ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻻ ﯿﺘﻤﺎﻟك اﻟﻤرء إﻻ أن ﺘﺴطﻊ أﻤﺎﻤﻪ ﺼورة ﻛرﯿت ﻛﻤﻼذ ﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ارﻓﻀﺔ ﻟﺒﻌض ﻤظﺎﻫر اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒرﺘﻬﺎ رﻤ از ﻟﻠﻔﺴﺎد وﺤﺎوﻟت ،ﻗدر اﻹﻤﻛﺎن ،اﻟﻌودة إﻟﻰ أﺴﻠوب اﻟﺤﯿﺎة اﻷﻗدم واﻷﺒﺴط اﻟذي ارﺘﺄت ﻓﯿﻪ اﻟﻔﻀﯿﻠﺔ .وﻟﻌل ﻫذا ﻤﺎ دﻓﻊ ﺴﻨﻛﻠﯿر ﻫود إﻟﻰ اﻻﻋﺘ ارف ﺒﺄن ﻤﻔﺘﺎح ﺤﻀﺎرة ﻛرﯿت ﯿﻛﻤن ﻓﻲ أن ﻋﺎدات وﻤﻌﺘﻘدات ﻨﺸﺄت ﻓﻲ \"اﻟﺸرق اﻷدﻨﻰ\" ﻗد اﺴﺘﻤرت ﻓﻲ ﻛرﯿت 364.ﻓﺎﻟﺠزﯿرة اﺴﺘﻤرت ﺘﺴﺘﻘﺒل ﻫذﻩ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ ﻓﺘ ارت ﻤﺘﻼﺤﻘﺔ ﻛﻠﻤﺎ اﺸﺘد اﻟﺼ ارع اﻟﻤدﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺒر اﻟﻌرﺒﻲ .وﻤﻊ دﺨوﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،اﺴﺘﻘﺒﻠت اﻟﺠزﯿرة ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻏﯿر ﻤﺘوﻗﻌﺔ ،ﻟﻘد ﻛﺎﻨوا ﻻﺒﺴﻲ اﻟرﯿش وﺨﺼﻠﺔ اﻟﺸﻌر اﻟﻤﺘدﻟﯿﺔ أﻤﺎم اﻷذن 365.وﻫم اﻟذﯿن ارﻓق ﻫﺠرﺘﻬم إﻟﻰ اﻟﺠزﯿرة ﺒداﯿﺔ اﺴﺘﺨدام اﻟﻨﺤﺎس واﻟﺒروﻨز ﻓﯿﻬﺎ. ﻗد ﯿﻛون ﻓﻲ ﻫذا إﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴؤال اﻟﺴﺎﺒق ﺤول ﻤﺼﯿر ﻫذﻩ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺒﻌد أن ﺘﺠﺎوزﺘﻬﺎ اﻟﺘﻌدﯿﻼت اﻟﻤﺘﻼﺤﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .ﻟﻘد ﻻذت إﻟﻰ ﺠزﯿرة ﻛرﯿت ﺒﺤﺜﺎ ﻋن ﻤوطن ﺠدﯿد. ﻓﻠﻤﺎذا اﺨﺘﺎرت ﻛرﯿت ﺒﺎﻟذات وﻤﺎذا ﻛﺎن ﻤﺼﯿرﻫﺎ ﻫﻨﺎك؟ إن اﻨﻌدام وﺠود أي ﻟﻘﻰ أو ﻤﻌﺎﻟم أﺜرﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠزﯿرة ﻗﺒل اﺴﺘﻘ ارر اﻟﻌرب ﻓﯿﻬﺎ ﻻ ﯿﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻛﺜﯿ ار ﻋﻠﻰ ﻤﻌرﻓﺔ ﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌرب اﻷواﺌل ﯿﻌرﻓون ﺒوﺠودﻫﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ أم أﻨﻬم وﺼﻠوﻫﺎ ﺼدﻓﺔ .ﻓﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ،اﻹﺒﺤﺎر ﻋﻠﻰ ﻏﯿر ﻫدى ﺒﺤﺜﺎ ﻋن ﺠزﯿرة ﻓﻲ اﻟﺒﺤر ﻟﻼﺴﺘﻘ ارر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﯿﺒدو ﻤﻐﺎﻤرة ﻤدﻫﺸﺔ، وﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ أﺨرى ﻻ ﻨﺴﺘﺒﻌد ﻤﻌرﻓﺘﻬم ﺒوﺠودﻫﺎ ﻀﻤن ذاﻛرﺘﻬم اﻟﻘدﯿﻤﺔ إﺒﺎن اﻟزﺤف اﻟﺠﻠﯿدي أو ﻀﻤن ارﺘﺤﺎﻟﻬم ﺸﻤﺎﻻ ﻋﺒر ﻤﻀﯿق اﻟﺒوﺴﺒور إﻟﻰ اﻟﺸرق اﻷورﺒﻲ .ﻓرﺒﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ وﺠود ﻓﻲ اﻟﺠﻐ ارﻓﯿﺎ واﻟﻘﺼص اﻟﻘدﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺘوارﺜوﻫﺎ أﺒﺎ ﻋن ﺠد .وﺒﻐض اﻟﻨظر ﻋن ذﻟك ،ﻟم ﯿﻌ ِن اﺴﺘﻘ اررﻫم اﻟﺒدﺌﻲ ﻓﯿﻬﺎ اﻨﻘطﺎﻋﻬم ﻋن اﻟﺒر اﻟﻌرﺒﻲ وﻤوطﻨﻬم اﻷم .ﻤﻤﺎ ﯿﻌﻨﻲ أن وﺠودﻫﺎ وطرﯿق اﻟوﺼول إﻟﯿﻬﺎ ﻗد ﺒﺎﺘﺎ ﻤﻌروﻓﯿن ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .وﻤﻊ ذﻟك ،ﻓﺎﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ ﺘؤﻛد ﺒﺄن اﻟﺠزﯿرة ﻟم ﺘﺸﺎرك ﻓﻲ اﻟﺘطو ارت اﻟﻤﺘﻼﺤﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒر اﻟﻌرﺒﻲ ﺒل أﺨذت ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ وﺘﯿرة أﺒطﺄ ﺒﻛﺜﯿر وﺒﻌﯿدا ﻋن أي ﺘدﺨل ﻤﺒﺎﺸر ﻤن اﻟوطن اﻷم ﺤﺘﻰ اﻟﻨﺼف اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م .وﻛﺄﻨﻨﺎ .Hood, p. 31 364وﻻﺣظ ھﻧﺎ اﺳﺗﺧدام ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺷرق اﻷدﻧﻰ. .Hood, p. 31 365
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ أﻤﺎم وﺠود اﺘﻔﺎق ﻏﯿر ﻤﻌﻠن ﻟدى اﻟﻌرب ،إن ﺠﺎز ﻟﻨﺎ اﻟﺘﻌﺒﯿر ،ﻋﻠﻰ إﺒﻘﺎء اﻟﺠزﯿرة ،ﺒل واﻟﺒر اﻷورﺒﻲ ﺒﺸﻛل ﻋﺎم ،ﻤﺘﻨﻔﺴﺎ وﻤﻼذا ﻟﻠ ارﻏﺒﯿن ﺒﺒﻨﺎء ﺤﯿﺎة ﺠدﯿدة ﺒﻌﯿدا ﻋن اﻟﺼ ارع اﻟﻤدﻨﻲ اﻟﻌرﺒﻲ. ﻟذﻟك ،اﺴﺘﻤرت اﻟﺠزﯿرة ﺘﺴﺘﻘﺒل ﻤﻬﺎﺠرﯿن ﺠددا ﻟﻠﻌﯿش ﻓﯿﻬﺎ ﻀﻤن ﻫذﻩ اﻟﺸروط .وﻻ ﺒد أن ﻨﻨوﻩ ﺒﺄن ﻫؤﻻء اﻟﻤﻬﺎﺠرﯿن ﻟم ﯿﻛوﻨوا ﻤﻨﺒوذﯿن ﻓﻲ ﻤواطﻨﻬم اﻷوﻟﻰ ﺒل رﺤﻠوا ﺒﺎﺨﺘﯿﺎرﻫم ،ﻓﻲ اﻷﻋم اﻷﻏﻠب، ﻛ ارﻓﻀﯿن ﻟﺒﻌض ﻤظﺎﻫر اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﻛل ﺤﺴب زﻤن ﻫﺠرﺘﻪ .ﻓﺈﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﻷﻤﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﺘﯿﻨﺎ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﻨﻼﺤظ ﺘﺄﺨر ظﻬور اﻟﻤداﻓن اﻟداﺌرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻨﻔس اﻟﻔن اﻟﻤﻌﻤﺎري اﻟذي ﻛﺎن ﻤﺘﺒﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺒق ﻓﻲ ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم .ﺒل إن اﻷﺨﺘﺎم ﻟم ﺘظﻬر ﻓﻲ ﻛرﯿت إﻻ ﻓﯿﻤﺎ ﺒﻌد 2500ق.م، ﻋﻠﻤﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻛﺎﻨت ﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒر اﻟﻌرﺒﻲ ﻤﻨذ آﻻف اﻟﺴﻨﯿن 366.وﻗد ظﻬرت ﻫذﻩ اﻷﺨﺘﺎم ﻓﻲ ﻤﻌظﻤﻬﺎ ﻤن اﻟﻨوع اﻟﻤﺒﺴط ،ﻻ اﻻﺴطواﻨﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺸﻛل ﺤﯿواﻨﺎت أو طﯿور ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﺸﺎع اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻗﺒل ذﻟك ﺒﺄﻟف ﻋﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل 367.أﻤﺎ أﻗدم أﺜر ﻟﻠﻛﺘﺎﺒﺔ ﻓﯿﻌود إﻟﻰ 1900ق.م ﻛﻤﺎ ظﻬرت ﻋﻠﻰ أﻟواح طﯿﻨﯿﺔ وأواﻨﻲ ﺤﺠرﯿﺔ ﺒﺄﺴﻠوب اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﻤﺴﻤﺎرﯿﺔ اﻟﺼورﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ اﻟﻌرب ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻗﺒل ذﻟك ﺒﺄﻟﻔﻲ ﻋﺎم ،ﺜم ﺘﺄﺜرت ﻻﺤﻘﺎ ﺒﻔن ﻛﺘﺎﺒﺔ وادي اﻟﻨﯿل368. ﻓﻛﻠﻤﺎ ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋن ﻤظﻬر ﺠدﯿد ﻤن ﻤظﺎﻫر اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠزﯿرة ﻟم ﯿﻛن ﻤوﺠودا ﻤن ﻗﺒل ،دل ذﻟك ﻋﻠﻰ وﻓود ﺠﻤﺎﻋﺎت ﺠدﯿدة ﻤن اﻟﺒر اﻟﻌرﺒﻲ .وﻤن اﻟﺒﺎدي أن ﻏﺎﻟﺒﯿﺔ ﻫذﻩ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟواﻓدة ﻗد أﺘت ﻤن وادي اﻟﻔ ارت وﺴواﺤل ﺒﻼد اﻟﺸﺎم .ﻓﺎﻟﻔﺨﺎر واﻷواﻨﻲ اﻟﺤﺠرﯿﺔ واﻟﻨﻘوش واﻷﺨﺘﺎم وﺘﻤﺎﺜﯿل اﻟﻌﺎج اﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ﻤﺤﻠﯿﺎ ﻓﻲ ﻛرﯿت ،ﯿﺼﻌب ﺘﻤﯿﯿزﻫﺎ ﻋن ﻤﺜﯿﻼﺘﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘوردة ﻤن ﺒﻼد اﻟﺸﺎم واﻟﻌ ارق، ﻓﻲ ﺤﯿن ﯿﺴﻬل ﺘﻤﯿﯿز اﻟﺒﻀﺎﺌﻊ اﻟﻤﺴﺘوردة ﻤن وادي اﻟﻨﯿل ﻤﻘﺎﺒل ﻤﺜﯿﻼﺘﻬﺎ اﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ﻤﺤﻠﯿﺎ369. وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ أن ﻻﺒﺴﻲ اﻟرﯿش واﻟﻀﻔﯿرة اﻟﻤﺘدﻟﯿﺔ ﻗد وﻓدوا ﻤن ﺴواﺤل ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ﺘﻌﺒﯿ ار .Hood, p. 49 366 .Hood, p. 108 367 .Hood, p. 101 368ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ،ﯾﻔﺿل اﻟﺑﺎﺣﺛون اﻷوروﺑﯾون اﻋﺗﺑﺎر \"اﻟﻠﻐﺔ\" اﻟﻛرﯾﺗﯾﺔ ھﻲ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ وﯾﺣﺎوﻟون إﺛﺑﺎت ذﻟك ﺑﺷﺗﻰ اﻟطرق .وﯾﻌﺎﻛس ﻣﺣﺎوﻻﺗﮭم ھذه ﻣﺎ ﺗﻣﻠﯾﮫ ﻋﻠﯾﮭم اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻣﻌﺎﻟم اﻵﺛﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻓرﺿت ﻋﻠﯾﮭم اﻋﺗﺑﺎر ﺳﻛﺎن اﻟﺟزﯾرة ﻋرﺑﺎ ﻣﮭﺎﺟرﯾن .ﻟذﻟك ،ﻧﺷﺄ ﺑﯾﻧﮭم ﺟدل طوﯾل ﺣول ھذه \"اﻟﻠﻐﺔ\" ﻣﺎ ﺑﯾن ﻣؤﯾد وراﻓض ﻟﻛوﻧﮭﺎ ﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ .وﯾﻣﯾل ﺳﻧﻛﻠﯾر ھود ،ﺑﺣﯾﺎء ،إﻟﻰ ﻛوﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ إذ ﯾﻘول ﺑﺄﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺣﻛﺎﻣﺎ ﻣن اﻟﺑر اﻟﯾوﻧﺎﻧﻲ ﻗد ﺣﻛﻣوا ﻛرﯾت ﻻﺣﻘﺎ وﻟﻛﻧﮭم اﺳﺗﻣروا ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻟﻐﺔ ﻏرﯾﺑﺔ ﻟﻠﺷؤون اﻹدارﯾﺔ! )ص .(115وﺳوف ﻧﺗﻌرض ﻻﺣﻘﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ. .Hood, p. 124 369
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻋن رﻓﻀﻬم ﻟﻤﺎ آﻟت إﻟﯿﻪ اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒر اﻟﻌرﺒﻲ .وﻤﻊ أﻨﻬم ﺒﺎﻷﺴﺎس أﻫل ﺤرب وﻗﺘﺎل ،ﻓرﺒﻤﺎ ﻛﺎن ﻟوﻓودﻫم إﻟﻰ اﻟﺠزﯿرة ﺘﺄﺜﯿر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻓﯿﻬﺎ .وﻟﻛﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﻤﻠك ﻤﺎ ﯿﻛﻔﻲ ﻤن اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻟﻤﻌرﻓﺔ طﺒﯿﻌﺔ ﻫذا اﻟﺘﺄﺜﯿر .ﻓﺎﻷﺴوار اﻟدﻓﺎﻋﯿﺔ ﺤول اﻟﻤدن ،ﻤﺜﻼ ،ﻟم ﺘظﻬر ﻓﻲ ﻛرﯿت إﻻ ﺤول 1700ق.م 370.ﻗد ﯿﻌﻨﻲ ﻫذا أﻨﻬم ﻓﻲ زﻤن ﻤﺎ ﺒﻌد وﻓودﻫم اﺴﺘطﺎﻋوا إﺨﻀﺎع اﻟﺠزﯿرة ﻟﻨﻔوذﻫم وﻫذﻩ اﻷﺴوار ﺘﻤﺜل ﻨﺸوء ﺤروب أﻫﻠﯿﺔ ﺒﯿﻨﻬم .أو ﻗد ﯿﻌﻨﻲ أن أﻋدادﻫم اﻟﺒدﺌﯿﺔ ﻟم ﺘﻛن ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻟﻠﺴﯿطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺠزﯿرة إﻟﻰ أن ﻨﺠﺤوا ﺒﻨﺸر ﺼﯿﺎﻏﺘﻬم ﻟﻠﻌﻘﯿدة ﺒﯿن اﻟﺴﻛﺎن وﻤن ﺜم ﻨﺸﺄت اﻟﺤروب .وﻟﻛﻨﻨﺎ ﺴﻨﺘرك اﻟﺘﻔﺎﺼﯿل ﺤول ذﻟك إﻟﻰ وﻗت ﻻﺤق .ﻤﺎ ﯿﻬﻤﻨﺎ ﻤﺒدﺌﯿﺎ ﻫو أن وﻓودﻫم ﺤول 3000ق.م إﻟﻰ اﻟﺠزﯿرة ﻤن ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ،ﯿدل ﻋﻠﻰ ﺤدوث ﺘطو ارت ﻟم ﯿﺴﺘطﯿﻌوا أن ﯿﻛوﻨوا ﺠزءا ﻤﻨﻬﺎ .ﻓﻤﺎ اﻟذي ﺤدث ﻓﻲ ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ﺤول 3000ق.م؟ ﺨﻼﻓﺎ ﻟﺠﺎوة وﺘل اﻟﺸﯿﺦ اﻟﻌرﯿﻨﻲ ،ﻛﻤدن ﺠدﯿدة ،ﺘظﻬر ﺠﻤﯿﻊ ﻤدن ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﻤﺴﻛوﻨﺔ إﺒﺎن اﻷﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ ق.م ،وﻗد أﺤﯿطت ﺒﺄﺴوار دﻓﺎﻋﯿﺔ ﻀﺨﻤﺔ .ﻓﻤواﻗﻊ ﻗدﯿﻤﺔ ﻤﺜل ﺒﺎب اﻟذ ارع وﻋ ارد ،ﻓﻲ اﻷردن وﻓﻠﺴطﯿن ،ﺘم إﺤﺎطﺘﻬﺎ ﺒﺄﺴوار وأﺒ ارج ﻗوﯿﺔ ﻤﻊ دﺨوﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م 371.وﺒﻌد ﻏﯿﺎب ﻗ ارﺒﺔ 4000ﻋﺎم ،ﻋﺎدت أرﯿﺤﺎ ﻤﺤﺎطﺔ ﺒﺴور ﻤن اﻟﻠﺒن ارﺘﻔﺎﻋﻪ 15ﻤﺘ ار ﺒﻌرض 5أﻤﺘﺎر ﺘﻘرﯿﺒﺎ .وﻗد ﺘم ﺒﻨﺎؤﻩ ﺒﻔن ﻤﻌﻤﺎري ﻤدﻫش ﺤﻘﺎ ﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺒﺘﺤﻤل اﻟﻬ ازت اﻷرﻀﯿﺔ. ﻓﻘد ﺘم ﺤﻔر ﺠﯿوب ﻓﻲ اﻟﺴور ،ﻋﻠﻰ ارﺘﻔﺎﻋﻪ ،ﺒﻌرض 90ﺴم ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،وﻓق ﻤﺴﺎﻓﺎت ﻤﺤددة. وﺒذﻟك ،ﺘم ﺒﻨﺠﺎح ﺘﺤوﯿل ﺘﺄﺜﯿر اﻟﻬ ازت اﻷرﻀﯿﺔ إﻟﻰ ﺘﺄﺜﯿر ﻤﺤﻠﻲ ﻻ ﯿﻬدم اﻟﺴور ﻛﻠﻪ ﺒل أﺠ ازء ﻤﻨﻪ ﻓﻘط .ﻫذا إﻟﻰ ﺠﺎﻨب وﻀﻊ ﻓواﺼل ﺨﺸﺒﯿﺔ ﺒﯿن ﻤداﻤﯿك اﻟطﺎﺒوق اﻟطﯿﻨﻲ ﻻﻤﺘﺼﺎص اﻟﻬ ازت وﺤﺼر ﺘﺄﺜﯿرﻫﺎ ﻓﻲ أﺠ ازء ﻤن اﻟﺴور 372.وﻫذا اﻟﻔن اﻟﻤﻌﻤﺎري ﺘﻛرر ﻓﻲ ﺴور ﺨرﺒﺔ اﻟزيرقون، ﺸﻤﺎل ﺸرق ارﺒد ،واﻟذي ﺒﻠﻎ ﻋرﻀﻪ ﻗ ارﺒﺔ 7أﻤﺘﺎر 373.وﻤﺎ ﯿﻠﻔت اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﻫﻨﺎ ﻫو أن اﻟطﺎﺒوق اﻟﻤﺴﺘﺨدم ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء ﻗد ﺘم ﺘﺠﻔﯿﻔﻪ ﺘﺤت ﺤ اررة اﻟﺸﻤس ﻻ ﻋن طرﯿق ﺤرﻗﻪ ﺒﺎﻷﻓ ارن ،وﻫذا ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﺎﻟﻌﻤﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻲ ﻛرﯿت .وﻗد ﺘدل ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻷﺴوار اﻟدﻓﺎﻋﯿﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟوﻀﻊ ﻓﻲ .Hood, p. 118 370 Kenyon, pp. 104 _ 106. 371 .Kenyon, pp. 104 _ 106 372 373ﯾﺎﺳﯾن ،ص .47
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ﻛﺎن ﻤﺘﺄزﻤﺎ ،إن ﻟم ﻨﻘل ﻋدواﻨﯿﺎ ،ﺘﺤت ﺘﺄﺜﯿر ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼل .وﻟﻛن ﻀد ﻤن؟ وﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻌدﯿﻼت ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﺘﻲ ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻬﺎ ﻫﻨﺎك؟ ﻫل ﻛﺎﻨت ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻟوادي اﻟﻨﯿل أم ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت؟ اﻷواﻨﻲ اﻟﻔﺨﺎرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌود إﻟﻰ اﻟﻔﺘرة ﻤﺎ ﺒﯿن 2700 – 3000ق.م ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،ﻛﺎﻨت ذات ﺠودة ﻋﺎﻟﯿﺔ ﺠدا ﻤﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ أﻨﺘﺠت إﺒﺎن ﻓﺘرة رﺨﺎء ﻨﺴﺒﯿﺎ ،ﺒﻌﯿدا ﻋن اﻟﺤروب اﻟﻤدﻤرة ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤدن ﻫﻨﺎك واﻻﻨﺸﻐﺎل ﻓﻲ ﺼ ارﻋﺎت ﻓﻲ ﺠو ﻤن ﻋدم اﻻﺴﺘﻘ ارر .واﻟﻬداﯿﺎ اﻟﺠﻨﺎزﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤداﻓن اﻗﺘﺼرت ﻋﻠﻰ اﻷواﻨﻲ اﻟﻔﺨﺎرﯿﺔ وﻗﻠﯿل ﻤن اﻷدوات اﻟﺒروﻨزﯿﺔ ،ﻤﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺎب اﻟﺤروب واﻟﺼ ارﻋﺎت 374.وﻻ ﯿوﺠد ﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺎم ﺴﻠطﺔ ﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﺎﻗﻲ اﻟﻤدن أو ﺘﻛون ﻤﻤﻠﻛﺔ واﺤدة ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻤدن ﺒﺴﻠطﺔ ﻤرﻛزﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻏ ارر وادي اﻟﻨﯿل .ﻤﻤﺎ ﯿرﺠﺢ ﺒﺄن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿﻨﻬﺎ ﻛﺎﻨت ﺸﺒﯿﻬﺔ ﺒﺘﻠك اﻟﺘﻲ ﺤﻛﻤت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن ﻤدن ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت .وﻤﻊ ذﻟك ،ظﻬر ﻋدد ﻛﺒﯿر ﻤن ﻫذﻩ اﻷواﻨﻲ اﻟﻔﺨﺎرﯿﺔ ﺸدﯿدة اﻟﺸﺒﻪ ﺒﺎﻟﻔﺨﺎر ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل وﺨﺎﺼﺔ ﻤن ﺠﻨوﺒﻪ ﻓﻲ أﺒﯿدوس ،وﯿﺘ ازﻤن ﻤﻊ ﻓﺨﺎر اﻷﺴرة اﻷوﻟﻰ ،ﻤﻤﺎ دﻓﻊ اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن إﻟﻰ إطﻼق اﺴم ﻓﺨﺎر أﺒﯿدوس ﻋﻠﯿﻪ 375.وﻋدم اﺘﺴﺎق اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻓﻲ ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ﻤﻊ أي ﻤن اﻟﺘﻌدﯿﻠﯿن اﻷﺴﺎﺴﯿﯿن ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ،واﻤﺘﻼﻛﻪ ﻤﻼﻤﺢ ﻤﻨﻬﻤﺎ دون اﻻﺘﺴﺎق ﻤﻊ أﯿﻬﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ ﺘﺒﻨﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤ ارﻛز ﻟﺘﻌدﯿل أو اﺠﺘﻬﺎد رﺒﻤﺎ ﯿﻤﺜل ﻤرﺤﻠﺔ وﺴطﻰ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ .وﻟﻸﺴف ﻻ ﯿوﺠد اﻟﻛﺜﯿر ﻤﻤﺎ ﻗد ﯿﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻋﻠﻰ وﻀﻊ ﺘﺼور ﻟﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻨﻘوش اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ ﺒﻌض اﻷواﻨﻲ اﻟﻔﺨﺎرﯿﺔ اﺴﺘﺨدﻤت اﻟﻠون اﻷﺤﻤر اﻟﻔﺎﺘﺢ واﻟﻐﺎﻤق ﻓﻲ رﺴم ﺨطوط ﻤﺘﻌرﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺨﺎر ﻻ ﻏﯿر ،أو ظﻬرت اﻷواﻨﻲ اﻟﻔﺨﺎرﯿﺔ ﻤﻤﺸطﺔ 376.واﺴﺘﺨدام اﻟﻠون اﻟواﺤد ﻓﻲ اﻟرﺴوﻤﺎت اﻟﻔﺨﺎرﯿﺔ ،واﻗﺘﺼﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺨطوط اﻟﻬﻨدﺴﯿﺔ ﻨﻌرﻓﻪ ﺠﯿدا ﻤﻨذ ﺒداﯿﺔ ظﻬور اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺒﯿدﯿﺔ .ﻓﻬل ﯿدل ﻫذا ﻋﻠﻰ ﺘﺒﻨﻲ ﻤﻔﻬوم اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻌﺒﯿدي؟ ﻟﯿس ﺒﺎﻟﻀرورة .ﻓﻤن ﻤوﻗﻊ ”أﺒو اﻟﺜواب“ اﻟﻤطل ﻋﻠﻰ وادي اﻟرﻤﺎن ،ﺒﯿن ﺠرش وﻋﻤﺎن ،ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ \"أﻗدم أﺜر\" ﻟﺘﻘدﯿس اﻟﻌﻤود اﻟﺤﺠري ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ .ﻓﻌﻠﻰ ﻤﻨﺼﺔ ﻤﺒﻨﯿﺔ ﻤن اﻟﺤﺠﺎرة ،ﺘم 374ﯾﺎﺳﯾن ،ص .44 375ﯾﺎﺳﯾن ،ص ،39و .Kenyon, pp. 127 _ 130وھو ﻓﺧﺎر ﺷﻛﻠﮫ ﻛﻣﺛري ،اﻟرﻗﺑﺔ واﻟﻘﺎﻋدة ﻣﺗﺳﺎوﯾﺗﯾن ،ﻟوﻧﮫ أﺣﻣر وﻗد ﺻﻘل ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﻟﻣﺎﻋﺎ وھﺎﺟﺎ. 376ﯾﺎﺳﯾن ،ص 38ـ .39اﻷواﻧﻲ اﻟﻣﻣﺷطﺔ ﻋرﻓت ﺑﺎﻟﻔﺧﺎر اﻟﻣﻌدﻧﻲ .وھو رﻗﯾق وﻣﺗﻧﺎﺳق وﻣﺷوي ﺗﺣت درﺟﺔ ﺣرارة ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻟدرﺟﺔ أن طرق اﻹﻧﺎء ﯾﻌطﻲ ﺻوﺗﺎ رﻧﺎﻧﺎ وﻛﺄﻧﮫ ﻣﺻﻧوع ﻣن اﻟﻣﻌدن .وﻣن ھﻧﺎ اﺳﻣﮫ اﻟﻔﺧﺎر اﻟﻣﻌدﻧﻲ.
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﻀﻊ ﻨﺼب ﺤﺠري واﻟﻰ اﻷﻤﺎم ﻤﻨﻪ ﺘﺠوﯿف ﺘوﻀﻊ ﻓﯿﻪ ﺠرة ﻓﺨﺎرﯿﺔ 377.وﻫذا اﻻﻛﺘﺸﺎف ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨب ﻋظﯿم ﻤن اﻷﻫﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺘرة اﻟﻤﺒﻛرة .ﻓﺘﻘدﯿس اﻟﻌﻤود ،إن ﻛﺎن ﻤن اﻟﺤﺠر أو اﻟﺨﺸب، واﻟطواف ﺤوﻟﻪ اﻨﺘﺸر ﻤن اﻟﻔ ارت إﻟﻰ اﻟﻨﯿل ﻓﻲ زﻤن ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م. وﺒداﯿﺔ ظﻬورﻩ ﻓﻲ ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ﯿﺤﻤل دﻻﻟﺔ ﻤﻬﻤﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻓرض ﺼﺤﺔ ﻫذﻩ اﻷﺴﺒﻘﯿﺔ ،إﻟﻰ ﺠﺎﻨب ﺘﻌﻘﯿدﻩ اﻷﻤور ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤرﺤﻠﺔ ﻤن اﻟﺒﺤث. ﺤﻘﯿﻘﺔ اﻷﻤر أن اﻷﺴﺘﺎذ ﺨﯿر ﯿﺎﺴﯿن ﻗد أﺼﺎب وأﺨطﺄ ﻓﻲ آن واﺤد ﻋﻨدﻤﺎ وﺼف ﻫذا اﻟﻨﺼب ﺒﺄﻨﻪ \"أﻗدم أﺜر\" ﻋﻠﻰ ﺘﻘدﯿس اﻟﻌﻤود اﻟﺤﺠري .ﻟﻘد أﺼﺎب ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ اﻟﻔن اﻟﻤﻌﻤﺎري ﻟﻬذا اﻟﻤﻌﻠم اﻷﺜري ،ﻓﻠم ﯿﺴﺒق اﻟﻛﺸف ﻋن ﻤﻨﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ارء ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻋﻤود ﺤﺠري ﻟﻪ ﻗدﺴﯿﺔ ﻤﺎ .وأﺨطﺄ ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻨﺼب أﻗدم اﺜر ﻟﺘﻘدﯿس اﻟﻌﻤود ﺒﺤد ذاﺘﻪ .ﻓﻘد ﺘﻌرﻀﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻷول إﻟﻰ وﺼف ﻤﻌﺒد أرﯿﺤﺎ ،اﻟﻌﺎﺌد ﻟﻸﻟف اﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ق.م ،واﻟذي ﺤوى ﺘﺠوﯿﻔﺎ طوﻟﯿﺎً ﻛﺎن ﯿﻨﺘﺼب ﻓﻲ داﺨﻠﻪ ﻋﻤود ﺤﺠري .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻌﻤود ﻛرﻤز ﻗدﺴﻲ ﻟم ﯿﺒدأ ﺒﻨﺼب أﺒو اﻟﺜواب ﺒل ﺴﺎﺒق ﻟذﻟك ﺒﻛﺜﯿر، ﻤﻨذ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻨطوﻓﯿﺔ .وﻗد أﺘﯿﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﻤﺜﻠﺔ ﻛﺜﯿرة ﻻﺴﺘﻤ ارر ﺘﺄﺜﯿر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻨطوﻓﯿﺔ ﻓﻲ ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ﻤﻘﺎﺒل ﻤ ارﻛزﻨﺎ اﻟﺤﻀﺎرﯿﺔ اﻷﺨرى .ﻓﻬل ﯿﻤﺜل أﺒو اﻟﺜواب دﻟﯿﻼ ﻋﻠﻰ اﻤﺘداد ﻫذا اﻟﺘﺄﺜﯿر ﺤﺘﻰ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م؟ ﻟﯿس ﺒﺎﻟﻀرورة أﯿﻀﺎ .ﻓﻤﺎذا إذن؟! إن ﻟم ﺘﻛن ﻋﺒﯿدﯿﺔ وﻟم ﺘﻛن ﻨطوﻓﯿﺔ وﻟم ﺘﻛن ﻛوادي اﻟﻨﯿل وﻟم ﺘﻛن ﻛﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ،ﺒل ﺨﻠﯿط ﺤﻤل ﻤظﺎﻫر ﻤﻨﻬﺎ ﺠﻤﯿﻌﺎ ،وﻟم ﺘﺸﻬد ﺼ ارﻋﺎ وﻋﻨﻔﺎ ﯿﻌطل ﺠودة إﻨﺘﺎﺠﻬﺎ اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻛﻤﺎ ﻤﺜﻠﻪ اﻟﻔﺨﺎر واﻷﺴوار اﻟدﻓﺎﻋﯿﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻌدﯿﻼت ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﺘﻲ ﺤﻛﻤﺘﻬﺎ؟ إن ﻤﻨطﻘﺔ ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ﻫﻲ ﺒواﺒﺔ ﻋﺴﯿر اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ ﻷﻋﺎﻟﻲ اﻟﻔ ارت ﺸرﻗﺎ واﻟﺒر اﻷورﺒﻲ وﺠزر اﻟﻤﺘوﺴط ﺸﻤﺎﻻ ودﻟﺘﺎ اﻟﻨﯿل ﻏرﺒﺎ ،ﻓﻤن اﻟطﺒﯿﻌﻲ أن ﯿظﻬر ﻓﯿﻬﺎ ﻫذا اﻟﻤزﯿﺞ .وﻟﻛن ﻤﺎ ﯿﺼﻌب أن ﻨﻌﺘﺒرﻩ طﺒﯿﻌﯿﺎ ﻫو اﻟﻬدوء اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺒﯿن ﻤدﻨﻬﺎ وﻓﺘ ارت اﻟرﺨﺎء واﻻﺴﺘﻘ ارر اﻟﺘﻲ ﺴﻤﺤت ﺒوﺠود ﺘﺠﺎﻨس ﻓﻲ ﻤظﺎﻫر إﻨﺘﺎﺠﻬﺎ اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﻤزﯿﺞ .وﻟﯿس واﻀﺤﺎ ﻛﯿف ﯿﻤﻛن أن ﯿﻤﺜل ﻫذا اﻟﻤزﯿﺞ ﻤرﺤﻠﺔ وﺴطﻰ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺘﻌدﯿﻠﯿن اﻷﺴﺎﺴﯿﯿن .اﻟواﻀﺢ أن ﻫذا اﻟﻤزﯿﺞ ﻛﺎن 377ﯾﺎﺳﯾن ،ص .31
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ارﻓﻀﺎ ،ﺤول 3000ق.م ،ﻟﻠﺘﻌدﯿﻼت اﻟﺘﻲ ﻤﺜﻠﻬﺎ ﻻﺒﺴو اﻟرﯿش وﻀﻔﯿرة اﻟﺸﻌر اﻟﻤﺘدﻟﯿﺔ ،وﻛﺎن ﻤﺴؤوﻻ ،ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،ﻋن دﻓﻌﻬم ﻟﻠﻬﺠرة إﻟﻰ ﻛرﯿت .وﻟﻌل اﻷﺴوار اﻟدﻓﺎﻋﯿﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﺘﻤﺜل ﺠزءا ﻤن ﻤظﺎﻫر ﻫذا اﻟرﻓض وﻤﻨﻌﻬم ﻤن اﻻﻨدﻤﺎج ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤدن .وﻟﻛن إذا ﻛﺎن ﻤﺎ دﻓﻊ ﻤدن ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ﻟﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘﺠﺎﻨس ﻻ ﯿﻤﺜﻠﻪ ﺘﻌدﯿل ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻤن ﻗﺒﻠﻬﺎ ،ﻓﻬل ﯿﻌﻨﻲ ﻫذا أﻨﻪ ﻛﺎن ﻤﻔروﻀﺎ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻤن اﻟﺨﺎرج؟ ﻟﻨؤﺠل اﻹﺠﺎﺒﺔ ﺒﻀﻌﺔ أﺴطر ﺤﺘﻰ ﯿﺘﺴﻨﻰ ﻟﻨﺎ اﺴﺘﻌ ارض اﻷﺤداث ﻋﻨد ﺒواﺒﺔ أﺨرى ﻟﻌﺴﯿر ،ﺒواﺒﺘﻬﺎ اﻟﺸرﻗﯿﺔ إﻟﻰ ﺠﻨوب وادي اﻟﻔ ارت ،وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﯿﻤﺜﻠﻬﺎ ﺠﻨوب اﻟﺠزﯿرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ وﺴواﺤل اﻟﺨﻠﯿﺞ اﻟﻌرﺒﻲ .ﻓﻘد ﺠﺌﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺒق ﻋﻠﻰ أﻤﺜﻠﺔ ﻋن اﻟﺘﺸﺎﺒﻪ اﻟﻤدﻫش ﻤﺎ ﺒﯿن ﺒﻌض اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺴواﺤل اﻟﺨﻠﯿﺞ وﺒﯿن وادي اﻟﻨﯿل ،ﺠﻨوﺒﻪ ﺨﺎﺼﺔ ،ﺒﺴﺒب اﻟﺘﺄﺜﯿر اﻟﻤﺒﺎﺸر ﻟﻌﺴﯿر ﻓﯿﻬﻤﺎ .واﻟﺤﺎل ﯿﺴﺘﻤر ﻓﻲ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م أﯿﻀﺎ .ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﯿل اﻟﻤﺜﺎل ،ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﺒر ﻓﻲ ﻤوﻗﻊ ﺒﺎرﺒﺎر ﻓﻲ اﻟﺒﺤرﯿن ،ﺘﻌود إﻟﻰ اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،وﻗد ﻏطﯿت ﺠد ارﻨﻬﺎ ﺒﻨوع ﻤن اﻟﺴﺠﺎد 378.وﻟم ﯿﻌﺜر ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﺒر ﺸﺒﯿﻬﺔ ﻟﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ﻤوﻗﻊ ﺒداري ﻓﻲ ﺠﻨوب وادي اﻟﻨﯿل ﺤﯿث ﻏطﯿت ﺠد ارن اﻟﻤﻘﺎﺒر ﺒﺎﻟﺤﺼﯿر 379.وﻫذا اﻟطﻘس اﺴﺘﻤر ﻓﻲ ﺠﻨوب وادي اﻟﻨﯿل إﻟﻰ ﺒداﯿﺔ ﻋﺼر اﻷﺴ ارت 380.وﻓﻲ ﻤدﯿﻨﺔ ﻫﯿﻠﻲ 10 ،ﻛﻠم ﺸﻤﺎل اﻟﻌﯿن ﻓﻲ أﺒو ظﺒﻲ ،ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻤداﻓن ﺘﻌود إﻟﻰ ﺤواﻟﻲ 2700ق.م ،ذات ﻤدﺨل ﻋﻠﻰ ﺸﻛل ﻤﺜﻠث وﻗد أﺤﯿط ﺒﻨﻘوش ﻨﺎﻓرة ﻤﺜل ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻗردان ﺒذﯿﻠﯿن طوﯿﻠﯿن ﻤﻌﻘوﻓﯿن وﺒﯿﻨﻬﻤﺎ ﻏ ازل 381.واﺴﺘﺨدام اﻟﻘرود ﻛرﻤوز ﻗدﺴﯿﺔ ﻻ ﻨﻌرﻓﻪ إﻻ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل .ﻓﻘد \"ﻋﺜر ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل اﻟﺼﻐﯿرة ﻟﻠﻘردة وﻛذﻟك رﺴوم ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت ﻋﺎﺠﯿﺔ ﺘرﺠﻊ ﺠﻤﯿﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺼور اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ ﻤﻤﺎ ﯿرﺠﺢ ﺘﻘدﯿﺴﻬﺎ ﻤﻨذ وﻗت ﻤﺒﻛر .ورﺒﻤﺎ ﻛﺎﻨت ﻤﻤﺎرﺴﺔ ﻋﺒﺎدﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤدﯿﻨﺔ ﺨﻤون ،أو اﻷﺸﻤوﻨﯿﯿن اﻟﺤدﯿﺜﺔ ﺒﺎﻟﺼﻌﯿد اﻷوﺴط 382\".وﯿﺒدو أن ﻫذا اﻟﺘﻘدﯿس ﻛﺎن ﻤرﺘﺒطﺎ ﺒﻌﺎﻟم اﻟﻤوﺘﻰ ،ﻤﻤﺎ ﯿﺒرر ﻨﻘش اﻟﻘرود ﻋﻠﻰ ﻤداﺨل اﻟﻤﻘﺎﺒر .ﻓﺤﺴب اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺸﻤﺴﯿﺔ ﻟﻠﻌﻘﯿدة ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻤرﻛزﻫﺎ ﻤدﯿﻨﺔ اﻟﻌﯿون أو ﻋﯿن ﺸﻤس اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ،ﻛﺎن 378اﻷﺣﻣد ،ص .165 379ﻣﮭران ـ ﻣﺻر واﻟﺷرق اﻷدﻧﻰ اﻟﻘدﯾم ،اﻟﺟزء اﻷول ،ص .249 380درﯾﺗون ،ص .98 381اﻷﺣﻣد ،ص .113-112 382ﺗﺷرﻧﻲ ،ص .15
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﯿﻌﺘﺒر ﺘﻬﻠﯿل اﻟﻘردة إﯿذاﻨﺎ ﺒﺨروج اﻟﺸﻤس ﻤن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺴﻔﻠﻲ 383.ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘرد ﻛﺎن ﯿﺴﺘﺨدم أﺤﯿﺎﻨﺎ رﻤ از ﻟﻠرب \"ﺘﺤوت\" ،اﻟﻘﻤر ،ورﺴول اﻵﻟﻬﺔ 384.إﻟﻰ ﺠﺎﻨب ﻫذا اﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﻤﻊ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻫﻨﺎك رﻤز اﻟﻐ ازل اﻟذي ﻨﻌرﻓﻪ ﺠﯿدا ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻨطوﻓﯿﺔ .وﻫو ﻻ ﯿﻤﺜل اﻻرﺘﺒﺎط اﻟوﺤﯿد ﻤﻌﻬﺎ ،ﺒل ﺘم اﻟﻛﺸف ﻓﻲ واﺤﺔ اﻟﺒرﯿﻤﻲ ﻋن ﺒﻌض اﻟﻤداﻓن اﻟﺘﻲ ﺘﻌود إﻟﻰ اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م وﻗد اﺴﺘﻤر ﻓﯿﻬﺎ طﻘس ﻓﺼل اﻟﺠﻤﺠﻤﺔ ﻋن اﻟﺠﺴد 385.وﻫﻲ ﻤداﻓن ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋن ﺸﺒﯿﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺒور أم اﻟﻨﺎر وﻓﻲ اﻟﺒﺤرﯿن ﻛذﻟك386. ﻫﺎ ﻨﺤن ﻫﻨﺎ أﻤﺎم ﻤزﯿﺞ آﺨر ﯿﺼﻌب رؤﯿﺘﻪ ﻛﻤرﺤﻠﺔ وﺴطﻰ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺘﻌدﯿﻠﯿن اﻷﺴﺎﺴﯿﯿن .ﻤزﯿﺞ ﻤن اﻟطﺒﯿﻌﻲ اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﺒواﺒﺔ اﻟﺸرﻗﯿﺔ ﻟﻌﺴﯿر ﻛﻤﺎ ﺤدث ﻓﻲ ﺒواﺒﺘﻬﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ .واﻟﻘﺎﺴم اﻟﻤﺸﺘرك ﻤﺎ ﺒﯿن ﻫﺎﺘﯿن اﻟﺒواﺒﺘﯿن أن ﺼﻠﺘﻬﻤﺎ ﺒﺠﻨوب وادي اﻟﻨﯿل ﻛﺎﻨت واﻀﺤﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ ﺸﻤﺎﻟﻪ، ﻛﻤﺎ أن ﺼﻠﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻨطوﻓﯿﺔ ﻛﺎﻨت واﻀﺤﺔ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻤن اﻟطﺒﯿﻌﻲ أن ﯿﻛون ﻤﺼدر ﻫذا اﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﻓﻲ اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺨﻠﯿﺞ وﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم وﺠﻨوب وادي اﻟﻨﯿل ﻤﻨطﻘﺔ ﻤﺸﺘرﻛﺔ ﺒﯿﻨﻬﺎ .إﻨﻬﺎ ﻤﻨطﻘﺔ ﻋﺴﯿر ﻤن ﺠدﯿد 387 .ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﺒﻼ ﺸك ،ﻤﺴؤوﻟﺔ ﻋن ﺤﻔظ ذﻟك اﻟﺘوازن ﻤﺎ ﺒﯿن ﻤدن ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم اﻟذي ﻓرﻀﺘﻪ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻤن اﻟﺨﺎرج .ﻓﻼ ﯿوﺠد ﺘﻔﺴﯿر أﻓﻀل ﯿﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬم إﻨﺘﺎﺠﻬﺎ اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻓﻲ ظل ذﻟك اﻟﻤزﯿﺞ اﻟذي ظﻬر ﻓﯿﻬﺎ .وﻫذا ﯿﻔﺘرض أن ﻋﺴﯿر ﻛﺎﻨت ﺘﻤﺘﻠك ﺴﻠطﺔ ﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻤﺒﻛرة ﻋﻠﻰ رﻗﻌﺔ ﺠﻐ ارﻓﯿﺔ واﺴﻌﺔ اﻤﺘدت ﻤن ﺴواﺤل اﻟﺨﻠﯿﺞ وﺠﻨوب اﻟﺠزﯿرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ووادي اﻟﻨﯿل .ﻓﻌدم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﺠﺜث أواﺌل ﻤﻠوك اﻷﺴرة اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟوادي اﻟﻨﯿل ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒر أﺒﯿدوس أو ﺴﻘﺎرة أو طرﺨﺎن ،ﯿﺜﯿر ﺴؤاﻻ ﺤول اﺤﺘﻤﺎل دﻓﻨﻬم ﺨﺎرج وادي اﻟﻨﯿل .وﻫو ﺴؤال ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨب ﻛﺒﯿر ﻤن اﻷﻫﻤﯿﺔ ﯿؤﻫﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ طرﺤﻪ أرﺒﻌﺔ ﻨﻘﺎط أﺴﺎﺴﯿﺔ. اﻷوﻟﻰ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻨﻘوش وﻫداﯿﺎ ﺠﻨﺎزّﯿﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤﻘﺎﺒر ﻤﻊ ﺘﻌﺜر اﻟﻛﺸف ﻋن ﺒﻘﺎﯿﺎ ﻫﯿﺎﻛل ﻋظﻤﯿﺔ .ﻓﺎﻟﻛﺸف ﻋن ﻗﺒور ﻤﻨﻬوﺒﺔ أﻤر طﺒﯿﻌﻲ ،أﻤﺎ اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻫداﯿﺎ ﺠﻨﺎزّﯿﺔ وﻋدم 383إﺑراھﯾم ،ص .69وﺗﻌود اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ إﻟﻰ ھذه اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،وﺳوف ﻧﺳﺗﻌرﺿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ﻻﺣﻘﺎ. 384ﺗﺷرﻧﻲ ،ص .227 385اﻷﺣﻣد ،ص .101 386اﻷﺣﻣد ،ص .122 387وﯾؤﻛد ﻟﻧﺎ اﻷﺳﺗﺎذ ﺳﺎﻣﻲ اﻷﺣﻣد أن ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎﺑر اﻟﻣﻛﺗﺷﻔﺔ ﻓﻲ اﻻﺣﺳﺎء ،ﻟﻸﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ق.م ،ﺗدل ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺳﺗﻘرة اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ اﻟزراﻋﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﻗوﺗﮭﺎ ،وأﻧﮭﺎ ﺟﺎءت ﻣن ﺟﻧوب ﻏرب اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ .اﻷﺣﻣد ،ص .174
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺒر ﻟﻬو أﻤر ﻤﻠﻔت ﻟﻼﻨﺘﺒﺎﻩ .اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﻨﻘوش اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﻌض اﻷواﻨﻲ اﻟﻔﺨﺎرﯿﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺠرزة ،واﻟﻨﻘش ﻋﻠﻰ ﺤﺎﺌط ﻤﻌﺒد ﻨﺨن واﻟﻠذان ﯿﻌودان إﻟﻰ اﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻌﺼر اﻷﺴ ارت .ﻓﻘد ﺼورت ﻫذﻩ اﻟﻨﻘوش رﺤﻼت ﻟﻤ ارﻛب ﺘﺤﻤل ﺘواﺒﯿت ﻤﻤﺎ دﻓﻊ إﻟﻰ ﺘﺴﻤﯿﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤ ارﻛب اﻟﺠﻨﺎزﯿﺔ ،ﻤﻊ ﻏﯿﺎب أﯿﺔ ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺘوﻀﺢ وﺠﻬﺔ ﺴﯿرﻫﺎ .واﻟﻨﻘطﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻷدﺒﯿﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ أرخ ﻓﯿﻬﺎ ﻤﻠوك وادي اﻟﻨﯿل ﻷرض أﺠدادﻫم وآﻟﻬﺘﻬم اﻟﺘﻲ أطﻠﻘوا ﻋﻠﯿﻬﺎ أرض اﷲ ،ﺠﻨوب ﻏرب اﻟﺠزﯿرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ .واﻟﻨﻘطﺔ اﻟ ارﺒﻌﺔ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﻤﻘﺘل \"آزر\" أو \"ﻋﺎزر\" أو \"أزﯿر\" أو \"أﺴر\" ،ﻟﻠﺘﺒﺎدل اﻟﺸﺎﺌﻊ ﻤﺎ ﺒﯿن ﺤرﻓﻲ اﻟزﯿن واﻟﺴﯿن ﻓﻲ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،ﻤن ﻗﺒل أﺨﺎﻩ \"ﺼت\" أو \"ﺴت\" أو \"ﺴﯿﺘﺎخ\" ،وﻋﺜور زوﺠﺔ ﻋﺎزر\" ،إزي\" أو \"ﻋزة\" أو \"إﯿزﯿس\" ،ﻋﻠﻰ ﺠﺜﺘﻪ ﻤدﻓوﻨﺔ ﻓﻲ ﺠذع ﺸﺠرة ﻋظﯿﻤﺔ ﻓﻲ ﻤدﯿﻨﺔ ﺠﺒﯿل اﻟﻌﺴﯿرﯿﺔ 388.ﻓﺈذا أﺨذﻨﺎ ﻫذﻩ اﻟﻨﻘﺎط اﻷرﺒﻌﺔ ﺒﻌﯿن اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻤﻊ اﻟدور اﻟذي رﺠﺤﻨﺎﻩ ﻟﻌﺴﯿر ﻓﻲ ﺤﻀﺎرﺘﻨﺎ ،ﻓﻬﻨﺎك اﺤﺘﻤﺎلٕ ،وان ﻛﺎن ﻀﺌﯿﻼ ﺠدا ،ﻓﻲ أن ﻫؤﻻء اﻟﻤﻠوك اﻷواﺌل ﻟم ﯿﻌﺜر ﻋﻠﻰ ﺠﺜﺜﻬم ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻟﻘﯿﺎﻤﻬم ﺒرﺤﻼت ﺠﻨﺎزﯿﺔ ﻟﯿدﻓﻨوا ﻓﻲ أرض أﺠدادﻫم اﻟﻤﻘدﺴﺔ .وﻗد ﯿﻌﻨﻲ ﻫذا وﺠود ﺸﻲء ﻤن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻟﻌﺴﯿر ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻓﻲ ﻤ ارﺤل ﻤﻤﻠﻛﺘﻪ اﻷوﻟﻰ ﻗﺒل أن ﺘﻨﻔﺼل ﺒﺸﻛل ﻨﻬﺎﺌﻲ ،رﺒﻤﺎ ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ واﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﺒﻌد أن ﻋظم ﺸﺄﻨﻬﺎ وﻓﺎق ﺜ ارؤﻫﺎ وﻗوﺘﻬﺎ اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ اﻷم ﻓﻲ ﻋﺴﯿر .وﻫذا اﺤﺘﻤﺎل، ٕوان ﻛﺎن ﻀﺌﯿﻼ. واﻟﺴﺒﯿل اﻟوﺤﯿد ﻟﻨﺠﺎح ﻋﺴﯿر ﻓﻲ ﻓرض ﺴﻠطﺔ ﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟرﻗﻌﺔ ﻤﻊ إرﺨﺎء اﻟﻘﺒﻀﺔ ﻟﺘﻨوع اﻟﺼﯿﺎﻏﺎت واﻟﻘواﺌم اﻟﻘدﺴﯿﺔ ،ﻻ ﺒد أﻨﻪ ﻛﺎن ﻋن طرﯿق ﺘﺒﻨﯿﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌدﯿل اﻟذي اﻋﺘﺒر اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي ﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤﻠك ﺼﺎﺤب اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻤﺒﺎﺸرة ﺒﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل .ﻓﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ﻓﻲ ﻤطﻠﻊ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،ﯿﻤﺜل ﺼورة ﻤﺼﻐرة ﻟوادي اﻟﻨﯿل ﻋﺒر ﻤﻌظم ﺘﺎرﯿﺨﻪ .وﻫﻲ ﺼورة اﺠﺘﻬﺎدات ﻤﺘﻨوﻋﺔ ﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟدﻋوة ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ظل إﻨﺘﺎج ﻤﻌرﻓﻲ ﻤﺼدرﻩ اﻟﺒدﺌﻲ ﻫو اﻟﻤﻠك ﺼﺎﺤب اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ واﺠﺘﻬﺎدﻩ اﻟﺨﺎص ﻓﻲ 388ﻟﻘد ﺟرت اﻟﻌﺎدة ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﺟﺑﯾل اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت وادي اﻟﻧﯾل ھﻲ ﺟﺑﯾل ﺑﻼد اﻟﺷﺎم .وﻟﻛن ﻛﻣﺎ أوﺿﺢ ﻛﻣﺎل اﻟﺻﻠﯾﺑﻲ ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﺷك ،ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟﺗوراة ﺟﺎءت ﻣن ﺟزﯾرة اﻟﻌرب ،وﻛذﻟك أﺣﻣد داوود ،ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ ،ﺟﺑﯾل اﻟﻣﻘﺻودة ﻓﻲ اﻷدﺑﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ھﻲ ﺟﺑﯾل ﻋﺳﯾر .وﺟﺑﯾل ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﻛﻠﻣﺗﯾن؛ \" ُﺟب\" أو \"ﻗـُب\" أو \"ﻛـُب\" و\"إﯾل\" اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﻗﺑﺔ إﯾل أي ﻗﺑر أو ﺿرﯾﺢ إﯾل ﻣﻣﺎ ﯾﺑرر ارﺗﺑﺎطﮭﺎ ﺑﺎﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ ﺟﺛﺔ ﻋﺎزر.
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .وﻫذا اﻟﺘﻌدﯿل اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻓﻲ ﻋﺴﯿر ﻛﺎن ﻗد ﺴﺒﻘﻪ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟذي ﻤﺜل ﻋﺎدة ﻟﺒس ﻋﺼﺒﺔ اﻟ أرس واﻟﻠﺤﻰ اﻟﻤﺴﺘرﺴﻠﺔ ،ﻤﻤﺎ ﯿﺒرر اﻟﻨﻘش اﻟﻤﺒﻛر ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻀﺔ ﺴﻛﯿن ﺠﺒل اﻷ ارك ،وﻤن ﺜم ﻤﺤﺎرﺒﺘﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﺴﯿر واﻟوادي 389.أﻤﺎ ﻤﺤﺎرﺒﺘﻬم ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ﻓﻘد اﻋﺘﻤدت ﻋﻠﻰ ﺘﺒﻨﻲ ﺘﻌدﯿﻼ ﻤﺨﺘﻠﻔﺎ ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ،وﻫو أﻤر ﻤﺘوﻗﻊ ﻓﻲ ﻤ ارﻛز ﺘﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻤدﻨﯿﺔ أﻗدم ﺒﻛﺜﯿر ﻤن وادي اﻟﻨﯿل ﺠذورﻫﺎ ﺘﻌود إﻟﻰ ﻤ ارﻛزﻨﺎ اﻟﺤﻀﺎرﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟﺨﻠﯿﺞ. ﻫﻛذا ﺒدت اﻟﺨرﯿطﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ﺤﺘﻰ اﻵن .ﻓﻲ ﻋﺴﯿر ووادي اﻟﻨﯿل ،ﺘم ﺘﺒﻨﻲ ﺘﻌدﯿل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻟﻠﻌﻘﯿدة ﻏﯿﺒت اﻷم واﻷب ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻤﻘدس ورﻛزت ﻋﻠﻰ اﻻﺒن اﻟذي ارﺘﺒط ﺒﻌﻼﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸرة ﻤﻊ اﻟﻤﻠك ﻤﻤﺎ أﻋطﺎﻩ ﺴﻠطﺔ ﻤطﻠﻘﺔ .وﺘم ﺒﻨﺎء ﻤﻤﺎﻟك ﺒﻘﺎؤﻫﺎ ﻤرﻫون ﺒﺒﻘﺎء اﻟﻤﻠك رﻤز وﺠودﻫﺎ ووﺤدﺘﻬﺎ .ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم وﺴواﺤل اﻟﺨﻠﯿﺞ ﻟم ﺘﺘﺒ ﱠن ﺘﻌدﯿﻼ واﻀﺤﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﺒل ﻛﺎﻨت ﻤﻨﺎطق اﻤﺘزﺠت ﻓﯿﻬﺎ ﺼﯿﺎﻏﺎت ﻗدﯿﻤﺔ وﻤﻌﺎﺼرة وﻛﺎﻨت واﻗﻌﺔ ﺘﺤت اﻟﻨﻔوذ اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ ﻟﻤﻤﻠﻛﺔ ﻋﺴﯿر .أﻤﺎ ﺠﻨوب وادي اﻟﻔ ارت ،ﻓﻘد ﺘﺒﻨﻰ ﺘﻌدﯿﻼ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة رﻛز ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬوم اﻟﺨﯿر اﻟﻌﺎم اﻟﺼﺎدر ﻋن اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻤﻐﯿﺒﺎ ﺠﺎﻨب اﻟﺸر ﻓﻲ اﻻﺒن .ﻓظﻬرت اﻟﺴﻠطﺔ ﻤوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﯿﻊ اﻷﻓ ارد ﯿﺸﺎرﻛون ﻓﻲ ﺼﻨﻊ اﻟﻘ ارر ﺒﺎﻹﺠﻤﺎع ﻤﻊ وﺠود ﻤﻠك ﻟﻪ ﺴﻠطﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ﺘﻤﻨﺢ ﻟﻪ ﻤن ﻗﺒل اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻻت اﻟطوارئ .وأﺨﯿ ار ﻛﺎن اﻟﺒر اﻷورﺒﻲ وﺠزر اﻟﻤﺘوﺴط ﺘﻤﺜل ﻤﻼذا ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ رﻓﻀت ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﺘطو ارت اﻟﻤدﻨﯿﺔ وﻟم ﺘﺴﺘطﯿﻊ ،أو ﯿﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ، اﻻﻨدﻤﺎج ﻓﯿﻬﺎ .وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ،ﻤﻊ دﺨوﻟﻨﺎ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،ﻛﺎﻨت ﻻﺒﺴﻲ اﻟرﯿش ،وﻻﺒﺴﻲ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟذﯿن ﺤورﺒوا ﻓﻲ اﻟﻨﯿل وﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ﻓﻲ وﻗت واﺤد .ﻻﺒﺴو اﻟرﯿش ظﻬر ﺠﻠﯿﺎ وﻓودﻫم إﻟﻰ ﺠزﯿرة ﻛرﯿت ﺤول 3000ق.م ﻗﺎدﻤﯿن ﻋﺒر ﺴواﺤل ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ﻓﺂﺴﯿﺎ اﻟﺼﻐرى وﻤﻨﻬﺎ ﺒﺤ ار إﻟﻰ ﻛرﯿت ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،أو ﻋﺒر ﻗﺒرص أو ﻋﺒر اﻟﺒر اﻟﯿوﻨﺎﻨﻲ .أﻤﺎ ﻻﺒﺴو اﻟﻌﺼﺒﺔ ﻓﻤﺼﯿرﻫم ﯿﺒدو ﻤﺤﯿ ار ﺒﻌض اﻟﺸﻲء ﻓﻲ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م. 389ﺑل إن اﺳم ھذا اﻟﺟﺑل ھو \"اﺳﺗﻧﺳﺎخ ﻟﺟﺑل أراخ ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺷﻣﺎﻟﻲ اﻟﺷرﻗﻲ ﻣن زھران ،ﺣﯾث ﯾﺑدأ وادي أراخ\" .داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .511ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻣن اﻟﺟدﯾد اﻟدور اﻟﺟذري ﻟﻌﺳﯾر ﻓﻲ ﺣﺿﺎرﺗﻧﺎ ﺑوادي اﻟﻧﯾل .ﻛﻣﺎ ﺟﺎء اﺳم ھذا اﻟﺟﺑل ﻋﻠﻰ ﺷﻛل أراك ﻓﻲ ﺑﻌض ﻗﺻص اﻹﺳراء واﻟﻣﻌراج ﻟﻧﺑﯾﻧﺎ ﻣﺣﻣد ﺻﻠوات ﷲ وﺳﻼﻣﮫ ﻋﻠﯾﮫ.
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻘﺎﺴم اﻟﻤﺸﺘرك ﺒﯿن اﻟﻨﻘوش اﻟﺘﻲ ﻤﺜﻠﺘﻬم ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت واﻟﻨﯿل ﻛﺎن ﺼ ارﻋﻬم ﻤﻊ اﻷﺴود وﺘﺴﻠﺤﻬم ﺒﺎﻟﻘوس واﻟﺴﻬﺎم .ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﺎﺴم اﻟﻤﺸﺘرك ﺒﻌد ﻫزﯿﻤﺘﻬم ﻓﻲ اﻟوادﯿﯿن ﻛﺎن اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻠﺒؤة ﻛرﻤز ﻗدﺴﻲ .ووﻀوح اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻛرﻤز ﻗدﺴﻲ ﻟﻸم ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ﻻ ﯿﻌﻨﻲ أن ﻤﻨزﻟﺘﻬﺎ ﻛﺎﻨت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻓﺎﻟﺴﺒب ﯿﻌود أﺴﺎﺴﺎ إﻟﻰ اﻻﺨﺘﻼف ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨب اﻷم واﻷب ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻤﻘدس .ﻓﻘد \"ظﻬرت اﻟﻠﺒؤة وﻟﯿس اﻷﺴد ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻤﻌﺒودة ﻓﻌﻠﯿﺔ ﺤﺎﻤﻠﺔ أﺴﻤﺎء ﻋدﯿدة\" ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻤﻨﻬﺎ \"ﻤﺎﺘﯿت\" و\"ﻤﺤﯿت\" و\"ﺒﺨت\" و\"ﺴﺨﻤت\" 390.وﻟﻛن ﻻ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ ﺘﺠﺎﻫل ﻤﺎ ﻗد ﯿﻌﻨﯿﻪ ﺼﯿد اﻷﺴد ﻤن اﻨﺘﺼﺎر ﻟﻠﺒؤة ،أﯿﻀﺎ .ﻓﻛﺄن اﻋﺘﻤﺎد اﻟوادﯿﯿن ﻟﻠﻨﻘﯿض ﻓﻲ ﺘﻌﺎﻤﻠﻬﻤﺎ ﻤﻊ ﺠﻤﺎﻋﺎت ﻋﺼﺒﺔ اﻟ أرس ،إن ﻛﺎن ﻓﻲ اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻠﺒؤة ﺒوﻀوح أﺸد ٕواﺘﺒﺎع ذﻟك ﺒﺤﻠق اﻟﻠﺤﻰ ﺒل وﺤﺘﻰ اﻟﺸﻌر اﻟﻤﺴﺘرﺴل ،ﻻ ﯿﻤﺜل اﺨﺘﻼﻓﺎ ﺠوﻫرﯿﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ وﺒﯿن ﻫذﻩ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة، ﻛﺎﻻﺨﺘﻼف ﺒﯿن ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼل واﻟﺘوﺤﯿد ﻤﺜﻼ ،ﺒﻘدر ﻤﺎ ﯿﻤﺜل اﺨﺘﻼﻓﺎ اﺠﺘﻬﺎدﯿﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼل ﻨﻔﺴﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺘﻌدﯿل اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻤن ﻗﺒل ﻫذﻩ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻻ ﺒد وأﻨﻪ ﻗد ﺤﻤل ﻋﻨﺎﺼر ﻤﺸﺘرﻛﺔ ﻗوﯿﺔ وﺠدت طرﯿﻘﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻌدﯿﻠﯿن اﻷﺴﺎﺴﯿﯿن ﻟوادي اﻟﻔ ارت واﻟﻨﯿل .ﻓﻬﻨﺎك ،ﻓﻲ ﺤﻘﯿﻘﺔ اﻷﻤر ،ﺸﻌرة ﺘﻔﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن ﻫذﯿن اﻟﺘﻌدﯿﻠﯿن اﻷﺴﺎﺴﯿﯿن ،ﺸﻌرة ﻤﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي ﻤؤﯿدة ﻤن اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ،أو ﻛﻤﺎ ﺠرى اﻻﺼطﻼح ﻫﺒطت ﻤن اﻟﺴﻤﺎء .وﻟﻛن ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻫﻲ ﺴﻠطﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ﯿﻤﺜﻠﻬﺎ اﻟﻤﻠك ،أﻤﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻓﻬﻲ ،ﻨظرﯿﺎ ،ﻻ ﺘﺘﺤول إﻟﻰ ﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﯿد اﻟﻤﻠك إﻻ ﺒﺸروط وﻤﻌطﯿﺎت ﯿﻌﺒر ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺤﺎﻻت اﻟطوارئ ﻛﺎﻟﺤروب أو اﻟﻛوارث اﻟطﺒﯿﻌﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻓﺈذا ﻨﺠﺢ ﻤﻠك ﻤﺎ ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ﻓﻲ اﻹﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﺘﻠوح ﻓﻲ اﻷﻓق ﻤﻬددة ﺴﻛﺎن اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻓﺴﯿﻛون ﻗد ﻨﺠﺢ ﺒﺎﻹﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﯿدﻩ .وﻫذا ﻤﺎ ﻋﻨﯿﻨﺎﻩ ﺒﺄن اﻟﻔرق ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺘﻌدﯿﻠﯿن اﻷﺴﺎﺴﯿﯿن ﻫو ﻓﻲ ﺤﻘﯿﻘﺘﻪ ﺸﻌرة .وﻛﻤﺎ ﻫو واﻀﺢ :اﻟﻤﺠﺎل اﻟرﺌﯿس ﻟﻬذا اﻟﻔرق ﻫو ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ .ﻓﻔﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻻ ﺠدال ﻋﻠﻰ ﻗدﺴﯿﺘﻬﺎ أﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻔ ارت ﻓﻬﻲ رﻫن ﺒظروف اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي .ﻓﻬل ﯿﻌﻨﻲ ذﻟك أن ﺠﻤﺎﻋﺎت ﻋﺼﺒﺔ اﻟ أرس ﻗد ﺤورﺒوا ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻟرﻓﻀﻬم ﻗدﺴﯿﺔ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ وﺤورﺒوا ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ﻟرﻓﻀﻬم رﻫﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟظروف اﻟدﻨﯿوﯿﺔ؟ ﻓﻤﺎ اﻟذي آﻤﻨوا ﺒﻪ إذن؟ 390ﺗﺷرﻧﻲ ،ص .14
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻻ ﯿوﺠد ﻤﺎ ﯿﻤﻨﻊ ﺘﺒﻨﻲ ﻫذﻩ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ذﻟك اﻻﺠﺘﻬﺎد اﻟذي ﻟم ﯿﺤﺼر ﻤرﺠﻌﯿﺔ اﻟﺨﯿر واﻟﺸر ﻓﻲ ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻹﻨﺴﺎن وﺤدﻫﺎ ﺒل ﺸﻤل ﻤﻌﻬﺎ اﻟﺨطط اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﯿﻌرﻓﻬﺎ أﺤد ﻏﯿرﻫﺎ ،ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻤﺴﺎوﯿﺎ ﻤﺎ ﺒﯿن ﻛﻔﺘﻲ اﻟﻤﯿ ازن ﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ .ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻟن ﯿﻛون ﻫﻨﺎك ﺘﻐﯿﯿب ﻟﻸم واﻷب ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻻﺒن أو ﺒﺎﻟﻌﻛس ،ﺒل ﺴﯿﻛون ﻫﻨﺎك ﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻤﻘدس ﻛﻛل. ﻓﺎﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ ﻨﺘﺎج ﻗ ارر ﺠﻤﺎﻋﻲ ﻤوزع ﻤﺎ ﺒﯿن ﺠواﻨب اﻟﺜﺎﻟوث وﺘﺼدر ﻋﻨﻪ ﻛﺘﺼرف ﻤن وﺤدة واﺤدة .واﻨﻌﻛﺎس ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي واﻀﺢ .ﻓﻼ ﻫﻲ ﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﯿد اﻟﻤﻠك وﻻ ﺘﺼﺒﺢ ﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﯿدﻩ ﺘﺤت ظروف ﺨﺎﺼﺔ ،إﻨﻬﺎ ﺒﺎﺴﺘﻤ ارر ﻗ ارر ﺠﻤﺎﻋﻲ .وﻫذا ﻻ ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﻀرورة ﻏﯿﺎب وﺠود اﻟﺤﺎﻛم ،أو اﻟﻤﻠك ،أو ﻏﯿﺎب وﺠود اﻟﻛﺎﻫن وﻏﯿرﻩ ﻤن اﻟوظﺎﺌف اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ .ﻓﻬذا اﻻﺠﺘﻬﺎد أو اﻟﺘﻌدﯿل ﻫو ﺒﺎﻷﺴﺎس ﻨﺎﺒﻊ ﻤن إطﺎر ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼل .وﻟﻛﻨﻪ وﺠود ﻏﯿر واﻀﺢ اﻟﻤﻌﺎﻟم وﻏﯿر ﻤﻤﯿز ﺒﺴﻬوﻟﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ ﺒﺎﻗﻲ أﻓ ارد اﻟﻤدﯿﻨﺔٕ .وان ﻛﺎن ﻫذا ﯿﺒدو ،ﻟﻠوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻗرﯿﺒﺎ ﻤن اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﺒﯿدﯿﺔ ،أو ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ ﺠدا ﻟﺘﺄﺜﯿر ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘوﺤﯿد ﻋﻠﯿﻪ ،ﻓﻬو ﺼﺤﯿﺢ. وﻟﻛن اﻨﺘﻤﺎءﻩ ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼل ﯿﻌﻨﻲ ﺘﻔرﻋﺎ أﻛﺜر ﻤن ﺜﺎﻟوث ﺜﺎﻨوي ﻤن ﻫذا اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﺒدﺌﻲ .وﻛﺄﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ أﻤﺎم ﺤل وﺴط ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟوﺤدة واﻻﻨدﻤﺎج ،ﻤن ﺠﻬﺔ ،وﺒﯿن ﻤﺎ أﻤﻼﻩ اﻟﻤﺨزون اﻟﻤﻌرﻓﻲ اﻟﻌرﺒﻲ ﻟﺘﻠك اﻟﻔﺘرة ﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﯿﺔ .وﻟﺘﻔﻬم ﻛﯿف ﺘطور ﻫذا اﻟﺘﻌدﯿل ،ﻻ ﺒد ﻟﻨﺎ ﻤن إﻋﺎدة ﻗ ارءة ﺒﻌض اﻟﻠﻘﻰ اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌرﻀﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺒق ،واﻟﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺜﻘﺎﻓﺘﯿن ﻻ ﻨﻌرف ﻋﻨﻬﻤﺎ اﻟﻛﺜﯿر ﻫﻤﺎ ﻻﺒﺴو اﻟرﯿش وﻻﺒﺴو اﻟﻌﺼﺒﺔ .ﻓﺎﻟظﻬور اﻷول ﻟﻼﺒﺴﻲ اﻟرﯿش ﻛﺎن ﻤرﺘﺒطﺎ ﺒﺤﻤﻠﻬم اﻟﻘوس واﻟﺴﻬﺎم ،وﻤن ﺜم اﻨﺘﻘل إﻟﻰ ﻻﺒﺴﻲ اﻟﻌﺼﺒﺔ .وﯿﺤﻤل ﻫذا دﻻﻟﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻷن اﻟﺘﺴﻠﺢ ﺒﺎﻟﻘوس واﻟﺴﻬﺎم ﻻ ﯿظﻬر ﻓﻲ اﻟرﺴوﻤﺎت واﻟﻤﻨﺤوﺘﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺨﻠدت ﺤﻤﻼت واﻨﺘﺼﺎ ارت ﻋﺴﻛرﯿﺔ ،أو ﺤﺘﻰ رﺤﻼت اﻟﺼﯿد، إﻻ ﻓﯿﻤﺎ ﺒﻌد ﻤﻨﺘﺼف اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .ﻓﻔﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﯿظﻬر اﻟﻘوس ﻤرﺘﺒطﺎ ﺒﺎﻟﻤدن اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ وﻗﯿﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻷﻛﺎدﯿﺔ ،أﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب ﻓﻘد ﻛﺎن اﻟرﻤﺢ واﻟﺴﯿف ﻫﻤﺎ اﻟوﺤﯿدان اﻟﻤرﺘﺒطﺎن ﺒﻤﺸﺎﻫد اﻟﺤرب .ﻛذﻟك اﻟﺤﺎل ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﺤﯿث ﻻ ﻨﺘﻌرف ﻋﻠﻰ اﺴﺘﺨدام اﻟﻘوس واﻟﺴﻬﺎم إﻻ ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م .وﻫذا أﻤر ﻤﻠﻔت ﻟﻼﻨﺘﺒﺎﻩ ﻓﻌﻼ وﺨﺎﺼﺔ أن اﻟظﻬور اﻷول ﻟﻠﻘوس واﻟﺴﻬﺎم ﻛﺎن ﺤول 4000ق.م ،ﻤﻤﺎ ﯿﻌﻨﻲ أن ﺘﻘﻨﯿﺔ ﺘﺼﻨﯿﻌﻪ وأﻫﻤﯿﺘﻪ ﻛﺴﻼح ﻟﻠﺼﯿد واﻟﺤرب ﻻ ﺒد وأﻨﻬﺎ ﺘطورت ﻤﻊ ﻨﻬﺎﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺒداﯿﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م ﺒﺸﻛل ﻛﺒﯿر .وﻤﻊ ذﻟك ،ﻟم ﯿﻛن اﺴﺘﺨداﻤﻪ ﻤﻨﺘﺸ ار ﻛﻤﺎ ﻟﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ .وﻫذا ﯿدﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺒﺄن اﺴﺘﺨداﻤﻪ ،ﺤﺎل اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻛﻛل ،ﻻ
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺒد وأﻨﻪ ﻤرﺘﺒط ﺒﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .وارﺘﺒﺎطﻪ اﻟﻤﺒﻛر ﺒﺠﻤﺎﻋﺘﻲ اﻟرﯿش واﻟﻌﺼﺒﺔ ﻻ ﯿدل ﻋﻠﻰ اﺸﺘ ارﻛﻬﻤﺎ ﺒﺼﯿﺎﻏﺔ واﺤدة وﺤﺴب ،ﺒل وﯿدل ﻋﻠﻰ أن ﺼﯿﺎﻏﺘﻬﻤﺎ وﺠدت طرﯿﻘﻬﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﺒﻌد إﻟﻰ اﻟﺼﯿﺎﻏﺎت اﻟﻼﺤﻘﺔ ﻓﻲ ﻤ ارﻛزﻨﺎ اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔٕ .وان ﻛﻨﺎ ﻗد دﻟﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻤن اﺴﺘﻤ ارر ظﻬور اﻟرﯿش واﻟﻌﺼﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻘوش اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،وﻟﻛن ﺘﺄﺨر ظﻬور اﺴﺘﺨدام اﻟﻘوس واﻟﺴﻬﺎم ﯿﺤﻤل دﻻﻻت ﻋﻠﻰ ﺘﺎرﯿﺦ اﻨﺘﺸﺎر وﺘﺒﻨﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻫﺎﺘﯿن اﻟﺠﻤﺎﻋﺘﯿن. إذا ﺴﻠﻤﻨﺎ ﺒﺄن ﻫﺎﺘﯿن اﻟﺠﻤﺎﻋﺘﯿن ارﺘﺒطﺎ ﺒﺼﯿﺎﻏﺔ واﺤدة ﻟﻠﻌﻘﯿدة ،ﻓﺎﻟﻠﻘﻰ اﻟﺘﻲ ﺘﻌود ﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت واﻟﻨﯿل ،ﺘﺸﯿر إﻟﻰ ﺤدوث ﺘطور ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ ﻤﻨذ ﺒداﯿﺔ ظﻬورﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ. ﻓﺼﺎﺌدو اﻷﺴود ﻓﻲ ﻨﻘوش اﻟﻨﯿل اﻤﺘﺎزوا ﺒﻠﺒﺎس اﻟرﯿﺸﺔ ﻋﻠﻰ رؤوﺴﻬم ٕوان ظﻬر ﻛل ﺸﻲء آﺨر ﻓﻲ ﻫﯿﺌﺘﻬم ﻤﻤﺎﺜﻼ ﻟﺼﺎﺌدي اﻷﺴود ﻓﻲ اﻟﻔ ارت .وﻟﻛن ﻗﺒﻀﺔ ﺴﻛﯿن ﺠﺒل اﻷ ارك ﻓﻲ اﻟﻨﯿل ﺘؤﻛد ﺘﺤول ﺒﻌﻀﻬم إﻟﻰ ﻟﺒﺎس اﻟﻌﺼﺒﺔ واﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋن اﻟرﯿش ،وﻫﻲ اﻟﻬﯿﺌﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬروا ﻓﯿﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔ ارت .وﻻ ﻨﺘﻤﺎﻟك إﻻ أن ﻨرى ﺤدوث ﺘﻐﯿر ﻤن ﻨوع ﻤﺎ ﻓﻲ ﺸﻛل ﻟﺤﺎﻫم أﯿﻀﺎ .ﻓﻌﻠﻰ ﻟوح اﻟﺼﯿﺎد ﻓﻲ اﻟﻨﯿل ظﻬر ﺸﻛل اﻟﻠﺤﻰ ﻤﻬذب وﻗرﯿب ﺠدا ﻤن ﺸﻛل اﻟﻠﺤﻰ اﻟﻤﻌﺘﻤد ﻟﻤﻠوك اﻟﻨﯿل طوال ﺘﺎرﯿﺨﻬم .أﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﺴﻛﯿن وﻟوﺤﺔ ﺼﯿﺎد اﻷﺴود ﻓﻲ اﻟﻔ ارت ﻓﻘد ﺘم إطﻼق اﻟﻠﺤﻰ ﻟﺘظﻬر ﻤﺜل ﻟﺤﯿﺔ اﻷﺴد. واﻟﺘﻤﺜل ﺒﺎﻷﺴد ﻨ ارﻩ ،أﯿﻀﺎ ،ﻓﻲ اﺴﺘرﺴﺎل اﻟﺸﻌر اﻟذي ﻓرض ﻀرورة رﺒطﻪ ﺒﻌﺼﺒﺔ .وﻻ ﯿوﺠد ﻤﺎ ﯿﺸﯿر إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟﺘﺤول ﻗد ﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺸﻘﺎق وﺼ ارع ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻌدا ﻟﺒﺎس اﻟﻌﺼﺒﺔ وﺸﻛل اﻟﻠﺤﻰ، اﺴﺘﻤر اﻟﺘﻤﺎﺜل ﻓﻲ ﻛل ﺸﻲء آﺨر ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟك ارﺘﺒﺎط ظﻬورﻫم ﺒﺎﻷﺴود .ﻓﻬل ﯿﻌﻨﻲ ﻫذا ﺒﺄن أﻓ ارد ﻫﺎﺘﯿن اﻟﺠﻤﺎﻋﺘﯿن ﻗد ﻋﻤدا إﻟﻰ اﻟﺘوﻓﯿق ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟرﯿﺸﺔ واﻟﻌﺼﺒﺔ ،أو اﻟﺼﻘر واﻷﺴد ،واﻋﺘﻤﺎدﻫﻤﺎ ﻛرﻤوز ﻗدﺴﯿﺔ ﻟﻬﻤﺎ؟ إن ذﻟك ،ﺒﻼ ﺸك ،ﯿﻔﺴر اﻟﺴﺒب و ارء اﺨﺘﯿﺎر اﻷﺴد واﻟﻨﺴر/اﻟﺼﻘر دون ﻏﯿرﻫﺎ ﻤن اﻟﺤﯿواﻨﺎت واﻟطﯿور اﻟﻤﻔﺘرﺴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﯿر ﻋن ﻤﺤﺎرﺒﺔ ﻫﺎﺘﯿن اﻟﺠﻤﺎﻋﺘﯿن ﻛﻤﺎ ظﻬرت ﻋﻠﻰ ﻟوح ﺴﺎﺤﺔ اﻟﻘﺘﺎل .وﯿﻔﺴر ﻟﻨﺎ ﻤﺎ ﺴﯿظﻬر ﻻﺤﻘﺎ ﻤن اﺨﺘﯿﺎر رﻤز اﻟﻨﺴر ﺒ أرس أﺴد ﻟﻠﺘﻌﺒﯿر ﻋن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت .أﻤﺎ ﻟﻠﻔﺘرة اﻟﺘﻲ ﺘﻌود إﻟﻰ ﻨﻬﺎﯿﺔ اﻷﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ ﺒداﯿﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م، ﻓﻬذا اﻟﺘوﻓﯿق ﻤﺎ ﺒﯿن اﻷﺴد واﻟﺼﻘر ﯿﻔﺴر ﻟﻨﺎ رﻤ از ﻗدﺴﯿﺎ ﻏرﯿﺒﺎ ظﻬر ﻋﻠﻰ ﻟوح اﻟﺼﯿﺎد ﻓﻲ اﻟﻨﯿل وﻻ ﯿﻌرف ﻟﻪ ﻤﺜﯿﻼ ﻓﯿﻤﺎ ﺒﻌد ،إﻨﻪ اﻟﺜور ﺒ أرﺴﯿن 391.ﻓﻔﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﻠوح ﻨﺤت رﺴم ﻟﻤﻌﺒد ﻟﻪ ﻗﺒﺔ .Aldred, p 49 391
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﺒرﺠﯿن ،ﻻ ﯿﺨﺘﻠف ﻓﻲ ﻤظﻬرﻩ ﻋن أي ﺠﺎﻤﻊ ﺒﻘﺒﺔ وﻤﺌذﻨﺘﯿن ،وﺒﻘرﺒﻪ ﻨﺤت ﺜور ﯿﺘﻔرع ﻤﻨﻪ ﺼدرﯿن و أرﺴﯿن وﻗد اﺴﺘدا ار إﻟﻰ اﻟﺨﻠف .وﻻ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ ﺘﻔﺴﯿر ﻫذا اﻟرﻤز اﻟﻤرﻛب ﺨﺎرج إطﺎر ﻗوﺘﯿن أو ﺠﻤﺎﻋﺘﯿن ﻤﺘﺤدﺘﯿن ﻓﻲ أﺴﺎس واﺤد وﺠذور واﺤدة ،ﻻ ﯿﻤﺜل ﻟﻬﻤﺎ اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ ﻫﯿﺌﺔ اﻷﺴد اﻨﻔﺼﺎل ﺤﻘﯿﻘﻲ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ .ﻓﻬذا اﻟرﻤز ﯿﻤﺜل أﺼدق ﺘﻌﺒﯿر ﻋن ﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘوﻓﯿق ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟوﺤدة واﻟدﻤﺞ ﻤن ﺠﻬﺔ ،واﻟﻔﺼل ﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﯿﺔ .ﻓ أرﺴﻲ اﻟﺜور ﯿﻌﺒ ارن ﻋن اﺠﺘﻬﺎدﯿن ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة وﻟﻛن اﺸﺘ ارﻛﻬﻤﺎ ﺒﺠﺴد واﺤد ﯿﻌﺒر ﻋن أﻨﻬﻤﺎ ﯿﺘﺼرﻓﺎن ﻛوﺤدة واﺤدة .وﻫذا ﯿﺘﺴق ﺒﺸﻛل ﻛﺒﯿر ﻤﻊ ﺘﺼورﻨﺎ ﻟﻠﺘﻌدﯿل اﻟﻤﺤﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟذي رﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻤﻘدس ﻛﻛل واﻋﺘﺒر أن اﻷﻓﻌﺎل ﺘﺼدر ﻋﻨﻪ ﻛوﺤدة واﺤدة .ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻﺒﺴو اﻟﻌﺼﺒﺔ ﻗد ﺘﺒﻨوا ﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘﻌدﯿل ﻓﺄي ﻤ ارﻛزﻨﺎ اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﺴﺘﻛون أﻨﺴب ﻟﻬم وأﻛﺜر اﺴﺘﻌدادا ﻟﺘﺒﻨﻲ دﻋوﺘﻬم؟ ٕواذا ﻛﺎﻨوا ﻗد ﺤورﺒوا ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ﻓﻬل اﻨطﻠﻘوا ﺸرﻗﺎ إﻟﻰ ﺤوض اﻟﺴﻨد وﺸواطﺊ ﺒﺤر اﻟﻌرب اﻟﺸرﻗﯿﺔ ﻛﻤﺎ اﻨطﻠق ﻻﺒﺴو اﻟرﯿش إﻟﻰ ﻛرﯿت؟ ﻟﻘد أﺸرﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺒق إﻟﻰ ﻤﺎ ﯿﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﺤﻀﺎرة ﻤﺎ ﻗﺒل اﻟﻬﻨدﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻨﺘﺸرت ﻋﻠﻰ ﺸواطﺊ ﺒﺤر اﻟﻌرب اﻟﺸرﻗﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻨد واﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل ﻤﻨﻬﺎ ﺤﺘﻰ اﻟﺨﻠﯿﺞ اﻟﻌرﺒﻲ .وﺠرت اﻟﻌﺎدة ﻋﻠﻰ إطﻼق ﻤﺼطﻠﺢ \"اﻟدﯿودرﯿﺔ\" ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺘﻬﺎ ورﺒطﻬﺎ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ .ﻓﺎﻟﻌرب ،ﻤﻊ اﺘﺴﺎع ﻨطﺎق ﺠوﻻﻨﻬم إﺒﺎن اﻷﻟف اﻟﺴﺎدﺴﺔ ق.م ،وﺘﺤت ﺘﺄﺜﯿر اﻤﺘﻼء ﺤوض اﻟﺨﻠﯿﺞ ﺒﻤﯿﺎﻩ اﻟﺒﺤﺎر اﻟﺼﺎﻋدة ،ﻛﺎﻨوا ﻤﺴؤوﻟﯿن ﺒﺸﻛل ﻤﺒﺎﺸر ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ .وﻟﻛن ﻤﺎ أن ﻨدﺨل ﻓﻲ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ﺤﺘﻰ ﻨﻛﺘﺸف ﻤدﻨﺎ ﻛﺒﯿرة ﻤرﺸوﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻤﺘداد ﺤوض اﻟﺴﻨد ﻤن \"ﻻﻫور\" ﺸﻤﺎﻻ وﺤﺘﻰ \"ﻛ ارﺘﺸﻲ\" ﺠﻨوﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﺤر اﻟﻌرب، وﻗد اﻤﺘد ﺘﺄﺜﯿرﻫﺎ ﺸرﻗﺎ إﻟﻰ ﻤوﻗﻊ \"أوﺨﻠﯿﻨﺎ\" ﺸﻤﺎل \"ﻨﯿودﻟﻬﻲ\" وﺤﺘﻰ \"ﺒوﻤﺒﺎي\" ﺠﻨوﺒﺎ 392.وﻤن أﻛﺒر ﻫذﻩ اﻟﻤدن ﻛﺎﻨت \"ﻫ ارﺒﺎ\" ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺠﺎب ،إﻟﻰ اﻟﺠﻨوب ﻤن \"ﻻﻫور\" ،و\"ﻤوﻫﻨﺠو دارو\" ﻓﻲ اﻟوﺴط إﻟﻰ اﻟﺸرق ﻤن \"ﺸﺎﻫﺒور\" ،و\"ﺴﺘﻛﺠﯿن دور\" ﻗرب اﻟﺤدود اﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻨﯿﺔ اﻹﯿ ارﻨﯿﺔ .وﻤﺎ ﯿﻠﻔت اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ،أن ﻫذﻩ اﻟﻤدن ﻗد ﺒﻨﯿت ﻓﻲ ﻤواﻗﻊ ﻟم ﺘﻛن ﻤﺴﻛوﻨﺔ ﻤن ﻗﺒل ،ﻤﻤﺎ ﯿذﻛرﻨﺎ \"ﺒﺠﺎوﻩ\" و\"ﺘل اﻟﺸﯿﺦ اﻟﻌرﯿﻨﻲ\". ﻓﻘد ﺘم إﻨﺸﺎؤﻫﺎ وﻓق ﻤﺨطط ﻤدﻨﻲ ﻤﺘطور ﻤﻊ ﻏﯿﺎب أي ﻤؤﺸر ﻋن وﺠود ﻤ ارﺤل ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻬذا اﻟﺘطور أﺴوة ﺒﺎﻟﻤدن اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ ﻤﺜل \"أور\" و\"أرﯿدو\" و\"ﺘل ﺒﻘرص\" و\"إﯿﺒﻼ\" وﻏﯿرﻫﺎ\" ،ﻤﻤﺎ ﻻ .Wheeler, p 94 392
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﯿدع أي ﻤﺠﺎل ﻟﻠﺸك ﺒﺄن ﻫذا اﻟﺘﺨطﯿط اﻟﻤدﻨﻲ ﻗد ﺠﺎء ﻤن اﻟﻔ ارت\" 393.وﻟﻛن ﻫل ﻨﻤﻠك ﻤﺎ ﯿﻛﻔﻲ ﻤن اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ ﻟرﺒط ﻨﺸﺄة ﻫذﻩ اﻟﻤدن ،ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟﻔﯿﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،ﻤﻊ ﻤﺤﺎرﺒﺔ ﻻﺒﺴﻲ اﻟﻌﺼﺒﺔ ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت وﺸواطﺊ اﻟﺨﻠﯿﺞ اﻟﻌرﺒﻲ؟ إن ﻗﺼﺔ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻲ ﺤوض اﻟﺴﻨد وﻋﻠﻰ اﻟﺸواطﺊ اﻟﺸرﻗﯿﺔ ﻟﺒﺤر اﻟﻌرب ﯿﺸوﺒﻬﺎ اﻟﻛﺜﯿر ﻤن اﻟﻐﻤوض .ﻓﺈذا ﺼﺤت ﺤﻘﯿﻘﺔ اﻨﺘﺸﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ \"اﻟدﯿودرﯿﺔ\" ﻤﻨذ اﻷﻟف اﻟﺴﺎدﺴﺔ ق.م، ﻓﻠﯿس واﻀﺤﺎ اﻟﺴﺒب و ارء ظﻬور ﻤدن اﻟﺴﻨد ﻓﻲ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م دون ﻤرﺠﻌﯿﺔ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﺘﺤدد ﻛﯿف ﺘطورت .ﻓﻤن اﻟﻤﻔﺘرض أن ﺘظﻬر ﻛﺘطور ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ \"اﻟدﯿودرﯿﺔ\" اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﺴﺘﻤ ارر اﻟﺘواﺠد واﻟﻨﻔوذ اﻟﻌرﺒﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤﻨﺎطق ﻤﻨذ اﻟﻘدم .وﻟﻛن اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﺤﺘﻰ اﻵن ﻻ ﺘﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻛﺜﯿ ار ﻓﻲ اﻟرﺒط ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ .ﻓﻤن اﻟﻤؤﻛد أﻨﻬﻤﺎ ﻋﺎﺸﺘﺎ ﺠﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺠﻨب ،طوال اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ﻋﻠﻰ اﻷﻗل 394،ﻛﻤﺎ أن ﻫﻨﺎك ﺸواﻫد ﺘرﺒطﻬﻤﺎ ﺒﺎﻟوطن اﻟﻌرﺒﻲ اﻷم ،وﻟﻛن ﻨدرﺘﻬﺎ إﺒﺎن ﻫذﻩ اﻟﻌﺼور اﻟﻘدﯿﻤﺔ ﻻ ﺘﺸﻔﻲ ﻏﻠﯿل اﻟﺒﺎﺤث .وﻗد دﻓﻌﻨﺎ ﻫذا اﻟﺤﺎل إﻟﻰ اﻓﺘ ارض اﺤﺘﻤﺎل ﻛون ﺸواطﺊ ﺒﺤر اﻟﻌرب اﻟﺸرﻗﯿﺔ وﺤوض اﻟﺴﻨد ﻤﻼذا ﻟﺒﻌض اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ أﺴوة ﺒﺎﻟﺒر اﻷورﺒﻲ وﺠزر اﻟﺒﺤر اﻷﺒﯿض ﻤﺜل \"ﻛرﯿت\" .ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﯿل اﻟﻤﺜﺎل ،ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻤدن ﺨﺎﻟﯿﺔ ﻤن اﻷﺴوار اﻟدﻓﺎﻋﯿﺔ ،ﻤﻤﺎ ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﺎﻟﻤدن اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ \"ﻛرﯿت\" 395.وﻏﯿﺎب اﻷﺴوار، ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،ﻤن اﻟﺸواﻫد اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .ﻓﻬﻲ ﺘدل ﻋﻠﻰ أن أﺼﺤﺎب ﻫذﻩ اﻟﻤدن ﻫم ﻤن اﻟ ارﻓﻀﯿن ﻟﻠﻔﺼل وﻤﺘﻔﻘﯿن ﻓﯿﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬم ﻋﻠﻰ اﻻﻨدﻤﺎج واﻟﺘﻌﺎﯿش اﻟﺴﻠﻤﻲ ﺒﻌﯿدا ﻋﻤﺎ ﺒدأت ﺘﻔرزﻩ اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻷم .ﻟذﻟك ،أﺴوة ﺒﻤﺎ درﺴﻨﺎﻩ ﻓﻲ \"ﻛرﯿت\" ،ﻨﺠد ﺒﺄن اﻷواﻨﻲ اﻟﻔﺨﺎرﯿﺔ اﻟﻘﻠﯿﻠﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﻤدن \"اﻟﺴﻨد\" ﻗد ظﻬرت ﺸﺒﯿﻬﺔ ﺒﻔﺨﺎر اﻟﻔ ارت ﻓﻲ ﺤﯿن ظﻬر اﺴﺘﺨدام اﻟﻨﺤﺎس واﻟﺒروﻨز ﻤﺤدودا ﺒﺒﻌض اﻟﺴﻛﺎﻛﯿن واﻟرﻤﺎح واﻟﻔؤوس اﻟرﻗﯿﻘﺔ ﻏﯿر ﺠﯿدة اﻟﺼﻨﻊ 396.ﻓﺈﻟﻰ أي ﺤد ﯿﻤﺜل ﻫذا ﺠزًءا ﻤن ﻤﻔﻬوم اﻟرﻓض ﻟﺒﻌض ﻤظﺎﻫر اﻟﻤدﻨﯿﺔ؟ .Wheeler, p 106 393وﺑﮭذا ﺗﻛون اﻟﻣدن ﻗد اﻣﺗدت ﻓوق ﻣﺳﺎﻓﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن 1500ﻛﻠم ﺗﻘرﯾﺑﺎ. .Wheeler, p 106 394 .Wheeler, p 97 395 .Wheeler, p 102 396
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ إن ﻤﻘﺎرﻨﺔ أﻤﯿﻨﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻵﺜﺎر اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻲ \"ﻛرﯿت\" و\"اﻟﺴﻨد\" ﻻ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺒﺘﻌﻤﯿم ﻤﻔﻬوم اﻟﻤﻼذ اﻟذي اﻋﺘﻤدﻨﺎﻩ ﻟﻠﺒر اﻷورﺒﻲ و\"ﻛرﯿت\" ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺎطق اﻟﻨﻔوذ اﻟﻌرﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺸرق .وﯿﻌود اﻟﺴﺒب اﻟرﺌﯿس ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ أن ﺴواﺤل ﺒﺤر اﻟﻌرب اﻟﻐرﺒﯿﺔ ﻛﺎﻨت ﻗرﯿﺒﺔ ﺠدا ﻤن ﻤرﻛزﻨﺎ اﻟﺤﻀﺎري اﻟﺘﻘﻠﯿدي ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟﺨﻠﯿﺞ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ارﺘﺒﺎط ﻫذﻩ اﻟﺴواﺤل ﺒﺎﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻻ ﺒد وأﻨﻪ ﻛﺎن أﻗوى وأﻋﻤق ﻤن ارﺘﺒﺎط اﻟداﻨوب – 1وﻨﺎﺒوﻟﻲ ،ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل ،ﺒﺤﻀﺎرﺘﻨﺎ .ﻓظﻬور ﻤدن ﻤن ﻻﺸﻲء ﻋﻠﻰ اﻤﺘداد 1500ﻛﻠم، ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،ﻓﻲ ﺤوض اﻟﺴﻨد ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،واﻨﺘﺸﺎر ﺘﺄﺜﯿرﻫﺎ اﻟﻤدﻨﻲ ﺠﻨوﺒﺎ ﺤﺘﻰ \"ﺒوﻤﺒﺎي\" وﺸرﻗﺎ ﺤﺘﻰ \"ﻨﯿودﻟﻬﻲ\" ﻓﻲ ﻏﻀون ﺒﻀﻌﺔ ﻗرون ،ﻻ ﯿﻤﻛن ﺘﻔﺴﯿرﻩ ﻤن ﻤﻨطﻠق اﻟﻤﻼذ اﻵﻤن وﺤدﻩ .ﻓﺒﻼ ﺸك أﻨﻪ ﻛﺎن ﻤﺴﺒوﻗﺎ ﺒﺤﻀور ﻗوي ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺒﺎﻟظﻬور واﻀﺤﺎ وﻤﺘﺠﺎﻨﺴﺎ ﻓوق رﻗﻌﺔ ﺠﻐ ارﻓﯿﺔ ﻛﺒﯿرة ﻛﻬذﻩ .وﻓﻲ ﺤﯿن أن اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ ﻻ ﺘؤﯿد ﺘ ازﻤن ﺘطور اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﻓﯿﻬﺎ ﻤﻊ اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،إﻻ أﻨﻬﺎ ﺘؤﻛد اﻨﺘﻤﺎءﻫﺎ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ 397.وﻏﯿﺎب اﻟﺘ ازﻤن ﻤﻊ وﻀوح اﻻﻨﺘﻤﺎء اﻟﻤﺒﻛر ﯿﻀﻊ ﻫذﻩ اﻟﻤﻨﺎطق ﻓﻲ ﺨﺎﻨﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ ﻤﺎ ﺒﯿن ﻤﻔﻬوم اﻟﻤﻼذ وﻤﻔﻬوم اﻟﺘدﺨل اﻟﻤﺒﺎﺸر اﻟﻤﺴﺘﻤر ﻓﯿﻬﺎ .ﻟذﻟك ،ارﻓق ﻏﯿﺎب اﻷﺴوار اﻟدﻓﺎﻋﯿﺔ واﻻﺴﺘﺨدام اﻟﻤﺤدود ﻟﻠﻨﺤﺎس واﻟﺒروﻨز اﻛﺘﺸﺎف ﻤﻠﻔت ﻟﻼﻨﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤدن .ﻓﻘد ﺘم اﻟﻛﺸف ﻓﻲ \"ﻫ ارﺒﺎ\" ﺸﻤﺎﻻ و\"ﻤوﻫﻨﺠو دارو\" ﻓﻲ اﻟوﺴط ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎﺒد وﻗد ﺒﻨﯿت ﻓوق ﻤﺼﺎطب ﺒﻠﻎ ارﺘﻔﺎﻋﻬﺎ ﻤﺎ ﺒﯿن 15-12ﻤﺘًار ﺘﻘرﯿﺒﺎ .وﻗد ﺒﻨﯿت ﻫذﻩ اﻟﻤﺼﺎطب ﺒﺎﻟطﺎﺒوق اﻟطﯿﻨﻲ اﻟذي ﺘرك ﻟﯿﻨﺸف ﺘﺤت ﺤ اررة اﻟﺸﻤس ،ﻤﻤﺎ ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﺎﻟﻤﺒﺎﻨﻲ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ \"ﻛرﯿت\" واﻟﻌﻤﺎرة اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻓﻲ ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ،ﺜم ﺘم ﻛﺴﺎؤﻫﺎ ﻤن اﻟﺨﺎرج ﺒطﺒﻘﺔ ﻤن اﻟطﺎﺒوق اﻟﻤﺸوي ،أو اﻟﻤﺤروق ﺒﺎﻟﻨﺎر 398.وﻫذا ﻻ ﯿدع ﻤﺠﺎﻻ ﻟﻠﺸك ﻓﻲ ﺤﺠم اﻟﺘدﺨل اﻟﻤﺒﺎﺸر ﻟﻠﻌرب ﻓﻲ ﺒﻨﺎء ﻤدن \"اﻟﺴﻨد\" ،ﺨﺎﺼﺔ وأن اﻟﻤﻌﺒد ﻗد ظﻬر ﻤطﺎﺒﻘﺎ ﻓﻲ ﻤﻔﻬوﻤﻪ ﻟﻤﻌﺎﺒد وادي اﻟﻔ ارت ﻤن ﺤﯿث ﻛوﻨﻪ اﻟﻤﺼدر اﻟﺒدﺌﻲ ﻟﻠﺘﺸﻐﯿل واﻟﺘﺨزﯿن .ﻓﻔﻲ \"ﻤوﻫﻨﺠو دارو\" أﻟﺤق ﺒﺎﻟﻤﻌﺒد اﻟﻤﺨزن اﻟرﺌﯿس ﻟﻠﺤﺒوب ﻓﻲ اﻟﻤدﯿﻨﺔ ،ﻓﻲ ﺤﯿن ظﻬرت ﻓﻲ ﻤوﻗﻊ \"ﻫ ارﺒﺎ\" ﻤﺨﺎزن ﻤﺤﺼورة ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﺼطﺒﺔ واﻟﻨﻬر .وﻤن اﻟﺸواﻫد اﻷﺨرى اﻟﺘﻲ ﺘؤﻛد ﻋﻠﻰ ارﺘﺒﺎط ﻤدن \"اﻟﺴﻨد\" ﻫذﻩ ﺒﺎﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،أن اﻟﻤﺒﺎﻨﻲ اﻷوﻟﻰ ﻗد اﺴﺘﺨدﻤت ﻓواﺼل ﺨﺸﺒﯿﺔ ﻟﻠﺠد ارن ﻛﻤﺎ ظﻬرت ﻓﻲ ﻤﺒﻨﻰ .Wheeler, p 113 397وﯾطﻠق وﯾﻠر ﻋﻠﻰ ھذا اﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺻطﻠﺢ ﻏرﯾب ﯾﺻف ﺑﮫ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﻧد ،ﻓﮭو ﯾؤﻛد ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ \"ﻏﯾر آرﯾﺔ\"! ﻓﺑﻌد أن ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﺷواھد ارﺗﺑﺎطﮭﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻔرات واﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ ،ﯾﻔﺎﺟﺋﻧﺎ ﺑﮭذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺗﮫ ﺗﺟﻧب وﺻﻔﮭﺎ \"ﺑﺎﻟﺳﺎﻣﯾﺔ\" ﻣﺛﻼ .ﻓﻣﺎ اﻟذي ﯾﻌﻧﯾﮫ ﻣﺻطﻠﺢ \"ﻏﯾر آرﯾﺔ\"؟ ھل ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣن اﻟﻣرﯾﺦ ﻣﺛﻼ! وھذا ﺟزء ﻣن اﻟﺳطﺣﯾﺔ اﻷروﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﮭودة ﻓﻲ ﺗﻧﺎول اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﺷري ﺑﮭدف ﺗﺷوﯾﮭﮫ. .Wheeler, p 97 398
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺘﺨزﯿن اﻟﺤﺒوب ﻓﻲ \"ﻤوﻫﻨﺠو دارو\" 399.وﻫذا ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﺎﻟﻔواﺼل اﻟﺨﺸﺒﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﺴﺘﺨدﻤت ﻓﻲ ﺒﻨﺎء ﺴور أرﯿﺤﺎ وﻤدن ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ﻟﻠﺘﺨﻔﯿف ﻤن ﺘﺄﺜﯿر اﻟزﻻزل .واﻟﻛﺸف ﻋن اﻻﺴﺘﺨدام اﻟﻤﺒﻛر ﻟﻠﻔواﺼل اﻟﺨﺸﺒﯿﺔ ﯿؤﯿد اﻟﻔرق اﻟذي اﻓﺘرﻀﻨﺎﻩ ﻤﺎ ﺒﯿن \"ﻛرﯿت\" و\"اﻟﺴﻨد\" ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﺒﺎﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ .ﻓﺎﺴﺘﺨدام اﻟﻔواﺼل اﻟﺨﺸﺒﯿﺔ ﻓﻲ \"ﻛرﯿت\" ﯿﻌود إﻟﻰ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م ﻓﻘط ،ﻋﻠﻤﺎ ﺒﺄن ﻫذﻩ اﻟﺘﻘﻨﯿﺔ ﻤﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻷم ﻤﻨذ أﻟف ﻋﺎم ،ﻛدﻟﯿل ﻋﻠﻰ اﻟﻔرق ﻤﺎ ﺒﯿن ﻤﻔﻬوم اﻟﻤﻼذ ﻤﻘﺎﺒل اﺸﺘ ارﻛﻪ ﻤﻊ ﻤﻔﻬوم اﻟﺘدﺨل اﻟﻤﺒﺎﺸر 400.وﻟﻛن ﺤﺘﻰ اﻵن ،ﻻ ﯿوﺠد ﻤﺎ ﯿرﺒط ﻫذﻩ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺎت ﻤﻊ ﻻﺒﺴﻲ اﻟﻌﺼﺒﺔ وﻤﺤﺎرﺒﺘﻬم ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬم ﺒﻬﺎ؟ اﻟﻠﻘﻰ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻤن ﺘﻤﺎﺜﯿل وأﺨﺘﺎم وﻨﻘوش ورﺴوﻤﺎت ﻓﻲ ﻤدن \"اﻟﺴﻨد\" ﻗﻠﯿﻠﺔ ﺠدا .وﻗد ﯿﻌود اﻟﺴﺒب إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻤدن ﻗد ﺒﻠﻐت أوﺠﻬﺎ ﺤواﻟﻲ 2500ق.م ﺜم أﺨذت ﺘﻬﺠر ﺒﺎﻟﺘدرﯿﺞ ﺤﺘﻰ اﻨﻬﺎرت ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼف اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م ،ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،ﻟﯿﻠف ﺘﺎرﯿﺨﻬﺎ ذات اﻟﻐﻤوض اﻟذي اﻛﺘﻨف ﺘﺎرﯿﺦ اﻟﻬﻨد ﻛﻛل ﻤن 500 – 1500ق.م ﺘﻘرﯿﺒﺎ وظﻬور اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒوذﯿﺔ .وﻓﻲ ﺤﻘﯿﻘﺔ اﻷﻤر أن ﻛﻠﻤﺔ اﻨﻬﯿﺎر ﻻ ﺘﺼف ﻤﺎ ﺤدث ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻟﻬذﻩ اﻟﻤدن ،ﻓﺎﻟﻬﺠر اﻟﺘدرﯿﺠﻲ ﻟﻬﺎ ﯿﻌود إﻟﻰ ﻋواﻤل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﯿﺔ زﺤف ﻋظﯿﻤﺔ اﻨطﻠﻘت ﻤﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﻠب اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻨدﯿﺔ اﺒﺘداء ﺒﺤدود 2500ق.م ﻨﺎﺸرة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻫﻨﺎك وﺒﺎﻨﯿﺔ ﻤدﻨﺎ ﺠدﯿدة ﻤﻤﺎ ﺤول ﻤدن \"اﻟﺴﻨد\" إﻟﻰ ﻤﺤطﺎت ﺘﺠﺎرﯿﺔ ﻻ أﻛﺜر .وﻤﻨﻬﺎ أن اﻟﻔﯿﻀﺎﻨﺎت وارﺘﻔﺎع ﻤﻨﺴوب اﻟﻤﯿﺎﻩ ﻟﻨﻬر اﻟﺴﻨد ﻗد دﻤر وﻏﻤر اﻟﻤدن اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻀﻔﺎﻓﻪ .أﻤﺎ اﻨﻬﯿﺎرﻫﺎ اﻟﺘﺎم ﻓﯿﻌود إﻟﻰ ﺘﻌرﻀﻬﺎ ﻟدﻤﺎر ﻛﺎﻤل وﻤذاﺒﺢ ﻋظﯿﻤﺔ ﻓﻲ ﺤواﻟﻲ 1500ق.م ﻋﻠﻰ ﯿد ﺠﻤﺎﻋﺎت ﺸﺒﻪ ﻤﺴﺘﻘرة ﻏزت ﺤوض اﻟﺠﺎﻨﺞ وﺠوﻤﻨﺎ واﻟﺴﻨد ﻗﺎدﻤﺔ ﻤن اﻟﺸﻤﺎل 401.وﻟم ﺘﻌﻤد ﻫذﻩ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت إﻟﻰ اﻻﺴﺘﻘ ارر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤدن ٕواﺤﯿﺎﺌﻬﺎ ،ﺒل اﻛﺘﻔت ﺒﺘدﻤﯿرﻫﺎ وﻨﻬﺒﻬﺎ وذﺒﺢ ﺴﻛﺎﻨﻬﺎ ﺜم اﻟرﺤﯿل ﻋﻨﻬﺎ. ﻟذﻟك ،ﻗد ﯿﻛون ﺘﺎرﯿﺦ ﻫذﻩ اﻟﻤدن ﻤﺴؤوﻻ ﻋن ﻗﻠﺔ اﻟﻠﻘﻰ اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﯿﻬﺎ ،وﻟﻛﻨﻬﺎ ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻟﺘوﻀﯿﺢ ﻨﻘطﺘﯿن أﺴﺎﺴﯿﺘﯿن .اﻷوﻟﻰ ،أن ﻤدن \"اﻟﺴﻨد\" ﻗد ظﻬرت ﺨﺎﻟﯿﺔ ﻤن اﻟﻤﺒﺎﻨﻲ اﻟﺘﻲ ﯿﻤﻛن .Wheeler, p 102 399 Hood, p 79 400 .Wheeler, p 113 401ﺗﺷﯾر اﻟﻣراﺟﻊ إﻟﻰ ھذه اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻐﺎزﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ \"ﺑﺎﻵرﯾﯾن\" ﻣﻊ ﻏﯾﺎب أي دﻟﯾل ﻣﺎدي ﯾوﺿﺢ ﺣﻘﯾﻘﺗﮭم ودورھم ﻓﻲ ﺷﺑﮫ اﻟﻘﺎرة اﻟﮭﻧدﯾﺔ .ﻓﺎﻟﺑﺎﺣ وثن اﻷروﺑﻲون ﯾﻔﺗرﺿون ﺑﺄن ھذه اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻗد أﺛرت ﻓﻲ ﺗطور اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﮭﻧدﯾﺔ واﻟﺷﻛل اﻟذي اﺗﺧذﺗﮫ ﻻﺣﻘﺎ ،ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن ھؤﻻء \"اﻵرﯾﯾن\" ،ﺑﺎﻋﺗراف اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻷورﺑﯾﯾن أﻧﻔﺳﮭم ،ﻟم ﯾﺧﻠﻔوا أي أﺛر أو ﻣﻌﻠم ﺣﺿﺎري ﯾﻣﻛن ﻧﺳﺑﺗﮫ ﻟﮭم طوال اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻔﺗرﺿﺔ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎرھم اﻟﮭﻧد ،ﻣن 500 – 1500ق.م .وﺳوف ﻧﺗﻌرض ﻟﮭذه اﻟﻧﻘطﺔ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻻﺣﻘﺎ.
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﺼﻔﻬﺎ ﻛﻘﺼور ﻤﻠﻛﯿﺔ ،أو اﻟﻤداﻓن اﻟﺘﻲ ﯿﻤﻛن وﺼﻔﻬﺎ ﻛﻘﺒور ﻤﻠﻛﯿﺔ .وﻫذا ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄن ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﺘﻲ ﺘﺒﻨﺘﻬﺎ ﻟم ﺘرﻛز ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨب ﻤﺤدد ﻤن ﺠواﻨب اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻤﻤﺎ ﯿﺘﺴق وﺼﯿﺎﻏﺔ ﻻﺒﺴﻲ اﻟﻌﺼﺒﺔ .ﻓﺎﻟﻌدد اﻟﻛﺒﯿر ﻤن اﻟﺒﯿوت اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ،واﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻛﺒﯿرة واﺴﻌﺔ اﻟﺤﺠم ،ﯿؤﯿد ﻏﯿﺎب ﺘرﻛﯿز اﻟﺴﻠطﺔ واﻟﺜروة ﻓﻲ ﻓﺌﺔ ﻤﺤدودة ﻤن اﻟﺴﻛﺎن ﻤﻤﺎ ﯿﻌﻨﻲ اﺸﺘ ارﻛﻬم ﻓﯿﻬﻤﺎ 402.أﻤﺎ ﻤﺎ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ اﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻛدﻟﯿل ﻤﺒﺎﺸر ﻓﯿﺄﺘﯿﻨﺎ ﻤن ﺘﻤﺜﺎل ﻟ أرس رﺠل ﺒﻠﺤﯿﺔ وﯿﻠﺒس اﻟﻌﺼﺒﺔ ﻋﻠﻰ أرﺴﻪ ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻪ ﻓﻲ \"ﻤوﻫﻨﺠو دارو\" 403.وﻻ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ إﻻ أن ﻨﻼﺤظ ﺘطﺎﺒق ﺘﻌﺒﯿر ﻤﻼﻤﺢ اﻟوﺠﻪ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺘﻤﺜﺎل ﻤﻊ ﺘﻌﺒﯿر ﻤﻼﻤﺢ اﻟوﺠﻪ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ ﺘﻤﺎﺜﯿل ﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﻤدﯿﻨﺔ \"ﻤﺎري\" ﻓﻲ أﻋﺎﻟﻲ اﻟﻔ ارت ﻟﻠﻔﺘرة ﻨﻔﺴﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺘﻤﺜﺎل ﻫو ﻟ أرس رﺠل ﻤﺘﻌﺒد ﺒﺎﺒﺘﺴﺎﻤﺔ واﻀﺤﺔ ﻋﻠﻰ وﺠﻬﻪ ووﺠﻨﺘﯿن ﺒﺎرزﺘﯿن ﯿﺘﻛر ارن ﻓﻲ ﻋدد ﻛﺒﯿر ﻟﺘﻤﺎﺜﯿل ﻤﺘﻌّﺒدة ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ وﺴط وأﻋﺎﻟﻲ اﻟﻔ ارت أﺸﻬرﻫﺎ ﻤن ﻤدﯿﻨﺔ \"ﻤﺎري\" ،وﻫو ﻤﺎ ﺴﻨﺘﻌرض ﻟﻪ ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﯿل ﻓﻲ اﻷﺴطر اﻟﻘﺎدﻤﺔ .وﻟﻛن، ﺘﻛﻔﻲ اﻹﺸﺎرة ﻫﻨﺎ إﻟﻰ أﻨﻬﺎ ﻨﺴﺠت ﺒﺼﯿﺎﻏﺔ ﻟﻠﻌﻘﯿدة ﻟم ﺘﻌﺘﻤد اﻹﻨﺴﺎن ﻛﻤرﺠﻌﯿﺔ ﻟوﺼف أﻓﻌﺎل اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻛﺨﯿر أم ﺸر ،ﻓظﻬر ﺘﻌﺒدﻫﺎ ﺨﺎﻟﯿﺎ ﻤن اﻟرﻫﺒﺔ واﻟﺨوف .أﻤﺎ اﻟﻨﻘوش ﻋﻠﻰ اﻷﺨﺘﺎم اﻟﻘﻠﯿﻠﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ،ﻓﻘد ﺴﯿطر ﻋﻠﻰ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﺘﺼوﯿر اﻟﺜور ،أو اﻟﺠﺎﻤوس ذي اﻟﺤدﺒﺔ ﻓوق اﻟرﻗﺒﺔ ،ﺒﻘرﻨﯿن ﻋظﯿﻤﯿن إﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﻟﺠدي واﻟﻔﯿل .وﻫﻨﺎك ﻨﻘش ﻤﻠﻔت ﻟﻼﻨﺘﺒﺎﻩ ﻤﺜل إﻨﺴﺎن ﺒ أرس ﺠدي ﻟﻪ ﻗرﻨﺎن ﻤﻠﺘﻔﺎن إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎ ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﺎﻷﺸﻛﺎل اﻟﻤرﻛﺒﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻛرﻤز ﻟﺒﻌض اﻷرﺒﺎب ﻤﺜل \"ﺨﻨوم\" .وﻛﻤﺎ ﻫو واﻀﺢ ،ﻻ ﻨﻤﻠك اﻟﻛﺜﯿر ﻟﺘﺄﻛﯿد اﻨﺘﺸﺎر ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻻﺒﺴﻲ اﻟﻌﺼﺒﺔ وارﺘﺤﺎﻟﻬم إﻟﻰ \"اﻟﺴﻨد\" ،وﻟﻛن ﯿﺼﻌب ﺘﻔﺴﯿر وﺠود ﻫذﻩ اﻟﻤدن ﻤن ﻻ ﺸﻲء وارﺘﺒﺎط ﻋﻤﺎرﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔ ارت واﻨﺘﻤﺎء ﺒﻌض رﻤوزﻫﺎ اﻟﻘدﺴﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ واﻟﺘﻤﺜﺎل ﺒﻌﺼﺒﺔ اﻟ أرس وﺘ ازﻤن ﻫذﻩ اﻟﺘطو ارت ﻓﻲ \"اﻟﺴﻨد\" ﻤﻊ ﻤﺎ ﻨﻌرﻓﻪ ﻤن أﺤداث ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺒﻲ ،ﯿﺼﻌب ﺘﻔﺴﯿرﻫﺎ ﺨﺎرج إطﺎر ﺘﺤول ﺤوض \"اﻟﺴﻨد\" واﻟﺴواﺤل اﻟﺸرﻗﯿﺔ ﻟﺒﺤر اﻟﻌرب إﻟﻰ ﻤﻨﺎطق ﻤﻼذ وﺘدﺨل ﻤﺒﺎﺸر وﻤﺴﺘﻤر ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ. وآﻤل أن ﺘﺘﻀﺢ اﻟﺼورة ﺒﺸﻛل أﻓﻀل ﻟﻠﻘﺎرئ ﺒﻌد د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﺘطور ﺤﻀﺎرﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻤﺘداد اﻟﻔ ارت ﻓﻲ اﻟﻔﻘ ارت اﻟﻘﺎدﻤﺔ. .Wheeler, p 98 402 Wheeler, 403لوﺣﺔ .12
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﻤ ارﻛزﻨﺎ اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﻓﻲ وطﻨﻨﺎ اﻟﻌرﺒﻲ اﻷﻛﺜر اﺴﺘﻌدادا ﻟﺘﺒﻨﻲ دﻋوة ﻻﺒﺴﻲ اﻟﻌﺼﺒﺔ ،ﻓﻘد أﺸرﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ إﻟﻰ وﺠود اﺨﺘﻼف ﻓﻲ ردة اﻟﻔﻌل ﻤﺎ ﺒﯿن ﺠﻨوب وأﻋﺎﻟﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼل اﻟﻌﺴﯿرﯿﺔ إﺒﺎن اﻷﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ ق.م .وأﻛدﻨﺎ أن ﻤدن ﺸﻤﺎل وادي اﻟﻔ ارت ﻗد ﻤرت ﺒﺄﺤداث أﻓﻘدﺘﻬﺎ اﻟﺘوازن ﺒﺸﻛل أﻛﺒر ﻤن ﻤدن ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ﺘﻤﺜﻠت ﻓﻲ ﻫﺠر ﻤدن ﺒﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ،ﻤﺜل ﺤﺒوﺒﺔ وﻋﺎرودة ،وﺘﺤرﻛﺎت ﺴﻛﺎﻨﯿﺔ إﻟﻰ ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم واﻟﺒر اﻷورﺒﻲ ،وﻤظﺎﻫر ﻤن إﻨﺘﺎج ﻤﻌرﻓﻲ ﺤﺎول اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻷﺼول اﻟﻘدﯿﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﯿوت اﻟداﺌرﯿﺔ ﻓﻲ ﺒﯿﺴﺎن واﻟﺒﻨﺎء ﺒﺤﺠر ﻏﯿر ﻤﺸطوف ﻓﻲ ﺠﺒﻼ .وﻛﻤﺎ ﺴﺒﻘت اﻹﺸﺎرة ،ﺤﺎوﻟت ﻤدﻨﻨﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﺨروج ﻤن ﻤﺄزﻗﻬﺎ وﻨﺠﺤت إﺒﺎن اﻟﻨﺼف اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤن اﻷﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ ق.م ﺒﺘﺤﻘﯿق ﺸﻲء ﻤن اﻟﺘوازن وﻟﻛﻨﻪ ﻛﺎن ﺘوازﻨﺎ ﻫﺸﺎ ﻛﻤﺎ دﻟت ﻋﻠﯿﻪ ﻤظﺎﻫر إﻨﺘﺎﺠﻬﺎ اﻟﻤﻌرﻓﻲ .ﻓﻘد اﺴﺘﻤرت ﺘﺘﺄرﺠﺢ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟدﻋوة ﻟﻸﺼول اﻟﻘدﯿﻤﺔ وﺒﯿن ﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺴﯿطرة ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻤش اﻻﺴﺘﻘﻼﻟﯿﺔ ﻟﺠواﻨب اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .وﻓﻲ ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻷﺠواء رﺒﻤﺎ ﻛﺎﻨت اﻟﺘﻌدﯿﻼت اﻟﺘﻲ رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﺒدﺌﻲ ﻛﻛل وأﻋﺎدت ﻟﻪ اﻟدﻤﺞ ﺒﺤﯿث ﺒﺎت ﯿﺘﺼرف ﻛوﺤدة واﺤدة ﻤرة أﺨرى ،رﺒﻤﺎ ﻛﺎﻨت ﻛﺎﻟﻨور اﻟذي ﺒدد اﻟظﻠﻤﺎت ،إن ﺠﺎز ﻟﻨﺎ اﻟﺘﻌﺒﯿر .ﻓﻤدن أﻋﺎﻟﻲ اﻟﻔ ارت ﻛﺎﻨت ،ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،أﻛﺜر ﻤدﻨﻨﺎ اﺴﺘﻌدادا ﻟﺘﺒﻨﻲ ﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘﻌدﯿل .وﻨﺤن ﻨﻌﺘﻘد ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻗد ﺘﺒﻨﺘﻪ ﺒﺎﻟﻔﻌل وﻨﺴﺠت ﺒﻪ إﻨﺘﺎﺠﺎ ﻤﻌرﻓﯿﺎ ﻛﺎﻨت ﻋﻼﻤﺘﻪ اﻟﻤﻤﯿزة إﻋﺎدة اﻟدﻤﺞ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﯿﻊ اﻷﺼﻌدة .ﻓﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻫﻲ ﻤﺼدر ﺨﯿر داﺌم وﻤﺎ ﯿﺼدر ﻋﻨﻬﺎ ﻤن أﻓﻌﺎل ﻤﺘﻐﯿرة ﻟﻬﺎ ﻤرﺠﻌﯿﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ ﻻ ﺘﺨرج ﻋن إطﺎر اﻟﺨﯿر اﻟداﺌم أﯿﻀﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻤدﻤوﺠﺔ ﻓﯿﻬﺎ .وﻤظﺎﻫر اﻟدﻤﺞ ﻫذﻩ ﺘﻨوﻋت ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺎرة واﻟﻔن وأﺴﺎﻟﯿب اﻟﺤﻛم ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟدﻤﺞ ﺒﯿن أﻗﺴﺎم اﻟوﺠود .ﻟذﻟك ﯿﻘول اﻷﺴﺘﺎذ ﻋﻠﻲ أﺒوﻋﺴﺎف ﻋن اﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ ﻷﻋﺎﻟﻲ اﻟﻔ ارت إﺒﺎن اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م: \"واﻟواﻗﻊ أﻨﻪ ﻻ ﯿﻤﻛن اﻟﺘﻤﯿﯿز ﺒﯿن ﻤﺎ ﻫو ذو طﺎﺒﻊ دﯿﻨﻲ أو دﻨﯿوي ﻷن اﻟﻔرق ﺒﯿن اﻻﺜﻨﯿن ﻗد ﯿﺒدو ﻓﻲ أﻛﺜر اﻷﺤﯿﺎن ﻏﯿر ﺠﻠﻲ واﻀﺢ 404\".وﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻨﻘدر ﺠﯿدا أن ﻫذﻩ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟدﻤﺞ ﻗد ﻨﺴﺠت ﺒﺘﻌدﯿل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼل ،ﻓﻬﻲ ٕوان ﺤﻤﻠت ﺒﻌﻀﺎ ﻤن اﻟﻤﻼﻤﺢ اﻟﻘدﯿﻤﺔ ،إﻻ أﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻌﻨﻲ اﻟﻌودة إﻟﻰ رؤﯿﺔ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﺒﻬوﯿﺔ ﻏﺎﻤﻀﺔ أو ﻏﯿر ﻤﺤددة اﻟﺠواﻨب. 404أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .205
ﻋﺻر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻷوﻟﻰ 2500 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﺒﻬذا ﺘﻛون ﺨرﯿطﺘﻨﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻤدﺨل اﻷﻟﻔﯿﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ﻗد اﻛﺘﻤﻠت .وﯿﺒدو ﺠﻠﯿﺎ ﻤﻨﻬﺎ أﻨﻨﺎ ﻨﺘوﻗﻊ وﻀوح اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟوﺤدة اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺸﻤﻠﺘﻪ .ﻛﻤﺎ ﻟﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ اﺴﺘﻤ ارر اﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻟ ارﻤﯿﺔ إﻟﻰ ﺘوطﯿد اﻟﺘﺠﺎﻨس ﻛﻠﻤﺎ اﺴﺘﻔﺤﻠت ﻫذﻩ اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ .وﺴوف ﯿواﺠﻬﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ﻟﻬذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ﻤﺸﻛﻠﺔ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﻨدرة اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺒد ارﺴﺔ ﻤﻔﺼﻠﺔ ﻟﻠﺘطو ارت اﻟﻤﺘﻼﺤﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺸﻬدﺘﻬﺎ ﻤﻨطﻘﺘﻨﺎ ،واﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻟ ارﻤﯿﺔ إﻟﻰ ﺘوطﯿد اﻟﺘﺠﺎﻨس .وﻗد ﯿﻌود ﻫذا ﻟطﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﻨﻘﯿب ﻋن اﻵﺜﺎر اﻟﻘدﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌود ﻟﻤﺎ ﻗﺒل 5000ﺴﻨﺔ .ﻓﺒﻐض اﻟﻨظر ﻋن ﺤﺠﻤﻬﺎ وﻛﺜﺎﻓﺘﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺴﺘﺒﻘﻰ ﻏﯿر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء ﺼورة ﻤﻔﺼﻠﺔ ﻟﻠﺘطو ارت إذا أردﻨﺎ د ارﺴﺔ ﻓﺘرة ﻗﺼﯿرة ﻨﺴﺒﯿﺎ ،ﺤواﻟﻲ 300ﺴﻨﺔ .ﻓﺎﻟﻔﺘرة ﻤن 2700 – 3000ق.م ،اﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﻤرﺤﻠﺔ ﺘﺒﻠور اﻟﺘﻌدﯿﻼت ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة وﺒداﯿﺔ اﻟﺼ ارع ﻋﻠﯿﻬﺎ ،ﻤﺎ ازﻟت ﺒﻌﯿدة ﻋن اﻷدﺒﯿﺎت اﻟﻤﻛﺘوﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻟﺸرح ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة واﻷﺤداث اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ اﻟﻤﺼﺎﺤﺒﺔ ﻟﻬﺎ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،اﻋﺘﻤﺎدﻨﺎ ﻓﻲ د ارﺴﺘﻬﺎ ﺴﯿﺴﺘﻤر ﻤﺤﺼو ار ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ ﺒﺸﻛل أﺴﺎﺴﻲ .وﻗد ﯿﻛون ﻤﺎ ﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻨدرة ،أﯿﻀﺎ ،ﻋﺎﺌد إﻟﻰ طﺒﯿﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﻔﺘرة ﺒﺤد ذاﺘﻬﺎ .ﻓﻛﻤرﺤﻠﺔ اﻨﺸﻐل ﻓﯿﻬﺎ اﻟﻌرب ﺒﺎﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻟﻠﻌﻘﯿدة واﻟﺘﺤﻀﯿر ﻟﻤﻔﺎﻫﯿم ﺠدﯿدة ﻟﻤدﻨﯿﺘﻬم ،ﻟﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ اﻨﺨﻔﺎﻀﺎ ﻓﻲ ﺤﺠم إﻨﺘﺎﺠﻬم اﻟﻤﻌرﻓﻲ اﻟدال ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺘﻌدﯿﻼت ﻤن ﺠﻬﺔ ،واﺴﺘﻤ ار ار ﻟﻤظﺎﻫر اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ اﻟﻘدﯿم .ﻓﻼ ﺒد ﻤن ﻓﺘرة اﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻤﺎ ﻗﺒل أن ﺘﺘﻀﺢ ﻤظﺎﻫر اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ اﻟﻤﻨﺴوج ﺒﺎﻟﺘﻌدﯿﻼت اﻟﺠدﯿدة ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ،وﻫو أﻤر طﺒﯿﻌﻲ .وﻤﻊ ذﻟك ،ﻓﺒﻔﻀل اﻟﺨرﯿطﺔ اﻟﺘﻲ ﺤﺎوﻟﻨﺎ رﺴم ﺨطوطﻬﺎ اﻟﻌرﯿﻀﺔ أﻋﻼﻩ ،إذا ﻤﺎ ﻋدﻨﺎ اﻵن إﻟﻰ اﺴﺘﻌ ارض ﻤﺎ ﻨﻤﻠﻛﻪ ﻤن ﺘﻔﺎﺼﯿل ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻔﺘرة ﺴﯿﻛون ﺒﺈﻤﻛﺎﻨﻨﺎ ﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻬﺎ ﺒوﻀوح أﻛﺒر ﺒل وﺒﺸﻲء ﻤن اﻻﺴﺘﻤﺘﺎع ﻓﻲ ذﻟك.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﺘﺠﺎرب واﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ ﻤﻤﺎﻟك وادي اﻟﻨﯿل ﻨﺠﺎح \" ﻨﻌر ﻤر\" ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟوﺤدة إﻟﻰ وادي اﻟﻨﯿل واﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤدﻫﺎ ،ﺤواﻟﻲ 3000ق.م ،ﻗد ﺘم ﻓرﻀﻬﻤﺎ ﺒﺎﻟﻘوة ﻋﻠﻰ ﺒﺎﻗﻲ اﻟﻤ ارﻛز .وﺒﻤﺎ أن اﻟﺘﻌدﯿل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻛﺎن ﯿﺴﻤﺢ ،ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ،ﺒﺘﻨوع اﻟﺘﻌدﯿﻼت أو اﻻﺠﺘﻬﺎدات ،ﻤﺎ داﻤت ﺘﻌﺘرف ﺒﺎﻟﻤﻠك ﻛﺴﻠطﺔ ﻤطﻠﻘﺔ وﻤﺼدر ﺒدﺌﻲ ﻟﻸﻓﻌﺎل ،ﻓﻬذا ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﻟم ﯿﻘ ِض ﺒﺸﻛل ﻨﻬﺎﺌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﺌم اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤدﺘﻬﺎ ﺒﻌض اﻟﻤ ارﻛز ،أو اﻟﻤﻨﺎطق ،ﺒﺸﻛل ﻤﺴﺘﻘل ﻓﻲ اﻟﻔﺘرة اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ .ﻓﻨﺠﺎﺤﻪ ﺘﻤﺜل أﺴﺎﺴﺎ ﻓﻲ وﻀﻊ إطﺎر ﻋﺎم ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺨﺘص ﺒدور اﻟﻤﻠك ﻛﻤﺸرف وﻗﺎﺌم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن أﻗﺴﺎم اﻟوﺠود، وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،رﻤًاز ﻟوﺤدة اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ .واﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻨﻤﻠﻛﻬﺎ ﻋن اﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،وﺨﺎﺼﺔ إﺒﺎن ﺤﻛم اﻷﺴرة اﻷوﻟﻰ واﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن 2700 – 3000ق.م ،ﻗﻠﯿﻠﺔ وﻤﺒﻌﺜرة ﻷﺴﺒﺎب ﻋدة .ﻓﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ ﻓﺈن اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺘرة ﻟم ﯿظﻬر ﻓﯿﻬﺎ ﺘﻐﯿ ارت ﻛﺒﯿرة ﺘﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻬﺎ ﺒﺸﻛل واﻀﺢ ﺒﺴﺒب ﺼﻐر ﻫذﻩ اﻟﻤدة ﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﺘﻌودﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﺎوﻟﻪ ﺤﺘﻰ اﻵن .وﻤﻨﻬﺎ ،أﯿﻀﺎ ،أن اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻟﺘﻲ وﺼﻠﺘﻨﺎ ﻤن ﻤؤرﺨﯿﻨﺎ اﻟﻘدﻤﺎء ﻋن ﺘﻠك اﻟﻔﺘرة ﻟﯿﺴت ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﯿل اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﺒﺈﺴﻬﺎب .ﻫذا ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ .وﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ أﺨرى ﻛون اﻟﻤﻠك ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﺼﺎﺤب اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ واﻟﻤﺼدر اﻟﺒدﺌﻲ ﻟﻸﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي ،ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄن اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ ﺴﺘﺸﯿر إﻟﻰ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤدة ﻤن ﻗﺒل اﻟﻤﻠك .وﯿﻌﻨﻲ ﻛذﻟك ،وﺠود اﻫﺘﻤﺎم أﻛﺒر ﻓﻲ ﺘوﺜﯿق ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ذات ﻤﺼدر ﻗدﺴﻲ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ وادي اﻟﻔ ارت. وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﺴﯿﺘﻌذر ﻋﻠﯿﻨﺎ د ارﺴﺔ ﺘطور \"اﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ\" ،أو ﻏﯿر اﻟرﺴﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .وﻫذا ﯿﻨطﺒق ﺒﺸﻛل ﺨﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻤ ارﺤل اﻷوﻟﻰ ﻟﺘﺎرﯿﺦ ﻋﺼر اﻷﺴ ارت .ﻓﺈن اﻗﺘﺼرت ﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻨﺎ ﻤﺒدﺌﯿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺨطوط اﻟﻌرﯿﻀﺔ ﻟﻠﺘﻌدﯿﻼت اﻟﺘﻲ ﻤرت ﻓﯿﻬﺎ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ ،ﻓﺴﯿﺘم ﺘوﺴﻌﺘﻬﺎ ﻟﺘﺸﻤل اﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻟﻤﺘﻨوﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺴﺘظﻬر ﺒوﻀوح أﻛﺒر ﻓﻲ اﻟﻤ ارﺤل اﻟﻼﺤﻘﺔ .وﻟد ارﺴﺔ اﻟﺘﻌدﯿﻼت اﻟﺘﻲ ﻤرت ﺒﻬﺎ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ ﺴﻨﻌﻤد إﻟﻰ ﺘرﺘﯿب اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻟﻘﻠﯿﻠﺔ واﻟﻤﺒﻌﺜرة اﻟﺘﻲ ﻨﻤﻠﻛﻬﺎ ﺒﺸﻛل ﻤﺨﺘﻠف ﻋﻤﺎ اﻋﺘﺎدت ﻋﻠﯿﻪ اﻟﻤ ارﺠﻊ ،ﻟﯿﻛون ﺒﺈﻤﻛﺎﻨﻨﺎ رﺴم ﺼورة ﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﺘطورﻫﺎ.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻤن ﺘﺘﺒﻌﻨﺎ ﻷﺴﻤﺎء ﻤﻠوك اﻷﺴرة اﻷوﻟﻰ ،ﺤواﻟﻲ 2850 – 3000ق.م ،ﯿﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺒﺴﻬوﻟﺔ اﻨﺘﻤﺎؤﻫﺎ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔٕ ،واذا ﻤﺎ ﺘم رﺒطﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻨﻤﻠﻛﻬﺎ ﺴﯿﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺘطور اﻟﺘﻌدﯿﻼت ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟرﺴﻤﯿﺔ ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ﺜﺎﻨﯿﺔ .ﻓﺎﻷﻟﻘﺎب اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤدﻫﺎ اﻟﻤﻠوك ﻷﻨﻔﺴﻬم واﻷﺴﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﺤﻤﻠوﻫﺎ ﺴﯿﻛون ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸرة ﺒﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯿﻤﺜﻠوﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي .اﻟﻤﻠك \"ﻨﻌر ُﻤر\" ،ﻤؤﺴس اﻷﺴرة اﻷوﻟﻰ ،ورد اﺴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺒﻌض آﺜﺎرﻩ ﻤﻛﺘوﺒﺎ \"ﻨـﻌر\" ﻓﻘط دون إﻀﺎﻓﺔ \" ُﻤر\" ،ﻤﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ أن اﺴﻤﻪ ﻤرﻛب 405.ﻛﻠﻤﺔ \" ُﻤر\" ﻨﻌرﻓﻬﺎ ﻛﺈﺤدى اﻟﻛﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﯿد ،اﻷب ،واﻟﺘﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻤرو وﻋﻤورﯿون .وﻤﻨﻬﺎ ،ﻛذﻟك ﻤﺎر وﻤﯿر وﻤر وﻤؤﻨﺜﻪ ﻤرت وﻤرؤ واﻤ أرة وﻤﺎري وﻤرﯿم .وﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺘﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﯿد واﻟﺴﯿدة .و\"ﻤر\" ﺘدﺨل ﻓﻲ ﻛﺜﯿر ﻤن اﻟﻛﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺘدل ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺴﯿﺎدة ﻤﺜل أﻤﯿر وأﻤﯿرة وﻏﯿرﻫﺎ .إﻟﻰ ﺠﺎﻨب ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟواﻀﺤﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻛﻠﻤﺔ واﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ أﺨرى أﻗل وﻀوﺤﺎ ،ﻓﻤن \"ﻤر\" ﻫﻨﺎك ﻛﻠﻤﺔ ﻤرور وﻤﻤر وﻤريء وأﻤر ٕواﻤﺎرة .وﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﯿﺎدة ﻫﻨﺎ ﻻ ﯿﻨﻌﻛس ﻋﻠﻰ أﺸﺨﺎص ﺒل ﯿﺼف أﻓﻌﺎل وأﻤﺎﻛن أو أدوات .ﻓﺎﻟرﻓش ،أو اﻟﺠﺎروف ،ﻤﺜﻼ ،ﯿطﻠق ﻋﻠﯿﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻛﻠﻤﺔ \"ﻤر\" ،أﯿﻀﺎ ،ﻛﺄداة ﺘوﻀﺢ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﺎطن اﻷرض أو ﺘﺤدد ﻤﺴﺎﺤﺎت ﻋﻠﻰ ﺴطﺤﻬﺎ .وﻤﺜل ﻫذا اﻻرﺘﺒﺎط ﻗد ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄن ﻛﻠﻤﺔ \"ﻤر\" ﺒﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﯿد ،اﻷب ،ﻟﯿﺴت ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻤدﻟوﻟﻬﺎ ﺒل ﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺈﯿﺤﺎء ﺨﺎص ﺒﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻤر ﺴﯿٌد ،ﻫذا ﺼﺤﯿﺢ ،وﻟﻛﻨﻪ ،ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،اﻟﺴﯿد اﻟذي ﯿو ّﻀﺢ وﯿﺠﯿز وﯿﺤدد اﻷﺸﯿﺎء .ﻓﻬﻨﺎك أﻛﺜر ﻤن ﺴﯿد أو ﺴﯿدة ﻤﺒﺠﻠﺔ و\"ﻤر\" ﻫو ﻫذا اﻟﺴﯿد ﺒﺎﻟذات 406.أﻤﺎ ﻛﻠﻤﺔ \"ﻨـََﻌر\" ،ﻓﻬﻲ ﻤﺎ ازﻟت ﺘﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻨﻬض وﺴﻌﻰ ،أو اﻟذي ﻻ ﯿﺜﺒت ﻓﻲ ﻤﻛﺎن واﺤد .وﻤﻨﻬﺎ ﻨﺎﻋورة ،أي دوﻻب اﻟﻤﺎء ،واﻟﻨﻌرة ﺒﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ،أي اﻟﺴﻌﻲ اﻟﻤﺴﺘﻤر ﻟﺠﻠب اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ\" ،ﻨـََﻌر ُﻤر\" ﻗد ﺘﻌﻨﻲ اﻟﺴﺎﻋﻲ إﻟﻰ اﻟرب ،أو اﻟﻤﺘﺒﺎﻫﻲ ﺒﺎﻟﺴﯿد اﻟﻤﺒﺠل \"ﻤر\" ،أو ﻗد ﺘﻌﻨﻲ ﻤن ﺴﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﺘﺸرﯿﻊ أو اﻟﻤﺸّرع .وﻛﺎن ﯿرﻤز ﻻﺴﻤﻪ ﺒﻌﻼﻤﺘﯿن؛ اﻟﺴﻤﻛﺔ واﻹزﻤﯿل 407.ﻓﻬل ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨرى ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻛﺔ ﻤﻌﻨﻰ اﻟﺸﻲء اﻟذي ﻻ ﯿﺜﺒت ﻓﻲ ﻤﻛﺎن واﺤد ﻓﻬﻲ داﺌﻤﺔ اﻟﺴﻌﻲ واﻟﺤرﻛﺔ ،وأن ﻨرى ﻓﻲ اﻹزﻤﯿل ﻤﻌﻨﻰ اﻷداة اﻟﺘﻲ 405أﺑوﻋﺳﺎف ،ص ،75ھﺎﻣش ).(2 406ﻛﻠﻣﺔ \"ﺳر\" ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺳﯾد أﯾﺿﺎ وﻟﻛﻧﮫ اﻟﺳﯾد اﻟﻐﺎﻣض اﻟذي ﯾﺻﻌب اﻟوﺻول إﻟﯾﮫ ﺗﻣﯾﯾزا ﻟﮫ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺑﺟﻠﯾن ﻣن اﻷﺟداد اﻟﻌرب .وﻣن ھﻧﺎ ﻣﺎ ﺗوﺣﻲ إﻟﯾﮫ ﻛﻠﻣﺔ ﺳر ﻣن ﻏﻣوض وﻛﺗﻣﺎن .وﻓﻲ إطﺎر اﻟوﺣدة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﺗم اﺳﺗﺧدام ﻣؤﻧث \"ﻣر\" أي \"ﻣﺎري\" ﻟﺗﺳﻣﯾﺔ واﺣدة ﻣن أھم ﻣدن أﻋﺎﻟﻲ اﻟﻔرات إﺑﺎن اﻟﻧﺻف اﻷول ﻣن اﻷﻟف اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ق.م ،أي ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟظﮭور \"ﻧﻌر ﻣر\" ﻓﻲ وادي اﻟﻧﯾل. 407درﯾﺗون ،ص .151
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺘﺴﺘﺨدم ﻓﻲ اﻟﺘﺤدﯿد واﻹﯿﻀﺎح؟ ﻻ ﯿوﺠد ،ﻓﻲ أري ،ﻤﺎ ﯿﻤﻨﻌﻨﺎ ﻤن ذﻟك\" .ﻓﻨﻌر ﻤر\" ﻫو اﻟذي ﺤدد وأوﻀﺢ ووﻀﻊ اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻟﻤﻔﻬوم اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻓﻲ ﺴﻌﯿﻪ اﻟﻤﺘواﺼل ﻟدﻤﺞ ﻤدﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﻤﻠﻛﺔ واﺤدة .ﻓﻬو ﺼﺎﺤب اﻟﻔﻀل ﻓﻲ ذﻟك .وﻨﺠﺎح \"ﻨﻌر ُﻤر\" ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟوﺤدة ﻻ ﺒد وﻗد أﻛﺴﺒﻪ ﻤﻨزﻟﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯿﺦ اﻟﻌرﺒﻲ ﺘﺒﺠﯿﻼ واﺤﺘ ارﻤﺎ ﻟﻪ. ﻓﻛﻤﺎ ذﻛرﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،اﺤﺘﻔظت اﻟذاﻛرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺒﻤﻛﺎﻨﺔ ﻤﻤﯿزة ﻟﻬؤﻻء اﻟذﯿن ﻨﺠﺤوا ﻓﻲ إﻋﺎدة زﻤن اﻟوﺤدة واﻻﻨدﻤﺎج واﻟﺘﻛﺎﻤل .ﻓﻬل ﻨﻤﻠك ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ ﺘدل ﻋﻠﻰ ﻫذا وﻤﻨذ ذﻟك اﻟزﻤن اﻟﻘدﯿم؟ ﯿﺒدو أن اﻷﻤر ﻛذﻟك .ﻓﻘد \"ﻛﺎن اﻟﻤﺼرﯿون ﻤﻨذ أﯿﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻟﺤدﯿﺜﺔ ) 1090 – 1580ق.م ﺘﻘرﯿﺒﺎ( ﯿذﻛرون ﻋﻠﻰ آﺜﺎرﻫم اﺴم ﻤﻠك ﯿﺴﻤﻰ \" ِﻤﻨﺎ\" ﻛﺄول ﻤﻠوﻛﻬم…ﻛﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻤﺼرﯿون أﯿﻀﺎ ﯿﻛﺘﺒون اﺴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺠﻌﺎرﯿﻨﻬم ﺘﯿﻤﻨﺎ ﺒﻪ 408\".وﻤﻊ ذﻟك ،ﻟم ﯿﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺴم ﻀﻤن آﺜﺎر اﻟﻤﻠوك اﻷواﺌل ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻤﻤﺎ دﻓﻊ ﺒﺎﻟﺒﺎﺤﺜﯿن إﻟﻰ اﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻛﺎﺴم ﺜﺎن أو ﺼﻔﺔ ﻟﻠﻤﻠك \"ﻨﻌر ُﻤر\" .و\" ِﻤﻨﺎ\" أو \" ِﻤن\" ،ﻛﻤﺎ ﻤر ﻤﻌﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﯿﻌﻨﻲ اﻟﺴﯿد ،اﻟﻌﻠﻲ ،ﻛﺄﺤد اﻷﺠداد اﻟﻤﺒﺠﻠﯿن ﻟدى اﻟﻌرب ﻤﺜل ِﺴر ،وُﻤر ،ورب ،ودم ،ورم وﻏﯿرﻫم .وﻤﻨﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻤون ،وآﻤون أي أﺒﻨﺎء \" ِﻤن\" أو ﻤﻘﺎم \" ِﻤن\" ،واﺴم \" ِﻤﻨﻰ\" ﻓﻲ ﻤﻛﺔ ،وﻛﻠﻤﺔ أ ِﻤن )آﻤﯿن( أﯿﻀﺎ ،وﻤؤﻨﺜﻪ ﻤﻨﺎة .وأداة اﻟﺠر \" ِﻤن\" ﺘﺤﻤل ﻤﻔﻬوم ﺒﺎطن اﻟﺸﻲء أو ﻤﺎ ﺨﻔﻲ ﻤﻨﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻨﺎ اﻗﺘﻠﻊ اﻟﺤﺠر ﻤن اﻟﺠﺒل أو اﺴﺘﺨرج اﻟﻤﺎء ﻤن اﻷرض .إذن ،ﻓﻬو ﻟﻘب ﺘﺒﺠﯿل واﺤﺘ ارم ﯿطﻠق ﻋﻠﻰ ﻤن اﺤﺘﻔظت ﻟﻬم اﻟذاﻛرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺒﻤﻨزﻟﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻛﺠوﻫر ﻟﺒواطن اﻷﻤور ،أو اﻟذي ﺘﺨرج ﻤن ﺠوﻫرﻩ اﻷﺸﯿﺎء 409.ﻟذﻟك ،ﻻ ﯿوﺠد ﻤﺎ ﯿﻤﻨﻊ ﺘﺒﺠﯿل \"ﻨﻌر ُﻤر\" ﺒﺈطﻼق اﺴم \" ِﻤ َن\" ﻋﻠﯿﻪ .وﯿﻌزى إﻟﻰ اﻟﻤﻠك \"ﻤﯿﻨﺎ\" ﺒﻨﺎء ﻤدﯿﻨﺔ \"ﻤﻨف\" وﺒﻨﺎؤﻩ ﻓﯿﻬﺎ ﻗﺼ ار ﻛﺎن ﯿدﻋﻰ \"اﻟﺠد ارن اﻟﺒﯿﻀﺎء\" اﻟذي ﻛﺎن ﯿﻘدﺴﻪ ﻋرب اﻟﻨﯿل وﻤﻠوﻛﻬم ﺒﺎﻟطواف ﺤوﻟﻪ ﻀﻤن اﺤﺘﻔﺎﻻﺘﻬم ﺒﺎﺘﺤﺎد اﻟﺒﻼد\" .وﻤن اﻟﺠدﯿر ﺒﺎﻟذﻛر أن اﻟﻨﺒﻊ اﻟذي ﻤﺎ ﯿ ازل ﯿﺤﻤل اﺴﻤﻪ )وﻫو ﺒﺌر ﻤﯿﻨوس( ﯿﻘﻊ ﻗرب ﻤدﯿﻨﺔ اﻟﻠﯿث ﻋﻠﻰ ﺸﺎطﺊ اﻟﺒﺤر اﻷﺤﻤر \"،ﻓﻲ ﻋﺴﯿر410. 408ﻓﺧري ،ص .75 409ﯾﺷﯾر اﻷﺳﺗﺎذ أﺣﻣد داوود ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،أن اﺳم \"ﻣﯾﻧﺎ\" ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻠﮭﺟﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ \"اﻟﻔﻼح أﺑو اﻟﻧﺳل واﻟذرﯾﺔ\" )ص .(493وﻗد وﺟدﻧﺎ ﻓﻲ ھذا ﺗﺄﻛﯾدا ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي أﻋطﯾﻧﺎه ﻟﮫ ﻛﺟوھر ﺗﺧرج أو ﺗﺻدر ﻣ هن اﻷﺷﯾﺎء. 410داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .493
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺜم ﺘﺒﻊ اﻟﻤﻠك \"ﻨﻌر ﻤر\" ﻓﻲ اﻟﺤﻛم اﻟﻤﻠك \"ﻋﺤﺎ\" واﻟذي ﯿﻌﻨﻲ اﺴﻤﻪ اﻟﻤﺤﺎرب 411.وﻗد اﺴﺘوﻗﻔﻨﺎ ﻫذا اﻻﺴم ﺒﺴﺒب ﻨدرة إﺘﺒﺎع ﺤرف اﻟﻌﯿن ﺒﺤرف اﻟﺤﺎء ﻓﻲ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،أو ﺒﺎﻟﻌﻛس ،ﻷﻨﻬﻤﺎ ﺤرﻓﯿن ﺒﻠﻌوﻤﯿﯿن ﻻ ﯿﺴﻬل ﻨطﻘﻬﻤﺎ ﺘﺒﺎﻋﺎ .وﻟﻛن ﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻛﻠﻤﺔ \"ﻋﺠﺎ\" ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺸرس أو ﺸدﯿد ﻛﺼﻔﺔ ﻤن ﺼﻔﺎت اﻟﻤﺤﺎرب .ﻓﻠﻌل اﻟﺤﺎء ﻫﻨﺎ ﺠﯿﻤﺎ ﺨﺎﺼﺔ وأن \"ﻋ َﺞ\" ﻤن اﻷﺴﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﺴﺘﺘﻛرر ﻟﻤﻠوك ﻫذﻩ اﻷﺴرة .وﻟﻛن ﺒﻌض اﻟﻤ ارﺠﻊ اﻷﺨرى ﺘﺸﯿر إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻤﻠك ﺘﺤت ﻟﻘب \"أﺨﺎ ﺤر\"412. وﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻛم اﻟﻤﻠك \" َﺠر\" أو \"زر\" .وأرﯿد أن أﻗف ﻗﻠﯿﻼ ﻋﻨد اﺴم ﻫذا اﻟﻤﻠك .اﻟزر ،ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺘﻌﻨﻲ ﺤد اﻟﺴﯿف ،واﻟزرة ﺘﻌﻨﻲ اﻟﻌﻘل وﻋﻠﯿﻪ ،زّر اﻟرﺠل أي ازد ﻋﻘﻠﻪ وﺘﺠﺎرﺒﻪ وﻓﺼﻠﻪ ﻓﻲ اﻷﻤور .واﻟﻤ ارﺠﻊ ﻻ ﺘﺘﻔق ﻋﻠﻰ ﻨطق ﺼﺤﯿﺢ ﻻﺴﻤﻪ ﺒﺴﺒب ﺴوء ﻓﻬم اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻷورﺒﯿﯿن ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ .ﻓﻬو \"ﺠر\" أو \"زر\" ﻋﻨد ﺒﻌﻀﻬم وﻫو \"دﺠر\" ﻋﻨد آﺨرﯿن .وﻤن ﻤؤرﺨﯿﻨﺎ اﻟﻘدﻤﺎء ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻛﺎن ﻛﺎﻫن ﻤﻌﺒد ﺴﻤﻨود ،ﺤواﻟﻲ 280ق.م ،واﺴﻤﻪ ﻤﺎﻨﯿﺘو )ﻤﻨﺘو( ،اﻟذي أﺸﺎر إﻟﻰ أﻨﻪ ﻗد ﺘم إطﻼق اﺴم ﺠدﯿد ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻤﻠك ﻤﻨذ اﻟدوﻟﺔ اﻟوﺴطﻰ 1580 – 2065 ،ق.م ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،وﻫو \"ﺨﻨت\" اﻟذي ﺘﻔﻀﻠﻪ ﻤﻌظم اﻟﻤ ارﺠﻊ ﺒﺴﺒب ﺘﺄﻛدﻫﺎ ﻤن ﻨطﻘﻪ .و\"ﺨﻨت\" ﻫﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ \"ﻨﺨت\" ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻨﺨت اﻟﺨﺒر ﺒﻤﻌﻨﻰ اﺴﺘﻘﺼﺎﻩ ﻓﻌرف ﺘﻔﺎﺼﯿﻠﻪ و ازد ﻋﻠﯿﻪ .وﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻛﻬذﻩ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ ﻓﻬم اﺴﺘﺒدال اﻻﺴم ﻤﻊ اﻹﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻨﻰ .وﺒﻤﺎ أن \"زر\" ﺘﻌﻨﻲ اﻟﻌﻘل ،ﻓﻌﻠﻰ اﻷرﺠﺢ أن اﻟﻠﻔظ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻻﺴم اﻟﻤﻠك ﻫو \"دﺠر\" أو ﺒﺸﻛل أدق \"ذو زر\" أي ﺼﺎﺤب ﻋﻘل أو ﻋﻠم .وﻫذا ﯿﺘﺴق ﻤﻊ ﻤﺎ ﯿروى ﻋﻨﻪ ﺒﺄﻨﻪ ﻛﺎن طﺒﯿﺒﺎ وأﻟف ﻛﺘﺎﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺸرﯿﺢ وﻟﻪ وﺼﻔﺔ طﺒﯿﺔ ﻟﺘﻘوﯿﺔ اﻟﺸﻌر 413.وﻤن \"زر\" ﻫﻨﺎك \"آزر\" ،اﻟذي ﯿﻠﻔظ ﻋﻨد اﻟﺒﻌض \"أوزﯿر\" أو \"ﻋزﯿر\" وﻫو رب ﻟﻪ دور ﻛﺒﯿر ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻤرﺘﺒط ﺒﺎﻟﺒﻌث ﻤن اﻟﻤوت .وﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨرى ﺒﺴﻬوﻟﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟطﺒﯿب اﻟﺸﺎﻓﻲ واﻟﻤﯿت اﻟذي ﯿﻌود إﻟﻰ اﻟﺤﯿﺎةٕ .واذا أﺨذﻨﺎ ﺒﻤﺒدأ اﻹﺒدال اﻟﺸﺎﺌﻊ ﻤﺎ ﺒﯿن ﺤرﻓﻲ اﻟزﯿن واﻟﺴﯿن ،ﻓﺎﺴم 411داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .80ﻋﻣد اﻷﺳﺗﺎذ أﺣﻣد ﻓﺧري إﻟﻰ ﺗﺻﺣﯾﺢ ﺗرﺟﻣﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻷورﺑﯾﯾن ﻻﺳم ھذا اﻟﻣﻠك ﺑﻘﻠﺑﮫ اﻟﮭﻣزة ﻋﯾﻧﺎ ،ﻓﮭذه اﻟﻣﺻﺎدر ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﺳﻣﮫ ﺑﻠﻔظﺔ \"أﺣﺎ\" .و\"ﺣﺎ\" و\"ﺣو\" ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷدة اﻟﺧﺻب ﻣﺛل \"ﺣواء\" ،واﺣو ّوت اﻷرض ﺑﻣﻌﻧﻰ اﺧﺿرت .وﻣﻊ أن ﻣﻔﮭوم اﻟﺷدة ﯾﺑﻘﻰ ﺛﺎﺑﺗﺎ ﺗﺣت ھذا اﻟﻠﻔظ أﯾﺿﺎ، ﻛﺻﻔﺔ ﻣن ﺻﻔﺎت اﻟﻣﺣﺎرب ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﻠﻘﻲ ﺿوء ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻻﺳم .ﻓﻛﻠﻣﺔ \"أﺣﺎ\" ﻧﺗﻌرف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ أﺳﻣﺎء ﻣﺛل أﺣﻣس. وھﻧﺎك اﺣﺗﻣﺎل آﺧر ﺑﺄن ﺗﻛون اﻟﺣﺎء ھﻧﺎ ﺧﺎء ،ﻓﯾﻛون اﻻﺳم أﺧﺎ وأﺧﻣس وﻣؤﻧﺛﮭﺎ أﺧت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻧﻲ ﻓﺻل اﻟﻔﯾﺿﺎن ﻓﻲ وادي اﻟﻧﯾل ،ﻣﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﻣﻔﮭوم اﻟﺧﺻب أﯾﺿﺎ .وﺑﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗدﺧل ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻓﻲ أﺳﻣﺎء ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻠوك ،ﻣﺛل ﺧﺎ ﺳﺧﻣو ،وﺗﺣﻣل ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺷدة واﻟﻣﺂزرة ﻛﺻﻔﺎت ﻟﻠﻣﺣﺎرب ،ﻓﮭذا اﻻﺣﺗﻣﺎل وارد ﻛذﻟك .وﺳوف ﻧﺗﻌرض ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث إﻟﻰ ﺧطوط ﺗطور اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﻌﺎﻧﻲ ﻛﻠﻣﺎﺗﮭﺎ ﻟﺣﺳر ﻣﺎ ﯾﺑدو ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻔوﺿﻰ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺛل ھذه اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ. 412ﺑوﺗرو ،ص .284اﻟذي ﻗد ﯾﻌﻧﻲ ﻛﻣﺎ اﻟﻠﻔظ اﻟﻘدﯾم ﯾﺷﯾر إﻟﯾﮫ أي أخ ﻟﺣر ،أو رﺑﻣﺎ اﻟﻣﺳﻧود ﺑﺣر أو اﻟﻘوي ﺑﮫ وھﻲ ﻛﻠﮭﺎ ﺗﺣﻣل ﻣﻔﮭوم اﻟﻣﺣﺎرب اﻟﺷدﯾد ﻛﻣﺎ أرى ﻣﻣﺎ ﯾﺑرر اﺧﺗﻼف ﻧطق اﺳﻣﮫ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ. 413إﺑراھﯾم ،ص ،95ودرﯾﺗون ،ص .155
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻤﻠك ﻗد ﯿﻛون \"ذو ﺴر\" .وﻫذا ﻟن ﯿؤدي إﻟﻰ اﺨﺘﻼف ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺤﯿث اﻹﯿﺤﺎء ﺒﺎﻟﻤﻌرﻓﺔ ﺒﺒواطن اﻷﻤور وأﺴ اررﻫﺎ ﺴﯿﺴﺘﻤر ﻫﻨﺎ أﯿﻀﺎ .وﯿﺒدو أن ﻫذا اﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﻓﻲ اﻷﺴﻤﺎء ﻗﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﺼور اﻟﻤﺘﺄﺨرة إﻟﻰ ﺘﺤوﯿل ﻗﺒر اﻟﻤﻠك \"ذو زر\" إﻟﻰ ﻤﺤﺞ وﻤﻘﺎم ﻤﻘدس ظﻨﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻗﺒر اﻟرب \"آزر\" 414.وﻫو ﻤﺎ ﯿﻔﺴر ﻟﻨﺎ ﺘﻐﯿر اﺴﻤﻪ ،إﻟﻰ \"ﻨﺨت\" ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ اﻟوﺴطﻰ .وﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻻﺤﻘﺎ ﻨﺘﻌرف ﻋﻠﻰ \"آزر\" ﻛﺎﺴم ﻷﺒﻲ ﺴﯿدﻨﺎ إﺒ ارﻫﯿم ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم 415.وﻫو أﯿﻀﺎ ﻋﺎزر وﻋز ار ،اﺴم ﻋرﺒﻲ ﻤﺘداول إﻟﻰ اﻵن .وﺤول ﻤﻘﺒرة اﻟﻤﻠك \"ذو زر\" اﻟرﻤزﯿﺔ ،ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋن 334ﻗﺒ ار ﺘﻌود ﻟﻨﺴﺎء وﺒﻌض أﻓ ارد ﺤﺎﺸﯿﺘﻪ ﺘﺄﻛﯿدا ﻟدور اﻟﻤﻠك ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﻊ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ 416.ﻓﺎﻟدﻓن ﺒﺎﻟﻘرب ﻤن ﻫذﻩ اﻟﺤﻠﻘﺔ ﻓﯿﻪ ﻀﻤﺎن ﻟﻼﺘﺼﺎل ﺒﺎﻟﻤﻠك ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻘدﺴﻲ .وﻓﻲ ﻋﻬدﻩ ﺒدأت ﻋﺎدة ﺤﻠق اﻟﻠﺤﻰ واﺴﺘﺒداﻟﻬﺎ ﺒﻠﺤﻰ ﻤﺴﺘﻌﺎرة ﺘﻠﺒس ﻓﻲ أﯿﺎم اﻷﻋﯿﺎد .وﻗد اﻨطﺒق ﻫذا ﻋﻠﻰ اﻟﺴﯿدات أﯿﻀﺎ ،ﻓﯿﺒدو ﺒﺄﻨﻬن ﻛن ﯿﻀﻌن ﻀﻔﺎﺌر ﻤﺴﺘﻌﺎرة إذا ﻤﺎ ﺨرﺠن ﻤن اﻟﻤﻨزل وﯿﻨزﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ داﺨﻠﻪ417. وﻗد ﺘﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌرش اﻟﻤﻠك \" َﺠت\" اﻟذي ﻋﺜر ﻋﻠﻰ اﺴﻤﻪ ﻤﻨﻘوﺸﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﺠر ﯿﻌرف ﺒﻤﺴﻠﺔ اﻟﻤﻠك اﻟﺜﻌﺒﺎن ﺤﯿث ﺘم ﻨﻘش واﺠﻬﺔ ﻗﺼرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠر ﻓﻲ اﻷﺴﻔل وﻓوﻗﻬﺎ ﻨﻘش اﺴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺸﻛل ﺜﻌﺒﺎن ﯿﻌﻠوﻩ اﻟﺼﻘر رﻤز \" ُﺤر\" 418.و\" َﺠت\" ﻫو اﺴم اﻟرﻤز اﻟﻘدﺴﻲ اﻟذي ﻤﺜﻠﺘﻪ ﺤﯿﺔ اﻟﻛوﺒ ار ﻋﻠﻰ ﺘﺎج اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ وﻗد ﺘﻌرﻓﻨﺎ ﻋﻠﯿﻪ ﻓﻲ ﻟوﺤﺔ \"ﻨـََﻌر ُﻤر\" ﺴﺎﺒﻘﺎ 419.وﻨﻼﺤظ ﻫﻨﺎ ﺒﺄن اﻟﻤﻠك ﻗد اﺨﺘﺎر اﺴم رﻤز ﻗدﺴﻲ ﻛﺎﺴم ﻟﻪ دون إﻟﺤﺎق ﻛﻠﻤﺔ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﺘوﻀﺢ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻟرﻤز ﻛﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺤﺎل ﻤﻊ \"ﻨـََﻌر ُﻤر\" .ﻓﻬو ﻟم ﯿﺴﱢم ﻨﻔﺴﻪ ﺼﺎﺤب \" َﺠت\" أو ﺘﺎﺒﻊ \" َﺠت\" أو اﻟﻘوي \"ﺒ َﺠت\" ،وﻟﻛن اﻛﺘﻔﻰ ﺒﻌﻼﻤﺔ اﻟﺜﻌﺒﺎن ﻟﻠﺘدﻟﯿل ﻋﻠﻰ اﺴﻤﻪ ﻤﻘﺎﺒل اﻟﺴﻤﻛﺔ واﻹزﻤﯿل ﻋﻨد \"ﻨﻌر ﻤر\" .ﻓﻬل ﻓﻲ ﻫذا إﺸﺎرة إﻟﻰ ﺒداﯿﺔ ﺤدوث ﺘﻐﯿﯿر ﻤﺎ ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟرﺴﻤﯿﺔ؟ ﻟﯿس ﺒﺎﻟﻀرورة .ﻓﺎﻟﺒﺎﺤﺜون اﻷورﺒﯿون ﻏﯿر ﻤﺘﻔﻘﯿن ﻋﻠﻰ ﻨطق اﻟﻛﻠﻤﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ وﻫذا أﻤر طﺒﯿﻌﻲ .ﻟذﻟك ،ﻨﺠد اﺴﻤﻪ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻟﻤ ارﺠﻊ وﻗد ﻛﺘب \"دﺠت\" ﺒدﻻ ﻤن \" َﺠت\" .وﻫذا أﻗرب إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺔ إذ ﻨرﺠﺢ ﺒﺄن \"دﺠت\" ﻫﻲ \"ذو َﺠت\" ﺒﻤﻌﻨﻰ 414إﺑراھﯾم ،ص .95 415ﺳورة اﻷﻧﻌﺎم ،آﯾﺔ ).(74 416إﺑراھﯾم ،ص .95 417إﺑراھﯾم ،ص .96 418ﺑوﺗرو ،ص .235 419ﻓﺧري ،ص .51و\" َﺟت\" ھﻲ ﺟث ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻟﻠﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌروف ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺗﺎء واﻟﺛﺎء ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﺞ وﺛﻠﺞ ،أو ﺗﻌﻠب وﺛﻌﻠب، وﺗﻌﻧﻲ اﻗﺗﻠﻊ أو ﺳﻠﺦ ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب واﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻛﺎﺳم ﻟﻠﺣﯾﺔ.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺼﺎﺤب اﻟرﺒﺔ اﻟﺤﯿﺔ .وﻤﺎ ﯿﻠﻔت اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﻫﻨﺎ أن \"ﺠت\" ﻫو ﻟﻘب ﻟرﺒﺔ ،أي ﻟﻘب أﻨﺜوي .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻻ ﺒد ﻤن وﺠود ﻤﻘﺎﺒل ذﻛري ﻟﻪ ،أي إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك َﺠت ﻓﻼ ﺒد ﻤن وﺠود ﺠﺎ أو ﺠﻲ .وﻫذا ﻤﺎ ﯿﺒرر وﺠود اﺴم آﺨر ﻟﻬذا اﻟﻤﻠك ﻫو \"أﺠﻲ\" أو \"أوﺠﻲ\" ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﻘﺎم أو اﺒن اﻟﺜﻌﺒﺎن 420.وﻫﻨﺎ ﻨﻼﺤظ ﺘﺤوﻟﻪ إﻟﻰ ﻟﻘب ذﻛري ﻤﻘﺎﺒل اﺴﻤﻪ اﻷﻗدم \"ذو َﺠت\" ﻤﻊ اﻹﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻟﺤﯿﺔ/اﻟﺜﻌﺒﺎن .وﻗد ﯿﻛون ﻓﻲ ﻫذا دﻟﯿل ﻋﻠﻰ ﺘﺤول اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻟذﻛر ﻤﻘﺎﺒل اﻷﻨﺜﻰ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ إﺒﺎن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .أﻤﺎ اﻟﻤﺼطﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻤﺜﻠت ﻗﺒر اﻟﻤﻠك اﻟرﻤزي ﻓﻲ أْﺒﯿـَد ،أﺒﯿدوس ،ﻓﻘد ﻛﺎﻨت أﺼﻐر ﻤن ﻤﻘﺒرة \"ذو زر\" وﻋدد ﻤداﻓن أﻓ ارد ﺤﺎﺸﯿﺘﻪ ﺤوﻟﻬﺎ أﻗل ﻤن ﺴﻠﻔﻪ 421.ﻓﻬل ﺒدأت ﺘﺘزﻋزع ﻓﻛرة اﻟﻤﻠك ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﻊ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ؟ اﻟﻔرق ﻤﺎ ﺒﯿن أﺴﻤﺎء اﻟﻤﻠوك اﻷرﺒﻌﺔ اﻷواﺌل ﻗد ﯿﺤﻤل ﻟﻨﺎ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺤدوث ﺘﻐﯿر ﻤﺎ ﻓﻲ ﻨظرة اﻟﻤﻠوك ﻷﻨﻔﺴﻬم\" .ﻨﻌر ﻤر\" و\"ﻋﺠﺎ\" و\"ذو زر\" ﺘﺤﻤل أﻟﻘﺎﺒﻬم ﺼﻔﺎت \"اﻟﻤﺸّرع\" و\"اﻟﻤﺤﺎرب\" و\"اﻟﻌﺎﻟِم\" ﺒﺎﻟﺘﺴﻠﺴل 422.أﻤﺎ ارﺒﻊ ﻫؤﻻء اﻟﻤﻠوك ﻓﻠﻘﺒﻪ ﯿﺤﻤل ﺼﻔﺔ رﻤز ﻗدﺴﻲ ﻨﻌرﻓﻪ ﻤن ﻟوﺤﺔ \"ﻨﻌر ﻤر\" ،اﻟﺤﯿﺔ .وﻓﻲ ﻫذا إﺸﺎرة ﯿﺼﻌب ﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻤل اﻟﻤﻠك ﻟﻠﻘب ﯿﺒﯿن ﺒوﻀوح ﻋﻼﻗﺘﻪ اﻟﻤﺒﺎﺸرة ﺒﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ وﯿؤﻛد ﻋﻠﯿﻬﺎ ،ﻤﻘﺎﺒل اﻹﯿﻤﺎن اﻟﻀﻤﻨﻲ ﺒوﺠود ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ واﻨﺘﻔﺎء ﻀرورة اﻟﺘﺄﻛﯿد ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻟدى اﻟﻤﻠوك اﻟﺴﺎﺒﻘﯿن .ورﺒط ﻫذا اﻟﺘﻐﯿر ﻤﻊ اﻨﺨﻔﺎض ﻋدد ﻗﺒور ﺤﺎﺸﯿﺔ اﻟﻤﻠك \"ذو َﺠت\" ﺤول ﻤدﻓﻨﻪ ﻗد ﯿدﻋم اﺤﺘﻤﺎل ﺤدوث ﺘﺤٍد ﻟﻠﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ دﻓﻊ ﻫذا اﻟﻤﻠك إﻟﻰ اﻟﺘﺄﻛﯿد ﻋﻠﻰ ﻫوﯿﺘﻪ اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﺒﺸﻛل أﻛﺜر ﻤﺒﺎﺸرة. وﻤﺎ ﯿؤﯿد وﺠود ﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘﺤدي أن اﻟﻤﻠك اﻟذي ﺘﺒﻊ \"ذو َﺠت\" ﻋﻠﻰ اﻟﻌرش ﻛﺎن ﯿﺤﻤل اﻟﻠﻘب \"َدن\" .و\"َدن\" ﻤﺜل \" ُﻤر\" ﺘﻌﻨﻲ اﻟﺴﯿد ،اﻟرب ،وﻤﻨﻬﺎ ﻋدن أي ﻤﻘﺎم اﻟﺴﯿد \"َدن\" ،وﻋدﻨﺔ أو أﻀﻨﺔ ﻓﻲ 420وھذا اﻻﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﯾره ﻣن أﺳﻣﺎء اﻟﻣﻠوك اﻟﻘدﻣﺎء ،ھو ﻣن ﺿﻣن اﻷﺳﻣﺎء اﻟﺗﻲ ﺗم اﻋﺗﻣﺎدھﺎ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﮭؤﻻء اﻟﻣﻠوك ﻣن ﻗﺑل ﻣوﺛﻘﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻌرب ﻓﻲ وادي اﻟﻧﯾل .ﻓﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾرد اﺳم اﻟﻣﻠك ﻋﻠﻰ ﺣﺟر ﺑﺎﻟرﻣو ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻣﺎﻧﯾﺗو ﻣﻊ اﻋﺗﻣﺎد اﻷﺣداث ﻧﻔﺳﮭﺎ .وإن ﻛﻧﺎ ﺳﻧﺗﺣدث ﻻﺣﻘﺎ ﻋن ﻛﯾف ﺗطورت ﻟﻐﺗﻧﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،إﻻ أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻔﯾد أن ﻧذﻛر ھﻧﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻛﻠﻣﺔ \"ﺟﻲ\" ﺑﺎﻷرض .ﻓﺎﻟﺛﻌﺑﺎن ﻣﺧﻠوق زاﺣف ﻣﻠﺗﺻق ﺑﺎﻷرض ﻣﻣﺎ ﯾﻔﺗرض ارﺗﺑﺎط ھذه اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻷرض أﯾﺿﺎ ،ﻓﻣﻧﮭﺎ اﺷﺗﻘت ﻛﻠﻣﺔ \"ﺟب\" اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻷرض واﺳﺗﺧدﻣت ﻓﻲ وادي اﻟﻧﯾل ﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ رب اﻷرض .ورﺑﻣﺎ ﺟب ءل ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أرض اﻟرب اﻟﻌﻠﻲ ھﻲ ﺟﺑل وﺟﺑﺎل ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻷرض اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ. 421 وأﺷرﻧﺎ. ﺳﺑق اﻟﺑﯾﺿﺎء. اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻓﮭﻲ أﺑﯾض، واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ \"ﺑﯾدا\" ﻓﻲ زھران ،ﻋﺳﯾر، إﻟﻰ ﺟﺑل ﻧﺳﺑﺔ إﺑراھﯾم ،ص .96وأ ْﺑﯾـَد 422 آزر ﻛﻣﺎ ﺑزر أو ﻟﻘﺑﮫ ﻻرﺗﺑﺎط ﺑﮭذه اﻟﻧﻘطﺔ ﻣﻔﺗرق اﻟطرق ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﯾﻘف ﻋﻧد زر\" وإن ﻛﻧت أرﺟﺢ ﺑﺄن \"ذو
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺒﻼد اﻟﺸﺎم .واﻻﺴم ،ﻛﻤﺎ ﻫو واﻀﺢ ،ﯿﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ اﻟدﻨو واﻟﻘرب ،ﻓﻬو اﻟﺴﯿد اﻟﻘرﯿب .وﻫﻨﺎ ﻻ ﻤﺠﺎل ﻟﻠﺸك ﺒﺄﻨﻪ ﻗد ﺘم اﺴﺘﺨدام اﻻﺴم دون ﻛﻠﻤﺔ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﺘوﻀﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻬذا اﻟﺠد اﻟﻤﺒﺠل423. ﻓﺎﻟﻤﻠك ﻫﻨﺎ ﻟﯿس ﺒﺼﺎﺤب وﻻ ﺘﺎﺒﻊ ﻷﺤد ﺒل ﯿﺼف ﻟﻘﺒﻪ ﻋﻼﻗﺘﻪ اﻟﻤﺒﺎﺸرة ﻤﻊ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﺒﺸﻛل ﺼرﯿﺢ وواﻀﺢ .وﯿزداد اﻷﻤر أﻫﻤﯿﺔ إذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن زوج اﻟﻤﻠك \"َدن\" ﻛﺎن اﺴﻤﻬﺎ \"ﻤرت – ﻨـُت\" أي ﺴﯿدة اﻟﺴﻤﺎء .ﻓﻛﻠﻤﺔ ﻤرت ﻫﻲ ﻤؤﻨث ُﻤر ،وﻤﺎزﻟﻨﺎ ﻨﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ ﺤﺘﻰ اﻵن ،وُﻨت ،أو ﻨوت ،ﻫﻲ ﻤؤﻨث \"ﻨو\" ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ .واﻻﺴم ﻫﻨﺎ ﻻ ﯿﺤﻤل أي ﻛﻠﻤﺔ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﺘوﻀﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ اﻟرﻤز اﻟﻘدﺴﻲ ﺨﺎﺼﺔ إذا ﻤﺎ ﻗﺎرﻨﺎﻫﺎ ﻤﻊ اﻷﺴﻤﺎء اﻟﻤﻌروﻓﺔ ﻟﺒﻌض ﻤﻠﻛﺎت اﻷﺴرة اﻷوﻟﻰ ﻤﺜل اﻟﻤﻠﻛﺔ \"ﻨـُت ﺤطـَب\" ،زوﺠﺔ اﻟﻤﻠك \"ﻋﺠﺎ\" ،واﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ ﻨﺼﯿرة ﻨـُت ،أو \"ﻫر ﻨـُت\" واﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ ﺠﺒل ﻨـُت ،وﻫر ﻤﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﻫرم أي اﻟﺠﺒل. ﻤﻘﺒرة اﻟﻤﻠﻛﺔ \"ﻤرت ﻨوت\" ﻛﺎﻨت ﻤن اﻟﻛﺒر واﻟﻌظﻤﺔ ﻤﺎ دﻓﻊ ﺒﺎﻟﻛﺜﯿر ﻤن اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن ،وﻟﻔﺘرة طوﯿﻠﺔ، إﻟﻰ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻗﺒ ار ﻟﻤﻠك 424.وﻫذا ﻻ ﯿﻤﺜل اﻟﻤظﻬر اﻟوﺤﯿد ﻟﺒداﯿﺔ ﺤدوث ﺘﻐﯿر ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل .ﻓﻘد ﺘم اﻟﻌﺜور ﻓﻲ ﺴﻘﺎرة ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺒرة ﻛﺒﯿرة ﻟرﺌﯿس ﻤوظﻔﻲ اﻟﻤﻠك واﺴﻤﻪ \"ﺤﻤﺎﻛﺎ\" ﻤﻤﺎ ﯿدل ﺒﺸﻛل واﻀﺢ أن ﺒﻌض أﻓ ارد ﺤﺎﺸﯿﺔ اﻟﻤﻠك وﻨﺴﺎئه ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،ﻟم ﯿﻌودوا ﯿدﻓﻨون ﻓﻲ ﻗﺒور ﻤﺘواﻀﻌﺔ ﺤول ﻗﺒر اﻟﻤﻠك ،ﻓﻠم ﯿﺘﺠﺎوز ﻋدد اﻟﻘﺒور ﺤوﻟﻪ 137ﻗﺒ ار 425.ﻓﻬل ﯿﻌزز ذﻟك ﺒﺸﻛل أﻛﺒر ﺘزﻋزع ﻓﻛرة اﻟﻤﻠك ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل؟ أوﻟﻰ اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺤﺘﻔﺎل ﺒﻌﯿد اﻟﺴد ﺘﻌود إﻟﻰ اﻟﻤﻠك \"دن\" اﻟذي ﻗﺎم ﻓﻲ ﻨﻔس اﻟﻌﺎم ﺒﻌدد ﻤن اﻟﺤﻤﻼت اﻟﻌﺴﻛرﯿﺔ وﺒﻨﺎء اﻟﻤﻌﺎﺒد وﺘ أرس اﻻﺤﺘﻔﺎﻻت اﻟدﯿﻨﯿﺔ .وأﻛﺜر ﻤﺎ ﯿﻠﻔت اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﺤول ﻋﯿد اﻟﺴد أن ﻤن ﻤظﺎﻫرﻩ طواف اﻟﻤﻠك ﻫروﻟﺔ ﺤول ﻋﻤودﯿن ﻤن اﻟﺤﺠﺎرة ﯿرﻤ ازن إﻟﻰ ﻗﺼر \"اﻟﺠد ارن اﻟﺒﯿﻀﺎء\" اﻟذي ﺒﻨﺎﻩ \"ﻤﯿﻨﺎ\" .ﻟذﻟك ﯿطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﯿد أﺤﯿﺎﻨﺎ ﻋﯿد اﻟطواف 426.وﻫذا ﯿﺘﻔق ﻤﻊ 423اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣدث ﻋن اﻷﺳرة اﻷوﻟﻰ ﺗﻔﺿل اﻋﺗﻣﺎد اﺳم \"أودﯾﻣو\" ﻟﮭذا اﻟﻣﻠك ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﺎﻧﯾﺗو .وﻟﺳت أدري ﻛﯾف ﻧﺟﺣوا ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر أﺣرف اﻟﺗﺷﻛﯾل .وأرى ﺑﺄن ﺧﻼﻓﮭم ﻣﺣﺻور ﻣﺎ ﺑﯾن ﻗراءة اﻻﺳم \"دن\" و \"دم\" أو \"أدم\" ﻟﯾس إﻻ .وأﻣﺗﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر أن اﺳﻣﮫ ﻓﻲ درﯾﺗون ،ص ،157ﻗد ﻛﺗب ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ \"ودى ﻣو\" إﻣﻌﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷوﯾﮫ واﻟﺳذاﺟﺔ. 424درﯾﺗون.158 ، 425إﺑراھﯾم ،ص .101وﻟﻌل ﺣﻣﺎﻛﺎ ھﻲ ﺣﻣق واﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣدة. 426درﯾﺗون ،ص ،156وإﺑراھﯾم ،ص .98
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟطواف ﺤول اﻟﻌﻤود اﻟﺤﺠري ﻓﻲ ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم وﻋﻠﻰ اﻤﺘداد وادي اﻟﻔ ارت ﻛﻤﺎ ﺴﻨﺘﻌرض ﻟﻪ ﻻﺤﻘﺎ ،وﻫو ﺠزء ﻤن أﻗدم ﺘﻘﺎﻟﯿد اﻟﻌﺒﺎدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﺘﻲ درﺠﻨﺎ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﯿوﻤﻨﺎ ﻫذا 427.ﻤﺎ ﯿﻬﻤﻨﺎ ﻫﻨﺎ ،ﻫو ظﻬور اﻟﺤﺎﺠﺔ ﻟﻘﯿﺎم اﻟﻤﻠك ﺒﺘﺄﻛﯿد ﻗوﺘﻪ وﻋﻨﻔﻪ وﺴﯿطرﺘﻪ ﻛﻤﻤﺜل ﻟﻼﺒن ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻤﻘدس .ﻓﺎﻟﻤﻠك \"دن\" ﻛﺎن أول ﻤن \"اﺴﺘﺤدث ﻟﻘﺒﺎ ﺠدﯿدا ﻟم ﯿﻛن ﻤﻌروﻓﺎ ﻤن ﻗﺒل\" ﻛﻲ ﯿﻀﺎف إﻟﻰ دﯿﺒﺎﺠﺔ أﻟﻘﺎﺒﻪ اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﯿد ﻋﻠﻰ ﺴﻠطﺘﻪ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ،وﻫو اﻟﻠﻘب اﻟﻤﻌروف ﺒﺎﻟﺒوﺼﻲ واﻟﻨﺤﻠﻲ ،ﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒوص واﻟﻨﺤﻠﺔ رﻤوز ﻤﻤﻠﻛﺘﻲ اﻟﺼﻌﯿد واﻟدﻟﺘﺎ ﻗﺒل اﻟوﺤدة 428.ﻓﻤﺎ اﻟذي ﺘﻌﻨﯿﻪ ﻛل ﻫذﻩ اﻷﺤداث؟ اﻟﻤﻠك \"َدن\" واﻟﻤﻠﻛﺔ \"ﻤرت ﻨت\" أﻨﺠﺒﺎ وﻟدا ﺤﻛم ﺒﻌد أﺒﯿﻪ اﺴﻤﻪ \" َﻋﺞ أب\" ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺸدﯿد اﻟظﻬور أو اﻟﻌظﻤﺔ ،ﺤﯿث أب وأﺒﯿب ﻤﺎ ازﻟت ﺘﻌﻨﻲ اﻟظﻬور واﻟوﻀوح .وﻤن \"ﻋﺞ أب\" ﺘﻛوﻨت ﻻﺤﻘﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،ﻛﻠﻤﺔ \"اﻟ ُﻌ ْﺠب\" ﺒﻤﻌﻨﻰ اﻟزﻫو أو اﻟ ِﻛﺒر .وﻛﺄﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻤﻨذ ﻋﺼر اﻟﻤﻠك \"دن\" أﻤﺎم ﺘوﺠﻪ ﻤن ﻗﺒل اﻟﻤﻠوك إﻟﻰ اﻹﻤﻌﺎن ﻓﻲ ﻓﺼل أﻨﻔﺴﻬم ﻋن اﻟﻨﺎس وﺘﻌظﯿم ﺸﺄﻨﻬم واﻟﺘﺄﻛﯿد ﻋﻠﻰ ﻫوﯿﺘﻬم اﻟﻘدﺴﯿﺔ إﻟﻰ درﺠﺔ ﺘﺒﻨﻲ أﺴﻤﺎء اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ ذاﺘﻬﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺒدو وﻛﺄﻨﻪ أﺨذ ﻟﻤﻛﺎﻨﺔ ﻫذﻩ اﻟرﻤوز ﻤن ﻗﺒﻠﻬم. وﻗد ﯿﻛون ﻤن اﻟﻤﺘوﻗﻊ وﺠود ﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘوﺠﻪ ﻓﻲ ﻀوء اﻟﺘﻌدﯿل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻤن ﻗﺒل وادي اﻟﻨﯿل .ﻓﺎﻟﻤﻠك ﺼﺎﺤب ﺴﻠطﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي وﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸرة ﺒﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺤﯿﺎﺘﻪ وﻤﻤﺎﺘﻪ .وﻟﻛن ﻻ ﯿوﺠد أي ﺸﻲء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺘﻌدﯿل ﯿﺸﯿر إﻟﻰ أن اﻟﻤﻠك، ﻛﺸﺨص ،ﻫو إﻟﻪ ﺒﺤد ذاﺘﻪ ،ﻓﻤﺎ ﯿﺼﺒﻎ ﻋﻠﯿﻪ ﻫذﻩ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻫو ﻨﺠﺎﺤﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺼب .وﻫذا ﺒﺤد ذاﺘﻪ ﻤﻔﻬوم ﻋﯿد اﻟﺴد ،أو اﻟطواف؛ إﺜﺒﺎت اﻟﻤﻠك ﺒﺄﻨﻪ ﻤﺎ ازل ﯿﻤﺘﻠك اﻟﻘوة اﻟﻼزﻤﺔ ﻻﺴﺘﺤﻘﺎق ﺴﻠطﺘﻪ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ،ﺒﺄﻨﻪ ﻤﺎ ﯿ ازل ﻤؤﯿدا ﻤن ﻗﺒل اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺘوﺠﻪ ﻤن ﻗﺒل اﻟﻤﻠوك إﻟﻰ اﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺎﻷﺴﻤﺎء واﻷﻟﻘﺎب ﻓﻲ ﺘﺄﻛﯿد ﺴﻠطﺘﻬم وﺘﺄﻟﯿﻪ أﻨﻔﺴﻬم ،ﻓﻬذا ﯿدل ﻋﻠﻰ وﺠود ﺘﺤد ﻗوي ﻟﻸﺴرة اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ووﺠود اﻨﺤ ارف ﻋن اﻟﺘﻌدﯿﻼت ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﺘﻲ ﻨﺸرﻫﺎ \"ﻨﻌر ﻤر\" أﯿﻀﺎ. 427وﻗد ﻟﻔت اﻧﺗﺑﺎھﻧﺎ أن اﻟﻠوح اﻟذي ﻧﻘش ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﻠك ﻓﻲ طواﻓﮫ ﻗد ﻧﻘش رﺳﻣﺎ ﻟﻘﺑر اﻟﻣﻠك ﻣﺣﺎطﺎ ﺑﺳور ﻣزدوج ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺑﯾﺿﺎوي ﻋزل ﻗﺑر اﻟﻣﻠك وﻗﺑور ﺣﺎﺷﯾﺗﮫ ﻋن اﻟﻣﺣﯾط اﻟﺧﺎرﺟﻲ .واﻟﺳور اﻟﻣزدوج ﯾذﻛرﻧﺎ ﺑﻔن ﻋﻣﺎرة ﺳور ﺣﺑوﺑﺔ ﻓﻲ أﻋﺎﻟﻲ اﻟﻔرات ﻗﺑل أﻛﺛر ﻣن 600ﻋﺎم وأﺳوار ﺟﻧوب ﺑﻼد اﻟﺷﺎم ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻷﻟف اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ق.م .ﺑل إن اﻟﺳور اﻟﻣزدوج اﻟﺑﯾﺿﺎوي ﺳﯾظﮭر ﻓﻲ وادي اﻟﻔرات ﻣﺣﯾطﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﺑد ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﺑور ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد وﺣدة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻊ ﺧﺻوﺻﯾﺗﮭﺎ. 428إﺑراھﯾم ،ص .97
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺘﺸﯿر اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌود إﻟﻰ زﻤن \"ﻋﺞ أب\" إﻟﻰ أن ﻗﺒرﻩ اﻟرﻤزي ﻓﻲ أْﺒﯿـَدو )اﻟدار اﻟﺒﯿﻀﺎء( ﻛﺎن أﻓﻘر ﻤن ﻗﺒر ﺴﻠﻔﻪ وأﻗل ﻤﻨﻪ ﻋظﻤﺔ ﺒﻛﺜﯿر 429.وﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘوﺠﻪ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻨﺤطﺎط أﻫﻤﯿﺔ ﻗﺒر اﻟﻤﻠك ﻤﻨذ ﻋﻬد \"ذو َﺠت\" ﯿؤﻛد ﻟﻨﺎ ﺘﺤدي دورﻩ ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﻊ اﻟﻘوة اﻟﻘدﺴﯿﺔ. و\"ﻋﺞ أب\" ،ﻛذﻟك\" ،ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﻨﺠد اﺴﻤﻪ ﻤﻤﺤو ﻤن اﻟﻨﺼب اﻟﻤﻌﺎﺼرة 430\".وﻫذا ﯿﺤﻤل دﻻﻟﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒدور اﻟﻤﻠك ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﻊ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻘدﺴﻲ .ﻓﻤﺤو اﺴم اﻟﻤﻠك ﻋن ﻨﺼﺒﻪ ﯿﻌﻨﻲ إﻟﻐﺎء إﻤﻛﺎﻨﯿﺔ اﻟﺘﻘرب ﻋﻨدﻫﺎ ﻤن اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ،وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻟﻐﺎء دورﻩ ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل .وﯿﻌزي اﻷﺴﺘﺎذ أﺤﻤد ﻓﺨري ،وﻏﯿرﻩ ﻤن اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن ،ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻤﺤو اﻻﺴم إﻟﻰ أن اﻟﻔﺘرة اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ﻟﺤﻛم \"ﻋﺞ أب\" اﻤﺘﺎزت ﺒﺒدء \"اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت واﻏﺘﺼﺎب اﻟﻌرش ﺒﯿن أﻓ ارد اﻟﺒﯿت اﻟﻤﺎﻟك ﻤﻤﺎ ﻛﺎن ﺴﺒﺒﺎ ﻟﻘرب اﻨﺘﻬﺎء ﺤﻛم ﻫذﻩ اﻷﺴرة 431\".ﻫذا ﺼﺤﯿﺢ ،وﻟﻛن ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻻﻀط ارﺒﺎت اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ واﻟﺼ ارع ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻛم ﻻ ﺒد ﻟﻬﺎ ﻤن ﻤﺒرر ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﯿﺠﯿزﻫﺎ .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻤﻠك ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸرة ﺒﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻓﻛﯿف ﯿﺠرؤ أﺤد ﻋﻠﻰ ﺘﺤدي ﺴﻠطﺘﻪ ٕواﻟﻐﺎء دورﻩ ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل إن ﻟم ﯿط أر ﺘﻌدﯿل ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﯿﺴﻤﺢ ﺒذﻟك .ﻓﻤﺤو اﻟﻤﻠك اﻟﺠدﯿد ﻻﺴم ﻤن ﺴﺒﻘﻪ ﻋن ﻨﺼﺒﻪ ﻟﯿس ﻛﻘﯿﺎﻤﻪ ﺒﺈﻟﻐﺎء ﺴﯿﺎﺴﺔ اﻹﻨﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﯿﻊ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ووﻀﻊ ﺴﯿﺎﺴﺔ ﺠدﯿدة ،إﻨﻪ أﻤر ﯿدﺨل ﻓﻲ ﺼﻠب ﻤﺎ ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻤن ﺘﻌدﯿﻼت ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة وﺘﺒرﯿرﻩ ﻻ ﺒد وأن ﯿﻌﺘﻤد ﻋﻠﯿﻬﺎ ،ﻷن ﻫذا ﻋﻨوان ﻟﺜورة ﻤن ﻨوع ﻤﺎ وﻋدم رﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻷوﻀﺎع. ﻓﻲ ﺴردﻩ ﻟﺘﺎرﯿﺦ ﻫذﻩ اﻟﻔﺘرة ،أﺸﺎر ﻤﺎﻨﯿﺘو إﻟﻰ أﻨﻪ ﻗد ﺤﻛم ﺒﻌد \"ﻋﺞ أب\" ﻤﻠك اﺴﻤﻪ \"ﺴﻤر ﺨت\" واﻟذي \"ﻛﺎن ﻓﻲ ﻋﻬدﻩ أﻋﺎﺠﯿب ﻛﺜﯿرة وﺤل ﺒﻤﺼر ﻛﺎرﺜﺔ ﻛﺒرى\" دون إﯿﻀﺎﺤﻪ ﻟﺘﻔﺎﺼﯿل ذﻟك432. وﻗد أﺘﯿﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺴﻤر ،ظل اﻟﻘﻤر ،وأﺸرﻨﺎ إﻟﻰ أﻨﻬﺎ ﺸﻤر ﺒﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻨﻘذ ،أﻤﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺨت ﻓﻬﻲ ﻤؤﻨث \"ﺨﺎ\" اﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ اﻟﺸدة .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ\" ،ﺴﻤر ﺨت\" ﻗد ﺘﻌﻨﻲ اﻟﻤﻨﻘذ اﻟﺸدﯿد أو اﻟﻘوي اﻟﻤؤﯿد 433.ﻓﻬل ﻋﻤد إﻟﻰ اﻏﺘﺼﺎب اﻟﻌرش ﻛﻤﻨﻘذ ﻟﻠﻤﻠﻛﺔ ﻤن ﺘﻤﺎدي ﺴﻠﻔﻪ ﻓﻲ ﻓﺼل ﻨﻔﺴﻪ ﻋن 429إﺑراھﯾم ،ص .99وﻗد ﺑﻠﻎ ﻋدد ﻗﺑور ﺣﺎﺷﯾﺗﮫ ﺣوﻟﮫ 64ﻗﺑرا ﻓﻘط )إﺑراھﯾم ،ص .(101 430ﺑوﺗرو ،ص .281 431ﻓﺧري ،ص .83 432ﺑوﺗرو ،ص .281 433وﻛﻠﻣﺔ \"ﺧت\" ﺗﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،أﯾﺿﺎ ،اﻟﺗﺎﺑﻊ أو اﻟﻼﺣق .وﺣﺳب ﻗﺎﺋﻣﺔ أﺑﯾدو ،ﺗﻌود إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ 1300ق.م ،ذﻛر ھذا اﻟﻣﻠك ﺗﺣت اﺳم \"ﺷﻣﺳو\" .وﺑﻣﺎ أن ﺷﻣﺳو ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺗﺎﺑﻊ أﯾﺿﺎ ،ﺣﯾث ﻋﺎش ﻣﻌﻧﺎھﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﺷ ّﻣﺎس ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻘس أو اﻟﺧﺎدم ،ﻓﺎﻟﺗﺑدﯾل ﻣﺎ ﺑﯾن اﻻﺳﻣﯾن ﻣﻧطﻘﻲ.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﺸﻌب واﻻﻨﺤ ارف ﻋن ﺘﺸرﯿﻊ \"ﻨﻌر ﻤر\"؟ وﻫل ﻛﺎن ﻫو ﻤن ﺘﻌﻤد إ ازﻟﺔ اﺴم \"ﻋﺞ أب\" ﻋن ﻨﺼب ﻋﺼرﻩ ،وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻤﻨﻌﻪ ﻤن ﻤﻤﺎرﺴﺔ دورﻩ ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﻊ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻘدﺴﻲ؟ وﻫل ﻤﺜل ﻫذا اﻟﻌﻤل ﻫو ﻤﺎ اﻋﺘﺒرﻩ ﻤﺎﻨﯿﺘو ﻤن اﻷﻋﺎﺠﯿب واﻟﻛوارث اﻟﻛﺒرى؟ إن ﻫذﻩ ﻛﻠﻬﺎ اﺤﺘﻤﺎﻻت واردة ،ﻓﻤن اﻟﻤؤﻛد ﻟدﯿﻨﺎ أن \"ﺴﻤر ﺨت\" ﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﯿﻤﺤو اﺴم \"ﻋﺞ أب\" ﻋن ﻨﺼﺒﻪ ﻤﺎ ﻟم ﯿﺘﻤﺘﻊ ﻋﻤﻠﻪ ﻫذا ﺒﻨوع ﻤن اﻟدﻋم اﻟﺸﻌﺒﻲ .ﻓﻔﻲ ﻟﻘﺒﻪ ﻋودة ﻋن اﻟﺘوﺠﻪ ﻟﻠﺘﺄﻛﯿد اﻟﻤﺒﺎﺸر ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻏ ارر ﺴﻠﻔﻪ ،وﺘﺒ ّن ﻷﺴﻠوب اﻟﻤﻠوك اﻷواﺌل ﻓﻲ اﺨﺘﯿﺎر أﻟﻘﺎﺒﻬم .ﻛﻤﺎ أن ﻋدد ﻗﺒور ﺤﺎﺸﯿﺘﻪ ﺤول ﻗﺒرﻩ ارﺘﻔﻊ إﻟﻰ 72ﻗﺒ ار ،ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ ﺴﻠﻔﻪٕ .وان ﻛﺎن ﻫذا دﻟﯿﻼ واﻫﯿﺎ ﺒﻌض اﻟﺸﻲء إﻻ أﻨﻪ ﯿﻤﺜل زﯿﺎدة ﻋن ﺴﻠﻔﻪ ﻗد ﺘﻌود ﻟرﺠﻌﺔ ﻤﺘواﻀﻌﺔ ﻟﻠﻤﻠك ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل. وﺘﺒﻊ \"ﺴﻤر ﺨت\" ﻓﻲ اﻟﺤﻛم اﻟﻤﻠك \" ﻗـَﻊ\" ،واﻟذي ﯿﻌﻨﻲ اﺴﻤﻪ ﺒﺎﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﺸدﯿد أو اﻟﻘوي اﻟﺼﻠب434. وﯿﺒدو أﻨﻪ ﻟم ﯿﺴﺘﻤر ﻋﻠﻰ ﺨطﻰ ﺴﻠﻔﻪ ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺘﺼﺤﯿﺢ اﻻﻨﺤ ارف ﻋن ﺘﺸرﯿﻌﺎت \"ﻨﻌر ﻤر\" ،إذ ﻋﻤد إﻟﻰ إ ازﻟﺔ اﺴم \"ﺴﻤر ﺨت\" ﻋن ﻨﺼﺒﻪ ﻫو اﻵﺨر ،ﻛﻤﺎ ﺘدل اﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ 435.وﻫو ﺒﻬذا ﻋﻤد إﻟﻰ إﻟﻐﺎء دور ﺴﻠﻔﻪ ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل .ﺒﻼ ﺸك ،ﻛﺎن ﻟﺘﻛ ارر ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﻤﺤو ﻫذﻩ أﺜرﻫﺎ اﻟﺒﻠﯿﻎ ﻓﻲ زﻋزﻋﺔ ﺜﻘﺔ اﻟﻨﺎس ﺒﺎﻟﻤﻠك وﻫوﯿﺘﻪ وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻛل ﻤﻠك ﺠدﯿد ﺴﯿﻌﻤد إﻟﻰ إﻟﻐﺎء دور ﻤن ﺴﺒﻘﻪ وﯿﺜﯿر اﻟﺸﻛوك ﺤول ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ،ﻓﻤﻔﻬوم اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ واﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﺒﺤد ذاﺘﻪ ﺴﯿﺼﺒﺢ ﻤوﻀﻊ ﺸك وﺘﺴﺎؤل ﺤول ﺸرﻋﯿﺘﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻤﻘﺒرة اﻟﺘﻲ ﻋﺜر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻟﻬذا اﻟﻤﻠك ﻓﻲ ﺴﻘﺎرة ﻟم ﯿﺘﺠﺎوز ﻋدد ﻗﺒور ﺤﺎﺸﯿﺘﻪ ﺤوﻟﻬﺎ 24ﻗﺒ ار .وﻫذا ﯿدل ﻋﻠﻰ اﻨﻬﯿﺎر ﺘﺎم ﻟدور اﻟﻤﻠك ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي واﻟﻤﺠﺎل اﻟﻘدﺴﻲ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﯿﺒدو أن اﻟﺘﻌدﯿﻼت اﻟﺘﻲ ﻨﺸرﻫﺎ \"ﻨﻌر ﻤر\" ﻟم ﺘﻨﺠﺢ ﻓﻲ اﻟﺼﻤود طوﯿﻼ أﻤﺎم ﺘﺄﺜﯿر اﻟﺘﻌدﯿﻼت واﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻻزدﻫﺎر ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل .ﻟذﻟك ،ﯿﻌﺘﺒر ﻫذا اﻟﻤﻠك آﺨر ﻤﻠوك اﻷﺴر اﻷوﻟﻰ ،ﺤواﻟﻲ 2850ق.م ،واﻟﺘﻲ ﺒﺎﻨﺘﻬﺎء ﺤﻛﻤﻬﺎ دﺨﻠت ﻤ ارﻛزﻨﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻓﻲ ﻓﺘرة ﺠدﯿدة ﻤن ﻓﻘدان اﻟﺘوازن ﺒﺤﺜﺎ ﻋن ﺘﻌدﯿﻼت ﺠدﯿدة ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .وﻟﻛن ﻟﻤﺎذا ﻓﺸل ﻫذا اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ؟ 434وﻗد اﺳﺗﻣر اﺳﺗﺧدام ھذا اﻻﺳم ﻓﻲ اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﺳم اﻟﺻﺣﺎﺑﻲ اﻟﻘﻌﻘﺎع ﺑن ﻋﻣرو. 435ﺑوﺗرو ،ص .281
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻘد ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ إﻟﻰ أن ﻤﺴﺘوى اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻛﺎن أﻗل ﻤن وادي اﻟﻔ ارت إﺒﺎن اﻷﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ ق.م .وأن ﻫذا ﻗد ﻟﻌب اﻟدور اﻷﻛﺒر ﻓﻲ ﺴﻬوﻟﺔ ﺘﺒﻨﻲ ﻤ ارﻛزﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﯿل ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼل اﻟﻌﺴﯿرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت إﺒﺎن ﺘﻠك اﻟﻔﺘرة .وﻗد ﻨﺘﺞ ﻋن ذﻟك ﻨﺸوء ﻤﻤﺎﻟك ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ وظﻬور اﻟﻌﻨف واﻟﺼ ارع ﻤﺒﻛ ار ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﺎ .وﻫذﻩ اﻷﻗدﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﺘﺒﻨﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼل ﻗد ﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺘﻌدد اﻟﻘواﺌم اﻟﻤﻘدﺴﺔ وﻨﺸوء طﺒﻘﺔ ﻗوﯿﺔ وﻤﺴﺘﻔﯿدة ﻤن اﻟﻔﺼل ﯿﻘف ﻋﻠﻰ أرﺴﻬﺎ ﻤﻠوك وﻛﻬﺎن .وﺤﯿن ﻗﺎﻤت اﻟوﺤدة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻛﺎن رﻤز ﻫذﻩ اﻟوﺤدة واﻟدﻟﯿل ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺎﻤﻬﺎ ﻫو \"ﺤر\" واﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ .وﺒﻤﺎ أن اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺒﻨﺘﻬﺎ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟم ﺘﻛن ،ﺒﺎﻟﻀرورة ،ﻤﻌﺘﻤدة ﻤن ﻗﺒل ﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤ ارﻛز ،وﻗﺎﺌﻤﺘﻬﺎ اﻟﻤﻘدﺴﺔ ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋن اﻟﻘواﺌم اﻷﺨرى ،ﻓﻘد ﺒﺎت اﻟﺒﺎب ﻤﻔﺘوﺤﺎ أﻤﺎم ﺠﻤﯿﻊ ﻤ ارﻛز اﻟﻘوى اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﯿﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠطﺔ أن ﺘﺤﺎول ﻓرض ﻨﻔﺴﻬﺎ وﺘﺘﺼﺎرع ﻓﯿﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﺎ .وﻫذا ﻤﺎ ﻗﺎد إﻟﻰ اﻨﻬﯿﺎر اﻟوﺤدة اﻷوﻟﻰ .ﻓﻠﻤﺎ ﻓرض \"ﻨﻌر ﻤر\" اﻟﺘﻌدﯿل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،وأﻋﺎد اﻟوﺤدة ﻟﻠوادي ،ﻓرض ﻤﻔﻬوم اﻟﻤﻠك ﻛﺼﺎﺤب ﺴﻠطﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ورﻤز ﻟﻬذﻩ اﻟوﺤدة ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻟﺘﻪ ﻋزل ﻤﻨزﻟﺔ اﻟﻤﻠك وﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋن اﻟﺼ ارع ﺤول اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺤﺎول وﻀﻊ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻤﻘدﺴﺔ ﺘﺸﻤل أﻛﺒر ﻋدد ﻤﻤﻛن ﻤن اﻟرﻤوز اﻟرﺌﯿﺴﺔ ﻓﻲ ﻗواﺌم اﻟﻤدن اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻫو اﻷﺴﻠوب اﻟذي رﺠﺤﻨﺎ اﺘﺒﺎﻋﻪ ﻤن ﻗﺒل ﻋﺴﯿر ﻓﻲ ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم .ﻓﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ،اﺴﺘﻤرت اﻟﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ \"ﺤر\" ﻋﻠﻰ أرس اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺸﻤﻠت ﺒﻌﻀﺎ ﻤن اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ، أﯿﻀﺎ ،ﻤﺜل اﻟﺤﯿﺔ واﻟﺜور واﺒن آوى واﻟﻠﺒؤة .ﻓﻬل ﯿدل ﻫذا ﻋﻠﻰ أن \"ﻨﻌر ﻤر\" ﻛﺎن ﯿﻌﻲ أﻫﻤﯿﺔ ردف ﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠك ﺒﻘﺎﺌﻤﺔ ﻤﻘدﺴﺔ ﻤﺘﻔق ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻤن ﻗﺒل اﻟﻤ ارﻛز ﻋﻠﻰ ﻏ ارر وادي اﻟﻔ ارت؟ رﺒﻤﺎ ﻛﺎن \"ﻨﻌر ﻤر\" ﯿﻌﻲ ذﻟك وﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﻗد ﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿﻘﻪ ﻟﺴﺒﺒﯿن رﺌﯿﺴﯿن .أوﻻ، ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼل اﻟﺒدﺌﯿﺔ ﻛﺎن ﻗد ﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻋدد ﻛﺒﯿر ﻤن اﻟﻘواﺌم اﻟﻤﻘدﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨوﻋت اﻻﺠﺘﻬﺎدات ﺤوﻟﻬﺎ .ﻤﻤﺎ ﯿﻌﻨﻲ أن ﻤﺤﺎوﻟﺔ دﻤﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﺌﻤﺔ واﺤدة واﺠﺘﻬﺎد ﻤوﺤد ﻛﺎن ﺴﯿﻨﺸﺄ ﻋﻨﻪ ﺘﻨﺎﻗض وﺨﻠط ﻓﻲ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ ﻻ ﯿﻤﻛن اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﯿﻪ .ﻓﻠم ﯿﻛن ﻓﻲ ﻤﻘدور \"ﻨﻌر ﻤر\" وﻀﻊ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻤﺘﺴﻘﺔ ﺘﺸﻤل ﻛل ﻫذا اﻟﺘﻨوع .ﺜﺎﻨﯿﺎ ،وﺠود ﻤ ارﻛز ﻗوى ﻛﺎﻨت ﻤﺴﺘﻔﯿدة ﻤن ﻫذا اﻟﺘﻨوع .ﻤﻤﺎ ﯿﻌﻨﻲ أﻨﻬﺎ ﻛﺎﻨت ﻤﺴﺘﻌدة ﻟﻠﻤﺤﺎرﺒﺔ ﺒﺸدة أي ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘوﺤﯿد اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ واﻻﺠﺘﻬﺎد ﺤوﻟﻬﺎ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﺘﺤﻘﯿق اﻟوﺤدة واﻟﺘﻌﺎون اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻤﺎ ﺒﯿن ﻤ ارﻛز وادي اﻟﻨﯿل ﻛﺎن ﻻ ﺒد ﻟﻪ ﻤن أن ﯿﺄﺨذ ﻫذﻩ اﻟﻤﻌطﯿﺎت ﺒﻌﯿن
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر .واﻟﺴﺒﯿل اﻟوﺤﯿد أﻤﺎم أي ﻤﺤﺎوﻟﺔ ،ﻟذﻟك ،ﻛﺎن اﺴﺘﺨدام اﻟﻘوة ﻟﻔرض ﺴﻠطﺔ ﻋﻠﯿﺎ ﻤرﻛزﯿﺔ ﻟم ﯿﻛن ﻫﻨﺎك ﻤﺎﻨﻊ ﻟدى ﻤﺨﺘﻠف اﻟﻤ ارﻛز ﻤن اﻟﺨﻀوع ﻟﻬﺎ ﻤﺎ داﻤت ﺴﺘﺴﻤﺢ ﺒﺎﺴﺘﻤ ارر اﻨﻔﺼﺎل ﻗﺎﺌﻤﺘﻬﺎ اﻟﻤﻘدﺴﺔ ﻋن ﻤﺨﺘﻠف اﻟﻘواﺌم اﻷﺨرى ﺒﻤﺎ ﻓﯿﻬﺎ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺴﻠطﺔ ﻤﻊ ﺸﻤول ﺒﻌض رﻤوزﻫﺎ اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻀﻤﻨﻬﺎ .وﻗد ﻨﺘﺞ ﻋن ﻫذا اﻟﺘوﺠﻪ ﻨﺴﯿﺞ ﻤﺘﻨوع وﻤﻌﻘد ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل أدﻫش اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن ﻓﯿﻬﺎ وﻤﻨﻌﻬم ﻤن رؤﯿﺔ ﺤﻘﯿﻘﺘﻬﺎ .وﻟﻛﻨﻨﺎ ﻨﻌﺘﻘد أن ﺤل رﻤوزﻫﺎ \"اﻟﻐﺎﻤﻀﺔ\" ﯿﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ ﺘﻘدﯿرﻨﺎ ﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺘطورﻫﺎ وﻓق اﻟﺨطوط اﻟﻌرﯿﻀﺔ اﻟﺘﻲ وﻀﻌﻨﺎﻫﺎ. ﻓﺈذا أﻋدﻨﺎ اﻟﺘدﻗﯿق ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ ﻟوﺤﺔ \"ﻨﻌر ﻤر\" ﺴﻨﻼﺤظ أﻨﻪ ﺒﻌد ﺘﻐﯿﯿب اﻷم واﻷب ﻓﻲ اﻟﻠوﺤﺔ ،ظﻬر اﻻﺒن \"ﺤر\" اﻟذي رﺠﺤﻨﺎ ﺼدور ﺜﺎﻟوث ﺜﺎﻨوي ﻋﻨﻪ ﻤﺜﻠﺘﻪ \"ﺤت ﺤر\" واﻟﺜور/اﻟﻤﻠك\" .ﺤر\" ﻛﺎن رﻤزﻩ اﻟﺼﻘر ،وﻟﻛن ظﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﻠوﺤﺔ رﺴم ﻟﺼﻘرﯿن آﺨرﯿن ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ارﯿﺘﯿن ﻤن اﻷرﺒﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﺠﻨد اﻟﻤﻠك أﻤﺎﻤﻪ وﺒﺤﺠم أﺼﻐر ﺒﻛﺜﯿر ﻤن ﺤﺠم اﻟﺼﻘر \"ﺤر\" ،ﻓﻤﺎذا ﯿﻌﻨﻲ ذﻟك؟ إﻨﻨﺎ ،ﺒﻼ ﺸك ،أﻤﺎم اﺴﺘﺨدام ﻟﻨﻔس اﻟرﻤز ﻓﻲ اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ ﺼﻔﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺼﻘر \"ﺤر\" ﻫو رﻤز اﻻﺒن ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﺒدﺌﻲ وﻓق اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ ﻓﺎﻟﺼﻘر رﻤز ﻟﺸﻲء آﺨر ﻓﻲ اﻟﻘواﺌم اﻟﻤﻘدﺴﺔ ﻏﯿر اﻟرﺴﻤﯿﺔ .وﻋﻠﻰ اﻟﻠوﺤﺔ ﻫﻨﺎك دﻟﯿل ﻋﻠﻰ دﺨوﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﺌﻤﺘﯿن ﻤﺨﺘﻠﻔﺘﯿن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻤﺜﻠت ﻛل ﻤﻨﻬﻤﺎ ارﯿﺔ ﺤﻤﻠﻬﺎ اﻟﺠﻨود .ﻓﻌﻠﻰ اﻤﺘداد ﺘﺎرﯿﺨﻨﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ظﻬر اﻟﺼﻘر ﻓﻲ ﻋدد ﻤن اﻟرﻤوز ﺘﺤت أﺴﻤﺎء ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻬو \"ﻋﺎش\" و\"ِددون\" و\"ﺼﻘر\" و\"ﺸد\" و\"ﻤﻨﺘو\" إﻟﻰ ﺠﺎﻨب ظﻬورﻩ ﻤﻨدﻤﺠﺎ ﻤﻊ رﻤوز أﺨرى ﺘﺤت اﺴم \"ﺤر آﺨﺘﻲ\" و\"ﺤر ﺒن ﻋزة\" و\"ﺤر اﻟﺒﺤدﺘﻲ\" و\"ﺤر ﺴﻤﺎ طﺎوي\" و\"ﺤر ﺒﺎﺨرد\" و\" ﺒﺘﺎح ﺼﻘر ﻋﺎزر\"436. ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻤرﻛز ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﯿﻌﺘﻤد اﻟﺼﻘر اﺒﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﺒدﺌﻲ وﻟﻛن ﯿطﻠق ﻋﻠﯿﻪ اﺴﻤﺎ ﻏﯿر \"ﺤر\" ،ﯿﺴﻤﯿﻪ \"ﺼﻘر\" ﻤﺜﻼ وﻫو أﻤر وارد ﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ ،ﻓﻬذا ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﺴﯿﻌﺘﺒر اﻟﻤﻠك 436ﺗﺷرﻧﻲ ،ص .236-224ﻻﺣظ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن \"ﻣﻧﺗو\" وﻟﻘب اﻟﻣؤرخ \"ﻣﺎﻧﯾﺗو\" .وﻣن اﻟﻣﻔﯾد أن ﻧﻧوه ھﻧﺎ ﺑﺄن ﻛﻠﻣﺔ \"ﻋﺎش\" ھﻲ ﺑﺎﻷﺻل \"أش\" أو \"أس\" أو \"أﺷو\" اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺑﯾت أو ﻣﻘﺎم أﺳﺎس اﻟﺷﻲء )داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .(512وﻣﻧﮭﺎ ﻛﻠﻣﺔ \"أس\" و\"أﺳﺎس\" و\"ﻋش\" و\"ﻗش\" أﯾﺿﺎ ،و\"أش\" اﻟﺗﻲ ﻣن ﺟﻣﻠﺔ ﻣﻌﺎﻧﯾﮭﺎ اﻟرﻣﺎد وﻣﻧﮭﺎ اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ. و\"ﺷو\" ھو ﻟﻘب رب اﻟﮭواء ﻓﻲ وادي اﻟﻧﯾل اﻟذي ﻟوﻻ ﻓﺻﻠﮫ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺳﻣﺎء واﻷرض ﻟﻣﺎ ﺗﺣﻘق اﻟﺧﻠق ﻓﮭو ﻟذﻟك أﺳﺎس اﻟﺧﻠق، وﻛﺎن رﻣزه أﺳد ﺑرأس إﻧﺳﺎن )ھورﻧوﻧﺞ ،ص .(288أﻣﺎ \"أس\" أو \"أش\" أو \"ﻋﺎش\" ﻓﻘد ﻛﺎن رﻣزه اﻟﺻﻘر وھو طﺎﺋر اﻟﻔﯾﻧﯾق اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻣن ﺟدﯾد ﻣﻧﺑﻌﺛﺎ ﻣن اﻟرﻣﺎد .و\"أس ﻓﯾﻧﯾق\" ،وﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ \"اﺳﻔﯾﻧﯾﻛس\" ھو اﻻﺳم اﻷول \"ﻷﺑﻲ اﻟﮭول\" ﺣﯾث ﻛﻠﻣﺔ \"ھول\" ﺗﻌﻧﻲ اﻟﮭﯾوﻟﻰ ،اﻟﻌﻧﺻر اﻷول ،اﻟﺧﻠق ،ﻓﮭو أﺑو اﻟﺧﻠق .وﻧﻼﺣظ ھﻧﺎ ﺑﻘﺎء اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﻊ ﺗﻐﯾر اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻧﻼﺣظ ﻣدى وﺣدﺗﻧﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻘدم .ﻛﻣﺎ ﻧﻼﺣظ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن رﻣز \"ﺷو\" وﺷﻛل \"أﺑو اﻟﮭول\" أﺳد ﺑرأس إﻧﺳﺎن.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﺒﻨﺎ \"ﻟﺼﻘر\" وﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸرة ﻤﻌﻪ وﻗد ﯿطﺎﻟب ﺒﻤﺴﺎواﺘﻪ \"ﺒﺤر\" أو إﻟﻐﺎء \"ﺤر\" ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻻﺴم \"ﺼﻘر\" .ﻓظﻬور \"ﺼﻘر\" ﺒﺤﺠم أﺼﻐر ﻋﻠﻰ ﻟوﺤﺔ \"ﻨﻌر ﻤر\" ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﻤﻌﺘرف ﺒوﺠودﻩ وﻟﻛﻨﻪ ﻻ ﯿﺴﺎوي \"ﺤر\" ﻓﻲ اﻟﻤﻨزﻟﺔ .وﻫذا اﻷﻤر ﺴﯿﻛون ﻤرﻓوﻀﺎ ﻤن ﻗﺒل ﻤﺜل ﻫذا اﻟﻤرﻛز وﻗد ﯿﻘوم ﺼ ارع ﺸدﯿد ﻤﻊ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ ﺴﺒﯿل \"ﺘﺼﺤﯿﺢ\" وﻀﻊ \"ﺼﻘر\" .وﻤطﺎﻟﺒﺔ ﻛﻬذﻩ ﺴﺘﺠر ﻤطﺎﻟﺒﺎت أﺨرى ﻛﺄن ﯿﺘم \"ﺘﺼﺤﯿﺢ\" اﻻﺨﺘﻼف ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ وﻗﺎﺌﻤﺘﻪ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ﻫو ﻤﺎ دام \"ﺤر\" و\"ﺼﻘر\" ﯿﻤﺜﻼن اﻟﺸﻲء ذاﺘﻪ. وﻫذا اﻷﻤر ﻗد ﯿﻨطﺒق ﻋﻠﻰ ﻨﻘش اﻟﻠﺒؤة اﻟﺘﻲ اﺴﺘﺨدﻤت ﻛرﻤز ﺘﺤت أﺴﻤﺎء ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ .ﻓظﻬورﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻠوﺤﺔ ﻓﯿﻪ اﻋﺘ ارف ﺒوﺠودﻫﺎ وﻟﻛﻨﻬﺎ ﻨﻘﺸت ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺸﺒﻪ وﻀﻌﻬﺎ ﺘﺤت اﻟﺴﯿطرة .وﻫو ﻤﺎ ﺴﯿﻛون ﻤرﻓوﻀﺎ ﻤن ﻗﺒل ﻤن ﯿﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻗﺎﺌﻤﺘﻪ اﻟﻤﻘدﺴﺔ 437.واﻷﻤر ﯿﻨطﺒق ،أﯿﻀﺎ ،ﻋﻠﻰ \"ﺤت ﺤر\" واﺒن آوى ،رﻤز \"ﺼت\" ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،واﻟرﻤز اﻟﺒﯿﻀﺎوي ،ﻟﻌﻠﻪ اﻟﺸﻤس اﻟ ارﻋﯿﺔ ،وﻫﻛذا .ﻓﻤﻊ أن \"ﻨﻌر ﻤر\" ﺤﺎول أن ﺘﺸﻤل ﻗﺎﺌﻤﺘﻪ اﻟﻤﻘدﺴﺔ اﻟرﻤوز اﻷﺴﺎﺴﯿﺔ ﻟﺒﺎﻗﻲ اﻟﻤ ارﻛز ،إﻻ أﻨﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،أﺒﻘﺘﻬم ﻤﻨﻔﺼﻠﯿن وﻓﻲ ﻤﻨزﻟﺔ ﺜﺎﻨوﯿﺔ. ٕواذا أﻋدﻨﺎ اﻟﺘدﻗﯿق ﻓﻲ أﺴﻤﺎء اﻟﻤﻠوك واﻟﻤﻠﻛﺎت ﻟﻸﺴرة اﻷوﻟﻰ ،ﺴﻨﻼﺤظ ﺒﺄن اﻷﻤر ﻻ ﯿﺨﺘﻠف ﻛﺜﯿ ار ﻋن ذﻟك .ﻓﺎﻟﻤﻠك \"ذو زر\" ﻨﻌرف ﺠﯿدا ارﺘﺒﺎط اﺴﻤﻪ ﺒﻌﺎزر ،أو ﻛﻤﺎ ﯿﻛﺘب ﻓﻲ ﺒﻌض اﻟﻤ ارﺠﻊ \"أوزﯿر\" .وﻫو أﺤد ﺠواﻨب اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻤﻨذ ﻤﺎ ﻗﺒل ﻋﺼر اﻷﺴ ارت ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ .ﻓﻠﻌل ﺤﻤل اﻟﻤﻠك ﻟﻬذا اﻟﻠﻘب ﻓﯿﻪ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺘوﻓﯿق ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻹرﻀﺎء ﺒﻌض ﻤ ارﻛز اﻟﻘوى ﻓﻲ اﻟوادي .وﻛذﻟك اﻟﺤﺎل ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﻠﻘب زوج اﻟﻤﻠك \"ﻋﺠﺎ\"\" ،ﻨوت ﺤطب\" .ﻓرﺒﺔ اﻟﺴﻤﺎء \"ﻨوت\" ﻛﺎن رﻤزﻫﺎ اﻤ أرة ﺘﻘف وﻗد اﻨﺤﻨت إﻟﻰ اﻷﻤﺎم ﻤﺎدة ﯿدﯿﻬﺎ ﻛﻤظﻠﺔ ﺘﺤﺘﻬﺎ اﻷرض .وﻛﺎﻨت ﺘﺄﺨذ ﻤﻛﺎﻨﻬﺎ ،أﺤﯿﺎﻨﺎ ،اﻟﺒﻘرة اﻟﺴﻤﺎوﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻘف ﻋﻠﻰ ﻗواﺌﻤﻬﺎ وﻓﻲ ﺒطﻨﻬﺎ ﺤوت اﻟﻨﺠوم وﺘﺤﺘﻬﺎ اﻷرض .وﻻ ﯿﻤﻛن ﺘﺠﺎﻫل ﻤﺎ ﯿﻌﻨﯿﻪ ﻫذا اﻟﺘﺒﺎدل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤ أرة واﻟﺒﻘرة ﻋﻠﻰ ﻀوء 437ﻣن اﻟﻣﮭم ﻣراﻋﺎة ﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﮫ اﻧﺗﻣﺎء اﻟﻌرب إﻟﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ واﺣدة ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﻧﺎزﻟﮭم ،ﻋﻠﻰ اﻟﻧﯾل أم اﻟﻔرات أم اﻟﺟزﯾرة. ﻓﺎﻟﻠﺑؤة اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﻘدﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرات ،ﻋﻠﻰ إﻧﺎء اﻟورﻛﺎء ،ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮭﺎ ،ﺑﺎﻟﺿرورة ،ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﻘدﺳﯾﺔ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻣن ﻋرب اﻟﻧﯾل .وﻟﯾس ﺷرطﺎ أن ﯾﻧﺗﻣﻲ ھؤﻻء إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺑدﺋﻲ اﻟﻣﺗﺑﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﻔرات ،وﻟﻛن اﻋﺗﻣﺎدھم ﻟﻠﺑؤة ﻣؤﺷر واﺿﺢ ﻋﻠﻰ وﺟود ﻧﻘﺎط اﻟﺗﻘﺎء ﺑﯾنھم.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ رﻤز \"ﺤت ﺤر\" اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﺘم ﻓﯿﻪ اﻟدﻤﺞ ﻤﺎ ﺒﯿن أرس ﺒﻘرة ووﺠﻪ أﻨﺜوي .ﻓﻤﺎ ﻨﻌرﻓﻪ ﺒﺸﻛل ﻤؤﻛد، ﻫو أن اﻟﺴﻤﺎء ﻟم ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻋﺼر اﻷﺴرة اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺸﻛل اﻤ أرة أو ﺒﻘرة .ﻓﻔﻲ ﻤﻘﺒرة اﻟﻤﻠك \"ذو َﺠت\" ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻤﺸط ﻨﻘش ﻋﻠﯿﻪ \"ﺤر\" وﻫو ﯿﻌﺒر اﻟﺴﻤﺎء ﻓوق ﻤرﻛﺒﺘﻪ وﻗد ظﻬر ﺨط اﻟﺴﻤﺎء ﻤرﺘﻛ از ﻋﻠﻰ دﻋﺎﻤﺘﯿن ﻟﯿس إﻻ438. إذن ،ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨﻘدر اﻟﻤﺸﺎﻛل اﻟﺘﻲ واﺠﻬت اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻟﺴﻤﺎﺤﻬﺎ وﺠود ﻗواﺌم ﻤﻘدﺴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺘﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻤ ارﻛز ﻗوى ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻹﺨﻼل ﺒﺎﻟوﺤدة .ﻛﻤﺎ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨﻘدر اﻟﺘﺤدي اﻟذي واﺠﻬﺘﻪ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ ﺤﯿن ﺤﺎوﻟت ﺘﺠﺎﻫل ﻫذﻩ اﻟﻘواﺌم اﻟﻤﻘدﺴﺔ واﻟﺘﻘﻠﯿل ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ ،ﺤﯿن ﺘﺤول ﻟﻘب اﻟﻤﻠﻛﺔ ﻤن \"ﻨوت ﺤطب\" إﻟﻰ \"ﻤرت ﻨوت\" وﻟﻘب اﻟﻤﻠك ﻤن \"ذو زر\" إﻟﻰ \"دن\" ﻤﺜﻼ439. وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﺴﺒب ﻓﺸل اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﻓرﻀﻪ \"ﻨﻌر ﻤر\" ﯿﻤﻛن إرﺠﺎﻋﻪ إﻟﻰ أﻨﻪ ﻟم ﯿﻛن ﯿﻛﻔﻲ ﺘﺤول اﻟﻤﻠك إﻟﻰ ﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي واﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ،وﺒﯿن اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي واﻟﻤﺠﺎل اﻟﻘدﺴﻲ ،ﺒل ﻋﻠﯿﻪ أن ﯿﻛون ﺤﻠﻘﺔ وﺼل ،أﯿﻀﺎ ،ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻘواﺌم اﻟﻘدﺴﯿﺔ واﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﺘﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻤ ارﻛز وادي اﻟﻨﯿل .ﻓﺎﻟﺘﻤﺎدي ﻓﻲ اﻨﻔﺼﺎل اﻟﻤﻠك ﻋن اﻟﺸﻌب، واﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ ﻋن اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ،ﻛﺎن ﺨﻠﻼ ﻻ ﺒد ﻤن ﺘدارﻛﻪ .وﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨﻌﺘﺒر أي ﺨطوة ﻟﺘدارك ﻫذا اﻟﺨﻠل ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ اﻗﺘ ارب ﻤن وادي اﻟﻔ ارت اﻟذي ﺒدورﻩ ﺴﯿﺘدارك اﻟﺨﻠل ﻓﻲ ﻤ ارﻛزﻩ ﺒﺨطوة ﺘﻤﺜل اﻗﺘ ارﺒﺎ ﻤن وادي اﻟﻨﯿل ﺤﺘﻰ ﯿﺼﻼ إﻟﻰ ﻤرﺤﻠﺔ ﺘﻐﯿب ﻓﯿﻬﺎ اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺘﺠﺎﻨس أﻛﺒر ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ. ﻟذﻟك ،ﻻ ﯿﻔﺎﺠﺌﻨﺎ أن ﯿﺤﻤل أول ﻤﻠوك اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻟﻘب \"ﺤطب ﺴﺨﻤوي\" ،واﻟذي ﯿﻌﻨﻲ اﺴﻤﻪ ﻨﺼﯿر اﻟﺴوادﯿن أو اﻟﺸﻌﺒﯿن ،ﻛﺘﻌﺒﯿر ﻋن ﻗوة اﻟﺸﻤﺎل وﻗوة اﻟﺠﻨوب واﻟﻌودة ﻋن اﻟﺘﻤﺎدي ﻓﻲ اﻟﻔﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ واﻟﺸﻌب 440.وﻤﻊ ذﻟك ،ﻓﺤﻛم ﻫذﻩ اﻷﺴرة ،ﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎﯿﺘﻬﺎ 438إﺑراھﯾم ،ص .96 439ﻻﺣظ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟواﺿﺣﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن \"دن\" واﻟرﻣز \"ددون\" اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻗراءﺗﮫ \"ذو دن\". 440ﻛﻠﻣﺔ ﺳﺧم ﻣﺎ زاﻟت ﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﻵن ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳواد أو اﻟﺷﺣﺑﺎر .وﺗﺣﻣل ھذه اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘوة واﻟﺷدة ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻧﺎ ﺳﺧـّم اﻟﻣﺎء أي ﺳﺧﻧﮫ ﻓﺄﻛﺳﺑﮫ ﻗوة أو ﻓﻲ ﺳﺧـّﻣﮫ أي أﻏﺿﺑﮫ وﻓﯾﮭﺎ أﯾﺿﺎ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘوة .وﺳﺧم ھو ﻣذﻛر ﺳﺧﻣت ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﺳﺧﻣت اﺳم ﻟﻠﺑؤة ﻓﺳﺧم ھو اﺳم اﻷﺳد ﺑﺎﻟﺿرورة .وﻗد ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻷﺳد ﻛﺎن داﺋﻣﺎ رﻣز اﻟﻘوة ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺤواﻟﻲ 2700ق.م ،ﻛﺎن طﺎﺒﻌﻪ ﻛﺜرة اﻻﻀط ارﺒﺎت واﻟﻨ ازﻋﺎت اﻟداﺨﻠﯿﺔ 441.وﻫذا ﯿدل ﻋﻠﻰ ﻓﺸل ﻤﻠوﻛﻬﺎ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺨﻠل ﻓﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ أﻋﻼﻩ .ﻓﺜﺎﻨﻲ ﻤﻠوك ﻫذﻩ اﻷﺴرة ﻛﺎن ﻟﻘﺒﻪ \"ﻨب رع \" ،ﺤﯿث رع ﻫو اﺴم اﻟﺸﻤس \"اﻟ ارﻋﻲ\" ﻟﺸؤون اﻟﻨﺎس ،و\"ﻨـَب\" ﻤﺎ ازﻟت ﺘﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟ ُﻤﺨﺒر أو اﻟﻨﺒﻲ وﻤﻨﻬﺎ ﻨﺒﺄ وأﻨﺒﺎء .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ\" ،ﻨب رع \" ﺘﻌﻨﻲ ﻨﺒﻲ رع أو اﻟﻤﻠﻬم ﻤن ِﻗﺒﻠﻪ. واﺨﺘﯿﺎر اﻟﻤﻠك ﻟﻬذا اﻟﻠﻘب ﯿﺒرر ﻟﻨﺎ ﻤﺎ ذﻛرﻩ اﻟﻤؤرخ ﻤﺎﻨﯿﺘو ﻋن إﻗﺎﻤﺔ طﻘوس ﺠدﯿدة إﺒﺎن ﺤﻛم \"ﻨب رع\" ﻟرﻤوز ﻗدﺴﯿﺔ ﻟم ﺘﺘﻤﺘﻊ ﻤن ﻗﺒل ﺒﻤﺜل ﻫذﻩ اﻷﻫﻤﯿﺔ ﻤﺜل اﻟﻌﺠل \"ﺤﺎﺒﻲ\" ،واﻟﻌﺠل \"ﻤرور\" 442.وﻛﺄن \"ﻨﺒﻲ رع\" ﻫذا ﻗد ﺠﺎءﻩ اﻟوﺤﻲ ﺒﺄن أﻗم اﻟطﻘوس ﻟﻬذﻩ اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ وأﻋرﻫﺎ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟذي ﺘﺴﺘﺤﻘﻪ .ﻛﻤﺎ ﯿﺸﯿر اﻷﺴﺘﺎذ أﺤﻤد ﻓﺨري إﻟﻰ أن ﻤﻠوك ﻫذﻩ اﻷﺴرة ﻛﺎﻨوا ﯿﺸﯿدون اﻟﻤﻌﺎﺒد ﻟرﻤز اﺴﻤﻪ \"ﺴوﻛر\" اﻟذي ﯿﻌﺘﺒر \"ﻤن أﻋظم اﻟﻤﻌﺒودات…ﺸﺄﻨﺎ 443\".وﺤﻘﯿﻘﺔ اﻷﻤر أن \"ﺴوﻛر\" ﻫو ،ﻓﻲ ﻨظري ،ﺨطﺄ أورﺒﻲ ﻓﻲ ﻟﻔظ ﻛﻠﻤﺔ \"ﺼﻘر\" ﻟﯿس إﻻ .ﻓﻬو ﻻ ﯿﻤﺜل \"ﻤﻌﺒودا\" ﺠدﯿدا، ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﻤﻤﺜﻼ ﻋﻠﻰ ﻟوﺤﺔ \"ﻨﻌر ﻤر\" ﺒﺄﺤد اﻟﺼﻘرﯿن ﻓوق اﻟ ارﯿﺎت اﻷرﺒﻊ .وﻟﻛن ﻫذا اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺠدﯿد ﺒﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﯿدل ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘوﻓﯿق ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ واﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﺘﺤت ﺘﺄﺜﯿر اﻟﻀﻐط اﻟﻘوي واﻟﻤﺴﺘﻤر ﻤن ﻗﺒل اﻟﻤ ارﻛز اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺸﻤل رﻤوزﻫﺎ ﻀﻤن اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ وﻤﺤﺎوﻻت إﻋﺎدة ﺘرﺘﯿﺒﻬﺎ ﻤﻊ ﻏﯿﺎب ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺘﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﯿل ،إن ﻛﺎن ﻤن ﺨﻼل اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ أو ﻤن ﺨﻼل اﻟﻨﺼوص اﻟﻤﻛﺘوﺒﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺘرة444. وﻟﻌل أﻓﻀل ﺼورة ﻟطﺒﯿﻌﺔ ﻫذﻩ اﻻﻀط ارﺒﺎت ﺘﺄﺘﯿﻨﺎ ﻤن ﻋﻬد ﺴﺎدس ﻤﻠوك اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ اﻟذي ﻛﺎن ﻟﻘﺒﻪ \" ُﺤر ﺴﺨم ﯿد\" ،رﺒﻤﺎ ﯿﻌﻨﻲ ُﺤر ﻗوي اﻟﯿد .ﻓﻘد ورث ﻫذا اﻟﻤﻠك ﺘ ارﻛﻤﺎ ﻤن اﻻﻀط ارﺒﺎت واﻟﻨ ازﻋﺎت اﻟداﺨﻠﯿﺔ وﻓﺸل ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻻت اﻟﺘوﻓﯿق إﻟﻰ درﺠﺔ ﻛﺸﻔت اﻟﺼ ارع ﺤول أﯿﻬﺎ أﺤق ﺒﺎﻟﺘرﺒﻊ 441ﻓﺧري ،ص .85 442ﺗﺷرﻧﻲ ،ص .21وﯾﺑدو أن ھذا اﻟﻣﻠك ﻛﺎن أول ﻣن أدﺧل ﺻﯾﺎﻏﺔ \"اﻟﻌﻘﯾدة اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ\" ورﻣوزھﺎ اﻟﻘدﺳﯾﺔ ﺿﻣن اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ واﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺗﯾن .وﺳوف ﻧﺳﺗﻌرض ﺗﺄﺛﯾر ھذه اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﻋﻠﻰ وادي اﻟﻧﯾل ﻛﻣﺎ ظﮭرت واﺿﺣﺔ إﺑﺎن اﻷﺳرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ، ﺑﻧﺎة اﻷھرام .ﻛﻣﺎ أن ھذه اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ \"اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ\" اﻧﺗﺷرت ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻣﺛﻠﺗﮭﺎ أﻋﻣدة اﻟﺣﺟﺎرة اﻟﻣﻘدﺳﺔ ،أو اﻟﻣﺳﻼت ،اﻟﺗﻲ اﻧﺗﺷرت ﻓﻲ وادي اﻟﻧﯾل وﺑﻼد اﻟﺷﺎم ووادي اﻟﻔرات. 443ﻓﺧري ،ص .85 444ﻣن اﻟﻣﻔﯾد ھﻧﺎ أن ﻧذﻛر أن اﻟﻣدن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻸﺳرﺗﯾن اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟم ﯾﺗم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ آﺛﺎرھﺎ .ﻓﻘد اﻋﺗﻣدت ﻣواﻗﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻗرب اﻟﻘﺑور اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺷﻔﺔ ﻛﻣﺎ ﺟرت اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﻣﺎ آﺛﺎر اﻟﻘﺻور واﻟﻣﻧﺎزل ﻓﻠم ﺗﻛﺗﺷف إﻟﻰ اﻵن .وﻗد أﺛر ھذا ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﯾن أﯾدﯾﻧﺎ ﻋﻧﮭﺎ .درﯾﺗون ،ص .167
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ ﺒﺸﻛل واﻀﺢ وﻤﺒﺎﺸر .وﻗد ﺘﻤﺜل ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻨ ازع ﻤﺎ ﺒﯿن ﻛﻬﻨﺔ \" ُﺤر\"، رﻤز اﻟدﻟﺘﺎ وﻛﻬﻨﺔ \" ُﺼت\" رﻤز اﻟﺼﻌﯿد ﻤﻨذ ﻤﺎ ﻗﺒل ﻋﺼر اﻷﺴ ارت ،ﻓﻲ ﺸﺒﻪ ﻋودة إﻟﻰ اﻨﻘﺴﺎم وﺤدة اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ 445.ﻓﻌﻨدﻤﺎ اﻋﺘﻠﻰ \" ُﺤر ﺴﺨم ﯿد\" ﻋرش اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ ،ﻛﺎن ﺴﺨط ﻛﻬﻨﺔ ﻤﻌﺎﺒد \"ﺤر\" ﻓﻲ اﻟﻤدن اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ \"أﺒﻨﺎء ُﺤر\" واﻨﺤ ارف ﻤﻠﻛﻬم ﻗد وﺼل إﻟﻰ درﺠﺔ دﻓﻌﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻬرب ﻤن ﻋﺎﺼﻤﺔ اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ\" ،ﺜﻨﻰ\" ،واﺘﺨﺎذ ﻋﺎﺼﻤﺔ اﻟﺠﻨوب اﻟﻘدﯿﻤﺔ \"ﻨﺨن\" ﻤﻘ ار ﻟﻪ .ﻛﻤﺎ ﻋﻤد إﻟﻰ ﺘﻐﯿﯿر اﺴﻤﻪ ﺒﺤذف \" ُﺤر\" ﻤﻨﻪ واﺴﺘﺒداﻟﻪ ﺒﻛﻠﻤﺔ \" ُﺼت\" ﻟﯿﻀﻤن ﻤﺴﺎﻨدة اﻟﺠﻨوب .وﺒذﻟك ،ﺼﺎر ﯿﻌرف ﺒﺎﺴم \" ُﺼت ﺒر أب ﺴن\" ،أي ُﺼت ﺒﯿت أو ﻤﻘﺎم اﻟﻌظﯿم ﺴن )اﻟﻘﻤر( 446.ﻓﻌﻤد إﻟﻰ ﺒﻨﺎء ﻗﺒرﻩ ﻓﻲ أﺒﯿدو ﺒدﻻ ﻤن ﺴﻘﺎرة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﻗد أﺼﺒﺤت اﻟﻤدﻓن اﻟرﺴﻤﻲ ﻟﻤﻠوك ﻤﺼر .وﻟم ﺘدم ﺘﻐﯿﯿ ارت \"ﺼت ﺒر أب ﺴن\" إﻻ ﻓﻲ ﻓﺘرة ﺤﻛﻤﻪ ،ﻓﺤﯿن ﺘﺒﻌﻪ اﻟﻤﻠك \"أﺨﺎ ﺴﺨﻤو\" اﻟذي ﻗد ﯿﻌﻨﻲ ﻟﻘﺒﻪ أﺨﺎ اﻟﺸﻌب أو اﻟﻘوي ﺒﺎﻟﺸﻌب ،ﻋﻤد إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﺘﻘﻠﯿد اﻟﺤّري اﺴﺘرﻀﺎء ﻟﻛﻬﻨﺔ \"ﺤر\" ،وأﺨﻤد اﻟﺜو ارت وﻤﺤﺎوﻻت اﻻﻨﻔﺼﺎل ﻋن اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ .وﻨﻼﺤظ ﻫﻨﺎ أن \"ﺴﺨﻤو\" ﻗد اﺴﺘﻌﻤﻠت ﺒﺼﯿﻐﺘﻬﺎ اﻟﻤﻔردة ،ﻤﻘﺎﺒل \"ﺴﺨﻤوي\" اﻟﺜﻨﺎﺌﯿﺔ ﻓﻲ ﻟﻘب أول ﻤﻠوك ﻫذﻩ اﻷﺴرة .وﻫذا ﯿﺤﻤل دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻫذا اﻟﻤﻠك ﺘﺄﻛﯿد وﺤدة ﺴﻛﺎن وادي اﻟﻨﯿل ﻓﻲ إطﺎر ﺸﻌب واﺤد واﻟﺘﺨﻠص ﻤن اﻟﺜﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿدﯿﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن ﺸﻤﺎل وﺠﻨوب اﻟوادي .وﻗد ﯿﻛون ﻓﻲ ﺘﻤﺜﺎﻟﻪ اﻟذي ﻛﺸف ﻋﻠﯿﻪ ﻓﻲ \"ﻨﺨن\" ﻤﺎ ﯿﺤﻤل دﻻﻟﺔ ﻤوﻗف \"أﺨﺎ ﺴﺨﻤو\" ﻤن ﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻛﻬﻨﺔ اﻟﻨﯿل ﻤن وﺤدة اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ .ﻓﻘد ﻨﺤت اﻟﻤﻠك ﺠﺎﻟﺴﺎ ﯿﻠﺒس ﺘﺎج اﻟﺠﻨوب اﻟﻘﻤﻌﻲ ﻤﻠﺘﻔﺎ ﺒﻌﺒﺎءة \"ﻋﯿد اﻟﺴد\" واﻀﻌﺎ ﯿدﻩ اﻟﯿﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻓﺨذﻩ اﻷﯿﻤن وﻛﻔﻬﺎ ﻤﻘﺒوﻀﺔ وﯿدﻩ اﻟﯿﺴرى ﻤﻀﻤوﻤﺔ إﻟﻰ ﺒطﻨﻪ ﺒﻛف ﻤﻘﺒوﻀﺔ أﯿﻀﺎ واﻗﻌﺎ ﻓوق ﺴﺎﻋدﻩ اﻷﯿﻤن 447.وﯿﺼﻌب ﺘﺠﺎﻫل اﻟﻤﻐزى اﻟذي ﺘﻤﺜﻠﻪ ﻫذﻩ اﻟوﻀﻌﯿﺔ ﻟﻠﯿدﯿن ﻤن اﻻﺴﺘﻌداد ﻟﻠﻀرب ﺒﺸدة واﻟﺘﺄﻛﯿد ﻋﻠﻰ ﻗوة وﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠك اﻟﻤطﻠﻘﺔ. وﻤن ﺘﺘﺒﻌﻨﺎ ﻷﺴﻤﺎء ﻤﻠوك ﻫذﻩ اﻷﺴرة ﻨﺴﺘدل ﻋﻠﻰ أﺴﻤﺎء ﻟرﻤوز ﻗدﺴﯿﺔ أﺨذت ﺘﺤﺘل ﻤﻛﺎﻨﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ ،ﺒدﻟﯿل اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻤن ﻗﺒل اﻟﻤﻠوك .ﻓﺈﻟﻰ ﺠﺎﻨب \"َرع\" ،اﻟﺸﻤس ،ﻨﺘﻌرف ﻋﻠﻰ 445ﻟﻘد أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ إﻟﻰ أن \" ُﺻت\" ھو \"ﺻوت\" رﻣز ﻗدﺳﻲ ﻣن ﻋﺳﯾر وھو ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ .وﻧﻼﺣظ ھﻧﺎ اﻟﺗﻧﺎﺳب اﻟواﺿﺢ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻻﺳم واﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾدل ﻋﻠﯾﮫ. 446درﯾﺗون ،ص .86وﺳوف ﻧﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻘﻣر واﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻻﺣﻘﺎ. .Aldred p 107 447
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ \"ﺴن\" ،اﻟﻘﻤر .وﻤن اﻷﻫﻤﯿﺔ ﺒﻤﻛﺎن ﻤﻼﺤظﺔ ظﻬور \"ﺴن\" ﻤﻊ ﺘﺒﻨﻲ \"ﺼت\" ﻤن ﻗﺒل اﻟﻤﻠك \"ﺤر ﺴﺨم ﯿد\" ،ﻤﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﯿﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤدت \"ﺼت\" ﻋﻠﻰ أرﺴﻬﺎ .وﺴوف ﯿﻛون ﻟﻬذﻩ اﻟﻤﻼﺤظﺔ دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺸرح اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻤن ﺠﻨوب اﻟﻨﯿل واﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺴﺘظﻬر ﺒوﻀوح ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﺠزﯿرة وﺒﻼد اﻟﺸﺎم واﻟﻔ ارت .وﻛﻤﺎ ﻻﺤظﻨﺎ ﻓﻲ أﺴﻤﺎء ﻤﻠوك وﻤﻠﻛﺎت اﻷﺴرة اﻷوﻟﻰ ،ﻨﻼﺤظ ﻫﻨﺎ أﯿﻀﺎ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺘﻬدﺌﺔ اﻟﻀﻐط اﻟﻤﺴﺘﻤر ﻤن ﻗﺒل ﻤ ارﻛز وادي اﻟﻨﯿل ﺒﺸﻤل رﻤوزﻫم اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟرﺌﯿﺴﺔ ﻀﻤن اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ واﻷﻟﻘﺎب اﻟﻤﻠﻛﯿﺔٕ .وان ﻛﻨﺎ ﻻ ﻨﻤﺘﻠك ﺘﻔﺎﺼﯿل ﻛﺜﯿرة ﻋن ﻋﻬد ﻫذﻩ اﻷﺴرة وﻛﯿف ﺘم اﻟرﺒط ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﺘﺄﺜﯿر ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ،إﻻ أن ﺸﯿﺌﺎ واﺤدا ﻤؤﻛًدا وﻫو أن ﻋﺎدة ﺒﻨﺎء أﻛﺜر ﻤن ﻗﺒر ﻟﻠﻤﻠك ﻗد ﺘم اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ إذ ظﻬرت ﻤداﻓن ﻤﻠوك ﻫذﻩ اﻷﺴرة ﻓﻲ ﺴﻘﺎرة ﻓﻘط ﻗرب اﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ،ﻓﯿﻤﺎ ﻋدى \"ﺼت ﺒر أب ﺴن\" .وﻛﻤﺎ ﻟﻨﺎ أن ﻨﺘﺨﯿل ،ﻤﺎ أن ﻨﺼل إﻟﻰ ﻋﺼر ﻫذﻩ اﻷﺴرة ﺤﺘﻰ ﻨﻼﺤظ اﺨﺘﻔﺎء ﺘﺎم ﻟﻌﺎدة اﻟدﻓن ﻗرب ﻗﺒر اﻟﻤﻠك ﺘﯿﻤﻨﺎ ﺒﻪ ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﻊ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻘدﺴﻲ 448.وﻫو ﺘطور ﻤﻨطﻘﻲ ﻗﯿﺎﺴﺎ ﻟﺘﺴﻠﺴل اﻷﺤداث اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ ﺤﺘﻰ اﻵن. وﯿﺒدو أن أﺨذ ﺨطوة ﺤﻘﯿﻘﯿﺔ وﻤﻠﻤوﺴﺔ ﻨﺤو اﻟﺨروج ﺒﺼﯿﺎﻏﺔ ﻤﺘﺴﻘﺔ وﻗﺎﺌﻤﺔ ﻤﻘدﺴﺔ ﺘﺄﺨذ ﺒﻌﯿن اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟوادي ﻛﺎن ﺒﺤﺎﺠﺔ ﻟوﻀوح ﻓﻲ اﻟرؤﯿﺔ ﻟم ﺘﺘوﻓر ﻟدى اﻟﻤﻠوك ﺒﻌد .ﻓظﻬور ﻤﻠك ﺠﺴور وﺼﺎﺤب ﺤﻛﻤﺔ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ أﺨذ ﻫذﻩ اﻟﺨطوة ﻟم ﯿﺘﺤﻘق إﻻ ﻋﻠﻰ ﯿد اﻟﻤﻠك \"ﺠﺎ ِﺴر\" اﺒن اﻟﻤﻠك \"أﺨﺎ ﺴﺨﻤو\" .وﻟﻌل إﻨﺠﺎزﻩ ﻫذا ﻗد ﺒرر ﻓﺼﻠﻪ ﻋن اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ واﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻤؤﺴﺴﺎ ﻷﺴرة ﺤﺎﻛﻤﺔ ﺠدﯿدة .ﺒل اﻋﺘﺒر اﻋﺘﻼؤﻩ اﻟﻌرش ﺒداﯿﺔ ﻟﻌﻬد ﺠدﯿد ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻛﻛل، ﺠرت اﻟﻌﺎدة ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻤﯿﺘﻪ ﺒﻌﻬد اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ ،اﻤﺘد ﻤن 2350 – 2700ق.م ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ اﻟﻌﻬد اﻟﺜﯿﻨﻲ ،ﻋﻬد اﻷﺴرﺘﯿن اﻷوﻟﻰ واﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ،ﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺎﺼﻤﺔ \"ﺜﻨﻰ\" .وﺒﻬذا ﻨﻛون ﻗد اﺴﺘﻌرﻀﻨﺎ ﻛﯿف ﺘطورت اﻷﺤداث ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،إﺒﺎن اﻟﻔﺘرة ﻤن 2700 – 3000ق.م ،ﺒﺄﻛﺒر ﻤﺎ ﻨﻤﺘﻠك ﻤن اﺘﺴﺎق ﻓﻲ ﺤدود اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻟﻤﺘوﻓرة ﻟﻨﺎ .وأﻓﻀل وﺼف ﻟﻬﺎ ﻫو أﻨﻬﺎ ﻛﺎﻨت ﻓﺘرة ﺘﺠﺎرب وﻤﺤﺎوﻻت ﻓرع اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﺒﻨﺎء ﻤﻤﻠﻛﺔ ﻤوﺤدة ودﻓﻊ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ إﻟﻰ اﻷﻤﺎم .وﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺒل ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺘﺠﺎرب وﻤﺤﺎوﻻت ﻟﻔرع اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻤﺘداد 448إﺑراھﯾم ،ص .103
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻟﺒﻨﺎء ﻤﻤﻠﻛﺔ ﻤوﺤدة .وﻟﻛﻨﻬﺎ اﻋﺘﻤدت ﻋﻠﻰ ﺘﺒﻨﻲ ﺘﻌدﯿل ﻤﺨﺘﻠف ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻟم ﯿﻀﻊ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﯿد اﻟﻤﻠك وﻟم ﯿﻌﺘﺒرﻩ ﺼﺎﺤب ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸر ﺒﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .وﻫذا ﻤﺎ أﻋطﻰ اﻟﺘﺠﺎرب واﻟﻤﺤﺎوﻻت ﻓﯿﻪ ﺨﺼوﺼﯿﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺴﻨرى. وادي اﻟﻔ ارت اﻻﺨﺘﻼف اﻟﺒدﺌﻲ ﻤﺎ ﺒﯿن ﺠﻨوب وﺸﻤﺎل اﻟﻔ ارت ﻓﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﯿﻌﻨﻲ وﻀو ًﺤﺎ ﻓﻲ ﺨﺼوﺼﯿﺔ اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ .وﻫﻲ ﺨﺼوﺼﯿﺔ ﻻ ﯿﺴﻬل اﻟﺘﻌرف ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻤن د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﻠﻘﻲ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ ﻟﺴﺒﺒﯿن .أوﻻ ،ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ،ﻤﺤﺎوﻟﺔ د ارﺴﺔ ﻓﺘرة ﻗﺼﯿرة ﻨﺴﺒﯿﺎ ﯿﻔرض ﺤدودا ﻋﻠﻰ اﺴﺘﺨداﻤﻨﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺎت .ﻓﺎﻟﻤ ارﺠﻊ اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ ﻻ ﺘﺘﻔق ﻓﯿﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﻘرون اﻟﺜﻼﺜﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻬذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ .ﻓﻬﻲ ﺘﻌﺘﺒرﻫﺎ ﻤرﺤﻠﺔ ﻏﺎﻤﻀﺔ ﺒﻌض اﻟﺸﻲء ،ﻓﺈﻤﺎ أن ﯿﺘم اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻛﻨﻬﺎﯿﺔ ﻟﻤرﺤﻠﺔ ﻤﺎ ﺒﻌد أﺤداث اﻟﻌﺒﯿد اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻛﻛل ،أو ﯿﺘم ﺘوزﯿﻌﻬﺎ ﻤﺎ ﺒﯿن ﺘﻠك اﻟﻤرﺤﻠﺔ وﻤﺎ ﯿﻠﯿﻬﺎ، أو ﯿﺘم أﺤﯿﺎﻨﺎ ﺘﻐﯿﯿب ﺠزء ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺸﻛل ﻨﻬﺎﺌﻲ ﻓﺘﺨﺘﺘم ﻤرﺤﻠﺔ ﻤﺎ ﺒﻌد أﺤداث اﻟﻌﺒﯿد ﺤول 3000أو 2900ق.م ﻓﺘﻐﯿﯿب ﻗرﻨﯿن ﺜم اﻻﻨﺘﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻌود إﻟﻰ 2600ق.م ﻓﺼﺎﻋدا .أﻤﺎ ﺜﺎﻨﯿﺎ ،ﻓﻤﻊ وﺠود ﻓرق ﻤﺎ ﺒﯿن ﺠﻨوب وﺸﻤﺎل اﻟوادي ﻓﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ،إﻻ أﻨﻬﻤﺎ ﯿﻨﺘﻤﯿﺎن إﻟﻰ وﺤدة ﺜﻘﺎﻓﯿﺔ ﻀﺎرﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻘدم ﺴﺎﻫﻤت ﻓﻲ ﺘﻬﻤﯿش ﻫذﻩ اﻟﻔروق .ﻓﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ،اﻟﺘﻌدﯿﻼن اﻟﻤﺘﺒﻨﯿﺎن ﯿﻠﺘﻘﯿﺎن ﻓﻲ ﻛﺜﯿر ﻤن اﻟﻨﻘﺎط ،إن ﻛﺎن ﺤول ﻤﻔﻬوم اﻟﺨﯿر اﻟﺼﺎدر ﻋن اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ،أو ﺤول ﻀرورة ﺘﺒﻨﻲ ﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤدن ﻟﻬذﻩ اﻟﺘﻌدﯿﻼت ﻛﻌﻨوان ﻟﻠوﺤدة ﺒﻌﻛس وادي اﻟﻨﯿل .وﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ﺜﺎﻨﯿﺔ ،ﻓﻲ إطﺎر اﻟوﺤدة اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺠﻤﻊ ﻤدن اﻟوادي ،ﻟم ﯿﻛن ﺒﺎﻹﻤﻛﺎن اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻬذﻩ اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ ﺒﺎﻻزدﻫﺎر طوﯿﻼ ،إذ ﻋﺎﺠﻼ أم آﺠﻼ ﻛﺎن ﺴﯿﺘم ﺘوﺤﯿد اﻟﺠﻤﯿﻊ ﺘﺤت ﺼﯿﺎﻏﺔ واﺤدة ﻻﻏﯿﺔ أﯿﺔ ﻓروق ﻓﻲ ﻤظﺎﻫر اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ .وﻫذا ﺴﯿزﯿد ﻤن ﺼﻌوﺒﺔ ﻤﻼﺤظﺔ اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن طرﻓﻲ اﻟوادي ﻓﻲ ﻤرﺤﻠﺔ ﻋﻨواﻨﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎرب واﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ ،ﻤن 2700 – 3000ق.م ﺘﻘرﯿﺒﺎ .وﻟﻛﻨﻨﺎ ﻨرى ﺒﺄن رﺴﻤﻨﺎ ﻟﻠﺨرﯿطﺔ اﻟﻤﺒدﺌﯿﺔ اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺒﻲ ،ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟﻔﯿﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،واﻟﺘﻲ ﺤﺎوﻟﻨﺎ ﺘوزﯿﻊ اﻟﺘﻌدﯿﻼت اﻟﺒدﺌﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻬﺎ ﻓﻲ ﻤ ارﻛزﻨﺎ اﻟﻤدﻨﯿﺔ
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺴﯿﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻓﻲ ﺘﺤدﯿد ﺘﺎرﯿﺦ أدق ﻟﺒﻌض ﻫذﻩ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺎت ٕوارﺠﺎﻋﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺘرة \"اﻟﻐﺎﻤﻀﺔ\" ،ﻤﻊ ﺘﺠﻨب اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ذﻟك. ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺎت ،ﻋﻠﻰ ﺴﺒﯿل اﻟﻤﺜﺎل ،إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء وﺘﻤﺎﺜﯿل اﻷﺴرى اﻟذﯿن ﺘﻌرﻀﻨﺎ ﻟﻬﻤﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ. ﻓﺎﻟﻤ ارﺠﻊ ﺘﺨﺘﻠف ﻓﻲ ﺘﺤدﯿد زﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﺒﯿن 3100 – 3500ق.م أو ﺒﺘﺤدﯿد أﻛﺜر ﻋﻤوﻤﯿﺔ ﺒﻨﺴﺒﻬﺎ إﻟﻰ ﻤﺎ ﺒﯿن 3000 – 4000ق.م 449.وﻟﻛن ﺘﻘدﯿرﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة واﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﯿﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺒﺘﻘدﯿم ﺘﺎرﯿﺨﻬﺎ ﻟﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .واﻷﻤر ذاﺘﻪ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﻤﺴﻠﺔ ﺼﺎﺌد اﻷﺴود ذي ﻋﺼﺒﺔ اﻟ أرس .ﻓﺎﻷﺴﺘﺎذ أﻨدري ﺒﺎرو ﯿﻘدم ﺘﺎرﯿﺨﻬﺎ إﻟﻰ أواﺌل اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،ﻓﻲ ﺤﯿن ﯿﻌﺘﺒرﻫﺎ اﻷﺴﺘﺎذ ﻋﻠﻲ أﺒوﻋﺴﺎف ﻤن آﺜﺎر اﻟﻔﺘرة 3100 – 3500ق.م وﻫو ﻓﻲ ﻨظرﻨﺎ أدق ﻤن ﺘﺤدﯿد ﺒﺎرو ﺤﯿث اﻋﺘﺒرﻨﺎﻫﺎ ﺘﻌود إﻟﻰ ﻨﻬﺎﯿﺔ اﻟ ارﺒﻌﺔ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م وﺴﺎﺒﻘﺔ ﻹﻨﺎء اﻟورﻛﺎء ﺒﻘﻠﯿل 450.وﻫذﻩ اﻟﻠﻘﻰ ﺘﻌود إﻟﻰ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت وﻟم ﯿﻌﺜر ﻋﻠﻰ ﻤﺜﯿل ﻟﻬﺎ ﻓﻲ وﺴطﻪ وﺸﻤﺎﻟﻪ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺘرة ،ﻤﻤﺎ ﯿﻌزز وﻀوح اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺼﺒﻐت ﻤظﺎﻫر اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻓﻲ اﻟوادي. وﺘﺴﺘﻤر ﻫذﻩ اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻟﻤﻨﺤوﺘﺎت اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺘرة ﻛذﻟك .ﻓﻔﻲ اﻟورﻛﺎء ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ أرس اﻤ أرة ﺒﺎﻟﺤﺠم اﻟطﺒﯿﻌﻲ ﻤﻨﺤوت ﻤن اﻟﻤرﻤر ،وﻗد ظﻬرت ﻤﻼﻤﺢ اﻟوﺠﻪ ﻤﺘﻨﺎﺴﺒﺔ وطﺒﯿﻌﯿﺔ ﺠدا .ﻓﺎﻟﻨﺤﺎت ،وﻛﺄﻨﻪ ﯿﻨﻘل ﻋن وﺠﻪ أﻨﺜﻰ ﻤﻌﯿﻨﺔ ،ﻨﺤت اﻤ أرة رﻗﯿﻘﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺒد ﺘرﺴم ﻤﻼﻤﺢ وﺠﻬﻬﺎ وﺠل ﯿﺸوﺒﻪ ﺸﻲء ﻤن اﻟرﻫﺒﺔ 451.وﯿذﻛرﻨﺎ ﻫذا اﻷﺴﻠوب ﻓﻲ اﻟﻨﺤت ﺒﺄﺴﻠوب ﻗدﯿم ﺘﻌرﻓﻨﺎ ﻋﻠﯿﻪ ﻓﻲ أرﯿﺤﺎ اﻟﻨطوﻓﯿﺔ ﺤﯿن دﻓﻊ اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺘﺸﻛﯿل ﻤﻼﻤﺢ اﻟﻤﯿت ﺒدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﺠﻤﺘﻪ ﻛرﻤز ﻗدﺴﻲ .أﻤﺎ ﻓﻲ اﻟورﻛﺎء ،ﺒﻌد ﻗ ارﺒﺔ 4000ﺴﻨﺔ ،ﻓﺎﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن ﻨﺘﺞ ﻋن اﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻤرﺠﻌﯿﺔ ﻟﻠﺨﯿر واﻟﺸر اﻟﻠذﯿن ﯿﺼﻔﺎن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺼﺎدرة ﻋن اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .وﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﯿض ﻤن أرس اﻟورﻛﺎء ﻫذا ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋن أرس رﺠل ﻓﻲ ﺘل ﺒ ارك ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل\" ،ﻓﯿﻪ أﻋﻀﺎء اﻟوﺠﻪ ﻛﺒﯿرة وﻏﯿر طﺒﯿﻌﯿﺔ ،وﻻ ﺘﻨﺎﺴب ﺒﯿﻨﻬﺎ ،وﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﺎﻟدﻤﻰ اﻟطﯿﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌود إﻟﻰ ﻋﺼر اﻟﻌﺒﯿد 452\".وﻋﻘد اﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ ﻋﺼر اﻟﻌﺒﯿد ﻫﻨﺎ ﻟﻪ دﻻﻟﺔ ﯿﺼﻌب ﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ .ﻓﻬو ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ﯿؤﻛد ﻟﻨﺎ 449أﺑوﻋﺳﺎف ،ص 130وﺑﺎرو ـ ﺳوﻣر ،ص 120ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ. 450ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص 123وأﺑوﻋﺳﺎف ،ص 165ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ. 451ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص .134 452أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .172
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻤﺎ ذﻫﺒﺎ إﻟﯿﻪ ﻤن اﻨﺘﻔﺎء اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن ﻛﻤرﺠﻌﯿﺔ ﻟﻠﺨﯿر واﻟﺸر ﻓﻲ ﺸﻤﺎل اﻟﻔ ارت ،وﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ﺜﺎﻨﯿﺔ ﯿﺒﯿن ﻟﻨﺎ ﻛﯿف ﺘم ﺘﺒﻨﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة. ﻓﻼ ﺒد أن ﯿﺒﻘﻲ اﻟدارس ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺘرة ﻨﺼب ﻋﯿﻨﯿﻪ ﺤﻘﯿﻘﺔ أن اﻻﺨﺘﻼف اﻟﺒدﺌﻲ ﻤﺎ ﺒﯿن طرﻓﻲ اﻟوادي ﻛﺎن ﻨﺘﯿﺠﺔ ﻤﺒﺎﺸرة ﻟﻼﺨﺘﻼف ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ردة اﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼل إﺒﺎن اﻷﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ ق.م. ﻓﺎﻟﻬدوء اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻓﻲ ردة اﻟﻔﻌل اﻟﺠﻨوﺒﯿﺔ أﺜر ﻓﻲ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﺒﻘدر ﻤﺎ أﺜر ﻓﻲ ﻛﯿف ﺘم ﻫذا اﻟﺘﺒﻨﻲ .ﻓﻤدن ﻤﺜل أور وأرﯿدو واﻟورﻛﺎء وﻏﯿرﻫﺎ ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ﻛﺎن ﺒﺤﺜﻬﺎ ﻋن ﻤﺨرج ﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻘدان اﻟﺘوازن ﯿﺘﺴم ﺒﻬدوء و\"أرﯿﺤﯿﺔ\" أﻛﺒر ،إن ﺠﺎز ﻟﻨﺎ اﻟﺘﻌﺒﯿر ،ﻤﻘﺎﺒل ﺤﺎﻟﺔ اﻟرﻓض اﻟﺸدﯿد واﻟﺘﺄزم اﻟذي اﺘﺴم ﺒﻪ اﻟﺒﺤث ﻓﻲ اﻟﻤدن اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ .ﻓﻠم ﺘﻨﺸﺄ ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب ﺤرﻛﺔ اﺠﺘﻬﺎدات ﻗوﯿﺔ ،ﻛﺘﻠك اﻟﺘﻲ ﺘطﺎﻟب ﺒﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻷﺼول اﻟﻘدﯿﻤﺔ ٕواﺤﯿﺎء رﻤوزﻫﺎ اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻤﺜﻼ ،وﻟم ﯿﺘﻀرر ﻛﺜﯿ ار اﻟﺘوزﯿﻊ اﻟﺘﻘﻠﯿدي ﻷدوار اﻷﻓ ارد ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﺨﺎﺼﺔ اﻟﻛﻬﻨﺔ واﻟﺤﻛﺎم اﻟذﯿن اﺴﺘﻔﺎدوا ﻤن ﻤﻔﻬوم اﻟﻔﺼل ووﺠدوا ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻤﺨرﺠﺎ ﻤن ﺤﺎﻟﺔ ﻓﻘدان اﻟﺘوازن .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻟم ﯿواﺠﻪ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻫﻨﺎك ﺼ ارﻋﺎ ﺤﺎدا ﻤﻊ اﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﯿﻌطل اﻨﺘﺸﺎر ﺘﺒﻨﯿﻪ .ﻓﻘد اﺴﺘطﺎع، ﺒﺴﻬوﻟﺔ ﻨﺴﺒﯿﺎ ،أن ﯿﺤﺘوﯿﻬﺎ ﺒﺴرﻋﺔ وﻗوة .وﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺒل ،ﻛﺎن ﻟﺤدة اﻟﺼ ارع ﻤﺎ ﺒﯿن اﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤدن اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ ودور ﺤرﻛﺎت اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻷﺼول اﻟﻘدﯿﻤﺔ ﺘﺄﺜﯿرﻩ ﻓﻲ اﺴﺘﻤ ارر ﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘردد ﻟﻔﺘرة أطول ﻨﺴﺒﯿﺎ ﻤﻤﺎ اﻨﻌﻛس ﻋﻠﻰ أﺴﻠوب ﺘﺒﻨﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ .ﻓﻛﻤﺎ ﺴﺒق وﺸرﺤﻨﺎ ،دﻟت ﻤظﺎﻫر اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻟﻠﻔﺘرة اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﻤدﻨﻨﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺸﺎﺸﺔ اﻟﺘوازن اﻟذي ﺤﺎوﻟت إﻋﺎدﺘﻪ وﻋﻠﻰ وﺠود اﻨﺘﺸﺎر واﺴﻊ ﻻﺠﺘﻬﺎدات ﻗوﯿﺔ وﻤﺘﻨوﻋﺔ ﻤن ﻀﻤﻨﻬﺎ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻷﺼول اﻟﻘدﯿﻤﺔ ٕواﻋﺎدة اﻟدﻤﺞ ﻟﺠواﻨب اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻤﻘدس .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،أﺴﻠوب ﺘﺒﻨﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ واﺠﻪ ﺼ ارﻋﺎ ﺤﺎدا ﻤﻊ ﻫذﻩ اﻻﺠﺘﻬﺎدات ﻤؤﺜ ار ﻓﻲ ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻨﺘﺸﺎرﻩ .ﻓﻬو ،ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،ﻟم ﯿﻌﺘﻤد أﺴﻠوب اﻻﺤﺘواء اﻟﺴرﯿﻊ واﻟﻤﺒﺎﺸر ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب ،ﺒﻘدر ﻤﺎ اﻋﺘﻤد اﻻﺤﺘواء اﻟﺒطﻲء واﻟﺘدرﯿﺠﻲ ﻟﻬذﻩ اﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻷﻗدم .ﻓ أرس ﺘل ﺒ ارك ﻟم ﯿﻤﺜل ﻋودة إﻟﻰ اﻟﻌﺼر اﻟﻌﺒﯿدي ،ﻷﻨﻪ ﯿﺸﺒﻪ اﻟدﻤﻰ اﻟطﯿﻨﯿﺔ اﻟﻌﺒﯿدﯿﺔ ،ﺒﻘدر ﻤﺎ ﻤﺜل اﺤﺘواء ﺘدرﯿﺠﯿﺎ ﻟﻠﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﺒﯿدﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﻟﺘوﻀﯿﺢ ﻤﺎ ﻨﻌﻨﯿﻪ ﺒﺎﻻﺤﺘواء ﺒﺸﻛل أﻓﻀل ،ﻗد ﯿﻛون ﻤن اﻟﻤﻔﯿد ﻋﻘد ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن وادي اﻟﻨﯿل واﻟﻔ ارت ﻫﻨﺎ .ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻛﺎن ﻟﻠﺴﻤﺎح ﺒﺘﻌدد اﻟﺼﯿﺎﻏﺎت ﻤﺎ داﻤت ﺘﺴﻠم ﺒﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠك اﻟﻤطﻠﻘﺔ ،أﺜرﻩ ﻓﻲ أﺴﻠوب د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟطﺒﯿﻌﺔ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﯿل اﻟﻤﺜﺎل .ﻓﺈدﺨﺎل \"ﻋﺎزر\" أو \"رع\" أو \"ﺴن\" ﻀﻤن اﻷﻟﻘﺎب اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ ﻟم ﯿﻛن ﯿﻌﻨﻲ ظﻬور رﻤوز ﺠدﯿدة ﺒﻘدر ﻤﺎ ﻛﺎن ﯿﻌﻨﻲ ظﻬور ﺘرﻛﯿز ﺠدﯿد ﻋﻠﻰ رﻤوز ﻗدﯿﻤﺔ ﻟﻬﺎ اﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ وأﺘﺒﺎﻋﻬﺎ .ﻓﻬذا اﻟظﻬور ﯿﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻤﺤﺎوﻻت ﻟﻠﺘوﻓﯿق ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ واﻟﻘواﺌم \"اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ\" .أﻤﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻓﺎﻷﻤر ﻤﺨﺘﻠف ﺒﻌض اﻟﺸﻲء ،ﻓﻌدم اﻟﺴﻤﺎح ﺒﺘﻌدد اﻟﺼﯿﺎﻏﺎت ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄن ظﻬور رﻤوز ﺠدﯿدة ﻻ ﯿدل ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎوﻻت ﻟﻠﺘوﻓﯿق وﻟﻛن ﻋﻠﻰ ظﻬور ﺘﻌدﯿل ﺠدﯿد ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻻ ﺒد وأن ﯿﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻤن ﻗﺒل اﻟﺠﻤﯿﻊ .ﻓﺎﻟرﻤز اﻟﺠدﯿد ﯿﺤل ﻤﺤل اﻟرﻤز اﻟﻘدﯿم ،ﯿﺄﺨذ ﻤﻛﺎﻨﻪ وﺼﻔﺎﺘﻪ ﻻ ﯿﺸﺘرك ﻤﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨزﻟﺔ. ﻓﻌﺎدة ﻤﺎ ﺘﻨزل ﻤرﺘﺒﺔ اﻟرﻤز اﻟﻘدﯿم درﺠﺔ ،أو درﺠﺎت ،إﻟﻰ اﻷﺴﻔل ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟرﻤز اﻟﺠدﯿد ،أو ﯿﺘم إﻟﻐﺎؤﻩ ﻛﻠﯿﺔ وﺘﺤوﯿﻠﻪ إﻟﻰ ﺼﻔﺔ ﻤن ﺼﻔﺎت اﻟرﻤز اﻟﺠدﯿد .ﻟذﻟك ،أﺴﻠوب د ارﺴﺔ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﺴﯿﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ د ارﺴﺔ اﺤﺘواء اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺠدﯿدة ﻟﻠﻘدﯿﻤﺔ ﻻ اﻟﺘوﻓﯿق ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ .وﻤن اﻷﻤﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻨﻌرﻓﻬﺎ ﺠﯿدا ﻋن ﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻫو ﺘﺎرﯿﺦ ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘوﺤﯿد. ﻓﺎﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ ﻟﻠﻌﻘﯿدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﺤﺘوت اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﯿﻬودﯿﺔ اﻷﻗدم ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﯿن اﺤﺘوت اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻹﺴﻼﻤﯿﺔ ﻟﻠﻌﻘﯿدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﺜﻨﺘﯿﻬﻤﺎ .ﺒطﺒﯿﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻫذا ﯿﻤﺜل اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻔرق ﺒﯿن اﻷﺴﻠوﺒﯿن ،اﻟﺘوﻓﯿق واﻻﺤﺘواء .وﻟﻛن ﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ ،ﻟم ﯿﻛن اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻤﻌزل ﻋن ﺒﻌﻀﻬم اﻟﺒﻌض ،وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،اﻟﺘطو ارت ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﺴﺘؤﺜر ﻋﻠﻰ اﻟﻔ ارت وﺒﺎﻟﻌﻛس .ﻓﺴﯿﻛون ﻫﻨﺎك داﺌﻤﺎ ﻤﺠﺎل ﻟرؤﯿﺔ ﻤﺤﺎوﻻت ﻻﺤﺘواء اﻟﺠدﯿد ﻟﻠﻘدﯿم ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ورؤﯿﺔ ﻤﺤﺎوﻻت ﻟﻠﺘوﻓﯿق ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ،وﻟﻛﻨﻬﺎ رؤﯿﺔ ﻻ ﺘﺼﻠﺢ ﻟوﺼف طﺒﯿﻌﺔ وأﺴس اﻟﺘطو ارت ﻓﯿﻬﻤﺎ.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﻟﻌل أﺠﻤل ﻤظﺎﻫر اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻟﺸﻤﺎل اﻟﻔ ارت اﻟﺘﻲ ﺘدل ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء اﻟﺘدرﯿﺠﻲ ﻫذا ﻫو اﻟﺒﯿوت اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﻤدﯿﻨﺔ ﻤﺎري .ﻓﻘد ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋن ﺒﯿت داﺌري ،وﻛﺄﻨﻨﺎ أﻤﺎم ﻋودة ﻟﻸﺼول اﻟﻘدﯿﻤﺔ ﻛﻤﺎ ظﻬرت ﻓﻲ ﺒﯿوت ﺒﯿﺴﺎن ،وﻟﻛن ﺤوى ﻫذا اﻟﺒﯿت ﻓﻲ وﺴطﻪ ﺒﯿﺘﺎ آﺨر ﻤرﺒﻌﺎ ﻟﻪ ﺒﺎب ﻓﻲ ﻛل ﺠﺎﻨب ﯿطل ﻋﻠﻰ اﻟﻐرف ﺻورة :25ﺑﯾت ﻣن ﻣﺎري اﻟﻤﺤﺼورة ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺒﯿت اﻟﻤرﺒﻊ واﻟﺠدار اﻟﺨﺎرﺠﻲ اﻟﻤﺴﺘدﯿر 453.ﻛﻤﺎ ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻔن اﻟﻤﻌﻤﺎري )ﻣﺎري( ﻓﻲ ﺒﯿوت ﺘل اﻟﺴﻌﯿدﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻬر اﻷردن ﻏرﺒﻲ ﺠرش .وﻤﻔﻬوم ﻫذا اﻻﺤﺘواء اﻟﺘدرﯿﺠﻲ ،أﯿﻀﺎ ،ﻨ ارﻩ ﻓﻲ ﺸﻛل ﻟﺒﻨﺔ اﻟﺒﻨﺎء ذاﺘﻬﺎ .ﻓﻘد ﺘم ﺘﺸﻛﯿﻠﻬﺎ ﺒﺤﺠم ﻛﺒﯿر وﺒوﺠﻪ ﻤﺤدب ﻻ ﯿﺴﻤﺢ ﺒﺼﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻤداﻤﯿك ﻤﺴﺘﻘﯿﻤﺔ 454.ﻓظﻬر ﺸﻛل اﻟﺠد ارن ﻤﺸﺎﺒﻬﺎ ﻟﺤ ارﺸﯿف اﻟﺴﻤك أو ُﺤﺼر اﻟﻘش ،ﻤﻤﺎ ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﺎﻟﺒﯿوت اﻟﺘﻲ ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺠﺒﻼ إﺒﺎن اﻟﻔﺘرة اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ واﻟﺘﻲ ﺒﻨﯿت ﺒﺤﺠﺎرة ﻏﯿر ﻤﺸطوﻓﺔ ﻤﻤﺎ أﻋطﻰ اﻻﻨطﺒﺎع ذاﺘﻪ .وﻓﻲ ﺒداﯿﺔ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ﻤﺜل ﻫذا اﻟﻔن اﻟﻤﻌﻤﺎري ﺨﺼوﺼﯿﺔ اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻟﺸﻤﺎل اﻟﻔ ارت .وﻟﻌل ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟطﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻌﻘﯿدة واﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ وﺨﺼوﺼﯿﺔ ﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء ﻤﺎ ﯿﺠﯿب ﻋﻠﻰ دﻫﺸﺔ اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻷورﺒﯿﯿن ﻤن ﻗ ارر ﻋرب اﻟﻔ ارت اﻟﺒﻨﺎء ﺒﻠﺒﻨﺔ ذات وﺠﻪ ﻤﺤدب وﺤﯿرﺘﻬم ﺤول ﻤﻐزى ﻫذا اﻟﻔن اﻟﻤﻌﻤﺎري455. 453ﺑﺎرو ـ ﻣﺎري ،ص .69 454أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .195 455راﺟﻊ ﺑﮭذا اﻟﺧﺻوص ،ﺑﺎرو ـ ﺳوﻣر ،ص .148-147
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﯿﻤﻛﻨﻨﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺨﺼوﺼﯿﺔ اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻤﺎ ﺒﯿن ﺸﻤﺎل وﺠﻨوب اﻟوادي ﻤن ﺨﻼل د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﺒﻌض اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ أﯿﻀﺎ .ﻓﻘد ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻤن اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل ﻟﻤﺘﻌﺒدﯿن ﻤن اﻟرﺠﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ ﻤواﻗﻊ ﻤﺘﻌددة ﻤﺜل أور وﻟﺠش ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب ،ﺘل أﺴﻤر وﺨﻔﺎﺠﻲ ﻓﻲ اﻟوﺴط ،وﻤﺎري وﺘل اﻟﺨوﯿرة ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل. وﺘﻨﺴب ﻫذﻩ اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل إﻟﻰ اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ﺒﺸﻛل ﻋﺎم أو ﯿﺘم ﺘﻘﺴﯿﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﻤﺠﻤوﻋﺘﯿن ﺘﻌود اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﻤﺎ ﺒﯿن 2600 – 2700ق.م واﻟﺜﺎﻨﯿﺔ إﻟﻰ ﻤﺎ ﺒﯿن 2350 – 2600ق.م 456.وﯿﻌﺘﻤد ﻫذا اﻟﺘﻘﺴﯿم ﻋﻠﻰ أﺴﻠوب اﻟﻨﺤت اﻟﻤﺘﺒﻊ وظﻬور اﺴم ﺼﺎﺤب اﻟﺘﻤﺜﺎل ﻤﻨﻘوﺸﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻓﻲ ﺘﻤﺎﺜﯿل اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ. ﺻورة :26ﻣﺗﻌﺑد ﻣن ﺟﻧوب اﻟﻔرات وﻟﻛن ﻤن د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﻤﻼﻤﺢ ﻫذﻩ اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل ﺴﯿﻛون ﺒﺈﻤﻛﺎﻨﻨﺎ ﺘﻘﺴﯿﻤﻬﺎ ﺒﺸﻛل ﻤﺨﺘﻠف ﯿﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .ﻓﺒﻌض اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب واﻟوﺴط ظﻬرت ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻤﻼﻤﺢ اﻟرﻫﺒﺔ واﻟوﺠل واﻀﺤﺔ ،ﻤﻤﺎ ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒ أرس اﻟورﻛﺎء .ﻓﻲ ﺤﯿن ﺘﻠك اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل ظﻬرت ﺠﻤﯿﻌﻬﺎ ﺘﺤﻤل اﺒﺘﺴﺎﻤﺔ وﻫدوء ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒد ﻤﻠﻔت ﻟﻼﻨﺘﺒﺎﻩ .وﻗد ﯿﻌود ﻫذا إﻟﻰ اﻟﻔرق اﻟذي أوﻀﺤﻨﺎﻩ ﺴﺎﺒﻘﺎ واﻟﻤﺘﻌﻠق ﺒﻤرﺠﻌﯿﺔ اﻟﺨﯿر واﻟﺸر اﻟﺼﺎدر ﻋن اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .ﻓﺘرﻛﯿز ﺠﻨوب اﻟوادي ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن ﻛﻤرﺠﻌﯿﺔ وﺨوﻓﻪ ﻤن أن ﺘﻀر اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﺒﻤﺼﺎﻟﺤﻪ اﻨﻌﻛس ﻋﻠﻰ أﺴﻠوب ﺘﻘرﺒﻪ ﻤﻨﻬﺎ اﻟذي ﺸﺎﺒﻪ اﻟﺨوف واﻟوﺠل .أﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل ﻓﺎﻟﻤرﺠﻌﯿﺔ ﻛﺎﻨت ﺸﺎﻤﻠﺔ وﻟم ﺘﺨص ﻤﺎ ﯿﻨﻔﻊ وﯿﻀر ﻤﺼﺎﻟﺢ اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ وﺼﻔﻬﺎ ﻷﻋﻤﺎل اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .وﻫذا ﺒدورﻩ اﻨﻌﻛس ﻋﻠﻰ أﺴﻠوب اﻟﺘﻘرب ﻤﻨﻬﺎ ﻓظﻬر أﻛﺜر ﻫدوءا وﺘﻘﺒﻼ ﻟﺠﻤﯿﻊ ﻤﺎ ﻗد ﯿﺼدر ﻋﻨﻬﺎ ﻤن أﻓﻌﺎل. 456راﺟﻊ ﺑﮭذا اﻟﺧﺻوص ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص ،151وأﺑوﻋﺳﺎف ،ص .222
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﻤﻊ ذﻟك ﻻ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ ﺘﺠﺎﻫل ﻤﻼﻤﺢ أﺨرى ﺤﻤﻠﺘﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل ﺘﺠﻌﻠﻬﺎ ،ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظرﻨﺎ ،ﻤﻔﺘﺎﺤﺎ ﻟﺤل اﻟﻐﻤوض اﻟذي اﻛﺘﻨف ﻫذﻩ اﻟﻔﺘرة ﻤن ﺘﺎرﯿﺨﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻔ ارت .ﻓﻔﻲ وﻗت ﻤﺎ ،ﺒﯿن 2700 - 3000 ق.م ،وﺘﺤت ظروف وﺘﻔﺎﺼﯿل ﻨﺠﻬﻠﻬﺎ ﺤﺘﻰ اﻵن ،ﺒدأ اﻟوادي ﻛﻛل ﯿﺴﻌﻰ ﻟﻠﺨروج ﺒﺼﯿﺎﻏﺔ واﺤدة ﻟﻠﻌﻘﯿدة ﯿﺘم ﺘﺒﻨﯿﻬﺎ ﻤن ﻗﺒل اﻟﺠﻤﯿﻊ .ود ارﺴﺔ ﻫذﻩ اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل ﺘﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻓﻲ رؤﯿﺔ اﻟﻤﻼﻤﺢ اﻷوﻟﻰ ﻟﻬذﻩ اﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ. ﺻورة :27ﻣﺗﻌﺑدون ﺑﻌﯾون ﺷﺎﺧﺻﺔ وﺟﻼ ورھﺑﺔ – ﻣن إﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻤﺘﺎزت ﺒﻬﺎ ﺘﻤﺎﺜﯿل ﺗل أﺳﻣر ﺟﻧوب اﻟﻔرات )(Art Through the Ages اﻟﻤﺘﻌﺒدﯿن ﻓﻲ ﺸﻤﺎل اﻟوادي ﻤن ﺤﯿث ﻫدوء اﻟﺘﻌﺒد ،ظﻬر ﺠﻠﯿﺎ ﻓﯿﻬﺎ ﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء اﻟﺘدرﯿﺠﻲ. ﻓﺎﻟﻤﺘﻌﺒد اﻟﻤﻛﺘﺸف ﻓﻲ ﺘل اﻟﺨوﯿرة ﻨﺤت واﻗﻔﺎ وﻗد ﻀم ﯿدﯿﻪ إﻟﻰ ﺼدرﻩ ﻓﻲ ﻫﯿﺌﺔ ﻻ ﺘﺨﺘﻠف ﺒﺄي ﺸﻛل ﻋن ﻫﯿﺌﺔ اﻟﻤﺘﻌﺒد اﻟﻌرﺒﻲ اﻟﯿوم .وﻟﻠﻤﺘﻌﺒد ﺸﻌر طوﯿل ﻤﺴﺘرﺴل ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺘﻔﯿن وﻟﺤﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﺼدر وظﻬر ﺤﻠﯿق اﻟﺸﺎرب 457.وﻗد ﻨﺤت اﻟﻛﺘف ﻤﺴﺘﻘﯿﻤﺎ ﺘﺨرج ﻤﻨﻪ اﻟذ ارﻋﯿن ﺒ ازوﯿﺔ ﺤﺎدة ﺘذﻛرﻨﺎ ﺒﺎﻟدﻤﻰ اﻟﻌﺒﯿدﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ أور وأرﯿدو ﻗﺒل ذﻟك ﺒﺤواﻟﻲ أﻟف ﺴﻨﺔ ،وﻤن اﻟﻤﻔﯿد أن ﻨﻨوﻩ ﻫﻨﺎ ﺒﺄن ﻫذا اﻟﺘﻤﺜﯿل ﺒﺨطوط ﻤﺴﺘﻘﯿﻤﺔ وزواﯿﺎ ﺤﺎدة ﯿﻤﺜل اﻷﺴﻠوب اﻟرﺴﻤﻲ اﻟذي ﺘم اﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل .ﻤﺎ ﻤﯿز ﺸﻌر ﻤﺘﻌﺒد ﺘل اﻟﺨوﯿرة ﻫو ﺘﺴرﯿﺤﻪ ﻤن ﺨﻠف اﻷذﻨﯿن ،ﻤﻤﺎ ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﺎﻟﻤوظف اﻟذي وﻗف ﺨﻠف اﻟﻤﻠك ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء ،إﻟﻰ ﺠﺎﻨب أن اﻟﺸﻌر اﻟطوﯿل واﻟﻠﺤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘرﺴﻠﯿن ﯿذﻛ ارن ﺒﻬﯿﺌﺔ ﺼﺎﺌد اﻷﺴود واﻷﺴرى ﻤﻊ ﻏﯿﺎب ﻋﺼﺒﺔ اﻟ أرسٕ .واذا ﻨزﻟﻨﺎ ﺠﻨوﺒﺎ إﻟﻰ ﻤدﯿﻨﺔ ﻤﺎري، ﻨﻼﺤظ ﺒﺄن ﺘﻤﺎﺜﯿل اﻟﻤﺘﻌﺒدﯿن ﺤﺎﻓظت ﻋﻠﻰ ﻫدوﺌﻬﺎ وﻫﯿﺌﺔ اﻟوﻗوف وﻀم اﻟﯿدﯿن إﻟﻰ اﻟﺼدر ،ﻛﻤﺎ ﺤﺎﻓظت ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺤﻰ اﻟطوﯿﻠﺔ اﻟﻤﺴﺘرﺴﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺼدر وﺤﻠق اﻟﺸﺎرب ،إﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﻟﺨطوط اﻟﻤﺴﺘﻘﯿﻤﺔ واﻟزواﯿﺎ اﻟﺤﺎدة ﻓﻲ أﺴﻠوب ﻨﺤت اﻟﻛﺘﻔﯿن .وﻟﻛﻨﻬﺎ ظﻬرت ﺤﻠﯿﻘﺔ اﻟ أرس ﻤن اﻟﺸﻌر ﺘﻤﺎﻤﺎ، 457أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .225
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻤﻤﺎ ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﺘﻘدﯿس اﻟﻠﺒؤة اﻟذي ظﻬر واﻀﺤﺎ ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء وﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل أﯿﻀﺎ 458.وﻻ ﻨرﯿد ﺒﻬذا أن ﻨﻛرر اﻟﺘﺄﻛﯿد ﻋﻠﻰ وﺤدﺘﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ وﻟﻛن أن ﻨﻠﻔت اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ إﻟﻰ ﻤظﺎﻫر اﻻﺤﺘواء اﻟﺘدرﯿﺠﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل .ﻓﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺤﻰ وﺤﻠق اﻟﺸﺎرب وأﺴﻠوب اﻟﻨﺤت ارﻓﻘﻪ ظﻬور ﺒﻌض اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل وﻗد ﺤوت اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻻﺒﺴﻲ اﻟﻌﺼﺒﺔ وأﺨرى ﺤوت اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺒؤة ﺒﺤﻠق اﻟﺸﻌر .وﻗﺒل أن ﻨﻘﻠل ﻤن ﺸﺄن ﻫذﻩ اﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ دﻋوﻨﺎ ﻨﺘﺠﻪ ﻤن ﻤﺎري ﺠﻨوﺒﺎ إﻟﻰ ﻤﻨطﻘﺔ اﻟوﺴط. ﺻورة :28ﻣﺗﻌﺑد ﻣن ﻣﺎري ﻓﻲ ﺘل أﺴﻤر وﺨﻔﺎﺠﻲ ،ظﻬر اﻟﻤﺘﻌﺒدون ﺒﻤﻼﻤﺢ اﻟوﺠل )ﻣﺎري( واﻟرﻫﺒﺔ اﻟﻠذﯿن ﯿﻌﺒ ارن ﻋن ﺨﺼوﺼﯿﺔ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت، وﻗد ﻨﺤﺘت ﺒﺄﺴﻠوب اﻟﺨطوط اﻟﻤﺴﺘﻘﯿﻤﺔ واﻟزواﯿﺎ اﻟﺤﺎدة وﻟﻛﻨﻬﺎ ظﻬرت ﺠﻤﯿﻌﻬﺎ ﺒﺸﻌر وﻟﺤﻰ طوﯿﻠﺔ وﻤﺴﺘرﺴﻠﺔ أﯿﻀﺎ .ﻓﻬل ﻨﺤن أﻤﺎم ﺘﺄﺜﯿر اﻟﺸﻤﺎل وﻤﺤﺎوﻟﺘﻪ ﺘوﺤﯿد ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة؟ ﻤﺎ ﻤﯿز ﻫذﻩ اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل ﻋن ﺘﻤﺜﺎل ﺘل اﻟﺨوﯿرة أن اﻟﺸﻌر ﻟم ﯿﺴرح ﻤن ﺨﻠف اﻷذﻨﯿن ﺒل ظﻬر ﺒﺨﺼﻠﺘﯿن ﻤﺘدﻟﯿﺘﯿن أﻤﺎم اﻷذن! 459ﻫل ﯿﻤﺜل ﻫذا اﺤﺘواء ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ ﻻﺒﺴﻲ اﻟرﯿش؟ وﻟﻛن ﻤن ﻤﻨطﻘﺔ اﻟوﺴط ،ﻤوﻗﻊ ﺨﻔﺎﺠﻲ ،ﻛﺸف ﻋن ﺘﻤﺜﺎل ﻟﻤﺘﻌﺒد ﺤﻠﯿق اﻟ أرس واﻟﻠﺤﯿﺔ ﻤﻊ اﺴﺘﻤ ارر ﻟﻤﻼﻤﺢ اﻟرﻫﺒﺔ ﻋﻠﻰ وﺠﻬﻪ 460.ﻓﻬل ﯿﻤﺜل ﻫذا أﺼدق ﻤظﻬر ﻟﻠﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت؟ وﻫل ﻫو أﻗدم ﻤن اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل أﻋﻼﻩ أم ﯿ ازﻤﻨﻬﺎ؟ ﻤن ﻨﻔس ﻤﻨطﻘﺔ اﻟوﺴط، ﻤوﻗﻊ أم اﻷﻏﯿرب ،ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋن ﺘﻤﺜﺎل ﻤﺘﻌﺒد ﺤﻠﯿق 458ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص ،168اﻟﺻورة )ب( إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أﺑوﻋﺳﺎف ،ص ،227اﻟﺻورة ).(71 459ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص .153-151 460ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص ،164ﺻورة )ب(.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟ أرس واﻟﻠﺤﯿﺔ وﻟﻛن ﺒﺎﺒﺘﺴﺎﻤﺔ ﺒﺸوﺸﺔ ﻋﻠﻰ وﺠﻬﻪ أﺜﻨﺎء ﺘﻌﺒدﻩ 461.أي ﺼﯿﺎﻏﺔ اﺤﺘوت اﻷﺨرى ﻫﻨﺎ! ﻤﺎ ﯿﺒدو وﻛﺄﻨﻪ ﻓوﻀﻰ وﺘﻨﺎﻗض ﻓﻲ اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻻ ﯿﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨد ﻫذا اﻟﺤد .ﻓﺈذا ﻨزﻟﻨﺎ إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﺠﻨوب اﻟوادي ،إﻟﻰ ﻤوﻗﻊ اﻟﻌﺒﯿد ،ﻨﻛﺘﺸف ﺘﻤﺜﺎﻻ ﻟﻤﺘﻌﺒد ﻀﺎﻤﺎ ﯿدﯿﻪ إﻟﻰ ﺼدرﻩ وﻟﻛﻨﻪ ظﻬر ﺤﻠﯿق اﻟ أرس واﻟﻠﺤﯿﺔ وﻗد ﺤﻤﻠت ﻤﻼﻤﺤﻪ اﻟرﻫﺒﺔ ،ﻤﻤﺎ ﯿﺘﺴق ﻤﻊ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء واﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ462. أﻤﺎ اﻷﻨﺜﻰ اﻟﻤﺘﻌﺒدة اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ أور ،ﻓﻘد ﺤﻤﻠت ﻤﻼﻤﺤﻬﺎ اﻟﺘﻌﺒﯿر ذاﺘﻪ وﻟﻛﻨﻬﺎ ظﻬرت ﺘﻠﺒس ﻋﺼﺒﺔ ﻋﻠﻰ أرﺴﻬﺎ 463.ﻓﻲ ﺤﯿن اﻟﻤﺘﻌﺒدة اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﺠش ظﻬرت ﺘﻠﺒس اﻟﻌﺼﺒﺔ وﻟﻛن ﺤﻤﻠت ﻋﻠﻰ وﺠﻬﻬﺎ اﺒﺘﺴﺎﻤﺔ أﺜﻨﺎء ﺘﻌﺒدﻫﺎ 464.ﻤﺎ اﻟذي ﯿﻘوﻟﻪ ﻟﻨﺎ ﻫذا ﻛﻠﻪ؟ إن اﻟﺴﺒب اﻟذي دﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ رؤﯿﺔ ﻫذﻩ اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺘﻌود ﻟﻔﺘرة واﺤدة ﻫو أﺴﻠوب ﻀم اﻟﯿدﯿن إﻟﻰ اﻟﺼدر أﺜﻨﺎء اﻟﺘﻌﺒد .ﻓﺎﻟﻔﺤص اﻟدﻗﯿق ﻟطرﯿﻘﺔ ﺸﺒﻛﻬﺎ ﯿﺒﯿن أن اﻟﻛف اﻟﯿﺴرى ﻗد ﺘم ﻀﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺸﻛل ﻗﺒﻀﺔ ﯿﻐطﯿﻬﺎ اﻟﻛف اﻟﯿﻤﻨﻰ ﻛﺘدﻟﯿل ﻋﻠﻰ اﺤﺘواﺌﻪ ﻓﻲ ﺤﯿن ﺘﻘﺎطﻊ اﻹﺒﻬﺎﻤﺎن ﺒوﻀﻊ اﻷﯿﺴر ﻓوق اﻷﯿﻤن 465.ﺒطﺒﯿﻌﺔ اﻟﺤﺎل ،ﻫذا اﻷﺴﻠوب ﻓﻲ ﺸﺒك اﻟﯿدﯿن ﻟﯿس ﻋﻔوﯿﺎ ﺒل ﯿﻌﺒر ﻋن ﻤﻔﻬوم ﻤﻌﯿن ﯿﺼﻌب أن ﻨﺘﺠﺎﻫل ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواءٕ .وان ﻛﻨﺎ ﻻ ﻨود اﺴﺘﺒﺎق اﻷﺤداث ،إﻻ أن أﺴﻠوب ﻀم اﻟﯿدﯿن ﺴﯿﺘﻐﯿر ﻻﺤﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻤن اﺤﺘواء اﻟﻛف اﻟﯿﻤﻨﻰ ﻟﻠﯿﺴرى إﻟﻰ ﺘﺂزرﻫﻤﺎ أو اﺸﺘ ارﻛﻬﻤﺎ ﻋن طرﯿق اﺤﺘواء اﻟواﺤدة ﻟﻸﺨرى ﺒﻔك ﻗﺒﻀﺔ اﻟﻛف اﻟﯿﺴرى ،ﺜم ﺴﯿﺘﺤول أﺴﻠوب ﻀﻤن اﻟﯿدﯿن ﻻﺤﻘﺎ إﻟﻰ ﺘﺸﺎﺒك اﻟذ ارﻋﯿن ﻟﻠﺘﻌﺒﯿر ﻋن اﻻﺤﺘﻀﺎن ،اﺤﺘﻀﺎن اﻹﻨﺴﺎن ﻟﻌﻘﯿدﺘﻪ وﻷﺨﯿﻪ اﻹﻨﺴﺎن وﻟﻠوﺠود ﻛﻛل ،وﻫو اﻷﺴﻠوب اﻟذي ﻤﺎ ازل ﻤﻌﺘﻤدا إﻟﻰ ﯿوﻤﻨﺎ ﻫذا .ﻓﺄﺴﻠوب ﻀم اﻟﯿدﯿن ﻟﻪ ﻤﻐ ازﻩ اﻟﻤﻬم إذن .واﺨﺘﯿﺎرﻨﺎ ﻟﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء ،ﻛﻤﺎ ظﻬر ﻓﻲ اﻷﺴﻠوب اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﻤﻌﺘﻤد ،ﻤرﺘﺒط ﺒﺘﻨوع طرق اﺤﺘواء اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌض، ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﺸﻤﺎﻻ واﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﺠﻨوﺒﺎ ورﻤوز ﻻﺒﺴﻲ اﻟرﯿش ورﻤوز ﻻﺒﺴﻲ اﻟﻌﺼﺒﺔ .وﺘ ازﻤن ﻫذا اﻟﺘﻨوع ﻓﻲ ﻤظﺎﻫر اﻻﺤﺘواء ووﻀوح ﺨﺼوﺼﯿﺘﻪ ﻻ ﺒﯿن اﻟﻤدن ﺒل ﺤﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻤدﯿﻨﺔ اﻟواﺤدة ،ﯿدل ﻋﻠﻰ اﺘﻔﺎق اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻓﻲ اﻋﺘﻤﺎد ﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء اﻟﺘدرﯿﺠﻲ ﻛوﺴﯿﻠﺔ ﻹﻋﺎدة 461ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص ،164ﺻورة )أ (. 462ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص .165 463ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص .172 464ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص .162 465ﻗﺎرن ھذا اﻷﺳﻠوب ﺑﺄﺳﻠوب ﻧﺣت اﻟﯾدﯾن ﻛﻣﺎ ظﮭر ﻓﻲ ﺗﻣﺛﺎل \"أﺧﺎ ﺳﺧﻣو\" آﺧر ﻣﻠوك اﻷﺳرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻧﯾل.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﺘوازن وﺘﻬﻤﯿش اﻻﺨﺘﻼﻓﺎت اﻟﺤﺎدة ﻤﺎ ﺒﯿن اﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻗد ﯿﻛون ﻓﻲ ﺘﻨوع ﻤظﺎﻫرﻩ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت دﻟﯿل ﻋﻠﻰ وﺠود ﺘﺠﺎﻨس ﻤن ﻨوع ﻤﺎ ،ﻻ ﻨرﯿد أن ﻨطﻠق ﻋﻠﯿﻪ ﺘﺠﺎﻨس ﻓﻲ اﻟﺘﻨوع ﺨﺸﯿﺔ أن ﯿﺒدو ﻛﺤﯿﻠﺔ ﻟﻐوﯿﺔ ،وﻟﻛﻨﻪ ﺒﻼ ﺸك ﺘﺠﺎﻨس ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎح ﺒﺘﻨوع طرق اﻻﺤﺘواء .وﻓﻲ ﻫذا ﻤؤﺸر ﻋﻠﻰ ﻓﺸل اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻓﻲ طرﻓﻲ اﻟوادي ﺒﺘوﺤﯿد اﻟﻤدن ﺘﺤت ﻤظﻠﺔ ﺼﯿﺎﻏﺔ واﺤدة وواﻀﺤﺔ ﻟﻠﻌﻘﯿدةٕ ،وان ﻛﺎن ﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء اﻟﺘدرﯿﺠﻲ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ،ﻤﻊ ﺤﻠول 2700ق.م ،ﯿﺒدو اﻟﻤﺴؤول اﻟﻤﺒﺎﺸر ﻋن ﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘطور .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻫذﻩ اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل ﻟرﺠﺎل وﻨﺴﺎء ﻤﺘﻌﺒدﯿن ،ﻻ ﺒد وأﻨﻬﺎ ﺘﻌود إﻟﻰ اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ﻟﻬذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ وأﻗرب إﻟﻰ ﻨﻬﺎﯿﺘﻬﺎ. وﯿﺼﻌب ﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻨﻘرر ﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘﻨوع ﻗد ﺘم اﻟﺘوﺼل إﻟﯿﻪ ﺒﺸﻛل ﺴﻠﻤﻲ أم ﻻ .ﻓﻘد ﯿﺒدو وﻛﺄﻨﻪ ﺘﺤﻀﯿر ﻟﺘﻛ ارر أﺤداث اﻟﻌﺒﯿد اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺤﯿن ﺴﻤﺢ ﺒﺘﻌدد اﻻﺠﺘﻬﺎدات واﻟﻤﻌﺎﺒد ،ﻓﺎﻟﺴﻤﺎح ﺒﺘﻌدد طرق وﻤظﺎﻫر اﻻﺤﺘواء ﻫو ،ﻓﻲ ﻨﻬﺎﯿﺔ اﻷﻤر ،اﻨﻌﻛﺎس ﻟﺘﻌدد اﻻﺠﺘﻬﺎدات واﻟﻤدارس اﻟﻔﻛرﯿﺔ .وﻋدم وﻀوح وﺠود ﺴﻠطﺔ ﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻋﻠﻰ أﺨرى ﺤﺘﻰ اﻵن ﯿدﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺴﻠﯿم ﺒﺄن اﻟﺘﻨوع ﻗد ﺘم ﻓﻲ ﻤﻨﺎخ ﺴﻠﻤﻲ ﯿﻨذر ﺒﻌودة اﻨﻔﺠﺎر اﻷﺤداث ﻤن ﺠدﯿد إذا ﻟم ﯿﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿق اﺘﻔﺎق ﺒﯿن اﻟﻤدن ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ واﺤدة ﻟﻠﻌﻘﯿدة .وﻫذا ﯿدﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺴﺎؤل ﺤول طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﺘﻲ ﺘﺒﻠورت ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﺘﻨوع ،ﻫل اﺴﺘﻤرت ﻤﻨﺴوﺠﺔ ﺒوﺤﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ أم ﺒدأ ﯿط أر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺘﻐﯿر ﻤﺎ. ﺻورة :29ﻣﺗﻌﺑدون ﻣﺑﺗﺳﻣون اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺒد ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻹﻨﺴﺎن واﻟﻘوة )ﺳوﻣر :ﻓﻧوﻧﮭﺎ وﺣﺿﺎرﺗﮭﺎ( اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻻ ﺒد وأﻨﻪ اﻨﻌﻛس ﺒﺸﻛل ﻤﺒﺎﺸر ﻋﻠﻰ دور اﻟﻘﺎﺌﻤﯿن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺒد ،أي اﻟﻛﻬﻨﺔ .ﻓﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأوﻀﺤﻨﺎ ،ﻤﺜل اﻟﻤﻌﺒد اﻟﻤﺸﻐل واﻟﻤﺴﺘودع اﻟﻤرﻛزي ﻟﻠﻤدﯿﻨﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت،
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ارﺘﺒط ﺒﻪ اﻟﺴﻛﺎن ﺒﺸﻛل وﺜﯿق ﺒل واﻋﺘﻤدوا ﻋﻠﯿﻪ ﻓﻲ ﺤﯿﺎﺘﻬم اﻟﯿوﻤﯿﺔ أﯿﻀﺎ .ﻓﺄي ﻋﻤل ﻓﻲ اﻟﻤدﯿﻨﺔ، ﻛﺎن اﻟﻤﻌﺒد ﻤﺼدرﻩ اﻟﺒدﺌﻲ ٕواﻟﯿﻪ ﯿﻌود اﻟﻨﺎﺘﺞ ،ﻓﻬو اﻟﻤﺎﻟك ﻟﻸرض واﻷدوات واﻟﺤﯿواﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﯿﻌﻤل ﻋﻠﯿﻬﺎ وﺒﻬﺎ وﻟﻬﺎ أﻓ ارد اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻛواﺠب ﻤﻘدس .ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻛﺎن اﻟﻤﻠك ﻫو اﻟﻤﺎﻟك واﻟﻤﺼدر اﻟﺒدﺌﻲ ﻟﻠﻌﻤل ٕواﻟﯿﻪ ﯿﻌود اﻟﻨﺎﺘﺞ ﻛواﺠب ﻤﻘدس ،أﻤﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻘد ﻛﺎن اﻟﻤﻌﺒد .وﻫذﻩ اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻟﻠﻤﻌﺒد ﻤﺜﻠﻬﺎ اﻟرﻤز اﻟﻘدﺴﻲ اﻟذي أﻋطﻲ ﻟﻪ ﻛﻤﺎ ظﻬر ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء .وﻓﻲ ظل ﺘوزﯿﻊ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓ ارد ﻟﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ أن ﺘﺸﻤل ﻫذﻩ اﻟﺴﻠطﺔ دور اﻟﻤﻌﺒد وﻋداﻟﺔ ﺘوزﯿﻌﻪ ﻟﻸﻋﻤﺎل وﻨﺘﺎﺠﻬﺎ .وﻟﻛن ،إذا ﺼﺢ ﺘﺤﻠﯿﻠﻨﺎ ﻟﻠﺘﻨوع ﻓﻲ اﻻﺠﺘﻬﺎدات واﻟﻤدارس اﻟﻔﻛرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻀرﺒت ﺠذورﻫﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤدن ،وﻤﺎ ﻗد ﯿﻌﻨﯿﻪ ﻫذا ﻤن ﺘﻨوع وﺘﻌدد ﻟﻠﻤﻌﺎﺒد وﺘﻘﺎﺴﻤﻬﺎ ﻟﺜروات اﻟﻤدﯿﻨﺔ ،ﻓﻠن ﻨﻛون ﺒﻌﯿدﯿن ﻋن اﻟﺼواب إذا اﻓﺘرﻀﻨﺎ أن ﻛﻬﻨﺔ ﻫذﻩ اﻟﻤﻌﺎﺒد ﻗد اﻛﺘﺴﺒوا ﻤﻨزﻟﺔ رﻓﯿﻌﺔ وﺘﺤوﻟوا إﻟﻰ رﻤوز ﻷﺘﺒﺎع ﻫذا اﻻﺠﺘﻬﺎد أو ذاك .وﻟن ﻨﻛون ﺒﻌﯿدﯿن ﻋن اﻟﺼواب إذا ﻤﺎ اﻓﺘرﻀﻨﺎ ،أﯿﻀﺎ ،أن ﻤﻨﺎخ ﻛﻬذا ﻫو أﻨﺴب ﻤﺎ ﯿﻤﻛن أن ﯿﻛون ﻟﻠﺘﻠوﯿﺢ اﻟﻤﺴﺘﻤر ﺒوﺠود ﺤﺎﻟﺔ طوارئ ﻓﻲ اﻷﻓق ﺘﺒرر ﺘﺴﻠﯿم اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻟﺸﺨص ﻤﺎ ﻓﻲ ﺴﺒﯿل اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻤن واﻻﺴﺘﻘ ارر .وﻫذا ﯿﻌطﻲ ﻟﻠﻛﻬﻨﺔ دو ار ﻛﺒﯿ ار إﻤﺎ ﻓﻲ ﺘوﺠﯿﻪ اﻟ أري اﻟﻌﺎم وﺘﺜﺒﯿت ﺸﺨص ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻠطﺔ أو ﻓﻲ اﺴﺘﺌﺜﺎرﻫم ﺒﻬﺎ أﻨﻔﺴﻬم .وﻨﺤن ﻨﺘوﻗﻊ ﻫﻨﺎ أن ﯿﺤدث ﺼ ارع ﻤﺎ ﺒﯿن ﻛﻬﻨﺔ اﻟﻤدن ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟوادي ﺸﺒﯿﻪ ﺒﺎﻟﺼ ارع ﻤﺎ ﺒﯿن اﻷﺴ ارت اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل .ﻛﻤﺎ ﻨﺘوﻗﻊ أن ﯿﺤدث ﺴوء اﺴﺘﻐﻼل ﻟﻠﺴﻠطﺔ ﻤن ﻗﺒل اﻟﻛﻬﻨﺔ ﺒل وﺘﻌﻤدﻫم إﺒﻘﺎء اﻟﺤﺎل ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻫو ﻋﻠﯿﻪ وﺘوﺠﯿﻪ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻟﺨدﻤﺔ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬم .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺼ ارع ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻗد ﺤﻛﻤﻪ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻛﻬﻨﺔ وأﺘﺒﺎع اﻟﺼﯿﺎﻏﺎت ﻏﯿر اﻟرﺴﻤﯿﺔ ﺸﻤل رﻤوزﻫم اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻀﻤن اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ واﻟﺘﺄﺜﯿر ﻋﻠﯿﻬﺎ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻷرﺠﺢ أن اﻟﺼ ارع ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻗد ﺤﻛﻤﻪ ﺤرﻛﺎت إﺼﻼح وﻤﻨﺎداة ﻟﻠﺘﺨﻠص ﻤن ﺴوء اﺴﺘﻐﻼل اﻟﻛﻬﻨﺔ ﻟﺴﻠطﺘﻬم وﺘوﺤﯿد ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻓﻲ ﻤدن اﻟوادي. وﻤن اﻟﻤﺘوﻗﻊ ،ﻛذﻟك ،أن ﯿﻛون اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟوادي أﺴوأ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻤدن اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ ﺒﺴﺒب وﺠود ذﻟك اﻟﻔرق ﻓﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟذي ﻛﺎن ﯿﺠﯿز ﻤﻔﻬوم اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﺘﺤت ظروف وﻤﻌطﯿﺎت ﻤﻌﯿﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب .وﻫذا ﯿﻔﺴر ﻟﻨﺎ ﻨﻘطﺘﯿن أﺴﺎﺴﯿﺘﯿن ﺘﺘﻌﻠﻘﺎن ﺒطﺒﯿﻌﺔ ﺘطور ﻓرع اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻔ ارت .اﻟﻨﻘطﺔ اﻷوﻟﻰ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﺘرﻛﯿز اﻟﻤﺒﻛر ﻟﻠﺴﻠطﺔ واﻟﺜروة ﻓﻲ ﯿد ﻛﻬﻨﺔ
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻤدن اﻟﺠﻨوﺒﯿﺔ اﻟذﯿن ﺘﻤﻛﻨوا ﻤن ﺘﺤﻘﯿﻘﻪ ﻋن طرﯿق اﺴﺘﻐﻼل ﻤﻔﻬوم اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟطوارئ .وﻫذا اﻟﺘرﻛﯿز اﻟﻤﺒﻛر ،ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،ﻓرض ﻀرورة ﺘطوﯿر ﻋﻠم اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ ﻟﺘﺴﺠﯿل ﻫذﻩ اﻟﺜروات ،ﻤﺎ ﯿﻤﻠﻛوﻨﻪ ﻤن أ ارض وﺤﯿواﻨﺎت وﻋﺎﻤﻠﯿن ﻟدى اﻟﻤﻌﺒد وﺠرد ﻤﺎ ﺘﺤﺘوي ﻋﻠﯿﻪ اﻟﻤﺴﺘودﻋﺎت ،ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ اﻟﺸﻤﺎل .وﻫذا اﻻرﺘﺒﺎط ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﻌﺒد وﻓن اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﺴوﻤرﯿﺔ ﯿﺒرر ﻟﻨﺎ اﺴﺘﻤ اررﻩ ﻟﻔﺘرة طوﯿﻠﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻟﻸدﺒﯿﺎت اﻟدﯿﻨﯿﺔ ﻗﺒل أن ﯿﺘم اﺴﺘﺒداﻟﻪ ﺒﺸﻛل ﻨﻬﺎﺌﻲ ﺒﻌﻠم اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م .أﻤﺎ اﻟﻨﻘطﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ﻓﺘﺘﻌﻠق ﺒﺸدة اﻟﺼ ارع ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺜروات ﺒﯿن اﻟﻤدن اﻟﺠﻨوﺒﯿﺔ ﻤﻤﺎ ﺘﺴﺒب ﻓﻲ إﻨﻬﺎﻛﻬﺎ وﻀﻌف ﻤظﺎﻫرﻫﺎ اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ اﻟوﺴط واﻟﺸﻤﺎل ،ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ،وظﻬور أوﻟﻰ ﺤرﻛﺎت اﻹﺼﻼح ﻓﯿﻬﺎ ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ﺜﺎﻨﯿﺔ .وﻫذا ﯿﺒرر ﻟﻨﺎ اﻻزدﻫﺎر اﻟذي ﺤﻘﻘﺘﻪ اﻟﻤدن اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺘدل اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ اﺒﺘداء ﻤن 2700 ق.م ،وﻨﺠﺎﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﺘوﺤﯿد اﻟوادي ﺘﺤت ﺼﯿﺎﻏﺔ واﺤدة ﻟﻠﻌﻘﯿدة ﻻﺤﻘﺎ .ﻓﺈﻟﻰ أي درﺠﺔ ﺘؤﻛد ﻟﻨﺎ اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘﺼور؟ إن د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﺘﺎرﯿﺦ ﻫذﻩ اﻟﻔﺘرة ﻤرﺘﺒط ،ﺒطﺒﯿﻌﺔ اﻟﺤﺎل ،ﺒد ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة واﻟرﻤوز اﻟﻤﻘدﺴﺔ اﻟﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﻬﺎ .وﻤﺎ ﻨﻼﺤظﻪ ﺤﺘﻰ اﻵن ،أن اﻟﻠﻘﻰ اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤدﻨﺎﻫﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺘرة ﻻ ﺘوﻀﺢ ﻟﻨﺎ اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤدة ﻓﻲ ﻤدن اﻟﻔ ارت وﻻ ﻛﯿف ﺘطورت .ﻓﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎء إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء ،ﻟم ﺘﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻫذﻩ اﻟﻠﻘﻰ اﻷﺜرﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺤدﯿد ﺸﻛل اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺠدﯿدة .ﻓﻘد ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻛﺒﯿر ﻤن اﻟﻤﻨﺤوﺘﺎت اﻟﺤﯿواﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻨﺤﺼرت ﻓﻲ رؤوس اﻟﺜﯿ ارن واﻷﯿﺎﺌل ﻤن ﻤواﻗﻊ ﻤﺜل \"ﻟﺠش\" و\"ﺴرو ﺒك\" و\"اﻟﻌﺒﯿد\" ﺘﻌود إﻟﻰ اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .وﻟﻛﻨﻬﺎ ﺘﺄﻛﯿد ﻟﻤﺎ ﺠﺎء ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء ،ﻋﻠﻤﺎ ﺒﺄن ﻤﻨﺤوﺘﺎت ﻟﻠﺒؤة ﻛﺎﻨت ﻏﺎﺌﺒﺔ .أﻤﺎ ﺤﻠق ﺸﻌر اﻟ أرس واﻟﻠﺤﻰ أو اﺴﺘرﺴﺎﻟﻬﻤﺎ، ﻟﺒﺎس اﻟﻌﺼﺒﺔ أو ﺨﻠﻌﻬﺎ ،وﺠود اﻟﻀﻔﺎﺌر اﻟﻤﺘدﻟﯿﺔ أﻤﺎم اﻷذن أو ﻋدﻤﻪ ،ﻤﻼﻤﺢ اﻟﻤﺘﻌﺒد ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟرﻫﺒﺔ واﻟﻬدوء ،اﻟﺘﻲ ﺘدل ﻋﻠﻰ ﺨﻠﯿط ﯿﺤﻤل ﻤﻼﻤﺢ ﻤن اﻟرﻤوز ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺎء إﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﺸﺘ ارﻛﻬﺎ ﻤﻊ رﻤوز أﺨرى ،ﻓﻼ ﻨﻤﻠك ﺸﯿﺌﺎ ﯿوﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻛﯿف أﺜرت ﻋﻠﻰ ﺘطور اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ .وﻟﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ ﻫذا اﻟﻐﻤوض ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﺒﺴﺒب طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ أن ﯿﺒﻘﻲ ﻨﺼب ﻋﯿﻨﯿﻪ ﺤﻘﯿﻘﺔ أن اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻫﻲ واﺤدة إن ﻛﺎﻨت ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت أم ﻋﺴﯿر أم وادي اﻟﻨﯿل ،وﻤﺎ اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻨدرﺴﻬﺎ ﺴوى ﺘﻌﺒﯿر ﻋن طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﻌدﯿﻼت واﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻟﺘﻲ ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻬﺎ ﻤن ﻗﺒل ﻓرع اﻟﻌرب ﻫذا أو ذاك .وﻫذﻩ اﻟﻌﻘﯿدة ﻫﻲ أن ﻫﻨﺎك ﻗوة ﺸﻤوﻟﯿﺔ ،ﺒﻛل ﻤﺎ ﺘﺤﻤﻠﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻤن ﻤﻌﻨﻰ ،ﺼدرت ﻋﻨﻬﺎ ﺠﻤﯿﻊ ﻤظﺎﻫر اﻟوﺠود ﻛﻤﺎ ﺼدرت ﻋﻨﻬﺎ اﻷﻓﻌﺎل واﻟﻘواﻨﯿن ،اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻛم طﺒﯿﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﻤظﺎﻫر .اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻛﻛل أﻗرت ﻤﺒدأ اﻟﻔﺼل ﻓﻲ وﺼﻔﻬﺎ ﻟطﺒﯿﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘوة وﻓﻲ ﺴﻌﯿﻬﺎ ﺘﺒرﯿر ﺘﻨوع ﻤظﺎﻫر اﻟوﺠود وﺒﺎﻷﺴﺎس ﺘﻨوع طﺒﯿﻌﺔ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺼﺎدرة ﻋن اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن ﺨﯿر وﺸر .أﻤﺎ ﻓﻬم اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻛﻛل ﻟﻤﺎﻫﯿﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘوة ﻓﻬو واﺤد .وﻗد ﺘﺒﻠور ﻫذا اﻟﻔﻬم اﻟواﺤد ﻋﺒر آﻻف اﻟﺴﻨﯿن ﻤن اﻟﺘﺠﺎرب اﻟوﺠدﯿﺔ وﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺒﺸﻛل ﻤﻔﻬوم وأﻗرب ﻤﺎ ﯿﻛون ﻟطﺒﯿﻌﺘﻬﺎ .واﺒﺘداء ﻤن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺒﯿدﯿﺔ ،اﻨﺤﺼر ﻫذا اﻟﻤﻔﻬوم ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻘدﺴﻲ اﻟذي ﻤﺜل اﻷم واﻷب واﻻﺒن ،اﻷرض واﻟﺴﻤﺎء وﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ .وﻗد ﻋﺒر ﻫذا اﻟﺜﺎﻟوث ﻋن اﻟﻌطﺎء اﻟداﺌم ﻟﻠﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ،وﻫو ﻓﻬم ﻟطﺒﯿﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘوة ﻻزم ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ طوال ﺘﺎرﯿﺨﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﯿوﻤﻨﺎ ﻫذا .وﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨﻌﺒر ﻋن ﻫذا اﻟﻌطﺎء اﻟداﺌم ﺒﻤﺼطﻠﺤﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻬو ،أﯿﻀﺎ ،اﻟﺨﻠق اﻟداﺌم واﻟﻤﺴﺘﻤر اﻟذي ﻓﻬﻤﻪ اﻟﻌرب ﺠﻤﯿﻌﺎ وﻋﺒر ﺘﺎرﯿﺨﻬم ﺒﺄﻨﻪ ﯿﺼدر ﻋن اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﺒﺎﻟﻛﻠﻤﺔ .وﺒﻐض اﻟﻨظر ﻋن اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻤن ﻗﺒل ﻓرع اﻟﻌرب ﻫذا أو ذاك ،ﻟﻨﺎ أن ﻨﺘﺨﯿل ﺼﻌوﺒﺔ اﻟﺘﻌﺒﯿر ﻋن اﻷرض وﻋن اﻟﺴﻤﺎء وﻋن ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ ﺒﺎﺴﺘﺨدام أدوات اﻟﺘواﺼل اﻟﻤﺘﺎﺤﺔ إﺒﺎن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .ﻓﺎﻟدﻤﻰ اﻟﻌﺒﯿدﯿﺔ ﻟﻠرﺠل واﻟﻤ أرة ﺤﺎﻤﻠﺔ اﻟطﻔل ﻟم ﺘﻌد ﺘﻔﻲ ﻟﻠﺘﻌﺒﯿر ﻋن ﻤدﻨﯿﺔ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻤدﻨﯿﺔ أﻗرت ﻤﺒدأ اﻟﻔﺼل ﺒﺸﻛل ﺼرﯿﺢ وﺴﻌت ﻟﺘوﻀﯿﺢ أي اﻟﺠواﻨب ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻫﻲ ﻤﺼدر أي ﻤظﺎﻫر ﻓﻲ اﻟوﺠود وﻤﺼدر أي أﻓﻌﺎل أو ﻗواﻨﯿن ﻓﯿﻪ ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻬﺎ .ﻓﺎﻟرﻤز اﻟﻌﺒﯿدي ﻛﺎن رﻤ از ﺠﺎﻤﻌﺎ ﺸﺎﻤﻼ ﺒﺎت ﯿﻨﻘﺼﻪ اﻟﺘﻔﺼﯿل اﻟﻼزم ﻟﺸرح أدق ﻟﺘطور اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ واﺤﺘﯿﺎﺠﺎﺘﻬﺎ اﻟﻔﻛرﯿﺔ .ﻟذﻟك ،ﺘﺤول اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻌﺒﯿدي إﻟﻰ ﺜﺎﻟوث ﺒدﺌﻲ وﻤﺼدر أول ﺘﻔرع ﻤﻨﻪ ﺜﺎﻟوث ﺜﺎﻨوي أو أﻛﺜر ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻨﺴﺒﺔ ﻤظﺎﻫر اﻟوﺠود اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ إﻟﻰ أﻛﺒر ﻗدر ﻤﻤﻛن ﻤن ﺠواﻨب اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺘﻌﺒﯿر ﻋن اﻟﺴﻤﺎء ﻛﻛل أﻤر ﻏﺎﻤض، ﻓﺎﻟﺘﻌﺒﯿر ﻋﻤﺎ ﺘﺤوﯿﻪ اﻟﺴﻤﺎء ﻤن ﻤظﺎﻫر ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠوﺠود أﻤر أوﻀﺢ وأﻗرب إﻟﻰ اﺤﺘﯿﺎﺠﺎت ﺘﻠك اﻟﻔﺘرة .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﺘم اﺨﺘ ارع رﻤز ﺘﺼوﯿري ﻟﻠﺸﻤس أو اﻟﻨﺠوم أو اﻟﻘﻤر ﻤﺜﻼ ،واﺨﺘ ارع رﻤز ﺘﺼوﯿري ﻟﻠﻤﺎء واﻟﺠﺒل واﻟﻨﺒﺎت ،ﻋوﻀﺎ ﻋن اﺨﺘ ارع رﻤز ﺘﺼوﯿري ﻟﯿﻌﺒر ﻋن اﻟﺴﻤﺎء ﻛﻛل أو
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻷرض ﻛﻛل ﺒﻤﺎ ﯿﺤوﯿﺎﻨﻪ ﻤن ﻤظﺎﻫر ﻤﺘﻨوﻋﺔ ﻟﻠوﺠود .ﻓﻔﻀل اﻟﻌرب اﻟﺘﻌﺒﯿر ﻋن ﻋظﻤﺔ اﻷب، اﻟﺴﻤﺎء ،ﻤن ﺨﻼل ﺜﺎﻟوث ﺜﺎﻨوي ﯿﻤﻛن ﺘﺼوﯿرﻩ ،ﺘﻤﺜﻠﻪ اﻟﺸﻤس واﻟﻘﻤر واﻟﻨﺠوم ﻤﺜﻼ ،واﻟﺘﻌﺒﯿر ﻋن ﻋظﻤﺔ اﻷم ،اﻷرض ،ﻤن ﺨﻼل ﺜﺎﻟوث ﺜﺎﻨوي ﯿﻤﻛن ﺘﺼوﯿرﻩ ﯿﻤﺜﻠﻪ اﻟﻤﺎء واﻟﺠﺒل واﻟﻨﺒﺎت ﻤﺜﻼ، وأﺨر ﻟﻠﺘﻌﺒﯿر ﻋن ﻋظﻤﺔ اﻻﺒن ،ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ ،ﺒﺜﺎﻟوث ﺜﺎﻨوي ﯿﻤﻛن ﺘﺼوﯿرﻩ ﯿﻤﺜﻠﻪ اﻹﻨﺴﺎن واﻟرﯿﺢ واﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﻤﺜﻼ .وﻟﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ ﺒﺄن اﺨﺘﯿﺎر ﻤﺎ ﯿﻤﺜل ﺠواﻨب اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﺜﺎﻨوي أﻤر ﻤﺘروك ﻟﻼﺠﺘﻬﺎد وﻋرﻀﺔ ﻟﻠﺘﻐﯿﯿر ﻤﻊ اﻟزﻤن وﻤن ﻤﻨطﻘﺔ ﻷﺨرى .أﻤﺎ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﺒدﺌﻲ ﻓﻬو واﺤد ﻟﻠﻌرب ﻛﻛل. اﻵن ،داﺨل ﻫذا اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ،ﺴﯿؤﺜر اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻤن ﻗﺒل ﻓرع اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻫذا أو ذاك ﻋﻠﻰ اﻟرﻤوز اﻟﻤﺨﺘﺎرة ﻟﺘﺼوﯿر ﻫذﻩ اﻟﺠواﻨب وزﻤن وﻀوﺤﻪ ﻟﻨﺎ ﻋﺒر اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺎت اﻷﺜرﯿﺔ .ﻓﺎﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ،ﻏﯿب اﻷم واﻷب ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻻﺒن، وﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ .وﺴﺒق أن أﺸرﻨﺎ إﻟﻰ أ ّن ﻫذا اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻻﺒن ﻗد اﻨﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬوم اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي ﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺒﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠك اﻟﻤطﻠﻘﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻤﺒﺎﺸرة اﻟﻤﻨﺤدرة ﻤن ﻫذا اﻻﺒن. وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻛﺎن واﻀﺤﺎ ﻤﻨذ اﻟﺒداﯿﺔ ﺠﺎﻨﺒﺎن ﻤن ﺠواﻨب اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﺜﺎﻨوي اﻟﺼﺎدر ﻋن اﻻﺒن ،ﻛﺎﻨﺎ \"ﺤر\" واﻟﻤﻠك ،أﻤﺎ اﻟﺠﺎﻨب اﻟﺜﺎﻟث ﻓﻘد اﻓﺘرﻀﻨﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻛﺎن \"ﺤت ﺤر\" .وﻫذا اﻟﺘﻐﯿﯿب ﯿﺨﻔف اﻟﻀﻐط، إن ﺠﺎز ﻟﻨﺎ اﻟﺘﻌﺒﯿر ،ﻋﻠﻰ ﻀرورة ﺘﺤدﯿد اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﺜﺎﻨوي اﻟﻤرﺘﺒط ﺒﺎﻷب واﻷم ﺨﻼل ﺒداﯿﺔ اﻟدﻋوة ﻟﻬذا اﻟﺘﻌدﯿل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ،ﻓﻤن اﻟطﺒﯿﻌﻲ أن ﯿﻨﻌﻛس ﺘﻐﯿﯿﺒﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﯿﯿب ﻤﺎ ﯿﺼدر ﻋﻨﻬﻤﺎ .أﻤﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ،ﻓﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ،ﺘم ﺘﺒﻨﻲ ﺘﻌدﯿل ﯿرﻛز ﻋﻠﻰ ﺠﻤﯿﻊ ﺠواﻨب اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﺒدﺌﻲ ،اﻷول ،ﻟﻠﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .وﻫذا ﯿﻌﻘد اﻷﻤور ﻨوﻋﺎ ﻤﺎ ﻷﻨﻪ ﯿﻔﺘرض ﻀرورة ﺘﺤدﯿد ﺜﺎﻟوث ﺜﺎﻨوي ﻟﻛل ﻤن اﻷب واﻷم واﻻﺒن .وﻏﯿﺎب ﺴﻠطﺔ ﻤرﻛزﯿﺔ ﻓﻲ اﻟوادي ﺒوﺤﻲ ﻫذا اﻟﺘﻌدﯿل ،طوال ﻫذﻩ اﻟﻔﺘرة ،ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻓرض ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻤﻘدﺴﺔ واﺤدة ﺘﻌﺒر ﻋن ﻫذا اﻟﺘﺤدﯿد ﻛﺎن ﻟﻪ أﺜرﻩ ﻓﻲ ﻨدرة ﻟﻘﻰ أﺜرﯿﺔ ﺘﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻋﻠﻰ د ارﺴﺔ ﺘطور ﻫذﻩ اﻟرﻤوز .وﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨﻘدر ﺤﺠم ﻫذا اﻟﺘﻌﻘﯿد ﻓﻲ اﻟوادي ﻤﻊ وﺠود اﺨﺘﻼف ﺒدﺌﻲ ﻤﺎ ﺒﯿن ﺠﻨوﺒﻪ وﺸﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ،إﻟﻰ ﺠﺎﻨب أن اﻟﺘﻌدﯿﻠﯿن ﻓرﻀﺎ ﻀرورة ﺘﺒﻨﻲ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ واﺤدة ﻟﻠﻌﻘﯿدة ﻛرﻤز ﻟﻠوﺤدة .ﻓﺎﻟﻘ ارر ﻟم ﯿﻛن ﻤرﻛزﯿﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻤﻤﺎ ﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺘﺄﺨر ﻓﻲ اﻋﺘﻤﺎد رﻤوز ﺒﻌﯿﻨﻬﺎ دون أﺨرى ﯿﻤﻛن اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ. وﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،أن اﻟﺼ ارع ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤدن ﻗد ﻟﻌب دو ار ﺸﺒﯿﻬﺎ ﺒﻤﺤو اﺴم
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405