َمنهج ال َّسلفية في فهم الصفَات الذاتية والفعلية: سبقت الإشارة إلى نن السلفيين قديم ًا ودديث ًا ل ِزموا منهج نهل الحديث في فدمدم للأسماء وال ِصفات، بمعنى ننهم نبقوا النص على ظاهر ،وآمنوا ب كما هو ،دون تص ُّور الديئة والكيفية ،وتف ِويض علم الديئة لله ودد ،وتوقفوا في ذلك لا يجاوزون ،ويعدون الخوض في من البدع المحدثة التي ابتدعدا نهل الكلام ،وهذا ما نقل عن الأئمة الأعلام ،كمالك ،ونبي دنيفة ،والهافعي( ،)وندمد( ،)والأوزاعي( ،)والليث()والثوري( ،)وغيرهم . ولعل من نبين الدلالات على ذلك ،الأثر الوارد عن مالك ،وتناقل نهل الحديث قا ِطبة ،وهو قول في مسألة الاستواء ،فقد روي نن ماِلك ًا كان في مجلس ،فجاء رجل ،فقال :يا نبا عبد هلل( ،الر ْدم من على ا ْلع ْر ِش ا ْستوى)( )1كيف استوى ؟ فما وجد ماِلك من ش يء ما وجد من مسألت ،فنظر إلى الأرض ،وجعل ينكت بعود في يد ،دتى علا الردضاء( )يعني العرق ،ثم رفع رنس ،ورمى بالعود ،وقال\" :الاستواء غير مجدول ،والكيف غير معقول ،والإيمان ب واجب ،والسؤال عن بدعة ،ون مظ ُّنك صادب بدعة ،ونمر ب ،فأخرج ،وفي رواية ،قال ل-محمدبنإدريسبنالعباسبنشافع-قيلإننسبهيرجععلىبنهشامبنالمطلب،القرشيولدسنة321هـ،بعدإكمال َمالِكموطأهبعشرسنين،وهوصاحبالمذهبالمشهور،وبلغمنالعلمقدراًعظيماً؛حتىصاريضرببهالمثلفيحفظه،وفهمه،قالعننفسهلقينيمسلمبنخالدالزنجي،فقال:يافتىمنأينأنت؟قلتمنأهلمكة،قالأينمنزلكبها؟قلتشعبالخيف،قال:منأيقبيلةأنت؟قلتمنولدعبدمناف،قالبخبخلقدشرفكاللهفيالدنياوالآخرة،وقالقدمتعلى َما ِلك،وقدحفظتالموطأفقاللي:أحضرمنيقرألك،فقلت:أناقارئ،فقرأتعليهالموطأحفظاً،فقال:إنيكأح ٌديفلحفهذاالغلام،وقاليحيىبنمعين:كانأحمدبنحنبلينهاناعنالشافعيثماستقبلتهيوماًوالشافعيراك ٌببغلتهوهويمشيخلفهفقلت:ياأباعبداللهتنهاناعنهوتتبعه؟فقالاسكتلولزمتالبغلةلانتفعت،توفي-رحمهالله-في آخررجبسنة311هـعن21سنة(طبقاتالفقهالأبيإسحاقالشيرازيص.)311-هو:أبوعبداللهأحمدبنمحمدبنحنبلالشيباني،إمامالمذهب،وعالمالحديث،قالأبوثورأحمدبنحنبلأعلموأفقهمنالثوري،قالعنهالذهبي:وكانإماماًفيالحديثوضروبه،إماماًفيالفقهودقائقه،إماماًفيالسنةوطرائقها،إماماًفيالورعوغوامضه،إماماًفيالزهدوحقائقه،ولدسنة361هـ،وتوفيسنة313هـ،فرحمهاللهورضيعنه،انظر:الذهبي،العبر في أخبار من غبر ،تحقيق :أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول ،دار الكتب العلمية ،بيروت( ،بدون تاريخ طباعة)،ج3ص.113-هوأبوعمروعبدالرحمنبنعمروالأوزاعيولدسنة333هـوكانيسألفيالفقهوعمره31سنة،قالعبدالحمن بنمهديماكانأحدبالشامأعلممنالأوزاعي،وماتسنة359هـوعمره61سنة(طبقاتالفقهاءللشيرازيص.)96-هو:أبوالحارثالليثبنسعدبنعبدالرحمنولدسنة91هـقالعنهالشافعيالليثأفقهمن َما ِلكإلاأنأصحابهلميقوموابه،توفيسنة392هـودفنيومالجمعةقالعنهابنوهبواللهالذيلاإلهإلاهومارأيناأحداًقطأفقهمنالليث (طبقاتالفقهاءللشيرازيص.)95-هو:سفيانبنسعيدبنمسروقالثوري،قالعبدالرحمانلنمهديالأئمةأربعةسفيانالثوريو َما ِلكوحمادبنزيدوابنالمبارك،ولدفيخلافةسليمانبنعبدالملك،سنة96هـ،وماتفيخلافةالمهدي،سنة363هـ،قالابنالمبارك:لاتعلم أحداً على وحه الأرض أعلم من سفيان أبي إسحاق الشيرازي الشافعي ،طبقات الفقهاء ،تحقيق إحسان عباس ،دار الرائدالعربي،بيروتلبنان،الطبعةالثانية3953،م،ص.51 -1سورةطهالآية.2 -الرحضاءفياللغةعر ٌقيغسلالجلدكثر ًة،راجعمختارالقاموسص.313 74
ماِلك :وإشي لظنك ضال ًا ،فنادا الرجل ،يا نبا عبد هلل ،و هلل الذي لا إل إلا هو ،لقد سألت عن هذ المسألة نهل البصرة ،والكوفة والعراق ،فلم نجد ندد ًا مو ِفق لما وفقت إلي \"(.)1 ونقل ابن القيم في كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية الرواية عن الِإمام الهافعي بن إدريس نن قال: \"القول في ال ُّسنة التي ننا عليها ورنيت نصحابنا عليها ،نهل الحديث الذين رنيتهم ونخذت عنهم مثل سفيان، وماِلك ،وغيرهما الإقرار بهدادة نن لا إل إلا هلل ،ونن محمد ًا رسول هلل ،ونن هلل -تعالى -على عرش في سمائ يق مرب من خلق كيف شاء ،ونن هلل تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء\" (.)2 وذكر ابن حجر الرواية عن الأوزاعي نن قال\" :كنا والتابعون ممتوا ِفرين نقول :إن هلل تعالى فوق عرش ، ونؤمن بما وردت ب السنة الصحيحة من صفات \" (. )3 وقال نبو يعلى الفراء وهو من نصحاب ندمد :روي عن شيخنا وإمامنا ندمد بن دنبل ،وغير من نئمة نصحاب الحديث ،ننهم قالوا في هذ الأخبار :ن ِمروها كما جاءت ،فحملوها على ظاهرها ،ني ننها صفا ٌت لله تعالى، لا تهب سائر الموصوفين (. )4 المطلب السادس :وقوع بعض الأعلام في شبهة التأويل: تصدر بعض علماء السلفية المعاصرين لتبيين بعض ما قالوا ننها نخطاء وقع فيها بعض الأئمة الأعلام، كأمثال ابن حجر ،والنووي ،وغيرهما ،ونن هذ الأخطاء إنما هي في تأويل بعض النصوصِ ،خلاف ًا لما كان علي العمل عند السلف الأول ،في فدمدم للأسماء وال ِصفات . -1أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،الأسماء وال ِّص َفات ،تحقيق عبد الله بن محمد الحاشدي ،مكتبة السوادي للتوزيع،جدة،الطبعةالأولى3991،م-ج3ص،116وانظر:محمدأبوزهرةَ ،مالِكحياتهوعصره،دارالثقافةالعربية للطباعةبمصر3919،م،ص.391-2ابن القيم الجوزية ،إجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية ،الطبعة الأولى دار الشريعة ،القاهرة، مصر3111،م،ص.362-3ابنحجرالعسقلاني،فتحالباريبشرحصحيحالبخاري،تحقيقعبدالعزيزبنباز،المكتبةالإسلاميةعينشمس– رقمالإيداع–،3111/31291ج1ص.611-4أبويعلىمحمدبنالحسينابنمحمدالفراء،إبطالالتأويللأخبارال ِّص َفات،تحقيق:محمدبنحمدبنمحمدالنجدي، دارإيلاف،الكويت(،بدونتاريخطباعة)ج3ص.11 75
وهذا التبيين والحق يقال لم يكن بقصد التجريح نو الاستنقاص من قدرهؤلاء الجبال الرواس يِ ،بقدرما كان تبيين لما وقعوا في من خطأ في تأويل هذ النصوص ،بما يخالف مفدوم السلفيين قديم ًا ودديث ًا . وقد صنف بعض السلفيين ،ومنهم ابن ت ْي ِمية -الذي التمس العذر لدؤلاء الأعلام -رسالة ل بعنوان\" :رفع الملام عن الأئمة الأعلام\" وصدر كلام ،نول ما صدر بقول \" :وليعلم نن ليس ندد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عام ًا ،يتعمد مخالفة رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -في ش يء من سنت ،دقيق ولا جليل ،فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول ،وعلى نن كل ندد من الناس يؤخذ من قول ويترك إلا رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -ولكن إذا وجد لوادد منهم قو ٌل ،وقد جاء دديث صحيح بخلاف ،فلا بد ل من عذرفي ترك (.)1 ويجمع ابن ت ْي ِمية هذ الأعذارفلا ميخ ِر مجدا في المجمل عن نصناف ثلاثة وهي: عدم اعتقاد نن النبي صلى هلل علي وسلم قال . عدم اعتقاد إرادة تلك المسألة بذلك القول. اعتقاد نن ذلك الحكم منسوخ. وهذ الأصناف الثلاثة تتفرع إلى نسباب متعددة ،ولكنها تدور دول هذ المعاشي الثلاثة ،لا تتجاوزها إلا بهكل شسبي (.)2 وقد صنف السلف ُّيون مكتب ًا و ممصنفات ِلحص ِر هذ الممخالفا ِت التي وقع فيها بعض الأئمة الأعلام ،ومن ذلك كتاب\" :التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري\" وهو من الكتب الحديثة المعاصرة ،وبتقريظ هيئة كبار العلماء ،بعد نن اطلعوا علي ونق ُّروا ممؤِلف فيما ذهب إلي من بعض التنبيهات السلفية في العقيدة ،وقد اخترنا بعض ما نشار إلي ليكون علامة على العقيدة السلفية المعاصرة في متابعة النصوص كما كان علي السلف الأول وفقا لما علي العقيدة السلفية قديما ودديث ًا ،وبيان ذلك كما يلي:-1ابن َت ْي ِم َّية،مجموعالفتاوى،ج1ص،325وانظر:ابن َت ْي ِم َّية،رفعالملامعنالأئمةالأعلام،تحقيق:زاهرالشاويش، المكتبالإسلامي،بيروت،الطبعةالثانية3993،م،ص.33 -2مجموعالفتاوىلابنتيمية،ج1ص،325وانظر:ابن َت ْي ِم َّية،رفعالملامعنالأئمةالأعلام،ص.33 76
وقفة مع كتاب التنبيهات العقدية في فتح الباري: نقرت ووافقت كوكبة من العلماء السلفيين المعاصرين كتاب :الهيخ علي بن عبد العزيز بن علي الهبل، الذي ذكر نن في هذا إنما نكمل العمل الذي بدن شيخ ،رئيس لجنة الإفتاء بالمملكة ،هو سمادة الهيخ :عبد العزيز بن باز -ردم هلل ، -ونن في هذا كان يرجع إلى كبار العلماء ،وعلى رنسدم ،الهيخ ال معثيمين ،والهيخ عبد العزين بن عبد هلل آل الهيخ ،والهيخ عبد الردمن بن ناصر البراك ،وقد كان هذا الكتاب( ،)1بتقريظ نخبة من العلماء وهم: -7عبد العزيزبن باز -ردم هلل -سمادة المفتي العام ،ورئيس اللجنة الدائمة للفتاء ،السعودية . -9صالح بن فوزان الفوزان ،عضو اللجنة الدائمة للفتاء ،السعودية . -4عبد هلل بن عقيل ،عضو اللجنة الدائمة للفتاء ،السعودية . -3عبد هلل بن منيع ،عضو اللجنة الدائمة للفتاء ،السعودية (. )2 إذ ًا فدذا ال ِكتاب ولا ريب ،يعتبر مزبدة ما رآ السلف ُّيون المعاصرون في مسائل العقيدة التي خالفدم فيها بعض ال معلماء الأعلام ،رغم كونها تحصر المخالفات الواردة في فتح الباري للمام ابن حجر -ردم هلل -بالتحديد، والفتح كما هو معلوم كتا ٌب شام ٌل واس ٌع ،جليل القدر ،قد استوعب من المسائل العامة والدقيقة ،ما يمكن نن نقول عن نن دوى جل المسائل التي نوردها علماء السلف قديم ًا ومن وافقدم دديث ًا في قضايا الاعتقاد ،لذلك سنجعل هذ التنبيهات ،هي العمدة في إيراد نقوال السلفيين المعاصرين في هذ المسائل ،وهي المسائل العقدية التي يرى ج ُّل السلفيون ننها من المخالفات التي وقع فيها علماء الأشا ِعرة قديم ًا ودديث ًا ،وسأقتصر على نمثلة منها فحسب ،وذلك تجنب ًا للطالة ،ولن المقصود هو ضرب الأمثال للدلال ِة على ما يعتقد السلف ُّيون قديم ًا ودديث ًا، وليس استقصاء هذ المخالفات ،وهي كما يلي: -1علي بن عبد العزيز بن علي الشبل ،التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري ،دار الوطن -دار الشبل للنشر، الرياض،السعودية،الطبعةالأولى3111،م،ص.31 -2المرجعالسابق،ص.33 77
صفة اليد: قال الحافظ ابن حجر( :المراد باليد القدر) . وهذا ما ذهب السلفية إلى مخالفت ،وقالوا :هذا تأوي ٌل غي مر صحيح ،بل اليد ثابت ٌة لله -عز وجل ،-وهي صف ٌة ذاتية من صفات هلل تعالى ،فالواجب إثبات هذ الصفة لله تعالى على دقيقتها( ،)1وهذ الصفة وغيرها كما هو معلوم يقيدها السلف ُّيون بقيد( :ل ْيس ك ِم ْثِل ِ ش ْي ٌء و مهو الس ِمي مع الب ِصي مر)( ،)2ويقيدونها كذلك بقاعدتهم المهدورة( :من غيرتحريف ،ولا تكييف ،ولا تعطيل ،ولا تمثيل )(.)3 وبعض الأشا ِعرة يؤولون اليد ننها مجاز بمعنى ذات تعالى ،عن الذات ،وقد قال القاض ي نبو يعلى الفراء (المتوفى سنة 354هـ) ،في كتاب \" :إبطال التأويلات لخبار ال ِصفات\" الذي يرد في على تأويل ال ِصفات الخبرية، الواردة في الكتاب والسنة ،ومن ذلك ما ذكر في رد على من يؤول قول تعالى( :خلق مت بيدي)( ،)4ننها كناية عن الذات ،فقد رد علي في جوابين: الأول :إن هذا التأويل يجوز القول بأن هلل ي ٌد! ،لن قد عبرعن الذات باليد! ،ونن يجوز نن يدعا\" :يا يد اغفرلنا\"!! ،وقد نجمعت الأمة على خلاف . الثاني :إن هذا التأويل يسقط فائدة التخصيص بالجماعة ،لن ذات مع الوادد نيض ًا ،فعلم نن تخصيص الجماعة ل فائدة (. )5 -1عليبنعبدالعزيزالشبل،التنبيهعلىالمخالفاتالعقديةفيفتحالباري،ص.13 -2سورةالشورىالآية.33 -3عليبنعمرالدارقطني،كتابال ِّص َفات،دراسةوتحقيق:عليبنمحمدبنناصرالفقيهيالطبعةالأولى3951،م،ص،69الأشعري،الإبانة،ص،31الكرمي،أقاويلالثقات،ص،59عبدالعزيزبنباز،محمدبنصالحالعثيمين،فتاوىمهمةلعمومالأمة،تحقيق:إبراهيمالفارس،دارالعاصمة،الرياض،الطبعةالأولى3131،هـ، ص.31 -4سورةصالآية.29-5القاضيأبويعلىمحمدبنالحسينبنمحمدالفراء،إبطالالتأويلاتلأسماءال ِّص َفات،تحقيق:أبيعبداللهمحمدبنحمد المحمودي النجدي ،دار أيلاف الدولية ،الكويت( ،بدون تاريخ طباعة) ،ج3ص ،121والقاضي يشير في هذا إلىحديثالنبيصلىاللهعليهوسلم،عنعرفجةبنشريحالأشجعيقال:رأيتالنبيصلىاللهعليهوسلمعلىالمنبريخطبالناسفقال\":أ َّنهسيكونبعديهناتوهناتفمنرأيتموهفارقالجماعةأويريديفرقأمرأمةمحمدصلىاللهعليهوسلمكائنا من كان فاقتلوه ،فإن يد الله على الجماعة فإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض\" سنن النسائي ،باب قتل من فارقالجماعة،حديثرقم،1921/وفيالمعجمالكبيرللطبراني،منحديثعبداللهبنعمر،حديثرقم.31115/ 78
وجدي ٌربالذكر هنا نن نقول :إن علماء الأشا ِعرة يؤولون اليد بالقدرة ،نو الذات ،والعين بال ِرعاية ،وغيرها؛ بما يحمل اللفظ على المجازلا على الحقيقة ،وهذا ما نوقع الحافظ ابن حجرفي الغلط في مثل هذ المسائل ،فقد كان ينقل كثي ًرا عن ال ُّهراح عباراتهم بما فيها من نخطاء في العقيدة ،دونما تعليق إلا قليل ًا (. )1 و ِمن الذين نولوا اليد بال مقدرة نوال ِنعمة ،نو ال ِحفظ ،الإمام الفخر الرازي في تفسير الممسمى\" :مفاتيح الغيب\" ومن ذلك ما نورد في تفسيرقول تعالى( :ي مد هلل ف ْوق ن ْي ِديِه ْم)( ،)2ني نصرت إياهم نقوى ون ْعلى من نصرتهم إيا ،يقال :اليد لفلان ،ني الغلب مة وال ُّنصرمة والقد مر ،ونما إن قلنا ننها ِبمعني ْين ،فنقول في دق هلل تعالى بمعنى الحفظ (. )3 و ِمما ميدِلل على الخلط الذي وقع في ابن حجر -ردم هلل تعالى -نن نقل كلام السلفيين نصحاب الحديث ،الذين يقولون بعدم تأويل هذ النصوص ،كمالك ،والهافعي ،والأوزاعي ،وفي نفس الوقت نجد هنا يقول بكلام مخالفيهم الأشا ِعرة ،كالرازي ،والجويني ،وغيرهم . وفي هذا إشارا ٌت واضح ٌة إلى نن نغلب ما اعتبر ال ِهبل مخالفات عقائدية ،ما هو إلا من كثرِة جمع ابن حجر ونقل لقوال نهل العلم ،ولم ينسب هذا القول لنفس ،نو نن يعتقد هذا الاعتقاد ،هذا إذا علمنا نن نشار إلى ذلك بنقل ال ِرواية عن طريق الوليد بن مسلم قال سألت الأوزاعي ومالكا والثوري والليث بن سعد عن الأداديث التي فيها ال ِصفة فقالوا\" :ن ِم ُّروها كما جاءت بلا كيف\"(. )4 وينقل ابن حجر نيض ًا الرواية عن ابن نبي داتم في مناقب الهافعي عن يوشس بن عبد الأعلى سمعت الهافعي يقول :لله نسماء وصفات لا يسع ندد ًا ردها ،ومن خالف بعد ثبوت الحجة علي فقد كفر ،ونما قبل قيام الحجة فإن ميعذربالجدل ،لن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر ،فنثبت هذ ال ِصفات وننفي عن الته ِبي كما نفى عن نفس ،فقال ( ليس ك ِمثل ش ي ٌء )(.)1( . )5 1عليبنعبدالعزيزالشبل،ص.32 -2سورةالفتحالآية.31-3فخرالدينمحمدبنعمربنالحسينالرازي،التفسيرالكبيرأومفاتيحالغيب،دارالكتبالعلمية،بيروت3111،م، ج35ص.92 -4ابنحجرالعسقلاني،فتحالباري،ج31ص.119 -5سورةالشورىالآية.33 79
وجل -في العلو ،وعلى نن يدعى من نعلى لا من نسفل ،وكذلك نصحاب من بعد كأبي يوسف ،وههام بن عبيد الل الرازي\" (.)1 وير ُّد بع مض الكتاب السلفيين المعاصرين على من نول الاستواء بالإستيلاء ،فيقولون إن هذا مخال ٌف لما في القرآن ،وهو خلاف النظر الصحيح ،والتصور السليم ،وممن رجح المنهج السلفي في قول بعدم تـأويل الاستواء بالاستيلاء -من المعاصرين -خالد علال في كتاب \" :الأزمة العقيدية بين الأشا ِعرة ونصحاب الحديث\" ديث يقول: \"والمؤول ينفي عن هلل صفة نثبتها لذات ،ويصف بما لم يصف ب نفس ،كالذي ينفي عن صفة الاستواء على العرش ويجعل مكأنها الاستيلاء ،نلم يكن هلل قاد ًرا على استعمال كلمة الاستيلاء دتى جاء هذا المؤول واستعملدا\" (. )2 صفة ال ُّدنو: قال الحافظ ابن حجر\" ويدنو المؤمن من رب ني يقرب من قرب كرامة وعلو منزلة \"(.)3 ويجيب الهبل عن ذلك ،ذاك ًرا رني السلفيين قديم ًا ودديث ًا في هذ المسألة\" :إن الواجب إثبات الدنو على ظاهر ،ونن تقريب من هلل لعبد المؤمن دتى يضع علي كنف ،و هلل نعلم بكيفية ذلك ،ولا ريب نن هذا التقريب تكريم من هلل للمؤمن ،و هلل نعلم\" (. )4 وقد نقل عن نبي إسحاق الهاطبي في كتاب المسمى\" :الموافقات في نصول الهريعة\" عبارًة توهم الـتأويل في صفة الدنو ،وهذا ما نشار إلي نا صر بن دمين الفدد في كتاب الذي عنون ل \" :الإعلام بمخافات الموافقات والاعتصام\" ،ومن جملة ما قال في هذ المسألة :في (الموافقات) في موضعين دديث ًا عن صفات هلل -سبحان تعالى- \":منز عن مداناة العباد\"( ،)5ثم قال الفدد :وقول \":منز عن مداناة العباد\" يحتمل ندد معنيين (. )6 -1ابنالقيم،اجتماعالجيوشالإسلامية.11، -2خالد كبير علال ،الأزمة العقيدية بين الأ َشا ِعرة وأصحاب الحديث ،دار الإمام مالك ،البليدة ،الجزائر3112 ،م، ص.339 -3ابنحجر،فتحالباري،ج31ص.211 -4الشبل،التنبيهعلىالمخالفاتالعقدية،فيفتحالباري،ص.91 -5أبوإسحاقإبراهيمابنموسىاللخميالشاطبي،الموافقات(،ج3ص-361ج1ص)313 -6ناصرحمدالفهد،الإعلامبمخالفاتالموافقاتوالاعتصام،مكتبةالرشد،الرياض،الطبعةالأولى3999،م،ص.91 86
المعنى الأول :نن يكون نراد نن هلل سبحان منزٌ عن الاختلاط بالمخلوقات ،نو نن يحوي ش ئ منها ،ونحو هذ المعاشي فدذا دق ،ولكن الخطأ في التعبيرلن لفظ (الدنو) ثابت في الأداديث(. )1 المعنى الثاني :نن يكون مراد نفي صفة الدنو ،ونن هلل سبحان لا يدنو بنفس ،ولا يدشي بعض عباد إلي فدذا باطل ،فقد ثبت في صحيح البخاري وغير عن عبد هلل بن عمر -رض ي هلل عن -نن رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -قال\" :يدنو المؤمن من رب دتى يضع علي كنف فيقرر بذنوب ..الحديث\"( )2وغير من الأداديث، فدذ الصفة من صفات الأفعال كالنزول والمجئ والإتيان ونحوها فتثبت بما يليق بالله عزوجل (. )3 ثم استهدد بقول شيخ الإسلام في بيان المنهج السلفي في فدم مثل هذ النصوص ،فيقول نقل ًا عن ابن ت ْي ِمية\" :ونما دنو نفس ،وتقرب من بعض عباد ،فدذا يثبت من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفس ، ومجيئ \"(. )5( .)4 وقد مر علينا نن الحافظ ابن حجر قال في الدنو نن قرب كرامة ،وعلو منزلة ،فدو لا يقول بأن دنو على الحقيقة ،وهو يستهدد كذلك بحديث البخاري السابق ،وفي (دتى يضع كنف ) ،بفتح الكاف والنون بعدها الفاء :ني جانب ،والكنف نيض ًا الستر وهو المراد هنا ،والأول مجاز في دق هلل تعالى ،كما يقال\" :فلان في كنف فلان\" ني في دمايت ورعايت . )6( .. وقد استدرك الهبل على هذا فقال :ومن معاشي الكنف عند السلف ،النادية ،والستر ،والحجاب ،فلا داجة لادعاء المجازفي وتعطيل عن هلل دقيق ًة ،لن ذلك لا يجوز في دق هلل ونسمائ وصفات (. )7 ويجمع ابن ت ْي ِمية بين فدم صفة الدنو ،والنزول ،فهي من صفاة الأفعال ،التي مر ُّدها لمهيئت سبحان ، ويفسر الدنو بالقرب ،ديث يقول :والكلام في هذا القرب :من جنس الكلام في نزول كل ليلة ،ودنو عهية عرفة، -1المرجعالسابق،ص.91 -2صحيحالبخاري،بابقوله:ويقولالأشهادهؤلاءالذينكذبواعلىربهم،حديثرقم.1139/ -3ناصرحمدالفهد،الإعلامبمخالفاتالموافقاتوالاعتصام،ص.91 -4شيخالإسلامابن َت ْي ِم َّية،الفتاوى،ج/2ص.166 5ناصر بن حمد بن حمين الفهد ،الإعلام بمخالفات الموافقات والإعتصام ،مكتبة الرشد الرياض ،الطبعة الأولى، 3999م،ص.91 -6ابنحجر،فتحالباري،ج31ص.211 -7الشبل،التنبيهعلىالمخالفاتفيفتحالباري،ص.92 87
وتكليم لموس ى من الشجرة ،وقول ( :نن مبو ِرك من ِفي النا ِر وم ْن د ْولدا)( ،)1ثم قال :وقد ذكرنا في غير هذا الموضع ما قال السلف في مثل ذلك :مثل دماد بن زيد وإسحاق بن راهوي وغيرهما ،من نن ينزل إلى سماء الدنيا ،ولا يخلو من العرش ،وبينا نن هذا هو الصواب (. )2 ويرى الهيخ ال معثيمين نن يجب على المؤمن نن يحذر من إيراد مثل هذ المسائل ،وعلي نن يؤمن بآيات ال ِصفات كما نتت ،ورد ًا عن سؤال مقـ ِدم ل في \"لقاء الباب المفتوح\" ،الذي يقيمة ال معثيمين في بيت لطلبة العلم، ون ُّص السؤال كما يلي: س -فضيلة الهيخ دفظكم هلل :دديث نزول ربنا إلى السماء الدنيا في ثلث اليل الآ ِخر ،وذلك في كل ليلة؛ ولكن ثلث اليل يختلف من مدينة إلى نخرى ،ومن دولة إلى نخرى ،دتى قد يكون كل اليوم في فترة الثلث هذ ،فدل ذلك يقتض ي نن يكون دائم ًا في النزول؟ فقال الهيخ :نظننا يا نخي لم نقم من مكاننا الذي نهيناكم في عن التحدث بمثل هذ الأمور ،فإذا كنت في بلد وننت في ثلث اليل الآخر فآمن بأن هلل نزل إلى السماء الدنيا ،وإذا كنت في بلد في غير هذا الوقت فلا نزول)3( ) .... ثم قال ال معثيمين :فأرى نن تبقي هذ الإجابة في جيبك ونلا تخرجدا ،فمتى كنت في ثلث اليل الآ ِخر فالرب ناز ٌل ،ومتى كنت في غير هذا الوقت فالرب غير نازل وانتهى الموضوع؛ لن صفات هلل ليست كصفات المخلوق، فالآن نحن نؤمن بأن هلل ينزل إلى السماء الدنيا ،ونؤمن بأن فوق كل ش يء ،فدل ميتصور هذا في المخلوق نن ينزل إلى مكان نازل ،وهو فوق كل ش يء؟! ومع ذلك نحن نؤمن بأن هلل فوق كل ش يء ،ونن ناز ٌل ،ونن نقرب ما يكون العبد من رب وهو ساجد ،ولا نقول نيض ًا :كيف يكون العبد نقرب إلى رب وهو ساجد ،وهو فوق عرش ؟ فنقول: هذا إنما يورد إذا ما تصورنا نن صفات الخالق كصفات المخلوقين(.)4 -1سورةطهالآية.5 -2ابن َت ْي ِم َّية،مجموعالفتوى،ج2ص.111-3محمدبنصالحبنمحمدال ُعثيمين،لقاءالبابالمفتوح،لقاءاتكانيعقدهاالشيخبمنزلهكلخميس،بدأتفيأواخر شوال3133هـوانتهتفيالخميس31صفر،عام3133هـ،انظر: ،http://www .islamweb .netلقاءرقم69،ص.31-39 -4محمدبنصالحبنمحمدال ُعثيمين،لقاءالبابالمفتوح،ص.31-39 88
نما في شرد للعقيدة السفارينية فيذكر نن نزول عز وجل إلى السماء الدنيا ،المذكور في دديث النزولفي الثلث الأخير من اليل -على صيغة سؤال ثم يجيب عن فيقول :-ال ُّنزول إلى السماء الدنيا نوع من ننواع ال ِفعل، هل هو دادث نو غيردادث؟ فيجيب قائل ًا :دادث ،كان بعد نن خلق السماء الدنيا (.)1وقال الهيخ ابن باز :هو سبحان نعلم بكيفية نزول ،فعلينا نن نثبت النزول على الوج الذي يليقبالله ،ومع كون استوى على العرش ،فدو ينزل كما يليق ب عز وجل ليس كنزوِلنا ،إذا نزل فلان من السطح خلامن السطح ،وإذا نزل من السيارة خلت من السيارة ،فدذا قياس فا ِس ٌد ل ،لن سبحان لا يقاس بخلق ،ولا يهب خلق في ش يء من صفات (.)2نكتفي بما ذكرنا في إيراد بعض المخالفات التي نشار إليها الهبل ،في كتاب \"التنبيهات على المخالفات فيفتح الباري\" ،وذلك فيما يخص مسائل التوديد ،وهي كما ذكر كثيرٌة لا يمكن استدراكدا في هذا الباب ،دتىنتجنب الإطالة ،والمقصود كما سبق استقصاء رني السلف الصاِلح في هذ المسائل ،وما يرا السلف ميونالمعا ِصرون من متابعتهم في هذا الباب ،وقد عرفنا هذا ولله الحمد ،فلا داجة إلى تتبع كل ما جمع ،نما مسائلالإيمان الأخرى ،كزيادة الإيمان ونقصان ،ورني السلف فيها ،ومسألة رؤية هلل تعالى ،ومسائل الجنة والنار والصراط وغيرها ،فستكون مداردراستنا في هذا المبحث ،كما يأتي: المبحث الثالث :مسائل الإيمان:اتبع السلفية في فدمدم لمسائل الإيمان وما يتعلق بها من ندكام ،منهج الصحابة والتا ِبعين ،واستدلواعلى مفدومدا بنصوص الكتاب والسنة ،وحجتهم في هذا الاتباع ،ويقولون نحن على الكتاب والسنة ،وفق منهجالسلف الصاِلح ،وسيتبين لنا من خلال الحديث عن قضايا الإيمان المختلفة ،مدى التزام السلفيين قديم ًا ودديث ًابالمنهج العملي الذي رسمو لنفسدم في فدم النصوص الدالة على الإيمان ،ومدى التزامدم باتباع السلف الصاِلح، في تفسيرهذ القضايا والمفاهيم. -1شرحالعقيدةالسفارينية،ال ُعثيمين،ص.331 -2مجموعفتاوىابنباز،ج3ص.111 89
المطلب الأول :حقيقة الإيمان: ميج ِمع السلف ُّيون من نئمة الحديث قديم ًا على نن دقيقة الإيمان ،تهمل التصديق ،والإقرار ،والعمل، ولدذا يقول الإسماعيلي ،في كتاب \"إعتقاد نئمة الحديث\" ويقولون إن الإيمان قول وعمل ومعرفة ،يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ،من كثرت طاعت ن ْزيد إيما ًنا ممن هو دون في الطاعة (.)1 وقال نبو الحسين محمد بن القاض ي نبي يعلى الفراء الحنبلي ،في كتاب المسمى\" :الاعتقاد\"\" :والتصديق بذلك :قول اللسان ،وتصديق بالجنان ،وعمل بالركان ،يزيد كثرة العمل والقول والإدسان ،وينقص العصيان\" (. )2 وهذا هو مذهب السلفيين جميع ًا ،قديم ًا ودديث ًا ،ولدذا يقول السفاريني في شرد على الدرة المضية: \"وذهب السلف نن الإيمان قول باللسان ،واعتقاد بالجنان ،وعم ٌل بالركان ،ويقولون :الإيما من قو ٌل وعم ٌل وني ٌة، وبعضدم يزيد :واتباع السنة\"(. )3 ويذكر شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية ،نن دديث جبريل الطويل في صحيح مسلم وغير ،يق ِعد لحقيقة الإيمان، والإسلام ،والإدسان ،ونن دقيقة الإيمان بدرجات الثلاثة إنما هي في معنى هذا الحديث ،ويستنبط من ديدث جبريل نيض ًا نن مسائل الإيمان متداخل ديث يقول\" :الإدسان\" نعم من جدة نفس ونخص من جدة نصحاب من الإيمان ،و\"الإيمان\" نعم من جدة نفس ونخص من جدة نصحاب من \"الإسلام\" ،فالإدسان يدخل في الإيمان، والإيمان يدخل في الإسلام ،والمحسنون نخص من المؤمنين ،والمؤمنون نخص من المسلمين ،وهذا كما يقال :في \"الرسالة والنبوة\" فال ُّن مبوة داخلة في ال ِرسالة ،وال ِرسالة نع ُّم من جدة نفسدا ،ونخص من جدة نهلدا؛ فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول ًا؛ فالنبياء نعم والنبوة نفسدا جزء من الرسالة ،فالرسالة تتناول النبوة وغيرها بخلاف النبوة؛ فإنها لا تتناول الرسالة (.)4 -1أبوبكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ،اعتقاد أئمة الحديث ،تحقيق محمد بن عبد الرحمن الخميس ،دار العاصمة، الرياض3133،هـ،ص.9-2أبوالحسينمحمدبنالقاضيأبييعلىالفراءالحنبلي،الاعتقاد،تحقيق:محمدبنعبدالرحمنالخميس،دارالأطلس الخضراءللنشر،الرياض،السعودية3113،م،ص31 -3محمد بن أحمد سالم السفاريني ،حاشية الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية ،المكتبة المدنية ،السعودية3199 ،هـ، ص.13 -4ابن َت ْي ِم َّية،مجموعالفتاوى،ج3ص.153 90
ولا يختلف ال ممعاصرون من السلفيين عن الممتقدمين من نرباب مذهب نصحاب الحديث \"السلفيين\" في وصفدم لحقيقة الإيمان ،ديث يقول الهيخ التركي\" :ودقيقة اعتقادنا ،ننها تصديق بالقلب ،وِإقرار باللسان، وعمل بالجوارح ،وِإلا فالمنافقون في الدرك الأسفل من النار مع ننهم يقولون :لا ِإل ِإلا هلل ،بل وميقيمون الصلاة، وميؤتون الزكاة ،وي مصو ممون وي مح ُّجون\"(. )1 وفي تعريف الهيخ التركي لليمان ،إشارة واضحة إلى ما يتضمن معنى التص ِديق بالقل ِب ،والعم ِل بالجوارِح ،مع إقراراللسا ِن ،مضيف ًا نن المنافق يق ُّربلسان ،ويعمل بجوارد ،غيرنن تخلف عن شرط التصديق . المطلب الثاني :تعريف العثيمين لحقيقة الإيمان: ميع ِرف ال معثيمين الإيمان بحقيقت من ديث تمكن في القلب ،وثمرة هذا التمكن في عمل الجوارح، فيقول :الإيمان عقيدة راسخة قبل كل ش يء ،تنتج قول ًا سديد ًا ،وعمل ًا صالح ًا ،تنتج الحب لله ورسول ،والإخلاص في توديد هلل ،واتباع رسول -صلى الل م عل ْي ِ وسلم -جد وعمل ،ومثابرة ومصابرة ،ودبس للنفس على ما تكر من طاعة هلل ،ومنع لدا عما تحب من معصية هلل (.)2 وميق ِرر ال معثيمين كذلك نن علامات الإيمان ،متستنبط من كتاب هلل وسنة رسول -صلى هلل علي وسلم- ويستهدد على ذلك بقول تعالى( :و ِمن النا ِس م ْن ي مقو مل آمنا ِبالل ِ وِبا ْلي ْوِم ا ْلآ ِخ ِر وما مه ْم ِب مم ْؤ ِم ِنين)( -،)3ثم يقول ردم هلل -فدؤلاء يظدرون ننهم مسلمون :فيصلون مع الناس ،وربما يتصدقون ،ويذكرون هلل ،ولكنهم لا يذكرون هلل إلا قليل ًا ،ويقرون بالرسالة ولكنهم كاذبون(.)4 مما سبق من كلام العثيمين وغير من السلفيين \"المتقدمين والمتأخرين\" يتضح لنا نن السلفيين قديم ًا ودديث ًا متفقون في المعنى العام لحقيقة الإيمان ،غير ننهم يتفاوتون في كيفية طرددم لدذا المفدوم ،مع اعتمادهم-1عبداللهبنعبدالمحسنالتركي،مجملاعتقادأئمةال َّسلف،الطبعةالثانية،وزارةالشؤونالإسلاميةوالأوقافوالدعوة والإرشاد-المملكةالعربيةالسعودية3139،هـ،ص.11 -2ال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائل،ج6ص.319 -3سورةاليقرةالآية.5 -4العثيمين،فتاوىنورعلىالدرب،ج31ص.11 91
المنهج المودد ،في تفسيرهم لحقيقت ،وهي نن يهمل تصديق القلب ،وإقرار اللسان ،وعمل الجوارح ،ونن بعض نفضل من بعض (.)1 المطلب الثالث :زيادة الإيمان ونقصانه: هذ القضية ثابت ٌة عند السلفيين قديم ًا ودديث ًا ،وتعتبر من نصول المذهب السلفي ،نخرج ابن عبدالب ِر عن عبدالرزاق بن همام قال :سمعت ابن جريج( )2وسفيان الثوري ،ومعمر بن راشد ،وسفيان بن عيين ،وماِلك بن نشس يقولون( :الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ) (.)3 وقد نقل شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية القول ب عند الأئمة الأوائل المتبوعين ،والصحابة -رضوان هلل عليهم- ديث قال :إن ذلك ِمما ثبت عن نصحاب رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -قاطب ًة ،فروى الناس من وجو كثيرة، عن دماد بن سلمة ،عن نبي جعفر ،عن جد عمير بن دبيب الخطمي ،وهو من نصحاب رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -قال :الإيمان يزيد وينقص ،قيل ل :وما زيادت ،وما نقصان ؟ قال :إذا ذكرنا هلل ودمدنا وسبحنا ، فتلك زيادت ،وإذا غفلنا وشسينا فتلك نقصان ،وروى إسماعيل بن عياش عن جرير بن عثمان عن الحارث بن محمد عن نبي الدرداء قال :الإيمان يزيد وينقص (.)4 وكتب عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل -رض ي هلل عن -إلى عدي بن عدي :إن لليمان فرائض وشرائع وددودا وسنن ًا ،فمن استكملدا استكمل الإيمان ،ومن لم يستكملدا لم يستكمل الإيمان ،فإن نعش فسأب ِينها لكم دتى تعلموا بها ،وإن نمت فما ننا على صحبتكم بحريص (.)5 -1انظر :أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال أبو بكر ،السنة ،تحقيق :عطية الزهراني ،دار الراية ،الرياض، الطبعةالأولى3131،هـ،ج1ص.253-2هو:عبدالملكبنعبدالعزيزبنجريج،أبوالوليدوأبوخالد:فقيهالحرمالمكي.كانإمامأهلالحجازفيعصره.وهوأولمنصنفالتصانيففيالعلمبمكة.روميالاصل،منمواليقريش،مكيالمولدوالوفاة،قالالذهبي:كانثبتا، لكنهيدلس(الإِ َمامالحافظفقيهالحرمأبوالوليد)ماتسنة321هـ،انظر:الأعلامللزركلي،ج1ص.361 -3ابنعبداال َب ِّر،الانتقاءص،19وانظر:محمدعبدالرحمنالخميس،اعتقادالأئمةالأربعة.39، -4شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية ،كتاب الإيمان ،تحقيق عصام الدين ا َلضبابطي ،دار الحديث ،القاهرة، .3111ص.316-5عبدالرحمنبنعليبنمحمدبنالجوزي،مناقبعمربنعبدالعزيز،دارالمنار،القاهرة،مصر،الطبعةالأولى، 3111م،ص.39 92
ومنقل عن الِإمام ابن عبد الب ِر ،في شرد للموطأ ال ممسمى -التمديد )1(،-قول :نجمع نهل الفق ،والحديث على نن الإيمان قو ٌل وعم ٌل ،ولا عمل إلا بنية ،والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ،والطاعات كلدا عندهم إيمان ،إلا ما كان من نبي دنيفة ونصحاب ،فإنهم ذهبوا إلى نن الطاعة لا تسمى إيمان ًا ،وقالوا إنما الإيمان التصديق والإقرار(.)2 وهم في هذا -نعني نصحاب المذهب السلفي -إنما يستندون للنصوص الواضحة من الكتاب والسنة، ومنها :قول تعالىِ( :إن ت ْجت ِن مبوْا كبآ ِئر ما مت ْنه ْون ع ْن م منك ِف ْر عن مك ْم س ِيئا ِت مك ْم ومن ْد ِخ ْل مكم ُّم ْدخل ًا ك ِريم ًا)( ،)3وممن استدل بهذ الآية على نن العمل يؤثرسلب ًا ،وإيجاب ًا على صفة الإيمان في قلب المؤمن ،الإمام مالك ،والأوزاعي ،والليث ابن سعد ،وغيرهم (. )4 وقول تعالى( :وما كان الل م ِل مي ِضيع ِإيمان مك ْم ِإن الل ِبالنا ِس لرمؤو ٌف ر ِدي ٌم)( ،)5وقد استهدد بها البيهقي في كتاب الاعتقاد ،نن قول تعالى( :وما كان الله ليضيع إيمانكم ..الآية) ،في دلال ٌة على نن سمى صلاتهم إلى بيت المقدس إيمان ًا ،وإذا ثبت ذلك في الصلاة ،ثبت ذلك في سائرالطاعات فك ُّل طاعة إيمان (. )6 المطلب الرابع :الشيخ العثيمين ومسألة زيادة الإيمان ونقصانه: يف ِصـل ال معثيمين في هذ المسألة تفصيل ًا شامل ًا ،منقطع النظير ،ويسدب في شردد ًا إسداب ًا طيب ًا ،بما يهدد بحق ،وبدون تح ُّيز ،نن من نلمع علماء السلفية المعاصرين في القرن الماض ي ،ديث يقول :في إجابة عن سؤال ،هل الإيمان يزيد نو ينقص؟-1كتابفريدفيبابه،موسوعةشاملةفيالفقهوالحديثوهوكتابشرحفيه ابنعبدال َب ِّركتابالموطأللإمام َما ِلكولكنهرتبهترتيباآخريختلفعنترتيبال ِإ َمام َمالِك،حيثأ َّنهرتبهبطريقةالإسنادعلىأسماءشيوخال ِإ َمام َمالِكالذينروىعنهم مافيالموطأمنالأحاديث ،فلقدجمعأحاديثكلراوفيمسندعلىحدةمعتمدافي ترتيبهمعلىحروفالمعجموترجمللرواةوخرجالأحاديثوشرحهالغوياوفقهيا ،وذكر آراءأهلالعلموالفقه،وقداقتصرفيهعلىماوردعنالرسولصلىاللهعليهوسلممن الحديث،متصلا،أومنقطعا،أوموقوفا،أومرسلا،دونمافيالموطأمن الآراء والآثار،لأنهاتهأفردهابكتابآخرسماه الاستذكارلمذاهبعلماء الأمصار،فيمانظمهالموطأمنمعانيالرأيوالآثار\"وقدقضىفيتأليفكتاب التمهيدأكثرمنثلاثينسنة،يقولبنحزمعنالتمهيد:كتابلاأعلمفيالكلامعلىفقه الحديثمثلهأصلاًفكيفأحسنمنه.،توفيابنعبدال َب ِّرسنة161هـ،انظر:اصطلاحالمذهبعندال َمالِكيةص.399-2ال ِإ َمامالحافظال َما ِلكي،أبيعمريوسفبنعبدال َب ِّر،التمهيدلمافيالموطإمنالمعانيوالأسانيد،تحقيق:أسامةبن إبراهيم،الناشرالفاروقالحديثةللطباعةوالنشر،الطبعةالثانية3113م،ج9ص.315 -3سورةالنساءالآية.13 -4انظر،سالمرحيل،مفهومالعقيدةعندالإماممالك،ص.316 -5سورةالبقرة،الآية.311-6أبوبكرأحمدبنالحسينبنعليالبيهقي،الاعتقاد،تحقيق:محمدبنإبراهيمأبوالعنين،دارالفضيلة،الطبعةالأولى، 3999م،ص.336 93
نقول :مذهب السلف يزيد وينقص ،وقال بعض العلماء من السلف :مق ْل :يزيد ،ولا تق ْل :ينقص( ،)1وقالت المرجئة :لا يزيد ولا ينقص ،وقالت الخوارج والمعتزلة :لا يزيد ولا ينقص ،فالقوال إذن نربعة: .7الإيمان يزيد وينقص (قول عامة السلف ). .9الإيمان يزيد ولا ينقص ،يعني قل يزيد ،ونمسك عن القول بنقصان ( ،قو ٌل لبعض السلف ،كما جاءت الرواية ب عن مالك)(.)2 .4الإيمان ،لا يزيد ولا ينقص ،وهذا قول المرجئة(. )3 .3والإيمان عند الخوارج والمعتزلة نيض ًا ،لا يبعد عن قول المرجئة ،لنهم يقولون :الإيمان إما نن يوجد كل وإما نن يعدم كل (.)4-1فيإشار ٍةإلىروايةعنالإماممالك،قالأبوالقاسم\":كان َمالِكيقولالإيمانيزيدوتوقفعنالنقصان،وقال:ذكراللهزيادتهفيغيرموضع،فدعالكلامفينقصأ َّنه،وكفعنه\"القاضي ِع َياضبنموسىبن ِع َياض،ترتيبالمدارك،تحقيق:عبدالقادرالصحراوي،وزارةالأوقافبالمغرب،الطبعةالأولى3951،مص.313 -2ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص،165بتصرفقليل.-3يذهببعضالعلماءوالباحثينمنأهلالسنةفيعصرناالحاضر،إلىتقسيمالمرجئةإلىأربعةأقسامانظر(:أصولالسنةللإمامأحمدبنحنبل،شرحالشيخ:عبدالعزيزبنعبداللهالراجحي،نقلاعنموقعالعقيدةوالأديانالمعاصرة-31.3115-39م ،www .alaqidah .com،القسم الأول :الجهمية -الذين قالوا إن الإيمان مجرد المعرفة ،معرفة الرببالقلبوالكفرهوجهلالرببالقلب،فعندهمالمؤمنهوالذيعرفربه بقلبه،والكافرهوالذيجهلربهبقلبه،وهذامنأفسدوأقبحالمعتقداتعلىالإطلاق،وهذامايسميهالعلماءبمرجئةالجهمية،وعلىهذا،فإنابليسيعتبرمؤمناًعلىقولاا ْلله ُممؤ ْفلؤاِسمءِندييَ-ننف)ه(وعلسيوىعررقةولافلهنممر-بلهف،إالبنآديلاةيللهل1ققا3ول)له،لالعلهنقهتسعماولاعلىث:نان(ققايوَ :لماهلر:ك( ِّبراَوفمأَيَنجة َِ-حظ ُدْر ِونوامي ِبؤإَِهلَسا ى َسو َياْوْسهِمَتذْيهَُيق َْبن ْاتَعل َُثهاجومَأَنان)فُع( ُةسسُه ْومهروةُ :ظْلمماًحص َموادل ُعألُيب ّوةناًَ 9فكاَّ 9نر)اُ،ظم ْ،روفوَكرْيهعم َفوينعَكتاأقي َدن وض َاعنا ِقمأ َب ُننةالإيمانهوالنطقباللسانأنمنقال:لاإلهإلاالله،فهومؤمنولوكانلايعتقدالإيمانفيقلبه،فقطيقولهذابلسأ َّنهفهومؤمن،كاملالإيمانعندالكرامية،ويقولونبخلودهفيالنار،لأ َّنهليسمؤمناًمنقلبه،وهومؤمنلأ َّنهنطقبلسأ َّنه،فهمبهذايجمعونبينالمتناقضين،القسمالثالث:مجموعةمنالمتقدمينمن الماتريدية،والأ َشا ِعرة،فقدذهبواإلىأنالإيمانههوواملتجرصدديالقتباصلدقيلقب،،وملونلدمويننطإققرابلرساألَّنلهس،انو،هذالهقإسحمدالىراابلعر:وايمارتجئالةتايلفقرهاويء،توعهؤنلاالءإِ َمياعم ِّرأفبويناحلنإييفمةا،نحبيأ َّنثهيترصىديأقنبااللإقيلمابن،وإقرار باللسان ،وأما الأعمال فمستقل ٌة عن مسمى الإيمان ،وهذه هي الرواية الثانية عن ال ِإ َمام أبي حنيفة وعليها أكثرأصحابه ،وسماهم بعض أهل العلم بمرجئة الفقهاء ،وهم أهل الكوفة ،وأول من قال بهذا النوع من الإرجاء حماد بنبن محمود آلخضير،الإيمان عند ال َّسلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات محمد السلميعماانص،رينشي،خ-5ا3ل-إِ َم5ام1 1أب3ينقلحاًنيفعة،ن ،www.alagidah.comويلاحظ أن طوائف مرجئة الأعمال التي سبق موقعذكرها،تشتركجميعهافيأنالأعماللاتزيدفيالإيمانولاتنقصه،انظر:سالمرحيل،مفهومالعقيدةعندالإماممالك، ص.311 -4ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص،169بتصرفقليل.94
ثم يتابع ال معثيمين في شرد لدذ المسألة فيقول :فلنبدن نول ًا بالعقيدة ،ثم يسأل سؤال ًا ،ويجيب عن بنفس قائل ًا: سؤال :هل العقيدة تزيد وتنقص ؟ ويجيب ال معثيمين بدليلين ،نددهما عقلي ،والآخرشرعي ،فيقول: -الجواب :شعم تزيد -يقصد العقيدة -وتنقص بلا شك ،وذلك لن الاعتقاد مبن ٌي على العلم ،والعلم مبني على طرق العلم ،وطرق العلم تختلف (.)1ثم يستطر العثيمين مجيب ما بصيغة الاستفدام فيقول :هذا دليل عقلي ،الاعتقاد يزيد وينقص لماذا ؟ لنالاعتقاد مبن ٌي على العلم والعلم يزيد وينقص باعتبار طرق فلزم من ذلك نن يزيد الاعتقاد نو ينقص ،هذا عقل ًا (.)2أما ْشرع اا :فقد دل الهرع على نن الاعتقاد يزيد وينقص ،ومن ذالك كما جاء في قول تعالى ،إخبا ًرا عنإبراهيم علي السلام ،ديث قال جل وعلاِ( :إ ْذ قال ِإ ْبرا ِهي مم ر ِب ن ِرِشي ك ْيف مت ْح ِيـي ا ْلم ْوتى قال نول ْم مت ْؤ ِمن قال بلىولـ ِكن ِلي ْطم ِئن ق ْل ِبي قال ف مخ ْذ ن ْربع ًة ِمن الط ْي ِر ف مص ْر مهن ِإل ْيك مثم ا ْجع ْل على مك ِل جبل ِم ْنمهن مج ْزء ًا مثم ا ْد مع مدن ي ْأ ِتينك س ْعي ًا وا ْعل ْم نن الل ع ِزي ٌزد ِكي ٌم)(. )3ثم تابع -ال معثيمين ردم هلل -قائل ًا :فصار الاعتقاد يزيد وينقص ،لدليلين نددهما نثري (نقلي) ،والثاشينظري (فكري) ،وإن شئت قل نددهما\" :سمعي\" والثاشي\" :عقلي\" ( ،)4ونضرب مثل ًا محسوس ًا لدذا :إذا نخبرك رج ٌلثقة بش يء ما؟ لدذا اعتقدت مم ْخبر ،إذا جاءك آخر نخبرك بهذا الخبر زاد اعتقادك ،ثالث يزيد ،رابع يزيد ،ثم يقول :ها ننت تهاهد بنفسك نن يزيد نليس كذلك ؟ (. )5 -1المرجعالسابق،ص،165بتصرفقليل. -2المرجعالسابق،ص.165 -3سورةالبقرةالآية.361 -4ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص.165 -5ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص،165بتصرفقليل. 95
من سرد نقوال العثيمين آنفة الذكر ،تبين لنا نن الرجل يجعل هذ القضية (زيادة الإيمان ونقصان )من المسائل المدمة والمركزية عند السلفيين ،فدو ميف ِرق بها السلفيين وغيرهم ،وهو يرى ننها قضي ٌة مسل ٌم بها، ميستهدد عليها بالدلة النقلية والعقلية . المطلب الخامس :رؤية الله تعالى:مثل الاعتقاد برؤية هلل تعالى في ال ُّدنيا والآخرةِ ،محور ًا لل ِنقا ِش والتدا مول بين الطوائف الإسلامية علىمختلف مناهجدا ،ولكن نهل السنة نصحاب الحديث ،وقفوا من هذ العقيدة ،موقف الوسط ،بحيث آمنوا بمافي الكتاب والسنة على ظاهر ،قال الإمام ال مقرطبي :وقد اختلف في جواز رؤية هلل تعالى ،فأكثر المبتدعة علىإنكارها في الدنيا والآخرة ،ونهل السنة والسلف على جوازها فيهما ،ووقوعدا في الآخرة ،فعلى هذا لم يطلبوا من الرؤية محال ًا ،وقد سألدا موس ى علي السلام (. )1 ويقول ابن ت ْي ِمية :المسلمون في رؤية هلل على ثلاثة نقوال:أو ال :الصحابة ،والتابعون ،ونئمة المسلمين ،على نن هلل يرى في الآخرة بالبصار عيان ًا ،ونن ندد ًا لا يرافي الدنيا بعين ،لكن ميرى في المنام ،ويحصل للقلوب في المكاشفات ،والمهاهدات ما يناسب دالدا ،ومن الناس منتقوى مهاهدة قلب دتى يظن نن رنى ذلك بعين وهو غالط ،ومهاهدات القلوب تحصل بحسب إيمان العبد(.)2 ثاني اا :قول نفاة الجدمية نن لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة(.)3 ثالث اا :قول من يزعم نن يرى في الدنيا والآخرة (.)4 ويقول الإمام محمد ابن عبد الوهاب ،بقول نستاذ ابن ت ْي ِمية ،ويستهدد لقول بحديث النبي -صلى ال علي وسلم ،-وهو عن جرير بن عبد الل ِ البجلي -رض ي الل عن -قال :كنا جلوس ًا عند النبي -صلى الل عليوسلمِ -إذ نظر ِإلى القم ِر ليلة البد ِر قالِ( :إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رْؤيت ِ ،ف ِإن -1تفسيرالقرطبي،ج3ص.111 -2ابن َت ْي ِم َّية،جامعالرسائل،ج3ص.21 -3المرجعالسابق،ج3ص.23 -4المرجعالسابق،ج3ص.23 96
استطعتم نن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الهم ِس وقبل غروبها فافعلوا) ،ثم قرن( :وس ِب ْح ِبح ْم ِد رِبك ق ْبل مط ملوِع اله ْم ِس وق ْبل مغ مرو ِبها)(.)3()2( ،)1 ثم قال ابن عبد الوهاب :هذا الحديث يثبت رؤية الل سبحان وتعالى للمؤمنين يوم القيامة ،وهي نعظم شعمة تعطى لهل الجنة ،فقد نخرج مسلم وغير عن صديب -رض ي الل عن -نن النبي صلى الل علي وسلم قال: (إذا دخل نهل الجنة الجنة ،قال :يقول الل تبارك وتعالى :تريدون شيئا نزيدكم؟! فيقولون :نلم تبيض وجوهنا ؟ نلم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال :فيكهف الحجاب فما نعطوا شيئا ندب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل)(. )5( . )4 وبسردنا لقوال ابن عبد الوهاب عرفنا نن بقول ابن تيمية يقول ،ومن تصورات ينهل ويقتبس ،وليس في هذا الباب فحسب ،بل؛ سيتبين لنا من خلال التتبع والاستقراء في الفصول والمبادث الآتية ما هو كائ ٌن بين الرجلين من التوافق في كثير من مسائل العقيدة ،وإن كان بعض نهل العلم يصف ابن عبد الوهاب بالتهدد في المنهج السلفي ،وبالقسوة على المخالفين في العقيدة ،على نحو ميعتبر مع ابن تيمية نكثر موضوعية ،ونميل إلى التق ِعيد والتأصيل في إسقاط المخالفين من وجدة نظرالسلفيين . المطلب السادس :العثيمين والقول برؤية الله يوم القيامة: سئل العثيمين عن رؤية هلل عزوجل ،وكانت صيغة السؤال: س -بارك هلل فيكم فضيلة الهيخ ،من الجزائر نبو بسام يقول :فضيلة الهيخ ما قول نهل السنة والجماعة في رؤية المسلم لرب عزوجل يوم القيامة؟ -1سورةطهالآية.311 -2صحيح البخاري ،حديث رقم ،221 /وانظر :الإمام محمد بن عبد الوهاب ،أصول الإيمان تحقيق :باسم فيصلالجوابرة،الطبعةالخامسة،وزارةالشؤونالإسلاميةوالأوقافوالدعوةوالإرشاد،المملكةالعربيةالسعودية3131،هـ، ص.22 -3ابنتيمية،جامعالرسائل،ج3ص.23 -4صحيحمسم،حديثرقم.353/ -5الإماممحمدبنعبدالوهاب،أصولالإيمانتحقيق،ص.22 97
الجواب :الهيخ :قول نهل السنة والجماعة في رؤية هلل سبحان وتعالى يوم القيامة ،ما قال هلل عننفس ،وقال عن رسول -صلى هلل علي وال وسلم -فالله تعالى قال في كتاب ( :مو مجو ٌ ي ْوم ِئذ) يعني يوم القيامة(نا ِضرٌة ِإلى رِبها نا ِظرٌة)( ،)1ناضرة الأولى بمعنى دسنة ،الثانية من النظر بالعين ،لن نضاف النظر إلى الوجو ؛فالوجو محل العينين التي يكون بهما النظر ،وهذا يدل على نن المراد نظر العين ،ولو كان المراد نظر القلب وقوة اليقين ،لقال\" :قلوب يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة \"ولكن قال( :وجو يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) ،ومن ذلك قولتعالىِ( :لل ِذين ن ْدس منوْا ا ْل مح ْسنى و ِزياد ٌة)( ،)2يقول العثيمين :الزيادة فسرها نعلم الخلق بمراد هلل وهو :رسول هلل-صلى هلل علي وآل وسلم -بأنها النظر إلى وج هلل -عز وجل ،-ولذلك قال في آية نخرى -كما ذكر العثيمين -وذلكقول تعالى في الفجار( :كلا ننه ْم ع ْن رِبِه ْم ي ْوم ِئذ لم ْح مجومبون)( ،)3فحجب هؤلاء الفجار عن هلل يومئذ يعني يومالقيامة ،يدل على نن غيرهم ينظرون إلى هلل عز وجل ،ولو كان غيرهم لا ينظر إلى هلل لم يكن بينهم وبين الفجار فرق(.)4 معنى قول تعالى( :لا مت ْد ِرمك م ا ْلأْبصا مرو مهو مي ْد ِر مك ا ْلأْبصار)(.)5ير ُّد ال معثيمين على بعض من ادتج بعدم رؤية هلل تعالى يوم القيامة ،بقول عز وجل( :لا مت ْد ِرمك م ا ْلأْبصا مرو مهو مي ْد ِر مك ا ْلأْبصار) قائل ًا :إن هذ الآية تدل على نن هلل تعالى يرى بالبصار ،ودليل ذلك نن نفى الإدراك ،وهذا يدل على وجود نصل الرؤية ،ولو كان نصل الرؤية غير ثابت ما صح نن ينفى الإدراك ،ولا يصح نن يستدل بهذالآية على امتناع رؤية هلل عزوجل ،لن الآية إنما نفت ما هو نخص من الرؤية ،وهو الإدراك ونفي الأخص يستلزم وجوب الأعم ،وهو الرؤية ،و هلل عزوجل يرى يوم القيامة ،ولكن الأبصارلا تدرك (.)6 أدلة على رؤية الله -تعالى -من السنة:قد ثبت عن النبي -صلى هلل علي وسلم -ثبوتا متواترا لا شك في إثبات رؤية هلل عز وجل يوم القيامةني نن يرى سبحان وتعالى فمن ذلك قول تبارك قول -صلى هلل علي وآل وسلم( -ننكم سترون ربكم كما ترون -1سورةالقيامةالآية.31-33 -2سورةيونسالآية.36 -3سورةالمطففينالآية.32 -4العثيمين،فتاوىنورعلىالدرب،ج9ص،31وانظر:الحلقة.133: -5سورةالأنعامالآية.311 -6العثيمين،شرحالعقيدةالواسطية،ص،113وانظر:العثيمين،عقيدةأهلالس َّنةوالجماعة،ص.31 98
القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيت فإن استطعتم على نن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الهمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا)( ،)1والأداديث في هذا متواترة كما قال بعض العلماء في نظم ش يء من المتواترقال: من ما تواتردديث من كذب** ومن بنى لله بيت وندتسب ورؤية شفـاعة والحوض **ومسـح خفين وهذ بعض ()2 هذا هو قول نهل السنة والجماعة ،نن هلل سبحان وتعالى يرى يوم القيامة بالبصر ،رؤية دقيقية، لكن مع هذ الرؤية لا يمكن إدراك عز وجل ،لن نعظم من نن تدرك الحواس ،نو الأفدام ،نو الخواطر ،ونن هذ الرؤية تكون يوم القيامة (. )3 ويقول ال معثيمين في شرح العقيدة السفارينية \"فرؤية هلل سبحان وتعالى في الآخرة ثابت ٌة بالقرآن وإجماع السلف ،دتى إن بعض العلماء صرح بأن من ننكررؤية هلل في الآخرة فدو كافر\" (. )4 المطلب السابع :الجنَّة والنار: يقول السلف ُّيون بالجنة والنار ،وننهما باقيتان ما شاء هلل لدما البقاء ،ونن يع ِذب من شاء بنار ،ويردم من يهاء بجنت ،ودليل ذلك قول تعالى( :فأما ال ِذين ش مقوْا ف ِفي النا ِر ل مد ْم ِفيها ز ِفي ٌر وش ِدي ٌق خاِل ِدين ِفيها ما دام ِت السماوا مت والأْر مض ِإلا ما شاء رُّبك ِإن ربك فعا ٌل ِلما مي ِري مد ونما ال ِذين مس ِع مدوْا ف ِفي الجنة خاِل ِدين ِفيها ما دام ِت السماوا مت والأْر مض ِإلا ما شاء رُّبك عطاء غ ْيرم ْج مذوذ)(. )5 يقول الإمام ابن جرير الطبري ،عند تفسير هذ الآية :وذلك نن العرب إذا نرادت نن تصف الش يء بالدوام نب ًدا قالت :هذا دائم دوام السموات والأرض ،بمعنى نن دائم نب ًدا ،وكذلك يقولون\" :هو باق ما اختلف -1سبقتخريجهص.315 -2متن الشيخ التاودي ،في حواشيه على الصحيح ،راجع -نظم المتناثر من الحديث المتواتر للإمام محمد بن جعفر الكتاني،المكتبةالوقفية3119،م،ص.33 -3ال ُعثيمين ،برنامج نور على الدرب ،رقم الحلقة ،133وحلقة ،939مصدر الكتاب :موقع الشيخ ال ُعثيمين،http://www .ibnothaimeen .comوانظر:ال ُعثيمين،لقاءالبابالمفتوح،بابتفسيرقولهتعالى(:علىالأرائك ينظرون)،ج39ص،2وال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائل،ج3ص.333 -4ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص.193 -5سورةهودالآيات.)315-316(: 99
الليل والنهار\" ،ويقولون نيض ًا :و\"ما ْلل ِت ال مع ْف مر( )1بأذنابها \"يعنون بذلك كل \"نبد ًا\" .فخاطبهم جل ثناؤ بما يتعارفون ب بينهم فقال( :خالدين فيها ما دامت السموات والأرض) ،والمعنى في ذلك :خالدين فيها نب ًدا ،ثم قال( :إلا ما شاء ربك) ،واختلف نهل العلم والتأويل في معنى ذلك فقال بعضدم :هذا استثنا ٌء استثنا هلل لهل التوديد، نن يخرجدم من النارإذا شاء ،بعد نن ندخلدم النار( ،)2وبهذا قال ابن كثير ،والبغوي وغيرهما (. )3 ويقول شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية \" :وشعتقد نن هلل تعالى خلق الجنة والنار وننهما مخلوقتان للبقاء؛ لا للفناء (. )4 ويذكر نيض ًا في مجموع الفتاوى ،نن الجدمية يختلفون مع نهل ال ُّسنة في هذ المسألة ،ديث قال\": والجدم بن صفوان منهم يقول بعدمدا بعد ذلك ،ويقول بفناء الجنة والنار ،لامتناع دوام الحوادث عند في المستقبل كامتناع دوامدا في الماض ي\"(.)5 ثم بين ابن ت ْي ِمية نن مذهب السلف هو الإيمان بهما على الحقيقة ،وننهما للعذاب ،والنعيم ،فالجنة ثواب هلل للمؤمنين ،والنار عذاب للكفار والعصاة ،ونن النصرى من نهل الكتاب لا يؤمنون بها عى الح ِقيقة ،ولا يق ُّرون بما نخبر هلل ب من الأكل والهرب والِلباس وال ِنكاح والنعيم والعذاب في الجنة والنار؛ بل غاية ما يقرون ب من النعيم السماع والهم (. )6 ثم يتابع ابن تيمية شارد ًا ما علي السلفيون من الاعتقاد في الجنة والنار؛ وننهم يؤمنون بأن الجنة والنار دق على هلل ملؤهما ،وذلك دتى يتحقق وعد كما قال عزوجل( :وتم ْت كِلم مة رِبك ل ْملأن جدنم ِمن الجنة والنا ِس ن ْجم ِعين)( ،)7وقول نيض ًا( :ول ِك ْن دق ا ْلق ْو مل ِم ِني ل ْملأن جدنم ِمن الجنة والنا ِس ن ْجم ِعين)( ،)8ونن هذا الملأ للنا ِر يكون بوضع الجبار -جل وعلا -قدم في النار ،نما الجنة ،فإن تعالى يخلق لدا خلق ًا آخرين ،كما جاء في -1العفرظاهرالترابوالجمعأعفار،وقيلهوالضبيعامة،انظر:ابنمنظور،لسانالعرب،ج1ص.251 -2ابنجريرالطبري،تفسيرالقرآن،المسمى:جامعالبيانفيتفسيرالقرآن،ج32ص.195-3ابن كثير ،تفسير القرآن العظيم ،ج1ص ،1وانظر البغوي أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي ( المتوفى 236هـ )معالمالتنزيل،حققهوخرجأحاديثه\"-محمدعبداللهالنمر،عثمانجمعةضميرية،سليمانمسلمالحرش\"،دارطيبةللنشر والتوزيع،الطبعةالرابعة3999،م،ج.1313 -4ابنتيمية،مجموعالفتاوىج3ص.111 -5المرجعالسابق،ج3ص.123 -6ابنتيمية،مجموعالفتاوى،ج5ص،11وانظر:الرسالةالقبرصيةلابن َت ْي ِم َّية،ص.32 -7سورةهودالآية.339 -8سورةالسجدةالآية.31 100
الصحيحين ،وفي مسند الإمام ندمد وغير ،من دديث نشس قال النبي صلى هلل علي وسلم\" :لا تزال جدنم تقول: هل من مزيد\" ،دتى يضع رب العزة فيها قدم \" فتقول :قط قط ،وعزتك ،ويزوى بعضدا إلى بعض\" (. )1 ويذهب السلفية الأوائل إلى إثبات صفة القد ِم لله تعالى ،من دديث م ْل ِئ الجنة والنار ،ديث يقول ابن اقيم ،في كتاب إجتماع الجيوش الإسلامية\" :ونن ل قدم ًا لقول النبي -صلى هلل علي وسلم\" :-دتى يضع رب العزة فيها قدم \"(.)2 يقول ابن حجر\" :واختلف في المراد بالقدم فطريق السلف في هذا وغير مهدورة ،وهو؛ نن متمر كما جاءت ،ولا يتعرض لتأويل بل شعتقد استحالة ما ميوهم النقص على هلل ،وخاض كثيرمن نهل العلم في تأويل ذلك فقالوا :المراد إذلا مل جدنم ،فإنها إذا بالغت في الطغيان وطلب المزيد ،نذلدا هلل فوضعدا تحت القدم ،وليس المراد دقيقة القدم ،والعرب تستعمل نلفاظ الأعضاء في ضرب الأمثال ،ولا تريد نعيانها ،كقولدم رغم ننف ،وسقط في يد ،وقيل المراد بالقدم الفرط السابق ،ني يضع هلل فيها ما قدم لدا من نهل العذاب(. )3 المطلب الثامن :العثيمين ومسألة الجنَّة والنار: يذكر ال معثيمين في شرح العقيدة السفارينية ،نن هناك ناس ًا في زماننا يقولون كلام ًا ظاهر الكفر ،وهو قولدم ،إذا انتهو من دفن الميت ،كثي ٌرمن الناس! ولكنهم لا يفدمون معناها ،يقولون في الميت إذا مات\" :ثم مدفن إلى مثوا الأخير\" نو كقولدم\" :ثم منقل إلى مثوا الأخير\" ،وهذ الكلمة لو نخذنا بمدلولدا لكانت كف ًرا ،لن مضمونها إنكار البعث ،فإن المثوى الأخير هو الجنة نو النار ،فإذا قيل لدذا الرجل إذا مات نو مدفن\" :انتقل إلى مثوا الأخير\" فمضمون هذا نن لا بعث(.)4-1صحيحالبخاري،بابالحلفبغزةالله،وصفاته،وكلماته،حديثرقم،6365/وبابماجاءفيقولهتعالى:إنرحمةالله قريب من المحسنين ،حديث رقم ،6592/صحيح مسلم باب الناريدخلها الجبارون ،والج َّنة يدخلها الضعفاء ،حديثرقم ،2152/ومسند الإمام أحمد ،مسند أبي هريرة حديث رقم ،31351 /مسند أنس بن مالك ،حديث رقم،33991 /وانظرالسننالكبرىللنسائي،حديثرقم،9911/انظر:مجموعالفتاوىلشيخالإسلام،ج1ص،13والرسالةالعرشية لشيخالإسلامص.33 -2ابن القيم الجوزية ،إجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية ،دار الشريعة ،القاهرة ،مصر ،الطبعة الأولى3111م،ص.95 -3ابنحجرفتحالباري،ج6ص.122 -4ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص.121 101
ثم يتابع قا ِئل ًا بما ميفدم من نن لا ميك ِفر من قالدا غير قاصد لدا \" ،لكن كثي ًرا من الناس لا يفدمون المعنى في الواقع ،يأخذون العبارات تقليد ًا ،ولا يفكرون في المعاشي\"(.)1ثم يذكر نن مذهب السلف هوالإيمان بهما على الحقيقة ،وننهما مؤبدتان لا تفنيا ،ونن النار يدخلدا الجن والإشس ،وذلك لعموم قول تعالى( :وتم ْت كِلم مة رِبك ل ْملأن جدنم ِمن الجنة والنا ِس ن ْجم ِعين)(.)2ونما دخول المؤمنين الجنة فدو بالنسبة للبهربالنص والإجماع ،وبالنسبة للج ِن مح ُّل خلاف ،والصحيح:ننهم يدخلون الجنة ،والدليل على ذلك :ما جاء في سورة الردمن ديث يخاطب هلل الجن والإشس ويقول جلوعلا ( :مي ْعر مف ا ْلمم ْج ِرممون ِب ِسيما مه ْم ف مي ْؤخ مذ ِبالنوا ِص ي وا ْلأ ْقدا ِم ف ِبأ ِي آلاء رِب مكما متك ِذبا ِن ه ِذ ِ جدن مم ال ِتي ميك ِذ مب ِبهاا ْل مم ْج ِرممون ي مطو مفون ب ْينها وب ْين د ِميم آن ف ِبأ ِي آلاء رِب مكما متك ِذبا ِن)( ،)3ثم يقول ال معثيمين \" :وعلي فالقول الراجح :نن مؤمني الجن يدخلون الجنة كمؤمني الإشس\"\"(. )4ويؤكد كذلك على فكرة نن النار لا تفنى نبد ًا ،والجنة كذلك ،عند تفسير قول تعالى( :وسا ِر معوا ِإلى م ْغ ِفرةِم ْن رِب مك ْم وجنة ع ْر مضدا السموا مت وا ْلأْر مض من ِعد ْت ِل ْل ممت ِقين)( \" ،)5من ِعدت يعني هيئت وهذا دليل على ننها موجودةالآن ،كما نن النار نيضا موجودة الآن ،ولا تفنيان نبد ًا ،خلقدما هلل عز وجل للبقاء ،لا فناء لدما ،ومن دخلدما لايفنى نيض ًا ،فمن كان من نهل الجنة كان خالد ًا مخلد ًا فيها نبد الآبدين ،ومن كان من نهل النار دخلدا خالد ًا مخلد ًا فيها نبد الآبدين\" (.)6 -1ال ُعثيمين،الرجعالسابق،ص.121 -2سورةهودالآية.339 -3سورةالرحمنالآيات(.)12-13 -4ال ُعثيمينشرحالعقيدةالسفارينية،ص.111 -5سورةآلعمرلنالآية.311 -6ابنعثيمن،شرحرياضال َّصالِحين،ج3ص.161 102
كما ننهم يقولون بخروج المؤمنين العصاة من النار ،بعد ادتراقدم فيها ،وذلك قول علي الصلاة والسلام ،كما في صحيح مسلم من دديث جابر بن عبد هلل قال :قال رسول هلل -صلى هلل علي وسلم( :-إن قوما يخرجون من الناريحترقون فيها إلا دارات وجوهدم دتى يدخلون الجنة)(. )1 وهذا الكلام كما يذكر ال معثيمين ،يكون في الهفاعة والردمة بالخلق ،يوم يأذن هلل عز وجل للهفعاء، من الأنبياء والرسل والصاِلحين وغيرهم نن يهفعوا ،وتتضمن ردمة المهفوع بإخراج من محنت ،فيأذن هلل -عز وجل -لمن شاء من خلق من الرسل -عليهم الصلاة والسلام -والأنبياء والعلماء الصاِلحين نن يهفعوا ،فيمن شاء هلل نن يهفعوا في ،نن يخرج من النار ،فيخرجون من النار ،بعد نن كانوا مدمم ًا ،ني صاروا فحم ًا ،يخرجون من النار ،وهذ الهفاعة ينكرها المعتزلة ،والخوارج ينكرون هذ الهفاعة نيض ًا ،لنهم يقولون :من دخل النار فإن لا يخرج منها ،لن لا يدخلدا إلا صادب كبيرة ،والكبيرة توجب الخلود في النار هذا رني الخوارج والمعتزلة ،والخوارج نشد من المعتزلة ،لن الخوارج يرون نن لا يخرج من النار ونن كافر ،والمعتزلة فيهم شب ٌ من المنافقين ،يقولون :لا نقول مؤمن ،ولا نقول كافر ،لكن مخل ٌد في النار ،فاتفق المعتزلة والخوارج على الجزاء الأخروي ،وهو الخلود في الناركلدم يتفقون على نن خال ٌد في النار(.)2 ثم إن هناك من يستثنى من دديث \"يخرج منها من لم يعمل خي ًرا قط\" ،قاطع الصلاة ،فأداديث الهفاعة التي فيها نن هلل يخرج من النار من لم يعمل خي ًرا قط ،فدل قال الرسول علي الصلاة والسلام في نداديث الهفاعة ننهم يخرجون من النار من لم يص ِل؟ لا ،بل قال :من لم يعمل خيرا قط( ،)3فيقال يستثنى من-1صحيحمسلم،بابأدنىأهلالج َّنةمنزلةفيها،حديثرقم،353/ومننفسالباب،حديثرقم،353/مسندالإمامأحمد ،في مسند أبي بكر الصديق ،حديث رقم ،32/ومن مسند عمر بن الخطاب ،حديث رقم ،323وللحديث من معناه رواياتفيالمعجمالكبيرللطبراني،ومصنفأبيشيبة،ومصنفعبدالرزاقوغيرهم. -2ابنعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص.112-3صحيحالبخاري،بابقولالهتعالى(:يريدونأنيبدلواكلامالله)،والحديثعنعنأبيهريرة،أنرسولاللهصلىاللهعليهوسلمقالقالرجللميعملخيراقطفإذاماتفحرقوهواذروانصفهفيالبرونصفهفيالبحرفواللهلئنقدراللهعليهليعذبنهعذابالايعذبهأحدامنالعالمينفأمراللهالبحرفجمعمافيهوأمرالبرفجمعمافيهثمقاللمفعلتقالمنخشيتكوأنتأعلمفغفرله)،حديثرقم،6923/سننالنسائي،بابحسنالمعاملة،والرفقفيالمطالبة،منروايةأبيهريرة ،حديث رقم ،1632/مسند الإمام أحمد ،من مسند أبي هريرة ،حديث رقم ،9699/وفي المسند أيضاً ،من روايةأبيهريرةرضياللهعنه،حديثرقم،5192وفيالسننالكبرىللبيهقي،حديثرقم،6391/مستدركالحاكم،حديث رقم،3351/المعجمالكبيرللطبراني،حديثرقم،631صحيحابنحبان،بابالديون،حديثرقم.2311/ 103
ذلك الصلاة ،لن النصوص ندلة على نن تركدا كفر ،والكافر لا يخرج من النار ،لقول هلل تعالى( :فما ت ْنف مع مد ْم شفاع مة الها ِف ِعين)(. )2( . )1 المطلب التاسع :القضاء والقدر:ميعتبر الإيمان بالقدر من نهم نصول نهل السنة ،وهو من ثوابت نصحاب الحديث (نتباع السلف)،نو السلفية المعاصرة ،ومعنى الإيمان بالقضاء والقدر ،نن ميسِلم المؤمن بقضاء هلل وقدر ،خي ِر وش ِر ،قضا ًءنراد هلل وقضا ،ونن تؤمن نن كل ما يصيب الإشسان في ديات ،هو من قدر هلل وقضائ علي ،ولقد خاضالمتكلمون في مسائل القدر ،واختلفوا في ،وانقسموا طوائف ومهارب كما تحدثنا عن مسألة الجنة والنار آنف ًا،فمن قائل نن العباد مخيرون في نعمالدم ونفعالدم ،ونن لا قدرة لله تعالى في هذ الأفعال ،وهؤلاء هم القدرية،ومن قال إن الإشسان مجبوٌر ،وهو كالريهة في الدواء ،لا دخل ل بكل ما يجري ،فدومسير في كل ش يء ،وهؤلاء همالجبرية ،ولقد كر السلف الأول الخوض في مسائل القدر ،كما نقل عن الإمام مالك ،وغير ،ومن قول الإماممالك\" :الكلام في الدين نكره ولم يزل نهل بلدنا -يقصد التا ِبعين الكبار في المدينة المنورة -يكرهون القدر ورني جدم وكل ما نشب ذلك\" (. )3ومن هنا فإن مذهب السلف في القدر ،ونفعال العباد ،واض ٌح لا لبس في ،قال الإمام ابن حجر\" :ومذهب السلف قاطبة نن الأمور كلدا بتقدير هلل -تعالى -كما قال هلل تعالى( :وِإن ِمن ش ْيء ِإلا ِعندنا خزا ِئ من م وما منن ِ مزل م ِإلا ِبقدرم ْع ملوم)(. )5( .)4ولدذا نرى نن ابن ت ْي ِمية مينزل من لم يؤمن ب منزًة ندط من منزلة اليهود ،فيقول\" :ونما الذي يهدد \"الحقيقة الكونية \" وتوديد ال ُّرمبوِبية الهامل للخليقة ،ويقر نن العباد كلدم تحت القضاء والقدر ،ويسلك هذ -1سورةالمدثرالآية.15 2ال ُعثيميننورعلىالدرب،حلقةرقم،911انظر:العثيمين،مجموعفتاوىورسائل،ج5ص.211 -3أبوعمريوسفبنعبدالبر،الانتقاءص.69 -4سورةالحجرالآية.33 -5ابنحجرالعسقلاني،ج6ص.111 104
الحقيقة فلا يفرق بين المؤمنين والمتقين الذين نطاعوا نمر هلل الذي بعث ب رسل ،وبين من عص ى هلل ورسول من الكفاروالفجارفدؤلاء نكفرمن اليهود والنصارى\" (.)1ثم نجد يستثني منهم من يفرق بين المؤمن والكافر ،ويعبر عن ذلك بقول \" :يلمح\" ،الفارق بين المؤمنوالكافر ،ظاه ٌر لا لبس في ،وكأن ابن ت ْي ِمية يهير هنا إلى قول المرجئة من الفقداء وغيرهم ،ونن هؤلاء كما يقولابن ت ْي ِمية باقون على نصل الإيمان ،ولكن نقص الإيمان عندهم ،بحسب تفريقدم ،بين المؤمنين في درجات الإيمان( ،)2وهذا ما نشار إلي بقول \" :لكن من الناس من قد لمحوا الفرق في بعض الأمور دون بعض بحيث يفرق بينالمؤمن والكافر ،ولا يفرق بين البر والفاجر ،نو يفرق بين بعض الأبرار ،وبين بعض الفجار ،ولا يفرق بين آخرين،اتباعا لظن وما يهوا ،فيكون ناقص الإيمان بحسب ما سوى بين الأبرار والفجار ،ويكون مع من الإيمان بدين هلل تعالى ،الفارق بحسب ما فرق ب بين نوليائ ونعدائ \" (.)3ونرا مرة نخرى ميق ِسم الناس في إيما ِنهم بمسألة القدر إلى ثلاثة نقسام ،فيقول\" :والناس الذين ضلوا في القدرثلاثة نصناف: -الصنف الأول :قو ٌم آمنوا بالمروالنهي ،والوعد والوعيد ،وكذبوا بالقدر ،وزعموا نن من الحوادث ما لا يخلق هلل ،كالمعتزلة ونحوهم (.)4 -الصنف الثاني :وقوم آمنوا بالقضاء والقدر ،ووافقوا نهل السنة والجماعة على نن ما شاء هللكان وما لم يهأ لم يكن ،ونن هلل خالق كل ش يء ورب ومليك ،لكن عارضوا بهذا الأمر والنهي ،وسموا هذادقيقة ،وجعلوا ذلك معارض ًا للهريعة ،وفيهم من يقول إن مهاهدة القدر تنفي الملام والعقاب ،وإن العارف يستوي عند هذا وهذا ،وهم في ذلك متناقضون مخالفون للهرع والعقل والذوق والوجد(.)5 -1ابن َت ْي ِم َّية،مجموعالفتاوى،ج3ص.133 -2المرجعالسابق،ج3ص.131 -3المرجعالسابق،ج3ص.111 -4ابنتيمية،مجموعالرسائلوالمسائل،ج3ص،93وانظرمجموعالفتاوىلابنتيمية،ج3ص.111 -5ابنتيمية،مجموعالرسائلوالمسائل،ج3ص،93وانظرمجموعالفتاوىلابنتيمية،ج3ص.111 105
وهذا ما دعا ابن ت ْي ِمية إلى نن ميلحق بأعظم الفساد ،لن صادب هذا الاعتقاد ،يجعل القدر بمثابة ال محجة على هلل ،وفي هذا إشارة من للجبرية ،الذين يقولون بالجبر في الأعمال ،ديث يقول \" :إذ لو جاز نن ميحتج كل ندد بالقدر لما عوقب ممعتد ،ولا اقتص من باغ ،ولا منخذ لمظلوم من ظالم ،ولفعل كل ندد ما يهتهي ،من غير معارض يعارض في ،وهذا في من الفساد ،ما لا يعلم إلا رب العباد\" ( .)1وعبرعلى ما يعتقد الجبرية في مجموع الفتاوى بقول (\" :الأصل الثاني) الادتجاج بالقدرعلى المعاص ي ،وعلى ترك المأمور ،وفعل المحظور\" (.)2 -الصنف الثالث :كما يقول ابن ت ْي ِمية\" :من الضالين في القدر من خاصم الرب في جمع بين القضاء والقدر ،والأمروالنهي ،كما يذكرذلك على لسان إبليس ،وهؤلاء خصماء هلل ونعداؤ \"(. )3 نما نهل الإيمان ،فيعرفدم شيخ الإسلام بقول \" :ونما نهل الإيمان فيؤمنون بالقضاء والقدر ،والأمر والنهي ،ويفعلون المأمور ،ويتركون المحظور ،ويصبرون على المقدور ،كما قال تعالى(:نن من يت ِق وِي ْص ِب ْر ف ِإن الل لا مي ِضي مع ن ْجر ا ْلمم ْح ِس ِنين)(.)4 المطلب العاشر :العثيمين ومسألة القدر: لقد صنف ال معثيمين في مسألة القدر رسال ًة نسماها\" :رسالة في القضاء والقدر\" وقد عرف القدر بقول \" : الإيمان بالقدر ،من ربوبية هلل عز وجل\" ( ،)5ولعل استنبط هذا التعريف من الإمام ندمد بن دنبل ،فقد قال الأمام ندمد في تعريف القدر :القدر قدرة هلل ،لن من قدرت ومن عمومدا بلا شك ،وهو نيضا س ٌر هلل تعالى المكتوم الذي لا يعلم إلا هلل سبحان وتعالى ،مكتوب في اللوح المحفوظ في الكتاب المكنون الذي لا ي ٌطلع علي ندد ونحن لا شعلم بما ق ٌدر هلل تعالى في مخلوقات نلا بعد وقوع ،نو بالخبرالصادق عن (.)6 -1ابن َت ْي ِم َّية،جامعالرسائل،ج3ص.16 -2مجموعالفتاوى،ج3ص326 -3جامعالرسائل،لابن َت ْي ِم َّية،ج3ص15 -4سورةيوسفالآية.91 -5ال ُعثيمين،رسالةفيالقضاءوالقدر،دارالوطن،السعودية3131،هـ،ص.6-6ال ُعثيمين،رسالةفيالقضاءوالقدر،وانظر:أبوعبداللهعبيداللهبنمحمدبنبطةالعكبريالحنبلي،الإبانةعنشريعةالفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة ،تحقيق.:عثمان عبدالله آدم الأثيوبي ،دار الراية – الرياض ،الطبعة الثانية، 3135هـ،ج3ص.363 106
وقد فصل في هذ المسألة ،وذكر آراء في تعريف القدر ،في رسائل وفتاوي ،وكذلك في شرد للعقيدةالسفارينية ،وغيرها ،وجامع قول في القضاء والقدر ،ما يلي :فإننا نقول :إن فعل العبد فعل لمخلوق وهو مخلوق هذا الفعل( )1ثم يسأل ال معثيمين سؤال ًا يجيب عن بنفس فيقول: فإذا كان مخلوق ًا ،فدل مخِلق بإرادة هلل ن ْم مخِلق بغيرإرادة من ؟الجواب :بإرادة من هلل ،ما دام مخلوق ًا فإن هلل لا ميجبر ندد على ش يء ،فلا يكون هذا الفعل إلا بإرادة هلل عزوجل (.)2 ويقسم العثيمين الناس في القدر إلى ثلاثة أقسام: -الجبرية قالوا :بإرادة هلل الممجبرة تجبرالإشسان على ن ْن يفعل. -القدرية قالوا :ليس بإرادة هلل إطلاق ًا والإشسان مستق ٌل بعمل . -أهل السنة قالوا :نن بإرادة هلل غير ال ممجبرة ،لن الإشسان يفعل الفعل باختيار ،ليس مم ْجب ًرا عليولا فرق في هذا بين الطاعة والمعصية ،فالطاعة التي تقع من العبد تقع بإرادة هلل ،والمعصية التي تقع من العبدتقع بإرادة هلل ،كما في اقتتال الكفار والمؤمنين ،واق ٌع بإرادة هلل ،في ش ي ٌء دلال بل واجب ،وفي ش ي ٌء درام،الواجب :قتال المؤمنين للكفار هذا واجب ،والحرام :قتال الكفار للمؤمنين ،ومع ذلك نخبر هلل نن وقع بمهيئ ،ديث قال سبحان ( :ول ْو شاء الل م ما ا ْقتت ملوْا ولـ ِكن الل ي ْفع مل ما مي ِري مد)( ،)3ثم إن ال معثيمين ،يخلص من ذلك بقول : \" إذن فالله مري ٌد للمعصية ،كما نن مري ٌد للطاعة\"(.)4 فإن قال قائل :إن هلل مري ٌد للمعصية !!؟ نليست شرا ؟ -1العثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص.353 -2ال ُعثيمين،رسالةفيالقضاءوالقدر،ص(،)9-6وانظر:ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص.353 -3سورةالبقرة،الآية321 -4ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص399 107
الجواب :بلى ،هي شر ،لكن هلل تعالى قد يريد هذا الهر لمصلحة عظيمة ،وبكون مصلحة ،ينتفي عن ن ْنيكون ش ًرا محض ًا ،فاله ُّر المحض ليس إلى هلل ولا يريد هلل ،لكن هذ المعصية هي بنفسدا شر ،لكن بما تؤدي إلي تكون خي ًرا(.)1 ثم إن العثيمين يجمل الخير في المعاصي في خمسة نقاط وهي: -1يتبين بها فضل الطاعة ،لن لولا تقديرالمعصية ما مع ِرف فضل الطاعة . -2مي ْعر مف بها تمام قدرة هلل ودكمت ،ديث نراد الطاعة التي فيها الخير ونراد المعصية ،وهذا من ال ِحكم التي يتبين بها قدرة هلل عزوجل على الجمع بين النقيضين ،بين الطاعة والمعصية (.)2 -3قيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،إ ْذ لولا المعصية ما كان هناك منكر يحتاج إلى النهي عن ، ولم مي ْعر ْف المعروف دتى مي ْؤم ْرب (.)3 -4إقامة الجداد ،إذا كانت المعصية كف ًرا ،فإن المسلمين يجب عليهم مجاهدة الكفار ،دتى تكون كلمة هلل هي العليا ،إما بإسلامدم ،وإما بإخضاعدم لدكام الإسلام وبذل الجزية . -5المعصية يكون فيها نديان ًا خيرللعاص ي ،وذلك نن ينتب إذا رنى آثارها ،فيقلع عن المعصية ويزداد عمل ًا صالح ًا ،ويكون بعد المعصية خي ًرا من قبل المعصية (.)4ولم يكت ِف بإيراد الخيرية في إرادة المعاص ي فيما يتعلق بقدرة هلل جل وعلا ودكمت ،بل اشترط شروط ًا يجب نن تتوافرلليمان بالقدر ،وهي: -المرتبة الأولى :نن تؤمن بأن هلل عليم بكل ش يء . -1العثيمين،المرجعالسابق،ص.351 -2العثيمين،المرجعالسابق،ص.353 -3العثيمين،المرجعالسابق،ص.353 -4ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص.353 108
-المرتبة الثانية :نن تؤمن بأن هلل تعالى كتب مقادير كل ش يء إلى قيام الساعة ،كتب قبل خلق السماوات والأرض بخمسين نلف سنة ،كل ش يء كائن فإن مكتوب ،قد انتهى من ،جفت الأقلام وطويت الصحف ،فما نصابك لم يكن ليخطئك ،وما نخطأك لم يكن ليصيبك ،فإن نصابك ش يء لا تقل لو فعلت كذا ما نصابني ،لن هذا ش يء منت مكتوب ،لابد نن يقع كما كتب سبحان فلا مفر من مدما عملت فالمر سيكون على ما وقع لا يتغير نبدا لن هذا نمر قد كتب فإن قال قائل نلم يكن قد جاء في الحديث\" :من ندب نن يبسط ل في رزق وينسأ ل في نثر فليصل ردم \"( ،)1فالجواب بلى قد جاء هذا ،ولكن الإشسان الذي بسط ل في رزق وشس ئ ل في نثر من نجل الصلة ،قد كتب ذلك ل ،كتب نن سيصل ردم ،ونن سيبسط ل في ال ِرزق ،ونن سينسأ ل في الأثر ،لابد نن يكون الأمرهكذا ،ولكن الرسول -علي الصلاة والسلام -قال من ندب(..)2 المرتبة الثالثة :نن تؤمن بأن كل ش يء بمهيئة هلل ،لا يخرج عن مهيئت ش يء ،ولا يفرق بين نن يكون هذا الواقع مما يختص هلل ب ،كإنزال المطر ،وإدياء الموتى ،وما نشب ذلك ،نو مما يعمل الخلق ،كالصلاة، والصيام ،وما نشبهدا ،فكل هذا بمهيئة هلل ،قال هلل تعالىِ ( :لمن شاء ِمن مك ْم نن ي ْست ِقيم وما تها مؤون ِإلا نن يهاء الل م ر ُّب ا ْلعالِمين)( ،)3وقال هلل( :ول ْو شاء هل مل ما ا ْقتتل ال ِذين ِمن ب ْع ِد ِهم ِمن ب ْع ِد ما جاء ْتمه مم ا ْلب ِينا مت ول ِك ِن ا ْختل مفوا ف ِم ْنمهم م ْن آمن و ِم ْنمهم من كفرول ْو شاء هل مل ما ا ْقتت ملوا ول ِكن هلل ي ْفع مل ما مي ِري مد)(. . )4 المرتبة الرابعة :الإيمان بأن كل ش يء مخلوق لله ،لقول هلل تبارك وتعالى( :الل م خاِل مق مك ِل ش ْيء و مهو على مك ِل ش ْيء و ِكي ٌل)( ،)5وقال تعالى( :وخلق مكل ش ْيء فقدرم ت ْق ِدي ًرا)( ،)6فكل ش يء واقع فإن مخلوق لله عز وجل، الإشسان مخلوق لله ،وعمل مخلوق لله ،قال هلل عن إبراهيم علي السلام وهو خاطب قوم ،كما نخبر ال عن : (والل م خلق مك ْم وما ت ْعم ملون)( ،)7ففعل العبد مخلوق لله ،لكن المباشر للفعل هو العبد ،وليس هلل ،لكن هلل هو-صحيحالبخاري،بابمنيبسطلهفيرزقهبصلةالرحم،منحديثأنسبنمالكرضياللهعنه،حديثرقم،2239/صحيحمسلم،بابصةالرحموتحريمقطيعتها،وهومنروايةأنسبنمالكرضياللهعنه،أيضاً،حديثرقم،1619/وفي السنن الكيرى للبيهقي ،ج9ص ،39وفي شعب الإيمان للبيهقي ،وهو عن أنس بن مالك أيضاً ،حديث رقم،9931/ صحيحابنحبان،بابصلةالرحموقطعها،حديثرقم.111/ -2محمدبنصالحال ُعثيمين،شرحرياضال َّصا ِلحين،دارالعنانالقاهرة،الطبعةالأولى3113،م،ج3ص.323 -3سورةالتكويرالآية(.)39-35 -4سورةالبقرةالآية.321 -5سورةازمرالآية.63 -6ةسورةالفرقان،الآية.3 -7سورةالصافاتالآية.69 109
الذي خلق هذا الفعل ،ففعل العب مد ،فدو منسوب لله خلقا ،ومنسوب إلى العبد كسب ًا ،وفعل ًا ،فكل ش يء مما يحدث ،فإن مخلوق لله عز وجل ،لكن ما كان من صفات هلل ،فليس بمخلوق ،فالقرآن مثلا ننزل هلل على محمد -صلى هلل علي وسلم -لكن ليس بمخلوق ،لن القرآن كلام هلل ،وكلام هلل صفة من صفات سبحان ، ليست بمخلوقة (. )1 المطلب الحادي عشر :الاستثناء في الإيمان: معلو ٌم نن مسألة الاستثناء في الإيمان ،بقول المؤمن( :ننا مؤمن إن شاء هلل) ،مسألة خلافية ،شغلت بال العلماء قديم ًا دديث ًا ،فقد اختلف العلماء من السلف وغيرهم ،في إطلاق الإشسان قول ( :ننا مؤمن) فمن العلماء من قال :لا يقول ننا مؤمن مقتصرا علي ،بل يقول :ننا مؤمن إن شاء هلل ،و مدكي هذا المذهب بعض عن الهافعية ،وعن بعض المتكلمين ،وذهب آخرون -وهم الجمدور -إلى جواز الإطلاق ،ونن لا يقول( :إن شاء هلل)، وهذا هو المختار ،وقول نهل التحقيق(.)2 ويذكر النووي نن الإمام الأوزاعي ذهب إلى جواز الأمرين ،لكن النووي لا يرى بأس ًا بكلا الأمرين ،فالكل صحيح عند وذلك نن قال إذا نظرنا إلى اعتبارات مختلفة ،ويجمدا النووي في اعتبارين: -7من نطلق\" ،يعني من لم يستثن ويقول ننا مؤمن إن شاء هلل ،بل قالدا بالإطلاق ،بإطلاق الإ‘يمان\" نظرإلى الحال ،وندكام الإيمان جارية علي في الحال . -9ومن قال :إن شاء هلل فقالوا في :هو إما للتبرك ،وإما لاعتبارالعاقبة وما قدر هلل تعالى ،فلا يدري نيثبت على الإيمان نم يصرف عن ،والقول بالتخيير دسن صحيح ،نظرا إلى مأخذ القولين الأولين ،ورفعا لحقيقة الخلاف (. )3 وشبهة القائلين بأن لا يستثنى في الإيمان ،نن الاستثناء يفدم من معنى الهك ،فدو عندهم -ني الإيمان- لا يزيد ولا ينقص ،لن النقص عند من لا يرا يؤدي إلى الهك ،والهك كفر ،وقد قال بهذا نبو دنيفة ونصحاب . -1ابنال ُعثيمين،شرحرياضال َّصالِحين،ج3ص.321-2النوويعلىشرحمسلم،ج3ص،331وفيهذادليلعلىأنالنووي،وجمهورمنالشافعيةيميلونإلىعدمترجيح الاستثناءفيالإيمان،وهذاماأشارإليهبقوله\":وهوالمختاروقولأهلالتحقيق\". -3النوويعلىشرحمسلم،ج3ص.319 110
وقال نبو الحسين محمد الفراء يستثنى في الإيمان ،ولا يكون الاستثناء شك ًا إنما هي سنة ماضية عند العلماء ،فإذا سئل الرجل :نمؤمن ننت؟ فإن يقول :ننا مؤمن إن شاء هلل ،نو مؤمن نرجو ويقول آمنت بالله وملائكت وكتب ورسل \" (.)1 وينقل ابن ت ْي ِمية القول عن الإمام ندمد بالاستثناء ،وذلك عند قول تعالى( :وِإن مت ِطي معو م تْهت مدوا وما على الر مسو ِل ِإلا ا ْلبلا مغ ا ْلمم ِبي من)( ،)2قال ابن تيمية :وهذ الآية مما ادتج بها ندمد بن دنبل وغير على نن يستثنى في الإيمان دون الإسلام ،ونن نصحاب الكبائر يخرجون من الإيمان إلى الإسلام ،قال الميموشي :سألت ندمد بن دنبل عن رني في :ننا مؤمن إن شاء هلل؟ فقال :نقول :مؤمن إن شاء هلل ،ونقول :مسلم ولا نستثني قال :قلت لدمد: تفرق بين الإسلام والإيمان؟ فقال لي :شعم فقلت ل :بأي ش يء تحتج؟ قال لي( :قال ِت ا ْلأ ْعرا مب آمنا مقل ل ْم مت ْؤ ِم منوا ول ِكن مقوملوا ن ْسل ْمنا ولما ي ْد مخ ِل ا ْلِإيما من ِفي مق ملوِب مك ْم)(. )4( ،)3 العثيمين والاستثناء في الإيمان: يرى ال معثيمين نن الاستثناء في الإيمان جائ ٌز ،وقد نشار إلى ذلك وفصل القول في شرد على عقيدة السفاريني ،فقال :والاستثناء في الإيمان :نن يعلق بالمهيئة فيقول( :ننا مؤمن إن شاء هلل) ،فنحن شستثني في الإيمان ،ونرى نن جائز ،بل نف ِصل في ذلك ،وذهب بعض العلماء :إلى نن الاستثناء في الإيمان درام ،قالوا :لن ينبئ عن شك ،فإذا قلت ننا مؤمن – إن شاء هلل -كأنك شاك في الموضوع ،فيكون الاستثناء درام ًا ،لنك شككت هل ننت مؤمن نو غير مؤمن ،وقال بعض العلماء :بل الاستثناء واجب يجب ،لن إذا قلت :ننا مؤمن ،ولم تقل إن شاء هلل ،فإنك تكون قد زكيت نفسك -وشددت لدا بأنك قمت بكل الواجبات -وتزكية النفس درام ،بدليل قول تعالى (:فلا متزُّكوا نن مفس مك ْم مهو ن ْعل مم ِبم ِن اتقى)(.)5-1أبوالحسينمحمدبنالقاضيأبييعلىالفراءالحنبلي،الاعتقاد،تحقيق:محمدبنعبدالرحمنالخميس،دارالأطلس الخضراءللنشر،الرياض،السعودية3113،م،ص.31 -2سورةالنورالآية.21 -3سورةالحجراتالآية.31-4انظرمجموعالفتاوى،شيخالإسلامابن َت ْي ِم َّية،بابلايستلزمفيالإيمانالنطق،ج9ص،321وبابأقوالالإمامأحمد عنالإسلام،ج9ص.193 -5سورةالنجمالآية13 111
وعلى هذا فيجب نن تقول :ننا مؤمن إن شاء ،هلل لن لا تزكي ،ولنك لا تدري فلعلك الآن مؤمن ثم تكفر؟ ،لا تدري!! والإيمان النافع هو الذي يوافي ب الإشسان رب ،ويكون في آخرالحياة . ويرى ال معثيمين نن الصحيح في مسألة الاستثناء تقسيم إلى ثلاثة نقسام: (واجب ،ومحرم ،وجائز)(. )1 الأول :إذا كان الإشسان مستثني ًا خوف ًا من تزكية النفس ،فدذا استثناء واجب. الثاني :إذا عرف نن إذا قال( :إن شاء هلل) معنا :التردد ،فإذا كان الحامل للاستثناء في الإيمان الهك والتردد ،فإن يكون كف ًرا ،لوجوب الجزم بالإيمان ،وهو ما نشار إلي ال معثيمين في شرد على متن السفاريني بقول : فقول المؤلف -ردم هلل -في منظومت : ونحن في إيماننا شستثني**من غيرشك فاستمع واستبن (.)2 فإن كان ِلهك فدو درام ،بل كفر(.)3 الثالث :إذا كان الاستثناء للتعليل ني ننا مؤمن بمهيئة هلل فدذا جائز لن هذا هو الحقيقة ،والدليل على ذلك :قول تعال( :لت ْد مخ ملن ا ْلم ْس ِجد ا ْلحرام ِإن شاء الل م آ ِم ِنين ممحِل ِقين مرمؤوس مك ْم و ممق ِص ِرين لا تخا مفون)(،)4 فالتعليق هنا ليس للتردد لن هلل غيرمتردد وإنما هو لبيان العلة وهو نن دخولكم بمهيئة هلل ،ومن ذلك قول زائر القبور( :وإنا إن شاء هلل بكم لادقون)( ،)5فإن الإشسان لا يهك بأن سيلحق بالموات ،لكن نتى بالمهيئة بيان ًا للتعليل ،ني نن لحوقنا بكم يكون بمهيئة هلل تعالى (.)1 -1ال ُعثيمين،شرحالعقيدالسفارينية،ص.192-2محمدبنأحمدسالمالسفاريني،حاشيةالدرةالمضيةفيعقدالفرقةالمرضية،المكتبةالمدنية،السعودية31951،هـ، ص13 -3ال ُعثيمين،شرحالعقيدالسفارينية،ص.199 -4سورةالفتحالآية39 -5موطأ مالك ،باب جامع الوضوء ،حديث رقم ،21/وهو عن أبي عن أبي هريرة ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلمخرج إلى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أني قد رأيت إخواننا فقالوا يارسول الله ألسنا بإخوانك قال بل أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد وأنا فرطهم على الحوض فقالوا يا رسول اللهكيفتعرفمنيأتيبعدكمنأمتكقالأرأيتلوكانلرجلخيلغرمحجلةفيخيلدهمبهمألايعرفخيلهقالوابلى 112
خلاصة: إن المذهب السلفي ،منذ تأسيس كان فدم لدذا التوديد مؤصل ًا ومحكم ًا ،ديث كان معولدم على ما ورد عن الأسلاف الأولين ،والأئمة المدديين الذين اقتفوا نثر رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -ونصحاب -رضوان هلل عليهم -ولم تتغير هذ المفاهيم ،غير نن هذ الأصول ،من ِظمت و مق ِعدت ،ديث صارت قوانين ومسلمات يقيسون بها -كما يقولون -العقيدة الصحيحة من العقيدة الفاسدة ،وعقيدة السلفيين ،من عقيدة المحدثين المتكلمين ،ويمكن نن نجمل هذ القوانين والأصول فيما يلي: -7العقيدة السلفية ،هي المعتقد الذي يبقي ال ُّن مصوص على ظاهرها ،ويثبت د ِقيقتها ،ويؤمن ب على دقيقت ،من دون الدخول في الكيفية . -9العقيدة السلفية ،هي التي يفوض نصحابها في علم الكيفية لله ودد . -4يقول نرباب هذ العقيدة ،لله يد ،ولله وج ،و هلل ينزل إلى السماء الدنيا ،...مثل هذ النصوص ونظائرها ،لا يقصدون ب الته ِبي ،ولا يعنون ب التمثيل ،ويبتعدون عن القول بالتج ِسيم . -3السلف ُّيون يقولون بإعمال نداديث الآداد التي ثبتت صحتها في باب العقائد. -5مي ِمـ ُّر السلفيون الصفات كما هي ،ويقيدون فدمدم لآيات ونداديث ال ِصفات ،بقولدم\" :من غير تكييف ولا تمثيل ،ولا تهبي ولا تعطيل\". وللمذهب الأ ْشع ِري نيدلوجيت الخاصة التي يتمي مز بها عن المذهب السلفي ،وقد تطور في الأزمنة الماضية على نيدي الآباء المؤسسين ،كالباقلاشي ،والجويني ،والغزالي ،والرازي ،وغيرهم ،وفي تاريخنا المعاصر ل سمات الخاصة التي نظر لدا علماء كبار ،من نمثال :الإمام محمد نبوزهرة ،والهيخ العلامة محمد الغزالي ،والعلامةيارسولاللهقالفأ َّنهميأتونيومالقيامةغرامحجلينمنالوضوءوأنافرطهمعلىالحوضفلايذادنرجالعنحوضيكمايذادالبعيرالضالأناديهم:ألاهلم،ألاهلم،ألاهلم،فيقالأ َّنهمقدبدلوابعدكفأقول:فسحقافسحقافسحقا)،ومسلم،باباستحبابإطالةالغرةوالتحجيل،حديثرقم،169/وسننالنسائي،بابحليةالوضوء،حديثرقم،321/مسندالإمامأحمد ،مسند أبي هريرة ،حديث رقم ،9623 /وحديث رقم ،5931/شعب الإيمان للبيهقي ،باب يأتون غراً محجلين من الوضوء،حديثرقم،3632/صحيحابنحبان،بابفضلالوضوء،حديثرقم3123/ -1ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص196 113
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ،وغيرهم ،وسيكون الفصل القادم بيان ًا ليدلوجية المذهب الأ ْشع ِري ومفدوم ،متبعين في ذلك نفس المنهجية التي اتبعناها في الفصل السابق ،وهو كما يلي: 114
الفصل الثالث ْدراسة للمذهب الأشعرِي وتطوره 115
الفصل الثالث دراسة للمذهب الأْعشع يري وتطورهيعتبر كثي ٌر من البادثين والمدتمين بدراسة المذاهب الإسلامية على مر التاريخ نن المذهب الأ ْشع ِري هو نددالمذاهب السنية ،بل ويذهب بعضدم إلى جعل نصل مذاهب نهل السنة والجماعة ،ويقولون بأن العقيدةالأ ْشع ِرية هي العقيدة التي صمدت في وج تيارات المتكلمين من الفرق الضالة التي نثارت الهبهات دول العقيدةالإسلامية ،وصارت تعبث بمسائل الإيمان ،على نمط فلسفي فكري ،بمعزل عن الاهتداء بالنصوص ،واعتمادقاصر على العقل ،فتصدى لدا علماء السنة من المتكلمين ،الذين اصطلح على تسميتهم بالشا ِعرة ،وذلك شسب ًةإلى إمامدم ،إمام المتكلمين في زمان ،الإمام نبي الحسن الأ ْشع ِري ،كذلك فإن للأشاعرة وللمذهب الأ ْشع ِري فضللا ينكر في تبيين ضلال هذ الفرق الزائغة ،والرد عليهم بالحجة التي يفدمونها ،وبيان نن العقل والدين يلتقيان ويجتمعان ،فالدين الإسلامي دين العقل والفطرة السليمة .ولذلك يقول الإمام الباقلاشي ،وهو من تلامذة الأ ْشع ِري ،ومن المؤسسين الأوائل لمذهب ،ردا على الذينيتأولون النصوص في مسائل الإيمان ،خلاف ًا لما في الكتاب والسنة ،وما نجمع علي علماء الأمة ،ويحملونها على غيرالمعنى المراد ،من نمثال هؤلاء الزنادقة \"إن الكتاب والسنة ليس فيهما اضطراب ،ولا اختلاف ،وإنما الاضطراب والاختلاف في فدم من سمع ذلك ،وليس ل فدم صحيح ،شعوذ بالله من ذلك\"(.)1وسعي ًا منا لدراسة المذهب الأ ْشع ِري وعقيدت ،سنتناول آراء الأشا ِعرة تتبع ًا وتلقف ًا من كتبهم ،وكتبالعلماء الذين عاصروهم ،دراس ًة للمنهج الأ ْشع ِري القديم ،ومن ثم مقارنة هذا المنهج بما علي نشاعرة هذاالزمان ،وذلك لمعرفة ما علي الأشا ِعرة اليوم ،ومدى موافقتهم لسلافدم منهج ًا وسلوكًا ،وسنرِكـز على الإمام الفخر الرازي ،وذلك بذكرآرائ التي خالف فيها (نهل السنة منهج نصحاب الحديث). -1الباق َّلاني،الإنصاف،ص.21 116
لن الإمام الفخر الرازي ميع ُّد من كبار علماء الأشا ِعرة المتقدمين ،ديث عاش في القرن السادس الهجري، فقد ولد في مدينة الري سنة (533هـ الموافق 1149م ) ،وتوفي في مدينة هراة سنة (616هـ ،الموافق 1209م)(،)1 ويعتبربعض المعاصرين ،نن الرازي من الذين دافظوا على الأصول ،مع قبول لبعض مسلمات الفلاسفة ،وجعلدا من منطلقات ونصول الكلامية بوج عام ،ومن منطلقات وندبيات الأشا ِعرة بهكل خاص ،والتبست فيها مسائل الفلسفة بمسائل الكلام ،بحيث لا يتمي مز ندد من الفنين عن الآخر(.)2 وسنذكر آراء الإمام الفخر الرازي العقائدية ،ثم نقارنها بآراء العلماء الأشا ِعرة المعاصرين ،لن الرازي يعتبر من المقعدين الأوائل لمذهب الأشا ِعرة ،وكذلك لن من نكثر قدماء الأشاعرة ر مسوخ ًا ودفاع ًا عن آرائ ،ويتميز بتنوع تفسيرات وكثرتها في مسائل العقيدة ،وسنتخذ من ال مبوطي وآرائ مثال ًا على الأشاعرة المعاصرين ،لن يعتبر من نبرزهم رنيا ،ونكثرهم شدرة ووضودا وعمقا في التفكير والأسلوب ،ولتميز بالرد على مخالفي من السلفيين المعاصرين ،وذلك من خلال مؤلفات مثل كتاب ( :السلفية فترة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي) ،ونيضا كتاب (كبرى اليقينيات الكونية) ،الذي ذهب في إلى تأويل الصفات كالاستواء واليد وغيرها . وستكون دراستنا هذ على نحو من المنهج الذي اتبعنا في دراسة المنهج السلفي ،وذلك بذكر آراء الرازي من كتب الرازي نفس ،وسن ْستطلع آراء البوطي من مؤلفات وكتب ،وكذلك ما عثرنا علي من مخطب ولقاءات ودوارات متلفزة وغيرها ،جمعت نقوال في مسائل الاعتقاد وغيرها ،وذلك ِل ِع ْلمنا نن الوصول إلى الحقيقة إنما يكون بذكر آراء العاِلم من كتب ومؤلفات ،وليس مما ينسب إلي خصوم ومخالفو ،ولتوضيح ذلك سنناقش هذ الآراء من خلال المبادث الآتية:-1هو:محمدبنعمربنالحسنبنالحسينالتيميالبكري،أبوعبدالله،فخرالدينالرازي:الإمامالمفسر،وهوقرشيالنسب ،أصله من طبرستان ،ومولده في ال ِّري وإليها نسبته ،ويقال له (ابن خطيب ال ِّري)رحل إلىخوارزموماوراءالنهر وخراسان ،وتوفي في هراة ،أقبل الناس على كتبه في حياته يتدارسونها ،وكان يحسن الفارسية ،قال السبكي فيترجمته\" :بحر ليس للبحر ما عنده من الجواهر ،وحبر سما على السماء ،وأين للسماء مثل ما له من الزواهر ،وروضةعلم تستقل الرياض نفسها أن تحاكي ما لديه من الأزاهر\" من تصانيفه (مفاتيح الغيب) ثماني وعشرين مجلداً في تفسيرالقرآن الكريم ،و(لوامع البينات في شرح أسماء الله تعالى وال ِّص َفات) و(معالم أصول الدين) و(محصل أفكار المتقدمينوالمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين) ،وله شعر بالعربية والفارسية ،وكان واعظا بارعا باللغتين( ،ولد سنة211هـ ،وتوفي سنة 616هـ) ،انظر :لسان الميزان ،ج 1ص ،136ومختصر تاريخ الدول ،ص 391 135والبداية والنهايةج31ص،22وطبقاتالشافعيةج2ص11وانظر:الأعلامللزركلي،ج6ص.136-2محمدالعريبي،المنطلقاتالفكريةعندالامامالفخرالرازي،دارالفكراللبناني،بيروت،الطبعةالاولى3993م،ص6 . 117
المبحث الأول :المنهج الأْعشع يري نشأته وخلفياته الإيدلوجية: لقد كان تأسيس هذا المذهب على يد الإمام المؤسس الأول ،نبو الحسن الأ ْشع ِري ،وقد سبقت الإشارة إلى ترجمت ،فدو الإمام الذي عاش في القرن الثالث الهجري ،ما بين (961هـ 493 -هـ) ،وقد قوي الاعتزال في ذلك القرن ،ونما وصار ل نتباع ،ديث كان الأ ْشع ِري معتزليا قحا يذود عن مذهب الاعتزال وينتصر ل ،ثم تاب هلل علي ،فرجع إلى السنة ،وناصرالمذهب السني ،ونصبح سيف ًا مصلت ًا في وجو نهل الاعتزال . المطلب الأول :لمحة تاريخية عن تأسيس المذهب الأ ْشعري: متر ِجع المصادر التاريخية تأسيس المذهب الأ ْشع ِري وشهأت ،إلى الإمام المتكلم نبي الحسن الأ ْشع ِري ،وقد تظافرت الروايات التاريخية على إثبات اعتناق الأ ْشع ِري نبو الحسن المذهب المعت ِزِلي ،ودصر بعضدم مدة اعتزال الأ ْشع ِري في نربعين سنة ،ويؤكدون نن ذلك كان على يد زوج نم نبوعلي الجبائي( ،)1ثم تاب من فكرة الاعتزال، ومن الروايات التي ذكرت ذلك ،ما جاء في \"الوافي بالوفايات للصفدي\" ،فقد قال\" :والهيخ نبو الحسن الأ ْشع ِري كان الجبائي زوج نم ،ثم نعرض عن الأ ْشع ِري ،لما ظدرل فساد مذهب وتاب من \"(.)2 وقال الذهبي في \"سير نعلام النبلاء\"\" :الجبائي شيخ المعتزلة ،وصادب التصانيف ،نبو علي ،محمد بن عبد الوهاب البصري ،مات بالبصرة سنة ثلاث وثلاث مئة ،نخذ عن :نبي يعقوب الشحام ،وعاش ثمانيا وستين سنة ،ومات ،فخلف ابن العلامة نبو هاشم الجبائي ،ونخذ عن فن الكلام نيضا نبو الحسن الأ ْشع ِري ،ثم خالف ونابذ وتسنن (. )3 وقال ابن كثير في كتاب \"البداية والنهاية\" ،في ترجمة الجبائي\" :نبوعلي الجبائي شيخ المعتزلة ،واسم محمد بن عبد الوهاب نبو علي الجبائي ،شيخ طائفة الاعتزال في زمان ،وعلي اشتغل نبو الحسن الأ ْشع ِري ثم رجع-1الجبائي أبو علي محمد بنعبد الوهاب بن سلام ابو علي الجبائي شيخ المعتزلة ،كان رأساًفيالكلام،أخذ عن أبييعقوببنعبداللهالبصريالشحامولهمقالاتمشهورةوتصانيف،عاشالجبائيثمانياًوستينسنةوتوفيسنة111هـ،قال الجبائي:الحديث لابن حنبل والفقه لأصحاب أبي حنيفة والكلام للمعتزلة والكذب للرافضة ،انظرـ الوافي بالوفايات للصفدي،ج3ص.116 -2الصفدي،الوافيبالوفايات،بابابنعبدالوهاب،ج3ص. 196 -3الذهبي،سيرأعلامالنبلاء،الطبعةالتاسعة،بيروت،مؤسسةالرسالة3131،هـ،ج31ص .351 118
عن ،وللجبائي تفسير دافل مطول ،ل في اختيارات غريبة في التفسير ،وقد رد علي الأ ْشع ِري تفسير هذا، ونبطل غرائب وعجائب (. )1 وذكر الذهبي في كتاب \" :تاريخ الإسلام\" ،في ترجمت للجبائي قائل ًا\" :ل مقالات مهدورة ،وتصانيف ،نخذ عن :ابن نبوهاشم ،والهيخ نبو الحسن الأ ْشع ِري ،ثم نعرض الأ ْشع ِري عن طريق الاعتزال ،وتاب من ،ووافق نئمة السنة ،إلا في اليسير\"(.)2 وجاء في \"طبقات المفسرين للسيوطي\"\" :ل مقالات مهدورة وتصانيف وتفسير ،نخذ عن ابن نبو هاشم، والهيخ نبو الحسن الأ ْشع ِري ،ثم اعرض الأ ْشع ِري عن طريق الاعتزال وتاب من \" (.)3 ونثبت الألوس ي ذلك بالنقل عن شيخ النقهبندي ديث قال :وقال العلامة شيخ مهايخنا خالد النقهبندي الهافعي ،في رسالت المؤلفة في الكسب ،ما نص :ولجل هذا نيض ًا ترى كتب الأشعري في العقائد مشحونة بالدلائل القاطعة ،والبراهين الساطعة ،والخوض في كثير من التأويلات ،ثم اعتذر في كتاب \"الإبانة عن نصول الديانة\" الذي يعتبر آخر مؤلفات ،وعلي التعويل في مذهب الأ ْشع ِري ،كما صرح ب غير وادد ،وقال فيها: لولا الاضطرار بسبب منازع المبتدعة لما تكلمت بش يء من ذلك ،وصرح بأن مذهب في المتهابهات التفويض مثل مذهب السلف (. )4 إذ اا؛ ِمما سبق نفدم نن الأ ْشع ِري ولا ريب ،كان على مذهب الاعتزال معتقد ًا ومنهج ًا ،والسؤال الذي يطح نفس هو: -كيف تحول الأ ْشع ِري من مذهب الاعتزال إلى مذهب نهل السنة؟ وما دقيقة الأطوار الثلاثة التي مربها الأ ْشع ِري؟-1إسماعيلبنكثيرالقرشي،البدايةوالنهاية،خ َّرجأحاديثه–(أحمدبنشعبانبنأحمد،محمدبنعياديبنعبدالحليم )مكتبةالصفا،القاهرة،مصر،الطبعةالأولى،3113ج33ص.313 -2الذهبي (المتوفى سنة915هـ) ،تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ،بتحقيق وتعليق -بشار عواد معروف ،دار الغربالإسلامي،الطبعةالأولى3131هـ،ج2ص. 312-3جلالالدين أبوالفضلعبدالرحمنبنأبيبكربنمحمدالسيوطيالشافعي(المتوفىسنة933هـ)،طبقاتالمفسرين، تحقيق :عليمحمدعمر ،مكتبةوهبة الطبعةالأولى3996م،ص. 311 -4الألوسي،جلاءالعينينج3ص.329 119
هذا ما سنحاول الإجابة عن بما يلي: المطلب الثاني :الأ ْشعري وبدايات التحول من مذهب الاعتزال: تذكر بعض الروايات نن لدداية الأ ْشع ِري إلى مذهب نهل السنة مقدمات ،ومم ِددات ،ساهمت في توبت عن منهج المعتزلة ،وقد صورها الدكتور جلال محمد عبد الحميد :بحالة الدداية والتوفيق التي من هلل بها علي ، ويهبهدا بالموقف الذي وقف الغزالي بعد ذك في كتاب \" :المنقذ من الضلال\"( ،)1ومن هذ الددايات كما ذكر ابن عساكر الرواية بسند عن الكوراشي( ،)2قول :نن نبا الحسن الأ ْشع ِري رنى النبي -صلى هلل علي وسلم -في المنام، فهكا إلي بعض ما ب من تعارض الأدلة ،فقال ل -صلى هلل علي وسلم( :-عليك بسنتي)(.)3 وذكروا في الرواية نيض ًا نن رآ في المنام ثلاث مرات ،فقال ل في كل مرة ذلك( :يا علي ننصر المذاهب المروية عني فإنها الحق) ،قال :فقلت -ني في الثالثة -يا رسول هلل ،كيف ندع مذهب ًا تصورت مسائل ،وعرفت ندلت منذ ثلاثين سنة لرؤيا ،فقال لي\" :لولا نعلم نن هلل سيمدك بمدد من عند لما قمت عنك دتى نبين لك وجوهدا\" ،إلى نن قال -علي الصلاة والسلام\" :-فجد في ،فإن هلل سيمددك بمدد من عند \" ،قال :فاستيقظت وقلت :ماذا بعد الحق إلا الضلال ،ونخذت في نصرة الأداديث ،فكان يأتيني ش ئ ،و هلل ما سمعت من خصم قط، ولا رنيت في كتاب ،فعلمت نن ذلك من إمداد هلل تعالى الذى بهرشي ب رسول هلل -صلى هلل علي وسلم.)4( - وبتتبع الكتب والمؤلفات الحديثة التي تكلمت عن سبب تحول الأ ْشع ِري من مذهب المعتزلة إلى مذهب نهل السنة والجماعة ،رنينا نن كثي ًرا من البادثين والمدتمين ،يركزون على عقيدة الأ ْشع ِري نفس ،لن الأ ْشع ِري نبا الحسن ،رنى نن الآرائيين يفصلون العقل عن الدين ،نما الأصوليين نصحاب الحديث فقد كانوا يدعون إلى اعتماد صرف على النصوص ،وجعلدا المرجع الوديد في بيان العقيدة ،ولعل هذا ما جعل الأ ْشع ِري يرى نن -1جلالمحمدعبدالحميد،نشأةالأ ْشع ِريةوتطورها،دارالكتابالبناني،بيروت3953،م،ص. 399 -2إسماعيل بن محمد بن أبي بكر بن خسرو أبو محمد الكوراني الزاهد القدوة ،كان أحد المشايخ المشهورين بالزهدوالورعصاحبمعامل ٍةوخشيةيطلبمنهالدعاء.توفيبغزةسنة662هـ،وهوقافلمنمصرإلىالقدس،وكانكثير التحرييسألالعلماءعمايشكلعليهفيدينهرحمهالله،انظر:الوافيبالوفاياتللصفدي،ج1ص.311-3ابنعساكر،طبقاتالشافعية،ج3ص،312وقدنقلهذهالروايةغيرواحدمنأئمةالأ ْشع ِرية،انظر:الألوسي،جلاء العينينفيمحاكمةالأحمدين،ترجمةأبيالحسنالأ ْشع ِري،ص.321 -4ابنعساكر،طبقاتالشافعية،ج3ص،312وانظر:الألوسي،جلاءالعينينفيمحاكمةالأحمدين،ص.321 120
المذاهب الفقدية ثبت عندها الدليل النقلي وتمكن من عقول مؤسسيها دتى صارالاعتماد على العقل عندهم ضرب من البدع والإدداث في الدين ،لذلك نفـروا من علم الكلام ودذروا من . الدكتور غرابة -على سبيل المثال -في كتاب عن الأ ْشع ِري يرى نن السبب الرئيس ي في تحول الأ ْشع ِري وتركمذهب الاعتزال ،لما خبر وعرف ما في ،فقد لادظ نن طريقة المعتزلة ستؤدي بالإسلام إلى الدمار كما نن طريقةالمحدثين والمهبهة -يعني السلفيين كما يسميهم -ستؤدي إلى الجمود والانهيار ،مع ما في ذلك من تفرقة كلمةالأمة ،وغرس بذور الهقاق بينها ،ونن من الخير لدذ الجماعة نن يلتقي العقليون والن ِصيون ،على مذهب وسط، يودد القلوب ،ويعيد الوددة إلى الصفوف ،مع ادترام الن ِص والعقل مع ًا (. )1ولعل هذا من الأسباب الرئيسية في تحول الأ ْشع ِري عن عقيدة الاعتزال ،ومع هذا فإننا شعتقد نن ثمةسب ٌب ميقدم على كل ذلك ،وهو :لم لا يقال نن الرجل قد هدا هلل -تعالى -إلى الح ِق وتبين ل الصواب في كل ذلك،ولما اطمئنت نفس م إلى ما كان يراود من مذ زمن ،ويتفك مر في ويتد ِبر ،اختار نن يمش ي على ما كان علي السلفالصاِلح في هذ المسألة ،لن السلامة في ال ِدين بلزوم النقل واتباع الوحي ،والإيمان ب ،دون كثرِة تكلف للآرا ِء،وهذا ما نقل عن الأئمة الأعلام من الأشا ِعرة ،فقد كانوا يرجعون إلى عقيدة السلف في آخر دياتهم ،ويوصون بذلك في كتبهم ووصاياهم. المطلب الثالث :حقيقة الأطوار الثلاثة:يهير كثي ٌر من المؤرخين الذين كتبوا عن نبي الحسن الأ ْشع ِري ،وانتقال من دالة الاعتزال ،نن نهج منهجعبد هلل الكلابي ،ديث منعجب بمنهج وقوة محجت في رد على خصوم من نرباب الاعتزال ،والفرق بين طريقةابن مكلاب ومذهب نهل السنة ،نن الكلابية نثبتوا الأسماء ،ونولوا ال ِصفات الخبرية ل عز وجل ،ولا يثبتون من ال ِصفات إلا العقلية منها وهي سبعة جمعت في قول القائل: حي عليم قديروالكلام ل ** ** إراد ٌة كذاك السمع والبصر -1حمودةغرابة،أبوالحسنالأ ْشع ِري،مجمعالبحوثالإسلامية،القاهرة،مصر3991،م،ص 66 121
ويذكر بعض العلماء موافقة الكلابي للمعتزلة في بعض آرائهم ،قال الصفدي\" :ابن كلاب عبد هلل بن سعيد بن كلاب ،الفقي نبو محمد البصري ،كان يرد على المعتزلة وربما وافقدم(. )1 وتنسب الطريقة ال ُّكلابية لابن مكلاب وهو رنس المتكِلمين بالبصرة في زمان ،عرف الذهبي بقول :هو نبو محمد ،عبد هلل بن سعيد بن كلاب القطان البصري صادب التصانيف في الرد على المعتزلة ،وربما وافقدم ،نخذ عن الكلام داود الظاهري ،قال نبو الطاهر الذهلي ،وقيل :إن الحارث المحاسبي نخذ علم النظر والجدل عن نيضا ،وكان يلقب مكلابا لن كان يجر الخصم إلى نفس ببيان وبلاغت ،ونصحاب هم الكلابية ،لحق بعضدم نبو الحسن الأ ْشع ِري ،وكان يرد على الجدمية (.)2 وقال عن ابن حجر :س ِمي ابن مكلاب لن كان يخطف الذي يناظر ،وهو بضم الكاف وتهديد اللام (..)3 وال مكلابية على رغم ننها كانت دربا على الاعتزال ونهل ،إلا نن نربابها ونهل السنة نصحاب الحديث (السلفيين) ،يختلفون في كثير من المسائل ولذلك لما عتب نبوعلي الثقفي على ابن خزيمة إنكار عليهم قال ل :ما الذي ننكرت نيها الاستاذ من مذاهبنا دتى نرجع عن ؟ قال :م ْي ملكم إلى مذهب ال مكلابية ،فقد كان ندمد بن دنبل من نش ِد الناس على عبد هلل بن سعيد بن كلاب ،وعلى نصحاب مثل الحارث وغير (.)4 وقال الحاكم :سمعت نبا سعيد بن نبي بكر يقول :لما وقع من نمر الكلابية ما وقع بنيسابور ،كان نبو العباس السراج ،يمتحن نولاد الناس ،فلا يحدث نولاد الكلابية ،فأقامني في المجلس مرة فقال :قل :ننا نبرن إلى هلل تعالى من الكلابية(.)5 وكان ابن خزيمة يقول :ومن نظرفي كتبي بان ل نن الكلابية لعنهم هلل كذبة في ما يحكون عنى (.)6 -1الصفدي،الوافيبالوفايات،ج2ص192 -2الذهبي،سيرأعلامالنبلاء،ج33ص،391وانظر:ابنحجر،لسانالميزان،ج3ص.11-3أحمدبنعليبنحجرالعسقلاني،لسانالميزان،تحقيق:عبدالفتاحأبوغدة،مكتبةالمطبوعاتالإسلامية،السعودية، 3113م،ج3ص.11-4الذهبي،سيرأعلامالنبلاء،ج31ص،151وانظر:الذهبي،تذكرةالحفاظ،دارالمعارفالنظامية،الهند3111،هـ، ج3ص.939 -5الذهبي،سيرأعلامالنبلاء،ج31ص.192 -6تذكرةالحفاظ،ج3ص.936 122
وبالرغم من الخلافات والخصومات التي كانت بين وبين الكمـلابية ،ور ِد لمسائل كثيرة نثارها ابن كلاب، إلا نن شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية كان من نكثر الممنصفين ل ديث قال\" :كان ل فضل وعل ٌم ودي ٌن ،وكان ممن ننتدب للرد على الجدمية ،ومن ادعى نن ابتدع ليظدردين النصرانية في المسلمين ونن نرض ى نخت بذلك فدذا كذ ٌب علي افترا المعتزلة\" (.)1 والقول بأن الأ ْشع ِري سلك طريقة ابن كلاب ،بعد نبذ مذهب الاعتزال ،نثبت كثي ٌر من المؤرخين وال محفاظ ،رغم ننهم لم ينقلوا القول عن الأ ْشع ِري نفس دول هذ المسألة (. )2 ويذكر ابن كثير وغير ،نن كان معتزليا ،ثم نعلن توبت من الاعتزال ولكن تأثر بهذ الأفكار الكلابية، فنسبت إلي ،غير نن رجع عن المذهب ال مكلابي والتزم مذهب نهل السنة والجماعة في الأسماء وال ِصفات ،وهي طريقت في الإبانة ،ورسالة إلى نهل الثغر ،وغيرها من الكتب -يقرر فيها التزام مذهب السلف في الأسماء وال ِصفات (.)3 وقد صرح برجوع عنها -ني الكلابية -علماء كثيرون ،وقالوا بأن الأ ْشع ِري رجع عن هذا الطور في آخر عدد ولزم طريقة السلف ،وهذا نيض ًا ثابت عند نهل العلم المعاصرين والأولين ،كما ذكر ذلك صادب تفسير المناروغير ،ديث قال الهيخ محمد رشيد رضا\" :وقد رجع الإمام نبو الحسن الأ ْشع ِري شيخ المتكلمين والنظار ،إلى -1الصفدي ،الوافي بالوفايات ،ج2ص ،312ويذكر أن ابن كلاب كان إمام أهل السنة في عصره ،وإليه مرجعها ،وقدوصفهإمامالحرمين(المتوفى195هـ)فيكتابه\"الارشاد\"ص:339:بأ َّنهمنأصحابنا،وقالالسبكيفي\"طبقاته\":أحدأئمةالمتكلمين،وشيخالاسلامابن َت ْي ِم َّيةيمدحهفيغيرماموضعفيكتابه\"منهاجالسنة\"،وفيمجموعةرسائلهومسائله ،ويعده من حذاق المثبتة وأئمتهم ،ويرى أ َّنه شارك الامام أحمد وغيره من أئمة ال َّسلف في الرد على مقالاتالجهمية،وحينتكلمأبوالحسنالأ ْشع ِريفيكتابه\":مقالاتالاسلاميين\"ص،359ص،399عنأصحابه،ذكرأ َّنهم يقولونبأكثرممايقولونفيعلمائهم،انظر:هامشسيرأعلامالنبلاء،ج33ص.392-2قالالمقريزي\":أخذالأ ْشع ِريعنالجبائيمذهبالاعتزال،ثمبدالهفتركهوسلكطريقةعبداللهبنكلابونسجعلىقوانينه في ال ِّص َفات والقدر فمال إليه جماعة وع ّولوا على رأيه وجادلوا فيه ،وانتشر مذهب أبي الحسن الأ ْشع ِري فيالعراق ثم انتقل إلى الشام فلما ملك بنوا أيوب عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأ ْشع ِري وحملوا الناس علىالتزامهفانتشرفيأمصارالإسلام،ماتالأ ْشع ِريسنة131هـ،ومنأهمآراءالأ َشا ِعرةنفيال ِّص َفاتإلاسبعايثبتونهابالعقلوالقولبأنأفعالالعبادمخلوقةللهوهيكسبلهموأشهرعلماءالأ َشا ِعرةالباق َّلانيوالجوينيوالأيجيوالرازي، انظر:خططالمقريزيج129-125/3؛وشذراتالذهبج.111/3-3أبوالحسنعليبنإسماعيلالأ ْشع ِري،رسالةإلىأهلالثغر،تحقيقعبداللهشاكرالجنيدي،المدينةالمنورة،الطبعة الثانية3113،مص.99-62 123
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444