Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف

بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف

Published by Ismail Rao, 2020-07-08 06:47:56

Description: بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف
مؤلف: د.محمد بن عبدالعزيز بن عمر نصيف
قسم: علوم القرآن الكريم والسنة النبوية
الصفحات: 402
حجم الملفات: 20.69 ميجا بايت
تاريخ انشاء الملفات: 20 أبريل 2020

Search

Read the Text Version

‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫جاء في نزولها خمســـة عشـــر ســـب ًبا‪ 4 ،‬منها‬ ‫مرتبطـــة بغزوة تبـــوك‪ ،‬و‪ 4‬فـــي المنافقين‪ ،‬و‪5‬‬ ‫فـــي التربيـــة والأحكام‪ ،‬وواحد فـــي الأعراب‪،‬‬ ‫وواحد فـــي اليهود يبـــدو أنه متقـــدم النزول‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫‪50‬‬ ‫بالنظـر إلـى اسـمها بـراءة‪ ،‬مـع ملاحظـة تأريـخ نزولهـا يمكـن أن يقـال إن موضوعهـا هـو‬ ‫سورة التوبة‬ ‫التبـرؤ مـن المشـركين وجهادهـم ومفاصلتهـم بعـد اسـتقرار دولـة الإسـام‪ ،‬فـإذا أضيـف‬ ‫إلـى ذلـك اسـمها التوبـة يظهـر جانـب آخـر مـن السـورة وهـو تصفيـة صفـوف المسـلمين‬ ‫مــن شــوائب النفــاق والتأخــر عــن الجهــاد‪ ،‬ويظهــر هــذا أكثــر بالنظــر إلــى أســمائها‬ ‫الأخـرى الـواردة‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫‪٣٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫النفير الاستمرار‬ ‫مقدمات‬ ‫تقســـم إلى ثلاثـــة أقســـام؛ أولهـــا في مقدمات‬ ‫العام في القتال‬ ‫للجهاد‬ ‫للجهـــاد‪ ،‬وثانيها فـــي النفير العـــام‪ ،‬وثالثها‬ ‫فـــي الاســـتمرار في القتال‪.‬‬ ‫أمـــا القســـم الأول (‪ )37-1‬ففيـــه (مطلـــع‬ ‫خبـــري) محـــذو ُف المبتدأ‪ ،‬والمقدمـــات الكبرى لانطـــاق الجهاد في ثلاثة مقاطـــع (‪،23 ،1‬‬ ‫‪ )28‬فيهـــا‪ :‬الأمـــر بالبـــراءة مـــن المشـــركين وقتالهم وقتلهـــم أينمـــا كانوا‪ ،‬والختـــم بتفضيل‬ ‫الجهـــاد على ســـقاية الحاج وعمارة المســـجد الحـــرام‪ ،‬ثم تحـــريم إعطاء الـــولاء للكافرين‬ ‫ومباينتهـــم مهما كانـــت قرابتهم‪ ،‬والختم بالتذكيـــر بنصر الله للمؤمنين فـــي مواطن كثيرة‪،‬‬ ‫ويـــوم حنـــن‪ ،‬ثم الأمـــر بقتال المشـــركين وأهل الكتـــاب مبـــر ًرا مفصل ًا كاشـــ ًفا لمخازي كلا‬ ‫‪51‬‬ ‫الطائفتـــن‪ ،‬والختم بتحديد الشـــهور عنـــد اللـــه‪ ،‬وإبطال النســـيء الذي ابتدعـــه الكفار‪.‬‬ ‫سورة التوبة‬ ‫وأما القســـم الثاني (‪ )122-38‬ففيه (مطل ٌع ندائـــ ٌّي) للمؤمنين‪ ،‬والحث علـــى النفير العام‬ ‫ومـــا يتعلـــق بـــه في ثلاثـــة مقاطـــع (‪ )119 ،73 ،38‬فيها‪ :‬الدعـــوة إلى النفير‪ ،‬وأنه ســـيظهر‬ ‫المنافقـــن‪ ،‬والختم بصفات المنافقـــن والمنافقات والمؤمنـــن والمؤمنات‪ ،‬مع ذكـــر عاقبة كل‬ ‫فريـــق‪ ،‬ثم الأمـــر بجهـــاد الكفـــار والمنافقين‪ ،‬مـــع إكمال فضـــح المنافقـــن وتوضيح صفات‬ ‫المؤمنـــن عن طريـــق الموقف من النفيـــر والجهاد والعـــدو‪ ،‬والختم بذكر التوبـــة على جيش‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫العســـرة والثلاثـــة الذيـــن خلفوا‪ ،‬ثم الأمـــر بالكون مـــع الصادقين‪ ،‬والحث علـــى النفير على‬ ‫الحاضـــر والبادي‪ ،‬والختم باســـتثناء مـــن النفير العام‪.‬‬ ‫وفي القســـم الثالث (‪( )129-123‬مطلـــ ٌع ندائـــ ٌّي) للمؤمنين‪ ،‬والأمـــر بالاســـتمرار بقتال‬ ‫الكفـــار المجاوريـــن لبلاد المســـلمين‪ ،‬وبيان موقـــف المؤمنـــن والمنافقين من القـــرآن الكريم‪،‬‬ ‫والختم بالإشـــعار ببركـــة بعثة النبـــي الـــرؤوف الرحيم [‪.‬‬

‫التبرؤ من المشركين‬ ‫أول المئين‬ ‫هي التاسعة‪ ،‬ومن‬ ‫وجهادهم ومفاصلتهم‪ ،‬و‬ ‫على ما ُر ِّجح‬ ‫من المئين التي أوتيها النبي [ مناسبتها للأنفال أن‬ ‫تصفية صفوف المسلمين‬ ‫مكان الزبور‪ ،‬وما ورد عن عمر التوبة مع خلوها من‬ ‫من شوائب النفاق والتأخر‬ ‫بن الخطاب ] أنه كتب‪ :‬البسملة تكمل موضوع‬ ‫عن الجهاد‪.‬‬ ‫«تعلَّموا سورة براءة‪ ،‬وعلموا سورة الأنفال ‪.‬‬ ‫نساءكم سورة النور‪.»...‬‬ ‫التوبة ‪ ،‬براءة‪،‬‬ ‫الفاضحة ‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪52‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة التوبة‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫إجمالي أسباب النزول‬ ‫تُعد الثالثة عشرة بعد‬ ‫الواردة في السورة خمسة‬ ‫عشر سبباً في‪ ( :‬غزوة‬ ‫المائة ‪ ،‬بعد سورة الفتح ‪،‬‬ ‫تبوك‪ ،‬المنافقين‪ ،‬في التربية‬ ‫وهي الأخيرة نزولاً‪ ،‬و قد‬ ‫والأحكام‪ ،‬الأعراب‪ ،‬اليهود )‪.‬‬ ‫حكي الإجماع على ذلك‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة‬ ‫خبرية‪.‬‬ ‫مدنية باتفاق‪ ،‬ولم‬ ‫تقسم إلى ثلاثة‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫أقسام‪ ،‬وخاتمة ‪:‬‬ ‫منها‪.‬‬ ‫القسم الثالث (مطل ٌع ندائ ٌّي) للمؤمنين‪ ،‬والأمر‬ ‫القسم الثاني (مطل ٌع‬ ‫القسم الأول (مطلع خبري)‬ ‫بالاستمرار بقتال الكفار المجاورين لبلاد‬ ‫ندائ ٌّي) للمؤمنين‪ ،‬والحث‬ ‫محذو ُف المبتدأ‪ ،‬والمقدمات‬ ‫الكبرى لانطلاق الجهاد‪.‬‬ ‫المسلمين‪ ،‬وبيان موقف المؤمنين والمنافقين من‬ ‫على النفير العام وما‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬والختم بالإشعار ببركة بعثة‬ ‫يتعلق به‪.‬‬ ‫النبي الرؤوف الرحيم [‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪0‬ﻤ‪1‬ﻬﺎ آﻳ‪9‬ﺎﺗ‪0‬ﻬ‪1‬ﺎ اﻟ‪1‬ﺠﺰ‪1‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫سورة يونس‬ ‫سابعة السبع الطوال‬ ‫يونس‬‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫يونس‪ :‬لذكر قوم يونس ‪.‬‬ ‫‪53‬‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫هـــي مـــن الســـبع الطـــوال‪ ،‬وجـــاء فـــي فضلهـــا مـــع غيرهـــا مـــن (ذوات الـــر) عن‬ ‫عبـــد اللـــه بـــن عم ٍرو‪ ،‬قـــال‪ :‬أتى رج ٌل رســـول اللـــه [‪ ،‬فقـــال‪ :‬أقرئني يا رســـول الله‪،‬‬ ‫قـــال لـــه‪« :‬اقرأ ثلا ًثا مـــن ذات الر»‪ ،‬فقال ال ّرجل‪ :‬كبرت ســـ ِّني‪ ،‬واشـــت َّد قلبـــي‪ ،‬و َغلُ َظ‬ ‫لســـاني‪ ،‬قـــال‪« :‬فاقـــرأ مـــن ذات حم»‪ ،‬فقـــال مثـــل مقالته الأولـــى‪ ،‬فقال‪« :‬اقـــرأ ثلا ًثا‬ ‫من المســـ ِّبحات»‪ ،‬فقـــال مثل مقالته‪ ،‬فقـــال ال َّرجل‪ :‬ولكن أقرئني يا رســـول الله ســـور ًة‬ ‫جامعـــ ًة؛ فأقـــرأه‪ :‬ﵛﭐﱵﱶﱷﵚ ح َّتـــى إذا فـــرغ منهـــا قـــال ال َّرجـــل‪ :‬والـــذي بعثك‬ ‫بالحـــ ِّق‪ ،‬لا أزيـــد عليهـــا أب ًدا‪ ،‬ثم أدبـــر ال َّرجل‪ ،‬فقال رســـول الله [‪« :‬أفلـــح ال ُّرويجل‪،‬‬ ‫أفلـــح ال ُّرويجـــل»(‪ .)1‬ولم أجد لهـــا فضل ًا مســـتقل ًا ثاب ًتا‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫هـــي العاشـــرة‪ ،‬وعلى القول بأنها ســـابعة الســـبع الطوال؛ فإن من مناســـبة‬ ‫تأخيرهـــا عن الأعراف شـــ َّدة تناســـبها مع مـــا يليها من الســـور في جوانب‬ ‫متعـــددة كالمطلع وغيره‪.‬‬ ‫(‪ )1‬المسند (‪ ،)139/11‬وحسنه محققوه‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد الخمســـن‪ ،‬نزلت بعد الإســـراء‪ ،‬وقبـــل هود‪ ،‬وفيها مـــن الكلام مع المشـــركين ما‬ ‫قد يشـــعر بتأخ ٍر فـــي النزول ضمـــن العهد المكي‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪54‬‬ ‫لم يثبت لها سبب نزول‪.‬‬ ‫افتتحــت بحــروف التهجــي عمو ًمــا‪،‬‬ ‫ثـم هـي مفتتحـة بــ ﵛﭐﱁﵚ خصو ًصـا‪.‬‬ ‫سورة يونس‬ ‫موضوع السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫يعــرف مــن مطلعهــا وقســميها أن موضوعهــا هــو إثبــات أن القــرآن حــق ونفــي‬ ‫الريــب عنــه‪ ،‬وضــرورة الانتفــاع بــه‪.‬‬

‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫الحديث عن‬ ‫إقامة الحجة‬ ‫تقســـم إلى قســـمين وخاتمة؛ أول القسمين‬ ‫القرآن‬ ‫على المرتابين‬ ‫فـــي إقامـــة الحجـــة علـــى المرتابين‬ ‫في القرآن‬ ‫في القـــرآن‪ ،‬والثانـــي فـــي الحديـــث عن‬ ‫ا لقر آ ن ‪.‬‬ ‫أما القســـم الأول (‪ )56-1‬ففيه (مطلـــ ٌع حرفي) متبـــ ٌع بوصف الكتـــاب بالحكمة‪،‬‬ ‫وإقامـــ ُة الحجـــة على المرتابين فـــي القرآن في مقدمـــ ٍة ومقطعـــن (‪ )38 ،2 ،1‬فيها‪:‬‬ ‫الثنـــاء علـــى الكتـــاب‪ ،‬وأنـــه الحكيم‪ ،‬ثم نقـــاش للمكذبـــن بأصل الوحـــي ‪-‬عمو ًما‪-‬‬ ‫بلفـــت الانتبـــاه إلـــى الآيـــات الكونيـــة‪ ،‬وإلـــى تناقضاتهـــم في الســـراء والضـــراء مع‬ ‫‪55‬‬ ‫التهويـــن مـــن الدنيا والدعوة إلـــى الآخـــرة‪ ،‬والختم بتدبير الله للكائنـــات‪ ،‬وفي آخر‬ ‫آيـــة عـــودة للثناء على القـــرآن‪ ،‬وأنه مـــن رب العالمـــن‪ ،‬ثم نقاش للمكذبـــن بالقرآن‬ ‫سورة يونس‬ ‫‪-‬خصو ًصـــا‪ -‬بإظهـــار عجزهـــم عـــن الإتيان بســـورٍة مثله‪ ،‬وبيـــان أســـباب تكذيبهم‪،‬‬ ‫ووعظهـــم وتذكيرهـــم بالمصير يـــوم الديـــن‪ ،‬ومزيد من الـــرد على أقوالهـــم الباطلة‪،‬‬ ‫والختـــم بالتعريف باللـــه وأن له مـــا فـــي الســـماوات والأرض‪ ،‬وأن الرجـــوع إليه ‪-‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ســـبحانه وتعالى‪.-‬‬ ‫وأما القســـم الثاني (‪ )103-57‬ففيه (مطل ٌع ندائـــ ٌّي) للناس‪ ،‬والـــكلا ُم على القرآن‬ ‫وخصائصـــه‪ ،‬ولـــوازم ذلك فـــي ثلاثـــة مقاطـــع (‪ )94 ،71 ،57‬فيها‪ :‬ذكـــر خصائص‬ ‫القـــرآن العظيمـــة‪ ،‬والحـــث علـــى الفـــرح به‪ ،‬ومـــا يترتب علـــى تلـــك الخصائص من‬ ‫ضـــرورة الاهتـــداء به‪ ،‬والرد علـــى الذين قالوا‪ :‬اتخـــذ الله ولـــدا‪ ،‬والختم بتهديدهم‬ ‫بالعذاب الشـــديد يوم الدين‪ ،‬ثم ذكر قصة نوح‪ ،‬والإشـــارة إلى مجموعة من الرســـل‪،‬‬ ‫وقصـــة موســـى ‪ ،‬وقد جاءت هذه القصص تأني ًســـا وتحذي ًرا‪ ،‬وختمت بالإشـــارة‬ ‫إلى ســـنة الله في الطائعين‪ ،‬ثم إزالة الشـــك بســـؤال أهل الكتب الســـابقة‪ ،‬والتثبيت‬ ‫علـــى الحـــق‪ ،‬وبيـــان أن الإيمان بيد اللـــه‪ ،‬والحث علـــى النظر والتفكـــر‪ ،‬والختم بأن‬ ‫النجاة للرســـل وللمؤمنـــن‪ ،‬والعقاب للمكذبين‪.‬‬ ‫وفي الخاتمـــة (‪( )109-104‬مطلـــع تلقينـــ ٌّي ندائي) وخطابـــان‪ :‬أحدهمـــا في نفي‬ ‫الشـــك‪ ،‬والثانـــي فـــي توكيد ضـــرورة الاهتـــداء بالقرآن‪ ،‬وفـــي الآية الأخيـــرة تثبي ٌت‬ ‫لســـيد المرســـلين [ بأمـــره بالاتباع والصبر حتـــى يحكم الله‪ ،‬وهـــو خير الحاكمين‪.‬‬

‫سابعة السبع‬ ‫هي العاشرة‪ ،‬وعلى‬ ‫هي من السبع الطوال ‪ ،‬وجاء في‬ ‫الطوال على‬ ‫القول بأنها سابعة السبع‬ ‫فضلها مع غيرها من (ذوات الر) ما‬ ‫الطوال؛ فإن من مناسبة‬ ‫في المسند أنه أتى رجل رسول الله‬ ‫ما ُر ِّجح‬ ‫تأخيرها عن الأعراف‬ ‫[‪ ،‬فقال‪ :‬أقرئني يا رسول الله‪ ،‬قال‬ ‫ش ّدة تناسبها مع ما يليها‬ ‫إثبات أن القرآن حق‬ ‫ل ُه‪ « :‬اقرأ ثلا ًثا من ذا ِت الر ‪»...‬‬ ‫ونفي الريب عنه‪،‬‬ ‫من السور في جوانب‬ ‫وضرورة الانتفاع به‪.‬‬ ‫متعددة كالمطلع وغيره‪.‬‬ ‫يونس‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪56‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة يونس‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫لم يثبت لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الخمسين‪ ،‬نزلت‬ ‫بعد الإسراء و قبل‬ ‫ُهود‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف التهجي‬ ‫تقسم إلى قسمين‪،‬‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم عمو ًما ‪ ،‬ثم هي مفتتحة‬ ‫وخاتمة ‪:‬‬ ‫يصح استثناء شيء بـ( الر) خصوصاً‪.‬‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫الخاتمة (مطلع تلقيني ندائي) وخطابان‪:‬‬ ‫القسم الثاني (مطل ٌع‬ ‫القسم الأول (مطل ٌع حرف ٌّي)‬ ‫أحدهما في نفي الشك ‪ ،‬والثاني في توكيد‬ ‫ندائ ٌّي) للناس‪ ،‬والكلا ُم‬ ‫متبع بوصف الكتاب بالحكمة‪،‬‬ ‫ضرورة الاهتداء بالقرآن‪ ،‬وفي الآية الأخيرة‬ ‫على القرآن وخصائصه‬ ‫وإقام ُة الحجة على المرتابين‬ ‫تثبيت لسيد المرسلين [‪.‬‬ ‫ولوازم ذلك‪.‬‬ ‫في القرآن ‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا باستثناء آية‬ ‫‪1‬اﻟ‪1‬ﺠ‪-‬ﺰ‪2‬ء‪1‬‬ ‫آﻳ‪3‬ﺎﺗ‪2‬ﻬ‪1‬ﺎ‬ ‫رﻗ‪1‬ﻤ‪1‬ﻬﺎ‬ ‫رقم(‪ )١١٤‬فمدنية‪.‬‬ ‫من المئين‬ ‫هود‬ ‫هود‪ :‬لذكر قصة هود ‪.‬‬ ‫‪57‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة هود‬ ‫هـــي الحادية عشـــرة بعد يونـــس‪ ،‬ومن‬ ‫هـــي مـــن المئين‪ ،‬وجـــاء فـــي فضلها‬ ‫مناســـبتها لهـــا تفصيلها لقصـــة نوح‬ ‫التي أجملت هناك‪ ،‬مع تناســـب ظاهر‬ ‫مـــع غيرها مـــن (ذوات ﵛﭐﱁﵚ ) ما‬ ‫بين آخـــر يونس ومطلـــع هود‪.‬‬ ‫مـــ َّر في ســـورة يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها‬ ‫فضل ًا مســـتقل ًا ثاب ًتا‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد الواحـــدة والخمســـن‪ ،‬بعد يونس‪ ،‬وقبل يوســـف‪ ،‬والتشـــابه بينهـــا وبين يونس‬ ‫في الكلام مع المشـــركين يشـــعر بتأخ ٍر مـــا في النزول ضمن العهـــد المكي‪ ،‬وفيها آية‬ ‫نزلـــت بالمدينـــة؛ إذ ثبـــت عن ابن مســـعود ] أنه قال‪ :‬جـــاء رج ٌل إلـــى النبي [‪،‬‬ ‫فقـــال‪ :‬يـــا رســـول الله إ ِّني عالجت امـــرأ ًة في أقصـــى المدينة‪ ،‬وإ ِّني أصبـــت منها ما‬ ‫دون أن أم َّســـها‪ ،‬فأنا هذا‪ ،‬فاقض ف َّي ما شـــئت‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬لقد ســـترك الله‪ ،‬لو‬ ‫ســـترت نفســـك‪ ،‬قال‪ :‬فلم ير َّد النبي [ شـــي ًئا‪ ،‬فقام ال َّرجل فانطلـــق‪ ،‬فأتبعه النبي‬ ‫[ رجـــ ًا دعاه‪ ،‬وتلا عليه هذه الآيـــة‪ :‬ﭐﵛﭐﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡ‬ ‫ﲢﲣ ﲥﲤﲦﲧﲨﲩﵚ فقـــال رج ٌل مـــن القوم‪ :‬يا نب َّي‬ ‫اللـــه هذا له خا َّصـــ ًة؟ قال‪« :‬بل لل َّنـــاس كا َّف ًة»(‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪.)2763‬‬

‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫افتتحـت بحـروف التهجـي عمو ًمـا‪،‬‬ ‫وردت لها ثلاثة أســـباب؛ واحد يتعلق‬ ‫ثـم هـي مفتتحة بـ ﵛﭐﱁﵚ خصو ًصا‪.‬‬ ‫بالمشـــركين‪ ،‬واثنـــان منهـــا متقاربان‬ ‫في آيـــة واحدة نزلـــت بالمدينة‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫يعـرف مـن تأمـل كثيـر مـن آياتهـا أن موضوعهـا تثبيـت سـيد المرسـلين علـى الصـراط‬ ‫المسـتقيم‪ ،‬وتوحيـد رب العالمـن‪ ،‬مـع تهديـد الكافريـن بالعـذاب الأليـم‪.‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫‪58‬‬ ‫‪٣٢١‬‬ ‫تثبيت‬ ‫قصص‬ ‫العبادة‬ ‫يمكـــن أن تقســـم إلى ثلاثـــة أقســـام؛ أولها عن‬ ‫سورة هود‬ ‫وتوجيه‬ ‫السابقين‬ ‫العبـــادة‪ ،‬والثانـــي في قصـــص الســـابقين‪،‬‬ ‫والثالـــث تثبيـــت وتوجيه‪.‬‬ ‫أمـــا القســـم الأول (‪ )24-1‬ففيه(مطلـــ ٌع‬ ‫حرفـــ ٌّي) متبـــع بوصـــف الكتـــاب بالإحـــكام والتفصيل‪ ،‬والـــكلا ُم علـــى العبادة فـــي مقدمة‪،‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ومقطـــع (‪ )5 ،1‬فيهمـــا‪ :‬بيـــان إحكام القـــرآن‪ ،‬وتلخيص مقاصـــده في العبادة والاســـتغفار‬ ‫والتبشـــير والإنـــذار‪ ،‬ثم التعريـــف بـــرب العالمـــن‪ ،‬وذكـــر لجهـــالات الكافريـــن‪ ،‬مـــع تثبيت‬ ‫ســـيد المرســـلين –عليه الصلاة والتســـليم‪ ،-‬والترغيـــب والترهيب مـــع الختم بالمقارنة بين‬ ‫ا لفر يقين ‪.‬‬ ‫وأما القســـم الثـــاني (‪ )108 -25‬ففيه (مطلـــع خبري)‪ ،‬وقصص للســـابقين فيهـــا تثبيت‬ ‫للنبـــي الأمين [ والمؤمنين‪ ،‬وتهديد للمشـــركين أن يصيبهم ما أصـــاب الكافرين في مقطع‬ ‫وتعقيـــب فيهمـــا (‪ :)100 ،25‬قصص نوح وهود‪ ،‬وصالح‪ ،‬ولـــوط ‪ ‬مع ذكر مرور الملائكة‬ ‫بإبراهيـــم فـــي طريقهم لإهلاك قـــوم لوط‪ ،‬وذكر قصص شـــعيب‪ ،‬وموســـى ‪ ‬مع الختم‬ ‫بالإشـــارة إلـــى مصيـــر فرعون يـــوم يقدم قومـــه يـــوم القيامة فيوردهـــم النـــار‪ ،‬ثم التهديد‬ ‫للظالمين أن يصيبهم ما أصاب أســـافهم الســـابقين‪ ،‬وذكر عاقبة الأشـــقياء والســـعداء يوم‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫وأما القســـم الثالث (‪ )123-109‬ففيه (مطلع إنشـــائي) نـــاٍه للنبي [ وتوجيهـــات تثب ُت‬ ‫علـــى الطريـــق المســـتقيم‪ ،‬والختم بآية تؤكـــد أن مرجـــع الأمور إليـــه‪ ،‬وتحث علـــى العبادة‬ ‫والتـــوكل عليه‪.‬‬

‫هي الحادية عشرة بعد يونس‪،‬‬ ‫ومن مناسبتها لها تفصيلها‬ ‫لقصة نوح التي أجملت هناك‪،‬‬ ‫مع تناسب ظاهر بين آخر‬ ‫هي من المئين ‪ ،‬وجاء في‬ ‫فضلها مع غيرها من‬ ‫من المئين‬ ‫يونس ومطلع هود‪.‬‬ ‫(ذوات الر)‪.‬‬ ‫تثبيت سيد المرسلين‬ ‫على الصراط المستقيم‬ ‫هود‬ ‫وتوحيد رب العالمين‪،‬‬ ‫مع تهديد الكافرين من‬ ‫العذاب الأليم‪.‬‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫‪59‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة هود‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫وردت لها ثلاثة أسباب‪،‬‬ ‫تُعد الواحدة والخمسين ‪،‬‬ ‫واحد يتعلق بالمشركين ‪،‬‬ ‫بعد يونس وقبل يوسف‪.‬‬ ‫واثنان منها متقاربان في‬ ‫آية واحدة نزلت بالمدينة ‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف‬ ‫َم ِّك َية اتفا ًقا‬ ‫تقسم إلى ثلاثة‬ ‫باستثناء آية‬ ‫أقسام‪ ،‬وخاتمة ‪:‬‬ ‫التهجي عمو ًما ‪ ،‬ثم‬ ‫هي مفتتحة بـ( الر)‬ ‫رقم(‪ )١١٤‬فمدنية‪.‬‬ ‫خصوصاً‪.‬‬ ‫الخاتمة آية تؤكد أن‬ ‫القسم الثالث (مطلع‬ ‫القسم الثاني (مطلع خبري)‬ ‫القسم الأول (مطل ٌع‬ ‫مرجع الأمور إليه‪،‬‬ ‫إنشائي) ناٍه للنبي [‬ ‫وقصص للسابقين فيها تثبيت‬ ‫حرف ٌّي ) متبع بوصف‬ ‫وتحث على العبادة‬ ‫للنبي الأمين [ والمؤمنين‪ ،‬وتهديد‬ ‫وتوجيهات تثب ُت على‬ ‫للمشركين أن يصيبهم ما أصاب‬ ‫الكتاب بالإحكام‬ ‫والتوكل عليه‪.‬‬ ‫الطريق المستقيم‪.‬‬ ‫الكافرين ‪.‬‬ ‫والتفصيل‪ ،‬والكلا ُم‬ ‫على العبادة‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫‪2‬اﻟ‪1‬ﺠ‪-‬ﺰ‪3‬ء‪1‬‬ ‫آﻳ‪1‬ﺎﺗ‪1‬ﻬ‪1‬ﺎ‬ ‫رﻗ‪2‬ﻤ‪1‬ﻬﺎ‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من المئين‬ ‫يوسف‬ ‫يوسف‪ :‬لذكر قصة يوسف ‪ ‬فيها‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪60‬‬ ‫هـــي الثانيـــة عشـــرة بعـــد هـــود‪ ،‬ومن‬ ‫هـــي مـــن المئين‪ ،‬وجـــاء فـــي فضلها‬ ‫سورة يوسف‬ ‫مناســـبتها تفصيلها لبعض مـــا أجمل‬ ‫مـــع غيرها مـــن (ذوات ﵛﭐﱁﵚ ) ما‬ ‫فـــي هود مـــن ذكـــر بـــركات اللـــه على‬ ‫مـــ َّر في ســـورة يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها‬ ‫أهـــل بيـــت إبراهيم ‪.‬‬ ‫فضل ًا مســـتقل ًا ثاب ًتا‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫تعـــد الثانيـــة والخمســـن‪ ،‬نزلـــت بعـــد هـــود‪ ،‬وقبـــل الحجـــر‪ ،‬وما صح في ســـبب‬ ‫نزولهـــا قـــد يشـــعر بتوســـط تأريـــخ نزولها ضمـــن العهـــد المكي‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بـ ﵛﭐﱁﵚ خصو ًصا‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ورد لها ســـبب نزول واحد فقط يتعلق بتربية الصحابة على القرآن‪ ،‬عن ســـعد بن أبي‬ ‫وقاص ] قال‪ :‬نزل القرآن على رســـول الله [‪ ،‬فتلا عليهم زما ًنا‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول‬ ‫اللـــه‪ ،‬لو قصصت علينـــا‪ .‬فأنزل الله ع َّز وجـــ َّل‪:‬ﭐﵛﭐﲒﲔﲕﲖﲗ ﱠﵚ‪ ،‬تلا‬ ‫إلى قوله‪ :‬ﵛﭐﲠﲡﲢﲣﲤﵚ(يوســـف‪ )3-1 :‬الآية‪ .‬فتلا عليهم زما ًنا‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫يا رســـول الله‪ ،‬لـــو ح ّدثتنا‪ .‬فأنـــزل الله ع َّز وجـــ َّل‪ :‬ﵛﭐﱘﱙﱚﱛﱜﱝﵚ‬ ‫(الزمر‪ )23 :‬الآيـــة‪ ،‬ك ّل ذلك يؤمر بالقرآن (‪.)1‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫قصة يوسف ‪61 ‬‬ ‫سورة يوسف‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫‪٣٢١‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫مقدمة قصة خاتمة‬ ‫تنقسم إلى مقدمة‪ ،‬وقصة‪ ،‬وخاتمة‪.‬‬ ‫أما المقدمـــة (‪ )3-1‬ففيهـــا (مطلـــ ٌع حرف ٌّي)‬ ‫متبـــع بوصف القـــرآن بأنـــه مبي ٌن‪ ،‬وإثبـــا ُت أن‬ ‫القـــرآن منـــزل مـــن عنـــد اللـــه لوجود أحســـن‬ ‫اولأقماصاـــلقصصـفـيــــةه‪4(،‬مـــ‪-‬ع‪1‬أ‪0‬ن‪1‬ا)لنفبـفــيهيا (م[ لـطـلــــمعيكظنرفـ–ــقبي)ل‪،‬نــوـقزوصلةاليقوـــسرــآـنف‪-‬عالم‪‬ــًــامفولاصلـمــتةعلمحــًيــاث‪ .‬جاء‬ ‫فيهـــا‪ :‬رؤيـــا يوســـف ‪ ‬وحديثه مـــع أبيـــه‪ ،‬فكيد إخوتـــه له لينتقـــل في أحوال شـــتى من‬ ‫البئـــر إلـــى بيت العزيز إلى الســـجن إلى عـــرش الملك‪ ،‬حتى جـــاءه أبواه وأخوتـــه‪ ،‬وخروا له‬ ‫ُســـ َّجدا‪ ،‬وختمـــت القصة بدعاء يوســـف ر َّبه فـــي أدب عجيب‪.‬‬ ‫وأما الخاتمـــة (‪ )111-102‬ففيها (المطلع الإشـــاري) للقصة‪ ،‬والإشـــارةُ إلـــى الحكمة من‬ ‫إيرادهـــا‪ ،‬وإعـــرا ِض أكثر النـــاس عن الإيمـــان‪ ،‬والتذكي ُر بـــأن العاقبة للمرســـلين‪ ،‬وأن هذه‬ ‫القصـــص هدى ورحمـــة للمؤمنين‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه الحاكم (‪ ،)345/2‬وصححه‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وينظر‪ :‬الصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي‪.‬‬

‫إثبات أن القرآن كلام الله‬ ‫هي الثانية عشرة بعد هود‪،‬‬ ‫هي من المئين ‪ ،‬وجاء في‬ ‫بدليل الإخبار المفصل‬ ‫ومن مناسبتها تفصيلها لبعض‬ ‫فضلها مع غيرها من‬ ‫بقصة يوسف \\ و ما‬ ‫(ذوات آلر)‪.‬‬ ‫في القصة من عبر كثيرة‬ ‫ما أجمل في هود من ذكر‬ ‫ج ًدا‪.‬‬ ‫بركات الله على أهل البيت‬ ‫‪-‬بيت إبراهيم\\‪.-‬‬ ‫من المئين‬ ‫يوسف‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪62‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة يوسف‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ورد لها سبب نزول‬ ‫تُعد الثانية والخمسين‪،‬‬ ‫واحد فقط يتعلق بتربية‬ ‫نزلت بعد هود‪ ،‬وقبل‬ ‫الصحابة على القرآن‪.‬‬ ‫الحجر‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف‬ ‫مكية اتفاقاً‪ ،‬ولم‬ ‫تنقسم إلى مقدمة‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫وقصة وخاتمة ‪:‬‬ ‫التهجي عمو ًما ‪ ،‬ثم‬ ‫هي مفتتحة بـ( الر)‬ ‫منها‬ ‫خصوصاً‪.‬‬ ‫الخاتمة (المطلع الإشاري) للقصة‪ ،‬والإشارةُ إلى‬ ‫القصة (مطلع ظرفي) ‪،‬‬ ‫المقدمة (مطل ٌع حرف ٌّي) متبع‬ ‫الحكمة من إيرادها ‪،‬وإعراض أكثر الناس عن‬ ‫وقصة يوسف مفصلة ‪.‬‬ ‫بوصف القرآن بأنه مبي ٌن‪،‬‬ ‫وإثبا ُت أن القرآن منزل من‬ ‫الإيمان‪ ،‬والتذكي ُر بأن العاقبة للمرسلين‪ ،‬وأن هذه‬ ‫القصص هدى ورحمة للمؤمنين‪.‬‬ ‫عند الله‪.‬‬

‫َم ِّكَية على الراجح‪ ،‬ولم‬ ‫رﻗ‪3‬ﻤ‪1‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪3‬ﺗﻬ‪4‬ﺎ اﻟ‪3‬ﺠﺰ‪1‬ء‬ ‫يصح استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫الرعد‬ ‫من المثاني‬ ‫الرعد‪ :‬لذكر الرعد فيها‪.‬‬ ‫‪63‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة الرعد‬ ‫هي الثالثة عشـــرة‪ ،‬بعد ســـورة يوسف‪،‬‬ ‫هـــي من المثانـــي‪ ،‬وجاء فـــي فضلها مع‬ ‫ومـــن مناســـبتها لهـــا أن فـــي خاتمـــة‬ ‫يوســـف الإشـــارة إلى آيات الســـماوات‬ ‫غيرهـــا مـــن (ذوات ﵛﭐﱁﵚ (‪ ))1‬مـــا م َّر‬ ‫في ســـورة يونس‪ ،‬ولم أجـــد لها فضل ًا‬ ‫والأرض‪ ،‬وفي مطلـــع الرعد تفصيلها‪.‬‬ ‫مستقل ًا ثاب ًتا‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد السادســـة والتســـعين على المشـــهور‪ ،‬بعد ســـورة محمد [‪ ،‬وقبـــل الرحمن‪،‬‬ ‫وهـــذا بعيـــد‪ ،‬بل الراجـــح م ِّكيتها؛ لـــورود ما يدل علـــى أن آخرها نزل قبل إســـام‬ ‫عمر بـــن الخطاب ]‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫افتتحـت بحـروف التهجـي عمو ًمـا‪ ،‬ثـم إنهـا مفتتحـة بــ ﵛﭐﱁﵚ فهـي فريـدة‬ ‫فـي افتتاحهـا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬يحتمل أن تكون الرعد من ذوات ﵛﭐﱁﵚ باعتبار أنها ذكرت وسط السور التي بدئت بـ ﵛﭐﱁﵚ‪ ،‬ويحتمل ألا تكون منها باعتبار أنها بدئت بـ ﵛﭐﱁﵚ‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪64‬‬ ‫ورد لها ســـبب نزول واحد في الصراع مع المشـــركين‪ ،‬عن أنس ] قال‪ :‬بعث رســـول‬ ‫سورة الرعد‬ ‫اللـــه [ رجـــ ًا مـــن أصحابه إلى رج ٍل مـــن عظماء الجاهل َّيـــة يدعوه إلـــى الله تبارك‬ ‫وتعالـــى‪ ،‬فقـــال‪ :‬أيـــش ر ّبك الـــذي تدعـــو إليه؟ مـــن نحا ٍس هـــو؟ من حديـــ ٍد هو؟ من‬ ‫ف َّضـــ ٍة هو؟ من ذهـــ ٍب هو؟ فأتى النبي [ فأخبـــره‪ ،‬فأعاده النبـــي [ ال َّثانية‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫مثـــل ذلـــك‪ ،‬فأتى النبـــي [‪ ،‬فأخبره‪ ،‬فأرســـله إليـــه ال َّثالثـــة‪ ،‬فقال مثل ذلـــك‪ ،‬فأتى‬ ‫النبي [ فأخبره‪ ،‬فأرســـل الله تبـــارك وتعالى عليه صاعق ًة‪ ،‬فأحرقته‪ ،‬فقال رســـول‬ ‫اللـــه [‪« :‬إ َّن الله تبارك وتعالى قد أرســـل على صاحبك صاعقـــ ًة فأحرقته»‪ ،‬فنزلت‬ ‫هذه الآية ﱡﭐﵛﭐﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﵚ(‪)1‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫يعـــرف من مطلعها‪ ،‬مع النظر إلى افتتاح عدد مـــن آياتها‪ ،‬والتأمل في موضوعاتها‪،‬‬ ‫أن موضوعهـــا التعريـــف باللـــه وبكتابـــه‪ ،‬وبيان المنتفعـــن به وأضدادهـــم‪ ،‬وعرض‬ ‫أقوال الكافرين و ُشـــ َب ِه ِهم مـــع الرد عليها‪.‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫تقسم إلى مقدم ٍة‪ ،‬وقسم واحد‪ ،‬يعرف بالله وبكتابه‪ ،‬ويرد على الكافرين‪.‬‬ ‫فالمقدمـــة (‪ )1‬فيها (مطلـــ ٌع حرف ٌّي) متبع بالإشـــارة إلى عظمـــة الكتاب‪ ،‬وأنـــه الحق المنزل‬ ‫مـــن الرب‪ ،‬وأن أكثـــر الناس – مع ذلـــك‪ -‬لا يؤمنون‪.‬‬ ‫وفي القســـم الوحيـــد (‪( )43-2‬مطلـــع ثنائـــي)‪ ،‬والتعريـــف باللـــه‪ ،‬وبكتابـــه والـــرد على‬ ‫الكافريـــن مـــع التأكيـــد علـــى إ َّن القرآن حق فـــي ثلاثـــة مقاطع (‪ )26 ،8 ،2‬فيهـــا‪ :‬التعريف‬ ‫باللـــه‪ ،‬ولفـــت النظـــر إلى أفعالـــه ومخلوقاتـــه الدالة على قدرتـــه‪ ،‬والاســـتدلال على البعث‬ ‫مـــع تعجيب مـــن بعض مواقـــف الكفرة التي لا تتناســـب مع هـــذه المعرفـــة‪ ،‬والختم بطلبهم‬ ‫آيـــة مع الـــرد عليهـــم‪ ،‬ثم التعريف باللـــه‪ ،‬وبيان علمه الواســـع‪ ،‬وصـــولاً إلى أحـــوال الناس‬ ‫فـــي عبادتهـــم‪ ،‬وموقفهم من الحـــق الذي أنزله اللـــه على نبينا [‪ ،‬وعـــرض لأوصافهم في‬ ‫الدنيـــا‪ ،‬ولجزائهم فـــي الآخرة‪ ،‬ثم التعريـــف بالله‪ ،‬وأنـــه القابض الباســـط‪ ،‬والتعجيب من‬ ‫طلـــب الكافريـــن آية مـــع ردود متعـــددة عليهم‪ ،‬والختم بإنكارهم الرســـالة مع الـــرد عليهم‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجـه البـزار (‪ ،)7007‬وينظـر‪ :‬الصحيـح المسـند مـن أسـباب النـزول للوادعـي‪ ،‬وقـد ض ّعفـه صاحـب المحـرر فـي أسـباب نـزول القـرآن مـن خـال‬ ‫الكتـب التسـعة ‪.‬‬

‫هي الثالثة عشرة‪ ،‬بعد يوسف‬ ‫ومن مناسبتها لها أن في‬ ‫خاتمة يوسف الإشارة إلى آيات‬ ‫السماوات والأرض‪ ،‬وفي مطلع‬ ‫هي من المثاني ‪ ،‬وجاء‬ ‫في فضلها مع غيرها من‬ ‫من المثاني‬ ‫الرعد تفصيلها‪.‬‬ ‫(ذوات الر)‪.‬‬ ‫التعريف بالله‪ ،‬وبكتابه‬ ‫الرعد‬ ‫وبيان المنتفعين به‬ ‫وأضدادهم‪ ،‬وعرض‬ ‫أقوال الكافرين و ُش َب ِه ِهم‬ ‫مع الرد عليها‪.‬‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫‪65‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الرعد‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ورد لها سبب نزول واحد‬ ‫تُعد السادسة والتسعين‪،‬‬ ‫في الصراع مع المشركين‪.‬‬ ‫بعد سورة محمد[‬ ‫وقبل الرحمن‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف التهجي‬ ‫مكية على الراجح‪،‬‬ ‫تقسم إلى مقدم ٍة‬ ‫عموماً‪ ،‬ثم إنها مفتتحة‬ ‫ولم يصح استثناء‬ ‫وقسم وحيد ‪:‬‬ ‫بـ ( المر) فهي فريدة في‬ ‫شيء منها‪.‬‬ ‫افتتاحها‪.‬‬ ‫القسم الوحيد ( مطلع ثنائي) ‪ ،‬والتعريف‬ ‫المقدمة (مطل ٌع حرف ٌّي) متبع بالإشارة‬ ‫بالله ‪ ،‬وبكتابه والرد على الكافرين مع‬ ‫إلى عظمة الكتاب‪ ،‬وأنه الحق المنزل من‬ ‫التأكيد على أ َّن القرآن حق ‪ ،‬والختم‬ ‫الرب‪ ،‬وأن أكثر الناس ‪ -‬مع ذلك‪ -‬لا‬ ‫بإنكارهم الرسالة مع الرد عليهم‪.‬‬ ‫يؤمنون‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪4‬ﻤ‪1‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪2‬ﺗﻬ‪5‬ﺎ اﻟ‪3‬ﺠﺰ‪1‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫إبراهيم‬ ‫اسمها الوحيد إبراهيم‪ :‬لذكر إبراهيم ‪ ‬فيها‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪66‬‬ ‫هـــي الرابعة عشـــرة بعد الرعـــد‪ ،‬ومن‬ ‫هي مـــن المثانـــي‪ ،‬وجاء فـــي فضلها‬ ‫سورة إبراهيم‬ ‫مناســـبتها لمـــا قبلهـــا أن الرعـــد قـــد‬ ‫مع غيرهـــا مـــن (ذوات ﵛﭐﱁﵚ ) ما‬ ‫ختمـــت بذكـــر جنـــس الكتـــاب الـــذي‬ ‫مـــ َّر في ســـورة يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫أنزلـــه اللـــه‪ ،‬وهـــذه افتتحـــت بالثنـــاء‬ ‫علـــى آخـــر الكتـــب‪ ،‬كمـــا أنهـــا فصلت‬ ‫فضل ًا مســـتقل ًا ثاب ًتا‪.‬‬ ‫فـــي أحـــوال الرســـل المشـــار إليهم في‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫آخـــر الرعد‪.‬‬ ‫تعـــد التاســـعة والســـتين؛ بعـــد‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫الشـــورى‪ ،‬وقبل الأنبياء‪ ،‬والتهديد‬ ‫وقـــوة تصويـــر العـــذاب فيهـــا قد‬ ‫ذكـــر لهـــا ســـبب نـــزول واحـــد فـــي‬ ‫يشـــعران بتأخـــر نســـبي لنزولها‪.‬‬ ‫المشـــركين‪ ،‬والأقـــرب أنـــه مثـــال لا‬ ‫ســـبب نـــزول‪.‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬ ‫يعرف مـــن مطلعها وافتتـــاح عدد من‬ ‫افتتحــت بحــروف التهجــي عمو ًمــا‪،‬‬ ‫آياتهـــا أن موضوعها هـــو الإخراج من‬ ‫ثـم هـي مفتتحـة بــ ﵛﭐﱁﵚ خصو ًصا‪.‬‬ ‫الظلمـــات إلى النور‪.‬‬ ‫‪٣٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫‪67‬‬ ‫تنبيهات‬ ‫تنبيهات‬ ‫يبين أعظم‬ ‫يمكن تقســـيمها إلى ثلاثة أقســـام؛ أولها يبين‬ ‫تخرج من‬ ‫تخرج إلى‬ ‫ما يخرج من‬ ‫أعظم ما يخـــرج من الظلمـــات إلى النور‪،‬‬ ‫الظلمات‬ ‫الظلمات إلى‬ ‫والثانـــي تنبيهات تخـــرج إلى النور‪ ،‬والثالث‬ ‫النور‬ ‫النور‬ ‫سورة إبراهيم‬ ‫تنبيهات تخـــرج من الظلمات‪.‬‬ ‫أما القســـم الأول (‪ )5-1‬ففيه (مطل ٌع حرفـــ ٌّي) متب ٌع بوصـــف الكتاب‪ ،‬وأنـــه أنزل لإخراج‬ ‫النـــاس مـــن الظلمات إلـــى النور فـــي مقطعين فيهمـــا‪ :‬بيـــان أن القرآن ســـبب الإخراج من‬ ‫الظلمات إلى النور‪ ،‬ثم بيان أن الإخراج بواســـطة الرســـول ســـنة متبعة‪ ،‬مـــع التمثيل بدعوة‬ ‫موســـى ‪ ‬مجملة‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫وفي القســـم الثاني (‪( )41-6‬مطلع اســـتفهامي إنكاري)‪ ،‬وذكر تنبيهات تخـــرج الناس إلى‬ ‫النـــور فـــي أربعـــة مقاطـــع فيهـــا (‪ :)28 ،24 ،19 ،6‬التفصيـــل في تذكير موســـى ‪ ‬قومه‬ ‫لإخراجهـــم مـــن الظلمات إلـــى النـــور بتذكيرهم بالنعـــ ِم‪ ،‬وبقصـــ ِص الســـابقين‪ ،‬ثم التنبيه‬ ‫علـــى قـــدرة اللـــه علـــى إذهاب الخلـــق والإتيـــان بخلـــق جديد‪ ،‬مـــع موقف أخروي يكشـــف‬ ‫مكائـــد إبليـــس‪ ،‬ثم التنبيـــه علـــى الكلمـــة الطيبة‪ -‬وهـــي لا إلـــه إلا اللـــه‪ ،-‬ثم التنبيه على‬ ‫النعـــم وشـــكرها‪ ،‬والتحذير من كفرها‪ ،‬والختم بدعاء إبراهيم المناســـب لأحوال الشـــاكرين‬ ‫والمخالف لأحـــوال الكافرين‪.‬‬ ‫وفي القســـم الثالث (‪ )52-42‬مطلع (إنشـــائي) نـــاٍه‪ ،‬وتنبيهـــات تخرج مـــن الظلمات في‬ ‫مقطعـــن وخاتمـــة (‪ )52 ،47 ،42‬فيها‪ :‬النهي عن حســـبان الله غافل ًا عمـــا يعمل الظالمون‪،‬‬ ‫ثم النهـــي عن حســـبان الله إخـــاف وعد الرســـل‪ ،‬ثم تلخيص لمقاصد الســـورة‪.‬‬

‫هي الرابعة عشرة بعد الرعد‪ ،‬ومن‬ ‫مناسبتها لما قبلها أن الرعد قد ختمت‬ ‫بذكر جنس الكتاب الذي أنزله الله ‪،‬‬ ‫وهذه افتتحت بالثناء على آخر الكتب‪،‬‬ ‫كما أنها فصلت في أحوال الرسل‬ ‫هي من المثاني ‪ ،‬وجاء المشار إليهم في آخر الرعد‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫في فضلها مع غيرها من‬ ‫(ذوات الر)‪.‬‬ ‫الإخراج من الظلمات‬ ‫إبراهيم‬ ‫إلى النور‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪68‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة إبراهيم‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ذكر لها سبب نزول‬ ‫تُعد التاسعة والستين بعد‬ ‫واحد في المشركين‪،‬‬ ‫الشورى و قبل الأنبياء ‪.‬‬ ‫والأقرب أنه مثال لا‬ ‫سبب نزول‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عموماً‪،‬‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم ثم هي مفتتحة بـ( الر) خصوصاً‪.‬‬ ‫ثلاثة أقسام‪:‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫منها‪.‬‬ ‫القسم الثالث (مطلع إنشائي)‬ ‫القسم الثاني (مطلع استفهامي)‬ ‫القسم الأول (مطل ٌع حرف ٌّي) متب ٌع بوصف‬ ‫نهي‪ ،‬وتنبيهات تخرج من‬ ‫إنكاري‪ ،‬وذكر تنبيهات تخرج الناس‬ ‫الكتاب‪ ،‬وأنه أنزل لإخراج الناس من‬ ‫الظلمات‪.‬‬ ‫الظلمات إلى النور‪.‬‬ ‫إلى النور‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪5‬ﻤ‪1‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪9‬ﺗﻬ‪9‬ﺎ اﻟ‪4‬ﺠﺰ‪1‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من المثاني على ما ُر ِّجح‬ ‫الحجر(‪)1‬‬ ‫الحجر‪ :‬لذكر الحجر فيها‪ ،‬ولم تذكر في أي سورة أخرى‪.‬‬ ‫‪69‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة الحجر‬ ‫هـــي الخامســـة عشـــرة بعـــد ســـورة‬ ‫هي مـــن المثانـــي‪ ،‬وجاء فـــي فضلها‬ ‫إبراهيـــم‪ ،‬ومـــن مناســـبتها لمـــا قبلها‬ ‫مع غيرهـــا مـــن (ذوات ﵛﭐﱁﵚ ) ما‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫مـــن ذات الـــر أنهـــا أقصرهـــا‪ ،‬كما أن‬ ‫مـــ َّر في ســـورة يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها‬ ‫ختامهـــا يناســـب أن يكـــون ختاما لهذه‬ ‫الســـور متشـــابهة المطالـــع‪ ،‬ثـــم إنه لما‬ ‫فضل ًا مســـتقل ًا ثاب ًتا‪.‬‬ ‫ختمـــت ســـورة إبراهيم بالإخبـــار أنها‬ ‫بـــاغ افتتحت الحجـــر بتمنـــي الكفار‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫فـــي الآخـــرة أن لـــو كانوا مســـلمين‪.‬‬ ‫تعـــد الثالثـــة والخمســـن‪ ،‬بعـــد‬ ‫ســـورة يوســـف‪ ،‬وقبـــل ســـورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫الأنعـــام‪ ،‬وفيهـــا مـــا روي أنـــه نزل‬ ‫فـــي بدايـــة الدعوة الجهريـــة‪ ،‬كما‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫أن فيهـــا إشـــارة إلى المســـتهزئين‪،‬‬ ‫وإلى الذين جعلـــوا القرآن عضين‬ ‫ممـــا قـــد يشـــعر بتأخر النـــزول‪.‬‬ ‫(‪ )1‬الحجر‪ :‬هي ديار ثمود قوم نبي الله صالح ‪.--‬‬

‫مطلع السورة‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بـ ﵛﭐﱁﵚ خصو ًصا‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫يعـــرف مـــن مطلعهـــا مـــع التأمل لمـــا فيها مـــن قصـــص أن موضوعها هـــو بيان‬ ‫صفـــات الكافريـــن‪ ،‬ومصيرهم فـــي الدنيـــا والآخرة‪.‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫سورة الحجر‬ ‫إقامة الحجة‪،‬‬ ‫تقســـم إلى مقدمة‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وقســـمين؛ أولهما‬ ‫وبيان طريق بشارة‬ ‫في إقامـــة الحجـــة‪ ،‬وبيان طريـــق الحق‪،‬‬ ‫الحق ونذارة‬ ‫والثاني بشـــارة ونذارة‪.‬‬ ‫فالمقدمة (‪ )15-1‬فيها مـــع (المطلع الحرفي)‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫المتبـــع بوصـــف الكتـــاب ثنا ٌء علـــى القرآن‪ ،‬وإشـــارة إلى مـــا يتمناه الكفـــار في النـــار‪ ،‬وذكر‬ ‫لصفـــات الكفـــار الذين لا يجـــدي معهم الإنذار‪ ،‬مـــع التهديد والتذكير بســـنة الأولين‪ ،‬والرد‬ ‫على بعـــض تهم ومطالـــب الكافرين‪.‬‬ ‫والقســـم الأول (‪ )48-16‬فيـــه (مطلع خبـــري)‪ ،‬وإقامة للحجـــة وبيان للصراط المســـتقيم‬ ‫فـــي ثلاثـــة مقاطـــع (‪ )26 ،23 ،16‬فيهـــا‪ :‬آيات اللـــه في مخلوقاتـــه كالســـماء والأرض‪ ،‬ثم‬ ‫إقامـــة الحجـــة علـــى البعـــث‪ ،‬ثم الكلام عـــن الهدايـــة والضلال‪ ،‬مـــع بيان طريـــق الاهتداء‬ ‫بذكـــر قصـــة آدم وإبليس‪.‬‬ ‫والقســـم الثاني (‪ )84-49‬فيه (مطلـــع خطابي) آمر‪ ،‬وبشـــارة ونذارة فـــي مقطعين (‪،49‬‬ ‫‪ )78‬فيهمـــا‪ :‬قصـــة إبراهيم ولوط بتفصيل‪ ،‬ثم إشـــارات لأمم أخـــرى بإجمال‪.‬‬ ‫والخاتمـــة (‪ )99 – 85‬عـــود علـــى ما ســـبق ببيان خلـــق الســـماوات والأرض بالحـــق‪ ،‬وأن‬ ‫الســـاعة آتيـــة‪ ،‬مع الامتنان بإيتـــاء النبي [ القـــرآن‪ ،‬والختم بتوجيهـــات تثبت على الحق‪.‬‬

‫هي الخامسة عشرة بعد إبراهيم‪ ،‬ومن‬ ‫مناسبتها لما قبلها من ذوات الر أنها‬ ‫أقصرها‪ ،‬كما أن ختامها يناسب أن يكون‬ ‫ختاما لهذه السور متشابهة المطالع‪ ،‬ثم إنه‬ ‫لما ختمت سورة إبراهيم بالإخبار أنها بلاغ‬ ‫افتتحت سورة الحجر بتمني الكفار في‬ ‫هي من المثاني ‪ ،‬وجاء‬ ‫من المثاني على ما ُرجح‬ ‫الآخرة أن لو كانوا مسلمين‪.‬‬ ‫في فضلها مع غيرها من‬ ‫(ذوات الر) ‪.‬‬ ‫بيان صفات‬ ‫الكافرين‪ ،‬ومصيرهم‬ ‫الحجر‬ ‫في الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫‪71‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الحجر‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫لم يذكر لها سبب‬ ‫تُعد الثالثة والخمسين ‪،‬‬ ‫نزول‪.‬‬ ‫بعد يوسف وقبل الأنعام‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عموماً‪،‬‬ ‫تقسم إلى مقدمة‪،‬‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم ثم هي مفتتحة بـ( الر) خصوصاً‪.‬‬ ‫وقسمين ‪ ،‬وخاتمة‪:‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫منها‪.‬‬ ‫الخاتمة عود على ما سبق ببيان‬ ‫القسم الثاني (مطلع‬ ‫القسم الأول (مطلع‬ ‫المقدمة (مطل ٌع حرف ٌّي)‬ ‫خلق السماوات والأرض بالحق‬ ‫خطابي) آمر ‪ ،‬فيهما‬ ‫خبري)‪ ،‬وإقامة‬ ‫المتبع بوصف الكتاب ثناءٌ‬ ‫وأن الساعة آتية‪ ،‬مع الامتنان‬ ‫قصة إبراهيم ولوط‬ ‫للحجة وبيان‬ ‫على القرآن‪ ،‬وإشارة إلى‬ ‫بإيتاء النبي [ القرآن‪ ،‬والختم‬ ‫بتفصيل ‪ ،‬ثم إشارات‬ ‫للصراط المستقيم‪.‬‬ ‫بتوجيهات تثبت على الحق ‪.‬‬ ‫لأمم أخرى بإجمال‪.‬‬ ‫ما يتمناه الكفار في النار‪،‬‬ ‫وذكر لصفات الكفار‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬باستثناء‬ ‫رﻗ‪6‬ﻤ‪1‬ﻬﺎ آﻳ‪8‬ﺎﺗ‪2‬ﻬ‪1‬ﺎ اﻟ‪4‬ﺠﺰ‪1‬ء‬ ‫آية رقم (‪ )110‬فمدنية‬ ‫على ما ُر ِّجح‬ ‫من المئين‬ ‫النحل الِّنَعم‬ ‫النحل‪ :‬لذكر النحل فيها‪ ،‬ولم يذكر في سورة أخرى غيرها‪.‬‬ ‫النعم‪ :‬لأن الله ع َّدد فيها بعض نعمه على عباده‪.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة النحل‬ ‫هـــي السادســـة عشـــرة بعـــد الحجر‪،‬‬ ‫مـــن المئين التي أوتيهـــا النبي [ مكان‬ ‫ومـــن مناســـبتها لســـابقتها مناســـبة‬ ‫الزبـــور‪ ،‬ولـــم أجد لها فضل ًا مســـتقل ًا‬ ‫افتتاحهـــا لاختتـــام تلـــك‪.‬‬ ‫ثاب ًتا‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫تعـــد الواحدة والســـبعين على الرواية المشـــهورة‪ ،‬وجـــاء فيها‪« :‬ثم النحـــل أربعين آية‪،‬‬ ‫وبقيتهـــا بالمدينـــة»‪ ،‬نزلت بعد الأنبياء‪ ،‬وقبل الســـجدة‪ ،‬وفيها ما نـــزل قبل آية الأنعام‪:‬‬ ‫ﵛﭐﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﵚ (الأنعـــام‪ ،)١٤٦ :‬كمـــا روي مـــا يجعل نزول بعض‬ ‫آياتهـــا مبكـــ ًرا‪ ،‬مـــع مـــا م َّر مـــن َم َد ِن َّيـــة آية منهـــا‪ ،‬وتكرار نـــزول آخر ثـــاث آيات من‬ ‫السورة‪.‬‬

‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻮرة‬ ‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪ ،‬باستثناء‪ :‬ﵛﭐﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ‬ ‫ﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﵚ (النحـــل‪ )110:‬فمدنيـــة علـــى ما ُر ِّجح؛ فعن‬ ‫ابـــن ع َّبـــا ٍس ]‪ ،‬قال‪ :‬كان نا ٌس من أهل م َّكة أســـلموا‪ ،‬وكانوا مســـتخفين بالإســـام‪،‬‬ ‫فل َّمـــا خـــرج المشـــركون إلـــى بـــد ٍر أخرجوهم مكرهـــن‪ ،‬فأصيـــب بعضهم يوم بـــد ٍر مع‬ ‫المشركين‪ ،‬فقال المســـلمون‪ :‬أصحابنا هؤلاء مســـلمون أخرجوهم مكرهين‪ ،‬فاستغفروا‬ ‫لهـــم‪ ،‬فنزلت هـــذه الآيـــة‪:‬ﵛﭐﱰﱱﱲﱳﱴﱵﵚ (النســـاء‪ )97 :‬الآيـــة‪ ،‬فكتب‬ ‫المســـلمون إلى من بقـــي منهم بم َّكة بهذه الآية‪ ،‬فخرجوا‪ ،‬ح َّتـــى إذا كانوا ببعض ال َّطريق‬ ‫ظهـــر عليهم المشـــركون وعلى خروجهـــم‪ ،‬فلحقوهم فر ُّدوهـــم‪ ،‬فرجعوا معهـــم‪ ،‬فنزلت‬ ‫‪73‬‬ ‫هذه الآيـــة‪:‬ﭐﵛﭐﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﵚ (العنكبوت‪،)10 :‬‬ ‫فكتب المســـلمون إليهـــم بذلك فحزنوا‪ ،‬فنزلت هـــذه الآية‪:‬ﵛﭐﲩﲪﲫﲬﲭ‬ ‫سورة النحل‬ ‫ﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﵚ (النحل‪)110:‬‬ ‫فكتبـــوا إليهم بذلك»‪ ،‬كمـــا ُرجح تكرر نـــزول‪ :‬ﱡﵛﭐﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶ‬ ‫ﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈ‬ ‫ﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﵚ(‪( )1‬النحـــل‪.)128-126 :‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫ســـتة أســـباب‪ ،‬أربعـــة منهـــا فـــي‬ ‫الصـــراع مـــع المشـــركين‪ ،‬واثنـــان‬ ‫مرتبطـــان بالعهـــد المدنـــي‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫بالنظـر إلـى معانيهـا العامـة يمكـن أن يعـد مـن موضوعاتهـا الرئيسـة التذكيـر بال ِّن َعـ ِم‪،‬‬ ‫والتذكيـر بالآخـرة فـي حيـز الدعـوة إلـى الدخـول فـي الإسـام كافـة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البـزار (كمـا فـي كشـف الأسـتار عـن زوائـد البـزار‪ ،‬للهيثمـي‪ :‬ح ‪ ،)2204‬وقـال الهيثمـي فـي مجمـع الزوائـد ومنبـع الفوائـد‪ :‬رواه البـزار‪ ،‬ورجالـه رجـال‬ ‫الصحيـح غيـر محمـد بـن شـريك‪ ،‬وهـو ثقـة‪.‬‬

‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫البيان العملي‬ ‫الأساس‬ ‫تقســـم إلى قســـمين‪ ،‬أولهما فـــي الأساس‬ ‫للدخول في‬ ‫النظري‬ ‫النظـــري للدخول في الإســـام‪ ،‬والثاني‬ ‫للدخول في‬ ‫الإسلام‬ ‫الإسلام‬ ‫البيان العملي للدخول في الإســـام‪.‬‬ ‫فالقســـم الأول (‪ )89-1‬فيـــه (مطلـــع‬ ‫خبـــري) مخبر عن المســـتقبل بالماضي‪ ،‬والأســـاس النظري للدخول في الإســـام كله‬ ‫فـــي ثلاثـــة مقاطع (‪ )65 ،24 ،1‬فيهـــا‪ :‬الإخبار بقرب إتيان أمر اللـــه‪ ،‬وتنزيه الله عن‬ ‫الشـــرك‪ ،‬والتذكيـــر بتدبير الله للخلق وصولاً إلى التوحيد ورفض الشـــرك‪ ،‬والإيمان‬ ‫باليـــوم الآخـــر‪ ،‬والحـــث على شـــكر النعم‪ ،‬مع الإشـــارة لاســـتكبار الكفـــار وإنكارهم‬ ‫‪74‬‬ ‫التوحيـــد‪ ،‬ثم التذكيـــر بحـــال ومصير المســـتكبرين على مـــا أنزل اللـــه‪ ،‬وأضدادهم‬ ‫مـــن المســـتجيبين لدعـــوة اللـــه‪ ،‬وذكر مواقـــف وشـــبه للكافرين مـــع الـــرد عليها‪ ،‬مع‬ ‫تأكيـــد أمـــر التوحيد ضمن آيات تخللتها آية ســـجدة ذكرت بســـجود الكائنات‪ ،‬وعدم‬ ‫سورة النحل‬ ‫اســـتكبار الملائكـــة عـــن الســـجود‪ ،‬ثم تعـــداد لمزيد مـــن النعم مـــع التذكيـــر بالآخرة‬ ‫والختم بنعمـــة تنزيل الكتـــاب تبيانا لكل شـــيء‪.‬‬ ‫والقســـم الثاني (‪ )128-90‬فيه (مطلع ثنائـــي)‪ ،‬وبيان عملي للدخول في الإســـام‬ ‫في مقدمة‪ ،‬وخمســـة مقاطـــع (‪ )120 ،112 ،98 ،90‬فيها‪ :‬أساســـيات الأمر والنهي‪،‬‬ ‫مـــع الأمـــر بالوفـــاء بعهد اللـــه مفصل ًا‪ ،‬ثـــم أدب التعامل مـــع القرآن الـــذي هو منهج‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫الإســـام‪ ،‬وبيان ســـلطانه علـــى أوليائه دون المؤمنـــن المتوكلين‪ ،‬ومزيد رد على شـــبه‬ ‫الكافريـــن‪ ،‬والتهديـــد للمرتدين واســـتثناء المكرهين‪ ،‬ثم ضرب المثـــل يحذر من يكفر‬ ‫بنعمـــة اللـــه بعـــذاب دنيوي‪ ،‬مع توجيـــه المؤمنين إلى الحـــال الطيـــب‪ ،‬والتحذير من‬ ‫التحـــريم والتحليـــل بغيـــر علم‪ ،‬والختـــم بفتح بـــاب التوبة‪ ،‬ثـــم ذكـــر إبراهيم ‪‬‬ ‫إما ًما في الإســـام شـــاك ًرا لأنعـــم اللـــه‪ ،‬والختم بذكر آداب الدعوة للإســـام‪.‬‬

