Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الإنتاج العلمي لأسر الحمادى: ببليوجرافيا

الإنتاج العلمي لأسر الحمادى: ببليوجرافيا

Published by ASaleh7136, 2021-01-16 20:42:45

Description: الإنتاج العلمي لأسر الحمادى: ببليوجرافيا

إعداد:
د.علي بن عبدالعزيز بن محمد الحمودي
قسم علم المعلومات - كلية الآداب - جامعة الملك سعود

الطبعة الأولى -الرياض 1422هـ/2020م

Keywords: الحمودي,الحمادى

Search

Read the Text Version

‫‌ب‬

‫لكل فرد من أسر الحمادى وجزى الله خير ًا من أعان على‬ ‫نشره وغفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين‬ ‫‌ج‬

‫\" َيا َأ ُّي َها ال َّنا ُس إِ َّنا َخ َل ْق َنا ُكم ِّمن َذ َكرٍ َو ُأن َثى‬ ‫َو َج َع ْلنَا ُك ْم ُش ُعو ًبا َو َق َبائِ َل لِ َت َعا َر ُفوا إِ َّن‬ ‫َأ ْك َر َم ُك ْم ِع ْن َد اللهِ َأ ْت َقا ُك ْم إِ َّن اللهَ َع ِلي ٌم َخبِي ٌر\"‬ ‫[الحجرات‪]13 :‬‬ ‫‌د‬

‫فهرس المحتويات ‪1 .........................................................‬‬ ‫مقدمة ‪3 ......................................................................‬‬ ‫الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبداللـه المديهش ‪3 ..............................‬‬ ‫مقدمة المؤلف ‪33............................................................‬‬ ‫مقدمة منهجية ‪37.............................................................‬‬ ‫لماذا ببليوجرافيا ال َح َما َدى؟ ‪37..............................................‬‬ ‫منهج الببليوجرافيا ‪42........................................................‬‬ ‫أول ًا‪ :‬التعريف بالببليوجرافيا‪42............................................. :‬‬ ‫ثانيــًا‪ :‬حدود التغطية‪42..................................................... :‬‬ ‫الحدود الموضوعية‪42...................................................... :‬‬ ‫الحدود الجغرافية‪43........................................................ :‬‬ ‫الحدود الزمانية‪43.......................................................... :‬‬ ‫الحدود اللغوية‪43...........................................................:‬‬ ‫ثالثا‪ :‬طريقة التنظيم وأدوات الاسترجاع‪43................................. :‬‬ ‫رابعــًا‪ :‬آلية الاسترجاع بأدوات البحث (الكشافات النوعية المختلفة)‪45... :‬‬ ‫خام ًسا‪ :‬الرموز الشائعة والمختصرات في الببليوجرافيا‪48...................:‬‬ ‫نموذج توضيحي للتسجيلة الببليوجرافيا والتعريف بعناصرها ‪49............‬‬ ‫‪1‬‬

‫أسر ال َح َما َدى‪ :‬الأصل والسيرة‪51 .......................................... :‬‬ ‫القسم الأول (العربي) ‪54 ....................................................‬‬ ‫الإنتاج العلمي لأُسر الحمادى‪54 ............................................‬‬ ‫القسم الثاني (الأجنبي)‪367 ..................................................‬‬ ‫الإنتاج العلمي لأُسر الحمادى‪367 ..........................................‬‬ ‫الخاتمة ‪375 .................................................................‬‬ ‫الكشافات ‪376 ..............................................................‬‬ ‫كشاف المؤلفين ‪377 ........................................................‬‬ ‫كشاف العناوين ‪382 .........................................................‬‬ ‫كشاف الموضوعات ‪396 ....................................................‬‬ ‫كشاف الأماكن ‪415 .........................................................‬‬ ‫كشاف قائمة استناد المؤلفين ‪419...........................................‬‬ ‫‪422 .............................................Author Index‬‬ ‫‪422 .................................................Title Index‬‬ ‫‪2‬‬

‫الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبداللـه المديهش‬ ‫‪3‬‬

‫ا ْل َح ْم ُد للهِ َر ِّب ا ْل َعا َل ِم ْي َن‪َ ،‬وال َّص ََل ُة َوا ْل َّس ََلم َع َلى َأ ْش َر ِف ا ْلأَ ْنبِ َيا ِء‬ ‫َوا ْل ُم ْر َسلِ ْي َن‪َ ،‬نبِ ِّينَا ُم َح َّم ٍد َو َع َلى آلِ ِه َو َص ْحبِ ِه َأ ْج َم ِع ْي َن‪.‬‬ ‫أما بعد‪..‬‬ ‫َفإ َّن طِي َب ال ُفرو ِع مِن طِي ِب الأُ ُص ْو ِل‪َ ،‬وا ْل ِّط ْي ُب مِن َمع َدنِ ِه َلا‬ ‫ُي ْس َت ْغ َر ُب‪.‬‬ ‫إ َذا َطا َب َأ ْص ُل ا ْل َمر ِء‪َ ،‬طا َب ْت ُفرو ُعه‬ ‫َو َه ْل َي ْر ِج ُع ال ِإن َسا ُن إََّّل إِ َلى َأ ْص ِل(‪)1‬‬ ‫َوإ َّن َأط َي َب ال ِّط ْي ِب نِ َتا ُج ال ُع ُق ْو ِل َوأ ِص ُل ا ْل ُفر ْو ِع بِا ْلأُ ُص ْو ِل‪َ ،‬و ُمخ ِّل ِد أ َث َر‬ ‫َصا ِحبِ ِه َأ َب َد ا ْل ُّد ُه ْو ِر‪.)2(...‬‬ ‫َها ِه َي ثِ َما ٌر مِ ْن َأ ْج َم ِل َو َأ ْف َض ِل ا ْل ِّث َما ِر ت َت َد َّلى بين أي ِدي ُكم آ َل‬ ‫ال ُح َمي ِدي ــ َأ ْس َع َد ُك ُم الل ُه َو َأ ْس َع َد بِ ُكم ـــ‪َ ،‬ت ِج ُد ْو َن فِ ْي َها مِ ْن ُك ِّل َل ْو ٍن َما‬ ‫َت ْش َت ِهي َأ ْن ُف ُس ُك ْم‪ ،‬و َت َل ُّذ َأ ْع ُينُ ُك ْم‪ِ ،‬صنْ َوا ٌن و َغ ْي ُر ِصنْ َوا ٍن‪َ ،‬خ َر َج مِ ْن ُص ْل ِب‬ ‫َوا ِح ٍد = َج ِّد َنا ال ُح َم ْي ِد ِّي ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬البيت للحسين بن عبدالرحمن ابن الع َجمي الحلبي (ت ‪534‬هـ)‪« .‬مجمع الآداب»‬ ‫لابن الفوطي (‪.)373 /3‬‬ ‫(‪ )2‬لِ َشـراف ِة الن َسب‪ ،‬وك َر ِم النِّجار‪َ ،‬مدخ ٌل في كون أهلِه خيا ًرا‪« .‬نيل الأوطار» (‪.)379/9‬‬ ‫‪4‬‬

‫إ َّن ال َح َما َدى‪ ،‬نِ ْس َب ًة لِ َج ِّد َنا ا ْل َّسابِ ِع‪ :‬ا ْل ُح َم ْي ِد ِّي ْب ِن َح َم ٍد ‪ ...،‬مِ ْن‬ ‫آ ِل أبي َر َّباع‪ ،‬من َب ْك ِر ْب ِن َوا ِئل (توفي ‪1095‬هـ تقري ًبا)‪ ،‬ا ْن َت َق َل مِ َن «ا ْل ُّت َو ْي ِم»‬ ‫إِ َلى َب ْل َد ِة «ا ْل ِّش َّقة» فِ ْي َش َما ِل َغ ْر ِب « ُب َر ْي َد َة» فِي « َم ْنطِ َق ِة ال َق ِص ْي ِم» ( َسنَ َة‬ ‫‪1045‬هـ)‪َ ،‬و َل ُه َخ ْم َس ُة َأ ْو َلا ٍد‪َ ،‬ت َف َّر َع مِنْ ُهم َخ ْم ٌس و ِعش ُرون ُأ ْس َر ًة‪ُ ،‬ك ُّل َها مِ َن‬ ‫ال َع ِشي َر ِة الأق َربِ ْي َن‪َ ،‬ي ْج َم ُع ُه ْم َه َذا ال َج ُّد ال َقر ْي ُب‪ ،‬و َق ْد اش ُت ِه ُروا ب َل َق ِب‬ ‫«ال َح َما َدى»(‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬ترتيبهم هجائيًا‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬سالم‪َ ،‬ج ُّد‪ :‬أسرة الحمودي‪ ،‬والمديهش‪ ،‬وال َخ ِض ْيرِي‪ ،‬والجوعي‪ ،‬والصب َحاوي‪،‬‬ ‫وال َف َهدي‪،‬والشويهي‪،‬والطعيسان فيبغداد‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬سليمان‪َ ،‬ج ُّد‪ :‬أسرة السديس‪ ،‬والجفير‪ ،‬والحضيف‪ ،‬والفراج‪ ،‬والحواس‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬عبدالله‪َ ،‬ج ُّد‪ :‬أسرة العقيل أبناء عقيل بن محمد بن عبدالله‪ ،‬والكليه‪ ،‬والبعيمي‪،‬‬ ‫والغازي‪ ،‬والرشيد‪ ،‬والسعود‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬علي‪َ ،‬ج ُّد‪ :‬أسرة الفايزي‪ ،‬والرعوجي‪ ،‬والعصيلي‪ ،‬والخويلدي‪ ،‬والعقيل أبناء‬ ‫عقيل بن عبدالله بن حمود بن علي بن حمود بن علي‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬محمد‪َ ،‬ج ُّد‪ :‬أسرة القص ِّير ومن القص ِّير‪ :‬الع َّساف = عساف القصير في‬ ‫«السماوة»‪.‬‬ ‫=‬ ‫‪5‬‬

‫َل ْم ُيف َت َق ْد َل ُهم َمي ٌت وََّل اف َت َر ُقوا(‪)1‬‬ ‫َتشـَا َبهـُوا في ال ُعـلا ح َّتى كأ َّن ُهـ ُم‬ ‫َو ُه ْم َك َما َقا َل ال َّشا ِع ُر‪:‬‬ ‫ُس َّوا ُس َم ْك ُر َم ٍة َأبنَا ُء َأ ْي َسا ِر‬ ‫وَّل ُي َما ُرو َن إ ْن َما ُروا بإك َثا ِر‬ ‫َه ْي ُنو َن َل ْينُو َن َأي َسا ٌر َذ ُوو َي َس ٍر‬ ‫َّل َينْطِ ُقو َن على الفح َشا ِء إ ْن َن َط ُقوا‬ ‫ِم ْث َل ال ُّن ُجو ِم التي َي ْس ِري ب َها ال َّسا ِري(‪)2‬‬ ‫َم ْن َت ْلـ َق ِمن ُه ْم َت ُقـ ْل َّل َق ْي ُت َسيِّ َد ُه ْم‬ ‫=ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* قال عمارة بن علي الحكمي اليمني (ت ‪569‬هـ) ‪ ‬في «النكت العصرية»‬ ‫(ص‪َ ( :)7 :‬و َل ْم َت َز ْل ا ْل َع َر ُب َت ُع ُّد مِ ْن َأ ْف َض ِل َأ ْح َسابِ َها‪ِ :‬ذ ْك َر َها لِأَ ْن َسابِ َها‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫َع َر َف ا ْل َّش َر َف لِ َق ِد ْي ِم ِه؛ َل ْم ُينْكِ ْر ِص َّح َة َأ ِد ْي ِم ِه)‪.‬‬ ‫فرو ٌع َّل َترِ َّف عليك إَّل شهد َت لها على طِي ِب الأَرو ِم‬ ‫وفي الش َر ِف الحدي ِث دلي ُل صد ٍق ل ُم ْخ َتبرٍ على الش َرف القديم‬ ‫«ديوان أبي تمام» ط‪ .‬المعارف المصرية (‪.)163 /3‬‬ ‫(‪« )1‬محاضرات الأدباء» للراغب الأصبهاني (‪.)698 /1‬‬ ‫(‪« )2‬عيون الأخبار» لابن قتيبة (‪« ،)226 /1‬الكامل» للمبرد (‪106 /1‬ـ ‪ )107‬ـــ‬ ‫وعنده القصيدة بتمامها ـــ‪« ،‬الأمالي» للقالي (‪« ،)239 /1‬ديوان المعاني» لأبي‬ ‫هَلل العسكري (‪ ،)24 /1‬وقال َع ِقبه‪( :‬وهذا عندي أمد ُح شئ قيل في وصف‬ ‫جماعة)‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫و َق ْد َي َّس َر الل ُه ‪ ‬لي ُمنذ (‪1419‬هـ) جم َع ما يتع َّل ُق بالأن َسا ِب ‪-‬‬ ‫َن َظ ِر َّيًا ُدو َن ال َب ْح ِث في ال َق َبا ِئ ِل‪ُ -‬ث َّم َما ي َت َع َّل ُق بِ ُأ ْس َرتي ال َكبِ ْي َر ِة «الح َما َدى»‪،‬‬ ‫ُث َّم ال َفر ِع َّي ِة‪ُ :‬أ ْس َر ِة الم ِد ْي ِهش؛ ف ُط ْف ُت لِأجلِها ُك ُت َب ال ُّت َرا ِث‪ ،‬وال ُم َعا ِص ِر ْي َن‪،‬‬ ‫ومِنْ َها‪ :‬ال َم ْخ ُطو َطا ِت َوال َم ْط ُبو َعا ِت النَّ ْج ِد َّي ِة = ال َّتا ِر ْي ِخ َّي ِة َوالنَّ َسبِ َّي ِة‬ ‫وال ُب ْل َدانِ َّي ِة‪َ ،‬و َما ُكتِ َب فِي النَّ َس ِب َعا َّم ًة‪َ ...‬م َع ُم َسا َءل ِة ال ُمه َت ِّم ْي َن‪ُ ،‬ث َّم ا ْجتِ َما ِع‬ ‫ُج ْم َل ٍة مِ َن ال َو َثائِ ِق ال َح َمادية = ال َح َما َدى‪....‬‬ ‫َو َكا َن مِ ْن َت َح َّولا ِت ال َم ْش ُر ْو ِع‪ :‬إِ ْف َرا ُد ال َح َما َدى بِكِ َتا ٍب ُم ْس َت ِق ٍّل‪!..‬‬ ‫َفا ْس َت َعنْ ُت بِاللهِ ‪ ‬فِي ِك َتا ِب ال َح َما َدى و َتنْ ِسي ِق ِه‪َ ،‬ت ُس ْو ُس ُه الن َّي ُة ــ‬ ‫َوالل ُه بِ َها َعلِ ْي ٌم ــ و ُي ِسنِ ُد ُه َت ْوفِ ْي ُق اللهِ ال َق ِد ْي ِر ‪َ ،‬ف َق ْد َر َأ ْي ُت َأ َث َر ُه فِي ُك ِّل‬ ‫َح َر َك ٍة َو ُس ُك ْو ٍن‪َ ،‬والل ُه ال ُم َهي ِم ُن َع َلى الأُ ُم ْو ِر‪َ ،‬و َمن ُي ِر ِد الل ُه َل ُه َخ ْي َر ًا‪َ ،‬ف ََل َم َر َّد‬ ‫َل ُه ـــ‪.‬‬ ‫َو َق ْد َعنْ َو ْنـ ُت ُه بِــ‪:‬‬ ‫« ُأ َس ُر ال َح َما َدى ـــ َن َس ُبها‪ُ ،‬أ َس ُر َها‪َ ،‬تا ِري ُخ َها‪ُ ،‬ب ْل َدا ُنها‪َ ،‬أ ْع َلا ُم َها‪،‬‬ ‫ُم َؤ َّل َفا ُت َها‪َ ،‬و َثائِ ُق َها‪َ ،‬و َم َعالِ ُم ُأ ْخ َرى ــ» َي َّس َر الل ُه ‪َ ‬ت َما َم ُه‪.‬‬ ‫َوبِ َما َأ َّن الكِ َتا َب َس ُيـ َت َداول ــ بِإِ ْذ ِن اللهِ َت َعا َلى ــ َب ْي َن ا ْل ُم ْه َت ِّم ْي َن بِالأُ َس ِر‬ ‫النَّ ْج ِد َّي ِة‪َ ،‬و َلا َي َت َع َّدا َها إِ َلى َغ ْي ِر ِه ْم إ َّلا َنا ِد َر ًا‪َ ،‬ر َأ ْي ُت َأ َه ِم َّي َة إِ ْف َرا ِد َف ْص ِل‪:‬‬ ‫ُم َؤ َّل َفا ُت َها = النِّ َتا ُج ال ِع ْل ِم ُّي ال ُم َبا َر ُك لِ ْل َح َما َدى بِكِ َتا ٍب ُم ْس َت ِق ٍّل َم َع ال َّت َو ُّس ِع‬ ‫‪7‬‬

‫فِ ْي ِه؛ ا ْق َت َر ْح ُت َذلِ َك فِي َم ْج َم ٍع‪َ ،‬ف َبا َد َر ا ْب ُن ال َع ِّم ا ْل َعز ْي ِز ا ْل َغالِي‪ ،‬د‪َ .‬ع ِل ُّي ْب ُن‬ ‫َع ْب ِدال َع ِزي ِز ْب ِن ُم َح َّم ٍد ال ُح ُم ْو ِد ُّي (مِ َن ال َح َما َدى) بِال َّت َب ُّر ِع بِ َج ْم ِع َه َذا النِّ َتا ِج‬ ‫«بِ ْب ُليو َج َرافيا»‪َ ،‬و ُه َو ُه َو مِ ْن َأ ْهلِ ِه َو َخا َّصتِ ِه‪ُ ،‬د ْك ُت ْو ٌر فِ ْي ِع ْل ِم ا ْل َم ْع ُل ْو َما ِت‪.‬‬ ‫َب َذ َل د‪َ .‬علِ ٌّي ال ُح ُمو ِد ُّي ‪َ -‬ج َزا ُه الل ُه َخ ْي َر ال َج َزا ِء َو َأ ْو َفا ُه ‪ُ -‬ج ْه َد ًا َكبِ ْي َر ًا‬ ‫فِ ْي ال َم ْك َت َبا ِت َوا ْل َم َواقِ ِع ال َم َح ِّل َّي ِة‪ِ ،‬ز َيا َد ًة َع َلى ا ْستِ ْك َتا ِب َأ ْبنَا ِء َو َبنَا ِت ا ْل َع ِّم‬ ‫َج ِم ْي َعًا‪َ ،‬ف َكا َن َما َت َرا ُه َلا َما َت ْس َم ُع ُه‪َ .....،‬و ِه َي َط ْب َع ٌة َس َت ْع ُق ُب َها َط َب َعا ٌت‬ ‫ت َت َضا َع ُف فِ ْي َها الأَ ْر َقام ــ بِإِ ْذ ِن اللهِ َت َعا َلى ــ‪.‬‬ ‫َأ ُق ْو ُل ‪َ -‬ظنَّـًا ُي َقا ِر ُب ا ْل َي ِق ْي َن ‪ :-‬إِ َّن َه َذا ا ْل َّت َألِ ْي َف َل ْم ُت ْس َب ْق ال َح َما َدى‬ ‫إِ َل ْي ِه‪ ،‬لِأ َّن ُج ُه ْو َد ال َّسابِ ِق ْي َن َوال ُم َعا ِص ِر ْي َن فِي َأ ِد َّل ِة َو َف َها ِر ِس ا ْل ُكتُ ِب‪َ ،‬ع َلى‬ ‫َأ ْن َحا ِء َش َّتى‪:‬‬ ‫‪َ .1‬ف َها ِر ُس َعا َّم ٍة َع ِن ال ُفنُ ْو ِن‪ ،‬مِ ْث ُل‪« :‬ال ِف ْه ِر ْست» لا ْب ِن النَّ ِد ْي ِم‪َ ،‬و« َك ْش ُف‬ ‫ال ُّظنُ ْو ِن» لِ َحا ِج ْي َخلِ ْي َف َة‪َ ،‬و«مِ ْف َتا ُح ال َّس َعا َد ِة» لِ َطا ْش ُك ْب ِري‪َ ،‬و« َأ ْب َج ُد‬ ‫ال ُع ُل ْو ِم» لِ ِص ِّد ْيق َخا ْن‪َ ،‬و« َتا ِر ْي ُخ ا ْل ُّت َرا ِث» لِ ِس ْزكِ ْين‪َ ،‬و« َتا ِر ْي ُخ ا ْلأَ َد ِب»‬ ‫لِ ُب ْر ْو ِك ْل َمان‪َ ،‬و« ُم ْع َج ُم ا ْل ُم ْو ُض ْو َعا ِت ال َم ْط ُر ْو َق ِة» لِ ْل َحبْ ِش ِّي‪.‬‬ ‫‪َ .2‬ف َها ِر ُس ِع ْل ٍم َوا ِح ٍد ِم َن ا ْل ُع ُل ْو ِم‪ ،‬مِ ْث ُل‪« :‬ال َّت ْف ِس ْي ُر» ط‪َ .‬م ْج َم ِع ا ْل َملِ ِك َف ْه ٍد‪،‬‬ ‫«ا ْل َح ِد ْي ُث َو ُع ُل ْو ُم ُه» لِ َخ ْي ِر َر َم َضا ْن ُي ْو ُس ْف‪َ ،‬وآ َخ ُر لِ ْل َم ْر َع ْشلِ ِّي‪« ،‬ا ْل َع ِق ْي َد ُة»‬ ‫د‪ُ .‬م َح َّم ُد ا ْل َّشايِ ُع‪« ،‬ا ْل ِف ْق ُه» َق ْي َد ا ْل ِّط َبا َع ِة لِ ْل َّش ْي ِخ ا ْل َع ََّل َم ِة‪َ :‬ع ْب ِدا ْل َع ِز ْي ِز ْب ِن‬ ‫‪8‬‬

‫َقا ِس ٍم‪« ،‬ا ْل ِّس ْي َر ُة ا ْل َنّ َب ِو َّي ُة» لِ َج َما َع ٍة بِإ ْش َرا ِف د‪ُ .‬م َح َّم ْد ُي ْس ِري‪« ،‬ال ُح ْس َب ُة»‬ ‫لِ ْل َّش ْي ِخ‪َ :‬ب َّسام ا ْل ُيو ُس ِف‪« ،‬ا ْل ُّل َغ ُة» لِ َخ ْي ِر َر َم َضا ْن ُي ْو ُس ُف‪« ،‬ا ْل َم َعا ِج ُم ا ْل ُّل َغ ِو َّي ُة»‬ ‫لِ َش ْر َقا ِوي‪ُ « ،‬ك ُت ُب ال ّنَ َس ِب ال َح ِد ْي َث ُة» ل ْل َّشـ َرافِي‪َ ،‬و َغ ْي ُر َها َكثِ ْي ٌر‪.‬‬ ‫‪َ .3‬ف َها ِر ُس ُم َؤ َّل َفا ِت َم ْو ُض ْو ٍع َأ ْو َبا ٍب ِم ْن أبواب ا ْل ِع ْل ِم‪َ ،‬و َه َذا َكثِ ْي ٌر ُم ْف َر ٌد َأ ْو‬ ‫ُم َض َّم ٌن َدا ِخ َل ِد َرا َس ٍة‪.‬‬ ‫‪َ .4‬ف َها ِر ُس ُم َؤ َّل َفا ِت َم ْذ َه ٍب ِم َن ا ْل َم َذا ِه ِب‪ :‬مِ ْث ُل‪ُ « :‬م َصنَّ َفا ِت ال َحنَاب َل ِة» أ‪.‬د‪.‬‬ ‫َع ْب ُدال َّلـ ِه ال َّط ِر ْي ِقي‪.‬‬ ‫‪َ .5‬ف َها ِر ُس ُم َؤ َّل َفا ِت َع َل ٍم ِم َن الأَ ْع َلا ِم‪ :‬ال ُّز َب ْي ُر ْب ُن بَ َّكا ٍر‪ ،‬ابْ ُن َت ْي ِم َّي َة‪ ،‬ا ْب ُن ال َق ِّي ِم‪،‬‬ ‫ال َّدانِ ُّي‪ ،‬ال َغ َزالِ ُّي‪ ،‬البِ َقا ِع ُّي‪ ،‬ال ُّس ُي ْوطِ ُّي‪ ،‬ال َّس َخا ِو ُّي‪ُ ،‬م ََّل َقا ِري‪َ ،‬و َغ ْي ُر َها‬ ‫َكثِ ْي ٌر‪.‬‬ ‫‪َ .6‬ف َها ِر ُس ُم َؤ َّل َفا ِت َب َل ٍد َأ ْو َم ِد ْينَ ٍة‪ ،‬مِ ْث ُل‪ :‬ببليوجرافيا ال ِفلِ ْسطِ ْينِ ِّي ْين‪ُ « ،‬م َؤ َّل َفا ِت‬ ‫َأ ْه ِل ال َق ِص ْي ِم» ــ َق ْي َد ال ِإ ْع َدا ِد ــ لِـْْلُ ْس َتا ِذ‪َ :‬ع ْب ِد ال َّلـ ِه ْب ِن ُس َل ْي َما َن ا ْل َم ْر ُز ْو ِق‪.‬‬ ‫‪َ .7‬ف َها ِر ُس ُم َؤ َّل َفا ِت ُأ ْس َر ٍة ِم َن الأُ َس ِر‪َ ،‬ه َذا َلا َأ ْع َل ُم ُه مِ ْن َق ْب ُل َمنْ ُش ْو َر ًا‪َ ،‬لا َأ ْع َل ُم‬ ‫ُأ ْس َر ًة َوا ِح َد ًة‪َ ،‬و َلا َف ِخ َذ ًا مِ ْن َأ ْف َخا ِذ ا ْل َق َبائِ ِل َأ ْخ َر َج ْت َدلِ ْي ََلً لِنِ َتا ِج َها ال ِع ْل ِم ِّي‬ ‫َو َن َش َر ْت ُه لِ ْلنَّا ِس‪َ ،‬فا َلأَ َّولِ َّي ُة ُهنَا لِ ْل َح َما َدى‪ ،‬ــ َوللهِ ا ْل َح ْم ُد َوا ْل َف ْض ُل َوا ْل ِمنَّ ُة‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ومـن فوائد إخراج هذا العمل‪:‬‬ ‫‪ .1‬ال َّت َع ُّب ُد للهِ ‪ ‬بِا ْل ِّد َلا َل ِة َع َلى ا ْل ِع ْل ِم‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ .2‬ا ْلبِ ُّر بِالأَ ْم َوا ِت ‪ ‬مِ َن الآ َبا ِء‪َ ،‬والأَ ْج َدا ِد‪.‬‬ ‫‪ِ .3‬ص َل ُة الأَ ْر َحا ِم‪َ ،‬و َما َأ ْع َظ َم َها مِ ْن ِص َل ٍة َأ ْن ُينْ َش َر َدلِ ْي ٌل لِنِ َتا ِج الأَ ْج َداد‪،‬‬ ‫َوا ْلأَ ْع َمام َو َأ ْو َلا ِد ِه ْم‪.‬‬ ‫‪َ .4‬ن ْش ُر = َت ْس ِو ْي ُق ا ْلنِّ َتا ِج ا ْل ِع ْل ِم ِّي‪.‬‬ ‫‪َ .5‬ت ْق ِو َي ُة َأ َوا ِص ِر ا ْل ُق ْر َبى َب ْي َن ا ْل َح َما َدى‪ :‬ا ْل ُق ْر َبى ا ْلنَّ َسبِ َّي ِة َوا ْل ِع ْل ِم َّي ِة‪َ ،‬فا ْل ِع ْل ُم‬ ‫َر ِح ٌم َب ْي َن َأ ْهلِ ِه‪.‬‬ ‫‪ .6‬إِ ْظ َها ُر ا ْل َّتنَ ُّو ِع ا ْل ِع ْل ِم ِّي َوا ْل َم ْع ِرفِ ِّي ِعنْ َد ا ْل َح َما َدى‪.‬‬ ‫‪َ .7‬ت ْح ِف ْي ُز ا ْلنَّا ِش َئ ِة مِ ْن َأ ْبنَا ِئنَا َو َبنَاتِنَا‪ ،‬لِ ْل َع َم ِل ا ْل ِع ْل ِم ِّي ا ْل ُم ْث ِم ِر‪.‬‬ ‫‪ .8‬ا ْل ِّد َرا َسا ِت ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة َح ْو َل ا ْلنِّ َتا ِج‪.‬‬ ‫‪ُ .9‬د ُخ ْو ُل ُأ ْس َرتِنَا ا ْل َكبِ ْي َر ِة «ا ْل َح َما َدى» ِض ْم َن ا ْلأُ َس ِر ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة‪َ ،‬و َت ْح ِف ْي ُز َها‬ ‫ِل ِإ ْن َشا ِء َم ْر َك ٍز ِع ْل ِم ٍّي بِا ْس ِم َها‪)1(.‬‬ ‫‪ .10‬ا ْل ُم َسا َه َم ُة فِ ْي إِ ْب َرا ِز ُج ْز ٍء مِ ْن ا ْل َح َيا ِة ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة فِ ْي «ا ْل َم ْم َل َك ِة ا ْل َع َربِ َّي ِة‬ ‫ا ْل ُّس ُع ْو ِد َّي ِة»‪.‬‬ ‫‪ .11‬إِ ْب َرا ُز َش ْي ٍء مِ َن ا ْلنِّ َتا ِج ا ْل ِع ْل ِم ِّي لِ َمنْطِ َق ِة ا ْل َق ِص ْي ِم‪َ ،‬ف َي ْد ُخ ُل َه َذا « َدلِيْ ُل‬ ‫ا ْلنِّ َتا ُج‪ »...‬فِ ْي‪ُ « :‬م َؤ َّل َفا ِت َأ ْه ِل ا ْل َق ِص ْي ِم» لِ ْل َم ْر ُز ْو ِق‪َ ،‬و َم ْن َس َي ْك ُت ُب َع ْن‬ ‫(‪ )1‬لي َمقا ٌل ب ُعنوان‪« :‬أ ْي َن َمراكِ ُز الأُ َس ِر ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة ؟!» ُن ِشر في «صحيفة الجزيرة» =‬ ‫«المجلة الثقافية» عدد (‪ )431‬بتاريخ (‪ /7‬جمادى الأولى‪1435 /‬هـ)‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫ا ْل َح َيا ِة ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة فِ ْي‪ُ :‬بـ َر ْي َد َة‪َ ،‬وا ْل ُب َك ْي ِر َّي َة‪َ ،‬وا ْل ِّش َّق ِة‪َ ،‬وا ْل ُب ْص َر‪َ ،‬وا ْل َب َدا ِئ َع‪،‬‬ ‫َوا ْل َخ ْب َرا َء‪َ ،‬و َغ ْي ِر َها‪.‬‬ ‫‪َ .12‬س َي ُك ْو ُن َه َذا ا ْل َّدلِ ْي ُل َبا ِع َثًا َق ِو َّيًا لِطِ َبا َع ِة َما َل ْم ُي ْط َب ْع تِ َجا ِر َّيًا‪َ ،‬أ ْو َن ْش ِر ِه‬ ‫تِ َقنِ َّيًا‪َ ،‬فا ْل َدلِ ْي ُل َت ْح ِر ْي ٌك لِ ُم َؤ َّل َفا ٍت َحبِ ْي َس ٍة‪ ،‬ا ْل ُم ْس َت ِف ْي ُد ا ْلأَ َّو ُل‪َ :‬صا ِح ُب َها َم ْي َتًا‬ ‫َكا َن‪َ ،‬أ ْو َح َّيًا‪.‬‬ ‫‪َ .13‬ن ْش ُر َم َحا ِس ِن َو َمآثِ ِر ُأ ْس َرتِنَا ا ْل َكبِ ْي َر ِة «ا ْل َح َما َدى»‪َ ،‬فإِ َّن ا ْل َمآثِ َر ُت ْؤتِي‬ ‫ِث َما َر َها إ َذا َغا َد َر ِت ا ْل َخ َوا َّص‪َ ،‬و َت َدا َو َل َها َعا َّم ُة ا ْلنَّا ِس‪َ .‬قا َل ا ْب ُن ُق َت ْي َب َة (ت‬ ‫‪276‬هـ) ‪َ ‬ع ْن َقبِ ْي َل ٍة َليْ َس فِ ْي َها ُش َع َرا ُء‪َ ( :‬صا َر ْت َمآثِ ُر ُه ْم ِعنْ َد َخ َوا ِّص‬ ‫ا ْلنَّا ِس ُد ْو َن َعا َّمتِ ِه ْم‪َ ،‬وا ْل َّش َر ُف َوال ُّس ْؤ َد ُد َم َع َس َوا ِد ا ْلنَّا ِس َو َد ْه َمائِ ِه ْم)‪)1(.‬‬ ‫َو َقا َل ا ْب ُن ُق َت ْي َب َة – َأ ْي َضًا‪َ ( :-‬و َكا َن ا ْل َقبِيْ ُل مِ َن ا ْل َع َر ِب إِ َذا َن َش َأ فِ ْي ِه ْم‬ ‫ُغ ََلم َف َقا َل َش ْي َئًا مِ َن ا ْل ِّش ْع ِر‪َ ،‬أ ْو َر َج َز فِي ِح َدا ِء َب ِع ْي ٍر‪َ ،‬أ ْو َم َت َح بِ َد ْل ٍو؛ ُس َّر بِ ِه‬ ‫َق ْو ُم ُه‪َ ،‬وا ْس َت ْب َش َر ْت َع ِش ْي َر ُت ُه‪َ ،‬و َق َّد ُم ْو ُه َو َع َّظ ُم ْو ُه‪َ ،‬و َر َّش ُحو ُه لِ ْل ُمنَا َف َح ِة َعنْ ُه ْم‪،‬‬ ‫َوا ْل َّد ْف ِع َع ْن َأ ْع َرا ِض ِه ْم‪َ ،‬و َأ َتا ُه ا ْلأَ َقا ِر ُب‪َ ،‬وا ْل ُم َجا ِو ُر ْو َن)‪)2(.‬‬ ‫َقا َل ا ْل ُم َظ َّف ُر ا ْل َع َل ِو ِّي (ت ‪656‬هـ) ‪َ ( :‬و َل َق ْد َكانَ ْت ا ْل َع َر ُب َت ُع ُّد‬ ‫ال ِّش ْع َر َخطِ ْي َر ًا‪َ ،‬و َت َرى ا ْل َّشا ِع َر َأمِ ْي َر ًا‪َ ،‬فإِ َذا َن َب َغ فِ ْي ا ْل َقبِ ْي َل ِة َشا ِع ٌر ُهنِّـ َئ ْت بِ ِه‪،‬‬ ‫(‪« )1‬فضل العرب والتنبيه على علومها» لابن قتيبة (ص‪.)153 :‬‬ ‫(‪« )2‬فضل العرب» (ص‪.)175 :‬‬ ‫‪11‬‬

‫َو ُح ِس َد ْت مِ ْن َس َببِ ِه‪ ،‬لِأَ َّن ُه ُينَافِ ُح َع ْن َأ ْن َسابِ َها‪َ ،‬و ُي َكافِ ُح َو ُينَا ِض ُل َع ْن‬ ‫َأ ْح َسابِ َها)‪)1(.‬‬ ‫َك َذلِ َك َكا َن ْت ا ْل َع ِش ْي َر ُة مِ َن ا ْل َع َر ِب َت ْف َخ ُر بِ ُص ُد ْو ِر َع َم ٍل مِ ْن َف ْر ٍد َوا ِح ٍد‬ ‫فِ ْي َها‪َ ،‬و َتنْ ِس ُب ا ْل َم َأ َث َر َة إِ َل ْي َها ُك ِّل َها‪َ ،‬و َت ْف َت ِخ ُر بِ ِه َو ُت َفا ِخ ُر‪َ « ،‬وا ْل َّش َر ُف َي ْح ُص ُل‬ ‫للشيء إِ َذا َح َص َل لِ َب ْع ِض ِه»(‪َ ،)2‬و« َش َر ُف ا ْل َقبِ ْي َل ِة بِ َش َر ِف َب ْع ِض َأ ْف َرا ِد َها»(‪،)3‬‬ ‫َقا َل ال َجا ِح ُظ (ت ‪255‬هـ) ‪ُ ...« :‬ت ْم َد ُح ا ْل َقبِ ْي َل ُة بِ ِف ْع ٍل َج ِم ْي ٍل‪َ ،‬وإِ ْن‬ ‫َل ْم َي ُك ْن َذلِ َك إِ َّلا بِ َوا ِح ٍد مِنْ َها»‪َ ،‬قا َل ا ْب ُن َجرِ ْيرِ ا ْل َّط َب ِر ِّي (ت‪310‬هـ)‬ ‫‪َ ( :‬وا ْل َع َر ُب َق ْد ُت ْخ ِر ُج ا ْل َخ َب َر إِ َذا ا ْف َت َخ َر ْت َم ْخ َر َج ا ْل َخ َب ِر َع ِن‬ ‫ا ْل َج َما َع ِة‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن َما ا ْفتَ َخ َر ْت بِ ِه مِ ْن فِ ْع ِل َوا ِح ٍد مِنْ ُه ْم‪َ ،‬ف َت ُق ْو ُل‪َ :‬ن ْح ُن‬ ‫ا ْلأَ ْج َوا ُد ا ْلكِ َرا ُم‪َ ،‬وإِ َّن َما ا ْل َج َوا ُد فِ ْي ِه ْم َوا ِح ٌد مِنْ ُه ْم َو َغ ْي ُر ا ْل ُمت َك ِّل ِم ا ْل َفا ِع ُل‬ ‫َذلِ َك)‪)4(.‬‬ ‫(‪َ « )1‬ن ْضر ُة الإغ ِريض» (ص‪.)298 :‬‬ ‫(‪ )2‬قاله ابن حجر في «فتح الباري» (‪.)543 /6‬‬ ‫(‪« )3‬التنوير شرح الجامع الصغير» للصنعاني (‪.)502/7‬‬ ‫(‪« )4‬جامع البيان» لابن جرير (‪ .)270 /8‬وانظر‪ ،)631/10( :‬و(‪.)534 /1‬‬ ‫‪12‬‬

‫َو َس َب ُب َذلِ َك‪َ :‬أ َّن َم َقام ا ْلا ْفتِ َخا ِر َم َقام َت َك ُّث ٍر‪َ ،‬فا ْن َت َح َل ِت ا ْل َج َما َع ُة فِ ْع َل‬ ‫ا ْل َوا ِح ِد مِنْ ُه ْم‪َ ،‬و َن َس ُبو ُه إِ َل ْي ِه ْم؛ بِنَا ًء َع َلى َأ َّن َش َر َف ُه َو َم َحا ِسنَ ُه َعائِ َد ٌة َع َلى‬ ‫َع ِش ْي َرتِ ِه َأ ْو َقبِ ْي َلتِ ِه‪)1(.‬‬ ‫َه َذا فِي ا ْل َّر ُج ِل ا ْل َوا ِح ِد ا َّل ِذي َق َّد َم َخ ْي َر ًا ُي َش ِّر ُف َع ِش ْي َر َت ُه‪َ ،‬ف َما َبا ُل َك‬ ‫بِ َه ِذ ِه ا ْلأَ ْع َدا ِد ا ْل َغ ِف ْي َر ِة مِ ْن ال َح َما َدى ِر َجا َل ًا َونِ َسا ًء‪َ ،‬ق َّد ُم ْوا َه ِذ ِه ا ْل ُم َؤ َّل َفا ِت‬ ‫َوا ْل ُب ُح ْو َث فِ ْي َش َّتى ا ْل َم َجا َلا ِت؟!‬ ‫َو َك ْي َف إِ َذا َأ َض ْف َت إِ َل ْي ِه ْم َغ ْي َر َه ْم مِ َّم ْن َع ِم َل َأ ْع َما َل ًا ُم َش ِّر َف ًة فِ ْي ُن ْص َر ِة‬ ‫ِد ْينِ ِه‪َ ،‬و َو َطنِ ِه‪َ ،‬و ُو َلا ِة َأ ْم ِر ِه‪َ ،‬و ُه ْم َع َد ٌد َج ٌّم َغ ِف ْي ٌر؟!‬ ‫َوا ْع َل ْم َيا ْب َن ا ْل َع ِّم ‪َ -‬أ َع َّز َك الل ُه بِ ِد ْينِ ِه ‪َ -‬أ َّن َمآ ِثـ َر ا ْلآ َبا ِء َمآث ُر لِْْلَ ْبنَا ِء‪،‬‬ ‫َوا ْل َع ْك ُس َك َذلِ َك‪َ ،‬ف َت ِص ُّح نِ ْس َب ُة ُك ِّل َوا ِح ٍد مِنْ ُه َما لِلآ َخ ِر‪َ ،‬قا َل ا ْب ُن َج ِر ْيرِ‬ ‫ال َّط َبرِ ُّي (ت‪310‬هـ) ‪َ ( :‬ي ْعنِي بِ َق ْولِ ِه‪َ { :‬و َأ ِّني َف َّض ْل ُت ُك ْم َع َلى‬ ‫ا ْل َعا َل ِمي َن} [البقرة‪َ ]47 :‬أنِّ ْي َف َّض ْل ُت َأ ْس ََل َف ُك ْم‪َ ،‬فنَ َس َب نِ َع َم ُه َع َلى آ َبائِ ِه ْم‬ ‫(‪« )1‬قواعد التفسير» للشيخ د‪ .‬خالد السبت (‪ ،)315 /1‬وانظر‪« :‬الأساليب العربية‬ ‫الواردة في القرآن الكريم وأثرها في التفسير من خَلل جامع البيان للطبري»‬ ‫للشيخ‪ :‬فواز الشاووش (ص ‪ 681‬ــ ‪.)685‬‬ ‫‪13‬‬

‫َو َأ ْس ََلفِ ِه ْم إِ َلى َأ َّن َها نِ َع ٌم مِنْ ُه َع َل ْي ِه ْم؛ إِ ْذ َكا َن ْت َمآثِ ُر ا ْلآ َبا ِء َمآ ِث َر لِْْ َلبنَا ِء‪،‬‬ ‫َوا ْلنِّ َع ُم ِعنْ َد ا ْلآ َبا ِء نِ َع َمًا ِعنْ َد ا ْلأَ ْبنَا ِء‪ ،‬لِ َك ْو ِن ا ْلأَ ْبنَا ِء مِ َن ا ْلآبِا ِء)‪)1(.‬‬ ‫َقا َل َع ِل ٌّي ا ْل ُج ْر َجانِ ٌّي (ت ‪392‬هـ) ‪َ ( :‬ش َر ُف ا ْل َوالِ ِد ُج ْز ٌء مِ ْن‬ ‫مِ ْي َرا ِث ِه‪ُ ،‬منْـ َتـ ِق ٌل إِ َلى َو َل ِد ِه َكا ْنتِ َقا ِل َمالِ ِه؛ َفإِ ْن ُر ْو ِع َي َو ُح ِر َس؛ َث َب َت َوا ْز َدا َد‪،‬‬ ‫َوإِ ْن ُأ ْه ِم َل َو ُأ ِض ْي َع؛ َه َل َك َو َبا َد‪.‬‬ ‫َو َك َذلِ َك َش َر ُف ا ْل َو َل ِد َي ُع ُّم ا ْل َقبِ ْي َل َة‪َ ،‬ولِ ْل َوالِ ِد مِنْ ُه ا ْل ِق ْس ُم ا ْلأَ ْو َف ُر‪)2(.)...‬‬ ‫لِ َذا‪ ،‬بِإِ ْح َسانِ ُك ْم َأ ُّي َها ا ْل َح َما َدى َت ِز ْي ُد ْو َن آ َبا َء ُك ْم َو َأ ْج َدا َد ُك ْم َش َرفًا‪َ ،‬ك َما‬ ‫َأ َّن ُه ْم َزا ُد ْو ُك ْم َش َر َفًا‪َ ،‬قا َل ا ْل ُم ِح ُّب ا ْل َّط َبرِ ُّي (ت ‪694‬هـ) ‪( :‬إِ َّن‬ ‫َش َر َف ا ْلأَ ْبنَا ِء َمنْ َق َب ٌة لِلآ َبا ِء َك َع ْك ِس ِه‪َ ،‬و َل ْم َتز ْل ا ْل َع َر ُب َت َت َم َّد ُح بِ َم َفا ِخ ِر‬ ‫آ َبا ِئ ِه ْم‪َ ،‬ف ََل َي ْب ُع ْد فِ ْي ا ْلأ ْبنَا ِء مِ ْث ُله‪َ ،‬والل ُه َأ ْع َل ُم‪)3(.‬‬ ‫َقا َل ال َجا ِح ُظ (ت ‪255‬هـ) ‪َ :‬ه ْل ا ْل َم ْج ُد إ َّلا َك َر ُم ا ْلأَ ُر ْو َم ِة‬ ‫َوا ْل َح َس ِب‪َ ،‬و ُب ْع ُد ا ْل ِه َّم ِة و َك ْث َر ُة الأَ َد ِب‪َ ،‬وا ْل َّث َبا ُت َع َلى ا ْل َع ْه ِد إِ َذا َز َّل ْت‬ ‫ا ْلأَ ْق َدا ُم‪َ ،‬و َت ْو ِك ْي ُد ا ْل َع ْق ِد إِ َذا ا ْن َح َّل ْت َم َعا ِق ُد ا ْلكِ َرا ِم‪َ ،‬وإِ َّلا ا ْل َّت َوا ُض ُع ِعنْ َد‬ ‫(‪« )1‬جامع البيان» لابن جرير (‪.)629 /1‬‬ ‫(‪« )2‬الوساطه بين المتنبي وخصومه» (ص‪ ،)373 :‬وعنه‪ :‬ابن رشيق في «العمدة»‬ ‫(‪.)827 /2‬‬ ‫(‪« )3‬الرياض النضرة» (‪.)265 /1‬‬ ‫‪14‬‬

‫ُح ُد ْو ِث ا ْلنِّ ْع َم ِة‪َ ،‬وا ْحتِ َما ُل ُك ِّل ا ْل َع ْث َر ِة‪َ ،‬وا ْلنَّ َفا ُذ فِ ْي ا ْلكِ َتابَ ِة‪َ ،‬والْ ِإ ْش َرا ُف َع َلى‬ ‫ا ْل ِّصنَا َع ِة‪.‬‬ ‫َوا ْلكِ َتا ُب ُه َو ا ْل ُق ْط ُب ا ِّل ِذ ْي َع َل ْي ِه َم َدا ُر ِع ْل ِم َما فِ ْي ا ْل َعا َلم َوآ َدا ِب‬ ‫ا ْل ُم ُل ْو ِك‪َ ،‬و َت ْل ِخ ْي ُص ا ْلأَ ْل َفا ِظ َوا ْل َغ ْو ُص َع َلى ا ْل َم َعانِي ا ْل ِّس َدا ِد‪)1(.).....‬‬ ‫َفا ْل َح َس ُب َح َس ُب ا ْلنَّ ْف ِس‪َ ،‬م َع ا ْلا ْعتِ َدا ِد بِ َح َس ِب ا ْلآ َبا ِء‪َ ،‬وا ْحتِ َسابِ َها َك َما‬ ‫َس َب َق فِ ْي َق ْو ِل ا ْب ِن َج ِر ْي ِر ا ْل َّط َب ِر ِّي‪َ ،‬و َلا َي ِص ُّح َت ْر ُك َأ َح ِد ا ْلأَ ْم َر ْي ِن‪َ ،‬قا َل ِع ُّز‬ ‫ا ْل ِّد ْي ِن ا ْلأَ ْز ِد ِّي ا ْل ُم َه َّلبِ ُّي (ت ‪644‬هـ) ‪ :‬ا ْلا ْقتِ َصا ُر َع َلى َمآ ِث ِر ا ْل ُج ُد ْو ِد‬ ‫َو َأ ْف َعا ِل ا ْلآ َبا ِء مِ ْن َغ ْي ِر َأ ْن ُي َضا َف إِ َل ْي َها مِ ْن َأ ْف َعا ِل ا ْلنَّ ْف ِس؛ َن ْق ٌص‪َ ،‬و َت ْر ُك َ َمآثِ ِر‬ ‫ا ْلآ َبا ِء مِ ْن َغ ْي ِر ا ْع َت َدا ٍد بِ َها؛ َج ْه ٌل‪َ ،‬وا ْل َج ْم ُع َب ْينَ ُه َما؛ َف ْض ٌل‪)2(.)...‬‬ ‫بِ َما َس َب َق‪َ ،‬و َغ ْي ُر ُه‪ُ ،‬ح َّق َلنَا َن ْح ُن ال َح َما َدى َأ َّو َل ًا‪َ ...،‬وآ ُل َأبِ ْي َر َّبا ٍع‬ ‫َثانِ َيًا‪َ ،‬أ ْن َن ْف َر َح بِا ْلأَ ْح َسا ِب َوا ْل ُمنْ َج َزا ِت‪َ ،‬و َن َت َح َّد َث َعنْ َها ُك ِّل َها َحامِ ِد ْي َن‬ ‫ال َّلـ َه ‪َ ،‬شاكِ ِر ْينَ ُه ُم ْثنِـ ْي َن َع َل ْي ِه بِ َما ُه َو َأ ْه ُل ُه‪ُ ،‬م َص ِّل ْي َن َع َلى َنبِ ِّينَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫َوآلِ ِه َو َص ْحبِ ِه‪.‬‬ ‫(‪« )1‬المودة والخلطة» = رسائله (‪.)204 /4‬‬ ‫(‪« )2‬المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي» (‪.)195 /5‬‬ ‫‪15‬‬

‫ُث َّم َشا ِك ِر ْي َن َصا ِح َب َه َذا ا ْلكِ َتا ِب د‪ .‬ا ْل ُح ُم ْو ِد َّي‪َ ،‬و َما َس َب َقه َو َل ِح َق ُه مِ َن‬ ‫ا ْلأَ ْف َكا ِر َوا ْل ُم َخ َّط َطا ِت َوا ْلأَ ْع َما ِل ا ْل َّصا ِد َق ِة ا ْل َّصالِ َح ِة‪ ،‬ا ْل ُم ْث ِم َر ِة َخ ْي َر ًا‬ ‫لِ ْل َج ِم ْي ِع‪َ ،‬ج َزى الل ُه َخ ْي َر ا ْل َج َزا ِء َم ْن َق َّد َم لِ ْل َح َما َدى َخ ْي َر ًا‪.‬‬ ‫َأ ُّي َها ال َح َما َدى ــ َأ ْس َع َد ُك ُم الل ُه فِ ْي ا ْل َّدا َر ْي ِن ــ َلا َي ُظ ُّن َأ َح ٌد مِنْ ُك ْم َأ َّن َه َذا‬ ‫ا ْل َم ْو ُض ْو َع مِ ْن َبا ِب ا ْل َف ْخ ِر بِا ْلأَ ْح َسا ِب‪ ،‬ا َّل ِذي َو َر َد ا ْلنَّ ْه ُي فِ ْي ِه‪َ ،‬ك َما فِ ْي‬ ‫َح ِد ْي ِث َأبِ ْي َمالِ ٍك ا ْلأَ ْش َع ِر ِّي ‪َ ‬أ َّن ا ْلنَّبِ َّي ‪َ ‬قا َل‪َ « :‬أ ْر َب ٌع فِ ْي‬ ‫ُأ َّمتِ ْي ِم ْن َأ ْمرِ ا ْل َجا ِه ِل َّي ِة‪ََّ ،‬ل َي ْت ُر ُك ْو َن ُه َّن‪ :‬ا ْل َف ْخ ُر فِ ْي ا ْلأَ ْح َسا ِب‪َ ،‬وا ْل َّط ْع ُن فِ ْي‬ ‫ا ْلأَ ْن َسا ِب‪َ ،‬واَّْل ْستِ ْس َقا ُء بِا ْل ُنّ ُج ْو ِم‪َ ،‬وا ْلنِّ َيا َح ُة‪)1(.»...‬‬ ‫َه َذا ا ْل َّدلِ ْي ُل لِ ْلنِّ َتا ِج ا ْل ِع ْل ِم ِّي‪َ ،‬ما ُذكِ َر مِ ْن َبا ِب ا ْل َف ْخ ِر بِا ْلأَ ْح َسا ِب(‪َ ،)2‬ب ْل‬ ‫لِأَ ْه َدا ٍف َس َب َق ِذ ْك ُر َها‪َ ،‬و َل ْو ُف ِر َض َأ َّن ُه مِ ْن َبا ِب ا ْل َف ْخ ِر‪َ ،‬ف ُه َو فِ ْي ا ْل َف ْخ ِر‬ ‫(‪ )1‬أخرجه مسلم في «صحيحه» رقم (‪.)934‬‬ ‫(‪ )2‬قال القاضي عياض ‪ ‬في «مشارق الأنوار» (‪( : )431 /1‬أصل الح َسب‬ ‫الأَفعال ال َح َسن ُة كأنها َمأ ُخو َذ ٌة من ال ِح َساب‪ ،‬كأنه ُتح َس ُب ل ُه ِخ َصا ُله الك ِريمة‪.‬‬ ‫وح َس ُب الر ُجل آباؤه الكرام الذين ُت َع ُّد مناق ُبهم و ُت ْح َس ُب ِعند ال ُمفا َخ َرة‪.‬‬ ‫وال َح ْس ُب وال َح َس ُب‪ :‬ال َع ُّد )‪.‬‬ ‫وفي «المصباح المنير» (‪( :)134/1‬الح َسب‪ :‬الفعال له ولآبائه‪ ،‬مأخوذ من‬ ‫ال ِحساب وهو ع ُّد المناقب؛ لأنهم كانوا إذا تفاخروا ح َسب ك ُّل واحد مناق َبه‬ ‫ومناق َب آبائه‪.)...‬‬ ‫=‬ ‫‪16‬‬

‫ا ْل َم ْح ُم ْو ِد بِا ْلنِّ َتا ِج ا ْل ِع ْل ِم ِّي ا ْل َّط ِّي ِب لِ ْل َح َما َدى‪َ ،‬ف ْخ َر ًا َلا ُي ْق َص ُد بِ ِه ا ْل َّت َك ُّب ُر‬ ‫َوا ْلا ْستِ ْع ََل ِء َوا ْل ُّر ُك ْو ُن إِ َل ْي ِه ُد ْو َن ا ْل ِج ِّد َوا ْلا ْهتِ َمام فِ ْي ا ْلا ْز ِد َيا ِد‪َ ،‬وإِ َّن َما ا ْل ُم َرا ُد‬ ‫=ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫قال المناوي ‪ ‬في شرح الحديث كما في «فيض القدير» (‪( : )462 /1‬أي‬ ‫الشر ُف بالآباء‪ ،‬والتعاظم ب َع ِّد م َناقِبهم ومآثرهم وفضائلهم؛ وذلك َج ْه ٌل‪ ،‬فَل‬ ‫َف ْخ َر إلا بالطاعة ولا ِع َّز لأَ َح ٍد إلا باللـه‪ .‬والأح َسا ُب‪ :‬جمع ح َس ٍب وهو‪ :‬ما ي ُع ُّده‬ ‫المر ُء مِن الخصال َل ُه أو لآبائ ِه مِن نح ِو ش َجا َع ٍة و َف َصا َح ٍة)‪.‬‬ ‫وقال الشيخ سليمان بن عبدالله ‪ :‬في «تيسير العزيز الحميد» (ص‪)389 :‬‬ ‫في شرح الحديث‪( :‬أي‪ :‬التشرف بالآباء والتعاظم بع ِّد مناقبهم ومآثرهم‬ ‫وفضائلهم‪ ،‬وذلك جهل عظيم‪ ،‬إذ لا ش َرف إلا بالتقوى كما قال تعالى‪َ « :‬و َما‬ ‫َأ ْم َوا ُل ُك ْم َولا َأ ْولا ُد ُك ْم بِا َّلتِي ُت َق ِّر ُب ُك ْم ِع ْن َد َنا ُز ْل َفى إِ َّلا َم ْن آ َم َن َو َع ِم َل َصالِ ًحا‪.»...‬‬ ‫وقال تعالى‪« :‬إِ َّن َأ ْك َر َم ُك ْم ِع ْن َد اللهِ َأ ْت َقا ُك ْم»‪ .‬وروى أبو داود عن أبي هريرة‬ ‫مرفوعًا‪« :‬إ َّن الل َه قد أذهب عنكم ُع ِّبية الجاهلية وفخ َرها بالآباء مؤم ٌن ت ِقي‪ ،‬أو‬ ‫فاج ٌر شقي‪ ،‬النا ُس بنو آدم‪ ،‬وآدم من تراب‪َ ،‬ل َي َد َع َّن رجا ٌل فخ َرهم بأقوام إنما ُهم‬ ‫َف ْح ٌم من َف ْح ِم جهنم‪ ،‬أو ليكونن أهون على الله من الجعَلن التي تدفع بأنفها‬ ‫النتن»‪.‬‬ ‫والأحساب جمع ح َسب وهو ما َيع ُّده الإنسا ُن له ولآبائه من شجاعة وفصاحة‬ ‫ونحو ذلك)‪.‬‬ ‫أفاد الشيخ ابن باز ‪ :‬في «شرح كتاب التوحيد» (ص‪ )283 :‬أن المنهي إذا‬ ‫كان للترفع على الناس‪ ،‬والتعاظم بين الناس‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫ا ْل َّت َح ُّد ُث بِنِ ْع َم ِة اللهِ ‪َ ،‬وا ْل َف َر ُح بِ َف ْضلِ ِه‪َ ،‬وا ْل َّت َذكِ ْي ُر بِا ْل َخ ْي َرا ِت؛‬ ‫لِ ْل ُم َحا َف َظ ِة َع َل ْي َها‪َ ،‬وا ْلا ْز ِد َيا ِد مِنْ َها‪َ ،‬وا ْلا ْستِ َفا َد ِة مِنْ َها‪َ ،‬وا ْلنَّ ْف ِع بِ َها‪َ ،‬و َن ْش ِر َها‪.‬‬ ‫َقا َل ا ْل ِّط ْيبِ ُّي (ت ‪743‬هـ) ‪( :‬ا ْل ُم َفا َخ َر ُة َن ْو َعا ْن‪َ :‬م ْذ ُم ْو َم ٌة‬ ‫َو َم ْح ُم ْو َد ٌة‪َ ،‬فا ْل َم ْذ ُم ْو ُم مِنْ َها َما َكا َن َع َل ْي ِه ا ْل َجا ِهلِ َّي ُة مِ َن ا ْل َف ْخ ِر بِا ْلآ َبا ِء‬ ‫َوا ْلأَ ْن َسا ِب؛ لِ ْل ُّس ْم َع ِة َوا ْل ِّر َيا ِء‪.‬‬ ‫َوا ْل َم ْح ُم ْو ُد مِنْ َها َما ُض َّم َم َع ا ْلنَّ َس ِب ا ْل َح َس ُب فِ ْي ا ْل ِّد ْي ِن‪َ ،‬لا ِر َيا ًء‪ ،‬بَ ْل‬ ‫إِ ْظ َها َر ًا لِأَ ْن ُع ِم ِه َت َعا َلى َع َل ْي ِه)‪)1(.‬‬ ‫َع َلى َأ َّن ا ْل َف ْخ َر َل ْي َس َم ْد َحًا فِ ْي ُك ِّل ُص َو ِر ِه‪َ ،‬ن َع ْم َذ َك َر ا ْب ُن ُر َش ْيق (ت‬ ‫‪460‬هـ َت ْق ِر ْي َبًا) َأ َّن ا ْل َف ْخ َر ُه َو ا ْل َم ِد ْي ُح َن ْف ُس ُه‪َ ،‬لكِ ْن َث َّم َة َم ْن َخا َل َف‬ ‫َكا ْل َّرافِ ِع ِّي َو َذ َك َر َأ َّن َح ِق ْي َق َة ا ْل َف ْخ ِر ‪َ ‬ل ْي َس ْت َم ْد َحًا َك َما ِق ْي َل‪َ ،‬و َلكِنَّ َها‬ ‫َتا ِر ْي ٌخ‪َ ،‬و َس َوا ٌء فِ ْي َم ْعنَى ال َّتا ِر ْي ِخ َف ِض ْي َل ُة ا ْل َف ْر ِد َو َف ِض ْي َل ُة ا ْل َج َما َع ِة‪....‬‬ ‫َو َع َلى َه َذا ا ْل َّت َأ ِو ْي ِل َن َرى ا ْل َف ْخ َر فِ ْط َر ٌة فِ ْي ا ْل َع َر ِب‪َ ،‬ف ََل َي َكا ُد ا ْل َّس ِّي ُد مِنْ ُه ْم‬ ‫َي َأتِ ْي َع َم ََلً إِ َّلا َتنَا َو َل ُه َشا ِع ُر َقبِ ْي َلتِ ِه َو َف َخ َر بِ ِه؛ لِأَ َّن ُه لِ َسا ُن ا ْل َقبِ ْي َل ِة َو ُم َؤ ِّر ُخ‬ ‫َأ ْح َسابِ َها‪َ ،‬وإِ َذا َف َخ َر َأ َح ُد ُه ْم بِ َف ِض ْي َل ٍة فِ ْي َن ْف ِس ِه َكا ْل َّش َجا َع ِة َأ ْو ا ْل َك َر ِم َأ ْو‬ ‫َغ ْي ِر ِه َما‪َ ،‬فإِ َّن َما َي ُك ْو ُن َذلِ َك فِ ْي َم ْع ِر ِض ا ْل َّت ْذكِ ْي ِر بِ َه ِذ ِه ا ْل َف ِض ْي َل ِة‪َ ،‬وا ْستِ ْش َها ِد‬ ‫(‪« )1‬شرح المشكاة» (‪ ،)3145 /10‬وانظر‪« :‬المنهاج في شعب الإيمان» لل َحليمي‬ ‫(‪ ،)11 /3‬و«مسبوك الذهب» لمرعي الكرمي (ص‪.)52 -51 :‬‬ ‫‪18‬‬

‫ال َّتا ِر ْي ِخ ا ْل َح ِّي َع َل ْي َها‪َ ،‬أ ْو َي ُك ْو ُن َت ْوطِ ْينًَا لِنَ ْف ِس ِه َو َت ْح ِم ْي َسًا َل َها بِ َما ُي َه ِّي ُج مِ ْن‬ ‫ِك ْب ِر َيا ِئ َها‪َ ،‬ك َما ُي َغنِّ ْي ا ْل ُّش َجا ُع فِ ْي ا ْل َح ْر ِب‪َ ،‬و َك َما ُينَ ِّب ُه َع ْن َن ْف ِس ِه ِعنْ َد ا ْل َّض ْر َب ِة‬ ‫ا ْل َقا ِض َي ِة َوا ْل َّط ْعنَ ِة ا ْلنَّافِ َذ ِة؛ َو َه َذا ُه َو َبا ُب ا ْل َح َما َس ِة)‪)1(.‬‬ ‫َوا ْل َّص َوا ُب ‪َ -‬والل ُه َأ ْع َل ُم‪َ -‬أ َّن ا ْل َف ْخ َر َلا َي َأ ُخ ُذ ُح ْك َمًا َوا ِح َد ًا َم ِد ْي َحًا َأ ْو‬ ‫َغ ْي َر ُه‪َ ،‬وإِ ِّن َما ُي ْح ُك ُم َع َل ْي ِه َح َس َب َبا ِعثِ ِه‪ ،‬و ِس َياقِ ِه‪َ ،‬وا ْل َق َرائِ ِن ا ْل ُم ْح َت َّف ِة بِا ْل َقا ِئ ِل‬ ‫َوا ْل َم ُق ْو ِل َوا ْل َحا ِل؛ َف ِمنْ ُه‪َ :‬ما ُه َو َم ْد ٌح َم ْح ُم ْو ٌد‪َ ،‬ومِنْ ُه َما ُه َو َم ْد ٌح َم ْذ ُم ْو ٌم‪،‬‬ ‫َومِنْ ُه َما ُه َو َع ْر ٌض َتا ِر ْي ِخ ٌّي ُم َج َّر ٌد لا ُي ْق َص ُد فِ ْي ِه ا ْل َم ِد ْي َح‪َ ،‬و ُر َّب َما َي َأتِ ْي ا ْل َف ْخ ُر‬ ‫َو ُي ْق َص ُد بِ ِه َأ َّو َل َما ُي ْق َص ُد ا ْل ِه َجا ُء‪َ ،‬ك َم ْن ُي َع ِّد ُد َم َفا ِخ َر َج َما َع ٍة فِ ْي َم ْع ِر ِض‬ ‫ا ْل َح ِد ْي ِث َع ْن َج َما َع ٍة ُأ ْخ َرى‪...‬‬ ‫َوا ْل َح ِد ْي ُث ُهنَا َع ْن نِ َتا ِج ال َح َما َدى ا ْل ِع ْل ِم ِّي‪َ ،‬جا َء لِ ْل ِّد َلا َل ِة َوال ِإ ْر َشا ِد‪،‬‬ ‫َو َن ْش ِر ا ْل ِع ْل ِم‪َ ،‬و َت ْذكِ ْي ِر ا ْل َخ َل ِف مِ َن ا ْلأُ ْس َر ِة بِ ِف ْع ِل ا ْل َّس َل ِف مِنْ َها‪َ ،‬و َع ْر ٍض‬ ‫لِ ْل َّتا ِر ْي ِخ؛ َخا َّص ًة َأ َّن َث َّم َة ِك َتابًَا ُي َؤ َّلف َعنْ َها‪َ -‬ك َما َس َب َق‪.‬‬ ‫َو َغالِ ُب َه ِذ ِه ا ْل َمآثِ ُر فِ ْي َه َذا ا ْلنِّت َـا ِج إِ َّن َما ِه َي لِ ْل ُم َعا ِص ِر ْي َن‪ُ ،‬ت ْذ َك ُر‬ ‫َف ُت ْش َك ُر ‪َ -‬ب ْع َد َح ْم ِد اللهِ َو ُش ْك ِر ِه ــ‪َ ،‬ولِ ُت ْظ ِه َر ا ِّت َصا َل ا ْل َخ ْي ِر مِ َن ا ْلأَ ْس ََل ِف‬ ‫ا ْل َّصالِ ِح ْي َن‪َ ،‬وا ْل َف ْض ُل َأ َّو َل ًا َوآ ِخ َر ًا َو َظا ِه َر ًا َو َباطِنًَا مِ َن اللهِ ا ْل َك ِر ْي ِم ا ْل َو َّهاب‪،‬‬ ‫(‪« )1‬العمدة» (‪« ،)824 /2‬تاريخ آداب العرب» (‪.)69 /3‬‬ ‫‪19‬‬

‫َف َر ْح َم ُة اللهِ َو َم ْغ ِف َر ُت ُه َو َعافِ َي ُت ُه َع َلى ا ْل َج ِّد‪ :‬ا ْل ُح َم ْي ِد ِّي ْب ِن َح َم ٍد َو َع ِقبِ ِه‬ ‫َأ ْج َم ِع ْي َن‪.‬‬ ‫َه َذا‪َ ،‬و َق ْد َر َّد ا ْل َّرا ِغ ُب ا ْلأَ ْص َب َهانِ ُّي (ت ‪502‬هـ) ‪َ :‬ع َلى َم ْن َلا‬ ‫َي َرى ا ْلا ْعتِ َدا َد بِ َش َر ِف ا ْلآ َبا ِء‪َ ،‬و َذ َك َر َأ َّن « َك َر َم ا ْلأَ ْع َمام َوا ْلأَ ْخ َوا ِل َم ِخ ْي َل ٌة‬ ‫لِ َك َر ِم ا ْل َمر ِء َو َمظِنَّ ٌة َل ُه‪َ ،‬فا ْل َف ْر ُع َوإِ ْن َكا َن َق ْد َي ْف ُس ُد َأ ْح َيا َنًا‪َ ،‬ف َم ْع ُل ْو ٌم َأ َّن َأ ْص َل ُه‬ ‫ُي ْو ِر ُث ُه ا ْل َف ِض ْي َل َة َوا ْل َّر ِذ ْي َل َة‪َ ،‬فإِ َّن ُه َلا َي ُك ْو ُن مِ َن ا ْلنَّ ْخ ِل ا ْل َحنْ َظ ُل‪َ ،‬و َلا مِ َن‬ ‫ا ْل َحنْ َظ ِل ا ْلنَّ ْخ ُل‪َ ،‬ولِ َذلِ َك َقا َل ا ْل َّشا ِع ُر‪:‬‬ ‫َو َما َي ُك مِ ْن َخ ْي ٍر َأ َت ْو ُه َفإ َّن َما َت َ*وا َر َث ُه آ َبا ُء آ َبا ِئ ِه ْم َق ْب ُل‬ ‫َو*ُت ْغ َر ُس إ َّلا فِ ْي َمنَابِتِ َها النَّ ْخ ُل‬ ‫َو َه ْل ُينْبِ ُت ا ْل َخ ِّط َّي إ َّلا َو ِش ْي ُج ُه‬ ‫َوقِ ْي َل‪:‬‬ ‫إِ َّن ا ْل َّس ِر َّي إِ َذا َس َرى َفبِنَ ْف ِس ِه َو*ا ْب َن ا ْل َّس ِر ِّي إِ َذا َس َرى َأ ْس َرا ُه َما‬ ‫َو ُي َب ِّي ُن َذلِ َك‪َ :‬أ َّن ا ْلأَ ْخ ََل َق َن َتائِ ُج ا ْلأَ ْم ِز َج ِة‪َ ،‬ومِ َزا ُج ا ْلأَ ِب َكثِ ْي َر ًا َما َي َت َأ َّدى‬ ‫إِ َلى ا ْلا ْب ِن‪َ ،‬كا ْلأَ ْل َوا ِن َوا ْل َخ ْل ِق َوا ْل ُّص َو ِر‪....‬‬ ‫ُث َّم َذ َك َر ا ْلأَ ْص َب َهانِ ُّي َأ َّن َع َلى ا ِلإ ْن َسا ِن َأ ْن َي ْس َعى لِا ْقتِ َبا ِس ا ْل ُع َلى‪َ ،‬و َأ ْن َلا‬ ‫َي ْق َت ِص َر َع َلى َمآثِ ِر ا ْلآ َبا ِء‪َ ،‬و َأ َّن ا ْل َمآ ِث َر ا ْل َمو ُر ْو َث ِة َقلِ ْي َل ُة ا ْل َغنَا ِء‪َ ،‬س ِر ْي َع ُة ا ْل َفنَا ِء‪،‬‬ ‫َما َل ْم ُت َضا َّم َها َف ِض ْي َل ُة ا ْلنَّ ْف ِس‪ ،‬لِأَ َّن َذلِ َك إِ َّن َما ُي ْح َم ُد لِ َكي ُي ْو َج َد ا ْل َف ْر ُع مِ ْث َل ُه؛‬ ‫َو َم َتى َأ ْخ َل َف ا ْل َف ْر ُع َو َت َخ َّل َف؛ فِإِ َّن ُه ُي ْخبِ ُر بِ َأ َح ِد َشي َئ ْي ِن‪ :‬إِ َّما بِ َت ْك ِذ ْي ِب َم ْن‬ ‫‪20‬‬

‫َي َّد ِعي ا ْل َّش َر َف لِ ُعنْ ُص ِر ِه‪َ ،‬وإ َّما بِ َت ْك ِذيبِ ِه فِ ْي ا ْنتِ َسابِ ِه إِ َلى َذلِ َك ا ْل ُعنْ ُص ِر‪َ ،‬و َما‬ ‫فِ ْي ِه َما َح ٌّظ لِ ُمخ َتا ٍر‪.‬‬ ‫َوا ْل َم ْح ُمو ُد َأ ْن َي ُك ْو َن ا ْلأَ ْص ُل فِ ْي ا ْل َف َضا ِئ ِل َرا ِس َخًا‪َ ،‬وا ْل َف ْر ُع ب ِه‬ ‫َشامِ َخًا‪َ ،‬ك َما َقا َل ا ْل َّشا ِع ُر‪:‬‬ ‫َزا ُنوا َق ِدي َم ُه ُم بِ ُح ْس ِن َح ِديثِ ِه ُم َو* َكر ْي َم َأ ْخ ََل ٍق بِ ُح ْس ِن ِخ َصا ِل‬ ‫َو َم ْن َل ْم َي ْج َت ِم ْع َل ُه الأَ ْم َرا ُن؛ َفَْلَ ْن َي ُك ْو َن ا ْل َم ْر ُء َش ِر ْي َف ا ْلنَّ ْف ِس َدنِ َئ‬ ‫ا ْلأَ ْص ِل‪َ ،‬أ ْو َلى مِ ْن َأ ْن َي ُك ْو َن َدنِ َئ ا ْلنَّ ْف ِس َش ِر ْي َف ا ْلأَ ْص ِل‪َ ،‬ك َما قِ ْي َل‪:‬‬ ‫إِ َذا ا ْل ُغ ْص ُن َل ْم ُيث ِم ْر َوإ ْن َكا َن ُش ْع َب ًة‬ ‫مِ َن ال ُمث َم َرا ِت ا ْع َت َّد ُه النَّا ُس فِ ْي ال َح َط ِب‬ ‫َف َما ا ْل َح َس ُب ال َم ْو ُرو ُث َلا َد َّر َد ُّر ُه‬ ‫ب ُم َح َت َس ٍب إِ َّلا بِآ َخ َر ُم َك َت َس ِب‬ ‫َو َم ْن كا َن ُعنْ ُص ُر ُه فِ ْي ا ْل َح ِقي َق ِة َسنِ َّيـًا َوفِي َن ْف ِس ِه َدنِ َّيـًا؛ َف َذل َك ُأتِ َي إ َّما‬ ‫مِ ْن إ ْه َمالِ ِه َن ْف َس ُه َو َس ْو َم َها‪َ ،‬وإ َّما لِ َت َع ُّو ِد ِه َعا َدا ٍت َقبِ ْي َح ًة‪َ ،‬و ُص ْح َب ِة َأ ْش َرا ٍر‪،‬‬ ‫َو َغ ْي ِر َذلِ َك مِ َن ا ْل َع َوا ِر ِض ا ْل ُم ْف ِس َد ِة لِ ْل َعنا ِص ِر ا ْل َكر ْي َم ِة َف َل ْي َس َس َب ُب ا ْل َّر ِذ ْي َل ِة‬ ‫َش ْي َئًا َوا ِح َد ًا)‪)1(.‬‬ ‫(‪« )1‬الذريعة الى مكارم الشريعة» للراغب الأصبهاني (ص‪ ،)113 -112 :‬و«فيض‬ ‫القدير» لل ُمناوي (‪.)111 /4‬‬ ‫‪21‬‬

‫ا ْل َح َس ُب ا َّل ِذي ُي ْح َم ُد بِ ِه الْ ِإ ْن َسا ُن‪َ :‬ما َت َح َّلى بِ ِه مِ ْن ِخ َصا ِل ا ْل َخ ْي ِر فِ ْي‬ ‫َن ْف ِس ِه‪َ ،‬لا َما َي ُع ُّد ُه مِ َن ا ْلأَ ْش َيا ِء ا ْل َخا ِر َج ِة َعنْ ُه‪َ ،)1(.‬و َم ْن َفا َت ُه َح َس ُب َن ْف ِس ِه‪َ ،‬ل ْم‬ ‫َينْ َف ْع ُه َح َس ُب َأبِ ْي ِه‪)2(.‬‬ ‫َقا َل َع ْب ُداللهِ ْب ُن ُم َعا ِو َي َة ْب ِن َع ْب ِداللهِ ْب ِن َج ْع َف ِر ْب ِن َأ ِب ْي َطالِ ٍب ‪:‬‬ ‫َل ْسنَا َوإِ ْن َك ُر َم ْت َأ َوا ِئ ُلنَا َي ْو َمًا َع َلى ا ْلأَ ْح َسا ِب َن ِّتكِ ُل‬ ‫َن ْبنِي َك َما َكا َن ْت َأ َوا ِئ ُلنَا َت ْبنِي َو َن ْف َع ُل مِ ْث َل َما َف َع ُل ْوا(‪)3‬‬ ‫َت*ضا َي َق َعنْ ُه َما ا ْب َت َن ْت ُه ُج ُدو ُد ُه‬ ‫َقا َل ا ْل َّشا ِع ُر‪:‬‬ ‫إ َذا ا ْل َم ْر ُء َل ْم َيبْ ِن ا ْفتِ َخا َر ًا لِن ْف ِس ِه‬ ‫(‪« )1‬الميسر في شرح المصابيح» للتوربشتي (‪ُ .)404/2‬ق ْل ُت‪َ :‬ه َذا ا َّل ِذي ُي ْح َم ُد‬ ‫َع َل ْي ِه الإنسان‪ :‬ح َس ُب َنف ِس ِه‪ ،‬أ َّما الا ْعتِ َدا ُد فبِ ِه أ َّو َل ًا و َأ ْص ََلً‪ ،‬وبِ َح َس ِب آ َبائِه أ ْي َضًا ــ‬ ‫كما َس َب َق ــ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬قاله قِ ُّس بن ساع َدة‪« .‬ال ِعقد» لابن عبدربه (‪ ،)290/2‬ون ِسب إلى ميمون بن‬ ‫ميمون كما في «عيون الأخبار» (‪.)296 /1‬‬ ‫وانظر للفائدة‪« :‬نقد الشعر» لقدامة (ص‪« ،)72 :‬العمدة» لابن رشيق (‪/2‬‬ ‫‪.)826‬‬ ‫(‪« )3‬الحيوان» (‪« ،)95 /7‬الكامل» للمبرد (‪« ،)211 /1‬العقد الفريد» (‪،)290 /2‬‬ ‫«التذكرة الحمدونية» (‪.)67 /2‬‬ ‫‪22‬‬

‫َدلِ ْي ََلً َع َلى َما َشا َد قِ ْدمًا َتلِ ْي ُد ُه (‪)1‬‬ ‫َو َلا َخ ْي َر فِ ْي َمن َلا َي ُك ْو ُن َط ِر ْي ُف ُه‬ ‫َأ ُّي َها ال َح َما َدى‪َ ،‬أ ْن ُت ْم َح َما َدى َو ِر ْث ُت ْم « َغ َرا ِئ َز = َط َبائِ َع = ِج ْينَا ٍت» َط ِّي َب ًة‬ ‫مِ ْن ُع ُر ْو ِق َأ ْج َدا ِد ُك ْم‪َ ،‬وا ْل ِع ْر ُق َد َّسا ٌس‪َ ،‬و َو ِر ْث ُت ْم مِ ْن آ َبائِ ُك ْم َم ِز ْي َد ًا(‪َ ،)2‬و ِز ْد ُّت ْم‬ ‫َع َل ْي ِه َما َما َت َع َّل ْم ُت ُم ْو ُه َو َق َر َأ ُت ُم ْو ُه فِ ْي ُمنْ َز ِل ا ْل َو ْح َي ْي ِن‪َ ،‬وآ َثا ِر ا ْل َّس َل ِف‬ ‫ا ْل َّصالِ ِح ْي َن‪َ ،‬ف ََل ُت ْبطِ ُل ْوا َب ْع َض َأ ْح َسابِ ُك ْم‪ ،‬بِا ْل َّت ْق ِص ْي ِر فِ ْي َجانِ ٍب مِ ْن َج َوانِ ِب‬ ‫ا ْل َخ ْي ِر َوال َّص ََل ِح‪َ ،‬و ُح ْس ِن ا ْل ُم َعا َش َر ِة‪َ ،‬و َج َما ِل ا ْل ُخ ُل ِق‪َ ،‬و َس ََل َم ِة ا ْل َّص ْد ِر‪،‬‬ ‫َولِ ْي ِن ا ْل َجانِ ِب‪َ ،‬و َك َر ِم ا ْل َق ْل ِب َوا ْل َي ِد َوا ْل ِّل َسا ِن‪َ ،‬فا ْل َّش َر ُف ُمَل ِز ٌم لِ ُح ْس ِن‬ ‫ا ْل ُخ ُل ِق‪َ ،‬قا َل ا ْب ُن ا ْل ُم َق َّف ِع (ت ‪142‬هـ) ‪َ ( :‬لا َي ْط َم َع َّن ُذ ْو ا ْلكِ ْب ِر ْف ْي‬ ‫ُح ْس ِن ا ْل َّثنَا ِء‪َ ،‬و َلا ا ْل ِخ ُّب فِ ْي َك ْثر ِة ا ْل َّص ِد ْي ِق‪َ ،‬و َلا ا ْل َسي ُئ ا ْلأ َد ِب فِ ْي ا ْل َش َر ِف‪،‬‬ ‫َو َلا ا ْل َّش ِح ْي ُح فِ ْي ا ْل َم ْح َم َد ِة‪َ ،‬و َلا ا ْل َح ِري ُص فِ ْي الْ ِإ ْخ َوا ِن‪َ )3(.)...‬و َع َل ْي ُك ْم‬ ‫(‪« )1‬محاضرات الأدباء» للراغب (‪.)705 /1‬‬ ‫(‪ )2‬قال الع ََّلمة الغَل ِيينِي (ت ‪1364‬هـ) ‪َ ( :‬وفِ ْي ا ْل ُج ْم َل ِة‪َ ،‬ف َت َأثِ ْي ُر ا ْلأُ ْس َر ِة =ا ْل َعائِ َل ِة‬ ‫فِ ْي َط َبا ِئ ِع ا ْلنَّا ِشئِ ْي َن َو ُع ُق ْولِ ِه ْم َأ ْم ٌر َلا ُينْ َك ُر‪َ ،‬ب ْل إِ َّن َط َبائِ َع ا ْلآ َبا ِء ُر َّب َما َتنْ َت ِق ُل إِ َلى َبنِ ْي ِه ْم‬ ‫بِ َط ِر ْي ِق الْ ِإ ْر ِث‪َ ،‬ح َّتى َذ َك ُر ْوا َأ َّن َب ْع َض َف ََل ِس َف ِة الأَمِ ْي ِر َكا ْن (أ ْولِي ِف ْي ِه ِو ْينْ ِد ْل ِه ْل ِم ْس) ُسئِ َل‬ ‫َع ْن َم ْب َدإِ َت ْربِ َي ِة ا ْل ِّط ْف ِل؟ َف َقا َل‪َ « :‬ت ْب َت ِد ُئ َت ْربِ َي ُة ا ْل ِّط ْف ِل َق ْب َل َأ ْن ُي ْو َل َد بِ ِم َئ ِة َسنَ ٍة»‪ُ .‬ي ِر ْي ُد‬ ‫بِ َذلِ َك‪َ :‬أ َّن ا ْل َّت ْربِ َي َة ُت َرا ٌث َي ِر ُث ُه ا ْل َو َل ُد َع ْن آ َبا ِئ ِه‪َ « .)....‬أ ِر ْي ُج ال َّز َه ِر» (ص ‪.)64‬‬ ‫(‪« )3‬الأدب الصغير» (ص‪.)53 :‬‬ ‫‪23‬‬

‫بِا ْل َّت َوا ُض ِع‪َ ،‬فـ«ا ْل َّت َوا ُض ُع َأ َح ُد َم َصا ِي ِد ا ْل َّش َر ِف»‪َ ،‬و ِق ْي َل‪ُ :‬س َّل ُم ا ْل َّش َر ِف‪)1(.‬‬ ‫َو َكا َن ُي َقا ُل‪ :‬ا ْس َما ِن ُم َت َضا َّدا ِن بِ َم ْعنَى َوا ِح ٍد‪ :‬ا ْل َّت َوا ُض ُع َوا ْل َّش َر ُف‪)2(.‬‬ ‫َقا َل ا ْب ُن ِح َّبا َن (ت ‪354‬هـ) ‪َ ( :‬فا ْل َوا ِج ُب َع َلى ا ْل َعا ِق ِل َأ ْن َي ْل َز َم‬ ‫إِ َقا َم َة ا ْل ُم ُر ْو َء ِة بِ َما َق ِد َر َع َل ْي ِه مِ ْن ا ْل ِخ َصا ِل ا ْل َم ْح ُم ْو َد ِة‪َ ،‬و َت ْر ِك ا ْل ِخ ََل ِل‬ ‫ا ْل َم ْذ ُم ْو َم ِة‪َ ،‬و َق ْد َن َب َغ ْت نَابِ َغ ٌة ا َّت َك ُل ْوا َع َلى آ َبائِ ِه ْم‪َ ،‬وا َّت َك ُل ْوا َع َلى َأ ْج َدا ِد ِه ْم‬ ‫فِ ْي ا ْل ِّذ ْك ِر َوا ْل ُمر ْو َءا ِت‪َ ،‬و َب ُع ُدوا َع ْن ا ْل ِق َيام بِإِ َقا َمتِ َها بِ َأ ْن ُف ِس ِه ْم‪.‬‬ ‫َو َل َق ْد َأ ْن َش َدنِ ْي َم ْن ُص ْو ُر ْب ُن ُم َح َّم ٍد فِ ْي َذ ِّم َم ْن َه َذا َن ْع ُت ُه‪:‬‬ ‫إِ َّن ا ْل ُم ُر ْو َء َة َل ْي َس ُي ْد ِر ُك َها ا ْم ُر ٌؤ‬ ‫َو ِر َث الم ُر ْو َء َة َع ْن َأ ٍب؛ َف َأ َضا َع َها‬ ‫َأ َم َر ْتـ ُه َن ْف ٌس بِا ْل َّد َنـا َء ِة َوال َخ َنـا‬ ‫َو َن َه ْت ُه َع ْن َط َل ِب ا ْل ُع َلى؛ َف َأ َطا َع َها‬ ‫َفإ َذا َأ َصا َب ِم َن ا ْلأُ ُم ْو ِر َعظِي َم ًة‬ ‫َي ْبنِي ا ْل َكرِي َم بِ َها الم ُر ْو َء َة؛ َبا َع َها(‪)3‬‬ ‫(‪ُ )1‬ن ِسب لمصعب بن الزبير في «البيان والتبيين» (‪ ،)308 /3‬وغالب المصادر‬ ‫نسبته لعروة بن الزبير‪« :‬عيون الأخبار» (‪« ،)266/1‬نثر الدر» (‪،)120 /3‬‬ ‫«التذكرة الحمدونية» (‪« ،)98 /3‬لباب الآداب» (‪.)256 /1‬‬ ‫(‪« )2‬عيون الأخبار» (‪.)266/1‬‬ ‫(‪« )3‬روضة العقَلء ونزهة الفضَلء» (ص‪.)241 -240 :‬‬ ‫‪24‬‬

‫َقا َل ا ْب ُن َح ْم ُد ْو َن (ت‪562‬هـ) ‪َ ( :‬كا َن ْت ا ْل َع َر ُب فِ ْي َجا ِهلِ َّيتِ َها‬ ‫َوإِ ْس ََلمِ َها َت َّت ِق ْي ا ْل ِه َجا َء َأ َش َّد مِ ِن ا ِّت َقا ِئ َها ال ِّس ََل َح‪َ ،‬حيْ ُث َكا َن ْت ُت َحامِ ْي َع ْن‬ ‫َأ ْح َسابِ َها‪َ ،‬و َت ْر َغ ُب فِ ْي ا ْقتِنَا ِء ا ْل َم َحامِ ِد ا ْل َبا ِق ْي ِذ ْك ُر َها َع َلى َأ ْع َقابِ َها‪َ .‬ولِ َذلِ َك‬ ‫َقا َل َر ُس ْو ُل الله ‪ ‬لِ َح َّسا َن ْب ِن َثابِ ٍت َو َع ْب ِدالله ْب ِن َر َوا َح َة‬ ‫َو َغ ْي ِر ِه َما مِ َن ا ْل َّص َحا َب ِة ‪َ -‬ي ْه ُج ْو َن ُم ْش ِر ِكي ُق َر ْي ٍش ‪َ :-‬ل ُه َو َأ َش ُّد َع َل ْي ِه ْم مِ ْن‬ ‫َو ْق ِع ا ْلنَّ ْب ِل‪.‬‬ ‫َو َكا َن َأ َح ُد ُه ْم فِ ْي ا ْل َف ََل ِة ا ْل َق ْف ِر َلا َأنِ ْي َس بِ َها َم َع ُه َو َلا َق ِر ْي َن‪َ ،‬ي ْح ِم ْي‬ ‫َن ْف َس ُه َع ْن َكلِ َم ٍة ُي َعا ُب بِ َها َح َّتى َك َأ َّن ُه َي َت َع َّب ُد بِ َذلِ َك َم ْن َلا َي ْخ َفى َع َل ْي ِه‬ ‫َخافِ َي ٌة‪)1(.)...‬‬ ‫َولِ ْل َّش ْو َكانِ ِّي (ت ‪1250‬هـ) ‪َ ( :‬ك ََلم َج ِم ْي ٌل فِ ْي ا ْل َح ِد ْي ِث َع ْن‬ ‫ا ْلا ْعتِ َدا ِد بِا ْلأَ ْح َسا ِب‪َ ،‬و ِذ ْك ِر َمآ ِثـ ِر ا ْلآ َبا ِء‪َ ،‬و َأ َّن ُه َلا َي ُد ُّل َع َلى ا ْل َّت َع ُّص ِب َل ُه ْم‪،‬‬ ‫َو َت َل ِّقي َما ُن ِق ُل َعنْ ُه ْم بِا ْل َق ُبو ِل ُم ْط َل َقًا‪َ ،‬قا َل‪َ  :‬ولِ َه َذا َت َرى َكثِ ْي َر ًا مِنْ ُه ْم‬ ‫َي ْس َت ْكثِ ُر مِ ْن‪َ :‬قا َل َج ُّدنا‪َ ،‬قا َل َوالِ ُد َنا‪َ ،‬وا ْخ َتا َر َك َذا‪َ ،‬صنَ َع َك َذا‪َ ،‬ف َع َل َك َذا؛‬ ‫َو َه َذا َلا َش َّك َأ َّن ا ْلطِ َبا َع ا ْلبَ َش ِر َّي ِة َت ِم ْي ُل إِ َل ْي ِه‪َ ،‬و َلا ِس َّي َما َط َبا ِئ ُع ال َع َر ِب؛ َفإِ َّن‬ ‫ا ْل َف ْخ َر بِالأ َن َسا ِب َوال َّت َح ُّد َث ب َما َكا َن لِل َّس َل ِف مِ َن ا ْلأَ ْح َسا ِب‪َ ،‬ي ِج ُدو َن فِ ْي ِه‬ ‫مِ َن ا ْل َّل َّذ ِة َما َلا َي ِج ُد ْو َن ُه فِ ْي َت َع ُّد ِد َمنَا ِق ِب َأ ْن ُف ِس ِه ْم‪َ ،‬و َيز َدا ُد َه َذا بِ ِز َيا َد ِة َش َر ِف‬ ‫(‪« )1‬التذكرة الحمدونية» (‪.)96 /5‬‬ ‫‪25‬‬

‫ا ْلنَّ ْف ِس‪َ ،‬و َك َر ِم ا ْل ُعنْ ُص ِر‪َ ،‬و َنبَا َل ِة ا ْلآ َبا ِء؛ َو َلكِ ْن َل ْي َس مِ َن ا ْل َم ْح ُم ْو ِد َأ ْن َي ْب ُل َغ‬ ‫بِ َصا ِحبِ ِه إِ َلى ا ْل َّت َع ُّص ِب فِ ْي ا ْل ِّد ْي ِن‪َ ،‬و َتأ ِث ْي ِر ا ْل َباطِ ِل َع َلى ا ْل َح ِّق؛ َفإِ َّن ا ْل َّل َّذ َة‬ ‫ا َّلتِي َي ْط ُل ُب َها‪َ ،‬وا ْل َّش َر َف ا َّل ِذي ُي ِر ْي ُد ُه َق ْد َح َص َل َل ُه بِ َكو ِن َم ْن َس َل َف ُه َذلِ َك‬ ‫ا ْل َعالِ َم‪َ ،‬و َلا َي ِض ْي ُر ُه َأ ْن َي ْت ُر َك ا ْل َّت َع ُّص َب َل ُه‪َ ،‬و َلا َي ْم َح ْق َع َل ْي ِه َش َر َف ُه‪َ ،‬ب ْل‬ ‫ا ْل َّت َع ُّص ُب َم َع َك ْونِ ِه ُم ْف ِس َد ًا لِ ْل َح ِّظ ا ْلأُ ْخ َر ِو ِّي؛ ُي ْف ِس ُد َع َل ْي ِه َأ ْي َضًا ا ْل َح َّظ‬ ‫ا ْل ُّدن َي ِو َّي؛ َفإ َّن ُه إِ َذا َت َع َّص َب لِ َس َل ِف ِه بِا ْل َباطِ ِل‪َ ،‬ف ََل ُب َّد َأ ْن َي ْع ِر َف ُك ُّل َم ْن َل ُه َف ْه ٌم‬ ‫َأ َّن ُه ُم َت َع ِّص ٌب؛ َوفِ ْي َذلِ َك َع َليه مِ ْن َه ْد ِم ا ْل ِّر ْف َع ِة ا َّلتِي ُي ِر ْي ُد َها‪َ ،‬وا ْل َم ِز َّي ِة ا َّلتِي‬ ‫َي ْط ُل ُب َها َما ُه َو َأ ْع َظ ُم َع َل ْي ِه َو َأ َش ُّد مِ ْن ا ْل َفا ِئ َد ِة ا َّلتِي َي ْط ُل ُب َها بِ َك ْو ِن َل ُه َق ِر ْي ٌب‬ ‫َعالِ ٌم‪َ ،‬فإ َّن ُه َلا َينْ َف ْع ُه َص ََل ُح َغ ْي ِر ِه َم َع َف َسا ِد َن ْف ِس ِه‪)1(.)....‬‬ ‫َأ ُّي َها ال َح َما َدى ‪َ -‬ر َف َع الل ُه َق ْد َر ُك ْم ‪ ،-‬إِ َّن َما ُن َشا ِه ُد ُه مِ َن ا ْل َخ ْي َرا ِت‬ ‫ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة‪َ ،‬وا ْل َع َملِ َّي ِة‪َ ،‬م َع ا ْلنَّ َس ِب َوا ْل َح َس ِب ا ْل َّط ِّي ِب َأ ْص ََلً َو َف ْر َعًا‪َ ،‬لا َي ْد ُع ْو َنا‬ ‫لِ ْل َف ْخ ِر َوا ْل َّت َكا ُس ِل‪َ ،‬ب ْل َع َل ْينَا َأ ْن َن ْس َعى فِ ْي ا ْل ِّز َيا َد ِة مِ َن ا ْل َخ ْي َرا ِت َوا ْل ُّت َقى‪،‬‬ ‫لِنَ ْف ِع َأ ْن ُف ِسنا َو ِر ْف َعتِ َها فِ ْي ا ْل ُّد ْن َيا َوا ْلآ ِخ َر ِة‪َ ،‬و َع َل ْينَا ا ْل َّت َوا ِصي َد ْو َمًا بِا ْل ُب ْع ِد‬ ‫َع ْن ُك ِّل َما ُي َك ِّد ُر َه ِذ ِه ا ْلنَّ َتائِ َج ا ْل َّط ِّي َب َة ا ْل ُم َت َوا َر َث َة ِح ِّس َّيًا َو َم ْعنَ ِو َّيًا‪َ ،‬قا َل َش ْي ُخ‬ ‫ا ْل ِإ ْس َلام ا ْب ُن َت ْي ِم َّي َة (ت ‪728‬هـ) ‪َ ....( :‬فلِ َه َذا َكا َن َأ ْه ُل ا ْلأَ ْن َسا ِب‬ ‫(‪« )1‬أدب الطلب ومنتهى الأدب» (ص‪.)59 :‬‬ ‫‪26‬‬

‫ا ْل َفا ِض َل ِة ُي َظ ُّن بِ ِه ُم ا ْل َخ ْي َر‪َ ،‬و ُي ْك َر ُم ْو َن لِأَ ْج ِل َذلِ َك‪َ .‬فإِ َذا َت َح َّق َق مِ ْن َأ َح ِد ِه ْم‬ ‫ِخ ََل ُف َذلِ َك‪َ ،‬كا َن ْت ا ْل َح ِقيْ َق ُة ُم َق َّد َم ًة َع َلى ا ْل َمظِنَّ ِة‪َ .‬و َأ َّما َما ِعنْ َد اللهِ َف ََل‬ ‫َي ْث ُب ُت َع َلى ال َم َظا ِّن َو َلا َع َلى ال َّد َلا ِئ ِل‪ ،‬إِ َّن َما َي ْث ُب ُت َع َلى َما َي ْع َل ُم ُه ُه َو مِ َن‬ ‫ا ْلأَ ْع َما ِل ا ْل َّصالِ َح ِة‪َ ،‬ف ََل َي ْح َتا ُج إِ َلى َدلِ ْي ٍل‪َ ،‬و َلا َي ْج َت ِز ُئ بِا ْل َمظِنَّ ِة؛ َفلِ َه َذا َكا َن‬ ‫َأ ْك َر ُم ا ْل َخ ْل ِق ِعنْ َد ُه َأ ْت َقا ُه ْم‪.‬‬ ‫َفإِ َذا ُق ِّد َر َت َما ُث ُل ا ْثنَ ْي ِن ِعنْ َد ُه فِ ْي ا ْل َّت ْق َوى؛ َت َما َث ََل فِ ْي ا ْل َّد َر َج ِة‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن‬ ‫َأ ُب ْو َأ َح ِد ِه َما َأ ْو ا ْبنُه َأ ْف َض َل مِ ْن َأبِ ْي ا ْلآ َخ ِر َأ ْو ا ْبنِ ِه‪َ ،‬لكِ ْن إِ ْن َح َص َل َل ُه بِ َس َب ِب‬ ‫َن َسبِ ِه ِز َيا َد ٌة فِ ْي ا ْل َّت ْق َوى؛ َكا َن َأ ْف َض َل لِ ِز َيا َد ِة َت ْق َوا ُه‪)1(.)...‬‬ ‫َو َقا َل ‪ُ ...( :‬ت ْح َم ُد ا ْلأ ْن َسا ُب ا ْل َفا ِض َل ُة؛ لِأنَّ َها َمظِنَّ ُة َع َم ِل ا ْل َخ ْي ِر؛‬ ‫َف َأ َّما إِ َذا َظ َه َر ا ْل َع َم ُل‪َ ،‬فا ْل َج َزا ُء َع َل ْي ِه‪َ ،‬و َأ ْك َر ُم ا ْل َخ ْل ِق ِعنْ َد اللهِ َأ ْت َقا ُه ْم)‪)2(.‬‬ ‫َأ ْب َنا َء َو َبنَا ِت ا ْلأَ ْع َما ِم‪ ،‬ا ْع َل ُم ْوا َأ َّن ا ْل ِع ْل َم َأ ْش َر ُف ا ْلأَ ْح َسا ِب‪َ )3(،‬ف ْلنَ ْح ِر ْص‬ ‫َع َلي ِه‪َ ،‬و َنج َت ِه ْد فِ ْي ِه‪َ ،‬و ُن َر ِّبي َأ ْو َلا َد َنا فِ ْي َسبِ ْيلِ ِه‪َ ،‬فا ْل ِع ْل ُم ِعـ ٌّز‪َ ،‬و« ُك ُّل ِعـ ٍّز َل ْم‬ ‫ُي َؤ ِّك ْد ُه ِع ْل ٌم؛ َّم َذ َّل ٌة‪َ ،‬و ُك ُّل ِع ْل ٍم َل ْم ُيؤ ِّك ْد ُه َع ْق ٌل؛ َم َض َّل ٌة»‪)1(.‬‬ ‫(‪« )1‬منهاج السنة النبوية» (‪.)216 /8‬‬ ‫(‪« )2‬مجموع الفتاوى» (‪.)312 /4‬‬ ‫(‪« )3‬عيون الأخبار» (‪« ،)121 /2‬التمثيل والمحاضرة» (ص‪« ،)166‬جامع بيان‬ ‫العلم» (‪ .)256 /1‬وفي «حلية الأولياء» لأبي ُنعيم (‪ :)214 /7‬قال مسعر بن‬ ‫=‬ ‫‪27‬‬

‫َقا َل َأ ُب ْو ا ْل َح َس ِن ا ْل َبا ِه ِل ِّي (ت ‪544‬هـ) ‪( :‬مِ ْن َك ََلم ا ْل ُع َل َما ِء‪:‬‬ ‫ا ْل ِع ْل ُم َأ ْن َف ُس ا ْلأَ ْع ََل ِق‪َ ،‬و َأ ْش َر ُف ا ْلأَ ْع َرا ِق‪َ ،‬و َأ ْك َر ُم ُمنْتَ َس ٍب‪َ ،‬و َأ ْن َف ُع لِ ُم ْق َتن ْي ِه‬ ‫مِ َن ا ْل ِف َّض ِة َوا ْل َّذ َه ِب‪َ ،‬فإنَّ ُه َما َيبِ ْي ُد ُه َما الْ ِإ ْن َفا ُق‪َ ،‬و َلا َينْ َف َعا َك إِ َّلا ِعنْ َد ا ْل ِف َرا ِق‪.‬‬ ‫َو َقا َل ا ْب ُن ا ْل ُم ْع َت ِّز‪ :‬ا ْل ِع ْل ُم َج َما ٌل َلا َي ْخ َفى‪َ ،‬و َن َس ٌب َلا ُي ْج َفى‪َ ،‬وا ْل ِع ْل ُم َلا‬ ‫َينْ ُق ُص َم َع ال ِإ ْب َذا ِل‪َ ،‬و َلا ُي َفا ِر ُق َك فِ ْي َحا ٍل مِ َن ا ْلأَ ْح َوا ِل)‪)2(.‬‬ ‫َومِ ْن َأ ْج َم ِل َم ْن َت َح َّد َث َع ْن َم َكا َن ِة ا ْل ِع ْل ِم فِ ْي َمنَا ِز ِل ا ْل َّش َر ِف‪،‬‬ ‫عبدال َقا ِه ِر ال ُج ْر َجانِ ُّي (ت ‪471‬هـ) ‪ ‬بِ َك ََلم َأ َّخا ٍذ‪ُ ،‬يثِ ْي ُر ا ْل ِه َّم َة لِنَ ْي ِل‬ ‫ا ْل ُّر َت ِب ا َل َعلِ َّي َة‪ ،‬ا ْق َر َأ َوا ْس َم ْع َو َت َد َّب ْر َق ْو َل ُه‪  :‬إِ َذا َت َص َّف ْحنَا ا ْل َف َضائِ َل‬ ‫لِنَ ْع ِر َف َمنَا ِز َل َها فِ ْي ا ْل َّش َر ِف‪َ ،‬و َن َتبِ َّي َن َم َوا ِق َع َها مِ َن ا ْل ِع َظ ِم؛ َو َن ْع َل َم َأ ٌّي َأ َح ٌّق‬ ‫مِنْ َها بِا ْل َّت َق ِد ْي ِم‪َ ،‬و َأ ْس َب ُق فِ ْي ا ْستِ ْي َجا ِب ا ْل َّت َّعظِ ْي ِم؛ َو َج ْد َنا ا ْل ِع ْل َم َأ ْو َلا َها بِ َذلِ َك‪،‬‬ ‫=ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫كدام (ت ‪155‬هـ) ‪« :‬ال ِع ْل ُم أ َش َر ُف الأح َسا ِب؛ َير َف ُع ال َخ ِسي َس في َن َسبِ ِه‪،‬‬ ‫و َم ْن َق َع َد ب ِه َح َس ُب ُه؛ َن َه َض بِ ِه أ َد ُب ُه»‪.‬‬ ‫(‪« )1‬الذخائر والأعَلق» لأبي الحسن الباهلي (ص‪.)96 :‬‬ ‫وانظر للفائدة‪« :‬مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف‬ ‫النسب» لمرعي الكرمي (ت ‪1033‬هـ)‪.‬‬ ‫(‪« )2‬الذخائر والأعَلق» لأبي الحسن الباهلي (ص‪ ،)103 :‬وانظر قول ابن المعتز‬ ‫في «زهر الآداب» لل ُح َصري (‪.)429 /2‬‬ ‫‪28‬‬

‫َو َأ َّو ُل َها ُهنَالِ َك؛ إِ ْذ َلا َش َر َف إِ َّلا َو ُه َو ا ْل َّسبِ ْي ُل إِ َل ْي ِه‪َ ،‬و َلا َخ ْي َر إِ َّلا َو ُه َو ا ْل َّدلِ ْي ُل‬ ‫َع َل ْي ِه‪َ ،‬و َلا َمنْ َق َب َة إِ َّلا َو ُه َو ُذ ْر َو ُتها َو َسنَا ُم َها‪َ ،‬و َلا َم ْف َخ َر َة إِ َّلا َوبِ ِه ِص َّح ُت َها‬ ‫َو َت َما ُم َها‪َ ،‬و َلا َح َسنَ َة إِ َّلا َو ُه َو مِ ْف َتا ُح َها؛ َو َلا َم ْح َم َد َة إِ َّلا َومِنْ ُه َي َّت ِق ُد‬ ‫مِ ْص َبا ُح َها‪َ ،‬و ُه َو ا ْل َوفيُّ إِ َذا َخا َن ُك ُّل َصا ِح ٍب‪َ ،‬وا ْل ِّث َق ُة إِ َذا َل ْم ُي ْو َث ْق بِنَا ِص ٍح‪،‬‬ ‫َل ْو َلا ُه َل َما َبا َن ال ِإ ْن َسا ُن مِ َن َسا ِئ ِر ا ْل َح َي َوا ِن إِ َّلا بِ َت ْخطِ ْي ِط ُص ْو َرتِ ِه‪َ ،‬و َه ْي َئ ِة‬ ‫ِج ْس ِم ِه َوبِنْ َيتِه‪َ ،‬لا‪َ ،‬و َلا َو َج َد إِ َلى ا ْكتِ َسا ِب ا ْل َف ْض ِل َط ِر ْي َقًا‪َ ،‬و َلا َو َج َد بِ َشي ٍء‬ ‫مِ َن ا ْل َم َحا ِس ِن َخلِ ْي َقًا‪.‬‬ ‫َذا َك لِأ َّنا َوإِ ْن ُكنَّا َلا َن ِص ُل إِ َلى ا ْكتِ َسا ِب َف ِض ْي َل ٍة إِ َّلا بِا ْل ِف ْع ِل‪َ ،‬و َكا َن َلا‬ ‫َي ُك ْو ُن فِ ْع ٌل إِ َّلا بِا ْل ُق ْد َر ِة‪َ ،‬فإِ َّنا َل ْم َن َر فِ ْعَلً َزا َن َفا ِع َل ُه َو َأ ْو َج َب ا ْل َف ْض َل َل ُه‪،‬‬ ‫َح َّتى َي ُك ْو َن َع ْن ا ْل ِع ْل ِم َص َد ُر ُه‪َ ،‬و َح َّتى َي َت َب َّي َن مِ ْي َس ُم ُه َع َلي ِه َو َأ َثـ ُر ُه؛ َو َل ْم َنـ َر‬ ‫ُق ْد َر ًة َق ُّط َك َس َب ْت َصا َح َب َها َم ْج َد ًا َو َأ َفا َد ْت ُه َح ْم َد ًا‪ُ ،‬د ْو َن َأ ْن َي ُك ْو َن ا ْل ِع ْل ُم‬ ‫َرا ِئ َد َها فِ ْي َما َت ْط ُل ُب‪َ ،‬و َقائِ َد َها َح ْي ُث َيؤ ُّم َو َي ْذ َه ُب‪َ ،‬و َي ُك ْو َن ا ْل ُم َص ِّر َف‬ ‫لِ ِعنَانِ َها‪َ ،‬وا ْل ُم َق ِّل َب َل َها فِ ْي َم ْي َدانِ َها‪.‬‬ ‫َف ِه َي إِذ ًا ُم ْف َت ِق َر ٌة فِ ْي َأ ْن َت ُك ْو َن َف ِض ْي َل ًة إِ َل ْي ِه‪َ ،‬و ِع َيا ٌل فِ ْي ا ْستِ ْح َقا ِق َه َذا‬ ‫ا ْلا ْس ِم َع َل ْي ِه‪َ ،‬وإِ َذا ِه َي َخ َل ْت مِ َن ا ْل ِع ْل ِم َأ ْو َأ َب ْت َأ ْن َت ْم َتثِ َل َأ ْم َر ُه‪َ ،‬و َت ْق َت ِفي َأ َث َر ُه‬ ‫َو َر ْس َم ُه؛ آ َل ْت َو َلا َشي َء َأ ْح َش ُد لِ ْل َّذ ِّم َع َلى َصا ِحبِ َها مِنْ َها‪َ ،‬و َلا َش ْي َن َأ َش ْي ُن‬ ‫مِ ْن َأ ْع َمالِ ِه َل َها‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫َف َه َذا فِ ْي َف ْض ِل ا ْل ِع ْل ِم َلا َت ْج ُد َعاقِ ََلً ُي َخالِ ُف َك َف ْي ِه‪َ ،‬و َلا َت َرى َأح َد ًا َي ْد َف ُع ُه‬ ‫َأ ْو َينْ ِف ْي ِه)‪)1(.‬‬ ‫َقا َل الأَ ْح َن ُف ْب ُن َق ْي ٍس (ت ‪67‬هـ) ‪َ ( :‬لا َي َزا ُل ا ْل َع َر ُب بِ َخ ْي ٍر َما‬ ‫َت َذاك ُر ْوا ا ْلأَ ْح َسا َب َو َأ ْح َي ْو َها‪َ ،‬و َأ َخ ُذ ْوا بِ َصالِ ِح َما َكا َن َع َل ْي ِه َس َل ُف ُه ْم‬ ‫َو َأ ْغ َل ُظ ْوا َو َل ْم َي ُك ْو ُن ْوا َف ْو َضى‪َ ،‬و َت َعا َي ُر ْوا ا ْل َّد َنا َء َة‪َ ،‬و َأ َقا ُل ْوا ا ْلأَ ْح َيا َء‪َ ،‬و َأ ْع َف ْوا‬ ‫ا ْلأَ ْم َوا َت‪َ ،‬و َل ْم َي ُع ُّدوا ا ْل ِح ْل َم ُذ ًلا)‪)2(.‬‬ ‫َقا َل ا ْل َح َس ُن ا ْل َب ْص ِر ُّي ِض ْم َن َن ِص ْي َحتِ ِه لِ ْل َخلِ ْي َف ِة ُع َم َر ْب ِن َع ْب ِدا ْل َع ِز ْي ِز‬ ‫َر ِح َم ُهما اللهُ‪َ ....( :‬ع َل ْي َك بِ َذ ِوي ا ْلأَ ْح َسا ِب‪َ ،‬فإ َّن ُه ْم إِ ْن َل ْم َي َّتقوا ا ْس َت ْح َي ْوا‪،‬‬ ‫َوإِ ْن َل ْم َي ْس َت ْح َي ْوا َت َك َّر ُم ْوا)‪.‬‬ ‫َع َّل َق َأ ُب ْو َح َّيا َن ا ْل َّت ْو ِح ْي ِد ُّي ‪ ‬بِ َق ْولِ ِه‪َ :‬ص َد َق َواللهِ ا ْل َح َس ُن ــ َو َكا َن‬ ‫َص ُد ْو َقًا ــ َو َق ْد َر َأ ْي ُت َم ْن َت َو َّقى بِ َح َسبِ ِه َما َل ْم َي َتو َّق ُه ُذ ْو ا ْل َو َر ِع بِ َو َر ِع ِه‪)3(.‬‬ ‫(‪« )1‬دلائل الإعجاز» (ص‪.)5 - 4 :‬‬ ‫(‪« )2‬أنساب الأشراف» للبَلذري (‪.)320 /12‬‬ ‫(‪« )3‬البصائر والذخائر» (‪« ،)26 /2‬محاضرات الأدباء» (‪« ،)695 /1‬ربيع‬ ‫الأبرار» (‪.)163 /5‬‬ ‫‪30‬‬

‫ِق ْي َل‪َ :‬لا ِز ْينَ َة َأ َح َس ُن مِ ْن ِز ْينَ ِة ا ْل َح َس ِب‪َ ،‬و َلا َح َس َب لِ َم ْن َلا َأ َد َب َل ُه‪،‬‬ ‫َو َلا َأ َد َب لِ َم ْن َلا ُم ُر ْو َء َة َل ُه‪َ ،‬و َم ْن َكا َن مِ ْن َأ ْه ِل ا ْلأَ َد ِب مِ َّم ْن َلا َح َس َب َل ُه؛‬ ‫َب َل َغ بِ ِه َأ َد ُبه َم َراتِ َب َذ ِو ْي ا ْلأَ َح َسا ِب‪)1(.‬‬ ‫أيها ال َح َما َدى‪ ،‬إ َّن َهذا ا ْلكِ َتا َب ا ْل َط ِّي َب ا ْل َجامِ َع لِأَ َه ِّم ا ْلآ َثا ِر‬ ‫ا ْل ِع ْل ِم َّي ِة لِأُ ْس َرتِنَا ا ْل َغالِ َي ِة‪َ ،‬س َي ْب ُل ُغ ا ْل َم َشا ِر َق َوا ْل َم َغا ِر َب ــ بِإِ ْذ ِن اللهِ َت َعا َلى ــ‪،‬‬ ‫َف َح ِر ُّي بِا ْلأُ ْس َر ِة «ال َح َما َدى» َأ ْن َت ْح َف َل بِ ِه‪َ ،‬و َت َش َّم ُه َش َّم ا ْل َو ْر ِد‪َ ،‬و َت ُض َّم ُه َض َّم‬ ‫ا ْل َو َل ِد‪َ ،‬خا َص ًة َأ َّن ُه َملِ ٌئ بِ ُم ِس ْي ََل ِت ا ْل ُّل َعا ِب مِ َن ا ْل َعنَا ِو ْي ِن ا ْل َجا ِذ َب ِة ا ْل َفاتِنَ ِة مِ ْن‬ ‫ُك ِّل َف ِّن َو َبا ٍب‪َ ،‬و ُه َو َم ْف َخ َر ٌة لِ ْل َح َما َدى َأ ْح َيا ًء َو َأ ْم َوا َتًا؛ لِأَ َّن ا ْلكِ َتا َب َي ْح ِم ُل‬ ‫ا ْس َم ُه ْم‪َ ،‬و َي ْج َع ُل َل ُه ْم مِيْ َزا َنًا َومِ ْي َزانِ َّي ًة‪َ ،‬وا ْل ُّس ْم َع ُة ا ْل َّط ِّي َب ُة َأ ْع َظ ُم َث َرا ًء‪،‬‬ ‫َو َأ ْح َس ُن َأ َثـ َر ًا‪.‬‬ ‫َأ ْكرِ ْم بِ ِذ ْي َأ َد ٍب َأ ْكرِ ْم بِ ِذي َح َس ٍب‬ ‫َفإِ َّن َما ا ْل َع ْز ُم ِفي ا ْلأَ ْح َسا ِب َوالأَ َد ِب(‪)2‬‬ ‫(‪« )1‬المروءة» للمرزبان (ص‪« ،)59 :‬موضح أوهام الجمع والتفريق» (‪،)310 /2‬‬ ‫وانظر‪« :‬روضة العقَلء» (ص‪.)232 :‬‬ ‫(‪« )2‬روضة العقَلء ونزهة الفضَلء» (ص‪.)230 :‬‬ ‫‪31‬‬

‫ا ْل ِع ْل ُم ا ْل َّط ِّي ُب َح َيا ٌة َط ِّي َب ٌة‪َ ،‬ف ْل َي ْس َت ِم َّر َه َذا ا ْل َح َس ُب ا ْل َّط ِّي ُب لِأُ ْس َرتِنَا‬ ‫ا ْل ُم َبا َر َك ِة‪َ ،‬و ْل ُينُ َش ْر َما فِ ْي َه َذا ا ْلنِ َتا ِج ا ْل ُم َبا َر ِك فِ ْي ا ْلآ َفا ِق‪.‬‬ ‫ُد ْو َن َك ا ْلكِ َتا َب‪ ،‬ا ْح ِم ْل ُه َع َلى ُه ْو ٍن‪َ ،‬وا ْق َرأ ُه ِم ْن َأ ْع َلى‪:‬‬ ‫َس ْل َع ْن ُه‪َ ،‬وا ْن ُط ْق بِ ِه‪َ ،‬وا ْن ُظ ْر إِ َل ْي ِه َت ِج ْد‬ ‫ِمـل َء ا ْل َم َسا ِمـ ِع َوالأَ ْفــ َوا ِه َوا ْل ُمـ َقـ ِل(‪)1‬‬ ‫َو َّف َق الل ُه ا ْل َج ِم ْي َع‪َ ،‬و َس َّد َد ا ْل ُخ َطى‪َ ،‬و َبا َر َك فِ ْي ا ْل ُج ُه ْو ِد‪َ ،‬و َي َّس َر َن ْش َر َه ِذ ِه‬ ‫ا ْل َّر َسا ِئ َل َوا ْل ُب ُح ْو َث‪َ ،‬و َن َف َع بِ ُأ ْس َرتِنَا ا ْل َكبِ ْي َر ِة آ ِل ا ْل ُح َم ْي ِد ِّي = ا ْل َح َما َدى‪.‬‬ ‫َو َص َّلى الل ُه َو َس َّل َم َو َبا َر َك َع َلى َنبِ ِّينَا ُم َح َّم ٍد َوآلِ ِه َو َص ْحبِ ِه َأ ْج َم ِع ْي َن‪.‬‬ ‫كتبـــه‪:‬‬ ‫ال َّس ْب ُت ‪َ /14‬ش َّوا َل‪1441 /‬هـ‬ ‫(‪ )1‬قاله ابن ش َرف يمد ُح أبا الحسن عل َّي ب َن أبي ال َّرجاء الشي َباني في قصيدة جميلة‪.‬‬ ‫انظر‪« :‬الذخيرة» لابن بسام (‪« ،)383 /1‬ألف َباء لْلل َّباء» للبلوي (‪ )498 /1‬ــ‬ ‫وانظر تعليقه عليه ـــ‪« ،‬تحرير التحبير» لابن أبي الإصبع (ص‪.)427 :‬‬ ‫‪32‬‬

‫إن المعرفة بعلم الأنساب من الأمور المطلوبة‪ ،‬والمعارف المهمة‪،‬‬ ‫لما يترتب عليها من التعارف بين الناس حتى لا يعتزي أحد إلى غير آبائه‪،‬‬ ‫ولا ينتسب إلى سوى أجداده‪ ،‬وليزداد علم الأبناء بسير آبائهم‬ ‫وأجدادهم‪ ،‬مما يزيد في انتمائهم لأسرهم‪ ،‬ومن هنا فقد ازداد الاهتمام‬ ‫بتاريخ الأُسر وسيرهم‪ ،‬وأنسابهم يوم بعد يو ًما‪ ،‬خاصة في ظل التطورات‬ ‫التقنية والإنترنت التي شغلت الكثيرين‪ ،‬خاصة من جيل الأبناء الذين‬ ‫انشغلوا بهذه التطورات المتَلحقة‪.‬‬ ‫لذلك ظهرت أهمية العناية بتدوين تاريخ الأسر وأنسابها وما يتعلق‬ ‫بها من إبراز الإنتاج العلمي والقصصي والتجاري والوثائقي‪ ،‬وغيرها؛‬ ‫لتكون أمام أعين الأبناء والأحفاد‪.‬‬ ‫هذا التوجه ‪-‬والذي يحمل في داخله أصدق مَلمح الوفاء لْلسرة‪-‬‬ ‫دعاني إلى البدء في مشروع حصر هذا الإنتاج لأُ َسـرتنا الكبيرة‬ ‫(ال َح َما َدى)‪ ،‬وتوثيقه بأسلوب علمي ليكون سجَلً حصريًا عن هذه‬ ‫الأسر المتفرعة من أسرتنا الكبيرة‪ ،‬يشتمل على جميع أوعية المعلومات‬ ‫المقروءة‪ ،‬والمسموعة‪ ،‬والمرئية التي أنتجها أبناء وبنات العم من‬ ‫‪33‬‬

‫الحمادى‪ ،‬وذلك من خَلل قائمة ببليوجرافيا شاملة وحصرية يسهل‬ ‫تحديثها بشكل دوري‪.‬‬ ‫بدأ العمل بهذا المشروع في رمضان لعام ‪1441‬هـ حين أسس الدكتور‬ ‫إبراهيم بن عبدالله المديهش مجموعة تواصل لأُ َسـر ال َح َما َدى لأجل‬ ‫تأليف كتاب عن تلك الأُ َسر‪ ،‬وكان من أبرز مقترحاته العمل على إعداد‬ ‫قائمة للمؤلفات ال َح َمادية‪ ،‬حيث لقيت الفكرة استحسانًا وقبول ًا‪ ،‬لتتوالى‬ ‫من بعدها الإضافات لتمتد إلى أوعية معلومات ثرية جد ًا كالمؤلفات‪،‬‬ ‫والرسائل الجامعية‪ ،‬والتسجيَلت السمعية‪ ،‬والبصرية‪ ،‬والسَلسل‪،‬‬ ‫بجميع اللغات العربية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫والعمل في جمع وحصر وتوثيق الأعمال الفكرية‪ ،‬والإنتاج العلمي‬ ‫لجميع ُأسر الحمادى التي يمتد تاريخها منذ عام ‪1045‬هـ‪ ،‬وحتى الآن لم‬ ‫يكن بالعمل السهل‪ ،‬وذلك لطول المدة الزمانية‪ ،‬وتفرق بعض أبناء الأسر‬ ‫في البلدان داخل المملكة وخارجها‪.‬‬ ‫ومن ثم فقد ُقمت بجمع وحصر الإنتاج العلمي لأسر ال َح َما َدى من‬ ‫خَلل عدة مصادر مختلفة‪ ،‬كان في مقدمتها (الببليوجرافيا الوطنية‬ ‫السعودية) التي أصدرتها مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬والتي أفادت هذا العمل‬ ‫في التحقق من هذه الأعمال التي أنتجها أجدادنا‪ ،‬وآباؤنا‪ ،‬وإخواننا‪،‬‬ ‫‪34‬‬

‫وأخواتنا على مر السنين‪ ،‬وفي مختلف التخصصات العلمية الشرعية‪،‬‬ ‫والأدبية‪ ،‬والعلوم التطبيقية‪ :‬كالطب‪ ،‬والهندسة‪ ،‬وغيرها من العلوم‪.‬‬ ‫وقد ُقمت بالبحث المضني في الفهارس الرقمية في المكتبات‬ ‫السعودية الوطنية‪ ،‬والعامة‪ ،‬والخاصة‪ ،‬حيث تواصلت مباشرة مع عدد‬ ‫كبير من أصحاب هذه الأعمال العلمية التي أنتجها وحفظها هؤلاء‬ ‫المؤلفون لأنفسهم‪ ،‬أو لآبائهم‪ ،‬أو لأجدادهم في مكتباتهم الخاصة‪ ،‬ومن‬ ‫ثم فقد بدأت في تنفيذ هذا العمل الببليوجرافي لإنشاء تسجيَلت‬ ‫ببليوجرافية توثق تاريخ ُأسر ال َح َما َدى توثي ًقا علم ًيا شامَلً‪.‬‬ ‫ومن أبرز ما واجهني في إعداد هذا المشروع ما لمسته من بعض‬ ‫الصعوبات في الحصول على المعلومات من بعض أصحابها‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫تشتت مؤلفات الحمادى ونقص البيانات الوصفية في كثير من‬ ‫المطبوعات وأوعية المعلومات الأخرى – وخاصة الأقدم منها‪.‬‬ ‫وبما أن هذا العمل متفرق في عدة أوعية‪ ،‬وهو عمل أولي لا أعلم َم ْن‬ ‫سبقني إلى إخراج ببلوجرافيا أسرية‪ ،‬فإن العمل الأولي لا يخلو من‬ ‫نقص‪ ،‬أو وهم؛ ُيكمل و ُيسدد في طبعات قادمة‪ ،‬والأمل كبير في تفاعل‬ ‫الحمادى وأقاربهم مع هذه الببلوجرافيا بعد طباعتها‪ ،‬وإمدادي بالزوائد‬ ‫والتصحيحات والاقتراحات‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫ومع كل الجهد المبذول في تجميع المادة العلمية لهذا العمل‬ ‫التوثيقي‪ ،‬فإنني أقدمه لجميع أسر الحمادى كبيرهم وصغيرهم‪ ،‬الذين‬ ‫أطلب منهم التجاوز عن أي نقص أو خطأ يكون قد وقع سه ًوا‪ ،‬آمَلً في أن‬ ‫تكون (ببليوجرافيا الحمادى) محل اهتمام‪ ،‬ودراسة مستمرة من قبل‬ ‫جميع أعضاء الأسرة‪ ،‬ولتستمر عمليات الجمع‪ ،‬وتحديثها‪ ،‬ونشر ما‬ ‫يستجد من إنتاجهم الذي لا ينضب بإذن الله تعالى‪.‬‬ ‫وأخي ًرا‪ ،‬وليس آخ ًرا لا يفوتني أن ُأقدم خالص الشكر والثناء لإخوتي‬ ‫الأفاضل (محمد وعبدالله وصالح) أبناء الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن‬ ‫عبدالله ال ُح ُم ْو ِد ُّي ‪َ ‬ت َعا َلى‪ ،‬على دعمهم لإتمام هذا العمل وإنجازه‬ ‫كما ُخطط له‪ ،‬وذلك بتعهدهم وتحملهم تكاليف تصميم وطباعة هذه‬ ‫الببليوجرافيا‪ ...‬فلهم مني أصدق الدعاء‪.‬‬ ‫والله الموفق‪،،،‬‬ ‫قسم علم المعلومات كلية الآداب‬ ‫جامعة الملك سعود‬ ‫الرياض ‪ 5‬شوال ‪1441‬هـ‬ ‫‪36‬‬

‫ُتعد الببليوجرافيا أحد الأوعية الثقافية المهمة في مجال علم‬ ‫المكتبات‪ ،‬فهي خدمة حيوية تهدف إلى التعريف بأوعية الإنتاج الفكري‬ ‫والموضوعات المتعددة التي تشملها ليسهل على الباحثين الحصول‬ ‫على هذه الأوعية والإفادة منها‪.‬‬ ‫ويذهب جمهور الفقهاء المتخصصين في علوم المكتبات أن‬ ‫(الببليوجرافيا) هي‪\" :‬علم إنتاج قوائم الإنتاج الفكري\"‪ ،‬وهو يدور حول‬ ‫\"مراحل وإجراءات إعداد القوائم أي الببليوجرافيات\"‪ ،‬و\"قواعد إدراج‬ ‫ووصف المفردات وتنظيمها داخل القوائم\"‪ ،‬و\"المنتج النهائي نفسه‪ ،‬أي‬ ‫القوائم المنشورة واتجاهاتها العددية والنوعية‪.)1(\".....‬‬ ‫والببليوجرافيا تعني بمفاهيمها الحديثة الإعداد الفني للمواد‬ ‫والوصف المادي للكتب والمصادر الأخرى‪ ،‬والنشر وتنظيم البيانات‬ ‫‪ ))1‬شعبان عبد العزيز خليفة‪ .‬الببليوجرافيا أو علم الكتاب‪ :‬دراسة في أصول‬ ‫النظرية الببليوجرافية وتطبيقاتها (النظرية الخاصة)‪1997( .‬م)‪.‬ط‪ .1‬القاهرة‪.‬‬ ‫الدار المصرية اللبنانية‪( .‬ص‪.)13 :‬‬ ‫‪37‬‬

‫الببليوجرافية‪...‬الخ‪ ،‬وقد اعتبر كل من (شوزر ومارشند) أنها‪\" :‬قائمة‬ ‫للوثائق والكتب والخرائط والتسجيَلت الصوتية والمخطوطات‬ ‫والمصادر الأخرى‪ ،‬وهي فن تقديم المعلومات عن الكتب والمصادر‬ ‫والطرائق المناسبة لتنظيمها في المكتبات أو خَلل الفهارس\"‪.‬‬ ‫أما في الإنتاج الفكري العربي فقد أكدت الدلائل على ظهور الوراقين‬ ‫وانتشار مهنة الوراقة \"نسخ الكتب\" وارتباطها بالببليوجرافيا في العصر‬ ‫العباسي كما عرفها ابن خلدون في مقدمته بأ َّنها‪\" :‬مهنة ترتبط بنسخ‬ ‫الكتب وتصحيحها وتنقيحها وتنظيم معلوماتها وتجليدها وتوزيعها\"‪،‬‬ ‫وقد تتطور هذا المفهوم فأصبح يعني‪\" :‬فن الكتابة عن الكتب\"‪ ،‬وفي‬ ‫بدايات القرن العشرين تكرر مصطلح الببليوجرافيا وأصبح يسمى \"علم‬ ‫الفهرسة أو علم الببليوجرافيا\"‪ ،‬وقد عرفت جمعية المكتبات الأمريكية‬ ‫‪ American Library Association ALA‬الببليوجرافيا بأ َّنها‪\" :‬عملية‬ ‫تهدف إلى تجميع المصادر في قوائم وفقًا لتنظيم ونسق موحد يربط بين‬ ‫موادها التى تربطها عَلقات مشتركة\"‪ ،‬فالببليوجرافيا أو \"الببليوغرافيا\"‬ ‫هي علم وفن يدرس ويرتبط بإعداد الوصف المادي لمصادر المعلومات‬ ‫والإنتاج الفكري والمواد بأشكالها في مجال معين‪ ،‬أو في مجموعة‬ ‫مجالات كما يرتبط أيضًا بنسخها وإصدارها وتوزيعها وتقنين البيانات‬ ‫‪38‬‬

‫الوصفية لها‪ ،‬على أن تشتمل إعداد مداخل مرتبة إ َّما هجائيًا أو زمنيًا أو‬ ‫موضوعيًا أو بأي أساليب أخرى لاسترجاعها(‪.)1‬‬ ‫ويذكر (أحمد بدر) أن الببليوجرافيا هي‪\" :‬المجال الكامل لعلم‬ ‫الكتب في وجودها المادي‪ ،‬أي تاريخها وأشكالها المتغيرة والمواد‬ ‫والطرق الداخلة في تكوينها‪ ،‬وكذلك وصف الكتب وتسجيلها في‬ ‫قوائم\"(‪.)2‬‬ ‫ويتضح من التعريف السابق أن الببليوجرافيات (الوراقيات)‬ ‫‪ Bibliographies‬أدلة منظمة للإنتاج الفكري الصادر محليًا‪ ،‬أو إقليميًا‪،‬‬ ‫أو عالميًا في مجال ما‪ ،‬أو في مجموعة مجالات وينبغي أن ترتبط بكل‬ ‫أشكال مصادر المعلومات دون استثناء (كتب – دوريات – مطبوعات‬ ‫رسمية ‪ -‬مواد سمعية وبصرية – ومصادر إلكترونية‪ ...‬الخ)(‪.)3‬‬ ‫‪ ))1‬أحمد يوسف حافظ أحمد‪ .‬الببليوجرافيا علم وفن‪ .‬منتدى اليسير للمكتبات وتقنية‬ ‫المعلومات‪ .‬متاح على الرابط‪:‬‬ ‫‪https://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=15917‬‬ ‫‪ ))2‬أحمد بدر‪1998( .‬م)‪ .‬مناهج البحث في علم المعلومات والمكتبات الرياض‪.‬‬ ‫دار المريخ للنشر‪ .‬ص‪.141 :‬‬ ‫‪ ))3‬أحمد يوسف حافظ أحمد‪ .‬الببليوجرافيا علم وفن‪ .‬منتدى اليسير للمكتبات‬ ‫وتقنية المعلومات‪ .‬متاح على الرابط‪:‬‬ ‫‪https://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=15917‬‬ ‫‪39‬‬

‫إذن فيمكن تعريف (الببليوجرافيا) ببساطة على أ ّنها‪ :‬قائمة من‬ ‫الأعمال الكتابية كالكتب التي تدور حول موضوع معين أو تتحدث عن‬ ‫كاتب معين‪ ،‬وبالتالي توصف الببليوجرافيا على أ ّنها قائمة الأعمال‬ ‫المذكورة والتي استخدمها أو أنتجها شخ ًصا ما‪ ،‬بحيث تتضمن فقرة‬ ‫وصفية وتقييمية بشكل موجز ومختصر لكل عمل كتابي موجود ضمن‬ ‫هذه القائمة‪ ،‬وعنوانه‪ ،‬واسم الكاتب ودار النشر المسؤولة عنه‪ ،‬و َسنة‬ ‫طباعة ونشر النسخ منه‪ ،‬إذ لا يمكن الوصول إلى المصادر سواء التقليدية‬ ‫منها أو الإلكترونية دون الاعتماد على أدوات‪ ،‬أو وسائل استرجاع فعالة‬ ‫تتضمن وص ًفا تنظيم ًيا لهذه المصادر‪ ،‬وهي توثق الإنتاج الفكري لسائر‬ ‫العلوم المنشور في الأشكال كافة‪ ،‬وذلك من خَلل تنظيمه بطريقة تسهل‬ ‫الرجوع إلى محتوياتها‪.‬‬ ‫و(علم الببليوجرافيا) بعد ذلك هو‪ :‬العلم الذي يهتم بدراسة دورة‬ ‫حياة المعلومات بد ًأ من مصدرها (المؤلف)‪ ،‬مرو ًرا بالقناة المستخدمة‬ ‫(الوعاء)‪ ،‬وانتها ًء بالمستقبل (القارئ)‪.‬‬ ‫وقد قدمت هذا العمل ليكون بمثابة ببليوجرافيا وصفية موضوعية‪،‬‬ ‫تتضمن تعري ًفا وصف ًيا موضوعيًا للكتب المدرجة به وطبيعتها‪ ،‬والتي‬ ‫تتعلق بأسر الحمادى منذ وجودها وحتى الآن‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫أما عن الهدف الأسمى الذي دفع المؤلف إلى هذا العمل‬ ‫الببليوجرافي الشاق‪ ،‬فهو تخليد ذكرى أعضاء أسر الحمادى من خَلل‪:‬‬ ‫إبراز النتاج العلمي والفكري لأبناء وبنات العم من أسرتنا الكبيرة‪ ،‬ح ًبا‬ ‫فيهم‪ ،‬ووفاء‪ ،‬وصلة رحم شرعية‪ ،‬ونش ًرا لمآثر أسرتنا‪ ،‬فالجهد كان‬ ‫محب ًبا‪ ،‬والوقت كان سعي ًدا في البحث والتدقيق والتجميع والحصر‬ ‫والتوثيق لأعمالهم جمي ًعا‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫ُتعد ببليوجرافيا (أسر الحمادى) بمثابة سجل علمي مصنف يوثق‬ ‫الإنتاج العلمي لأسر ال َح َما َدى بجميع أنواع أوعية المعلومات‬ ‫المنشورة ورق ًيا أو إلكترون ًيا‪.‬‬ ‫ويحتوي هذا المجلد الأول من هذه الببليوجرافيا على قسمين‪:‬‬ ‫يتناول القسم الأول منهما على الانتاج العلمي باللغة العربية‪ ،‬أما القسم‬ ‫الثاني فيشتمل على ما كتبه أعضاء الأسر الخمس والعشرون بغير اللغة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫• الحدود الموضوعية‪ :‬تغطي الببليوجرافيا الإنتاج الفكري العلمي‬ ‫لأسر ال َح َما َدى الذي نشر في فروع المعرفة كافة‪ ،‬وبجميع الأشكال التي‬ ‫خرج بها المكتوبة‪ ،‬والمسموعة‪ ،‬والمرئية كالتسجيَلت التلفزيونية‪ ،‬أو‬ ‫مقاطع الفيديو المسجلة والمنشورة‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫• الحدود الجغرافية‪ :‬تغطي الببليوجرافيا الإنتاج العلمي لأسر‬ ‫ال َح َما َدى‪ ،‬سواء ما ُألف داخل المملكة العربية السعودية ونشر داخلها‪،‬‬ ‫أو ما ألفه الحماديون أو نشروه أو ما طبع على نفقتهم خارج المملكة‪.‬‬ ‫• الحدود الزمانية‪ :‬يغطي هذا الجزء من الببليوجرافيا جميع ما أمكن‬ ‫حصره ورصده والوقوف عليه من الإنتاج العلمي لأسر الحمادى حتى‬ ‫شهر محرم ‪1442‬هـ‪2020/‬م‪.‬‬ ‫• الحدود اللغوية‪ :‬يشتمل هذا العمل الببليوجرافي على الإنتاج‬ ‫العلمي المنشور باللغة العربية‪ ،‬وكذا ما نشره أعضاء أسر ال َح َما َدى‬ ‫بجميع اللغات الأخرى غير العربية‪.‬‬ ‫اشتمل هذا الكتاب على حصر شامل يتضمن بيانات ببليوجرافية‬ ‫عن مصادر المعلومات المستقلة مثل‪ :‬الكتب‪ ،‬أو الرسائل الجامعية‪ ،‬في‬ ‫التخصصات المختلفة‪ ،‬وكذلك‪ ،‬التسجيَلت الصوتية‪ ،‬والتسجيَلت‬ ‫المرئية‪ ،‬والملفات الإلكترونية وغير ذلك مما قام بتأليفه منسوبي (أسر‬ ‫ال َح َما َدى)‪ ،‬ولم تقتصر الببليوجرافيا على نوع واحد من مصادر‬ ‫المعلومات التي قاموا بتأليفها مثل‪ :‬الكتب‪ ،‬بل قمت بتغطية جميع هذه‬ ‫الأنواع السابقة التي ساهموا بها في إثراء المكتبة العربية في جميع‬ ‫‪43‬‬

‫المجالات والفنون العلمية‪ ،‬والشرعية‪ ،‬ولهذا ومع كثرة ما ألفه أفراد‬ ‫عائَلت ال َح َما َدى‪ ،‬فكان لزا ًما عل َّي أن أساعد القراء الكرام في الوصول‬ ‫إلى هذه المؤلفات بجميع الطرق الممكنة‪ ،‬وباستخدام الأدوات الفنية‬ ‫التي تيسر الوصول إلى هذه المؤلفات‪ ،‬ومن ألفها‪ ،‬وموضوعاتها التي‬ ‫تضمنتها‪ ،‬والأماكن التي وردت بها‪.‬‬ ‫ولذا فقد قمت بترتيب هذه الببليوجرافيا ترتي ًبا علم ًيا مصن ًفا‬ ‫للعناوين وف ًقا لتصنيف ديوي العشري‪ ،‬واتباع ترتيب أسماء المؤلفين‬ ‫وف ًقا لقوائم الاستناد الموحدة‪ ،‬مع اتباع ما يلي لكل تسجيلة من‬ ‫تسجيَلت الببليوجرافيا‪:‬‬ ‫ترتبت أسماء المؤلفين بمداخل الأرقام الاستنادية لأسر ال َح َما َدى‬ ‫وف ًقا لما أوردته الببليوجرافيا الوطنية السعودية‪ ،‬وهذه القائمة‬ ‫الاستنادية تتضمن رق ًما موح ًدا لاسم العائلة مضا ًفا إليه الحرف الأول‬ ‫من اسم العائلة‪ ،‬فيكون على سبيل المثال‪ 457( :‬ح)‪ .‬وهو الرقم‬ ‫الخاص بأسرة (ال ُح ُم ْو ِد ُّي)‪.‬‬ ‫ترتيب عناوين المؤلفات الواردة في كل تسجيلة وف ًقا لأرقام‬ ‫(تصنيف ديوي العشري)‪ ،‬بحيث اشتمل كل عنوان على رقم التصنيف‬ ‫المناسب لموضوع المؤلف وف ًقا لديوي العشري‪ ،‬سواء كان المؤلف‬ ‫‪44‬‬

‫مكتو ًبا‪ ،‬أو صوت ًيا‪ ،‬أو مرئ ًيا‪ ،‬ليسهل بذلك الرجوع إلى هذه التسجيَلت‬ ‫وف ًقا لأرقام التصنيف‪ ،‬وجاءت أرقام التصنيف مرتبة ترتي ًبا تصاعد ًيا‬ ‫بحسب الموضوع من أول تسجيلة إلى نهاية التسجيَلت في الكتاب‪.‬‬ ‫في نهاية العمل‪ ،‬قمت بإعداد كشافات هجائية نوعية لجميع ما ورد‬ ‫في الببليوجرافيا بالمداخل المختلفة‪ ،‬حيث بدأت بإنشاء أدوات التحليل‬ ‫الموضوعى المناسبة التي تمثلت في هذه الكشافات المختلفة‪ ،‬وقد‬ ‫اشتملت هذه الأدوات الفنية على‪:‬‬ ‫‪ .1‬كشاف المؤلفين‪:‬‬ ‫وقد رتبه المؤلف هجائيًا لجميع المؤلفين من ُأسر ال َح َما َدى‬ ‫(فقط)‪ ،‬مع إدراج رقم أو أرقام الصفحات التي ورد فيها اسم هذا‬ ‫المؤلف‪ ،‬أو ذاك‪ ،‬وذلك للتسهيل على القارئ في الوصول إلى‪ ،‬وتتبع‬ ‫الأعمال الخاصة بمؤلف محدد من المؤلفين الذين وردت أسمائهم‬ ‫بالببليوجرافيا‪.‬‬ ‫كما تضمن كشاف المؤلفين جز ًء خا ًصا بالمؤلفين من ُأسر‬ ‫ال َح َما َدى الذين أنتجوا مؤلفاتهم باللغات الأجنبية‪ ،‬لذا فقد أعد المؤلف‬ ‫كشا ًفا للمؤلفين باللغة الإنجليزية تضمن أسمائهم مرتبة هجائ ًيا‬ ‫ويحتوي على رقم أو أرقام الصفحات التي وردت بالببليوجرافيا‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪ .2‬كشاف العناوين‪:‬‬ ‫وقد أعده المؤلف ليكون كأداة مهمة لاسترجاع العناوين التي ألفها‬ ‫أحد أفراد ُأسر ال َح َما َدى في العلوم المختلفة‪ ،‬والتي وردت في متن‬ ‫الببليوجرافيا‪ ،‬وذلك ليكون مفتا ًحا للبحث عن أي عنوان ورد ذكره في‬ ‫تسجيَلت الببليوجرافيا‪.‬‬ ‫‪ .3‬كشاف الموضوعات‪:‬‬ ‫قام المؤلف بإعداد كشاف موضوعي متكامل مرتب هجائ ًيا على‬ ‫حروف المعجم‪ ،‬اشتمل على أكثر من (‪ )1500‬رأس موضوع شملت‬ ‫تحدي ًدا موضوع ًيا للمفردات‪ ،‬والعبارات الواردة في الكتاب بجميع‬ ‫أجزائه‪ ،‬من مقدمات‪ ،‬وتسجيَلت بليوجرافية‪ ،‬بما تشمله هذه‬ ‫التسجيَلت من تبصرات ببليوجرافية أو مستخلصات وردت ضمن‬ ‫متون التسجيَلت لمؤلفات أسر ال َح َما َدى الواردة بالببليوجرافيا‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعد بمثابة قائمة برؤوس الموضوعات العربية التي وردت في متن‬ ‫الكتاب‪ ،‬وفي هذا الكشاف يمكن أن يرد رأس الموضوع الواحد في‬ ‫الكشاف مرة واحدة أو عدة مرات‪ ،‬حيث يمكن الرجوع إلى هذه‬ ‫الموضوع بأرقام الصفحات الواردة بالكتاب أمام كل موضوع على‬ ‫حدا‪.‬‬ ‫‪46‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook