‪،‬لوىبهجببيدهنتو ٍمهءا‬ ‫استوى‬ ‫شديد‪ ،‬حيث‬ ‫جناحيه في‬ ‫وعينيه وأذنيه‬ ‫غطى وجهه‬ ‫بزروياجخلشدسةييدهفغه‪،‬يطييلهجخمنمّادا‪،‬يرتح‪،‬لرالكوكّن ّسهصإرلقافىر!أوفنيجفحئناهفوبنولسففهفمتسهشهحلعييعوتيرطمنييكرغه‪.‬نر‪.‬يوقكامبد‪،‬نن يغاشلميظتًئرّنانافلفأسنشضيبًئراوياالبكخشلكا ّ ّفجمل‪.‬ناجشحشسياعلءدره\"صحأونقكولرأ ّنهسم‪،‬اه\"‬ ‫لفحته الرياح الباردة‪ ،‬وشعر برذاذ خفيف يبلل جبينه وكفيه‪ ،‬رائحة المطر‬ ‫الخفيف داعبت أنفه‪ ،‬عطس فجأة فإذا بصوت الصقر يصدرمن أعلاه‪:‬‬ ‫‪ -‬يرحمك الله يا صديقي‪.‬‬ ‫فافليبفاللواغجغرئةف\"بة‪،‬ال‪،‬ر ّدكصانبقعرتدومقأدخناالازبدهاضدتطقربحبجمضقلهيعًلألاىضوتكعأاترففجيح\"أحبنججمسسه\"دالهحيحمقثني يقالميح ّلفاالقذجبأهةي‬ ‫رفع رأسه‬ ‫رآه منذ قليل‬ ‫قفائوًلاق‪\" :‬مملكة‬ ‫‪ -‬يالله!‪ ...‬يا له من شعور غريب!‬ ‫‪ -‬لا تخف من السقوط‬ ‫‪ -‬لا أصدق!‬ ‫‪ -‬بل ص ّدق واستعد لما هو أكثرمفاجأة لك‬ ‫‪ -‬هل وصلنا؟‬ ‫‪ -‬اقتربنا‪ ،‬حاول أن تستمتع بالطيران‪.‬‬ ‫بدأ الشعور بالخوف يغادر صـــدر \"أنس\" وحــــ ّل مكانـــه تدريج ًيا الشعـــــور‬ ‫بوالهاف هضيواللأمووبردأتتغحيرّسفالجمأغة!امرسةأ يلد\"اغلدرمغادنفي\"سمه‪،‬سكتاأنن ًتسا بحيحاتواهرهراكمعدةه‪:‬لفترة طويلة‪،‬‬ ‫‪ -‬هل تعرف ج ّدي؟‬ ‫‪40‬‬

‫‪ -‬بالتأكيد‪.‬‬ ‫‪ -‬أخبرني أبي أ ّنك صديق‪.‬‬ ‫‪ -‬أتمنى أن أحوز لديك نفس المكانة التي حزتها عند أبيك‪.‬‬ ‫‪ -‬كيف تتح ّدث كالبشر؟‬ ‫‪ -‬لا تسأل‪.‬‬ ‫‪ -‬لا ب ّد أن أسأل!‬ ‫يهيو‪،‬قتلاكتك ّسلأهلف إيّلاالأع ّسمئالةي‪،‬فيوادلوكق‪ ،‬أ ّتمايمم ّار‪،‬لا يحاعونيل أكنولتاتيقفبيلدبكع فلضا‬ ‫إذن ستقض‬ ‫‪-‬‬ ‫الأشياء كما‬ ‫تضيع وقتك بالركض خلفه‪.‬‬ ‫قال \"أنس\" متلعث ًما‪:‬‬ ‫‪ -‬إ ّنه‪ ...‬فضول أنيس‪.‬‬ ‫قال الصقر وهو يخفف من سرعة طيرانه استعدا ًدا للهبوط‪:‬‬ ‫‪ -‬بعض الفضول قد يفيد‪ ،‬وبعضه قد يؤذيك‪ ،‬فاحذر يا صديقي‪.‬‬ ‫سرت طمأنينة في نفس \"أنس\"عندما تذ ّكر والده وهو ينصحه بنفس‬ ‫اببلاهلنإمسصينكنحمدةر‪،‬يصة ّب‪،‬بنلافلكنهنسرتالاللأككخلاملاضرط‪.‬تمتأنيعسنناةردعمتالات كشدا ّقانتتيسقجرليلبًعاهسأعبكنثجدرموفااأربكهثدرأف‪،‬ي\"كاالمدرميحاقدطف ّةيز\"مايلنققتبيرطابنر‬ ‫الأضلخوعضهر‪،‬الزكام ّرند ايلبيرزددايدزبدهاادء كولوماض اوقًتحار‪.‬با من سطح الماء‪ ،‬بينما كان لون الماء‬ ‫ه ّبت رياح خفيفة فمسحت وجه الماء مخلفة وراءها تموجات متوازية‬ ‫البولاكدرّرييتناعف\"حةعا‪،،‬لمرموماحكّنلأد ّقبّنايع\"يلهنوددباوعوركدةعلأأيكىاانمدلشحةاّلخطققف ّبيئبةلاهلتأنبهترنلراشياكعاعقنةبودتفبلهأوايو‪،‬ققراكافسقدأاطلمتأحامالشسهمااجقماءارتنا\"رلمأكتجنهدسيساع\"دقلىتوطليةمحضت ّنفسيدةوارلأراملانمسءههع‪،‬ر‬ ‫‪41‬‬

‫َفأمقيدر‬ ‫يتوأطل ّوصح‪،‬قهلملاحبظجاستدقهليلفبةدكاانوكأقّنده‬ ‫ض ّم جناحيه‬ ‫ياوتتكلزأاّّننحهه‪،‬فيلبحك ّينرديهاهءت‪،‬مأانملينكق‪.‬نجفكاديسنهد‬ ‫\"أنس\" ما زال‬ ‫وقال بعفوية‪:‬‬ ‫‪ -‬أنت سري ٌع ج ًدا‪.‬‬ ‫ران عليهما صمت خفيف قبل أن يح ّرك الصقرجناحيه ويقول‪:‬‬ ‫‪ -‬والآن اسمح لي أن أنصرف‪ ،‬انتهت مهمتي‪.‬‬ ‫‪ -‬ولكن! ماذا سأفعل أنا!‬ ‫‪ -‬سيستقبلك \"المغاتير\" ويصحبونك للقاء \"الحوراء\"‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن هم \"المغاتير\"؟‬ ‫‪ -‬قوم صالحون يخفون وجوههم فلا تهبهم‪.‬‬ ‫‪ -‬ولم يخفون وجوههم!‬ ‫‪ -‬لا ينتظرون الشكر‪ ،‬ولا يبتغون الأجر‪ ،‬استغنوا عن الناس فأغناهم الله‬ ‫عن الناس وصار الجميع يحتاجون إليهم‪ ،‬ودائ ًما هم في الطليعة‪ .‬انتظرهم‬ ‫لن‬ ‫فهم‬ ‫مكانك‬ ‫من‬ ‫تتحرك‬ ‫ولا‬ ‫حدودها‬ ‫خارج‬ ‫الغابة‬ ‫أبأ ًدطا‪.‬راف‬ ‫هنا على‬ ‫يدخلوها‬ ‫رفع \"أنس\" حاجبيه وكاد يسأله لماذا لولا أ ّن \"الرمادي\" باغته قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪ -‬سأم ّر عليك في وقت لاحق‪.‬‬ ‫ُث ّم بسط جناحيه وارتقى يح ّلق في الفضــاء مبتع ًدا عـــــن \"أنس\" ومتج ًهــــا‬ ‫جبل مهيب أحاطت ق ّمته هالة حمراء قاتمة‪ ،‬برزت من وسطها تلك‬ ‫تمجوتاا ًزياح‬ ‫\"أنس\" بقشعريرة‬ ‫جش ًدعا‪.‬ر‬ ‫الكاجلني ادل اجلّأوبيبار ًدضا‪،‬‬ ‫كساها‬ ‫وقد‬ ‫بشموخ‬ ‫الصق ّومةب‬ ‫صاح وهو يركض‬ ‫الجليد‪،‬‬ ‫رأى‬ ‫عندما‬ ‫جسده‬ ‫لطيران الصقر على الأرض‪:‬‬ ‫‪ -‬أرجوك لا تتركني الآن‪ُ ،‬أريد أن أسألك عن أشياء كثيرة‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫أجابه \"الرمادي\" وهو يبتعد‪:‬‬ ‫‪ -‬ستجيبك عنها جلالة الملكة‪.‬‬ ‫ووقف على حافة وا ٍد كبير‪،‬‬ ‫ُثالّمطأريرخقى‬ ‫انتهى‬ ‫الفريكه لضولاحأ ّينهث‬ ‫\"أنس\" عن‬ ‫توقف‬ ‫ذراعيه بيأ ٍس وهو يراقب‬ ‫انتبه‬ ‫أن يسقط‬ ‫أوشك‬ ‫\"الرمادي\" وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬ودا ًعا‪.‬‬ ‫عاد \"الرمادي\" للتحليق فوقه وقال ب َنبرة حميمية‪:‬‬ ‫‪ -‬لا تقل ودا ًعا يا صديقي‪ ،‬بل قل إلى اللقاء‪.‬‬ ‫‪ -‬حس ًنا‪..‬إلى اللقاء‪.‬‬ ‫بادختتفىوك\"أ ّانلهارمتادطايل\"عهم بخلفًفاضوورلا‪،‬ءهس\"اأرن بس\"ضعوهخوطيتولا ّفتتنححوولمهم يرتأ ّمض ّيلقالبأينهشا‪،‬جاأرجالفتيل‬ ‫عندما تناهى إلى سمعه حفيف الأشجار وشقشقة العصافير‪،‬‬ ‫تطواقلتفحتسيسرعهنسدفاأاللحقولااّسدحةبدااةللإترظيههاأًرلاقب‪ ،،‬نستهففا لحسهالصجت ّدوسقهايعوتةطاايللعدذهالينفإقغذااودربشعفايقلاهتربيبهياعتللياهاجتتدم ّهحر!ةر أك!خلرقىد‪،‬‬ ‫تذ ّكر شعوره وهو يح ّلق في الهواء‪ ،‬مزيج من الخوف‬ ‫وفعاازل ًدعحاماخكامئاًسفابكادكأنميالعحتكامظنةل‬ ‫عاد‬ ‫سريع! ما‬ ‫بجألشهخ ّعفلىذناحك ٍو‬ ‫فظيهوصردارله‪،‬صاقسرتلعأ ّاودلربام ّرطةة‪،‬‬ ‫استغرقته المشاهد‬ ‫وما‬ ‫الشعور‪،‬‬ ‫وواهلوكتيبجت ّتردموار‬ ‫بينما ينتظر ظهور‬ ‫لكنه بالطبع قلق‪.‬‬ ‫في غرفة المكتبة‪،‬‬ ‫محّرولبهه‬ ‫الماضية في شرود‬ ‫خلال الساعات‬ ‫\"المغاتير\"(‪.)1‬‬ ‫❐❐❐‬ ‫‪ - 1‬المغاتير لقب يطلق على نوع من الإبل البيضاء النفيسة جميلة المظهر وغزيرة الوبر‪ ،‬يقول عنها أهل البادية‪ :‬المغاتيرنور‬ ‫القلب‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫نمفوقحجظاأبهو ًةلهرماًضمحافانو\"بسأأتجنالئصساخبلسبلا\"خمعبههطفيطااًلفولةاكعايسعمملشح ّلبىررةهلقـك\"رثتيأع ًنبفلماىهاسمنفر\"نقاقللهبوتتققابفه‪،‬دبلتااهببفمتتتعصرألسّعهىًمشبواباالةظل ّأولرأمهشمانضعسأبلثوىكابر ابقلضسأذ ًورعخرةااريعقضرةبكهبوتوقضذقباهةدالف\"لأأفونذتنقيحيسلب\"اتكص ّفغفعديتلرتىههه‬ ‫أنفاسه‪:‬‬ ‫‪ -‬مه ًلا يا رجل‪ ،‬وددت فقط أن ُأر ّحب بك‪.‬‬ ‫خفف \"أنس\" من قبضته وتركه وتراجع إلى الخلف‪ ،‬تحسس الشاب رقبته‬ ‫وقال بنظرة ماكرة‪:‬‬ ‫‪ -‬يبدو أ ّنك تمارس الرياضة‪ ،‬أليس كذلك؟‬ ‫‪ -‬من أنت؟ وماذا تريد؟‬ ‫‪ -‬أين تع ّلمت تلك المهارات؟ ه ّيا أخبرني؟‬ ‫بمشنععحريّهدنايلجهبهناّيل‪\"،‬أنضويبقسشت\"يرتنبه‪،‬ناللظبكارانتهتهتل‪،‬ةكوبفاّدلكاملهاامولحجعهريج اعللض‪،‬شتاو\"تأبلن يكساح\"لمنيلرظتارمةباسلمحنسهةا‪.‬خكمارةنناليالتظيو ّ ُتنساأطمن ّهلة‬ ‫سسأيللتهقميت بجأاناه ًلاسسسؤمالرهالابلأشخيرةرقوبائ ًمللاا‪:‬مح نوبية‪ ،‬كتلك التي قرأ عنها ورآها من قبل‪.‬‬ ‫‪ -‬ما اسمك؟‬ ‫‪ -‬أنا \"شهاب\" وأنت؟‬ ‫‪\" -‬أنس\"‪.‬‬ ‫قدمبيهدأو\"حتشىهاق ّبم\"ة يرأدوسره‪ُ ،‬حث ّوملقا\"ألنباسس\"توخيفتاأ ّملف‪:‬ه بتم ّعن ناق ًلا عينيه من أخمص‬ ‫‪ -‬تبدو غري ًبا عن المكان‪ ،‬ألك صديق هنا؟‬ ‫أجابه \"أنس\" بتح ّفز‪:‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪ -‬ال ّرمادي‪.‬‬ ‫‪ -‬ذاك الكهل الأحمق‪.‬‬ ‫شعر \"أنس\" بالإهانة وكأ ّن الس ّبة وجهت له‪ ،‬فأخفى غضبه وسأله‪:‬‬ ‫‪ -‬وهل تعرفه؟‬ ‫‪ -‬أنا أعرف الجميع هنا‪...‬حتى ذاك الكهل البغيض‪.‬‬ ‫بدأ كلاهما يدور حول الآخر‪ ،‬سأله \"أنس\" بتر ّقب‪:‬‬ ‫‪ -‬هل‪...‬أنت مثلي!‬ ‫منهخحرّدجملتاممسنت \"هشوهقادب َ\"ش َقخهق َهصافتيهعباليسةح‪،‬نةا مستت ّوغعرقدتةه‪ :‬للحظا ٍت قبل أن يقترب‬ ‫‪ -‬لس ُت مثلك!‬ ‫ُث ّم تغيرت ملامحه الضاحكة فجأة وصارت صارمة‪ ،‬وقال وهو يتراجع إلى‬ ‫الخلف‪:‬‬ ‫‪ -‬أنا لست مثل أحد‪...‬أنا مختلف! أنا مم ّيز‪.‬‬ ‫التفت \"أنس\" تجــاه الطريق الممتـــد أمامــــه بين الأشجـــار ورمــــاه بنظــــــرة‬ ‫خاطف ٍة ُث ّم قال بهدوء محاكيا طريقة \"شهاب\" في الكلام‪:‬‬ ‫‪ -‬كيف تعالج الأمور هنا؟‬ ‫‪ -‬أ ّي أمور؟‬ ‫طاف \"أنس\" بنظراته في ك ّل اتجاه ُث ّم قال‪:‬‬ ‫‪ -‬ك ّل ش يء‪...‬أود أن أعرف ما دوري‪.‬‬ ‫‪ -‬ليس لديك دور هنا‪ ،‬أنت مجرد شاهد‪.‬‬ ‫‪ -‬على ماذا؟‬ ‫‪45‬‬

‫‪ -‬على ما ستراه هنا من أحداث‪.‬‬ ‫‪ -‬لا أظ ّن‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن أنت حتى تظن أوحتى تف ّكر!‬ ‫تجاهل \"أنس\" َنبرة الاستخفاف التي شابت الكلمات‪ ،‬وتخطاها قائ ًلا‪:‬‬ ‫‪ -‬لك ّل منا دور في حياته وحياة الآخرين‪ ،‬كل كلمة ننطق بها وكل فعل نفعله‪.‬‬ ‫‪ -‬لكن الأمور هنا ستسير رغم أنفك على طريقة لن تحددها أنت‪.‬‬ ‫‪ -‬صحيح‪ ،‬وهكذا الحياة ك ّلها‪ ،‬لكن لا تخبرني أننا هنا لنراقب في صمت‬ ‫كالجمادات‪.‬‬ ‫وكأ ّنه‬ ‫الذكريات‬ ‫بعض‬ ‫يجت ّر‬ ‫\"شهاب\"‬ ‫فيها‬ ‫يعقليوهلماب َنابلرةصتمشتوبلهلاحالمظراة‪،‬رة‪:‬بدا‬ ‫ران‬ ‫قبل أن‬ ‫‪ -‬أتدري‪ ،‬ربما أنت على صواب‪ ..‬كلمة (مسئول) قد تقلب حياة شاب‪ ،‬كلمة‬ ‫(خبيثة) قد تفرق بين اثنين‪ ،‬وإشاحة بنظرة قد تعني (أكرهك)‪.‬‬ ‫رمقه \"أنس\" وقرأ على وجهه الآلم فتحرك تجاهه وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬والتفاتة قد تعني الحب‪ ،‬مج ّرد الحضور في موقف ما قد يعني الكثير‬ ‫لآخرين دون أن ندرك هذا‪ ،‬لكنهم يدركون‪ ،‬حتى الصمت أحيانا إن كان في‬ ‫موضعه الصحيح فله دور‪.‬‬ ‫‪ -‬حتى إساءتنا للآخرين؟‬ ‫‪ -‬نعم‪ ..‬حتى إساءتنا للآخرين وإساءتهم لنا‪ ،‬أنت مث ًلا قد تعزم على إزاحة‬ ‫جبل لكي تثبت لمن آذاك وأساء إليك أنه على خطأ‪ ،‬نحن نتعلم في مدرسة‬ ‫الحياة وما زال أمامنا الكثيرمن الدروس‪.‬‬ ‫ابتسم \"شهاب\" وقال وهو يه ّز رأسه إعجا ًبا‪:‬‬ ‫‪ -‬تبدوحكيما يا فتى‪ ،‬بدأت أحبك‪.‬‬ ‫ُث ّم عاد يتف ّحص وجه \"أنس\" قبل أن يقول وهو يح ّك أنفه‪:‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪ -‬كم عمرك؟‬ ‫‪ -‬ثلاثة وعشرون عا ًما‪ ،‬وأنت؟‬ ‫‪ -‬خمسة وثلاثون عا ًما‪.‬‬ ‫ثم سكت هنيهة وقال لـ\"أنس\"‪:‬‬ ‫‪ -‬هل‪..‬تح ّب أن تأتي معي؟‬ ‫‪ -‬إلى أين؟‬ ‫‪ -‬حيث أقيم‪.‬‬ ‫‪ -‬لكنني لا ب ّد أن ألتقي الملكة أ ّوًلا‪.‬‬ ‫‪ -‬الحوراء؟‬ ‫‪ -‬نعم هي \"الحوراء\"‬ ‫ما كادا ينهيان الكلام حتى تناهى إلى سمعهما صوت حوافر الخيــــول وهي‬ ‫افليطاريضقطبيرانبالُثأ ّمشجشاهرقوكوأق ّدن‬ ‫تلفت‬ ‫\"ورشكهابض\" اسلريذ ًعاي‬ ‫صهيلها‬ ‫الأرض ‪ ،‬أفزع‬ ‫تضرب‬ ‫وشق‬ ‫الرهبة‬ ‫وجهه علامات‬ ‫كست‬ ‫الموت يطارده! تبعه \"أنس\" وهو يتساءل عن سبب فزعه‪ ،‬أصابته عدوى الفزع‬ ‫يرتبك‬ ‫\"أنس\"‬ ‫جعلت‬ ‫التي‬ ‫نظرات \"شهاب\" الشاخصة ثم شهقته‬ ‫لبمجش ّرددة‪،‬رؤكايةن‬ ‫\"أنس\" يركض وعينه على رأس شهاب‪.‬‬ ‫في تلك اللحظة‪ ،‬ارتفع صهيل الخيول ُث ّم علت أصوات حوافرها وأصدرت‬ ‫شرارة وهي تقدح الأرض التي انتقلت إليها للتو بعد أن غادرت البستان المجاور‬ ‫للغابة‪ ،‬كانت تلك الأرض تبدو كشريط عريض يفصل بين البستان والغابة‬ ‫\"شهاب\"‪ ،‬لم تتحرك الخيول خطوة واحدة‪،‬‬ ‫خلف‬ ‫اولقتيفتركص ًضفافيوهااح ً\"دأان عسل\"ى‬ ‫الشريط الحجري الفاصل بين الجهتين‪ ،‬وهي‬ ‫ذاك‬ ‫تنظر تجاه \"أنس\"‪ ،‬صاح \"الزاجل الأزرق\" بصوته الجهوري‪:‬‬ ‫‪ -‬يا إلهي‪ ..‬تأخرنا!‬ ‫‪47‬‬

‫ث ّم قال بتوجس‪:‬‬ ‫‪ -‬بدأت رحلته دون أن يسمع م ّنا!!‬ ‫❐❐❐‬ ‫املرقصمصًاعلار‪،‬تبالالججلوشاسمهرتس\"تاتلفداحّلنىوزارامحءن\"هالفنيقسالديبسولاةنهعاذنبهبوويقاجةره‪،‬هماطحب ّيعحميثاة ٍءكباانلفأأتحضتاجءراتردتاليكشبرريرفنما ًةستا‪،‬‬ ‫تلف رأسها‬ ‫كانت‬ ‫واعلقلىودا اسنصعدسةردهتا‪.‬لشمععرنجموفزنويكاقرنارهأتا ‪.‬سب‪.‬همالهاك ّبنشٍهةاا ٌلوجسمطيكلويينة ٌ!ٍلة‬ ‫ثيابها البيضاء‬ ‫كتفيها وقد‬ ‫غطى‬ ‫بل ّفوتشها بحا أحبتيشاضم‬ ‫استأذن أحد رجال الديوان وقال بعد أن ح ّياها بإجلال‪:‬‬ ‫‪ -‬مولاتي شغب بع ُض الجند في المنطقة الشرقية‪ ...‬ماذا سنفعل؟‬ ‫أشارت \"الحوراء\" للكاتب الذي كان جال ًسا بالقرب منها وعلى يمينـــه الـــــدواة‬ ‫والقلم وأمامه الأوراق متأ ّه ًبا ليكتب ما ستقوله وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬لا ُيلبوا على الشغب‪ ،‬ولا ُيح َوجون فيما بعد إلى الطلب‪.‬‬ ‫اكليبلاهفغّزةي\"ركجفماونلنااللأحعدايداجواءة‪،‬ناثلّرمُءجنقوادسله أحمتحىودههميهمت‪:‬مفوراغمواوالمفاقيهنو‪،‬‬ ‫لحظات ناقشوا فيها‬ ‫م ّرت‬ ‫وهو حماية \"مملكة‬ ‫أهم‪،‬‬ ‫‪ -‬إن أهل المنطقة الشمالية رفعوا مظلمة يشكون فيها عام ًلا هناك‪.‬‬ ‫أشارت \"الحوراء\" م ّرة أخرى للكاتب ليد ّون خلفها وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬أرسل لهم‪\"...‬عيني تراكم‪ ،‬وقلبي يرعاكم\"‬ ‫\"االلقحوضرااءء\"البإذريسا قلاملنويهتوح يقرنقوملنر اجلألمريقويعفودبعإلييًهداا‪،‬يثرامهالمتفولتاتيكإلادى‬ ‫وأمرت‬ ‫أحد رجال‬ ‫يسمعهم‪:‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪ -‬مولاتي لقد قمت باستدعاء والي المنطقة الغربية كما أمر ِت وهو يستأذن‬ ‫بالدخول‪.‬‬ ‫‪ -‬أذنت \"الحوراء\" له بالدخول وبعد أن ألقى عليها السلام‬ ‫قالت بحزم‪:‬‬ ‫‪ -‬أخربت البلاد‪ ،‬وأهلكت العباد؟‬ ‫فقال الوالي مرتب ًكا‪:‬‬ ‫‪ -‬يا مولاتي‪ ،‬ما تح ِّبين أن يفعل الله ب ِك إذا وقف ِت بين يديه‪ ،‬وقد قرعتك‬ ‫ذنوبك؟‬ ‫فقالت \"الحوراء‪:‬‬ ‫‪ -‬العفو والصفح‪.‬‬ ‫قال الوالي بلهجة يشوبها الإحساس بالذنب‪:‬‬ ‫‪ -‬فافعلي بغيرك ما تختارين أن ُيفعل بك‪.‬‬ ‫صمتت \"الحوراء\" لوهلة ث ّم قالت‪:‬‬ ‫‪ -‬قد فعلت‪ ،‬ارجع إلى عملك فوا ٍل مستعطف خيرمن وا ٍل مستأنف‪.‬‬ ‫أسرع الوالي بالانصراف وش ّيعه رجال الديوان بأعينهم ثم قال أحدهم فور‬ ‫أن انصرف‪:‬‬ ‫‪ -‬ح ًقا يا مولاتي إ ّنك من أفضل ح ّكام المملكة حل ًما‪.‬‬ ‫قالت\"الحوراء\"‪:‬‬ ‫‪ -‬وأنا والله أستلذ العفوحتى أخاف ألا أؤجر عليه‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫كاوقنتالالجدمييوعا ينسوتععا ّددوتن\"الللاححتورفااءل\"‬ ‫وانتهى‬ ‫الرجال من باقي مراسيمهم‪،‬‬ ‫فرغ‬ ‫حيث‬ ‫هواا ّتمةج(ه‪.)1‬ت إلى صالة واسعة‬ ‫لقصرها‬ ‫بمناسبة‬ ‫❐❐❐‬ ‫ابففمووللمنيكدص ّنيأياهوصنةعحححهشطةبعولُّل‪،‬تفنادهنحهةتحببر\"تواهااوشٍعتالدببلفزساضاهىديتّفاجاجهلامابسخلالقاليهتليلعحوولاصحااجيبلبياهلءزرأياازوويفةرنقررنففبةهمقتقاجز\"‪،‬نبةشوحعليكرمرشتسشلونلاشرراعيفيقلأجوتانابهقتةحليا‪،‬ت‪.‬وةهتفاقبروككوااضعاأقّسانءلبمناتهًا‪،‬راتفقمتجافل\"نزواتاهصدلكءلذًًلمأبرّرااشنغيموهباانافمرتبهيفههايميروص ًف\"معكهتحاار‪،‬ابعألورنهاخريعليمفب ًررفارففععاطائالتلنًأعصق\"وعفوااكهللاةحوشفنا‪،‬لزااٍتيجللنامكتقجاطكراحا‪،‬قلقءنّلدبنوااااوملللذملئاكنأاللقأزتمهكأّرذهنلةص‪،‬ن‪.‬خقيؤراي\"تللبيكأوااؤحيزلقانرههفًدفازواةاتمهرز‬ ‫زاقملليرقًٍةلاصمفهرييببمةو تجستوجاهواههبااجنسعاممحاة‪،‬المخللوككفأ ّهةن‪،‬هم‪،‬تموتقكقافنّدوواام‬ ‫\"المغاتير\" في‬ ‫منتظمة سار‬ ‫جميب ًعاخطفوجاأةت‬ ‫الأرض ترتفع‬ ‫عندما بدأت‬ ‫\"الزاجل الأزرق\" حيث استقبله خدام‬ ‫يترقبون وصوله!‬ ‫كان الصمت يخ ّيم على المكان‪ ،‬أشعة الشمس الحانية كانت تتسلل من‬ ‫لوتوتلكتأقّكنايهتاعتفلر‪،‬ىّحواالبرأترب ّهصض‪،‬تأبمأداومتعهياالةننعمقكاون اسلشافوتاخلاذزرهخبعايلرىةفالبخرلدفايبوعة‪،‬ةفكتاعنلطىاتلاعتلتأحراهوقائل اصلطقأوماهصيمر‬ ‫النوافذ‬ ‫خطواته‬ ‫تحتضن‬ ‫ممكتبصينعغريأمربةع‪،‬نلبىعالدليبرهتاجشامكعلتوجايخ‪.‬و ًجبزلادولتسالخوكف ّنّطلحعتميلاىلشثاغلسأكبورا ٌنعليضبتنافللايتلكمّندلهاوكصي ّةفكيناتن‪،‬نجكتلماننتجسلمظلبيملميولةقكناارةلوأرووومعاجلحمه‪،‬ىكبتالّهلل بجكمانقناهالبييتمانجاطجاعمعوايلددلةد‬ ‫‪- 1‬بعض العبارات في حوارديوان الملكة مقتبسة من حوارالخليفة المأمون في ديوانه‪.‬‬ ‫‪50‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook