Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف

بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف

Published by Ismail Rao, 2020-07-08 06:47:56

Description: بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف
مؤلف: د.محمد بن عبدالعزيز بن عمر نصيف
قسم: علوم القرآن الكريم والسنة النبوية
الصفحات: 402
حجم الملفات: 20.69 ميجا بايت
تاريخ انشاء الملفات: 20 أبريل 2020

Search

Read the Text Version

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪8‬ﻤ‪3‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪8‬ﺗﻬ‪8‬ﺎ اﻟ‪3‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شي ٍء منها‪.‬‬ ‫داود‬ ‫من المثاني‬ ‫موقع السورة‬ ‫ص‬ ‫هـــي الثامنـــة و الثلاثـــون ومـــن‬ ‫ص‪ :‬لافتتاحها بهذا الحرف‪.‬‬ ‫مناســـبتها للصافـــات تتميمهـــا‬ ‫داود‪ :‬لذكر داود ‪.‬‬ ‫لمـــن ذكـــر مـــن الأنبيـــاء فـــي‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪150‬‬ ‫ا لصا فـــا ت ‪.‬‬ ‫مـــن المثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي‬ ‫سورة ص‬ ‫مطلع السورة‬ ‫[ مـــكان الإنجيـــل‪ ،‬ولـــم أجد لها‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪،‬‬ ‫فضـــ ًا مســـتقل ًا ثاب ًتـــا مرفو ًعـــا‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ثم إنها مفتتح ٌة بـ ﵛﭐﱁﵚ فهي‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫هي الســـابعة والثلاثون ؛ بعد سورة‬ ‫القمر‪ ،‬وقبل ســـورة الأعراف‪ ،‬وجاء‬ ‫مـــا يجعل نـــزول مطلعها عند مرض‬ ‫أبي طالب‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫يعـــرف مـــن مقاطعهـــا وما جـــاء فيهـــا أنها تتحـــدث عن شـــدة إعـــراض الكفار‪،‬‬ ‫والموقـــف المقابـــل المطلوب تجاههـــم تصبي ًرا للنبـــي [‪ ،‬وتذكيـــ ًرا‪ ،‬وإقام َة حجة‬ ‫علـــى الكافرين‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ســـبب نـــزول واحـــد مختلف فـــي ثبوتـــه‪ ،‬وهو عن ابـــن ع َّبـــا ٍس ]‪ ،‬قال‪ :‬مـــرض أبو‬ ‫طالـــ ٍب فجاءتـــه قريـــ ٌش‪ ،‬وجاءه النبـــي [ وعنـــد أبي طالـــ ٍب مجلس رجـــ ٍل‪ ،‬فقام أبو‬ ‫جهـــ ٍل كـــي يمنعـــه‪ ،‬قـــال‪ :‬وشـــكوه إلى أبـــي طالـــ ٍب‪ ،‬فقال‪ :‬يـــا ابن أخـــي مـــا تريد من‬ ‫قومـــك؟ قـــال‪« :‬إ ِّنـــي أريـــد منهم كلمـــ ًة واحـــد ًة؛ تدين لهـــم بها العـــرب‪ ،‬وتـــؤ ِّدي إليهم‬ ‫العجـــم الجزيـــة»‪ .‬قال‪ :‬كلمـــ ًة واحد ًة؟ قال‪« :‬كلمـــ ًة واحد ًة»‪ ،‬قال‪« :‬يا عـــ ّم يقولوا‪ :‬لا إله‬ ‫إلا اللـــه»‪ ،‬فقالـــوا‪ :‬إل ًهـــا واح ًدا‪ ،‬ما ســـمعنا بهذا في الملَّـــة الآخرة إ ْن هـــذا إل َّا اختلا ٌق‪.‬‬ ‫قـــال‪ :‬فنزل فيهم القـــرآن‪:‬ﵛﭐ ﱂﱁﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﵚ إلى قوله‪:‬‬ ‫ﵛﭐﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﵚ (‪ ،)1‬والســـبب يصور الصـــراع مع الكفار‪.‬‬ ‫‪151‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫‪٢١‬‬ ‫سورة ص‬ ‫إنذار‪ ،‬وإقامة‬ ‫صبر‬ ‫يمكن تقســـيمها إلى مقدمة‪ ،‬وقســـمين؛ أولهما‬ ‫حجة وإعذار‬ ‫وذكر‬ ‫صـــر وذكر‪ ،‬والثاني إنـــذار‪ ،‬وإقامة حجة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫وإعذار‪.‬‬ ‫ففـــي المقدمـــة (‪( )16-1‬مطلـــع حرفـــي)‪،‬‬ ‫والقســـم بالقرآن ذي الذكر‪ ،‬وبيان شـــدة شـــقاق الكفار‪ ،‬وتعجبهم من دعـــوة التوحيد‪ ،‬ومن‬ ‫إرســـال نذيـــر‪ ،‬مـــع تهديدهـــم بالعـــذاب الدنيوي‪.‬‬ ‫وفي القســـم الأول (‪( )64-17‬مطلع إنشـــائي)‪ ،‬والأمر بالصبر على أقـــوال الكفار‪ ،‬وبذكر‬ ‫قصـــص‪ ،‬والتذكيـــر بالمصيـــر الأخروي‪ ،‬فـــي ثلاثة مقاطـــع (‪ )55 ،49 ،17‬فيهـــا‪ :‬أمر للنبي‬ ‫[ بالصبـــر وبذكـــر داود ‪ -‬و ُذكـــر معه ســـليمان ‪ -‬ثـــم أيوب‪ ،‬فإبراهيم وإســـحاق‬ ‫ويعقـــوب فإســـماعيل واليســـع وذي الكفـــل ‪ ،‬ثم ذكر مـــا أعده الله في الجنـــة للمتقين‪،‬‬ ‫وفي جهنـــم للطاغين‪.‬‬ ‫وفي القســـم الثاني (‪( )88-65‬مطلع إنشـــائي)‪ ،‬والأمر بالرد على الكفـــار‪ ،‬وإقامة للحجة‬ ‫عليهـــم فـــي ثلاثة مقاطـــع (‪ )86 ،67 ،65‬فيهـــا‪ :‬إعلان وحدانيـــة الله والنـــذارة‪ ،‬مع الجمع‬ ‫بـــن الترغيـــب والترهيـــب‪ ،‬ثم إقامة الحجـــة على صدق رســـالة النبي[بذكـــر قصة آدم‬ ‫‪ ،‬ثم الختـــم بوصـــف النبـــي [ بما ينفـــي عنـــه تهمة الكـــذب‪ ،‬مـــع مزيد ثنـــاء على‬ ‫القرآن يناســـب أول الســـورة‪ ،‬ويشـــعر بانتهائها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه الترمذي (‪ ،)3232‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وهو في المسند (‪ ،)458/3‬وضعفه محققوه‪.‬‬

‫هـــي الثامنـــة و الثلاثـــون‬ ‫من المثاني التي‬ ‫ومـــن مناســـبتها للصافات‬ ‫أوتيها النبي[ مكان‬ ‫تتميمهـــا لمـــن ذكـــر مـــن‬ ‫الأنبيـــاء فـــي الصافـــات‪.‬‬ ‫الإنجيل‪.‬‬ ‫تتحدث عن شدة‬ ‫من المثاني‬ ‫إعراض الكفار‪،‬‬ ‫والموقف المقابل‬ ‫ص‪،‬‬ ‫المطلوب تجاههم‬ ‫داود‪.‬‬ ‫تصبي ًرا للنبي [‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪152‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة ص‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫سبب واحد نزول مطلعها‬ ‫تُعد السابعة والثلاثين بعد‬ ‫عند مرض أبي طالب‬ ‫القمر و قبل الأعراف‪.‬‬ ‫والسبب يصور الصراع‬ ‫مع الكفار‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف التهجي‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫عموماً ‪ ،‬ثم إنها مفتتحة‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫مقدمة‪ ،‬وقسمين‬ ‫بـ (ص) فهي فريدة في‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫وخاتمة‪:‬‬ ‫افتتاحها‪.‬‬ ‫الخاتمة وصف النبي [‬ ‫القسم الثاني (مطلع‬ ‫القسم الأول (مطلع‬ ‫المقدمة (مطلع حرفي) ‪ ،‬والقسم‬ ‫بما ينفي عنه تهمة الكذب‪،‬‬ ‫إنشائي)‪ ،‬والأمر بالرد‬ ‫إنشائي)‪ ،‬والأمر‬ ‫بالقرآن ذي الذكر‪ ،‬وبيان شدة‬ ‫مع مزيد ثناء على القرآن‬ ‫على الكفار ‪ ،‬وإقامة‬ ‫بالصبر على أقوال‬ ‫شقاق الكفار‪ ،‬وتعجبهم من دعوة‬ ‫يناسب أول السورة‪ ،‬ويشعر‬ ‫التوحيد‪ ،‬ومن إرسال نذير‪ ،‬مع‬ ‫للحجة عليهم ‪.‬‬ ‫الكفار‪ ،‬وبذكر قصص‪.‬‬ ‫تهديدهم بالعذاب الدنيوي‪.‬‬ ‫بانتهائها ‪.‬‬

‫َم ِّكَياٌلةآاياتفتا ً(قا‪5،3‬و‪5:‬ص‪5‬ح)افسهتثيناء‬ ‫‪3‬اﻟ‪2‬ﺠ‪-‬ﺰ‪4‬ء‪2‬‬ ‫آﻳﺎ‪5‬ﺗﻬ‪7‬ﺎ‬ ‫رﻗ‪9‬ﻤ‪3‬ﻬﺎ‬ ‫مدنية على ما ُر ِّجح‬ ‫من المثاني‬ ‫الزمر تنزيل الغرف‬ ‫الزمر‪ :‬لذكر الزمر في آخرها‪.‬‬ ‫تنزيل‪ :‬لأنها افتتحت بها‪.‬‬ ‫الغرف‪ :‬لذكر هذا اللفظ فيها‪.‬‬ ‫‪153‬‬ ‫سورة الزمر‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫هـــي التاســـعة والثلاثـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن فضائلها ما ثبت مـــن قراءتها‬ ‫مناسبتها لسورة ص تشـــابه خاتمـــة‬ ‫كل ليلـــة ‪-‬كمـــا مضـــى في ســـورة‬ ‫ص مـــع مطلع الزمر فـــي الثناء على‬ ‫الإســـراء‪ ،-‬بالإضافـــة إلـــى أنهـــا‬ ‫القـــرآن‪ ،‬مع آيات متعـــددة في الزمر‬ ‫مـــن المثانـــي التي أوتيهـــا نبينا [‬ ‫تتحـــدث عـــن البشـــر مـــن ابتـــداء‬ ‫الخلـــق إلى المعـــاد والمصيـــر امتدا ًدا‬ ‫مـــكان الإنجيل‪.‬‬ ‫لقصـــة آدم فـــي آخر ســـورة ص‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫مطلع السورة‬ ‫تعـــد الثامنـــة والخمســـن علـــى‬ ‫المشـــهور؛ بعد سورة ســـبأ‪ ،‬وقبل‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫ســـورة غافر‪ ،‬وفي أسباب نزولها‬ ‫مـــا يشـــعر بتأخر فـــي النزول‪.‬‬

‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪154‬‬ ‫َم ِّك َيـــة اتفا ًقـــا‪ ،‬وصـــح اســـتثناء‪:‬ﵛﭐﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝ‬ ‫سورة الزمر‬ ‫ﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂ‬ ‫ﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﵚ ؛ فقـــد ُذكـــر عن عمـــر ]‪...« :‬فك َّنـــا نقول‪:‬‬ ‫مـــا اللـــه بقابـــ ٍل م َّمـــن افتتن صر ًفـــا ولا عـــد ًل ولا توبـــ ًة‪ ،‬قو ٌم عرفـــوا الله‪ ،‬ثـــم رجعوا‬ ‫إلـــى الكفـــر لبـــا ٍء أصابهـــم! قال‪ :‬وكانـــوا يقولـــون ذلك لأنفســـهم؛ فل َّما قدم رســـول‬ ‫اللـــه [ المدينـــة‪ ،‬أنزل اللـــه تعالى فيهم‪ ،‬وفـــي قولنا وقولهم لأنفســـهم‪:‬ﵛﭐﲓﲔﲕ‬ ‫ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝ ﲟﲞﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨ‬ ‫ﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹ‬ ‫ﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﵚ‬ ‫(الزمـــر‪ )55-53 :‬قـــال عمر بن الخ َّطـــاب‪ :‬فكتبتها بيدي في صحيف ٍة‪ ،‬وبعثت بها إلى هشـــام‬ ‫ابـــن العـــاص‪ ،‬قال‪ :‬فقال هشـــام ابن العـــاص‪ :‬فل َّما أتتنـــي جعلت أقرؤها بـــذي ط ًوى‪،‬‬ ‫أص ِّعـــد بهـــا فيه وأصـــ ِّوب ولا أفهمهـــا‪ ،‬ح َّتى قلـــت‪ :‬اللَّهـــم ف ِّهمنيها‪ .‬قـــال‪ :‬فألقى الله‬ ‫تعالـــى فـــي قلبي أ َّنهـــا إ َّنما أنزلت فينا‪ ،‬وفيما ك َّنا نقول في أنفســـنا ويقـــال فينا‪ .‬قال‪:‬‬ ‫فرجعـــت إلى بعيري‪ ،‬فجلســـت عليه‪ ،‬فلحقت برســـول الله [ وهـــو بالمدينة» (‪ )1‬فهي‬ ‫مدني ٌة ‪-‬على مـــا ُر ِّجح ‪.-‬‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ســـببا نزول يصـــوران جان ًبا من الدعوة مضى أولهما في ســـورة يوســـف‪ ،‬والثاني عن‬ ‫ابـــن ع َّبا ٍس ]‪ :‬أ َّن نا ًســـا‪ ،‬من أهل ال ِّشـــرك كانوا قـــد قتلوا وأكثروا‪ ،‬وزنـــوا وأكثروا‪،‬‬ ‫فأتـــوا مح َّمـــ ًدا [‪ ،‬فقالـــوا‪ :‬إ َّن الـــذي تقـــول وتدعـــو إليه لحســـ ٌن‪ ،‬لو تخبرنـــا أ َّن لما‬ ‫عملنـــا ك َّفـــار ًة فنـــزل‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎ‬ ‫ﱏﱐﱑﱒﵚ (الفرقـــان‪ )68 :‬ونزلـــتﵛ ﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ‬ ‫ﲜﲝﲞﲟﵚ (الزمـــر‪ ،)2( )53 :‬وظاهـــره يشـــعر بتأخـــ ٍر في النزول‪ ،‬ولا يتعـــارض مع ما م َّر‬ ‫مـــن َم َد ِن َّية الآية‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ذكره ابن هشام في سيرته (‪ ،)475-474/1‬من رواية ابن إسحاق بسند حسن‪ ،‬ولم يذك ْر المرج ُع الذي اعتمد ُت عليه في أسباب النزول هذا السب َب‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪- )4810‬واللفظ له‪ ،-‬ومسلم (‪.)122‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫يعـــرف من التأمل في اســـمها وموضوعاتهـــا الجزئية أنها تدعو إلـــى التوحيد‪ ،‬مع‬ ‫المقارنـــة بين المؤمنين والكافريـــن حالاً ومآلاً‪.‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫ترسيخ‬ ‫توحيد‬ ‫تقســـم إلى مقدمـــة‪ ،‬وقســـمين؛ أولهما توحيد‬ ‫واتباع‪ ،‬والثاني ترســـيخ للأول‪.‬‬ ‫‪155‬‬ ‫واتباع للأول‬ ‫ففي المقدمة (‪ )1‬مطلع خبري فيـــه إثبات أن‬ ‫سورة الزمر‬ ‫منـــ ِّزل الكتاب هو اللـــه العزيز الحكيم‪.‬‬ ‫وأما القســـم الأول (‪ )40-2‬ففيـــه (مطلع خبـــري)‪ ،‬وتوكيد ضـــرور ِة توحيد اللـــه‪ ،‬واتباع‬ ‫القـــرآن‪ ،‬مع مقارنـــات بين المؤمنين والكافريـــن في ثلاثة مقاطـــع (‪ )27 ،19 ،2‬فيها‪ :‬تذكير‬ ‫بـــأن من لـــوازم إنزال الكتـــاب توحيـــد الله‪ ،‬وذكـــر دلائل التوحيـــد وإبطال الشـــرك‪ ،‬وحث‬ ‫علـــى الشـــكر وتحذيـــر مـــن الكفـــر‪ ،‬والختم بتثبيـــت النبـــي [ علـــى التوحيد ثـــم ثلاث‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫مقارنـــات بـــن الفريقـــن بطريقة فريـــدة؛ معها الإشـــارة إلى فنـــاء الدنيا بذكـــر رحلة الماء‬ ‫إلـــى أن يصيـــر حطا ًمـــا‪ ،‬والحديث عن خصائـــص القـــرآن‪ ،‬والوعيد بالخزي فـــي الدارين‬ ‫للمكذبـــن‪ ،‬ثم ذكـــر خصائص أخـــرى للقرآن‪ ،‬مع ذكـــر مثل يظهر بعض تلـــك الخصائص‪،‬‬ ‫مـــع التحذير والإنـــذار‪ ،‬ومدح المصدقين بهـــذا الكتاب‪ ،‬فالختم بالتثبيـــت على طريق الحق‬ ‫والأمـــر بالتوكل‪.‬‬ ‫وفي القســـم الثـــاني (‪( )75-41‬مطلـــع خبـــري)‪ ،‬وتوكيـــد أمـــر التوحيـــد واتبـــاع القرآن‬ ‫بالترغيـــب والترهيـــب في ثلاثة مقاطـــع (‪ )62 ،53 ،41‬فيهـــا‪ :‬تذكير آخر بإنـــزال الكتاب‪،‬‬ ‫وأن مـــن لوازمـــه تـــرك حق الاختيـــار للناس بـــن الهداية الضـــال‪ ،‬والتذكير بـــأن النفوس‬ ‫بيـــد اللـــه يتوفاها متى شـــاء‪ ،‬ومع ذلك يشـــرك الكفـــار‪ ،‬ويتناقضون في الضراء والســـراء‪،‬‬ ‫ثم فتـــح بـــاب التوبـــة والرجـــوع ترغي ًبـــا وترهي ًبا‪ ،‬ثـــم توكيد أن اللـــه على كل شـــيء وكيل‪،‬‬ ‫وتثبيـــت للنبـــي [ على التوحيد‪ ،‬وذكـــر للقيامة ومصير الفريقين حيث يســـاقون إلى النار‬ ‫والجنـــة زم ًرا‪.‬‬

‫هـــي التاســـعة والثلاثـــون‪ ،‬ومـــن مناســـبتها‬ ‫من فضائلها ما ورد عن النبي‬ ‫لســـورة ص تشـــابه خاتمـــة ص مـــع مطلـــع‬ ‫[ أنه لا ينام حتى يقرأ بني‬ ‫الزمـــر فـــي الثنـــاء علـــى القـــرآن‪ ،‬مـــع آيات‬ ‫إسرائيل والزمر‪ ،‬بالإضافة إلى‬ ‫متعددة فـــي الزمـــر تتحدث عن البشـــر من‬ ‫أنها من المثاني التي أوتيها نبينا‬ ‫ابتـــداء الخلـــق إلى المعـــاد والمصيـــر امتدادا‬ ‫[ مكان الإنجيل‪.‬‬ ‫لقصـــة آدم فـــي آخـــر ســـورة ص ‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫تدعو إلى التوحيد مع‬ ‫الزمر ‪،‬‬ ‫تنزيل‪ ،‬الغرف‬ ‫المقارنة بين المؤمنين‬ ‫والكافرين حالاً ومآ ًل‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪156‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الزمر‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ســـببا نـــزول يصوران‬ ‫تُعد الثامنة‬ ‫جانبـــا مـــن الدعوة‪.‬‬ ‫والخمسين على‬ ‫المشهور بعد سبأ‬ ‫وقبل غافر‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪ ،‬وصح استثناء‬ ‫تقسم إلى مقدمة ‪ ،‬وقسمين؛‬ ‫الآيات (‪ )55:53‬فهي مدني ٌة‬ ‫أولهما ‪ :‬توحيد واتباع‪،‬‬ ‫على ما ُر ِّجح‬ ‫والثاني ‪ :‬ترسيخ للأول‪.‬‬ ‫القسم الثاني (مطلع خبري)‪،‬‬ ‫القسم الأول (مطلع خبري)‪ ،‬وتوكيد‬ ‫المقدمة (مطلع خبري) فيه‬ ‫وتوكيد أمر التوحيد واتباع‬ ‫ضرور ِة توحيد الله‪ ،‬واتباع القرآن‪،‬‬ ‫إثبات أن منزل الكتاب هو‬ ‫القرآن بالترغيب والترهيب ‪.‬‬ ‫مع مقارنات بين المؤمنين والكافرين‪.‬‬ ‫الله العزيز الحكيم‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪0‬ﻤ‪4‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪5‬ﺗﻬ‪8‬ﺎ اﻟﺠ‪4‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫سورة غافر‬ ‫من المثاني‬ ‫غافر ال َّطول المؤمن‬‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫غافر‪ :‬لمجيء هذا الوصف لله في أولها‪.‬‬ ‫ال َّطول‪ :‬لورود لفظ ال َّطول في أولها‪.‬‬ ‫المؤمن‪ :‬لذكر قصة مؤمن آل فرعون فيها‪ ،‬ولم يذكر في أي سورة أخرى‪.‬‬ ‫‪157‬‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫مـــن فضائلهـــا ‪ -‬ولم أجد لهـــا فضل ًا مســـتقل ًا‪ -‬أنها مـــن المثاني مكان الإنجيـــل‪ ،‬وأنها‬ ‫مـــن َذوا ِت ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى [ بقراءتها‪ ،‬كما مـــ َّر في فضائل ســـورة يونس؛ وورد‬ ‫عـــن غيـــر واحد من الســـلف ما يدل علـــى اهتمام خاص وثنـــاء على آل حـــم‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫مـــا ورد عـــن ابـــن مســـعود ] قـــال‪« :‬إن مثل القـــرآن كمثل رجـــ ٍل انطلق يرتـــاد لأهله‬ ‫منـــز ًل فمـــ َّر بأثـــر غيـــ ٍث‪ ،‬فبينا هو يســـير فيـــه ويتع َّجـــب منـــه‪ ،‬إذ هبط علـــى روضا ٍت‬ ‫َد ِمثَـــات(‪ ،)1‬فقـــال‪ :‬عجبـــت مـــن الغيـــث الأ َّول‪ ،‬فهذا أعجـــب وأعجب‪ ،‬فقيل لـــه‪ :‬إ َّن مثل‬ ‫الغيـــث الأ َّول مثـــل عظم القـــرآن‪ ،‬وإ َّن مثل هؤلاء ال َّروضـــات ال َّد ِمثَات‪ ،‬مثـــل آل ﵛﭐﱕﵚ‬ ‫فـــي القـــرآن»(‪ ،)2‬ومـــن ذلك أي ًضا مـــا ورد عن ســـعد بن إبراهيـــم‪ ،‬قال‪« :‬كـــ َّن الحواميم‬ ‫يُســـ َّمين العرائس»(‪. )3‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫هـــي الأربعـــون‪ ،‬ومن مناســـبتها مـــع بقيـــة آل ﵛﭐﱕﵚللزمر التشـــابه فـــي المطلع‬ ‫حيـــث جـــاء فيه الثنـــاء علـــى القرآن‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أصله من ال َّد ْم ِث‪ ،‬وهو الأرض ال َّسهلة ال ِّر ْخوةُ‪( .‬نهاية)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أورده ابن كثير في بداية تفسير سورة غافر عن حميد بن زنجويه بإسناده‪.‬‬ ‫(‪ )3‬رواه الدارمي ‪-‬وصححه محققه‪.)3465( -‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعد التاســـعة والخمســـن على المشـــهور؛ بعد ســـورة الزمـــر‪ ،‬وقبل ســـورة ُف ِّصلت‪،‬‬ ‫وعـــن عبـــد الله بن عمرو ] قال‪ :‬رأيـــت ُع ْق َبة بن أبي ُم َعي ٍط‪ ،‬جـــاء إلى النبي [‬ ‫وهـــو يصلِّـــي‪ ،‬فوضع رداءه في عنقـــه فخنقه به خن ًقا شـــدي ًدا‪ ،‬فجاء أبـــو بك ٍر ح َّتى‬ ‫دفعـــه عنـــه‪ ،‬فقـــال‪:‬ﭐﵛﭐﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﵚ‬ ‫(غافـــر‪ .)1()28 :‬وهـــذا يـــدل على أنهـــا كانت متلوة بعد وفـــاة أبي طالـــب(‪ ،)2‬وما فيها من‬ ‫ذكر الجدال يشـــعر بتأخـــر النزول‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪158‬‬ ‫لم يذكر لها سبب ثابت‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬ ‫سورة غافر‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ خصو ًصا‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫مـــن أظهـــر موضوعاتهـــا بيان حـــال المجادلـــن في القـــرآن المبـــن‪ ،‬والـــرد عليهم‬ ‫و تهد يد هم ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)3678‬‬ ‫(‪ )2‬وإ ّنما اشت ّد أذى قري ٍش رسول الله [ بعد وفاة أبي طال ٍب‪ .‬التحرير والتنوير‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬ ‫يمكن تقسيمها إلى مقدمة‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وقسم وحيد في الرد على المجادلين‪.‬‬ ‫أمـــا المقدمة (‪ )20-1‬ففيها (مطلـــع حرفي)‪ ،‬والتعريـــف بالله من ِّزل القرآن‪ ،‬والإشـــارة إلى‬ ‫المجادلـــن فـــي آياتـــه‪ ،‬وبيان موقـــف الملائكة مـــن المؤمنين فـــي الدنيـــا ومـــن الكافرين في‬ ‫الآخـــرة‪ ،‬والختم بالعـــودة إلى التعريـــف بالله‪.‬‬ ‫وأما القســـم الوحيد (‪ )77-21‬ففيـــه (مطلع اســـتفهامي) إنكاري‪ ،‬والـــرد على المجادلين‬ ‫بالقصـــص‪ ،‬والحجـــ ِج في مقطعـــن (‪ )55 ،21‬فيها‪ :‬تحذيـــر الكافرين مـــن عاقبة المكذبين‪،‬‬ ‫وذكـــر قصـــة موســـى ‪ ‬وفرعون‪ ،‬مع ذكـــر مؤمن آل فرعـــون‪ ،‬والحوار مع آله فـــي الدنيا‪،‬‬ ‫‪159‬‬ ‫ومحاجـــة الضعفـــاء للمســـتكبرين فـــي النار‪ ،‬وســـنة اللـــه في نصـــر الرســـل والمؤمنين‪ ،‬ثم‬ ‫تثبيـــت للنبي [‪ ،‬والرد علـــى المجادلين بالتعريف بالله‪ ،‬وبآياته الكونية‪ ،‬وبأدلة اســـتحقاقه‬ ‫سورة غافر‬ ‫العبـــادة مـــع التعجيـــب مـــن المجادلين في آيـــات اللـــه‪ ،‬وتحذيرهم مـــن يوم الديـــن‪ ،‬والختم‬ ‫بتثبيـــت النبي [ مـــرة أخرى‪.‬‬ ‫وفي الخاتمـــة (‪( )85-78‬مطلع خبري)‪ ،‬والتذكير بســـنة الله في المبطلـــن‪ ،‬مع التنبيه على‬ ‫آيـــات أخرى لإقامة الحجـــة على المنكرين‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫هـــي الأربعـــون ‪ ،‬ومـــن‬ ‫من فضائلها أنها من المثاني مكان‬ ‫مناســـبتها ‪ -‬مـــع بقيـــة آل‬ ‫الإنجيل‪ ،‬وأنها من آل حم التي‬ ‫حـــم ‪ -‬للزمر التشـــابه في‬ ‫أوصى بها النبي [ كما مر في‬ ‫المطلـــع حيـــث جـــاء فيـــه‬ ‫فضائل سورة يونس‪.‬‬ ‫الثنـــاء علـــى القـــرآن‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫غافر‪ ،‬الطول‪،‬‬ ‫المؤمن‪.‬‬ ‫بيان حال المجادلين في‬ ‫القرآن المبين‪ ،‬والرد‬ ‫عليهم وتهديدهم‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪160‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة غافر‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫لم يذكر لها ســـبب‬ ‫تعد التاسعة‬ ‫ثابت‪.‬‬ ‫والخمسين على‬ ‫المشهور بعد الزمر‬ ‫وقبل السجدة‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف التهجي‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫مقدمة‪ ،‬وقسم وحيد‪ ،‬مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يصح عموماً‪ ،‬ثم هي مفتتحة بـ( حم)‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫خصوصاً‪.‬‬ ‫وخاتمة ‪:‬‬ ‫الخاتمة ( مطلع خبري)‪ ،‬والتذكير‬ ‫القسم الوحيد (مطلع استفهامي)‬ ‫المقدمة (مطلع حرفي)‪،‬‬ ‫بسنة الله في المبطلين‪ ،‬مع التنبيه‬ ‫إنكاري ‪ ،‬والرد على المجادلين‬ ‫والتعريف بالله منزل‬ ‫على آيات أخرى لإقامة الحجة على‬ ‫بالقصص‪ ،‬والحج ِج‪.‬‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫المنكرين‪.‬‬

‫َم ِّكَي ٌة اتفا ًقا‪ ،‬ولم يرد‬ ‫‪4‬اﻟ‪2‬ﺠ‪-‬ﺰ‪5‬ء‪2‬‬ ‫آﻳﺎ‪4‬ﺗﻬ‪5‬ﺎ‬ ‫رﻗ‪1‬ﻤ‪4‬ﻬﺎ‬ ‫استثناء شي ٍء منها ‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫المصابيح‬ ‫ﵛﭐﱕﵚالسجدة‬ ‫ُف ِّصلَت‬ ‫ُف ِّصلَت‪ :‬سميت بهذا الاسم لوقوع كلمةﵛﭐﱉﱊﵚفصلت‪ ،٣ :‬في أولها‪.‬‬ ‫السجدة‪ :‬لاشتمالها على سجدة‪ ،‬وسميت بذلك اختصا ًرا لقولهم‪( :‬ﵛﭐﱕﵚالسجدة)‪.‬‬ ‫المصابيح‪ :‬لورود لفظة (مصابيح) فيها‪.‬‬ ‫‪161‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة فصلت‬ ‫هـــي الحاديـــة والأربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬ ‫مناسبتها لســـورة غافـــر الاشتراك‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫فـــي المطلـــع بالبـــدء بالحـــروف‬ ‫عنايـــة خاصة بهذه الســـور كما م َّر‬ ‫المقطعـــة‪ ،‬والثنـــاء علـــى القـــرآن‪،‬‬ ‫فـــي غافر‪.‬‬ ‫وذكـــر موقـــف الكفـــار منـــه‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫مطلع السورة‬ ‫ُعـــ َّدت الســـتين على المشـــهور؛ بعد‬ ‫غافـــر‪ ،‬وقبل الزخرف‪ ،‬وفي ســـبب‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬ ‫نزولهـــا ما قـــد يشـــعر بتبكير نزول‬ ‫هي مفتتح ٌة ب ﵛﭐﱕﵚ خصو ًصا‪.‬‬ ‫بعـــض آياتها‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫بيان حال المعرضين الرافضين سماع القرآن المبين‪ ،‬والرد عليهم وتهديدهم‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ثبـــت لهـــا ســـبب نـــزول واحد يصـــور شـــدة جهـــل الكافريـــن‪ ،‬وفيه مـــا قد يـــدل على‬ ‫‪162‬‬ ‫تبكيـــر للنـــزول‪ ،‬وهو ما ثبت عن ابن مســـعود ] قال‪ :‬كنت مســـتت ًرا بأســـتار الكعبة‪،‬‬ ‫فجـــاء ثلاثـــة نف ٍر‪ :‬قرشـــ ٌّي‪ ،‬و َختَنَـــاهُ ثقف َّيـــان‪ ،‬أو ثقفـــ ٌّي َو َختَنَاهُ قرشـــ َّيان‪ ،‬كثي ٌر شـــحم‬ ‫سورة فصلت‬ ‫بطونهـــم‪ ،‬قليـــ ٌل فقـــه قلوبهم‪ ،‬فتكلَّمـــوا بكلا ٍم لم أســـمعه‪ ،‬فقـــال أحدهم‪ :‬أتـــرون الله‬ ‫يســـمع كلامنـــا هذا؟ فقال الآخـــر‪ :‬أرانا إذا رفعنا أصواتنا ســـمعه‪ ،‬وإذا لـــم نرفعها لم‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫يســـمعه‪ ،‬فقال الآخر‪ :‬إن ســـمع منه شـــي ًئا ســـمعه كلَّه‪ ،‬قـــال‪ :‬فذكرت ذلـــك للنبي [‪،‬‬ ‫فأنـــزل اللـــه عـــ َّز وجـــ َّل‪:‬ﵛﭐﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﵚإلى‬ ‫قولـــه‪:‬ﵛﭐﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﵚ (فصلـــت‪.)1( )23 ،22 :‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫يمكن تقســـيمها إلـــى مقدمة‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وقســـمين؛ أولهما إقامة حجـــة وتهديد‪ ،‬والثاني‬ ‫مزيد مـــن الحجج مع تشـــديد في التهديد‪.‬‬ ‫المقدمـــة (‪ )8 -1‬ففيه (المطلع الحرفـــي)‪ ،‬والثناء على الكتاب‪ ،‬وذكـــر أحوال المعرضين عن‬ ‫القرآن العظيـــم‪ ،‬وإعطاء ملخص الدعوة‪.‬‬ ‫أما القســـم الأول (‪ )36-9‬ففيه (مطلع تلقينـــي) وإقامة الحجة عليهـــم بالانفراد بالخلق‪،‬‬ ‫والتهديـــد بعـــذاب الدنيا والآخرة‪ ،‬وتوجيهـــات للدعاة في ثلاثة مقاطـــع (‪ )33 ،25 ،9‬فيها‪:‬‬ ‫إقامـــة الحجـــة علـــى التوحيـــد بخلـــق الســـماوات والأرض واســـتجابتهما لأمر اللـــه لهما‪،‬‬ ‫مـــع إنذار المعرضـــن بالعذابين الدنيـــوي‪ ،‬فالأخروي‪ ،‬ثم ذكـــر تقييض القرنـــاء للكافرين‪،‬‬ ‫وتأييـــد الملائكـــة للمؤمنـــن‪ ،‬ثم توجيهات فـــي الدعوة لله‪.‬‬ ‫وأما القســـم الثاني (‪ )46-37‬ففيـــه (مطلع خبـــري)‪ ،‬والتنبيه على مزيد الآيـــات الكونية‬ ‫الحاضـــرة‪ ،‬ومزيـــد مـــن الاحتجـــاج والتهديـــد للمعرضين فـــي مقطعـــن (‪ )46 ،37‬فيهما‪:‬‬ ‫عـــودة إلى أدلة التوحيـــد‪ ،‬فتهديد للمكذبين‪ ،‬مـــع تخصيص للتكذيب بالقـــرآن العظيم‪ ،‬ثم‬ ‫الختم التنبيـــه على حريـــة الاختيار‪.‬‬ ‫وفي الخاتمـــة (‪( )54-47‬مطلـــع خبـــري)‪ ،‬والتعريـــف باللـــه‪ ،‬وبيـــان تناقـــض الكفـــار في‬ ‫الســـراء والضـــراء‪ ،‬والختم بإثبـــات أن القـــرآن حق‪ ،‬وأن الله على كل شـــيء شـــهيد‪ ،‬وبكل‬ ‫شـــيء محيط‪.‬‬ ‫(‪ )1‬المسند (‪ ،)109/6‬وصححه محققوه على شرط الشيخين‪ ،‬وأصله في البخاري (‪ ،)7521‬ومسلم (‪.)2775‬‬

‫هـــي الحاديـــة والأربعـــون ‪ ،‬ومـــن‬ ‫هي من آل حم التي أوصى‬ ‫مناسبتها لســـورة غافر الاشتراك‬ ‫بها النبي [ ولبعض السلف‬ ‫فـــي المطلـــع بالبـــدء بالحـــروف‬ ‫عناية خاصة بهذه السور‪.‬‬ ‫المقطعـــة‪ ،‬والثنـــاء علـــى القـــرآن‪،‬‬ ‫وذكـــر موقـــف الكفـــار منه‪.‬‬ ‫بيان حال المعرضين‬ ‫من المثاني‬ ‫الرافضين سماع‬ ‫القرآن المبين‪ ،‬والرد‬ ‫فصلت‪ ،‬السجدة‪،‬‬ ‫عليهم وتهديدهم‪.‬‬ ‫المصابيح‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪163‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة فصلت‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ثبت لها سبب نزول‬ ‫ُعدت الستين على‬ ‫واحد يصور شدة جهل‬ ‫المشهور بعد غافر و قبل‬ ‫الكافرين‪.‬‬ ‫الزخرف‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف‬ ‫يمكن تقسمها إلى‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم التهجي عمو ًما‪،‬وبـ(حم)‬ ‫مقدمة‪ ،‬وقسمين‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫خصو ًصا‪.‬‬ ‫وخاتمة ‪:‬‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫الخاتمة (مطلع خبري)‪،‬‬ ‫القسم الثاني (مطلع خبري)‪،‬‬ ‫القسم الأول (مطلع‬ ‫المقدمة (المطلع‬ ‫والتعريف بالله‪ ،‬وبيان تناقض‬ ‫والتنبيه على مزيد الآيات‬ ‫تلقيني) وإقامة الحجة‬ ‫الحرفي)‪ ،‬والثناء على‬ ‫الكفار في السراء والضراء‪،‬‬ ‫عليهم بالانفراد بالخلق‪،‬‬ ‫الكتاب ‪ ،‬وذكر أحوال‬ ‫الكونية ‪ ،‬ومزيد من الاحتجاج‬ ‫المعرضين عن القرآن‬ ‫وإثبات أن القرآن حق‪.‬‬ ‫والتهديد‪.‬‬ ‫والتهديد بالعذاب‪.‬‬ ‫العظيم ‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪2‬ﻤ‪4‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪3‬ﺗﻬ‪5‬ﺎ اﻟ‪5‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫ﭐﵛﭐﱃﵚ‬ ‫ﭐﵛﭐﱁﱂﱃﵚ‬ ‫الشورى‬ ‫الشورى‪ :‬لورود لفظة شورى فيها‪.‬‬ ‫ﭐﵛﭐﱁﱂﱃﵚ‪ :‬لافتتاح السورة بها‪.‬‬ ‫ﭐﵛﱃﵚ‪ :‬لافتتاح السورة بها‪.‬‬ ‫‪164‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة الشورى‬ ‫هـــي الثانيـــة والأربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫مناسبتها لســـورة فصلـــت تشابه‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬ ‫المطلـــع في الثنـــاء علـــى القرآن‪.‬‬ ‫عنايـــة ٌخاص ٌة بهذه الســـور كما م َّر‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫فـــي غافر‪.‬‬ ‫ُعـــدت الثامنـــة والســـتين علـــى‬ ‫مطلع السورة‬ ‫المشـــهور؛ بعد ســـورة الكهف‪ ،‬وقبل‬ ‫ســـورة إبراهيم‪ ،‬وبعضها نـــزل إذ ًنا‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬ ‫للانتصار مـــن الظالمين فـــي العهد‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ خصو ًصا‪.‬‬ ‫المكـــي؛ فقـــد يشـــعر بتأخـــر فـــي‬ ‫النـــزول عـــن الزخـــرف والدخـــان‬ ‫موضوع السورة‬ ‫والجاثيـــة‪ ،‬وهـــذا متوافـــق مـــع‬ ‫يمكـــن بالنظـــر إلـــى مقاطعها أن‬ ‫الروايـــة المشـــهورة‪.‬‬ ‫يقـــال إن موضوعهـــا هـــو الوحـــي‬ ‫وقيمتـــه وضـــرورة اتباعـــه‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫لهـــا ســـبب نـــزول واحد يشـــعر بمدنية الآية‪ ،‬وهـــو ما ورد عـــن عمرو بـــن حريث قال‪:‬‬ ‫«إ َّنمـــا نزلت هذه الآيـــة في أصحاب ال ُّص َّفـــة‪ :‬ﵛﭐﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟ‬ ‫ﲠﲡﲢﲣ ﲥﲤﲦﲧﲨﲩﲪﵚ (الشـــورى‪ )27 :‬وذلـــك أ َّنهـــم قالـــوا‪ :‬لـــو أ َّن لنا‬ ‫ال ُّدنيـــا‪ ،‬فتم َّنـــوا ال ُّدنيا» (‪.)1‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫يمكن تقسيمها إلى مقدمة‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وقسم وحيد في ضرورة اتباع الوحي‪.‬‬ ‫أمـــا المقدمة (‪ )6-1‬ففيها (مطلع حرفي) متبع بالتشـــبيه للوحي‪ ،‬والإشـــارة إلى أن الوحي‬ ‫‪165‬‬ ‫إلـــى النبـــي [ وإلى من قبلـــه مرتبط بعزة اللـــه وحكمتـــه وملكه للســـماوات والأرض‪ ،‬مع‬ ‫سورة الشورى‬ ‫التنبيـــه علـــى عظمة اللـــه ورقابته على خلقـــه‪ ،‬وتســـبيح الملائكة بحمده‪ ،‬واســـتغفارهم لمن‬ ‫في الأرض‪.‬‬ ‫وفي القســـم الوحيد (‪( )51-7‬مطلـــع تشـــبيه ٌّي) لإيحاء القـــرآن‪ ،‬والتأكيد علـــى ضرورة‬ ‫اتبـــاع الوحـــي فـــي ثلاثة مقاطـــع (‪ )36 ،17 ،7‬فيهـــا‪ :‬بعض ِح َكـــم إنزال القـــرآن‪ ،‬وبيان أن‬ ‫ال ُحكـــم عنـــد الاختلاف للـــه ‪-‬جل جلاله‪ -‬مـــع التعريف بـــه‪ ،‬وبيان أن مضمون شـــرعه في‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫كل العصـــور واحـــد‪ ،‬وموقف المشـــركين فأهل الكتاب من الحق‪ ،‬وحـــال المتفرقين‪ ،‬مع تثبيت‬ ‫النبـــي [ علـــى الدعوة والاســـتقامة‪ ،‬ثم التعريف باللـــه وأنه أنزل الكتـــاب بالحق والميزان‬ ‫مـــع التذكيـــر بالســـاعة‪ ،‬والتذكيـــر بلطف اللـــه‪ ،‬والدعـــوة إلى الســـعي إليه واتباع شـــرعه‬ ‫مـــع الرد علـــى بعض شـــبه الكفـــار‪ ،‬والتعريف باللـــه ح ًضا علـــى التوبة‪ ،‬مع ذكـــر مزيد من‬ ‫بيـــان لطف اللـــه وآياته الدالـــة على كمال القـــدرة‪ ،‬ثم التهويـــن من الدنيا مـــع ذكر صفات‬ ‫المؤمنـــن كاجتنـــاب كبائر الإثم‪ ،‬والتشـــاور فيما بينهـــم‪ ،‬والانتصار ممن بغـــى عليهم‪ ،‬وبيان‬ ‫حـــال الكافرين يـــوم القيامة‪ ،‬والحـــث على المبادرة بالاســـتجابة للرب‪-‬ســـبحانه وتعالى‪، -‬‬ ‫مـــع التذكيـــر بأن لله ملك الســـماوات والأرض‪ ،‬وبتصرفـــه في الخلق ورزق الولد لمن شـــاء‪،‬‬ ‫والختم بذكر أنـــواع كلام الله إلى البشـــر‪.‬‬ ‫وفي الخاتمة (‪( )53-52‬مطلع تشـــبيهي) لإيحـــاء القرآن إلى النبـــي [‪ ،‬والتنبيه على أنه‬ ‫روح ونـــور‪ ،‬وأن النبـــي [ لـــم يكن على علم ســـابق‪ ،‬وأنه صـــار بالوحي هاد ًيـــا إلى صراط‬ ‫الله‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجـه الواحـدي فـي أسـباب النـزول (ص ‪ )375‬وغيـره‪ ،‬وقـد ضعفـه غيـر واحـد؛ ينظـر‪ :‬المكـي والمدنـي‪ ،‬للفالـح (ص ‪ ،)282‬الاسـتيعاب فـي بيـان الأسـباب‪،‬‬ ‫لسـليم الهلالـي (‪ ،)193/3‬وقـد ُذكـر لـه شـاهد عنـد الحاكـم ‪-‬وصححـه ووافقـه الذهبـي‪ -‬وأُعـ َّل الشـاهد بعنعنـة الأعمـش عـن مجاهـد‪.‬‬

‫من المثاني‬ ‫هـــي الثانيـــة والأربعـــون ‪ ،‬ومـــن‬ ‫هي من آل حم التي أوصى مناســـبتها لســـورة فصلت تشـــابه‬ ‫بها النبي [ ولبعض السلف المطلـــع فـــي الثنـــاء علـــى القرآن‪.‬‬ ‫عناية خاصة بهذه السور‪.‬‬ ‫الوحي وقيمته‬ ‫الشورى ‪ ،‬حم عسق‬ ‫وضرورة اتباعه ‪.‬‬ ‫عسق‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪166‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الشورى‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫لها سبب نزول‬ ‫عدت الثامنة والستين‬ ‫واحد في قوله‬ ‫على المشهور بعد الكهف‬ ‫تعالىﵛﭐﲘﲙﲚﲛ‬ ‫و قبل إبراهيم‪.‬‬ ‫ﲜﲝﲞﲟ‬ ‫افتتحت‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫ﲠﲡﲢﲣ ﲥﲤ‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫بحروف التهجي‬ ‫مقدمة‪ ،‬و ِق ْس ٍم وحي ٍد‪،‬‬ ‫ﲦﲧﲨﲩﲪﵚ‬ ‫وخاتمة‪:‬‬ ‫عمو ًما‪،‬وبـ(حم)‬ ‫يشعر بمدنية الآية‪ ،‬وقد‬ ‫خصو ًصا‪.‬‬ ‫ضعف الأثر غير واحد‪.‬‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫الخاتمة (مطلع تشبيهي) لإيحاء القرآن‬ ‫القسم الوحيد (مطلع‬ ‫المقدمة (مطلع حرفي) متبع‬ ‫إلى النبي [‪ ،‬والتنبيه أنه روح ونور‪،‬‬ ‫تشبيهي) لإيحاء القرآن ‪،‬‬ ‫بالتشبيه للوحي‪ ،‬والإشارة إلى أن‬ ‫وأنه لم يكن على علم سابق ‪ ،‬وأنه صار‬ ‫والتأكيد على ضرورة اتباع‬ ‫الوحي إلى النبي [ وإلى من قبله‬ ‫بالوحي هاديا إلى صراط الله‪.‬‬ ‫الوحي ‪ ،‬و ذكر أنواع كلام‬ ‫مرتبط بعزة الله وحكمته‪.‬‬ ‫الله إلى البشر‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يرد‬ ‫رﻗ‪3‬ﻤ‪4‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪9‬ﺗﻬ‪8‬ﺎ اﻟ‪5‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها أصلا‪.‬‬ ‫ال ُّز ْخ ُرف (‪)1‬‬ ‫من المثاني‬ ‫الزخرف‪ :‬لذكره فيها‪.‬‬ ‫‪167‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة الزخرف‬ ‫هـــي الثالثـــة والأربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬ ‫مناســـبتها لســـورة الشــــــــورى‬ ‫تشـــابه المطلـــع فـــي الثنـــاء على‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬ ‫عنايـــ ٌة خاص ٌة بهذه الســـور كما م َّر‬ ‫القـــرآن‪.‬‬ ‫فـــي غافر‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬ ‫بالتأمـــل في مقاطعهـــا يظهر أن‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ خصو ًصا‪.‬‬ ‫مـــن موضوعاتها وصـــف القرآن‬ ‫العظيـــم‪ ،‬مـــع الاســـتمرار فـــي‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫تذكير الكافرين‪ ،‬رغم إســـرافهم‬ ‫وكفرهم وانغماســـهم فـــي الدنيا‬ ‫لهـــا ســـبب يصـــور الصـــراع مـــع‬ ‫المشـــركين يشـــبه الســـبب الـــذي‬ ‫واغترارهـــم بها‪.‬‬ ‫ســـبق فـــي ســـورة الأنبيـــاء‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ال ُّز ْخ ُرف‪ :‬ال ِّزينة‪ ،‬ويطلق على الذهب؛ لأنه يتزين به‪ ،‬وهو في الآية بمعنى الذهب‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد الواحـــدة والســـ ِّتين علـــى المشـــهور‪ ،‬نزلـــت بعـــد ســـورة ف ِّصلـــت‪ ،‬وقبل ســـورة‬ ‫ال ُّدخـــان‪ ،‬وورد عـــن ابن زيد‪ :‬فـــي قوله‪:‬ﭐﵛﭐﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﵚ(الزخـــرف‪)45 ،‬‬ ‫قـــال‪ُ « :‬جمعوا له ليل َة أُســـري بـــه ببيت المقدس‪ ،‬فأ َّم ُهـــم‪ ،‬وصلى بهم‪ ،‬فقـــال الله له‪:‬‬ ‫ســـلهم‪ ،‬قـــال‪ :‬فكان أشـــ َّد إيما ًنا ويقي ًنـــا بالله وبما جاء مـــن الله أن يســـألهم‪)1( »...‬؛‬ ‫ممـــا يشـــعر بتأخر النـــزول إلى ليلـــة الإســـراء‪ ،‬وقد رجـــح الطبري خلافـــه؛ فجعل‬ ‫المســـؤول مؤمني أهـــل الكتاب‪.‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫‪168‬‬ ‫تتكـــون مـــن مقدمة‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وثلاثة أقســـام‪ ،‬أولها حجج علـــى الكافرين‪ ،‬والثاني تذكير‬ ‫سورة الزخرف‬ ‫بقصص الســـابقين‪ ،‬والثالـــث تذكير بيوم الدين‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ففـــي المقدمـــة (‪( )5-1‬مطلـــع حرفـــي)‪ ،‬والثناء علـــى الكتـــاب‪ ،‬والإشـــارة إلى إســـراف‬ ‫الكافريـــن وعـــدم تـــرك دعوتهم‪.‬‬ ‫وفي القسم الأول (‪( )25-6‬مطلع اســـتفهامي) بمعنى الخبـــر‪ ،‬وحجج وردود على الكافرين‬ ‫فـــي ثلاثـــة مقاطـــع (‪ )9 ،6‬فيهـــا‪ :‬التذكير بهلاك الســـابقين‪ ،‬ثـــم إقامة الحجـــج بالتعريف‬ ‫باللـــه وبيـــان ضـــالات المشـــركين ومنها اتبـــاع الآبـــاء‪ ،‬ثم التنبيه إلـــى أن هـــذا الاتباع كان‬ ‫ســـب ًبا لهلاك السابقين‪.‬‬ ‫وأما القســـم الثـــاني (‪ )65-26‬ففيـــه (مطلع ظرفـــي)‪ ،‬وتذكيـــر في ثلاث قصـــص (‪،26‬‬ ‫‪ :)57 ،46‬قصـــة إبراهيـــم وتوحيـــده‪ ،‬وتركـــه التوحيـــد في عقبه‪ ،‬مـــع تعقيبها بحـــال كفار‬ ‫مكـــة الذين تركـــوا دين أبيهم وأشـــركوا‪ ،‬وذكر شـــبههم الدالة على انغماســـهم فـــي الدنيا‪،‬‬ ‫وتقييـــ ِض الشـــياطين لهـــم‪ ،‬مع التثبيـــت للنبي الكـــريم [‪ ،‬ثم قصة موســـى ‪ ‬وفرعون‬ ‫بمـــا يصـــور علو فرعـــون وترفه واســـتخفافه قومه‪ ،‬ثم نفي لشـــبهة عن عيســـى ‪ ،‬وذكر‬ ‫دعوتـــه إلـــى التوحيـــد‪ ،‬والختم باختـــاف الأحزاب فـــي التوحيـــد‪ ،‬وبالتهديد بعـــذاب يوم‬ ‫أ ليم ‪.‬‬ ‫وأما القســـم الثالث (‪ )78-66‬ففيـــه تذكير بالآخرة يصـــف إتيانها بغتـــة‪ ،‬وانقلاب الخلة‬ ‫عداوة‪ ،‬وشـــدة نعيم المؤمنين‪ ،‬ودوام وشـــدة عذاب المجرمين‪.‬‬ ‫وفي الخاتمـــة (‪ )89 -79‬عـــودة إلـــى الحجـــج والتعريـــف بـــرب العالمين‪ ،‬مع تثبيت ســـيد‬ ‫المرســـلين [‪ ،‬والختم بأمـــره بالصفح مـــع تهديـــد الكافرين‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه الطبري في «جامع البيان في تأويل آي القرآن» ‪-‬من طريق ابن وهب‪.)605 /20( -‬‬

‫وصف القرآن العظيم‬ ‫هـــي الثالثـــة والأربعـــون ‪،‬‬ ‫هي من آل حم التي أوصى‬ ‫مع الاستمرار في‬ ‫ومـــن مناســـبتها لســـورة‬ ‫بها النبي [ ولبعض السلف‬ ‫تذكير الكافرين رغم‬ ‫الشـــورى تشـــابه المطلع في‬ ‫عناية خاصة بهذه السور‪.‬‬ ‫إسرافهم وكفرهم‬ ‫الثنـــاء علـــى القـــرآن‪.‬‬ ‫وانغماسهم في الدنيا‬ ‫واغترارهم بها‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫الزخرف‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪169‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الزخرف‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫لها سبب يصور الصراع‬ ‫تُعد الواحدة والستين‬ ‫مع المشركين‪.‬‬ ‫على المشهور‪ ،‬نزلت بعد‬ ‫سورة فصلت وقبل سورة‬ ‫الدخان‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف‬ ‫تتكون من مقدمة‪،‬‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم التهجي عمو ًما‪،‬وبـ(حم)‬ ‫وثلاثة أقسام ‪،‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫خصو ًصا‪.‬‬ ‫وخاتمة ‪:‬‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫الخاتمة عودة إلى‬ ‫القسم الثالث تذكير‬ ‫القسم الثاني (مطلع‬ ‫القسم الأول (مطلع‬ ‫المقدمة (مطلع‬ ‫الحجـــج والتعـــريف‬ ‫بالآخرة يصف‬ ‫ظرفي)‪ ،‬و تذكير في ثلاث‬ ‫استفهامي) بمعنى‬ ‫حرفي)‪ ،‬و الثناء على‬ ‫برب العـــالمــــــــــين‪،‬‬ ‫الخبر‪ ،‬وحجج وردود‬ ‫الكتـــــاب‪ ،‬والإشــــــارة‬ ‫مع تثبيت ســــــيد‬ ‫إتيانها بغتة‪ ،‬وانقلاب‬ ‫قصص‪ :‬قصة إبراهيم‬ ‫على الكافرين‪.‬‬ ‫إلــى إســـــــــــــراف‬ ‫المرسـلين‪ ،‬وأمـــــــــــــره‬ ‫الخلــــــــــة عداوة‪،‬‬ ‫وتوحيده ‪ ،‬ثم قصة موسى‬ ‫الكافرين وعدم ترك‬ ‫بالصفح مع تهديد‬ ‫وشدة نعيم المؤمنين‪،‬‬ ‫وفرعون ‪،‬ثم نفي لشبهة عن‬ ‫ودوام وشدة عذاب‬ ‫عيسى \\ ‪ ،‬وذكر دعوته‬ ‫دعوتهم‪.‬‬ ‫الكافرين‪.‬‬ ‫المجرمين‬ ‫إلى التوحيد‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪4‬ﻤ‪4‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪9‬ﺗﻬ‪5‬ﺎ اﻟ‪5‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫ال ُّد َخان (‪)1‬‬ ‫من المثاني‬ ‫الدخان‪ :‬لذكره في أولها‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪170‬‬ ‫هـــي الرابعـــة والأربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬ ‫سورة الدخان‬ ‫مناســـبتها لســـورة الزخــــــرف‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬ ‫مـــع التشـــابه فـــي المطلـــع ما في‬ ‫عنايـــة خاصة بهذه الســـور كما م َّر‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫آخـــر تلـــك مـــن الأمـــر بالصفح‪،‬‬ ‫ومـــا تكـــرر فـــي هـــذه مـــن الأمر‬ ‫فـــي غافر‪.‬‬ ‫بالارتقـــاب‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ خصو ًصا‪.‬‬ ‫تعد الثانية والســـتين على المشهور؛‬ ‫بعـــد ســـورة ال ُّزخرف‪ ،‬وقبل ســـورة‬ ‫موضوع السورة‬ ‫الجاثيـــة‪ ،‬وفيهـــا ما يشـــعر بشـــدة‬ ‫الصـــراع مع الكفـــار‪ ،‬وذكر الدخان‬ ‫مـــن أظهـــر موضوعاتهـــا تهديـــد‬ ‫والزقـــوم قـــد يعـــن علـــى معرفـــة‬ ‫الشـــاكين اللاعبـــن‪ ،‬وإقامة الحجة‬ ‫عليهـــم‪ ،‬والأمـــر بترقـــب عذابهـــم‪.‬‬ ‫ترتيـــب النزول‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ال ُّدخـا ُن‪ ،‬ك ُغـرا ٍب و َج َبـ ٍل و ُر َّمـا ٍن ‪-‬مختـار الصحـاح‪( ،-‬ك ُغـرا ٍب و َج َبـ ٍل)‪ ،‬كلاهمـا عـن الجوهـري‪ ...‬وفيـه لغـ ٌة ثالثـ ٌة‪ :‬ال ُّد َّخـا ُن ِمثْـل ( ُر َّمـان)‪ ،‬وهـو المشـهور علـى‬ ‫الألسـنة ‪-‬تـاج العـروس باختصـار‪ ،-‬لكـن لـم يُ ْقـرأ فـي القـرآن بتشـديد الـدال‪.‬‬

‫سورة الدخان‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬‫لهـــا ســـببان‪ :‬أولهمـــا مـــا ورد عـــن ابـــن مســـعود ] قـــال‪« :‬إ َّنمـــا كان هـــذا‪ ،‬لإ َّن‬ ‫قري ًشـــا لمَّـــا اســـتعصوا علـــى النبـــي [ دعـــا عليهـــم بســـنين كســـني يوســـف‪،‬‬ ‫فأصابهـــم َق ْحـــ ٌط و َج ْهـــ ٌد ح َّتـــى أكلـــوا العظـــام‪ ،‬فجعـــل ال َّرجـــل ينظـــر إلـــى‬ ‫ال َّســـماء فيـــرى مـــا بينـــه وبينهـــا كهيئـــة ال ُّدخـــان مـــن الجهـــد‪ ،‬فأنـــزل اللـــه‬ ‫تعالـــى‪:‬ﭐﵛﭐﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊ ﲌﲋﲍﲎﲏﵚ (الدخـــان‪)11 ،10 :‬‬ ‫قـــال‪ :‬فأتـــي رســـول اللـــه [ فقيل له‪ :‬يا رســـول الله‪ :‬استســـق اللـــه لمُ َضـــر‪ ،‬فإ َّنها قد‬ ‫هلكـــت‪ ،‬قال‪« :‬لمضـــر؟ إ َّنك لجري ٌء» فاستســـقى لهـــم فســـقوا‪ ،‬فنزلت‪:‬ﵛﭐﲬﲭﵚ‬ ‫(الدخـــان‪ )15 :‬فل َّمـــا أصابتهم ال َّر َفا ِه َي ُة عـــادوا إلى حالهم حين أصابتهـــم ال َّر َفا ِه َي ُة‪ ،‬فأنزل‬ ‫الله عـــ َّز وج َّل‪:‬ﵛﭐﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﵚ (الدخـــان‪ )16 :‬قال‪ :‬يعني يوم بد ٍر»(‪،)1‬‬ ‫وهـــذا الســـبب مبنـــي علـــى أن الدخـــان آيـــة ســـابقة رآهـــا كفار مكـــة(‪171 .)2‬‬ ‫والثانـــي‪ :‬فـــي نـــزول قولـــه تعالـــى‪:‬ﵛﭐﱹﱺﱻﱼﱽﱾﵚ (الدخـــان‪)49 :‬‬ ‫فـــي أبـــي جهل‪.‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫تتكون من مقدمة‪ ،‬و ِق ْس ٍم وحيد فيه إقامة حجة‪ ،‬وتهديد‪.‬‬ ‫فالمقدمـــة (‪ )9-1‬فيها (مطلع حرفـــي)‪ ،‬والتعريف بالله وأفعاله تعري ًفـــا يقتضي أن القرآن‬ ‫كتابه‪ ،‬وبيا ُن أن المشـــركين في شـــك يلعبون‪.‬‬ ‫والمقطـــع الوحيـــد (‪ )59 -10‬فيه (مطلـــع إنشـــائي) الأمـــر بالارتقـــاب للدخـــان المبين‪،‬‬ ‫والتهديـــد وإقامـــة الحجـــة على الذيـــن هم في شـــك يلعبون‪ ،‬فـــي ثلاثة مقاطـــع (‪،34 ،10‬‬ ‫‪ )40‬فيهـــا‪ :‬الأمر بالارتقاب للعذاب‪ ،‬وذكر قصة موســـى ‪ ‬وفرعون بمـــا يبين أن العاقبة‬ ‫فـــي الدنيـــا للمتقين والهـــاك فيهـــا للكافريـــن‪ ،‬ثم إقامة الحجـــة على المشـــركين منكري‬ ‫البعـــث‪ ،‬ثم العودة إلى التهديد بما ســـيحدث يـــوم القيامة للمكذبين مـــع الترغيب للمتقين‪،‬‬ ‫والختم بذكر ســـبب تيســـير الكتاب‪ ،‬والأمـــر مرة أخـــرى بالارتقاب‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪- )4821‬واللفظ له‪ ،-‬ومسلم (‪.)2798‬‬ ‫(‪ )2‬المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة (‪ ،874/2‬فما بعدها)‪.‬‬

‫من المثاني‬ ‫هـــي الرابعـــة والأربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هي من آل حم التي‬ ‫مناســـبتها لســـورة الزخـــرف مـــع‬ ‫أوصى بها النبي[‬ ‫التشـــابه فـــي المطلـــع ما فـــي آخر‬ ‫ولبعض السلف عناية‬ ‫تلـــك من الأمر بالصفـــح وما تكرر‬ ‫خاصة بهذه السور‪.‬‬ ‫فـــي هـــذه مـــن الأمـــر بالارتقاب‪.‬‬ ‫تهديد الشاكين‬ ‫الدخان‬ ‫اللاعبين‪ ،‬وإقامة‬ ‫الحجة عليهم‪ ،‬والأمر‬ ‫بترقب عذابهم‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪172‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الدخان‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫لها سببان‪ :‬أولهما في حديث عن‬ ‫تُعد الثانية والستين‬ ‫على المشهور بعد سورة‬ ‫ابن مسعود ] قال‪ِ ( :‬إ َّن َما َكا َن‬ ‫الزخرف وقبل سورة‬ ‫َه َذا‪ِ ،‬لَ َّن ُق َريْ ًشا لَ َّما ا ْستَ ْع َص ْوا‬ ‫َعلَى ال َّن ِب ِّي َصلَّى الل ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم‬ ‫الجاثية‪.‬‬ ‫َد َعا َعلَيْ ِه ْم ِب ِس ِني َن َك ِس ِني يُو ُس َف‪،‬‬ ‫َف َأ َصابَ ُه ْم َق ْح ٌط َو َج ْه ٌد ‪....‬الحديث)‬ ‫َف َأنْ َز َل اللَّ ُه تَ َعالَى‪:‬ﵛﭐﲃﲄﲅ‬ ‫افتتحت‬ ‫تتكون من مقدمة ‪،‬‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫و ِق ْس ٍم وحيد و خاتمة‪:‬‬ ‫بحروف التهجي ﲆﲇﲈﲉﲊ ﲌﲋﲍ‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫عمو ًما‪،‬وبـ(حم) ﲎﵚوالثاني‪ :‬في نزول قوله تعالى‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫خصو ًصا‪ .‬ﵛﭐﱹﱺﱻﱼﱽﱾﵚفي‬ ‫أبي جهل‪.‬‬ ‫والمقطع الوحيد (مطلع إنشائي)‬ ‫فالمقدمة (مطلع حرفي)‪ ،‬والتعريف‬ ‫الآمر بالارتقــــــــــــاب للدخان‬ ‫بالله وأفعاله تعريفا يقتضي أن‬ ‫المبين ‪ ،‬والتهديد وإقامة الحجة‬ ‫على الذين هم في شك‬ ‫القرآن كتابه‪ ،‬وبيا ُن أن المشركين في‬ ‫شك يلعبون‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪5‬ﻤ‪4‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪7‬ﺗ‪3‬ﻬﺎ اﻟ‪5‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫سورة الجاثية‬ ‫الشريعة‬ ‫من المثاني‬ ‫موقع السورة ‪173‬‬‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫الجاثية (‪)1‬‬ ‫الجاثية‪ :‬لذكر كلمة جاثية فيها‪.‬‬ ‫هـــي الخامســـة والأربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫الشريعة‪ :‬لذكر كلمة شريعة فيها‪.‬‬ ‫مناسبتها لســـورة الدخـــان التشابه‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫فـــي المطلع‪.‬‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬ ‫مطلع السورة‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬ ‫عنايـــة خاصة بهذه الســـور كما م َّر‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ خصو ًصا‪.‬‬ ‫فـــي غافر‪.‬‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫لهـــا ســـبب واحـــد‪ ،‬ويحتمـــل ألا‬ ‫يكـــون ســـب ًبا‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد الثالثـــة والســـتين علـــى المشـــهور‪ ،‬نزلت بعد ســـورة ال ّدخـــان وقبـــل الأحقاف‪،‬‬ ‫وفيهـــا ما يـــدل على الأمـــر بالصبـــر علـــى الكافرين‪.‬‬ ‫(‪َ )1‬جا ِث َيـة‪ :‬اسـم فاعـل مـن الْ ُجثُـ ِّو‪ ،‬وهـو البُـ ُرو ُك علـى ال ُّركبتـن با ْسـ ِتئْ َفا ٍز‪ ،‬أي بغيـر مباشـرة المقعـدة لـأرض‪ ،‬فالجاثـي هـو البـارك المُ ْسـتَو ِفز‪ ،‬وهـو هيئـة‬ ‫الخضــوع» ‪ -‬التحريــر والتنويــر‪.-‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫مـــن موضوعاتها الظاهـــرة لفت الأنظار إلى ما في القرآن مـــن الهدى والبصائر‪،‬‬ ‫وضرورة التمســـك بـــه‪ ،‬مع التركيز على التهديد‪ ،‬وإقامـــة الحجة على الكافر‪.‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫مقارنات‬ ‫تعريف‬ ‫يمكن تقســـيمها إلى مقدمة حرفية و ِق ْســـمين؛‬ ‫وتحذير‬ ‫أولهمـــا تعريف‪ ،‬وتحذير‪ ،‬وحـــث‪ ،‬والثاني‬ ‫‪174‬‬ ‫مقارنات‪.‬‬ ‫ففي المقدمة (‪( )2-1‬مطلع حرفـــي)‪ ،‬والثناء‬ ‫سورة الجاثية‬ ‫علـــى القرآن بأنـــه من عند اللـــه العزيز الحكيم‪.‬‬ ‫وأمـــا القســـم الأول (‪ )20-3‬ففيـــه (مطلـــع خبـــري)‪ ،‬والتعريـــف بآيـــات اللـــه‪ ،‬وتحذير‬ ‫المعرضـــن عن الآيـــات‪ ،‬وضرورة اتبـــاع الكتاب في مقطعـــن (‪ )12 ،3‬فيهما‪ :‬الإشـــارة إلى‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫آيـــات الله فـــي الكون‪ ،‬وتهديـــد كل أفاك أثيم‪ ،‬والختم بالإشـــار ِة إلى القـــرآن‪ ،‬وبتهدي ٍد ثان‬ ‫للكافريـــن‪ ،‬ثم عـــودة للتعريـــف بالله‪ ،‬وأمر للمؤمنـــن بالغفران في الدنيـــا للكافرين‪ ،‬وأنهم‬ ‫فـــي الآخـــرة مجزيون‪ ،‬وذكـــر تفرق أهـــل الكتاب‪ ،‬وضـــرورة اتباع القرآن والشـــريعة‪.‬‬ ‫وأما القســـم الثاني (‪ )37-21‬ففيـــه (مطلع إضرابـــي) انتقالي‪ ،‬ومقارنات بـــن الفريقين‬ ‫فـــي الحـــال والمـــآل فـــي مقطعـــن (‪ )28 ،21‬فيهمـــا‪ :‬التنبيه على عـــدم اســـتواء الفريقين‪،‬‬ ‫والإشـــارة إلـــى أن عبادة الهوى ســـب ٌب لضلال الكافريـــن‪ ،‬مع إقامة الحجـــة عليهم في أمر‬ ‫البعـــث‪ ،‬والختم بالتذكير أن الملك لله‪ ،‬مع ذكر الســـاعة ثم ذكر مـــآل الفريقين يوم الدين‪،‬‬ ‫فالتذكير أن الحمـــد والكبرياء والعـــزة والحكمة لله‪.‬‬

‫لفت الأنظار إلى ما‬ ‫من المثاني‬ ‫هـــي الخامســـة والأربعـــون‪،‬‬ ‫في القرآن من الهدى‬ ‫هي من آل حم التي أوصى ومـــن مناســـبتها لســـورة‬ ‫والبصائر‪ ،‬وضرورة‬ ‫بها النبي [ ولبعض الدخان التشـــابه فـــي المطلع‪.‬‬ ‫التمسك به‪ ،‬مع التركيز‬ ‫على التهديد وإقامة‬ ‫السلف عناية خاصة بهذه‬ ‫الحجة على الكافر‪.‬‬ ‫السور‪.‬‬ ‫الجاثية‬ ‫الشريعة‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪175‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الجاثية‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫لها سبب واحد ‪ ،‬ويحتمل‬ ‫تُعد الثالثة والستين على‬ ‫ألا يكون سب ًبا‪.‬‬ ‫المشهور ‪ ،‬نزلت بعد سورة‬ ‫الدخان وقبل الأحقاف‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف‬ ‫يمكن تقسيمها‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم التهجي عمو ًما‪،‬وبـ(حم)‬ ‫إلى مقدمة حرفية‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫و ِق ْسمين و خاتمة ‪:‬‬ ‫خصو ًصا‪.‬‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫القسم الثاني (مطلع‬ ‫القسم الأول (مطلع‬ ‫المقدمة (مطلع حرفي)‪،‬‬ ‫إضرابي) انتقالي‪ ،‬ومقارنات‬ ‫خبري)‪ ،‬والتعريف بآيات‬ ‫والثناء على القرآن بأنه‬ ‫الله ‪ ،‬وتحذير المعرضين عن‬ ‫بين الفريقين في الحال‬ ‫الآيات‪ ،‬وضرورة اتباع القرآن‬ ‫من عند الله العزيز‬ ‫والمآل ‪ ،‬مع إقامة الحجة‬ ‫الحكيم‪.‬‬ ‫عليهم في أمر البعث ‪.‬‬ ‫والشريعة‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪6‬ﻤ‪4‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪5‬ﺗﻬ‪3‬ﺎ اﻟ‪6‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫الأحقاف (‪)1‬‬ ‫الأحقاف‪ :‬لذكرها في السورة‪ ،‬ولم تذكر في أي سورة أخرى‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪176‬‬ ‫هـــي السادســـة والأربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬ ‫سورة الأحقاف‬ ‫مناســـبتها لســـورة الجاثيـــة مـــع‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬ ‫التشـــابه فـــي المطلـــع ختـــم تلـــك‬ ‫بالعـــزة والحكمـــة وبدء هـــذه بهما‪.‬‬ ‫عنايـــة خاصـــة بهذه الســـور‪.‬‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫مطلع السورة‬ ‫لهـــا ســـببان‪ :‬أولهما متعلق بإســـام‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬ ‫عبد الله بن ســـام‪ ،‬وفي كونه ســـب ًبا‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ خصو ًصا‪.‬‬ ‫لنـــزول الآية نظ ًرا مـــن جهات(‪.)2‬‬ ‫والثانـــي مفتقـــر إلى جمـــع الروايات‬ ‫وتحريرها مـــع آيات ســـورة الجن‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعد الرابعة والســـتين على المشـــهور‪ ،‬نزلت بعـــد الجاثية وقبل ال َّذاريـــات‪ ،‬وارتبطت‬ ‫بعـــض آياتها بأحـــداث قد تعين على تحديـــد تأريخ نزولهـــا كحادثة الجن‪.‬‬ ‫(‪ )1‬الأَ ْحقاف‪ :‬ديار قوم عاد‪ ،‬والأحقاف جمع ِح ْقف‪ ،‬وهو رمل على صفة مخصوصة‪ ،‬اختلف فيها أهل اللغة‪ .‬راجع تاج العروس‪.‬‬ ‫(‪ )2‬المحرر (‪ ،887/2‬فما بعدها)‪.‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫مـــن أظهر موضوعاتها الـــرد على المعرضين وتهديدهم والتمثيل لهم بمشـــابهيهم‬ ‫ومخالفيهم‪.‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫‪177‬‬ ‫قصتان‬ ‫رد على‬ ‫يمكن تقســـيمها إلى مقدمة‪ ،‬و ِقســـمين؛ أولهما‬ ‫الكفار‬ ‫رد على الكفـــار‪ ،‬والثاني قصتان‪.‬‬ ‫سورة الأحقاف‬ ‫فالمقدمـــة (‪ )3-1‬فيهـــا (مطلـــع حرفـــي)‪،‬‬ ‫والثنـــاء علـــى القرآن بأنه من عنـــد الله العزيز‬ ‫الحكيـــم‪ ،‬وأنـــه ســـبحانه خلـــق الســـماوات والأرض بالحـــق‪ ،‬مـــع بيـــان موقـــف الكافرين‪.‬‬ ‫وفي القسم الأول (‪( )20-4‬مطلـــع إنشائي) تلقيني للرســـول [‪ ،‬وإبطال عبادة المشركين‪،‬‬ ‫والـــرد علـــى شـــبههم‪ ،‬مـــع التبشـــير والإنـــذار فـــي مقطعـــن (‪ )13 ،4‬فيهـــا‪ :‬بيـــان ضلال‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫المشـــركين‪ ،‬وعـــداوة آلهتهم لهـــم يوم الديـــن‪ ،‬والرد علـــى افتراءاتهم‪ ،‬والتدليـــل على صدق‬ ‫النبـــي [ وختم المقطع بأن القرآن هدى وبشـــرى للمحســـنين‪ ،‬ثم تبشـــير المحســـنين بأن‬ ‫لا خـــوف عليهـــم ولا هم يحزنـــون‪ ،‬وذكر صـــورة الإحســـان للوالدين‪ ،‬وذكر ضدهـــا‪ ،‬ليختم‬ ‫المقطـــع والقســـم بعرض الذيـــن كفروا على النـــار‪ ،‬وأنهم يجزون عذاب الهون باســـتكبارهم‬ ‫و فسقهم ‪.‬‬ ‫وفي القســـم الثاني (‪( )35 -21‬مطلع إنشـــائي) آمر‪ ،‬فيـــه قصتان متضادتـــان تؤكدان ما‬ ‫ســـبق مـــن معان في الســـورة فـــي مقطعـــن (‪ : )29 ،21‬قصة هـــود ‪ ‬مؤكـــدة للتوحيد‪،‬‬ ‫ولفســـوق وكبـــر المكذبين‪ ،‬مـــع التعقيب بالتهديد للمشـــركين‪ ،‬ثم ذكر نموذج للتلقي الســـليم‬ ‫فـــي قصـــة الجن‪ ،‬مـــع إقامـــة الحجة مرة أخـــرى علـــى المشـــركين‪ ،‬ليختم المقطع والقســـم‬ ‫بعـــرض الذيـــن كفروا على النـــار‪ ،‬مع أمر النبـــي [ بالصبر مقتديا بأولي العـــزم‪ ،‬والتنبيه‬ ‫علـــى قيام الحجـــة‪ ،‬وأن الهلاك لا يكون إلا للفاســـقين‪.‬‬

‫هـــي السادســـة والأربعون‪،‬‬ ‫هي من آل حم التي أوصى‬ ‫ومـــن مناســـبتها لســـورة‬ ‫بها النبي [ ولبعض السلف‬ ‫الجاثيـــة مـــع التشـــابه فـــي‬ ‫عناية خاصة بهذه السور‪.‬‬ ‫المطلـــع ختـــم تلـــك بالعـــزة‬ ‫والحكمـــة وبدء هـــذه بهما‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫الرد على المعرضين‬ ‫الأحقاف‬ ‫وتهديدهم والتمثيل لهم‬ ‫بمشابهيهم ومخالفيهم‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪178‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الأحقاف‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫لها سببان ‪ :‬أولهما متعلق‬ ‫تُعد الرابعة والستين‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫على المشهور‪ ،‬نزلت بعد‬ ‫بإسلام عبد الله بن‬ ‫الجاثية وقبل الذاريات‪.‬‬ ‫سلام ‪ ،‬والثاني مفتقر‬ ‫إلى جمع الروايات‬ ‫وتحريرها مع آيات سورة‬ ‫الجن‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم التهجي عمو ًما‪،‬وبـ(حم)‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫مقدمة‪ ،‬و ِقسمين‪:‬‬ ‫خصو ًصا‪.‬‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫القسم الثاني (مطلع إنشائي) آمر يذكر قصة هود‬ ‫القسم الأول (مطلع إنشائي)‬ ‫المقدمة (مطلع حرفي)‪،‬‬ ‫عليه السلام مؤكدة للتوحيد‪ ،‬وكبر المكذبين‪ ،‬ثم‬ ‫تلقيني للرسول [‪ ،‬وإبطال‬ ‫والثناء على القرآن بأنه‬ ‫عبادة المشركين‪ ،‬والرد على‬ ‫ذكر نموذج للتلقي السليم في قصة الجن‪ ،‬مع إقامة‬ ‫من عند الله العزيز‬ ‫الحجة على المشركين‪ ،‬ليختم القسم بعرض الذين‬ ‫شبههم‪.‬‬ ‫الحكيم‪.‬‬ ‫كفروا على النار‪ ،‬مع أمر النبي [ بالصبر مقتديا‬ ‫بأولي العزم‪.‬‬

‫َم َدِنَّية على الراجح‪ .‬ولم‬ ‫رﻗ‪7‬ﻤ‪4‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪8‬ﺗﻬ‪3‬ﺎ اﻟ‪6‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫يصح استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫الذين كفروا‬ ‫القتال‬ ‫محمد[‬ ‫سميت محمد‪ :‬لذكر اسم النبي محمد [ في الآية الثانية منها‪.‬‬ ‫القتال‪ :‬لذكر لفظ القتال فيها‪ ،‬كما ذكرت أحكامه‪.‬‬ ‫الذين كفروا‪ :‬لذكر الذين كفروا أول السورة‪.‬‬ ‫‪179‬‬ ‫سورة محمد‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫هـــي الســـابعة والأربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن المثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي‬ ‫مناســـبتها للأحقـــاف مناســـبة‬ ‫[ مـــكان الإنجيـــل‪ ،‬ولـــم أجد لها‬ ‫آولها‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆ‬ ‫فضـــ ًا مســـتقل ًا ثاب ًتـــا مرفو ًعـــا‪.‬‬ ‫ﱇﱈﵚ(محمـــد‪ )1 :‬لآخـــر تلـــك‬ ‫مطلع السورة‬ ‫ﵛﳓﳔﳕﳖﳗﵚ‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫(الأحقـــاف‪.)٣٥ :‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعد الخامســـة والتســـعين على المشهور‪ ،‬بعد ســـورة الحديد‪ ،‬وقبل ســـورة الرعد‪ ،‬وهو‬ ‫مخالـــف لمـــا ُرجـــح مـــن َم ِّك َية الرعـــد‪ ،‬وفيهـــا من أحـــكام القتال مـــا له ذكر في ســـور‬ ‫أخـــرى كالحديـــث عن الأســـرى مما قد يعـــن على تحديـــد أدق لزمن نـــزول بعضها‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ذكر لها سبب واحد يدل على نزول الآية ﵛﭐﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟ ﱠﱡﱢ‬ ‫ﱣﱤﱥﱦﵚ(محمد‪ )13 :‬منها في طريق الهجرة‪ ،‬وفيه راو متروك‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫موضوعها ظاهر من اسمها وهو القتال‪.‬‬ ‫‪180‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫سورة محمد‬ ‫قسمت إلى مقدمة وخاتمة‪ ،‬وقسم وحيد عن النصر‪.‬‬ ‫أمـــا المقدمة (‪ )6-1‬ففيها (مطلـــع خبري) عن الكفـــار‪ ،‬ومقارنة بين الفريقـــن فأمر بقتال‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫أهل الكفر‪ ،‬وبيـــان لكيفية القتال‪.‬‬ ‫وأما القســـم الوحيـــد (‪ )32-7‬ففيه (مطلـــع ندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬والحديث عـــن النصر‬ ‫وشـــروطه وعوائقـــه فـــي ثلاثـــة مقاطـــع (‪ )25 ،16 ،7‬فيها‪ :‬الترغيـــب في النصـــر بتحقيق‬ ‫شـــرطه‪ ،‬وتحذيـــر الكافريـــن وتذكيرهـــم بعاقبـــة الســـابقين‪ ،‬مـــع ذكـــر النصر والخســـران‬ ‫الأخـــروي‪ ،‬ثم ذكـــر المنافقين وكشـــف كثير من أحوالهـــم مع دلالتهم على ما يشـــفي قلوبهم‪،‬‬ ‫ثم الـــكلام علـــى المرتدين‪ ،‬وذكر ســـنة الله فـــي الابتلاء‪ ،‬فختـــام بوعيد المرتديـــن‪ ،‬والتهوين‬ ‫مـــن كيدهم‪.‬‬ ‫وأما الخاتمـــة (‪ )38-33‬ففيهـــا (مطلـــع ندائـــي) للمؤمنين‪ ،‬ومزيـــد تحذير مـــن الارتداد‬ ‫وتـــرك الجهـــاد فـــي مقطـــع واحـــد (‪ )33‬فيه‪ :‬أمـــر بالطاعـــة وتحذير مـــن الـــردة‪ ،‬والوهن‬ ‫والدعـــوة للســـام حال العلو‪ ،‬مـــع تهوين أمـــر الدنيا‪ ،‬والحث علـــى الإنفاق في ســـبيل الله‪،‬‬ ‫وفـــي الختـــام تحذير أخيـــر عن التولـــي وعدم الاســـتجابة‪.‬‬

‫هي السابعة والأربعون‪ ،‬ومن‬ ‫مناسبتها للأحقاف مناسبة‬ ‫آولها‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆ‬ ‫ﱇﱈﵚ لآخرتلكﵛﳓﳔ‬ ‫ﳕ ﳖﳗﵚ‪.‬‬ ‫من المثاني التي أوتيها‬ ‫النبي[ مكان الإنجيل‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫ظاهر من‬ ‫محمد [‪،‬‬ ‫اسمها وهو‬ ‫والقتال‪ ،‬والذين‬ ‫القتال‪.‬‬ ‫كفروا ‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪181‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة محمد‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ذكر لها سبب واحد‬ ‫تُعد الخامسة والتسعين‬ ‫يدل على نزول‬ ‫على المشهور‪ ،‬بعد سورة‬ ‫الآيةﵛﭐﱙﱚﱛﱜﱝ‬ ‫الحديد‪ ،‬وقبل سورة‬ ‫الرعد‪.‬‬ ‫ﱞﱟ ﱠﱡﱢ‬ ‫افتتحت بجملة‬ ‫مدنية على‬ ‫قسمت إلى مقدمة‪،‬‬ ‫ﱣﱤﱥﱦﵚمنها‬ ‫خبرية‪.‬‬ ‫في طريق الهجرة ‪،‬‬ ‫وقسم وحيد‪،‬‬ ‫وفيه راو متروك‪.‬‬ ‫الراجح‪ .‬ولم يصح‬ ‫وخاتمة‪:‬‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫الخاتمة (مطلع ندائي)‬ ‫القسم الوحيد (مطلع‬ ‫المقدمة (مطلع خبري)‬ ‫للمؤمنين‪ ،‬ومزيد تحذير‬ ‫ندائي) للمؤمنين‪ ،‬والحديث‬ ‫عن الكفار‪ ،‬ومقارنة بين‬ ‫الفريقين فأمر بقتال‬ ‫من الارتداد وترك‬ ‫عن النصر وشروطه‬ ‫أهل الكفر‪ ،‬وبيان لكيفية‬ ‫الجهاد‪ ،‬و الحث على‬ ‫وعوائقه ‪ ،‬ثم الكلام على‬ ‫الإنفاق في سبيل الله ‪.‬‬ ‫المرتدين ‪ ،‬وذكر سنة الله‬ ‫القتال‪.‬‬ ‫في الابتلاء‪.‬‬

‫َم َدِنَّية اتفا ًقا‪.‬‬ ‫رﻗ‪8‬ﻤ‪4‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪9‬ﺗﻬ‪2‬ﺎ اﻟ‪6‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫من المثاني‬ ‫الفتح‬ ‫الفتح‪ :‬لذكر الفتح أولها‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪182‬‬ ‫هـــي الثامنة والأربعـــون‪ ،‬ومن‬ ‫من فضائلها مـــا ورد أن النبي [ قال عند‬ ‫سورة الفتح‬ ‫مناسبتها لســـورة محمـــد أن‬ ‫نزولهـــا‪« :‬لقـــد أُنْ ِزلَـــ ْت علـــ َّي اللَّيلة ســـورةٌ‪،‬‬ ‫الفتـــح يكون بعـــد القتال‪.‬‬ ‫لهـــي أح ُّب ِإلـــ َّي م َّما طلعت عليه ال َّشـــمس»‬ ‫ثـــم َق َرأَ‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﵚ(الفتـــح‪.)1( )1 :‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫تعـــد الثانية عشـــرة بعد المائة على المشـــهور‪ ،‬نزلت بعد ســـورة الصف‪ ،‬وقبل ســـورة‬ ‫التوبـــة‪ ،‬وثبـــت نزولهـــا كاملـــة عند الرجوع مـــن الحديبية في الســـنة السادســـة من‬ ‫الهجـــرة فعن ســـهل بن حنيف قـــال‪ :‬أ ُّيها ال َّناس ا ّتَهموا أنفســـكم‪ ،‬فإ َّنا ك َّنا مع رســـول‬ ‫اللـــه [ يـــوم الحديبيـــة‪ ،‬ولو نرى قتـــا ًل لقاتلنـــا‪ ،‬فجاء عمـــر بن الخ َّطـــاب‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫يـــا رســـول الله‪ ،‬ألســـنا على الحـــ ِّق وهم علـــى الباطل؟ فقـــال‪« :‬بلى»‪ .‬فقـــال‪ :‬أليس‬ ‫قتلانـــا فـــي الج َّنة وقتلاهم فـــي ال َّنار؟ قـــال‪« :‬بلى»‪ ،‬قـــال‪ :‬فعلام نعطـــي ال َّد ِن َّي َة في‬ ‫ديننـــا‪ ،‬أنرجـــع ولمَّـــا يحكم الله بيننـــا وبينهـــم؟ فقال‪« :‬يا ابـــن الخ َّطاب‪ ،‬إ ِّني رســـول‬ ‫اللـــه‪ ،‬ولـــن يض ِّيعنـــي اللـــه أبـــ ًدا»‪ ،‬فانطلق عمر إلـــى أبي بكـــ ٍر فقال له مثـــل ما قال‬ ‫لل ّنبـــي [‪ ،‬فقـــال‪ :‬إ َّنـــه رســـول اللـــه‪ ،‬ولـــن يض ِّيعه اللـــه أبـــ ًدا‪ ،‬فنزلت ســـورة الفتح‬ ‫فقرأهـــا رســـول الله [ على عمر إلـــى آخرها‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا رســـول اللـــه‪ ،‬أو فت ٌح‬ ‫هو؟ قـــال‪« :‬نعم»(‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4177‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ ،)3182‬وروى نحوه مسلم (‪.)1785‬‬

‫سورة الفتح‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬‫لهـــا أربعـــة أســـباب‪ ،‬أولهـــا في نزولهـــا كاملـــة‪ ،‬وبقيتها تعـــن على تصور الحـــال عند‬ ‫نزولهـــا‪ ،‬ولا تعـــارض نزولها دفعـــة واحدة‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫‪183‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫مـــن اســـمها وما في مقدمتها وقســـمها يمكن القول إن موضوعهـــا هو بيان كيفية‬ ‫نزول النصر‪ ،‬وخصائص المؤمنين المســـتحقين له‪.‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫يمكـــن تقســـيمها إلـــى مقدم ٍة‪ ،‬وقســـ ٍم في الح ِّث على التمســـك بالبيعة مع رســـول‬ ‫الله [‪.‬‬ ‫أمـــا المقدمة (‪ )7-1‬ففيهـــا (المطلع المؤ ِّكـــد) مع نون العظمـــة‪ ،‬والوعد بالنصـــر والمغفرة‬ ‫للنبـــي [‪ ،‬والمؤمنـــن‪ ،‬فالوعيد بالعذاب للمنافقين والمشـــركين‪.‬‬ ‫وأما القســـم الوحيـــد (‪ )28-8‬ففيه (المطلـــع المؤ ِّكـــد) مع نـــون العظمة‪ ،‬والحـــ ُّث على‬ ‫التمســـك بالبيعـــة مع رســـول الله [ في مقدمـــ ٍة وثلاثة مقاطـــع (‪ )27 ،18 ،11 ،8‬فيها‪:‬‬ ‫بيـــان مكانـــة رســـول الله [‪ ،‬وعظمة شـــأن مبايعتـــه [‪ ،‬ثم الحديث عـــن المخلفين من‬ ‫الأعـــراب‪ ،‬مـــع فتـــح بـــاب التصحيح لهـــم‪ ،‬ثم ذكر طاعـــة المؤمنـــن‪ ،‬وتبشـــيرهم مع ذكر‬ ‫رعايـــة اللـــه لهم‪ ،‬ثم تبشـــي ٌر بنصر هـــذا الديـــن‪ ،‬وذكر خصائـــص القائمين به‪.‬‬

‫من المثاني‬ ‫هـــي الثامنة والأربعـــون‪ ،‬ومن‬ ‫من فضائلها ما ورد أن النبي [ قال عند‬ ‫مناســـبتها لســـورة محمد أن‬ ‫نزولها‪« :‬لقد أُنْ ِزلَ ْت عل َّي اللَّيلة سورةٌ‪ ،‬لهي‬ ‫بيان كيفية نزول النصر‪،‬‬ ‫وخصائص المؤمنين‬ ‫الفتـــح يكون بعـــد القتال‪.‬‬ ‫أح ُّب ِإل َّي م َّما طلعت عليه ال َّشمس» ثم‬ ‫المستحقين له‪.‬‬ ‫َق َرأَ‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﵚ‬ ‫الفتح‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪184‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الفتح‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫لها أربعة أسباب‪ ،‬أولها‬ ‫مدنية اتفاقا‪.‬‬ ‫تُعد الثانية عشرة بعد‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫في نزولها كاملة‪ ،‬وبقيتها‬ ‫المائة على المشهور‪ ،‬نزلت‬ ‫تعين على تصور الحال‬ ‫بعد سورة الصف‪ ،‬وقبل‬ ‫عند نزولها ولا تعارض‬ ‫سورة التوبة‪.‬‬ ‫نزولها دفعة واحدة‪.‬‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫مقدمة ‪ ،‬وقسم‬ ‫وحيد‪:‬‬ ‫القسم الوحيد (المطلع المؤكد ) مع نون‬ ‫المقدمة (المطلع المؤكد ) مع نون‬ ‫العظمة‪ ،‬والحث على التمسك بالبيعة‬ ‫العظمة ‪ ،‬والوعد بالنصر والمغفرة‬ ‫مع رسول الله[‪ ،‬ثم تبشير بنصر هذا‬ ‫للنبي [ والمؤمنين‪.‬‬ ‫الدين‪.‬‬

‫َم َدِنَّية اتفا ًقا‪.‬‬ ‫رﻗ‪9‬ﻤ‪4‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪8‬ﺗﻬ‪1‬ﺎ اﻟ‪6‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫من المثاني‬ ‫الحجرات‬ ‫الحجرات لورود كلمة الحجرات فيها‪.‬‬ ‫‪185‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة الحجرات‬ ‫هـــي التاســـعة والأربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن المثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي [‬ ‫مناســـبتها للفتح أنهما مدنيتان‪،‬‬ ‫مـــكان الإنجيـــل‪.‬‬ ‫وفـــي الفتـــح قتـــال الكفـــار‪ ،‬وفي‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫الحجـــرات قتـــال البُغاة‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫مطلع السورة‬ ‫تعـــد الســـابعة بعـــد المائـــة علـــى‬ ‫المشـــهور‪ ،‬نزلـــت بعـــد ســـورة‬ ‫افتتحـــت بالنـــداء‪ ،‬ثـــم هـــي مفتتح ٌة‬ ‫المجادلـــة‪ ،‬وقبـــل ســـورة التحـــريم‪،‬‬ ‫بــــنداء الأمـــة خصوصـــاً‪ ،‬ثـــم هـــي‬ ‫وتعلقت بها أســـباب نـــزول متعددة‬ ‫مختصـــة بعـــ ُد بنـــداء أمـــة الإجابـــة‬ ‫تعـــن على تحديـــد دقيـــق لنزولها‪.‬‬ ‫خصوصـــاً‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫يمكـــن القول من النظـــر في مضامين فقراتهـــا مع ربطها بالســـورة التي قبلها إن‬ ‫موضوعهـــا هو بيـــان أخلاق المؤمنين التـــي تهيؤهم للنصر‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪186‬‬ ‫لها ســـتة أســـباب تتعلـــق بالأحكام وتربيـــة الصحابـــة‪ ،‬وبعضها قد يعين علـــى التأريخ‬ ‫الدقيـــق للنـــزول‪ ،‬ومن ذلك مـــا ورد عن ابن أبـــي مليكة قـــال‪« :‬كاد ال َخ ِّيـــ َرا ِن أن يهلكا‬ ‫أبـــو بك ٍر وعمـــر ]‪ ،‬رفعا أصواتهما عنـــد النبي [ حين قدم عليه ركـــب بني تمي ٍم‪،‬‬ ‫فأشـــار أحدهمـــا بالأقرع بـــن حاب ٍس أخي بني ُم َجا ِشـــ ٍع‪ ،‬وأشـــار الآخر برجـــ ٍل آخر ‪-‬‬ ‫قـــال ناف ٌع لا أحفظ اســـمه ‪ -‬فقال أبو بكـــ ٍر لعمر‪ :‬ما أردت إ َّل خلافـــي‪ ،‬قال‪ :‬ما أردت‬ ‫خلافـــك‪ ،‬فارتفعت أصواتهما في ذلك‪ ،‬فأنزل الله‪:‬ﵛﭐﲐﲑﲒﲓﲔﲕﵚ‬ ‫(الحجـــرات‪ )2 :‬الآيـــة قـــال ابن ال ُّزبير‪ :‬فما كان عمر يســـمع رســـول الله [ بعـــد هذه الآية‬ ‫ح َّتـــى يســـتفهمه‪ ،‬ولـــم يذكر ذلك عـــن أبيه‪ ،‬يعني أبـــا بكـــ ٍر»(‪ ،)1‬فهذه الآيـــة نزلت عند‬ ‫قـــدوم وفـــد بني تميم علـــى النبي [‪ ،‬وذلك في الســـنة التاســـعة للهجرة ‪.‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫سورة الحجرات‬ ‫يمكن تقسيمها إلى مقدمة‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وقسم في الآداب‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫أما المقدمـــة (‪ )1‬ففيهـــا‪ :‬المطلـــع الندائـــي للمؤمنين‪ ،‬والنهـــي عن التقـــدم بين يـــدي الله‬ ‫ورسوله‪.‬‬ ‫وأما القســـم الوحيد (‪ )13 -2‬ففيه المطلـــع الندائي الإيمانـــي‪ ،‬وآداب إســـامية عظيمة‬ ‫فـــي ثلاثة مقاطـــع (‪ )11 ،6 ،2‬فيها‪ :‬الأدب مع رســـول اللـــه [‪ ،‬ثم آداب وأحكام ذات صلة‬ ‫بالقتـــال في الإســـام‪ ،‬مع التأكيد على أخـــوة أهل الإيمان‪ ،‬ثم التحذيـــر من أخلاق تضعف‬ ‫الأخـــوة بين المؤمنين‪ ،‬مع الإشـــارة إلى الأصـــل الواحد للبشـــر‪ ،‬وأن تفاضلهم بالتقوى‪.‬‬ ‫وأمـــا الخاتمـــة (‪ )18-14‬ففيهـــا (المطلـــع الخبـــري) عن قـــول الأعـــراب‪ ،‬وبيـــان حقيقة‬ ‫الإيمـــان‪ ،‬والـــرد على بعض مـــن يدعيه‪ ،‬مع الختم بـــأن الله يعلم غيب الســـماوات والأرض‪،‬‬ ‫وأنه بصيـــر بأعمالنا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4845‬‬

‫هي التاسعة والأربعون‪ ،‬ومن‬ ‫من المثاني التي أوتيها‬ ‫مناسبتها للفتح أنهما مدنيتان‪،‬‬ ‫النبي[ مكان الإنجيل‪.‬‬ ‫وفي الفتح قتال الكفار‪ ،‬وفي‬ ‫الحجرات قتال البغاة‪.‬‬ ‫من قسم المثاني‬ ‫بيان أخلاق المؤمنين‬ ‫الحجرات‬ ‫التي تهيؤهم للنصر‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪187‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الحجرات‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫لها ستة أسباب تتعلق‬ ‫تُعد السابعة بعد المائة‬ ‫بالأحكام وتربية‬ ‫على المشهور‪ ،‬نزلت بعد‬ ‫الصحابة ‪.‬‬ ‫سورة المجادلة‪ ،‬وقبل‬ ‫سورة التحريم‪.‬‬ ‫افتتحت بالنداء‪ ،‬ثم هي‬ ‫مدنية اتفاقا‪.‬‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫مفتتحة بـنداء الأمة خصوصاً‪،‬‬ ‫مقدمة‪ ،‬و ِق ْس ٍم في‬ ‫ثم هي مختصة بع ُد بنداء أمة‬ ‫الآداب ‪ ،‬وخاتمة ‪:‬‬ ‫الإجابة خصوصاً‪.‬‬ ‫الخاتمة (المطلع الخبري) عن‬ ‫القسم الوحيد (المطلع‬ ‫المقدمة (المطلع الندائي)‬ ‫قول الأعراب‪ ،‬وبيان حقيقة‬ ‫الندائي) الإيماني‪ ،‬وآداب‬ ‫للمؤمنين‪ ،‬والنهي عن‬ ‫الإيمان‪ ،‬والرد على بعض من‬ ‫التقدم بين يدي الله‬ ‫إسلامية عظيمة ‪.‬‬ ‫ورسوله‪.‬‬ ‫يدعيه‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪0‬ﻤ‪5‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪5‬ﺗﻬ‪4‬ﺎ اﻟ‪6‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫الباسقات (‪)1‬‬ ‫ﵛﭐﱁﵚ‬ ‫ﵛﭐﱁﵚ‪ :‬لافتتاحها بحرف الهجاء (ق)‪.‬‬ ‫الباسقات‪ :‬لورود لفظة باسقات فيها‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪188‬‬ ‫هي الخمســـون‪ ،‬ومن مناســـبتها‬ ‫ثبتـــت قراءتهـــا علـــى المنبـــر يـــوم‬ ‫سورة ق‬ ‫للحجـــرات أن ختـــام تلك الحديث‬ ‫الجمعـــة؛ فعـــن أ ِّم هشـــا ٍم بنـــت حارثة‬ ‫عـــن الإيمان الـــذي لمـــا يدخل في‬ ‫بـــن ال ُّنعمان‪ ،‬قالـــت‪« :‬لقـــد كان تَ ُّنورنا‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫قلـــوب الأعـــراب‪ ،‬وهـــذه افتتحت‬ ‫وت ُّنـــور رســـول الله [ واح ًدا‪ ،‬ســـنتين‬ ‫أو ســـن ًة وبعـــض ســـن ٍة‪ ،‬ومـــا أخذت ق‬ ‫بالإيمـــان بالنبـــوة والبعث‪.‬‬ ‫والقـــرآن المجيد إ َّل عن لســـان رســـول‬ ‫اللـــه [‪ ،‬يقرؤهـــا ك َّل يـــوم جمع ٍة على‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫المنبـــر‪ ،‬إذا خطب ال َّنـــاس»(‪ .)2‬كما ثبتت‬ ‫تعـــد الثالثـــة والثلاثـــن علـــى‬ ‫قراءتهـــا فـــي صلاة العيـــد(‪.)3‬‬ ‫المشـــهور‪ ،‬بعد المرســـات وقبل‬ ‫البلـــد‪ ،‬وفـــي الســـورة مـــا يـــدل‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫علـــى وجـــود المجادلـــن‪.‬‬ ‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أي‪ :‬طويلات‪ ،‬والباسق هو الذاهب طولاً من جهة الارتفاع ‪-‬مفردات القرآن للراغب‪.-‬‬ ‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪.)873‬‬ ‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬صحيح مسلم (‪.)891‬‬

‫سورة ق‬ ‫مطلع السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬‫افتتحت بحروف التهجي‪ ،‬ثم إنها مفتتحة بـﵛﭐﱁﵚ فهي فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫يظهـــر من خلال اســـتعراض فقراتهـــا أن من أهـــم موضوعاتها البعـــث إثبا ًتا له‪،‬‬ ‫وإخبـــا ًرا بما يقع عنـــد مجيئه‪.‬‬ ‫‪189‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫تقسم إلى مقدمة‪ ،‬وقسم وحيد؛ يرد على الكافرين‪.‬‬ ‫ففـــي المقدمة (‪ )3-1‬المطلـــع الحرفي‪ ،‬وتمجيد القـــرآن‪ ،‬وبيان موقف الكافريـــن من النبوة‬ ‫والبعث‪.‬‬ ‫وفي القســـم الوحيد (‪ )45-4‬المطلع المؤكد بــ(قـــد)‪ ،‬والرد على منكري البعـــث والنبوة في‬ ‫ثلاثـــة مقاطـــع (‪ )38 ،16 ،4‬فيهـــا‪ :‬لفـــت النظر إلى قدرة اللـــه إثباتا للبعث‪ ،‬مـــع ذكر عاقبة‬ ‫المكذبـــن للرســـل‪ ،‬وســـرد بعـــض أســـمائهم‪ ،‬ثم ذكر خلـــق الإنســـان‪ ،‬وإحاطة علـــم الله به‪،‬‬ ‫فالانتقـــال إلـــى رحلته في الآخـــرة‪ ،‬ومع تذكير مجمـــل بإهلاك المكذبين من الســـابقين‪ ،‬ثم‬ ‫إقامـــة الحجـــة على البعث‪ ،‬وتوجيـــه عدة أوامر للنبـــي [‪ ،‬مع تذكير عظيم بيـــوم القيامة‪،‬‬ ‫والختـــم بآية فيهـــا‪ :‬التذكير بعلـــم الله بما يقولـــون‪ ،‬والأمـــر بالتذكير بالقـــرآن دون الجبر‬ ‫على الإيمان‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬ ‫هي الخمســـون‪ ،‬ومن مناســـبتها‬ ‫ثبتت قراءتها على المنبر يوم‬ ‫للحجـــرات أن ختـــام تلـــك‬ ‫الجمعة ‪ ،‬كما ثبتت قراءتها‬ ‫الحديـــث عـــن الإيمـــان الـــذي‬ ‫لمـــا يدخل فـــي قلـــوب الأعراب‪،‬‬ ‫في صلاة العيد‪.‬‬ ‫وهـــذه افتتحت بالإيمـــان بالنبوة‬ ‫والبعـــث‪.‬‬ ‫البعث إثبا ًتا له وإخباراً‬ ‫ق‪ ،‬الباسقات‪.‬‬ ‫بما يقع عند مجيئه‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪190‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة ق‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الثالثة والثلاثين على‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫المشهور‪ ،‬بعد المرسلات‬ ‫وقبل البلد‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫تقسم إلى مقدمة ‪،‬‬ ‫التهجي ‪ ،‬ثم إنها‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫و ِق ْس ٍم وحيد‪:‬‬ ‫مفتتحة بـ ( ق) فهي‬ ‫فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫منها‪.‬‬ ‫القسم الوحيد (المطلع المؤكد) بــ(قد)‪ ،‬والرد على منكري البعث‬ ‫المقدمة (المطلع الحرفي)‪،‬‬ ‫والنبوة ‪ ،‬ثم ذكر خلق الإنسان وإحاطة علم الله به ‪ ،‬وتوجيه عدة‬ ‫وتمجيد القرآن ‪ ،‬وبيان موقف‬ ‫أوامر للنبي [‪ ،‬مع تذكير عظيم بيوم القيامة‪ ،‬والختم بأية فيها‬ ‫الكافرين من النبوة والبعث‪.‬‬ ‫التذكير بعلم الله بما يقولون‪ ،‬والأمر بالتذكير بالقرآن دون الجبر‬ ‫على الإيمان‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫‪6‬اﻟ‪2‬ﺠ‪-‬ﺰء‪27‬‬ ‫آﻳﺎ‪0‬ﺗﻬ‪6‬ﺎ‬ ‫رﻗ‪1‬ﻤ‪5‬ﻬﺎ‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫الذاريات‬ ‫الذاريات‪ :‬لافتتاحها بالقسم بالذاريات‪.‬‬ ‫‪191‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة الذاريات‬ ‫هـــي الواحـــدة والخمســـون‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن المُ َف َّصل الذي ُف ِّضـــل به نبينا [‪،‬‬ ‫مناســـبتها لســـورة ق‪ :‬أن تلـــك‬ ‫وقد جـــاء في فضـــل المُ َف َّصل عن عبد‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ختمـــت بذكـــر البعث‪ ،‬واشـــتملت‬ ‫اللـــه‪ ،‬أ ّنه قال‪« :‬إ َّن لك ِّل شـــي ٍء َســـنَا ًما‪،‬‬ ‫وإ َّن َســـنَا َم القرآن ســـورة البقـــرة‪ ،‬وإ َّن‬ ‫علـــى ذكـــر الجـــزاء‪ ،‬والجنـــة‪،‬‬ ‫لـــك ِّل شـــي ٍء لُ َبا ًبـــا‪ ،‬وإ َّن لُ َبـــا َب القـــرآن‬ ‫المُ َف َّصـــ ُل» (‪ ، )1‬ولم أجد للســـورة فضل ًا‬ ‫والنـــار‪ ،‬وغيـــر ذلـــك مـــن أحوال‬ ‫مستقل ًا ‪.‬‬ ‫القيامـــة‪ ،‬وافتتحت هذه الســـورة‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫بالإقســـام على أن الوعـــد صادق‬ ‫والديـــن ‪-‬وهـــو الجـــزاء‪ -‬واقـــع‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫تُعد الخامســـة والســـتين على‬ ‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫المشـــهور‪ ،‬بعد الأحقـــاف وقبل‬ ‫ا لغا شية ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه الدرامي (‪ ،)3420‬وقال‪« :‬اللُّ َبا ُب‪ :‬ال َخا ِل ُص»‪ ،‬وعلق المحقق على الأثر بقوله‪ :‬إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ذكـــر لها ســـبب واحد يصور علاقـــة الصحابة بالقرآن‪ ،‬وهو مـــا ورد عن مجاهد‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫خرج عل ٌّي معتج ًرا ببُ ْرد‪ ،‬م ْشـــتَمل ًا بخميصة‪ ،‬فقـــال‪ :‬لما نزلتﵛﭐﱗﱘﱙﱚﱛﵚ‬ ‫(الذاريـــات‪ )54 :‬أحزننا ذلك‪ ،‬وقلنا‪ :‬أمر رســـول اللـــه [ أن يتولى عنا‪ ،‬حتى نزل‪:‬ﵛﱝ‬ ‫ﱞﱟﱠ ﱡﵚ (الذاريات‪.)1()55 :‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫‪192‬‬ ‫يمكـــن مـــن خلال النظـــر في ســـياقها أن يقـــال إن من أهـــم موضوعاتهـــا توجيه‬ ‫القلـــوب إلـــى عبادة اللـــه‪ ،‬والفـــرار إليـــه‪ ،‬وأن لا يُ ْجعل معـــه إله آخر‪.‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫سورة الذاريات‬ ‫يمكن تقسيم السورة إلى مقدمة‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬و ِقسم يحث على الفرار إلى الله‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ففي المقدمة (‪( )6-1‬المطلع) القسمي‪ ،‬وتأكيد صدق وعد الله‪ ،‬ووقوع الحساب‪.‬‬ ‫وفي القســـم الوحيد (‪ )55 -7‬المطلع القســـمي‪ ،‬والحـــث على الفرار إلى اللـــه بذكر الآيات‬ ‫الكونية وقصص الســـابقين فـــي مقطعين (‪ )24 ،7‬فيهما‪ :‬تقرير لاختـــاف الكافرين‪ ،‬وبيان‬ ‫لعاقبـــة الفريقـــن‪ ،‬وذكر لأعمـــال المتقين فـــي الدنيا‪ ،‬فذكر آيـــات كونية للموقنـــن‪ ،‬ثم ذكر‬ ‫لقصـــص الســـابقين‪ ،‬فعـــودة إلى بعض الآيـــات الكونية وصولاً إلـــى الأمر بالفـــرار إلى الله‪،‬‬ ‫والتحذير من الشـــرك‪ ،‬مـــع الختم بالأمر بالتولي عـــن المكذبين‪ ،‬وتذكيـــر المؤمنين‪.‬‬ ‫وفي الخاتمـــة (‪( )60-56‬المطلـــع القصري) الـــدال على أهمية عبـــادة اللـــه‪ ،‬فالتذكير أنه‬ ‫الـــرزاق ذو القـــوة المتـــن‪ ،‬مع تحذيـــر الظالمين مـــن العذاب فـــي الدارين‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه الطبـري (‪ ،)552 /21‬وفيـه انقطـاع بـن مجاهـد وعلـي ]‪ ،‬ولـه شـاهد عـن قتـادة‪ ،‬و(معتجـ ًرا) مـن ال َع ْجـر‪ ،‬وهـو اللَّـف وال َع ْقـد‪ ،‬كمـا فـي لسـان العـرب‬ ‫وغيره‪.‬‬

‫هي الواحدة والخمسون‪ ،‬ومن مناسبتها لسورة ق‪ :‬أن تلك ختمت‬ ‫بذكر البعث‪ ،‬واشتملت على ذكر الجزاء‪ ،‬والجنة‪ ،‬والنار‪ ،‬وغير‬ ‫ذلك من أحوال القيامة‪ ،‬وافتتحت هذه السورة بالإقسام على أن‬ ‫الوعد صاد ٌق والدين ‪-‬وهو الجزاء‪ -‬واقع‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫من المف َّصل الذي ف َّضل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬ ‫توجيه القلوب إلى عبادة‬ ‫الذاريات‬ ‫الله والفرار إليه‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪193‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الذاريات‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ذكر لها سبب واحد‬ ‫تُعد الخامسة والستين‬ ‫يصور علاقة الصحابة‬ ‫على المشهور‪ ،‬بعد‬ ‫بالقرآن‪.‬‬ ‫الأحقاف وقبل الغاشية‪.‬‬ ‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫يمكن تقسيم السورة‬ ‫إلى مقدمة ‪ ،‬و ِقسم‪ ،‬مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫وخاتمة ‪:‬‬ ‫منها‪.‬‬ ‫الخاتمة (المطلع القصري) الدال‬ ‫القسم الوحيد (المطلع القسمي)‪،‬‬ ‫المقدمة (المطلع القسمي)‪،‬‬ ‫على أهمية عبادة الله ‪ ،‬و التذكير‬ ‫و الحث على الفرار إلى الله بذكر‬ ‫وتأكيد صدق وعد الله‪،‬‬ ‫أنه الرزاق ذو القوة المتين‪ ،‬مع تحذير‬ ‫الآيات الكونية وقصص السابقين‪ ،‬مع‬ ‫الظالمين من العذاب في الدارين ‪.‬‬ ‫الأمر بالتولي عن المكذبين‪ ،‬وتذكير‬ ‫ووقو ِع الحساب‪.‬‬ ‫المؤمنين ‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪2‬ﻤ‪5‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪9‬ﺗﻬ‪4‬ﺎ اﻟ‪7‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫الطور‬ ‫الطور‪ :‬لافتتاحها بقسم الله بالطور‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪194‬‬ ‫هـــي الثانيـــة والخمســـون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن المُ َف َّصل الذي ُف ِّضل بـــه نبينا [‪،‬‬ ‫سورة الطور‬ ‫مناســـبتها للذاريات التشابه في‬ ‫ولـــم أجـــد لهـــا فضـــ ًا مســـتقل ًا ثاب ًتا‬ ‫البداية بالقســـم‪.‬‬ ‫مرفو ًعا‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد الرابعة والســـبعين على المشـــهور‪ ،‬بعد نـــوح وقبل (المؤمنون)‪ ،‬وأســـلوبها‬ ‫قـــوي يشـــعر بتأخر نســـبي فـــي النزول خاصـــة مع النقـــاش العقلـــي الطويل‬ ‫الـــذي تتابع في هـــذه الســـورة خصو ًصا‪.‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫كثيـــر مـــن آيات الســـورة يتعلـــق بإنـــذار الكافرين وتبشـــير المؤمنين‪ ،‬مـــع النقاش‬ ‫العقلـــي الذي أخـــذ ثلث الســـورة الأخيـــر تقري ًبا‪.‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫إنذار تثبيت‬ ‫يمكــن تقســيمها إلــى مقدمــة‪ ،‬ومقطعــن؛‬ ‫‪195‬‬ ‫وحجج‬ ‫وتبشير‬ ‫أولهمــا إنــذار وتبشــر‪ ،‬والثانــي تثبيــت‬ ‫وحجــج‪.‬‬ ‫ففـــي المقدمـــة (‪ )8-1‬المطلـــع ال َق َســـمي‪،‬‬ ‫سورة الطور‬ ‫والتأكيـــد أن العـــذاب واقـــع‪.‬‬ ‫وفي المقطـــع الأول (‪ )28-9‬المطلـــع الظرفي‪ ،‬وذكر أحـــداث القيامة‪ ،‬فإنذار شـــديد بذكر‬ ‫عاقبـــة الكافريـــن‪ ،‬فذك ٌر أطـــول لعاقبة المتقين‪.‬‬ ‫وفي المقطـــع الثـــاني (‪ :)49-29‬أوامـــر وتثبيـــت للنبـــي [‪ ،‬مع نقـــاش عقلـــي محكم مع‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫الكافريـــن‪ ،‬فعـــودة فـــي الختـــام إلـــى الوعيـــد‪ ،‬مع مزيد مـــن التثبيـــت للنبـــي الكريم [‪.‬‬

‫هي الثانية والخمسون‪ ،‬ومن‬ ‫من المفصل الذي فضل‬ ‫مناسبتها للذاريات التشابه‬ ‫به نبينا[‪.‬‬ ‫في البداية بالقسم‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫الطور‬ ‫يتعلق بإنذار الكافرين‬ ‫وتبشير المؤمنين‪ ،‬مع‬ ‫النقاش العقلي الذي‬ ‫أخذ ثلث السورة الأخير‬ ‫تقري ًبا‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪196‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الطور‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الرابعة والسبعين‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫على المشهور‪ ،‬بعد نوح‬ ‫وقبل المؤمنون‪.‬‬ ‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫مك َّية اتفاقاً‪ ،‬ولم يصح‬ ‫مقدم ٍة‪ ،‬ومقطعين‪:‬‬ ‫استثناء شي ٍء منها‪.‬‬ ‫المقطع الثاني ‪:‬أوامر وتثبيت للنبي [ مع‬ ‫المقطع الأول المطلع الظرفي‬ ‫المقدمة المطلع‬ ‫نقاش عقلي محكم مع الكافرين‪ ،‬فعودة في‬ ‫وذكر أحداث القيامة‪ ،‬فإنذار‬ ‫ال َق َسمي‪ ،‬والتأكيد‬ ‫الختام إلى الوعيد‪ ،‬مع مزيد من التثبيت‬ ‫شديد بذكر عاقبة الكافرين‪،‬‬ ‫أن العذاب واقع‪.‬‬ ‫فذك ٌر أطول لعاقبة المتقين‪.‬‬ ‫للنبي الكريم [‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪3‬ﻤ‪5‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪2‬ﺗﻬ‪6‬ﺎ اﻟ‪7‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫النجم‬ ‫النجم‪ :‬لافتتاحها بقسم الله ع َّز وج َّل بالنجم‪.‬‬ ‫‪197‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة النجم‬ ‫هي الثالثة والخمســـون‪ ،‬ومن مناسبتها‬ ‫مـــن المُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّضـــل‬ ‫للطـــور ختم تلك بذكـــر النجوم‪ ،‬وافتتاح‬ ‫بـــه نبينـــا [‪ ،‬ولـــم أجـــد لها‬ ‫هذه بالقسم بالنجم‪.‬‬ ‫فضـــ ًا مســـتقل ًا‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعد الثانية والعشـــرين على المشـــهور‪ ،‬بعد الإخلاص‪ ،‬وقبل عبس‪ ،‬وفيها أول سجدة‬ ‫فـــي القرآن؛ فعـــن عبد الله ]‪ ،‬قـــال‪« :‬أ َّول ســـورٍة أنزلت فيها ســـجدةٌﭐﵛﭐﱁﵚ‪،‬‬ ‫قال‪ :‬فســـجد رســـول الله [ وســـجد من خلفه إ َّل رجـــ ًا رأيته أخذ ك ًّفـــا من ترا ٍب‬ ‫فســـجد عليه‪ ،‬فرأيتـــه بعد ذلك ُق ِتل كاف ًرا‪ ،‬وهـــو أُ َم َّي ُة بن َخلَ ٍف»(‪« ،)1‬وا ْستُ ْشـــ ِك َل بأ َّن‬ ‫اقرأ باســـم ر ِّبك أ َّول ال ُّســـور نـــزو ًل‪ ،‬وفيها أي ًضا ســـجدةٌ‪ ،‬فهي ســـابق ٌة على ال َّنجم‪،‬‬ ‫وأجيـــب بأ َّن ال ّســـابق مـــن اقرأ أوائلهـــا‪ ،‬وأ َّمـــا بق َّيتها فنـــزل بعد ذلـــك بدليل ق َّصة‬ ‫أبـــي جهـــ ٍل فـــي نهيه لل ّنبـــي [ عـــن ال َّصـــاة‪ ،‬أو الأ َّول َّية مق َّيـــدةٌ بشـــي ٍء محذو ٍف؛‬ ‫ب َّينته رواي ٌة بلفظ‪« :‬إ َّن أ َّول ســـورٍة اســـت ْعلن بها رســـول الله [ ﭐﵛﭐﱁ ﱠﵚ»‪ ،‬وله‪« :‬أ َّول‬ ‫ســـورٍة تلاهـــا على المشـــركين»؛ فذكـــره‪ ...‬فيُجمع بـــن ال ِّروايات ال َّثلاث بـــأ َّن المراد‬ ‫أ َّول ســـورٍة فيها ســـجدةٌ تلاهـــا جه ًرا على المشـــركين» (‪ .)2‬كما أن فيها الإشـــارة إلى‬ ‫حادثـــة المعـــراج مما يعين على تحديـــد تقريبي لتاريـــخ نزولها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4863‬‬ ‫(‪ )2‬فتح الباري شرح البخاري‪ ،‬لابن حجر (‪.)552 /2‬‬

‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫مـــن التأمـــل في ســـياق مجموعاتهـــا يظهر أن من أهـــم موضوعاتها إبطال شـــبه‬ ‫الكافريـــن وصولاً إلى ضرورة الســـجود لـــرب العالمين‪.‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪٣٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫سورة النجم‬ ‫المعراج الحجاج الإنذار‬ ‫يمكـــن تقســـيمها إلـــى ثلاثة مقاطع َق َســـمي‪،‬‬ ‫فإنشـــائيين المعراج‪ ،‬والحجـــاج‪ ،‬والإنذار‪.‬‬ ‫ففي المقطع الأول (‪( )18-1‬المطلع القســـمي)‬ ‫وتأكيـــد عصمـــة النبـــي [ فـــي أمـــر الوحي‪،‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ورؤيتـــه لمـــا أراه اللـــه إياه مـــن الغيب الذي يدعـــو إليه‪.‬‬ ‫وفي المقطع الثاني (‪( )32-19‬المطلع الإنشـــائي) الاســـتفهامي التهكمي‪ ،‬ومناقشـــة الكفار‪،‬‬ ‫والإشـــارة إلـــى اتباعهـــم الظـــن مـــع الـــرد على بعـــض ظنونهـــم‪ ،‬فالأمـــر بالإعـــراض عنهم‬ ‫لانحصـــار إرادتهـــم فـــي الحيـــاة الدنيا‪ ،‬مع بيـــان حكمة اليـــوم الآخر‪.‬‬ ‫وفي المقطـــع الثالث (‪( )62-33‬المطلع الإنشـــائي) الاســـتفهامي التعجيبـــي‪ ،‬وإقامة الحجة‬ ‫عليهـــم فـــي بخلهم‪ ،‬والإشـــارة أن القرآن مـــن جنس الكتب مـــع ذكر لحقائق كبـــرى‪ ،‬وتذكير‬ ‫بمـــا أصـــاب الأمم الأولـــى‪ ،‬والإنـــذار بقرب الســـاعة‪ ،‬مـــع الإنـــكار عليهم فـــي تعجبهم من‬ ‫القـــرآن‪ ،‬والختم بأمرهم بالســـجود والعبادة‪.‬‬

‫هي الثالثة والخمسون ‪،‬ومن‬ ‫من المفصل الذي فضل‬ ‫مناسبتها للطور ختم تلك‬ ‫به نبينا [‪ ،‬أول سورة‬ ‫بذكر النجوم وافتتاح هذه‬ ‫أنزلت فيها سجدة‪.‬‬ ‫بالقسم بالنجم‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫إبطال شبه الكافرين‬ ‫النجم‬ ‫وصولاً إلى ضرورة‬ ‫السجود لرب العالمين‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪199‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة النجم‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫لم يذكر لها سبب‬ ‫تُعد الثانية والعشرين‬ ‫نزول‪.‬‬ ‫على المشهور‪ ،‬بعد‬ ‫الإخلاص‪ ،‬وقبل عبس‪.‬‬ ‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫ثلاثة مقاطع َق َسمي‬ ‫منها‪.‬‬ ‫فإنشائيين‪:‬‬ ‫المقطع الثالث ( المطلع الإنشائي)‬ ‫المقطع الثاني ( المطلع الإنشائي)‬ ‫المقطع الأول (المطلع القسمي)‪،‬‬ ‫الاستفهامي التعجيبي‪ ،‬و إقامة‬ ‫الاستفهامي التهكمي‪ ،‬ومناقشة‬ ‫وتأكيد عصمة النبي [ في أمر‬ ‫الحجة على الكافرين‪ ،‬والختم‬ ‫الكفار‪ ،‬والإشارة إلى اتباعهم الظن‬ ‫الوحي‪ ،‬ورؤيته لما آراه الله إياه من‬ ‫بأمرهم بالسجود والعبادة‪.‬‬ ‫مع الرد على بعض ظنونهم‪.‬‬ ‫الغيب الذي يدعو إليه ‪.‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook