Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore A Critical Comparison between the Asharite

A Critical Comparison between the Asharite

Published by salemfaraj1971, 2017-05-31 20:22:02

Description: A Critical Comparison between the Ashʿarite
and Salafi Schools of Thought with Special
Reference to Muḥammad b. Ṣāliḥ al-ʿUthaymīn
and Muḥammad Saʿīd Ramaḍān al-Būṭī
PhD 2014
University of the Western of Cape
Cape Town / South Africa

Keywords: Ashʿarite and Salafi

Search

Read the Text Version

‫‪ ‬الثاني‪ :‬ف ُّك التعارض‪ ،‬بين ظاهر النصوص‪ ،‬وفي شرح هذ المسألة يذكر العلامة ال مبوطي‪ :‬نن تفسير‬‫الآيتين على ظاهرهما دون تأويل إجمالي‪ ،‬نلزمت كتاب هلل تعالى بالتناقض الواضح‪ ،‬إذ كيف يكون مستوي ًا على‬ ‫عرش وبدون ني تأويل‪ ،‬ويكون في الوقت نفس نقرب إلي من دبل الوريد‪ ،‬بدون ني تأويل؟!(‪.)1‬‬ ‫المطلب السابع‪ :‬تأويل الأ َشاعرة لصفة اليد‪:‬‬‫القول في صفة اليد‪ ،‬كالقول في صفة الاستواء من ديث تنزي هلل تعالى عن مهابهة الحوادث‪ ،‬كما‬‫يذهب الأشا ِعرة‪ ،‬والتنزي عندهم كما علمنا‪ ،‬هو نن لا يفدم نن المراد ظاهر النص‪ ،‬بل لابد من تأويل إلى معنى‬ ‫صحيح يليق ب سبحان تعالى‪ ،‬وهذا التأويل لا يكون إلا من نهل العلم والدراية ‪.‬‬‫ومن ذلك تأويلدم لقول تعالى‪ِ( :‬إن ال ِذين ميبا ِي معونك ِإنما ميبا ِي معون الل ي مد الل ِ ف ْوق ن ْي ِديِه ْم)(‪،)2‬‬‫وقول تعالى‪ ( :‬مق ْل ِإن ا ْلف ْضل ِبي ِد الل ِ مي ْؤِتي ِ من يها مء والل م وا ِس ٌع عِلي ٌم)(‪ ،)3‬فيقولون بـ\"تأويل اليد إلى القدرة‪ ،‬نو‬‫النعمة\"‪ ،‬لذك نجد الإمام الرازي‪ -‬ردم هلل‪ -‬يقول‪\" :‬اليد في دق هلل يمتنع نن تكون بمعنى الجاردة‪ ،‬ونما سائر‬ ‫المعاشي فكلدا داصلة\"(‪.)4‬‬‫ومعلو ٌم نن الرازي يقصد من ذلك المعاشي التي ذهب إليهاعامة المتكلمين‪ ،‬الذين يح ِملون النص على ما‬‫يليق بالله تعالى‪ ،‬كتأويلدم لليد بـ\"القوة‪ ،‬نو القدرة‪ ،‬نو النعمة‪....،‬وشب ذلك‪ ،‬فيقولون في الأداديث الواردة في‬‫صحيح البخاري وغير ‪ ،‬كما في رواية نبي هريرة‪ -‬رض ي هلل عن ‪ ،-‬نن رسول هلل‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬قال‪ \" :‬يقول‬‫ هلل عز وجل‪ :‬نن ِفق‪ ،‬منن ِفق عليك‪ ،‬وقال‪ :‬يد هلل ملآى لا تغيضدا نفقة‪ ،‬سحاء الليل والنهار‪ ،‬وقال‪ :‬نرنيتم ما ننفق‬‫منذ خلق السماء والأرض‪ ،‬فإن لم يغض ما في يد ‪ ،‬وكان عرش على الماء وبيد الميزان يخفض ويرفع\"(‪ ،)5‬وكما في‬‫مسند الإمام ندمد من دديث القاسم بن محمد عن نبي هريرة قال‪ :‬قال رسول هلل‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪\" -‬إن‬ ‫‪‌-1‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪.319‌،‬‬ ‫‪‌-2‬سورة‌الفتح‌الآية‌‪.31‬‬ ‫‪‌-3‬سورة‌آل‌عمران‌الآية‌‪.91‬‬ ‫‪ -4‬الرازي‪ ،‬مفاتح الغيب‪ ،‬ج‪78‬ص‪، 22-.24‬‬ ‫‪‌-5‬صحيح‌البخاري‪‌،‬باب‌قوله‪‌:‬وكان‌عرشه‌على‌الماء‪‌،‬حديث‌رقم‪.‌1136‌/‬‬ ‫‪174‬‬

‫العبد إذا تصدق من طيب تقبلدا هلل من ونخذها بيمين ورباها كما يربي نددكم مدر نو فصيل وإن الرجل‬ ‫ليتصدق باللقمة فتربو في يد هلل‪ ،‬نو قال في كف هلل‪ ،‬دتى تكون مثل الجبل فتصدقوا\"(‪. )1‬‬ ‫فدذ النصوص ونحوها مهكل كما يرى الأشا ِعرة‪ ،‬وظاهرها ينص على نن لله يد ًا‪ ،‬وفي بعض نلفاظ‬ ‫الحديث وصفت بالك ِف ‪.‬‬ ‫فكيف يتم التعامل مع هذ النصوص ؟‬ ‫يقول الإيجي في المواقف‪ :‬قال هلل تعالى‪( :‬ي مد الل ِ ف ْوق ن ْي ِديِه ْم)(‪ ،)2‬وقال نيض ًا‪ِ ( :‬لما خل ْق مت ِبيدي)(‪ ،)3‬فأثبت‬ ‫الهيخ‪ -‬يعني نبو الحسن الأ ْشع ِري‪ -‬صفتين ثبوتيتين‪ ،‬زائدتين على الذات‪ ،‬وسائر ال ِصفات‪ ،‬لكن لا بمعنى‬ ‫الجاردتين‪ ،‬وعلي السلف وإلي مال القاض ي‪ -‬يعني الباقلاشي‪ -‬في بعض مكتب ‪ ،‬وقال الأكثر ننهما مجاز عن القدرة‪،‬‬ ‫فإن شائع في اللغة‪ ،‬وخلقت بيدي ني بقدرة كاملة‪ ،‬ولم يرد بقدرتين‪ ،‬وتخصيص خلق آدم بذلك مع نن الكل‬ ‫مخلوق بقدرت تعالى تهريف وتكريم ل كما نضاف الكعبة إلى نفس في قول ‪\" :‬نن طدرا بيتي\" للتهريف مع نن‬ ‫مالك للمخلوقات كلدا (‪. )4‬‬ ‫وميـل ِمح الإيجي إلى انقسام الأشا ِعرة في هذ المسألة‪ ،‬بين الوقوف على رني السلف فيها‪ ،‬واتباع طريقة‬ ‫المتكلمين في تأويلدا بالقدرة‪ ،‬كما نشار إلى الروايتين عن القاض ي الباقلاشي‪ ،‬بقول ‪\" :‬في بعض كتب \"‪ ،‬والمعروف نن‬ ‫الباقلاشي‪ ،‬يقول ِبرني الأشا ِعرة في تأويل اليد بالقدرة‪ ،‬إلا نن يكون قصد الإيجي نقل الرواية التي تقول‪ :‬إن الباقلاشي‪،‬‬ ‫رجع إلى نقوال السلف في ال ِصفات‪ ،‬ودملدا على الظاهر‪ ،‬من دون تكييف‪ ،‬ولا تهبي ‪ ،‬ولا تمثيل‪ ،‬ولا تعطيل ‪.‬‬‫‪‌ -1‬مسند ‌الإمام ‌أحمد‪‌ ،‬مسند ‌أبي ‌هريرة‪‌ ،‬حديث ‌رقم‪‌ ،9131/‬ومسند ‌الإمام ‌أحمد‪‌ ،‬مسند ‌أبي ‌هريرة ‌كذلك‪‌ ،‬حديث‌‬‫رقم‪‌،31262/‬ومصنف‌عبد‌الرزاق‌حديث‌رقم‪‌،31121/‬وأخرجه‌الحاكم‌في‌المستدرك‪‌،‬عن‌أبي‌هريرة‌رضي‌الله‌عنه‪‌،‬‬‫( ‌أن ‌الله ‌هو ‌يقبل ‌التوبة ‌عن ‌عباده ‌ويأخذ ‌الصدقات) ‌قال‪‌ :‬إن ‌(الله ‌يقبل ‌الصدقة‪‌ ،‬إذا ‌كانت ‌من ‌طيب ‌فيأخذها ‌بيمينه‪‌ ،‬وإن‌‬‫الرجل‌ليتصدق‌بمثل‌اللقمة‪‌،‬فيربيها‌الله‌له‌كما‌يربي‌أحدكم‌فصيله‪‌،‬أو‌مهره‌فيربو‌في‌كف‌الله‪‌،‬أو‌في‌يد‌الله‌حتى‌يكون‌‬‫مثل‌أحد)‌وقال‌الحاكم‪\"‌:‬قد‌اتفق‌الشيخان‌على‌إخراج‌حديث‌أبي‌الحباب‌سعيد‌بن‌يسار‌عن‌أبي‌هريرة‌بغير‌هذا‌اللفظ‪‌،‬‬ ‫هذا‌حديث‌صحيح‌على‌شرطهما‌ولم‌يخرجاه\"‌المسترك‌للحاكم‪‌،‬تفسير‌سورة‌التوبة‪‌،‬حديث‌رقم‪.1313/‬‬ ‫‪‌-2‬سورة‌الفتح‌الآية‌‪.31‬‬ ‫‪‌-3‬سورة‌ص‌الآية‌‪.‌92‬‬‫‪‌-4‬عضد‌الدين‌عبد‌الرحمن‌بن‌أحمد‌الإيجي‪‌،‬المواقف‌تحقيق‪‌:‬عبد‌الرحمن‌عميرة‪‌،‬دار‌الجيل‪‌،‬بيروت‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪‌،‬‬ ‫‪‌،3999‬ج‪1‬ص‪.323‬‬ ‫‪175‬‬

‫والقول بأن جمدور الأشا ِعرة نولوا اليد بالقدرة‪ ،‬نو بالنعمة‪ ،‬ثابت لا لبس في ‪ ،‬ومن الذين نشار إلى ذلك‬ ‫العلامة الكرمي(‪ ،)1‬في كتاب \" نقاويل الثقات \" ديث قال في هذا الباب‪ :‬وذهبت المعتزلة‪ ،‬وطائفة من الأ ْشع ِرية‪ ،‬إلى‬ ‫نن المراد باليدين في قول لما خلقت بيدي معنى النعمتين‪ ،‬وقالت طائفة من الأ ْشع ِرية نن المراد باليدين هنا‬ ‫القدرة‪ ،‬لن اليد في اللغة عبارة عن القدرة‪ ،‬كقول ‪ :‬فقمت ومالي بالمور يدان ‪ ،.....‬ويح ِقق هذا ويوضح نن الخلق‬ ‫من جدة هلل‪ ،‬إنما هو مضاف إلى قدرت ‪ ،‬لا إلى يد ولدذا يستقل في إيجاد الخلق بقدرت ‪ ،‬ويستغني عن يد وآلة‬ ‫يفعل بها مع قدرت (‪.)2‬‬ ‫والكرمي يثبت دقيق ًة اعتقدها جمدور الأشا ِعرة‪ ،‬ومازالوا يؤمنون بها‪ ،‬وهي نن صرف الن ِص على ظاهر‬ ‫ميو ِقع في الته ِبي ‪ ،‬لذلك يلجأ الأشا ِعرة إلى التأويل‪ ،‬تنزيه ًا لله تعالى‪ ،‬وصرف ًا للعقول عن التفكير في الديئة‪ ،‬وهذا لا‬ ‫يستقيم على رني الأشا ِعرة إلا بالتأويل على المعنى اللائق ب عزوجل ‪.‬‬ ‫لكن الزمخهري ذهب إلى القول بأبعد من تفسيرها بالقدرة نو النعمة‪ ،‬وصرف معنى اليد إلى غير هلل‬ ‫تعالى ديث نضافدا إلى الرسول‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬وقال في معنى قول تعالى‪( :‬ي مد هلِل ف ْوق ن ْي ِديِه ْم)(‪ ،)3‬يريد نن‬ ‫يد رسول هلل التي تعلو نيدي المبايعين‪\" :‬هي يد هلل‪ ،‬و هلل تعالى منز عن الجوارح‪ ،‬وعن صفات الأجسام‪ ،‬وإنما‬ ‫المعنى‪ :‬تقرير نن عقد الميثاق مع الرسول كعقد مع هلل من غير تفاوت بينهما\" (‪ ،)4‬وهو ما قال نبوديان في نفسير‬ ‫ال ممسمى‪( :‬البحر المحيط)‪ ،‬ديث قال في معنى قول تعالى‪( :‬ي مد الل ِ ف ْوق ن ْي ِديِه ْم)(‪\" ،)5‬يريد نن يد رسول هلل‪ -‬صلى هلل‬ ‫علي وسلم‪ -‬التي تعلو يدي المبايعين‪ ،‬و هلل تعالى منزٌ عن الجوا ِرح وعن صفات الأجسام\"(‪. )6‬‬‫‪‌ -1‬مرعي ‌بن ‌يوسف ‌الكرمي ‌الحنبلي‪‌ ،‬المتوفى ‌سنة ‌‪‌ 3111‬ه ‌رحمه ‌الله ‌تعالى ‌‪‌ .‬له‪‌ :‬مسبوك ‌الذهب ‌في ‌فضل ‌العرب‌‬‫وشرف‌العلم‌على‌شرف‌النسب‪‌،‬انظر‪‌:‬العرف‌الوردي‌في‌أخبار‌المهدي‌للحافظ‌جلال‌الدين‌السيوطي‪‌،‬تحقيق‪‌:‬أبي‌يعلى‌‬ ‫البيضاوي‪‌/‬المكتبة‌الوقفية‪3113‌،‬م‪‌،‬ج‪3‬ص‪.‌359‬‬‫‪‌-2‬مرعي‌بن‌يوسف‌الكرمي‌المقدسي‪‌،‬أقاويل‌الثقات‌في‌تأويل‌الأسماء‌وال ِّص َفات‌والآيات‌المحكمات‌والمشتبهات‪‌،‬تحقيق‪‌:‬‬ ‫شعيب‌الأرناؤوط‪‌،‬مؤسسة‌الرسالة‪‌،‬بيروت‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪،3116‌،‬ص‪.319‬‬ ‫‪ -3‬سورة الفتح الآية ‪. 72‬‬‫‪‌-4‬أبوالقاسم ‌محمود ‌بن ‌عمرو ‌بن ‌أحمد‌الزمخشري ‌جار‌الله‪‌ ،‬تفسير ‌الزمخشري‪‌ ،‬المسمى ‌(الكشاف ‌عن‌حقائق ‌التنزيل‌‬ ‫وعيون‌الأقاويل‌في‌وجوه‌التأويل)‪‌،‬دار‌إحياء‌التراث‌العربي‪‌،‬بيروت‪‌،‬ج‪1‬ص‪.119‬‬ ‫‪ -5‬سورة الفتح الآية ‪. 72‬‬‫‪‌ -6‬محمد ‌بن ‌يوسف ‌الشهير ‌بأبي ‌حيان ‌الأندلسي‪‌ ،‬تفسير ‌البحر ‌المحيط‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬الشيخ ‌عادل ‌أحمد ‌عبد ‌الموجود‪‌ ،‬الشيخ‌‬‫علي‌محمد‌معوض‪‌،‬شارك‌في‌التحقيق‪‌:‬د‌‪.‬زكريا‌عبد‌المجيد‌النوقي‪‌،‬د‌‪.‬أحمد‌النجولي‌الجمل‪‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‪‌،‬الطبعة‌‬ ‫الأولى‪3113‌،‬م‪‌،‬ج‪5‬ص‪93‬‬ ‫‪176‬‬

‫المطلب الثامن‪ :‬البوطي ومفهومه لأقوال ال َّسلف في صفة اليديدن وغيرها‪:‬‬ ‫ذهب ال مبوطي إلى القول بأن بعض السلف يؤولون هذ ال ِصفات تأويل ًا إجمالي ًا لا تفصيليا‪ ،‬ني نن بعض‬ ‫السلفيين لم يقفوا من هذ ال ِصفات موقف الإيمان بها على الظاهروإمراراها‪ ،‬كما في رواية البيهقي عن الوليد بن‬ ‫مسلم قال سئل الاوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذ الاداديث التي جاءت في الته ِبي‬ ‫فقالوا امروها كما جاءت بلا كيفية\"(‪ ،)1‬وتأويلدا ليس إمرارها‪ ،‬ويستهدد ال مبوطي على قول بأن بعض السلف قد‬ ‫تأولوا قس ًما من ال ِصفات‪ ،‬بالرواية التي نقلت عن الإمام ندمد بأن تأول صفة \"النزول\" بنزول نمر سبحان ‪ ،‬وهو‬ ‫قول ندمد بن دنبل‪ ،‬وطائفة من نصحاب ندمد وغيرهم‪ -‬كالقاض ي نبي يعلى وغير (‪.)2‬‬ ‫ومين ِحي ال مبوطي باللائمة على ابن ت ْي ِمية قائل ًا‪ :‬بأن قد نعطى لنفس الحق لتأويل صفة الوج والاستواء‬ ‫وغيرهما‪ ،‬ونن تأويلات الأشا ِعرة إنما هي مستمدة من نقوال السلف‪ ،‬لا تستلزم ني تعطيل نو تعسف في فدم‬ ‫اللغة(‪.)3‬‬ ‫لذلك فإن ال مبوطي يرى نن هذ النصوص؛ كقول تعالى‪( :‬ي مد الل ِ ف ْوق ن ْي ِديِه ْم)(‪ ،)4‬وقول تعالى‪( :‬ب ْل يدا م‬ ‫م ْب مسوطتا ِن مين ِف مق ك ْيف يها مء)(‪ ،)5‬وني ًضا آية الاستواء كقول (الر ْدم من على ا ْلع ْر ِش ا ْستوى)(‪ ،)6‬قابلة للادتمال‪ ،‬ونن‬ ‫هذ النصوص التي تجاذبتها الادتمالات ونوهمت بظاهرها معنى قامت الأدلة القطعية على نفي ظاهرها‪ ،‬كقول‬ ‫تعالى‪( :‬ل ْيس ك ِم ْثِل ِ ش ْي ٌء و مهو الس ِمي مع الب ِصي مر)(‪ ،)7‬فإن يجب تأويلدا بما لا يتعارض مع هذ النصوص(‪. )8‬‬‫‪‌-1‬سنن‌الترمذي‪‌،‬باب‌فضل‌الصدقة‪‌،‬حديث‌رقم‪‌،663/‬السنن‌الكبرى‌للبيهقي‪‌،‬باب‌الترغيب‌في‌قيام‌آخره‪‌،‬حديث‌رقم‪‌/‬‬‫‪‌،1515‬وانظر‪‌:‬تفسير‌القرطبي‪‌،‬ج‪1‬ص‪‌،31‬وتفسير‌البغوي‌المسمى‪‌-‬معالم‌التنزيل‪‌،‬وهو‌لأبي‌محمد‌الحسين‌بن‌مسعود‌‬‫البغوي‪(‌ ،‬المتوفى ‌‪‌ 236‬هـ ‌)‪‌ ،‬تحقيق‪(‌ :‬محمد ‌عبد ‌الله ‌النمر‪‌ ،‬عثمان ‌جمعة ‌ضميرية‪‌ ،‬سليمان ‌مسلم ‌الحرش)‪‌ ،‬دار‌طيبة‌‬ ‫للنشر‌والتوزيع‪‌،‬الطبعة‌الرابعة‪3999‌،‬م‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌،313‬ج‪1‬ص‪‌،99‬ص‪‌،316‬وفتح‌الباري‌لابن‌حجر‪‌،‬ج‪31‬ص‪.119‬‬‫‪‌-2‬انظر‪‌:‬شيخ‌الإسلام‌ابن‌ َت ْي ِم َّية‪‌،‬مجموع‌الفتاوى‪‌،‬ج‪2‬ص‪‌،113‬وقد‌أجاب‌عن‌ذلك‌شيخ‌الإسلام‌بقوله‪\"‌:‬وتأويل‌المجيء‌‬‫والإتيان‌والنزول‌ونحو‌ذلك‪‌-‬بمعنى‌القصد‌والإرادة‌ونحو‌ذلك‪‌-‬هو‌قول‌طائفة‪‌،‬وتأولوا‌ذلك‌في‌قوله‌تعالى‪(‌:‬ثم‌استوى‌‬‫إلى‌السماء)‪‌،‬وجعل‌ابن‌الزاغوني‪‌،‬وغيره‌ذلك‌هو‌إحدى‌الروايتين‌عن‌أحمد‪‌،‬والصواب‪‌:‬أن‌جميع‌هذه‌التأويلات‌مبتدعة‌‬‫لم ‌يقل ‌أحد ‌من ‌ال َّصحابة ‌شيئا ‌منها ‌ولا ‌أحد ‌من ‌ال َّتا ِبعين ‌لهم ‌بإحسان؛ ‌وهي ‌خلاف ‌المعروف ‌المتواتر ‌عن ‌أئمة ‌السنة‌‬ ‫والحديث‪‌،‬انظر‪(‌:‬ابن‌ َت ْي ِم َّية‪‌،‬مجموع‌الفتاوى‪‌،‬باب‌فصل‌في‌تأويل‌بعض‌أهل‌السنة‪‌،‬ج‪2‬ص‪.‌)113‬‬ ‫‪‌-3‬ال ُبوطي‪‌،‬ال َّسلفية‌مرحلة‌زمنية‌مباركة‌لا‌مذهب‌إسلامي‪‌،‬ص‪.319‬‬ ‫‪‌-4‬سورة‌الفتح‌الآية‌‪.31‬‬ ‫‪‌5‬سورة‌المائدة‌الآية‌‪.61‬‬ ‫‪‌-6‬سورة‌طه‌الآية‌‪.‌2‬‬ ‫‪‌-7‬سورة‌الشورى‌الآية‌‪.‌33‬‬ ‫‪‌-8‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪.319‌،‬‬ ‫‪177‬‬

‫ويقسم البوطي الناس في هذ ال ِصفات إلى فريقين‪:‬‬ ‫‪ -7‬ال َّسلف وهم‪ :‬وقفوا من صفة اليد‪ ،‬والإصبع وغيرها من ال ِصفات‪ ،‬موقف المسلم بهذ ال ِصفات‬ ‫والإيمان بها من دون الخوض في معانيها‪ ،‬وتنزي المولى جل وعلا عن كل نقيصة‪ ،‬وتعالي عن المهابهة للمخلوقات‬ ‫(‪ ،)1‬وذلك دسب رني ال مبوطي لا يتم إلا بالتأويل الإجمالي لدذ النصوص‪ ،‬وتفويض العلم التفصيلي فيها لله‬ ‫سبحان وتعالى (‪.)2‬‬ ‫‪ -9‬الخلف وهم‪ :‬الذين نولوا هذ النصوص المتهابهة بما يتوافق مع النصوص المحكمة‪ ،‬فاستقام‬ ‫المعنى بتنزيه سبحان وتعالى عن الجدة والمكان والجاردة‪ ،‬فأولوا (الاستواء) بمعنى القوة والسلطان‪ ،‬و(اليد) بمعنى‬ ‫القوة والكرم‪ ،‬و(العين) بمعنى الرعاية والعناية‪ ،‬وفسروا (الأصبعين) بمعنى الإرادة والقدرة‪ ،‬وقالوا في دديث \"إن‬ ‫ هلل خلق آدم على صورت \"(‪ ،)3‬قالوا إن الضمير راجع لآدم وليس لله تعالى‪ ،‬نو قد يكون الضمير عائد للأخ‪ ،‬كما في‬ ‫رواية مسلم وغير ‪\" :‬إذا قاتل نددكم نخا \"(‪ ،)4‬نو قد يكون الضمير عائد في لله تعالى‪ ،‬بمعنى الصفة‪ ،‬فجدز هلل‬ ‫آدم وذريت بصفاة العلم والإدراك‪ ،‬والتي هي من صفات هلل تعالى (‪. )5‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫من تتبعنا لكلام البوطي في كتب ومقالات ‪ ،‬وبعض الأشرطة المتلفزة التي بثتها بعض القنوات‪ ،‬ومنها قناة‬ ‫\"أزهري\" لادظنا نن البوطي بدا نكثر موافق ًة لكلام السلف‪ ،‬ومتابع ًة للمام نبي الحسن الأشعري‪ ،‬وطريقت في‪:‬‬ ‫\"الإبانة\" ديث نرا يقول في آخر عدد وهي تسجيلا ٌت تعتبر دديث ًة‪ ،‬إذا ما قورنت بما ذهب إلي في كتاب ‪\" :‬كبرى‬ ‫اليقينيات الكونية\" وكأن الهيخ‪ -‬ردم هلل‪ -‬كانت ل مراجعا ٌت‪ ،‬لم يص ِرح بها بقول ‪( :‬تراجع مت)‪ ،‬ولكن كلام في‬ ‫التسجيل الذي اكتهفت ‪ ،‬بدا في واضح ًا ترجيح لمذهب السلف في \"الأسماء والصفات\"‪ ،‬ونن هذا هو مذهب‬ ‫‪‌-1‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‪‌،‬ص‪.315‬‬ ‫‪-2‬ال ُبوطي‪‌،‬المرجع‪‌،‬ص‪‌،315‬وانظر‪‌:‬ال ُبوطي‪‌،‬ال َّسلفية‌مرحلة‌زمنية‌مباركة‪‌،‬ص‪.‌311‬‬‫‪‌-3‬الحديث‌له‌عدة‌روايات‪‌،‬منها‌ما‌في‌الصحيحين‌وغيرهما‌من‌حديث‌أبي‌هريرة‌عن‌النبي‪‌-‬صلى‌الله‌عليه‌وسلم‪‌-‬قال‌‬‫خ لق ‌الله ‌آدم ‌على ‌صورته ‌طوله ‌ستون ‌ذراعا‪‌ ،‬فلما ‌خلقه ‌قال ‌اذهب ‌فسلم ‌على ‌أولئك ‌النفر ‌من ‌الملائكة ‌جلوس ‌فاستمع ‌ما‌‬‫يحيونك‌فأ َّنها‌تحيتك‌وتحية‌ذريتك‌فقال‌السلام‌عليكم‌فقالوا‌السلام‌عليك‌ورحمة‌الله‌فزادوه‌ورحمة‌الله‌فكل‌من‌يدخل‌الج َّنة‌‬ ‫على‌صورة‌آدم‌فلم‌يزل‌الخلق‌ينقص‌بعد‌حتى‌الآن\"‪‌،‬واللفظ‌للبخاري‪‌،‬باب‌بدء‌السلام‪‌،‬حديث‌رقم‪.2929/‬‬‫‪‌-4‬الحديث‌الآخر‪‌،‬في‌صحيح‌مسلم‌وغيره‌من‌حديث‌ابن‌حاتم‌عن‌النبي‪‌-‬صلى‌الله‌عليه‌وسلم‪‌-‬قال‌إذا‌قاتل‌أحدكم‌أخاه‌‬‫فليجتنب‌الوجه‪‌،‬فإن‌الله‌خلق‌آدم‌على‌صورته\"‌صحيح‌مسلم‪‌،‬باب‌النهي‌عن‌ضرب‌الوجه‪‌،‬حديث‌رقم‪‌،1913/‬ومسند‌‬ ‫الإمام‌أحمد‪‌،‬حديث‌أبي‌هريرة‪‌،‬حديث‌رقم‪‌،9133/‬وحديث‌رقم‪‌.‌9331/‬‬ ‫‪‌-5‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص(‌‪.‌)‌313‌،311‬‬ ‫‪178‬‬

‫نبي الحسن الأشعري‪ ،‬وب يقول‪ ،‬فعند ما سئل عن قول في \"اليد\"‪ ،‬قال‪\" :‬إن طريقي في نسماء هلل وصفات ‪ ،‬نلتزم‬‫بالطريق الهرع ِي الوارد‪ ،‬لا نخضع هذ الأسماء لقياس لغوي‪ ،‬ولا نجيز لنفس ي الاشتقاق منها‪ ،‬فأنا نقول‪ \" :‬هلل‬ ‫دكيم\"‪ ،‬لن هلل قال ذلك‪ ،‬ولا نقول‪\" :‬عاقل\" لن هلل لم يقل ذلك(‪.)1‬‬‫ثم يضيف البوطي‪ :‬ننا ممتعب ٌد بهذ الألفاظ‪ ،‬فيجوز نن نبتكر نلفاظ ًا في د ِق نفس ي‪ ،‬في د ِق شخص آخر‪،‬‬‫لكن في د ِق المولى‪ -‬جل وعلا‪ -‬فلا يجوز‪ ،‬وهذا الكلام مقتبس من منهج السلف‪ ،‬ثم يستطرد البوطي قائل ًا‪:‬‬‫\"الأسماء والصفات\" لا مي ِجيز الإمام نبو الحسن الأشعري لنا نن نفسرها إلا على ظاهرها من غير تكييف‪ ،‬ثم يهرح‬‫البوطي ذلك قائل ًا‪\" :‬من غير تكييف‪ ،‬لن ِني إذا كيفت شبهت\" ثم يسأل مدير الحلقة قائل ًا‪ :‬في قول تعالى (ي مد هل ِل‬‫ف ْوق ن ْي ِديِه ْم)(‪ ،)2‬هل يجوز نن نفسرها‪ :‬يد القدرة‪ ،‬نو يد الرعاية‪ ،‬فيرد علي ال مبوطي قا ِئل ًا‪ :‬لقد كان نبو الحسن‬‫الأشعري ترجمان ًا لعقيدة السلف‪ ،‬فأقول‪ :‬إن لله يد ًا كما قال‪ ،‬دون كيف‪ ،‬ودون نن نش ِب ‪ ،‬نو نج ِسد‪ ،‬ولكن نؤول‬‫عندما تدعو الضرورة إلى ذلك‪ ،‬وضرب مثال ًا بقول تعالى‪( :‬ت ْج ِري ِبأ ْع مي ِننا)(‪ ،)3‬فلو نولناها بالعين الظرفية‪ ،‬فدذا لا‬‫يجوز‪\" ،‬لن لا يجوز نن نقول إن النبي‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬في عي ِن هلل د ِقيقة\"‪ ،‬فلابد هنا من تأويل العين‬ ‫بالرعاية ونحوها(‪.)4‬‬ ‫وبعد هذا كل نرى نن كثي ًرا من الذين تكلموا في د ِق البوطي‪ ،‬وطعنوا وجردوا وقددوا في وفي عقيدت‬‫من السلفيين‪ -‬وبحسب فدمدم‪ -‬قد تجنـوا علي ‪ ،‬ولم يعرفوا دقيقة ما كان علي هذا العالم الجليل‪ ،‬فماذا‬ ‫عساهم قائلون‪ ،‬بعد هذا التصريح المدم للبوطي‪ ،‬ونزعم نن كثي ًرا منهم لم يستمعوا إلي ‪ ،‬وهناك من منع‬‫تعصب ‪ ،‬ودكم على الرجل بعيدا عن الموضوعية والإنصاف من تتبع ما قال موافقة للمام نبي الحسن‬ ‫الأشعري‪ ،‬وجري ًا على ما كان علي العلماء الأقحاح من السلف الأول ‪.‬‬ ‫المطلب التاسع‪ :‬الأ ْشعرية وقضايا الإيمان‪:‬‬‫يميل الأشا ِعرة دائ ًما في دديثهم عن مسائل الإيمان والغيبيات إلى الحجج العقلية‪ ،‬والتحليلات المنطقية‪،‬‬‫وإن كان منطلقدم في ذلك محاولة الجمع بين صحيح النقل وصريح العقل‪ ،‬غير نن الأسلوب العقلي المنطقي هو‬‫‪ -1‬محمد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬الكلمات الدلالية‪ :‬مفهوم الإيمان عند أبي الحسن الأشعري‪8272/72/6 ،‬م‪ ،‬انظر‪:‬‬ ‫‪http://www.youtube.com/watch?v=z1zJrdJi2pM‬‬ ‫‪ -2‬سورة الفتح الآية ‪. 72‬‬ ‫‪ -3‬سورة القمر الآية ‪. 74‬‬‫‪ -4‬محمد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬الكلمات الدلالية‪ :‬مفهوم الإيمان عند أبي الحسن الأشعري‪8272/72/6 ،‬م‪ ،‬انظر‪:‬‬ ‫‪http://www.youtube.com/watch?v=z1zJrdJi2pM‬‬ ‫‪179‬‬

‫الغالب عندهم بعكس السلفية نصحاب الحديث الذين يتمسكون بظاهر النص‪ ،‬والسادة الأشا ِعرة لا ينكرون‬ ‫توقيرهم للمنهج السلفي الأول وتل ُّمسدم سبيل ‪ ،‬لكنهم ين ِسبون لنفسدم شرف تطوير وتجديد ‪ ،‬ولدذا يصفون‬ ‫مذهبهم‪ ،‬وكما صرح بهذا كثير من نهل العلم ننهم‪ -‬ني الأشا ِعرة‪ -‬يقولون‪\" :‬إن مذهب السلف نسلم ونن مذهبهم‬ ‫نعلم وندكم\" (‪ ،)1‬وسنناقش هذ المسألة في فصل المقارنة والنقد إن شاء هلل‪.‬‬ ‫ويدور ف ْد مم عامة الأشا ِعرة لحقيقة الإيمان دول قاعدة نن \"الأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان\" وإن‬ ‫كانوا يرون نن للأعمال تأثي ًرا من ديث الثواب والعقاب‪ ،‬لكن الإيمان عندهم هو تصديق القلب‪ ،‬فلذلك يعرف‬ ‫الإمام الباقلاشي الإيمان ودقيقت على نن ‪ :‬التصديق‪ ،‬ومحل القلب‪ ،‬وهو نن يصدق القلب بأن هلل وادد‪ ،‬ونن‬ ‫الرسول دق‪ ،‬ونن جميع ما جاء ب الرسول دق‪ ،‬وعمل اللسان يسمى‪ :‬الإقرار‪ ،‬وعمل الجوارح يسمى‪ :‬العمل‪،‬‬ ‫فإنما ذلك عبارة عما في القلب ودليل علي (‪. (2‬‬ ‫كما يذكر الإمام الرازي نن نصدق كلمة قيلت في تعريف التوديد وكانت موضع اتفاق‪ ،‬ما قال على بن‬ ‫نبى طالب‪ -‬رض ى هلل عن ‪ -‬وهى‪\" :‬نن تع ِرف نن كل ما ميتصور فى ذهنك فالله سبحان وتعالى بخلاف \" (‪)3‬‬ ‫ولعل فدم الرازي لكلام الإمام علي‪ -‬رض ي هلل عن ‪ -‬جعل يختارتعريفا خاصا لليمان بعد نن سرد نقوال‬ ‫العلماء من مختلف المذاهب والطرق‪ ،......‬ثم قال‪ :‬والذي نذهب إلي نن الإيمان عبارة عن \"التصديق بالقلب\"‪ ،‬ثم‬ ‫يستطرد شاردا هذا التعريف بإسداب فيقول‪ :‬ونفتقر هاهنا إلى شرح ماهية التصديق بالقلب فنقول‪ :‬نن من قال‬ ‫العالم محدث فليس مدلول هذ الألفاظ كون العالم موصوف ًا بالحدوث‪ ،‬بل مدلولدا دكم ذلك القائل بكون‬ ‫العالم دادث ًا(‪ ،)4‬وكعادة الرازي في دب التفصيل والإطالة‪ ،‬نرا كثي ًرا ما ميسدب في تفسير وشرد للمعنى الذي‬ ‫يريد ‪ ،‬فيضرب نمثال ًا عد ًة في هذا الباب‪ .....‬إلى نن قال‪\" :‬الإيمان عبارة عن التصديق بكل ما عرف بالضرورة كون‬‫‪‌ -1‬انظر‪‌ :‬محمد ‌بن ‌أحمد ‌الشربيني‪‌ ،‬شمس ‌الدين‪‌ ،‬تفسير ‌السراج ‌المنير‪‌ ،‬دار ‌الكتب ‌العلمية‪‌ ،‬بيروت(بدون ‌تاريخ)‪‌ ،‬تفسير‌‬‫سورة ‌البقرة‪‌ ،‬ج‪3‬ص‪‌ ،339‬وانظر‪‌ :‬الشيخ ‌محمد ‌الطاهر ‌بن ‌عاشور‪‌ ،‬التحرير ‌والتنوير‪‌ ،‬الطبعة ‌التونسية‪‌ ،‬دار ‌سحنون‌‬‫للنشر‌والتوزيع‪‌،‬تونس‪3999‌،‬م‪‌،‬تفسير‌سورة‌آل‌عمران‪‌،‬ج‪1‬ص‪‌،366‬وتفسير‌سورة‌الشورى‪‌،‬ج‪32‬ص‪‌،15‬وانظر‪‌:‬‬‫وهبة ‌بن ‌مصطفى ‌الزحيلي‪‌ ،‬التفسير ‌المنير ‌في ‌العقيدة ‌والشريعة ‌والمنهج‪‌ ،‬دار ‌الفكر ‌المعاصر‪‌ ،‬دمشق‪‌ ،‬الطبعة ‌الثانية‪‌،‬‬‫‪‌ 3135‬هـ‪‌ ،‬تفسير ‌سورة ‌آل ‌عمرا‪‌ ،‬ج‪1‬ص‪‌ ،329‬وتفسير ‌سورة ‌الزمر‪‌ ،‬ج‪31‬ص‪‌ ،23‬وقال ‌الزحيلي‪‌ :‬ويقولون‪\"‌ :‬رأي‌‬ ‫ال َّسلف‌أسلم‪‌،‬ورأي‌الخلف‌أحكم‪‌،‬وإني‌أميل‌إلى‌الأسلم\"‌‪.‬‬ ‫‪ -2‬الباقلاني‪ ،‬الإنصاف‪ ،‬ص‪. 88‬‬ ‫‪‌-3‬الفخر‌الرازي‪‌،‬من‌أسرار‌التنزيل‪‌،‬ص‪.‌311‬‬ ‫‪‌-4‬الفخر‌الرازي‪‌،‬التفسير‌الكبير‪‌،‬ج‪3‬ص‪.‌361-325‬‬ ‫‪180‬‬

‫من دين محمد‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬مع الاعتقاد فنفتقر في إثبات هذا المذهب إلى إثبات قيود نربعة\"(‪ )1‬وسنذكر‬ ‫هذ القيود الأربعة الذي ذكرها الرازي باختصا ًرا شديد وهي كما يلي‪:‬‬ ‫‪ -7‬إن الإيمان عبارة عن التصديق ‪.‬‬ ‫‪ -9‬ليس التصديق باللسان فقط هو دقيقة الإيمان ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ليس الإيمان عبارة عن مطلق التصديق فقط‪ ،‬بل لابد من نفي التصديق بألوهية من سوا ‪ ،‬فمن‬ ‫صدق بالجبت والطاغوت لا ميع ُّد مؤمن ًا‪.‬‬ ‫‪ -3‬لا يهترط في الإيمان التصديق بجميع صفات هلل عز وجل‪ ،‬لن الرسول علي السلام كان يحكم‬ ‫بإيمان من لم يخطر ببال كون تعالى عالم ًا لذات نو بالعلم‪ ،‬ولو كان هذا القيد ونمثال شرط ًا معتب ًرا في تحقيق‬ ‫الإيمان لما جازنن يحكم الرسول بإيما ِن قبل نن يجرب في نن هل يعرف ذلك نم لا (‪. )2‬‬ ‫وقد كان الرازي بحق متم ِكن ًا في استهدادات ‪ ،‬غير نن لم يخرج عن القاعدة العريضة التي يختارها عموم‬ ‫الأشا ِعرة وهو كون الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان‪ ،‬وهذا ما كان علي الأشاعرة قديم ًا‪ ،‬وإن لم يهتركوا‬ ‫جميع ًا في هذا المعنى‪ ،‬يقول الثعلبي في تفسير ‪\" :‬اعلم نن دقيقة الإيمان هي التصديق بالقلب‪ ،‬لن الخطاب بلفظ‪:‬‬ ‫\"آمن\" إنما هو بلسان العرب‪ ،‬ولم يكن العرب ميع ِرفون الإيمان بغيرمعنى‪\" :‬التصديق\"(‪.)3‬‬ ‫وتفسير الإيمان على هذا النحو هو الذي انتهت إلي العقيدة الأشعرية في صياغتها النهائية‪ ،‬يقول ندد‬ ‫الهراح المعاصرين لمتن الجوهرة‪ ... \":‬وفسر جمدور الأشاعرة والماتريدية‪ ...‬الإيمان بالتصديق المعروف من معنا‬ ‫شرعا هو‪ :‬تصديق النبي‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬في كل ما جاء ب و معلم من الدين بالضرورة‪ ...،‬والمراد بتصديق‬ ‫النبي‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬في ذلك الإذعان لما جاء ب والقبول ل ‪. )4(...‬‬ ‫وهذا ما علي الأشاعرة المعاصرون‪ ،‬فإنهم لم يختلفوا كثي ًرا عن منهج نسلافدم لن هذا هو القول المعتمد‬ ‫عند الأشاعرة‪ ،‬ونعني بذلك ما استقر علي المذهب الأشعري‪ ،‬ودون المتأخرون في كتبهم‪ ،‬وهو المنهج الذي نصبح‬ ‫ميدرس في كثير من الجامعات والمعاهد‪ ،‬بغض النظر عن رني الأشعري‪ ،‬نو المتقدمين من نصحاب ‪ ،‬وداصل ما‬ ‫‪‌-1‬المرجع‌السابق‪‌،‬ج‪3‬ص‪.366-‌361‬‬ ‫‪‌-2‬المرجع‌السابق‪‌،‬ج‪3‬ص‪.‌366-361‬‬‫‪‌-3‬أحمد‌بن‌محمد‌بن‌إبراهيم‌الثعلبي‌النيسابوري‪‌‌،‬الكشف‌والبيان‪‌،‬تحقيق‌‪‌:‬الإمام‌أبي‌محمد‌بن‌عاشور‪‌،‬دار‌إحياء‌التراث‌‬ ‫العربي‪‌،‬بيروت‪‌،‬لبنان‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪3113‌‌،‬م‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌.312‬‬‫‪‌- 4‬إبراهيم‌الباجوري‪‌،‬شرح‌جوهرة‌التوحيد‪‌،‬إبراهيم‌الباجوري‪‌،‬تحقيق‪‌:‬محمد‌الكيلاتي‪‌،‬عبد‌الكريم‌تتان‪‌،‬مراجعة‌وتقديم‪‌-‬‬ ‫عبد‌الكريم‌الرفاعي‪‌،‬مكتبة‌الاسكندرية‪3193‌،‬هـ‪‌،‬ص‪‌.‌51‬‬ ‫‪181‬‬

‫ذهبوا إلي ‪ :‬نن الإيمان هو التصديق بالقلب‪ ،‬ونن قول اللسان شرط لإجراء الأدكام في الدنيا‪ ،‬ونن عمل الجوارح‬ ‫شرط كمال في الإيمان‪ ،‬ونن الإيمان يزيد وينقص ‪.‬‬ ‫خلاصة‪:‬‬‫إن المذهب الأشعري‪ ،‬منذ شهأت كان فدم لمسائل الإيمان قائم ًا على الجمع بين الدليل النقلي والدليل‬‫التأ ُّملي الفكري‪ ،‬وكان ممعو مل نرباب هذا التيار في نكثرذلك على الأدلة العقلية التي يؤمنون بأنها يمكن نن متدلل على‬‫جميع القضايا‪ ،‬ونن لا تعارض بين الدليل النقلي والدليل العقلي‪ ،‬ولم يكن بين الأشاعرة متقدموهم ومتأخروهم‬ ‫اختلا ٌف كبير في فدمدم للنصوص‪ ،‬وإن كان الخط الذي ترسم كثي ٌر من الأشاعرة اليوم مخالف لما كان علي‬‫الأشعري في كتاب \"الإبانة\"‪ ،‬غير نن هذا الثوب الجديد هو ما نصبح مهدور ًا ومعلوم ًا من المدرسة الأشعرية‬ ‫المعاصرة‪ ،‬ويمكن تلخيص نهم آرائهم وثوابتهم في النقاط الآتية‪:‬‬‫‪ -7‬العقيدة الأشعرية كانت نتيجة للخ ِط الذي انتهج بعض السلف في الرد على الممعطلة وال ممهبهة‪،‬‬ ‫من الجدمية والمعتزلة وغيرهم ‪.‬‬ ‫‪ -9‬خالف بعض الأشاعرة ما كان علي الإمام نبو الحسن الأشعري من متابعة السلف ‪.‬‬‫‪ -4‬سبب انتهاج الأشاعرة منهج التأويل ننهم رنو نن اعتقاد ظاهر بعض النصوص‪ ،‬يدخل العامة في‬ ‫التهبي ‪.‬‬‫‪ -3‬يرى الأشاعرة نن التأويل لا يكون إلا لضرورة تتوافق مع النظر السليم‪ ،‬والقياس الصحيح‪،‬‬ ‫وضرورات اللغة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ليس كل الأشاعرة يقولون بالتأويل ‪.‬‬ ‫‪ -6‬يحاول كثي ٌرمن الأشاعرة الاقتراب من فدم السلف لمسائل الأسماء والصفات‪.‬‬‫‪ -1‬يقيد الأشاعرة قديم ًا ودديثا‪ ،‬فدمدم لآيات الصفات بقيد \"ليس كمثل ش ي ٌء وهو السميع البصير\"‬ ‫‪.‬‬‫‪182‬‬

‫‪ -4‬يقترب البوطي كثيرا في آخرما صرح ب من مفدوم السلف للصفات‪.‬‬‫ولكل من الهيخين‪\" :‬العثيمين\" و \"البوطي\" منهجي ٌة ومدرس ٌة خاصة نثرت في تكوين شخ ِصي ِت وفي رسم‬‫معالم منهج ‪ ،‬بحيث بدا واضح ًا مدى ن مبوغ ك ِل وادد منهما وتمكن في جماعت وعند ننصار مدرست ‪ ،‬وتميز في‬‫تيار الذي ينتمي إلي ‪ ،‬وكان لكل منهما نيدلوجيت التي اتبعدا دتى بلغ هذ المكانة عند نتباع ولدى ننصار‬ ‫والمعجبين ب وبعلم ‪.‬‬‫فكيف كان كل وادد منهما؟ وكيف شهأ وتربى دتى وصل إلى ما وصل إلي ؟ وما هي المنهجية التي كانا‬ ‫عليها من خلال مؤلفاتهما؟ هذ الأسئلة وغيرها‪ ،‬سنحاول الإجابة عنها‪ ،‬في الفصل القادم‪:‬‬ ‫‪183‬‬

‫الفصل الرابع‬ ‫ُُ‬‫بين العثيمين و البوطي‬ ‫‪184‬‬

‫الفصل الرابع‬ ‫بين ال ُعثيمين وال ُبوطي‬‫كان دديثنا في الفصول السابقة عن المذهبين (السلفي والأ ْشع ِري)‪ ،‬وعرفنا الأصول التي قامت عليها كلا‬‫المدرستين‪ ،‬وكيف تطورت نفكارهما وصار لدا انتهار واسع عند جماهير نهل السنة اليوم‪ ،‬وناقهنا العلاقة‬‫المباشرة بين كل من المذهبين بسرد نفكارهما في مسائل العقيدة‪ ،‬كما تطرقنا إلى الخلفية الأيدولوجية لكل من‬‫المذهبين السلفي والأ ْشع ِري‪ ،‬وجعلنا من ابن ت ْي ِمية والرازي مثال ًا على المتقدمين من السلفية والأشا ِعرة‪ ،‬كما نشرنا‬‫إلي في مطلع دراستنا هذ ‪ ،‬ولم منهمل الإشارة إلى رني كل من ال معثيمين وال مبوطي‪ ،‬وجعلنا من نفكارهما علامة‬‫الاستقرار في كلا المذهبين‪ ،‬وذلك بمعرفة ما علي كل منهما في مسائل الاعتقاد‪ ،‬وكانت دراستنا لدما على سبيل‬ ‫الإجمال لا التفصيل‪.‬‬‫وفي هذا الفصل سندرس بهكل ممفصل المدارس التي ينتمي إليها كل منهما‪( :‬الجامعة الإسلامية بالمدينة‬‫المنورة بالمملكة العربية السعودية والأزهر الهريف بالقاهرة في مصر)‪ ،‬ودياة ونفكار كل من الرجلين‪ ،‬مع التركيز‬‫على طبيعة هذا الأفكار والعوامل التي ساهمت في تكوين هذ الأفكار‪ ،‬وكيف نثـر كل منهما في المدرسة التي ينتمي‬ ‫إليها‪ ،‬ولكي نصل إلى هذ الغاية قسمنا هذا الفصل إلى عدة مبادث وهي على النحو الآتي‪:‬‬ ‫‪185‬‬

‫المبحث الأول‪ :‬الجامعة الإسلامية في العقيدة والمنهج‪:‬‬ ‫لقد كان إشها مء الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة قفزًة نوعي ًة في بلاد الحجاز وما دولدا‪،‬‬ ‫وت ْأ ِصيل ًا لعلوم كادت نن متفقد في ِشب الجزيرة العربية‪ ،‬على الرغم من وجود علماء كبار‪ ،‬ومهايخ ميهدد لدم‬ ‫بالفضل و ِسعة العلم‪ ،‬لكن افتقار البلاد لمؤسسة تجمع هؤلاء العلماء وتو ِدد جدودهم قبل نن متمحى هذ العلوم‬ ‫وتتبعثرلغياب مؤسسة دينية شرعية‪ ،‬تحظى بالمرجعية العلمية الرسمية ‪.‬‬ ‫من هنا ظدرت فكرة إشهاء الجامعة وتوديد جدود العلماء لإقامة صرح علمي يف مد إلي طلاب العلم من‬ ‫كافة نقطار العالم الإسلامي‪ ،‬تكو من عقيد مة التوديد على المنهج السلفي سم ٌة بارز ٌة في ‪ ،‬وبالقواعد التي رسمدا‬ ‫الإمام محمد بن عبد الوهاب من محاربة البدع‪ ،‬مثل ظاهرِة البناء على القبور والتبرك بأصحابها(‪ ،)1‬ولقد وجد‬ ‫هذا المنهج قبول ًا ورواج ًا واسع ًا عند كثير من الهبان ال ممتح ِمسين إلى السير على طريقة السلف الصاِلح‪ ،‬لذلك‬ ‫صاروا يفدون إليها من بقاع شتى‪ ،‬ودظيت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بمكانة عظيمة‪ ،‬دتى صارت تع ُّد‬ ‫من نهم الصروح العلمية والجامعات الإسلامية في العالم الإسلامي‪ ،‬منذ تأسيسدا ودتى هذا التاريخ ‪.‬‬ ‫ولتتبع منهج الجامعة الإسلامية العقدي‪ ،‬وتأثيرها في شب الجزيرة العربية‪ ،‬وغيرها من البلاد الإسلامية‪،‬‬ ‫سنتناول المطالب التالية‪:‬‬ ‫المطلب الأول‪ :‬تأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة‪:‬‬ ‫تم تأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام ‪7447‬هـ‪ ،‬وبدنت الدراسة بها يوم الأدد الموافق‬ ‫‪7447/6/9‬هـ‪ ،‬الموافق ‪7167/1/4‬م‪ ،‬وكان عدد الطلبة في عامدا الدراس ي الأول ‪ 956‬طالبا(‪. )2‬‬ ‫كانت نول خطوة اتخذت لبدئ الدراسة بالجامعة الإسلامية تمثلت في استقدام عدد من كبار علماء‬ ‫المسلمين الأجلاء من بقاع شتى‪ ،‬وذلك من نجل التهاور معدم والاستنارة بآرائهم وخبراتهم في وضع النظام‬‫‪‌-1‬الشيخ‌محمد‌الحسين‪‌،‬آل‌كاشف‌الغطاء‪‌،‬الآيات‌البينات‌في‌قمع‌البدع‌والض َلالات‪‌،‬نشرها‌محمد‌بن‌عبد‌الحسين‌آل‌‬‫كاشف ‌مجلة ‌الجامعة ‌الإسلامية‪‌ ،‬العدد ‌الأول‪‌ ،‬السنة ‌الأولى‪‌ ،‬الجامعة ‌الإسلامية ‌بالمدينة ‌المنورة‪‌ ،‬ربيع ‌أول‌‬ ‫‪3155‬هـ‪/‬حزيران‌‪3965‬م‌‪3112‬هـ‌ص‪.32‬‬‫‪‌ -2‬محمد ‌الدين ‌الألواني‪‌ ،‬الجامعة ‌الإسلامية ‌بالمديتة ‌المنورة ‌ودورها ‌في ‌نشر ‌الوعي ‌الإسلامي ‌في ‌العالم‪‌ ،‬بحث ‌مقدم‌‬‫للمؤتمر‌السادس‌بالجامعة‌الإسلامية‪3113‌،‬ه‪‌،‬رقم‌العدد‌‪‌،19‬ص‪‌،311‬وانظر‪‌:‬مجلة‌الجامعة‌الإسلامية‪‌،‬العدد‌الأول‪‌،‬‬ ‫السنة‌الأولى‪‌،‬الجامعة‌الإسلامية‌بالمدينة‌المنورة‪‌،‬ربيع‌أول‌‪3155‬هـ‪‌/‬حزيران‌‪3965‬م‌ص‪.‌33‬‬ ‫‪186‬‬

‫الأساس ي والمنهج الدراس ي للجامعة‪ ،‬ديث التقى علماء من مصر والهام‪ ،‬ومن موريتانيا والمغرب وغيرها من بلاد‬ ‫العالم الإسلامي‪ ،‬والتقى هؤلاء العلماء مع نظرائهم من العلماء السعوديين‪ ،‬وكان ذلك تحت رئاسة سمادة مفتى‬ ‫الديار السعودية ورئيس الجامعة في ذلك الوقت‪ :‬الهيخ محمد بن إبراهيم آل الهيخ(‪ ،)1‬وتم بعد ذلك اختيار‬ ‫موقعدا في مكان وصف بأن ندسن بقعة دول المدينة المنورة‪ ،‬من ديث نقاء الدواء وطيب التربة‪ ،‬وهو في سلطانة‬ ‫قرب ال ُّص ْغرى في وادي العقيق(‪.)2‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬منهج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة‪:‬‬ ‫كما هو معلو ٌم فإن الم ْنهج الذي ميدرس في الجامعة الإسلامية منهج سلفي يتحرى في مع ُّدو نن يكون‬ ‫موافق ًا لمدرسة نهل الحديث‪ ،‬ويتضح جليا انتهاج الجامعة لطريقة السلف عنوان ًا ع ِريض ًا لطلبتها ومريديها‪ ،‬كون‬ ‫الحكومة السعودية رشحت سمادة المفتي الهيخ ابن ابراهيم آل الهيخ ليكون مدي ًرا للجامعة في نول تأسيسدا‪،‬‬ ‫وهو المعروف بنصرت لطريقة السلف‪ ،‬وفق ًا للمام محمد بن عبد الوهاب‪ ،‬نو على الطريقة الوهابية إذا جاز‬ ‫التعبير‪ ،‬وكذلك الهيخ عبد العزيز بن عبد هلل بن باز نائب ًا ل ‪ ،‬ثم مدي ًرا للجامعة‪ ،‬علاو ًة على الكتب التي تدر مس‬ ‫للطلاب‪ ،‬مثل \"فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬وفتح المجيد شرح عقيدة التوديد لابن عبد الوهاب‪ ،‬وغيرها من‬ ‫الكتب التي تقرر منهج السلف(‪. )1( .)3‬‬‫‪‌-1‬هو‌صاحب‌السماحة‌الشيخ‌أبو‌عبد‌العزيز‌محمد‌بن‌الشيخ‌إبراهيم‪‌،‬ولد‪‌-‬رحمه‌الله‌وغفر‌له‪‌-‬في‌اليوم‌السابع‌من‌شهر‌‬‫محرم‌سنة‌‪3133‬هـ‪‌،‬في‌مدينة‌الرياض‪‌،‬ونشأ‌في‌بيت‌العلم‌والفضل‌والتقى‌والصلاح‪‌،‬أخذ‌العلم‌عن‌والده‌الشيخ‌إبراهيم‌‬‫وعن‌عمه‌الشيخ‌عبد‌اللطيف‌وعن‌الشيخ‌سعد‌بن‌عتيق‌وعن‌الشيخ‌حمد‌بن‌فارس‌وغيرهم‪‌،‬ومن‌أبرزهم‪‌:‬فضيلة‌الشيخ‌‬‫عبد ‌العزيز ‌بن‌عبد ‌الله ‌بن‌باز‌نائبه ‌في ‌الجامعة ‌الإسلامية ‌بالمدينة ‌المنورة‪‌ ،‬وفضيلة‌الشيخ‌عبد ‌الله ‌بن ‌محمد ‌بن ‌حميد‌‬‫الرئيس ‌العام ‌للإشراف ‌الديني ‌بالمسجد ‌الحرام‪‌ ،‬بعد ‌وفاة ‌عمه ‌الشيخ ‌عبد ‌الله ‌بن ‌عبد ‌اللطيف ‌سنة ‌‪3119‬هـ‪‌ ،‬أسند ‌إليه‌‬‫عمله‪‌ ،‬وقام ‌مقامه ‌في ‌الإفتاء ‌ومشيخة ‌علماء ‌نجد ‌وملحقاتها‪‌ ،‬ثم ‌تولى ‌رئاسة ‌القضاء ‌في ‌جميع ‌أنحاء ‌المملكة ‌العربية‌‬‫السعودية‪‌ ،‬وعند ‌تأسيس ‌الكليات ‌والمعاهد ‌العلمية ‌باقتراحه ‌ومشورته ‌أسندت ‌إليه‪‌ ،‬توفي ‌يوم ‌الأربعاء ‌الموافق ‌الرابع‌‬‫والعشرين ‌من ‌شهر ‌رمضان ‌المبارك ‌سنة ‌‪3159‬هـ‪‌ ،‬وصلى ‌عليه ‌في ‌المسجد ‌الجامع ‌الكبير ‌في ‌الرياض ‌عقب ‌صلاة‌‬‫الظهر‌وأ َّم‌الناس‌في‌الصلاة‌عليه‌فضيلة‌الشيخ‌عبد‌العزيز‌بن‌عبد‌الله‌بن‌باز‪‌،‬واكتظ‌المسجد‌بالمصلين‌عليه‌من‌خاصة‌‬‫الناس ‌وعامتهم ‌على ‌الرغم ‌من ‌قصر ‌المدة ‌التي ‌بين ‌وفاته ‌ووقت ‌صلاة ‌الظهر‪‌ ،‬وكان ‌على ‌رأس ‌الذين ‌حضروا ‌الصلاة‌‬‫عليه‌الملك‌فيصل‪‌،‬حيث‌أدى‌الصلاة‌عليه‌مع‌الناس‌في‌الجامع‌الكبير‌ثم‌ذهب‌إلى‌المقبرة‌ولم‌يزل‌على‌حافة‌القبر‌حتى‌‬‫دفن‪‌-‬رحمه‌الله‪.‌-‬انظر‪‌:‬الشيخ‌محسن‌العباد‪‌،‬انظر‪‌:‬صالح‌بن‌عبد‌العزيز‌بن‌محمد‌بن‌إبراهيم‌آل‌الشيخ‪‌،‬وانظر‪‌:‬أعضاء‌‬‫ملتقى ‌أهل ‌الحديث‪‌ ،‬المعجم ‌الجامع ‌في‌تراجم ‌العلماء‌و ‌طلبة ‌العلم ‌المعاصرين‪‌،‬ملتقى ‌أهل ‌الحديث‪‌ ،‬الكتاب ‌عبارة ‌عن‌‬‫كتاب ‌إلكتروني ‌تم ‌إدخاله ‌إلى ‌الموسوعة ‌الشاملة ‌ولا ‌يوجد ‌مطبوعاً‪‌ ،‬أعده ‌للموسوعة ‌أخوكم ‌خالد ‌لكحل ‌عفا ‌الله ‌عنه‪‌،‬‬ ‫ص‪‌،11‬انظر‪‌:‬المكتبة‌الشاملة‪www .alshamela .com‌،‬‬‫‪‌ -2‬مجلة ‌الجامعة ‌الإسلامية‪‌ ،‬العدد ‌الأول‪‌ ،‬السنة ‌الأولى‪‌ ،‬الجامعة ‌الإسلامية ‌بالمدينة ‌المنورة‪‌ ،‬ربيع ‌أول ‌‪3155‬هـ ‌‪‌/‬‬ ‫حزيران‌‪3965‬م‪‌،‬ص‪‌،31‬وانظر‪http://majles .alukah .net‌:‬‬‫‪‌-3‬مجلة‌الجامعة‌الإسلامية‌بالمدينة‌المنورة‪‌،‬مؤسسة‌الجامعة‌الإسلامية‪3191‌،‬هـ‪‌،‬العدد‌‪1‬ص‪‌،119‬وانظر‪‌:‬موقع‌مجلة‌‬ ‫الجامعة‌الإسلامية‪‌http://www .iu .edu .sa/Magazine‌،‬‬ ‫‪187‬‬

‫ولما كانت الدعاوى تنسب إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بأنها تشجع منهج التطرف والتهدد‪،‬‬ ‫صارت سياسة الجامعة تشجع المنهج الوسطي وتعلن بأنها ناصرٌة ل ومؤيد ٌة لانتهار في المجتمعات الإسلامية‬ ‫داخل المملكة وخارجدا‪ ،‬ومحاربة للتطرف والإرهاب(‪ ،)2‬غير نن خصوم السلفيين‪ ،‬يلصقون بالجامعة التهمة‬ ‫بالته ُّد ِد والتطرف لنصرة الوهابية داخل المملكة السعودية وخارجدا‪ ،‬وقد نقل عن بعض الأشا ِعرة قولدم‪:‬‬ ‫الجامعة الإسلامية التي بالمدينة المنورة‪ ،‬هذ الجامعة التي كانت تصدع بوجوب الجداد في نفغاشستان على سائر‬ ‫المسلمين‪ ،‬ودرضت العالم على وجوب مقاومة الحكومة الأفغانية الع ِميلة التي استعانت بالاتحاد السوفييتي‪،‬‬ ‫والمدهش نن المؤتمر عقد في الجامعة الإسلامية في نفس اليوم الذي زار في نوباما جيوش المعتدية على‬ ‫نفغاشستان المحتلة‪ ،‬دون نن يرتفع صوت الأمير نايف نو مفتي الديار السعودية بوجوب إعلان الجداد على نمريكا‬ ‫المعتدية‪ ،‬والمطالبة بوجوب إسقاط العميل كرازاي الذي يستعين بأمريكا‪. )3(...‬‬ ‫وهو يقصد بأن الجامعة الإسلامية صارت نداة بيد الحكومة السعودية تستخدمدا كيف ما تهاء‪،‬‬ ‫فالإرهاب والتطرف من وجدة نظرهم يختلف باختلاف المصالح‪ ،‬وهو بعد الحرب في نفغاشستان يتلخ مص‪ -‬وبحسب‬‫‪‌-1‬عين‌الشيخ‌عبد‌العزيز‌بن‌باز‌رئيساً‌للجامعة‌الإسلامية‌بالمدينة‌المنورة‌في‌عهد‌الملك‌فيصل‌وبمرسوم‌ملكي‌ونصه‌‬ ‫كما‌يلي‪‌:‬أخبار‌الجامعة‪‌:‬‬ ‫مرسوم‌ملكي‌كريم*‌صدر‌المرسوم‌الملكي‌بتعيين‌فضيلة‌الشيخ‌عبد‌العزيز‌بن‌عبد‌الله‌بن‌باز‌‬‫رئيسا ‌للجامعة ‌الإسلامية ‌‪**.‬وفيما ‌يلي‌نص ‌الأمر ‌الملكي ‌الكريم ‌المبلغ ‌إلى ‌فضيلته ‌من ‌قبل ‌سعادة ‌رئيس ‌ديوان ‌رئاسة‌‬‫مجلس ‌الوزراء ‌‪***.‬صاحب ‌الفضيلة ‌الشيخ‌عبد ‌العزيز ‌بن‌باز ‌رئيس ‌الجامعة ‌الإسلامية**بعد ‌التحية‪‌ :‬ـلقد‌صدر ‌الأمر‌‬‫الملكي‌الكريم‌تحت‌رقم‌أ‌‪‌319‌-‬وتاريخ‌‪3191-9-32‬هـ‌‪‌.‬بمايلي‪‌:‬ـبعون‌الله‌تعالى***‌نحن‌فيصل‌بن‌عبد‌العزيز‌آل‌‬‫سعود‪‌،‬ملك‌المملكة‌العربية‌السعودية‌بعد‌الاطلاع‌على‌المادة‌الخامسة‌من‌نظام‌الموظفين‌العام‪‌،‬الصادر‌بالمرسوم‌الملكي‌‬ ‫رقم‌(‪‌)13‬وتاريخ‌‪3199-33-39‬هـ‪‌،‬وبناء‌على‌ما‌عرضه‌علينا‌نائب‌رئيس‌مجلس‌الوزراء‌‬ ‫أمرنا‌بما‌هو‌آت‪‌:‬ـ‌‬ ‫أولاً‌ـ‌يعين‌الشيخ‌(عبد‌العزيز‌بن‌باز)‌رئيسا‌للجامعة‌الإسلامية‌بالمرتبة‌الممتازة‌وبراتبها‌المقرر‌‪‌.‬‬‫ثانياً‌ـ‌على‌نائب‌رئيس‌مجلس‌الوزراء‌تنفيذ‌أمرنا‌هذا‌‪.‬وإني‌إذ‌أبلغكم‌هذه‌الثقة‌الغالية‪‌،‬أسأل‌الله‌أن‌يتولى‌الجميع‌بتوفيقه‌‬ ‫لما‌يحبه‌ويرضاه‌ودمتم‪‌‌،‬‬ ‫رئيس‌ديوان‌رئاسة‌مجلس‌الوزراء‌‬ ‫التوقيع‌‬ ‫صالح‌العباد‌‬ ‫صورة‌لصاحب‌السمو‌وزير‌المالية‌والاقتصاد‌الوطني‌‪‌.‬‬ ‫صورة‌لمعالي‌رئيس‌ديوان‌الموظفين‌العام‌‪‌.‬‬ ‫صورة‌لسعادة‌نائب‌رئيس‌ديوان‌المراقبة‌العامة‌‪.‬انظر‪‌:‬المرجع‌السابق‪‌،‬العدد‪1‬ص‪119‬‬‫‪‌ -2‬انظر‪‌ :‬ندوة‪\"‌ :‬الوسطية ‌منهج ‌رباني ‌ومطلب ‌إنساني\" ‌بحث‪‌ :‬الإسلام ‌دين ‌الوسطية ‌والاعتدال ‌على ‌مدى ‌الأزمان‪‌،‬‬‫الجامعة‌الإسلامية‪‌،‬كرسي‌الإمام‌محمد‌بن‌عبد‌الوهاب‪‌،3133‌،‬ص‪‌،1‬وانظر‪‌:‬على‌بلحاج‪‌،‬رسالة‌في‌الرد‌على‌وزير‌‬‫الداخلية ‌السعودي ‌نايف ‌بن ‌عبد ‌العزيز‪‌ ،‬عنوان ‌الرسالة‪(‌ :‬الصواعق ‌الحارقة ‌في ‌تفنيد ‌الوهابية ‌المارقة) ‌بتاريخ ‌‪-6-1‬‬ ‫‪3113‬هـ‪‌،‬وانظر‪‌http://www .aljaml .com‌:‬زيارة‌بتاريخ‌‪333-33-39‬م‌‪.‬‬‫‪‌ -3‬انظر‪:‬على ‌بلحاج‪‌ ،‬رسالة ‌في ‌الرد ‌على ‌وزير ‌الداخلية ‌السعودي ‌نايف ‌بن ‌عبد ‌العزيز‪‌ ،‬عنوان ‌الرسالة‪(‌ :‬الصواعق‌‬‫الحارقة‌في‌تفنيد‌الوهابية‌المارقة)‌بتاريخ‌‪3113-6-1‬هـ‪‌،‬وانظر‪‌http://www .aljaml .com‌:‬زيارة‌بتاريخ‌‪-39‬‬ ‫‪333-33‬م‌‪.‬‬ ‫‪188‬‬

‫وجدة نظر ‪ -‬في محاربة الجماعات الجدادية‪ ،‬التي دسبت على المملكة السعودية‪ ،‬وقد دعمتها من قبل‪ ،‬وساهمت‬ ‫في بنائها وتن ِهئتها‪ ،‬وهي تسعى الآن للتخلص منها‪ ،‬ولذلك فإن إدارة الجامعة قامت بإصلادات كثيرة‪ ،‬وهي في طور‬ ‫محاولاتها للتخ ُّل ِص من هذا الثوب وإبعاد عن الجامعة الإسلامية‪ ،‬والذي صار يه ِك مل خط ًرا على الحكومة‬ ‫السعودية بعد ندداث الحادي عهرمن سبتمبر‪.‬‬ ‫ولدذا جرت محاولات نخرى جديدة لإذكاء فكرة الوسطية منهج ًا وطريق ًة في الجامعة الإسلامية بالمدينة‬ ‫المنورة‪ ،‬ومن ذلك ما نقل عن العقلا(‪ ،)1‬مدير الجامعة الإسلامية قول ‪\" :‬ربما تختلف وجدات النظرفي بعض الأمور‬ ‫الفرعية ولكن النوايا صادقة ومخلصة\"(‪ -)2‬وكرر ذلك نيض ًا في دديث عن استضافة الجامعة لكوكبة من علماء‬ ‫المسلمين‪ -‬هم من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين‪ ،‬ديث نو إلى نن الددف الأ ْسمى‪ -‬رسالة الجامعة‪-‬‬ ‫الوسطية والعقيدة الإسلامية الصحيحة والجامعة نبوابها مفتودة لكل من يدعو إلى العقيدة الإسلامية‬ ‫الصحية(‪.)3‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الوهابية والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة‪:‬‬ ‫برز ْت الحركة الوهابية التي نسسدا الإمام محمد بن عبد الوهاب في شب الجزيرة العربية بالتحالف مع‬ ‫الملك محمد بن سعود الذي تلقا بالإكرام‪ ،‬وقبل دعوت التي قامت على تأصيل التوديد‪ ،‬ونبذ البدع والبناء على‬ ‫القبور‪ ،‬وقد جدر بمنهج ‪ -‬سنة ‪7734‬هـ‪ ،‬الموافق ‪7141‬م‪ -‬والذي تأثـر ب رجال الإصلاح في الدند ومصر والعراق‬ ‫والهام وغيرها‪ ،‬فظدر الآلوس ي الكبير في بغداد‪ ،‬وجمال الدين الأفغاشي بأفغاشستان‪ ،‬ومحمد عبد بمصر‪ ،‬وجمال‬‫‪‌ -1‬محمد ‌بن ‌علي ‌فراج ‌العقلا‪‌ ،‬ولد ‌بمكة ‌سنة ‌‪3929‬م‪3195‌ -‬هـ‪‌ ،‬دكتوراه ‌في ‌الإقتصاد ‌الإسلامي‪‌ ،‬سنة ‌‪3119‬هـ‪‌،‬‬‫بالإضافة ‌إلى ‌ترأسه ‌للجامعة ‌الإسلامية ‌بالمدينة ‌المنورة‪‌ ،‬تقلد ‌عدة ‌مهام‪‌ ،‬ومنها‪‌ :‬رئيس ‌اللجنة ‌الفرعية ‌الدائمة ‌للجنة ‌العليا‌‬‫للتوجيه ‌والإرشاد ‌عام ‌‪3135‬هـ‪‌ ،‬رئيس ‌اللجنة ‌العليا ‌لتطوير ‌البحث ‌العلمي ‌عام ‌‪3135‬هـ‪‌ ،‬رئيس ‌اللجنة ‌الدائمة ‌لتطوير‌‬‫الحاسب‌الآلي‌والانترنت‌عام‌‪3135‬هـ‌المؤتمرات‌والندوات‌العلمية المشاركة‌في‌المؤتمر‌التاسع‌عشر‌للمجلس‌الإسلامي‌‬‫الأعلى ‌للشؤون ‌الإسلامية ‌المنعقد ‌في‌مدينة ‌القاهرة ‌للفترة ‌من ‌‪‌ ،3135/1/33-5‬المشاركة ‌في ‌الاجتماع ‌الأول ‌للمجلس‌‬‫الاستشاري ‌الأعلى ‌للتقريب ‌بين ‌المذاهب ‌الإسلامية ‌المنعقد ‌في ‌مدينة ‌الرابط ‌بالمملكة ‌المغربية ‌للفترة ‌من ‌‪-1‬‬‫‪،3135/2/2‬المشاركة ‌في ‌اجتماع ‌المجلس ‌التنفيذي ‌لرابطة ‌الجامعات ‌الإسلامية ‌المنعقد ‌في ‌جامعة ‌القاهرة ‌بجمهورية‌‬ ‫مصر‌العربية‌خلال‌الفترة‌‪3135/31/35-31‬هـ‪‌،‬تـــــــاريـــخ‌الزيارة‌‪3131/3/36‬م‪‌.‬‬ ‫‌انظر‪‌،http://www .qurrataiba .com/vb/showthread .php‌:‬تــــاريـــخ‌الزيارة‌‪3131/3/36‬م‌‪‌.‬‬‫‪‌-2‬صحيفة‌عكاظ‪‌،‬العدد‌‪‌/1326‬السبت‌‪‌3113/3/33‬الموفق‌‪/6‬فبراير‪3131/‬م‪‌،‬لقاء‌مع‌الدكتور‪‌:‬محمد‌العقلا‪‌،‬مدير‌‬ ‫الجامعة‌الإسلامية‌بالمدينة‌المنورة‪.‬‬ ‫‪‌-3‬انظر‪‌،http://www .al-mahd .net/vb/showthread .php?t=39607‌:‬تاريخ‌الزيارة‪3131/3/39‌،‬م‌‪.‬‬ ‫‪189‬‬

















‫علاقة الشيخ العثيمين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة‪:‬‬ ‫لقد كانت مؤلفات ال معثيمين متدرس في الجامعة الإسلامية‪ ،‬وفي بعض فروعدا من المرادل قبل الجامعية‬ ‫نيض ًا‪ ،‬كالمستوى الإعدادي والثانوي‪ ،‬وكان الطلبة في العطل السنوية يسافرون إلى الهيخ للاستفادة من علم ‪،‬‬ ‫ويعتبر مكرمة للطالب ومن دسن ندائ واجتهاد في العلم نن يقض ي الإجازة السنوية في مدينة عنيزة‪ ،‬قا ِصد ًا‬ ‫مجالس الهيخ ال معثيمين‪ ،‬ولقد ددث كثي ٌر من طلبة العلم ممن درسوا بالجامعة الإسلامية بذلك (‪ ،)1‬غير‬ ‫الممراسلات التي كانت ترد للهيخ ال معثيمين من طلبة الجامعة يسألون عما يلتبس عليهم من المسائل‪ ،‬ولقد كان‬ ‫الهيخ ير ُّد على هذ الأسئلة بأجوبة ن ِصية‪ ،‬كان يكتبها وبخط يد (‪. )2‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ال ُعثيمين حياته ومنهجه‪:‬‬ ‫ميعد الهيخ العلامة ال معثيمين ندد نشدر العلماء المعاصرين‪ ،‬ومن الذين دضيوا بتأييد واسع عند طلبة‬ ‫العلم‪ ،‬بل ودتى بين جمدور عريض من العوام‪ ،‬ولا ميع ُّد مبالغ ًة إذا قلنا إن بقيـ ٌة من السلف الصاِلح‪ ،‬وفقي الأمة‬ ‫في العصر الحديث‪ -‬ولا نزكي ندد ًا على هلل تعالى‪ -‬كما ذكر ذلك إمام الحرم المكي(‪ ،)3‬وميعتبر من قلائل علماء السنة‬ ‫الذين دضيوا بإجماع عند كثير من الجماعات الإسلامية‪ ،‬مع كثرتها واختلافدا وتباين نفكارها‪ ،‬غير نن عامتهم‬ ‫تلقت علم وفتاوي بالقبول‪ ،‬دتى إنك لتجد جماعتين مختلفتين وبينهما تقاطع وتباعد؛ ويكون ال معثيمين مرجعي ٌة‬ ‫لكليهما‪ ،‬ويعتبرون آراء عمد ًة في تأصيل نفكارهم‪ ،‬بها يبنون منهجياتهم‪ ،‬وعليها يعولون في فدمدم واستدلالاتهم‪،‬‬ ‫وسنتناول في المطالب التالية دياة ال معثيمين وشهأت ‪ ،‬وما علي ال معثيمين عقيد ًة ومنهجا من خلال كتب ومؤلفات‬ ‫وبيان ذلك فيما يلي‪:‬‬‫‪‌-1‬الشيخ‌جبريل‌الحمودي‪‌،‬من‌خرجي‌الجامعة‌الإسلايمة‌بالمدينة‌المنورة‪‌،‬معاصر‌للشيخ‌وأحد‌طلبته‌من‌العام‌(‪3993‬ــ‌‬ ‫‪3991‬م)‪‌،‬إخبار‌عن‌حياتي‌بالمدينة‌المنورة‪‌،‬لم‌تنشر‌‪.‬‬‫‪‌ -2‬انظر‪‌ :‬عصام ‌بن ‌عبد ‌المنعم ‌المري‪‌ ،‬الدر ‌الثمين ‌في ‌ترجمة ‌فقيه ‌الأمة ‌ابن ‌عثيمين‪‌ ،‬دار ‌البصيرة‪‌ ،‬الاسكندرية‪‌،‬‬ ‫‪3111‬م‪‌،‬ص‪.5‬‬‫‪‌-3‬أقوال‌الشيخ‌السديسي‌إمام‌الحرم‌المكي‌في‌الشيخ‌ال ُعثيمين‪‌،‬جريدة‌الوطن‪‌،‬العدد‌‪‌39‌،312‬شوال‌‪3133‬هـ‪‌،‬وانظر‪‌:‬‬ ‫عصام‌بن‌عبد‌المنعم‌المري‪‌،‬الدر‌الثمين‪‌،‬ص‪136‬‬ ‫‪198‬‬

‫المطلب الأول‪ :‬العثيمين المولد والنَّشأة‪:‬‬ ‫اسمه‪ :‬الهيخ العلامة‪ :‬محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الردمن بن عثمان بن‬ ‫عبد هلل بن عبد الردمن بن ندمد بن مقبل؛ من قبيلة بني تميم‪ ،‬ج ُّد عثمان اشتهر بعثيمين فصارت الأسرة‬ ‫تنسب لدذا الجد‪ ،‬وهو الجد الرابع\"(‪. )1‬‬ ‫مولده‪ :‬ولد في مدينة عنيزة‪ ،‬إددى مدن القصيم في عالية نجد وسط الجزيرة العربية‪ ،‬وكان مولدة ليلة‬ ‫الجمعة في السابع والعهرين من شدررمضان (‪7431/1 /91‬هـ) (‪.)2‬‬ ‫نشأته‪ :‬وطلب للعلم‪ :‬شهأ ال معثيمين في بداية استقرار الدولة السعودية‪ ،‬واكتهاف النفط بها‪ ،‬سنة عام‬ ‫‪7451‬هـ وبداية الانتعاش الاقتصادي الذي كان ل الأثر الكبير على الأوضاع الاجتماعية والتعليمية‪ ،‬وكان عمر‬ ‫الهيخ وقتئذ دوالي عهر سنوات‪ ،‬وفي هذا الوقت كان الهيخ قد بدن في طلب العلم فعل ًا‪ ،‬ديث قال عن نفس ‪:‬‬ ‫\"بدنت في تلقي العلم من السنة التاسعة من عمري تقريب ًا\"(‪.)3‬‬ ‫دفظ القرآن الكريم عن ظدر القلب من الصغر‪ ،‬في مدرسة المعلم‪ :‬علي بن عبد هلل الشحيتان(‪ ،)4‬وكان‬ ‫نول طلب للعلم على يد ندد مهايخ عنيزة الفضلاء‪ ،‬وندد قضاتها المهدورين‪ ،‬نلا وهو الهيخ عبد الردمن بن‬ ‫عودان (‪ ،)5‬ونكثر ما قرن علي في علم الفرائض دال ولايت القضاء في عنيزة‪ ،‬وبتوجي من والد نقبل على طلب‬ ‫العلم الهرعي في الجامع الكبير بعنيزة‪ ،‬ديث دروس الهيخ العلامة عبد الردمن ناصر السعدي (‪ ،)6‬كما قرن‬ ‫على الهيخ عبد الرزاق عفيفي في النحو والبلاغة نثناء وجود في عنيزة‪ ،‬ولما فتح المعدد العلمي بالرياض‪ ،‬استأذن‬‫‪‌ -1‬عبد ‌المحسن ‌بن ‌حمد ‌العباد‪‌ ،‬ذكر ‌نسب ‌الشيخ‪‌ ،‬لمحدث ‌المدينة ‌النبوية‪‌ ،‬محاضرة ‌بعنوان‪‌ \"‌ :‬الشيخ ‌محمد ‌بن ‌عثيمين‌‬ ‫وشيء‌من‌سيرته‌ودعوته‌\"‪‌،‬انظر‪‌:‬عصام‌بن‌عبد‌المنعم‌المري‪‌،‬الدر‌الثمين‌في‌ترجمة‌ابن‌عثيمين‪‌،‬ص‪‌.‌39‬‬‫‪‌-2‬ترجمة‌الشيخ‌ال ُعثيمين‪‌:‬محمد‌بن‌صالح‌ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌القواعد‌المثلى‌في‌صفات‌الله‌وأسمائه‌الحسنى‪‌،‬خرج‌أحاديقه‌‬‫وعلق ‌عليه‪‌ -:‬أسامة ‌عبد ‌العزيز‪‌ ،‬دارالتيسير ‌للنشر ‌والتوزيع‪3112‌ ،‬م‪‌ ،‬ص‪‌ ،9‬وانظر‪‌ :‬لقاء ‌مع ‌الشيخ ‌في ‌مجلة ‌اليمامة‪‌،‬‬‫العدد‌‪‌،921‬سنة‌‪3119‬هـ‪‌،‬وتحديد‌الليلة‌ذكره‌إبراهيم‌ابن‌حمد‌الجطيلي‪‌،‬انظر‌الجزيرة‪‌،‬العدد‌‪‌،31112‬وانظر‪‌:‬عصام‌‬ ‫بن‌عبد‌المنعم‌المري‪‌،‬الدر‌الثمين‌في‌ترجمة‌ابن‌عثيمين‪‌،‬ص‪.39‬‬ ‫‪‌-3‬مجلة‌الدعوة‪‌،‬آخر‌لقاء‌مع‌الشيخ‌ال ُعثيمين‪‌،‬في‌‪‌/31‬شوال‪3133‌/‬هـ‪‌،‬العدد‌‪‌‌3996‬‬‫‪‌ -4‬ال ُعثيمين‪‌ ،‬منظومة ‌أصول ‌الفقه ‌وقواعده‪‌ ،‬دار ‌ابن ‌الجوزي‪‌ ،‬الطبعة ‌الثانية‪‌ ،3111‌ ،‬باب ‌نبذة ‌مختصرة ‌عن ‌حياة‌‬ ‫الع َّلامة‌ال ُعثيمين‪‌،‬ص‪.9‬‬‫‪‌-5‬هو‌الشيخ‌عبد‌الرحمن‌بن‌علي‌بن‌عودان‌من‌مواليد‌شقراء‌عام‌‪3132‬هـ‪‌،‬وتلقى‌علومه‌الأولية‪‌،‬وحفظ‌القرآن‌الكريم‌‬‫في‌بلدته‪‌،‬ثم‌انتقل‌إلى‌الرياض‌لطلب‌العلم‌على‌علمائها‪‌،‬وعين‌قاضياً‌لبلدة‌العسيلة‪‌،‬ثم‌تولى‌قضاء‌عنيزة‪‌،‬ومنها‌انتقل‌إلى‌‬‫الرياض ‌حيث ‌عمل ‌مدرساً‌بالمعهد ‌العلمي‪‌ ،‬وإماماً‌لجامعها ‌الكبير‪‌ ،‬ثم ‌ ُع ّين ‌قاضياً‌بمحكمة ‌الرياض‪‌ ،‬وتو ّفي‪‌-‬رحمه ‌الله‌‬‫بشقراء ‌عام ‌‪3191‬هـ‪‌ ،‬انظر‪‌ :‬معجم ‌الأدباء ‌والك ّتاب‪‌ ،‬الطبعة ‌الأولى‪3131‌ ،‬هـ‪‌ ،‬ص‪‌ ،329‬وانظر‪http://www ‌ :‬‬ ‫‪‌.‌.alukah .net‬تاريخ‌الزيارة‌‪3131/3/39‬م‌‪.‬‬ ‫‪‌-6‬انظر‪‌:‬ال ُعثيمين‪‌،‬منظومة‌أصول‌الفقه‌وقواعده‪‌،‬نبذة‌مختصرة‌عن‌حياة‌الع َّلامة‌ال ُعثيمين‪‌،‬ص‪.‌9‬‬ ‫‪199‬‬

‫شيخ ونستاذ ‪ :‬عبد الردمن السعدي‪ ،‬للالتحاق ب ‪ ،‬فأذن ل ‪ ،‬فانبرى للدراسة في عام ‪7419‬هـ‪ ،‬ودرس بهذا‬ ‫المعدد سنتين انتفع فيهما بالعلماء الذين كانوا يدرسون في المعدد دينذاك ومنهم العلامة محمد الأمين الهنقيطي‪،‬‬ ‫وعبد العزيزبن ناصربن رشيد‪ ،‬وعبد الردمن الأفريقي وغيرهم(‪.)1‬‬ ‫وكان اتصل بالهيخ عبد العزيزبن عبد هلل بن بازفقرن علي في المسجد من صحيح البخاري‪ ،‬ومن رسائل‬ ‫ابن ت ْي ِمية‪ ،‬وانتفع من في علم الحديث والنظر في آراء فقداء نهل السنة والجماعة والمقارنة بينها‪ ،‬ويعتبر عبد‬ ‫العزيزبن باز مرجع الثاشي في الدراسة والتحصيل‪ ،‬بعد الهيخ السعدي(‪.)2‬‬ ‫تخرج من المعدد العلمي ثم تابع دراست الجامعية انتساب ًا دتى نال الهدادة الجامعية من جامعة الإمام‬ ‫محمد بن سعود الإسلامية في الرياض‪ ،‬وعين مدرس ًا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم‪،‬‬ ‫وكانت ل دروس راتبة في الحرم المكي في شدر رمضان‪ ،‬وفي نيام الحج‪ ،‬وقد مع ِين عضوًا في هيئة كبار العلماء‬ ‫بالمملكة العربية السعودية سنة ‪7311‬هـ (‪. )3‬‬ ‫علمه وأبرز شيوخه‪:‬‬ ‫مر علينا ما اتصف ب الهيخ ال معثيمين من علم غزير‪ ،‬وهذا ما شدد ب كل من عرف نو سمع من‬ ‫مباشرًة‪ ،‬نو من خلال نشرطت وتسجيلات ‪ ،‬نو قراءة كتب ‪ ،‬وقد مذ ِكر نن طلب العلم صغي ًرا‪ ،‬ديث ظدرت علي‬ ‫علامات النبوغ والحرص على العلم والتحصيل منذ ال ِصبا (‪ ،)4‬وقد ذكر نيض ًا نن نول ما بدن ب ال معثيمين من طلب‬ ‫‪‌-1‬انظر‪‌:‬المري‪‌،‬الدر‌الثمين‪‌،‬من‌ص‪‌51‬ــ‌ص‪.‌95‬‬‫‪‌-2‬هو ‌علامة ‌القصيم ‌الشيخ ‌عبد ‌الرحمن ‌بن‌ناصر‌السعدي‪‌،‬ولد ‌السعدي‌سنة ‌‪3119‬هـ‪‌ ،‬وقال ‌عنه ‌الشيخ ‌محمد ‌حامد‌‬‫الفقي‌الداعية‌والعالم‌ال َّسلفي‌المصري‌المشهور‪‌.‌.‌\"‌:‬لقد‌عرفت‌الشيخ‌عبد‌الرحمن‌بن‌ناصر‌السعدي‌أكثر‌من‌عشرين‌‬‫سنة‪‌،‬فعرفت‌فيه‌العالم‌ال َّسلفي‌المد ِّقق‌المح ِّقق‪‌،‬الذي‌يبحث‌عن‌ال َّدليل‌الصادق‪‌،‬وينقب‌عن‌البرهان‌الوثيق‪‌،‬فيمشي‌وراءه‪‌،‬‬‫لا ‌يلوي ‌على ‌ ‌شيء\" ‌درس ‌عليه ‌عدد ‌من ‌كبار ‌العلماء‪‌ ،‬أمثال ‌الشيخ‪‌ :‬علي ‌بن ‌حمد ‌ال َّصا ِلحي‪‌ ،‬ومحمد ‌بن ‌عبد ‌العزيز‌‬‫المطوع‪‌ ،‬ومحمد ‌صالح ‌ال ُعثيمين ‌وغيرهم‪‌ ،‬وله ‌عدة ‌مؤلفات ‌منها‪‌ \"‌ :‬القول ‌السديد ‌في ‌مقاصد ‌التوحيد‪‌ ،‬والوسائل ‌المفيدة‌‬‫للحياة‌السعيدة‪‌،‬رسالة‌لطيفة‌في‌أصول‌الفقه‪‌‌،‬والقواعد‌الحسان‌في‌تفسير‌القرآن‪‌،‬وغيرها‌من‌الكتب‌النافعة‌المفيدة‪‌،‬توفي‌‬‫الشيخ‌السعدي‌عام‪3196‬هـ‪‌،‬انظر‪(‌:‬الشيخ‌عبد‌الرحمن‌بن‌سعدي‌وجهوده‌في‌توضيح‌العقيدة)‌للشيخ‌عبد‌الرزاق‌العباد‪‌،‬‬‫مكتبة ‌الرشد‪‌ ،‬الرياض‪‌ ،‬ص‪‌ ،33‬و ‌( ‌حياة ‌الشيخ ‌عبد ‌الرحمن ‌بن ‌سعدي ‌في ‌سطور ‌) ‌لأحمد ‌القرعاوي‪‌ (‌ ،‬صفحات ‌من‌‬‫حياة ‌علامة ‌القصيم ‌) ‌للطيار‪‌ ،‬ومجلة ‌الجامعة ‌الإسلامية ‌السنة ‌‪‌ 33‬العدد ‌‪‌ 1‬صـ‪‌ ،319‬و(روضة ‌الناظرين) ‌للقاضي‌‬ ‫‪‌.‌333/3‬‬ ‫‪‌-3‬أحمد‌بن‌عبد‌الرحمن‌القاضي‪‌،‬ندوة‌جهود‌الشيخ‌ال ُعثيمين‪‌،‬ترجمة‌الشيخ‌ال ُعثيمين‪‌،‬ص‪.11‬‬ ‫‪‌-4‬المري‪‌،‬الدر‌الثمين‪‌،‬ص‪‌.‌15‬‬ ‫‪200‬‬

‫للعلم‪ ،‬دفظ القرآن الكريم‪ ،‬وهذا ما كان يحث علي طلبة العلم‪ ،‬فقد كان ينصحدم بحفظ والابتداء ب في‬ ‫طلب العلم (‪.)1‬‬ ‫وقد دريص ًا على تأصيل العلوم وضبطدا بالحفظ‪ ،‬فبدن في دفظ المتون‪ ،‬دتى نن كثي ًرا ما كان يقول‪:‬‬ ‫\"من دفظ المتون داز الفنون\" ومن المتون التي دفظدا‪ :‬متن (بلوغ المرام) ومارس كثي ًرا‪ ،‬ودفظ (متن زاد المستقنع‬ ‫في الفق الحنبلي)‪ ،‬ودفظ (نلفية ابن مالك )‪ ،‬و (قطرالندى لابن ههام )(‪. )2‬‬ ‫مؤلفاته‪:‬‬ ‫ل مؤلفات عديدة‪ ،‬و ِزعت في شرق الأرض وغربها‪ ،‬وترجمت إلى عدة لغات‪ ،‬وبلغت مؤلفات نكثر من‬ ‫تسعين ممؤلف ًا‪ ،‬غير مدروس التي كان يلقيها في الحرم‪ ،‬و مفـ ِرغ بعضدا(‪. )3‬‬ ‫ومن مؤلفات التي لدا صلة بدراستنا هذ ‪\" :‬فتح رب البرية بتلخيص الحموية\"‪\" ،‬شرح لمعة الاعتقاد الدادي‬ ‫إلى سبيل الرشاد (لابن قدامة)\"‪\" ،‬عقيدة نهل السنة والجماعة\"‪\" ،‬الأصول من علم الأصول\" وغيرها (‪. )4‬‬ ‫المطلب الأول‪ :‬أهم المناهج التي تأثر بها‪:‬‬ ‫يظدر جليا تأثر بفق الإمام ندمد بن دنبل‪ ،‬وهو بحر في ‪ ،‬وإن كان ل اجتهادا ٌت خالف فيها المذهب‬ ‫الحنبلي(‪ ،)5‬نما من ديث المنهج بهكل عام‪ ،‬فيبدوا واضح ًا تأثر ال معثيمين بأقوال شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية وتلميذ‬ ‫ابن القيم‪ ،‬وقد بدا هذا التأثر جلي ًا في منهج ابن عثيمين العلمي‪ ،‬ديث كان كثير التعريجات على ترجيحات‬ ‫الهيخين‪ ،‬والتعويل عليها‪ ،‬خاصة إذا لم يجد دليل ًا واضح ًا في المسألة‪ ،‬فإن لا يكاد يعدو قول شيخ الإسلام ابن‬ ‫‪‌-1‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌.‌19‬‬‫‪‌-2‬ابن‌عثيمين‪‌،‬كتاب‌العلم‪‌،‬عناية‪‌:‬فهد‌بن‌ناصر‌السليمان‪‌،‬دار‌الثر َّيا‪3139‌،‬هـ‪‌،‬ص‪‌،12‬وانظر‪‌:‬المري‪‌،‬الد ُّر‌الثمين‪‌،‬‬ ‫ص‪.355‬‬ ‫‪‌-3‬ترجمة‌الع َّلامة‌ال ُ‌عثيمين‪‌،‬مقدمة‌كتاب‌القواعد‌المثلى‪‌،‬ص‪.33‬‬ ‫‪‌-4‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.33‬‬‫‪‌-5‬سحر ‌زكريا ‌حسن‪‌ ،‬أهم ‌ما ‌خالف ‌فيه ‌ابن ‌عثيمين ‌المذهب‪‌ ،‬بحث ‌محكم ‌لندوة ‌جهود ‌الشيخ ‌ابن ‌عثيمين ‌العلمية‪‌ ،‬من‌‬ ‫ص‪3651‬ـ‌ص‪.3921‬‬ ‫‪201‬‬

‫ت ْي ِمية‪ ،‬كما قال بعض المقربين من من نهل العلم (‪ ،)1‬كما نقلت عن بعض الاختيارات الخاص ٌة‪ ،‬في بعض المسائل‬ ‫الفقدية‪ ،‬خالف فيها شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية (‪.)2‬‬ ‫ويمكن تلخيص العوامل التي نثرت في منهجية ال معثيمين من خلال تتبعنا لمؤلفات ‪ ،‬وما تناقل عن بعض‬ ‫تلامذت ‪ ،‬في عدة عوامل نذكرمنها يلي‪:‬‬ ‫‪ -7‬تأثر ال معثيمين بهيخ العلامة الفقي عبد الردمن السعدي‪ -‬ردم هلل‪ -‬فدو من جدابذة الفقداء‪،‬‬ ‫فقد كانت ل عناية خاصة بالتأصيل والتقعيد‪ ،‬فقد نلف في نصول الفق ‪ ،‬والقواعد الفقدية‪ ،‬ونصول التفسير‪،‬‬ ‫وغيرها‪ ،‬وقد ذكرال معثيمين نن الهيخ السعدي كان ل نث ٌركبي ٌرفي ديات (‪.)3‬‬ ‫‪ -8‬طلب للعلم على الهيخ العلامة المحدث عبد العزيز بن باز‪ -‬ردم هلل‪ ،-‬فقد استفاد من العناية‬ ‫بالحديث‪ ،‬كما قال ال معثيمين عن نفس ‪\" :‬تأثرت بالهيخ ابن باز من جدة العناية بالحديث‪ ،‬وتأثرت ب من جدة‬ ‫الأخلاق نيض ًا وبسط نفس للناس\"(‪.)4‬‬ ‫‪ -2‬عنايت بكتب الإمامين‪\" :‬شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية وتلميذ ابن القيم\"‪ ،‬فقد شرح للطلبة الحموية‬ ‫والتدمرية‪ ،‬والواسطية‪ ،‬والاقتضاء‪ ،‬والسياسة الهرعية‪ ،‬وشرح النونية لابن القيم‪ ،‬ومختارات من زاد المعاد‪،‬‬ ‫ونعلام الموقعين‪ ،‬وغيرذلك‪ ،‬ومن يتتبع كتب ال معثيمين ودروس يجد ذلك واضح ًا(‪.)5‬‬ ‫‪ -4‬اهتم الهيخ بجانب نصول الفق وتعمـق في ‪ ،‬وبالقواعد الفقدية‪ ،‬واشتغل بـنظم الورقات‪،‬‬ ‫والقواعد‪ ،‬والأصول‪ ،‬ومختصر التحرير‪ ،‬ومنظومة في القواعد الفقدية‪ ،‬وقواعد ابن رجب‪ ،‬والعناية التامة بذلك‬‫‪‌-1‬ال ُعثيمين‪‌،‬لقاء‌الباب‌المفتوح‪‌،‬ج‪91‬ص‪‌،32‬ج‪53‬ص‪‌،9‬ج‪56‬ص‪‌،36‬وانظر‪‌:‬شريط‌الإمام‌ابن‌عثيمين‪‌،‬تسجيلات‌‬ ‫صدى‌التقوى‌بالرياض‪‌،‬وانظر‪‌:‬المري‪‌،‬الدر‌الثمين‪‌،‬ص‪.‌25‬‬‫‪‌-2‬انظر‪‌:‬وليد‌بن‌أحمد‌الحسين‌\"تلميذ‌الشيخ‌ال ُعثيمين\"‪‌،‬حياة‌الشيخ‌ال ُعثيمين‌العلمية‌والعملية‪‌،‬الجزيرة‌صحيفة‌سعودية‌‬ ‫تصدر‌على‌الانترنت‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪‌،‬العد‌‪3113/3/33‌،31111‬م‪‌.‬‬ ‫‪‌-3‬فقه‌ابن‌سعدي‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌،92‬وانظر‪‌:‬المري‪‌،‬الدر‌الثمين‪‌،‬ص‪.‌19‬‬ ‫‪‌-4‬ال ُعثيمين‪‌،‬مجموع‌الفتاوى‪‌،‬باب‌ترجمة‌الشارح‪‌،‬ج‪3‬ص‪.1‬‬‫‪‌ -5‬راجع ‌ال ُعثيمين‪‌ ،‬لقاء ‌الباب ‌المفتوح‪‌ ،‬لقاء ‌‪‌ ،51‌ ،62‌ ،22‬والفتاوى ‌للعثيمين‪‌ ،‬ج‪33‬ص‪‌ ،9‬وانظر‪‌ :‬ج‪1‬ص‪‌،11‬‬ ‫ج‪31‬ص‪.‌331‬‬ ‫‪202‬‬

‫واعتنا ِئ بأصول الفق وبالنحو نفاد جد ًا في الفق والتفسير‪ ،‬ولذلك فإن دروس التفسيرلدى الهيخ مميزة جد ًا‬ ‫)‪.(1‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬منهجية العثيمين في كتابه شرح عقيدة أهل السنة والجماعة‪:‬‬ ‫لقد نلف ال معثيمين كتب ًا كثيرة‪ ،‬منها ما هو في العقيدة‪ ،‬ومنها ما هو في الفق وعلوم ‪ ،‬ومؤلفات‬ ‫نخرى في علم الحديث ومصطلح ‪ ،‬وكون بحثنا يتعلق بالعقيدة كما هو معلو ٌم‪ ،‬فقد اخترنا كتاب في شرح عقيدة‬ ‫نهل السنة والجماعة‪ ،‬باعتبار جمع في زبدة ما يعتقد في مسائل الإيمان المختلفة‪ ،‬وكذلك راعينا مماثلت‬ ‫للكتاب الذي اخترنا للبوطي من ديث الحجم والتفصيل‪ ،‬دتى تكون مقارنتنا مبنية على المماثلة والممناظرة‬ ‫بالقواعد التي فصلناها من قبل‪ ،‬وبيان منهج في العقيدة وفقا لكتاب شرح عقيدة نهل السنة والجماعة مايلي‪:‬‬ ‫تعريف بالكتاب‪:‬‬ ‫يعتبر كتاب‪\" :‬شرح عقيدة نهل السنة والجماعة\" للهيخ ال معثيمين من الكتب الممل ِخصة لعقيدة‬ ‫السلف‪ ،‬وقد جمع مؤلف نهم مسائل العقيدة التي يراها علماء السلف‪ ،‬مستهددا على نقوال بالكتاب والسنة‪،‬‬ ‫شا ِرد ًا لدا وفق ًا لفدم علماء السلف‪ ،‬وقد قسم إلى عدة فصول‪ ،‬مبت ِدئ ًا كل ف ْصل بقول و\"نؤمن\" في إشارة إلى ما‬ ‫يعتقد نهل السنة والجماعة‪ ،‬وقد جعل كذلك على هيئة إجابات مفصلة لسئلة شائعة كانت تقدم للهيخ في‬ ‫دروس ومجالس ‪ ،‬هذا وقد طبع الكتاب طبعات كثيرة‪ ،‬ول شدرٌة وانتهار عند طلبة العلم من السلفيين‬ ‫المعاصرين‪ ،‬وقد هذب وقدم ل عدد من مهائخ وعلماء السلفيين‪ ،‬منهم نستاذ ومعلم ‪ :‬الهيخ العلامة عبد‬ ‫العزيز بن باز‪ ،‬الذي نثنى علي بقول ‪\" :‬لقد نجاد في جمعدا ونفاد وذكر فيها ما يحتاج طالب العلم‪ ،‬وكل مسلم في‬ ‫إيما ِن بالله‪ ،‬وملائكت ‪ ،‬وكتب ‪ ،‬ورسل ‪ ،‬واليوم الآخر‪ ،‬والقدر خير وشر ‪ ،‬وقد ضم إلى ذلك فوا ِئد جم ًة تتعلق‬ ‫بالعقيدة قد لا توجد في كثيرمن الكتب المؤلفة في العقائد\"(‪. )2‬‬‫‪‌ -1‬محمد ‌المنجد‪‌ ،‬محاضرة ‌‪‌ 311‬فائدة ‌للعلامة ‌ال ُعثيمين‪‌ ،‬انظر‪‌ ،http://audio .islamweb .net‌ :‬الكلمة ‌الدلالية‪‌،‬‬ ‫محاضرة‌الشيخ‌محمد‌المنجد‌‪‌311‬فائدة‪‌،‬تاريخ‌الزيارة‪3131/3/32‌،‬م‪.‬‬‫‪‌2‬عبد‌العزيز‌بن‌باز‪‌،‬تقديم‌لكتاب‌\"‌شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة\"‪‌،‬انظر‪‌:‬محمد‌صالح‌ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌‬ ‫السنة‪‌،‬ص‪.‌2‬‬ ‫‪203‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تعريفه لمسائل الإيمان المختلفة‪:‬‬‫يعرف الإيمان بقول ‪ \":‬عقيدتنا الإيمان بالله وملائكت وكتب ورسل ‪ ،‬واليوم الآخر‪ ،‬والقدر‪ :‬خير وشر (‪)1‬‬ ‫‪.‬‬‫وعندما يعرف الإيمان بالله تعالى نجد يوافق استاذ ونستاذ المذهب السلفي؛ ابن ت ْي ِمية فيقول في‬ ‫تعريف ل بأن يتضمن الإيمان بثلاث مسائل‪ ،‬وهي‪:‬‬‫‪ -7‬الإيمان بربوبيت سبحان وتعالى‪ ،‬ني نن الرب الخالق ‪.‬‬‫‪ -9‬الإيمان بألوهيت ‪ ،‬ونن سبحان وتعالى الإل الوادد المعبود‪ ،‬ونن ما سوا من الآلدة باطلة ‪.‬‬‫‪ -4‬الإيمان بأسمائ الحسنى وصفات العلى‪ ،‬وهي تلك ال ِصفات الكاملة العليا‪ ،‬ونؤمن بوددانيت ‪ ،‬ني‬ ‫نن لا شريك ل في ربوبيت ‪ ،‬ومنلوهيت ‪ ،‬ونسما ِئ وصفا ِت (‪.)2‬‬‫وهذ الطريقة‪ -‬نعني تقسيم التوديد إلى ثلاثة نقسام‪ -‬توديد ال ُّرمبوِبية‪ ،‬وتوديد ال مأ ملوهية‪ ،‬وتوديد‬‫الأسماء وال ِصفات‪ ،‬هي المتبعة عند علماء السلف‪ ،‬كما مر علينا في الفصل الأول عند الحديث عن الأيدلوجية‬‫السلفية‪ ،‬وهذا القول الذي يرا ال معثيمين‪ ،‬ومن ينتسبون للسلفية سواء من مهايخ نو تلامذت ‪ ،‬خلاف ًا للأشاعرة‬‫الذين لا يقولون بهذا التقسيم‪ ،‬بل يرون بتقسيم إلى توديد الذات‪ ،‬وتوديد ال ِصفات‪ ،‬وتوديد الأفعال‪ ،‬كما مر‬ ‫علينا من قبل (‪. )3‬‬‫‪‌-1‬يتبع‌ال ُعثيمين‌في‌تعريفه‌للإيمان‌طريقة‌ال َّسلف‌التي‌تقوم‌على‌ارجاع‌القول‌في‌مسائل‌الإيمان‌إلى‌الكتاب‌والسنة‪‌،‬فمن‌‬‫ا ِّملكنت‌ا ُّرب ُس‌ ِلق ِهو‌ل َوه َق‌اتلُعوا ْال‌ىَس‪ِ :‬م‌ ْ\"ع َآناَم‌ ََنوأَ‌الَط َّْرع َن ُاس‌و ُغُل ْف‌ َِبراَمَنا‌َكأُن‌ َِزر َّب ََلنا‌إِ‌لََ ْيوإِ ِهلَ ْي‌ ِمَك‌نا‌ْل ََّمر ِّب ِهِص‌ي َوُ‌را ْل\" ُم‌ ْؤس ِموُنروة َن‌ا‌ل ُبكق ٌّلر‌ةآ‌َما َلنآ‌ي ِبةال‌ ّل ِه‪5َ ‌2‬و َم‪3‬ل‪،‬آ‌ِئ َك‌و ِتم ِهن‌ َ‌والُك ُتسِبن ِهة‌‌َوماُر‌ ُسرلِوِها‌هل‌اَال‌بُن َفخ ِّار ُرق‌ َيب ْي‌ َونم‌أَسَحل ٍدم‌‌‬‫وغيرهما‪‌ ،‬من ‌رواية ‌أبي ‌هريرة ‌وغيره‪‌ ،‬ورواية ‌البخاري‪‌ ،‬عن ‌أبي ‌هريرة ‌رضي ‌الله ‌عنه ‌أن ‌رسول ‌الله ‌صلى ‌الله ‌عليه‌‬‫وسلم ‌كان ‌يوما ‌بارزا ‌للناس ‌إذ ‌أتاه ‌رجل ‌يمشي ‌فقال ‌يا ‌رسول ‌الله ‌ما ‌الإيمان؟ ‌قال ‌الإيمان ‌أن ‌تؤمن ‌بالله ‌وملائكته ‌وكتبه‌‬‫ورسله‌ولقائه‌وتؤمن‌بالبعث‌الآخر‌‪‌.‌.‬الحديث\"‌انظر‪‌:‬صحيح‌البخاري‪‌،‬حديث‌رقم‪‌،1999/‬وصحيح‌مسلم‪‌،‬حديث‌رقم‪‌/‬‬‫‪‌،3932‬وانظر‪‌:‬محمد‌بن‌صالح‌ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬تحقيق‪‌:‬محمد‌بن‌عبد‌الحميد‌بن‌عبد‌الستار‪‌،‬‬ ‫دار‌ابن‌حزم‪‌،‬القاهرة‪3115‌،‬م‪‌،‬ص‪.‌9‬‬ ‫‪‌-2‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.9‬‬‫‪‌-3‬انظر‪‌:‬أبو‌عبد‌الله‌شمس‌الدين‌بن‌محمد‌بن‌أشرف‌بن‌قيصر‌الأفغاني‪‌،‬جهود‌علماء‌الحنفية‌في‌إبطال‌عقائد‌القبورية‪‌،‬‬‫دار‌الصميعي‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪3996‌،‬م‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌،99‬وانظر‪‌:‬محمد‌صالح‌بن‌أحمد‌الغرسي‪‌،‬المستنير‌للمقالات‌العلمية‪‌،‬‬ ‫تاريخ‪3131/3/31‌،‬م‪http://www .almostaneer .com/show_bhoth .aspx?id=40‌،‬‬ ‫‪204‬‬

‫المطب الرابع‪ -‬كلامه في توحيد الأسماء والصفَات‪:‬‬‫يضع ال معثيمين قاعدة لليمان بالسماء وال ِصفات‪ ،‬ديث يرى نن الإيمان بإسم من نسماء هلل تعالى لا‬‫يتم إلا بثلاثة شروط إن كان متعديـ ًا‪ ،‬وشرطين إن لم يكن متعد (‪ ،)1‬نما الهروط الثلاثة التي اشترطدا في الاسم‬‫إن كان متعديـا‪ ،‬وضرب للاسم المتعدي‪ ،‬بـ(السميع)‪ ،‬فدو اسم من نسماء هلل تعالى‪ ،‬يستلزم الإيمان بثلاثة نشياء‪،‬‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫‪ -‬كون عزوجل سميع ًا ‪.‬‬ ‫‪ -‬ونن ل سمعـ ًا ‪.‬‬ ‫‪ -‬بأن سبحان يسمع ‪.‬‬‫ويهرح ال معثيمين هذ الهروط الثلاثة بقول ‪ \":‬لابد نن تؤمن بأن سمي ٌع ني نن تؤمن بأن السميع اسم‬ ‫من نسمائ تعالى‪ ،‬ذو سمع‪ ،‬ني نن السمع ِصفة ل ‪ ،‬ونن يسمع‪ ،‬بما يترتب على السمع من نثرودكم (‪.)2‬‬ ‫ثم يضرب مثال ًا للاسم غيرالمتع ِد‪ ،‬بـ(الحي)‪ ،‬فيقول في مثل هذا الاسم‪ ،‬نننا نثبت شيئين اثنين هما‪:‬‬ ‫‪ -‬الاســم‪ ،‬كون سبحان يسمى الحي ‪.‬‬ ‫‪ -‬نثبت الصفة‪ ،‬فنؤمن بأن متصف بأن ل دياة ‪.‬‬ ‫ولا نؤمن بش يء ثالث‪ ،‬لن هذا الاسم لازم غيرمتعد‪ ،‬فكيف يكون ل ش ي ٌء يتعدى إلي ؟! (‪. )3‬‬ ‫‪‌-1‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.‌69‬‬ ‫‪‌-2‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.‌69‬‬ ‫‪‌-3‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.‌69‬‬ ‫‪205‬‬

‫صفات الله تعالى‪:‬‬ ‫كما هو معلوم بأن ال معثيمين لا يرى بتقسيم ال ِصفات على طريقة المتكلمين‪ ،‬وعرفنا بأن يتتبع طريقة‬ ‫مهايخ ونساتذت السلفيين‪ ،‬وعلى رنسدم شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية‪ ،‬والسلف ُّيون يذهبون إلى تقسيم ال ِصفات إلى‬ ‫قسمين اثنين لا ثالث لدما(‪ ،)1‬وهما على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ .7‬صفات ذاتية‪ :‬هي التي لا تنفك عن الذات‪ ،‬بل هي لازمة لدا‪ ،‬ومنها ما هو عقلي‪ ،‬ومنها ما هو خبري ‪.‬‬ ‫‪ .9‬صفات فعلية‪ :‬تتعلق بالمهيئة والقدرة‪ ،‬ومنها نيض ًا ما هو عقلي‪ ،‬ومنها ما هو خبري ‪.‬‬ ‫وهذا التقسيم الذي يختار العلامة ال معثيمين ويوافق علي ‪ ،‬ويرى نن لا يسعنا مخالفت ‪ ،‬ولدذا نجد في‬ ‫لقاء الباب المفتوح يقول‪ :‬وال ِصفات قسمان‪:‬‬ ‫‪ ‬صفات ذاتية‪ :‬ليس لنا فيها تدخل‪ ،‬لا نثبت إلا ما ثبت في الهرع‪ ،‬ويعرفدا ال معثيمين بقول ‪\" :‬‬ ‫ال ِصفات اللازمة لذات ‪ -‬تعالى ‪ ،-‬التي لم يزل ولا يزال متصفا بها مثل الحياة‪ ،‬والعلم‪ ،‬والقدرة‪ ،‬والعلو ونحوها من‬ ‫صفات المعاشي‪ ،‬وسميت ذاتية للزومدا للذات‪ ،‬ومثل اليدين‪ ،‬والعينين‪ ،‬والوج ‪ ،‬وقد تسمى نيض ًا ال ِصفات الخبرية‬ ‫(‪. )2‬‬ ‫‪ ‬صفات فعلية‪ :‬ليس لدا منتهى‪ ،‬كل ش يء في الكون فدو بفعل هلل عز وجل‪ ،‬يفعل ما يهاء‪ ،‬كيف‬ ‫شاء‪ ،‬في ني وقت شاء‪ -‬سبحان وتعالى‪ -‬على ما يهاء قدير(‪.)3‬‬ ‫ال يص َفات الذاتية تنقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫‪ .7‬صفات ذاتية عقلية‪ :‬وهي ال ِصفات التي ميستدل عليها بواسطة العقل مثل‪ :‬صفة الحياة‪ ،‬العلم‪،‬‬ ‫القدرة‪ ،‬الإرادة‪ ،‬والسمع وغيرها ‪.‬‬‫‪‌-1‬المسائل‌والرسائل‌المروية‌عن‌الإِ َمام‌أحمد‌بن‌حنبل‌في‌العقيدة‪‌،‬تحقيق‪‌:‬عبد‌الإله‌بن‌سليمان‌الأحمدي‪‌،‬دار‌طيبة‪‌،‬‬ ‫الرياض‪‌،‬الطبعة‌الثانية‪3136‌،‬هـ‪‌،‬ج‪3‬ص‪.‌351‬‬ ‫‪‌-2‬العثينمين‪‌،‬مجموع‌الفتاوى‌والرسائل‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌.331‬‬‫‪‌ -3‬ال ُعثيمين‪‌ ،‬لقاء ‌الباب ‌المفتوح‪‌ ،‬ج‪‌ ،361‬ص‪‌ ،11‬وانظر‪‌ :‬مجموع ‌فتاوى ‌ورسائل ‌ال ُعثيمين‪‌ ،‬ج‪3‬ص‪‌ ،331‬وانظر‪‌:‬‬ ‫ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‪‌،‬ص‪‌.‌339‬‬ ‫‪206‬‬

‫‪ .9‬صفات ذاتية خبرية‪ :‬ني نن الاستدلال عليها لا يمكن إلا عن طريق النص كصفة اليدين‪،‬‬ ‫والعينين وغيرهما ‪.‬‬ ‫ال يص َفات الفعلية تنقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫‪ .7‬عقلية‪ :‬كصفة الخلق‪ ،‬والرزق‪ ،‬وتعرف بالسماع من النصوص‪ ،‬وكذلك بواسطة العقل ‪.‬‬ ‫‪ .9‬خبرية‪ :‬مثل الاستواء‪ ،‬والنزول‪ ،‬والإتيان‪ ،‬والمجيء‪ ،‬وهذ لاتعرف إلا بالسماع من كتاب وسنة‪،‬‬ ‫وهذا هو تقسيم السلف للصفات‪ ،‬ولم يخالف وادد منهم (‪.)1‬‬ ‫وصف الله تعالى بالعلو‪:‬‬ ‫على طريقة السلفيين يرى ال معثيمين إثبات صفة العلو لله تعالى‪ ،‬ودليل في ذلك من الكتاب والسنة‪،‬‬ ‫والعقل والفطر‪ ،‬ويهرح العلو بقول ‪:‬‬ ‫العلو لله تعالى‪ :‬ني نن عال ومرتفع فوق كل ش ي‪ ،‬وهذا العلو‪ ،‬يتضمن علو المكانة والهرف والذات (‪. )2‬‬ ‫الاستدلالات‪:‬‬ ‫الأدلة من الكتاب‪ :‬من الأدلة على اتصاف سبحان وتعالى بالعلو من القرآن الكريم‪ ،‬قول تعالى‪( :‬س ِب ِح‬ ‫ا ْسم رِبك ا ْلأ ْعلى)(‪ ،)3‬وقول تعالى‪( :‬و مهو ا ْلعِل ُّي ا ْلع ِظي مم)(‪.)4‬‬ ‫الأدلة من السنة‪ :‬استدل ال معثيمين بعدة نداديث نبوية شريفة‪ ،‬قائل ًا \"ننها ني صفة العلو ثابتة بقول‬ ‫وفعل وإقرار ‪ -‬علي الصلاة والسلام‪ -‬وذكرمنها‪:‬‬ ‫‪ -‬الأقوال‪ :‬ما في صحيح مسلم نن كان يقول في سجود (سبحان ربي الأعلى)(‪. )5‬‬‫‪‌ -1‬سعدعبدالله ‌عاشور‪‌ ،‬منهج ‌ال َّسلف ‌في ‌إثبات ‌ال ِّص َفات ‌الإلهية‪‌ ،‬كلية ‌أصول ‌الدين‪‌ ،‬الجامعة ‌الإسلامية‪‌ ،‬مجلة ‌الجامعة‌‬ ‫الإسلامية‪‌،‬المجلد‌العاشر‪‌،‬العدد‌الأول‪‌،‬غزة‪‌،‬فلسطين‪3113‬م‪،‬ص‪.359‬‬ ‫‪‌-2‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.92‌-91‬‬ ‫‪‌-3‬سورة‌الأعلى‌الآية‌‪‌3‬وانظر‌ال ُعثيمين‪‌،‬عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.‌91‬‬ ‫‪‌-4‬سورة‌البقرة‌الآية‌‪‌،322‬سورة‌الشورى‌الآية‌‪‌1‬وانظر‌ال ُعثيمين‪‌،‬عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.‌91‬‬‫‪‌-5‬صحيح‌مسلم‪‌،‬حديث‌رقم‪‌،993/‬والحديث‌له‌روايات‌متعدده‌في‌سنن‌الترمذي‪‌،‬حديث‌رقم‪‌،363/‬وأبي‌داوود‪‌،‬حديث‌‬‫رقم‪‌،556‌/‬وابن‌ماجة‪‌،‬حديث‌رقم‪‌،555/‬وفي‌مسند‌الإمام‌أحمد‪‌،‬حديث‌رقم‪‌،31133‌/‬وغيرهم‪‌،‬ورواية‌الترمذي‪‌،‬عن‌‬ ‫‪207‬‬

‫‪ -‬الأفعال‪ :‬نن في حجة الوداع‪ ،‬قام فيهم خطيب ًا‪ ،‬فكان يسئلدم نلا هل بلغت؟ قال الصحابة شعم‪،‬‬ ‫قال‪( :‬اللدم اشدد)(‪ ، )1‬وفي رواية مسلم‪\" :‬فقال بإصبع السبابة يرفعدا إلى السماء وينكتها إلى الناس اللدم اشدد‪،‬‬ ‫اللدم اشدد‪ ،‬ثلاث مرات\"(‪.)2‬‬ ‫‪ -‬الإقرار‪ :‬فقد قال للجارية‪ :‬نين هلل؟ قالت‪\" :‬في السماء\" فأقرها ولدذا قال‪\" :‬نعتقدا فأنها مؤمنة\"(‪. )3‬‬ ‫الإجماع‪ :‬يرى ال معثيمين نن الدليل هو إجماع الصحابة والتابعون بأن هلل‪ -‬تعالى‪ -‬فوق كل ش يء بذات ‪،‬‬ ‫ويضيف بأن ذلك يعرف من وج خفي‪ ،‬ويحث طلبة العلم على تعلم ذلك لما في من الفائدة‪ ،‬وتعليل ذلك كما‬ ‫يقول ال معثيمين‪ :‬نن ني نص من الكتاب والسنة ولم يرد عن الصحابة قول وادد يفسر هذ الأدلة بخلاف‬ ‫ظاهرها‪ ،‬فإن هذا يدل على ننهم مجمعون على مدلولدا‪ ،‬وهذا قد يخفى على كثيرمن الناس (‪. )4‬‬ ‫الأدلة العقلية‪ :‬يستهدد بأن العقلاء يرون نن العلو كمال ونن الأسفل نقص‪ ،‬وقد قال هلل تعالى‪( :‬ولله‬ ‫المث مل الأ ْعلى)(‪ ،)5‬فدل العقل على وجوب صفة العلو لله تعالى‪ ،‬ذلك نن العلو كمال و هلل تعالى متصف بالكمال‪،‬‬ ‫والأسفل نقص‪ ،‬و هلل تعالى منز عن النقص (‪.)6‬‬ ‫أدلة الفطرة‪ :‬ال ِفطرة السليمة كما يقول ال معثيمين‪ ،‬تتمثل في كون الناس بفطرتهم يتجدون إلى السماء في‬ ‫دعائهم لله تعالى‪ ،‬وإن كانوا يتجدون في صلاتهم للقبلة‪ ،‬نما بالدعاء والالتجاء‪ ،‬فالناس بفطرتهم يتوجدون إلى‬ ‫فوق‪ ،‬إلى السماء‪ ،‬دتى البسطاء منهم‪ ،‬الذين لم يدرسوا العقيدة الواسطية لابن ت ْي ِمية‪ ،‬ولا درسوا العقيدة‬ ‫الطحاوية‪ ،‬ولا درسوا الإبانة للأشعري‪ ،‬ربما عجوز طاعنة في السن‪ ،‬ولكنها تحس بحاجتها عندما تناجي ربها‪ ،‬بأن‬ ‫ترفع يديها إلى السماء(‪. )7‬‬‫حذيفة‪‌ :‬أ َّنه ‌صلى ‌مع ‌النبي ‌صلى ‌الله ‌عليه ‌و ‌سلم ‌فكان ‌يقول ‌في ‌ركوعه ‌سبحان ‌ربي ‌العظيم‌وفي ‌سجوده ‌سبحان ‌ربي‌‬‫الأعلى‌وما‌أتى‌على‌آية‌رحمة‌إلا‌وقف‌وسأل‌وما‌أتى‌على‌آية‌عذاب‌إلا‌وقف‌وتعوذ‌قال‌أبو‌عيسى‌وهذا‌حديث‌حسن‌‬ ‫صحيح‪‌،‬وانظر‪‌:‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‪‌،‬ص‪‌‌.‌92‬‬ ‫‪‌-1‬صحيح‌البخاري‪‌،‬حديث‌رقم‪‌،1113/‬وانظر‪‌:‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‪‌،‬ص‪.92‬‬ ‫‪‌-2‬صحيح‌مسلم‪‌،‬باب‌الحج‪‌،‬حديث‌رقم‪.3335/‬‬ ‫‪‌3‬صحيح‌مسلم‪‌،‬حديث‌رقم‪.219/‬‬ ‫‪‌-4‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪‌.96‬‬ ‫‪‌-5‬سورة‌النحل‌الآية‌‪‌.61‬‬ ‫‪‌-6‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.99‬‬ ‫‪‌-7‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.99‬‬ ‫‪208‬‬

‫ويناقش ال معثيمين في تصويب لدذا الدليل الفطري‪ ،‬ما نقل عن إمام الحرمين‪ ،‬في تفسير لقول تعالى‪:‬‬ ‫(الر ْدم من على ا ْلع ْر ِش ا ْستوى)(‪ ،)1‬وقد ذكر هذا الأثر الذهبي وغير ‪ ،‬نن‪ :‬نبا جعفر بن نبي علي الحافظ (‪ ،)2‬قال‬ ‫سمعت نبا المعالي الجويني وقد سئل عن قول تعالى‪( :‬الردمن على العرش استوى)‪ ،‬فقال‪ :‬كان هلل ولا عرش‪،‬‬ ‫وجعل يتخبط‪ ،‬فقلت‪ :‬هل عندك للضرورات من ديلة ؟ فقال‪ :‬ما معنى هذ الاشارة ؟ قلت‪ :‬ما قال عارف قط في‬ ‫دعائ ‪ :‬يا ربـا ‪ :‬قبل نن يتحرك لسان ‪ ،‬إلا وهو يتج إلى فوق‪ ،‬فدل لدذا القصد الضرروي عندك من ديلة فتنبئنا‬ ‫نتخلص من الفوق والتحت؟ وبكيت وبكى الخلق‪ ،‬فضرب بكم على السرير‪ ،‬وصاح بالحيرة‪ ،‬ومزق ما كان علي ‪،‬‬ ‫وصارت قيامة في المسجد‪ ،‬ونزل يقول‪ :‬يا دبيبي الحيرة الحيرة‪ ،‬والدههة الدههة(‪.)3‬‬ ‫ويستطرد ال معثيمين في شرد لانقسام الناس في علو الذات‪ ،‬قائلا إن العلو المختلف في إنما هو علو‬ ‫الذات‪ ،‬لن الناس انقسموا في إلى طرفين ووسط(‪ ،)4‬وبين نن هذ الإنقسامات منها ما هو كفر‪ ،‬ذلك نن بعض‬ ‫هذ الآراء لا تنز هلل تعالى عن ما لا يليق ب ‪ ،‬فقد قالوا‪:‬‬ ‫‪ -7‬إن هلل تعالى موجود في كل مكان‪ ،‬وهذا ما يقول ب بعض الأشا ِعرة (‪ ،)5‬وهذا يستلزم وفقا‬ ‫للعثيمين نن هلل تعالى يكون في كل مكان‪ ،‬فيكون في المسجد‪ ،‬وفي البحار‪ ،‬والوديان‪ ،‬وفي السماء وفي الأرض‪ ،‬وهذا‬ ‫‪‌-1‬سورة‌طه‌الآية‌‪.1‬‬‫‪‌-2‬أبو‌جعفر‌الهمذاني‪‌:‬الشيخ‌الإمام‌الحافظ‌الرحال‌الزاهد‪‌،‬بقية‌ال َّسلف‌والأثبات‪‌،‬أبو‌جعفر‌محمد‌بن‌أبي‌علي‌الحسن‌بن‌‬‫محمد ‌بن ‌عبد ‌الله‪‌ ،‬الهمذاني‪‌ ،‬وقدم ‌بغداد‪‌ ،‬سنة ‌ستين‪‌ ،‬فسمع ‌بها ‌قليلا‪‌ ،‬وسمع ‌بهراة ‌من ‌أبي ‌إسماعيل ‌الانصاري‪‌ ،‬وعدة‪‌،‬‬‫وبهمذان‪‌،‬وحدث‌بـــ‌\"الجامع\"‌لابي‌عيسى‌عن‌أبي‌عامر‌الازدي‪‌،‬ومحمد‌بن‌محمد‌بن‌العلاء‪‌،‬وثابت‌بن‌سهلك‌القاضي‌‬‫عن‌الجراحي‪‌،‬وكان‌من‌أئمة‌أهل‌الاثر‪‌،‬ومن‌كبراء‌ال ُّصو ِف َّية‪‌،‬قال‌السمعاني‪‌:‬سافر‌الكثير‌إلى‌البلدان‌الشاسعة‪‌،‬ونسخ‌‬‫بخطه‪‌،‬وما‌أعرف‌أحدا‌في‌عصره‌سمع‌أكثر‌منه‪‌،‬وهو‌الذي‌قام‌في‌مجلس‌وعظ‌إمام‌الحرمين‪‌،‬وأورد‌عليه‌في‌مسألة‌‬‫العلو‪‌ ،‬فقال‪‌ :‬ما ‌قال ‌عارف ‌قط‪‌ :‬يا ‌ألله‪‌ ،‬إلا ‌وقام ‌من ‌باطنه ‌قصد ‌تطلب ‌العلو‪‌ ،‬لا ‌يلتفت ‌يمنة ‌ولا ‌يسرة‪‌ ،‬فهل ‌لدفع ‌هذه‌‬‫الضرورة ‌من ‌حيلة ‌؟ ‌! ‌فقال‪‌ :‬يا ‌حبيبي ‌ما ‌ثم ‌إلا ‌الحيرة‪‌ ،‬ولد ‌بعد ‌‪111‬هـ‪‌ ،‬وتوفي ‌نصف ‌ذي ‌القعدة ‌سنة ‌‪213‬هـ‪‌ ،‬انظر‪‌:‬‬ ‫سير‌أعلام‌النبلاء‌للذهبي‪‌،‬ج‪31‬ص‪.313‬‬‫‪‌-3‬أبو‌عبدالله‌محمد‌بن‌أحمد‌بن‌عثمان‌بن‌قايماز‌الذهبي‪‌،‬العلو‌للعلي‌الغفار‪‌،‬تحقيق‪‌:‬أبو‌محمد‌أشرف‌بن‌عبدالمقصود‪‌،‬‬‫مكتبة ‌أضواء ‌ال َّسلف‪‌ ،‬الرياض‪‌ ،‬الطبعة ‌الأولى‪‌ ،3992‌ ،‬ص‪‌ ،329‬وانظر‪‌ :‬سير ‌أعلام ‌النبلاء ‌للذهبي‪‌ ،‬ج‪‌،199‌ ،35‬‬‫وانظر‪‌:‬نعمان‌بن‌محمود‌بن‌عبد‌الله‪‌،‬أبو‌البركات‌خير‌الدين‪‌،‬الآلوسي‪‌،‬جلاء‌العينين‌في‌محاكمة‌الأحمدين‪‌،‬قدم‌له‪‌-‬علي‌‬‫السيد ‌صبح ‌المدني‪‌ -‬رحمه ‌الله ‌‪‌ -‬مطبعة ‌المدني‪3953‌ ،‬م‪‌ ،‬ج‪3‬ص‪‌ ،131‬وانظر‪‌ :‬ال ُعثيمين‪‌ ،‬شرح ‌عقيدة ‌أهل ‌السنة‌‬ ‫والجماعة‪‌،‬ص‪.‌99‬‬ ‫‪‌-4‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪‌.‌99‬‬‫‪‌-5‬جاء‌في‌البحر‌المديد‪َ ‌\"‌:‬ل َّما‌كان‌الروح‌في‌الجسد‌لا‌تعرف‌له‌كيفية‌ولا‌أينية‪‌،‬بل‌الروح‌موجود‌في‌سائر‌الجسد‪‌،‬ما‌‬‫خلا‌منه‌شيء‌في‌الجسد‪‌،‬كذلك‌الحق‌سبحا َنه‌موجود‌في‌كل‌مكان‪‌،‬وتنزه‌عن‌المكان‌والزمان\"‪‌،‬ويقول‌الشيخ‌الشعراوي‪‌:‬‬‫\"‌لأن‌الله‌تبارك‌وتعالى‌موجود‌في‌كل‌مكان‌فأينما‌كنتم‌فستجدون‌الله‌مقبلا‌عليكم‌بالتجليات‪‌،‬وقوله‌تعالى‪َ (‌:‬ف َث َّم‌ َو ْج ُه‌الله)‌‬‫أي‌هناك‌وجه‌الله‌وقوله‌تعالى‪(‌:‬الله‌ َوا ِس ٌع‌ َعلِي ٌ‌م)‌أي‌لا‌تضيقوا‌بمكان‌التقاءاتكم‌بربكم؛‌لأن‌الله‌واسع‌موجود‌في‌كل‌مكان‌‬‫في‌هذا‌الكون‪‌،‬وفي‌كل‌مكان‌خارج‌هذا‌الكون‪‌،‬ويقول‌محمد‌عزت‌دروزة‪‌\"‌:‬ولتطمئنا‌المسلمين‌بأن‌ال ّله‌تعالى‌موجود‌في‌‬‫كل‌مكان‌وليس‌منحصرا‌في‌اتجاه‌بيت‌المقدس‌‪‌.‬وبأن‌الأمر‌في‌جوهره‌هو‌عبادة‌ال ّله‌الموجود‌في‌كل‌مكان\"‌‪‌.‬انظر‪‌:‬‬‫أحمد‌بن‌محمد‌بن‌المهدي‌بن‌عجيبة‌الحسني‌الإدريسي‌الشاذلي‌الفاسي‌أبو‌العباس‪‌،‬البحر‌المديد‪‌،‬دار‌النشر‪‌،‬دار‌الكتب‌‬ ‫‪209‬‬

‫يهمل‪ -‬تعالى هلل عن ذلك علوًا كبي ًرا‪ -‬نن تعالى في الأماكن القذرة في جوف الحمير والكلاب‪ ،‬وفي الخلاء‪ ،‬وغيرها‪،‬‬ ‫وهذا كفرصريح عياذ ًا بالله (‪.)1‬‬ ‫‪ -9‬آخرون قالوا‪ :‬نن ليس فوق العالم‪ ،‬ولا تحت العالم‪ ،‬ولا متصل بالعالم‪ ،‬ولا منفصل عن العالم‪،‬‬ ‫ولا ممحاز‪ ،‬ثم سردوا نفي ًا كثي ًرا‪ ،‬ووصف قولدم هذا بأن العدم (‪. )2‬‬ ‫ويتعق مب ال معثيمين هذ الأقوال بقول ‪\" :‬نهل السنة والجماعة يقولون‪ :‬إن هلل تعالى فوق كل ش يء‪ ،‬ولا‬ ‫يحل في ش يء من مخلوقات ‪ ،‬ليس في كل مكان‪ ،‬بل فوق كل ش يء بدون إداطة ب نبد ًا‪ ،‬وليس ب نقص\"(‪.)3‬‬ ‫ثم يضيف ويعقب على من يقولون ليس ل مكان يحيط ب ‪ ،‬مستدلين بقول تعالى‪( :‬ولا مي ِحي مطون ِب ِ‬ ‫ِع ْلم ًا)(‪ ،)4‬وبقول تعالى‪( :‬و ِسع مك ْر ِس ُّي م السماوا ِت والأْرض)(‪ ،)5‬فرد عليهم بقول ‪\" :‬شعم إن قلتم ليس ل مكان يحيط‬ ‫ب فدذا صحيح‪ ،‬إن قلتم‪ :‬ليس ل مكان‪ ،‬ني ليس فوق كل ش يء فدذا باطل\"(‪.)6‬‬ ‫قاعدة فهم الصفَات عند العثيمين‪:‬‬ ‫يمتاز نسلوب ال معثيمين بالسدولة والبساطة‪ ،‬فدو يقدشم قواعد يفدمدا الجاهل والمتعلم‪ ،‬والصغير‬ ‫والكبير‪ ،‬وجري ًا على نسلوب في تقريب معاشي صفات هلل‪ -‬جل وعلا‪ -‬ميعطينا قاعد ًة تقاس عليها جميع ال ِصفات‪،‬‬ ‫فيقول‪\" :‬ك َّلما أثبته الله لنفسه أثبتوه‪ ،‬لكن احترسوا من ْشيئين هما‪\" :‬التمثيل‪ ،‬والتكييف\"‪:‬‬ ‫‪ -7‬التمثيل‪ ،‬لن هلل تعالى يقول‪( :‬ل ْيس ك ِم ْثِل ِ ش ْي ٌء)(‪.)7‬‬ ‫‪ -9‬والتكييف‪ ،‬لنك لو كيـفت قلت ما لا تعلم(‪.)1‬‬‫العلمية‌ـ‌بيروت‪‌،‬الطبعة‌الثانية‪3113‌،‬م‪‌،‬ج‪1‬ص‪‌،331‬وانظر‪‌:‬الشيخ‌محمد‌متولي‌الشعراوي‪‌،‬تفسير‌الشعراوي‪،‬مطابع‌‬‫دار ‌أخبار ‌اليوم‪3993‌ ،‬م‪‌ ،‬وانظر‪‌ :‬محمد ‌عزت ‌دروزة‪‌ ،‬التفسير ‌الحديث‪‌ ،‬دار ‌إحياء ‌الكتب ‌العربية ‌القاهرة ‌‪3151‬هـ‪‌،‬‬ ‫ج‪6‬ص‪.‌335‬‬ ‫‪‌-1‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.99‬‬ ‫‪‌-2‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.95‬‬ ‫‪‌-3‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.95‬‬ ‫‪‌-4‬سورة‌طه‌الآية‌‪.331‬‬ ‫‪‌-5‬سورة‌البقرة‌الآية‌‪.322‬‬ ‫‪‌-6‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.99‬‬ ‫‪‌-7‬سورة‌الشورى‌الآية‌‪.33‬‬ ‫‪210‬‬

‫ويسترسل ال معثيمين في شرد لدذ القاعدة موضح ًا؛ نننا يجب نن شسير عليها في فدمنا لجميع نصوص‬ ‫الكتاب والسنة التي تصف لنا هلل تبارك وتعالى‪ ،‬فلسنا نعلم بالله من هلل‪ ،‬ولسنا نعلم من رسول هلل برب جل‬ ‫وعلا‪ ،‬فإذا جاء في الحديث الصحيح نن هلل تعالى يضحك(‪ ،)2‬فيجب علينا نن نؤمن بذلك ولا نبالغ‪ -‬يعني لا‬ ‫نتصور كيفية هذا الضحك‪ ،‬نو شهِبه بضحك المخلوقين‪ ،‬نو نثبت لنفس الدرولة‪ ،‬كما في الحديث‪\" :‬ومن نتاشي‬ ‫يمش ي نتيت هرولة\"(‪ )3‬وعلى هذا نقيس جميع نصوص ال ِصفات(‪.)4‬‬ ‫وتم ِهي ًا مع هذ القاعدة فإن العثيمين ميخ ِطئ من يسير وراء المتكلمين ونهل الجدال في هذ الهأن‪،‬‬ ‫مو ِضح ًا نن الجدل في مسائل ال ِصفات والخوض فيها بما لم يكن علي سلف هذ الأمة ليس بش يء‪ ،‬وبدع ٌة‬ ‫وضلال ٌة ‪.‬‬ ‫وإلزام ًا لنفس بأقوال علماء السلف من نئمة المذاهب الأربعة‪ ،‬يستهدد العثيمين بالثر عن الإمام‬ ‫مالك‪ ،‬عندما جاء رجل يجادل في مسائل العقائد التي لا يرى مالك الخوض فيها‪ ،‬فدو الذي كان يقول‪\" :‬الكلام في‬ ‫الدين نكره \"(‪ -)5‬يعني الخوض فيما خاض في المتكلمون‪ ،-‬ولدذا قال مالك لدذا المجادل‪\" :‬كلما جاءنا رجل نجدل‬ ‫من رجل نردنا نن ن مرد ما جاء ب جبريل علي السلام إلى النبي‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪. )6(!!!\"-‬‬ ‫ولم ير ال معثيمين بأس ًا نن يستهدد بكلام مالك رغم كون دنبلي المذهب‪ ،‬لن السلفيين كعادتهم لا‬ ‫يفرقون بين الأئمة الكبار من نمثال نبي دنيفة ومالك والهافعي والأوزاعي وغيرهم‪ ،‬ديث يعتقدون نن نئمة‬ ‫‪‌1‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.52‬‬‫‪‌-2‬نسب‌الضحك‌لله‌تعالى‌في‌أكثر‌من‌حديث‪‌،‬منها‌ما‌جاء‌في‌صحيح‌البخاري‌وغيره‌من‌حديث‌أبي‌هريرة‌رضي‌الله‌‬‫عنه‌أن‌رسول‌الله‪‌-‬صلى‌الله‌عليه‌وسلم‪‌-‬قال‪\"‌:‬يضحك‌الله‌إلى‌رجلين‌يقتل‌أحدهما‌الآخر‌يدخلان‌الج َّنة‌يقاتل‌هذا‌في‌سبيل‌‬ ‫الله‌فيقتل‌ثم‌يتوب‌الله‌على‌القاتل‌فيستشهد\"‌انظر‪‌:‬صحيح‌البخاري‪‌،‬حديث‌رقم‪.3536/‬‬ ‫‪‌-3‬صحيح‌البخاري‪‌،‬حديث‌رقم‪‌،9112/‬صحيح‌مسلم‪‌،‬حديث‌رقم‪.3629/‬‬ ‫‪‌-4‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.52‬‬‫‪‌ -5‬أبوعمرو ‌يوسف ‌بن ‌عبد ‌ال َب ِّر‪‌ ،‬الانتقــاء ‌في ‌فضائــل ‌الأئمة ‌الثلاثة ‌الفقهاء‪‌ ،‬عناية‪‌ ،‬عبد ‌الفتاح ‌أبو ‌غردة‪‌ ،‬مكتبة‌‬‫المطبوعات ‌الإســلامية‪،‬حــلب‪‌ ،‬سـوريا‪‌ ،‬الطبعة ‌الأولى‪3999‌ ،‬م‪‌ ،‬ص‪‌ ،69‬وانظر‪‌ :‬أبو ‌عمر ‌يوسف ‌بن ‌عبد ‌الله ‌النمري‌‬‫القرطبي ‌جامع ‌بيان ‌العلم ‌وفضله‪‌ ،‬دراسة ‌تحقيق‪‌ :‬أبو ‌عبد ‌الرحمن ‌فواز ‌أحمد ‌زمرلي‪‌ ،‬مؤسسة ‌الريان‪‌ ،‬دار ‌ابن ‌حزم‪‌،‬‬ ‫الطبعة‌الأولى‌‪3111-3131‬هـ‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌.‌393‬‬‫‪‌ -6‬أبو ‌بكر ‌أحمد ‌بن ‌الحسين ‌البيهقي‪‌ ،‬شعب ‌الإيمان‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬محمد ‌السعيد ‌بسيوني ‌زغلول‪‌ ،‬دار ‌الكتب ‌العلمية‪‌ ،‬بيروت‪‌،‬‬‫الطبعة ‌الأولى‪3131‌ ،‬هـ‪‌ ،‬ج‪6‬ص‪‌ ،121‬وانظر‪‌ :‬محمد ‌بن ‌نصر ‌بن ‌الحجاج ‌المروزي ‌أبو ‌عبد ‌الله‪‌ ،‬تعظيم ‌قدر ‌الصلاة‪‌،‬‬ ‫تحقيق‪‌‌:‬عبد‌الرحمن‌عبد‌الجبار‌الفريوائي‪‌،‬مكتبة‌الدار‪‌،‬المدينة‌المنورة‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪‌،3116‌،‬ج‪3‬ص‪‌.691‬‬ ‫‪211‬‬

‫السلف لم يختلفوا في مسائل العقيدة‪ ،‬لذلك نجد كثي ًرا ما يستهدد بالآثار الواردة عن مالك وغير من نئمة‬ ‫السلف‪ ،‬في شرد لعقيدة نهل السنة والجماعة(‪. )1‬‬ ‫المطلب الخامس‪ :‬ر َّد العثيمين على من يقول‪\" :‬سميع بلا أذن‪ ،‬بصير بلا عين\"‬‫يرى ال معثيمين بأن لا يجوز القول سميع بلا نذن‪ ،‬ويعلل ذلك بقول ‪\" :‬لادتمال نن يكون ل نذن\"(‪،)2‬‬ ‫بضابط عدم الكيفية والتمثيل‪ ،‬وصرف الذهن عن التف ُّكرفي الديئة‪ ،‬فدو سبحان ليس كمثل ش يء (‪.)3‬‬ ‫وكذلك العين لا يجوز نن ميقال بصيربلا عين‪ ،‬ويعلل ذلك من وجدين‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬نن هلل تعالى نثبت العين لنفس ‪ ،‬فكيف ننفي عن العين؟‬‫الثاني‪ :‬لو قدر نن هلل لم يثبت العين لنفس فلا يجوز نن ننفيها‪ ،‬وذلك لقاعدة يراها ال معثيمين مدمة في‬‫باب ال ِصفات‪ ،‬وهي‪\" :‬كل ما يتعلق بصفات الله تعالى‪ ،‬ل يجوز إثباته ول نفيه إل بدليل\" باستثناء ما علمنا نن لا‬ ‫يليق بجلال هلل‪ -‬عزوجل‪ -‬كالشياء التي تتضمن النقص\" (‪. )4‬‬‫وفي رد ِ على من يفسر قول تعالى‪( :‬ت ْج ِري ِبأ ْع مي ِننا)(‪ ،)5‬ني تجري بإداطتنا‪ ،‬ذكر نن‪ :‬هذا ممؤو ٌل‪ ،‬بل مح ِرف‬‫في الواقع‪ ،‬لن لو نراد بإداطتنا‪ ،‬لكان‪ -‬كما يقول ال معثيمين‪ -‬بعلمنا نولى من قول بأعيننا‪ ،‬لن الإداطة بالعلم‪،‬‬‫نشمل ونكمل من الإداطة بالعين‪ ،‬بل ويذهب ال معثيمين إلى القول بأن لو قال‪\" :‬بمرآى منا فإن هذا غيرصحيح‪ ،‬بل‬ ‫لابد نن يقول بمرآى من نعيننا‪ ،‬نما تفسيرها بقولدم\" بمرآى منا\" معنا إثبات رؤية بلا عين‪ ،‬فدذا لا يصح(‪. )6‬‬‫ويذكر نيض ًا نن العلماء استد ُّلوا بحديث الدجال وفي \"‪....‬نن نعور‪ ،‬وإن هلل ليس بأعور\"(‪ ،)7‬بأن هلل‬‫تعالى ل عينين‪ ،‬وعلـل ذلك بقول ‪\" :‬من قو ِل الرسو ِل‪ -‬علي الصلاة والسلام‪ -‬نف ِس ‪ ،‬ذلك لن ‪ -‬علي السلام‪ -‬لو‬‫علم نن ِلل ِ تعالى نكثر من عينين لما سكت عنها‪ ،‬وب يحصل الفرق بين هلل تعالى والدجال‪ ،‬ولكانت صفة كمال‪،‬‬ ‫‪‌-1‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌ص‪.55-52‬‬ ‫‪‌-2‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.333‬‬ ‫‪‌-3‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.331‬‬ ‫‪‌-4‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.331‬‬ ‫‪‌-5‬سورة‌القمر‌الآية‌‪.31‬‬ ‫‪‌-6‬ال ُعثيمين‪‌،‬عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.331‬‬ ‫‪‌-77‬صحيح‌البخاري‪‌،‬حديث‌رقم‪‌،1115‌،1119/‬صحيح‌مسلم‪‌،‬حديث‌رقم‪.369/‬‬ ‫‪212‬‬

‫وما كان للرسول‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬نن يهدر صفة كمال‪ ،‬ثم يذكر نفي عيب‪ ،‬فدذا لا يمكن لذلك استدل‬ ‫علماء السلف بهذا الحديث‪ ،‬على نن لله تعالى عينين اثنين‪ ،‬وهذا دق(‪.)1‬‬ ‫المطلب السادس‪ :‬قول العثيمين في كلام الله تعالى‪:‬‬ ‫يقول في مسألة الكلام‪ :‬نؤمن بأن هلل تعالى يتكلم بما شاء‪ ،‬ومتى شاء‪ ،‬وكيف شاء‪ ،‬واستهدد بقول هلل‬ ‫تعالى‪( :‬وكلم الل م مموس ى ت ْكِليم ًا)(‪. )2‬‬ ‫ويقول في تفسير هذا المعنى بأن هلل تعالى كلام دقيقي؛ لدذا نثبت لنفس ‪ ،‬وكلام هلل تعالى بحرف‬ ‫وصوت‪ ،‬ديث نن الكلام بلا صوت لا يعتبر كلام ًا! بل هو كلام دقيقي‪ ،‬بما يريد ربنا ويختار‪ ،‬والحرف إمـا نن يكون‬ ‫بالعربية كالقرآن‪ ،‬نو بالعبرية كالتوراة‪ ،‬نو بالسريانية كالإنجيل(‪.)3‬‬ ‫ويرى ال معثيمين نن الأشا ِعرة متذبذبون بين نهل السنة والمعتزلة‪ ،‬ديث يقولون‪\" :‬إن كلام هلل تعالى هو‬ ‫المعنى القائم بالنفس‪ ،‬وما ميسمع فإن مخلوق‪ ،‬خلق هلل ل ميع ِبر عمـا في نفس \"(‪ ،)4‬ولدذا فإن ال معثيمين‪ ،‬يساوي بين‬ ‫الأشا ِعرة والمعتزلة فيستفدم استفدام ًا يقصد من الإثبات‪ ،‬فيقول‪ :‬ما الفرق بين المعتزلة والأشا ِعرة ؟ (‪. )5‬‬ ‫وما ذكر ال معثيمين دق‪ ،‬من كون الأشا ِعرة يعنون بكلام هلل تعالى‪ :‬الكلام النفس ي المنز عن الحرف‬ ‫والصوت‪ ،‬وهم يقولون بأن الحرف والصوت مخلوقين‪ ،‬وقد مر علينا ما يقول الأشا ِعرة في تعريفدم لكلام هلل‬ ‫تعالى (‪. )6‬‬ ‫ويقارب ال معثيمين بين المعتزلة والأشا ِعرة في فدمدم لمعنى كلام هلل تعالى‪ ،‬ذلك نن اختلافدم إنما هو في‬ ‫كون المعتزلة يقولون بخلق كلام هلل تعالى دقيق ًة‪ ،‬فينسبون الكلام إلي لا وصف ًا؛ بل فعل ًا وخلق ًا‪ ،‬والأشا ِعرة‬ ‫تنسب الكلام إلي وصف ًا‪ ،‬باعتبار نن ش ي ٌء قائ ٌم بنفس ‪ ،‬وما يسمع نو يكتب فدو مخلوق‪ ،‬ولا يفرق ال معثيمين كثي ًرا‬ ‫‪-1‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.331‬‬ ‫‪‌-2‬سورة‌النساء‌الآية‌‪.361‬‬ ‫‪‌-3‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.332‬‬ ‫‪‌-4‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.332‬‬ ‫‪‌-5‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.332‬‬‫‪‌-6‬انظر‪‌ :‬الإيجي‪‌ ،‬كتاب ‌الموافقات‪‌ ،‬ج‪1‬ص‪‌ ،339‬وانظر‪‌ :‬عبدالملك ‌بن ‌عبد ‌الملكبن ‌يوسف‪‌،‬لمع ‌الأدلة ‌في ‌قواعد ‌أهل‌‬‫السنة‌والجماعة‪‌،‬تحقيق‪‌:‬د‌‪.‬فوقية‌حسين‌محمود‪‌،‬عالم‌الكتب‪‌،‬بيروت‪‌،‬الطبعة‌الثانية‪‌،3959‌،‬ص‪‌،312‬إسماعيل‌حقي‪‌،‬‬ ‫تفسير‌روح‌البيان‪‌،‬ج‪2‬ص‪39‬‬ ‫‪213‬‬

‫بين الأشا ِعرة والمعتزلة‪ ،‬بل يراهم جميع ًا يقولون بخلق كلام هلل تعالى‪ ،‬فيقول‪\" :‬اعلم ننك لو قلت نن كلام هلل‬‫مخلوق؛ سواء على طريقة الأشا ِعرة‪ ،‬نو على طريقة المعتزلة‪ ،‬بطل الأمر والنهي\"(‪ ،)1‬ذلك نن وعلى دسب رني‬‫ال معثيمين‪ :‬تعني نن هلل تعالى خلق دروف ًا على هذا الهكل ليس لدا معن ًى‪ ،‬فإذا قيل‪( :‬نقيموا الصلاة) مثلا فلا يفدم‬ ‫من معن ًى غيرالحروف المخلوقة (‪. )2‬‬‫ويؤكد ال معثيمين بأن الأشا ِعرة يقولون هذا‪ ،‬لنهم يذهبون إلى القول‪ :‬ليس هو كلام هلل دقيق ًة‪ ،‬بل هو‬ ‫عبارة عن كلام هلل‪ ،‬فصارالأشا ِعرة من هذا الوج نبعد عن الحق من المعتزلة ‪.‬‬‫وليس هذا فحسب‪ ،‬بل ذهب ال معثيمين إلى نبعد من ذلك ديث قال‪\" :‬وكلتا الطائفتين ظالم‪ ،‬لن الكلام‬‫ليس شيئا يقوم بنفس ‪ ،‬والكلام صفة المتكلم‪ ،‬فإذا كان الكلام صفة المتكلم‪ ،‬كان كلام هلل صفة ل ‪ ،‬وصفات هلل‬ ‫تعالى غير مخلوقة\"(‪. )3‬‬ ‫المطلب السابع‪ :‬وقفة مع مايقوله العثيمين بأن الأ َشاعرة يقولون بخلق القرآن‪:‬‬‫لمقارنة ومقاربة قول ال معثيمين بأن المعتزلة والأشا ِعرة متوافقون نو متقاربون في مسألة القول بخلق‬‫القرآن‪ ،‬لابد نن شعرف هل عنى ال معثيمين هذا القول على الحقيقة؟ نم نن الأشا ِعرة لا يقولون هذا صرادة؟ لكن‬‫هذا ما يقتضي قولدم كما فدم ال معثيمين وغير من السلفيين وهذا كقول بعضدم‪\" :‬والحروف عبارة عن تقطيع‬ ‫الأصوات‪ ،‬وذلك يستدعي نن يكون البارى جرما‪ ،‬وهو ممتنع\"(‪. )4‬‬‫وكقول إسماعيل دقي‪ \" :‬كما نحن ننز ذات عن الجدة والمكان فكذلك ننز كلام عن الأصوات‬‫والحروف\"(‪ ،)5‬وواض ٌح من كلامدم هذا وغير ننهم إنما نرادوا التنزي ‪ ،‬ولم يقل واد ٌد منهم بخلق القرآن صرادة‪،‬‬‫وهذا ما علل الرازي بقول ‪\" :‬البحث عن دقيقة الصوت‪ ،‬وعن نسباب وجود ‪ ،‬ولا شك نن ددوث الصوت في‬‫الحيوان إنما كان بسبب خروج النفس\"(‪ ،)6‬وذكر الرازي بك ِل وضوح‪ ،‬ونكـد على ما يقول ب الأشا ِعرة عامة‪ ،‬وانقطع‬ ‫‪-1‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.336‬‬ ‫‪‌-2‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.336‬‬ ‫‪-3‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.332‬‬ ‫‪‌-4‬الآمدي‪‌،‬غاية‌المرام‌في‌علم‌الكلام‪‌،‬ص‪.93‬‬ ‫‪‌-5‬إسماعيل‌حقي‪‌،‬تفسير‌روح‌البيان‪‌،‬ج‪6‬ص‪.311‬‬ ‫‪‌-6‬الرازي‪‌،‬مفاتح‌الغيب‪‌،‬ج‪3‬ص‪.2‬‬ ‫‪214‬‬

‫إجماعدم علي ‪ ،‬وهو نن القرآن كلام هلل تعالى غير مخلوق‪ ،‬فقال‪\" :‬واعلم نن الراسخ في العلم هو الذي عرف ذات‬ ‫ هلل وصفات بالدلائل اليقينية القطعية‪ ،‬وعرف نن القرآن كلام هلل تعالى بالدلائل اليقينية \"(‪. )1‬‬ ‫فكيف يقول ال معثيمين بأن الأشا ِعرة يقولون بخلق القرآن؟ نو ننهم يقاربون قول المعتزلة في هذ المسألة ؟‬ ‫الذي يبدوا‪ -‬و هلل نعلم‪ -‬نن ال معثيمين كما مر علينا بنى ثقافت وعلوم من دراست للمنهج السلفي‪ ،‬وعلى‬ ‫طريقة الآباء المؤسسين كابن ت ْي ِمية‪ ،‬وابن القيم‪ ،‬وابن عبد الوهاب‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬وهؤلاء جميع ًا ومن وافقدم اتخذوا‬ ‫موقف ًا متصلب ًا مع المتكلمين من الأشا ِعرة وغيرهم‪ ،‬وكون الأشا ِعرة يقولون‪\" :‬منزٌه عن الأصوات\" فإنما نرادوا‬ ‫التخلص من شبهة تدخلدم في تمثيل هلل تعالى بمخلوقات ‪ -‬تعالى هلل عن ذلك علوًا كبي ًرا‪ -‬وإن كان المفدوم السلفي‬ ‫في السلامة من ولوج هذا الباب الذي قد يوقع صادب في محذور التعطيل‪ ،‬ومن العلماء من ترخص الخوض في‬ ‫الكلام‪ ،‬وركوب ِغما ِر ‪ ،‬ش ِريطة نن يكون صادب عارف ًا بما يكون علي التأويل الصحيح‪ ،‬وذكر غير وادد نن‬ ‫العلماء انقسموا في آيات ال ِصفات كما سبقت الإشارة إلي على قسمين‪:‬‬ ‫الأول‪ -‬المفوضة يؤمنون بها ويفوضون تأويلدا إلى هلل‪ -‬عزوجل‪ -‬مع الجزم بتنزيه عن صفات النقصان ‪.‬‬ ‫الثاني‪ -‬المؤولة يؤولونها على ما يليق ب (‪ ،)2‬وقد علمنا نن السلفيين في عمومدم يعارضون ذلك بهدة‪،‬‬ ‫ويميلون إلى إجرائها على طريقة السلف الأول‪ ،‬وهو إمرارها كما جاءات‪ ،‬من غيرتأويل (‪.)3‬‬ ‫المطلب الثامن‪ :‬معنى الاستــــــــواء‪:‬‬ ‫ميف ِرق ال معثيمين في تفسير لمعنى الاستواء بين ال معل ِو العام‪ ،‬وال معلو الخاص‪ ،‬فالعلو العام كما يقول‬ ‫ال معثيمين‪ :‬هو الصفة التي لم يزل ولا يزال هلل تعالى متصف ًا بها (‪ ،)4‬نما العلو الخاص فدو الاستواء على العرش‪،‬‬ ‫‪‌-1‬المصدر‌السابق‪‌،‬ج‪9‬ص‪.319‬‬‫‪‌ 2‬محمود ‌بن ‌أحمد ‌العيني ‌بدر ‌الدين ‌أبو ‌محمد‪‌ ،‬عمدة ‌القاري ‌شرح ‌صحيح ‌البخاري‪‌ ،‬إدارة ‌الطباعة ‌المنيرية‪‌ ،‬وصورتها‌‬ ‫عنها‌دار‌الفكر‌بيروت‪‌،‬بحسب‌الشاملة‌ج‪33‬ص‪‌.‌132‬‬‫‪‌-3‬انظر‪‌:‬مرعي‌الكرمي‪‌،‬أقاويل‌الثقات‪‌،‬ص‪‌،63‬وانظر‪‌:‬ابن‌ َت ْي ِم َّية‪‌،‬العقيدة‌الحموية‪‌،‬ص‪‌،35‬وانظر‪‌:‬محمد‌بن‌جماعة‪‌،‬‬‫إيضاح‌ال َّدليل‌في‌قطع‌حجج‌أهل‌التعطيل‪‌،‬ص‪‌،63‬وانظر‪‌:‬حمد‌بن‌ناصر‌بن‌عثمان‌آل‌معمر‌التحفة‌المدنية‌في‌العقيدة‌‬‫ال َّسلفية‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬عبد ‌السلام ‌بن ‌برجس ‌بن ‌ناصرآل ‌عبد ‌الكريم ‌ ‌دار ‌العاصمة ‌– ‌الرياض‪‌ ،‬الطبعة ‌الأولى‪‌،3993‌ ،‬‬ ‫ص‪.59‬‬ ‫‪‌-4‬المرجع‌السابق‪.319‌،‬‬ ‫‪215‬‬

‫ودليل قول تعالى‪( :‬خلق السماوا ِت والأْرض ِفي ِست ِة نيام مثم ا ْستوى على ا ْلع ْر ِش ميد ِب مر الأْمر)(‪ ،)1‬والسؤال الذي‬ ‫يطرد ال معثيمين في شرد لدذ الآية هو‪ -:‬هل قبل خلق السماوات والأرض‪ ،‬كان مستوي ًأ على عرش نو لا؟ ‪....‬‬ ‫يجيب قائل ًا‪ :‬لو قلنا \"لا\" نخطأنا‪ ،‬ولو قلنا \"شعم\" نخطأنا‪ ،‬لن هلل نخبرنا نن استوى على عرش بعد خلق السماوات‬ ‫والأرض‪ ،‬وسكت عما قبل ذلك‪ ،‬فالواجب علينا السكوت(‪. )2‬‬ ‫ويفسرال معثيمين الاستواء بقول ‪ :‬نن يأتي على عد ِة معان وهي‪:‬‬ ‫‪ -7‬مطلقة‪ :‬وتعني الكمال كما في قول تعالى‪( :‬ولما بلغ ن مشد م وا ْستوى)(‪. )3‬‬ ‫‪ -9‬مقيدة‪ :‬بـ(على) وتفيد هنا العلو‪ ،‬كما في قول تعالى‪ (:‬ف ِإذا ا ْستوْيت ننت ومن معك على ا ْل مف ْل ِك)(‪. )4‬‬ ‫ويقول نيض ًا في شرد لاقتران استوى بـ(على) نن ورد عن بعض السلف ننهم يفسرون (على) في قول ‪:‬‬ ‫(استوى على العرش)‪ ،‬عبر عنها بقولدم‪ :‬ارتفع‪ ،‬وبعضدم يفسرها بمعنى العلو‪ ،‬وبعضدم بالاستقرار على الش يء‪،‬‬ ‫وبعضدم يفسرها بمعنى صعد على الش يء‪ ،‬ني علا علي (‪. )5‬‬ ‫‪ -4‬المقيدة بـ(إلى)‪ ،‬في قول تعالى‪ ( :‬مثم ا ْستوى ِإلى السماء و ِهي مدخا ٌن)(‪ ،)6‬ديث قال ال معثيمين‪ :‬فدذ‬ ‫تفيد القصد على وج (‪ ،)7‬و ِمن السلفيين من خالف في ذلك‪ ،‬وعلى سبيل المثال‪ :‬الهيخ عبد هلل الغنيمان‪ ،‬ديث‬ ‫قال في شرد لكتاب التوديد‪\" :‬وهذا بمعنى العلو والارتفاع‪ ،‬بإجماع السلف\"(‪ ،)8‬فذكر الإجماع عند عموم‬ ‫السلفيين‪ ،‬الذي قيد العثيمين بقول ‪\" :‬على وج \"‪ ،‬وهذا يدِلـ مل على نن السلفيين المعاصرين يختلفون في بعض‬ ‫المسائل‪ ،‬نو نن المقرر عند نددهم‪ ،‬ليس بالضرورة نن يكون إجماع ًا ‪.‬‬ ‫‪‌-1‬سورة‌يونس‌الآية‌‪.1‬‬ ‫‪‌-2‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.319‬‬ ‫‪‌-3‬سورة‌القصص‌الآية‌‪.31‬‬ ‫‪‌-4‬سورة‌المؤمنون‌الآية‌‪.35‬‬ ‫‪‌-5‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.315‬‬ ‫‪‌-6‬سورة‌فصلت‌الآية‌‪.33‬‬‫‪‌-7‬عنى‌العثيمين‌بقوله‪\"‌:‬على‌وجه\"‪‌،‬أي‌أن‌الاجماع‌لم‌ينعقد‌عند‌جميع‌السلفيين‌في‌هذه‌المسألة‪‌،‬انظر‪‌:‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌‬ ‫عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.319‬‬ ‫‪-8‬انظر‪‌:‬عبد‌الله‌بن‌محمد‌الغنيمان‪‌،‬شرح‌كتاب‌التوحيد‌من‌صحيح‌البخاري‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌.359‬‬ ‫‪216‬‬

‫‪ -3‬نن يكون لفظ الاستواء مقترن ًا بالواو‪ ،‬وهو عند النحويين يفيد التساوي‪ ،‬كقولدم‪\" :‬استوى الماء‬ ‫والخهبة\"‪ ،‬ومعنا استوى الماء مع الخهبة التي تكون على البئر(‪. )1‬‬ ‫صار واضح ًا نن ال معثيمين‪ ،‬يفسر معنى قول ‪( :‬ثم ا ْستوى على الع ْر ِش) على معنى الاستواء الخاص‪ ،‬وهو‬ ‫بمعنى العلو الخاص‪ ،‬فالله تعالى عال علوًا عام ًا على جميع مخلوقات ‪ ،‬وعال علوًا خاصا على عرش ‪ ،‬ولدذا يقول‬ ‫ال معثيمين‪\" :‬استواؤ على العرش‪ ،‬عل ُّو علي بذات ‪ ،‬علوا خاصا‪ ،‬يليق بجلال وعظمت ‪ ،‬لا يعلم كيفيت إلا هو\"(‪.)2‬‬ ‫المطلب التاسع‪ :‬مقاربة بين أقوال العثيمين وما ذهب إليه الأ َشاعرة في صفة \"الاستواء\"‬ ‫الاستواء من صفات الأفعال التي ذكرت في كتاب هلل‪ -‬تعالى‪ -‬ونشارت إلي بعض الآثار الواردة عن بعض‬ ‫السلف‪ ،‬والتعامل مع هذ الصفة وغيرها كما سبقت الإشارة إلي ‪ ،‬على طريقة السلف‪ ،‬كانوا مي ِم ُّرونها كما‬ ‫جاءات‪ ،‬وكما نقل عن مالك‪ -‬ردم هلل‪\" :-‬الاستواء معلوم والكيف غير معقول والإيمان ب واجب والسؤال عن‬ ‫بدعة\"(‪. )3‬‬ ‫‪ -‬والسؤال الذي يطرح هنا‪ ،‬هو‪ :‬هل قال بعض ال َّسلف بتأويل صفة الاستواء‪ ،‬أو أن الإجماع‬ ‫معقود على وقوفهم على ظاهرالنص على الحقيقة‪ ،‬والتفويض في الكيفية لله تعالى؟‬ ‫كما هو معلو ٌم بأن للفقداء في مثل هذ النصوص طريقين‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬على طريقة السلف ‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬على طريقة المتكلمين ‪.‬‬‫‪‌-1‬أبو‌البركات‌الأنباري‌عبد‌الرحمن‌بن‌أبي‌الوفاء‌محمد‌بن‌عبيدالله‌بن‌أبي‌سعيد‪‌،‬كتاب‌أسرار‌العربية‪‌،‬تحقيق‪‌:‬فخر‌‬‫صالح‌قدارة‪‌،‬أحمد‌بن‌إبراهيم‌بن‌عيسى‪‌،‬دار‌الجيل‪‌،‬بيروت‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪‌،3992‌،‬ص‪‌،391‬وانظر‪‌:‬زهير‌الشاويش‪‌،‬‬‫توضيح ‌المقاصد ‌وتصحيح ‌القواعد ‌في ‌شرح ‌قصيدة ‌الإمام ‌ابن ‌القيم‪‌ ،‬المكتب ‌الإسلامي‪‌ ،‬بيروت‪‌ ،‬الطبعة ‌الثالثة‪‌،3116‌ ،‬‬ ‫ج‪3‬ص‪‌،11‬وانظر‪‌:‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‪‌،‬ص‪.315‬‬ ‫‪‌-2‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.319‬‬‫‪‌-3‬ونقل‌هذا‌الأثر‌أيضاً‌عن‌أم‌سلمة‌رضي‌الله‌عنها\"‌وروايتها‪\"‌:‬عن‌أم‌سلمة‌أ َّنها‌قالت‪‌:‬الاستواء‌غير‌مجهول‪‌،‬والكيف‌‬‫غير‌معقول‪‌،‬والإقرار‌به‌إيمان‪‌،‬والجحود‌به‌كفر‌\"‌انظر‪‌:‬نعمان‌بن‌محمود‌الألوسي‪‌،‬جلاء‌العينين‌في‌محاكمة‌الأحمدين‪‌،‬‬‫ج‪3‬ص‪‌،111‬وانظر‪‌:‬ابن‌قدامة‌المقدسي‪‌،‬ذم‌التأويل‪‌،31‌،‬ونقل‌عن‌ربيع‌بن‌عبد‌الرحمن‪‌،‬انظر‪‌:‬الذهبي‪‌،‬العلو‌للعزيز‌‬ ‫الغفار‪‌،‬ص‪‌،339‬ومشهور‌عن‌الإمام‌مالك‌بن‌أنس‪‌،‬انظر‪‌:‬الورجع‌السابق‪‌359‌،‬‬ ‫‪217‬‬

‫نما السلف فتظافرت الروايات بأنهم لا يؤولون الاستواء بالاستيلاء‪ ،‬بل ودذروا من الذهاب بعيد ًا في‬ ‫تأويل ب ‪ ،‬والأسلم عندهم إبقاء النص على ظاهر واعتقاد الحقيقة‪ ،‬والتفويض في الكيفية‪ ،‬وعتبوا على المؤ ِولة‬ ‫تأويلدم ل بالاستيلاء‪ ،‬وناقهوهم بأن هذا يستلزم مسلمات لا تجوز في د ِق هلل تعالى‪ ،‬وهي‪ :‬نن قولكم بالاستيلاء‪،‬‬ ‫معنا نن لم يكن ممـلك ًا ل قبل الاستيلاء‪ ،‬فدم يرون السلامة في اعتقاد دقيقة الاستواء‪ ،‬وهو العلو‪ ،‬والتفويض‬ ‫والتسليم في الكيفية لله تعالى‪ ،‬وفي هذا يقول الكرمي نقلا عن بعض الهافعية ومن وافقدم‪ :‬وقال بعض المحققين‬ ‫من الهافعية والذي شرح هلل صدري في دال المتكلمين الذين نوملوا الإستواء بالإستيلاء والنزول بنزول الأمر‪،‬‬ ‫واليدين بالنعمتين والقدرتين‪ ،‬ننهم ما فدموا في صفات الرب إلا ما يليق بالمخلوقين‪ ،‬فما فدموا عن هلل تعالى‬ ‫استواء يليق ب ‪ ،‬ولا نزولا يليق ب ‪ ،‬ولا يدين تليق بعظمت ‪ ،‬بلا تكييف ولا تهبي ‪ ،‬فلذلك درفوا الكلم عن‬ ‫مواضع (‪. )1‬‬ ‫وجاء في كتاب‪\" :‬النصيحة في صفات الرب\" وهو لابن شيخ الحزامين ندمد الواسطي‪ \" :‬تأولدا المتكلمون‬ ‫مثل تأويلدم الاستواء بالاستيلاء‪ ،‬والنزول بنزول الأمر‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬ولم نجد عن ‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬نن كان‬ ‫يحذر الناس من الإيمان بما يظدر من كلام في صفة رب من الفوقية واليدين وغيرهما‪ ،‬مثل نن ينقل عن مقالة‬ ‫تدل على نن لدذ ال ِصفات معاشي منخ مر باطنة‪ ،‬غير ما يظدر من مدلولدا\"(‪ ،)2‬وقال نيض ًا في توضيح هذا المعنى ونن‬ ‫الحق بخلاف ما ذهب إلي من نول الاستواء بالاستيلاء‪ ،‬مبين ًا نن إذا علمنا ذلك واعتقدنا تخلصنا من شب‬ ‫التأويل وعماوة التعطيل ودماقة الته ِبي والتمثيل‪ ،‬ونثبتنا علو ربنا وفوقيت ‪ ،‬واستواء على عرش كما يليق‬ ‫بجلال وعظمت ‪ ،‬والحق واضح في ذلك‪ ،‬والصدر ينهرح ل ‪ ،‬فإن التحريف تأبا العقول الصحيحة‪ ،‬مثل تأويل‪:‬‬ ‫الاستواء بالاستيلاء(‪. )3‬‬ ‫وقد يقال إن الهبهة تثار دول الأشا ِعرة بموافقتهم المعتزلة‪ ،‬ما ذكر السمعاشي في تفسير من نن المعتزلة‪:‬‬ ‫نولوا الاستواء بالاستيلاء‪ ،‬وهو باطل عند نهل العربية‪ ،‬ودكى عن ندمد بن نبي داود ووصف بأن نن كان من‬ ‫رؤساء المعتزلة‪ -‬نن قال لابن الأعرابي‪ :‬نتعرف العرب الاستواء؟ بمعنى الإستيلاء فقال‪ \":‬لا\" وميحكـى نن هذ المسألة‬ ‫‪‌-1‬مرعي‌الكرمي‪‌،‬أقاويل‌الثقات‪‌،‬ص‪.313‬‬‫‪‌2‬أحمد‌بن‌إبراهيم‌الواسطي‪‌،‬المعروف‪‌:‬بابن‌شيخ‌الحزامين‪‌،‬النصيحة‌في‌صفات‌الرب‪‌،‬تحقيق‪‌:‬زهير‌الشاويش‪‌،‬مكتبة‌‬ ‫المدينة‪3952‌،‬م‪‌،‬ص‪.33‬‬ ‫‪‌-3‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.33‬‬ ‫‪218‬‬

‫جرت في مجلس المأمون‪ ،‬فقال بهر المريس ي‪ :‬الاستواء بمعنى الاستيلاء‪ ،‬فقال ل نبو السمراء‪ -‬وهو رجل من نهل‬ ‫اللغة ‪ -‬اخطأت يا شيخ؛ فإن العرب لا تعرف الاستيلاء إلا بعد عجزسابق (‪.)1‬‬ ‫فإذا كان الأمر كذلك تبين لنا نن تأويل الاستواء بالاستيلاء‪ ،‬هو طريقة المتكلمين ومن وافقدم‪ ،‬نما‬ ‫السلف ُّيون فمطبقون جميعا على القول بأن الاستواء على الحقيقة‪ ،‬والكيفية عير معلومة‪ ،‬لكن يجب الإيمان بها‬ ‫كما جاءت من غير تكييف‪ ،‬إذ ًا فلا خلاف بين السلفيين في ذلك‪ ،‬إنما الخلاف بينهم وبين الأشا ِعرة وغيرهم من‬ ‫المتكلمين ‪.‬‬ ‫الصفَات المنفية‪:‬‬ ‫يثير ال معثيمين نم ًرا في غاية الأهمية‪ ،‬نلا وهو ال ِصفات المنفية‪ ،‬وهذ ال ِصفات المنفية عن هلل‪ -‬تعالى‪ -‬هي‬ ‫صفات النقص والعيب‪ ،‬المنز رُّبنا‪ -‬جل وعلا‪ -‬عنهما‪ ،‬قال تعالى‪( :‬لا ت ْأ مخ مذ م ِسن ٌة ولا ن ْو ٌم)(‪.)2‬‬ ‫يرى ال معثيمين نن المراد بال ِصفات المنفية شيئين اثنين هما‪:‬‬ ‫‪ -7‬نفي تلك الصفة المعينة‪ ،‬وهذا واضح كما سبق في الآية‪( :‬لا ت ْأ مخذ م ِسن ٌة ولا نو ٌم)‪ ،‬فهي تنفي‬ ‫ال ِسنة‪ ،‬والنوم عن هلل تعالى ‪.‬‬ ‫‪ -9‬ثبوت كمال الض ِد‪ ،‬ولدذا قال تعالى‪( :‬ولا ي ْظِل مم رُّبك ندد ًا)(‪ ،)3‬وض ُّد الظلم‪ :‬العدل‪ ،‬إذ ًا لا يظلم هلل‬ ‫تعالى‪ ،‬لن كامل العدل‪ ،‬وعلى هذا نقيس كل ال ِصفات المنفية(‪.)4‬‬ ‫ويستهدد ال معثيمين على اختيارات في هذا الباب وكعادت ؛ بكلام ابن ت ْي ِمية‪ ،‬فيقول‪ :‬إذ اا؛ ليس في صفات‬ ‫ هلل نف ٌي محض‪ ،‬وكما يقول ابن ت ْي ِمية‪ -‬ردم هلل‪\" :-‬مجرد النفي ليس في مدح ولا كمال؛ لن النفي المحض عدم‬‫‪‌ -1‬منصور ‌بن ‌محمد ‌بن ‌عبد ‌الجبار ‌السمعاني‪‌ ،‬تفسير ‌القرآن‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬ياسر ‌بن ‌إبراهيم ‌وغنيم ‌بن ‌عباس ‌بن ‌غنيم‪‌ ،‬دار‌‬ ‫الوطن‪‌،‬الرياض‪3999‌،‬م‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌.166‬‬ ‫‪‌-2‬سورة‌البقرة‌الآية‌‪.322‬‬ ‫‪‌-3‬سورة‌الكهف‌الآية‌‪.19‬‬ ‫‪‌-4‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪.339‬‬ ‫‪219‬‬

‫محض؛ والعدم المحض ليس بش يء‪ ،‬وما ليس بش يء فدو كما قيل‪ :‬ليس بش يء؛ فضلا عن نن يكون مدد ًا نو‬ ‫كمال ًا‪ ،‬ولن النفي المحض يوصف ب المعدوم والممتنع‪ ،‬والمعدوم والممتنع لا يوصف بمدح ولا كمال\"(‪.)1‬‬ ‫المطلب العاشر‪ :‬العثيمين ورأيه في الصفَات السلبية‪:‬‬ ‫يرى ال معثيمين نن ال ِصفات السلبية لم تذكرغالب ًا إلا في دالات وهي‪:‬‬‫‪ -7‬بيان عموم كمال تعالى‪ ،‬كما في قول تعالى‪( :‬ل ْيس ك ِم ْثِل ِ ش ْي ٌء)(‪ ،)2‬فالنفي في هذ الآية مجمل‪ ،‬فلم‬ ‫يبين ربنا تعالى‪ ،‬ليس كمثل ش ي ٌء‪ ،‬في كذا وكذا‪ ،‬بل هذا نفي مجمل (‪.)3‬‬‫‪ -9‬نفي ما ادعا في دق الكاذبون‪ ،‬كقول ‪( :‬نن دع ْوا ِللر ْدم ِن ولد ًا * وما ينب ِغي ِللر ْدم ِن نن يت ِخذ‬ ‫ولد ًا)(‪ ،(4‬فدذا نف ٌي خاص‪ ،‬وقد نفى ربنا ما ادعا الكاذبون‪.‬‬‫‪ -4‬دفع توهم نقص من كمال فيما يتعلق بأمر معين‪ ،‬كما في قول تعالى‪( :‬وما خل ْقنا السماء وا ْلأْرض‬ ‫وما ب ْينمهما لا ِع ِبين)(‪. )5‬‬ ‫منهج العثيمين في كتابه شرح عقيدة أهل السنة والجماعة‪:‬‬‫واض ٌح نن ال معثيمين كان دذ ًرا في دديث عن مسائل العقيدة‪ ،‬ومفدوم لمعاشي الأسماء وال ِصفات‪ ،‬بحيث‬‫نن كان موافق ًا لكلام علماء السلف لا يتجاوز ‪ ،‬وإن كان ل بعض الاختيارات التي رآها في تقريب لبعض المعاشي‬‫والهرودات‪ ،‬نما بهكل عام فدو موافق لما علي علماء السلف‪ ،‬ويمكن نن نلخص منهجيت في كتاب ‪\" :‬شرح‬ ‫عقيدة نهل السنة والجماعة\"‪ :‬بما يلي‪:‬‬ ‫‪ -7‬يستهدد على كل ما يرا من مسائل العقيدة بالكتاب والسنة‪.‬‬ ‫‪ -9‬لا يفرق بين خبرالمتواتروخبرالآداد‪ ،‬بل معول في نخبارالآداد على الصحة ‪.‬‬ ‫‪‌-1‬مجموع‌فتاوى‌شيخ‌الإسلام‌ابن‌ َت ْي ِم َّية‪‌،‬ج‪1‬ص‪‌،12‬وانظر‪‌:‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‪‌،‬ص‪.339‬‬ ‫‪‌-2‬سورة‌الشورى‌الآية‌‪.33‬‬ ‫‪‌-3‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌عقيدة‌أهل‌السنة‌والجماعة‪‌،‬ص‪‌،336‬وانظر‪‌:‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌القواعد‌المثلى‪‌،‬ص‪.‌333‬‬ ‫‪‌-4‬سورة‌مريم‌الآية‌(‪‌.)93،93‬‬ ‫‪‌-5‬سورة‌الأنياء‌الآية‌‪.36‬‬ ‫‪220‬‬

‫‪ -4‬يمـد ِعم اختيارات وآراء بكلام علماء السلف‪ ،‬وكثي ًرا ما يرجع إلى كلام الإمام مالك‪ ،‬وندمد ابن‬ ‫دنبل‪ ،‬ويكثرمن الادتجاج بكلام شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية‪ ،‬وتلميذ ابن القيم‪.‬‬‫‪ -3‬يختلف مع الأشا ِعرة المتأخرين والمتقدمين في بعض مسائل العقيدة‪ ،‬وخاصة الأسماء وال ِصفات‪،‬‬ ‫ويرى ننهم يوافقون المعتزلة في بعض الآراء‪.‬‬‫‪ -5‬يمتاز نسلوب في شرد وتقريب لمسائل العقيدة المختلفة بالسدولة واليسر‪ ،‬وبعيد ًا عن كلام‬ ‫المناطقة المعقد‪ ،‬وتحليلاتهم المته ِعبة ‪.‬‬‫‪ -6‬يرى ال معثيمين نن مسائل العقيدة توقيفي ‪ ،‬وليست تحليلية‪ ،‬ومن ادعى نن يمكن نن يتكلم فيها‬‫برني ‪ ،‬فقد قال على هلل بغيربصيرة‪ ،‬وقفا ما ليس ل ب علم‪ ،‬وقد قال هلل تعالى‪( :‬ولا ت ْق مف ما ل ْيس لك ِب ِ ِع ْل ٌم)(‪)1‬‬ ‫‪.‬‬‫‪ -1‬إن توديد هلل تبارك وتعالى بأسمائ الحسنى وصفات العلى‪ ،‬يستلزم الإيمان بها كما نتت في كتاب‬ ‫ هلل‪ ،‬وعلى لسان رسول ‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬من غيرتحريف‪ ،‬ولا تأويل‪ ،‬ولا تمثيل‪ ،‬ولا تعطيل‪.‬‬‫‪ -4‬لا يهترط في صحة الإيمان الاستدلال علي بالدلة العقلية‪ ،‬بل يكفي في التقليد‪ ،‬واتباع الخبر‬ ‫الصادق‪ ،‬وهذا كافي لكمال الإيمان‪.‬‬‫وهذا المنهج الذي اختار ال معثيمين‪ ،‬هو المنهج الذي يتبع عامة علماء السلف‪ ،‬قديم ًا ودديث ًا‪ ،‬وهو منهج‬‫شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية‪ ،‬كما عرفنا من قبل‪ ،‬فقد نقل عن شيخ الإسلام قول ‪ِ \" :‬من الإيمان بالله تعالى نن تؤمن‬‫بما وصف ب نفس ‪ ،‬وبما وصف ب رسومل ‪ ،‬من غير تحريف ولا تعطيل‪ ،‬ومن غير تكييف ولا تمثيل\"‪ ،‬فلا ينفون‬ ‫عن ما وصف ب نفس ‪ ،‬ولا يحرفون الكلام عن مواضع ‪ ،‬ولا يلحدون في نسماء هلل وآيات ‪ ،‬ولا يمثلون صفات‬ ‫بصفات خلق ‪ ،‬لن سبحان لا سمي ل ‪ ،‬ولا ك ْفء ل ولا ند ل \"(‪.)2‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬جامعة الأزهرفي العقيدة والمنهج‪:‬‬‫ميعتبر الجامع الأزهر ومرافق و مملحقات ومجامع العلمية‪ ،‬تد ُّرج ًا بالحلقات \"الإكلاسيكية\" التقليدية‪ :‬في‬‫القرآن وعلوم ‪ ،‬والحديث والأدب وغيرها‪ ،‬التي كانت تقام في بادات الجامع الأزهر‪ ،‬ودتى إشهاء الجامعة الأزهرية‪،‬‬ ‫‪‌-‌1‬سورة‌الإسراء‌الآية‌‪‌.16‬‬ ‫‪‌-‌2‬ابن‌ َت ْي ِم َّية‪‌،‬العقيدة‌الواسطية‪‌،‬ص‪‌.39‬‬ ‫‪221‬‬

‫من نهم ال ُّص مروح العلمية في تاريخ المسلمين قديما ودديثا‪ ،‬وتعاقبت وفود الدراسين من طلبة العلم تؤم تباع ًا‬ ‫من تاريخ إشهائ إلى يومنا هذا‪ ،‬والأزهر من ديث هو صرح علمي‪ ،‬مرت ب مواقف تباينت بين القوة والضعف‪،‬‬ ‫منذ تأسيس ودتى تاريخنا المعاصر‪ ،‬وذلك دسب السلطة الحاكمة على م ِر التاريخ في مصر‪ ،‬بحيث كان ميعطى‬ ‫الأزهر بعض الصلاديات ال ِدينية والسياسية‪ ،‬وما ذلك إلا لمعرفة دكام مصر منذ القدم بأهمية هذ المدرسة‬ ‫العلمية‪ ،‬وتأثيرها على الناس‪ ،‬ليس في مصر ودسب‪ ،‬بل وعلى الصعيد الإسلامي والعالمي‪ ،‬وليس ندل على ذلك‬ ‫من تسمية شيخ الأزهر بفضيلة الإمام الأكبر‪ ،‬الأمر الذي يعد سابقة في تاريخ المؤسسات العلمية الإسلامية‪ ،‬منذ‬ ‫الزمان الأول ودتى التاريخ المعاصر ‪.‬‬ ‫المطلب الأول‪ :‬تأسيس الأزهر‪:‬‬ ‫تم تأسيس الجامع الأزهر في عدد الخليفة المعز بالله الفاطمي(‪ ،)1‬ديث نرسل قائد دملت على مصر وهو‬ ‫\"جوهر\" المهدور بالكاتب‪ ،‬في القرن الرابع الهجري‪ ،‬كما ذكر هذا كثير من المؤرخين‪ ،‬ديث يقول ابن كثير في‬ ‫البداية والنهاية‪\" :‬جوهر بن عبد هلل القائد باشي القاهرة‪ ،‬نصل نرمني ويعرف بالكاتب‪ ،‬نخذ مصر بعد موت كافور‬ ‫الإخهيدي‪ ،‬نرسل مولا العزيز بالله الفاطمي إليها في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة‪ ،‬دتى دخل‬ ‫الفسطاط في يوم ‪ 77‬من شعبان سنة ‪ 454‬هـ ‪ /‬يولي ‪161‬م \"(‪.)2‬‬ ‫والمهدور عند المؤرخين نن الناس في مصر قد نجبروا على العقيدة الهيعية الفاطمية الإثنى عهرية‪،‬‬ ‫وإن كان نميرها جوهر يتودد للناس‪ ،‬ويعاملدم بالحسنى‪ ،‬قال الذهبي‪\" :‬إن جوهر لبس السواد‪ ،‬ونلبس الخطباء‬‫‪‌-1‬هو‌العزيز‌بالله‪‌،‬ويقال‌ال ُمعز‌بالله‪‌،‬وقد‌سماه‌البعض‌\"ال ُمعز‌لله\"‌و‌\"ال ُمعز‌لدين‌الله\"‪‌،‬وهذا‌خطأ‌فاحش‌شائع‪‌،‬روج‌له‌‬‫الذين‌كانوا‌يعظمونه‌ويمتدحونه‪‌،‬كحال‌الذين‌يمتدحون‌السلاطين‌في‌كل‌زمان‌ومكان‪‌،‬فهو‌كما‌يذكر‌الذهبي‪‌،‬ويوسف‌بن‌‬‫تعزي‪‌،‬والصفدي‪‌،‬وغيرهم‌اسمه‌\"‌ال ُمعز‌بالله\"‌أبو‌منصور‌نزار‌بن‌المع ّز‌بالله‌مع ّد‌بن‌المنصور‌إسماعيل‌بن‌القائم‌محمد‌‬‫بن ‌المهدي ‌العبيدي ‌الباطني‪‌ ،‬صاحب ‌مصر ‌والمغرب ‌والشام‪‌ ،‬ولي ‌الأمر ‌بعد ‌أبيه‪‌ ،‬وعاش ‌اثنتين ‌وأربعين ‌سنة‪‌ ،‬وكان‌‬‫شجاعاً‌جواداً‌حليماً‪‌،‬قريباً‌من‌الناس‪‌،‬لا‌يح ّب‌سفك‌ال ّدماء‪‌،‬له‌أدب‌وشعر‪‌،‬وكان‌مغرى‌بالصيد‪‌،‬وقام‌بعده‌ابنه‌الحاكم‪‌،‬‬‫سنة ‌سبع ‌وثمانين ‌وثلاثمائة‪‌ ،‬انظر‪‌ :‬الذهبي‪‌ ،‬العبر ‌في ‌أخبار ‌من ‌غبر‪‌ ،‬ج‪3‬ص‪‌ ،391‬وانظر‪‌ :‬الصفدي‪‌ ،‬الوافي ‌بالوفيات‪‌،‬‬ ‫ج‪33‬ص‪.391‬‬‫‪‌-2‬وذكر‌ابن‌كثير‌أ َّنه‌وصل‌إليها‌في‌شعبان‌منها‪‌،‬في‌مائة‌ألف‌مقاتل‪‌،‬ومائتي‌صندوق‌لينفقه‌في‌عمارة‌القاهرة‪‌،‬فبرزوا‌‬‫لقتاله‌فكسرهم‌وجدد‌الأمان‌لأهلها‪‌،‬ودخلها‌يوم‌الثلاثاء‌لثمان‌عشرة‌خلت‌من‌شعبان‪‌،‬فشق‌مصر‌ونزل‌في‌مكان‌القاهرة‪‌،‬‬‫اليوم‪‌،‬وأسس‌من‌ليلته‌القصرين‌وخطب‌يوم‌الجمعة‌الآتية‌لمولاه‪‌،‬وقطع‌خطبة‌بني‌العباس‪‌،‬وذكر‌في‌خطبته‌الأئمة‌الإثني‌‬‫عشر‪‌ ،‬وأمر ‌فأذن ‌بحي ‌على ‌خير ‌العمل‪‌ ،‬وكان ‌يظهر ‌الإحسان ‌إلى ‌الناس‪‌ ،‬ويجلس ‌كل ‌يوم ‌سبت ‌مع ‌الوزير ‌ابن ‌الفرات‌‬‫والقاضي‪‌،‬واجتهد‌في‌تكميل‌القاهرة‌وفرغ‌من‌جامعها‌الأزهر‌سريعا‪‌،‬وخطب‌به‌في‌سنة‌إحدى‌وستين‪‌،‬وهو‌الذي‌يقال‌له‌‬‫الجامع ‌الأزهر‪‌ ،‬ثم ‌أرسل ‌جعفر ‌بن ‌فلاح ‌إلى ‌الشام ‌فأخذها‪‌ ،‬ثم ‌قدم ‌مولاه ‌المعز ‌في ‌سنة ‌اثنتين ‌وستين ‌كما ‌تقدم‪‌ ،‬فنزل‌‬‫بالقصرين ‌ولم‌تزل ‌منزلته ‌عالية‌عنده ‌إلى ‌أن ‌مات‌في ‌هذه ‌السنة‪‌ ،‬انظر‪‌:‬الحافظ ‌أبي‌الفداء ‌إسماعيل ‌بن ‌كثير ‌الدمشقي‌‬‫المتوفى ‌سنة ‌‪991‬هـ‪‌ ،‬البداية ‌والنهاية‪‌ ،‬حققه ‌ودقق ‌أصوله ‌وعلق ‌حواشيه ‌علي ‌شيري‪‌ ،‬دار ‌إحياء ‌التراث ‌العربي‪‌ ،‬طبعة‌‬ ‫جديدة‌محققة‌الطبعة‌الأولى‌‪‌3115‬هـ‪3955‌،‬م‪‌،‬ج‪33‬ص‪.‌122‬‬ ‫‪222‬‬

‫البياض‪ ،‬ونن يقال في الخطبة \"اللدم صل على محمد المصطفى‪ ،‬وعلى علي المرتض ى‪ ،‬وعلى فاطمة البتول‪ ،‬وعلى‬ ‫الحسن والحسين سبطي الرسول‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ ،-‬وصل على الأئمة آباء نمير المؤمنين المعز بالله\"‪ ،‬وفي ربيع‬ ‫الآخر سنة تسع وخمسين صاروا يؤذنون بمصر بـ\"حي على خير العمل\"‪ ،‬فاستمر ذلك‪ ،‬وكتب إلى الممعز بالله يبهر‬ ‫بذلك‪ ،‬وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إددى وستين‪ ،‬والأغلب نن الجامع الأزهر\"(‪.)1‬‬ ‫والدولة الفاطمية جرى تأسيسدا على يد الممعز بالله الفاطمي‪ ،‬وهو الذي ينتسب للمام علي‪ -‬رض ي‬ ‫ هلل عن ‪ -‬ولكن بعض المؤرخين من نهل ال ُّسنة يه ِك مكون في شسبت للمام علي (‪ )2‬ويقولون إن هذا كذب وافتراء‪،‬‬ ‫ويبدوا نن الأشا ِعرة لم يخفوا عداءهم للهيعة منذ اللحظات الأولى لمحاولة الهيعة الفاطمية شهر عقيدتهم في‬ ‫شمال نفريقيا‪ ،‬وقد بدنت هذ العداوة من التاريخ الأول منذ تأسيس الأزهر‪ ،‬ديث يقول شداب الدين نبوشامة‬ ‫المقدس ي الهافعي‪ ،‬وكانوا يقولون يعني‪ -‬الفاطميين في خطبة الجمعة‪ -‬في الجامع الأزهر‪\" :‬اللدم صل على عبدك‬ ‫ووليك‪ ،‬ثمرة النبوة وسليل العترة الدادية المددية‪ ،‬معد نبي تميم‪ ،‬الإمام الممعز لدين هلل‪ ،‬نمير المؤمنين‪ ،‬كما صليت‬ ‫على آبائ الطاهرين‪ ،‬وسلف المنتخبين الأئمة الراشدين\"(‪.)3‬‬ ‫ويسرد المقريزي مخطبة للفاطميين بطولدا‪ ،‬في كتاب ‪\" :‬إتحاف الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء\"‪،‬‬ ‫في مجموع خطب كانوا يمتددون بها الخليفة الممعز بالله الفاطمي‪ ،‬كالتي نشرنا إليها آنف ًا(‪ ،)4‬وقد نوردها المقدس ي‬ ‫الهافعي‪ ،‬في كتاب ‪\" :‬الروضتين\"‪ ،‬ثم قال‪\" :‬كذب عدو هلل اللعين‪ ،‬فلا خير في ولا في سلف نجمعين‪ ،‬ولا في ذريت‬ ‫الباقين‪ ،‬والعترة النبوية الطاهرة منهم بمعزل ردمة هلل عليهم وعلى نمثالدم من الصدرالأول(‪.)5‬‬ ‫‪‌‌-1‬شمس‌الدين‌محمد‌بن‌أحمد‌بن‌عثمان‌الذهبي‪‌،‬تاريخ‌الإسلام‌ووفيات‌المشاهير‌والأعلام‌‪‌.‬‬‫تحقيق‪‌:‬عمر‌عبد‌السلام‌تدمري‪‌،‬دار‌النشر‪‌:‬دار‌الكتاب‌العربي‪‌،‬بيروت‪‌،‬الطبعة‪‌:‬الأولى‪3959‌،‬م‪‌،‬ج‪39‬ص‪‌،13‬وانظر‪‌:‬‬‫عبد‌الحي‌بن‌أحمد‌بن‌محمد‌العكري‌الحنبلي‪‌،‬سنة‌الولادة‌‪3113‬هـ‪‌/‬سنة‌الوفاة‌‪3159‬هـ‪‌،‬شذرات‌الذهب‌في‌أخبار‌من‌‬ ‫ذهب‪‌،‬تحقيق‌عبد‌القادر‌الأرنؤوط‪‌،‬محمود‌الأرناؤوط‪‌،‬الناشر‌دار‌بن‌كثير‪‌،‬دمشق‪‌،‬سنة‌النشر‌‪3116‬هـ‪‌،‬ج‪1‬ص‪‌.311‬‬‫‪‌ -2‬يقول ‌ابن ‌كثير‪‌ ،‬البداية ‌والنهاية‪\"‌ :‬وأما ‌الخلفاء ‌الفاطميون ‌الذين ‌كانوا ‌بالديار ‌المصرية‪‌ ،‬فإن ‌أكثر ‌العلماء ‌على ‌أ َّنهم‌‬ ‫أدعياء‪‌،‬وذلك‌في‌انتسابهم‌للإمام‌علي‪‌-‬رضي‌الله‌عنه‪‌\"-‬انظر‪‌:‬البداية‌والنهاية‪‌،‬ج‪6‬ص‪.361‬‬‫‪‌ -3‬أبو ‌شهاب ‌الدين ‌عبد ‌الرحمن ‌بن ‌إبراهيم ‌المقدسي ‌الشافعي‪‌ ،‬الروضتين ‌في ‌أخبار ‌الدولتين‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬إبراهيم ‌الزيبق‪‌،‬‬‫مؤسسة‌الرسالة‪3999‌،‬م‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌،336‬وانظر‪‌:‬تقي‌الدين‌أحمد‌بن‌علي‌بن‌عبدالقادر‌المقريزي‌الشافعي‪‌،‬اتعاظ‌الحنفاء‌‬‫بأخبار ‌الأئمة ‌الفاطميين ‌الخلفاء‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬جمال ‌الدين ‌الشيال‪‌ ،‬محمد ‌حلمي ‌محمد‪‌ ،‬المجلس ‌الأعلى ‌للشؤون ‌الإسلامية‪‌،‬‬ ‫القاهرة‪‌،‬الطبعة‌الثانية‌‪3991‬م‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌،322‬الطبعة‌الأولى‪3996‬م‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌،11‬ج‪3‬ج‪.1‬‬ ‫‪‌-4‬المقريزي‪‌،‬اتعاظ‌الحنفاء‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌،11‌-11‬ص‪‌.‌329-322‬‬ ‫‪‌-5‬أبو‌شامة‌المقدسي‪‌،‬الروضتين‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌،336‬وانظر‪‌:‬المقريزي‪‌،‬اتعاظ‌الحنفاء‪‌،‬ج‪3‬ص‪.‌11‬‬ ‫‪223‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook