Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف

بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف

Published by Ismail Rao, 2020-07-08 06:47:56

Description: بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف
مؤلف: د.محمد بن عبدالعزيز بن عمر نصيف
قسم: علوم القرآن الكريم والسنة النبوية
الصفحات: 402
حجم الملفات: 20.69 ميجا بايت
تاريخ انشاء الملفات: 20 أبريل 2020

Search

Read the Text Version

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪4‬ﻤ‪5‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪5‬ﺗﻬ‪5‬ﺎ اﻟ‪7‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫ﵛﭐﲞﲟﵚ‬ ‫القمر‬ ‫القمر‪ :‬لافتتاحها بذكر انشقاق القمر‪.‬‬ ‫اقتربت الساعة‪ :‬لافتتاحها بهذين اللفظين‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪200‬‬ ‫هـــي الرابعـــة والخمســـون‪ ،‬ومـــن‬ ‫ثبتـــت قراءتها في صـــاة العيد(‪،)1‬‬ ‫سورة القمر‬ ‫مناســـبتها للنجـــم التناســـب في‬ ‫كمـــا أنها مـــن المُ َف َّصل الـــذي ُف ِّضل‬ ‫الأســـماء‪ ،‬ونظيره توالي الشـــمس‬ ‫والليـــل والضحـــى‪ ،‬كمـــا أن فيهـــا‬ ‫بـــه نبينا [‪.‬‬ ‫تفصيل ًا لأحوال الأمم المشـــار إلى‬ ‫مطلع السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫إهلاكهـــم فـــي النجم‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد السادســـة والثلاثـــن على المشـــهور‪ ،‬بعـــد الطـــارق‪ ،‬وقبـــل (ص)‪ ،‬وجاء ما‬ ‫يـــدل علـــى نزولهـــا قبـــل عقد النبـــي [ علـــى عائشـــة ‪ -‬رضـــي اللـــه عنها‪،-‬‬ ‫فقـــد جـــاء عنهـــا أنها قالـــت‪« :‬لقـــد أُنْ ِزل علـــى مح َّمـــد [ بم َّكة وإ ِّنـــي لجاري ٌة‬ ‫ألعـــب‪،‬ﵛﭐﳄﳅﳆﳇﳈﳉﵚ (القمر‪ ،)2( »)46 :‬مع أن فيها ذكر انشـــقاق‬ ‫القمـــر‪ ،‬والإخبار بشـــدة تكذيـــب الكفار‪ ،‬مما قـــد يجعلها متوســـطة النزول في‬ ‫العهـــد المكي‪.‬‬ ‫(‪ )1‬كما في صحيح مسلم (‪.)891‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪.)4876‬‬

‫سورة القمر‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬‫لهـــا ثلاثة أســـباب تعـــود جمي ًعـــا إلى الصـــراع مع الكفـــار‪ ،‬والثانـــي منها غير مســـلَّم‬ ‫لمعارضتـــه لمـــا هو أقـــوى منه‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫مـــن خـــال التأمل في الآيات المتكـــررة فيها يمكن القول إن مـــن أهم موضوعاتها‬ ‫الإنذار العظيـــم للمكذبين‪ ،‬مع الحث على الانتفـــاع بالقرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪201‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫يمكن تقسيمها إلى مقدمة خبرية و ِقسم خبري‪ ،‬وخاتمة إنشائية‪.‬‬ ‫أمـــا المقدمـــة (‪ )8-1‬ففيهـــا (المطلع الخبـــري) عـــن اقتـــراب الســـاعة وانشـــقاق القمر‪،‬‬ ‫وصفـــات مـــن لا ينفعهـــم الإنـــذار‪ ،‬مـــع بيـــان أن النـــذارة بالقـــرآن تكفي‪.‬‬ ‫وفي القســـم الوحيـــد (‪( )42-9‬المطلع الخبـــري) عـــن تكذيب قـــوم نـــوح‪ ،‬ومجموعة من‬ ‫قصـــص المكذبين الســـابقين وعقوباتهم الدنيوية في خمســـة مقاطـــع (‪)41 ،33 ،23 ،18 ،9‬‬ ‫فيهـــا‪ :‬قصـــة قـــوم نـــوح‪ ،‬ثم عـــاد‪ ،‬ثم ثمـــود‪ ،‬ثم قوم لـــوط‪ ،‬ثم إشـــارة إلى آل فرعـــون‪ ،‬مع‬ ‫تكريـــر جمل تفيد تيســـير القرآن للذكر‪ ،‬والحث علـــى الادكار‪ ،‬والتحذير مـــن العذاب‪ ،‬ومن‬ ‫عواقـــب الإنذار‪.‬‬ ‫وفي الخاتمـــة (‪( )55-43‬المطلـــع الإنشـــائي) الاســـتفهامي التوبيخـــي‪ ،‬وتذكيـــر المكذبـــن‬ ‫المعاصريـــن‪ ،‬وتهديـــد لهـــم بعذابـــي الدنيـــا والآخـــرة‪ ،‬والختم ببشـــارة المؤمنين‪.‬‬

‫هي الرابعة والخمسون ‪ ،‬ومن مناسبتها‬ ‫للنجم التناسب في الأسماء‪ ،‬ونظيره‬ ‫توالي الشمس والليل والضحى‪ ،‬كما أن‬ ‫من المفصل الذي فضل به فيها تفصيلا لأحوال الأمم المشار إلى‬ ‫نبينا[‪ ،‬وثبتت قراءتها في‬ ‫إهلاكهم في النجم‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫صلاة العيد كما في صحيح‬ ‫مسلم ‪.‬‬ ‫الإنذار العظيم للمكذبين‬ ‫مع الحث على الانتفاع‬ ‫القمر‪ ،‬اقتربت‬ ‫بالقرآن الكريم‪.‬‬ ‫الساعة‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪202‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة القمر‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫لها ثلاثة أسباب تعود‬ ‫تُعد السادسة والثلاثين‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫جميعاً إلى الصراع مع‬ ‫على المشهور‪ ،‬بعد‬ ‫الطارق‪ ،‬وقبل ص‪.‬‬ ‫الكفار‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫مقدمة خبرية و ِق ْسم‬ ‫منها‪.‬‬ ‫خبري‪ ،‬وخاتمة إنشائية‪:‬‬ ‫الخاتمة (المطلع الإنشائي)‬ ‫القسم الوحيد (المطلع الخبري)‬ ‫المقدمة (المطلع الخبري)‬ ‫الاستفهامي التوبيخي ‪ ،‬وتذكير‬ ‫عن تكذيب قوم نوح‪ ،‬ومجموعة‬ ‫عن اقتراب الساعة وانشقاق‬ ‫المكذبين المعاصرين وتهديد لهم‬ ‫من قصص المكذبين السابقين‬ ‫القمر‪ ،‬وصفات من لا ينفعهم‬ ‫بعذابي الدنيا والآخرة‪ ،‬وبشارة‬ ‫وعقوباتهم الدنيوية ‪ ،‬مع تكرير جمل‬ ‫الإنذار ‪ ،‬مع بيان أن النذارة‬ ‫المؤمنين‪.‬‬ ‫تفيد تيسير القرآن للذكر‪.‬‬ ‫بالقرآن تكفي‪.‬‬

‫َم ِّكَية على الراجح‪ ،‬ولم‬ ‫رﻗ‪5‬ﻤ‪5‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪8‬ﺗﻬ‪7‬ﺎ اﻟ‪7‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫يصح استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫الرفرف‬ ‫عروس القرآن‬ ‫الرحمن‬ ‫الرحمن‪ :‬لافتتاحها باسم الرحمن الذي هو اسم من أسماء الله تعالى‪.‬‬ ‫عروس القرآن‪ :‬لورود حديث‪« :‬لكل شيء عروس‪ ،‬وعروس القرآن الرحمن»(‪.)1‬‬ ‫ال َّر ْفرف‪ :‬لذكر هذه الكلمة في آخرها‪.‬‬ ‫‪203‬‬ ‫سورة الرحمن‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫هي الخامســـة والخمســـون‪ ،‬ومن‬ ‫من المُ َف َّصل الذي ُف ِّضل به نبينا [‪.‬‬ ‫مناســـبتها للقمر تفصيلها لآخر‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫مـــا فيهـــا مـــن ذكـــر المجرمـــن‬ ‫والمتقـــن‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تعـــد الســـابعة والتســـعين علـــى‬ ‫مطلع السورة‬ ‫المشـــهور؛ بعد ســـورة الرعد‪ ،‬وقبل‬ ‫ســـورة الإنســـان‪ ،‬والمرجح م ِّكيتها‪،‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪ ،‬وتميزت‬ ‫وورد مـــا يـــدل علـــى أنهـــا قبـــل أن‬ ‫بأنها السورة الوحيدة المبدوءة باسم‬ ‫يصـــدع النبـــي [ بمـــا يؤمـــر‪.‬‬ ‫من أسماء الله‪.‬‬ ‫(‪ )1‬حديث منكر‪( .‬تنظر‪ :‬سلسلة الأحاديث الضعيفة‪ ،‬للألباني (ح ‪.)1350‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫التذكيـــر بـــالآلاء والنعـــم ح ًثـــا علـــى عبـــادة ذي الجـــال والإكـــرام‪ ،‬والتعلـــق بـــه‬ ‫‪-‬ســـبحانه وتعالـــى‪.-‬‬ ‫‪٣٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫تعريفي فخبري فشرطي‬ ‫يمكـن تقسـيمها إلـى ثلاثـة مقاطـع تعريفــي‪،‬‬ ‫فخـري‪ ،‬فشـرطي‪.‬‬ ‫‪204‬‬ ‫في المقطع الأول (‪( )13-1‬المطلـــع التعريفي)‬ ‫بالرحمـــن‪ ،‬وتذكير بالنعم لاســـتخراج الشـــكر‪،‬‬ ‫سورة الرحمن‬ ‫مـــع العتاب علـــى التكذيب المقتضـــي الحث علـــى التوحيد‪.‬‬ ‫وفي المقطع الثـــاني (‪( )36-14‬المطلع الخبـــري)‪ ،‬ومزيد تفصيـــل في النعم‪ ،‬مـــع التذكير‬ ‫بـــأن الـــذي يبقى هـــو الله ذو الجـــال والإكرام‪ ،‬وأن الثقلـــن تحت قدرته ‪-‬جـــل في علاه‪،-‬‬ ‫مـــع تكرار العتـــاب على التكذيـــب المقتضي الحث علـــى التوحيد‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫وفي المقطـــع الثالث (‪( )78 -37‬المطلع الشـــرطي)‪ ،‬والحديث عن القيامـــة والجزاء ترهي ًبا‬ ‫فترغي ًبـــا أطـــول منه حيث ذكر فيه مســـتويان من نعيـــم أهل الجنان‪ ،‬مع تكـــرار العتاب على‬ ‫التكذيـــب المقتضـــي الحث على التوحيد‪ ،‬وختم الســـورة بكثرة خيـــر ذي الجلال والإكرام‪.‬‬

‫من طوال‬ ‫هي الخامسة والخمسون‪،‬‬ ‫من المفصل الذي فضل‬ ‫المفصل‬ ‫ومن مناسبتها للقمر‬ ‫به نبينا [‪.‬‬ ‫تفصيلها لآخر ما فيها من‬ ‫ذكر المجرمين والمتقين‪.‬‬ ‫التذكير بالآلاء والنعم حثا‬ ‫الرحمن‪ ،‬عروس‬ ‫على عبادة ذي الجلال‬ ‫القرآن ‪ ،‬الرفرف‪.‬‬ ‫والإكرام‪ ،‬والتعلق به‬ ‫سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪205‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الرحمن‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد السابعة والتسعين‬ ‫على المشهور بعد الرعد‬ ‫وقبل الإنسان‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪،‬‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫وتميزت بأنها السورة‬ ‫ثلاثة مقاطع تعريفي مكية على الراجح‪،‬‬ ‫الوحيدة المبدوءة باسم‬ ‫فخبري فشرطي‪ :‬ولم يصح استثناء‬ ‫من أسماء الله‪.‬‬ ‫شيء منها‪.‬‬ ‫المقطع الثالث (المطلع الشرطي )‪ ،‬والحديث‬ ‫المقطع الثاني ( المطلع الخبري)‬ ‫المقـطـع الأول (المــطــلع‬ ‫عن القيامة والجزاء ترهيباً وترغيباً ‪ ،‬مع‬ ‫مزيد تفصيل في النعم ‪ ،‬مع‬ ‫التعريفي) بالرحمن‪ ،‬وتذكير‬ ‫تكرار العتاب على التكذيب وختم السورة‬ ‫بالنعم لاستخراج الشكر‪ ،‬مع‬ ‫التذكير بأن الذي يبقى هو الله ذو‬ ‫بكثرة خير ذي الجلال والإكرام‪.‬‬ ‫الجلال والإكرام‪.‬‬ ‫العتاب على التكذيب‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪6‬ﻤ‪5‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪6‬ﺗﻬ‪9‬ﺎ اﻟ‪7‬ﺠﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫الواقعة‬ ‫الواقعة‪ :‬لافتتاحها بكلمة الواقعة‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪206‬‬ ‫من المُ َف َّصل الذي ُف ِّضل به نبينا [‪.‬‬ ‫هي السادســـة والخمســـون‪ ،‬ومن‬ ‫سورة الواقعة‬ ‫مناســـبتها للرحمن حديثهما عن‬ ‫القيامة حدي ًثـــا متكامل ًا‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫افتتحت بالشرط‪.‬‬ ‫ورد ســـبب نـــزول واحـــد يصـــور‬ ‫عقائـــد الكفـــار‪ ،‬وفـــي كونه ســـب ًبا‬ ‫نز ا ع ‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعد الخامسة والأربعين على المشهور‪ ،‬بعد سورة طه‪ ،‬وقبل سورة ال ُّشعراء‪.‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫بالتأمـــل في اســـمها ومجموعاتها يظهر أن البعث اســـتدلالاً وترغي ًبا وترهي ًبا من‬ ‫أهم موضوعاتها‪.‬‬ ‫‪٣٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫شرطي فتعريفي ف َق َسمي‬ ‫يمكــن تقســيمها إلــى ثلاثــة مقاطــع شــرطي‪،‬‬ ‫فتعريفـي‪ ،‬ف َق َسـمي‪.‬‬ ‫‪207‬‬ ‫ففي المقطع الأول (‪( )56-1‬المطلع الشـــرطي)‬ ‫سورة الواقعة‬ ‫المرتبـــط بالواقعـــة‪ ،‬وذكـــر أصناف النـــاس يوم‬ ‫القيامة‪.‬‬ ‫وفي المقطـــع الثاني (‪( )74-57‬المطلـــع التعريفـــي) التعظيمي‪ ،‬وإقامة الحجـــة على الخلق‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫بذكـــر أصـــل الخلقة‪ ،‬و ِن َعـــ ِم الحرث‪ ،‬والمـــاء‪ ،‬والنار بما يدل علـــى قدرة الله وشـــدة الافتقار‬ ‫إليـــه‪ ،‬مع الختم بالأمر بتســـبيح الـــرب العظيم‪.‬‬ ‫وفي المقطـــع الثالث (‪( )96 -75‬المطلع ال َق َســـمي) المســـبوق بـ‪(:‬لا)‪ ،‬وتأكيـــد أن القرآن حق‪،‬‬ ‫والإنـــكار علـــى الشـــا ِّكين‪ ،‬وإقامـــة الحجـــة بنزع الـــروح عنـــد المـــوت‪ ،‬والختم بالعـــودة إلى‬ ‫أصنـــاف النـــاس المذكورة أول الســـورة‪ ،‬والأمر بتســـبيح الـــرب العظيم‪.‬‬

‫هي السادسة والخمسون‪ ،‬ومن‬ ‫من المفصل الذي‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬ ‫مناسبتها للرحمن حديثهما عن‬ ‫القيامة حدي ًثا متكامل ًا‪ .‬من طوال‬ ‫المفصل‬ ‫البعث استدلالاً‬ ‫الواقعة‬ ‫وترغيباً وترهيباً‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪208‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الواقعة‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ورد سبب نزول واحد‬ ‫تُعد الخامسة والأربعين‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫يصور عقائد الكفار‪.‬‬ ‫على المشهور‪ ،‬بعد سورة‬ ‫طه وقبل سورة الشعراء‪.‬‬ ‫افتتحت بالشرط‪.‬‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫ثلاثة مقاطع شرطي‪،‬‬ ‫فتعريفي‪ ،‬ف َق َسمي‪:‬‬ ‫منها‪.‬‬ ‫المقطع الثالث (المطلع ال َق َسمي) المسبوق بـ‪(:‬لا)‪،‬‬ ‫المقطع الثاني (المطلع التعريفي)‬ ‫المقطع الأول (المطلع‬ ‫وتأكيد أن القرآن حق‪ ،‬والإنكار على الشا ّكين‪،‬‬ ‫التعظيمي‪ ،‬وإقامة الحجة على‬ ‫الشرطــــــــي) المــــرتبط‬ ‫وإقامة الحجة بنزع الروح عند الموت ‪ ،‬والختم‬ ‫الخلق بذكر أصل الخلقة‪ ،‬مع‬ ‫بالواقعة‪ ،‬وذكر أصناف‬ ‫بالعودة إلى أصناف الناس المذكورة أول السورة‪،‬‬ ‫الأمر بتسبيح الرب العظيم ‪.‬‬ ‫الناس يوم القيامة‪.‬‬ ‫والأمر بتسبيح الرب العظيم‪.‬‬

‫اَم َسدِنتَّيثنةاءعلالىآيالةأ ‪6‬ص‪1‬ح‪،‬منو اقلدسوصرةح‬ ‫رﻗ‪7‬ﻤ‪5‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪9‬ﺗﻬ‪2‬ﺎ اﻟﺠ‪7‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫الحديد‬ ‫الحديد‪ :‬لوقوع لفظ الحديد فيها‪.‬‬ ‫‪209‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة الحديد‬ ‫هـــي الســـابعة والخمســـون في‬ ‫مـــن المُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّضـــل بـــه نبينا‬ ‫المصحــــــف‪ ،‬ومـــن مناســـبتها‬ ‫[‪ ،‬ومن المســـ ِّبحات التي أوصى [‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫للواقعـــة ختـــم تلـــك بالتســـبيح‪،‬‬ ‫بتعلـــم ثـــاث منها‪ ،‬كما م َّر في ســـورة‬ ‫يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها فضل ًا مســـتقل ًا‬ ‫وافتتـــاح هـــذه به‪.‬‬ ‫ثاب ًتـــا مرفو ًعا‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫تعـــد الرابعـــة والتســـعين علـــى‬ ‫المشـــهور‪ ،‬بعـــد ســـورة ال ّزلزلـــة‪،‬‬ ‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬ ‫وقبـــل ســـورة محمـــد [‪ ،‬وثبت‬ ‫أن بعضها نزل في حدود الســـنة‬ ‫مطلع السورة‬ ‫الرابعـــة للبعثة‪ ،‬وفي الســـورة ما‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪ ،‬ثم هي‬ ‫هو متأخـــر النـــزول متعلق بأحد‬ ‫من السور المبدوءة بالتسبيح‪.‬‬ ‫الفتحـــن (فتـــح مكـــة‪ ،‬وصلـــح‬ ‫الحديبيـــة)‪.‬‬

‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪210‬‬ ‫َم َد ِن َّية على الأصح‪ ،‬وقد صح استثناء الآية ‪ 16‬من السورةﵛ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ‬ ‫ﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﵚ فعن ابن مســـعود ]‪« :‬ما كان بين إســـامنا‬ ‫وبـــن أن عاتبنـــا الله بهـــذه الآيـــة‪:‬ﵛﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﵚ‬ ‫(الحديد‪ )16 :‬إلا أربع ســـنين»(‪.)1‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫بالتأمـــل في مقطعهـــا الوحيد يظهر أن مـــن أهم موضوعاتها الحـــث على الإيمان‬ ‫والإنفـــاق في ســـبيل الله‪ ،‬مـــع ما فيها من ترقيـــق القلوب‪ ،‬والتحذير من الفســـوق‪.‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫سورة الحديد‬ ‫يمكن تقسيمها إلى مقدمة‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وقسم وحيد فيه أمر وحث‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ففي المقدمة (‪( )6-1‬المطلع الثنائي التسبيحي)‪ ،‬والتعريف بالله ‪-‬جل في علاه‪.-‬‬ ‫وفي القســـم الوحيد (‪( )27-7‬المطلـــع الإنشـــائي)الأمر بالإيمان والإنفـــاق‪ ،‬والحث على‬ ‫الخشـــوع‪ ،‬فـــي ثلاثة مقاطع (‪ )25 ،16 ،7‬فيها‪ :‬الأمر بالإيمـــان والإنفاق‪ ،‬والنقاش في المانع‬ ‫منهمـــا‪ ،‬مع الحث علـــى الإنفاق بذكر ثواب المؤمنـــن المنفقين يوم الديـــن‪ ،‬وموقف المنافقين‬ ‫والكافريـــن ومصيرهمـــا‪ ،‬ثم الحـــث على الخشـــوع‪ ،‬والبعد عن قســـوة القلوب‪ ،‬والفســـوق‪،‬‬ ‫وذكـــر لما يزيد من الخشـــوع والإنفاق ويبعد عن القســـوة والفســـوق؛ كقيمـــة الدنيا‪ ،‬والحث‬ ‫علـــى الإســـراع إلـــى الجنـــة‪ ،‬ثم الحديـــث عـــن الحكمة في إرســـال الرســـل وإنـــزال الكتب‬ ‫وإنـــزال الحديد‪ ،‬وبيان مواقف للســـابقين من دعوة رســـلهم‪ ،‬وفســـوق أكثرهم‪ ،‬مع الإشـــارة‬ ‫إلـــى الرهبانية التي ابتدعهـــا النصارى‪.‬‬ ‫وفي الخاتمـــة (‪( )29-28‬مطلـــع ندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬والحث علـــى التقوى والإيمـــان بذكر‬ ‫جـــزاء عظيـــم‪ ،‬مع التعريـــض بأهل الكتـــاب‪ ،‬وأن الفضل بيد اللـــه يؤتيه من يشـــاء‪ ،‬والله ذو‬ ‫الفضـــل العظيم‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪.)3027‬‬

‫من طوال‬ ‫هي السابعة والخمسون في‬ ‫من المفصل الذي فضل به‬ ‫المفصل‬ ‫المصحف‪ ،‬ومن مناسبتها‬ ‫نبينا [‪ ،‬ومن المسبحات التى‬ ‫للواقعة ختم تلك بالتسبيح‬ ‫أوصى [ بتعلم ثلاث منها‪.‬‬ ‫وافتتاح هذه به‪.‬‬ ‫الحث على الإيمان‬ ‫الحديد‬ ‫والإنفاق في سبيل الله‬ ‫‪ ،‬مع ما فيها من ترقيق‬ ‫القلوب والتحذير من‬ ‫الفسوق‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪211‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الحديد‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫لم يرد لها سبب‬ ‫تُعد الرابعة والتسعين‬ ‫نزول‪.‬‬ ‫على المشهور بعد‬ ‫سورة الزلزلة وقبل‬ ‫سورة محمد[‪.‬‬ ‫افتتحت بالثناء على‬ ‫يمكن تقسيمها إلى مقدمة‬ ‫مدنية على الأصح على الله ‪ ،‬ثم هي من السور‬ ‫ثنائية‪ ،‬و ِق ْسم إنشائي‪،‬‬ ‫خلاف قوي‪ ،‬وقد صح المبدوءة بالتسبيح‪.‬‬ ‫وخاتمة ندائية‪:‬‬ ‫استثناء الآية ‪ 16‬من السورة‬ ‫الخاتمة (المطلع الندائي )‬ ‫القسم الوحيد (المطلع الإنشائي)‬ ‫المقدمة (المطلع الثنائي‬ ‫للمؤمنين‪ ،‬والحث على التقوى‬ ‫الآمر بالإيمان والإنفاق‪ ،‬والحث على‬ ‫التسبيحي) ‪،‬والتعريف بالله‬ ‫الخشوع ‪ ،‬والبعد عن قسوة القلوب‪،‬‬ ‫والإيمان ‪.‬‬ ‫جل في علاه‪.‬‬ ‫والفسوق‪.‬‬

‫َم َداِنَّيستةثبنااتءفاشق‪،‬يءولممنهيا‪.‬صح‬ ‫رﻗ‪8‬ﻤ‪5‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪2‬ﺗﻬ‪2‬ﺎ اﻟﺠ‪8‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫(‪)1‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫ﵛ ﱁﱂﵚ‬ ‫المجادلة‬ ‫المجادلة‪ :‬لأنها افتتحت بقصة المجادلة‪.‬‬ ‫قد سمع‪ :‬لأنها مفتتحة بـ ﵛ ﱁﱂﵚ‬ ‫موقع السورة‬ ‫‪212‬‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة المجادلة‬ ‫هـــي الثامنـــة والخمســـون‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن المُ َف َّصل الذي ُف ِّضـــل به نبينا [‪،‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫مناســـبتها للحديـــد تفصـــــيلها‬ ‫ولـــم أجـــد لهـــا فضـــ ًا مســـتقل ًا ثاب ًتا‬ ‫لبعـــض مـــا أجمـــل في تلـــك من‬ ‫مرفو ًعا‪.‬‬ ‫صفـــات الله‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫تعد السادســـة بعـــد المائة على‬ ‫موضوع السورة‬ ‫المشـــهور‪ ،‬نزلـــت بعـــد ســـورة‬ ‫(المنافقـــون)‪ ،‬وقبـــــل ســــــــورة‬ ‫بالتأمـــل فـــي مقاطـــع الســـورة‬ ‫ال ّتحـــريم‪ ،‬وفـــي حكـــم الظهار‬ ‫يمكـــن القـــول إن موضوعهـــا هـــو‬ ‫فيها مـــا قد يعـــن على تحديد‬ ‫تقويـــة الإيمـــان بعلم اللـــه المحيط‬ ‫بالأكـــوان‪ ،‬مع تكـــرار الحديث عن‬ ‫تأريـــخ نزولها‪.‬‬ ‫أهـــل محـــادة الله ورســـوله‪.‬‬ ‫(‪ )1‬المجادلة‪ :‬بكسر الدال‪ ،‬وفتحها‪ ،‬وقيل‪ :‬إن المعروف كسرها‪- .‬التحرير والتنوير‪.-‬‬

‫سورة المجادلة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬‫وردت خمســـة أســـباب نـــزول تتعلـــق بالتربيـــة والأحـــكام‪ ،‬ومنهـــا مـــا ورد عـــن ابـــن‬ ‫عبـــاس ]‪ :‬قـــال‪« :‬كان رســـول الله [‪ ،‬فـــي ظ ِّل حجـــرٍة من حجره وعنـــده نف ٌر من‬ ‫المســـلمين‪ ،‬قد كاد يقلـــص عنهم ال ِّظ ُّل‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪« :‬إ َّنه ســـيأتيكم إنســـا ٌن ينظر إليكم‬ ‫بعيني شـــيطا ٍن‪ ،‬فـــإذا أتاكم‪ ،‬فـــا تكلِّموه»‪ ،‬قال‪ :‬فجـــاء رج ٌل أزرق‪ ،‬فدعاه رســـول الله‬ ‫[‪ ،‬فكلَّمـــه‪ ،‬قـــال‪« :‬عـــام تشـــتمني أنت‪ ،‬وفـــا ٌن‪ ،‬وفلا ٌن؟ نفـــ ٌر دعاهم بأســـمائهم»‪،‬‬ ‫قـــال‪ :‬فذهـــب ال َّرجـــل فدعاهـــم فحلفوا باللـــه واعتـــذروا إليه‪ ،‬قـــال‪ :‬فأنـــزل الله ع َّز‬ ‫وجـــ َّل‪:‬ﵛﭐﲷﲸﲹﲺﲻﵚ (المجادلـــة‪ )18 :‬الآيـــة»(‪ ،)1‬وارتبـــاط أســـبابها بأشـــخاص‬ ‫وأحـــداث قـــد يعـــن على تحديـــد ترتيـــب النزول لعـــدد من آيات الســـورة‪.‬‬ ‫‪213‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫تتكون من مقدمة‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬و ِقسم يعرف بعلم الله‪.‬‬ ‫أمـــا المقدمـــة (‪ )4-1‬ففيهـــا (المطلع الخبـــري) عن ســـماع اللـــه قـــول المجادلـــة‪ ،‬وأحكام‬ ‫الظهـــار‪ ،‬مـــع التذكيـــر بعلـــم اللـــه‪ ،‬وأن هـــذه الأحـــكام من حـــدود الله‪.‬‬ ‫وفي القســـم الوحيد (‪( )19-5‬مطلع خبـــري)‪ ،‬والتذكيـــر بعلم الله‪ ،‬والتحذيـــر من المحادة‬ ‫لـــه ‪-‬جل في عـــاه‪ -‬في مقدمة وثلاثـــة مقاطـــع (‪ )14 ،8 ،7 ،5‬فيه‪ :‬ذكر الكبـــت للمحادين‬ ‫للـــه ولرســـوله‪ ،‬وعذابهـــم‪ ،‬ومـــا ســـيحدث لهم يـــوم يبعثهـــم اللـــه‪ ،‬ثم إحاطة علـــم الله بهم‬ ‫خصو ًصـــا‪ ،‬وبالخلـــق عمو ًما‪ ،‬ثم التذكيـــر بآداب المناجـــاة‪ ،‬والمجالس‪ ،‬ومناجاة رســـول الله‬ ‫[ مـــع تكريـــر التذكيـــر بعلم اللـــه الخبيـــر‪ ،‬ثم التعجيـــب من تولـــي المنافقين للكفـــار‪ ،‬مع‬ ‫ذكـــر كذبهم فـــي الدنيا‪ ،‬وبيان عقوبتهم‪ ،‬والإشـــارة إلـــى موقفهم يوم يبعثهـــم الله ويحاولون‬ ‫الكـــذب ككذبهم فـــي الدنيا‪ ،‬وذكر اســـتحواذ الشـــيطان عليهم‪.‬‬ ‫وفي الخاتمـــة (‪( )22-20‬مطلـــع خبـــري) وإعادة تهديـــد المحاديـــن‪ ،‬والتبشـــير بنصر الله‬ ‫للمرســـلين‪ ،‬والختم بموقف أهل الإيمان مـــن المحادين‪ ،‬والعاقبة الحســـنة لأولئك المؤمنين‬ ‫عنـــد رب العالمين‪.‬‬ ‫(‪ )1‬المسند (‪ ،)232 ،231/4‬وح َّسنه محققوه‪.‬‬

‫من طوال‬ ‫هي الثامنة والخمسون‪،‬‬ ‫من المفصل الذي‬ ‫المفصل‬ ‫ومن مناسبتها للحديد‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬ ‫تفصيلها لبعض ما أجمل‬ ‫في تلك من صفات الله‪.‬‬ ‫تقوية الإيمان بعلم الله‬ ‫المجادلة ‪،‬‬ ‫المحيط بالأكوان ‪ ،‬مع‬ ‫قد سمع‪.‬‬ ‫تكرار الحديث عن أهل‬ ‫محادة الله ورسوله‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪214‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة المجادلة‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫وردت خمسة أسباب‬ ‫تُعد السادسة بعد المائة‬ ‫نزول تتعلق بالتربية‬ ‫على المشهور‪ ،‬نزلت بعد‬ ‫سورة المنافقين وقبل‬ ‫والأحكام‪.‬‬ ‫سورة التحريم‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫تتكون من مقدمة ‪ ،‬و ِق ْسم ‪ ،‬مدنية باتفاق‪ ،‬ولم يصح‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫وخاتمة‪:‬‬ ‫الخاتمة ( مطلع خبري‪)،‬‬ ‫القسم الوحيد (مطلع‬ ‫المقدمة (المطلع الخبري ) عن سماع‬ ‫وإعادة تهديد المحادين‪،‬‬ ‫خبري) ‪ ،‬والتذكير بعلم الله‪،‬‬ ‫الله قول المجادلة‪ ،‬وأحكام الظهار‪ ،‬مع‬ ‫والتحذير من المحادة له جل‬ ‫التذكير بعلم الله‪ ،‬وأن هذه الأحكام‬ ‫والتبشير بنصر الله‬ ‫للمرسلين‪.‬‬ ‫في علاه‪.‬‬ ‫من حدود الله‪.‬‬

‫َم َدِنَّي ٌة اتفا ًقا‪ ،‬ولم يرد‬ ‫رﻗ‪9‬ﻤ‪5‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪4‬ﺗﻬ‪2‬ﺎ اﻟﺠ‪8‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫طوال المفصل‬ ‫بنو النضير‬ ‫الحشر‬ ‫الحشر‪ :‬لوقوع لفظ الحشر فيها‪.‬‬ ‫بنو النضير‪ :‬لاشـــتمالها على قصـــة إجلاء يهـــود بني النضير‪ ،‬وهـــم ممن نقض‬ ‫العهد مـــع النبي [ فأجلاهم مـــن المدينة المنورة‪.‬‬ ‫‪215‬‬ ‫سورة الحشر‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫هـــي التاســـعة والخمســـون‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن المُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّضـــل بـــه نبينـــا‬ ‫مناســـبتها للمجادلـــة أن تلـــك‬ ‫[‪ ،‬ومـــن المســـ ِّبحات التي أوصى [‬ ‫ختمت بذكـــر المحادين‪ ،‬وافتتحت‬ ‫بتعلـــم ثلاث منهـــا‪ ،‬كما م َّر في ســـورة‬ ‫يونـــس‪ ،‬ولم أجد فضل ًا مســـتقل ًا ثاب ًتا‬ ‫هذه بالمشـــاقين‪.‬‬ ‫مرفو ًعا‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد الواحـــدة بعد المائة نزلت بعد ســـورة الب ِّينة‪ ،‬وقبل ســـورة ال َّنصر‪ ،‬وهي مرتبطة‬ ‫بأحـــداث غـــزوة بنـــي النضير ممـــا يعين علـــى تأريخ نـــزول كثيـــر من آياتهـــا‪ ،‬وقد‬ ‫كانت غـــزوة بني النضير في الســـنة الرابعـــة للهجرة‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ثلاثـــة أســـباب؛ اثنـــان منهـــا يتعلقـــان بغـــزوة بنـــي النضيـــر‪ ،‬والثالـــث مـــاورد عـــن‬ ‫‪216‬‬ ‫أبـــي هريـــرة ]‪ ،‬أ َّن رج ًل أتى النبي [‪ ،‬فبعث إلى نســـائه فقلن‪ :‬مـــا معنا إ َّل الماء‪،‬‬ ‫فقـــال رســـول اللـــه [‪« :‬من يضـــ ُّم» أو «يضيف هذا»‪ ،‬فقـــال رج ٌل من الأنصـــار‪ :‬أنا‪،‬‬ ‫فانطلـــق بـــه إلـــى امرأتـــه‪ ،‬فقـــال‪ :‬أكرمي ضيف رســـول اللـــه [‪ ،‬فقالت‪ :‬مـــا عندنا‬ ‫إ َّل قـــوت صبيانـــي‪ ،‬فقال‪ :‬ه ِّيئـــي طعامك‪ ،‬وأصبحي ســـراجك‪ ،‬ون ِّومـــي صبيانك إذا‬ ‫أرادوا عشـــا ًء‪ ،‬فه َّيأت طعامها‪ ،‬وأصبحت ســـراجها‪ ،‬ون َّومت صبيانها‪ ،‬ثم قامت كأ َّنها‬ ‫تصلـــح ســـراجها فأطفأته‪ ،‬فجعـــا يُ ِريَا ِن ِه أ َّنهما يـــأكلان‪َ ،‬ف َباتَا َطاوي ِيـــن‪ ،‬فل َّما أصبح‬ ‫غـــدا إلى رســـول اللـــه [‪ ،‬فقـــال‪« :‬ض ِحـــ َك اللـــ ُه اللَّيلـــ َة»‪ ،‬أو « َع ِج َب‪ ،‬مـــن فعالكما»‬ ‫فأنزل اللـــه‪ :‬ﭐﵛﭐﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓ‬ ‫ﳔﳕﵚ(الحشر‪.)1()9 :‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫سورة الحشر‬ ‫يظهـــر مـــن قســـميها ومـــا جـــاء‬ ‫مطلع السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫فيهـــا؛ أن التعريـــف باللـــه عـــن‬ ‫طريـــق الحديـــث عـــن غـــزوة بني‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪ ،‬ثم هي‬ ‫النضيـــر هـــو أحـــد موضوعـــات‬ ‫من السور المبدوءة بالتسبيح‪.‬‬ ‫الســـورة الرئيســـة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)3798‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)2054‬‬

‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫تذكير‪،‬‬ ‫غزوة بني‬ ‫يمكـــن تقســـيمها إلـــى مقدمـــة‪ ،‬وخاتمـــة‪،‬‬ ‫وتعريف‬ ‫النضير‬ ‫وقســـمين؛ أولهمـــا عن غزوة بـــي النضير‪،‬‬ ‫والثانـــي تذكـــر‪ ،‬وتعريف‪.‬‬ ‫أما المقدمـــة (‪ )1‬ففيهـــا‪( :‬المطلـــع الثنائي)‬ ‫بذكـــر تســـبيح الكائنـــات‪ ،‬وأن اللـــه هـــو العزيـــز الحكيم‪.‬‬ ‫وفي القســـم الأول (‪( )21-2‬مطلـــع ثنائـــي) والـــكلام علـــى غزوة بنـــي النضير فـــي ثلاثة‬ ‫مقاطـــع (‪ )11 ،6 ،2‬فيهـــا‪ :‬بيـــان لقدرة اللـــه ونصره للمؤمنـــن في غزوة بنـــي النضير‪ ،‬ثم‬ ‫الـــكلام علـــى الفيء مع الثنـــاء على المهاجرين والأنصـــار والتابعين لهم بإحســـان‪ ،‬ثم فضح‬ ‫لمواقـــف المنافقـــن مع يهـــود بنـــي النضير‪ ،‬وتمثيلهـــم بنظرائهم مـــن بني قينقـــاع وغيرهم‪217 ،‬‬ ‫وتمثيلهم بالشـــيطان الذي أغوى الإنســـان‪.‬‬ ‫وأما القســـم الثاني (‪ )21-18‬ففيـــه مطلع ندائـــي‪ ،‬والتذكير بالله والـــدار الآخرة‪ ،‬والأمر‬ ‫سورة الحشر‬ ‫بتقـــوى اللـــه‪ ،‬والاســـتعداد ليـــوم المعـــاد‪ ،‬والتحذيـــر من نســـيان الله‪ ،‬مـــع التذكيـــر بعظمة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫القـــرآن وتأثيـــره لو أنـــزل على جبل‪.‬‬ ‫وأمـــا الخاتمـــة ( ‪ )24 - 22‬ففيهـــا تعريـــف باللـــه لا نظير لـــه في القـــرآن بســـرد أربعة‬ ‫عشـــر اســـ ًما من أسمائه الحســـنى تناســـب ما اشـــتملت عليه الســـورة‪ ،‬مع الختم بتسبيح‬ ‫الكائنـــات لـــه‪ ،‬وأنه ‪-‬ســـبحانه وتعالـــى‪ -‬هو العزيـــز الحكيم‪.‬‬

‫هي التاسعة والخمسون‪،‬‬ ‫من المفصل الذي فضل به‬ ‫ومن مناسبتها للمجادلة أن‬ ‫نبينا [‪ ،‬ومن المسبحات التى‬ ‫تلك ختمت بذكر المحادين‪،‬‬ ‫أوصى [ بتعلم ثلاث منها‪.‬‬ ‫وافتتحت هذه بالمشاقين‪.‬‬ ‫طوال المفصل‬ ‫التعريف بالله عن طريق‬ ‫الحشر‬ ‫الحديث عن غزوة بني‬ ‫بني النضير‪.‬‬ ‫النضير‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪218‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الحشر‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ثلاثة أسباب اثنان منها‬ ‫تُعد الواحدة بعد‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫المائة نزلت بعد سورة‬ ‫يتعلقان بغزوة بني النضير ‪،‬‬ ‫والثالث قصة ضيف َر ُسو ُل‬ ‫البينة وقبل سورة‬ ‫اللَّ ِه َصلَّى الل ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم مع‬ ‫النصر‪.‬‬ ‫رجل من الأنصار ‪َ ....‬ف َأنْ َز َل‬ ‫اللَّ ُه‪:‬ﵛﭐﳆﳇﳈﳉﳊ‬ ‫افتتحت بجملة‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫خبرية ‪ ،‬ثم هي‬ ‫مقدمة‪ ،‬وقسمين‪ ،‬مدنية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد‬ ‫ﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑ‬ ‫استثناء شيء منها‪ .‬من السور المبدوءة ﳒﳓﳔﳕﵚ‬ ‫وخاتمة‪:‬‬ ‫بالتسبيح‪.‬‬ ‫الخاتمة تعريف بالله‬ ‫القسم الثاني (مطلع ندائي)‬ ‫القسم الأول (مطلع‬ ‫المقدمة (المطلع الثنائي)‬ ‫لا نظير له في القرآن‬ ‫‪ ،‬والتذكير بالله والدار الآخرة‬ ‫ثنائي) والكلام على غزوة‬ ‫بذكر تسبيح الكائنات‪،‬‬ ‫بسرد أربعة عشر اسما‬ ‫بني النضير ‪ ،‬ثم الكلام‬ ‫من أسمائه الحسنى ‪ ،‬مع‬ ‫‪ ،‬والاستعداد ليوم المعاد‪،‬‬ ‫وأن الله هو العزيز‬ ‫الختم بتسبيح الكائنات له‬ ‫والتحذير من نسيان الله‪ ،‬مع‬ ‫على الفيء مع الثناء‬ ‫الحكيم‪.‬‬ ‫وأنه سبحانه هو العزيز‬ ‫التذكير بعظمة القرآن وتأثيره‬ ‫على المهاجرين والأنصار‬ ‫والتابعين لهم بإحسان‪.‬‬ ‫الحكيم‪.‬‬ ‫لو أنزل على جبل‪،‬‬

‫َم َدِنَّية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يرد‬ ‫رﻗ‪0‬ﻤ‪6‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪3‬ﺗﻬ‪1‬ﺎ اﻟﺠ‪8‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها أصلًا‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫الممتحنة‬ ‫الممتحنة‪ :‬حيـــث وردت فيهـــا آية امتحـــان إيمان النســـاء اللاتي يأتـــن من مكة‬ ‫مهاجرات إلـــى المدينة‪.‬‬ ‫‪219‬‬ ‫سورة الممتحنة‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫هي الســـتون‪ ،‬ومن مناسبتها للحشر‬ ‫مـــن المُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّضـــل بـــه‬ ‫أن في تلك ذكـــ ًرا للولاء بين المؤمنين‪،‬‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ولـــم أجد لهـــا فضل ًا‬ ‫وفيهـــا كذلـــك ذكر لما صورتُـــه الولاء‬ ‫بـــن المنافقين والكافريـــن‪ ،‬وفي هذه‬ ‫مســـتقل ًا ثاب ًتـــا مرفو ًعا‪.‬‬ ‫البـــراء من الكافرين‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعد الواحدة وال ِّتســـعين‪ ،‬بعد ســـورة المائدة‪ ،‬وقبل ســـورة ال ِّنســـاء‪ ،‬وفي ســـبب نزول‬ ‫مطلعهـــا وما جـــاء فيها من أحكام مـــا يعين على تحديـــد نزولها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬بكسر الحاء أو فتحها قولان ‪-‬ينظر التحرير والتنوير‪.-‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪220‬‬ ‫ثلاثـــة أســـباب تتعلق بالعلاقة مع المشـــركين‪ ،‬وتعـــن على معرفة ترتيـــب النزول‪ ،‬فعن‬ ‫سورة الممتحنة‬ ‫علي ]‪ :‬بعثني رســـول اللـــه [ أنا وال ُّزبيـــر‪ ،‬والمقداد‪ ،‬فقال‪« :‬انطلقـــوا ح َّتى تأتوا‬ ‫روضـــة خـــا ٍخ‪ ،‬فإ َّن بهـــا ظعين ًة معهـــا كتا ٌب‪ ،‬فخـــذوا منها» قـــال‪ :‬فانطلقنا تعـــادى بنا‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫خيلنـــا ح َّتـــى أتينا ال َّروضـــة‪ ،‬فإذا نحـــن بال َّظعينة‪ ،‬قلنـــا لها‪ :‬أخرجي الكتـــاب‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫مـــا معي كتـــا ٌب‪ ،‬فقلنـــا‪ :‬لتخرجـــ َّن الكتـــاب‪ ،‬أو لنلقـــ َّن ال ِّثيـــاب‪ ،‬قـــال‪ :‬فأخرجته من‬ ‫عقاصهـــا‪ ،‬فأتينـــا به رســـول الله [‪ ،‬فـــإذا فيه‪ :‬من حاطـــب بن أبي بلتعـــة‪ ،‬إلى نا ٍس‬ ‫بم َّكـــة من المشـــركين‪ ،‬يخبرهم ببعض أمر رســـول الله [‪ .‬فقال رســـول الله [‪« :‬يا‬ ‫حاطـــب‪ ،‬مـــا هذا؟» قـــال‪ :‬يا رســـول الله‪ ،‬لا تعجـــل عل َّي‪ ،‬إ ِّنـــي كنت امـــرأً ملص ًقا في‬ ‫قريـــ ٍش‪ ،‬يقـــول‪ :‬كنت حلي ًفا‪ ،‬ولـــم أكن من أنفســـها‪ ،‬وكان من معك مـــن المهاجرين من‬ ‫لهـــم قرابا ٌت يحمـــون أهليهم وأموالهـــم‪ ،‬فأحببت إذ فاتني ذلك من ال َّنســـب فيهم‪ ،‬أن‬ ‫أ ّتَخـــذ عندهم يـــ ًدا يحمـــون قرابتي‪ ،‬ولم أفعلـــه ارتدا ًدا عـــن ديني‪ ،‬ولا ر ًضـــا بالكفر‬ ‫بعـــد الإســـام‪ ،‬فقال رســـول الله [‪« :‬أمـــا إ َّنه قد صدقكـــم»‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا رســـول‬ ‫اللـــه‪ ،‬دعنـــي أضـــرب عنـــق هـــذا المنافـــق‪ ،‬فقـــال‪« :‬إ َّنه قد شـــهد بـــد ًرا‪ ،‬ومـــا يدريك‬ ‫لعـــ َّل اللـــه ا َّطلـــع على من شـــهد بـــد ًرا‪ ،‬فقـــال‪ :‬اعملـــوا ما شـــئتم فقد غفـــرت لكم»؛‬ ‫فأنـــزل اللـــه الســـورة‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌ‬ ‫ﱍﱎﱏﱐﱑﵚإلى قولـــه‪:‬ﵛﭐﱯﱰﱱﱲﱳﵚ (الممتحنـــة‪.)1( )1 :‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫افتتحـت بالنـداء عمو ًمـا‪ ،‬ثـم هـي مفتتحـة بــنداء الأمـة خصو ًصـا ثـم هـي‬ ‫مختصــة بعــ ُد بنــداء أمــة الإجابــة‪ ،‬ولا تشــاركها فــي هــذا ســوى ســورتي‬ ‫المائــدة‪ ،‬والحجــرات‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخـاري ‪ -‬واللفـظ لـه‪ ،)4274( -‬ومسـلم (‪ ،)4274( ،)2494‬و ُذكـر فـي صحيـح مسـلم خـاف فـي ذكـر الآيـة‪ ،‬وينظـر‪ :‬المحـرر فـي أسـباب النـزول (‪/2‬‬ ‫‪.)990-987‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫تحديد المواقف المطلوبة من المؤمنين تجاه الكافرين‪.‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫أحكام تتعلق‬ ‫الولاء‬ ‫تقســـم إلى مقطعين؛ أولهمـــا الولاء والبراء‪،‬‬ ‫بالنساء‬ ‫والبراء‬ ‫والثانـــي فـــي أحـــكام تتعلـــق بالنســـاء؛‬ ‫‪221‬‬ ‫وبعدهمـــا خاتمـــة‪.‬‬ ‫أمـــا المقطـــع الأول (‪ )9-1‬ففيـــه (المطلـــع‬ ‫سورة الممتحنة‬ ‫الندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬والنهي عن مـــوالاة أعداء الله وأعداء المســـلمين‪ ،‬مع ذكر الأســـوة في‬ ‫التبـــرؤ مـــن الكفـــار‪ ،‬والتفصيـــل في بعض أحـــكام الـــولاء والبراء والإقســـاط مـــع الكفار‪.‬‬ ‫وأما المقطع الثـــاني (‪ )12-10‬ففيـــه (المطلع الندائـــي للمؤمنـــن)‪ ،‬وذكر أحكام النســـاء‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫المهاجرات‪ ،‬فبيعة النســـاء‪.‬‬ ‫وفي الخاتمـــة (‪( )13‬المطلـــع الندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬وتأكيـــد مـــا جاء فـــي أول الســـورة من‬ ‫التحذيـــر مـــن مـــوالاة الكفار‪.‬‬

‫من طوال‬ ‫هـــي الســـتون ‪ ،‬ومـــن مناســـبتها‬ ‫من المفصل الذي‬ ‫المفصل‬ ‫للحشـــر أن في تلك ذكـــ ًرا للولاء‬ ‫فضل به نبينا[‪.‬‬ ‫بين المؤمنـــن‪ ،‬وفيهـــا كذلك ذكر‬ ‫تحديد المواقف المطلوبة‬ ‫لمـــا صورتُـــه الولاء بـــن المنافقين‬ ‫الممتحنة‬ ‫من المؤمنين تجاه‬ ‫والكافرين‪ ،‬وفي هـــذه البراء من‬ ‫الكافرين‪.‬‬ ‫الكافرين‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪222‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الممتحنة‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ثلاثة أسباب تتعلق‬ ‫تُعد الواحدة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫بالعلاقة مع المشركين‪.‬‬ ‫والتسعين‪ ،‬بعد المائدة‬ ‫وقبل سورة النساء‪.‬‬ ‫افتتحت بالنداء عموماً ‪،‬ثم هي‬ ‫مدنية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫تقسم إلى مقطعين‪،‬‬ ‫مفتتحة بـنداء الأمة خصوصاً ‪ ،‬ثم‬ ‫يرد استثناء شيء‬ ‫وخاتمة‪:‬‬ ‫هي مختصة بع ُد بنداء أمة الإجابة‪.‬‬ ‫منها اصلا‪.‬‬ ‫الخاتمة ( المطلع الندائي)‬ ‫المقطع الثاني (المطلع‬ ‫المقطع الأول (المطلع الندائي ) للمؤمنين‪،‬‬ ‫للمؤمنين‪ ،‬وتأكيد ما جاء في‬ ‫الندائي للمؤمنين)‪ ،‬وذكر‬ ‫والنهي عن موالاة أعداء الله وأعداء‬ ‫أول السورة من التحذير من‬ ‫أحكام النساء المهاجرات‪،‬‬ ‫المسلمين‪ ،‬مع ذكر الأسوة في التبرؤ من‬ ‫موالاة الكفار‪.‬‬ ‫فبيعة النساء‪.‬‬ ‫الكفار‪ ،‬والتفصيل في بعض أحكام الولاء‬ ‫والبراء والإقساط مع الكفار‪.‬‬

‫َم َدِنَّية على الراجح‪ ،‬ولم‬ ‫رﻗ‪1‬ﻤ‪6‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪4‬ﺗﻬ‪1‬ﺎ اﻟﺠ‪8‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫يرد استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫الحواريين‬ ‫الصف‬ ‫الصف‪ :‬لورود لفظ الصف فيها‪.‬‬ ‫الحواريين‪ :‬لورود لفظ الحواريين فيها‪.‬‬ ‫‪223‬‬ ‫سورة الصف‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫هـــي الواحدة والســـتون‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن المُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّضـــل بـــه نبينا‬ ‫مناســـبتها للممتحنة أن تلك‬ ‫[‪ ،‬ومن المســـبحات التي أوصى [‬ ‫تتبـــرأ من الكفـــار‪ ،‬وهذه تأمر‬ ‫بتعلـــم ثـــاث منها‪ ،‬كما م َّر في ســـورة‬ ‫يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها فضل ًا مســـتقل ًا‬ ‫بالقتال‪.‬‬ ‫ثاب ًتـــا مرفو ًعا‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫مطلع السورة‬ ‫تعـــد الحاديـــة عشـــرة بعـــد المائة‬ ‫فـــي ترتيـــب نـــزول الســـور عنـــد‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪ ،‬ثم هي‬ ‫جابر بـــن زيـــ ٍد‪ .‬نزلت بعد ســـورة‬ ‫من السور المبدوءة بالتسبيح‪.‬‬ ‫ال َّتغابـــن‪ ،‬وقبـــل ســـورة الفتـــح‪،‬‬ ‫ومرويـــات نزولهـــا المتعـــددة قـــد‬ ‫موضوع السورة‬ ‫تعـــن علـــى تأريـــخ نزولهـــا‪.‬‬ ‫الحث علـــى نصرة الديـــن بالقتال‬ ‫في ســـبيل الله‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ســـبب واحد يشـــمل الســـورة‪ ،‬وقـــد يعين علـــى تأريـــخ نزولها‪ ،‬وهـــو‪« :‬عن عبـــد الله‬ ‫بـــن ســـا ٍم‪ ،‬قـــال‪ :‬تذاكرنـــا بيننـــا‪ ،‬قلنـــا‪ :‬أ ُّيكـــم يأتـــي رســـول اللـــه [ فيســـأله‪ :‬أ ُّي‬ ‫الأعمـــال أحـــ ُّب إلـــى الله؟ و ِهبنـــا أن يقـــوم م َّنا أح ٌد‪ ،‬فأرســـل رســـول اللـــه [ إلينا‬ ‫رجـــ ًا رجـــ ًا ح َّتـــى جمعنا‪ ،‬فجعـــل بعضنا يشـــير إلى بع ٍض‪ ،‬فقـــرأ علينا رســـول الله‬ ‫ﵛﭐﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲅﲄﵚ إلـــى قولـــه‪:‬ﵛﭐﲓﲔﲕﲖﵚ (الصـــف‪.)1()3-1 :‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫‪224‬‬ ‫حث مشوب‬ ‫تحذير‬ ‫تقســـم إلى مقدمة ثنائيـــة‪ ،‬ومقطعين؛ تحذير‪،‬‬ ‫سورة الصف‬ ‫بتشويق‬ ‫والثاني حث مشـــوب بتشويق وتبشير‪.‬‬ ‫وتبشير‬ ‫ففـــي المقدمـــة (‪( )1‬المطلـــع الثنائـــي)‬ ‫التســـبيحي‪ ،‬والإخبـــار بتنزيـــه الكائنـــات للـــه‬ ‫العزيـــز الحكيـــم‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫وفي المقطـــع الأول (‪( )9-2‬المطلع الندائـــي) للمؤمنين‪ ،‬والذم لمن تخالـــف أقوالهم أفعالهم‬ ‫مـــع مـــدح المقاتلين في ســـبيل اللـــه‪ ،‬والتذكير بمـــا كان من زيـــغ اليهود‪ ،‬وتكذيـــب النصارى‬ ‫بســـيد المرســـلين [‪ ،‬ومحاربة منهم لهذا الديـــن‪ ،‬وأن العزة‪ ،‬والعاقبة لهـــذا الدين ولو كره‬ ‫الكافرون‪ ،‬ولو كره المشـــركون‪.‬‬ ‫وفي المقطع الثـــاني (‪ )14-10‬بيـــان أن الجهاد هـــو التجارة المنجيـــة من العـــذاب الأليم‪،‬‬ ‫والختـــم بالحث على نصـــرة ديـــن رب العالمين‪.‬‬ ‫(‪ )1‬المسند (‪ ،)206 -205 / 39‬وصححه محققوه‪.‬‬

‫من طوال‬ ‫هي الواحدة و الستون‪،‬‬ ‫من المفصل الذي فضل به‬ ‫المفصل‬ ‫ومن مناسبتها للممتحنة‬ ‫نبينا [‪ ،‬ومن المسبحات‬ ‫أن تلك تتبرأ من الكفار‬ ‫التى أوصى [ بتعلم ثلاث‪.‬‬ ‫الحث على نصرة الدين‬ ‫بالقتال في سبيل الله‪.‬‬ ‫وهذه تأمر بالقتال‪.‬‬ ‫الصف‬ ‫الحواريين‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪225‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الصف‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫سبب واحد يشمل السورة ‪،‬‬ ‫افتتحت‬ ‫تقسم إلى مقدمة‬ ‫تُعد الحادية عشرة‬ ‫حديث عبد الله بن سلام‪،‬‬ ‫بجملة خبرية‪،‬‬ ‫ثنائية‪ ،‬ومقطعين‪:‬‬ ‫بعد المائة في ترتيب‬ ‫قال‪ :‬تذاكرنا بيننا‪ ،‬قلنا‪ :‬أيكم‬ ‫نزول السور عند‬ ‫يأتي رسول الله [ فيسأله‪:‬‬ ‫ثم هي من‬ ‫جابر بن زيد‪ .‬نزلت‬ ‫أي الأعمال أحب إلى الله؟‪»...‬‬ ‫السور المبدوءة‬ ‫بعد سورة التغابن‬ ‫وقبل سورة الفتح‪.‬‬ ‫فقرأ علينا رسول ا[‬ ‫بالتسبيح‪.‬‬ ‫مدنية على الراجح‪،‬‬ ‫ﭐﵛﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲅﲄﵚ‬ ‫ولم يرد استثناء‬ ‫إلى قوله‪:‬ﵛﭐﲓﲔﲕﲖﵚ‬ ‫شيء منها اصل ًا‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فتلاها من أولها إلى‬ ‫آخرها ‪)...‬الحديث‪.‬‬ ‫المقطع الثاني بيان أن الجهاد‬ ‫المقطع الأول (المطلع الندائي)‬ ‫المقدمة (المطلع الثنائي)‬ ‫هو التجارة المنجية من العذاب‬ ‫للمؤمنين‪ ،‬والذم لمن تخالف‬ ‫التسبيحي ‪ ،‬والإخبار بتنزيه‬ ‫الأليم‪ ،‬و الختم بالحث على‬ ‫أقوالهم أفعالهم مع مدح المقاتلين‬ ‫الكائنات لله العزيز الحكيم‪.‬‬ ‫نصرة دين رب العالمين‪.‬‬ ‫في سبيل الله‪.‬‬

‫َم َدِنَّية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪2‬ﻤ‪6‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪1‬ﺗﻬ‪1‬ﺎ اﻟﺠ‪8‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫الجمعة‬ ‫الجمعة‪ :‬وهو اسمها المشهور في المصاحف‪ ،‬لوقوع لفظ الجمعة فيها‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪226‬‬ ‫هـــي الثانية والســـتون‪ ،‬ومن مناسبتها‬ ‫مـــن طـــوال المُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّضل به‬ ‫سورة الجمعة‬ ‫للصـــف أن الصفـــوف تشـــرع فـــي‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬وقراءتهـــا فـــي الركعـــة‬ ‫موضعين‪ :‬القتال‪ ،‬والصلاة‪ ،‬فناســـب‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫تعقيـــب ســـورة صـــف القتال بســـورة‬ ‫الأولـــى مـــن صـــاة الجمعـــة(‪.)1‬‬ ‫صلاة تســـتلزم الصف ضـــرورة‪ ،‬وهي‬ ‫الجمعـــة؛ لأن الجماعـــة شـــرط فيها‬ ‫مطلع السورة‬ ‫دون ســـائر الصلوات‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية ‪ ،‬ثم هي‬ ‫من السور المبدوءة بالتسبيح‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد التاســـعة بعـــد المائـــة في ترتيب نـــزول الســـور عند جابر بـــن زيـــ ٍد‪ ،‬نزلت بعد‬ ‫ســـورة ال َّتحـــريم‪ ،‬وقبل ســـورة ال َّتغابـــن‪ ،‬وثبت ما يشـــعر بنزولها دفعـــة واحدة‪ ،‬فعن‬ ‫أبـــي هريـــرة [‪ ،‬قال‪ :‬ك َّنا جلو ًســـا عنـــد النبـــي [‪ ،‬فأنزلت عليه ســـورة الجمعة‪:‬‬ ‫ﵛﭐﱤﱥﱦﱧﱨﵚ (الجمعـــة‪ )3 :‬قـــال‪ :‬قلـــت‪ :‬مـــن هـــم يـــا رســـول اللـــه؟ فلـــم‬ ‫يراجعـــه ح َّتـــى ســـأل ثلا ًثـــا‪ ،‬وفينـــا ســـلمان الفارســـي‪ ،‬وضع رســـول اللـــه [ يده‬ ‫علـــى ســـلمان‪ ،‬ثـــم قال‪« :‬لـــو كان الإيمان عنـــد الثُّر َّيا‪ ،‬لنالـــه رجـــا ٌل ‪ -‬أو رج ٌل ‪ -‬من‬ ‫هـــؤلاء»(‪ ،)2‬وقد أســـلم أبـــو هريرة ] في الســـنة الســـابعة على المشـــهور‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وتقرأ في الركعة الثانية سورة المنافقون‪ ،‬كما في صحيح مسلم (‪.)877‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪.)4897‬‬

‫سورة الجمعة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬‫ســـبب نـــزول واحد تتعلق بـــه الســـورة كلها‪ ،‬ويبـــن كيفية تربيـــة القـــرآن للمؤمنين‬ ‫بالحـــدث‪ ،‬وهـــو عن جابر بن عبـــد الله ] قـــال‪ « :‬بينما نحن نص ِلّـــي الجمعة مع‬ ‫رســـول اللـــه [‪ ،‬إذ أقبلت عيـــ ٌر تحمل طعا ًما»‪ ،‬قـــال‪« :‬فالتفتوا إليهـــا ح َّتى ما بقي‬ ‫مع رســـول اللـــه [‪ ،‬إ َّل اثنا عشـــر رجـــ ًا‪ ،‬فنزلـــت هذه الآيـــة‪:‬ﵛﭐﱨﱩﱪﱫﱬ‬ ‫ﱭﱮﱯﱰﱱﵚ(الجمعة‪.)1(»)11:‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫‪227‬‬ ‫بالتأمـــل فـــي فقراتهـــا وســـبب نزولهـــا يظهـــر أنها تتحـــدث عن المســـؤولية‬ ‫العظيمـــة الملقـــاة علـــى عواتـــق المؤمنين كي يـــؤدوا شـــي ًئا من شـــكر منة رب‬ ‫ا لعا لمين ‪.‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫تقسم إلى مقدمة ثنائية‪ ،‬وثلاثة مقاطع امتنان‪ ،‬وتحذير‪ ،‬وأحكام‪.‬‬ ‫ففـــي المقدمة (‪( )1‬المطلع الثنائي) التســـبيحي‪ ،‬والإخبـــار بتنزيه الكائنات المســـتمر لله‬ ‫الملك القـــدوس العزيز الحكيم‪.‬‬ ‫وفي المقطـــع الأول (‪( )4-2‬المطلع التعريفي)‪ ،‬والتذكير بمنة اللـــه على الأميين‪ ،‬وأن هذا‬ ‫الفضـــل ليس خاصا بهم مـــن بين العالمين‪.‬‬ ‫وفي المقطع الثـــاني (‪( )8-5‬المطلـــع التمثيلـــي)‪ ،‬وضرب المثـــل باليهود فـــي عدم تحمل‬ ‫الأمانـــة‪ ،‬مـــع إبطال بعـــض دعاويهـــم‪ ،‬وتحذيرهم من الحســـاب يوم الحســـاب‪.‬‬ ‫وفي المقطع الثالـــث (‪( )11-9‬المطلـــع الندائي)‪ ،‬والحـــث على صلاة الجمعة والإشـــارة‬ ‫إلـــى بعـــض أحكامهـــا‪ ،‬والختـــم بالتنبيـــه علـــى مـــا وقع مـــن جمع مـــن الصحابـــة الكرام‬ ‫‪-‬رضـــوان اللـــه عليهم أجمعـــن‪ -‬فيها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)119‬‬

‫هـــي الثانيـــة و الســـتون‪ ،‬ومن مناســـبتها‬ ‫للصـــف أن «الصفـــوف تشـــرع فـــي‬ ‫موضعـــن‪ :‬القتـــال‪ ،‬والصـــاة‪ ،‬فناســـب‬ ‫أنها تتحدث عن المسؤولية‬ ‫من طوال‬ ‫تعقيب ســـورة صف القتال بســـورة صلاة‬ ‫من طوال المفصل الذي‬ ‫العظيمة الملقاة على عواتق‬ ‫المفصل‬ ‫تســـتلزم الصـــف ضرورة‪ ،‬وهـــي الجمعة؛‬ ‫فضل به نبينا [ ‪،‬‬ ‫المؤمنين كي يؤدوا شيئا من‬ ‫لأن الجماعـــة شـــرط فيهـــا دون ســـائر‬ ‫وقراءتها في الركعة الأولى‬ ‫شكر منة رب العالمين‪.‬‬ ‫الصلـــوات»‪.‬‬ ‫من صلاة الجمعة ‪.‬‬ ‫الجمعة‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪228‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة الجمعة‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫سبب نزول واحد تتعلق به السورة‬ ‫تقسم إلى مقدمة‬ ‫تُعد التاسعة بعد‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ثنائية‪ ،‬وثلاثة‬ ‫المائة في ترتيب نزول‬ ‫كلها‪ ،‬ويبين كيفية تربية القرآن‬ ‫مقاطع ‪:‬‬ ‫السور عند جابر بن‬ ‫زيد‪ ،‬نزلت بعد سورة‬ ‫للمؤمنين بالحدث‪ ،‬عن جابر بن‬ ‫التحريم وقبل سورة‬ ‫عبد الله ] قال‪ « :‬بينما نحن‬ ‫التغابن‪.‬‬ ‫نصلي الجمعة مع رسول الله [‪،‬‬ ‫مدنية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫افتتحت بجملة إذ أقبلت عير تحمل طعاما»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫خبرية ثم هي من « فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع‬ ‫منها اصلا‪.‬‬ ‫السور المبدوءة رسول الله [‪ ،‬إلا اثنا عشر رجلا‪،‬‬ ‫بالتسبيح‪ .‬فنزلت هذه الآية (الجمعة‪.»)11 :‬‬ ‫المقطع الثالث ( المطلع‬ ‫المقطع الثاني (المطلع‬ ‫المقطع الأول (المطلع‬ ‫المقدمة (المطلع الثنائي)‬ ‫الندائي) ‪ ،‬الحث على صلاة‬ ‫التمثيلي) ‪ ،‬ضرب المثل‬ ‫التعريفي)‪ ،‬التذكير بمنة‬ ‫التسبيحي‪ ،‬والإخبار‬ ‫الجمعة والإشارة إلى بعض‬ ‫باليهود في عدم تحمل‬ ‫الله على الأميين ‪ ،‬وأن‬ ‫أحكامها‪ ،‬و التنبيه على ما‬ ‫الأمانة‪ ،‬مع إبطال بعض‬ ‫هذا الفضل ليس خاصا‬ ‫بتنزيه الكائنات المستمر‬ ‫وقع من جمع من الصحابة‬ ‫دعاويهم‪ ،‬وتحذيرهم من‬ ‫لله الملك القدوس العزيز‬ ‫الكرام رضوان الله عليهم‬ ‫الحساب يوم الحساب‪.‬‬ ‫بهم من بين العالمين‪.‬‬ ‫الحكيم‪.‬‬ ‫أجمعين فيها ‪.‬‬

‫َم َدِنَّية اتفا ًقا‪.‬‬ ‫رﻗ‪3‬ﻤ‪6‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪1‬ﺗﻬ‪1‬ﺎ اﻟﺠ‪8‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫المنافقون‬ ‫المنافقون‪:‬لذكر هذا اللفظ في افتتاحها‪ ،‬كما أن معظم السورة تتحدث عنهم‪.‬‬ ‫‪229‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة المنافقون‬ ‫هـــي الثالثـــــــــــة والستـــــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن فضائلهـــا قراءتهـــا فـــي الركعة‬ ‫مناسبتها للجمعـــة أن تلك ذكر فيها‬ ‫الثانيـــة من صـــاة الجمعـــة(‪.)1‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫المؤمنـــون بينما ذكر هنـــا المنافقون‪،‬‬ ‫مطلع السورة‬ ‫ومـــن مناســـبتها أي ًضـــا أن التخلف‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫عـــن الجمعة مفـــض إلـــى النفاق‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعـــد الخامســـة بعـــد المائة فـــي ترتيب نزول ال ُّســـور عند جابـــر بن زيـــ ٍد؛ نزلت بعد‬ ‫ســـورة الح ِّج‪ ،‬وقبل ســـورة المجادلة‪ ،‬وهـــي بعد الحج أي ًضا فـــي الروايتين الأخريين‪،‬‬ ‫ور َّجـــح نزولهـــا في غـــزوة بني المصطلق في الســـنة الخامســـة للهجـــرة‪ ،‬وهذا يبعد‬ ‫كونهـــا بعد الحـــج؛ إذ الظاهر أن الحـــج مبكرة النزول فـــي العهد المدني‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وتقرأ في الركعة الأولى سورة الجمعة‪ ،‬كما في صحيح مسلم (‪ ،)877‬وقد سبقت الإشارة إلى هذا الحديث في التعريف بسورة الجمعة‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪230‬‬ ‫ســـببان أولهمـــا يتعلـــق بحادثـــ ٍة قـــد تعين علـــى معرفـــة ترتيب النـــزول‪ ،‬وهـــو مارود‬ ‫سورة المنافقون‬ ‫عـــن زيـــد بـــن أرقـــم ]‪ ،‬قـــال‪ :‬كنـــت مـــع ع ِّمـــي‪ ،‬فســـمعت عبـــد اللـــه بن أبـــي ابن‬ ‫ســـلول يقـــول‪ :‬لا تنفقـــوا علـــى مـــن عنـــد رســـول اللـــه ح َّتـــى ينف ُّضـــوا‪ ،‬وقـــال أي ًضا‪:‬‬ ‫لئـــن رجعنـــا إلـــى المدينـــة ليخرجـــ َّن الأعـــ ُّز منهـــا الأذ َّل‪ ،‬فذكـــرت ذلك لع ِّمـــي‪ ،‬فذكر‬ ‫ع ِّمـــي لرســـول اللـــه [‪ ،‬فأرســـل رســـول الله [ إلـــى عبد اللـــه بن أبـــ ٍّي وأصحابه‪،‬‬ ‫فحلفـــوا مـــا قالـــوا‪ ،‬فص َّدقهم رســـول اللـــه [ وك َّذبنـــي‪ ،‬فأصابنـــي ه ٌّم لـــم يصبني‬ ‫مثلـــه قـــ ُّط‪ ،‬فجلســـت فـــي بيتـــي‪ ،‬فأنـــزل اللـــه عـــ َّز وجـــ َّل‪:‬ﵛﭐﲀﲁﲂﵚ إلـــى‬ ‫قولهﵛﭐﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﵚ(المنافقـــون‪ )7-1 :‬إلـــى قولـــه ﵛﭐﱿ‬ ‫ﲀﲁﲂﲃﵚ(المنافقـــون‪ ، )8 :‬فأرســـل إل َّي رســـول اللـــه [ فقرأها عل َّي‪ ،‬ثـــم قال‪« :‬إ َّن‬ ‫الله قـــد ص َّدقك»(‪.)1‬‬ ‫والثاني مرسل له ما يعضده يدل على استكبار رأس النفاق(‪.)2‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫لا يخفى أن موضوعها بيان حال المنافقين تحذي ًرا منهم‪ ،‬ومن طريقهم‪.‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫تحذير‬ ‫وصف‬ ‫تقسم إلى مقطعين؛ وصف المنافقين‪،‬‬ ‫المنافقين‬ ‫وتحذير‪.‬‬ ‫ففي المقطع الأول (‪( )8-1‬المطلع الشـــرطي)‪،‬‬ ‫وبيـــان حقيقـــة المنافقـــن وعقوبتهـــم الدنيوية‬ ‫فـــي قلوبهـــم‪ ،‬فذكـــر لبعـــض صفاتهم مـــن المظهر‪ ،‬وحســـن المقـــال‪ ،‬والخـــواء‪ ،‬والجبن‪ ،‬مع‬ ‫التحذيـــر بأنهم هـــم العدو‪.‬‬ ‫وفي المقطع الثـــاني (‪( )11-9‬المطلع الندائـــي) للمؤمنين‪ ،‬والتحذير مـــن الالتهاء بالأموال‬ ‫والأولاد عـــن ذكـــر الله‪ ،‬والحـــث على الإنفاق قبـــل حلول الموت‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)4901‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)2772‬‬ ‫(‪ )2‬ينظر‪« :‬جامع البيان» للطبري (‪.)71 /28‬‬

‫من طوال‬ ‫هـــي الثالثـــة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬ ‫من المفصل الذي فضل به‬ ‫المفصل‬ ‫مناســـبتها للجمعـــة أن تلـــك ذكـــر‬ ‫نبينا [‪ ،‬و يسن قراءتها‬ ‫فيهـــا المؤمنـــون بينمـــا ذكـــر هنـــا‬ ‫بيان حال المنافقين‬ ‫المنافقـــون‪ ،‬ومـــن مناســـبتها أيضا‬ ‫في الركعة الثانية من‬ ‫تحذيرا منهم ومن‬ ‫أن التخلـــف عـــن الجمعـــة مفـــض‬ ‫صلاة الجمعة ‪.‬‬ ‫طريقهم‪.‬‬ ‫إلـــى النفـــاق‪.‬‬ ‫المنافقون‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪231‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة المنافقون‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫أسباب النزول‪ :‬سببان أولهما‬ ‫تُعد الخامسة بعد‬ ‫يتعلق بحادثة في حديث زيد‬ ‫المائة في ترتيب نزول‬ ‫بن أرقم رضي الله عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫السور عند جابر بن‬ ‫كنت مع عمي‪ ،‬فسمعت عبد‬ ‫زيد‪ .‬نزلت بعد سورة‬ ‫الله بن أبي ابن سلول يقول‪:‬‬ ‫الحج وقبل سورة‬ ‫افتتحت بالشرط‪ .‬لا تنفقوا على من عند رسول‬ ‫مدنية اتفاقا‪.‬‬ ‫مقاطع السورة‪:‬‬ ‫المجادلة ‪ ،‬ورجح‬ ‫الله حتى ينفضوا‪ ،‬وقال‬ ‫تقسم إلى‬ ‫نزولها في غزوة بني‬ ‫مقطعين‪:‬‬ ‫المصطلق في السنة‬ ‫أي ًضا‪ :‬لئن رجعنا إلى المدينة‬ ‫الخامسة للهجرة‪.‬‬ ‫ليخرجن الأعز منها الأذل‪،‬‬ ‫فذكرت ذلك لعمي‪ ،‬فذكر عمي‬ ‫لرسول[‪....‬الحديث) فنزل‬ ‫القرآن يصدقه ‪.‬‬ ‫المقطع الثاني (المطلع الندائي)‬ ‫المقطع الأول المطلع الشرطي)‪ ،‬وبيان‬ ‫وثان مرسل له ما يعضده يدل‬ ‫للمؤمنين‪ ،‬والتحذير من الالتهاء‬ ‫حقيقة المنافقين وعقوبتهم الدنيوية‬ ‫بالأموال والأولاد عن ذكر الله ‪.‬‬ ‫في قلوبهم‪ ،‬فذكر لبعض صفاتهم مع‬ ‫على استكبار رأس النفاق‪.‬‬ ‫التحذير بأنهم هم العدو‪.‬‬

‫َم َدِنَّية على الراجح‪.‬‬ ‫رﻗ‪4‬ﻤ‪6‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪8‬ﺗﻬ‪1‬ﺎ اﻟﺠ‪8‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫التغابن‬ ‫التغابن‪ :‬لوقوع لفظ التغابن فيها‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪232‬‬ ‫هـــي الرابعـــة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬ ‫لم يثبـــت لها فضل خـــاص‪ ،‬وهي من‬ ‫سورة التغابن‬ ‫مناســـبتها للمنافقـــــــن أن تلك‬ ‫المُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّضـــل بـــه نبينا [‪،‬‬ ‫ختمـــت بالحـــث علـــى الإنفـــاق‬ ‫ومـــن المســـ ِّبحات التـــي أوصـــى نبينا‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫قبـــل إتيان المـــوت‪ ،‬وهـــذه ذكرت‬ ‫التغابـــن‪ ،‬ومن ذلك أي ًضا‪ :‬أن تلك‬ ‫[ بتعلـــم ثـــاث منها‪.‬‬ ‫حثـــت علـــى الذكر وهـــذه ذكرت‬ ‫مطلع السورة‬ ‫التســـبيح المســـتمر للكائنـــات‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية ‪ ،‬ثم هي‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫من السور المبدوءة بالتسبيح‪.‬‬ ‫تعـــد العاشـــرة بعد المائة فـــي ترتيب‬ ‫موضوع السورة‬ ‫نـــزول الســـور‪ ،‬نزلـــت بعـــد ســـورة‬ ‫الجمعة‪ ،‬وقبل ســـورة ال َّصـــ ِّف‪ ،‬وفي‬ ‫الدعـــوة إلـــى الإيمـــان ولوازمه من‬ ‫سبب نزولها ما يشـــعر بتأخر نسبي‬ ‫خـــال التعريـــف باللـــه وصفاتـــه‬ ‫فـــي نزولها فـــي المدينة‪.‬‬ ‫وأفعالـــه‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ثبت لها سبب واحد‪ ،‬وهو عن ابن ع َّبا ٍس ]‪ ،‬وسأله‪ ،‬رج ٌل عن هذه الآية‪:‬ﵛ ﭐ ﱹ‬ ‫ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﵚ(التغابن‪ )14 :‬قال‪:‬‬ ‫هـــؤلاء رجـــا ٌل أســـلموا مـــن أهـــل م َّكـــة‪ ،‬وأرادوا أن يأتوا النبـــي [‪ ،‬فأبـــى أزواجهم‬ ‫وأولادهـــم أن يدعوهم أن يأتوا رســـول الله [‪ ،‬فل َّما أتوا رســـول اللـــه [ رأوا ال َّناس‬ ‫قـــد فقهوا في ال ِّديـــن ه ُّموا أن يعاقبوهـــم‪ ،‬فأنزل الله عـــ َّز وج َّل‪:‬ﵛﭐﱹﱺﱻ‬ ‫ﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﵚ الآية (‪.)1‬‬ ‫‪233‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫‪٢١‬‬ ‫سورة التغابن‬ ‫حث تحذير‬ ‫تقســـم إلـــى مقدمة ثنائيـــة‪ ،‬ومقطعـــن؛ الأول‬ ‫حث‪ ،‬والثانـــي تحذير‪.‬‬ ‫ففـــي المقدمـــة (‪( )7-1‬المطلـــع الثنائـــي)‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫بالتســـبيح‪ ،‬والتعريف بالله وصفاتـــه وأفعاله‪.‬‬ ‫وفي المقطـــع الأول (‪( )13-8‬المطلع الإنشـــائي) الآمـــر‪ ،‬والحث بالإيمان‪ ،‬مـــع التذكير بيوم‬ ‫التغابـــن والمصيـــر فيـــه‪ ،‬وذكر أثر الإيمـــان عند حلـــول المصائـــب‪ ،‬والحث علـــى طاعة الله‬ ‫ورســـوله [‪ ،‬والختم بشـــهادة التوحيـــد‪ ،‬مع الحث علـــى التوكل‪.‬‬ ‫وفي المقطـــع الثاني (‪( )18-14‬المطلـــع الندائي) لأهـــل الإيمان‪ ،‬والتحذير مـــن فتنة الزوج‬ ‫والولـــد‪ ،‬مـــع الحث على العفو‪ ،‬والحـــث على التقـــوى والإنفاق‪ ،‬والختم ببعض أســـماء الله‬ ‫وصفاته‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه الترمذي (‪ ،)3317‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬ولم يذكره الحميدان صاحب (الصحيح من أسباب النزول)‪.‬‬

‫الدعوة إلى الإيمان‬ ‫من طوال‬ ‫هـــي الرابعـــة والســـتون ‪ ،‬ومـــن‬ ‫من المفصل الذي فضل به‬ ‫ولوازمه من خلال‬ ‫المفصل‬ ‫مناســـبتها للمنافقـــن أن تلك ختمت‬ ‫نبينا [‪ ،‬ومن المسبحات‬ ‫التعريف بالله وصفاته‬ ‫بالحـــث علـــى الإنفـــاق قبـــل إتيـــان‬ ‫المـــوت‪ ،‬وهـــذه ذكـــرت التغابـــن‪ ،‬ومن‬ ‫التي أوصى [ بتعلم‬ ‫وأفعاله‪.‬‬ ‫ذلـــك أيضـــا‪ :‬أن تلـــك حثـــت علـــى‬ ‫ثلاث منها‪.‬‬ ‫الذكر وهذه ذكرت التســـبيح المستمر‬ ‫التغابن‬ ‫للكائنـــات‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪234‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة التغابن‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ثبت لها سبب واحد‪ ،‬عن ابن‬ ‫تُعد العاشرة بعد‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫عباس‪ ،‬وسأله‪ ،‬رجل عن هذه‬ ‫المائة في ترتيب نزول‬ ‫الآيةﵛ ﭐ ﱹ ﱺ ﱻ‬ ‫السور نزلت بعد‬ ‫ﱼﱽﱾﱿ‬ ‫سورة الجمعة وقبل‬ ‫سورة الصف‪.‬‬ ‫ﲀ ﲁ ﲂ ﵚقال‪:‬‬ ‫افتتحت بجملة هؤلاء رجال أسلموا من أهل‬ ‫تقسم إلى مقدمة‬ ‫خبرية ‪ ،‬ثم هي مكة وأرادوا أن يأتوا النبي‬ ‫ثنائية‪ ،‬ومقطعين حث ‪ ،‬مدنية على الراجح‪.‬‬ ‫من السور المبدوءة [‪ ،‬فأبى أزواجهم وأولادهم‬ ‫والثاني تحذير‪:‬‬ ‫بالتسبيح‪ .‬أن يدعوهم أن يأتوا رسول‬ ‫الله [‪ ،‬فلما أتوا رسول‬ ‫الله [رأوا الناس قد‬ ‫فقهوا في الدين هموا أن‬ ‫المقطع الثاني ( المطلع‬ ‫المقطع الأول ( المطلع‬ ‫المقدمة (المطلع الثنائي)‬ ‫يعاقبوهم‪ ،‬فأنزل الله عز‬ ‫الندائي) لأهل الإيمان‪،‬‬ ‫الإنشائي) الآمر‪ ،‬والحث‬ ‫بالتسبيح‪ ،‬والتعريف بالله‬ ‫وجل‪:‬ﵛ ﭐ ﱹ ﱺ ﱻ‬ ‫والتحذير من فتنة الزوج‬ ‫على الإيمان ‪ ،‬مع التذكير‬ ‫وصفاته وأفعاله‪.‬‬ ‫ﱼﱽﱾﱿ‬ ‫بيوم التغابن والمصير فيه‪ ،‬والولد‪ ،‬مع الحث على‬ ‫والحث على طاعة الله العفو والتقوى والإنفاق‪،‬‬ ‫ﲀ ﲁ ﲂ ﵚالآية‪.‬‬ ‫والختم ببعض أسماء الله‬ ‫ورسوله [‪.‬‬ ‫وصفاته‪.‬‬

‫َم َدِنَّية اتفا ًقا‪.‬‬ ‫رﻗ‪5‬ﻤ‪6‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪2‬ﺗﻬ‪1‬ﺎ اﻟﺠ‪8‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫النساء القصرى‬ ‫الطلاق‬ ‫الطلاق‪ :‬لأنها ب َّينت أحكام الطلاق والع َّدة‪.‬‬ ‫النســـاء القصرى‪ :‬لأنهـــا ب َّينت بعـــض الأحـــكام الخاصة بالنســـاء وهـــي أحكام‬ ‫الطـــاق ومـــا يتعلـــق بها‪ ،‬وخصـــت بالقصـــرى تميي ًزا لها عن ســـورة النســـاء‪.‬‬ ‫‪235‬‬ ‫سورة الطلاق‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫هـــي الخامســـة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬ ‫لا يعـــرف لها فضل خـــاص‪ ،‬وهي من‬ ‫مناســـبتها للتغابن أن في آخر تلك‬ ‫المُ َف َّصل الذي ُف ِّضـــل به نبينا [‪.‬‬ ‫تنبي ًها علـــى عداوة الأزواج والأولاد‪،‬‬ ‫وفي هـــذه بيا ًنا لكيفيـــة التعامل مع‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫الطائفتـــن حـــال إرادة الفراق‪.‬‬ ‫تعـــد التاســـعة والتســـعين علـــى‬ ‫المشـــهور؛ بعـــد ســـورة الإنســـان‪،‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫وقبـــل ســـورة الب ِّينـــة‪.‬‬ ‫بالنظـــر إلـــى مقاطعهـــا يمكـــن‬ ‫مطلع السورة‬ ‫القـــول إنها بينت أحـــكام الطلاق‬ ‫بمـــا يـــدل علـــى أنهـــا أحـــكام‬ ‫افتتحت بالنداء عمو ًما‪ ،‬ثم هي‬ ‫مفتتحة بـنداء النبي [ خصو ًصا‪.‬‬ ‫الحكيـــم العليـــم‪.‬‬ ‫ ‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫ذكـــر لهـــا ســـبب واحـــد‪ ،‬وهـــو عن أبـــ ِّي بـــن كعـــ ٍب ]‪ ،‬قـــال‪« :‬لمَّا نزلـــت الآيـــة ا َّلتي‬ ‫فـــي ســـورة البقـــرة فـــي ِعـــ َد ٍد مـــن ِعـــ َد ِد ال ِّنســـاء‪ ،‬قالـــوا‪ :‬قد بقـــي ِعـــ َد ٌد مـــن ِع َد ِد‬ ‫ال ِّنســـاء لـــم يذكـــرن ال ِّصغـــار والكبـــار‪ ،‬ولا مـــن انقطعـــت عنهـــ َّن الحيـــض‪ ،‬وذوات‬ ‫الأحمـــال فأنـــزل اللـــه عـــ َّز وجـــ َّل الآيـــة ا َّلتـــي فـــي ســـورة ال ِّنســـاء (يعنـــي القصرى)‬ ‫ﵛﭐﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸ‬ ‫ﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﵚ (الطلاق‪ ،)1()4 :‬وهو ســـبب يصور لنا شـــي ًئا‬ ‫من علاقـــة الصحابة بالقرآن‪.‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫‪236‬‬ ‫يمكن تقسيمها إلى مقطعين؛ ندائي‪ ،‬فخبري‪ ،‬وخاتمة تعريفية‪.‬‬ ‫سورة الطلاق‬ ‫ففي المقطع الأول (‪( )7-1‬المطلع الندائي) للنبي [‪ ،‬وأحـــكام الطلاق الرجعي بصورتيه‪،‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫وأحكام الســـكن والنفقة للمعتدة‪ ،‬مع تكرار التبشـــير للمتقين‪.‬‬ ‫وفي المقطـــع الثـــاني (‪( )11-8‬المطلـــع الخبـــري)‪ ،‬والإنـــذار للقـــرى العاتية عن أمـــر الله‬ ‫ورســـله‪ ،‬والتذكيـــر بمنة الله على المؤمنين بالرســـول التالي للقرآن الكـــريم‪ ،‬والوعد بالجزاء‬ ‫الحســـن للمؤمنين‪.‬‬ ‫وفي الخاتمـــة (‪( )12‬المطلـــع التعريفي)‪ ،‬والإشـــارة إلى حكمـــة خلق الســـماوات والأرضين‬ ‫الســـبع‪ ،‬وتنزل الأمـــر بينهن‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه الحاكم في المستدرك (‪ ،)492/2‬وصححه ووافقه الذهبي‪ ،‬وفيه ضعف لانقطاعه‪.‬‬

‫من طوال‬ ‫هـــي الخامســـة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬ ‫من المفصل الذي فضل‬ ‫المفصل‬ ‫مناســـبتها للتغابـــن أن فـــي آخـــر‬ ‫به نبينا [‪.‬‬ ‫تلـــك تنبيهـــا علـــى عـــداوة الأزواج‬ ‫إنها بينت أحكام‬ ‫والأولاد‪ ،‬وفـــي هـــذه بيانـــا لكيفية‬ ‫الطلاق ‪.‬‬ ‫التعامـــل مع الطائفتين حـــال إرادة‬ ‫ا لفر ا ق ‪.‬‬ ‫الطلاق‬ ‫النساء القصرى‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪237‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الطلاق‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ُذكر لها سبب واحد ‪ ،‬وهو‬ ‫تُعد التاسعة‬ ‫سبب يصور لنا شيئا من‬ ‫والتسعين على‬ ‫علاقة الصحابة بالقرآن ‪.‬‬ ‫المشهور بعد سورة‬ ‫الإنسان وقبل سورة‬ ‫افتتحت بالنداء عموماً‬ ‫ثم هي مفتتحة بـنداء‬ ‫البينة‪.‬‬ ‫النبي[خصوصاً ‪.‬‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫مقطعين ندائي فخبري‪ ،‬مدنية اتفاقا‪.‬‬ ‫وخاتمة تعريفية ‪:‬‬ ‫الخاتمة (المطلع التعريفي)‪،‬‬ ‫المقطع الثاني (المطلع الخبري)‪ ،‬والإنذار‬ ‫المقطع الأول (المطلع الندائي)‬ ‫والإشارة إلى حكمة خلق‬ ‫للقرى العاتية عن أمر الله ورسله‪،‬‬ ‫للنبي[‪ ،‬وأحكام الطلاق الرجعي‬ ‫السماوات والأرضين السبع‬ ‫بصورتيه‪ ،‬وأحكام السكن والنفقة‬ ‫والتذكير بمنة الله على المؤمنين بالرسول‬ ‫وتنزل الأمر بينهن‪.‬‬ ‫التالي للقرآن الكريم‪ ،‬والوعد بالجزاء‬ ‫للمعتدة‪ ،‬مع تكرار التبشير‬ ‫للمتقين‪.‬‬ ‫الحسن للمؤمنين‪.‬‬

‫َم َدِنَّية على الراجح‪.‬‬ ‫رﻗ‪6‬ﻤ‪6‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪2‬ﺗﻬ‪1‬ﺎ اﻟﺠ‪8‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫النبي [‬ ‫التحريم‬ ‫التحريم‪ :‬لوروده في افتتاحها‪.‬‬ ‫النبي [‪ :‬لنداء النبي [ في افتتاحها‪ ،‬مع ذكره [ فيها‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪238‬‬ ‫هـــي السادســـة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬ ‫لا يعـــرف لها فضل خـــاص‪ ،‬وهي من‬ ‫سورة التحريم‬ ‫مناســـبتها للطـــاق أن فـــي تلـــك‬ ‫المفصل‪.‬‬ ‫بيا ًنا لأحـــكام الخصومة مع النســـاء‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫عمو ًمـــا‪ ،‬وفي هـــذه حدي ًثـــا عما وقع‬ ‫مطلع السورة‬ ‫مـــع أمهـــات المؤمنـــن خصو ًصـــا‪،‬‬ ‫والســـورتان بعـــد متفقتـــا المطلـــع‪.‬‬ ‫افتتحـــت بالنـــداء عمو ًمـــا‪ ،‬ثم‬ ‫هـــي مفتتحة بــــنداء النبي [‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫خصو ًصا ‪.‬‬ ‫الثامنـــة بعد المائة في عداد نزول‬ ‫ســـور القـــرآن؛ نزلت بعد ســـورة‬ ‫موضوع السورة‬ ‫الحجرات‪ ،‬وقبل ســـورة الجمعة‪،‬‬ ‫ومـــع ترجيـــح كونهـــا مرتبطـــة‬ ‫بالتأمـــل فـــي نزولهـــا‪ ،‬ومـــا جـــاء‬ ‫بماريـــة القبطيـــة يكـــون مطلعها‬ ‫فـــي فقراتهـــا؛ فـــإن أهم مـــا فيها‬ ‫متأخـــر النزول في حدود الســـنة‬ ‫ضـــرب الصـــورة المثلـــى للمـــرأة‬ ‫المؤمنـــة التـــي تعـــد لبنة فـــي بناء‬ ‫الســـابعة فمـــا بعدها‪.‬‬ ‫البيـــت المؤمـــن‪.‬‬

‫سورة التحريم‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬‫ُذ ِكـــر لنزو ِل أول ِها ســـببان(‪ ،)1‬وقد ثبت عن عمر]‪« :‬وافقت ر ِّبـــي في ثلا ٍث‪ :‬فقلت يا‬ ‫رســـول الله‪ ،‬لو ا َّتخذنا من مقام إبراهيـــم مصلًّى‪ ،‬فنزلت‪:‬ﵛﭐﲱﲲﲳﲴ ﲶﲵﵚ‬ ‫(البقـــرة‪ ،)125 :‬وآيـــة الحجـــاب‪ ،‬قلت‪ :‬يا رســـول الله‪ ،‬لو أمـــرت نســـاءك أن يحتجبن‪ ،‬فإ َّنه‬ ‫يكلِّمهـــ ِّن البـــ ُّر والفاجـــر‪ ،‬فنزلـــت آية الحجـــاب‪ ،‬واجتمع نســـاء النبي [ فـــي الغيرة‬ ‫عليـــه‪ ،‬فقلت لهن‪َ ( :‬ع َســـى َر ُّب ُه إ ْن َطلَّ َق ُكـــ َّن أ ْن يُبْ ِدلَ ُه أ ْز َوا ًجا َخيْـــ ًرا ِمنْ ُك َّن)‪ ،‬فنزلت هذه‬ ‫الآية»(‪.)2‬‬ ‫مقاطع السورة ‪239‬‬ ‫تقسم إلى ثلاثة مقاطع؛ ندائيين‪ ،‬فخبري‪.‬‬ ‫ففـــي المقطع الأول (‪( )5-1‬المطلع الندائـــي) للنبي [‪ ،‬والعتاب علـــى تحريم الحلال‪ ،‬مع‬ ‫الإشـــارة إلـــى حادثة في بيت النبـــوة‪ ،‬وحث بعض أمهـــات المؤمنين على التوبـــة‪ ،‬وتحذيرهن‬ ‫مـــن المخالفـــة‪ ،‬وبيـــان مكانـــة ســـيدنا رســـول اللـــه [‪ ،‬مـــع تحذيـــر أمهـــات المؤمنـــن من‬ ‫اســـتبدالهن‪ ،‬وذكر خصائـــص المرأة المســـلمة المثلى‪.‬‬ ‫وفي المقطع الثـــاني (‪ )9-6‬المطلع الندائـــي للمؤمنين‪ ،‬وأمـــر بوقاية أنفســـهم وأهليهم من‬ ‫النـــار‪ ،‬فأمـــر بالتوبة النصـــوح‪ ،‬فأمر بجهاد الكافريـــن والمنافقـــن والغلظة عليهم‪.‬‬ ‫وفي المقطـــع الثالث (‪ )12-10‬المطلـــع الخبري‪ ،‬وضرب الأمثال في الخير والشـــر بنســـاء‬ ‫مـــن الســـابقين‪ :‬امـــرأة نوح وامرأة لـــوط‪ ،‬فامرأة فرعـــون‪ ،‬والختم بمريم بنـــت عمران‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سلك العلماء مسالك شتى في الترجيح أو الجمع بين هذين السببين‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخــاري (‪ ،)402‬ولــم يذكــره الحميــدان صاحــب (الصحيــح مــن أســباب النــزول)‪ ،‬ويظهــر أنــه لــم يذكــره؛ لأنــه لــم يعتبــره ســبب نــزول‪ ،‬لكــن قــال‬ ‫السـيوطي فـي الإتقـان فـي النـوع العاشـر‪« :‬فيمـا نـزل مـن القـرآن علـى لسـان بعـض الصحابـة»‪« :‬هـو فـي الحقيقـة نـوع مـن أسـباب النـزول»‪.‬‬

‫من طوال‬ ‫هـــي السادســـة والســـتون ‪ ،‬ومـــن‬ ‫من المفصل الذي فضل‬ ‫المفصل‬ ‫مناســـبتها للطـــاق أن فـــي تلـــك‬ ‫به نبينا [‪.‬‬ ‫بيا ًنا لأحـــكام الخصومة مع النســـاء‬ ‫عمومـــا‪ ،‬وفـــي هذه حديثـــا عما وقع‬ ‫مـــع أمهـــات المؤمنـــن خصوصـــا‪،‬‬ ‫والســـورتان بعـــ ُد متفقتـــا المطلـــع‪.‬‬ ‫أهم ما فيها ضرب‬ ‫التحريم‬ ‫الصورة المثلى للمرأة‬ ‫والنبي [‪.‬‬ ‫المؤمنة التي تُعد لبنة‬ ‫في بناء البيت المؤمن‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪240‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة التحريم‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ُذكر لنزول أولها سببان‪،‬حديث‬ ‫الثامنة بعد المائة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫في عداد نزول سور‬ ‫عمر ‪-‬رضي الله عنه‪: -‬‬ ‫القرآن نزلت بعد‬ ‫سورة الحجرات وقبل‬ ‫وافقت ربي في ثلاث‪ :‬منها‬ ‫سورة الجمعة‪.‬‬ ‫‪ ...‬واجتمع نساء النبي [‬ ‫في الغيرة عليه‪ ،‬فقلت لهن‪:‬‬ ‫افتتحت بالنداء (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله‬ ‫تقسم إلى ثلاثة‬ ‫عموماً ‪ ،‬ثم هي أزواجا خيرا منكن)‪ ،‬فنزلت‬ ‫مقاطع ندائيين‬ ‫مدنية اتفاقا‪.‬‬ ‫فخبري‪:‬‬ ‫هذه الآية «‪.‬‬ ‫مفتتحة بـنداء‬ ‫النبي [خصوصاً‪.‬‬ ‫المقطع الثالث لمطلع الخبري‬ ‫المقطع الثاني المطلع الندائي‬ ‫المقطع الأول (المطلع الندائي) للنبي‬ ‫وضرب الأمثال في الخير‬ ‫للمؤمنين‪ ،‬وأمر بوقاية أنفسهم‬ ‫[‪ ،‬والعتاب على تحريم الحلال‪ ،‬مع‬ ‫والشر بنساء من السابقين‪:‬‬ ‫وأهليهم من النار‪ ،‬فأمر بالتوبة‬ ‫الإشارة إلى حادثة في بيت النبوة‪،‬‬ ‫امرأة نوح و امرأة لوط‪ ،‬فامرأة‬ ‫النصوح‪ ،‬فأمر بجهاد الكافرين‬ ‫فرعون‪ ،‬والختم بمريم بنت‬ ‫وحث بعض أمهات المؤمنين على‬ ‫والمنافقين والغلظة عليهم‪.‬‬ ‫التوبة‪ ،‬وتحذيرهن من المخالفة‪.‬‬ ‫عمران ‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يرد‬ ‫رﻗ‪7‬ﻤ‪6‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪0‬ﺗﻬ‪3‬ﺎ اﻟﺠ‪9‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫تبارك المانعة‬ ‫الملك‬ ‫الملك‪ :‬لافتتاحها بتقديس وتعظيم الله نفسه الذي بيده الملك‪.‬‬ ‫تبارك‪ :‬لافتتاحها بهذا اللفظ‪.‬‬ ‫المانعـــة‪ :‬ســـميت بذلك؛ لأنهـــا تمنـــع صاحبها مـــن عـــذاب القبر‪ .‬ثبـــت عن ابن‬ ‫مســـعود ] أنهـــا تمنع من عـــذاب القبـــر (فهي المانعـــة)(‪241 .)1‬‬ ‫سورة الملك‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫هـــي الســـابعة والســـتون‪ ،‬ولعل من‬ ‫مـــن فضائلها ما عن أبـــي هريرة ]‪،‬‬ ‫مناســـبتها أن التحـــريم والطـــاق‬ ‫عـــن النبي [‪ ،‬أ َّنه قال‪« :‬إ َّن ســـور ًة من‬ ‫احتوتـــا علـــى أحـــكام فناســـب‬ ‫القرآن‪ ،‬ثلاثون آي ًة‪ ،‬شفعت لرج ٍل ح َّتى‬ ‫التذكيـــر فـــي هـــذه أن الملـــك للـــه‬ ‫غفر لـــه‪ ،‬وهـــي‪:‬ﭐﵛﭐﱁﱂﱃﱄﵚ‬ ‫نظيـــر مـــا ختمت به ســـور ســـابقة‬ ‫(الملـــك‪ ،)2( »)1 :‬ومـــن الســـنة أن تقـــرأ كل‬ ‫في غيـــر المُ َف َّصـــل كالمائـــدة والنور‪.‬‬ ‫ليلـــة مـــع الســـجدة‪ ،‬كما م َّر في ســـورة‬ ‫السجدة‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫تعد السادســـة والســـبعين؛ بعد المؤمنون‪ ،‬وقبـــل الحاقة‪ ،‬وتكرار اســـم الرحمن‬ ‫فيها قد يشـــعر بوقت تقريبـــي لنزولها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه الحاكم في المستدرك (‪ ،)498/2‬وينظر‪ :‬صحيح الترغيب (‪ ،)1475‬وح ّسنه في الصحيحة مرفو ًعا (‪.)1140‬‬ ‫(‪ )2‬المسند‪ ،‬وحسنه محققوه لغيره (‪ ،)353/13‬وينظر‪ :‬صحيح الترغيب (‪.)1474‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫مطلع السورة‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫افتتحـت بالثنـاء عمو ًمـا‪ ،‬ثـم هـي‬ ‫مفتتحــة بالتبريــك خصو ًصــا‪،‬‬ ‫وتشــاركها فــي البــدء بالتبريــك‬ ‫ســورة واحــدة هــي الفرقــان‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫‪242‬‬ ‫النظر في كثير من آياتها يرشـــد أن موضوعهـــا التعريف بالله وملكه للمخلوقات‬ ‫عمو ًما تعري ًفا يعلق القلوب به ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬ويوصلها إلى خشيته‪  .‬‬ ‫سورة الملك‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫تحذير‬ ‫تعريف‬ ‫يمكن تقســـيمها إلى قســـمين أولهمـــا تعريف‪،‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫وتهديد‬ ‫والثانـــي تحذير وتهديد‪.‬‬ ‫أمـــا القســـم الأول (‪ )14-1‬ففيـــه (المطلـــع‬ ‫الثنائـــي)‪ ،‬وتعريـــف باللـــه وبملكـــه وبحكمـــة‬ ‫الخلـــق مـــع الترهيـــب والترغيـــب‪.‬‬ ‫وفي القســـم الثاني (‪( )30-15‬المطلع التعريفـــي)‪ ،‬وتهديـــدات وتحذيـــرات للغافلين عن‬ ‫ملـــك اللـــه وقدرته توقـــظ تلك الحقائـــق في القلـــب وتقويها‪.‬‬

‫من طوال‬ ‫هـــي الســـابعة والســـتون ‪ ،‬ولعل من‬ ‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي [ أنه‬ ‫المفصل‬ ‫مناســـبتها أن التحـــريم والطـــاق‬ ‫قال‪ « :‬إن سورة من القرآن‪ ،‬ثلاثون‬ ‫احتوتـــا علـــى أحـــكام فناســـب‬ ‫آية‪ ،‬شفعت لرجل حتى غفر له‪،‬‬ ‫التذكيـــر في هـــذه أن الملك لله نظير‬ ‫وهي‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﵚ‪ ،‬و أن النبي‬ ‫مـــا ختمت به ســـور ســـابقة في غير‬ ‫[ كان «لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل‬ ‫السجدة وتبارك الذي بيده الملك»‪.‬‬ ‫المفصـــل كالمائـــدة والنـــور‪.‬‬ ‫التعريف بالله وملكه‬ ‫الملك ‪ ،‬تبارك ‪،‬‬ ‫للمخلوقات عموما‬ ‫المانعة‪.‬‬ ‫تعريفا يعلق القلوب‬ ‫به سبحانه وتعالى‬ ‫ويوصلها إلى خشيته‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪243‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫سورة الملك‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫لم يذكر لها سبب‬ ‫تُعد السادسة‬ ‫نزول‪.‬‬ ‫والسبعين بعد‬ ‫المؤمنون وقبل‬ ‫الحاقة‪.‬‬ ‫افتتحت بالثناء عموماً‪،‬‬ ‫يمكن تقسيمها إلى‬ ‫قسمين أولهما تعريف‪ ،‬مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد ثم هي مفتتحة بلفظ‬ ‫والثاني تحذير وتهديد استثناء شيء منها‪ .‬ﵛﭐﱁ} خصوصاً‪.‬‬ ‫القسم الثاني (المطلع التعريفي)‬ ‫القسم الأول (المطلع‬ ‫وتهديدات وتحذيرات للغافلين‬ ‫الثنائي)‪ ،‬وتعريف بالله‬ ‫عن ملك الله وقدرته توقظ وتقوي‬ ‫وبملكه وبحكمة الخلق مع‬ ‫الترهيب والترغيب‬ ‫تلك الحقائق في القلب‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح‬ ‫رﻗ‪8‬ﻤ‪6‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪2‬ﺗﻬ‪5‬ﺎ اﻟﺠ‪9‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫ﵛﭐﱹﵚ‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫القلم‬ ‫القلم ‪:‬لافتتاحها بما أقسم الله به‪.‬‬ ‫ن‪ :‬لافتتاحها بحرف ﵛﭐﱹﵚ‪.‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪244‬‬ ‫هـــــــــي الثامنـــة والســــــتون‪ ،‬ومـــــن‬ ‫مـــن المُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّضـــل بـــه نبينا‬ ‫سورة القلم‬ ‫مناســـبتها للملـــك أن آخـــر تلـــك‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فضل ًا مســـتقل ًا‬ ‫مناســـب لمـــا أصاب أصحـــاب الجنة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ثاب ًتـــا مرفو ًعا‪.‬‬ ‫المذكوريـــن فـــي هـــذه‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫مطلع السورة‬ ‫تعـــد الثانيـــة؛ بعـــد العلـــق‪ ،‬وقبـــل‬ ‫افتتحـــت بحـــروف التهجـــي‬ ‫المزمـــل‪ ،‬وفيه نظر ظاهـــر‪ ،‬ومخالفة‬ ‫عمو ًمـــا‪ ،‬ثـــم هـــي مفتتحـــة بــــ‬ ‫لمـــا ثبـــت فـــي نـــزول المدثـــر‪ ،‬مـــع‬ ‫ﵛﭐﱹﵚ خصو ًصـــا فهـــي فريدة‬ ‫اشـــتمالها علـــى حجـــاج مـــع الكفار‬ ‫يشـــعر بتأخـــر نســـبي في النـــزول‪،‬‬ ‫فـــي افتتاحهـــا‪.‬‬ ‫وهـــي الثانية فـــي جميـــع الروايات؛‬ ‫فلعل المقصود بعضها دون ما يشـــعر‬ ‫بتأخـــر نســـبي في النـــزول‪.‬‬

‫سورة القلم‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫بالتأمـــل في فقراتهـــا يمكن أن يقـــال إن موضوعها المقارنة بين المســـلمين‬ ‫والمجرمـــن وصـــو ًل إلـــى أن العاقبـــة للمتقـــن تثبي ًتا للنبـــي [‪ ،‬ومن معه‬ ‫مـــن المؤمنين‪.‬‬ ‫‪245‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫تقسم إلى قسمين؛ أولها مقارنتان وسطهما قصة‪ ،‬والثاني تهديد وتثبيت‪.‬‬ ‫أما القســـم الأول (‪ )41-1‬ففيه (المطلـــع الحرفـــي)‪ ،‬ومقارنات بـــن الفريقـــن؛ تخللتها‬ ‫قصـــة فـــي ثلاثـــة مقاطـــع (‪ )17 ،1‬فيها‪ :‬بيـــان كمـــالات النبـــي الكـــريم [‪ ،‬والتحذير من‬ ‫طاعـــة أصحـــاب الخلـــق الذميم من الكافريـــن‪ ،‬مع الإشـــارة إلى ما عندهم مـــن مال وبنين‪،‬‬ ‫وأنـــه ســـبب لبعـــض تصرفاتهم الذميمـــة‪ ،‬ثم قصة تبين أن مـــا يملكه الإنســـان معرض في‬ ‫أي لحظـــة للـــزوال‪ ،‬ثم عـــودة للمقارنة بـــن الفريقين‪.‬‬ ‫وأما القســـم الثاني (‪ )52 -18‬ففيـــه (مطلع ظرفـــي)‪ ،‬وتهديـــد للكافرين وتثبيت لســـيد‬ ‫المرســـلين فـــي مقطعـــن (‪ )48 ،42‬فيهما‪ :‬إخبار ببعض ما ســـيحدث يوم الديـــن للمكذبين‪،‬‬ ‫والتهديـــد باســـتدراج المكذبـــن‪ ،‬مـــع إقامـــة الحجـــة عليهم‪ ،‬ثـــم تثبيـــت للنبـــي [‪ ،‬وأمره‬ ‫بالصبـــر‪ ،‬مـــع الختم بإظهار ضـــال كيـــد الكفار‪ ،‬مـــع الثناء علـــى القرآن‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬ ‫هـــي الثامنة والســـتون ‪ ،‬ومن‬ ‫من المفصل الذي فضل‬ ‫مناســـبتها للملك أن أخر تلك‬ ‫به نبينا [‪.‬‬ ‫مناســـب لما أصـــاب أصحاب‬ ‫الجنـــة المذكورين فـــي هذه‪.‬‬ ‫القلم‪ ،‬ن ‪.‬‬ ‫المقارنة بين المسلمين‬ ‫والمجرمين وصولا إلى‬ ‫أن العاقبة للمتقين‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪246‬‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫سورة القلم‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ليس لها سبب‬ ‫تُعد الثانية بعد العلق‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫نزول‪.‬‬ ‫وقبل المزمل‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عموماً‪،‬‬ ‫مكي ٌة اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫تقسم إلى قسمين؛ أولها‪:‬‬ ‫ثم هي مفتتحة بـ( ن ) خصوصاً‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫مقارنتان وسطهما قصة‪،‬‬ ‫والثاني‪ :‬تهدي ٌد وتثبيت‬ ‫فهي فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫منها‪.‬‬ ‫القسم الثاني (مطلع ظرفي)‪،‬‬ ‫القسم الأول (المطلع‬ ‫وتهديد للكافرين وتثبيت لسيد‬ ‫الحرفي)‪ ،‬و مقارنات بين‬ ‫المرسلين ‪ ،‬مع الختم بإظهار ضلال‬ ‫الفريقين تخللتها قصة ‪ ،‬وبيان‬ ‫كيد الكفار‪ ،‬مع الثناء على القرآن‪.‬‬ ‫كمالات النبي الكريم [‪.‬‬

‫َم ِّكَية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يرد‬ ‫رﻗ‪9‬ﻤ‪6‬ﻬﺎ آﻳﺎ‪2‬ﺗﻬ‪5‬ﺎ اﻟﺠ‪9‬ﺰ‪2‬ء‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫الحاقة (‪)1‬‬ ‫الحاقة‪ :‬لافتتاحها بها‪ ،‬وتكرارها في مطلعها‪.‬‬ ‫‪247‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫سورة الحاقة‬ ‫هـــي التاســـعة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن المُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّضـــل بـــه نبينا‬ ‫مناســـبتها للقلم أن الحاقة فصلت‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فضل ًا مســـتقل ًا‬ ‫في يـــوم القيامـــة الذي أشـــير إليه‬ ‫ثاب ًتـــا مرفو ًعا‪.‬‬ ‫فـــي آخـــر تلك‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ترتيب نزول السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تعـــد الســـابعة والســـبعين؛ بعـــد‬ ‫الملـــك‪ ،‬وقبـــل المعارج‪.‬‬ ‫(‪ )1‬الحاقـة مـن أسـماء القيامـة‪ ،‬سـميت بهـذا الاسـم؛ لأنـه يتحقـق فيهـا وعـد اللـه مـن البعـث والحسـاب والجـزاء‪ ،‬أو لأنهـا تعـرف فيهـا حقائـق الأمـور (مـن‬ ‫الجلالـن وحاشـية الجمـل)‪.‬‬

‫مطلع السورة‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬ ‫بالتأمـــل فـــي فقرتيها نجد أنها تؤكـــد أن القيامة حـــق‪ ،‬وأن القـــرآن الذي أثبت‬ ‫القيامة حـــق أي ًضا‪.‬‬ ‫‪248‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫مقاطع السورة‬ ‫سورة الحاقة‬ ‫القيامة القرآن‬ ‫تقســـم إلـــى قســـمين؛ أولهمـــا عـــن القيامة‪،‬‬ ‫والثانـــي عـــن القرآن‪.‬‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫أمـــا القســـم الأول (‪ )37-1‬ففيـــه (المطلـــع‬ ‫الخبـــري) المهـــ ِّول للحاقـــة‪ ،‬وذكـــر عاقبـــة‬ ‫المكذبـــن بالقارعـــة‪ ،‬ووصـــف لبعـــض مواقـــف ذلـــك اليـــوم العظيـــم‪.‬‬ ‫وفي القســـم الثاني (‪( )52-38‬المطلع القسمي) المســـبوق بـ(لا)‪ ،‬وتوكيد أن القرآن ‪ -‬الذي‬ ‫أخبرنـــا بالحاقـــة والبعـــث‪ -‬حـــق والثناء عليه‪ ،‬ونفـــي الادعـــاءات الباطلة عنه مع الإشـــارة‬ ‫إلى أحـــوال الناس معه‪.‬‬

‫هـــي التاســـعة والســـتون ‪ ،‬ومـــن‬ ‫مناســـبتها أن ســـورة الحاقة فصلت‬ ‫في يـــوم القيامـــة الذي أشـــير إليه‬ ‫من المفصل الذي فـــي آخـــر ســـورة القلم‪.‬‬ ‫من طوال المفصل‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬ ‫تؤكيد أن القيامة حق ‪،‬‬ ‫الحاقة‬ ‫وأن القرآن الذي أثبت‬ ‫القيامة حق أيضا‪.‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬ ‫اﳌﺼﺤﻒ‬ ‫‪249‬‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫سورة الحاقة‬ ‫ﺳﺒﺐ‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻨﺰول‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬ ‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬ ‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬ ‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد السابعة‬ ‫والسبعين بعد الملك‬ ‫وقبل المعارج‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫تقسم إلى قسمين؛‬ ‫أولهما عن القيامة‪ ،‬مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد‬ ‫والثاني عن القرآن‪ .‬استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫القسم الثاني (المطلع القسمي)‬ ‫القسم الأول (المطلع‬ ‫المسبوق بـ(لا) ‪ ،‬وتوكيد أن‬ ‫الخبري) المه ِّول للحاقة‪،‬‬ ‫وذكر عاقبة المكذبين‬ ‫القرآن حق والثناء عليه ‪ ،‬ونفي‬ ‫الادعاءات الباطلة عنه مع‬ ‫بالقارعة‪ ،‬ووصف لبعض‬ ‫الإشارة إلى أحوال الناس معه‪.‬‬ ‫مواقف ذلك اليوم العظيم‪.‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook