اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻤﻠك ﻋن ﻨﺼﺒﻪ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل وﻟﻛن ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى أﻛﺒر ﺒﻛﺜﯿر ﺘﺴﺒب ﻓﻲ ﺘدﻤﯿر وﻀﯿﺎع اﻟﻛﺜﯿر ﻤن اﻟﺸواﻫد اﻵﺜﺎرﯿﺔ. وﻫﻨﺎك أﻤر آﺨر ﺤري ﺒﻨﺎ أن ﻨﺒﻘﯿﻪ ﻨﺼب أﻋﯿﻨﻨﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺨﺼوﺼﯿﺔ ﻓرع اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت .ﻓﻘد ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻔرق ﻓﻲ أﺴﻠوب اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻔ ارت ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ اﻟﻨﯿل، ﻤﺜﻼ ،ﯿﻌود إﻟﻰ ﻤﻔﻬوم اﻟﻔﺼل واﻟﺒﺤث ﻋن اﻟﺘﻤﯿز ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟّﻨﺤن واﻵﺨرﯿن ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ،ﻛﻤﺎ ﯿﻌود إﻟﻰ اﻻﺨﺘﻼف ﻓﻲ ﻤﺴﺘوى اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ أﺨرى .ﻓﺎﻟﺘﺠرﯿد اﻟذي اﺘﺴﻤت ﺒﻪ اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﻤﺴﻤﺎرﯿﺔ ﻛﺎن ﻨﺘﺎج ﻤدﻨﯿﺔ ذات ﺠذور ﻗدﯿﻤﺔ ﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺤرﻛﺔ ﻓﻛرﯿﺔ ذات ﺘﺠﺎرب ﻋﻤﯿﻘﺔ ﺴﻤﺤت ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﻌﺒﯿر ﻋﻤﺎ ﻗد ﯿﺴﺘﺠد أو ﯿﻔد ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻤن آ ارء ﺒﺎﺴﺘﺨدام رﻤوز ﺘﺠرﯿدﯿﺔ .ﻓﻲ ﺤﯿن اﻋﺘﻤدت اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼوﯿر ﻟﻘدرﺘﻪ ﻨﻘل اﻟﻤﻌﻨﻰ دﻓﻌﺔ واﺤدة ﻟﻤ ارﻛز ﻛﺎﻨت ﺤدﯿﺜﺔ اﻟﻌﻬد ﺒﺎﻟﻤدﻨﯿﺔ ،وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،اﻟﺤرﻛﺔ ﻓﻛرﯿﺔ ﻓﯿﻬﺎ ﻤﺤدودة اﻟﺘﺠرﺒﺔ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ .ﻓﻛﻤﺎ ﻤر ﻤﻌﻨﺎ ،اﻟﺘﻌدﯿﻼت اﻟﺘﻲ وﻓدت إﻟﻰ ﻤ ارﻛزﻩ اﻟﺤﻀﺎرﯿﺔ ﻛﺎن ﯿﺘم ﻓرﻀﻬﺎ ﺒﺎﻟﻘوة ،ﻤﻤﺎ ﻓرض اﻟﺤﺎﺠﺔ إﻟﻰ اﺴﺘﺨدام اﻟﺘﺼوﯿر ﺒﺸﻛل أﺴﺎﺴﻲ ﻟﺸرح وﻨﺸر ﻤﺎ ﯿﺴﺘﺠد أو ﯿﻔد ﻤن آ ارء ﺒﺄﺴﻠوب أﻛﺜر ﻤﺒﺎﺸرة وأﺸد وﻗﻌﺎ .ﻫذا، ﺒﺎﻟطﺒﻊ ،ﯿﺼف اﻷوﻀﺎع اﻟﺒدﺌﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺤﻛﻤت ﺘطور اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﻓﯿﻬﻤﺎ ،وﻟﻛﻨﻬﺎ ﻛﺎﻨت ﻤﺴؤوﻟﺔ ﻋن ﺨﺼوﺼﯿﺔ واﻀﺤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤدى اﻟﺒﻌﯿد ظﻬرت ﻓﻲ ﺘطور أدوات اﻟﺘواﺼل وﻗﻨواﺘﻬﺎ واﻟﺘﻲ أﻫﻤﻬﺎ ﻋﻠم اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ. وﺒﺴﺒب ﻫﺎﺘﯿن اﻟﻨﻘطﺘﯿن ،طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ وأدوات اﻟﺘواﺼل ﺘﺄﺨر ظﻬور اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺠدﯿدة ﺒﺸﻛل واﻀﺢ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت .ﻟذﻟك ،اﻟﺒﺤث ﻋن ﺘطور اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻓﯿﻪ ﺴﻨﺠدﻩ ،ﺒﺸﻛل أﺴﺎﺴﻲ ،ﻓﻲ اﻟﻨﺼوص اﻟﻤﺴﻤﺎرﯿﺔ أﻛﺜر ﻤن اﻟﻨﻘوش اﻟﺘﺼوﯿرﯿﺔ .وأﻗدم اﻟﻨﺼوص اﻟﻤﺴﻤﺎرﯿﺔ اﻷدﺒﯿﺔ اﻟﺘﻲ وﺼﻠﺘﻨﺎ ﻤن ﻋرب اﻟﻔ ارت ﺘﻌود إﻟﻰ ﺤواﻟﻲ 2500ق.م .وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻤﺜل ﻨﺼوﺼﺎ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟذي ﺴﻨﺘﻌرف ﻋﻠﯿﻪ ﻻﺤﻘﺎ ﻓﻲ اﻷﻟﻔﯿﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م ،ﻗﺼﺼﺎ وﻤﻼﺤم وﺸروﺤﺎ ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﺘﻌدى أﻟﻘﺎﺒﺎ ﻤﻠﻛﯿﺔ وﺒﻀﻊ ﻋﺒﺎ ارت ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك .وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﻛﺘﺎﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺜر ﻋﻠﯿﻬﺎ ،ﻛﺎﻨت ﻤن \"ﺴرو ﺒك\" و\"اﻟورﻛﺎء\" .وﻟﻛن ﺼﻌوﺒﺔ ﻓك رﻤوزﻫﺎ ﺒﺴﺒب اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﻤﺴﻤﺎرﯿﺔ اﻟﻤﻘطﻌﯿﺔ ،واﻗﺘﺼﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻀﻌﺔ ﻛﻠﻤﺎت ،ﺠﻌل اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤﻨﻬﺎ
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻤﺤدودة ﺠدا واﻟﺘﻌرف ﻋﻠﻰ أﺴﻤﺎء ﻫذﻩ اﻟرﻤوز ﺼﻌب وﯿﺸوﺒﻪ اﻟﻛﺜﯿر ﻤن اﻟﻐﻤوض .أﻤﺎ ﺜﺎﻨﻲ أﻗدم اﻟﻨﺼوص اﻟﺘﻲ ﺨﻠﻔﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﻋرب اﻟﻔ ارت ﻓﺘﻌود إﻟﻰ 2400ق.م ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،ﻤن ﻤدﯿﻨﺔ ﻟﺠش ،وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ ﻓك رﻤوزﻫﺎ ﺒﺸﻲء ﻤن اﻟﺜﻘﺔ .وﻟﻛن ﺤﺘﻰ ﻫذﻩ اﻟﻨﺼوص ﻻ ﺘﻔﯿدﻨﺎ ﻛﺜﯿ ار ﻓﻲ د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻻﻨﺤﺼﺎرﻫﺎ ،أﺴﺎﺴﺎ ،ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻟﻤﻌﺎﻤﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯿﺔ 466.ﻓﻬﻲ ﻗد ﺘﺤﻤل ﻟﻘﺒﺎ ﻷﺤد ﺠواﻨب اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ،وﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯿﺴﻌﻔﻨﺎ ﻛﺜﯿ ار ﻓﻲ ﺘﺤدﯿد أﻫﻤﯿﺔ ﻫذا اﻟﺠﺎﻨب وﻤوﻗﻌﻪ ﺒﺎﻟﻀﺒط ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ .ﺒل ﺤﺘﻰ اﻟﻨﺼوص اﻟدﯿﻨﯿﺔ واﻷدﺒﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻌود إﻟﻰ زﻤن اﻟدوﻟﺔ اﻷﻛﺎدﯿﺔ 2350 ،ق.م ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺴﯿﺌﺔ ﺠدا ،وﻤﺎ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ اﺴﺘﺨﻼﺼﻪ ﻤﻨﻬﺎ ﻻ ﯿﺸﻔﻲ ﻏﻠﯿل اﻟﺒﺎﺤث .ﻛﻤﺎ ﻟﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ ﺒﺄن \"ﺸﺎرو ﻛﯿن\" اﻷﻛدي ﻗد ﻓرض ﺼﯿﺎﻏﺔ ﺠدﯿدة ﻟﻠﻌﻘﯿدة ﻤﻤﺎ ازد ﻓﻲ ﻏﻤوض ﺘﻔﺎﺼﯿل ﺘطور اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ إﺒﺎن اﻟﻔﺘرة اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻌﻬدﻩ .وﻨﺤن ﻻ ﻨﺒدأ ﺒﺎﻟﺘﻌرف اﻟﺸﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﻔﺎﺼﯿل ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة إﻻ ﻓﻲ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م ،ﻤﻊ ﻗﯿﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻟﺒﺎﺒﻠﯿﺔ اﻷوﻟﻰ .وﻤﻊ أﻨﻬﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺘﻘدﯿم ﺒﻌض اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ ،وﺒﻌض اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻋن ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة واﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ ،إﻻ أن اﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟدﻋم ﺘﺼورﻨﺎ ﻋن طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘطو ارت إﺒﺎن اﻟﻘرون اﻟﺜﻼﺜﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻬذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ،ﻻ ﺒد وأن ﯿﺸوﺒﻪ اﻟﻛﺜﯿر ﻤن اﻟﺤذر .ﻓﻘ ارءﺘﻬﺎ ﺒﺸﻛل ﺼﺤﯿﺢ، ﯿﻌﻨﻲ اﻷﺨذ ﺒﻌﯿن اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺎرق اﻟزﻤﻨﻲ ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﺎ وﺒﯿن اﻟﻔﺘرة ﻗﯿد اﻟد ارﺴﺔ وﻤﺎ ﺤدث ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻤن ﺘﻌدﯿﻼت ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة إﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﻷﺨذ ﺒﻌﯿن اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء وآﻟﯿﺔ ﻋﻤﻠﻪ اﻟذي ﻤﯿز ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻓﻲ اﻟﻔ ارتٕ ،واﻻ وﻗﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻨﻔس اﻷﺨطﺎء اﻟﺘﻲ ﻤﯿزت أﻋﻤﺎل ﺒﻌض اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻷورﺒﯿﯿن ﻨﺘﯿﺠﺔ إﺴﻘﺎط ﻫذﻩ اﻟﻛﺘﺎﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .وﺴوف ﻨﺘﻨﺎول ﺒﺸﻲء ﻤن اﻟﺘﻔﺼﯿل ،ﻻﺤﻘﺎ ،أﻤﺜﻠﺔ ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻨﺼوص واﻷﺨطﺎء اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ﻓﯿﻬﺎ ﻫؤﻻء اﻟﺒﺎﺤﺜون. ﻟذﻟك ،آﺜرﻨﺎ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻨدرﺘﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺘرة ،ﻹﻋطﺎء أدق ﺼورة ﻤﻤﻛﻨﺔ ﻋن ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﯿﻬﺎ .وﯿﻔرض ﻋﻠﯿﻨﺎ اﺘﺒﺎﻋﻨﺎ ﻟﻬذا اﻷﺴﻠوب أن ﻨدرس ﻤﻊ اﻟﻘرون اﻟﺜﻼﺜﺔ اﻷوﻟﻰ آﺜﺎر اﻟﻘرون اﻟﻼﺤﻘﺔ ،أﯿﻀﺎ ،أﻤﻼ ﻓﻲ أن ﺘﺴﻠط ﻟﻨﺎ ﻤزﯿدا ﻤن اﻟﻀوء ﻋﻠﻰ ﺒﻌض ﺠواﻨﺒﻬﺎ اﻟﻐﺎﻤﻀﺔ .ﺒل وﯿﻔرض ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻫذا اﻷﺴﻠوب ﻀرورة د ارﺴﺔ آﺜﺎرﻨﺎ 466ﺑوﺗرو ،ص .87
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻛﻛل ،ﻻ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻓﻘط ،ﻟﻠﺨروج ﺒﺴرد ﻤﺘﺴق ﺒﻌﯿدا ﻋن اﻟﻘﻔ ازت واﻟﺘطو ارت اﻟﻤﻔﺎﺠﺌﺔ اﻟﺘﻲ أﺴس ﻟﻬﺎ اﻟﺒﺎﺤﺜون اﻷورﺒﯿون ﻓﻲ د ارﺴﺘﻬم ﻟﺘﺎرﯿﺨﻨﺎ اﻟﻘدﯿم. ﻤن اﻟﻤؤﻛد أن ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻛﻬﻨﺔ اﻟﻤﻌﺎﺒد ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﺘﻨﺼﯿب ﻤﻠك ﺒﻌﯿدا ﻋن ﻨﻔوذ ﻋﺴﯿر وﺘدﺨﻠﻬﺎ ﻗد ﺘ ازﻤن ﻤﻊ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻤن ﻗﺒل ﻛﻬﻨﺔ اﻟﻤﻌﺎﺒد ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت .أو ،ﻤن اﻟﻤؤﻛد أن ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺒﻨﺎء دوﻟﺔ ﺒﺴﻠطﺔ ﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻤرﻛزﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻗد ﺘ ازﻤن ﻤﻊ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت 467.ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،ﻛﺎن ﻟﻪ ﺘﺄﺜﯿرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻬﻨﺔ اﻟذﯿن ﺴﻤﺤت ﻤﺴؤوﻟﯿﺘﻬم ﻋن اﻟﻤﻌﺒد ،ﺤﻠﻘﺔ اﻟوﺼل ﻤﻊ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ،اﻤﺘﻼﻛﻬم ﻟﺴﻠطﺔ ﻤﺘ ازﯿدة ﻓﻲ اﻟﻤدن ﺴﻌوا إﻟﻰ ﺘﺤوﯿﻠﻬﺎ ﻟﺴﻠطﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻏ ارر وادي اﻟﻨﯿل .وﻟم ﯿﻛن أﻤ ار ﺼﻌﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻌض ﻫؤﻻء اﻟﻛﻬﻨﺔ ﺘﺤﻘﯿق ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﺴﻠطﺔ ﻋن طرﯿق اﺴﺘﻐﻼل اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻛﻤﺎ ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ وﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب .ﻓﻔﻲ د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﺘﻤﺎﺜﯿل اﻟﻤﺘﻌﺒدﯿن ،ﺤول 2700ق.م ،ﻛﺎن واﻀﺤﺎ ﻟﻨﺎ ﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤزج واﻟﺨﻠط ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟرﻤوز اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤدﯿﻨﺔ اﻟواﺤدة ﻤﻤﺎ ﺨﻠق ﻤﻨﺎﺨﺎ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ ﻹﻋﻼن ﺤﺎﻟﺔ طوارئ ﻤﺴﺘﻤرة ﻓﻲ اﻟﻤدن اﻟﺠﻨوﺒﯿﺔ ﻤن ﻗﺒل اﻟﻛﻬﺎن إن ﺸﺎءوا ذﻟك .وﻫم ﺒﻬذا ﺴﯿﻛوﻨون ﻗﺎدرﯿن ﻋﻠﻰ اﻤﺘﻼك اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻤدﻨﻬم .وﺒﺈﻤﻛﺎﻨﻬم ،أﯿﻀﺎ ،أن ﯿﺴﺘﻐﻠوا اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻟﻠدﻋوة إﻟﻰ ﻀرورة ﺘﺒﻨﻲ اﻟﻤدن اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻬم ﻟذات اﻻﺠﺘﻬﺎد اﻟذي ﯿﺤﻤﻠوﻨﻪ ﻤﺴﺘﻐﻠﯿن اﻟﻤزج واﻟﺨﻠط اﻟﻤﻨﺘﺸر ﻛذرﯿﻌﺔ ﻻﺴﺘﺨدام اﻟﻘوة ﻀد ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﻤدن ٕواﺨﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﻨﻔوذﻫم اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ أﺴوة ﺒوادي اﻟﻨﯿل .وأﺒﺴط اﻟذ ارﺌﻊ اﻟﻤﺘوﻗﻌﺔ ﻟﻨﺸوب ﺼ ارع ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤدن ،ﻤن ﻓﻌل ﺒﻌض اﻟﻛﻬﻨﺔ ،ﻤﺎ ﻛﺎن ﯿﺘﻤﺤور ﺤول اﻟﺜروة وﺘوﺴﯿﻊ اﻷ ارﻀﻲ اﻟﺘﻲ ﯿﻤﺘﻠﻛﻬﺎ اﻟﻤﻌﺒد واﻟﻛﻬﻨﺔ ﻤن ﺨﻼﻟﻪ. وﻤﻊ أن ﺼ ار ًﻋﺎ وﻓق ﻫذﻩ اﻟﺨطوط أﻤر وارد ،إﻻ أن ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺘﺠﻨب رؤﯿﺔ اﻟﺼورة ﻓﻲ اﻟﻔ ارت ﻤن ﻤﻨطﻠق ﻤدن ﻤﺘﺤﺎرﺒﺔ ﺘﺴﻌﻰ ﻟﻠﺴﯿطرة ﻋﻠﻰ ﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌض وﻛﻬﻨﺔ ﺴﯿﺌﻲ اﻷﺨﻼق ﻟﯿس ﻟﻬم ﻫم ﺴوى ﺘﺤرﯿف ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬم اﻟﻤﺎدﯿﺔ .ﻓﻘد ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ،داﺌﻤﺎ ،رﻏﺒﺔ ﺼﺎدﻗﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿق اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ٕواﻋﺎدة وﺤدة ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﺘﻲ ﻟم ﯿﻌرف اﻟﻔ ارت ﻤن أﻋﺎﻟﯿﻪ إﻟﻰ ﺠﻨوﺒﻪ ﻏﯿرﻫﺎ ﻤﻨذ 467ﻟﻘد ﻓﺿﻠت اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻠﺗﯾن ﻣﻊ اﻻﺧﺗﻼف اﻟﺑﯾن ﻓﻲ ﻣﻐزاھﻣﺎ ﺑﮭدف اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﻓﺗراض اﻟذي ﺗﺣﻣﻠﮫ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻛﺄﻣر ﻣﻣﻛن ﻓﻲ ذھن اﻟﻘﺎرئ ﻣﻊ ﺗواﺿﻊ ﺷواھده اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺣﺗﻰ اﻵن.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺒﯿدﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﻗل ﺘﻘدﯿر .وﻟدﯿﻨﺎ ﺸواﻫد ﻛﺜﯿرة ﺘدل ﻋﻠﻰ اﺴﺘﻤ ارر وﺠود ﺒﻌض ﻤظﺎﻫر ﺘﺠﺎﻨس ﻓﻲ اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤدن ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﻤزﯿﺞ .ﻓﺈﻟﻰ ﺠﺎﻨب ﺘﻤﺎﺜﯿل اﻟﻤﺘﻌﺒدﯿن وأﺴﻠوب ﻀم اﻟﯿدﯿن إﻟﻰ اﻟﺼدر ،واﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﺴﺘﺨدام ﻟﺒﻨﺔ اﻟﺒﻨﺎء ذات اﻟوﺠﻪ اﻟﻤﺤدب ،ﺘم اﻟﻛﺸف ﻓﻲ اﻟﻼخ وﺨﻔﺎﺠﻲ وﺘل أﺴﻤر واﻟﻌﺒﯿد ﻋن ﻤﻌﺎﺒد اﺴﺘﻤر ﺒﻨﺎؤﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎطب ،ﻋﻠﻰ اﻟطرﯿﻘﺔ اﻟﻌﺒﯿدﯿﺔ اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﺒﺤرم داﺨﻠﻲ ﻤﺴﺘطﯿل ﺘﺤﯿط ﺒﻪ ﻏرف اﻟﻛﻬﻨﺔ وﯿﻨﺘﻬﻲ ﺒﺎﻟﻤﺤ ارب468. وﻟﻛن ﻫذا اﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﻤﻊ اﻟﻤﻌﺎﺒد اﻟﻌﺒﯿدﯿﺔ ﻻ ﯿﻤﻛن أن ﯿﻛون ﺘطﺎﺒﻘﺎ ﺒﺴﺒب اﻟﺘﻌدﯿل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .ﻓﺒوﺤﻲ ﻫذا اﻟﺘﻌدﯿل ظﻬرت اﻟﻤﻌﺎﺒد وﻗد ﺒﻨﯿت ﻓوق أﺴﺎﺴﺎت ﻤﺤﻔورة ﺒﺎﻷرض وأوﺘﺎد ﻤﻌدﻨﯿﺔ ﻟﻬﺎ أرس ﺤﻠﻘﺔ ﺘرﺒط ﻤﺎ ﺒﯿن اﻷرض واﻟﺒﻨﺎء 469.وﺘذﻛرﻨﺎ ﻫذﻩ اﻷوﺘﺎد ﺒﺸﻛل اﻟﻌﺼﺎ رﻤز اﻟﻤﻌﺒد ﻛﻤﺎ ظﻬرت ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ .وﺒﻼ ﺸك ،ﯿرﻤز ﻫذا اﻟرﺒط ﻤﺎ ﺒﯿن اﻷرض واﻟﻤﻌﺒد إﻟﻰ اﻟدور اﻟذي ﺒدأ ﯿﻠﻌﺒﻪ اﻟﻤﻌﺒد ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﻊ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻛﺎن اﻟﻤﻠك ﻫو ﺤﻠﻘﺔ اﻟوﺼل ﻫذﻩ ﻤﻤﺎ ﺒرر وﺠود ﻗﺒور ﻟﺤﺎﺸﯿﺘﻪ داﺨل ﻓﻨﺎء ﻗﺒرﻩ اﻟﻤﺴّور .ﻓﻤﺎ ﻫو اﻟﺘطور اﻵﺨر ﻓﻲ ﻋﻤﺎرة اﻟﻤﻌﺎﺒد ﻓﻲ اﻟﻔ ارت اﻟذي أﺘﺎح ﻟﻠﻨﺎس اﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل؟ ﻟﻘد ﻛﺎن اﺤﺘواء اﻟﻤﻌﺎﺒد ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﻋد وﻤﻨﺒر 470.وﻫذا اﻟﺘطور اﻟﻤﻬم ﻓﻲ ﻋﻤﺎرة اﻟﻤﻌﺒد ﯿدل ﺒﺸﻛل واﻀﺢ ﻋﻠﻰ طﺒﯿﻌﺔ اﻟدور اﻟذي أﺨذ ﯿﻠﻌﺒﻪ اﻟﻛﻬﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ ،وﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﺘﻲ ﻨﺴﺠت ﺒﻬﺎ ﻤظﺎﻫر اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻫذﻩ .ﻓﺎﻟﻤﻌﺒد ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻻ ﺒد وأن ﯿﻛون ﻤﺘﺎﺤﺎ ﻟﻠﺠﻤﯿﻊ اﻟدﺨول إﻟﯿﻪ واﻻﻨﺘﻔﺎع ﺒدورﻩ ﻫذا .وﻤن اﻟﻤﻨطﻘﻲ أن ﯿﻛون ﻫذا اﻟدﺨول ﻤﺤﺼوًار ﺒﺎﻟﺤرم اﻟداﺨﻠﻲ ﻤﻊ ﺤظرﻩ ﻟﻘدس اﻷﻗداس، وﻟﻛن وﺠود ﻤﻘﺎﻋد وﻤﻨﺒر ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄن طﻘوس اﻟﻌﺒﺎدة ﺒﺎﺘت ﺘﻘﺎم داﺨل ﻫذا اﻟﻤﻌﺒد وأن اﻟﻛﺎﻫن ﺸﻤﻠت ﻤﻬﺎﻤﻪ ﻗﯿﺎدة ﻫذﻩ اﻟطﻘوس وﺸرح ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ،ورﺒﻤﺎ إﻟﻘﺎء اﻟﻤوﻋظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻠﯿن ﻛﻤﺎ ﯿدل وﺠود اﻟﻤﻨﺒر .ﺒل ﯿﺒرر ﻟﻨﺎ ﻫذا اﻟﺘطور اﻟﻛﺸف ﻋن اﻟﻌدد اﻟﻛﺒﯿر ﻟﺘﻤﺎﺜﯿل اﻟﻤﺘﻌﺒدﯿن داﺨل ﻫذﻩ اﻟﻤﻌﺎﺒد .ﻓﻬذﻩ اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل ﻛﺎﻨت ﺘودع ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺒد ﻛﻨذور ﻤن ﻗﺒل اﻟﻨﺎس ،ﻛﺘﻌﺒﯿر رﻤزي ﻋن ﺘواﺠدﻫم اﻟداﺌم ﻓﻲ ﺤﻀرة ﺤﻠﻘﺔ اﻟوﺼل ﻫذﻩ ،ﻤﻘﺎﺒل اﻟﺘواﺠد اﻟداﺌم ﻟﺤﺎﺸﯿﺔ اﻟﻤﻠك ﻓﻲ ﺤﻀرة ﻗﺒرﻩ ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل .واﻟﺘطور ﻓﻲ ﻓن ﻋﻤﺎرة اﻟﻤﻌﺎﺒد ﻻ ﯿﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨد ﻫذا اﻟﺤد .ﻓﻠﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ أن 468أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .195 469أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .195 470أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .200وﺳﻧﻼﺣظ ﻻﺣﻘﺎ أن ﺗﻣﺎﺛﯾل اﻟﻣﺗﻌﺑدﯾن ظﮭرت ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ اﻟﺟﻠوس ﺗﻌﺑﯾرا ﻋن ھذا اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﺑد.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺤﻠﻘﺔ اﻟوﺼل ﻤﻊ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻫذﻩ ،اﻟﻤﻌﺒد، ﻟم ُﯿﻛﺘ َف ﺒﺒﻨﺎﺌﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎطب وأﺴﺎﺴﺎت ورﺒطﻪ ﺒﺎﻷرض ﺒﺄوﺘﺎد ﻛﺠﺒل ارﺴﺦ ﯿﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض .ﻓﻤﻌﺒد ﺨﻔﺎﺠﻲ ،ﻓﻲ اﻟوﺴط ،وﻤﻌﺒد ﻤدﯿﻨﺔ اﻟﻼخ ،ﻓﻲ ﺴﻬل اﻟﻌﻤق، ﻗد ﺘم ﺒﻨﺎؤﻫﻤﺎ ﺒﺄد ارج ﺠﺎﻨﺒﯿﺔ ﺘﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺤﺠرة ﻋﻠوﯿﺔ ﻛﺄﻗدم ﺼورة ﻟﺸﻛل اﻟزﻗو ارت اﻟﻘﺎدم471. ﺻورة :30ﻣﺟﺳم ﻣﻌﺑد ﻣن ﺑﻠدة \"ﺳﻠﯾﻣﯾﺔ\" وﻫذﻩ اﻟﻌﻤﺎرة اﻨﺘﺸرت ﻓﻲ ﺠﻤﯿﻊ ﻤدن اﻟﻔ ارت )آﺛﺎر اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻓﯾﺳورﯾﺔ( ﻛﻤﺎ ﺘدل اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻵﺜﺎرﯿﺔ .وﻤﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻛﺘﺸﺎف ﻨﻤوذج طﯿﻨﻲ ﻟﻤﻌﺒد ﻤﺜل ﻤﻌﺒد اﻟﻼخ ﻓﻲ ﺒﻠدة \"ﺴﻠﯿﻤّﯿﺔ\" ﻓﻲ وﺴط ﺴورﯿﺎ 472.وﻫذﻩ اﻹﻀﺎﻓﺔ اﻟﺠدﯿدة ﻤﺜﻠت ﻨﻘﻼ ﻟﻠﻤﺤ ارب ،أو ﻗدس اﻷﻗداس ،إﻟﻰ ﻤﺴﺘوى أﻋﻠﻰ ﻤن اﻟﺴﺎﺒق ،ﻤﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ ﻨﻘل ﻟﻤﻨزﻟﺔ اﻟﻤﻌﺒد ﻛﻛل واﻟﻛﺎﻫن إﻟﻰ ﻤﺴﺘوى أﻋﻠﻰ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒلٕ .واذا ﺘذﻛرﻨﺎ ﺒﺄﻨﻨﺎ ﻤﺎزﻟﻨﺎ أﻤﺎم ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻓﺼل ﺒﺎﻷﺴﺎس ،ﻓﻠﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ ﻤﺎ ﻗﺎد ﻟﻪ ﻫذا اﻟﻌﻠو اﻟﺠدﯿد ﻓﻲ ﻤﻨزﻟﺔ اﻟﻤﻌﺒد واﻟﻛﺎﻫن ﻤن ﻓﺼل ﻟﻬﻤﺎ ﻋن اﻟﻨﺎس ،ﻓﺼﻌوﺒﺔ اﻟﺘﻤﯿﯿز ﺒﯿن ﻤﺎ ﻫو دﯿﻨﻲ وﻤﺎ ﻫو دﻨﯿوي اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﺴﺎﺌدة ﻓﻲ ﺒداﯿﺔ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ﻻ ﺒد وأﻨﻬﺎ أﺨذت ﺘﺘﻼﺸﻰ ﺸﯿﺌﺎ ﻓﺸﯿﺌﺎ .وﻫذا ﻤﺎ ﯿﻔﺴر ﻟﻨﺎ ظﻬور ﻫذﻩ اﻟﻤﻌﺎﺒد وﻗد ﺘم ﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋن اﻟﻤﺴﺎﻛن ﻓﻲ اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻻ ﺒﺘﺨﺼﯿص ﻤﻨطﻘﺔ ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺒق ،وﺤﺴب ﺒل ﺒﺈﺤﺎطﺘﻬﺎ ﺒﺴور ﻤزدوج ﺒﯿﻀﺎوي اﻟﺸﻛل 473.وﻫﻲ ﻨﻔس ﻤواﺼﻔﺎت اﻟﺴور اﻟذي أﺤﺎط ﺒﻘﺒر اﻟﻤﻠك وﺤﺎﺸﯿﺘﻪ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ. واﻟﻤ ارﺠﻊ اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎوﻟت ﻫذﻩ اﻟﺘطو ارت ﻻ ﺘﺤدد ﻟﻬﺎ ﻓﺘرة زﻤﻨﯿﺔ دﻗﯿﻘﺔ ،ﻓﻌﺎدة ﻤﺎ ﯿﺘم ﻨﺴﺒﻬﺎ ﻟﻠﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .وﻟﻛن إﯿﻤﺎﻨﻨﺎ ﺒوﺤدة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﯿﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺒﻨﺴﺒﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﺘرة ﻤن 2600 – 2700ق.م .وﺤﺠﺘﻨﺎ ﻓﻲ ذﻟك ،ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ﻤ ار ار ،أن اﻟﻨﻘص ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت 471أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .200-198ﯾﻘﻊ ﺳﮭل اﻟﻌﻣق ﻓﻲ ﻟواء اﻹﺳﻛﻧدروﻧﮫ ﺗﺑﻠﻎ ﻣﺳﺎﺣﺗﮫ ﻗراﺑﺔ 2025ﻛم ﻣرﺑﻊ وﺗﻘﻊ ﻓﯾﮫ اﻧطﺎﻛﯾﺔ. 472اﻟﻼخ ﻣﻣﻠﻛﺔ ﻣﻧﺳﯾﺔ ،ﻟﯾوﻧﺎرد ووﻟﻲ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻓﮭﻣﻲ اﻟداﻻﺗﻲ ،ص .48 473ﺑوﺗرو ،ص .74
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ ﻓﻲ أﺤد أﻓرع اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﯿﻤﻛن داﺌﻤﺎ ﺘﻌوﯿﻀﻪ ﺒﻤﺎ ﻨﻤﻠﻛﻪ ﻤن ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤن اﻷﻓرع اﻷﺨرى .ﻓﺎﻛﺘﻤﺎل اﻟﻤﻼﻤﺢ اﻷﺴﺎﺴﯿﺔ ﻟﺸﻛل اﻟزﻗورة ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ،ﻻ ﺒد وأﻨﻪ ﺘ ازﻤن ﻤﻊ اﻛﺘﻤﺎل اﻟﻤﻼﻤﺢ اﻷﺴﺎﺴﯿﺔ ﻟﻤﺎ ﯿﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،وأﻋﻨﻲ ﺒذﻟك اﻟﻬرم .ﻓﻛﻤﺎ ﺴﻨﺴﺘﻌرض ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﯿل ﻻﺤﻘﺎ ،دﺨل وادي اﻟﻨﯿل ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ 2700ق.م ﺒﻤرﺤﻠﺔ ﺠدﯿدة ﯿﻘف ﻋﻠﻰ أرﺴﻬﺎ اﻟﻤﻠك \"ﺠﺎﺴر\" ﺒﺎﻨﻲ اﻟﻬرم اﻟﻤدرج ﻓﻲ ﺴﻘﺎرة .وﺒﻤﺎ أﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺜﻘﺔ أﻛﺒر ﺒﻬذا اﻟﺘﺎرﯿﺦ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻓﻼ ﯿوﺠد أدﻨﻰ ﺸك ﻓﻲ ذﻫﻨﻨﺎ ﺒﺄن ﺘطور ﻓن ﻋﻤﺎرة اﻟﻤﻌﺒد ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﯿﻌود إﻟﻰ اﻟﺘﺎرﯿﺦ ﻨﻔﺴﻪ أﯿﻀﺎ .وﻫو ﻤﺎ ﯿﺘﺴق ،ﻛذﻟك ،ﻤﻊ ﺘﺼورﻨﺎ ﻟﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة إﺒﺎن اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ﻟﻬذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ،واﻟﺘﻲ ﺒدأت ﻤﻼﻤﺤﻬﺎ ﺘﺘﻀﺢ ﻤﺎ ﺒﯿن 2600 – 2700ق.م ،وﻤﺜﻠﻬﺎ ﺒﺎﻷﺴﺎس ﺘﻌﺎظم دور اﻟﻤﻌﺒد واﻟﻛﻬﻨﺔ. ﻟذﻟك ،ﻻ ﯿﻔﺎﺠﺌﻨﺎ أن ﺘﻛون أﻛﺜر اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﺸﯿوﻋﺎ ﻓﻲ اﻷﺨﺘﺎم اﻟﺘﻲ ﯿﻤﻛن ﻨﺴﺒﻬﺎ ﻟﻬذا اﻟﻘرن ﻫو رﻤز اﻟﻤﻌﺒد اﻟذي ﻤﺜﻠﺘﻪ اﻟﻌﺼﺎ ﻤﻌﻘوﻓﺔ اﻟ أرس أو ﻛروﯿﺔ اﻟ أرس .ﻓﺈﻟﻰ ﺠﺎﻨب وﻀوﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﺸﻛل اﻷوﺘﺎد ،ﻨرى وﻀوﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻘش ،ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﯿﻪ ﻓﻲ ﻟﺠش ،ﻟﻛﺎﻫن ﯿﻠﺒس اﻟﻌﺼﺒﺔ واﻟرﯿش ﻤﻌﺎ ﻋﻠﻰ أرﺴﻪ وﻗد ظﻬر ﺤﻠﯿق اﻟﺸﺎرب ﺒﻠﺤﯿﺔ ﻤﺴﺘرﺴﻠﺔ إﻟﻰ ﺼدرﻩ ﺻورة \" :31ﻛﺎھن\" ﻟﺟش وﺸﻌر طوﯿل ﻤﺴرح ﻤن و ارء اﻷذن ،ﻻﻓﺎً )ﺳوﻣر :ﻓﻧوﻧﮭﺎ وﺣﺿﺎرﺗﮭﺎ( ﻋﻠﻰ ﺨﺼرﻩ وزرة ﻤﺸﺒﻛﺔ وأﻤﺎﻤﻪ ﻋﺼوان ﻟﻬﻤﺎ أرﺴﺎن ﻛروﯿﺎن ﯿﻤﺴك ﺒﯿدﻩ اﻟﯿﺴرى إﺤداﻫﺎ .وﻻ ﻨﻤﻠك أي دﻟﯿل ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎوﻟﺔ اﺤﺘواء ﺠﻤﯿﻊ اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ أﻗوى ﻤن ﻫذا اﻟﻨﻘش .وﻫو ﻤﻊ ذﻟك ،ﻻ ﯿﺤﻤل أﯿﺔ إﺸﺎرة واﻀﺤﺔ ﻷي ﺠﺎﻨب ﻓﻲ أي ﺜﺎﻟوث ﻗدﺴﻲ ﻤﺤﺘﻤل ،رﺌﯿﺴﻲ أو ﺜﺎﻨوي .وﻫو أﻤر ﻤﻠﻔت ﻟﻼﻨﺘﺒﺎﻩ ﺤﻘﺎ،
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻓﺎﻟرﻤز اﻟواﻀﺢ ﺤﺘﻰ اﻵن ﻫو رﻤز اﻟﻤﻌﺒد ﻓﻘط .إذن ،ﺤﺘﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﺤظﺔ ﻤن ﺘﺎرﯿﺦ ﻋرب اﻟﻔ ارت، ﻤﺎ ازل اﻟﻐﻤوض ﯿﻛﺘﻨف ﺸﻛل وطﺒﯿﻌﺔ اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺴﻨﺘﻌرف ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻻﺤﻘﺎ ،وﻛﺄﻨﻨﺎ أﻤﺎم ﻨﻔس اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﻌﺎم اﻟذي ﻛﺎن ﯿﻌﯿﺸﻪ ﻋرب اﻟﻨﯿل ﺒﺎﻨﺘظﺎر ﻤﻠك/ﻛﺎﻫن ﯿﻤﺘﻠك رﺠﺎﺤﺔ اﻟﻌﻘل واﻟﺠ أرة اﻟﻼزﻤﯿن ﻟﻠﺨروج ﺒﺼﯿﺎﻏﺔ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺘوﺤد اﻟﺠﻤﯿﻊ ﺘﺤت ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻗدﺴﯿﺔ واﺤدة .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻤﻠك \"ﺠﺎﺴر\" ﻫو اﻟﻤﻨﻘذ ﻟوادي اﻟﻨﯿل ﻓﻤن ﻛﺎن اﻟﻤﻨﻘذ ﻟوادي اﻟﻔ ارت؟ إن ﺒﻌض ﻤظﺎﻫر اﻟﺘﺠﺎﻨس اﻟﺘﻲ أﺘﯿﻨﺎ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻤﺘداد وادي اﻟﻔ ارت ،ﺘﺸﯿر إﻟﻰ اﺤﺘﻤﺎل وﺠود ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻤﺎ وﻗﺎﺌﻤﺔ ﻗدﺴﯿﺔ ﻤﺎ ﺘم اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻤن ﻗﺒل ﻋدد ﻤن اﻟﻤدن ﻓﻲ ظل اﺴﺘﻤ ارر اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ. وﻗد ﯿﻛون ﻨﻘش اﻟﻛﺎﻫن اﻟذي ﻋﺜر ﻋﻠﯿﻪ ﻓﻲ ﻟﺠش ﺘﻤﺜﯿﻼ ﺠﯿدا ﻟوﺠودﻫﺎ .ﻓﻘد ظﻬرت ﻫﯿﺌﺘﻪ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻟﻤﻌظم اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌرﻓﻨﺎ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ .وﯿﺒدو ﻫذا اﻟدﻤﺞ واﻟﺠﻤﻊ ﻟﻬﺎ وﻛﺄﻨﻪ ﻤﺼطﻨﻊ إﻟﻰ ﺤد ﻤﺎ .ﺒﻤﻌﻨﻰ أﻨﻪ أﻗرب إﻟﻰ اﻟﺘوﻓﯿق ﻤﻨﻪ إﻟﻰ اﻻﺤﺘواء .وﺘﺒرﯿرﻨﺎ ﻟﻬذا اﻟ أري ﯿﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ اﻓﺘ ارﻀﻨﺎ وﺠود ﻨﻔوذ ﺴﯿﺎﺴﻲ ﻟﻌﺴﯿر ﻓﻲ ﻤ ارﻛز اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ .وأن ﻫذا اﻟﻨﻔوذ ،ﻤﻊ دﺨوﻟﻨﺎ ﻓﻲ 2700ق.م ،ﻗد أﺨذ ﻓﻲ اﻷﻓول ﺘﺤت ﺘﺄﺜﯿر ﻤﻔﻬوم اﻟﻔﺼل ﻤن ﺠﻬﺔ ،وﺘﻨﺎﻤﻲ ﻗدرة وﺜروة ﻋرب اﻟﻔ ارت واﻟﻨﯿل اﻟﺘﻲ ﺒدأت ﺘﻔوق ﻋﺴﯿر ﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﯿﺔ .واﻓﺘ ارﻀﻨﺎ ﻟوﺠود ﻫذا اﻟﻨﻔوذ ا ذلي ﺒررﻨﺎ ﻓﯿﻪ اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻟﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم إﺒﺎن اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ﻟﻬذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ،ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨﺒرر ﺒداﯿﺔ أﻓوﻟﻪ ﻤن د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﻨﻔس اﻟﻤﻨطﻘﺔ ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ 2700ق.م .وﺘﺴﻌﻔﻨﺎ اﻟﻠﻘﻰ اﻟﻔﺨﺎرﯿﺔ ﻤرة أﺨرى ﻓﻲ رﺴم ﺼورة ﻟﺘطور اﻟﺘﺎرﯿﺦ ﻓﯿﻬﺎ ،ﻓﺒﻌد اﻟﻔﺨﺎر ذي اﻟﺠودة اﻟﻌﺎﻟﯿﺔ اﻟذي ﻓرض ﻀرورة وﺠود ﻤﻨﺎخ اﺴﺘﻘ ارر ﻓﻲ اﻟﻤﻨطﻘﺔ ،ﻨﺒدأ ﺒﺎﻟﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺎر ﻫش ودرﺠﺔ ﺸﱢﯿ ِﻪ ﻏﯿر ﻤﺘﺴﺎوﯿﺔ ،ﺴﻤﯿك وﺜﻘﯿل اﻨﺘﺸر ﻓﻲ ﺠﻤﯿﻊ أﻨﺤﺎء اﻷردن وﻓﻠﺴطﯿن ،ﯿﻌرف ﺒﻔﺨﺎر ﺨرﺒﺔ اﻟﻛرك 474.وﻗد ﺤﺎﻓظ ﻫذا اﻟﻔﺨﺎر ﻋﻠﻰ أﺴﻠوب اﻟزﺨرﻓﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜل ﺒﺎﻟﺨطوط واﻋﺘﻤﺎد اﻟﻠون اﻷﺤﻤر ﺒﺎﻷﺴﺎس ﻓﻲ ﺼﺒﺎﻏﺔ اﻷواﻨﻲ ،ﻤﺜل اﻟﻔﺨﺎر اﻟذي ﯿﻌود إﻟﻰ اﻟﻔﺘرة اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ واﻤﺘدادا ﻟﻪ ،وﻟﻛن ﺠودة ﺼﻨﺎﻋﺘﻪ اﻟﻤﺘدﻨﯿﺔ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻻ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ ﺘﺒرﯿرﻫﺎ إﻻ ﺒﺤدوث ﺘﺒدل ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﺴﺎﺌدة إﺒﺎن اﻟﻘرون اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ؛ ﻤن ﻤﻨﺎخ اﺴﺘﻘ ارر إﻟﻰ ﻤﻨﺎخ ﻤن اﻟﻘﻼﻗل واﻟﺼ ارع .ﻓﺎﻟﺘوازن اﻟﻬش اﻟﺴﺎﺒق اﻟذي ﻛﺎن ﻗﺎﺌﻤﺎ ﺒﻔﻀل ﻨﻔوذ ﻋﺴﯿر ﻓﻲ ﺒواﺒﺘﻬﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ ﻫذﻩ ﻗد ﺒدأ ﯿﺘداﻋﻰ .وﻫذا ﯿﻌﻨﻲ اﻨﺤﺴﺎًار ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻨﻔوذ ﻷﺴﺒﺎب ﻨﺠﻬﻠﻬﺎ 474ﯾﺎﺳﯾن ،ص .40-39
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻗد ﺘﻌود إﻟﻰ ﺼ ارﻋﺎت داﺨﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﺴﯿر ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤدن أو اﻷﺴر اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ .وﻗد ﯿﻛون ﻫذا ﻤﺴؤوﻻ ﻋن ﺘﺤرﻛﺎت ﺴﻛﺎﻨﯿﺔ ﺠدﯿدة ﺴﺎﻫﻤت ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻻت اﻟﻔ ارت واﻟﻨﯿل اﻻﺒﺘﻌﺎد ﻋن ﻨﻔوذ ﻋﺴﯿر اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ ﻓﯿﻬﻤﺎ .ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،ﻤن اﻟﻤؤﻛد أن ﻫذﻩ اﻟﺘﺤرﻛﺎت ﻛﺎﻨت ﻤﺴؤوﻟﺔ ﻋن اﻨﺘﺸﺎر ﻓﺨﺎر ﺨرﺒﺔ اﻟﻛرك ﺸﻤﺎﻻ إﻟﻰ وﺴط ﻫﻀﺒﺔ اﻷﻨﺎﻀول واﻟﻘوﻗﺎز اﻟﺠﻨوﺒﻲ475. وﻟﺘﺤﻘﯿق ﻤﺜل ﻫذا اﻻﺴﺘﻘﻼل اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ ،ﻟﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ ﺒﺄن اﻟﻤطﻠوب ﻓﻲ ظروف ﻛﻬذﻩ ﻫو وﺠود ﺴﻠطﺔ ﻤرﻛزﯿﺔ ﺘﻤﺘﻠك اﻟﺼﻼﺤﯿﺎت اﻟﻼزﻤﺔ ﻟﺘﻛون ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺴﺘﺜﻤﺎر اﻟﻔرﺼﺔ اﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟذﻟك .وادي اﻟﻨﯿل ،ﺒﻔﻀل طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي اﻨﺘﺸر ﻓﯿﻪ ،ﻛﺎن ﻓﻲ وﻀﻊ أﻓﻀل ﻤن وادي اﻟﻔ ارت ﻻﻨﺘ ازع ﻤﺜل ﻫذا اﻻﺴﺘﻘﻼل .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻨﺤن ﻨرﺠﺢ ﻗﯿﺎم ﻋرب اﻟﻔ ارت ﺒﺎﻻﺘﻔﺎق اﻟﺴرﯿﻊ ﻓﯿﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬم ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬوم اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟوادي ﻻﺴﺘﺜﻤﺎر ﻫذﻩ اﻟﻔرﺼﺔ .وأﻗرب ﻤﺎ اﻤﺘﻠﻛوﻩ ﻟﺘﺤﻘﯿق ذﻟك ﻛﺎن ﻤﻔﻬوم اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ،اﻟﻤﺤﻛوﻤﺔ ﺒﻤﻌطﯿﺎت ﻤﺤددة ،ﻤن وﺤﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﻤﺘﺒﻨﻰ ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟوادي .ﻓﻛﯿف ﺘم اﺴﺘﺜﻤﺎرﻩ ﻟﻬذﻩ اﻟﻐﺎﯿﺔ؟ أﻗدم دﻟﯿل أﺜري ﻨﻤﻠﻛﻪ ﺤول ﻫذﻩ اﻟﻨﻘطﺔ ﯿﻌود إﻟﻰ 2600 – 2700ق.م ،وﻫو ﯿﻌﺘﺒر ﺒﺤق أﻗدم دﻟﯿل ﻤﻛﺘوب ﻋن ﺘﺎرﯿﺦ اﻟﻔ ارت اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ وﯿﻌرف ﺒدﺒوس ،أو ﺼوﻟﺠﺎن ،اﻟﻤﻠك \"ﻤﺴﯿﻠم\" 476.وﻗد ﻛﺘب ﻋﻠﻰ اﻟﺼوﻟﺠﺎن\" :ﻤﺴﯿﻠم\" ﻤﻠك ﻛﯿش اﻟذي ﺒﻨﻰ ﻤﻌﺒدا ﻓﻲ ﻟﺠش\" 477.وﻨﺤت ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺼوﻟﺠﺎن ﻨﺴر ﺒﺎﺴط ﺠﻨﺎﺤﯿﻪ ﻟﻪ أرس أﺴد ،وﻋﻠﻰ ﻤﺤﯿط اﻟﺼوﻟﺠﺎن ﻨﻘﺸت ﺴﺘﺔ أﺴود ﺒﺸﻛل ﺘﺨطﯿطﻲ 478.وﯿﺒدو أن ﻫذا اﻟﻤﻠك\" ،ﻤﺴﯿﻠم\" ،ﻗد ﻓرض ﺴﻠطﺎﻨﻪ ﻋﻠﻰ وادي اﻟﻔ ارت ﺒﺄﺴرﻩ .ﻓﻘد ﻋﺜر ﻋﻠﻰ ﻗطﻌﺔ ﺤﺠرﯿﺔ ﺘﻌرف ﺒﻠوﺤﺔ \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻛﺘب ﻋﻠﯿﻬﺎ أن \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻗد ﺤﺴم اﻟﻨ ازع ﻤﺎ ﺒﯿن ﻤدﯿﻨﺘﻲ أوﻤﺎ وﻟﺠش ﺤول اﻤﺘﻼك ﺴﻬل ز ارﻋﻲ اﺴﻤﻪ \"ﻛو ﻋدن\" ،أي أرض ﻋدن 479.وﻛﺘب اﺴم اﻟﻤﻠك ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠوﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﯿﻠﻲ\" :ﻤﺴﯿﻠم\" ﻤﻠك ﺒﻼد ﺴوﻤر وأﻛد 480.وﻫذا اﻟﺘ ازﻤن ﻤﺎ ﺒﯿن \"ﻤﺴﯿﻠم\" 475ووﻟﻲ ،ص .28 476ﺳوﺳﺔ ـ ﺗﺎرﯾﺦ ،ج ،1ص .170-169 477ﺳوﺳﺔ ـ ﺗﺎرﯾﺦ ،ص .170 478ﺑﺎرو ـ ﺳوﻣر ،ص .181 479ﺑوﺗرو ،ص .91 480ﺑﺎﻗر ـ ﻣﻘدﻣﺔ ج ،1ص .305-304وﺗﻌﺗﺑر ھذه اﻟﻠوﺣﺔ أﻗدم دﻟﯾل ﻧﻣﻠﻛﮫ ﻋن اﻷﺳﻣﺎء اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ ﺟﻧوب وﺷﻣﺎل اﻟوادي.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ و\"ﺠﺎﺴر\" ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﯿﺤﻤل ﻤدﻟوﻻت ﻤﻬﻤﺔ ﻋن ﺤرﻛﺔ ﺘطورﻫﺎ ﻛوﺤدة واﺤدة .وﻟﻛن ،إﻟﻰ أي ﺤد ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ اﻋﺘﺒﺎر \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻤؤﺴﺴﺎ ﻟﻤﻤﻠﻛﺔ ﻤوﺤدة ذات ﺴﻠطﺔ ﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻤرﻛزﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻔ ارت؟ إن اﻟد ارﺴﺔ اﻟﻤﺘﺄﻨﯿﺔ ﻟﻤﺨﻠﻔﺎت ﻫذا اﻟﻤﻠك ﺘوﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺠﺎﻨﺒﺎ ﻤن ﻏﻤوض اﻟﺘطو ارت ﻓﻲ اﻟﻔ ارت .ﻓرﻤز اﻟﻨﺴر ﺒوﺠﻪ أﺴد ﻋﻠﻰ اﻟﺼوﻟﺠﺎن ﻻ ﯿﻤﺜل أﺴﻠوﺒﺎ ﺠدﯿدا ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﯿر ﻋن اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ ،اﻟدﻤﺞ ﻫذا ﻨﻌرﻓﻪ ﻤﻨذ رﺴوﻤﺎت اﻟﻛﻬوف .وﻟﻛن اﺨﺘﯿﺎر اﻟﻨﺴر واﻷﺴد ﻫﻨﺎ ﯿﺤﻤل ﻤﻌﺎﻨ َﻲ ﺠدﯿدة .ﻓﺎﻟﻨﺴر، أو اﻟﺼﻘر ،ﺘﻌرﻓﻨﺎ ﻋﻠﯿﻪ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﺘﺤت أﻛﺜر ﻤن اﺴم ،ﻤﺜل اﻟﻠﻘب \"ﺤر\" اﻟﻤﻌطﻰ ﻟﻪ ﻛﺠﺎﻨب اﻻﺒن ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟرﺌﯿس وﻋﻠﻰ أرس ﺜﺎﻟوث ﺜﺎﻨوي ﺠدﯿد .وﻷﻨﻪ ﺴﯿد اﻟﻔﻀﺎء ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ،اﻷم واﻷب ،ﻓﻬو رﻤز ﻤﻨطﻘﻲ ﻟﻼﺒن .وأن ﻨﻌﺘﺒر اﻟﻨﻘش ﻋﻠﻰ ﺼوﻟﺠﺎن \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﺠزًءا ﻤن ﻨﺴر أم ﺼﻘر ﻓﻠﯿس ﺒذي ﺒﺎل ﻫﻨﺎ ،اﻟﻤﻬم أﻨﻪ ﯿرﻤز ﻟﺴﯿﺎدة ذات اﻟﻔﻀﺎء ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض اﻟﻤﺨﺼص ﻟﻼﺒن ،ﻋﺒرﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺒﻤﺼطﻠﺢ \"ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ\" .وﺠﻠﻲ ،ﻫﻨﺎ ،أن دﻤﺞ اﻷﺴد ﻤﻊ رﻤز \"ﺴﯿد اﻟﻔﻀﺎء\" ﯿدل ﻋﻠﻰ أن ﻫﻨﺎك ﺸﯿﺌﺎ آﺨر ﯿﺸﺎرﻛﻪ .ﺒﻤﻌﻨﻰ أن ﻫذا اﻟرﻤز ﻻ ﯿدل ﻋﻠﻰ اﻻﺒن وﺤدﻩ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﺒل ﯿﺸﺘرك ﻤﻌﻪ آﺨر .ﻓﻤن ﻫو ﻫذا اﻵﺨر؟ اﻷﺴود اﻟﺴﺘﺔ اﻟﻤﻨﻘوﺸﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼوﻟﺠﺎن ظﻬرت ﺒﺄﺴﻠوب اﻟﺘﺨطﯿط اﻟذي ﻨﻌرﻓﻪ ﺠﯿدا ﻓﻲ ﻨﻘش اﻟﺜور/اﻻﺒن ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء .ﻓﻬو ﺘﻌﺒﯿر ﻋن اﻟﺤﺎﻀر اﻟﻐﺎﺌب اﻟذي ﯿﺤﺘﻛم ظﻬورﻩ ﻟﻤﻌطﯿﺎت ﻤﺤددة .ﻓﻬل ﯿﻌﻨﻲ ﻫذا أن رﻤز اﻻﺒن ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟرﺌﯿس ﻗد ﺘﺤول ﻤن اﻟﺜور إﻟﻰ اﻷﺴد ،أم أن اﻷﺴد ﯿرﻤز ﻟﻠﻤﻠك ﺼﺎﺤب اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻀﻤن ﻫذﻩ اﻟﻤﻌطﯿﺎت اﻟﻤﺤددة؟ ﻨﺤن ﻨرﺠﺢ ﺒﺄن اﻷﺴد ﯿرﻤز ﻟﻠﻤﻠك ﻟﺴﺒﺒﯿن أﺴﺎﺴﯿﯿن .أوﻻ ،ﻤن وﺤﻲ وﺤدﺘﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻨﺴر/اﻟﺼﻘر ﯿرﻤز ﻟﻼﺒن ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻓﻌﻠﻰ اﻷرﺠﺢ أﻨﻪ ﯿرﻤز ﻟﻼﺒن ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت .أﻤﺎ ﺜﺎﻨﯿﺎ ،ﻓﺎﻷﺴد ﻨﻌرﻓﻪ رﻤ از ﻗدﺴﯿﺎ ﻟﻼﺒﺴﻲ اﻟﻌﺼﺒﺔ واﻟﺸﻌر واﻟﻠﺤﻰ اﻟﻤﺴﺘرﺴﻠﺔ .وﺒﺘﺄﺜﯿر ﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء ،ﻓﻨﺤن ﻨﺘوﻗﻊ أن ﯿﺤﺘل اﻟرﻤز اﻟﻘدﯿم ﻤرﺘﺒﺔ أدﻨﻰ ﻤﻊ ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﯿﺼﻌب رؤﯿﺘﻪ ﻤﻌﺘﻤدا ﻛرﻤز ﻟﺠﺎﻨب ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟرﺌﯿس .ﻓﺎﻟﻨﺴر ﺒ أرس أﺴد ،إذن ،ﻫو دﻤﺞ ﻟﻠﻤﻠك ﻤﻊ ﺠﺎﻨب اﻻﺒن ﻟﻠﺘﻌﺒﯿر ﻋن ﻋﻼﻗﺔ ﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠك ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟدﻨﯿوي ﺒﺠﺎﻨب اﻻﺒن ﻤﺼدر اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻤﺘﻐﯿرة ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻤﻘدس اﻟرﺌﯿس ،إﻨﻪ رﻤز ﻟﻠﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟوادي ﻤﻘﺎﺒل رﻤز \"ﺤر\" ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل .وﻤن اﻟﻤﻬم
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻤﻼﺤظﺔ أن ﻫذا اﻟدﻤﺞ ﻗد ﻤﻨﻊ ظﻬور أي ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺒﺸﻛل ﻤﻛﺘﻤل ﻟﻠﺘﺄﻛﯿد ﻋﻠﻰ أن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻫﻲ رﻫن ﺒﻤﻌطﯿﺎت وظروف ﻤﺤددة .وﻫذﻩ ﻨﻘطﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﺠدا ﺘوﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻛﯿف ﺘم اﺴﺘﺜﻤﺎر اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت .ﻓﺎﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌرﻓﻨﺎ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺤﺘﻰ اﻵن ﻤﺎ ازﻟت ﻤﺤﺼورة ﻓﻲ ﻤﻔﺎﻫﯿم اﻟﺴﻠطﺔ أﻛﺜر ﻤن أي ﺸﻲء آﺨر ،ﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻌﺒد اﻟﺘﻲ ﺘرﻤز ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺼﺎ ﺒ أرس ﺤﻠﻘﺔ أو أرس ﻛروي ،وﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠك اﻟﺘﻲ ﯿرﻤز ﻟﻬﺎ اﻟﻨﺴر ﺒ أرس أﺴد .وﻫذا ﯿﺘﺴق ﻤﻊ ﻓرﻀﯿﺘﻨﺎ ﺒﺄن اﻟﻬم اﻷﺴﺎس ﻟﻌرب اﻟﻔ ارت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤرﺤﻠﺔ ﻛﺎن اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬوم ﻤﺎ ﻟﻠﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ ﺴﺒﯿل اﻟﺤد ﻤن ﻨﻔوذ ﻋﺴﯿر أﺴوة ﺒوادي اﻟﻨﯿل .وﻟﻛن ﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﻼﻤﺢ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘﻲ ﺤﻛم ﺒﻬﺎ \"ﻤﺴﯿﻠم\"؟ ﻟوﺤﺔ \"ﻤﺴﯿﻠم\" اﻟﺘﻲ ﺘﺤدﺜت ﻋﻨﻪ ﻛﻤﻠك ﻟﺒﻼد ﺴوﻤر وأﻛد ،ؤتﻛد ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻛﺎن ﺼﺎﺤب اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟوادي .ﻓﻘد ﺤﺴم اﻟﺼ ارع وﺒﻨﻰ ﻤﻌﺒدا ﻓﻲ ﻤدﯿﻨﺔ ﻟ َﺠش ،وﻟﻪ ﯿﻌود اﻟﻘﺼر اﻟوﺤﯿد اﻟﻤﻌروف ،ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺘرة اﻟﻤﺒﻛرة ،ﻛﻤﻘر إداري وﻤﺴﻛن ﻟﻠﻤﻠك 481.ووﺠود ﻫذا اﻟﻘﺼر ﯿدل ﻋﻠﻰ أن ﻤﻔﻬوم اﻟﻔﺼل ﻛﺎن ﺠزًءا رﺌﯿﺴﺎ ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﺘﻲ ﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻫذا اﻟﻤﻠك .وﻗد أرﯿﻨﺎ ﻓﻲ د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﻌﻤﺎرة اﻟﻤﻌﺎﺒد وﻓﺼﻠﻬﺎ ﺒﺄﺴوار وﺘﻌﺎظم دور اﻟﻛﻬﻨﺔ أن ﻤﻔﻬوم اﻟﻔﺼل ﻛﺎن واﻀﺤﺎ وﻗوﯿﺎ ﻓﻲ ﻤدن اﻟﻔ ارت .ﺒل إن اﻟﺼ ارع اﻟﻤؤرخ ﻤﺎ ﺒﯿن أوﻤﺎ وﻟﺠش ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺎﻩ واﻟﻤ ارﻋﻲ ،ﯿدل ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻔﺼل واﻟﺘﻤﯿز واﻟذي ﻋﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﯿﻘﻪ اﻟﻛﻬﻨﺔ/اﻟﺤﻛﺎم ﻟزﯿﺎدة اﻟﺜروة ﻓﻲ أﯿدﯿﻬم .وﯿﺒدو أن اﻟﻔﺼل ﻫﻨﺎ ﻗد ﻟﻤس ،وﻷول ﻤرة ،ﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻛﺎﻫن/اﻟﺤﺎﻛم ﺒﺘﺤوﯿﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺸﺨﺼﯿﺘﯿن ﻤﺴﺘﻘﻠﺘﯿن ،ﻛﺎﻫن وﻤﻠك. ﻓﻘﺼر \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻟم ﯿﻛن ﻗﺼ ار/ﻤﻌﺒدا ﻛدﻟﯿل ﻋﻠﻰ اﻨدﻤﺎج اﻟدﯿﻨﻲ ﺒﺎﻟدﻨﯿوي ،ﺒل ﻛﺎن ﻗﺼ ار وﻓﻘط. وﻤﻊ أن اﻟﻨﻘوش ﺘدل ﻋﻠﻰ أن ﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠك اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻤﺤﻛوﻤﺔ ﺒﻤﻌطﯿﺎت ﻤﻌﯿﻨﺔ ،إﻻ أن ﻫﻨﺎك ﺘﻌدﯿﻼ ﻤﺎ ﻗد ﺤدث أﺠﺎز اﻟﺘﺤﻛم ﺒﻬذﻩ اﻟﻤﻌطﯿﺎت ﺒﺤد ذاﺘﻬﺎ وﺘﺤوﯿل ﻫذﻩ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻤن ﻤؤﻗﺘﺔ إﻟﻰ داﺌﻤﺔ ﺒل وﻤﺘوارﺜﺔ .وﯿﺒدو واﻀﺤﺎ ﻫﻨﺎ ﺤﺠم اﻟﺘﻘﺎرب ﻤﻊ وادي اﻟﻨﯿل اﻟذي ﺴﯿﺴﺘﻤر ﺒﺎﻻزدﯿﺎد .ﻓﻔﻲ ﻤدﯿﻨﺔ ﻤﺎري ،ﻋﻠﻰ ﺴﺒﯿل اﻟﻤﺜﺎل ،ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋن ﻤﺒﻨﻰ ﻤزﺨرف ﻤن اﻟطﯿن واﻟﻠّﺒِن ﺘم إطﻼق اﺴم اﻟﻘﺼر اﻟﻤﻌﺒد ﻋﻠﯿﻪ ﻟدﻤﺠﻪ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟدﯿﻨﻲ واﻟدﻨﯿوي ،ﻓﻬو ﻤﻨﺴوج ﺒوﺤﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻟذي دﻤﺞ ﺠواﻨب اﻟﺜﺎﻟوث ﻓﻲ وﺤدة واﺤدة 482.وﯿدﻫش اﻟﺒﺎﺤﺜون 481أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .205 482أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .205
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻷورﺒﯿون ﻋن اﻟﺴﺒب اﻟذي ﯿﻘف و ارء ﻫدم ﻫذا اﻟﻘﺼر اﻟﻤﻌﺒد ،ﻓﻠم ﯿﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ آﺜﺎر ﺤرﯿق أو ﺘدﻤﯿر ﯿﺒرر ذﻟك ،وﺒﻨﺎء ﻤﺒﻨﻰ آﺨر ﻓوﻗﻪ ﻛﻤﻘر إداري وﻤﺴﻛن ﻟﻠﺤﺎﻛم ﻓﻘط 483.وﯿﺘم ﻋﺎدة ﻨﺴﺒﺔ ﻫذﯿن اﻟﻤﺒﻨﯿﯿن إﻟﻰ اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .وﻟﻛﻨﻨﺎ ﻨﺴﺘطﯿﻊ ﺒﺴﻬوﻟﺔ اﻵن إرﺠﺎع اﻟﻘﺼر اﻟﻤﻌﺒد إﻟﻰ ﻤﺎ ﻗﺒل 2700ق.م واﻟﻘﺼر اﻟﺜﺎﻨﻲ إﻟﻰ ﻤﺎ ﺒﯿن 2600 – 2700ق.م ،ﻛﻤﺎ ﻨﺴﺘطﯿﻊ ﺘﺒرﯿر اﻟﻬﺠر ﺒﺄﻨﻪ ﻗد ﺘم ﺒوﺤﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﺘﻲ ﺤﻛم ﺒﻬﺎ \"ﻤﺴﯿﻠم\" .ﺒل إن ﻤﻌﺒد اﻟﻼخ اﻟذي ﺴﺒﻘت اﻹﺸﺎرة إﻟﯿﻪ ﻗد ﻤر ﺒﺄﺤداث ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ .ﻓﻘد ﺘم ﺒﻨﺎؤﻩ ﻓوق ﻤﺒﻨﻰ أﻗدم ﻤﻨﻪ أطﻠق ﻋﻠﯿﻪ اﻟﻘﺼر اﻟﻤﻌﺒد ﻟدﻤﺠﻪ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟدﯿﻨﻲ واﻟدﻨﯿوي أﯿﻀﺎ .ﻓﻬذا اﻟﻤﺒﻨﻰ ﺘم ﻫدﻤﻪ دون ﺴﺒب واﻀﺢ، ﻛﺤدوث ﺤرﯿق أو دﻤﺎر ،وﺒﻨﺎء ﻫذا اﻟﻤﻌﺒد ﻓوﻗﻪ 484.ﻓﺒدﻻ ﻤن ﺒﻨﺎء ﻗﺼر ﻫﻨﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺎري ،ﺘم ﺒﻨﺎء ﻤﻌﺒد ﺒوﺤﻲ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ ذاﺘﻬﺎ واﻹﻤﻌﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﺼل ذاﺘﻪ .ﻓﻬل ﻫﻨﺎك ﻤﻼﻤﺢ أﺨرى ﻟﻬذﻩ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺒﻨﺎﻫﺎ \"ﻤﺴﯿﻠم\"؟ ﻟم ﯿﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ أﯿﺔ ﻟﻘﻰ أو ﻤﻌﺎﻟم آﺜرﯿﺔ ﺘرﺒط \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﺒﺤﻤﻼت ﻋﺴﻛرﯿﺔ ،ﻛﻠوﺤﺎت وﻨﺼب ﻨﺼر أو أﻋداء ﻤﻛﺒﻠﯿن وﻤﺎ ﺸﺎﺒﻪ ذﻟك .ﻓﻠوﺤﺔ \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻻ ﺘﺸﯿر إﻟﻰ أﻨﻪ ﻫدم أﺴوار أوﻤﺎ وﻟ َﺠش أو أي ﻤدﯿﻨﺔ أﺨرى وﻓرض ﺴﻠطﺘﻪ اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻋﻠﯿﻬﺎ .واﻟﻛﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼوﻟﺠﺎن اﻟﺘﻲ أﺸﺎرت إﻟﻰ أن \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻗد ﺒﻨﻰ ﻤﻌﺒدا ﻓﻲ ﻟ َﺠش ،ﻻ ﺘﺸﯿر إﻟﻰ اﺴم اﻟرب اﻟذي ﺒﻨﻲ ﻟﻪ ﻫذا اﻟﻤﻌﺒد أو ﻛّرس ﻟﻌﺒﺎدﺘﻪ .ﻓﻬل ﯿدل ﻤﺜل ﻫذا اﻟﺼﻤت ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻟم ﯿﻛن ﻫﻨﺎك ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻤﻘدﺴﺔ ﻤﻌﯿﻨﺔ ﻟدى \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﺻورة :32رﻣز اﻟﺳﻠطﺔ – وادي اﻟﻔرات ﯿﺤﻛم ﺒﻬﺎ ،أﺴوة ﺒﻤﻠوك وادي اﻟﻨﯿل، )ﺳوﻣر :ﻓﻧوﻧﮭﺎ وﺣﺿﺎرﺗﮭﺎ( واﻀﺤﺔ اﻟﻤﻌﺎﻟم ﺒدرﺠﺔ ﻛﺎﻓﯿﺔ ﺘﺴﻤﺢ 483ﺑﺎرو ـ ﻣﺎري ،ص .94 484اﻟﻼخ ﻣﻣﻠﻛﺔ ﻣﻧﺳﯾﺔ ،ﻟﯾوﻧﺎرد ووﻟﻲ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻓﮭﻣﻲ اﻟداﻻﺗﻲ ،ص .47ﻣن اﻟﻣﻠﻔت ﻟﻼﻧﺗﺑﺎه أن دھﺷﺔ ﻟﯾوﻧﺎرد ووﻟﻲ أﻣﺎم ﻣﺎ أﺳﻣﺎه \"اﻟﮭدم اﻟﻣﺟﺎﻧﻲ\" ﻟﮭذا اﻟﻘﺻر اﻟﻣﻌﺑد ﻗد دﻓﻌﺗﮫ ﻟﺗﺑرﯾره ﻣن ﻣﻧطﻠق أن \"اﻟﻣﻌﺑد أﺻﺑﺢ ﺑوﺿﻌﮫ اﻟراھن ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟطراز اﻟﻘدﯾم ﯾﺟب ھدﻣﮫ وإﻋﺎدة ﺑﻧﺎءه\"! ﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻋﺟزه رﺑط ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯾدة ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻠﻤﻠك ﺒذﻛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻨﺼﺒﻪ وﺘﻛرﯿس اﻟﻤﻌﺎﺒد ﻟﻬﺎ؟ ﻟﻘد اﻤﺘﻠك \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﺴﻠطﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﺴﻤﺤت ﻟﻪ ﺒﺈطﻼق ﻟﻘب \"ﻤﻠك ﻛﯿش\" و\"ﻤﻠك ﺴوﻤر وأﻛد\" ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ،وﺴﻤﺤت ﻟﻪ ﺒﺤﺴم اﻟﻨ ازع ﺒﯿن اﻟﻤدن وﺒﻨﺎء اﻟﻤﻌﺎﺒد ﻓﯿﻬﺎ .ﻤﺎ ﯿﻘوﻟﻪ ﻟﻨﺎ ﻫذا ﻛﻠﻪ ﻫو أن ﻤدن اﻟﻔ ارت ﻗد ﺘوﺼﻠت ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ 2700ق.م إﻟﻰ اﺘﻔﺎق ﻤن ﻨوع ﻤﺎ ﻋﻠﻰ أرﻀﯿﺔ ﻤﺸﺘرﻛﺔ ﺘﻤﺜل اﻟﺤد اﻷدﻨﻰ ﻤن اﻟﺘﺠﺎﻨس اﻟذي ﯿﺴﻤﺢ ﺒﺘطوﯿر ﺴﻠطﺔ ﻤرﻛزﯿﺔ ﻓﻲ اﻟوادي ﺒطرﯿﻘﺔ ﺴﻠﻤﯿﺔ .وﻻ ﻨرﯿد ﺘﺸﺒﯿﻬﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨظﺎم اﻹﻗطﺎﻋﻲ اﻷورﺒﻲ ،ﻓﻬﻲ أﺒﻌد ﻤﺎ ﺘﻛون ﻤن ذﻟك ﻷن ﺠذورﻫﺎ ﺘﻌود إﻟﻰ ذﻟك اﻟﺨﻠﯿط اﻟذي اﻨﺘﺸر إﺒﺎن اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ﻤن ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ﻛﻤﺎ ظﻬر ﻓﻲ ﺘﻤﺎﺜﯿل اﻟﻤﺘﻌﺒدﯿن .ﻓﺒوﺤﻲ اﻟﺘﺠﺎﻨس اﻟﻤدﻨﻲ واﻟوﺤدة اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺤﻛﻤت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن ﻋرب اﻟﻔ ارت ،ﻟم ﯿﻛن ﺒﺎﻹﻤﻛﺎن اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﺨﺼوﺼﯿﺔ ﺒﻀرب ﺠذورﻫﺎ ﻋﻤﯿﻘﺎ ﺒﯿﻨﻬم ،ﻫذا ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ .وﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ﺜﺎﻨﯿﺔ، اﻟﺘطو ارت اﻟﺘﻲ ﻤر ﺒﻬﺎ ﻋرب وادي اﻟﻨﯿل ﻤﺎ ﻛﺎن ﺒﺎﻹﻤﻛﺎن إﻻ أن ﺘﺘرك أﺜ ار ﻋﻠﻰ اﻟﻔ ارت ،أو ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ،ﺘ ازﻤﻨت ﻤﺤﺎوﻻت اﻟﺘﺨﻠص ﻤن ﻨﻔوذ ﻋﺴﯿر ﺸرﻗﺎ ﻓﻲ اﻟﻔ ارت وﻤﻌﻬﺎ ﻏرﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﯿل. وﻟﺼﻌوﺒﺔ ﺘﺒﻨﻲ ذات اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻟوادي اﻟﻨﯿل ﻤن ﻗﺒل اﻟﻔ ارت ،ﻓﻌﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ﺘم اﻟﺘوﺼل ﻟﺤل وﺴط ﻤن وﺤﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﺨﺎص ﺒﻪ واﻟﻤﺘﻤﺜل ﺒﺘﺴﻠﯿم اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟوادي ﻟﺤﺎﻛم ﻤﺎ وﻏض اﻟطرف ﻋن اﻟﻤﻌطﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺤﻛﻤت ﻫذﻩ اﻟﺴﻠطﺔ .ﻟذﻟك ،ﻟم ﯿﺘﻌّد اﻟﻛﺸف ﻋن اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺠدﯿدة ﺴوى اﻟﻛﺸف ﻋن اﻟﻨﺴر ﺒ أرس أﺴد ﻛرﻤز ﻟﻠﺴﻠطﺔ أﻛﺜر ﻤن أي ﺸﻲء آﺨر .وﻫذا ﯿﻌﻨﻲ أن \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻟم ﯿﺤﻛم ﺒوﺤﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻟﻠﻌﻘﯿدة وﻗﺎﺌﻤﺔ ﻤﻘدﺴﺔ اﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻋرب اﻟﻔ ارت ﺒﺸﻛل ﻨﻬﺎﺌﻲ ،ﺒل اﺴﺘﻤرت اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ ﺘﻌﯿش ﺠﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺠﻨب ﺤل اﻟوﺴط ﻫذا .وﻗد ﺘم اﻟﺘﻐﺎﻀﻲ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻤﻌطﯿﺎت ﻓﻲ ﺴﺒﯿل ﺘﺤﻘﯿق اﻻﺴﺘﻘﻼل اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ أﺴوة ﺒوادي اﻟﻨﯿل ﻟﯿس إﻻ .ﻓﻛل ﻤﺎ ﻨﺠﺢ \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿﻘﻪ ﻛﺎن ﻓﻲ وﻀﻊ اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺨﺘص ﺒﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠك وﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻌﺒد ﻻ ﻓرض ﺼﯿﺎﻏﺔ أو ﺘﻌدﯿل ﺠدﯿد ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .وﻨﺠﺎﺤﻪ ﻫذا ﻗد ﺤﻔظ ﻟﻪ ﻤﻨزﻟﺔ ﻤﻤﯿزة ﻓﻲ ذاﻛرة ﻋرب اﻟﻔ ارت ،ﻟﯿس ﻋﻠﻰ ﻏ ارر \"ﻨﻌر ﻤر\" ﺒﺈطﻼق ﻟﻘب ﻤﺒﺠل ﻋﻠﯿﻪ وﻟﻛن ﺒﺤﻤل ﺨﻠﻔﺎﺌﻪ ﻟﻘب \"ﻤﻠك ﻛﯿش\" و\"ﻤﻠك ﺴوﻤر وأﻛد\" ﺤﺘﻰ ٕوان ﻟم ﺘﻛن ﻛﯿش ﻫﻲ ﻋﺎﺼﻤﺔ اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ .ﻓﻘد ﺘﺒﻨﻰ اﻟﻤﻠوك اﻟﻼﺤﻘون اﻷﻟﻘﺎب اﻟﺘﻲ اﺴﺘﺤدﺜﻬﺎ \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻛﻨوع ﻤن اﻟﺘﺒﺠﯿل واﻻﺤﺘ ارم اﻟذي ﺤﻔظوﻩ ﻟﻪ.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﻟﻛن ،ﻫل ﻗﺎدت زﯿﺎدة اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠك واﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ إﻟﻰ ﻗﯿﺎم ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻗدﺴﯿﺔ رﺴﻤﯿﺔ وﻗواﺌم أﺨرى ﺸﻌﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻔ ارت ﻛﻤﺎ ﺤدث ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل؟ ﻻ ﺒد ﻤن أن ﻨﺴﺘﻌﯿن ﻤرة أﺨرى ﺒوﺤدﺘﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻟﻨرﺴم ﻤﻼﻤﺢ ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت .ﻓﺎﻻﺸﺘ ارك اﻟﻌرﺒﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴر ،أو اﻟﺼﻘر ،ﻛرﻤز ﻟﺴﯿﺎدة اﻟﻔﻀﺎء اﻟذي ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ﯿﻌﻨﻲ اﺸﺘ ارﻛﻬﻤﺎ ﺒرﻤوز أﺨرى ﻗد ﺘﺨﺘﻠف ﺘﺴﻤﯿﺘﻬﺎ أو ﻻ ﺘﺨﺘﻠف وﻟﻛﻨﻬﺎ ﻻ ﺒد وأن ﺘﺤﻤل ﻤﻌﺎﻨﻲ ﻤﺸﺘرﻛﺔ .ﻓﺈﻨﺎء اﻟورﻛﺎء وﻟوﺤﺔ \"ﻨﻌر ﻤر\" اﺸﺘرﻛﺎ ﺒﺎﻟﺜور واﻟﻠﺒؤة ،ورﻤز اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟوادﯿﯿن اﺸﺘرﻛﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴر أو اﻟﺼﻘر ،وﻋﻠﯿﻨﺎ أﻻ ﻨﻨﺴﻰ اﺸﺘ ارﻛﻬﻤﺎ ﺒﺠﻤﺎﻋﺘﻲ ﻟﺒس اﻟرﯿش وﻟﺒس اﻟﻌﺼﺒﺔ .وﺘﺄﻛد ﻟﻨﺎ ﻟوﺤﺔ \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﺒِﺄﻨﻬﻤﺎ اﺸﺘرﻛﺎ ﻓﻲ رﻤز آﺨر ،أﯿﻀﺎ .ﻓﺎﻟﻠوﺤﺔ ﺘﺸﯿر إﻟﻰ أن \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻗد ﺤﺴم اﻟﻨ ازع ﻤﺎ ﺒﯿن أوﻤﺎ وﻟﺠش ﺒﻌد أن اﺴﺘﺸﺎر \"ﺼت رن\" اﻟذي ﯿﺴوي اﻟﺨﺼوﻤﺎت 485.ﻟذﻟك ﯿﻌﺘﻘد ﺒﻌض اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن أن \"ﺼت رن\" ﻛﺎن إﻟﻪ \"ﻤﺴﯿﻠم\" اﻟﺤﺎﻤﻲ 486.ﺒﻼ ﺸك ﻗد أﺼﺒﺢ ﺠﻠﯿﺎ ﻟﻠﻘﺎرئ أن \"ﺼت\" ﻫو أﺤد أرﺒﺎب وادي اﻟﻨﯿل اﻟﻤﻬﻤﯿن اﻟذي ﺘﻌود ﺠذورﻩ إﻟﻰ ﻋﺴﯿر ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ،ﻓﻬو \"ﺼوت\" رب اﻟﻌﺎﺼﻔﺔ .وﻛﻠﻤﺔ رّن ﻤﺎ ازﻟت ﺘﻌﻨﻲ اﻟﺼوت ﺒﺸﻛل ﻋﺎم وﻤﻨﻬﺎ، ﻛذﻟك ،ارن ﯿرن ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻨظر وأرّن إﻟﯿﻪ ﺒﻤﻌﻨﻰ أﺼﻐﻰ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ\" ،ﺼت رن\" ﻫو \"ﺼت\" اﻟ ارﻨﻲ أو اﻟﻤﺼﻐﻲ ﻤﻤﺎ ﯿﺒرر رﺒطﻪ ﺒﺤل اﻟﺨﺼوﻤﺎت 487.ﺒل ﻛﻤﺎ ﺴﻨرى ﻻﺤﻘﺎ\" ،رن\" اﻟ ارﻨﻲ ﻫو أﺤد اﻷﻟﻘﺎب اﻟﺘﻲ اﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ اﻟﻌرب ﻓﻲ وﺼف \"رع\" اﻟ ارﻋﻲ ﻟﻠﺒﺸر وﻤوطﻨﻪ اﻷﺼﻠﻲ ﻫو ﺒﻼد زﻫ ارن، \" ازﻫﻲ رن\" ،ﻓﻲ ﻋﺴﯿر .وﻓﻲ د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﻠﻘب ﺴﺎدس ﻤﻠوك اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،اﻟذي ﺘﺤول ﻋن \"ﺤر\" ﻟﺼﺎﻟﺢ \" ﺼت\" ،أﺸرﻨﺎ إﻟﻰ ارﺘﺒﺎط \"ﺼت\" ﺒﺎﻟﻘﻤر \"ﺴن\" ﻀﻤن ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻗدﺴﯿﺔ واﺤدة .وﻤﻊ أن اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻵﺜرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌود إﻟﻰ ﻋﺼر \"ﻤﺴﯿﻠم\" وﻤﺎ ﺤوﻟﻪ ﻻ ﺘﺴﻌﻔﻨﺎ ﻓﻲ ﺘﺤدﯿد وﺠود \"ﺴن\" ﻀﻤن ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻟﻔ ارت ،إﻻ أن أﻗدم اﻟﻛﺘﺎﺒﺎت اﻟﺘﻲ وﺼﻠﺘﻨﺎ ﻤن ﻋرب اﻟﻔ ارت ﺘدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘﻤر \"ﺴن\" ﻛﺎن ﺠزءا ﻤن اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ ،ﻓﻬو ﯿﻤﺜل ﻤﻊ \"اﻟﺸﻤس\" و\"ﻋﺸﺘﺎر\" ﺜﺎﻟوﺜﺎ 485اﻟذﻧون ،ص .29 486ﺑوﺗرو ،ص .79 487ﺳﻧﻛﺗﺷف ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺄن \"ﺻت\" أو اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ،أو اﻟرﯾﺢ اﻟﻣﺗﻘﻠﺑﺔ\" ،ﻗﻠﺑﯾﺎ\" أو \"ﻛوﻟﺑﯾﺎ\" ﯾﻘول ﻋﻧﮫ ﺳﺎﻛوﻧﯾﺎﺗن اﻟﺑﯾروﺗﻲ ،ﻣؤﺳس ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺣواﻟﻲ 1400ق.م ،ﺑﺄن اﻟﻌرب اﻋﺗﻣدوا اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺳؤول ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ﻋن ﺧﻠق اﻹﻧﺳﺎن .ﻟذﻟك ،ﻟﻧﺎ أن ﻧﺗوﻗﻊ اﻟﻛﺷف اﻟﻣﺑﻛر ﻋﻧﮫ ﻗﺑل ﻏﯾره ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘﯾدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ .و\"ﻗﻠﺑﯾﺎ\" ﻣﺎزاﻟت اﺳم ﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل ﺟﯾزان ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣل ﻋﺳﯾر) .راﺟﻊ ﺑﮭذا اﻟﺧﺻوص داوود ،ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .477
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻤﻬﻤﺎ .ﻫذا إﻟﻰ ﺠﺎﻨب أن ﻫﻨﺎك رﻤًاز ﻗدﺴﯿﺎ آﺨر ﻨﻌرف ﺠﯿدا اﻨﺘﺸﺎرﻩ ﻓﻲ ﻤ ارﻛز اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،إﻨﻪ اﻟﻌﻤود اﻟﻤﻘدس أو اﻟﻤﺴﻠﺔ .ﻓﻔﻲ ﻤﻌرض ﺤدﯿﺜﻨﺎ ﻋن آﺜﺎر ﺠﻨوب ﺒﻼد اﻟﺸﺎم ذﻛرﻨﺎ اﻟﻌﻤود اﻟﺤﺠري اﻟذي ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻤوﻗﻊ أﺒو اﻟﺜواب ﻓﻲ اﻷردن .وﻨﺤن ﻨﻌرف ﻤن د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ أن ﻫذﻩ اﻟﻨﺼب ﻗد ارﺘﺒطت ﺒﺘﻘدﯿس اﻟﺸﻤس ﻤن ﻗﺒل اﻟﻌرب ﻛﺄﺤد ﺠواﻨب اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻘدﺴﻲ اﻟﺜﺎﻨوي اﻟﺼﺎدر ﻋن اﻷب ،اﻟﺴﻤﺎء واﻟﻛﺸف اﻟﻤﺒﻛر ﻋﻨﻪ ﻓﻲ أﺒو اﻟﺜواب ﻻ ﯿﻌﻨﻲ أﻨﻪ ﻛﺎن ﺠزًءا ﻤن ﻋﺒﺎدة ﻤﺤﻠﯿﺔ ،ﻓﻘد ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻪ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت واﻟﻨﯿل أﯿ ًﻀﺎ .ووﺠودﻩ ﻀﻤن ﺜﺎﻟوث ﺜﺎﻨوي ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﻛﺎن ﯿﻤﺘﻠك ﻤﻨزﻟﺔ أﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺴﺎﺒﻘﺎً ،ﺘﻤﺎﻤﺎً ﻛﻤﺎ ﺤدث ﻤﻊ اﻟﻘﻤر \"ﺴن\" .ﻓﺒﻌد أن ﺘم ﻫدم اﻟﻘﺼر اﻟﻤﻌﺒد ﻓﻲ \"ﻤﺎري\" وﺒﻨﺎء ﻗﺼر إداري ﻤﻛﺎﻨﻪ ،ﺘم ﺒﻨﺎء ﻤﻌﺒد ﺠدﯿد ﺒدل اﻟذي ﻫدم ،أﯿﻀﺎ .ﺒل ﺘم ،ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻤر ،ﺒﻨﺎء ﻋدد ﻤن اﻟﻤﻌﺎﺒد ُﻛﺸف ﻓﻲ وﺴط ﺒﺎﺤﺔ أﺤدﻫﺎ ﻋﻤود ﺒﺎزﻟﺘﻲ ﺒﺎرﺘﻔﺎع 1,5ﻤﺘر ﻛﺎن ﯿﺘم اﻟطواف ﺤوﻟﻪ 488.وﻫذا اﻟطواف ﻨﻌرﻓﻪ ﺠﯿدا ﻤﻨذ ﻋﻬد اﻟﻤﻠك \"دن\" ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻤﻤﺎ ﯿؤﻛد ﻟﻨﺎ اﻻﺸﺘ ارك ﺒﻌدد ﻤن اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﺒﯿن ﻋرب اﻟﻔ ارت واﻟﻨﯿل .ﻓﺎﻟﺤد اﻷدﻨﻰ اﻟﻤﺸﺘرك اﻟذي ﺘم اﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻓﻲ ﻋﺼر \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻟﻤﻔﻬوم اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ظﻬر ﺤﺎﻤﻼ ﻋددا ﻤن اﻟرﻤوز اﻟﺘﻲ ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻬﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل .وﻫذا ﯿدﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺒﺄن ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﺘﻲ َﺤﻛم ﺒﻬﺎ \"ﻤﺴﯿﻠم\" ،ﺒﻌد أن ﺴﻌت إﻟﻰ ﺘﺠﻤﯿد ﻤﻌطﯿﺎت اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ،ﻗد اﻋﺘﻤدت اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻨﻤوذج ﻨظﺎم ﻤﻠﻛﻲ ﺸﺒﯿﻪ ﺒوادي اﻟﻨﯿل ﻤﺴﺘﻐﻠﺔ ﻤﻔﺎﻫﯿم اﻟﻔﺼل اﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤﻨﻬﺎ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﻓﻲ اﻟﻔ ارت .وﻫو اﻋﺘﻤﺎد ﻻ ﺒد وأن ﺸﻤل إرﺨﺎء اﻟﻘﺒﻀﺔ ،ﻨوﻋﺎ ﻤﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺘﻌدد اﻟﻘواﺌم اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻓﻲ اﻟوادي ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وﺠود اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ. أﻤﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﻬذﻩ اﻟﻘواﺌم ﻓﻲ اﻟﻔ ارت ،ﻓﻛﻤﺎ ﻻﺤظﻨﺎ ﺤﺘﻰ اﻵن ،واﺠﻬت ﻤﺤﺎوﻟﺘﻨﺎ ﺘﺤدﯿد اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤدة ﻤن ﻗﺒل اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﻛﺜﯿر ﻤن اﻟﻐﻤوض وﻟم ﻨﻨﺠﺢ إﻻ ﻓﻲ إﻀﺎءة ﺒﻌض ﺠواﻨﺒﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺎ ﺒﺎﻟﻘواﺌم ﻏﯿر اﻟرﺴﻤﯿﺔ .ﻓﺎﻟﺤﺎل ﻫﻨﺎ ﻟن ﯿﻛون أﻓﻀل ﻤن وادي اﻟﻨﯿل .ﺒل اﻟﻤزج واﻟﺨﻠط اﻟذي ﻻﺤظﻨﺎﻩ ﻻ ﺒﯿن اﻟﻤدن ٕواﻨﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤدﯿﻨﺔ اﻟواﺤدة ،ﺴﯿزﯿد ﻤن ﺼﻌوﺒﺔ ﻤﺤﺎوﻟﺘﻨﺎ ﺘﺤدﯿد ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﻘواﺌم .ﻓﺎﻟﻔﺼل اﻟذي ﺜّﺒت أﺴ َﺴﻪ \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻻ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﻔﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻘواﺌم اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﺒﻘدر ﻤﺎ ﻫو ﻓﺼل ﻟﻠﻤﻠك واﻟﻛﺎﻫن واﻟﺤﺎﻛم ﻋن ﺒﺎﻗﻲ اﻟﺴﻛﺎن .ﻓﺈذا ﻗوﯿت ﻫﻨﺎك ﻗواﺌم ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻟوادي ﻓﻘد 488أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .202
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻛﺎﻨت ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻷﻓ ارد وﻋﻠﻰ اﻤﺘداد ﻤدن اﻟﻔ ارت ﻻ ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﺎ .وﻫذا ﯿﻌﻨﻲ أن ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺘﺤدﯿدﻫﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺘرة اﻟﻤﺒﻛرة ﻟﯿﺴت ﺒﺎﻷﻤر اﻟﯿﺴﯿر .وﻟﻛن ،ﻟﻨﺎ أن ﻨﺘﺨﯿل ﻤﺎ ﯿﻌﻨﯿﻪ ﺘﺠﻤﯿد ﻤﻌطﯿﺎت اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ واﻋﺘﻤﺎد ﻨﻤوذج ﻟﻠﻤﻠﻛﯿﺔ ﺸﺒﯿﻪ ﺒوادي اﻟﻨﯿل ٕوارﺨﺎء اﻟﻘﺒﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻌدد اﻻﺠﺘﻬﺎدات ﻤن ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎب واﺴﻌﺎ أﻤﺎم اﻟﻤزﯿد ﻤن اﻟﻔﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﻠك واﻟﻛﺎﻫن واﻟﺤﺎﻛم وﺒﯿن اﻟﻨﺎس ،واﺤﺘﻤﺎﻻت ﺴوء اﺴﺘﻐﻼل اﻟﺤﻛﺎم واﻟﻛﻬﻨﺔ ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻟﺼﺎﻟﺤﻬم .ﻓﺎﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻵﺜرﯿﺔ ﻟﻤﺎ ﺒﻌد \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﺘؤﯿد ﻟﻨﺎ إﻤﻌﺎن اﻟﺤﻛﺎم واﻟﻛﻬﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ أﻨﻔﺴﻬم ،وﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨﺴﺘﺨﻠص ﻤن ﺒﻌﻀﻬﺎ ،أﯿﻀﺎ ،أدﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼ ارع اﻟذي أﺨذ ﯿﺤﺘدم ﻓﻲ ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬم وﺒﯿن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟوادي .ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﯿل اﻟﻤﺜﺎل ،ﺘم اﻟﻌﺜور ﻓﻲ ﻟﺠش ﻋﻠﻰ ﻟوح ﺤﺠري ﻤﺜل اﺤﺘﻔﺎﻻ ﻤن ﻨوع ﻤﺎ ،ﻗد ﯿﻛون ﺒﻨﺎء ﻤﻌﺒد ،ﻨﻘش ﺒﺄﺴﻠوب اﻟﻨﺤت اﻟﻨﺎﻓر 489.واﻤﺘﺎز ﻫذا اﻟﻠوح ،اﻟذي ﯿﻌود إﻟﻰ ﺤواﻟﻲ 2500ق.م ،ﺒﻔن ﻤﻌﻤﺎري ﺠدﯿد ﺴﻨﺠدﻩ ﻓﻲ ﻛﺜﯿر ﻤن اﻟﻠﻘﻰ اﻟﻤﻌﺎﺼرة ،ﺤﯿث ﺘم ﺤﻔر ﺜﻘب ﻓﻲ وﺴطﻪ ﯿﻌﻠق ﺒواﺴطﺘﻪ اﻟﻠوح ﻋﻠﻰ اﻟﺠد ارن .وﻗﺴم اﻟﻠوح إﻟﻰ ﻨطﺎﻗﯿن ،ﺒﺘﺄﺜﯿر ﻤﻔﻬوم اﻟﻔﺼل اﻟذي ﻟﻤﺴﻨﺎﻩ ﻓﻲ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء وﻓﻲ ﻟوﺤﺔ \"ﻨﻌر ﻤر\" ،اﺴﺘﻐل اﻟﻨطﺎق اﻟﻌﻠوي ﻟﻤﺸﻬد اﻟﺒﻨﺎء واﻟﻨطﺎق اﻟﺴﻔﻠﻲ ﻟﻤﺸﻬد اﻻﺤﺘﻔﺎل ﺒﺈﺘﻤﺎﻤﻪ .وظﻬر ﻛﺎﻫن/ﺤﺎﻛم ﻟﺠش ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻠوح ﺤﻠﯿق ﺸﻌر اﻟ أرس واﻟﻠﺤﯿﺔ واﻟﺸﺎرب ،ﻋﺎري اﻟﺼدر وﯿﻠف ﻋﻠﻰ ﺨﺼرﻩ وزرة ﻤن اﻟﺼوف ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﯿﺒدو ،وﯿﺤﻤل ﻋﻠﻰ أرﺴﻪ ﺴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﯿر ﻋن ﻤﺸﺎرﻛﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء أو وﻀﻊ ﺤﺠر اﻷﺴﺎس ،وأﻤﺎﻤﻪ ﺨﻤﺴﺔ ﻤن أﻓ ارد ﺤﺎﺸﯿﺘﻪ .أﻤﺎ ﻓﻲ أﺴﻔل اﻟﻠوح ،ﻓﻘد ظﻬر ﺠﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﻌدﻩ ﯿﺤﻤل ﻓﻲ ﯿدﻩ اﻟﯿﻤﻨﻰ ﻛﺄﺴﺎ وأﻤﺎﻤﻪ أرﺒﻌﺔ ﻤن ﺤﺎﺸﯿﺘﻪ وﺨﻠﻔﻪ ﺨﺎﻤس وﻛﺄﻨﻪ ﯿﺠﻠب ﻟﻪ اﻟﺸ ارب .وﻤﺎ ﯿﻠﻔت اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ أﺴﻠوب ﻨﺤت ﻫذا اﻟﻠوح أن اﻟﺤﺎﻛم ،اﻟذي ﻨﻘش اﺴﻤﻪ \"أور ﻨﯿﻨﺎ\" ،ﻗد ظﻬر ﺤﺠﻤﻪ ﻀﻌف ﺤﺠم ﻤوظﻔﯿﻪ ،ﻛﻤﺎ ظﻬر ﻛﺒﯿر ﻤوظﻔﯿﻪ ﺒﺤﺠم أﻛﺒر ﻗﻠﯿﻼ ﻤن اﻵﺨرﯿن .ﺒل إن ﺤﺠم اﻟﻛﺎﻫن/اﻟﺤﺎﻛم ﻓﻲ ﻤﺸﻬد اﻟﺒﻨﺎء ﻗد ﺘم ﺘﻛﺒﯿرﻩ إﻟﻰ درﺠﺔ ﺘﻌدى ﺒﻬﺎ ﻤﺴﺎﺤﺔ اﻟﻨطﺎق اﻟﻌﻠوي وﻛﺄﻨﻪ ﯿرﺒط ﺒﺸﺨﺼﻪ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﺸﻬدﯿن ﻋﻠﻰ اﻟﻠوﺤﺔ .وﻨﺤن ﻫﻨﺎ أﻤﺎم أوﻀﺢ ﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﻤﺎ آل إﻟﯿﻪ اﻹﻤﻌﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﺼل واﻋﺘﻤﺎد ﻨﻔس ﻨﻤوذج اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟوادي اﻟﻨﯿل .ﻓﺎﻟﻠوح ﯿﺒدو وﻛﺄﻨﻪ ﻤن إﻨﺘﺎج ﻋرب اﻟﻨﯿل ﻟوﻻ اﻻﺨﺘﻼف ﻓﻲ أﺴﻠوب اﻟﻨﺤت ،ﻓﻛﺄﻨﻨﺎ أﻤﺎم ذات اﻟﻤﻔﺎﻫﯿم اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ ﻟوﺤﺔ \"ﻨﻌر ﻤر\" ﺒﺤﺠﻤﻪ اﻟﻛﺒﯿر ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ ﻤوظﻔﯿﻪ .وﻗد ﯿﻛون ﻓﻲ اﺴم ﻫذا اﻟﻛﺎﻫن\" ،أور ﻨﯿﻨﺎ\" ،ﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ ﺤﺠم ﻫذا اﻹﻤﻌﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﺼل واﻟﺒﻌد ﻋن اﻷﺼول اﻟﺒدﺌﯿﺔ ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .ﻓﺎﺴﻤﻪ ﻛﻤﺎ 489ﺑﺎروـ ﻣﺎري ،ص 180ﺻورة .159
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ أوردﻩ اﻟﻤﺘرﺠﻤون اﻷورﺒﯿون ﻟﯿس دﻗﯿﻘﺎ ﺒﺴﺒب ﻏﯿﺎب اﻟﺘﺸﻛﯿل ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻷرﺠﺢ أﻨﻪ ﻤن اﻷﺼﺢ ﻗ ارءة اﺴﻤﻪ \"أوَرﻨـّﺎ\" أو \"ﻋ ارﻨﺔ\" اﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﺴرﯿﺎﻨﯿﺔ اﻟﻤﺘﻤرد أو اﻟﺜﺎﺌر490. ﻓﻬو اﻟﻛﺎﻫن اﻟﺜﺎﺌر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺎﻟﯿد اﻟﺘﻲ ﻗﯿدت ﻤﻌطﯿﺎت اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،أو ﻫو ﺜﺎﺌر ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﺒﺤد ذاﺘﻬﺎ .وﺒﻤﺎ أن ﻟوﺤﻪ ﻟم ﯿﺤﻤل رﻤز اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،اﻟﻨﺴر ﺒ أرس أﺴد\" ،ﻓﻌ ارﻨﺔ\" ﻟم ﯿﻛن ﺨﻠﻔﺎ \"ﻟﻤﺴﯿﻠم\" ﻓﻲ ﺤﻛم اﻟﻔ ارت ﺒل ﻫو ،ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،اﻟﻛﺎﻫن/اﻟﺤﺎﻛم اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻟﺠش ﻓﻘط. وﻟﻛن ﯿدﻟﻨﺎ ﺤﻠﻘﻪ ﻟﺸﻌر أرﺴﻪ وﻟﺤﯿﺘﻪ ارﺘﺒﺎطﻪ ﺒﺎﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء .وﻗد ﯿﻌﻨﻲ ﻫذا ﺒﺄن ﻛﺎﻫن/ﺤﺎﻛم اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻗد ارﺘﺒط ﺒرﻤز اﻟﺜور/اﻻﺒن ،ﻛﻤﺎ ظﻬر ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺎء ،ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﺎرﺘﺒﺎط اﻟﻤﻠك ﺒﺎﻷﺴد .وﻤﻊ ذﻟك ،ﻓﺎﻟﻠوﺤﺔ ﻟم ﺘﺤﻤل أي ﻨﻘش ﯿﺸﯿر إﻟﻰ أي رﻤز ﻗدﺴﻲ ﻗدﯿم أو ﺠدﯿد ،ﻻ رﻤوز اﻹﻨﺎء وﻻ رﻤز اﻟﻤﻌﺒد وﻻ رﻤز اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ .ﻓﻼ ﯿوﺠد ﻤﺎ ﯿدﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺒﺄن ﻫذا اﻟﻛﺎﻫن ﻛﺎن ﯿﻤﺘﻠك ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻤﻘدﺴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ،وﻟﻛن أﺴﻠوب ﻨﺤﺘﻪ ﺒﺤﺠم ﻛﺒﯿر ،واﻟذي ﯿدل ﻋﻠﻰ إﻤﻌﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﺼل ﻋﻠﻰ طرﯿﻘﺔ ﻋرب اﻟﻨﯿل ،ﺘﺠﻌل ﻤﺜل ﻫذا اﻻﺤﺘﻤﺎل ﺠد وارد. أﻤﺎ اﻟﻠﻘﻰ اﻟﺘﻲ ﺘوﻀﺢ ﻟﻨﺎ ردة ﻓﻌل اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘﻤرد ،وﺘﻤﺜﻠﻬﺎ ﻤﻨﺤوﺘﺎت ﻋﺠز اﻟﺒﺎﺤﺜون اﻷورﺒﯿون ﻋن ﺘﻔﺴﯿر ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ،ﻓﺘﺸﯿر إﻟﻰ اﺤﺘﻤﺎل ﺘﺒﻨﻲ \"ﻋ ارﻨﺔ\" ﻗﺎﺌﻤﺔ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء .ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻠﻘﻰ ﻟوح ﺤﺠري ﻋﺜر ﻋﻠﯿﻪ ﻓﻲ ﻤدﯿﻨﺔ اﻟﻌﺒﯿد ،ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ،ﻨﻘش ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺜور ﺒوﺠﻪ رﺠل وﻗف ﻋﻠﻰ ظﻬرﻩ ﻨﺴر ﺒ أرس أﺴد ﯿﻬﺎﺠم اﻟﺜور وﯿﻨﻬش ظﻬرﻩ 491.رﺒﻤﺎ ﻨﺤن ﻫﻨﺎ أﻤﺎم رﻤز اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟوادي ﯿﻬﺎﺠم رﻤز اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ اﻻﻨﻔﺼﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤدﯿﻨﺔ .ﻓﺈذا اﻋﺘﻤدﻨﺎ ﻟوح \"ﻋ ارﻨﺔ\" ﻛﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ اﻹﻤﻌﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﺼل واﻻﻨﻔﺼﺎل ،ﻓﺎﻟﺜور ﺒوﺠﻪ رﺠل ﻫو ،ﺒﻼ ﺸك ،رﻤز ﻟﻛﺎﻫن اﻟﻤدﯿﻨﺔ اﻟذي ﺨرج ﻋن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،ﯿﻬﺎﺠﻤﻪ اﻟﻨﺴر ﺒ أرس أﺴد ﻟﻠﺘﻌﺒﯿر ﻋن رﻓض اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻬذا اﻟﺘﻤرد وﻤﺤﺎوﻟﺘﻬﺎ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﯿﻪ .وﻫذا ﻤﺎ ﯿﺸرح ﻟﻨﺎ ﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﺸﻬد اﻟذي ﻨﻘش ﻋﻠﻰ ﻤزﻫرﯿﺔ ﻛﺸف 490داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .474وھﻧﺎك ﺗﻔﺳﯾر آﺧر ﻟﮭذا اﻟﻠﻘب وھو \"ﺣور أﻧﯾﻧﺎ\" ﺑدﻻ ﻣن \"أور ﻧﯾﻧﺎ\" .وأور أو َﺣ ْور ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻛﮭف أو اﻟﻌﻣق واﻟﻘﻌر وﻧﯾﻧﺎ ﻣﺎ زاﻟت ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺳﯾدة اﻟﻛﺑﯾرة أو اﻟﻌظﯾﻣﺔ وھﻲ إﺣدى ﺻﻔﺎت ﻋﺷﺗﺎر .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ\" ،ﺣور ﻧﯾﻧﺎ\" أو \"ﺣور أﻧﯾﻧﺎ\" ﺗﻌﻧﻲ \"ﻛﮭف اﻟﺳﯾدة\" أو ﻛﮭف ﻣﻘﺎم اﻟﺳﯾدة .وﯾﻘﻊ ھذا اﻟﻛﮭف اﻟﻣﻘدس ﻓﻲ ﺑﻼد ﻏﺎﻣد ،ﻓﻲ ﻋﺳﯾر ،وھو اﻟذي أطﻠق ﻋﻠﯾﮫ ﻻﺣﻘﺎ \"ﺣور أﺷﻠﯾم\" أو \"أور ﺷﻠﯾم\" أي ﻛﮭف اﻟﻣﺗﻌﺑدﯾن وﻛﺎن رﻣزه اﻟﺟرة أو اﻟﻛﺄس اﻟﺗﻲ ﺗﺧرج ﻣﻧﮭﺎ اﻷﻧﮭﺎر اﻟﺳﺗﺔ .وﺳوف ﻧدرس ﻻﺣﻘﺎ ﻛﯾف ﺑﻧﻰ اﻟﻌرب ﻋﻠﻰ ﻗﻣﺔ اﻟﺟﺑل اﻟذي ﺣوى اﻟﻛﮭف ﻣﻌﺑدا ﻣﻘدﺳﺎ أﺳﻣوه اﻟﻣﻌﺑد اﻷﻗﺻﻰ أو ﻗدس اﻷﻗداس واﻟذي ﺣوى \"اﻷﯾﺟور\" أي اﻟﺻﺧرة اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟرب .راﺟﻊ ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﻛﺗﺎب اﻟﻌرب واﻟﺳﺎﻣﯾون واﻟﻌﺑراﻧﯾون وﺑﻧو اﺳراﺋﯾل واﻟﯾﮭود ،داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .238-228 491ﺑﺎروـ ﻣﺎري ،ص 182ﺻورة ) /161ج(.
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤدﯿﻨﺔ ﻤﺎري .ﻓﻘد َﺼّور اﻟﻤﺸﻬد ﺜو ار ﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ظﻬرﻩ ﯿﻬﺎﺠﻤﻪ وﯿﻨﻬﺸﻪ أﺴد وﻨﺴر492. وﻫذا اﻻﺴﺘﺨدام ﻟﻸﺴد واﻟﻨﺴر ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﻠوح ﺴﺎﺤﺔ اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل. وَرﻓ ُض اﻟﺴﻠط ِﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ وأﺘﺒﺎ ُﻋﻬﺎ ﻫذا اﻟﺘﻤرد ﻟم ﯿﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﻨﻘوش .ﻓﻔﻲ ظل ﺴﯿطرة ﻤوﻀوع ﺤﻤﺎﯿﺔ اﻹﻨﺴﺎن ﻟﻠﺤﯿواﻨﺎت اﻷﻟﯿﻔﺔ وﻗﺘﻠﻪ ﻟﻠﻤﻔﺘرﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯿرﻩ ﻤن اﻟﻤواﻀﯿﻊ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ ﻨﻘوش اﻷﺨﺘﺎم إﺒﺎن اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ،ﯿﻤﺜل ﻟوح ﺤﺠري ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﯿﻪ ﻓﻲ ﻛﯿش ﻤﻐزى ﻤﻤﯿ از 493.ﻓﻘد ﻨﻘش ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻠوح ﻟﺒؤة ﺘﻬﺎﺠم وﻋﻼ 494.وﻤﺎ ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻤﺸﻬد ﻟﯿﻠﻔت اﻨﺘﺒﺎﻫﻨﺎ ﻟو أﻨﻪ ﯿﻌود إﻟﻰ اﻷﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ ق.م ،أﻤﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻬو ﯿﻤﺜل ﺘﻬﺠﻤﺎ ﺼﺎرﺨﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻨﻔﺼﺎﻟﯿﯿن، اﻟذﯿن ﻤﺜﻠت ﻟﻬم اﻟﻠﺒؤة رﻤ از ﻗدﺴﯿﺎ ،ﺒﻨﻘﺸﻬﺎ ﺘﻬﺎﺠم وﻋﻼ ﻓﻲ ﺤﯿن ﺤﻤﺎﯿﺔ اﻟوﻋل وأﻤﺜﺎﻟﻪ ﻤن اﻟﺤﯿواﻨﺎت اﻷﻟﯿﻔﺔ وﻗﺘل اﻟﺤﯿواﻨﺎت اﻟﻤﻔﺘرﺴﺔ ﻛﺎﻨت ﻤﻬﻤﺔ رﺴﻤﯿﺔ ﻟﻠﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ .وﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﻤﺸﺎﻫد ﻻ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ ﺘﻔﺴﯿرﻫﺎ ﺒﺸﻛل آﺨر .ﻓﻤﺸﻬد ﻫﺠوم اﻟﻠﺒؤة ﻋﻠﻰ اﻟوﻋل وﻤﺸﺎﻫد ﺤﻤﺎﯿﺔ اﻟﺤﯿواﻨﺎت اﻷﻟﯿﻔﺔ وﻤﺸﻬد اﻷﺴد واﻟﻨﺴر ﯿﻔﺘرﺴﺎن اﻟﺜور ﻟم ﺘﻛن ﻓﻨﺎ ﻟﻐﺎﯿﺔ اﻟﻔن وﻻ ﻛﺎﻨت ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻤن اﻟﻔﻨﺎﻨﯿن ﺘﺼوﯿر ﻤﺸﺎﻫد ﻤن اﻟطﺒﯿﻌﺔ أو \"ﺼ ارﻤﺔ ﻋﻤﯿﺎء وﻓوﻀﻰ أوﻟﯿﺔ\" .إﻨﻬﺎ ﻤﺸﺎﻫد ذات ﻤﻐزى ﺘﻌﻛس اﻟﺘوﺠﻬﺎت اﻟﻔﻛرﯿﺔ اﻟﺴﺎﺌدة ورﺴﺎﺌل ﻟﺘوﺠﯿﻪ اﻟ أري اﻟﻌﺎم ،أﯿﻀﺎ .ورﺒﻤﺎ ﻻﺤظ اﻟﻘﺎرئ أن ﻫذﻩ اﻟﻤﺸﺎﻫد ﺘﺤدد اﻟﻠﺒؤة واﻟﺜور دون ﻏﯿرﻫﻤﺎ ﻛرﻤوز ﻟﻼﻨﻔﺼﺎﻟﯿﯿن ،وﻗد ﯿﻛون ﻫذا ﻤؤﺸ ار ﻗوﯿﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻻﻨﻔﺼﺎﻟﯿﯿن ﻛﺎﻨت ﺘ ارﻫم اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻋﻠﻰ أﻨﻬم أﺘﺒﺎع اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺒق .ﻫذا ﺠﺎﺌز ،وﻟﻛﻨﻪ ﻻ ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﻀرورة أﻨﻪ ﻛﺎن ﺼ ارﻋﺎ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺸﻤﺎل واﻟﺠﻨوب ﻓﻲ اﻟوادي ﻛﻤﺎ ﯿﺤﻠو ﻟﺒﻌض اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻟﺘروﯿﺞ ﻟﻪ .ﻓﻔﻲ ﺤﻘﯿﻘﺔ اﻷﻤر ،ﯿﺼﻌب ﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻨرﺴم ﺤدودا ﺘﻘﺴم ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤدن اﻻﻨﻔﺼﺎﻟﯿﺔ ﻋن اﻟﻤدن اﻟﻤﻠﺘزﻤﺔ ﺒﺎﺘﺒﺎع اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت. ﻓﻤظﺎﻫر رﻓض اﻟﺤرﻛﺎت اﻻﻨﻔﺼﺎﻟﯿﺔ ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﻌﺒﯿد وﺴوﺴﺔ ﺠﻨوﺒﺎ ،ﻛﻤﺎ ظﻬرت ﻓﻲ ﻛﯿش ،ﻓﻲ اﻟوﺴط ،وﻤﺎري ﺸﻤﺎﻻ ،أي ﻋﻠﻰ اﻤﺘداد اﻟوادي ﺘﻘرﯿﺒﺎ .وﯿﺒدو أن ﻟﺠش ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺘزﻋﻤت اﻟﺤرﻛﺎت 492ﺑﺎروـ ﻣﺎري ،ص 189ﺻورة ) /168ب( .وﻗد ﺷرح ﺑﺎرو اﻟﻣﺷﮭد ﺑﻘوﻟﮫ\" :ﻓﮭﻧﺎ ﻛل ﺷﻲء ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺻراﻣﺔ ﻋﻣﯾﺎء وﻓوﺿﻰ أوﻟﯾﺔ \".وھو ﻣﻌذور ،ﺑﺎﻟطﺑﻊ ،ﻟﺟﮭﻠﮫ ھذا. 493ﺑﺎروـ ﻣﺎري ،ص + 65أﺑوﻋﺳﺎف ،ص .219 494ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص 183ﺻورة .162
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻻﻨﻔﺼﺎﻟﯿﺔ ﻓﻘد ﻛﺎن ﻟﻛﻬﻨﺘﻬﺎ/ﺤﻛﺎﻤﻬﺎ ،ﻤﻨذ ﻋﻬد \"ﻤﺴﯿﻠم\" ،ﻨزﻋﺔ ﻟﻠﺼ ارع ﻟﺘﺒرﯿر ﺤﺎﻟﺔ اﻟطوارئ واﺴﺘﻤ ارر اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﺒﯿد اﻟﺤﺎﻛم ،ﻛﻤﺎ ﻻﺤظﻨﺎ ﻓﻲ ﺼ ارﻋﻬم ﻤﻊ أوﻤﺎ. وﻤﺎ ﯿﻠﻔت اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ أن ردة اﻟﻔﻌل اﻟ ارﻓﻀﺔ ،ﻛﻤﺎ اﺴﺘﻌرﻀﻨﺎﻫﺎ ﺤﺘﻰ اﻵن ،ﻟم ﺘﺤﻤل أي ﻤؤﺸر ﻋﻠﻰ اﺴﺘﺨدام اﻟﻌﻨف ﻹﻋﺎدة اﻻﻨﻔﺼﺎﻟﯿﯿن ﻓﻲ ﻟﺠش ،ﻛﻤﺎ ﻟم ﻨﻛﺸف ﻋن أي ﻤؤﺸر ﻻﺴﺘﺨدام اﻟﻌﻨف ﻓﻲ ﺴﺒﯿل ﺘﺤﻘﯿق ﻫذا اﻻﻨﻔﺼﺎل .واﺴﺘﻤ ارر ﻫذا اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﯿؤﯿد ﻤﺎ أﺸرﻨﺎ إﻟﯿﻪ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻤن أن ظﻬور اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟوادي ،اﺒﺘداء ﺒﺎﻟﻤﻠك \"ﻤﺴﯿﻠم\" ،ﻛﺎن وﻟﯿد اﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺤد اﻷدﻨﻰ اﻟﻼزم ﻟﻘﯿﺎم ﻤﻤﻠﻛﺔ ﺒﺴﻠطﺔ ﻤرﻛزﯿﺔ وﻟﯿس ﻨﺘﺎج ﺼﯿﺎﻏﺔ واﻀﺤﺔ وﻤﺤددة ﻟﻠﻌﻘﯿدة ﺘم ﻨﺸرﻫﺎ وﺘﺒﻨﯿﻬﺎ ﻤن ﻗﺒل ﻋرب اﻟﻔ ارت .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻻ ﯿوﺠد ﻤﺎ ﯿﻤﻨﻊ أن ﺘﻛون ﻟﺠش ﻗد ﻨﺠﺤت ﺒﺘﺸﺠﯿﻊ ﻛﻬﻨﺔ/ﺤﻛﺎم آﺨرﯿن ﻓﻲ ﻤدن اﻟوادي ﻋﻠﻰ ﺘﺒﻨﻲ ﻫذا اﻹﻤﻌﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﺼل واﻟﺘرﻛﯿز ﻟﻠﺴﻠطﺔ ﻓﻲ أﯿدﯿﻬم ،ﺒل وﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻓرض أﻨﻔﺴﻬم ﻋﻠﻰ ﻤدن اﻟوادي ﻛﺴﻠطﺔ ﻋﻠﯿﺎ ﺒﺎﺴﺘﺨدام اﻟﻌﻨف واﻟﺤرب إذا ﻟزم اﻷﻤر .وﻤﺜل ﻫذا اﻟﻔﺼل واﻟﺘﻤﯿﯿز ﻟطﺒﻘﺔ اﻟﻛﻬﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﯿدل ﻋﻠﻰ ﺘﺤول اﻟدﯿن ﻤن ﺠﻤﻌﻲ إﻟﻰ ﻤؤﺴﺴﺔ دﯿﻨﯿﺔ .ﺒﻤﻌﻨﻰ ،أن ﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻷﻓ ارد ﻓﻲ اﻻﺠﺘﻬﺎدات واﻷﻓﻛﺎر واﻟﻤﻌﺎﻨﻲ واﻷﺴﺎﻟﯿب اﻟﺘﻲ ﺴﯿﺘم ﺒﻨﺎء ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻗد أﻟﻐﯿت ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺤﺼرﻫﺎ ﺒطﺒﻘﺔ ﻤﻌﯿﻨﺔ ﻤﺜﻠﻬﺎ اﻟﻛﻬﻨﺔ .ﻓﺎﻟﺘﺠرﺒﺔ اﻟوﺠدﯿﺔ وﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﻟم ﺘﻌد ﻋﻤﻼ ﻤﺸﺘرﻛﺎ ﯿﺘداوﻟﻪ وﯿﺘﻨﺎﻗﻠﻪ اﻷﻓ ارد ﺒﻬدف ﺘﺤوﯿﻠﻪ ﻤن ﺘﺠرﺒﺔ ﺨﺎﺼﺔ إﻟﻰ ﺘﺠرﺒﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﻌﺒر ﻋن اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﺒل اﻨﻌزﻟت ﻓﻲ طﺒﻘﺔ اﻟﻛﻬﻨﺔ اﻟذﯿن ﺒﺎﺘوا ﻫم أﺼﺤﺎب اﻟﺤق ﻓﻲ اﻟﺘﺠرﺒﺔ اﻟوﺠدﯿﺔ وﺼﯿﺎﻏﺘﻬﺎ ﻛﺘﺠرﺒﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤن ﻓوق .وﻓﻲ ﺘﺤول اﻟدﯿن إﻟﻰ ﻤؤﺴﺴﺔ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻗﺎﺌﻤون ،ﻤؤﺴﺴﺔ ﺘﻌﯿش ﻀﻤن ﻗواﻨﯿن وﺘﻘﺎﻟﯿد ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ ،ﻤؤﺴﺴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺘﺤدد ﻤﺎ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﻪ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة وﻤﺎ ﺘﻤﻨﻌﻪ وﺘﻌﯿش ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋن اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘﺤول ﯿﻤﺘﻠك اﻟﻛﻬﻨﺔ ﺴﻠطﺔ ﻟﻬﺎ أﻫداﻓﻬﺎ وﻤطﺎﻤﻌﻬﺎ اﻟﺨﺎﺼﺔ واﻷدوات اﻟﻼزﻤﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻘﻬﺎ .ﺴﻠطﺔ ،ﻟطﺒﯿﻌﺘﻬﺎ اﻟدﯿﻨﯿﺔ ،ﺘﻤس ﺠﻤﯿﻊ ﻤﻨﺎﺤﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺨﺎﺼﺔ واﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻸﻓ ارد ،ﻤن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ إﻟﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ. وﻤﺤﺎوﻻت \"ﻨﻌر ﻤر\" وﻻﺤﻘﺎ \"ﻤﺴﯿﻠم\" ﻓﺼل اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻋن اﻟدﯿﻨﯿﺔ ﻟم ﺘﻨﺠﺢ ﻓﻲ اﻟﺤد ﻤن دور اﻟﻤؤﺴﺴﺔ اﻟدﯿﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺴﺘﺒﻘﻰ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻓرض ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﻤﺠرد ﻀﻌف اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ،وﻫو أﻤر ﻤﺘوﻗﻊ داﺌﻤﺎ .واﻟﺼ ارع ﻤﺎ ﺒﯿن ﻫﺎﺘﯿن اﻟﺴﻠطﺘﯿن ،ﻛﻤﺎ ﻟﻤﺴﻨﺎ ﺒوادرﻩ ﺤﺘﻰ اﻵن ﻓﻲ اﻟﻔ ارت واﻟﻨﯿل ،ﺴﯿزداد ﺤدة ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،وﯿﻘف ﺨﻠف ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻋدد ﻤن اﻟﻤﻔﻛرﯿن واﻟﻘﺎدة اﻟﻌرب
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻋﺒر ﺘﺎرﯿﺨﻨﺎ ﺘﻔﻛﯿك اﻟﻤؤﺴﺴﺔ اﻟدﯿﻨﯿﺔ ٕوارﺠﺎع اﻟدﯿن إﻟﻰ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،إﻟﻰ اﻷﻓ ارد .وﻫﻲ ﻤﺤﺎوﻻت ﻛﺘب ﻟﻬﺎ اﻟﻨﺠﺎح ﻤ ارت ﻋدة ﻓﻲ ﺘﺎرﯿﺨﻨﺎ ﻻﻏﯿﺔ ،ﺒﺎﻟﻀرورة ،ذﻟك اﻟﻔﺼل اﻟﻤﺼطﻨﻊ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟدﯿﻨﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ ،وﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ وﺒﯿن اﻷﻓ ارد ﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﯿﺔ .وﻗد ﻗدس اﻟﻌرب ﻋدًدا ﻤن ﻫؤﻻء اﻟﻘﺎدة اﻟذﯿن ﻛﺎن ﺒﻌﻀﻬم أﺼﺤﺎب ﺘﺠﺎرب وﺠدﯿﺔ رﻓﻌﺘﻬم إﻟﻰ ﻤرﺘﺒﺔ اﻟرﺴل واﻷﻨﺒﯿﺎء، وﺒﻌﻀﻬم ﻗدﺴوا ﻛﻤﺼﻠﺤﯿن وأوﻟﯿﺎء وﺒﻌﻀﻬم ﻛﻘﺎدة وﻤﺸرﻋﯿن ﻋظﻤﺎء .وﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﯿﺠب أﻻ ﯿﻔﻬم ﻤن ﻫذا اﻟﺘﺤول أن اﻟﻤؤﺴﺴﺔ اﻟدﯿﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،ﺒﻌد أن ﺘﻌﺎظم دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م، ﻛﺎﻨت ﻤﺼدر ﻓﺴﺎد وﺴوء اﺴﺘﻐﻼل ﻟﻠﺴﻠطﺔ ﻋﺒر ﺘﺎرﯿﺨﻬﺎ ،أو أﻨﻬﺎ ﻛﺎﻨت داﺌﻤﺎ ﺘﺴﻌﻰ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ اﻟﺨﺎﺼﺔ واﻹﻀ ارر ﺒﺎﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم .ﻫذا ﻏﯿر ﺼﺤﯿﺢ .وﻟﻛن ﺘﻘدﯿرﻨﺎ ﻟﻬذا اﻟﺘﺤول ،واﻟﻤوﻗف اﻟﻌﺎم ﻏﯿر اﻟ ارﻀﻲ ﻋﻨﻪ ،ﺴﯿﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻛﺜﯿ ار ﻓﻲ ﻓﻬم ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻋﺒر ﺘﺎرﯿﺨﻨﺎ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﺴﯿﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﻬم ﻤظﺎﻫر إﻨﺘﺎﺠﻨﺎ اﻟﻤﻌرﻓﻲ وﻟﻤﺎذا ظﻬرت ﺒﺎﻟﺼورة اﻟﺘﻲ ﻛﺸف ﻋﻨﻬﺎ. وﻤن ﻀﻤن ﻫذﻩ اﻟﻤظﺎﻫر اﻟﺘﻲ ﻛﺸف ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت واﻟﺘﻲ ﺘﻌود إﻟﻰ ﻤﺎ ﺒﯿن – 2700 2500ق.م ،واﻟﺘﻲ ،أﯿﻀﺎ ،ﻋﺎﻨت ﻛﺜﯿ ار ﻤن ﺴوء ﻓﻬم وﺘﺸوﯿﻪ اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻷورﺒﯿﯿن ﻟﻬﺎ ،ﻫﻲ ﻤﺎ ﯿﻌرف ﺒﺎﻟﻘﺒور اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ \"أور\" .ﻓﻘد ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋن ﻤﻘﺒرة ﻛﺒﯿرة ﺘﻌود أﺤدث ﻗﺒورﻫﺎ ﻟﻠﻌﺼر اﻷﻛدي ﺤﯿث ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋﻤﺎ ﯿزﯿد ﻋن 1400ﻗﺒر ﻟﺴﻛﺎن اﻟﻤدﯿﻨﺔ 495.وظﻬرت طرﯿﻘﺔ اﻟدﻓن ﺤﺴب اﻟطﻘوس اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻋﻠﻰ وﻀﻌﯿﺔ اﻟﺠﻨﺒﯿن ﻤﻊ ﻟف اﻟﺠﺜﺔ ﺒﻛﻔن أﺒﯿض أو ﺒﺎﻟﺤﺼﯿر أو ﻓﻲ ﺘﺎﺒوت ﻤن اﻟﻔﺨﺎر أو اﻟﺨﺸب .وﺒﺴﺒب اﺴﺘﻤ ارر اﺴﺘﺨدام ﻫذﻩ اﻟﻤﻘﺒرة ﻟﻔﺘرة طوﯿﻠﺔ ،ﻓﻘد ظﻬرت اﻟﻤداﻓن اﻟﺤدﯿﺜﺔ ﻓوق اﻟﻘدﯿﻤﺔ ﺤﺘﻰ ﺘم اﻟوﺼول إﻟﻰ اﻟطﺒﻘﺎت اﻟﺴﻔﻠﻰ اﻟﺘﻲ ﻛﺸﻔت ﻋن ﺴﺘﺔ ﻗﺒور اﺼطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻤﯿﺘﻬﺎ ﻤﻠﻛﯿﺔ ﻤﺤﺎطﺔ ﺒﻘﺒور ﻷﻓ ارد ﻋﺎدﯿﯿن .وﻤﺎ ﻤﯿز ﻫذﻩ اﻟﻘﺒور ﻋن اﻟﻘﺒور اﻟﺘﻲ أﺤﺎطت ﺒﻬﺎ وﺤﻔرت ﻓوﻗﻬﺎ ،اﻟﺜ ارء اﻟواﻀﺢ ﻓﻲ اﻟﻬداﯿﺎ اﻟﺠﻨﺎزﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﯿﻬﺎ وأﻨﻬﺎ ﻛﺎﻨت ﻋﺒﺎرة ﻋن ﺒﻨﺎء ﻤﺴﻘوف ،ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤن اﻟﺤﺠر وﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤن اﻟﻠﱢﺒِن ،وﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺴﻘف ﻋﻠﻰ ﺸﻛل ﻗﺒﺔ وﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺴﻘف ﻤﺴﺘو .ﻛﻤﺎ دﻟت اﻟﻛﺸوﻓﺎت ﻋﻠﻰ أن ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻛﺎن ﺒﻨﺎء ﻤن أرﺒﻌﺔ ﻏرف وﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤن ﻏرﻓﺔ واﺤدة .وﻟﻛن أﻫﻤﻬﺎ ﺸﺄﻨﺎ ﺒﻨﯿت داﺨل ﺤﻔر ﻛﺒﯿر ﻓﻲ اﻷرض ،ﺒﻠﻐت ﻤﺴﺎﺤﺔ أﻛﺒرﻫﺎ 11 × 7ﻤﺘ ار ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،وﻗد ﺒﻨﻲ ﺤﺎﺌط ﻤن اﻟﻠﺒن ﺤول ﺠواﻨب اﻟﺤﻔرة ٕوان ظﻬر ﺒﻌﻀﻬﺎ وﻗد ﻏطﯿت .Woolley, p 32 495
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺠد ارن اﻟﺤﻔرة ﺒطﺒﻘﺔ ﻤﻠﺴﺎء ﻤن اﻟطﯿن وﺤﺴب ،وﯿرﺒط أرﻀﯿﺔ اﻟﺤﻔرة ﺒﻤﺴﺘوى اﻟﺸﺎرع طرﯿق ﻤﻨﺤدر 496.واﻷﻤر اﻟﻤدﻫش ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺸف اﻷﺜري ﻫو اﻟﻌﺜور ﻓﻲ ﺒﻌض ﻫذﻩ اﻟﻤﻘﺎﺒر اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻤن اﻟﺠﺜث ﻓﻲ اﻟﻐرف اﻟﺠﺎﻨﺒﯿﺔ ،ﻤﺎ ﺒﯿن اﺜﻨﯿن إﻟﻰ أرﺒﻊ ،أو ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟدﻓن اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ، ﻛﻤﺎ ﻋﺜر ﻓﻲ واﺤد ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻘﺒور ﻋﻠﻰ ﺤواﻟﻲ اﻟﺘﺴﻌﯿن ﻗﺒ ار ﺤول ﻤدﻓن اﻟﻤﻠك 497.ﻫل ﯿﻌﻨﻲ ﻫذا ﺒﺄن اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ ﺸﺨص اﻟﺤﺎﻛم واﻟﻔﺼل اﻟذي ﻟﻤﺴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻟوح \"أور ﻨﯿﻨﺎ\" ﻋﻠﻰ ﻏ ارر وادي اﻟﻨﯿل ﻗد ﺘﻀﻤن ﺘﺤول اﻟﻛﺎﻫن/اﻟﺤﺎﻛم إﻟﻰ ﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﻊ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﺘﺴﺘدﻋﻲ دﻓن ﺤﺎﺸﯿﺘﻪ ﺤول ﻗﺒرﻩ ﺘﻘرﺒﺎ؟ ﻻ ﯿوﺠد ﻤﺎ ﯿﻤﻨﻊ ذﻟك ﺒﺎﻟﺘﺄﻛﯿد .ﻓﺎﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟذي ﺤﻛم ﺒﻪ \"ﻤﺴﯿﻠم\" وادي اﻟﻔ ارت ﻛﺎن ﻤﺴؤوﻻ ،ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ،ﻋن اﻹﻤﻌﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن طﺒﻘﺔ اﻟﻛﻬﻨﺔ واﻟﺤﻛﺎم واﻵﺨرﯿن .وﺒﺴﺒب اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب ،ﻓﻘد وﺠد ﻫذا اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﺘرﺒﺔ ﺨﺼﺒﺔ ﻫﻨﺎك ﻟﻠﺘﻤﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟطﺒﻘﺔ ﺒﺤﯿث ﺒﺎﺘت ﻻ ﺘﺨﺘﻠف ﻓﻲ ﻤظﺎﻫر إﻨﺘﺎﺠﻬﺎ اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻋن وادي اﻟﻨﯿل. واﻟﻛﺸف ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻤظﺎﻫر ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب ﻓﻘط ،ﻛﻠوح \"أور ﻨﯿﻨﺎ\" وﻤداﻓن \"أور\" ،ﯿؤﯿد ذﻟك .ﺒل إن اﻨﺤﺴﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﺘرة زﻤﻨﯿﺔ ﻀﯿﻘﺔ واﻨﺘﻔﺎء ﺘﻛ اررﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺎت اﻟﻼﺤﻘﺔ ﯿدل ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﻛﺎﻨت طﺎرﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔ ارت وﻋﻠﻰ اﻨﺘﻤﺎﺌﻬﺎ ﻟﻔﺘرة اﻟﺘﺠﺎرب واﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب ﺴﻠطﺔ ﻤرﻛزﯿﺔ ﻗوﯿﺔ. وﻤداﻓن \"أور\" ﺘؤﻛد ﻋﻠﻰ أن ﺘﺤول اﻟﻤﻠك إﻟﻰ ﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻤﻊ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻛﺎن ﺘﺤوﻻ طﺎرﺌﺎ وﻤؤﻗﺘﺎ ،ﻓﻤن اﻟﻤﻘﺎﺒر اﻟﺴﺘﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻘط دﻟت ﻋﻠﻰ ذﻟك. وﻫذا اﻟﺘﺠﺎﻨس ﻤﻊ وادي اﻟﻨﯿل ﻻ ﯿﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨد ﺤد ﺘﺤول ﺒﻌض اﻟﻛﻬﻨﺔ/اﻟﺤﻛﺎم ﻓﻲ \"أور\" إﻟﻰ ﺤﻠﻘﺔ وﺼل ،ﻓﻀﻤن اﻟﻬداﯿﺎ اﻟﺠﻨﺎزﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ أﺤد ﻫذﻩ اﻟﻤداﻓن ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻨﻤوذﺠﯿن ،ﺒطول ﺤواﻟﻲ 60ﺴم ،ﻟﻤرﻛﺒﯿن واﺤد ﻤن اﻟﻨﺤﺎس وواﺤد ﻤن اﻟﻔﻀﺔ .وﻻ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ ﺘﺠﺎﻫل ﻋﻼﻗﺔ ﻫذا اﻟﻛﺸف ﻤﻊ ﻨﻘش ﻤرﻛب \"ﺤر\" ﻓﻲ ﻤﻘﺒرة \"ذو ﺠت\" أو ﻤﻊ اﻟﻤ ارﻛب اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺜر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻻﺤﻘﺎ ﻓﻲ ﻤداﻓن ﻤﻠوك اﻷﺴرة اﻟ ارﺒﻌﺔ ﺒﻨﺎة اﻟﻬرم اﻷﻤﻠس وﻏﯿرﻫﺎ ﻤن اﻟﻤ ارﻛب ﻓﻲ ﻤداﻓن ﻤﻠوك اﻟﻨﯿلٕ .واذا .Woolley, p 39 496 .Woolley, p 45 497
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻛﺎن اﻟﺤﺠم اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻤ ارﻛب ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﯿرﻤز ﻻﺴﺘﺨدام اﻟﻤﻠك ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻘدﺴﻲ، ﻓﻘد ﺘم اﻻﺴﺘﻌﺎﻀﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔ ارت ﺒدﻓن ﻋرﺒﺎت ﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﻤﻊ ﺜﯿ ارن اﻟﺠر واﻟﺘﻲ ﻋﺜر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻓﻲ ﻤدﻓن واﺤد ﻓﻘطٕ 498.وان ﻛﻨﺎ ﺴﻨﺘطرق ﻻﺤﻘﺎ إﻟﻰ ﻤﻐزى ﻫذا اﻟﻔرق ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤ ارﻛب واﻟﻌرﺒﺎت ،إﻻ أﻨﻪ ﯿﻛﻔﯿﻨﺎ ﻤﺒدﺌﯿﺎ وﻀوح اﻟﺘﺠﺎﻨس ﻤﺎ ﺒﯿن ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ووادي اﻟﻨﯿل ﻓﻲ ﻤﻔﻬوم دور اﻟﺤﺎﻛم إﺒﺎن ﻨﻬﺎﯿﺔ اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻷﻟﻔﯿﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .ﻓﻬل ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨﺠد ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺘرﺒط ﺒﯿن ﻤداﻓن \"أور\" وﻟوح \"أور ﻨﯿﻨﺎ\" ﺘدل ﻋﻠﻰ اﻨﺘﻤﺎﺌﻬﻤﺎ ﻟﺘﻌدﯿل واﺤد ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة؟ ﺒﻼ ﺸك أن اﻻﺘﺴﺎق ﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﻫن/اﻟﺤﺎﻛم وﺘﺠﺎﻨﺴﻬﻤﺎ ﻤﻊ ﻤظﺎﻫر إﻨﺘﺎج وادي اﻟﻨﯿل ﯿدل ﻋﻠﻰ وﺠود ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ .ﻓﻤن ﻀﻤن اﻟﻬداﯿﺎ اﻟﺠﻨﺎزﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺒور ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋن ﺘﻤﺎﺜﯿل ﻤن اﻟذﻫب واﻟﻔﻀﺔ ﻟﻠﺒؤة واﻟﻛﺒش واﻟﺜور ،ﺜﺎﻟوث إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء ،وأﺨرى ﻟﻸﺴد واﻟﻐ ازل ،إﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ أرس ﺒﻘرة ﻤن اﻟﻔﻀﺔ 499.وﺒﻬذا ،ﺘﻛون ﻗد وﻓرت ﻟﻨﺎ ﻫذﻩ اﻟﻠﻘﻰ أدﻟﺔ ﻤﺎدﯿﺔ ﻛﻨﺎ ﺒﺄﺸد اﻟﺤﺎﺠﺔ ﻟﻬﺎ ﻟدﻋم ﺘﺼورﻨﺎ ﻟﺘﺎرﯿﺦ ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة إﺒﺎن ﻫذﻩ اﻟﻤرﺤﻠﺔ. ﻓﺄﻛﺜر ﻫذﻩ اﻟﺘﻤﺎﺜﯿل ﺘﻛ ار ار ﻛﺎن أرس اﻟﺜور اﻟذي ظﻬر ﻤﺜﺒﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺠواﻨب اﻟﻌرﺒﺎت وطرف آﻟﺔ اﻟﻛﻨﺎرة اﻟﻤوﺴﯿﻘﯿﺔ .وﻫو ﻤﺎ ﯿﺘﺴق ﺒﺸﻛل ﻤدﻫش ﻤﻊ ظﻬور أرس اﻟﺜور ﺒﻨﺤت ﻨﺎﻓر ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء وﺘﺨطﯿط ﺒﺎﻗﻲ ﺠﺴدﻩ .أﻤﺎ ظﻬور اﻟﻠﺒؤة اﻟذي ﯿرﺘﺒط ﻤﻊ ظﻬور \"أور ﻨﯿﻨﺎ\" ﺤﻠﯿق ﺸﻌر اﻟ أرس ،ﻓﯿؤﯿدﻩ اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﺘﺎﺠﯿن ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ دﻓن اﻟﻤﻠﻛﺔ ﻤزﺨرﻓﯿن ﺒﺎﻟﻔﺎﻛﻬﺔ وأو ارق اﻟﺸﺠر واﻟزﻫور واﻷﻏﺼﺎن ﻤن اﻟذﻫب وﻤﺎ ﯿﻠﻔت اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﻫو ﺘﺜﺒﯿت اﻟﺘﺎج ﻋﻠﻰ ﺸﻌر ﻤﺴﺘﻌﺎر ﺘﺘﺨﻠﻠﻪ أﺸرطﺔ ذﻫﺒﯿﺔ 500.وﻫذا ﯿﻨطﺒق أﯿﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺨوذة ﻤن اﻟذﻫب ﻋﺜر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺒر ﻤﻠﻛﻲ وﻗد ﻨﺤت ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺸﻛل اﻷذﻨﯿن ﻋﻠﻰ اﻟﺠواﻨب ﻤﻊ ﺸﻌر ﻤﺘﻤوج ﻤرﺒوط ﻓﻲ ﻤؤﺨرة اﻟ أرس وﻋﺼﺒﺔ ﻤﺸدودة ،وﺘﻌود ﻫذﻩ اﻟﺨوذة إﻟﻰ \"ﻤس ﻛﻼم دك\" اﻟذي ﻋﺜر ﻋﻠﻰ اﺴﻤﻪ ﻤﻨﻘوﺸﺎ ﻓوق ﻤﺼﺒﺎح ذﻫﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺒر ﻛﻤﺎ ﯿﻠﻲ\" :ﻤس ﻛﻼم دك ﺒطل اﻷرض اﻟطﯿﺒﺔ\" 501.وﻫذا ،أﯿﻀﺎ ،ﯿﺘﺴق ﻻ ﻤﻊ ﺘﻘدﯿس اﻟﻠﺒؤة وﺤﺴب ﺒل ﻤﻊ ﻋﺎدة ﻟﺒس اﻟﺸﻌر اﻟﻤﺴﺘﻌﺎر ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻤﻨذ ﻋﻬد اﻟﻤﻠك \"ذو زر\" .ﺒل إن اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ أرس .Woolley, p 39 498 Woolley, p 37 , 43 , 44 499 .Woolley, p 42 500 Woolley, p 58 _ 59 501
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﺒﻘرة ﻻ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ ﺘﺠﺎﻫل ﻤﻐزى ﺘﺠﺎﻨﺴﻪ ﻤﻊ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻓﻨﺤن أﻤﺎم ﺘﺸﺎﺒﻪ ﻓﻲ ﻤظﺎﻫر اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﺘﻔرض ﻀرورة وﺠود ﺘﺸﺎﺒﻪ ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻤﺘﺒﻨﺎة وﻫو ﻤﺎ ﺘدل ﻋﻠﯿﻪ ﻫذﻩ اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ ﻓﻲ ﻟ َﺠش وأور .وﻫذا اﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﻟم ﯿﻠﻎ ،ﺒﺎﻟطﺒﻊ ،اﻟﺨﺼوﺼﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻤﯿزت ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟوادﯿﯿن .ﻓﻤداﻓن \"أور\" ﺘدل ﻋﻠﻰ اﺴﺘﻤ ارر ﻟذﻟك اﻟﻤزج ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟرﻤوز ﻛﻤﺎ ظﻬر ﻓﻲ ﺘﻤﺎﺜﯿل اﻷﺴود واﻟﻐزﻻن .وﺒﻤﺎ أن ظﻬور اﻷﺴد ﻤرﺘﺒط ﺒﻌﺼﺒﺔ اﻟ أرس ﻓﻘد ﻛﺎن ﻤﺘوﻗﻌﺎ ظﻬور ﺠﺜث اﻟﺤﺎﺸﯿﺔ ﺤول ﻗﺒر اﻟﻤﻠك ﻤﺘزﯿﻨﺔ ﺒﻌﺼﺒﺔ ﻤن اﻟﻔﻀﺔ إﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﻟﻌﺼﺒﺔ ﻓوق ﺨوذة \"ﻤس ﻛﻼم دك\" 502.واﻟﻐ ازل ﻓﻲ \"أور\" ،أﻗﺼﻰ ﺠﻨوب اﻟوادي ،ﻻ ﯿﻤﻛن ﻓﺼﻠﻪ ﻋن اﻟﻐ ازل اﻟذي ظﻬر ﻋﻠﻰ ﻤداﺨل اﻟﻤداﻓن ﻓﻲ ﻫﯿﻠﻲ ،أﺒو ظﺒﻲ ،ﺒواﺒﺔ ﻋﺴﯿر اﻟﺸرﻗﯿﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺘﻌود ﻟﻠﻔﺘرة ذاﺘﻬﺎ 503.ﻨﺤن ،إذن ،أﻤﺎم ﻤظﺎﻫر ﻤن اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﺘﺸﯿر إﻟﻰ ﻤدى ﺘوﺴﻊ ﺴﻠطﺔ اﻟﻛﻬﻨﺔ/اﻟﺤﻛﺎم ﻓﻲ ﺒﻌض ﻤدن اﻟﻔ ارت إﺒﺎن اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،ﻟدرﺠﺔ ظﻬر وﻛﺄﻨﻪ ﻤن ﻨﺴﺞ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺒدﺌﯿﺔ اﻟﻤﺘﺒﻨﺎة ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل .ﻓﻬل وﺼل ﻫذا اﻟﺘﺠﺎﻨس إﻟﻰ اﻟﺤد اﻟذي ﯿﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺒﺎﻟﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ﺤدوث ﺼ ارع وﺤروب ﻤن اﻟﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﻤداﻓن \"أور\" ؟ ﻓﻲ أﻛﺒر اﻟﻤداﻓن اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻤن اﻟﺤﺠر ،واﻟﺘﻲ ظﻬرت ﺸﺒﻪ ﺨﺎﻟﯿﺔ ﺒﺴﺒب اﻟﻨﻬب ،ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻟوح ﺨﺸﺒﻲ ﻨﻘش ﻋﻠﯿﻪ ﻤﺸﻬدﯿن ﺒﺎﺴﺘﺨدام اﻟﻼزورد واﻟﺼدف وﯿﻌرف ﺒﺎﺴم \" ارﯿﺔ أور\" 504.وﻗد ﻋﺜر ﻋﻠﻰ اﻟﻠوح ﺒﺤﺎﻟﺔ ﺴﯿﺌﺔ ﺠدا ﺒﺴﺒب اﻟﺘﻠف اﻟﻛﺎﻤل ﻟﻠﺨﺸب وﺴﻘوط اﻟﺤﺠﺎرة واﻷﺘرﺒﺔ ﻋﻠﯿﻪ ﻤﺤطﻤﺔ ﺘﺤﺘﻬﺎ أﺠ ازء ﻤن اﻟﻼزورد واﻟﺼدف .وﺒﻌد إﻋﺎدة ﺘﺠﻤﯿﻊ اﻟﻘطﻊ ظﻬر اﻟﻤﺸﻬدان اﻟﻠذان ﯿﺼف أﺤدﻫﻤﺎ ﻤﻌرﻛﺔ ﺒﺎﻟﻌرﺒﺎت واﻵﺨر ﻤﺸﻬد اﺤﺘﻔﺎل وﺸ ارب ﺸﺒﯿﻪ ﺒﻤﺎ ﻋرﻓﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻟوح \"أور ﻨﯿﻨﺎ\" .وﻗد ظﻬر اﻟﻨﻘش اﻟذي ﯿﻤﺜل اﻟﻛﺎﻫن/اﻟﺤﺎﻛم ﺒﺤﺠم أﻛﺒر ﻤن اﻵﺨرﯿن ﻛﻤﺎ ظﻬر ﺘﺴﻠﺴل ﻓﻲ اﻟﺤﺠم ﻟﺤﺎﺸﯿﺔ اﻟﻤﻠك وﺠﻨدﻩ ﻟﻠﺘﻌرﯿف ﻋﻠﻰ ﺘرﺘﯿب اﻷﻫﻤﯿﺔ ﻟﻛل ﻤﻨﻬم .واﻷﻤر اﻵﺨر اﻟذي ﯿﻬﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ Woolley, p 48 502وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻛﻠﻣﺔ \"دك\" أو \"دوك\" أو \"دوق\" أو \"ذوق\" ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟﻣﻘدام ،اﻟﺣﺎرس، اﻷﻣﯾر ،اﻟﺣﺎﻣﻲ .وﻗد ﺗم ﺗﺑﻧﯾﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻷﺧرى ﻛﻠﻘب ﺗﺑﺟﯾل أو أﺳﻣﺎء ﻷﻣﺎﻛن .وﻓﻲ ﻋﺳﯾر ھﻧﺎك ﺟﺑل \"دﻛﺎ\" ﺟﻧوب اﻟطﺎﺋف ،ووادي\" ذﻓﯾﺔ\" إﻟﻰ اﻟﺷرق ﻣﻧﮫ ووادي \"دوﻗﺎ\" إﻟﻰ اﻟﺷﻣﺎل ووادي \"ﺿﯾﻘﺎ\" ﻓﻲ اﻟطﺎﺋف أﯾﺿﺎ .وﻣﻧﮫ اﻟﻼذﻗﯾﺔ\" ،إﯾﻼ ذﻗﯾﺎ\" ،ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟرﺑﺔ اﻟﺣﺎﻣﯾﺔ .وﻣﻧﮭﺎ ،ﻛذﻟك\" ،ﻣر دوك\" أي اﻟﺳﯾد اﻟﺣﺎﻣﻲ ،وھو اﺳم اﻟرب اﻻﺑن ﻟدى اﻟﻌرب اﻟﺑﺎﺑﻠﯾﯾن )راﺟﻊ داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .(403 503وإن ﻛﻧﺎ ﻟم ﻧﺷر ﻟذﻟك ﺳﺎﺑﻘﺎ ،إﻻ أن اﻟﻐزال ظﮭر ﻣﻧﺣوﺗﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠوح ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺗﺎل اﻟﻣﻛﺗﺷﻔﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻧﯾل .وھذا ﯾﻌﻧﻲ اﺳﺗﻣرار ارﺗﺑﺎطﮫ ﻣﻧذ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻧطوﻓﯾﺔ ﺑﺟﻣﺎﻋﺔ ﻻﺑﺳﻲ اﻟرﯾش واﻟﻌﺻﺑﺔ. 504داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .62
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎﻫد ﻤﺒدﺌﯿﺎ ،أن ﻤﺸﻬد اﻟﺤرب ﻟم ﯿظﻬر ﻓﯿﻪ اﺴﺘﺨدام ﻟﻠﻘوس واﻟﺴﻬﺎم ﺒل اﻛﺘﻔﻰ ﺒﺎﻟرﻤﺎح ،ﻛﻤﺎ ﻟم ﺘظﻬر إﺸﺎرة ﻟﺘوﻀﯿﺢ ﻤن اﻟذﯿن ﺘم ﻫزﯿﻤﺘﻬم وﻋﻠﻰ ﯿد ﻤن .ﻓﺎﻟﻘﺘﻠﻰ واﻷﺴرى ظﻬروا ﻋ ارة وﺤﻠﯿﻘﻲ ﺸﻌر اﻟ أرس واﻟوﺠﻪ ﻤﻤﺎ ﻗد ﯿدل ﻋﻠﻰ أﻨﻬم ﺤﻤﻠوا ﻨﻔس اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ .وﻗد دﻓﻊ ﻫذا ﺒﺒﻌض اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن إﻟﻰ اﻟﻨظر \"ﻟ ارﯿﺔ أور\" ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﻨوع ﻤن رﺴﺎﻟﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺤرب واﻟﺴﻼم .وﻟﻛن ،ﺒﻼ ﺸك ،دﻟﺘﻨﺎ ﻫذﻩ اﻟ ارﯿﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤروب ﻛﺎﻨت واردة ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺒﻌض ﺤﻛﺎم اﻟﻤدن اﻻﻨﻔﺼﺎل ﻋن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟوادي أو اﻻﺴﺘﺌﺜﺎر ﺒﻬﺎ وﻨﻘل اﻟﻌﺎﺼﻤﺔ إﻟﯿﻬم .ﻓﻤن اﻟﻠﻘﻰ اﻟﻤﻌﺜور ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻓﻲ ﻤوﻗﻊ \"اﻟﻌﺒﯿد\" 7 ،ﻛﻠم ﺘﻘرﯿﺒﺎ ﻋن \"أور\" ،ﺤﺠر أﺴﺎس ﻟﻤﻌﺒد ﻨﻘش ﻋﻠﯿﻪ أن اﻟذي ﺒﻨﻰ اﻟﻤﻌﺒد ﻫو اﻟﻤﻠك \"ﻋﺎﻨﻲ ﺒدا\" ﻤﻠك \"أور\" اﺒن \"ﻤس ﻋﺎﻨﻲ ﺒدا\" ﻤﻠك \"أور\" ،ﻤﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ وﺠود ﺴﻠطﺔ ﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤوﻗﻊ \"اﻟﻌﺒﯿد\" 505.وﻟﻛن اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻟوح ﻨﺤﺎﺴﻲ 1 × 2.5 ،ﻤﺘر ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،ﻛﺎن ﻤوﻀوﻋﺎ ﻓوق ﻤدﺨل اﻟﻤﻌﺒد وﻤﻨﻘوش ﻋﻠﯿﻪ رﻤز اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟوادي ،اﻟﻨﺴر ﺒ أرس أﺴد ،ﯿﻘف ﻓوق وﻋﻠﯿن ،ﯿدل ﺒﺸﻛل ﻗﺎطﻊ ﻋﻠﻰ أن \"أور\" ﻗد ﻨﺠﺤت ﻓﻲ ﻨﻘل اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ إﻟﯿﻬﺎ ،وﻓرﻀﺘﻬﺎ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﯿد وﺤﺴب وﻟﻛن ﻋﻠﻰ اﻟوادي ﺒﺄﺴرﻩ. واﻟﺘﺤدﯿد اﻟدﻗﯿق ﻟﺤﻛم \"أور\" أو ﺘﺴﻠﺴل أي ﻤن اﻟﻘﺒور اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻤﺎ ازل ﺼﻌﺒﺎ ﺤﺘﻰ اﻵن. إﻨﻬﺎ ﺘﻌود إﻟﻰ اﻟﻔﺘرة ﻤن 2500 – 2700ق.م ،واﻟﻘﺒور ﻛﺎﻨت ﻤن اﻟﻤؤﻛد ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﺘوﺴﻊ ﺤﻛم \"أور\" ﻟﻌدم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ رﻤز اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ أي ﻤﻨﻬﺎ .وﻟﻛن رﺴم ﺼورة دﻗﯿﻘﺔ ﻟﺘﺴﻠﺴل اﻷﺤداث ﻟﯿس ﺒﺎﻷﻤر اﻟﯿﺴﯿر .اﺜﻨﺎن ﻤن اﻟﻤﻘﺎﺒر اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ ظﻬرت ﺨﺎﻟﯿﻪ وﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺴﯿﺌﺔ ﺠدا ﻓﻠم ﺘﻤدﻨﺎ ﺒﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤﻔﯿدة .واﻟﻤﻘﺒرة اﻟﻤﻨﺴوﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠك \"ﻤس ﻛﻼم دك\" ،ﻟوﻻ ﻤﺤﺘوﯿﺎﺘﻬﺎ اﻟﺜﻤﯿﻨﺔ ﻟﺘﻌذر ﺘﻔرﯿﻘﻬﺎ ﻋن أي ﻤن ﻗﺒور ﺴﻛﺎن اﻟﻤدﯿﻨﺔ اﻟﻌﺎدﯿﺔ 506.ﻓﻠم ﺘﺤو ﻫذﻩ اﻟﻤﻘﺎﺒر اﻟﺜﻼﺜﺔ أي دﻟﯿل ﻟوﺠود ﻗﺒور ﺤوﻟﻬﺎ ﻟﺤﺎﺸﯿﺔ اﻟﻤﻠك ﻤﻤﺎ ﯿﻌطﯿﻨﺎ اﻟﺨﯿﺎر ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻤﺒﻛرة أو ﻤﺘﺄﺨرة ﻋن اﻷﺨرى .وﻤن ﻫذﻩ اﻷﺨرى ﻤﻘﺒرة ﻋﺜر ﻓﯿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺨﺘم ﻨﻘش ﻋﻠﯿﻪ \"اﻟﻤﻠك ﻤس ﻛﻼم دك\" ،ﻤﻤﺎ ﯿرﺸﺢ اﻨﺘﻤﺎءﻫﺎ ﻟﻨﻔس اﻟﻔﺘرة اﻟزﻤﻨﯿﺔ ﻟﻤﻘﺒرة اﻟﻤﻠك ﻨﻔﺴﻪ .وﻋدد اﻟﻘﺒور ﺤوﻟﻬﺎ ﺜﻼﺜﺔ إﻟﻰ ﺠﺎﻨب أرﺒﻊ ﺠﺜث دﻓﻨت ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺜﺒت أﻨﻬﺎ ﺘﻌود إﻟﻰ اﻤ أرة رﺒﻤﺎ ﻛﺎﻨت زوﺠﺔ \"ﻤس ﻛﻼم دك\"ٕ .واذا ﺼﺢ ﻫذا اﻟﻨﺴب 505داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .70 506داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .59
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻠﻤﻘﺒرة ﻓذﻟك ﯿﻌﻨﻲ أن اﻟﻤﻠك \"ﻤس ﻛﻼم دك\" ﻟم ﯿﻌﺘﺒر ﺤﻠﻘﺔ اﻟوﺼل وﻟﻛن زوﺠﺘﻪ ،وﺨﺎﺼﺔ أن اﻟﻨﻘوش ﻓﻲ ﻗﺒرﻩ ﻟم ﺘﺸر إﻟﯿﻪ ﺒﻠﻘب \"ﻤﻠك\" وﻟﻛن ﺒﻠﻘب \"ﺒطل\" وﺤﺴب .ﻓﺈذا اﻓﺘرﻀﻨﺎ أن اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء ﻫﻲ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤدت ﻫﻨﺎ ﺒﺘرﻛﯿزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻨﺜﻰ ﻛﺎﻫﻨﺔ وﻤﺴؤوﻟﺔ ﻋن اﻟﻤﻌﺒد ،ﻓﻠﻨﺎ أن ﻨﻌﺘﺒر ﻫذا اﻟﻘﺒر وﻗﺒر \"اﻟﺒطل\" واﻟﻘﺒرﯿن اﻵﺨرﯿن اﻟﺨﺎﻟﯿﯿن ﻤن ﺤﺎﺸﯿﺔ ﺤوﻟﻬﻤﺎ ﺠﻤﯿﻌﻬﺎ ﺘﻌود ﻟﻔﺘرة ﻤﺒﻛرة ﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤدﻓﻨﯿن اﻟﻤﺘﺒﻘﯿﯿن .وﻫذان اﻟﻤدﻓﻨﺎن ﺤوﯿﺎ ﺠﺜﺜﺎ ﻟﺤﺎﺸﯿﺔ اﻟﻤﻠك واﻟﻤﻠﻛﺔ ﺘم دﻓﻨﻬﺎ ﺤول اﻟﻘﺒور اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ ﺘﻘرﺒﺎ .أﺤدﻫﻤﺎ ﻛﺎن اﻟذي ﻋﺜر ﻓﯿﻪ ﻋﻠﻰ \" ارﯿﺔ أور\" وﻤﺎ ﯿﻘﺎرب اﻟﺘﺴﻌﯿن ﻗﺒ ار ﺤول ﻤدﻓن اﻟﻤﻠك .أﻤﺎ اﻟﻘﺒر اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻬو اﻟذي ﺘﻀﻤن دﻓن ﺴﺘﺔ ﻋرﺒﺎت ﻻﺴﺘﺨدام اﻟﻤﻠك واﻟﻤﻠﻛﺔ اﻟﻠذﯿن ﻋﺜر ﻋﻠﻰ أﺨﺘﺎم ﺘﺤﻤل أﺴﻤﯿﻬﻤﺎ ،اﻟﻤﻠك \"أﺒرﺠس\" واﻟﻤﻠﻛﺔ \"ﺸﺒﻌﺎد\" .وﺒﻤﺎ أن اﻟﻘﺒور اﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤﻨت اﻟﺤﺎﺸﯿﺔ ﻫﻨﺎ ﺸﻤﻠت ﺠﻨودا ﺒﺄﺴﻠﺤﺘﻬم ،ﻓﻠﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ اﻨﺘﻤﺎء ﻫذﯿن اﻟﻤدﻓﻨﯿن إﻟﻰ ﻓﺘرة واﺤدة ﺘﺨﻠﻠﺘﻬﺎ اﻟﺤروب اﻟﺘﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ،ﻗﺎدت ﻓﻲ ﻨﻬﺎﯿﺔ اﻟﻤطﺎف إﻟﻰ ﺘﺤول \"أور\" ﻋﺎﺼﻤﺔ ﻟﻠﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟوادي. واﻟﻛﺸف ﻋن \"اﻟﻤداﻓن اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ\" اﻟﺴﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺴوﯿﺔ واﺤدة ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،ﯿﺸﯿر إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﺘطو ارت ﻗد ﺘﻼﺤﻘت ﺒﺴرﻋﺔ ﻛﺒﯿرة ﺜم اﺨﺘﻔت ﺒﻨﻔس اﻟﺴرﻋﺔ .وﻫذا ﯿﻌﻨﻲ أﻨﻬﺎ ﻟم ﺘﺘﺠﺎوز ﺘﺎرﯿﺦ 2600ق.م ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ .وﻟﻨﺎ أن ﻨﻌﺘﺒر ذﻟك دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﻛﺎﻨت ﻤﺤﻠﯿﺔ وﻤرﻓوﻀﺔ ﻤن ﻗﺒل ﻤدن اﻟﻔ ارت اﻷﺨرى ،وﺨﺎﺼﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ ،وﻤدﻋﺎة ﻟظﻬور ﺤرﻛﺎت إﺼﻼح ﺴﻌت ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺎظم ﺴﻠطﺔ اﻟﻛﻬﻨﺔ/اﻟﺤﻛﺎم واﻟﻤﻨﺤﻰ اﻟذي اﺘﺨذﺘﻪٕ .واذا ﻤﺎ ﻗﺎرﻨﺎ ذﻟك ﺒﻐﯿﺎب ﻋﺎدة اﻟدﻓن ﺤول ﻗﺒر اﻟﻤﻠك ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل اﺒﺘداء ﻤن اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﺴﯿﻛون ﺠﻠﯿﺎ ﻟﻨﺎ ﻤدى وﺤدﺘﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ وﺘ ازﻤن اﻟﺘطو ارت ﻓﻲ ﻓروﻋﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠف ،واﻟذي ﯿطّﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﯿل اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻷورﺒﯿﯿن ﻟﻌﺎدة ﺘﻘرب اﻟﻌرب ﻤﻤن ﯿﻌﺘﺒروﻨﻬم رﺠﺎﻻ وﻨﺴﺎء ﻤﺒﺠﻠﯿن ﺒﺎﻟدﻓن ﺤول ﻗﺒورﻫم ،ﺘﺼﯿﺒﻪ دﻫﺸﺔ ﻋظﯿﻤﺔ واﺴﺘﻐ ارب ﻤن اﺴﺘﺨﻔﺎﻓﻬم ﺒﺎﻟﻌﻘل واﻟﻤﻨطق اﻟﺴﻠﯿم .ﻓﺎﻹﯿﻤﺎن ﺒﺎﻟﺴﺤر واﻟﺨ ارﻓﺎت ،اﻟذي ﯿﻨﺴﺒوﻨﻪ داﺌﻤﺎ ﻟﻠﻌرب ،ﯿﺒدو وﻛﺄﻨﻪ اﻨﻌﻛﺎس ﻟﻌﻘﻠﯿﺘﻬم ﻟﯿس إﻻ .ﻓﻘد اﻋﺘﺒروا أن ﻫذﻩ اﻟﻤداﻓن ﺤول اﻟﻘﺒور اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ دﻟﯿل ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻟﻌرب ﻗدﯿﻤﺎ ﻋﺎدة اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ اﻟﺒﺸرﯿﺔ! ﻓﺒﻌد ﻤوت اﻟﻤﻠك ،ﯿﺘم دﻓن ﺤﺎﺸﯿﺘﻪ ﻤﻌﻪ وﻫم أﺤﯿﺎء ﻟﯿﻌﻤﻠوا ﻋﻠﻰ ﺨدﻤﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻵﺨر! واﻟﻤﺸﻛﻠﺔ اﻟﺘﻲ واﺠﻬﺘﻬم ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻟﺘﻬم إﺜﺒﺎت ذﻟك ،أن ﺠﺜث ﻫذﻩ \"اﻷﻀﺎﺤﻲ اﻟﺒﺸرﯿﺔ\" ﻻ ﯿوﺠد ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ اﺴﺘﺨدام اﻟﻌﻨف ﻛﺘﺄﻛﯿد ﻋﻠﻰ ذﺒﺤﻬﺎ ﻟﺘدﻓن ﻤﻊ
اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻤﻠك ،ﻓﺎﻋﺘﺒروا ﺒﺄﻨﻬم دﻓﻨوا أﺤﯿﺎء .وﻫﻨﺎ ظﻬرت ﻤﺸﻛﻠﺔ أﺨرى وﻫﻲ أن ﻗﺒورﻫم وﺠﺜﺜﻬم ﻗد ﻛﺸف ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻨﺴﻘﺔ ﻓﻲ ﺼﻔوف ،ووﻀﻌﯿﺔ اﻟﻬﯿﺎﻛل واﺤدة ﻟﻬم ﺠﻤﯿﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺸﻛل اﻟﺠﻨﯿن ،وزﯿﻨﺘﻬم ﻤن ﻋﺼﺒﺔ اﻟ أرس وﺨوذ اﻟﺠﻨود وﻏﯿرﻫﺎ ﻓﻲ ﻤوﻀﻌﻬﺎ اﻟطﺒﯿﻌﻲ ،ﻤﻤﺎ ﯿؤﻛد ﻏﯿﺎب أي ﺤرﻛﺔ ﻤن ﻗﺒل ﻫذﻩ \"اﻷﻀﺎﺤﻲ\" ﻛﻤﺎ ﻫو ﻤﺘوﻗﻊ ﻨﺘﯿﺠﺔ دﻓﻨﻬم أﺤﯿﺎء .ﻓﻛﺎن ﻻ ﺒد ﻤن اﻟﺨروج ﺒﻨظرﯿﺔ ﻤﻔﺎدﻫﺎ أن أﻓ ارد ﻫذﻩ اﻟﺤﺎﺸﯿﺔ ﻛﺎن ﯿﺘم ﺘﺨدﯿرﻫم ﺒﺎﻟﺤﺸﯿش أو اﻷﻓﯿون ﺤﺘﻰ ﯿﻐﯿﺒوا ﻋن اﻟوﻋﻲ ﺜم ﯿﺘم دﻓﻨﻬم! 507واﻷﻏرب ﺤول ﻫذا اﻟﻤوﻀوع ،أن ﻓﻛرة \"اﻷﻀﺎﺤﻲ اﻟﺒﺸرﯿﺔ\" ﺘم ﺘطﺒﯿﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ وادي اﻟﻨﯿل أﯿﻀﺎ! وﻤﻊ أن اﻟﻨظرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺨرج ﺒﻬﺎ \"واﻟﺘر إﻤري\" دﻟت ﻋﻠﻰ ذﻛﺎء أﻛﺒر ﻤن \"ﻟﯿوﻨﺎرد ووﻟﻲ\" ،ﻓﻬو اﻋﺘﺒر أن اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ ﻛﺎن ﯿﺘم ﻗﺘﻠﻬم ﺒﺎﻟﺴم ،ﻋوﻀﺎ ﻋن ﻨظرﯿﺔ اﻟﺘﺨدﯿر ،إﻻ أن اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن ﺘﺨﻠوا ﻋن ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﺨ ارﻓﺎت ﻻﺤﻘﺎ واﻋﺘﻤدوا ﻤﺒدأ اﻟﺘﻘرب ﻤن اﻟﻤﻠك ﻋوﻀﺎ ﻋن ذﻟك 508.وﻗد اﻨﺤﺴر ﻫذا اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒوادي اﻟﻨﯿل ،وﻟﻛﻨﻪ اﺴﺘﻤر ﻓﻲ اﻟﻔ ارت .وﯿﻌود ذﻟك ،ﺒطﺒﯿﻌﺔ اﻟﺤﺎل، إﻟﻰ وﻀوح ﻓﻛرة اﻟﻤﻠك ﻛﺤﻠﻘﺔ وﺼل ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل وﻋﺠز اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻷورﺒﯿﯿن رؤﯿﺔ وﺤدﺘﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻌﻘﯿدة واﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ اﻟﺘﻲ دﻓﻌت ﺒﻌض ﻛﻬﻨﺔ/ﺤﻛﺎم ﻤدن اﻟﻔ ارت إﻟﻰ ﺘﺒﻨﻲ ذات اﻟﻤﻔﻬوم ﻟﻔﺘرة وﺠﯿزة ﻤن ﺘﺎرﯿﺨﻨﺎ ﻫﻨﺎك. 507راﺟﻊ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣدھش ھذا ﻟدى ووﻟﻲ ،أور اﻟﻛﻠداﻧﯾﯾن ،ص .47-46 508راﺟﻊ ﺗﺣﻠﯾل إﻣري ﻟدى ﻣﮭران ـ ﻣﺻر اﻟﻔراﻋﻧﺔ ،ص .274
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘوﺤﯿد ودورﻫﺎ ﻫﻨﺎك ﻛﺘﺎﺒﺎت ﻤﺘﺄﺨرة ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ د ارﺴﺘﻬﺎ ﺘﺤﻤل ﻤﺎدة ﺘﻤﺜل ﻤﻔﺎﺘﯿﺢ ﻤﺴﺎﻋدة ﻟﻤﺎ ﺴﺒق ﻓﻲ ﺸرح طﺒﯿﻌﺔ ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت .وﻤن ﻫذﻩ اﻟﻨﺼوص اﻟﺘﻲ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ د ارﺴﺘﻬﺎ ﻤﺎ ﯿﻌرف ﺒﺜﺒت اﻟﻤﻠوك. ﺜﺒت اﻟﻤﻠوك ،ﻛﻤﺎ ﺤﺠر ﺒﺎﻟﯿرﻤو ،ﻋﺒﺎرة ﻋن ﻗطﻊ ﻤﺒﻌﺜرة ﻤن اﻟﺤﺠر أو اﻟطﯿن ﺴﺠل ﻋﻠﯿﻬﺎ أﺴﻤﺎء وﻤدة ﺤﻛم ﻤﻠوك وادي اﻟﻔ ارت إن ﻛﺎﻨوا ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل أم اﻟﺠﻨوب .وﻟم ﯿﺤدث أن ﻋﺜر ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻛﺎﻤﻠﺔ ﺒﻬؤﻻء اﻟﻤﻠوك ﺒل أﺠ ازء ﻛﺸف ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻨﺎطق ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﺜل ﺘل أﺴﻤر وﻻرﺴﺎ وﻨﻔر وﺴوس وﻏﯿرﻫﺎ ،اﺘﻀﺢ ﺒﻌد د ارﺴﺘﻬﺎ أﻨﻬﺎ أﺴﻘطت ﻤن ﺤﺴﺎﺒﻬﺎ ﻤﻠوﻛﺎ ﻟﻬم آﺜﺎر ﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﺘدل ﻋﻠﻰ ﺤﻛﻤﻬم. وﻟﻌل أﻛﺒر ﻫذﻩ اﻟﻘطﻊ وأﻗرﺒﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻛﺎﻤﻠﺔ ﻛﺎﻨت ﺘﻠك اﻟﺘﻲ ﻋﺜر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻓﻲ ﻤدﯿﻨﺔ ﻻرﺴﺎ، ﺸﻤﺎل اﻟﻨﺎﺼرﯿﺔ ﺤﺎﻟﯿﺎ ،ﻓﻲ ﻋﺎم 1923واﻟﻤﻌروﻓﺔ ﺒﻤﻨﺸور وﯿﻠد-ﺒﻠﻨدل 509.أﻤﺎ أﻗدم اﻟﻘطﻊ اﻟﺘﻲ ﻋﺜر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻓﺘﻌود إﻟﻰ ﻤﺎ ﺒﯿن 2095 – 2112ق.م ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،ﻟﻌﻬد ﻤﺎ ﯿﻌرف ﺒﺴﻼﻟﺔ أور اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻓﻲ ﺤﯿن ﺘﻌود ﻏﺎﻟﺒﯿﺔ اﻟﻘطﻊ اﻷﺨرى إﻟﻰ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟﻔﯿﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م ،ﻟزﻤن اﻟدوﻟﺔ اﻟﺒﺎﺒﻠﯿﺔ اﻷوﻟﻰ. 510وﺘﺘﻔق ﻫذﻩ اﻟﻘطﻊ ﻤﻊ ﺤﺠر ﺒﺎﻟﯿرﻤو ،ﻓﻲ أﻨﻬﺎ ﺘﻌطﻲ اﺴم اﻟﻤﻠك وﻤدة ﺤﻛﻤﻪ ،وﻟﻛﻨﻬﺎ ﺘﺨﺘﻠف ﻤﻌﻪ ﻤن ﺤﯿث ﻏﯿﺎب ذﻛر اﻷﺤداث اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺠرت ﻓﻲ ﻋﻬد ﻫؤﻻء اﻟﻤﻠوك واﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤوا ﺒﻬﺎ إﻻ ﻓﯿﻤﺎ ﻨدر .ﻓﺤﯿن ﺘذﻛر ﺸﯿﺌﺎ ﻤن اﻷﺤداث اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻬد ﺒﻌض اﻟﻤﻠوك ،ﻛﻤﺎ ﻟﻠﻤﻠك ﺸﺎرو ﻛﯿن ﻤﺜﻼ ،ﺘﺴﺘﺨدم ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤﻠوك ﺠﻤل ﻋﻠﻰ ﻨﻤط واﺤد ﺘﻘرﯿﺒﺎ وﺘﺸﺒﻪ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻌﻀﺎ، ﺘﺘﻨﺎول وﺼﻔﺎ ﻟﻨﺸﺄة اﻟﻤﻠك وﺒﻌض أﻋﻤﺎﻟﻪ دون ﺘﻤﯿﯿز أو ﺘﻔﻀﯿل واﻀﺢ ﻷﺤدﻫم ﻋﻠﻰ اﻵﺨر511. وﻫذا أﻤر ﻤﺘوﻗﻊ ﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔرق ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟوادﯿﯿن ﻓﻲ اﻟﻨظر إﻟﻰ اﻟﻤﻠك ﻛﻤﺼدر ﺒدﺌﻲ ﻟﻸﻓﻌﺎل وذي 509ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﻠوك ﺳوﻣر ،ﺛورﻛﻠد ﺟﺎﻛوﺑﺳن ،ص ) 2ﺑﺎﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ( .وﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻧوه ﺑﺷدة إﻟﻰ أن اﻟﻌﻧوان اﻟذي أطﻠﻘﮫ اﻟﻌرب ﻓﻲ وادي اﻟﻔرات ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻘواﺋم ﻛﺎن \"اﻟﻣﻠوﻛﯾﺔ\" وﻟﯾس ﻣﻠوك ﺳوﻣر .ﻓﻌﻧوﻧت ھذه اﻟﻘواﺋم ﺗﺣت اﺳم \"ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﻠوك ﺳوﻣر\" ھو إﺿﺎﻓﺔ ﻣن ﻋﻣل اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻷورﺑﯾﯾن ﻓﻲ ﺳﻌﯾﮭم اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ وﺟود ﺷﻌب ﻏرﯾب ﻓﻲ ﺟﻧوب اﻟﻔرات اﺳﻣﮫ اﻟﺳوﻣرﯾون ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وأﺷرﻧﺎ .وﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻛﺎن ﻋﻧوان اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ \" ﻧﺎم ﻟو ﺟل\" .وﻣﺻطﻠﺢ \"ﻟو ﺟل\" أو \"ﻟو ﺟﺎل\" ﺗﻌرﻓﻧﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟرﺟل اﻟﺟﻠﯾل اﻟذي ﻛﺎن ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺗم ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟطوارئ .أﻣﺎ ﻛﻠﻣﺔ ﻧﺎم ،أو ﻧم ،ﻓﮭﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟدﻧﯾﺎ أو اﻟﺣﯾﺎة ﺣﯾث ﺗﻌﻧﻲ ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻧﺎﻣﺔ ﺣﯾﺎة اﻟﻧﻔس ،وأﺳﻛت ﷲ ﻧﺎ ّﻣﺗﮫ أي أﻣﺎﺗﮫ .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻧم ﻟو ﺟل ﻗد ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ \"ﻣﻠوك اﻟدﻧﯾﺎ\" أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟك. 510ﻣﻠﺣﻣﺔ ﺟﻠﺟﺎﻣش ،طﮫ ﺑﺎﻗر ،ص .243 511ﺟﺎﻛوﺑﺳن ،ص .143
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸرة ﺒﺎﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ .وﻫﻲ ﺘﺨﺘﻠف ،ﺘﺒﻌﺎ ﻟذﻟك ،ﻓﻲ ﺘوزﯿﻌﻬﺎ ﻟﻬؤﻻء اﻟﻤﻠوك .ﻓﺤﺠر ﺒﺎﻟﯿرﻤو وﻀﻊ ﺨطﺎ ﻓﺎﺼﻼ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﻠوك ﺘﻤﺜل ﺒﻘﯿﺎم اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ اﻟﻤوﺤدة ،ﻓﻘ ّﺴم ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﻠوك \"اﻟﻤﺒﺠﻠون\" اﻟذﯿن ﺤﻛﻤوا ﻗﺒل اﻟوﺤدة ﺜم وزع ﻤﻠوك ﻤﺎ ﺒﻌد اﻟوﺤدة ﺤﺴب اﻷﺴ ارت اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻤﻨﺘﻬﯿﺎ ﺒﻤﻨﺘﺼف اﻷﺴرة اﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ،ﺤواﻟﻲ 2400ق.م .أﻤﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻓﻘد ﻛﺎن اﻟﺨط اﻟﻔﺎﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﻠوك ﻤﺘﻤﺜﻼ ﺒﻤﺎ ﯿﻌرف ﺒﺎﻟطوﻓﺎن اﻟﻌظﯿم ،ﻓﻘ ّﺴﻤﻬم ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﻠوك اﻟذﯿن ﺤﻛﻤوا ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن واﻟﻤﻠوك اﻟذﯿن ﺤﻛﻤوا ﺒﻌد اﻟطوﻓﺎن ﻤوزﻋﺎ إﯿﺎﻫم ﺤﺴب اﻟﻤدن اﻟﺘﻲ ﺤﻛﻤوﻫﺎ ﻻ ﺤﺴب أﺴ ارت ،وﺘﻨﺘﻬﻲ ﻤﻌظﻤﻬﺎ ﺒﺒداﯿﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺒﺎﺒﻠﯿﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺤواﻟﻲ 2000ق.م. واﻟﻤﻠﻔت ﻟﻼﻨﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺘوزﯿﻊ أن ﺘوارث اﻟ ُﻤﻠك ﻤن اﻷب إﻟﻰ اﻻﺒن ،ﻛﺄﺴ ارت ﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤدن ،ﻟم ﯿﺒدأ ﺒﺎﻟظﻬور إﻻ ﺒﻌد اﻟطوﻓﺎن وﺤﺘﻰ ﻫذا ﻻ ﯿﻨطﺒق ﻋﻠﻰ ﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤﻠوك .ﻤﻤﺎ ﯿؤﻛد ﻤﺎ ذﻫﺒﻨﺎ إﻟﯿﻪ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻤن أن اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻋﻠﻰ اﻤﺘداد وادي اﻟﻔ ارت ﻛﺎن ﺘرﻛﯿزﻩ ﻋﻠﻰ اﻷم واﻷب ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻻ اﻻﺒن ﻤﻤﺎ اﻨﻌﻛس ﻋﻠﻰ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟوادي .واﻷﻫم ﻓﻲ اﻟﺘوزﯿﻊ ﺤﺴب اﻟﻤدن أﻨﻪ ﯿﻌزز ﻤﺎ ذﻫﺒﺎ إﻟﯿﻪ ،أﯿﻀﺎ ،ﺤول ﻤﻔﻬوم اﻟوﺤدة ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت. ﻓرﻤز اﻟوﺤدة ﻟم ﯿﻛن اﻟﻤﻠك وأﺴرﺘﻪ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺒل ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻤﺘﺒﻨﺎة ﻤن ﻗﺒل ﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤدن. وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻟم ﯿﺘﺴم ﺘﺎرﯿﺦ وادي دﺠﻠﺔ واﻟﻔ ارت ﺒﻘﯿﺎم ﻤﻤﺎﻟك ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋن ﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌض ،ﻋﻠﻰ ﻏ ارر وادي اﻟﻨﯿل .ﻟذﻟك ،ظﻬرت ﺠﻤﯿﻊ ﻗطﻊ اﻷﻟواح اﻟﺘﻲ ﻋﺜر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻟﺜﺒت اﻟﻤﻠوك ،وﺒﻐض اﻟﻨظر ﻋن ﻤﻨﺸﺄﻫﺎ ،وﻗد ﻛﺘﺒت ﺘﺤت ﺘﺄﺜﯿر ﻨظرة اﻋﺘﺒرت أن ﺠﻤﯿﻊ ﻤدن وادي دﺠﻠﺔ واﻟﻔ ارت\" ،ﻛﺎﻨت داﺌﻤﺎ وأﺒدا ﻤﻤﻠﻛﺔ واﺤدة .وداﺨل ﻫذﻩ اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ ﻗد ﺘﺘﻐﯿر اﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﻤن ﻤدﯿﻨﺔ إﻟﻰ أﺨرى ،وﻟﻛن ﻛﺎن ﻫﻨﺎك داﺌﻤﺎ ﻤﻠك واﺤد .وﺤﺎﻛم أي ﻤدﯿﻨﺔ ﯿﺴﺘطﯿﻊ أن ﯿﺼﺒﺢ ﻤﻠك اﻟﺒﻼد إذا ﻨﺠﺢ ﺒﻬزﯿﻤﺔ اﻟﻌﺎﺼﻤﺔ وﻨﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻤدﯿﻨﺘﻪ 512\".ﻓﺘم ،ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﺘوزﯿﻊ اﻟﻤﻠوك ﺤﺴب اﻟﻤدن اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﻋواﺼم ﻟﻬذﻩ اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ ﻓﻲ زﻤن ﻤﺎ ﻟﻠﺘﺄﻛﯿد ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺤدة اﻟﺒدﺌﯿﺔ ﻟﻠوادي .وﻫذﻩ اﻟﻨظرة ﺘﺘﻌﺎرض ،ﺒﺎﻟطﺒﻊ ،ﺒﺸﻛل واﻀﺢ ﻤﻊ ﻨظرة ﻋرب وادي اﻟﻨﯿل إﻟﻰ ﺨﺼوﺼﯿﺔ ﺘﺎرﯿﺨﻬم ﻛﻤﻤﺎﻟك ﺘوﺤدت ﺤول رﻤز اﻟﻤﻠك ﺒﺴﻠطﺘﻪ اﻟﻤطﻠﻘﺔ. 512اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص ) .140-139اﻟﺗرﺟﻣﺔ ﻟﻣؤﻟف ھذا اﻟﺑﺣث(.
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وآﺨر ﻤﺎ ﻨود ﻟﻔت اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ إﻟﯿﻪ ﺤول اﻟﻔرق ﻤﺎ ﺒﯿن ﺜﺒت ﻤﻠوك وادي اﻟﻨﯿل وﺜﺒت ﻤﻠوك وادي اﻟﻔ ارت ﻫو ﺘﺎرﯿﺦ ﻛﺘﺎﺒﺘﻬﻤﺎ .ﻓﺤﺠر ﺒﺎﻟﯿرﻤو أﻗدم ﻤن ﺜﺒت اﻟﻔ ارت ﺒﻤﺎ ﻻ ﯿﻘل ﻋن 300ﺴﻨﺔ .وﻗد ﯿﻌود ﻫذا ﻟﻤﺤدودﯿﺔ اﻟﺘﻨﻘﯿب ﻋن اﻵﺜﺎر ،وﻟﻛن ﻟﯿس ﺒﺎﻟﻀرورة .ﻓﻤن وﺤﻲ اﻻﺨﺘﻼف اﻟﺒدﺌﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ،ﻟﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ ظﻬور اﻫﺘﻤﺎم ﻤﺒﻛر ﺒﻘواﺌم اﻟﻤﻠوك ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ وادي اﻟﻔ ارت. ﻓﺎﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠك وأﺴرﺘﻪ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻛرﻤز ﻟﻠوﺤدة ﯿﻘودﻨﺎ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺒﺄن ﺤﺠر ﺒﺎﻟﯿرﻤو اﻋﺘﻤد ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎدر ﻤوﺜﻘﺔ أﻗدم ﻤﻨﻪ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ ﺜﺒت ﻤﻠوك اﻟﻔ ارت .ﻓﻠوﺤﺔ ﻤﺜل ﻟوﺤﺔ اﻟﻤﻠك \"اﻟﻌﻘرب\" واﻟﻤﻠك \"ﻨﻌر ﻤر\" واﻟﻤﻠك \"اﻟﺜﻌﺒﺎن\" أو \"ﺠت\" وﻤﻘﺎﺒر اﻟﻤﻠوك اﻟرﻤزﯿﺔ ،ﻻ ﻨﺠد ﻟﻬﺎ ﻤﺜﯿﻼ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺘرة اﻟزﻤﻨﯿﺔ .وﻤﺎ ﯿؤﻛد ﻟﻨﺎ وﺠود ﻫذﻩ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤوﺜﻘﺔ ،أﯿﻀﺎ ،أن ﻤدد ﺤﻛم اﻟﻤﻠوك وأﺴ ارﺘﻬم ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل اﺒﺘداء ﻤن 3000ق.م ،ﻛﻤﺎ ظﻬرت ﻋﻠﻰ ﺤﺠر ﺒﺎﻟﯿرﻤو ،ﻛﺎﻨت ﻤﺘﺴﻘﺔ إﻟﻰ ﺤد ﻛﺒﯿر ﻤﻊ اﻟﻠﻘﻰ اﻵﺜﺎرﯿﺔ وأﻋطت ﻟﻠﻤﻠوك ﺴﻨﯿن ﺤﻛم ﻤﻨطﻘﯿﺔ .ﻓﻲ ﺤﯿن أن ﻤدد ﺤﻛم اﻟﻤﻠوك وأﺴ ارﺘﻬم ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻻ ﺘﺒدأ ﺒﺎﻻﺘﺴﺎق ﻤﻊ اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻵﺜﺎرﯿﺔ إﻻ ﻓﯿﻤﺎ ﺒﻌد 2500ق.م وﺒﺸﻛل أدق ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻷﻛﺎدﯿﺔ .ﻓﻤﺜﻼ ،ﺜﺒت ﻤﻠوك اﻟﻔ ارت أﺸﺎر إﻟﻰ أﻨﻪ ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن ﺤﻛم ﺜﻤﺎﻨﯿﺔ ﻤﻠوك ﻓﻲ ﺨﻤس ﻤدن ﺒﻠﻐت ﻤدة ﺤﻛﻤﻬم 241000ﺴﻨﺔ ﺘﻘرﯿﺒﺎ! 513وﻤن ﺒﻌد اﻟطوﻓﺎن وﺤﺘﻰ اﻟﻤﻠك ﺸﺎرو ﻛﯿن اﻷﻛدي ،ﯿﺸﯿر اﻟﺜﺒت إﻟﻰ أن 73ﻤﻠﻛﺎ ﻗد ﺤﻛﻤوا ﻟﻤدة 31481ﺴﻨﺔ ﺘﻘرﯿﺒﺎ ،أي ﺒﻤﻌدل 431ﺴﻨﺔ ﻟﻛل ﻤﻨﻬم 514.وﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﻤدد اﻟﺨﯿﺎﻟﯿﺔ ﺘدل ﺒﺸﻛل واﻀﺢ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺎب ﻤﺼﺎدر ﻤوﺜﻘﺔ ﻗدﯿﻤﺔ ﺘم اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﯿﻬﺎ .وﻫذا أﻤر ﻤﺘوﻗﻊ ،ﻛﻤﺎ ﻛررﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﻻﻨﺘﻔﺎء اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠك ﻛرﻤز ﻟﻠوﺤدة ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻤﺘﺒﻨﺎة ﻤن ﻗﺒل ﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤدن .وﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯿﻤﻨﻌﻨﺎ ﻤن أن ﻨﻔﺘرض ﺒﺄن اﻷﺴﻤﺎء وﻤدد اﻟﺤﻛم ﻫذﻩ ﻻ ﺘﻌود ﺒﺎﻟﻀرورة إﻟﻰ أﺸﺨﺎص ﻤﻌﯿﻨﯿن وﻟﻛن إﻟﻰ أﻗوام ﺒﺤﯿث ﻻ ﯿﻤﺜل اﻻﺴم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ إﺸﺎرة إﻟﻰ ﻤﻠك وﻟﻛن إﻟﻰ ﻗوم ﺤﻛﻤوا ﻓﺘرة زﻤﻨﯿﺔ ﻤﺤددة .ﻟذﻟك ،ﺤﯿن أﺨذ اﻟﻌرب ﻓﻲ اﻟﻔ ارت ﺒﺎﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠك ،ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻟﻨﺼف اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤن ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ،ﻟم ﯿﺠدوا ﻤ ارﺠﻊ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻬم ﺒﺈﻋطﺎء ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻟﺘﺴﻠﺴل اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ ﻓﻲ ﻤﻨطﻘﺘﻬم ،ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻓظﻬرت ﺒﺸﻛﻠﻬﺎ اﻷﺴطوري ﻫذا .ﺒل إن اﻟﺨطوة اﻟﺘﻲ أﺨذوﻫﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺘﺠﺎﻩ ﻫﻲ ﺒﺤد ذاﺘﻬﺎ دﻟﯿل ﻋﻠﻰ ﺤدوث ﺘﻌدﯿل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻛﺎﻨت ﺒداﯿﺘﻪ اﻟﺘﻲ 513ﻣﻠﺣﻣﺔ ﺟﻠﺟﺎﻣش ،طﮫ ﺑﺎﻗر ،ص .243 514ﺟﺎﻛوﺑﺳن ،ص .111 – 77وﺗﺗﺧﻠل ھذه اﻟﻔﺗرة أرﺑﻊ ﻣﻠوك ﺳﻧوات ﺣﻛﻣﮭم ﻏﯾر واﺿﺣﺔ ،وأول 23ﻣﻠﻛﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻛﺎن ﻣﻌدل ﺣﻛم اﻟواﺣد ﻣﻧﮭم 1065ﺳﻧﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ.
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ درﺴﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻨﻲ .وﻫﻲ ﺨطوة ﻛﺎن ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ أن ﺘﻘرﺒﻬم أﻛﺜر ﻤن وادي اﻟﻨﯿل ﻤﺜل اﻟﺨطوة اﻟﺘﻲ اﺘﺨذﻫﺎ وادي اﻟﻨﯿل اﻗﺘ ارﺒﺎ ﻤﻨﻬم ﻓﻲ ﻋودة ﻟﺘﺠﺎﻨس أﻛﺒر ﻤﺎ ﺒﯿن ﻤ ارﻛز ﺤﻀﺎرﺘﻨﺎ اﻟﻌرﺒﯿﺔ. وﻟﻛن ،إذا ﻛﺎن \"ﺜﺒت ﻤﻠوك\" اﻟﻔ ارت ﻗد ﻨﺴﺞ ﺘﺤت ﺘﺄﺜﯿر ﺘﻌدﯿل ﺠدﯿد ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ،ﻓﺈﻟﻰ أي ﻤدى ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ اﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻛﻤﺼدر ﺘﺎرﯿﺨﻲ ﻤوﺜوق ﻨﺴﺘدل ﺒﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺒدﺌﯿﺔ وﺸﻛل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن ﺠواﻨب اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻬﻤﺎ ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟﻔﯿﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م؟ إﻟﻰ أي ﻤدى ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ اﺴﺘﻐﻼل أﺴﻤﺎء اﻟﻤﻠوك ،ﻤﺜﻼ ،ﻟﺘوﻀﯿﺢ اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﻤﻌﺘﻤدة؟ وﻤﻊ ﻤﻌرﻓﺘﻨﺎ ﺒوﺠود اﺨﺘﻼف ﺒﯿن ﺠﻨوب وﺸﻤﺎل اﻟوادي ﻓﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻤﻊ ﻤطﻠﻊ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،ﻫل ﺒﺈﻤﻛﺎﻨﻨﺎ ﺘﻌﻤﯿم ﻤﺎ ﻨﺴﺘﺨﻠﺼﻪ ﻤن ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻋﻠﻰ اﻟوادي ﻛﻛل؟ اﻟطوﻓﺎن ﻏﻤرو ﻻ ﯿوﺠد ﻤﺎ ﯿﻤﻨﻊ اﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺜﺒت اﻟﻤﻠوك ﻛوﺜﯿﻘﺔ ﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ واﺴﺘﻐﻼﻟﻪ ﻓﻲ رﺴم ﻤﻼﻤﺢ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ ﻟوادي اﻟﻔ ارت واﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن ﺠواﻨﺒﻬﺎ إذا أﺨذﻨﺎ ﺒﻌﯿن اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻤﺎ ذﻛرﻨﺎﻩ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻋن ﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء ﻤﻘﺎﺒل ﻤﻔﻬوم اﻟﺘوﻓﯿق ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ .ﻓﻔﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻛﺎن ﺒﺈﻤﻛﺎﻨﻨﺎ د ارﺴﺔ أﻫﻤﯿﺔ اﻟرﻤز ﻤن ﺨﻼل ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻀﻤن اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟرﺴﻤﯿﺔ واﻟﻤﺴﺎﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌطﻰ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻘوش .وﻫذا ﯿﻌﻨﻲ أن اﻟرﻤوز اﻟﺒدﺌﯿﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﺘﻘف ﻋﻠﻰ أرس اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ أوﻻ ﻗﺒل أن ﺘﺸﺎرﻛﻬﺎ وﺘﻨدﻤﺞ ﻓﯿﻬﺎ اﻟرﻤوز اﻷﺨرى .أﻤﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﺄﻫﻤﯿﺔ اﻟرﻤز ﺴﺘﺄﺘﻲ أﺴﺎﺴﺎ ﻤن ﻤوﻗﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺴﻠم اﻷﻫﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﺒت ﺒﺤﯿث ﺘﻘف اﻟرﻤوز اﻟﺒدﺌﯿﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ أرس اﻟﺜﺒت ﺒل ﺒﺎﻟﻌﻛس ﻋﻠﻰ اﻟدرﺠﺎت اﻷدﻨﻰ وﺘظﻬر اﻟرﻤوز اﻟﺠدﯿدة ﻋﻠﻰ أرس اﻟﺜﺒت .وﻫذا ﯿﺼﻠﺢ ،أﯿﻀﺎ ،ﻓﻲ وﺼف اﻟﻘﺼص واﻷدﺒﯿﺎت اﻟدﯿﻨﯿﺔ اﻟﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﻬذﻩ اﻟرﻤوز .ﻓﺎﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺠدﯿد ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﺴﯿطرح ﻗﺼﺼﺎ وأدﺒﯿﺎت ﺠدﯿدة ﻟم ﺘﻛن ﻤﺘداوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﻀﻲ .وﻟﻛﻨﻪ ﻟن ﯿﺘﺨﻠﻰ ﻋن اﻟﻘﺼص واﻷدﺒﯿﺎت اﻟﻘدﯿﻤﺔ ﺒل ﺴﯿﺤﺘوﯿﻬﺎ ٕوان ﻛﺎن ﺘرﺘﯿﺒﻬﺎ ﺴﯿﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ درﺠﺔ أدﻨﻰ .وﻋدم ﻓﻬم آﻟﯿﺔ ﻋﻤل اﻻﺤﺘواء ﻫذا ﻗد ﺘﻘود إﻟﻰ ﺨﻠط وأﺨطﺎء ﻤدﻫﺸﺔ أﺤﯿﺎﻨﺎ ﻓﻲ أﺴﻠوب ﺘﻨﺎول ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ.
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﻛﻤﻘدﻤﺔ ﻷﺴﻠوب د ارﺴﺘﻨﺎ ﻫذا ﺴﻨﺒدأ ﺒﺎﻟطوﻓﺎن اﻟﻌظﯿم )ﻏﻤرو ﺒﺎﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ( ،اﻟذي اﺴﺘﺨدم ﻛﺨط ﻓﺎﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﻠوك ﻓﻲ اﻟﺜﺒت ،واﻟذي ﯿﻌﺘﺒر ﻤن اﻷﺤداث اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﻗﻠﺘﻬﺎ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺠزﯿرة ووادي دﺠﻠﺔ واﻟﻔ ارت .إﻨﻪ ﯿﻤﺜل ﻟﻨﺎ ﻤﻔﺘﺎﺤﺎ ﺜﺎﻨﯿﺎ ﻓﻲ ﺤل اﻟﻐﻤوض اﻟذي ﯿﻛﺘﻨف أﺤداث اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ﻟﻸﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت .ﻓﻔﻲ ﻤدﯿﻨﺔ أور ﻋﻤد اﻟﺒﺎﺤﺜون إﻟﻰ ﻋﻤل ﻋدد ﻤن اﻟﺤﻔر اﻻﺴﺘﻛﺸﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ ﻤواﻗﻊ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤن اﻟﻤدﯿﻨﺔ دﻟت ﻋﻠﻰ وﺠود طﺒﻘﺔ ﻏرﯿﻨﯿﺔ ﺴﻤﯿﻛﺔ ،ﺘﺘ اروح ﻤﺎ ﺒﯿن 4 – 1أﻤﺘﺎر ،ظﻬرت ﺨﺎﻟﯿﺔ ﻤن اﻵﺜﺎر اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ .ﺒل ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟطﺒﻘﺔ ﻛﺤد ﻓﺎﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻵﺜﺎر اﻟﻌﺎﺌدة ﻟﻸﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ ق.م وﺘﻠك اﻟﻌﺎﺌدة ﻟﻸﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .ﻓﻬل ﯿدل ﻫذا ﻋﻠﻰ أن اﻟطوﻓﺎن اﻟﻌظﯿم ﻗد ﺤدث ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ﺤول 3000ق.م؟ ﻓﻲ ﻤدﯿﻨﺔ ﻛﯿش ﺘم اﺘﺒﺎع أﺴﻠوب اﻟﺤﻔر ذاﺘﻪ ﻤﻤﺎ ﻛﺸف ﻋن وﺠود طﺒﻘﺔ ﻤن اﻟطﻤﻲ ﯿﺒﻠﻎ ﺴﻤﻛﻬﺎ ﻗ ارﺒﺔ 45ﺴم ﺘﻔﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن آﺜﺎر اﻷﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م 515.ﻓﻬل ﯿؤﻛد ﻫذا ﻋﻠﻰ ﺤدوث اﻟطوﻓﺎن ﻓﻲ 3000ق.م؟ وﻫل ﯿﻘف ﻫذا و ارء ﺘﺒرﯿر ﺒﻌض اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻷورﺒﯿﯿن اﻨﺘﻘﺎل اﻟﺜﻘل اﻟﺤﻀﺎري ﻟوادي اﻟﻔ ارت ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ﻟﻬذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ﻤن \"اﻟﺸﻌب اﻟﺴوﻤري\" ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب إﻟﻰ اﻟﻌرب ﻓﻲ وﺴط وﺸﻤﺎل اﻟوادي؟ ﯿﻘدر اﻟﺒﺎﺤﺜون أﻨﻪ ﺤﺴب اﻟوﺼف اﻟذي ﺠﺎء ﻟﻠطوﻓﺎن ﻓﻲ أدﺒﯿﺎت ﻋرب اﻟﻔ ارت ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺴﯿل اﻟﻌرم ﻤﻘﺘﺼ ار ﻋﻠﻰ ﺠﻨوب اﻟوادي ﻤﻐرﻗﺎ ﻛل اﻟﻤﻨطﻘﺔ .ﻓﻤﺴﺎﺤﺔ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﻏﻤرﻫﺎ ﺘﻘدر ﺒﺤواﻟﻲ 644ﻛﻠم طوﻻ × 161ﻛﻠم ﻋرﻀﺎ ،ﻤﻤﺎ ﻛﺎن ﻛﺎﻓﯿﺎ ﻟﻐﻤر اﻟوادي ﺒﺄﺴرﻩ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎء اﻟﻤدن اﻟﻌﻠﯿﺎ 516.وﻤﻊ ذﻟك ،ﻟم ﯿﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ أﯿﺔ طﺒﻘﺎت ﻤن اﻟطﻤﻲ ﻓﻲ أرﯿدو واﻟورﻛﺎء ﺸﺒﯿﻬﺔ ﺒﻤدﯿﻨﺔ أور وﻛﯿش .ﺒل إن اﻟﻌﻤق اﻟذي اﻛﺘﺸﻔت ﻋﻠﯿﻪ ﻫذﻩ اﻟطﺒﻘﺎت وﺴﻤﻛﻬﺎ ﻓﻲ أور ،ﻤﺜﻼ ،ظﻬر ﻤﺘﻔﺎوﺘﺎ ﺒﺸﻛل ﻛﺒﯿر ﻤﺎ ﺒﯿن ﺤﻔرة وأﺨرى ﻤﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺘ ارﻛﻤت ﻓﻲ ﻓﺘ ارت ﻤﺘﻔﺎوﺘﺔ وﻻ ﺘؤﯿد ﺤدوث طوﻓﺎن واﺤد ﻋظﯿم ﻛﻤﺎ ﺘﻨﺎوﻟﺘﻪ اﻷدﺒﯿﺎت 517.ﻓﺄﯿن ﺤدث ﻫذا اﻟطوﻓﺎن ﺒﺎﻟﻀﺒط إذن ،وﻤﺎ ﻫو 515ﺑﺧﺻوص اﻟﺣﻔرﯾﺎت ﻓﻲ أور وﻛﯾش ،راﺟﻊ ﻓﯾﺿﺎﻧﺎت ﺑﻐداد ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،أﺣﻣد ﺳو ةس ،ص .189-188 516ﺣﺿﺎرة وادي اﻟراﻓدﯾن ،اﻟﺟزء اﻷول ،أﺣﻣد ﺳوﺳﺔ ،ص .204 517ﻓﯾﺿﺎﻧﺎت ﺑﻐداد ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،أﺣﻣد ﺳوﺳﺔ ،ص .194-191
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺤﺠم اﻷ ارﻀﻲ اﻟﺘﻲ ﻏﻤرﻫﺎ؟ ﻫل ﻛﺎن ﺤدﺜﺎ ﻤﺤﻠﯿﺎ ﺘم ﺘﻀﺨﯿﻤﻪ ﻤﻊ اﻟوﻗت؟ ﻫل ﺤدث ﻓﻲ ﻤﻛﺎن آﺨر ﻏﯿر وادي اﻟﻔ ارت ﺜم أﻟﺤق ﺒﺄدﺒﯿﺎﺘﻪ ﻓﯿﻤﺎ ﺒﻌد؟ ﯿﺸﯿر اﻷﺴﺘﺎذ أﺤﻤد ﺴوﺴﺔ إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟﺘﻨﺎﻗض ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺎت اﻟﺤﻔرﯿﺔ ﯿﻌد \"ﻤن اﻟﻘﻀﺎﯿﺎ اﻟﻐﺎﻤﻀﺔ ﻓﻲ ﻤوﻀوع اﻟطوﻓﺎن اﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺘدﻗﯿق وﺘوﻀﯿﺢ ﺒل إﻋﺎدة ﻨظر ﻓﻲ ﻛﺜﯿر ﻤن اﻵ ارء اﻟﺴﺎﺌدة ﺒﯿن اﻷوﺴﺎط اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺨﺘص ﺒﺘﺎرﯿﺦ وﺘﻛوﯿن اﻟطوﻓﺎن 518\".وﻓﻲ د ارﺴﺘﻪ ﻟﻸدﺒﯿﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ،ﯿﻠﻔت اﻷﺴﺘﺎذ طﻪ ﺒﺎﻗر اﻟﻨظر إﻟﻰ أن ﻤﻌظم اﻷدﺒﯿﺎت واﻟﻨﺼوص اﻟﻤﺴﻤﺎرﯿﺔ ﻟوادي اﻟﻔ ارت ظﻬرت ﻤدوﻨﺔ ﺒﺄﺴﻠوب اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﻌرﺒﻲ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ،وأن أﻗدم اﻹﺸﺎ ارت واﻟﻘﺼص ﺤول اﻟطوﻓﺎن وﻏﯿرﻩ ﻤن اﻟﻤﻼﺤم ﺘﻌود إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺒﺎﺒﻠﯿﺔ اﻷوﻟﻰ ،إﺒﺎن اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م .أﻤﺎ اﻷدﺒﯿﺎت اﻟﻤدوﻨﺔ ﺒﺄﺴﻠوب اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﺴوﻤرﯿﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺘﻌود إﻟﻰ ﻋرب ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ،ﻓﻘد ظﻬر واﻀﺤﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺄن اﻟطوﻓﺎن ﻟم ﯿﻛن ﯿﻤﺜل ﺠزءا ﻤﻬﻤﺎ ﻤن ﻤﺂﺜرﻫﺎ 519.وﻫذا ﻻ ﯿﻌﻨﻲ اﻟﺸﻲء اﻟﻛﺜﯿر ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻷن أﺴﻠوب اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﺴوﻤري ﻻ ﯿﻤﺜل ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ،وﻻ ﻨﻤﻠك أي ﻨص أدﺒﻲ ﺒﺎﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﺴوﻤرﯿﺔ أﻗدم ﻤن 2300ق.م ،أي ﺒﻌد ﻗﯿﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻷﻛﺎدﯿﺔ واﻟﺘﻌدﯿل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة .وﻟﻛن ﻤﻼﺤظﺔ طﻪ ﺒﺎﻗر ﺘدل ﻋﻠﻰ أن ﻋرب ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ﻟم ﯿﻤﺜل ﻟﻬم اﻟطوﻓﺎن ﺤدﺜﺎ ﻤﻤﯿ از .ﻓﻤﺎذا ﯿﻌﻨﻲ ذﻟك؟ ﻓﻲ ﺘﺤﻠﯿﻠﻪ ﻟﻘﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن و\"ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻨوح\" ﻓﻲ اﻟﺘو ارة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،ﯿﻘول اﻷﺴﺘﺎذ ﻛﻤﺎل اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ ﺒﺄﻨﻪ \"ﯿﺴود اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺒﺄن ﻫذﻩ اﻟرواﯿﺔ ﻤﺄﺨوذة ﻋن رواﯿﺔ ﻋ ارﻗﯿﺔ أﻗدم ﻤﻨﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن اﻟواردة ﻓﻲ ﻤﻠﺤﻤﺔ ﺠﻠﺠﺎﻤش .ﻟﻛن اﻷرﺠﺢ أن اﻟﻌﻛس ﻫو اﻟﺼﺤﯿﺢ .ﻓﻠو ﻛﺎﻨت اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻌ ارﻗﯿﺔ ﻫﻲ اﻟﻘﺼﺔ اﻷﺼﻠﯿﺔ ،ﻟﻔﻌﻠت ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠت اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺼﯿﻨﯿﺔ ،ﻓﻌزت اﻟطوﻓﺎن إﻟﻰ ﻓﯿﻀﺎن اﻷﻨﻬر اﻟذي ﯿﺄﺘﻲ ﺒﺴﺒب ذوﺒﺎن اﻟﺜﻠوج ﻓﻲ اﻟﺠﺒﺎل أﻛﺜر ﻤﻨﻪ ﺒﺴﺒب اﻟﻤطر اﻟﻐزﯿر .واﻟواﻗﻊ أن اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻌ ارﻗﯿﺔ ﻻ ﺘﺘﺤدث ﻋن ﻓﯿﻀﺎن ﻟﻸﻨﻬر ،ﺒل ﻋن ﺴﯿل ﻋرم ﻨﺎﺘﺞ ﻋن ﻤطر ﻋظﯿم .وﻤﺜل ﻫذا اﻟﺴﯿل ﻟﯿس ﻤﺄﻟوﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌ ارق ،ﺒل ﻫو ﻤن ﻤ ازﯿﺎ اﻟﻤﻨﺎطق اﻟﻐرﺒﯿﺔ ﻤن ﺠزﯿرة اﻟﻌرب…وﻟذﻟك ،ﻟﯿس ﻫﻨﺎك ﻤﺎ ﯿﺒرر اﻻﻋﺘﻘﺎد 518اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .191 519ﻣﻠﺣﻣﺔ ﺟﻠﺟﺎﻣش ،طﮫ ﺑﺎﻗر ،ص .203ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن أﻗدم ﻧص أدﺑﻲ ﻛﺗب ﺑﺎﻷﺳﻠوب اﻟﺳوﻣري ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭم رواﯾﺔ اﻟطوﻓﺎن ،ﯾﻌود إﻟﻰ اﻟﻧﺻف اﻷول ﻣن اﻷﻟف اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ق.م.
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺒﺄن اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻌ ارﻗﯿﺔ ﻟﻠطوﻓﺎن ﻫﻲ اﻷﺼل اﻟذي أﺨذت ﻋﻨﻪ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘو ارﺘﯿﺔ .ﺒل ﻫﻨﺎك ﻛل ﻤﺎ ﯿﺒرر اﻟﻘول ﺒﺄن اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻌ ارﻗﯿﺔ ﻫﻲ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻤﻨﻘوﻟﺔ ﻻ اﻷﺼﻠﯿﺔ ،وﻗد أﺨذت ﻋن اﻟﻘﺼﺔ اﻷﻗدم ﻤﻨﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ارﺌﺠﺔ ﻓﻲ ﺸﺒﻪ اﻟﺠزﯿرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻗﺒل أن ﺘﻨﺘﺸر ﻤن ﻫﻨﺎك إﻟﻰ اﻟﻌ ارق 520\".ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤﺒر ارت ﯿﺎ ﺘرى؟ إن اﻟرواﯿﺎت اﻟﺘﻲ وﺼﻠﺘﻨﺎ ﻋن اﻟطوﻓﺎن ﻓﻲ اﻟﻨﺼوص اﻟﻤﺴﻤﺎرﯿﺔ ﻟوادي اﻟﻔ ارت اﻨﺤﺼرت ﻓﻲ أرﺒﻌﺔ :اﻟﻠوح اﻟﺤﺎدي ﻋﺸر ﻤن ﻤﻠﺤﻤﺔ ﺠﻠﺠﺎﻤش ،وﻤﻠﺤﻤﺔ \"ذي ﺴد ار\" ،وﻤﻠﺤﻤﺔ \"ﻋﺘر ﺤﺎﺴس\" ورواﯿﺔ اﻟﻛﺎﻫن ﺒرﻋوﺸﺎ .وﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎء ﻤﻠﺤﻤﺔ \"ذي ﺴد ار\" ،ﻓﻘد ﻛﺘﺒت ﺠﻤﯿﻊ ﻫذﻩ اﻟﻨﺼوص ﺒﺄﺴﻠوب اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ 521.وﺘﺘﻔق اﻟرواﯿﺎت ﻓﻲ ﺴردﻫﺎ ﻟﻠطوﻓﺎن ﺒﺄن ﻤﺼدرﻩ ﻛﺎن ﻤط ار ﺸدﯿدا ﻤﺘواﺼﻼ أﻏرق اﻟﻤﻨطﻘﺔ .ﻓﻔﻲ اﻟﻠوح اﻟﺤﺎدي ﻋﺸر ﻤن ﻤﻠﺤﻤﺔ ﺠﻠﺠﺎﻤش ﺠﺎء ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ﺒطل اﻟطوﻓﺎن: \"وﻀرب ﻟﻲ اﻹﻟﻪ ﺸﻤش ﻤوﻋدا ﻤﻌﯿﻨﺎ ﺒﻘوﻟﻪ :ﺤﯿﻨﻤﺎ ُﯿﻨزُل اﻟﻤوﻛل ﺒﺎﻟﻌواﺼف ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎء ﻤطر اﻟﻬﻼك ﻓﺎدﺨل ﻓﻲ اﻟﺴﻔﯿﻨﺔ وأﻏﻠق ﺒﺎﺒك .وﺤل أﺠل اﻟﻤوﻋد اﻟﻤﻌﯿن .وﻓﻲ اﻟﻠﯿل أﻨزل اﻟﻤوﻛل ﺒﺎﻟﻌﺎﺼﻔﺔ ﻤط ار ﻤﻬﻠﻛﺎ 522\".وﻓﻲ ﻤﻠﺤﻤﺔ \"ذي ﺴد ار\" ﺘﻛرر ذات اﻟوﺼف إذ \"ﻫﺎﺠت اﻷﻋﺎﺼﯿر وﻫطﻠت اﻷﻤطﺎر اﻟﻐزﯿرة وﺠرف اﻟطوﻓﺎن اﻟﺒﻼد طوال ﺴﺒﻌﺔ أﯿﺎم وﺴﺒﻊ ﻟﯿﺎل 523\".وﻤرة أﺨرى ﻓﻲ ﻤﻠﺤﻤﺔ \"ﻋﺘر ﺤﺎﺴس\" ﻨﻘ أر\" :وﺘﺒدﻟت ﻫﯿﺌﺔ اﻟﺠو ،وأرﻋد اﻹﻟﻪ ﻫدد ﻓﻲ اﻟﺴﺤﺎب 524\".إذن ،ﺘﺘﻔق ﺠﻤﯿﻊ اﻟرواﯿﺎت ﻋﻠﻰ أن اﻟطوﻓﺎن ﻛﺎن ﺴﯿوﻻ ﻋﺎرﻤﺔ ﺴﺒﺒﺘﻬﺎ أﻤطﺎر ﻏزﯿرة .وﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯿﻛﻔﻲ وﺤدﻩ ﻟﺘﺒرﯿر ﻨﺴﺒﺔ رواﯿﺔ اﻟطوﻓﺎن إﻟﻰ ﻋﺴﯿر .ﻤﺎ ﯿدﻋم اﻟﺘﺒرﯿر ﻫو اﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴؤال اﻟﺘﺎﻟﻲ :إذا ﻛﺎن اﻟطوﻓﺎن ﻗﺼﺔ ﻤن ﻋﺴﯿر ﻛدﻟﯿل ﺠدﯿد ﻋﻠﻰ دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﺎرﯿﺨﻨﺎ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻟم ﺘظﻬر ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ﻓﻲ أدﺒﯿﺎت وادي اﻟﻨﯿل اﻟذي اﻋﺘﻤدﻨﺎ أﻨﻪ ﻛﺎن داﺌﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ وﺜﯿﻘﺔ ﺒﻌﺴﯿر؟ ٕواذا ﻛﺎﻨت ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ﻤﺠرد ردة ﻓﻌل إﻨﺴﺎﻨﯿﺔ طﺒﯿﻌﯿﺔ ﻟﺘﻔﺴﯿر اﻟدﻤﺎر اﻟذي ﯿﺴﺒﺒﻪ ﻤﺜل ﻫذا اﻟﺴﯿل اﻟﻌرم ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ 520ﺧﻔﺎﯾﺎ اﻟﺗوراة وأﺳرار ﺷﻌب إﺳراﺋﯾل ،ﻛﻣﺎل اﻟﺻﻠﯾﺑﻲ ،ص .48-47 َ 521ﺳ َد َر ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ ﺳدل ،وﻣﻧﮭﺎ ِﺳدرة اﻟﻣﻧﺗﮭﻰ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺑﺣر .وﻣﺎ ﯾﻠﻔت اﻻﻧﺗﺑﺎه أن اﻟﺳدﯾر ھو اﺳم ﻣﻧطﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﯾﻣن أﯾﺿﺎ .وﺳدر اﻟرﺟل ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ﺗﻌﻧﻲ ذھب ﻓﯾﮭﺎ ﻻ ﯾﻧﺛﻧﻲ ،ﻓﺎﻟﻛﻠﻣﺔ ﺗﺣﻣل ﻣﻌﻧﻰ اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ واﻻﻧﺳدال .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ\" ،ذي ﺳدرا\" ﻗد ﺗﻌﻧﻲ \"اﻟذي اﺳﺗﻣر\" ،وھذا ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﺎ أورده طﮫ ﺑﺎﻗر ﻣن أن ﻣﻌﻧﻰ اﻻﺳم ھو اﻟﺧﺎﻟد أو ذو اﻟﺣﯾﺎة اﻟطوﯾﻠﺔ )اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .(203أﻣﺎ \"ﻋﺗر ﺣﺎﺳس\" ،ﻓﻌﺗر ﺗﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺷدة وﺣﺎﺳس ﻣن اﻟﺣس .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻗد ﯾﻌﻧﻲ اﺳﻣﮫ ﺷدﯾد اﻹﺣﺳﺎس ،وھذا ﯾﺗﻔق ،أﯾﺿﺎ ،ﻣﻊ ﻣﺎ أورده طﮫ ﺑﺎﻗر ﻣن أن اﺳﻣﮫ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻣﺗﻧﺎھﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻛﻣﺔ أو ﺷدﯾد اﻟﺣﻛﻣﺔ )اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .(214 522طﮫ ﺑﺎﻗرـ ﻣﻠﺣﻣﺔ ،ص .155 523اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .205 524اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .236
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻹﻨﺴﺎن ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻟم ﺘظﻬر ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻗﺼﺔ ﻛردة ﻓﻌل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﯿﻀﺎﻨﺎت ﻫﻨﺎك؟ وﻨﺤن ﻨﻌﻠم أن أﻨﻬﺎر دﺠﻠﺔ واﻟﻔ ارت واﻟﻨﯿل ﻛﺎﻨت ﺘﻤﺘﺎز ﺒﻔﯿﻀﺎﻨﺎت ﻋﻨﯿﻔﺔ ﻟم ﺘﻬدأ إﻻ ﺤول 3500ق.م. ﺘﻌﺘﺒر ﻤﻠﺤﻤﺔ \"ﻋﺘر ﺤﺎﺴس\" ﻤن أوﻓﻰ اﻟﻨﺼوص اﻟﺘﻲ وﺼﻠﺘﻨﺎ ﻋن ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن وأﻛﺜرﻫﺎ ﺘﻔﺼﯿﻼ ،ﺒل ﺘﻌﺘﺒر اﻷﺼل اﻟذي أﺨذت ﻤﻨﻪ ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ﻓﻲ ﻤﻠﺤﻤﺔ ﺠﻠﺠﺎﻤش ورواﯿﺔ ﺒرﻋوﺸﺎ. وﺘﺤدﺜﻨﺎ اﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ﻋن ﺴﺒب طوﻓﺎن ﺒﺄﻨﻪ ﺒﻌد أن ﺨﻠﻘت \"ﺒﻌﻠﺔ ﻛل إﯿﻠﻲ\" ،أي ﺴﯿدة ﻛل ﻋﻠﻲ )ﻛل اﻷرﺒﺎب/اﻵﻟﻬﺔ( ،اﻟﺒﺸر\" :ﻟم ﺘﻛد ﺘﻨﻘﻀﻲ ﺴﺘﻤﺎﺌﺔ وﺴﺘﻤﺎﺌﺔ ﻋﺎم ﺤﺘﻰ اﺘﺴﻌت اﻟﺒﻼد وﺘﻛﺎﺜر اﻟﻨﺎس، وﻛﺎﻨت اﻟﺒﻼد ﺘﺠﺄر وﺘﺨور ﻛﺎﻟﺜور .ﻓﺄزﻋﺠت اﻵﻟﻬﺔ ﺒﻀﺠﯿﺠﻬﺎ وﺼﺨﺒﻬﺎ .ﺴﻤﻊ اﻹﻟﻪ أﻨﻠﯿل )ﻋﯿن ﻟﯿل( اﻟﻀﺠﯿﺞ ﻓﺨﺎطب اﻵﻟﻬﺔ اﻟﻌظﺎم ﻗﺎﺌﻼ :ﻟﻘد ﻀﻘت ذرﻋﺎ ﺒﻀوﻀﺎء اﻟﺒﺸر ﻓﺤرﻤﻨﻲ ﻀﺠﯿﺠﻬم اﻟﻨوم 525\"...وﻫذا ﻤﺎ دﻓﻊ اﻹﻟﻪ أﻨﻠﯿل إﻟﻰ ﺘﺴﻠﯿط إﻟﻪ اﻟﻌﺎﺼﻔﺔ \"ﻫدد\" ﻟﯿﻬطل اﻟﻤطر اﻟﻐزﯿر وﻓﺘق اﻹﻟﻪ \"ﻨﻨورﺘﺎ\" اﻟﺴدود ﻟﺘﻔﯿض اﻷرض\" ،وﻟﻘد أ ارد أﻨﻠﯿل اﻟﺸر ﺒﺎﻟﻨﺎس وﻫﻼﻛﻬم 526\".وﻫذا اﻟﺘﻌﻠﯿل ﻟﺤدوث اﻟطوﻓﺎن ﺘﺸﺘرك ﺒﻪ ﺠﻤﯿﻊ اﻟرواﯿﺎت ﻋﻨﻪ ،ﻟﻘد ﻛﺎن ﻋﻤﻼ ﺸرﯿ ار ﻏﯿر ﻤﺄﻟوف ﻤن ﻗﺒل أﺤد ﺠواﻨب اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ،أﻨﻠﯿل .وﺘؤﻛد اﻟرواﯿﺎت ﻋن اﻟطوﻓﺎن أن اﻟﺠواﻨب اﻷﺨرى ﻟﻠﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻟم ﺘؤﯿد إﻨﻠﯿل ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻫذا ﺒل ﺤزﻨت ﻛﺜﯿ ار ﻋﻠﻰ ﻤﺎ أﺼﺎب اﻟﺒﺸر ﻤن دﻤﺎر وﻓﻨﺎء وﺴﻌت إﻟﻰ إﻨﻘﺎذﻫم ووﻀﻊ ﺤد ﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ إﻨﻠﯿل اﻟﺸرﯿرة اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﯿﻬم .ﻓﻤﻠﺤﻤﺔ \"ﻋﺘر ﺤﺎﺴس\" ﺘروي ﻛﯿف أن اﻹﻟﻪ اﻟﻌظﯿم \"إﻨﻛﻲ\" )ﻋﯿن ﻛﻲ( ﻗد ﺘدﺨل ﻓﻲ ﺨطﺔ \"أﻨﻠﯿل\" وأﺨﺒر اﻟﺒﺸر ،ﻤﻤﺜﻠﯿن ﺒﺒطل اﻟطوﻓﺎن، ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺨطﺔ وﻤﺎ ﯿﺠب ﻋﻠﯿﻬم ﺼﻨﻌﻪ ﻟﻠﻨﺠﺎة ﻤﻨﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﺘروي ﻛﯿف أن \"إﻨﻛﻲ\" ﻗد ﻏﻀب ﻤن \"إﻨﻠﯿل\"\" :اﺴﺘﺸﺎط إﻨﻛﻲ ﻏﯿظﺎ وﻫو ﯿرى أﺒﻨﺎءﻩ ﯿﺴﺤﻘون وﯿﻬﻠﻛون ،وﻨﻨﺘو اﻟﺴﯿدة اﻟﻌظﯿﻤﺔ ﯿﺒﺴت ﺸﻔﺘﺎﻫﺎ ﻤن اﻟﺤ اررة…وﺒﻛت اﻵﻟﻬﺔ وﻫﻲ ﺘﺸﺎﻫد اﻟﻛﺎرﺜﺔ 527 \".ﻤﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ أن ﺤﻀور اﻵﻟﻬﺔ ،أو اﻟﺠواﻨب اﻟرﺌﯿﺴﺔ اﻷﺨرى ﻓﻲ أﺤداث اﻟطوﻓﺎن ﻛﺎن واﻀﺤﺎ وﻤؤﺜ ارٕ .واﻨﻠﯿل ﻫو اﺒن آﻨو ،رب اﻟﺴﻤﺎء ،وﻟﻪ وﺠﻬﺎن ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎن ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﺒوادي اﻟﻔ ارت ﻛﻤﺎ ظﻬر ﻤﻊ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م ،وﺠﻪ ﯿﻤﻘت ﺒﻨﻲ اﻟﺒﺸر ووﺠﻪ ﯿﻌطف ﻋﻠﯿﻬم وﯿﺴﺎﻋدﻫم 528.ﺒﻤﺎذا ﯿذﻛرﻨﺎ ﻛل ﻫذا؟ إﻨﻪ ﻻ 525اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .227 526اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .234وإذا ﻣﺎ أﻋدﻧﺎ ﺣرف اﻟﺗﺎء ﻓﻲ ﻧﻧورﺗﺎ إﻟﻰ أول اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺗﺻﺑﺢ ﺗن ﻧور ،ﺣﯾث ﺗن ﺗﻌﻧﻲ اﻟدﺧﺎن اﻟﻛﺛﯾف وﻣﻧﮭﺎ ﺗﻧﯾن وﺗﺗن ،وﻧور ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻧﺎر ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ .وھﻲ ﻛﻠﻣﺔ \"اﻟﺗﻧور\" اﻟذي ﻓﺎض ﻓﻲ ﻗﺻﺔ اﻟطوﻓﺎن اﻟﻘرآﻧﯾﺔ. 527اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .238-237ﻧﻧﺗو ،اﻟﺳﯾدة اﻟﻌظﯾﻣﺔ ،ھﻲ اﺳم آﺧر ﻟﺑﻌﻠﺔ ﻛل إﯾﻠﻲ. 528ھوك ،ص .41
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﺎﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻟﺴﺒب ﺒﺴﯿط ،وﻫو أن اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻻﺒن اﻟذي ﯿﻤﺜل اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻤﺘﻐﯿرة ﯿﻌﻨﻲ أن أﻓﻌﺎل اﻟﺸر اﻟﺼﺎدرة ﻋن ﻫذا اﻟﺠﺎﻨب ﻟﯿﺴت ﻤن اﻷﻤور اﻟﻤﻔﺎﺠﺌﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺸر ﻷﻨﻬﺎ ﻤن طﺒﻌﻪ .ﻛﻤﺎ ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄن اﻷم واﻷب اﻟﻤﻐﯿﺒﯿن ﻟﯿس ﻟﻬﻤﺎ دور أو ﺘﺄﺜﯿر ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺼﺎدرة ﻋن اﻻﺒن .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،إذا ﺤدث طوﻓﺎن ﻤﺜﻼ ،وﻫو أﻤر ﻤﺘوﻗﻊ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻓﻠن ﯿﻛون ﻟﻪ ﺘﺄﺜﯿر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺼص اﻟدﯿﻨﯿﺔ وﺴﯿﻤر ﻛﺤدث ﻤﺘوﻗﻊ ﻤن اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻋﻼﺠﻪ اﻟدﻋﺎء وﺘﻘدﯿم اﻟﻘ ارﺒﯿن واﻟطﻠب ﻤن اﻟﻤﻠك أﺴﺎﺴﺎ ﻛﻲ ﯿﺘدﺨل ﻫو ﻟﻤﻨﻊ ﺘﻛ اررﻩ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ذا ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸرة ﻤﻊ ﺠﺎﻨب اﻻﺒن ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .ﻟذﻟك ﻟم ﺘظﻬر ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ﻓﻲ اﻷدﺒﯿﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻷن ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻻ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﻨﺴﺞ ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ. ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺒل ،ﺴﯿﻛون ﻟﻠطوﻓﺎن ﺘﺄﺜﯿر ﻤﺨﺘﻠف ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎطق اﻟﺘﻲ ﺘﺒﻨت اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي رﻛز ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨب اﻟﺨﯿر ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ وﻏﯿب اﻟوﺠﻪ اﻵﺨر ﻤن اﻻﺒن ﻤﺼدر اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻤﺘﻐﯿرة .ﻓﻬذا اﻟﺘﻌدﯿل ﻫو اﻟذي ﯿرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺨﯿر ﺒﺸﻛل ﻋﺎم وﯿرى دو ار ﻟﻸم واﻷب ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺜﯿر ﻋﻠﻰ أﻓﻌﺎل اﻻﺒن ذي اﻟطﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ .ﻓﺤدث ﻤدﻤر ﻛﺎﻟطوﻓﺎن ﻟن ﯿﻤر دون أن ﯿﺘرك أﺜ ار ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟذاﻛرة وﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻔﺴﯿر طﻐﯿﺎن ﺠﺎﻨب اﻟﺸر ،ﻓﻲ اﻻﺒن ،ﻋﻠﻰ ﺠواﻨب اﻟﺨﯿر ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .وﻫذا ﻫو اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻤن ﻗﺒل ﻤدﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت .وﻟﻛن اﻟﻘ ارءة اﻟﻤﺘﻤﻌﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ﻛﻤﺎ ﺠﺎءت ﻓﻲ اﻟﻨﺼوص اﻟﻤﺴﻤﺎرﯿﺔ ﺘﻛﺸف ﻟﻨﺎ ﺒﺄن اﻟدﻤﺎر واﻟﻬﻼك ﻟم ﯿﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺸر ﺒل ﺸﻤل اﻟﻤﺨﻠوﻗﺎت ﺒﺄﻨواﻋﻬﺎ .ﻓﻔﻲ ﻤﻠﺤﻤﺔ ﺠﻠﺠﺎﻤش ﯿﺤدﺜﻨﺎ ﺒطل اﻟطوﻓﺎن ﺒﺄن اﻹﻟﻪ ﻗد طﻠب ﻤﻨﻪ أن ﯿﺤﻤل ﻓﻲ اﻟﺴﻔﯿﻨﺔ \"ﺒذرة ﻛل ذي ﺤﯿﺎة \" ،وﯿﺘﺎﺒﻊ ﺒﺄﻨﻪ ﺒﻌد أن ﺒﻨﻰ اﻟﺴﻔﯿﻨﺔ وأﻨزﻟﻬﺎ اﻟﻤﺎء\" :إﻟﻰ أن ﻏطس ﻓﻲ اﻟﻤﺎء ﺜﻠﺜﻬﺎ ،وﺤﻤﻠت ﻓﯿﻬﺎ ﻛل ﻤﺎ أﻤﻠك وﻛل ﻤﺎ ﻋﻨدي ﻤن ﻓﻀﺔ ﺤﻤﻠﺘﻪ ﻓﯿﻬﺎ ،وﺤﻤﻠت ﻓﯿﻬﺎ ﻛل ﻤﺎ أﻤﻠك ﻤن ذﻫب ،أرﻛﺒت ﻓﻲ اﻟﺴﻔﯿﻨﺔ ﺠﻤﯿﻊ أﻫﻠﻲ وذوي ﻗرﺒﺎي وﺤﻤﻠت ﻓﯿﻬﺎ ﻛل ﻤﺎ أﻤﻠك ﻤن اﻟﻤﺨﻠوﻗﺎت اﻟﺤﯿﺔ 529\".وأﯿﻀﺎ ﻓﻲ رواﯿﺔ ﺒرﻋوﺸﺎ ﻨﺠد ﺘﻛ ار ار ﻟﺠﻤﻊ اﻟطﯿور واﻟﺤﯿواﻨﺎت ﺒﺄﻨواﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﯿﻨﺔ .ﻓﺎﻟﻬﻼك اﻟذي ﺴﺒﺒﻪ اﻟطوﻓﺎن ﻛﺎن ﺸﺎﻤﻼ وﻟم ﯿﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن. 529طﮫ ﺑﺎﻗرـ ﻣﻠﺣﻣﺔ ،ص .155
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻨﻘطﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨب ﻛﺒﯿر ﻤن اﻷﻫﻤﯿﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺘدل ﻋﻠﻰ أن ﻤرﺠﻌﯿﺔ اﻟﺨﯿر واﻟﺸر ،ﻓﻲ ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ،ﻟم ﺘﻛن ﻤﺤﺼورة ﺒﺎﻹﻨﺴﺎن وﺤدﻩ .ﻓﺈﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﻨﻌﻛﺎﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﺎﻗﻲ اﻟﻤﺨﻠوﻗﺎت ،ﺘروي اﻟﻘﺼﺔ أن اﻵﻟﻬﺔ اﻟﻌظﺎم ،أﯿﻀﺎ\" ،ﺠﻠﺴوا وﻫم ﻋطﺎش وﺠﯿﺎع 530\".ﻓﺎﻟﻤرﺠﻌﯿﺔ ،إذن ،ﺘﻌود إﻟﻰ ذﻟك اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي اﻋﺘﺒر أن ﺠﻤﯿﻊ أﻓﻌﺎل اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋن ﺜﺎﻟوﺜﻬﺎ اﻟﻘدﺴﻲ ﻫﻲ أﻓﻌﺎل ﺨﯿر ﻷن ﻤﺼﺎﻟﺢ اﻹﻨﺴﺎن ﻻ ﺘﻤﺜل ﻤرﺠﻌﯿﺘﻬﺎ اﻟوﺤﯿدة ،ﻓﻤﺎ أﻀر اﻹﻨﺴﺎن ﻗد ﯿﻨﻔﻊ ﻏﯿرﻩ ﻤن اﻟﻤﺨﻠوﻗﺎت وﻤﺎ أﻀرﻩ اﻟﯿوم ﻗد ﯿﻨﻔﻌﻪ ﻏدا .وﻫذا ﯿوﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻤﺎ أوردﻩ اﻷﺴﺘﺎذ طﻪ ﺒﺎﻗر ﻤن أن \"اﻟطوﻓﺎن ﻟم ﯿﻛن ﺠزءا ﻤﻬﻤﺎ ﻤن اﻟﻤﺂﺜر اﻷدﺒﯿﺔ\" اﻟﻤدوﻨﺔ ﺒﺄﺴﻠوب اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﺴوﻤرﯿﺔ ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت .وﯿﺒرر ﻟﻨﺎ ﺴﺒب ﻛﺘﺎﺒﺔ ﺒﺎﻗﻲ اﻟرواﯿﺎت ﻋن اﻟطوﻓﺎن ،وﺨﺎﺼﺔ ﻤﻠﺤﻤﺔ \"ﻋﺘر ﺤﺎﺴس\" ،زﻤن اﻟدوﻟﺔ اﻟﺒﺎﺒﻠﯿﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﺘرﺘﺒط ﺼﯿﺎﻏﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﻘﯿدة ﺒذﻟك اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل اﻟﻔ ارت ﻤطﻠﻊ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ،ﻛﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸرﻨﺎ .وﻫذا ﯿطرح ﺴؤاﻻ ﻤﻬﻤﺎ ﺠدﯿدا ،ﻓﺤﺘﻰ ﻟو اﻓﺘرﻀﻨﺎ ﺤدوث اﻟطوﻓﺎن ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت ﻓﻬو ﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﯿﺼل أو ﯿؤﺜر ﻋﻠﻰ اﻟﻤدن اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ، ﻓﻠﻤﺎذا ﺘم ﻨﺴﺞ ﻗﺼﺘﻪ ﻤن ﻗﺒﻠﻬﺎ وﻫﻲ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻻ ﺘرى إﻻ اﻟﺨﯿر ﻓﻲ أﻓﻌﺎل اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ؟ ﻛﯿف اﺴﺘطﺎﻋت أن ﺘﻨﺴﺞ ﻗﺼﺔ ﺘﺼف ﻓﻌﻼ ﺼﺎد ار ﻋن أﺤد ﺠواﻨب اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﺸر ودﻤﺎر؟ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻟﺸﻤﺎل اﻟﻔ ارت اﻋﺘﺒر ﺠﻤﯿﻊ أﻓﻌﺎل اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻫﻲ أﻓﻌﺎل ﺨﯿر .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻤﺎ ﻛﺎن ﺒﺎﻹﻤﻛﺎن ﻨﺴﺞ ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ﺒﻬذﻩ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ ﻷن اﻟﻘﺼﺔ اﻋﺘﺒرت أن اﻟطوﻓﺎن ﻛﺎن ﻨوﻋﺎ ﻤن اﻟﻌﻘﺎب اﻟذي أﻨزﻟﻪ \"إﻨﻠﯿل\" ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺸر ﻻرﺘﻔﺎع ﻀﺠﯿﺠﻬم .ﻨﺤن ،إذن ،ﺒﺤﺎﺠﺔ إﻟﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻟﻠﻌﻘﯿدة اﻋﺘﺒرت ﺠﻤﯿﻊ أﻓﻌﺎل اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻫﻲ أﻓﻌﺎل ﺨﯿر ،ﻛﻲ ﯿﻛون ﻟﺤدوث اﻟطوﻓﺎن ﺘﺄﺜﯿر ﻗوي ﻋﻠﯿﻬﺎ، وﻟﻛﻨﻬﺎ اﺤﺘﻔظت ﻟﻬذﻩ اﻟﻘوة ﺒﺎﻟﺤق واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﺼدار أﻓﻌﺎل وﺼﻔﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﻋﻘﺎب ﻟﻠﺒﺸر. ﻓﺼﯿﺎﻏﺔ ﻛﻬذﻩ ﻫﻲ اﻟوﺤﯿدة اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻨﺴﺞ ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ﻀﻤن إﻨﺘﺎﺠﻬﺎ اﻟﻤﻌرﻓﻲ .وﻤﺎ ﯿﻔرق ﺒﯿﻨﻬﺎ وﺒﯿن اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻟﺸﻤﺎل اﻟﻔ ارت ﺨط رﻓﯿﻊ ﺒﺎﻟﻛﺎد ﯿﻠﺤظ .ﻓﺎﻟﺼﯿﺎﻏﺘﺎن ﺘﺸﺘرﻛﺎن ﺒﺘﻐﯿﯿب اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻘدﺴﻲ ﻛﻛل ،واﻟﺼﯿﺎﻏﺘﺎن ﺘﻌﺘﺒ ارن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺼﺎدرة ﻋن اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ وﻛﺄﻨﻬﺎ ﺼﺎدرة ﻋن وﺤدة واﺤدة .وﺒﻬذا ﻫﻤﺎ أﻗرب ﻤﺎ ﯿﻤﻛن أن ﯿﻛون ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘوﺤﯿد .وﻟﻛن اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘﻲ 530اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ﻣﻠﺣﻣﺔ \"ﻋﺗر ﺣﺎﺳس\" ،ص .237
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻨﺴﺠت ﺒﻬﺎ ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن أﻋطت اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻤﻔﻬوم اﻟﺤﺴﺎب واﻟﻌﻘﺎب ﻟﻠﺒﺸر ﻋﻠﻰ أﻓﻌﺎﻟﻬم ﺤﯿث ﺘﻨﺠﻲ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿن ،أﺒطﺎل اﻟطوﻓﺎن وذوﯿﻬم ،وﺘدﻤر \"اﻟﻤزﻋﺠﯿن\" اﻟذﯿن ﻻ ﯿ ارﻋون ﺤﻘﻬﺎ. ﻓﺎﻟﻤﺨطط اﻟﺨﺎص ﻟﻠﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ اﻟذي ﯿﺤﻛم أﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻟﯿس ﻤﺠﻬوﻻ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻫﻨﺎ ﺒﺤﯿث ﯿﺘم اﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺠﻤﯿﻊ أﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺨﯿر ﯿﻌم اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻋﺎﺠﻼ أم آﺠﻼ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل اﻟﻔ ارت ،ﺒل إن ﺠزءا ﻤن ﻫذا اﻟﻤﺨطط اﻟﺨﺎص ﻤﻌروف ﻫﻨﺎ وﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﺼﺎﻟﺤﯿن واﻟﺠﺎﺤدﯿن ﻓﻲ ﺤق ﻫذﻩ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .وﻫذا ،ﻓﻲ ﺤﻘﯿﻘﺔ اﻷﻤر ،ﯿﻤﺜل اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘوﺤﯿد اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﻋﻠﻰ أﺸدﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺴﯿر ،ﻛﻤﺎ ﺸرﺤﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﻓﻔﯿﻬﺎ ﺘﺒﻠورت وأﺜـّرت ﻓﻲ ﺘطور اﻟﺼﯿﺎﻏﺎت اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻷﺨرى .وﺒﻤﺎ أن اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ ﻟﺸﻤﺎل اﻟﻔ ارت ﻫو اﻷﻗرب ﻟﻬﺎ ﻤن ﺒﯿن ﺘﻌدﯿﻼت ﺒداﯿﺔ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ،ﻓﻤن اﻟطﺒﯿﻌﻲ أن ﯿظﻬر ﺘﺄﺜﯿرﻫﺎ واﻀﺤﺎ ﻓﯿﻬﺎ ،ﻻ ﻓﻲ ﻨﺼوص ﺠﻨوب اﻟﻔ ارت وﺒﺎﻟﺘﺄﻛﯿد ﻟﯿس ﻓﻲ ﻨﺼوص وادي اﻟﻨﯿل .وﻫذا ُﯿﻛﺴب ﻤﺎ ﺸرﺤﻪ ﻛﻤﺎل اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ ﺤول اﻨﺘﻤﺎء ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن اﻟﻔ ارﺘﯿﺔ إﻟﻰ ﻗﺼﺔ أﻗدم ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻏرب اﻟﺠزﯿرة اﻟﻌرﺒﯿﺔُ ،ﯿﻛﺴﺒﻪ ﺘﺄﯿﯿدا ﻤن ازوﯿﺔ ﺠدﯿدة .وﺒﻬذا ،ﺘﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻌﻘﯿدة واﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ ﻗد أﻋطﺘﻨﺎ ،ﻤﺠددا ،أداة ﻗﯿﺎس ﻤﻬﻤﺔ ﻟﻌﻼج اﻟﺘﺸوﯿﻪ واﻟﻘﻀﺎﯿﺎ اﻟﻐﺎﻤﻀﺔ ﻓﻲ ﺘﺎرﯿﺨﻨﺎ .ﻓﻔﻲ زﻤن ﻤﺎ ،ﺒﯿن 2400 – 3000ق.م ،أﺜرت ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘوﺤﯿد ﻓﻲ ﻤﺴﺎر ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت .وﻫذا ﯿﻌﻨﻲ أن اﻟطوﻓﺎن اﻟﻌظﯿم ﺤدث ﻓﻲ ﻋﺴﯿر ،ﻛﻤﺎ أﺸﺎر اﻷﺴﺘﺎذ ﻛﻤﺎل اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ ،ﻓﻲ زﻤن ﻤﺎ إﺒﺎن اﻷﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ ق.م .وﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ أن ﻗﺼﺘﻪ ﻟم ﺘﻨﺴﺞ ﻗﺒل ﻤﻨﺘﺼف اﻷﻟف اﻟ ارﺒﻌﺔ ﻤﻊ اﺸﺘداد اﻟﺼ ارع ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻓﻲ ﻋﺴﯿر .وﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ أن ﻤﻐزى اﻟﻘﺼﺔ ﻛﺎن اﻟﺘدﻟﯿل ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ اﻟواﺤدة ﻟﻠﺠﺎﺤدﯿن ﺒوﺤداﻨﯿﺘﻬﺎ ﻤن أﺘﺒﺎع ﺼﯿﺎﻏﺎت اﻟﻔﺼل اﻟﻤدﻨﯿﺔ .وواﺤد ﻤن ﻤظﺎﻫر ﻫذا اﻟﺘﺄﺜﯿر اﻟﻤﺒﻛر ﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘوﺤﯿد ﻛﺎن ﻓﻲ ﺘﺒﻨﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻟﻘﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن. ﻟذﻟك ،ﻨﻌود ﻓﻨؤﻛد ﻫﻨﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻗد ﺤدث ﺘﻌدﯿل ﻋﻠﻰ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺒدﺌﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘم ﺘﺒﻨﯿﻬﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻤﻨذ ﺒداﯿﺔ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ،ﺘﻌدﯿل ﻛﺎن ﻫو اﻟﻤﺴؤول ﻋن اﻹﻨﺘﺎج اﻟﻤﻌرﻓﻲ اﻷدﺒﻲ اﻟذي ظﻬر ﻤﻊ ﻨﻬﺎﯿﺔ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ،وأﯿﻀﺎ ،ﻓﻲ ﺜﺒت اﻟﻤﻠوك .ﻓﺎﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ظﻬرت ﻓﻲ ﺜﺒت ﻤﻠوك وادي اﻟﻔ ارت ،ﻗد ﻛﺘﺒت ،ﺒﻼ ﺸك ،ﺘﺤت ﺘﺄﺜﯿر ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘوﺤﯿد ،وﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻨﻛون ﻋﻠﻰ ﺤذر ﻓﻲ إﺴﻘﺎطﻪ ﻋﻠﻰ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺤذر ﻓﻲ إﺴﻘﺎطﻨﺎ ﻟﻘﺼﺔ
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟطوﻓﺎن ﻋﻠﻰ ﺘﺎرﯿﺦ وادي اﻟﻔ ارت .وﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ،ﺒﺤد ذاﺘﻬﺎ ،ﻛرﻤز ﻗدﺴﻲ ﻟﻠﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .وﻫﻲ ،ﺒﻼ ﺸك ،ﻗد ﻋﻤﻠت ﻋﻠﻰ اﺤﺘواء اﻟﻘﺼص واﻟرﻤوز اﻷﻗدم وأﻋﺎدت ﺘرﺘﯿﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻠم اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ .وﻫذﻩ اﻟد ارﺴﺔ اﻟﺴرﯿﻌﺔ ﻟﻘﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ﺴﺘﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗ ارءة ﺜﺒت اﻟﻤﻠوك ﺒﺸﻛل أﻓﻀل وأﻗرب إﻟﻰ اﻟﻤﻨطق. ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻤﻠوك اﻟدﻨﯿﺎ اﻟﻤﻠوك اﻟﻤذﻛورون ﻓﻲ اﻟﺜﺒت ،ﻻ ﺘﺘﺴق أﺴﻤﺎؤﻫم ﻤﻊ اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ إﻻ ﺤول ﺒداﯿﺔ ﺤﻛم \"ﺸﺎرو ﻛﯿن\" 2350 ،ق.م ﺘﻘرﯿﺒﺎ .وﻫذا ﯿﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ أن ﻨﻔﺘرض ،ﻤﺒدﺌﯿﺎ ،ﺒﺄﻨﻪ ﻛﺎن اﻟﻤﺴؤول ﻋن ﺘوطﯿد اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺠدﯿدة ﻟﻠﻌﻘﯿدة اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻤﺘﺄﺜرة ﺒﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘوﺤﯿد 531.وﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯿﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻓﻲ ﺘﺤدﯿد زﻤن ﺤدوث اﻟطوﻓﺎن ﺤﺴب اﻟرواﯿﺔ اﻟﻔ ارﺘﯿﺔ ﻟﺘﺤدﯿد ﺘﺎرﯿﺦ اﻟﺨط اﻟﻔﺎﺼل ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﻠوك اﻟذﯿن ﺤﻛﻤوا ﻗﺒﻠﻪ وﺒﻌدﻩ ﻓﻲ اﻟﺜﺒت .ﻓﻐﯿﺎب أدﻟﺔ آﺜﺎرﯿﺔ ﺘﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺤدﯿد ﺘﺎرﯿﺨﻪ ﯿﻌود إﻟﻰ أﻨﻪ ﻟم ﯿﺤدث ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت أﺴﺎﺴﺎ .ﻓﻤن اﻷﻓﻀل ،ﻟذﻟك ،اﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻫذا اﻟﺘﻘﺴﯿم ﻟﯿس ﻛﺘﻘﺴﯿم ﺘﺎرﯿﺨﻲ ﺒل ﻛﺘﻘﺴﯿم دﯿﻨﻲ ،وﻫذا ﯿﻌﻨﻲ أن ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺘﺤدﯿد ﺘﺎرﯿﺦ ﻟﻬذا اﻟﺨط اﻟﻔﺎﺼل ﻟن ﺘﻛون ﻤﺠدﯿﺔ .ﻓﻬذا اﻟﺨط اﻟﻔﺎﺼل ﺘم ﻨﺴﺠﻪ ﻤن وﺤﻲ اﻟﺘﻌدﯿﻼت اﻟﻤﺘﻼﺤﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻋﻘﯿدة اﻟﺘوﺤﯿد ﻓﻲ ﻋﺴﯿر وﺘم ﺘﺒﻨﯿﻪ ﻤن ﻗﺒل ﻋرب اﻟﻔ ارت ﻛﻘﺼﺔ ﺤدﺜت ﻓﻲ ﻋﺴﯿر وﻟﯿس ﻛﻘﺼﺔ ﺤدﺜت ﻋﻨدﻫم. وﻗد ﯿﺒرر ﻫذا ﻋدم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻟﻘﻰ أو ﻤﻌﺎﻟم أﺜرﯿﺔ ﺘﺤﻤل أﺴﻤﺎء اﻟﻤﻠوك اﻷواﺌل ﻛﻤﺎ ظﻬروا ﻓﻲ اﻟﺜﺒت ﻷﻨﻬم ﻛﺎﻨوا ﺠزءا ﻤن ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن وﻤﻠوﻛﺎ ﻓﻲ ﻋﺴﯿر ﻻ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﺸﺘﻤﻠت ﻋﻠﯿﻬﺎ أﻟﻘﺎﺒﻬم ﻗد ﻻ ﺘﻌود إﻟﻰ وادي اﻟﻔ ارت ﻨﻬﺎﺌﯿﺎ ،ﺒﻐض اﻟﻨظر إن ظﻬرت ﻤﻛﺘوﺒﺔ ﺒﺄﺴﻠوب اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﺠﻨوﺒﻲ أم اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ،ﻷﻨﻬﺎ ﺠﻤﯿﻌﻬﺎ ﺘﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م .وﻫذا ﯿﻔﺴر اﻟﻐﻤوض واﻟدﻫﺸﺔ اﻟﺘﻲ أﺼﺎﺒت اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻷورﺒﯿﯿن ﻓﻲ ﺘﻌﺎﻤﻠﻬم ﻤﻊ ﻫذا اﻟﺜﺒت ﻹﻏﻔﺎﻟﻪ أﺴﻤﺎء ﻤﻠوك ﻟﻬم آﺜﺎر ﻤﻬﻤﺔ ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوادي واﻻﻋﺘﻘﺎد أن ﺒﻌض اﻟﻤﻠوك ﻟم ﯿﻛوﻨوا ﻤﺘﺘﺎﺒﻌﯿن ،ﻛﻤﺎ ظﻬروا ﻓﻲ اﻟﺜﺒت ،ﺒل ﻤﺘ ازﻤﻨﯿن .ﻓﻠﻌل ﻫذا اﻟﺜﺒت ﻟم ﯿﻛن ﻤﻘﺼودا ﻛﺜﺒت 531ﻧﺣن ﻧﻘول \"ﻣﺑدﺋﯾﺎ\" ﻷن ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﻠوك ﻗد أﻏﻔﻠت ذﻛر ﻣﻠوك ﺳﻼﻟﺔ ﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣﮭﻣﺔ ﺗم اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﻌﺎﻟﻣﮭﺎ اﻵﺛﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻟﺟش .وﻗد ﺣﻛﻣت ھذه اﻟﺳﻼﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣن 2400ق.م إﻟﻰ ﻗدوم \"ﺷﺎرو ﻛﯾن\" .وﻗد ﻛﺎن ﻟﺑﻌض ﻣﻠوك ھذه اﻟﺳﻼﻟﺔ دور ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻷوﻟﻰ ﻟﻔرض ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ وادي اﻟﻔرات.
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻤﻠوك ﻓﻲ ﻤدن اﻟﻔ ارت أﺼﻼ .ﻛﻤﺎ أن ﻫذا ﯿﻔﺴر ﻟﻨﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟواﻀﺤﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن أﺴﻤﺎء ﻫذﻩ اﻟرﻤوز وﺘﻠك ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،ﻛﻤﺎ ﺒﯿن \"ﻨو\" و\"ﻨوت\" ،و\"ﺘو\" و\"ﺘوت\" أو \"ﺘﺤوت\" ،و\"ﻤر\" و\"ﺴر\" أو \"زر\"، و\"ﺴن\" و\"ﺼت\" ،و\"ﻛﻲ\" و\"ﺠﻲ\" وﻏﯿرﻫﺎ ،ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺸﺘرك ﻓﻲ ﻤﺼدر واﺤد ﻫو ﻋﺴﯿر .ﻫﻨﺎك اﻟﻛﺜﯿر اﻟذي ﯿﻤﻛن ﺘﻔﺴﯿرﻩ ٕوا ازﻟﺔ اﻟﻐﻤوض ﺤوﻟﻪ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت إذا ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺤذر ﺸدﯿد ﻓﻲ إﺴﻘﺎط ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ أدﺒﯿﺎت ﻨﻬﺎﯿﺔ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ﺒداﯿﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م ﻋﻠﻰ ﺒداﯿﺔ اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م .ﻓﺈذا أﺒﻘﯿﻨﺎ ﻨﺼب أﻋﯿﻨﻨﺎ اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء وﺘﺎﺒﻌﻨﺎ ﻤﺎ ﺤﻤﻠﺘﻪ أﻟﻘﺎب اﻟﻤﻠوك ﻓﻲ اﻟﺜﺒت ﻤن رﻤوز ،ﺴﻨﺠد ﺼﻌوﺒﺔ ﻛﺒﯿرة ﻓﻲ رﺒطﻬﻤﺎ ﺒﺒﻌﻀﻬﻤﺎ اﻟﺒﻌض. ﻓرﻤوز اﻹﻨﺎء اﻟﺤﯿواﻨﯿﺔ اﻟﺸﻛل ﺘﺘﺴق ﻤﻊ اﻟرﻤوز اﻟﺤﯿواﻨﯿﺔ ﻟوادي اﻟﻨﯿل ،وﻟﻛﻨﻬﺎ ﺘﺘﻌﺎرض ﺒﺸدة ﻤﻊ اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﻼﺤﻘﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤدت اﻟﺸﻛل اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ .وﻫذﻩ اﻟﻨﻘطﺔ ﺘﺸدد ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤ ارﺠﻊ اﻟﺘﻲ ﺤﺎوﻟت ﻋﻘد ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن ﻓرﻋﻲ اﻟﻤدﻨﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻫذﯿن ،أﻻ وﻫﻲ ﻏﯿﺎب اﻟﺸﻛل اﻟﺤﯿواﻨﻲ ﻓﻲ اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻸرﺒﺎب ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ وادي اﻟﻨﯿل. وﻫذا ﻻ ﯿﺘرك ﻤﺠﺎﻻ ﻟﻠﺸك ﻓﻲ أن ﻫذﻩ اﻟرﻤوز اﻟﻼﺤﻘﺔ ﻟم ﺘﺘطور ﻋن رﻤوز اﻹﻨﺎء ﺒل اﻋﺘﻤدت ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﺠدﯿدة ﻟﻠﻌﻘﯿدة .ﻓﺎﺴﻤﺤوا ﻟﻨﺎ أن ﻨﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ﺒﻌض ﻫذﻩ اﻟرﻤوز ﻛﻤﺎ ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﺜﺒت ﻟﻨرى ﻤدى ﺼﺤﺔ اﻟﻤﻨطق اﻟذي ﻗدﻤﻨﺎﻩ أﻋﻼﻩ. ﯿﺸﯿر اﻟﺜﺒت ،أو ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻠوك ،إﻟﻰ أﻨﻪ ﻗﺒل ﺤدوث اﻟطوﻓﺎن ﻛﺎﻨت اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ أوﻻ ﻓﻲ ﻤدﯿﻨﺔ أرﯿدو. وﻛﺎن أول اﻟﻤﻠوك ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت ﯿدﻋﻰ \"أﯿﻠو ﻟﯿم\" اﻟذي دام ﺤﻛﻤﻪ 28800ﺴﻨﺔ .وﯿﻤﻛﻨﻨﺎ اﺴﺘﻐﻼل أﺴﻤﺎء اﻟﻤدن واﻟﻤﻠوك ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻛﺘﻤرﯿن ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل، ﻟﺘوﻀﯿﺢ ﻗدم اﻟوﺤدة اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻨﻨﺘﻤﻲ إﻟﯿﻬﺎ\" .أﯿﻠو\" أو \"إﯿﻠو\" ﻫﻲ \"أﯿل\" و\"إﯿل\" و\"ءل\" و\"ﻋل\" اﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ اﻟرب واﻟﺴﯿد ،وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻤﻨﻬﺎ إﻟﻪ وﻛﻠﻤﺔ اﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ،وﻤﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ إﯿﻠﻲ ٕواﯿﻠّﯿﺎ وﻋﻠﻲ أﯿﻀﺎ .و\"إﯿل\" ﻫو اﻟﻠﻘب اﻟذي أطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻨب اﻟرﺌﯿس ﻟﻠﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻤن ﻗﺒل ﻤﻌظم اﻟﻌرب ﻻﺤﻘﺎ ،ﻓﻘد ﻤﺜل اﻹﻟﻪ اﻷﻛﺒر اﻟﺨﻔﻲ ،واﻟﻤﺼدر اﻟﺒدﺌﻲ ﻟﻠوﺠود 532.أﻤﺎ ﻛﻠﻤﺔ \"ِﻟـﯿم\" ﻓﺎﻟﻤﯿم ﻓﯿﻬﺎ 532وأﯾل ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﻣﯾﺎت ،ﻟﻸﺷﺧﺎص واﻷﻣﺎﻛن واﻷﺷﯾﺎء ،ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ .ﻓﻣﻧﮭﺎ ﺟﺑرا أﯾل )ﺟﺑرﯾل( ،واﺳﻣﻊ إﯾل )إﺳﻣﺎﻋﯾل( ،وﻗﺎب إﯾل )ﻗﺎﺑﯾل( وھﺎب إﯾل )ھﺎﺑﯾل( ،وﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎب إﯾل )ﺑﺎﺑل( وﺑﯾت إﯾل وإذا ﻣﺎ اﻗﺗرﻧت ﺑﻛﻠﻣﺔ \"ﺟب\" ،رب اﻷرض ﻓﻲ وادي اﻟﻧﯾل ،ﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺟب إﯾل أو ﺟﺑﯾل .وﻣﻧﮭﺎ ﺣﯾوان اﻷﯾل ،وﺷﮭر أﯾﻠول .وأﯾل ﻣؤﻧﺛﮫ أﯾﻠﺔ وإﯾﻼت ،وﻗس ﻋﻠﻰ ذﻟك.
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻠﺘﻔﺨﯿم واﻟﺘﻌظﯿم ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻨﺎ ﺤﻀرﺘﻛم وﺴﯿﺎدﺘﻛم .وﻛﺄداة ﺘﻔﺨﯿم ﻓﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﯿﺸﻤل اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻊ أو اﻟﺘﺜﻨﯿﺔ ،ﻓﻨﻘول أﻨت أﻨﺘم ،وﺒﻌد إﻀﺎﻓﺔ اﻟﺤرﻛﺔ ﺘﺼﺒﺢ أﻨﺘﻤﺎ ،أو ﻛﻤﺎ ﻓﻲ أﻛﻠﺘم وﺸرﺒﺘم وذﻟﻛم .ﻟذﻟك ،ﻛﺜﯿ ار ﻤﺎ ﯿﺘم اﺴﺘﺒداﻟﻬﺎ ﺒواو اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻓﺄﻨﺘم ﻗد ﺘﻠﻔظ أﻨﺘو وأﻛﻠﺘم وﺸرﺒﺘم أﻛﻠﺘو وﺸرﺒﺘو ،وﻫﻛذا .أﻤﺎ ﻛﻠﻤﺔ \"ﻟِﻲ\" ﻓﻬﻲ ﻤن \"ﻟﯿﻪ\" ،ﻻﻩ ﯿﻠﯿﻪ ﻟﯿﻬﺎ ،وﻤﺎ ازﻟت ﺘﻌﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﯿوم ﺘﺴﺘر ﻓﻲ اﻷﻋﺎﻟﻲ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ\" ،أﯿﻠو ﻟﯿم\" ﻗد ﺘﻌﻨﻲ أﯿل اﻟﻤﺴﺘﺘر أو اﷲ اﻟﻤﺴﺘﺘر .وﻗد ﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻛم اﻟﻤﻠك \"أﯿل ﻛور\" اﻟذي دام ﺤﻛﻤﻪ 36000ﺴﻨﺔ .وﻛﻠﻤﺔ ﻛور ﺘﺤﻤل ﻋدة ﻤﻌﺎن ﻓﻲ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺘدور ﺤول ﻤﻔﻬوم ﺘﻌﺎظم ﺤﺠم اﻟﺸﻲء .ﻓﻬﻲ ﺘﻌﻨﻲ اﻟﺠﺒل أو اﻟﻤرﺘﻔﻊ ﺒﻘدر ﻤﺎ ﺘﻌﻨﻲ اﻟﺒﻘﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺠﺘﻤﻊ ﻓﯿﻬﺎ اﻟﻤﺴﺎﻛن أو اﻟﻘرى ﺒﻘدر ﻤﺎ ﺘﻌﻨﻲ ﻟ ّف اﻟﻌﻤﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟ أرس .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ\" ،أﯿل ﻛور\" ﻗد ﺘﻌﻨﻲ أﯿل اﻟﻤرﺘﻔﻊ أو اﷲ اﻟﻌظﯿم533. وﺒﻌد أن اﺴﺘﻤرت اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ ﻓﻲ أرﯿدو ﺤواﻟﻲ 64800ﺴﻨﺔ ،اﻨﺘﻘﻠت إﻟﻰ ﻤدﯿﻨﺔ أﺨرى ﻏﯿر ﻤﺘﻔق ﻋﻠﻰ اﺴﻤﻬﺎ أو ﻤوﻗﻌﻬﺎ .ﻓﻘد أوردﻫﺎ طﻪ ﺒﺎﻗر ،ﻛﻤﺎ ﺠﺎﻛوﺒﺴن ،ﺘﺤت ﻟﻔظ \"ﺒﺎد ﺘﺒ ار\" .وﺒﻌد ﻤ ارﺠﻌﺘﻨﺎ ﻷﺴﻠوب اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻟذﻟك اﻟزﻤن ،اﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺴﻬوﻟﺔ اﻟﺨﻠط ﻤﺎ ﺒﯿن ﺤرف اﻟدال وﺤرف اﻟ ارء ﻻ ﺴﯿﻤﺎ وأن اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻟواح ﻫﻲ ﯿدوﯿﺔ وﻋرﻀﺔ ﻟﻠﺘﺄﺜر ﺒﺄﺴﻠوب اﻟﻛﺎﺘب وﻤﻬﺎرﺘﻪ إﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﻟﺘﺸوﯿﻪ اﻟذي ﻗد ﯿﺼﯿﺒﻬﺎ ﻤﻊ ﻤرور اﻟزﻤن 534.ﻓﻌﻠﻰ اﻷرﺠﺢ أن \"ﺒد ﺘﺒ ار\" ﻫﻲ \"ﺒر ﺘﺒ ار\" ﺒﻤﻌﻨﻰ أرض اﻟذﻫبٕ .وان اﻓﺘرﻀﻨﺎ أن ﻫذا اﻟﻠﺒس ﻫو ﻤن ﺼﻨﻊ ﺨﯿﺎﻟﻨﺎ وأن \"ﺒد\" ﻫﻲ اﻟﻘ ارءة اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ، ﻓﺎﻟﻛﻠﻤﺔ ﻤﺎ ازﻟت ﺘﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﺸﺒﯿﻪ أو اﻟﻨظﯿر ،وﻤﻨﻬﺎ ﺒدا وﺒﺎد وﯿﺒدو .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ\" ،ﺒد ﺘﺒ ار\" ﻗد ﺘﻌﻨﻲ ﻤدﯿﻨﺔ اﻟذﻫب أو اﻟﻤدﯿﻨﺔ اﻟذﻫﺒﯿﺔ .وﻗد ﺤﻛم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻠوك ﻫم؛ \"ﻋﯿن ِﻤن ﻟو آﻨو\" ﺜم \"ﻋﯿن ِﻤن ﺠل آﻨو\" ﺜم \"دﻤو زي\" ،وﻛﺎﻨت ﻤدد ﺤﻛﻤﻬم 43200و 28800و 36000ﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘواﻟﻲ .و\"ﻋﯿن\" ﻤن اﻟﻛﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ اﺴﺘﻤر اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻤﻨذ آﻻف اﻟﺴﻨﯿن دون أن ﯿﻠﺤﻘﻪ ﺘﻐﯿر ﻛﺒﯿر ،ﻤﺜل \"ﯿد\" و\"ﺒﯿت\" وﻛﺜﯿر ﻏﯿرﻫﺎ .ﻓﻬﻲ ﺘﻌﻨﻲ اﻟﻌﯿن اﻟﺘﻲ ﻨرى ﺒﻬﺎ وﺘﻌﻨﻲ ،ﻛﻤﺎ اﻟﯿوم ،اﻟﻌﻀو ﻓﻲ ﻤﺠﻠس اﻷﻋﯿﺎن ﻓﻲ اﻟﻤدﯿﻨﺔ اﻟذي ﯿرى ﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨﺎس اﻟذﯿن \"ﻋﯿﻨوﻩ\" ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠس .ﻓﻬﻲ ﻤﻨذ اﻟﻘدم ﻟﻘب ﯿﺤﻤﻠﻪ ﺤﺎﻛم اﻟﻤدﯿﻨﺔ أو رﺌﯿس اﻟﻤﺠﻠس .و\" ِﻤن\" ﺘﻌرﻓﻨﺎ ﻋﻠﯿﻪ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل وأﺸرﻨﺎ إﻟﻰ 533ﺟﺎﻛوﺑﺳن ،ص .71-70 534راﺟﻊ اﻟﺟدول ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،أﺣﻣد داوود ،ص .299
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ أﻨﻪ ﯿطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺠﻠﯿن ﻤن أﺠداد اﻟﻌرب ﻤﺜل \"ﻤر\" و\"دم\" وﻏﯿرﻫم .وﻛﻠﻤﺔ \"ﻟو\" ﺘﻌﻨﻲ اﻟرﺠل و\"آﻨو\" ﻫﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻤﻘﺎم اﻹﻟﻪ \"ﻨو\" اﻟذي ﻤؤﻨﺜﻪ \"ﻨوت\" ﻛﻤﺎ ﺴﺒﻘت اﻹﺸﺎرة .و\"ﻨو\" ﻤﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻨوى واﻟﻨﺎﺌﻲ أي اﻟﺒﻌﯿد اﻟﻤﻨﺎل ،وﻫﻲ ﻤﻌﺎن ﺘﺘﻨﺎﺴب واﻟﺴﻤﺎء وﻟﻘب ﺴﺎﻛﻨﻬﺎ اﻟﻨﺎﺌﻲ .وﺘﺠدر اﻟﻤﻼﺤظﺔ ﻫﻨﺎ أن ﺤرف اﻟواو ﻓﻲ \"أﻨو\" ﻫو إﻀﺎﻓﺔ ﻟﻠﺘﺤرﯿك ﻓﻘط ،ﺒﻤﻌﻨﻰ أن أﺼل اﻟﻛﻠﻤﺔ \"أ ُن\" ﺒﻀم اﻟﻨون ﻓﻘط. وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ\" ،ﻨو\" ﻫﻲ \" ُن\" اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﺘﻠﻔظ ﻋﻠﻰ اﻷرﺠﺢ ﻛﻤﺎ ﯿﻠﻔظ اﻟﺤرف اﻟﯿوم؛ \"ﻨون\" .ﻫذﻩ اﻟﻤﻼﺤظﺔ ﺴﺘﻔﯿدﻨﺎ ﻻﺤﻘﺎ ﻓﻲ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺘطور أﺴﻤﺎء اﻷرﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ .إذن\" ،ﻋﯿن ِﻤن ﻟو آﻨو\" ﻗد ﺘﻌﻨﻲ اﻟﻌﯿن ِﻤن رﺠل اﻟﺴﻤﺎء .ﺜم ﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻛم اﻟﻌﯿن ِﻤن ﺠﻠﯿل اﻟﺴﻤﺎء .ﺜم ﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻛم اﻟﻤﻠك \"دﻤو ذي\" أو دم اﻟﺼﺎﺤب .وﺒﺴﺒب اﻹﺒدال اﻟﺸﺎﺌﻊ ﻤﺎ ﺒﯿن أﺤرف اﻟدال واﻟﺘﺎء واﻟﻀﺎد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،ﻟﺘﻘﺎرب طرﯿﻘﺔ اﻟﻨطق ،ﻓﻘد ﺸﺎع ﻟﻔظ \"دﻤو زي\" ﺘﺤت ﺘﻤوز .وﺒﻬذا ﻨﻛون ﻗد ﺘﻌرﻓﻨﺎ ﺤﺘﻰ اﻵن ﻋﻠﻰ أرﺒﻌﺔ أﻟﻘﺎب ﻗدﺴﯿﺔ وﻫﻲ \"أﯿل\" و\" ِﻤن\" و\"ﻨو\" و\"دم\" .وﻗﺒل اﻟﺘﻌرض ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﯿل ،دﻋوﻨﺎ ﻨﺘﺎﺒﻊ اﺴﺘﻌ ارض ﻤﻠوك ﻤﺎ ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن أوﻻ. ﺒﻌد \"ﺒر ﺘﺒر\" اﻨﺘﻘل اﻟﻤﻠك إﻟﻰ ﻤدﯿﻨﺔ \"ﻟـََرك\" ،ﻏﯿر اﻟﻤﻌروف ﻤوﻗﻌﻬﺎ أﯿﻀﺎ 535.وﻨﺤن ﻨرى أن ﻋدم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﯿذﻛرﻨﺎ ﺒﻤدﯿﻨﺔ \"ﺒر ﺘﺒ ار\" ،أي اﺤﺘﻤﺎل وﺠود ﺨﻠط أو ﺘﺸوﯿﻪ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ. ﻓﺎﺴم ﻫذﻩ اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻗد ﯿﻘ أر \"ﻟـََر أك\" أو \"ﻟـََر أﻛﻲ\" ،واﻟﻛﺎف ﻫﻨﺎ ﻗد ﺘﻘ أر ﺘﺸﺎف ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﺴم ﺠﻠﺠﺎﻤش وﻛﻠﻛﺎﻤش .وﻫذا ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺄن اﻟﻛﺎف ﻫﻨﺎ ﻤﻌرﻀﺔ ﻷن ﺘﻠﻔظ \"ﺠﻲ\" ،ﺠﯿم ﺠﻨوب ﻏرب اﻟﺠزﯿرة ووادي اﻟﻨﯿل ،وﻫو اﺴم اﻟﺜﻌﺒﺎن ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل اﻟذي أﺸرﻨﺎ إﻟﻰ ارﺘﺒﺎط اﺴﻤﻪ ﺒﺎﻷرض .وﻨﺤن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻨﻌرف ﺒﺄن \"ﻛﻲ\" ﺘﻌﻨﻲ اﻷرض أو اﻟﯿﺎﺒﺴﺔ ﻛﻤﺎ ﻤر ﻤﻌﻨﺎ ﻓﻲ \"ﻛﻲ أﻨﺠﻲ\" 536.ﻛﻤﺎ ﻨﻌرف ﺒﺄن ﻛﻠﻤﺔ \"ﻛﻲ\" ﻗد ظﻬرت ﻀﻤن ﻟﻘب اﻟﺠﺎﻨب اﻟذي ﯿﻤﺜل اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ وﻫو \"إن ﻛﻲ\" أو \"ﻋﯿن ﻛﻲ\" أي ﻋﯿن اﻷرض ﻓﻲ إﺸﺎرة ﻤﺎ زﻟﻨﺎ ﻨﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ إﻟﻰ اﻵن ﻟﻠﺘدﻟﯿل ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎدر اﻟﻤﯿﺎﻩ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، إذا ﻛﺎﻨت \"ﻛﻲ\" ﺘرﻤز ﻟﻸرض ﻓﻛﻠﻤﺔ \"أﻛﻲ\" ﺘﻌﻨﻲ ﻤﻘﺎم \"ﻛﻲ\" ،وﻫﻲ ﻤﺎ ازﻟت ﺘﻌﯿش ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ \"ﻋﻛﻰ\" ﺒﻤﻌﻨﻰ أﻗﺎم ﺒﺎﻟﻤﻛﺎن .أﻤﺎ \"ﻟـَر\" ،ﻓﻛﻤﺎ ﺤدث ﺨﻠط ﻤﺎ ﺒﯿن \"ﺒد ﺘﺒر\" و\"ﺒر ﺘﺒر\" ﻓﻘد ﺘﻛون اﻟ ارء ﻫﻨﺎ داﻻ ﻓﺘﻘ أر \"ﻟـَد\" ،وﻫﻲ ﻤﺎ ازﻟت ﺘﻌﻨﻲ ﺠﺎﻨب اﻟوادي وﻤﻨﻬﺎ ﻤدﯿﻨﺔ اﻟﻠـّد ﻓﻲ ﻓﻠﺴطﯿن .وﻋﻠﯿﻪ ﻓﻘد ﯿﻛون 535ﻣﻠﺣﻣﺔ ﺟﻠﺟﺎﻣش ،طﮫ ﺑﺎﻗر ،ص .243وﯾﺷﯾر طﮫ ﺑﺎﻗر إﻟﻰ أن ﻣوﻗﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺣﺳﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ واﺳط. 536وﺑﻣﺎ أن أﻧﺟﻲ ھﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﻔظ ﻋﻧﺟﻲ وﻣؤﻧﺛﮫ ﻋﻧﺟﺗﻲ ،ﯾﺻﺑﺢ ارﺗﺑﺎط اﻟﻌرب ﻣن اﻟﻔرات إﻟﻰ اﻟﻧﯾل أوﺿﺢ ﻟﻠﻘﺎرئ.
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﺴم ﻫذﻩ اﻟﻤدﯿﻨﺔ \"ﻟد أﻛﻲ\" ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺠﺎﻨب اﻟوادي ﻤﻘﺎم اﻟرب ﻛﻲ .وﻫذا ﻻ ﯿﻘدم وﻻ ﯿؤﺨر ﺒﺎﻟﻀرورة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﺘﺤدﯿد ﻤﻛﺎن ﻫذﻩ اﻟﻤدﯿﻨﺔ ،وﺘﺤﻠﯿﻠﻨﺎ ﻻﺴﻤﻬﺎ ﻗد ﯿﻛون أﺒﻌد ﻤﺎ ﯿﻤﻛن ﻋن اﻟﺼواب ،وﻟﻛﻨﻨﺎ ﻗﺼدﻨﺎﻩ ﻛﺘﻤرﯿن ﻟرؤﯿﺔ اﻟﻔرق ﻤﺎ ﺒﯿن ﻗ ارءﺘﻨﺎ ﻛﻌرب ﻟﻠﻐﺘﻨﺎ اﻟﻘدﯿﻤﺔ وﻗ ارءة اﻷورﺒﯿﯿن ﻟﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻼم ﻻ ﺘﺴﺒق اﻟ ارء ﻓﻲ ﺘﻛوﯿن ﻓﻌل ﻋرﺒﻲ ،وﻫو ﻤﺎ دﻓﻌﻨﺎ ﺒداﯿﺔ ﻟﻠﺘﺴﺎؤل ﺤول ﺼﺤﺔ اﺴم ﻫذﻩ اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻛﻤﺎ أوردﻩ اﻟﺒﺎﺤﺜون اﻷورﺒﯿون .وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﺤﻛم اﻟﻤﻠك \"ﻋﯿن ِﺼ َب ذي آﻨو\". وﺼب ﻫو اﻟﻌﺎﺸق اﻟﻤﺤب ،وﺒﻌد اﻟﺘﺤرﯿك ﻫﻲ ِﺼﺒﻰ وﺼﺒﻲ اﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ اﻟ ارﻋﻲ .وﻗد ﺠﺎء اﺴﺘﺨدام ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ وﺼف \"دﻤو زي\" اﻟﻤﻠك اﻟ ارﻋﻲ .ﻓرﺒﻤﺎ ﻋﻨﻲ اﻻﺴم اﻟﻌﯿن اﻟ ارﻋﻲ ﺼﺎﺤب اﻟﺴﻤﺎء .وﻗد ﺤﻛم ﻫذا اﻟﻤﻠك 28800ﺴﻨﺔ. ﺒﻌد ذﻟك اﻨﺘﻘل اﻟﺤﻛم إﻟﻰ ِﺴﺒﺎر أو ﻤدﯿﻨﺔ \"ﺼب ﺒر\" أرض اﻟﻤ ارﻋﻲ .وﻫﻨﺎك ﺤﻛم اﻟﻤﻠك \"ﻋﯿن ِﻤن دور أﻨﻛﻲ\" .وﻫﻨﺎ ﻨﺘﻌرف ﻷول ﻤرة ﻋﻠﻰ \"أﻨﻛﻲ\" رب اﻟﻤﯿﺎﻩ ،ﻛﻤﺎ ﻨﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ دور أو دار. وﻗد ﺤﻛم ﻟﻤدة 21000ﺴﻨﺔ .وآﺨر ﻤدﯿﻨﺔ اﻨﺘﻘﻠت إﻟﯿﻬﺎ اﻟﻤﻠوﻛﯿﺔ ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن ﻫﻲ ﺸروﺒﺎك أو ﺴروﺒك .و\"ﺴرو\" أو \"ﺴر\" ﺘﻌرﻓﻨﺎ ﻋﻠﯿﻪ ﺴﺎﺒﻘﺎ وﻤؤﻨﺜﺔ ﺴرت وﺴﺎرة ،وﯿﻌﻨﻲ اﻟﺴﯿد أو اﻟرب اﻟﻐﺎﻤض اﻟﺨﻔﻲ .أﻤﺎ ﻛﻠﻤﺔ \"ﺒك\" و\"ﺒﻛﺔ\" ﻓﺘﻌﻨﻲ اﻟﻤﻘﺎم اﻟﻤﻘدس ﻓﻲ اﻟﻌرﺒﯿﺔ وﻤﻨﻬﺎ \"ﺒﻌل ﺒك\" ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ،و\"ﺒﻛﺔ\" اﻟﺘﻲ ﺘطﻠق أﺤﯿﺎﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻛﺔ اﻟﻤﻛرﻤﺔ ٕوان ﻛﺎن اﻷﺼﺢ إطﻼﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿت اﻟﺤ ارم ﻓﯿﻬﺎ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، \"ﺴرو ﺒك\" ﻫﻲ ﻤدﯿﻨﺔ ﺒﯿت \"ﺴر\" اﻟﻤﻘدس أو اﻟﺤ ارم ،أو ﻤﺠرد ﺒﯿت ﺴر 537.وﻗد ﺤﻛم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤدﯿﻨﺔ اﻟﻤﻠك \"أوُﺒر ﺘو ُت\" وﻟﻤدة 18600ﺴﻨﺔ .وﻗد ورد اﺴﻤﻪ ﻟدى اﻟﻤؤرخ \"ﺒرﻋوﺸﺎ\" ،ﻛﺎﻫن ﺒﺎﺒل ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺜﺎﻟث ق.م ،ﻋﻠﻰ ﺸﻛل \"أﺒـَر ﺘوت\" 538.وأَﺒر ﻫﻲ ﺒﺄر ،ﻟﻠﻘﻠب اﻟﺸﺎﺌﻊ ﻓﻲ أﻤﺎﻛن اﻷﺤرف ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻨﺎ ﺒﺄر اﻟﺨﯿر أي ﻋﻤﻠﻪ ﻤﺴﺘو ار .ﻓﻬﻲ ﺘﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﺘر واﻟﻤﺨﺒﺄ ،ﻟذﻟك ،ﻤﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺒﺌر وأﺒﺎر ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﺨﺎﺒﺊ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻷرض .وﻗد ﺘﺤﻤل اﻟ ارء ﻓﻲ اﺴم ﻫذا اﻟﻤﻠك إﺸﺎرة اﻟﺸدة ﻛﻤﺎ ﻓﻲ أﺒّر أي أﺤﺴن ﺒﺎﻟﺴر .أﻤﺎ ﻛﻠﻤﺔ \"ﺘوت\" ﻓﻬﻲ ﻤن اﻷﺴﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﯿد واﻟرب. ورﺒﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻤﺎ ازﻟت ﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺘّو ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻗﺼد ﻤﺒﺎﺸرة ،ﻓﯿﻘﺎل ﺠﺎء ﺘّوا أي ﻗﺎﺼدا ﻻ 537ﻣن اﻟﻣﻠﻔت ﻟﻼﻧﺗﺑﺎه أن اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﺳﺗﺗﺑﺎب أﻣر اﻟﻣﻠوﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺟدﯾدة ،ﺳرو َﺑك ﻣﺛﻼ ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻓﮭﻣﮭﺎ اﻟﯾوم وﺑﻌد ﻣرور أرﺑﻌﺔ آﻻف ﻋﺎم ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎﺑﺗﮭﺎ .ﻓﺎﻟﺟﻣﻠﺔ ﺗﻘولَ \" :ﻧم ﻟو ﺟل ﺑﺷرو َﺑك ﺑﺎﺗم\" ،ﺣﺎﻛم اﻟدﻧﯾﺎ ﺑﺷرو ﺑك ﺑﺎت ﺣﯾث اﻟﻣﯾم ﻓﻲ ﺑﺎﺗم ھﻲ ﻟﻠﺗﻔﺧﯾم واﻟﺗﻌظﯾم وﻣﺎ زاﻟت ﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺟﻣﻊ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻧﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑﺎﺗم ﻓﻲ اﻟﻔﻧدق. 538ﺟﺎﻛوﺑﺳن ،ص .75
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﯿﻌرﺠﻪ ﺸﻲء .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻗد ﯿدل ﺘوت ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﻘﺎﻤﺔ واﻷﻤﺎﻨﺔ ،ﻤﻤﺎ ﯿﺘﻔق ﻤﻊ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻘدﯿم ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺤﯿث ﻛﻠﻤﺔ ﺘوت ،أو ﺘﺤوت ،أو ﺘﺄوت ،ﻋﻨت اﻟﺼﺎدق واﻟﺼدﯿق 539.وﻗد دﺨﻠت ﻓﻲ ﺘﻛوﯿن ﻋدد ﻤن اﻷﺴﻤﺎء اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ ﻤﺜل \"ﺘﺤوت ﻤس\" و \"ﺘﺤوت ﻋﻨﺦ أﻤون\" .وﻋﻠﯿﻪ ،ﻓﻘد ﯿﻌﻨﻲ اﺴم اﻟﻤﻠك \"اﻟﻤﺤﺴن ﻟﻠرب ﺘوت\" ،أو اﻟﻤﺤﺴن اﻟﺼﺎدق .وﯿﻨﺘﻬﻲ ﺤﻛم ﻫذا اﻟﻤﻠك ﺒﺤدوث اﻟطوﻓﺎن واﻨﺘﻘﺎل اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ إﻟﻰ ﻤدﯿﻨﺔ ِﻛﯿش ،واﺒﺘداء ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻤﻠوك ﻤﺎ ﺒﻌد اﻟطوﻓﺎن. ﺒﻌد ﻫذا اﻟﻌرض اﻟﻤطول ﻟﻤﻠوك ﻤﺎ ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن ،ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨﻼﺤظ ﻋددا ﻤن اﻟﻨﻘﺎط .أوﻻ ،أﻨﻪ ﻓﯿﻤﺎ ﻋدا ﻤدﯿﻨﺔ أرﯿدو ﻟم ﯿﺘم اﻟﻌﺜور ﻓﻲ اﻟﻤدن اﻷرﺒﻌﺔ اﻷﺨرى ﻋﻠﻰ ﻤﻛﺘﺸﻔﺎت أﺜرﯿﺔ ﺘدل ﻋﻠﻰ ﻗدم اﺴﺘﯿطﺎﻨﻬﺎ .ﻓﻛﻤﺎ ﻻﺤظ اﻟﻘﺎرئ ﻓﻲ اﺴﺘﻌ ارﻀﻨﺎ ﻟﻠﻤﻛﺘﺸﻔﺎت ﻋﺒر اﻟﺒﺤث ،ﻟم ﯿﺘم ذﻛر ﻫذﻩ اﻟﻤواﻗﻊ أو اﻻﺴﺘﺸﻬﺎد ﺒﻬﺎ .ﺒل إن اﺜﻨﺘﯿن ﻤﻨﻬﺎ\" ،ﺒد ﺘﺒ ار\" و\"ﻟد أﻛﻲ\" ،ﻏﯿر ﻤﻌروف ﻤوﻗﻌﻬﻤﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت أﺴﺎﺴﺎ .وﯿﻠﻔت اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ،ﻛذﻟك ،إﻏﻔﺎل اﻟﺜﺒت ﻟذﻛر ﻤواﻗﻊ ﺴﻛﻨﯿﺔ ﻗدﯿﻤﺔ ﻤن ﻤﺎ ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن ﻤﺜل أور واﻟورﻛﺎء ﻤﺜﻼ .ﺜﺎﻨﯿﺎ ،أن اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ أرﯿدو ﺘؤﻛد ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻤدﯿﻨﺔ ﻛﺎﻨت ﻤرﻛ از دﯿﻨﯿﺎ ﻤﻬﻤﺎ وﻓﻘط .ﻓﻠم ﯿﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ أي دﻟﯿل ﯿﺸﯿر إﻟﻰ ﺘﺤوﻟﻬﺎ ﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻓﻲ اﻟوادي طوال ﺘﺎرﯿﺨﻬﺎ 540.ﺜﺎﻟﺜﺎ ،ﻟم ﺘﺤﻤل أﻟﻘﺎب اﻟﻤﻠوك اﻟﻤذﻛورﯿن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ أﯿﺔ إﺸﺎرة ﺘدل ﻋﻠﻰ رﻤز أﻨﺜوي ﻤﻤﺎ ﯿﺘﻌﺎرض ﺒﺸدة ﻤﻊ اﻟدور اﻟﺒدﺌﻲ اﻟذي ﻟﻌﺒﺘﻪ اﻷﻨﺜﻰ ﻛﻤﺎ ظﻬرت ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء ﻓﻲ ﻨﻘش اﻟﻛﺎﻫﻨﺔ واﻟﻠﺒؤة واﻟﻌﺼﺎ رﻤز اﻟﻤﻌﺒد .ارﺒﻌﺎ ،ﻤﻊ أن اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ أﺘت ﻋﻠﻰ ذﻛر \"أﯿل\" و\"أﻨو\" و\"ﻋﯿن ﻛﻲ\" ،وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺴﻨﺘﻌرف ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻻﺤﻘﺎ ﻛرﻤوز رﺌﯿﺴﺔ ﻟﻠﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ،إﻻ أﻨﻬﺎ أﻏﻔﻠت أّﯿﺔ إﺸﺎرة إﻟﻰ \"ﻋﯿن ﻟﯿل\" )أﯿﻨﻠﯿل( اﻟذي ﻛﺎن ﯿﻤﺜل ﺠﺎﻨﺒﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟرﺌﯿس ﻋﻠﻰ اﻤﺘداد وادي اﻟﻔ ارت .ﺨﺎﻤﺴﺎ ،اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺴﺘﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻓﻲ أﻟﻘﺎب اﻟﻤﻠوك ،وﻫﻲ أﯿل ﺜم ِﻤن وأﻨو ﺜم دم ﺜم ﻋﯿن ﻛﻲ ﺜم ﺘوت ،ﻻ ﺘﺘﻔق اﻟﻘواﺌم اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﻟﻠﻤﻠوك ﻋن ﺘرﺘﯿب ظﻬورﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻻ ﺘﺘﻔق ﻋﻠﻰ ﻋدد اﻟﻤدن اﻟﺘﻲ ﺤﻛﻤوﻫﺎ .وﯿﺼﻌب ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺘﺠﺎﻫل ﻤﺎ ﯿﺤﻤﻠﻪ ﻫذا اﻟﺘﺴﻠﺴل ﻤن ﻤﻐزى ﻗدﺴﻲ، ﺒل ﻻ ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ ﺘﺒرﯿر وﺠود ﺒﻌض اﻻﺨﺘﻼف ﻓﯿﻪ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻘطﻊ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺜﺒت اﻟﻤﻠوك اﻟﺘﻲ ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻤﺎ ﻟم ﯿﻛن ﯿﺤﻤل ﻤﺜل ﻫذا اﻟﻤﻐزى .ﻓﺒﻌض اﻟﻘواﺌم ﺘﻀﻊ ﻤدﯿﻨﺔ \"ﺼب ﺒر\" )ﺴﯿﺒﺎر( 539أﺣﻣد داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .479 540ﺑﺎروـ ﺳوﻣر ،ص .146
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻗﺒل \"ﻟد أﻛﻲ\" )ﻟرك( ،ﻓﻲ ﺤﯿن اﻟﻤؤرخ ﺒرﻋوﺸﺎ ﻻ ﯿذﻛر \" ِﺴﺒﺎر\" ﻨﻬﺎﺌﯿﺎ وﯿﻀم ﻤﻠوك \"ﺴرو ﺒك\" إﻟﻰ \"ﻟد أﻛﻲ\" ﻤﺤوﻻ ﺒذﻟك ﻋدد اﻟﻌواﺼم ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن إﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺒدﻻ ﻤن ﺨﻤﺴﺔ 541.ﻫذا إﻟﻰ ﺠﺎﻨب أن ﺒﻌض اﻟﻘواﺌم ﺘﻀﻊ \"ﺘﻤوز\" ﻛﺄول ﻤﻠوك \"ﺒر ﺘﺒ ار\" ﻗﺒل \"ﻋﯿن ﻤن ﻟو أﻨو\" .وﻫذا ﯿؤﺜر ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻠﺴل ظﻬور اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن ﻫذﻩ اﻟرﻤوز ،ﻛﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ وﺠود ﺨﻼف ﺤول اﻟﻤدن اﻟﺘﻲ ﺘﺤوﻟت إﻟﻰ ﻋواﺼم وﺘرﺘﯿﺒﻬﺎ أﯿﻀﺎ .ﻓﺎﻟﺘﺴﻠﺴل اﻟذي اﻋﺘﻤدﻩ ﺜورﻛﻠد ﺠﺎﻛوﺒﺴن ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺒﻪ ،وﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء\" ،أﯿل\" ﺘ أرس اﻟظﻬور ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻤﻤﺎ ﯿﻌﻨﻲ أﻨﻪ ﯿﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ أﺤدث ﺘﻌدﯿل ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻟﻠﻌﻘﯿدة ،ﻓﻬو ﺤدﯿث ﻨﺴﺒﺔ \"ﻵﻨو\" ،اﻟذي ﻻ ﺒد وأﻨﻪ ﺤدﯿث ﺒدورﻩ ﻨﺴﺒﺔ \"ﻟﻌﯿن ﻛﻲ\" أو \"أﻨﻛﻲ\" .وأﺨﯿ ار ،اﻟﻠﺒؤة واﻟﻛﺒش واﻟﺜور اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء ﻛرﻤوز ﻗدﺴﯿﺔ، ﺴﻨﻛﺘﺸف ﻻﺤﻘﺎ أﻨﻬﺎ ﻟم ﺘوزع ﻋﻠﻰ اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻓﻲ ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻠوك .ﻓﺄﯿل ،اﻟذي ﺴﯿﻤﺜل اﻟﻤﺼدر اﻟﺒدﺌﻲ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻵﻟﻬﺔ وﻟﻠوﺠود ،ﻻ ﯿﺄﺨذ اﻟﺠدي أو اﻟﻛﺒش رﻤ از ﻟﻪ وﻻ \"أﻨو\" ،ﺒل ﺴﯿﺘﺤول اﻟﻛﺒش رﻤ از ﻟﺘﻤوز اﻟذي ﯿﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﺜﺎﻟوث ﺜﺎﻨوي 542.ﻓﻲ ﺤﯿن اﻟﻠﺒؤة\" ،ﻟّﺒو\" ،ﺴﺘﺘﺤول إﻟﻰ ﻗوة ﻋدواﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة إﺒﺎن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م 543.ﻓﻲ ﺤﯿن اﻟﺜور ،رﻤز اﻻﺒن ﻓﻲ ﺜﺎﻟوث اﻹﻨﺎء ،ﺴﯿﺘﺤول إﻟﻰ ﺤﯿوان \"أﻨو\" اﻟﻤﻘدس ﻟﯿس إﻻ ،أﻤﺎ رﻤز \"أﻨو\" ﻓﻬو \"اﻟﺤرم اﻟﻤﻘدس ﺘﻌﻠوﻩ اﻟﻘﻠﻨﺴوة اﻹﻟﻬﯿﺔ اﻟﻘرﻨﺎء\" 544.وﻨﺤن ﻨﻼﺤظ ﻫﻨﺎ ﺒﺄن \"أﻨو\" ﻻ ﯿوﺠد ﻟﻪ رﺴم ﯿﺤدد ﻤﻼﻤﺤﻪ أو ﺸﻛﻠﻪ. ﻫذﻩ اﻟﻨﻘﺎط ﺘدل ﺒﺸﻛل واﻀﺢ ﻋﻠﻰ أن اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻠوك ﻻ ﺘﻤت ﺒﺼﻠﺔ إﻟﻰ رﻤوز إﻨﺎء اﻟورﻛﺎء وﻟم ﺘﺘطور ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻀرورة ،ﻤﻤﺎ ﯿؤﯿد اﺤﺘﻤﺎل أﻨﻬﺎ ﻟم ﺘﻛن ﻤن وادي اﻟﻔ ارت أﺴﺎﺴﺎ. ﻓﻤﺎ اﻟذي ﯿﻤﻛﻨﻨﺎ أن ﻨﺴﺘﺨﻠﺼﻪ ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻟﯿزﯿل ﻟﻨﺎ اﻟﻐﻤوض اﻟذي ﯿﻛﺘﻨف ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت إﺒﺎن اﻟﻘرون اﻟﺜﻼﺜﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻬذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ؟ \"أﯿل\" ورد اﺴﻤﻪ ﻤرﺘﺎن ﻓﻲ ﺒداﯿﺔ اﻟﺜﺒت دون أﻟﻘﺎب ﻤﻠﺤﻘﺔ ﺒﻪ ﻤﺜل \"ﻋﯿن\" و\"ﻤن\" ،ﻓﻘد ورد ﺒﺼﯿﻐﺔ اﷲ اﻟﻤﺴﺘﺘر واﷲ اﻟﻌظﯿم .ﺜم ﺘﺒﻌﻪ ﺒذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺘواﻟﻲ ﺜﻼﺜﺔ رﻤوز ﻗدﺴﯿﺔ ﻫﻲ \"أﻨو\" و\"ﺘﻤوز\" 541ﺟﺎﻛوﺑﺳن ،ص .75-74 542ھوك ،ص .69 543اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .31 544اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .40-39
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ و\"أﻨﻛﻲ\" ،اﻟﺘﻲ ﺸﻤﻠت ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻘﺎب اﻟﻤﻠﺤﻘﺔ .وﻫذا ﯿﻘول ﻟﻨﺎ ﺒﺄن \"أﯿل\" ﻗد ﺘم وﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻤﻨزﻟﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻋن ﺒﺎﻗﻲ اﻷرﺒﺎب ،ﻤﻨزﻟﺔ ﻤﻨزﻫﺔ إن ﺠﺎز ﻟﻨﺎ اﻟﺘﻌﺒﯿر .ﻓﻛﺄﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ أﻤﺎم ﺜﺎﻟوث ﻗدﺴﻲ رﺌﯿس ﻤﺜﻠﻪ \"أﻨو\" و\"ﺘﻤوز\" و\"أﻨﻛﻲ\" ﯿﻘف ﻓوﻗﻪ \"أﯿل\" ﻤﺘوﺤدا .وﻫذا ﯿﺘﻔق إﻟﻰ ﺤد ﻛﺒﯿر ﻤﻊ ﻤﻔﻬوم اﻟﺘوﺤﯿد اﻟذي أﻛدﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻟﻌب دو ار ﻤؤﺜ ار ﻓﻲ ﻨﺴﺞ ﺜﺒت اﻟﻤﻠوك وﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن )ﻏﻤرو(. وﺤد ﻫذا اﻟﺜﺎﻟوث اﻟرﺌﯿس ﻤن اﻷﺴﻔل \"ﺘوت\" أو \"ﺘﺤوت\" اﻟذي ﻋﻠم اﻹﻨﺴﺎن اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ واﺒﺘﻛر اﻟﺤروف ،وﻫو ﻤﺎ ﺘﺘﻔق ﻋﻠﯿﻪ أدﺒﯿﺎت اﻟﻌرب ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت واﻟﻨﯿل ﻤﻌﺎ .واﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻀﻤن ﻟﻘب آﺨر اﻟﻤﻠوك ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن ﯿﺒدو ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ ﺠدا ﻤن اﻟﻨﺎﺤﯿﺔ اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ ﻟﻠﺘدﻟﯿل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻛﺘﺎﺒﺔ ظﻬرت ﻤﻛﺘﻤﻠﺔ ﻛﻌﻠم ﺒﻌد اﻟطوﻓﺎن .أﻤﺎ \"ﻤن\" ،ﻓﺎﻹﺸﺎرة إﻟﯿﻪ وردت ﻓﻲ ﺜﻼﺜﺔ ﻤن أﻟﻘﺎب اﻟﻤﻠوك اﻟﺜﻤﺎﻨﯿﺔ ﺒﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﯿد ﻓﻘط ،ﻛﻠﻘب ﻻﺤق ،أي أن اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﯿﻪ ﻛﺄﺤد ﺠواﻨب اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻗد ﺘم ﺘﺠﺎوزﻩ رﺴﻤﯿﺎ ﻤﻘﺎﺒل اﺴﺘﻤ ارر ﻤﺜل ﻫذا اﻟﺘرﻛﯿز ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل .ﻓﻨﺤن ﻨ ارﻩ ﻤرﺘﺒطﺎ ﺒﺎﻟﺠﺎﻨب \"أﻨو\" وﺒﺎﻟﺠﺎﻨب \"أﻨﻛﻲ\" ﻛدﻟﯿل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﻘﺼود ﺒﺎﻟﻠﻘب \"ﻤن\" ﻫو اﻟﺴﯿد .وﻟﻛن اﻟﻤؤرخ اﻟﻔﯿﻨﯿﻘﻲ ﻓﯿﻠو اﻟﺠﺒﯿﻠﻲ61 ، – 141ﻤﯿﻼدﯿﺔ ،ﯿؤﻛد ﻟﻨﺎ ﺒﺄن ﻤﻌﺎﺒد اﻷﻤوﻨﯿون )اﻟﻌﻤوﻨﯿون( ﻛﺎﻨت ﻤوﺠودة إﺒﺎن اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ق.م واﺤﺘوت ﻋﻠﻰ ﻤﻛﺘﺒﺎت ﻋظﯿﻤﺔ وﻤؤﻟﻔﺎت دﯿﻨﯿﺔ ﻤﻬﻤﺔ 545.وﻗد ﯿﻌﻨﻲ ﻫذا أن إﻟﺤﺎق اﺴﻤﻪ ﻀﻤن أﻟﻘﺎب اﻟﻤﻠوك ﺠﺎء ﻤن ﺒﺎب اﻟﺘوﻓﯿق ﻋﻠﻰ طرﯿﻘﺔ وادي اﻟﻨﯿل ﺒﺤﯿث ﺴﻤﺢ ﺒﺘﻨوع ﻓﻲ اﻻﺠﺘﻬﺎدات ﻤﺎ داﻤت ﺘﻌﺘرف ﺒﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠك .وﻟﻛن ﻟﯿس ﺒﺎﻟﻀرورة ،ﻓﻘد ﯿﻌﻨﻲ ﺘﺠﺎوزﻩ ﺒﻬذا اﻟﺸﻛل أﻨﻪ ﻤن اﻟﻘدم ﻟدرﺠﺔ أن ﻤﻨزﻟﺘﻪ اﺴﺘﻤرت ﺒﺎﻟﺘدﻨﻲ ﺤﺘﻰ ﺘﺤوﻟت إﻟﻰ ﻟﻘب اﺤﺘ ارم ﻓﻘط ،ﻓﻲ ﺤﯿن اﺴﺘﻤر ﻟﻪ أﺘﺒﺎع ﻤﺤدودون ﺘﺤت ﺘﺄﺜﯿر وادي اﻟﻨﯿل ﺒﻨوا ﻟﻪ ﻤﻌﺎﺒد ﻓﻲ ﺒﻼد اﻟﺸﺎم .وﻟﻌل ﻫذا اﻟﻘدم ﯿﺒرر إﺸﺎرة ﻓﯿﻠو اﻟﺠﺒﯿﻠﻲ إﻟﻰ اﺤﺘواء ﻤﻛﺘﺒﺎﺘﻬم ﻋﻠﻰ ﻤؤﻟﻔﺎت دﯿﻨﯿﺔ وﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﺘم اﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻤن ﻗﺒل ﺴﺎﻛو ﻨﯿﺎﺘن ﻓﻲ ﺴرد ﺤﻘﯿﻘﺔ ﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة اﻟﻌرﺒﯿﺔ واﻷﺤداث اﻟﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ. وﻫذا اﻟﺘطور ﻓﻲ اﺴﺘﺨدام \"ﻤن\" ،ﻛﺄﺤد اﻷﺠداد اﻟﻤﺒﺠﻠﯿن ،ﻻ ﯿﻨطﺒق ﻋﻠﻰ \"ﻨو\" و\"دم\" اﻟﻠذﯿن اﺴﺘﻤر اﺴﺘﺨداﻤﻬﻤﺎ ﻛﺄﻟﻘﺎب ﻗدﺴﯿﺔ ﻟﻠﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ .ﻓﺎﻟﻠﻘب \"ﻨو\" ﺘم إﻀﺎﻓﺔ ﺤرف اﻷﻟف ﻟﻪ ﻟﯿﻌﻨﻲ أﺒﻨﺎء أو ﻤﻘﺎم اﻷب \"ﻨو\" ﻓﺘﺤول إﻟﻰ \"أﻨو\" .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،اﻟﻠﻘب ﯿﻌﻨﻲ أﺴﺎﺴﺎ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻤﻘﺎم اﻷب اﻟﻨﺎﺌﻲ ،ﻓﻲ 545أﺣﻣد داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .451وﻗد ذﻛر ﻓﯾﻠو اﻟﺟﺑﯾﻠﻲ ﻣﻌﺎﺑد اﻷﻣوﻧﯾون ﻓﻲ ﻣﻌرض ﺣدﯾﺛﮫ ﻋن ﻣؤﺳس ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﯾروﺗﻲ ﺳﺎﻛو ﻧﯾﺎﺗن ،ﻣﻧﺗﺻف اﻷﻟف اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ق.م ،اﻟذي ﻛﺗب ﻋن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌرﺑﻲ وﺗطور ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯾدة وﺣروب اﻟﯾﮭود ﻓﻲ ﻋﺳﯾر.
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ وﻟﯿس رب اﻟﺴﻤﺎء .وﺤﯿن أﺨذ ﻤﻠوك ﻋرب اﻟﻔ ارت ﻻﺤﻘﺎ ﺒﺎﻹﺸﺎرة إﻟﻰ أﻨﻔﺴﻬم ﺒﺄﻨﻬم \"أﺤﺒﺎء أﻨو\" ،ﻗﺎرن ذﻟك ﺒﺸﻤﺴو ﺤر ،ﻓﺎﻟﻤﻘﺼود ﻛﺎن ﺒﺄﻨﻬم أﺤﺒﺎء اﻟﺴﻤﺎء وﻟﯿس أﺤﺒﺎء رب اﻟﺴﻤﺎء 546.ﻟذﻟك ،ظﻬر \"أﻨو\" ﻓﻲ اﻟﺜﺒت ﻤﺴﺒوﻗﺎ إﻤﺎ ﺒﻛﻠﻤﺔ رﺠل أو ﺠﻠﯿل أو ﺼﺎﺤب ،ﻓﻛﺎن اﻟﻤﻠك ﻫو اﻟﺴﯿد رﺠل اﻟﺴﻤﺎء واﻟﺴﯿد ﺠﻠﯿل اﻟﺴﻤﺎء واﻟﻤﻠك اﻟ ارﻋﻲ )ﺼ ِب( ﺼﺎﺤب اﻟﺴﻤﺎء .وﻟم ﯿﺒدأ اﻟﺨﻠط ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤﻌﻨﯿﯿن إﻻ ﺒﻌد أن ﺘﺤوﻟت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻤن اﻋﺘﻤﺎد ﺤرﻓﯿن ﻛﺠذر ﻷﻓﻌﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻋﺘﻤﺎد ﺜﻼﺜﺔ أﺤرف ،ﻓﺘم اﻋﺘﻤﺎد \"أﻨو\" أو \"ﻋﻨو\" أو \"ﻋون\" ﻛﻛﻠﻤﺔ واﺤدة ﻻ ﻤﺼطﻠﺢ ﻤن ﻛﻠﻤﺘﯿن أو ﻛﻠﻤﺔ ﻤن ﻤﻘطﻌﯿن .وﻫذا ﯿﻨطﺒق ﻋﻠﻰ \"دم\" ،أﯿﻀﺎ .ﻓﻛﻠﻤﺔ \"دم\" ﻓﻲ اﻟﺜﺒت اﺴﺘﺨدﻤت ﻓﻲ ﺘﺤدﯿد أن اﻟﻤﻠك اﻟﻔﻼﻨﻲ ﻫو ﻤن ﻨﺴل اﻟﻤﻠك اﻟﻔﻼﻨﻲ ،ﻓﯿﺄﺘﻲ ﻤﺜﻼ أن \"ﺘذﻛﺎر\" دم \"ﺴﺎﻤق\" ﺤﻛم 305 ﺴﻨوات 547.وﻤﻔﻬوم ﺼﻠﺔ اﻟدم واﻟﻘرﺒﻰ ﻤﺎ زﻟﻨﺎ ﻨﺴﺘﺨدﻤﻪ ﺤﺘﻰ اﻵن ﻤﻤﺎ ﯿﺒرر اﺴﺘﺨدام ﻛﻠﻤﺔ \"آدم\" اﺴﻤﺎ ﻷﺒﻲ اﻟﺒﺸرﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻨﺤدرت ﻤن دﻤﻪ أي ﻤن ﻨﺴﻠﻪ .أﻤﺎ \"ﺘﻤوز\"\" ،دم ذي\" ،ﻓﻘد ﺠﺎء اﺴﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﺜﺒت \"دم ذي ﺼ ِب\" واﻟذي ﯿﻌﻨﻲ \"دم ﺼﺎﺤب اﻟ ارﻋﻲ\" أﺴﺎﺴﺎ وﻟﯿس \"دم ذي\" اﻟ ارﻋﻲ ﻛﻤﺎ ﺘرﺠﻤﻬﺎ اﻟﺒﺎﺤﺜون اﻷورﺒﯿون 548.ﻓﺘرﺠﻤﺘﻬم ﻛﻠﻤﺔ اﻟ ارﻋﻲ ﻛﺼﻔﺔ \"ﻟدم ذي\" ﺨطﺄ ﻓﺎﻀﺢ ﯿﻌود ﻟﺠﻬﻠﻬم ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ .ﻓﻬم ﯿﻌرﻓون \"ﺘﻤوز\" ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎﺒﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﻼﺤﻘﺔ ﻤﻤﺎ دﻓﻌﻬم إﻟﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﺴﻤﻪ ﻛﻠﻤﺔ واﺤدة ﻓﻲ اﻷﺴﺎس ،وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،اﻟ ارﻋﻲ اﻟﺘﻲ أﻟﺤﻘت ﺒﺎﺴﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﺜﺒت اﻋﺘﺒروﻫﺎ ﺼﻔﺔ ﻻ ﺠزءا ﻤن ﻟﻘﺒﻪ. وﻟﻛن ﻓﻲ ﺤﻘﯿﻘﺔ اﻷﻤر أن \"دم ذي\" أو \"ﺘﻤوز\" ﻨﺘﺠت ﻤن دﻤﺞ اﻟﻛﻠﻤﺘﯿن ﻤﻊ ﺘطور اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﺤدث ﻤﻊ \"أﻨو\" ،ﻓﺘﺤوﻟت إﻟﻰ \"دﻤز\" أو \"ﺘﻤز\" ،وﺒﺴﺒب اﻹﺒدال اﻟﺸﺎﺌﻊ ﻓﻲ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن أﺤرف اﻟدال واﻟﺘﺎء واﻟﻀﺎد ﻓﻨﺤن ﻨﺠدﻫﺎ اﻟﯿوم ﺘﺤت ﻀﻤز ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻀﻤز اﻟﻠﻘﻤﺔ أي ﻛّﺒرﻫﺎ ﺜم أﻛﻠﻬﺎ وﻛذﻟك ﻓﻲ ﻀﻤر اﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ اﺨﺘﻔﺎء اﻟﺸﻲء ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻀﻤﯿر ،وأﻀﻤر اﻟﻔرس ﺒﻤﻌﻨﻰ أﻛﺜر ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻠف واﻟﻤﺎء ﺤﺘﻰ ﺘﺴﻤن ﺜم ﻗﻠﻠﻪ .وﻫﻲ ﻤﻌﺎن ﺘﺘﻔق ﺒﺸﻛل ﻛﺒﯿر ﻤﻊ ﺘﻤوز ودورة اﻟﻤوت واﻟﺤﯿﺎة اﻟﺘﻲ ﺘﻤﯿز ﻫذا اﻟرب اﻟﻌرﺒﻲ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺎﺨﻀ ارر اﻷرض واﻟﻤ ارﻋﻲ واﻟدورة اﻟز ارﻋﯿﺔ\" .دم\" ،إذن، ﻫو ﺼﺎﺤب اﻟ ارﻋﻲ ﺒﺎﻷﺴﺎس ﺜم ﺘﺤول إﻟﻰ ﺼﺎﺤب اﻹﻨﺴﺎن ﺒﻐض اﻟﻨظر ﻋن ﻤﻬﻨﺘﻪ\" ،دم اﻟﺼﺎﺤب\" ،وﻤن ﻫﻨﺎ دﻤﺞ اﻻﺴم ﻓﻲ ﺘﻤوز .وﻫذا اﻻﺴﺘﻤ ارر ﻓﻲ اﺴﺘﺨدام \"ﻨو\" و\"دم\" ﻀﻤن أﻟﻘﺎب اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ دﻟﯿل ﻋﻠﻰ أﻨﻬﻤﺎ ﻤﺘﺄﺨرﯿن ﻋن \"ﻤن\" .وﻟﻛن ،ﻛﻤﺎ أﺸرﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﯿﺒدو أن ﻫﻨﺎك ﺨﻼﻓﺎ 546ھوك ،ص .40 547ﺟﺎﻛوﺑﺳن ،ص \" .83-82ﺗذﻛﺎر\" و\"ﺳﺎﻣق\" ﻣن ﻣﻠوك ﻛﯾش ﺑﻌد اﻟطوﻓﺎن. 548اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .73-72
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺤول ﺘرﺘﯿب ظﻬور \"ﻨو\" و\"دم\" .ﻓﺒﻌض اﻟﻘواﺌم ﺘﻀﻊ \"ﻨو\" أوﻻ ،ﻤﻤﺎ ﯿﻌﻨﻲ أﻨﻪ أﺤدث ﻤن \"دم\"، وﺒﻌﻀﻬﺎ ﯿﻌﻛس اﻵﯿﺔ .وﻫذا اﻟﺨﻼف ﻤﻬم ﺠدا ﻓﻲ د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة إﺒﺎن ﺒداﯿﺔ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ. \"أﻨﻛﻲ\" ،أو ﻋﯿن ﻛﻲ ،اﻟذي ظﻬر ﻀﻤن ﻟﻘب ﺴﺎﺒﻊ اﻟﻤﻠوك ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن ﻓﻲ اﻟﺜﺒت ،ﻤن اﻟواﻀﺢ أﻨﻪ ﯿﺘﻛون ﻤن ﻛﻠﻤﺘﯿن؛ \"ﻋﯿن\" و \"ﻛﻲ\" )اﻷرض( .وﻛﻤﺎ ﯿوﺤﻲ اﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﯿرﻤز ﻫذا اﻟﻠﻘب إﻟﻰ اﻟﺠﺎﻨب ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺴؤول ﻋن اﻟﻤﯿﺎﻩ ،رب اﻟﻤﯿﺎﻩ .وﺘﺘﻔق ﺠﻤﯿﻊ اﻟﻘواﺌم اﻟﺘﻲ ﻋﺜر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤوﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻠﺴل ،ﻓﻬو ﻻﺤق ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟرﻤوز اﻟﺘﻲ ﺘﻌرﻀﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ ﻗدﻤﻪ .وﻻ ﯿوﺠد أﻗدم ﻤﻨﻪ ﺤﺴب ﻫذا اﻟﻘﺴم ﻤن اﻟﺜﺒت ﺴوى \"ﺘوت\" )ﺘ ُﺤت( ،ﻓﻲ اﻷﺴﻔل أو ﻨﻬﺎﯿﺔ ﻤﻠوك ﻤﺎ ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن. واﻵن ،إذا ﻛﺎﻨت ﻨظرﺘﻨﺎ ﻟﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء ﺼﺤﯿﺤﺔ ،وأن ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘوﺤﯿد ﻟﻌﺒت دو ار ﻓﻲ ﻨﺴﺞ ﻫذا اﻟﺜﺒت ،وأن اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ﻤن ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ﻗد ﺸﻬدت ﻤزﺠﺎ وﺘﻨوﻋﺎ ﻓﻲ اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻛﻤﺎ ظﻬر ﻤن ﺘﻤﺎﺜﯿل اﻟﻤﺘﻌﺒدﯿن ،ﻓﻼ ﺸك ﺒﺄن اﻟﻛﺘﺎﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻌود إﻟﻰ ﻤﻨﺘﺼف اﻷﻟف اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ق.م ﺴﺘؤﯿد ﺘرﺘﯿب اﻟرﻤوز ﻛﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﺜﺒت ﻤن ﺤﯿث اﻷﻗدﻤﯿﺔ وﺘوﻀﺢ ﻟﻨﺎ أﺜر ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺘوﺤﯿد ﻋﻠﯿﻬﺎ. وأﺜﻨﺎء د ارﺴﺘﻨﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻨﻠﻔت ﻨظر اﻟﻘﺎرئ إﻟﻰ أن ﻤﺎ اﺴﺘﻌرﻀﻨﺎﻩ ﻤن اﻟﺜﺒت ﻛﺎن ﻟﻤﻠوك ﻤﺎ ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن ﻓﻘط .وﺤﺴب ﻤﻔﻬوم اﻻﺤﺘواء ،ﻤﺎ ﯿﺄﺘﻲ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺜﺒت ﻫو اﻷﺤدث .ﺒﻤﻌﻨﻰ ،اﻟﻤﻠوك ﻓﻲ اﻟﺜﺒت ﻻ ﯿﺘﺴﻘون ﻤﻊ اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ﺒﺸﻛل دﻗﯿق إﻻ ﻤﻊ اﻗﺘ ارﺒﻨﺎ ﻤن ﺤﻛم ﺸﺎرو ﻛﯿن اﻷﻛدي ،ﻓﻬم ﯿﺴﺘﻤّرون ﺒﻤدد ﺤﻛم ﺨﯿﺎﻟﯿﺔ ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ،وﯿﻐﻔل اﻟﺜﺒت ﻋن ذﻛر ﻤﻠوك ﻟﻬم آﺜﺎر ﻤﻬﻤﺔ ﻤن ﻨﺎﺤﯿﺔ ﺜﺎﻨﯿﺔ .وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﺠزء ﻤن ﻤﻠوك ﻤﺎ ﺒﻌد اﻟطوﻓﺎن ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،اﺤﺘﻛم ذﻛرﻫم وﺘرﺘﯿﺒﻬم ﻟﻨﻔس اﻟﻤﻨطق اﻟذي ﺤﻛم ذﻛر وﺘرﺘﯿب ﻤﻠوك ﻤﺎ ﻗﺒل اﻟطوﻓﺎن .ﻓﺘﺴﻠﺴﻠﻬم ﺴﯿﻤﺜل ،أﯿﻀﺎ، ﺴردا ﻟﺘطور ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة أﻛﺜر ﻤﻨﻪ ﺴردا ﺘﺎرﯿﺨﻲ. أول ﻤﺎ ﯿواﺠﻬﻨﺎ ﻓﻲ د ارﺴﺔ ﻨﺼوص ﻤﻨﺘﺼف ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ،أو اﻟﻘواﺌم اﻟﻤﻘدﺴﺔ ،أن \"أﯿل\" ﻟﯿس ﻟﻪ ذﻛر ﻨﻬﺎﺌﯿﺎ .وﻫذا أﻤر ﻤﺘوﻗﻊ ﻟﺤداﺜﺔ اﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت .ﻛذﻟك ،ﻻ ﻨﺠد ذﻛ ار ﻟﻠﺴﻤﺎء\" ،أﻨو\"،
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺣﯾد 2700 – 3000ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻓﻲ أي ﻤن اﻟﻘواﺌم اﻟﺜﻤﺎﻨﻲ ﻋﺸرة اﻟﻤﻛﺘﺸﻔﺔ ،ﻤﻤﺎ ﯿؤﯿد ﺜﺒت اﻟﻤﻠوك اﻟذي اﻋﺘﺒر \"ﺘﻤوز\" ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻟﻪ. ﻓﻌﻠﻰ ﻤﺎ ﯿﺒدو\" ،أﻨو\" ﻻ ﯿظﻬر ﻋﻠﻰ أرس اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ إﻻ ﺤواﻟﻲ 2100ق.م ،زﻤن اﻟﻛﺎﻫن ﺠودﯿﺎ 549.وﻏﯿﺎب \"أﻨو\" ﻓﻲ اﻟﻨﺼوص اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﺠﻨوﺒﯿﺔ ﻗﺎﺒﻠﻪ ظﻬورﻩ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎﺒﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ ،اﻷﻛﺎدﯿﺔ .وﻫذا ﯿﻌﻨﻲ أﻨﻪ ﻗﺒل ﺠودﯿﺎ ﺒﻘرﻨﯿن ﺘﻘرﯿﺒﺎ ﻛﺎن \"أﻨو\" ﺠزءا ﻤن اﻟرﻤوز اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل اﻟﻔ ارت ﻋﻠﻰ اﻷﻗل .وﻗد ظﻬر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻷﻛﺎدﯿﺔ ﯿﺤﻤل ﺸﯿﺌﺎ ﻤن ﺼﻔﺎت \"ﺘﻤوز\" ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﯿﺒدو ،ﻷن اﻷﻛﺎدﯿﯿن ﻛﺎﻨوا ﯿﺤﺘﻔﻠون ﺒﺴﻨﺔ \"أﻨو\" اﻟﺠدﯿدة ﻓﻲ اﻟرﺒﯿﻊ واﻟﺨرﯿف 550.وﻤﺜل ﻫذا اﻻﺤﺘﻔﺎل ﻤرﺘﺒط ﺒﻘﺼﺔ \"ﺘﻤوز\" اﻟذي ﯿﻤوت ﻓﻲ اﻟﺨرﯿف وﯿﺒﻌث ﻓﻲ اﻟرﺒﯿﻊ ﻤﻤﺜﻼ اﻟدورة اﻟز ارﻋﯿﺔ. وأﺨذﻩ ﻟﺼﻔﺎت \"ﺘﻤوز\" ﯿؤﻛد ﻤﺠددا ﺒﺄﻨﻪ ﻤﺘﺄﺨر ﻋﻨﻪ .وﻤﺎ ﺒﯿن 2350 - 2700ق.م ،ﻛل ﻤﺎ ﻨﻤﻠﻛﻪ ﻤن ﻛﺘﺎﺒﺎت ﻨﺴﺘدل ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺸﻛل اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﻘدﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔ ارت ﻋﺒﺎرة ﻋن أﻟﻘﺎب ﻤﺒﻌﺜرة ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﻻ ﺘﻨﺴﺞ ﻟﻨﺎ أدﻨﻰ ﺘﺼور ﻋن ﺘﺴﻠﺴﻠﻬﺎ وطﺒﯿﻌﺔ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌض .وﻗد ﺠﺎءت ﺠﻤﯿﻊ ﻤﺤﺎوﻻت اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻷورﺒﯿﯿن ﻨﺴﺞ ﺼورة واﻀﺤﺔ ﻟﻬﺎ ﻤﻌﺘﻤدة ﻋﻠﻰ إﺴﻘﺎط ﻤﺎ ﺘم اﻟﻛﺸف ﻋﻨﻪ ﺤول 2300ق.م ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺘرة .وﯿﺒدو ﻟﻨﺎ ﺒﺄﻨﻬم اﻋﺘﺒروا أن اﻟﺘﻐﯿ ارت اﻟﺘﻲ أﺼﺎﺒت ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة ﻛﺎﻨت ﻤﺤدودة ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﻟﺸﻌب ﻤﻨﻔﺼل اﺴﻤﻪ اﻟﺴوﻤرﯿون اﻟذﯿن ﺨﻀﻌوا ﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌرب ﻓﺄﺨذوا ﻤﻨﻬم دﯿﻨﻬم اﻟﻐﺎزي ﻛﻤﺎ ﺘﺄﺜر اﻟﻌرب ﺒدﯿﺎﻨﺔ ﻫذا اﻟﺸﻌب اﻟﺴوﻤري .وﻤﺎ ﻨﺘﺞ ﺒﻌد 2300ق.م ﻻ ﯿﻤﺜل ﺴوى ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺘوﻓﯿق ﻤﺎ ﺒﯿن ﻫﺎﺘﯿن اﻟدﯿﺎﻨﺘﯿن .وﻻ أرﯿد أن أﻛرر ﺸرﺤﻨﺎ ﻟﺴذاﺠﺔ ﻫذﻩ اﻟﻨظرة، وﻟﻛن ﻤن ﻗ ارءﺘﻨﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻤ ارﺠﻊ ﺒدا ﻟﻨﺎ واﻀ ًﺤﺎ ﺤﺠم اﻟﺘﺨﺒط واﻟﻐﻤوض واﻟﺘﻨﺎﻗض اﻟذي ﺘم ﻓﯿﻬﺎ ﺘﻨﺎول ﺘﺎرﯿﺦ اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻔ ارت ﺒﺴﺒب ﻫذا اﻹﺼ ارر ﻋﻠﻰ ﻓﺼل ﺠﻨوﺒﻪ ﻋن ﺸﻤﺎﻟﻪ ﻋن ﺒﺎﻗﻲ اﻟﺠﺴد اﻟﻌرﺒﻲ. 549ھوك ،ص .39وﻣﺎ ﯾﻠﻔت اﻻﻧﺗﺑﺎه ﺣول ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،أن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻷورﺑﯾﯾن ،ﻓﻲ ﺳﻌﯾﮭم ﻟﺧﻠق ﺷﻌب ﻏرﯾب ﻓﻲ ﺟﻧوب اﻟﻔرات ،ﯾﺻ ّرون ﻋﻠﻰ أن \"أﻧو\" ﻛﺎن ﻣﻠك اﻵﻟﮭﺔ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯾدة اﻟﺳوﻣرﯾﺔ ﻣﻧذ أﻗدم اﻟﻌﺻور ﺛم ﺗﺑﻧﺎه اﻟﻌرب ﻻﺣﻘﺎ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﮭم ﺑﺄن ظﮭوره ﻛﺎن ﺑﻌد ﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻷﻛﺎدﯾﺔ ،ﺣواﻟﻲ 2350ق.م. 550اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .40
اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ 2500 – 2700ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺸﻤﺴﯿﺔ ﺴﻠطﺔ اﻟﻛﻬﻨﺔ ﻟم ﺘظﻬر واﻀﺤﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻔ ارت وﺤﺴب ،ﻛﻤﺎ ﻋﺒرت ﻋﻨﻬﺎ ﻟوﺤﺔ \"أور ﻨﯿﻨﺎ\" وﺒﻌض اﻟﻤﻘﺎﺒر اﻟﻤﻠﻛﯿﺔ ﻓﻲ \"أور\" ،ﺒل ظﻬرت ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﺒﺸﻛل واﻀﺢ ،أﯿﻀﺎ ،ﻤﻊ دﺨوﻟﻨﺎ ﻓﻲ 2700 ق.م وﺒداﯿﺔ ﻋﻬد اﻟﻤﻠك \"ﺠﺎﺴر\" .ﻓﺎﻷﺤداث اﻟﺘﻲ درﺴﻨﺎﻫﺎ إﺒﺎن ﺤﻛم اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ﺤﻤﻠت ارﺌﺤﺔ ﻗوﯿﺔ ﻋن ﺸدة اﻟﺼ ارع ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤؤﺴﺴﺔ اﻟدﯿﻨﯿﺔ واﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ .وﻤﺎ ازد ﻤن ﺤدة ﻫذا اﻟﺼ ارع ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ اﻟﻔ ارت ﻛﺎن طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﻌدﯿل اﻟﺒدﺌﻲ اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ اﻟذي ﺴﻤﺢ ﺒﺘﻌدد اﻻﺠﺘﻬﺎدات ﻤﺎ داﻤت ﺘﻌﺘرف ﺒﺴﻠطﺔ اﻟﻤﻠك اﻟﻤطﻠﻘﺔ .ﻓﺒﺘﺤول ﻛل اﺠﺘﻬﺎد ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﯿدة إﻟﻰ ﻤؤﺴﺴﺔ دﯿﻨﯿﺔ ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ،اﺘﺴﻌت داﺌرة اﻟﺼ ارع ﻟﺘﺸﻤل ﺼ ارﻋﺎ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻟدﯿﻨﯿﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ وﻤﺎ ﺒﯿﻨﻬﺎ وﺒﯿن ﻤؤﺴﺴﺔ اﻟﺤﻛم .وﻗد ﻤﺜل ﻟﻨﺎ ﺴﺎدس ﻤﻠوك اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ أوﻀﺢ ﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺼ ارع ﻤﺎ ﺒﯿن ﻤؤﺴﺴﺔ \"ﺤر\" وﻤؤﺴﺴﺔ \"ﺼت\" اﻟدﯿﻨﯿﺘﯿن ،ﻤﻤﺎ دﻓﻊ ﺒﺎﻟﻤﻠك إﻟﻰ اﻟﻬرب واﻻرﺘﻤﺎء ﻓﻲ ﺤﻀن \"ﺼت\" وﻨﻘل ﻋﺎﺼﻤﺘﻪ وﻗﺒرﻩ إﻟﻰ اﻟﺠﻨوب .ﻓﻠﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ ،ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،أن ﺘﺤﺎول اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻟدﯿﻨﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﯿل ،ﻓﻲ ﻤرﺤﻠﺔ ﻤن اﻟﻤ ارﺤل ،ﺤﻤل اﻟﻤﻠك ﻋﻠﻰ اﻋﺘﻤﺎد ﻗﺎﺌﻤﺘﻬﺎ اﻟﻤﻘدﺴﺔ ﻛﻘﺎﺌﻤﺔ رﺴﻤﯿﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻛﺔ ،إﻤﺎ ﻋن طرﯿق اﻋﺘﻨﺎق اﻟﻤﻠك ﻟﺼﯿﺎﻏﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﻘﯿدة أو ﻋن طرﯿق إﺜﺒﺎت أﻨﻬﺎ اﻷوﺴﻊ اﻨﺘﺸﺎ ار وﺘﺒﻨﯿﺎ ﺒﯿن اﻟﻨﺎس ،أو ﺘﻘرﯿب اﻟﻤﻠك ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺘزوﯿﺠﻪ ﺒﻨت اﻟﻛﺎﻫن أو ﻤﺎ ﺸﺎﺒﻪ .وﻟﻨﺎ أن ﻨﺘوﻗﻊ أﯿﻀﺎ، ﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻤؤﺴﺴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،ﻓﻲ ﻤرﺤﻠﺔ ﻤن اﻟﻤ ارﺤل ،ﻀرب اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻟدﯿﻨﯿﺔ ﺒﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌض ﻟﻠﺤد ﻤن ﻗوﺘﻬﺎ أو ﺘﺒﻨﻲ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ اﻟﻘدﺴﯿﺔ ﻟﻤؤﺴﺴﺔ ﻀﻌﯿﻔﺔ ﻟﺘﺤوﯿﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺴﻼح ﺒﯿدﻫﺎ ،أو ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻨﺸر وﻓرض ﻗﺎﺌﻤﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻠك اﻟﻤؤﺴﺴﺎت .وﺴوف ﺘﻌﺘﻤد ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﻤﺤﺎوﻻت ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻤن اﻟﻤﻌطﯿﺎت ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟظروف اﻟدﯿﻨﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻤر ﺒﻬﺎ اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ ﺒﻘدر ﻤﺎ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﻤرور ﻛﺎﻫن أو ﻤﻠك ﺒﺘﺠرﺒﺔ وﺠدﯿﺔ ﺘدﻓﻌﻪ ﻟﻠﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻨﺸرﻫﺎ .وﻫذا ﯿﻌﻘد اﻷﻤور ﻟﻠﺒﺎﺤث ﺒﻌض اﻟﺸﻲء، ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ وادي اﻟﻔ ارت اﻟذي اﻗﺘﺼر اﻟوﻀﻊ ﻓﯿﻪ ،ﺒﺸﻛل ﻋﺎم ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن ﻤؤﺴﺴﺔ دﯿﻨﯿﺔ واﺤدة واﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ. ٕواﺤدى ﻫذﻩ اﻟﻤ ارﺤل ﻓﻲ ﺘﺎرﯿﺦ ﻋرب اﻟﻨﯿل ﻤﺜﻠﺘﻬﺎ اﻟظروف اﻟدﯿﻨﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻤرت ﺒﻬﺎ اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ إﺒﺎن ﺤﻛم اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ .ﻓﺎﻟذي ﺒرر ﻓﺼل اﻟﻤﻠك \"ﺠﺎﺴر\" اﺒن اﻟﻤﻠك \"ﺨﺎ ﺴﺨﻤو\" ﻋن
اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ 2500 – 2700ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ واﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻤؤﺴ ًﺴﺎ ﻷﺴرة ﺤﺎﻛﻤﺔ ﺠدﯿدة ،أﻨﻪ ﻛﺎن ﻤﺴؤوﻻً ﻋن ﻨﺸر ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻟﻠﻌﻘﯿدة ﻓرﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻟدﯿﻨﯿﺔ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ﯿطﻠق ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻋﺎدة اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ \"اﻟﺸﻤﺴﯿﺔ\" .وﺘﺸﯿر اﻟﻤ ارﺠﻊ اﻷروﺒﯿﺔ ﻟﻬذا اﻟﻤﻠك ﺒﺎﺴم \"زوﺴر\" أو \"ﺠوﺴر\" ،وﻟﻛن اﺴﻤﻪ ،ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ،ظﻬر ﻤﻛﺘوﺒﺎ ﺒﺄﻛﺜر ﻤن طرﯿﻘﺔ ﻓﻲ اﻷدﺒﯿﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﻘدﯿﻤﺔ ﺤﺴب اﻟﻠﻬﺠﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﺸرﻗﯿﺔ واﻟﻐرﺒﯿﺔ واﻟﺠﻨوﺒﯿﺔ .ﻓﻬو \"ذوﺴر\" و\"دوﺴر\" و\"ذوﺸر\" و\"دوﺸر\" و\"ذوﺸ ار\" و\"دوﺸ ار\" و\"ﺠﺎﺴر\" و\"ﺠﺎﺜر\" و\"ﻛﺎﺜر\" و\"ﻛﺎﺸر\" و\"داﺴر\" و\"ذاﺴر\" إﻟﻰ آﺨرﻩ ﻤن اﻻﺤﺘﻤﺎﻻت اﻟﻤﻤﻛﻨﺔ ﻟﻺﺒدال ﻤﺎ ﺒﯿن اﻷﺤرف اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺤﺴب اﻟﻠﻬﺠﺎت اﻟرﺌﯿﺴﺔ اﻟﺜﻼث .وﺠﻤﯿﻊ ﻫذﻩ اﻟطرق اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻔظ اﻻﺴم ﺘﺸﺘرك ﻓﻲ ذات اﻟﻤﻌﻨﻰ؛ ﺼﺎﺤب اﻟرب اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻤﺤﺠوب. وﯿﻘول اﻷﺴﺘﺎذ أﺤﻤد اﻟداوود\" ،وﺘذﻛر ﻤﺤﻔوظﺎت أوﻏﺎرﯿت )ﻤﻘﺎم اﻟﺠﺎرﯿﺔ ’ﻋﺸﺘﺎر‘( أن ’ﺠﺎﺜر‘ )ﻛﺎﺜر( ذﻫب إﻟﻰ ﻤﺼر ،وأﻗﺎم ﻫﻨﺎك ﻤﺒﺎﻨﻲ وﻗﺼوًار وﺠﺴوًار ،ﺜم اﺴﺘدﻋﻰ ﻤن ﻫﻨﺎك إﻟﻰ أوﻏﺎرﯿت ﻟﯿﺒﻨﻲ ﺒﯿﺘﺎ ﻟﻠﺒﻌل .و’أوﺠﺎرﯿت‘ اﻟﻤﻘﺼودة ﻛﺎﻨت أوﺠﺎرﯿت اﻷﺨرى ﻓﻲ ﺸﺒﻪ ﺠزﯿرة اﻟﻌرب ،وﻫﻲ ﺤﺎﻟﯿﺎ ’اﻟﺠﺎرﯿﺔ‘ ،أﻤﺎ ’دوﺴر‘ ﻓﯿﻌﻨﻲ ’اﻟﺴﯿد‘’ ،رب اﻟﻤرﺘﻔﻊ‘ أو ’رب اﻟﺠﺒل‘ .وﻗد اﺴﺘﯿﻌض ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻤوطﻨﻪ اﻷﺼﻠﻲ أﺤﯿﺎﻨﺎ ﺒﻛﻠﻤﺔ ’ءل‘ )إﯿل ﺒدﻻ ﻤن ’ذو‘ وﺼﺎر اﻻﺴم ’ءل ﺴر‘ )رب اﻟﺠﺒل(، ﺜم اﻋﺘﺒرﺘﻬﺎ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﺒﻌد ﺘﻌرﯿﻔﺎ وﺠﻤﻌﺘﻬﺎ ﻓﺼﺎرت ’اﻟﺴ ارة‘ ،وﻫﻲ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﻤﻌروﻓﺔ ﻓﻲ ﻏرب ﺸﺒﻪ ﺠزﯿرة اﻟﻌرب .وﻨﺤن ﻻ ﻨﺸك ﺒﺄن ﻨﻬر ’اﻟدواﺴر‘ ﻟﯿس إﻻ ﺼﯿﻐﺔ ﻋرﺒﯿﺔ ﺤدﯿﺜﺔ ﻤن ﺼﯿﻎ ﺠﻤﻊ اﻟﺘﻛﺴﯿر ﻟﻛﻠﻤﺔ ’ ذاﺴر‘ أو ’داﺴر‘ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺒﺄن ﺠﻤﯿﻊ رواﻓدﻩ ﺘﻨﺒﻊ ﻤن ﺘﻠك اﻟﺠﺒﺎل وﺘﻨﺤدر ﺸرﻗﺎ ﻟﺘﻛون ذﻟك اﻟوادي اﻟﻌظﯿم اﻟذي ظل ﺼﺎﻟﺤﺎ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﺤﺘﻰ اﻟﺨﻠﯿﺞ اﻟﻌرﺒﻲ ﻵﻻف اﻟﺴﻨﯿن .و’ذوﺸر‘ أو ’دوﺸر‘ ﻫو ﻨﻔﺴﻪ ’ذو اﻟﺸرى‘ .وﻗد اﻗﺘرن اﺴﻤﻪ اﻟﻘدﯿم ﻋﻨد اﻵ ارﻤﯿﯿن ﺒﺎﺴم ’أﻋ ار‘ ﻓﺴﻤﻲ أﯿﻀﺎ ’دوﺸ ار ،أﻋ ار‘ .وﻟﻤﺎ ﻛﺎن اﻹﺒدال ﺒﯿن اﻟﻠﻬﺠﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺒﯿن اﻟﻌﯿن واﻟﻐﯿن ﻛﺜﯿ ار ،ﻻﺴﯿﻤﺎ ﺒﯿن اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﯿﺔ واﻵ ارﻤﯿﺔ ،ﻓﻘد ﺴﻤﻲ أﯿﻀﺎ ’دوﺸ ار ،أﻏ ار‘ .و’أﻏ ار‘ ﻫذﻩ ﻫﻲ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﺸﺘﺎر ،إذ أن ’أﻏ ار‘ ﻫو أﺤد أﺴﻤﺎﺌﻬﺎ .و’أﻏ ار‘ اﻟﻤﻘﺼودة ﻫﻨﺎ ﻟﯿﺴت إﻻ ﺒﻠدة ’اﻟﺤﺠر‘ ﻓﻲ ’ﻤﯿﺴور‘ ﻓﻲ ﺒﻼد زﻫ ارن .واﻟﺘﻲ ﺼﺎر اﺴﻤﻬﺎ ﺼوﻋن ،ﺜم ’ﺼﺎن اﻟﺤﺠر‘ وﻫﻲ ﻤدﯿﻨﺔ اﻟﻌﻨﺎﺒر ﻟﻔرﻋون ﻤﻠك ﻤﺼر ،ﺤﯿث اﺴﺘﺨدم ﯿوﺴف ﺒن ﯿﻌﻘوب .أﻤﺎ ﺼﺎن ﻓﻬﻲ ’ﺼن‘ ،وﻫﻲ ’ﺼﯿن‘ اﻟﺒرﯿﺔ اﻟﺘو ارﺘﯿﺔ ﺸرﻗﻲ زﻫ ارن.
اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ 2500 – 2700ق.م اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد -اﻟﻌﻘﯾدة واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﯿﻘول ﻓﯿﻠﯿب ﺤﺘﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺒﻪ ﺘﺎرﯿﺦ ﺴورﯿﺎ وﻤن ﻀﻤﻨﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎن وﻓﻠﺴطﯿن: ’وﻛﺎن ﻋﻠﻰ أرس ﻤﺠﻤوﻋﺔ آﻟﻬﺔ اﻷﻨﺒﺎط اﻹﻟﻪ دوﺸﺎ ار )ذو اﻟﺸرى ،أو دوﺴﺎري( وﻫو إﻟﻪ اﻟﺸﻤس اﻟذي ﻛﺎن ﯿﻌﺒد ﺒﺸﻛل ﻤﺴﻠﺔ ،أو ﺤﺠر أﺴود ﻏﯿر ﻤﻨﺤوت ﻟﻪ أرﺒﻌﺔ زواﯿﺎ .وﻗد ﺒﻘﻲ ﻓﻲ أﻨﻘﺎض ﻤﻌﺒد ﻨﺒطﻲ ﻓﻲ ﺨرﺒﺔ اﻟﺘﻨور ﺠﻨوب ﺸرق اﻟﺒﺤر اﻟﻤﯿت ﻤ ازر ﻋﻠﻰ ﺸﻛل ﺼﻨدوق ﺸﺒﯿﻪ ﺒﺎﻟﻛﻌﺒﺔ 551\"‘.ﻓﻬل ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻤﻠك ﻫو ﺼﺎﺤب اﻟﺘﺠرﺒﺔ اﻟوﺠدﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺼﺎﻏﻬﺎ وﻋرﻓت ﺒﺎﻟﺼﯿﺎﻏﺔ \"اﻟﺸﻤﺴﯿﺔ\"؟ ﺘﺸﯿر ﺒﻌض اﻟﻤ ارﺠﻊ ،إﻟﻰ أن ﻟﻘب اﻟﻤﻠك اﻟذي ﻋﺜر ﻤﻨﻘوﺸﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻬرم اﻟﻤدرج ﻟم ﯿﻛن \"ﺠﺎﺴر\" ﺒل \"ﻨطر ﺨت\" ،أﻤﺎ \"ﺠﺎﺴر\" ﻓﻬو اﻻﺴم اﻟذي ﻋرف ﺒﻪ ﻻﺤﻘﺎ ﻤن اﻟﻨﺼوص اﻟﻤﺘﺄﺨرة 552.وﻗد ﯿﻌﻨﻲ ﻫذا إﻤﺎ أن ﻤﻠوك اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟم ﯿﺴﺘﺨدﻤوا إﻻ اﻷﻟﻘﺎب اﻟﺤرﯿﺔ أو أن ﻟﻘب \"ﺠﺎﺴر\" أطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻤﻠك ﻻﺤﻘﺎ ﻛﻨوع ﻤن اﻟﺘﺒﺠﯿل واﻟﺘﻘدﯿس ﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﺤدث ﻤﻊ \"ﻨﻌر ﻤر\" ،وﻫو ﻤﺎ ﻨرﺠﺤﻪ .وﺒﻤﺎ أن ﺘﻘدﯿس اﻟﻨﺼب اﻟﺤﺠرﯿﺔ ،أو اﻟﻤﺴﻼت اﻟﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺘﻘدﯿس اﻟﺸﻤس ،ﻨﻌرﻓﻪ ﻤن اﻟﻠﻘﻰ واﻟﻤﻌﺎﻟم اﻷﺜرﯿﺔ اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ \"ﻟﺠﺎﺴر\" ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ أﺒو اﻟﺜواب وﻋﯿد اﻟطواف ،ﻛﻤﺎ أﻨﻨﺎ ﻨﻌرف ﺒﺄن \"رع\" ،اﻟرب اﻟ ارﻋﻲ ،ﻗد ظﻬرت ﻀﻤن أﻟﻘﺎب ﻤﻠوك اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻷرﺠﺢ أن \"ﺠﺎﺴر\" ﻟم ﯿﻛن ﻤﺴؤوﻻ ﺒﺎﻟدرﺠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋن ﺼﯿﺎﻏﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘﯿدة ﺒﻘدر ﻤﺎ ﻛﺎن ﻤﺴؤوﻻ ﻋن ﺘوطﯿدﻫﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻨﯿل ،وﻫذا ﻤﺎ أﻛﺴﺒﻪ ﻤﻨزﻟﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟدى اﻟﻌرب ﻫﻨﺎك .وﻫذا ﯿدﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺘذﻛﯿر ﺒﺎﻟطﺎﺒوق اﻟطﯿﻨﻲ اﻟذي ﺘم اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋن ﺘﻘﺴﯿﺘﻪ ﺒﺤرﻗﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﺒل ﺘرك ﻟﯿﺠف ﺘﺤت أﺸﻌﺔ اﻟﺸﻤس .ﻓﻌﻠﻰ اﻷرﺠﺢ أن ﻫذا اﻟﺘطور ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟطﺎﺒوق ﻛﺎن ﻤرﺘﺒطﺎ ﺒﺘﻘدﯿس اﻟﺸﻤس ،أﯿﻀﺎ ،ﺤﯿث اﻋﺘﺒر ﺘﺠﻔﯿﻔﻪ ﺘﺤت أﺸﻌﺘﻬﺎ ﻨوع ﻤن طرح اﻟﺒرﻛﺔ ﻓﯿﻪ ﺒدﻻ ﻤن ﺤرﻗﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر. أﻤﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﻠﻘب \"ﻨطر ﺨت\" ،ﻓﺄود أن أﺘﻨﺎوﻟﻪ ﺒﺸﻲء ﻤن اﻟﺘﻔﺼﯿل ﻟﻤﺎ ﺘﻌرﻀت ﻟﻪ ﻛﻠﻤﺔ \"ﻨطر\" ﻤن ﺘﺸوﯿﻪ ﻋﻠﻰ ﯿد اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻷورﺒﯿﯿن .ﻟﻘد اﺴﺘﺨدم ﻋرب اﻟﻨﯿل ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ ﺠواﻨب اﻟﻘوة اﻟﺸﻤوﻟﯿﺔ ﻛﻤﺎ اﺴﺘﺨدﻤوﻫﺎ ﻓﻲ اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ اﻟﻤوﺘﻰ .وﺒﺴﺒب ﻤﺴﺎواة اﻟﺒﺎﺤﺜﯿن اﻷورﺒﯿﯿن 551داوود ـ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ اﻟﻘدﯾم ،ص .496 552ﻓﺧري ،ص .92وﻗد أطﻠق ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻘب \"ﺟﺎﺳر\" ﻓﻲ ﻋﮭد اﻷﺳرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر ،ﺑداﯾﺔ اﻷﻟف اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ق.م ﺗﻘرﯾﺑﺎ.
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405