‫التذكير بال ِّن َع ِم‬ ‫من المئين‬ ‫هي السادسة عشرة بعد‬ ‫من المئين التي‬ ‫والتذكير بالآخرة‬ ‫الحجر‪ ،‬ومن مناسبتها‬ ‫أوتيها النبي [‬ ‫مكان الزبور‪.‬‬ ‫في حيز الدعوة إلى‬ ‫لسابقتها مناسبة‬ ‫افتتاحها لاختتام تلك‪.‬‬ ‫الدخول في الإسلام‬ ‫النحل ‪،‬‬ ‫كافة‪.‬‬ ‫ال ِّن َعم‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫‪75‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة النحل‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ستة أسباب‪ ،‬أربعة‬ ‫تُعد الواحدة‬ ‫منها في الصراع مع‬ ‫والسبعين على‬ ‫المشركين‪ ،‬واثنان‬ ‫الرواية المشهورة‪،‬‬ ‫مرتبطان بالعهد المدني‪.‬‬ ‫نزلت بعد الأنبياء‬ ‫وقبل السجدة‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬باستثناء‬ ‫تقسم إلى‬ ‫خبرية ‪.‬‬ ‫آية رقم (‪ )110‬فمدنية‬ ‫قسمين‪:‬‬ ‫على ما ُرجح‪.‬‬ ‫القسم الثاني (مطلع ثنائي) ‪ ،‬وبيان عملي‬ ‫القسم الأول (مطلع خبري) مخبر عن‬ ‫للدخول في الإسلام والختم بفتح باب التوبة‪،‬‬ ‫المستقبل بالماضي‪ ،‬والأساس النظري للدخول‬ ‫ثم ذكر إبراهيم إماماً في الإسلام شاك ًرا لأنعم‬ ‫في الإسلام كله و تعداد لمزيد من النعم مع‬ ‫الله‪ ،‬والختم بذكر آداب الدعوة للإسلام ‪.‬‬ ‫التذكير بالآخرة والختم بنعمة تنزيل الكتاب‬ ‫تبيانا لكل شيء‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪7‬ﻤ‪1‬ﻬﺎ آﻳ‪1‬ﺎﺗ‪1‬ﻬ‪1‬ﺎ اﻟ‪5‬ﺠﺰ‪1‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‬ ‫من المئين‬ ‫سبحان‬ ‫بني إسرائيل‬ ‫الإسراء‬ ‫الإسراء‪ :‬للإشارة إلى قصة إسراء النبي [ إلى المسجد الأقصى‪.‬‬ ‫بني إسرائيل‪ :‬لذكر بني إسرائيل في أولها وآخرها‪.‬‬ ‫سبحان‪ :‬لافتتاحها بهذه الكلمة‪.‬‬ ‫‪76‬‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة الإسراء‬ ‫ورد عـــن النبـــي [ أنـــه كان لا ينـــام ح َّتى يقرأ بنـــي إســـرائيل وال ُّزمر(‪ ،)1‬كمـــا أنها من‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫المســـ ِّبحات التـــي أوصى بها النبي [ فـــي الحديث المتقدم في ســـورة يونس في فضل‬ ‫ذات الـــر‪ ،‬وهي من العتاق الأول التي قال ابن مســـعود ]‪« :‬إ َّنهـــ َّن من العتاق(‪ )2‬الأول‪،‬‬ ‫وهـــ َّن من تلادي(‪ ،)4(»)3‬قاله في ســـور‪ :‬بني إســـرائيل‪ ،‬والكهف‪ ،‬ومـــريم‪ ،‬وطه‪ ،‬والأنبياء‪،‬‬ ‫ولم أجد لســـورة الإســـراء فضل ًا مســـتقل ًا ثاب ًتا مرفو ًعا‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫هـــي الســـابعة عشـــرة بعد النحـــل‪ ،‬ومن مناســـبتها لهـــا تفصيلها في شـــأن بني‬ ‫إســـرائيل بعد الإشـــارة إلـــى أصحاب الســـبت فـــي النحل‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه الترمـذي (‪ ،)3405‬وقـال‪ :‬حسـن غريـب‪ ،‬وأورده الألبانـي فـي الصحيحـة (ح ‪ ،)641‬وفـي الحديـث خـاف؛ لأن مـداره علـى أبـي لبابـة‪ ،‬وهـو را ٍو مختلـف‬ ‫فيـه‪ ،‬والأكثـرون علـى توثيقـه‪ ،‬ينظـر‪ :‬كلام محققـي المسـند –طبعـة الرسـالة– (‪.)394/41‬‬ ‫(‪ )2‬ال ِعتَاق‪ :‬جمع عتي ٍق وهو القديم أو هو ك ّل ما بلغ الغاية في الجودة ‪ -‬فتح الباري بتصرف واختصار‪.-‬‬ ‫(‪ )3‬ال ّتـاد‪ :‬قـديم مـا يملكـه الإنسـان‪ ،‬وهـو بخـاف الطـارف ومـراد بـن مسـعو ٍد أ ّنهـ ّن مـن أ َّول مـا تعلّـم مـن القـرآن‪ ،‬وإ َّن لهـ ّن فضـ ًا؛ لمـا فيهـ ّن مـن القصـص‬ ‫وأخبـار الأنبيـاء والأمم ‪ -‬فتـح البـاري بتصـرف واختصـار‪.-‬‬ ‫(‪ )4‬رواه البخاري (‪.)4994‬‬

‫سورة الإسراء‬ ‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح استثناء شيء منها‪ ،‬لكن رجح تكرار نزول‪:‬ﵛﭐﲻﲼﲽﲾ‬ ‫ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﵚ في مكة والمدينة‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد التاســـعة والأربعين؛ بعـــد القصص‪ ،‬وقبل يونـــس‪ ،‬وذك ُر الأحـــكا ِم المتتابعة فيها‪،‬‬ ‫وحادث ِة الأســـراء ‪-‬وهي متأخـــرة‪ ،-‬مع كو ِنها من العتاق الأول‪ ،‬ونـــزو ِل بعضها والنبي‬ ‫[ مختـــف بمكـــة يشـــعر بنزولهـــا متفرقـــة فـــي زمن طويـــل مـــن العهد المكـــي‪ ،‬مع‬ ‫ملاحظـــة تكـــرار نزول آيـــة منها في العهـــد المدني‪77 .‬‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ســـتة أســـباب‪ ،‬واحد منها في اليهود في العهد المدني‪ ،‬وأربعة منها تتعلق بالمشـــركين‪،‬‬ ‫منها قول ابن عباس ] فيﭐﵛﭐﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊ‬ ‫ﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﵚ (الإســـراء‪« :)١١٠ :‬نزلـــت ورســـول الله [‬ ‫مختـــ ٍف بم َّكـــة‪ ،‬كان إذا صلَّـــى بأصحابه رفـــع صوته بالقرآن‪ ،‬فإذا ســـمعه المشـــركون‬ ‫ســـ ُّبوا القرآن‪ ،‬ومـــن أنزله‪ ،‬ومن جـــاء به‪ ،‬فقـــال الله تعالى لنب ِّيـــه ﭐﵛﲋﲌﲍﵚ‬ ‫أي بقراءتك‪ ،‬فيســـمع المشـــركون فيســـ ُّبوا القـــرآن‪،‬ﭐﵛﲎﲏﲐﵚﱠ عـــن أصحابك فلا‬ ‫تســـمعهم‪،‬ﭐﵛﲑﲒﲓﲔﵚ‪ .»)1(،‬والســـبب الســـادس فـــي نـــزول نفـــس الآية حيث‬ ‫يجعلها فـــي الدعاء‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫افتتحت بالثناء عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بالتسبيح خصو ًصا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪– )4722‬واللفظ له‪ ،-‬ومسلم (‪.)446‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫يعـرف مـن مطلعهـا وخاتمتهـا مـع اسـمها (بني إسـرائيل) أن مـن موضوعاتها الأساسـية‬ ‫التعريـف بهـؤلاء القـوم فـي سـبيل أخـذ العبـرة‪ ،‬وشـكر نعمـة القـرآن‪ ،‬وبيـان مـا يصـرف‬ ‫عـن تلـك النعمـة‪.‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫مزيد تفصيل‬ ‫ال ِّن َعم‬ ‫تقســـم إلـــى قســـمين؛ أولهمـــا عـــن الِّنَعم‪،‬‬ ‫‪78‬‬ ‫في ال ِّنعم‪.‬‬ ‫والثانـــي مزيـــد تفصيـــل في الِّنعم‪.‬‬ ‫أمـــا القســـم الأول (‪ )69-1‬ففيـــه (مطلـــع‬ ‫سورة الإسراء‬ ‫ثنائي) بالتســـبيح‪ ،‬وإشـــارات للنعـــم ولوازمها‪،‬‬ ‫ومـــا يضادهـــا في مقدمة ومقطعـــن (‪ )41 ،4 ،1‬فيها‪ :‬الإشـــارة إلى نعم اللـــه على أنبيائه‪،‬‬ ‫وشـــكرهم لهـــا‪ ،‬ثم بيـــان كفر بني إســـرائيل‪ ،‬وعـــدم امتثالهـــم‪ ،‬والحديث عـــن نعمة هداية‬ ‫القـــرآن للتـــي هي أقوم‪ ،‬فأوامـــر ونواٍه في طريق الشـــكر تمثل نموذ ًجا لهدايـــة القرآن‪ ،‬ثم‬ ‫الإشـــارة إلى علاج موانـــع الاهتداء بالقرآن‪ ،‬والرد على شـــبه الكفار مـــع التذكير بالآخرة‪،‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫والإشـــارة إلـــى الحكمـــة من عـــدم الإتيان بالآيـــات التي يطلبهـــا المكذبـــون‪ ،‬والختم بقصة‬ ‫آدم ‪ ‬وذكر عناد واســـتكبار الشـــيطان‪.‬‬ ‫وأما القســـم الثـــاني (‪ )111- 70‬ففيه (مطلـــع خبري)‪ ،‬وزيـــادة تفصيل للنعـــم في ثلاثة‬ ‫مقاطـــع (‪ )101 ،89 ،70‬فيهـــا‪ :‬تكـــريم بنـــي آدم‪ ،‬وتكليفهـــم‪ ،‬وتثبيت النبـــي [ على طريق‬ ‫الحـــق‪ ،‬مع أوامر تمثل الشـــكر علـــى النعم‪ ،‬وتعين علـــى الثبات والالتزام بالإســـام كله‪ ،‬مع‬ ‫عـــودة مرة بعـــد أخرى للحديث عن القـــرآن‪ ،‬ثم التذكيـــر بنعمة تصريف القـــرآن‪ ،‬ومقابلة‬ ‫أكثـــر النـــاس لها بالكفـــران‪ ،‬ثم ذكر موقـــف فرعون مـــن النعمة في تكذيبه بدعوة موســـى‬ ‫‪ ،‬وكيـــف كانت العاقبة لبني إســـرائيل‪ ،‬وختم القســـم والســـورة بالحديـــث عن القرآن‪.‬‬

‫التعرف على (بني‬ ‫من المئين‬ ‫هي السابعة عشرة بعد‬ ‫ما ورد عن النبي [ أنه لا ينام‬ ‫إسرائيل) على سبيل‬ ‫النحل‪ ،‬ومن مناسبتها‬ ‫حتى يقرأ بنى إسرائيل و الزمر‪،‬‬ ‫أخذ العبرة وشكر‬ ‫لها تفصيلها في شأن‬ ‫وهي من العتاق الأول ‪ ،‬كما أنها من‬ ‫نعمة القرآن‪ ،‬وبيان‬ ‫بني إسرائيل بعد الإشارة‬ ‫المس ِّبحات التي أوصى بها النبي‬ ‫ما يصرف عن تلك‬ ‫إلى أصحاب السبت في‬ ‫[ في الحديث‪.‬‬ ‫النعمة‪.‬‬ ‫النحل ‪.‬‬ ‫الإسراء‬ ‫بني إسرائيل‬ ‫سبحان‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫‪79‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الإسراء‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ستة أسباب‪ ،‬واحد‬ ‫تُعد التاسعة‬ ‫منها في اليهود في‬ ‫والأربعين بعد‬ ‫العهد المدني‪ ،‬وأربعة‬ ‫القصص ‪ ،‬وقبل‬ ‫منها تتعلق بالمشركين‪،‬‬ ‫والسادس في الدعاء‪.‬‬ ‫يونس‪.‬‬ ‫افتتحت بالثناء‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم يصح‬ ‫تقسم إلى قسمين‬ ‫عموماً‪ ،‬ثم هي مفتتحة‬ ‫استثناء شيء منها‪ ،‬لكن‬ ‫ثم خاتمة‪:‬‬ ‫بالتسبيح خصوصاً‪.‬‬ ‫رجح تكرار نزول آية رقم‬ ‫(‪ )110‬في مكة والمدينة‬ ‫الخاتمة الحديث عن‬ ‫القسم الثاني (مطلع‬ ‫القسم الأول (مطلع ثنائي)‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫خبري)‪ ،‬وزيادة تفصيل‬ ‫بالتسبيح‪ ،‬وإشارات للنعم‬ ‫ولوازمها وما يضادها‪.‬‬ ‫للنعم ‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫‪5‬اﻟ‪1‬ﺠ‪-‬ﺰ‪6‬ء‪1‬‬ ‫آﻳ‪0‬ﺎﺗ‪1‬ﻬ‪1‬ﺎ‬ ‫رﻗ‪8‬ﻤ‪1‬ﻬﺎ‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من المئين‬ ‫الكهف‬ ‫الكهف‪ :‬لذكر قصة أصحاب الكهف فيها‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪80‬‬ ‫هي الثامنة عشـــرة بعد الإســـراء‪،‬‬ ‫مـــن فضائلهـــا مـــا ورد أن البـــراء بـــن‬ ‫سورة الكهف‬ ‫ومـــن مناســـبتها لهـــا أن تلـــك‬ ‫عـــاز ٍب ٍ ] قال‪ :‬قـــرأ رجـــ ٌل الكهف‪،‬‬ ‫ختمـــت بالحمد‪ ،‬وهـــذه بدأت به‪.‬‬ ‫وفـــي الـــ َّدار ال َّدا َّبـــة‪ ،‬فجعلـــت تنفـــر‪،‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫فســـلَّم‪ ،‬فـــإذا ضبابـــ ٌة‪ ،‬أو ســـحاب ٌة‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫غشـــيته‪ ،‬فذكره لل َّنبي [ فقال‪« :‬اقرأ‬ ‫فلان‪ ،‬فإ َّنها ال َّســـكينة نزلـــت للقرآن»‪،‬‬ ‫تعـــد الســـابعة والســـتين‪ ،‬بعـــد‬ ‫أو «تن َّزلـــت للقـــرآن»(‪ ،)1‬ومـــن فضائلها‬ ‫الغاشـــية‪ ،‬وقبـــل الشـــورى‪ ،‬وقـــد‬ ‫إ َّن النبـــي [‪ ،‬قـــال‪« :‬من حفظ عشـــر‬ ‫يدل كونهـــا من العتـــاق الأول على‬ ‫آيـــا ٍت من أ َّول ســـورة الكهف عصم من‬ ‫تبكير نســـبي في النـــزول‪ ،‬كما قد‬ ‫يدل مـــا جاء فـــي أســـباب نزولها‬ ‫ال َّد َّجـــال»(‪.)2‬‬ ‫على تأخر لبعضهـــا فتكون ممتدة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ا لنز و ل ‪.‬‬ ‫ســـببا نزول؛ أحدهما يتعلـــق باليهود‪،‬‬ ‫والآخر ظاهـــره أن نزول الآية المتعلقة‬ ‫به كان بعد تشـــريع الجهاد‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)5011‬ومسلم (‪ ،)795‬وهذا لفظه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪.)809‬‬

‫سورة الكهف‬ ‫مطلع السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫افتتحت بالثناء عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بالحمد خصو ًصا‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫تعرف بالدنيا وبأحوال الناس فيها‪.‬‬ ‫‪81‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫تقسم إلى مقدمة‪ ،‬وقصص‪ ،‬وخاتمة‪.‬‬ ‫أما المقدمـــة (‪ )8-1‬ففيها (مطلع ثنائي) بالحمـــد‪ ،‬ووصف للقرآن‪ ،‬ونهـــي عن الحزن على‬ ‫المكذبـــن‪ ،‬وبيان الحكمة من تزيـــن الحياة الدنيا‪.‬‬ ‫وأمـــا القصص (‪ )98-9‬ففيهـــا (مطلع إضرابـــي) انتقالـــي‪ ،‬توجيهات عن الدنيـــا‪ ،‬وأحوال‬ ‫النـــاس فـــي أربعـــة مقاطـــع‪ )83 ،60 ،32 ،9( :‬فيهـــا‪ :‬قصـــ ُة أصحـــاب الكهف الذيـــن آثروا‬ ‫الآخـــرة علـــى الدنيا‪ ،‬والتعقيب بوصايـــا وتوجيهات كالأمر بتلاوة القـــرآن‪ ،‬وملازمة المقبلين‬ ‫علـــى اللـــه‪ ،‬والنهـــي عن أدنـــى انصراف عنهـــم لأجل الدنيـــا‪ ،‬مـــع الترهيـــب والترغيب‪ ،‬ثم‬ ‫قصـــة رجلـــن ضربـــا مثل ًا للكافريـــن والمؤمنين فـــي إعزاز الله لأهـــل الإيمـــان‪ ،‬وأن العاقبة‬ ‫لهـــم‪ ،‬وإهانتـــه لأهل الكفـــر بعد إمهالهـــم‪ ،‬وتعقيـــب قصتهما بحديـــث عن الدنيـــا وزينتها‪،‬‬ ‫مـــع الإشـــارة للباقيـــات الصالحات وحديـــث عظيم عن مواقـــف من يوم القيامـــة‪ ،‬ثم قصة‬ ‫الخضـــر وموســـى ‪ ‬الـــذي رحل وأصابـــه ال َّن َصب من أجـــل العلم‪ ،‬ثم قصـــة ذي القرنين‬ ‫الـــذي ســـخر الدنيا لخدمة الديـــن‪ ،‬وفي آخرهـــا ذكر ليأجـــوج ومأجوج‪.‬‬ ‫وفي الخاتمـــة (‪ )110-99‬انتقـــال إلـــى ذكـــر الآخـــرة‪ ،‬وجـــزاء الكفار فيهـــا‪ ،‬وما أعـــده لله‬ ‫للمؤمنـــن‪ ،‬ولمحـــة عن ســـعة كلمات اللـــه رب العالمين إيذانا بـــأن علمه – ســـبحانه وتعالى‪-‬‬ ‫أوســـع بكثير مـــن العجائـــب المذكورة فـــي هـــذه الســـورة‪ ،‬والختم بخلاصة هـــذا الدين‪.‬‬

‫من المئين‬ ‫هي الثامنة عشرة‬ ‫من حفظ عشر آيات من‬ ‫بعد الإسراء‪ ،‬ومن‬ ‫أول سورة الكهف عصم‬ ‫مناسبتها لها أن تلك‬ ‫من الدجال ‪ ،‬وما ورد من‬ ‫ختمت بالحمد وهذه‬ ‫نزول السكينة عندما قرآها‬ ‫بدأت به‪.‬‬ ‫صحابي في داره ‪.‬‬ ‫تعرف بالدنيا‬ ‫الكهف‬ ‫وبأحوال الناس فيها‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪82‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الكهف‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫سببا نزول أحدهما‬ ‫تُعد السابعة والستين‪،‬‬ ‫يتعلق باليهود‪ ،‬والآخر‬ ‫بعد الغاشية وقبل‬ ‫ظاهره أن نزول الآية‬ ‫الشورى‪.‬‬ ‫المتعلقة به كان بعد‬ ‫تشريع الجهاد‪.‬‬ ‫افتتحت بالثناء عموماً‪،‬‬ ‫تقسم إلى مقدمة‪،‬‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم ثم هي مفتتحة بالحمد‬ ‫وقصص‪ ،‬وخاتمة‪:‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫خصوصاً‪.‬‬ ‫منها‪.‬‬ ‫الخاتمة انتقال إلى ذكر الآخرة وجزاء‬ ‫القصص (مطلع‬ ‫المقدمة (مطلع ثنائي) بالحمد‪،‬‬ ‫الكفار فيها‪ ،‬وما أعده لله للمؤمنين‪،‬‬ ‫إضرابي) انتقالي‪،‬‬ ‫ووصف للقرآن‪ ،‬ونهى عن الحزن‬ ‫ولمحة عن سعة كلمات الله رب العالمين ‪،‬‬ ‫توجيهات عن الدنيا‪،‬‬ ‫على المكذبين‪ ،‬وبيان الحكمة من‬ ‫وأحوال الناس ‪.‬‬ ‫والختم بخلاصة هذا الدين‪.‬‬ ‫تزيين الحياة الدنيا‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪9‬ﻤ‪1‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪8‬ﺗﻬ‪9‬ﺎ اﻟﺠ‪6‬ﺰ‪1‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من المثاني على ما ُر ِّجح‬ ‫ﵛﭐﱁﵚ‬ ‫مريم‬ ‫مريم‪ :‬لذكر قصة مريم‪.‬‬ ‫كهيعص‪ :‬لافتتاحها بهذه الحروف‪.‬‬ ‫موقع السورة ‪83‬‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة مريم‬ ‫هـــي التاســـعة عشـــرة‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن المثانـــي‪ ،‬ولم أجـــد لها فضل ًا مســـتقل ًا‬ ‫مناســـبتها للكهف اشـــتمال‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫الســـورتين علـــى قصـــص‬ ‫ثاب ًتـــا‪ ،‬لكـــن جـــاء فيهـــا مقرونـــة بغيرها أن‬ ‫عجيبـــة‪ ،‬وقصـــص مـــريم‬ ‫ابـــن مســـعود ] قال فـــي بني إســـرائيل‪،‬‬ ‫والكهـــف‪ ،‬ومريم‪ ،‬وطه‪ ،‬والأنبيـــاء‪« :‬إ َّنه َّن من‬ ‫أعجـــب‪.‬‬ ‫ال ِعتَـــا ِق الأُ َو ِل‪ ،‬وهـــ َّن من ِتـــ َا ِدي»(‪.)1‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد الثالثـــة والأربعـــن‪ ،‬نزلـــت بعـــد فاطر‪ ،‬وقبـــل طه‪ ،‬وفـــي قصة هجرة الحبشـــة‬ ‫والحـــوار الـــذي كان بين جعفـــر بن أبي طالب ] والنجاشـــي‪ :‬فقال له ال َّنجاشـــ ُّي‪:‬‬ ‫هـــل معـــك م َّما جـــاء به عن اللـــه من شـــي ٍء؟ قالت‪ :‬فقـــال له جعفـــ ٌر‪ :‬نعـــم‪ ،‬فقال له‬ ‫ال َّنجاشـــ ُّي‪ :‬فاقـــرأه عل ّي‪ ،‬فقـــرأ عليه صد ًرا مـــن ﵛﭐﱁﵚ (مـــريم‪ ،)1 :‬قالت‪ :‬فبكى‬ ‫والله ال َّنجاشـــ ُّي ح َّتى أخضل لحيته‪ ،‬وبكت أســـاقفته ح َّتـــى أخضلوا مصاحفهم حين‬ ‫ســـمعوا مـــا تلا عليهم‪ ،‬ثم قال ال َّنجاشـــ ُّي‪ :‬إ َّن هـــذا والذي جاء به موســـى ليخرج من‬ ‫مشـــكاٍة واحـــدٍة‪ ،‬انطلقا فو الله لا أســـلمهم إليكم أبـــ ًدا‪ ،‬ولا أكاد(‪.)2‬‬ ‫ومر أنها من العتاق الأول‪ ،‬مما يشعر بتبكير في النزول‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4994‬‬ ‫(‪ )2‬مسند الإمام أحمد (‪ ،)267 ،266/3‬وحسنه محققوه‪.‬‬

‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫افتتحـت بحـروف التهجـي عمو ًما‪،‬‬ ‫ُذكـــر لهـــا ســـببا نـــزول‪ ،‬أحدهمـــا‪ :‬أن‬ ‫ثـم إنهـا مفتتحـة بــ ﵛﭐﱁﵚ‬ ‫النبـــي [ قـــال لجبريـــل‪« :‬مـــا يمنعـــك‬ ‫أن تزورنـــا أكثر م َّمـــا تزورنـــا»‪ ،‬فنزلت‪:‬‬ ‫فهـي فريـدة فـي افتتاحهـا‪.‬‬ ‫ﭐﵛ ﭐ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ‬ ‫ﳡﳢﵚ(مـــريم‪ ،)1( )٦٤ :‬والثانـــي يصـــور‬ ‫الصـــراع مـــع الكفـــار‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫‪84‬‬ ‫يمكـــن بالنظـــر إلى قســـميها أن يعرف أنها تتحدث عن الرســـل مـــن جهة‪ ،‬وعن‬ ‫حـــال المنحرفين عن دعوة الرســـل مـــن جهة أخرى‪.‬‬ ‫سورة مريم‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫المنحرفين‬ ‫عباد الله‬ ‫يمكن أن تقسم إلى قسمين؛ أولهما في عباد‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫عن الصراط‬ ‫الصالحين‬ ‫الله الصالحين‪ ،‬والثاني في المنحرفين عن‬ ‫المستقيم‬ ‫الصراط المستقيم‪.‬‬ ‫أمـــا القســـم الأول (‪ )58-1‬ففيـــه (مطلـــ ٌع‬ ‫حرفـــ ٌّي)‪ ،‬وذكر لعباد الله الصالحـــن في أربعة مقاطع وخاتمـــة (‪ )58،51 ،41،16 ،2‬فيها‪:‬‬ ‫قصـــة زكريـــا ويحيى ‪ ‬العجيبة‪ ،‬ثم ذكر قصة مريم ‪ ‬وعيســـى‪ ‬الأعجب‪ ،‬ثم ذكر‬ ‫دعـــوة إبراهيم ‪ ‬لأبيه‪ ،‬ثم الإشـــارة إلى موســـى وهـــارون وإســـماعيل وإدريس‪ ،‬ثم‬ ‫آية ســـجدة فيها الإشـــارة إلـــى عبوديتهـــم جمي ًعا للـــه وخرورهم ســـج ًدا وبكياً‪.‬‬ ‫أما القســـم الثـــاني (‪ )98-59‬ففيـــه (مطلـــع خبـــري)‪ ،‬وذكـــر للمنحرفين عـــن الصراط‬ ‫المســـتقيم والـــرد عليهم فـــي أربعـــة مقاطـــع (‪ )88 ،81 ،66 ،59‬فيها‪ :‬انحـــراف الناس بعد‬ ‫الرســـل‪ ،‬ثم الرد على منكري البعث‪ ،‬مع ذكر شـــبهة أنهم أرغد عي ًشـــا فـــي الدنيا‪ ،‬ثم الرد‬ ‫علـــى اتخـــاذ الشـــركاء مع الإنذار والتبشـــير‪ ،‬ثم الـــرد على نســـبة الولد‪ ،‬مع تكـــرر الإنذار‬ ‫والتبشـــير فـــي مواضع متعـــددة من هذا القســـم الثاني‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4731‬‬

‫تتحدث عن الرسل‬ ‫من المثاني‬ ‫هي التاسعة عشرة‬ ‫من المثاني ‪ ،‬وهي من‬ ‫من جهة‪ ،‬وعن حال‬ ‫على ما ُرجح‬ ‫ومن مناسبتها للكهف‬ ‫العتاق الأول ‪.‬‬ ‫المنحرفين عن دعوة‬ ‫اشتمال السورتين‬ ‫مريم ‪،‬‬ ‫الرسل من جهة‬ ‫على قصص عجيبة‪،‬‬ ‫كهيعص‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫وقصص مريم أعجب‪.‬‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫‪85‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة مريم‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ُذكر لها سببا نزول‪،‬‬ ‫تُعد الثالثة والأربعين‪،‬‬ ‫نزلت بعد فاطر وقبل‬ ‫أحدهما ما في البخاري‬ ‫طه‪.‬‬ ‫(‪ )4731‬أن النبي[ قال‪:‬‬ ‫افتتحت بحروف‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫يمكن أن تقسم إلى‬ ‫« ما يمنعك أن تزو َرنا أكثر‬ ‫التهجي ‪،‬ثم إنها‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫قسمين ‪:‬‬ ‫مما تزو ُرنا »‪ ،‬فنزلت الآية‬ ‫مفتتحة بـ (كهيعص)‬ ‫(مريم‪ ، ) ٦٤ :‬والثاني‬ ‫فهي فريدة في‬ ‫منها‪.‬‬ ‫يصور الصراع مع الكفار‪.‬‬ ‫افتتاحها‪.‬‬ ‫القسم الثاني (مطلع خبري)‪،‬‬ ‫القسم الأول (مطل ٌع حرف ٌّي)‪،‬‬ ‫وذكر للمنحرفين عن الصراط‬ ‫وذكر لعباد الله الصالحين ‪.‬‬ ‫المستقيم والرد عليهم ‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪0‬ﻤ‪2‬ﻬﺎ آﻳ‪5‬ﺎﺗ‪3‬ﻬ‪1‬ﺎ اﻟ‪6‬ﺠﺰ‪1‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من المئين‬ ‫طه موسى‬ ‫طه‪ :‬لافتتاح السورة بها‪.‬‬ ‫موسى‪ :‬لذكر قصة موسى ‪.‬‬ ‫‪86‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫هـــي العشـــرون‪ ،‬ومن مناســـبتها‬ ‫هي مـــن المئـــن‪ ،‬كمـــا أنها مـــن العتاق‬ ‫سورة طه‬ ‫لمـــريم تفصيلها مع ســـورة الأنبياء‬ ‫الأول المشـــار إليهـــا فـــي ســـورة مريم‪،‬‬ ‫فـــي ذكـــر مـــن أشـــير إليهـــم مـــن‬ ‫وجاء فيهـــا مقرونة بغيرهـــا‪ :‬أن النبي‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫[ قـــال‪« :‬إ َّن اســـم اللـــه الأعظـــم في‬ ‫أنبيـــاء اللـــه فـــي ســـورة مريم‪.‬‬ ‫ثـــاث ســـو ٍر مـــن القـــرآن‪ ،‬في ســـورة‬ ‫البقـــرة‪ ،‬وآل عمـــران‪ ،‬وطـــه»(‪ ، )1‬ولـــم‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫أجـــد لهـــا فضل ًا مســـتقل ًا‪.‬‬ ‫تعد الرابعـــة والأربعين‪ ،‬بعد مريم‪،‬‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫وقبـــل الواقعـــة‪ ،‬وفـــي مطلعهـــا‪،‬‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫وثبـــوت كونها مـــن العتـــاق الأول‪،‬‬ ‫مـــع ماورد فيها من آثـــار تدل على‬ ‫ســـبقها لإســـام عمر بن الخطاب‬ ‫] ما يشـــعر بتبكيـــر نزولها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه الحاكم في المستدرك (‪ ،)686/1‬وأورده الألباني في الصحيحة (ح ‪.)746‬‬

‫سورة طه‬ ‫مطلع السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬‫افتتحـت بحـروف التهجـي عمو ًمـا‪ ،‬ثـم إنهـا مفتتحـة بــ ﭐﵛﭐﱥﵚ فهـي فريـدة فـي‬ ‫افتتاحهــا‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫مـــن النظـــر فيما جـــاء في عدد مـــن آياتها يمكن القـــول إن موضوعهـــا هو بيان‬ ‫ســـعادة المهتدين بالوحـــي والقرآن‪ ،‬وشـــقاوة المعرضين عنهما‪.‬‬ ‫‪87‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫يمكن أن تقسم إلى مقدمة‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وقسم فيه قصتان بينهما فاصل‪.‬‬ ‫ففي المقدمة (‪( )8-1‬مطلـــ ٌع حرف ٌّي)‪ ،‬وبيان حكمـــة إنزال القرآن‪ ،‬مـــع التعريف بالله‬ ‫منزل القرآن‪.‬‬ ‫والقســـم الوحيد (‪ )127 -9‬فيه (مطلع استفهامي) تشـــويقي‪ ،‬وبيان سعادة المهتدين‬ ‫وشـــقاوة المعرضـــن فـــي ثلاثـــة مقاطـــع (‪ )116 ،99 ،9‬فيهـــا‪ :‬قصة موســـى ‪ ‬في‬ ‫تكليفـــه بالرســـالة‪ ،‬والتحـــدي والغلبة فـــي موقفه مع الســـحرة‪ ،‬وعبادة بني إســـرائيل‬ ‫العجـــل‪ ،‬ثم الحديـــث عن القرآن وعاقبة الإعراض عنه مع مشـــاهد مـــن اليوم الآخر‪،‬‬ ‫ثم قصـــة آدم ‪ ‬مبينة لطريق الســـعادة والشـــقاء‪ ،‬وجزاء الإقبـــال أو الإعراض عن‬ ‫كتاب الله‪.‬‬ ‫وفي الخاتمة (‪( )135-128‬مطلع اســـتفهامي) إنـــكاري‪ ،‬وإقام ُة الحجة على المعرضين‬ ‫وتوجيهات لإمام المتقين ‪-‬عليه أفضل الصلاة وأتم التســـليم‪.-‬‬

‫من المئين‬ ‫هي العشرون ومن‬ ‫هي من المئين‪ ،‬كما أنها من‬ ‫مناسبتها لمريم تفصيلها‬ ‫العتاق الأول‪ ،‬ومن السور‬ ‫مع سورة الأنبياء في ذكر‬ ‫التي ذكر فيها اسم الله‬ ‫من أشير إليهم من أنبياء‬ ‫الله في سورة مريم ‪.‬‬ ‫الأعظم ‪.‬‬ ‫بيان سعادة المهتدين‬ ‫طه‪ ،‬موسى‬ ‫بالوحي و القرآن‪،‬‬ ‫وشقاوة المعرضين‬ ‫عنهما‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪88‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة طه‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫لم يذكر لها سبب‬ ‫تُعد الرابعة والأربعين‪،‬‬ ‫نزول‪.‬‬ ‫بعد مريم وقبل الواقعة‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫يمكن أن تقسم إلى‬ ‫التهجي عموماً ‪،‬ثم إنها‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫مقدمة ‪ ،‬وقسم‬ ‫وحيد‪ ،‬وخاتمة‪:‬‬ ‫مفتتحة بـ ﵛﭐﱥﵚ فهي‬ ‫منها‪.‬‬ ‫فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫الخاتمة (مطلع استفهامي)‬ ‫القسم الوحيد (مطلع‬ ‫المقدمة (مطل ٌع حرف ٌّي) ‪ ،‬وبيان‬ ‫إنكاري‪ ،‬وإقام ُة الحجة على‬ ‫استفهامي) تشويقي‪ ،‬وبيان‬ ‫حكمة إنزال القرآن‪ ،‬مع التعريف‬ ‫المعرضين وتوجيهات لإمام المتقين‬ ‫عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم‪.‬‬ ‫سعادة المهتدين وشقاوة‬ ‫بالله منزل القرآن‪.‬‬ ‫المعرضين‪ ،‬وجزاء الإقبال أو‬ ‫الإعراض عن كتاب الله‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪1‬ﻤ‪2‬ﻬﺎ آﻳ‪2‬ﺎﺗ‪1‬ﻬ‪1‬ﺎ اﻟ‪7‬ﺠﺰ‪1‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫الأنبياء‬ ‫من المئين‬ ‫الأنبياء‪ :‬لحديثها عنهم‬ ‫سورة الأنبياء‬‫موقع السورة ‪89‬‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫هـــي الحادية والعشـــرون‪ ،‬ومن‬ ‫هي من المئـــن‪ ،‬ومن العتـــاق الأول‬ ‫مناســـبتها لـــــ (طه) مناســـبة‬ ‫المشـــار إليها في ســـورة مريم‪ ،‬ولم‬ ‫خاتمـــة تلـــك لمطلـــع هـــذه‪ ،‬مع‬ ‫كونهمـــا فصلتـــا مـــا فـــي مريم‬ ‫أجد لها فضل ًا مســـتقل ًا‪.‬‬ ‫من الإشـــارة إلـــى أنبيـــاء الله‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد الســـبعين؛ بعـــد إبراهيـــم‪ ،‬وقبل النحـــل‪ ،‬وفي أســـلوبها‪ ،‬وفي ســـبب‬ ‫نزولهـــا ما قد يشـــعر باشـــتداد الصـــراع مـــع الكفار‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ســـبب واحـــد يصور الصـــراع مع الكفـــار‪ ،‬عن ابـــن ع َّبـــا ٍس ]‪ ،‬قال‪ :‬جـــاء عبد الله‬ ‫بـــن ال ِّزبَ ْعـــ َرى(‪)1‬إلى النبي [ فقـــال‪ :‬يا مح َّمد‪ ،‬تزعـــم إ َّن الله أنزل عليـــك هذه الآية‪:‬‬ ‫ﵛﭐﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﵚ (الأنبيـــاء‪ )98 :‬فقـــد‬ ‫ُع ِبدت ال ّشـــمس والقمـــر والملائكة وعزي ٌر وعيســـى صلـــوات الله عليهـــم‪ ،‬أوك ّل هؤلاء‬ ‫فـــي ال َّنار مع آلهتنا؟ فأنزل الله ع َّز وج َّل‪ :‬ﵛﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸ‬ ‫ﲹﵚ (الأنبياء‪ )101 :‬ونزلت‪:‬ﭐ ﵛ ﭐ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﵚ‬ ‫(الزخرف‪.)2( )57 :‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬ ‫‪90‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫يعـــرف مـــن التأمـــل فـــي أقســـامها‬ ‫سورة الأنبياء‬ ‫أن موضوعهـــا الـــرد علـــى شـــبهات‬ ‫الكافريـــن‪ ،‬مـــع تهديدهـــم بالعـــذاب‬ ‫الأليـــم‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫(‪ )1‬ال ِّزبَ ْع َرى‪ :‬بكسر ال ّزاي وفتح الباء وال ّراء‪ ،‬وضبطه الحافظ ابن حج ٍر في الإصابة بكسر الباء‪( .‬تاج العروس بتصرف)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (‪ ،)988‬وينظر‪ :‬الصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي (ص ‪.)135‬‬

‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫أولهما عن قصص تؤكد‬ ‫يمكــن تقســيم الســورة إلــى مقدمــة وخاتمــة‬ ‫الكافرين والرد ردود القسم‬ ‫وقسـمين؛ أولهمـا عـن الكافريـن والـرد علـى‬ ‫على شبههم الأول وتتممها‬ ‫شـبههم‪ ،‬والثانـي قصـص تؤكـد ردود القسـم‬ ‫الأول وتتممهــا‪.‬‬ ‫أما المقدمة (‪ )5-1‬ففيها (مطلع خبري) مشـــعر بقرب الحســـاب‪ ،‬ووص ٌف لحال الكافرين‬ ‫الغافلين‪ ،‬وذكر لشـــيء من شبههم‪.‬‬ ‫وأمـــا القســـم الأول (‪ )47 -6‬ففيـــه‪( :‬مطلـــع خبـــري) بالنفـــي‪ ،‬وردود على الكفـــار‪ ،‬مع‬ ‫تخويـــف وإنـــذار في أربعـــة مقاطـــع (‪ )34 ،25 ،16 ،6‬فيها‪ :‬ردود على شـــبه الكفار كطلبهم‬ ‫آيـــة‪ ،‬وإنـــذار لهـــم بذكر مصير الســـابقين‪ ،‬ثم مزيـــد من الرد بمـــا يضاد لهوهـــم وغفلتهم‪91 ،‬‬ ‫والإشـــارة إلـــى أن الجهل بالحق ســـر إعراضهـــم‪ ،‬ثم إثبـــات أن التوحيد هو دعوة الرســـل‪،‬‬ ‫سورة الأنبياء‬ ‫مـــع مزيد مـــن الرد على المشـــركين‪ ،‬وإقامة الحجة بلفـــت النظر إلى خلق الله كالســـماوات‬ ‫والأرض‪ ،‬ثـــم رد يؤكـــد عدم خلود الرســـل‪ ،‬مع تهديدات للمســـتهزئين‪.‬‬ ‫وأما القســـم الثاني (‪ )96-48‬ففيه (مطلع خبري)‪ ،‬وتأكيد لما ســـبق مـــن ردود عن طريق‬ ‫القصـــص‪ ،‬مـــع إتمـــام ردود أخرى فـــي ثلاثـــة مقاطـــع‪ ،‬وتعقيـــب (‪ )92 ،74 ،51 ،48‬فيها‪:‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫الإشـــارة إلـــى ما أوحي إلى موســـى ‪ ‬وهارون مـــن الفرقان والضياء‪ ،‬مع بيـــان المنتفعين‬ ‫بذلـــك الوحي‪ ،‬والثناء على القـــرآن‪ ،‬ثم ذك ُر قصة إبراهيم ‪ ‬مـــع قومه مفصلة‪ ،‬والختم‬ ‫بجعله وإســـحاق ويعقوب ‪ ‬أئمـــة‪ ،‬ثم إيجاز لقصص لوط ونوح وداود وســـليمان‪ ،‬وأيوب‬ ‫ويونس وزكريا‪ ،‬ومريم‪ ،‬مع الإشـــارة إلى إســـماعيل وإدريس وذي الكفل ‪ ،‬وكل هذه‬ ‫القصـــص أمثلة لما ســـبق من حجج‪ ،‬وردود كبشـــرية الرســـل وعـــدم خلودهـــم‪ ،‬وأن العاقبة‬ ‫لهـــم‪ ،‬ثـــم تعقي ٌب على القصـــص يبين وحدة دعوة الرســـل‪ ،‬وأن الهالكـــن لا يرجعون للدنيا‪،‬‬ ‫والختم بذكر يأجـــوج ومأجوج تمهيـــدا للخاتمة‪.‬‬ ‫وأما الخاتمـــة (‪ )112-97‬ففيه (مطلـــع خبري) مشـــابه لافتتاح الســـورة يذكـــر اقتراب‬ ‫الوعـــد الحق‪ ،‬ووعـــد ووعيد يناســـب المقدمة‪ ،‬وإكمال للـــرد على ما في أول الســـورة ببيان‬ ‫أن النبـــي الأمـــن عليـــه الصلاة و الســـام ما أرســـل إلا رحمـــة للعالمين‪ ،‬وآيـــة أخيرة تمثل‬ ‫الخلاصـــة بعد إقامـــة الحجج‪.‬‬

‫من المئين‬ ‫هي الحادية والعشرون‪ ،‬ومن‬ ‫هي من المئين‪ ،‬ومن‬ ‫مناسبتها ارتباط خاتمة سورة‬ ‫العتاق الأول‪.‬‬ ‫طه لمطلع سورة الأنبياء ‪ ،‬مع‬ ‫كونهما فصلتا ما في سورة‬ ‫مريم من الإشارة إلى أنبياء الله‬ ‫‪-‬عليهم السلام‪. -‬‬ ‫الرد على شبهات‬ ‫الأنبياء‬ ‫الكافرين ‪ ،‬مع‬ ‫تهديدهم بالعذاب‬ ‫الأليم‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪92‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الأنبياء‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫سبب واحد‬ ‫تُعد السبعين بعد‬ ‫يصور الصراع مع‬ ‫إبراهيم وقبل النحل‪.‬‬ ‫الكفار‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫يمكن تقسيم السورة‬ ‫خبرية‪.‬‬ ‫إلى مقدمة وقسمين‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫وخاتمة‪:‬‬ ‫منها‪.‬‬ ‫الخاتمة (مطلع خبري)‬ ‫القسم الثاني (مطلع‬ ‫القسم الأول (مطلع‬ ‫المقدمة ( مطلع خبري)‬ ‫مشابه لافتتاح السورة‪،‬‬ ‫خبري)‪ ،‬تأكيد لما سبق‬ ‫خبري) بالنفي‪ ،‬وردود‬ ‫مشعر بقرب الحساب‪،‬‬ ‫وبيان أن النبي [ ما‬ ‫من ردود عن طريق‬ ‫على الكفار‪ ،‬مع تخويف‬ ‫ووص ٌف لحال الكافرين‬ ‫أرسل إلا رحمة للعالمين‪.‬‬ ‫القصص مع إتمام ردود‬ ‫الغافلين‪ ،‬وذكر لشيء من‬ ‫والإنذار‪.‬‬ ‫أخرى‬ ‫شبههم‪.‬‬

‫َم َدِنَّيفيةهاعلمىشهموار ُر‪ّ،ِ-‬جوحلم–ويالصخحلاف‬ ‫رﻗ‪2‬ﻤ‪2‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪8‬ﺗﻬ‪7‬ﺎ اﻟ‪7‬ﺠﺰ‪1‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من المثاني‬ ‫الحج‬ ‫الحج‪ :‬لاشتمالها على الدعوة إلى الحج‪.‬‬ ‫‪93‬‬ ‫سورة الحج‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫هـــي الثانيـــة والعشـــرون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن فضائلهـــا أنها فضلت بســـجدتين‬ ‫مناســـبتها لســـورة الأنبياء ذكر‬ ‫عند مـــن أخذ به مـــن أهل العلـــم‪ ،‬كما‬ ‫الحديـــث عـــن الســـاعة فـــي‬ ‫روى عقبـــة بن عامر ] قـــال‪ :‬قلت‪:‬‬ ‫يـــا رســـول اللـــه‪ ،‬أ ُف ِّضلت ســـورة الحج‬ ‫خواتيمهـــا‪ ،‬وفـــي ســـورة الحـــج‬ ‫على ســـائر القـــرآن بســـجدتين؟ قال‪:‬‬ ‫((نعـــم؛ فمـــن لـــم يســـجدهما؛ فـــا‬ ‫ذكـــر الســـاعة فـــي أولهـــا‪.‬‬ ‫يقرأهمـــا))(‪.)1‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد الرابعـــة بعـــد المائة على المشـــهور‪ ،‬بعد ســـورة النـــور‪ ،‬وقبل ســـورة المنافقون‪،‬‬ ‫والخـــاف فـــي وقت نزولهـــا كبير‪ ،‬فـــإن كانـــت َم َد ِن َّية –وهـــو ما رجـــح‪ -‬ففيها ما‬ ‫يـــدل علـــى تبكير النـــزول في العهـــد المدنـــي؛ كالإذن بالقتـــال‪ ،‬خلا ًفا لهـــذا القول‬ ‫المشهور المشـــع ِر بالتأخر‪.‬‬ ‫(‪ )1‬مسند الإمام أحمد (‪ ،)595-593/28‬وحسنه محققوه بشواهده‪ ،‬وتنظر‪ :‬موسوعة فضائل سور وآيات القرآن (‪ ،20 /2‬فما بعدها)‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ســـببان أحدهما عن ابـــن ع َّبا ٍس ]‪ ،‬قـــال‪ :‬ﵛﭐﲆﲇﲈﲉﲊﲋ ﲍﲌﵚ(الحـــج‪،)11 :‬‬ ‫قـــال‪« :‬كان ال َّرجـــل يقدم المدينـــة‪ ،‬فإن ولدت امرأتـــه غلا ًما‪ ،‬ونتجت خيلـــه‪ ،‬قال‪ :‬هذا‬ ‫ديـــ ٌن صالـــ ٌح‪ ،‬وإن لم تلد امرأتـــه‪ ،‬ولم تنتج خيلـــه‪ ،‬قال‪ :‬هذا دين ســـو ٍء»(‪.)1‬‬ ‫والثاني يتعلق بغزوة بدر‪ ،‬والظاهر أنه من باب المثال‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬ ‫‪94‬‬ ‫مـــن مطلعهـــا ومـــا تكـــرر فيهـــا‬ ‫افتتحـت بالنـداء عمو ًمـا‪ ،‬ثـم هي‬ ‫سورة الحج‬ ‫مـــن معـــان يمكـــن أن يقـــال إن من‬ ‫مفتتحـة بــنداء الأمـة خصو ًصـا‬ ‫موضوعاتهـــا الأساســـية البعـــث‬ ‫ثـم هـي مختصـة بعـ ُد بنـداء أمـة‬ ‫والقيامـــة مـــن جهـــة‪ ،‬والنصـــر‬ ‫الدعــوة‪ ،‬ولا تشــاركها فــي هــذا‬ ‫والفصـــل بـــن الخلائق فـــي الدنيا‬ ‫سـوى سـورة النسـاء‪.‬‬ ‫والآخـــرة مـــن جهـــة أخـــرى‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4742‬‬

‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫يقيم الحجة‬ ‫يعد المؤمنين‬ ‫يمكن تقســـيمها إلى مقدمة وقســـمين؛ أولهما‬ ‫ويبين معالم‬ ‫بالنصر‬ ‫يعد المؤمنـــن بالنصر‪ ،‬ويعـــرض لنماذج‬ ‫النصر‬ ‫مـــن الضالين‪ ،‬والثاني يقيـــم الحجة ويبين‬ ‫معالـم الـنصر‪.‬‬ ‫ففـــي المقدمة (‪( )4-1‬مطلـــ ٌع ندائ ٌّي) للنـــا ِس؛ والأم ُر بالتقـــوى‪ ،‬والتذكير بزلزلة الســـاعة‬ ‫الباعثـــة علـــى التقـــوى‪ ،‬ثم ذكر نموذج لمجـــادل في آيـــات الله ضال في نفســـه‪.‬‬ ‫وأما القســـم الأول (‪ )48-5‬ففيـــه (مطل ٌع ندائـــ ٌّي) للناس‪ ،‬ووعـــد للمؤمنـــن بالنصر في‬ ‫الداريـــن في ثلاثـــة مقاطـــع (‪ )25 ،8 ،5‬فيها‪ :‬معالجة الشـــك في الآخرة بلفـــت النظر إلى‬ ‫خلـــق الإنســـان وإحيـــاء الأرض وصـــو ًل إلى التعريـــف بالله الحـــق‪ ،‬ثم نموذج لمجـــادل في ‪95‬‬ ‫آيـــات الله ســـاع لإضـــال غيره‪ ،‬فآخر لمـــن يعبد الله علـــى حرف‪ ،‬فثالث يســـتبطئ النصر‪،‬‬ ‫سورة الحج‬ ‫وبيـــان أن النصـــر الحقيقـــي فـــي الآخـــرة‪ ،‬وبيان خضـــوع الكائنات للـــه‪ ،‬فإشـــارة إلى حال‬ ‫الفريقـــن المتخاصمين في الآخرة‪ ،‬ثم الإشـــارة إلى مبـــررات الإذن بالقتال من صد الكفار‬ ‫عـــن المســـجد الحرام مـــع إفاضة في الحديث عن المناســـك تشـــوق إليها‪ ،‬فـــالإذن الصريح‬ ‫بالقتـــال مع التبشـــير بالنصر وبيان المســـتحق له‪ ،‬وبيـــان عاقبة تكذيب الســـابقين‪ ،‬مع ذكر‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫اســـتعجال الكفار بالعذاب‪.‬‬ ‫وفي القســـم الثاني (‪( )78-49‬مطل ٌع ندائـــ ٌّي) تلقيني نودي فيه النـــاس‪ ،‬وإقامة الحجة مع‬ ‫معالـــم أخـــرى في طريـــق النصر في مقطعـــن (‪ )73 ،49‬فيهمـــا‪ :‬بيان أن مهمـــة النبي [‬ ‫محصـــورة فـــي الإنذار‪ ،‬وذكر ســـن في الدعـــوة‪ ،‬والنصر‪ ،‬مـــع التعريف باللـــه تعري ًفا يؤكد‬ ‫النصـــر‪ ،‬مـــع ذكر إصـــرار الكفار علـــى كفرهـــم‪ ،‬ثم تفنيد عبادة غيـــر الله‪ ،‬وأمـــر المؤمنين‬ ‫بصنـــوف من العبادة توصـــل للتقوى‪.‬‬

‫البعث والقيامة‬ ‫من المثاني‬ ‫هي الثانية والعشرون‪ ،‬ومن‬ ‫من فضائلها أنها فضلت‬ ‫من جهة ‪ ،‬والنصر‬ ‫مناسبتها لسورة الأنبياء ذكر‬ ‫بسجدتين ‪ ،‬من المثاني‬ ‫والفصل بين الخلائق‬ ‫التي أوتيها النبي[ مكان‬ ‫في الدنيا والآخرة من‬ ‫الحديث عن الساعة في‬ ‫خواتيمها ‪ ،‬وفي سورة الحج‬ ‫الانجيل ‪.‬‬ ‫جهة أخرى‪.‬‬ ‫ذكر الساعة في أولها‪.‬‬ ‫الحج‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪96‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الحج‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫سببان أولهما َع ِن ابْ ِن َع َّبا ٍس‬ ‫تُعد الرابعة بعد المائة‬ ‫َر ِض َي اللَّ ُه َعنْ ُه َما‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫على المشهور‪ ،‬بعد سورة‬ ‫ﵛﭐﲆﲇﲈﲉﲊﲋ ﲍﲌﵚ‬ ‫النور ‪ ،‬وقبل سورة‬ ‫المنافقون‪.‬‬ ‫َقا َل‪َ « :‬كا َن ال َّر ُج ُل يَ ْق َد ُم‬ ‫المَ ِدينَ َة‪َ ،‬ف ِإ ْن َولَ َد ِت ا ْم َرأَتُ ُه‬ ‫ُغل َا ًما‪َ ،‬ونُ ِت َج ْت َخيْلُ ُه‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫افتتحت بالنداء عموماً‪،‬‬ ‫مدني ٌة على ما‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫َه َذا ِدي ٌن َصا ِل ٌح‪َ ،‬و ِإ ْن لَ ْم تَ ِل ِد‬ ‫ثم هي مفتتحة بـنداء‬ ‫مقدم ٍة وقسمين ‪:‬‬ ‫رجح‪ ،‬ولم يصح الأمة خصوصاً ‪ ،‬ثم هي ا ْم َرأَتُ ُه َولَ ْم تُنْتَ ْج َخيْلُ ُه‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫استثناء شي ٍء مختصة بنداء أمة الدعوة َه َذا ِدي ُن ُسو ٍء»‪.‬‬ ‫منها ‪ .‬ولا تشاركها في هذا سوى و الثاني يتعلق بغزوة بدر ‪،‬‬ ‫سورة النساء‪ .‬والظاهر أنه من باب المثال‪.‬‬ ‫القسم الثاني (مطل ٌع ندائ ٌّي)‬ ‫القسم الأول (مطل ٌع ندائ ٌّي)‬ ‫المقدمة (مطل ٌع ندائ ٌّي) للنا ِس؛ والأم ُر‬ ‫تلقيني نودي فيه الناس ‪ ،‬وإقامة‬ ‫للناس‪ ،‬ووعد للمؤمنين‬ ‫بالتقوى‪ ،‬والتذكير بزلزلة الساعة‬ ‫الحجة مع معالم أخرى في طريق‬ ‫بالنصر في الدارين‪.‬‬ ‫الباعثة على التقوى ‪ ،‬ثم ذكر نموذج‬ ‫النصر‪.‬‬ ‫لمجادل في آيات الله ضال في نفسه‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪3‬ﻤ‪2‬ﻬﺎ آﻳ‪8‬ﺎﺗ‪1‬ﻬ‪1‬ﺎ اﻟ‪8‬ﺠﺰ‪1‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من المئين‬ ‫المؤمنون‬ ‫المؤمنـــون‪ :‬لافتتاحها بفـــاح المؤمنين واشـــتمالها علـــى أوصافهـــم وجزائهم في‬ ‫الآخرة‪.‬‬ ‫‪97‬‬ ‫سورة المؤمنون‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫هـــي الثالثـــة والعشـــرون؛ بعـــد‬ ‫مـــن المئـــن التـــي أوتيهـــا النبـــي [‬ ‫الـحــــــج‪ ،‬وقبـــــــــل النــــــور‪ ،‬ومـــــن‬ ‫مـــكان الزبـــور‪ ،‬ولـــم أجد لهـــا فضل ًا‬ ‫مناســـبتها للحـــج أن فـــي أواخـــر‬ ‫تلك‪:‬ﭐﵛﲏﲐﵚ (الآيـــة ‪،)77‬‬ ‫مســـتقل ًا ثاب ًتـــا مرفو ًعـــا‪.‬‬ ‫وأول هـــذه ﵛﭐﱁﱂﱃﵚ‪. .‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫تعـــد الخامســـة والســـبعين علـــى‬ ‫ســـببان؛ أحدهمـــا فـــي التربيـــة‬ ‫المشـــهور‪ ،‬بعد الطور‪ ،‬وقبل الملك‪،‬‬ ‫والأحكام‪ ،‬والآخر فـــي الصراع مع‬ ‫وفيهـــا مـــن تهديـــد المشـــركين ما‬ ‫يشـــعر بتأخر النـــزول فـــي العهد‬ ‫المشـــركين‪.‬‬ ‫ا لمكي ‪.‬‬

‫مطلع السورة‬ ‫موضوع السورة‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫يعرف مـــن مطلعها ومـــا تكرر فيها‬ ‫مـــن معـــان أن موضوعهـــا تقويـــة‬ ‫الإيمـــان‪ ،‬وبيـــان صفـــات أهله‪.‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫يهدد أهل‬ ‫يحث على‬ ‫يمكـــن تقســـيمها إلـــى قســـمين؛ أولهما يحث‬ ‫‪98‬‬ ‫الكفر‬ ‫الإيمان‬ ‫على الإيمـــان‪ ،‬والثانـــي يهدد أهـــل الكفر‪،‬‬ ‫ويقيم عليهـــم الحجة‪.‬‬ ‫سورة المؤمنون‬ ‫أمـــا القســـم الأول (‪ )52-1‬ففيـــه (مطلـــع‬ ‫خبـــري) مبشـــر بفلاح المؤمنين‪ ،‬والحث علـــى الإيمان والعمل الصالح فـــي ثلاثة مقاطع (‪،1‬‬ ‫‪ )23 ،12‬ذكـــر أخـــاق المؤمنـــن‪ ،‬ثم التدليـــل على الإيمان‪ ،‬واســـتخراج ما يدفـــع إليه بذكر‬ ‫تدبيـــر أحســـن الخالقـــن‪ ،‬ثم قصص نـــوح ‪ ‬فمن بعده‪ ،‬وموســـى وهـــارون ‪ ‬تذكي ًرا‬ ‫بعنايـــة الله بالمؤمنـــن وتعذيبه للكافرين‪ ،‬وتعقيـــب القصص بدعوة الرســـل لأك ِل الطيبات‪،‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫والعمـــ ِل الصالـــح‪ ،‬والأمـــ ِة الواحدة التي تتقـــي ربها‪ ،‬وهو ختـــام مف ٍض إلى القســـم الثاني‪.‬‬ ‫وأما القســـم الثاني (‪ )118-53‬ففيـــه (مطلع خبري)‪ ،‬وصـــف لإعراض الكفـــار وبعدهم‬ ‫عـــن الخيـــرات‪ ،‬وإنـــذارات لهم‪ ،‬وإقامـــة للحجج عليهـــم في أربعـــة مقاطـــع (‪،78 ،64 ،53‬‬ ‫‪ )101‬فيهـــا‪ :‬بيـــان تفـــرق الكفـــار وعـــدم اجتماعهـــم علـــى الدين الواحـــد الحـــق‪ ،‬والتنبيه‬ ‫علـــى اعتقـــاد خاطـــئ عندهم في علامة الســـبق إلى الخيـــرات‪ ،‬وبيان الحق فـــي ذلك‪ ،‬ثم‬ ‫تهديـــدان للمكذبـــن بينهما أدلة وحجج تثبت صـــدق النبي [‪ ،‬ثم رد علـــى منكري البعث‬ ‫مـــع التركيـــز علـــى الإيمـــان الصحيح باللـــه‪ ،‬وتهديد ثالـــث بالمـــوت‪ ،‬ثم تهديد رابـــع باليوم‬ ‫الآخـــر‪ ،‬وذكـــر عاقبـــة الفريقين في ذلـــك اليـــوم العظيم مع ذكـــر تفصيلات تبـــن العلاقة‬ ‫بـــن الفريقـــن فـــي الدنيا‪ ،‬والختم بـــأن الخلق ليـــس عبثا‪ ،‬وآيـــة أخيرة فيهـــا تلقين لدعاء‬ ‫بالمغفـــرة والرحمة‪.‬‬

‫هي الثالثة والعشرون؛ بعد‬ ‫من المئين التي أوتيها النبي‬ ‫الحج‪ ،‬وقبل النور‪ ،‬ومن‬ ‫[ مكان الزبور‪.‬‬ ‫مناسبتها للحج أن في أواخر‬ ‫تلك‪:‬ﭐﵛﲏﲐﵚ‪،‬‬ ‫وأول هذهﵛﭐ ﱁﱂﱃﵚ‪ .‬من المئين‬ ‫تقوية الإيمان وبيان‬ ‫صفات أهله‪.‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫‪99‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة المؤمنون‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫سببان ‪ ،‬أحدهما في‬ ‫تُعد الخامسة والسبعين‬ ‫التربية و الأحكام‪،‬‬ ‫على المشهور‪ ،‬بعد الطور‪،‬‬ ‫وآخر في الصراع مع‬ ‫وقبل الملك ‪.‬‬ ‫المشركين‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫قسمين‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫القسم الثاني (مطلع خبري) ‪،‬وصف لإعراض الكفار‬ ‫القسم الأول (مطلع خبري)‬ ‫وبعدهم عن الخيرات‪ ،‬وإنذارات لهم وإقامة للحجج‬ ‫مبشر بفلاح المؤمنين الحث على‬ ‫عليهم‪ ،‬والختم بأن خلق الانسان ليس عبثا‪ ،‬وآية أخيرة‬ ‫الإيمان والعمل الصالح‪.‬‬ ‫فيها تلقين لدعاء بالمغفرة والرحمة‪.‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook