-إن مصادر المعرفة التي استخدمدا الهيخ في الاستدلال متنوعة(.(1 -أحمد الطيب ،الإمام أبو الحسن الأْعشع يري ،ومنهج الوسطية:خ ملص البادث في إلى نن الإمام نبو الحسن الأ ْشع ِري وقف موقف الوسط بين المعتزلة (المتكلمون)والحنابلة (السلف ُّيون) ،ويرى نن هذين المذهبين كان لدما دور داسم في ظدور مذهب نبي الحسن الأ ْشع ِري ،ديثنن المعتزلة كانوا ميع ِولون على العقل ،وانتهى بهم المبالغة في التعويل على العقل ننهم نوجبوا على هلل تعالى ننيثيب الطائعين ويعاقب العاصين ،وننكروا شفاعة النبي -صلى هلل علي وسلم -يوم القيامة ،وقالوا بأن مرتكبالكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر ،وشسب البادث إلى الخليفة العباس ي -الحاكم في ذلك الزمان -تش ِجيع المعتزلة وتب ِنيمنهجدم ،ونشار نيض ًا إلى موقف الإمام ندمد بن دنبل من المعتزلة لما قالوا بأن القرآن مخلوق وليس كلام هللتعالى ،ديث تصدر للرد على هذ الضلالات ،ولكن الخليفة العباس ي الموالي لدم في ذلك الزمان ،آذا وعذب ،كماعاب على غير من العلماء ،ومن هذ النقطة بالذات نشار الكاتب إلى نمر عد من نهم التغيرات التي طرنت علىالناس تعبي ًرا على نفورهم من آراء المعتزلة ،وهي :نن المذهب المقابل والمضاد للمعتزلة هو المذهب الذي وجد شعبية عند عامة المسلمين في ذلك الزمان وهو مذهب الحنابلة (.)2واعتبر الأ ْشع ِري مؤ ِسس ًا لمذهب نهل الحق -نهل السنة والجماعة -ولم ميخ ِف إعجاب بال ْشع ِري فقد قالعن :نوتي من العبقرية والذكاء بحيث كان يستدل بالدلة العقلية على الأدلة النصية ،ويستنبط منها الحججوالبراهين ،كما دعت نبرت التصالحية ،بأن يؤلف كتاب المهدور\" :مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين\" الذييعني -وبحسب الطيب -نن الخلاف لا يفسد للود قضية ،فدذ الاختلافات اختلافات مؤمنين يصلون إلى قبلة واددة وهذ المقالات مقالات اسلاميين (. )3يضيف الطيب نن الأ ْشع ِري رنى في كل من المذهبين الحنبلي والمعتزلي ،ننهما لا يعبران عن دقيقة الإسلامتعبيرا كاملا ،ونن كليهما في من العيوب ونقاط الضعف ،وذلك نن المذهب الأ ْشع ِري تميز بحفظ التوازن بين -1المرجعالسابق،ص.33 --32أحشميدخالالطأيزبه،ر:الأإمحاممدأبالوطايلحب،سانلإالماأم ْشأعب ِروايل،حوسمننهالجأا ْشلعو ِرسيطي،ة،ومانلأهزجهالروالسعطديدة255،:ص3131،4525.233435م،ص.2 24
العقل والن ِص ،ونن بعض الأفدام يسيطرعليها مفدوم خاطئ عن تعارض الن ِص مع العقل ،وهذا ما ددض الإمام نبو الحسن الأ ْشع ِري (. )1 ثم ختم الطيب مقالت بقول :إن هناك دروس ًا تستخلص من منهج الأ ْشع ِري الوسطي ،وهو الجمع بين النص والعقل ،وهذا يرس ي مذهب إمعان الفكر والتسامح ،وثقافة الحوار والآراء المعمقة في مسائل العقيدة ،التي تجمع بين الفكرالصحيح والعقيدة الصافية (. )2 ولعل هذا هو السبب الرئيس ي الذي جعل طائف ًة من المعجبين بالمنهج الأشعري اليوم ،يقولون :إن المنهج الأشعري يهكل نغلبية المسلمين ،وهم السواد الأعظم ،وننهم المدرسة الوسطية التي يسعى التيار الأشعري بكافة مدارس ومؤسسات إلى إديائها من جديد ،وإذكاء تأثيرها في الأمة الإسلامية ،بعد نن صارت تحارب وتضطدد ،من قبل دعاة السلفية نو التيار الوهابي ،الأمر الذي اعتبر المنظرون للفكر الأشعري ،إنحراف ًا في فدم المنهج السلفي الأول ،وسنناقش هذ المسألة وغيرها في بحثنا هذا ،وسنورد آراء العلماء فيما ذهب إلي الأشاعرة من ننهم الغالبية والأكثيرية في نهل السنة اليوم ،ومدى موافقة ذلك على نرض الواقع . -موفق الخالد ،وقفة بين ال ُبوطي ومنتقديه: بين كاتب المقال نن الدكتور ال مبوطي تعرض -ولا يزال يتعرض -لهجوم عنيف من كثير من الجدات بحجة نو بأخرى ،وذلك بسبب تاريخ من الصراع الفكري بين وبين منتقدي ،ومن خلال مؤلفات ودوارات التي مرغ فيها نفكارهم ومذاهبهم في الودل ،وكهف اللثام عن زيفدا وبطلانها ،ولا سيما في كتابي ( :نقد نوهام المادية الجدلية)، وكتاب ( :العقيدة الإسلامية والفكر المعاصر) ،بالإضافة إلى كتب نخرى شملت الرد على كثيرمن نفكارهم وشبهاتهم، بأسلوب العلمي المتميز( )3نضف إلى ذلك الندوات الحوارية التي عقدت بين وبين الدكتور :الطيب التيزيني،)4( - -1المرجعالسابق،ص.339 -2المرجعالسابقص.311 3موفقالخالد،وقفةبينال ُبوطيومنتقديه،مكتبةدارالعلوم،دمشق3133،م،ص.33-4الدكتورطيب تيزيني مفكر سوري ،من أنصار الفكر القومي الماركسي ،يعتمد على الجدلية التاريخية في مشروعهالفلسفيلإعادةقراءةالفكرالعربيولدفيحمصعام.3911تلقىعلومهفيحمصثمغادرإلىتركيابعدأنأ َّنهىدراستهالأوليةومنهاإلىبريطانياثمإلىألمانيالينهيدراستهللفلسـفةفيهاويحصلعلىشهادةالدكتوراهفيالفلسفةعام3969أولاً،والدكتوراهفيالعلومالفلسفيةثانياًعام.3991عملفيالتدريسفيجامعةدمشق،انظر:سيرةالدكتور الطيبتيزيني،http://www .arabphilosophers .com،تاريخالزيارة3131/9/31،م. 25
والتي كانت لدا آثا ٌرقوية في سادة الحواربين الاتجا الإسلامي والاتجا اليساري الإلحادي ،وننصار الفكرالإلحاديخسروا المعركة آنذاك مع الدكتور ال مبوطي ،والآن غدت الفرصة مناسبة لهن هجوم علي في غمرة الجو الضبابيالذي خلفت الأوضاع القائمة في سورية ،والتي كان للدكتور ال مبوطي فيها دور ؛ بغ ِض النظر عن صحت نو عدم صحت (. )1والملادظ نن الكاتب يمـلقي باللائمة على الإخو ِة السلفيين ،ويحثهم على آداب الحوار مع ال مبوطي ،وذلك لنهذا هو المفترض على المؤمن في ندبيات التخاطب مع الآخر ،وعلى الرغم من اختلاف وجدات النظر بينهم -نيالسلفيين -وبين الدكتور ال مبوطي ،إلا نن موفق الخالد؛ يحثهم على اتباع ضوابط الخطاب العلمي في التعامل مع ،كون ندد علماء المسلمين ،وينصحدم بالتحلي بنوع من القيم الأخلاقية الإسلامية ،المستمدة من ندب الخلاف التي تضع الحدود لخلافدم مدما ارتفعت وتيرت .ولكن هذا الفريق من الناقدين -بحسب البادث -لا يتورعون عن تهوي صورة الدكتور ال مبوطي بهتىالأكاذيب والافتراءات الرخيصة ،ولا شك نن الذي دملدم على هذا اتفاق رغبتهم مع رغبة كل التوجدات الحاقدة على الإسلام سواء منها اللبرالية نو اليسارية نو غيرها(.(2وقد اعتبر الباد مث نن الدكتور البوطي ومؤلفات ثروة علمية قل نظيرها ،وذكر بأن قض ى ديات نديب ًابعدما تخرج من الأزهر في مصر ،الذي تحصل من على علوم جمة ،ثم اتج اتجاه ًا فكري ًا دفع إلي شعوربالغيرة عندما وقع على كتابات في التاريخ تنال من شخصيات تاريخية إسلامية في كتاب \" :دفاع عن الإسلاموالتاريخ\" ،ومقالات رد فيها على آخرين ،ثم نلف كتاب \" :المذهب الاقتصادي بين الهيوعية والإسلام\" ،رد في علىالنظرية الاقتصادية الهيوعية ،ثم نلف كتاب ًا ضمن خبرت التي اكتسبها من خلال تدريس لمادة التربية الإسلامية، سما \" :تجربة التربية الإسلامية في ميزان البحث\" ....إلى نن قال...ثم كتاب :كبرى اليقينيات الكونية والذي ضمن علم التوديد بلغة علمية معاصرة(. )3 -1موفقالخالد،وقفةبينال ُبوطيومنتقديه،ص.12 -2المرجعالسابق.19، -3المرجعالسابق،ص.55 26
وقال الكاتب بظدور بعض الدعوات الوهابية المتط ِرفة في سورية وفي مصر ،وغيرها من البلاد الإسلامية،والتي كانت تنال من المذاهب الأربعة والتمذهب بها ،تناولدا البوطي بالرد في كتاب \" :اللامذهبية نخطر بدعة تهددالهريعة الإسلامية\" ،ثم توالى إنتاج العلمي بمؤلفات نالت شدرة ونث ًرا متمي ًزا ،ثم تتابع الكاتب في الثناء علىال مبوطي وكتب إلى نن قال بوضوح :فأنا نقول إن ال مبوطي علم من نعلام الأمة مدما داول منتقدو نن ينقصوا من قدر ،نو ينالوا من شخصيت (.)1من كل ما سبق يتبين لنا نن البادث في دفاع عن البوطي وعلم داول نن يكون موضوعي ًا ،ولعل تأثربالجوانب الشخصية من دياة البوطي ونسلوب وشخصيت ،بحيث لم يهر إلى المقالات والكتابات التي صنفدا نل ُّدنعدائ وهم الوهابيون ،وخلت مقالت من الإشارة إلى النقاط التي كانت سبب الخلاف الرئيس ي بين البوطيومنتقدي من السلفيين \"الوهابيين\" نلا وهي مسألة الأسماء والصفات ،وقول البوطي بجواز التأويل للنصوص التي نوجب السلفيون الوقوف عندها وإمضائها على الحقيقة ،وترك العلم بالكيفية لله تعالى . -عبد المنعم خفاجي ،الأزهروالتصوف:يمتدح الأيام الماضية من نيام الأزهر ديث كان التصوف إددى سمات الأزهر البارزة كما يقول ،ونحنعندما نقول :الأزهر والتصوف إنما نقول :الأزهر والإسلام في نرفع درجات ونسمى منازل ونكرم رودانيات فليس بينالتصوف والإسلام تباين ،ولا بين مدلوليها فروق فالتصوف هو روح الإسلام وهو الرودية المطمئنة التي تسموبعلاقة الإشسان بالله وترفع بها عن ندران المادية العمياء ،وتغمر نضواؤها جوارد ومهاعر وخطرات نفس ،والتصوف هو الكمال الروحي بأجل معاني ،وهو التطدير الخلقي بأوسع مدلولات وهو محاولة التهب بالنبياء والمرسلين والصحابة والتا ِبعين وهو الارتفاع بالإشسان من دضيض الظلام إلى قمم النور (. )2ثم يقدم عرض ًا يفسر نظرت لارتباط العقيدة بالتص ُّوف ،وركز على القول بأن التصوف مك ِمل للعقيدة،فيقول :إن العقيدة هي هذا المنقذ والمطدر والمحرر ،ونن التصوف هو الذي يملك زمام العقيدة دتى لا تضعف ولا -1المرجعالسابق،ص.59 -2الأستاذ عبد المنعم خفاجي ،كلية اللغة العربية ،مقالة بعنوان :الأزهر والتصوف ،جامعة الأزهر ،عام 3116م، ص.1 27
تهن ولا تتبدل دقائقدا ،ولا تفتر نسبابها نمام تطور الحياة وخطوبها وندداثها ،وعندما يمش ي المسلم الحق في مدام هذ الحياة ومع هذا النور (. )1 ومن هنا فإن الكاتب يح ُّن إلى العدد الغزالي -إذا صح التعبير -وهو العدد الذي يفاخر ب علماء الأزهر وذلك في عدد الدولة العثمانية ،ونوائل القرن الماض ي ،ديث كان الأزهر معلم ًا ديني ًا بارز ًا ،يمزج بين التصوف وما يحمل من معاشي الزهد وصفاء النفس ،وبين الرقي العلمي الذي كانت تمثل نروقة الأزهر ،ودلقات ومجامع العلمية. وهذا ما ختم ب البادث مقالت ديث نو إلى نن منهج التصوف هو المنهج الأبرز في الأزهر ،ونن علماء الأزاهرة كان منهم متصوفة مكثر ،ونن هذا التصوف بمعنا الحقيقي يتجلى في سمو ال ُّروح ،والرجوع بها إلى الإيمان والتقوى والعمل الصاِلح ،وليس التصوف المبني على البدع والخرافات (. )2 -نبو الحسنين محمد الشامي ،ال ُبوطي يثبت كتاب الإبانة للْشعري: يلادظ من خلال البحث والاستقراء نن المسائل التي كانت ولا تزال محط خلاف بين الأشا ِعرة والسلفيين شسبة كتاب الإبانة للأشعري ،وانقسموا في هذ المسألة على عدة آراء ،من يقول بنسبت إلي من الغلاف إلى الغلاف ،ومن يقول بأن لم يكتب ولم يكن هو آخر العدد ب ،ومنهم من قال بأن بعض انتحل وشسب إلي ،وقد كتب الهامي مقالت هذ والتي نسماها( :الصواعق الرنانة)( ،)3ناقلا القول عن الهيخ ال مبوطي بأن الأ ْشع ِري هو صادب كتاب الإبانة بلاريب ،وقد راق هذا للسلفيين دون شك ،فدم يدافعون على شسبت \"الإبانة\" للأشعري، ويذكر المؤلف نن هناك نقاويل من بعض الأشا ِعرة تقول بأن الإبانة ليست من مؤلفات الأ ْشع ِري ،ونن ليس آخر الحال بال ْشع ِري إنما شسب إلي من بعض الوهابيين ،ويقرر نن ال مبوطي وهو من نساتذة وعلماء الأشا ِعرة في هذا الزمان ،يؤكد نن الإبانة من مؤلفات الأ ْشع ِري ،ونن يمثل عقيدت وما كان علي الأ ْشع ِري دقيقة بعد رجوع من مذهب الاعتزال ،وخير ما يؤكد لنا نن الإمام الأ ْشع ِري لم يكن مبتدع مذهب ،ولكن كان نصير مذهب جمدور -1عبدالمنعمخفاجي،الأزهروالتصوف،ص.6 -2المرجعالسابق،ص.32-3أبووووالحسووونينمحمووودالشوووامي،مقالوووةبعنووووان:ال ُبووووطييثبوووتكتوووابالإبانوووةل شوووعري(،الصوووواعقالرنانوووةفوووي إثبوووووووووووووووواتكت ووووووووووووووووابالإبانووووووووووووووووة)،ملتق ووووووووووووووووىأه وووووووووووووووولالحووووووووووووووووديث3131،م،انظ وووووووووووووووور: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=216273 28
المسلمين نهل السنة والجماعة ،نن منصغي إلي وهو يحدثنا عن معتقد بعد نن رجع عن الإعتزال ،وقد لخص عقيدت في كتاب الإبانة ،وهو آخرمؤلفات (. )1وها ننا ننقل -والكلام للبوطي بحسب الكاتب -عقيدت التي يدين بها من خلال نص كلام في كتاب هذا،دون تحريف ولا تلخيص :فإن قال لنا قائل :قد ننكرتم قول المعتزلة والقدرية والجدمية والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي ب تقولون وديانتكم التي بها تدينون نقول ل :قولنا الذي نقول ب وديانتنا التيندين بها التمسك بكتاب ربنا -عز وجل -وبسنة نبينا -صلى هلل علي و سلم -وما مر ِوي عن السادة الصحابةوالتا ِبعين ،ونئمة الحديث ،ونحن بذلك معتصمون ،وبما كان يقول ب نبو عبد هلل ندمد بن محمد بن دنبل نضر هلل وجد ورفع درجت ونجزل مثوبت قائلون ،ولمن خالف قول مخالفون ،ثم يؤكد المؤلف في مقالت هذ ،وقدنسماها (الصواعق الرنانة في اثبات كتاب الإبانة) بأن الأ ْشع ِري كما يقول ال مبوطي على مذهب نهل السنة والجماعة ،ونن على مذهب الإمام ندمد ،ثم يقول الكاتب ،إن ال مبوطي يل ِخص عقيدة الأ ْشع ِري في عدة نقاط وهي: -7الأخذ بكل ما جاء ب الكتاب ،وبكل ما جاءت ب السنة ،لا فرق في ذلك بين سنة متواترة وآداد ما دامت ثابتة صحيحة . -9الأخذ بظواهر النصوص في الآيات الموهمة للتهبي ،مع تنزي هلل تعالى عن الهبي والنظير ،فدو يعتقد نن لله وجدا لا كوج العبيد ،ونن لله يدا لا تهب يد المخلوقات . -4إثبات جميع ال ِصفات التي نثبتها هلل تعالى لنفس ،مع اليقين بأنها ليست كصفات المخلوقات وإن اتفقت التسمية نديانا . -3إن الإشسان لا يخلق شيئا ،ولكن يقدر على الكسب ،ني يملك اختيارا وإرادة ،وعلى هذا الكسبيدور التكليف وكل ما وعد هلل ب واقع ونافذ ،ومن جملة وعد تأميل الفاسقين والعاصين بالعفو والمغفرة يوم-1أبووووالحسووونينمحمووودالشووواميالسووووري،مقالوووةبعنووووان:ال ُبووووطييثبوووتكتوووابالإبانوووةل شوووعري(،الصوووواعق الرنانوووووووةف ووووووويإثبووووووواتكت وووووووابالإبانوووووووة)،ملتق وووووووىأهووووووولالح وووووووديث3131،م3131/31/2م،انظووووووور: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=216273 29
القيامة إذا شاء ذلك ،ومن جملة وعد ان ينكهف لمن شاء من عباد يوم القيامة فيرون رؤية صحيحة لا يضارون فيها\" (.)1وبهذا نلادظ من خلال هذ الدراسة؛ وخلاف ًا لما هو مهدور ومعروف عن ال مبوطي ومنهج ،ديث كانمينسب إلي القول بأن الأ ْشع ِري مخال ٌف لما علي السلف ُّيون المعاصرون (الوهابيون) كما يراهم ال مبوطي فدو لا يفرقما بين السلفية المعاصرة والوهابية ،فقد رنينا الكاتب يؤكد هنا على ما ميعتبر مخالف ًا لما هو معتمد من مذهبال مبوطي ،ديث ميضيف القول ل بأن عقيدة الأ ْشع ِري موافقة لعقيدة السلف في الأسماء وال ِصفات وغيرها ،بما يفيد موافقتها لما علي السلف ُّيون المعاصرون ،وهذا عكس ما ذهب إلي بعض الأشا ِعرة المعاصرون . -عبد الكريم عثمان النجدي ،تاريخ ومنهج الجامعة الإسلامية بالمدينة:تكلم البادث عن إشها ِء الجامعة الإسلامية ،وذكر نن كان في نواخر العصر العثماشي ،ديث ا ْس متص ِدرمرسو ٌم بإشهائها عام 7494هـ ،ونطلقت الحكومة العثمانية عليها اسم جامعة صلاح الدين الأيوبي ،واخ ِتير لداموق ٌع ،شرقي محطة السكة الحديد في العنبرية ،و مشرع في إقامة البناء ،وتم إشهاء الدور الأول ،لكن البناء توقفبعد ذلك بسبب الحرب العالمية الأولى عام 7449هـ ،وعندما استولى الداشميون على الحجاز شغلتهم مهكلاتهمالخارجية والداخلية عن اكمال المهروع فظل مطويا وظل القسم الذي اشش ىء من مبناها خاويا ،ثم اشهئت بقرارمن الملك سعود بن عبد العزيز7441هـ ،وعين الهيخ عبد هلل بن عبد العزيز بن باز نائبا لرئيس الجامعة ،وبدنت الدراسة في الجامعة عام 7447هـ. )2(.انتهج الآباء المؤ ِس مسون للجامعة الإسلامية عقيدة السلف ،كما تأثرت الجامعة بآراء كبارالعلماء كالهيخابن باز والهيخ ال معثيمين ،والفوزان ،وغيرهم ،من العلماء في تأصيل المنهج الهرعي ،ومن ضمن المهايخ الذينيدرسون علوم التوديد واللغة ،الهيخ :علي عبد الردمن الحذيفي ،والهيخ :العلامة فلاح بن إسماعيل مندكار،والهيخ :عبد هلل بن محمد الغنيان ،وهؤلاء العلماء منهجدم وعقيدتهم عقيدة السلف ،وبين الكاتب نن المنهج -1المرجووووووووووعالسووووووووووابق3131،م.زيووووووووووارةيووووووووووومالسووووووووووبتالموافووووووووووق3131/31/2،م،انظوووووووووور: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=216273-2عبدالكريمعثمانالنجدي،مقالةبعنوان:تاريخومنهجالجامعةالإسلاميةبالمدينةالمنورة،المكتبةالوقفية3135،هـ، ص.33 30
الذي رسخو في عقول تلامذتهم ،ثم نضاف البادث؛ نن ال محكومة السعودية تدعم الجامعة الإسلامية وتقوم على رعايتها ،كذلك يفد إلى هذ الجامعة طلاب من كافة نقطار العالم الإسلامي ،فينقلون هذ العقيدة السلفية التي تلقوها في هذ الجامعة وبهذا تم شهر هذ العقيدة السلفية الصحيحة -على ما يرى الكاتب -في نغلب الدول الإسلامية اليوم(.)1 وقد كانت هذ المقالة بمثابة التعريف بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،ونوضح فيها الكاتب الأيدلوجية التي نش ِهئت من نجلدا الجامعة الإسلامية ،وهي :تأصيل المنهج السلفي وفق رؤية الإمام محمد بن عبد الوهاب -ردم هلل -وهذا ما ظل متمهي ًا مع خطة الجامعة منذ إشهائها ودتى يومنا هذا . من خلال سردنا لبعض الأبحاث والدراسات التي تناولت المنهجين السلفي والأشعري بالبحث ،وتناولت خلفياتهما الإيدلوجية بالعرض؛ وكذلك ما نورد بعض البادثين من وجدات نظر مختلفة في منهجية كل من العثيمين والبوطي وما ذهبا إلي في مسائل العقيدة ،شعرف نن ثمة نقاش دا ٌد في مسائل العقيدة عند الطرفين، وقد داول بعض الكتاب مدارسة وسبر نغوار هذا النقاش ،إلا نن كثيرا من الدراسات تأثرت بهذ الآراء ،وقداشسحب هذا الخلاف على هذ المناقهات والاعتراضات ،ديث رنينا نن البعض كان يستدل بوجدة نظرواددة ،نو يجعل واددا من نعلام المنهجين \"السلفي ،نو الأشعري\" دكم ًا على منهج الآخر ،ومعلو ٌم نن هذا لا يكون دقيق ًا في الحكم على الخصمين ،لسباب منها: أو ال :كونهما خصمين ،ولا يجوز نن يكون الخصم دكم ًا (.)2 ثانيا :يحتمل نن يكون هذا الذي جعلنا دكم ًا على خصم قد جانب الصواب فيما ذهب إلي ،ولم يوافق الحق فيما اختار من منهج . ثالث اا :إن هذا المنهج في تقييم المذاهب والفرق الإسلامية قد ذهب إلى تخطئت كثي ٌر من البادثين والمفكرين في العصرالحديث. -1المرجعالسابق،ص-39ص.12 -2أبو العلا علي النمر .النظام القانوني لرد المحكم .بحيث مقدم إلى المؤتمر السنوي الخامس لكلية الحقوق .جامعة المنصورة في 82 ،82مارس .8222 31
رابع اا :إن المنهج الأفضل والأصح في الحكم على المتناقضين والمختلفين ،وتصويب نددهما على الآخر، هو منهج المقارنة الوصفية ،نو المقارنة التحليلية . وفي المبحث التالي سأشير إلى طبيعة المنهج المقارن الذي سأتبع ،وبيان استخدام العلماء المعاصرين ل في الحكم على المذاهب والفرق الدينية المختلفة: المبحث الثالث :تقديم نظري للمنهج المقارن:إن منهج المقارنة الذي سأستخدم يقوم بالساس على \"المنهج المقارن\" وذلك للوصول إلى معرفة نعمقبموضوع المقارنة ،من باب \"وبضدها تتمايز الأشياء\" وسأركز على ما في المذهبين السلفي والأ ْشع ِري من نقاطالاتفاق ،وكذلك المسائل التي اختلفوا فيها ،وما عندهم من متهابهات ومتغايرات ،وذلك بسرد نقوالدم دون نننتجاوزها ،وس مأع ِرف بعقيدة ك ِل طرف وندلت ِ ،لإظدار الفرقات بينهما ،وما يتمي مز ب كل وادد من المنهجين فيالعناية بالاس ِتدلالات النقلية والعقلية المختلفة ،وإذا نشرت إلى رني من الأراء الحديثة في مسألة من المسائل، فسأذكر سبب هذ الإشارة ،نو منن ِب على رجادة قول على قول ،مستدلا بأقوال من سبقني من البادثين في هذالمسائل ،وهذا ميح ِتم علينا اللجوء إلى المصادر التاريخية الر ِصينة واستعراض ما ساق الأولون من الآراءوالتحليلات ،مقارن ًا حجتهم بحجة العلماء المعاصرين ،في كلا المذهبين السلفي والأ ْشع ِري ،الأمر الذي يدعونا إلى الاستعانة بالمنهج النقدي نديان ًا .إذ اا :ستكون دراستي هذ دراسة موسوعية مقارنة للآراء الكلامية ،وسأبتعد فيها عن الانحياز والتعصبوالغلو ،وسأتحرز ونبتعد عن الأساليب الخطابية في إثارة الجمدور والرني العام لصالح هذا نو ذاك ،ولا نوردملادظة ،ولا نقض ي قضا ًء با ًتا في دق مذهب نو شخص إلا ن ْن نذكر المصدر نو الدليل ،ثم إذا نردت نق ًدا نوملادظة ،سأذكرذلك بصورة منفصلة وبأسلوب علمي موضوعي ،مراع ًيا الأمانة والإنصاف ،وروح البحث العلمي . مدخل المقارنة:يعتبر المنهج المقارن من المناهج العلمية الحديثة التي يتبعدا البادثون والدارسون في مجالات البحثالعلمي ،وهو منهج رصي ٌن تتبين ب مواطن التمايز والتطابق ،والتهاب والتماثل ،نو الاختلاف والتباين ،والتناقض 32
والتضاد ،وذلك في وجدات النظر المتنوعة ،وكذلك ميب ِين بوضوح تطابق الأفكار نو اختلافدا في مجمل قضاياومسائل ونفكارومناهج العلوم الإشسانية في شتى المجالات ،سواء كانت دينية ،نو اجتماعية ،نو سياسية ،نو غيرها،ويعتبر المنهج الكيفي من نهم طرق المقارنة الحديثة ،وقد اعتمد كثي ٌر من ال مبحاث والناقدين الغربيين ،كما نشارإلي Nachmiasفي اختيار للمنهج المقارن الكيفي ديث برر ذلك بقول :إن المنهج الك ْيفي من خلال المقارنة التحليلية يعتبرإددى الوسائل نو الاستراتيجيات المتبعة في المنهج الكيفي (.)1()Quantitative methodوذكر Nachmiasنيض ًا :نن المنهج الكيفي يهتم بالآراء ،ووجدات النظر ،والتجارب وال ِخبرات الإشسانية،ونداسيس وشعور الأفراد ،فدو يقدم لنا بيانات ذاتية قام البادث باستخلاصدا بمجدود مضني وشاق من سجلاتووثائق تعبر عن نراء نصحابها ،ويقوم البادث بتحليلدا واستنباط القواعد العامة منها نو ما يعرف بالفروض العلمية التي سيبني عليها دراست لادق ًا (. (2وبواسطة المنهج الكيفي يتم فدم الوضع من خلال المنظور الكلي والهامل للموضوع ،مما يساعد الدارس علي نن ميك ِون صور ًة نقرب إلي التكامل والوضوح عن موضوع الدراسة ،مما يمكن من التعبير عن نتائجبكل ثقة ومدارة ،والبحوث الكيفية تتميزبالروية في جمع المعلومات والبيانات ،وتع ُّدد المصادرالتي تستقي منها تلكالمعلومات ،ولا تحتاج إلي مجموعة كبيرة للاستقصاء منها ،نو التحدث إليها ،نو دراستها ،بل الأمر قد يقتصر علي مجموعة محدودة جد ًا ،يعمم البادث المعلومات التي استقاها منها علي الفئة نو الجماعة التي تنتمي إليها(. )3ويرى بعض الدارسين لمناهج المقارنة في العلوم ال ِدينية ،والمذاهب الإسلامية ،ومنهم الدكتور دين محمدمحمد ميرا نن :المنهج المقارن للمذاهب ال ِدينية نكاديميا يعتبر دديث الظدور ،ديث يذكر نن ظدر في القرن الماض يلدى علماء الغرب المدتمين بدراسة الأديان ،غير نن هذا لا ينفي كون المقارنة منهج ًا قرآني ًا ،اتبع علماء المسلمين وإن كان في نطاق محدود(. )4Nachmias,C .& Nachmias, D .(1992) .Research Methods in the Social Sciences 4th -1 )ed . St . martin, New York .pp 66-90 (my translation Nachmias,C .& Nachmias, D .(1992) .pp 66-90 (my translation)-2Ambert. A. (1995). Qualitative Research. Journal Understanding and Evaluating -3 of Marriage and Family, -4دينمحمدمحمدميرا،مقالاتفيالمنهجدارالبصائر3119م،ص.11 33
وتتسامى في هذا المضمار المقارنة الإسلامية المقتبسة من القرآن الكريم وعلوم ،ديث نرى ننها سبقت المقارنة الغربية بكثير ،ولم يقتصر الأمر على هذا ،بل نرى ننها تتحلى بالواقعية والعملية ،وذلك لنها تصل في نهاية المطاف إلى إبرازمواطن التفاضل والتسامي بين المناهج ،سواء منها؛ المناهج الدينية ،نو السياسية ،نو الاجتماعية. أولا :المقارنة عند العلماء الغربيين: استخدم علماء الغرب المنهج المقارن واعتمدوا علي في دراستهم للمذاهب والأيدولوجيات ال ِدينية المختلقة ،ومن خلال استقرائنا للطرق والأساليب التي اتبعدا المفكرون الغربيون في بحوثهم ودراستهم بدا وضح ًا تبنيهم لمنهج المقارنة كأدد نهم المناهج العلمية في الدراسات الحديثة ،ديث نشار إلي العديد من المفكرين الغربيين ،ومنهم على سبيل المثال Ninian Smart :الذي استخدم ونوص ى ب كأدسن طرق البحث العلمي الحديث(.)1 واستفاد من البادثون الغربيون المتخصصون في مقارنة الأديان ،ليساعدهم على معرفة مواطن التباين والاتفاق والاختلاف والتغاير في نبحاث ودراسات عديدة ،غير نن هؤلاء المفكرين الغربيين ميؤخذ عليهم الحث على ضرورة اجتناب التوصل إلى نتيجة تؤدي إلى تفضيل دين على دين ،نو مذهب على مذهب ،باعتبار نن هذا نتيجة دتمية لما تتوصل إلي كل مقارنة تجرى في هذا المجال ،ومن ال ممفكرين الغربيين الذين مضوا في هذا الطريق، ودثوا على التوقف عن إصدار الأدكام على المذاهب والطرائق ال ِدينية ،ومنعوا تفضيل بعض المذاهب ال ِدينية على بعض ،العالم الغربي \" \"Huston Smithفي كتاب \" ،)2(Religions of Manوهذا ما عاب بعض المفكرين الإسلاميين على المنهج الغربي ،ورنوا بأن هذا يطعن في دقة ومصداقية المنههج المقارن على الطريقة الغربية. ونعتقد نن من المدم معرفة نن سبب ذلك كونهم يف ُّرون من التم ِييز بين الأديان والعرقيات ،ويتطرفون في الفرار من التفرقة على نساس ديني ،مما جعلدم يذهبون بعيد ًا في التحذير من تفضيل دين على دين ،وإن اعتقدوا بواسطة البحث ال ممن ِصف المؤدي إلى دقيقة متث ِبت مبطلان دين وصواب آخر؛ وهذا ما يفسر جنوح البلدان1- Ninian Smart., Science of Religion and Sociology of Knowledge, Princeton:Princeton University Press, 1973. P.33.2 -Huston Smith: Religions of Man Published by New American Library, New York1963 .P .6 . 34
الغربية للعلمانية ،ودعواتهم لفصل الدين عن الدولة ،فدم لا يميلون إلى تصنيف الناس بحسب نديانهم ونعراقدم . ومن وجدة نظرنخرى ،يمكن نن ميرد على هذا القول بأن هذا الكلام يحتاج إلى كثيرمن التمحيص ،ديث نرى نن الغرب يتربع على قمة التمييز العنصري ضد المسلمين ،وهناك شواهد كثيرٌة لا متب ِرئ الغرب مما يحدث في فلسطين ،وفي نفغاشستان والعراق ،وغيرها من بلدان العالم الإسلامي ،وكذلك ما شدد العالم في القرن الماض ي من مظاهر التمييز المجحفة ،التي عامل على نساسدا الغرب بلدان ًا ونعراق ًا على نساس دينها ،وعرقدا ولونها ،ومن نمثلة ذلك ما فرض في نلمانيا من دظرالزواج من خارج العرق الآري ،واعتبارهذا جزء ًا من القوانين التي مسنت في نورمبرغ على ايدي النازيين في نلمانيا ضد الجالي اليهودية الألماني خلال الثلاثينات من القرن العهرين ،وقد كانت القوانين تحظر الزواج بين اليهود والألمان الآريين ،وقد صنفت هذ القوانين اليهود على ننهم اجناس مختلفة ونقل من العرق الآري(.)1 لذلك انتقد المفكرون الإسلام ُّيون منهج المقارنة ال ِدينية عند الغربيين الذي يرفض التوصل إلى تفضيل دين على دين نو مذهب على مذهب ،محتجين بأن هذا لا يستند على واقع علمي نو منطقي( ،)2فلابد من الوصول في النهاية إلى قناعة ما؛ فبالعرض والتأمل لهيئين مختلفين وإن كان هذا الاختلاف شسبي ،بحيث تتباين هذ الفوارق في ال ِكبروال ِصغروالبساطة والتعقيد ،وفي النهاية نصل إلى نتيجة يرتب عليها قناعة معين ،تؤثرفي الاختيار من ديث القبول والرفض ،والمحبة وال مكر ،وهذ فائدة المقارنة وغايتها. استخدام بعض المفكرين الغربيين لهذا المنهج وتقديمه على غيره: لقد استخدم كثي ٌرمن المفكرين والبادثين الغربيين منهج المقارنة الكيفية ،بل وذكروا بأن يع ُّد من نفضل ونقوى المناهج المتبعة لإيضاح التباين والتفاوت بين فكرتين نو طريقتين يبدوا تناقضدما في وجو ٌ عدة، ولدذا نلادظ نن كلا من Strauss & Glasseقد استخدما منذ عام 7161وضمنو (المنهج الكيفي) نو ما يعرف بـ -1محمد بن سليمان الفيفي ،إطلالة على العنصرية ،جامعة الإمام محمد بن ىسعود3111/1/33 ،هـ ،وانظر: http://www .faifaonline .net/faifa/articles-action-show-id-2760 .htm -2دينميرا،مقالاتفيالمنهج،ص.19-16 35
( ،)1()Quantitative methodفي طرقدم للجمع والتحليل المنظم للبيانات في موضوع الدراسة التحليلية ،والمقارنة بين مختلفين ،فخلصوا بالنهاية إلى عدة نتائج مدمة منها: -7تعميم النتائج النظرية دول ال ِفكرة الرئيسية التي تم الانطلاق منها في البحث الكيفي. -9إن المنهجية الكيفية تحرص دائما علي ربط الموضوع بالتاريخ والواقع ال ممعاش والزمن والإرث الثقافي والحضاري . -4الاستدلال في البحوث الكيفية يفسر الموضوعات من خلال استقراء الواقع بجوانب المتع ِددة والممعقدة ،وصول ًا إلي تص ُّور النمط العام لما يحاول البادث دراست وتحليل . -3البا ِدث في المنهج الكيفي يقوم ببناء النماذج ،من خلال تحليل التركيب إلي نجزاء ممك ِونة ل ، وتفسيرالمعني الخاص والعام بموضوع المقارنات ،وتحليل العلاقات الممكنة والمتوقعة بين تلك الجزئيات (. )2 ثانيا :المقارنة عند علماء المسلمين صرح بعض علماء المسلمين الذين اهتموا باستنباط المنهج المقارن من الأسلوب القرآشي البديع ،ومنهم: محيي الدين شيخ زاد ديث صدر هذا المعنى في داشيت على تفسير الإمام البيضاوي عند تفسير قول تعالى( :وِإنا ن ْو ِإيا مك ْم لعلى مه ًدى ن ْو ِفي ضلال ُّم ِبين)( ،)3فقد ذهب زاد إلى القول بأن\" :ندد الفريقين منا نو منكم لعلى ندد الأمرين من الددى نو الضلال المبين\" ( ،)4ومن باب نن الممقارنة تماي ٌز بين طائفة وطائفة فإنها متبرز ومتبين معالم كل فريق ومميزات . -1انظرStrauss, A . & Glasser, B . (1967) .The Discovery of Grounded Theory :Strategies for Qualitative Research . Aldine de Gruyter, New York.pp.120-143). (my translation). 2المرجعالسابق.p. (120-143).، -3سورةسبأالآية.31-4محمدبنمصلحالدينمصطفىالقوجيالحنفي،حاشيةالشيخزادةعلىالبيضاوي،علىالبيضاوي،تحقيق:محمدعبدالقادر شاهين ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،الطبعة الأولى3999 ،م ج1ص ،366وانظر :دين محمد ميرا ،مقالات في المنهج،ص.12 36
ولدذا فإن علماء المسلمين عندما يتكلمون عن هدف المنهج المقارن يقولون :إن هدف المنهج المقارن هو الوصول إلى معرفة نعمق بموضوع المقارنة من باب \"وبضدها تتمايز الأشياء\" ،فيركز -ني المنهج المقارن -على ما يكون بين موضوعي المقارنة من اتفاق واختلاف ،نو مهابهات ومغايرات ،بدون نن يتجاوزها (. )1 ونذك مر بعض الشخصيات موضوع هذا البحث التي استخدمت منهج المقارنة ،وإن لم تكن عند بعضدم بنفس الاسم المستخدم اليوم ،لكنهم عبروا عن بما يفيد معنى النظر في شيئين مختلفين بينهما مهتركات، وبعضدم استخدم بلفظ ومعنا ،فاستدلوا ب واستخدمو في النظر والتحليل ،ولكن هذا النظر إنما هو من ديث البيان لمواطن الاختلاف والاتفاق ،والتباين والنهايات . ومن نمثلة استخدام السلفيين ل ما ينقل عن ابن ت ْي ِمية في كتب ،فكثي ًرا ما استخدم المنهج المقارن في استدلالات على ما ذهب إلي في بعض المسائل ،ويهير إلي نديان ًا بـ\"المقابلة\"( ،)2فقد استخدم في كتاب \" :بيان تلبيس الجدمية\" عند الحديث عن قول تعالى( :كلا ِإن ِكتاب ال مفجا ِر ل ِفي ِس ِجين ...الآية )( )3فقال\" :بيـن مس مفول م بمقابلت بعليين ،وبيـن نيضا سعة عليين بمقابلة سجين ،فيكون قد دل على العلو والسعة التي للأبرار وعلى السفول والضيق الذي للفجار\"( )4وقال نيض ًا في مجموع الفتاوى بعد نن عقد مقارنة بين تفسيرابن عطية وتفسير -1دينميرا،مقالاتفيالمنهج،ص.16-2جاءفيلسانالعرب\":قابلالشيءبالشيءمقابلةوقبالا:عارضه،وإذاضممتشيئاإلىشيءقلتقابلتهبهومقابلةالكتاببالكتابوقبالهبه:معارضته،وتقابلالقوم:استقبلبعضهمبعضاوقداستخدممصطلحالمقابلةبمعنىالمعارضةوالمقارنةلشيءبشيء،ومنه:الحديث\"إنجبريلعليهالسلامكانيعارضهالقرآنفيكلسنةمرةوأ َّنهعارضهالعاممرتين\"أيكانيدارسهجميعمانزلمنالقرآنمنالمعارضة:المقابلة،ومنه\"عارضتالكتاببالكتاب\"أيقابلتهبه،انظر :محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ،دار صادر ،بيروت ،الطبعة الأولى ،ج33ص ،211وانظر:أبوالسعاداتالمباركبنمحمدالجزري،النهايةفيغريبالحديثوالأثر،المكتبةالعلمية،بيروت3999،م،تحقيق:طاهر أحمدالزاوى-محمودمحمدالطناحي،ج1ص.119 -3سورة المطففين الآية . 7-4ومنهامااختارهفي\"الجوابالصحيحلمنبدلدينالمسيح\"فيقولهفيمسألةماذكرفيالتوراةوالإنجيلمنأمورمنها \"اسم محمد\"صلى الله عليه وسلم ،فقد قال \" :إنأمكن أحدا أن يجمع جميع النسخ ،كانت قدرته على تغيير بعضألفاظهاكلهاأيسرعليه،منمقابلةكلمافينسخةبجميعمافيسائرالنسخ\"انظر:أحمدعبدالحليمبنتيميةالحرانيأبوالعباس ،بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ،تحقيق :محمد بن عبد الرحمن بن قاسم ،مطبعة الحكومة -مكةالمكرمة ،الطبعة الأولى ،3193 ،ج3ص ،339وانظر:أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس ،الجوابالصحيحلمنبدلدينالمسيح،تحقيق:عليحسنناص ر،د.عبدالعزيزإبراهيمالعسكر،حمدانمحمد،دارالعاصمة، الرياض،الطبعةالأولى3131،هـ،ج1ص13 37
الزمخهري\" :وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخهري ونصح نقلا وبحث ًا ونبعد عن البدع ،وإن اشتمل على بعضدا؛ بل هو خيرمن بكثير ،بل لعل نرجح هذ التفاسير ،ولكن تفسيرابن جريرنصح من هذ كلدا\"(.)1 واستخدم ال معثيمين المقارنة لفظ ًا ومعن ًى ،في كتاب \" :مجموع الفتاوى والرسائل\" عند ما سئل عن معنى قول تعالى( :ولا ت مس ُّبوا ال ِذين ي ْد معون ِم ْن مدو ِن الل ِ في مس ُّبوا الل ع ْدوًا ِبغ ْي ِر ِع ْلم)( ،)2فقد ذكر نن لابد من الموازنة بين المصالح والمفاسد ،ثم قال\" :علينا نيض ًا في إطار هذ الحقيقة نن نتبصر ونن نقارن بين المصالح والمفاسد ،ونن نقارن بين البدايات والنهايات ،لاسيما في مثل هذ الحوادث المؤلمة الخطيرة (.)3 وقد استخدم الأ ْشاعرة نيض ًا ،وجعلو معيا ًرا علمي ًا في استدلالاتهم العقلية التي قدموها في مسائل الاعتقاد المختلفة ،باستخدام مصطلح للدلالة على تحليل دقيقة بعينها ،نو ذكر معن ًى اعتقدو في نص من النصوص ،ومن نمثلة ذلك ما ذكر ابن ديان في مقدمة تفسير ،وقد عقد مقارن ًة هو الآخر بين تفسير ابن عطية ،وتفسير الزمخهري ،فقال\" :وكتاب ابن عطية ننقل ونجمع ونخلص ،وكتاب الزمخهري نلخص ونغوص، إلا نن الزمخهري قائل بال ُّطفرة( ،)4ومقتصر من الذؤابة على الوفرة ... ،إلى نن قال ...وتقحم مرتكب ،وتجهم دمل كتاب هلل -عز وجل -علي ،وشسب ذلك إلي ،ف ممغتفر إساءت لإدسا ِن ،ومصفوح عن سقط في بعض لإصابت في نكثرتبيان \"(. )5 وقد نجرى ال مبوطي مقارن ًة بين المنهج العلمي في البحث والاستدلال عند علماء المسلمين ،ومنهج البحث عند العلماء الغربيين ،وكان ذلك في نكثر من ثلاثين صفح ًة؛ بدنت من مبحث المنهج العلمي في البحث عند علماء المسلمين وغيرهم ،ثم خلص إلى القول بأن المنهج الغربي قد نخفق ،باعتبارنن منتهجي انقسموا إلى طائفتين: -1ابن َت ْي ِم َّية،الفتاوىالكبرى،ج2ص.52 -2سورةالأنعامالآية.315 -3ال ُعثيمين،محموعفتاوىورسائل،ج31ص.211 4الطفرة :الطفرة الوثب في ارتفاعكالطفور،ومعناها المبالغة في القولوالقفز على غيرسبيل ،انظر :الفيروزآبادي، القاموسالمحيط،ج3ص.212 -5محمدبنيوسفابنحيان،تفسيرالبحرالمحيط،ج3ص.331 38
-7طائفة المتدينين وهؤلاء نخضعوا الحقائق لقناعاتهم ،ولم يذعنوا للحقائق العلمية التي وصلتإليهم من خلال البحث والاستنتاج ،ديث نن معتقداتهم تجاب الحقائق العلمية ،وتجانبها مجانبة لا تحتمل التوفيق والتأويل . -9طائفة غير متدينة ،رفضت هذ المعتقدات التي تعارض العقل وتضاد ،ولكنهم اكتفوا بتفنيدمعتقداتهم التي تناقض العقل وتضاد ،ولم يذعنوا للدين الح ِق الذي يسجد العقل والعلم لكل مبادئ ،نلا وهو دين الإسلام (. )1ثم يختتم ال مبوطي مقارنت بقول \" :إن الإسلام يقوم في مبادئ الاعتقادية كلدا على منهج دقيق نزي ،لا تخط إلا يد العقل ودد ،دون نن يكون ثمة سلطان لعصبية نو رغبة في اعتقاد نو تقليد واتباع\"(. )2ومن نمثلة المقارنة نيض ًا التي استخدمدا بعض الأشا ِعرة المعاصرين ،ما ذكر الهيخ الهعراوي عندتفسير لقول تعالى( :نم ْن مهو قا ِن ٌت آنآء اليل سا ِجد ًا وقآ ِئم ًا ي ْحذ مر الآخرة وي ْر مجوْا ر ْدمة رِب ِ مق ْل ه ْل ي ْست ِوي الذين ي ْعل ممون والذين لا ي ْعل ممون ِإنما يتذك مر من ْوملوْا الألباب)( ،)3فقد ذكر نن الحق سبحان يبلغ رسول صلى هلل عليوسلم ليبلغنا نحن المسلمين المؤمنين برسالت نن نقارن بين الذي يخهع لله في نثناء الليل فيقضي قائم ًا وساجد ًا يرجو ردمة رب ،وبين الذي يدعو رب في الضراء وينسا في السراء (. )4ونلادظ نن كل ًا من السلفيين والأ ْشع ِريين الذين استخدموا المنهج المقارن ،إنما خلصوا في النهاية إلىنتيجة مفادها تفضيل فريق على فريق ،وطائفة على طائفة ،ومنهج على منهج ،وكتاب على كتاب ،ومؤلف على مؤلف ،وهذا هو المراد من المقارنة النقدية التي سنتبعدا في هذا الفصل ،بالضوابط التي سنبينها في الآتي . ثالثا :ضوابط المقارنة التي سنتبعها في دراستنا هذه:إن المنهج الذي سنتبع في دراستنا هذ هو المنهج المقارن ،وفق الضوابط التي رسمدا العلماء المسلمون،والتي استقوها من القرآن الكريم ،وقد اعتمدها علماء الغرب كذلك في منهجيتهم للمقارنة بين المذاهب والأديان، -1ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية.61-63، -2ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.61 -3سورةالزمرالآية.9 -4الشيخالشعراوي،تفسيرالشعراوي،ج3ص.611 39
غير نننا سنتحاش ى الضوابط التي وضعدا علماء الغرب ،كما نشرت إلى سمات منهجدم آنف ًا ،وهو نيجابهم على مستخدمي هذا المنهج عدم التفضيل بين المذاهب والطرائق ال ِدينية المختلفة ،باعتبار نننا سنخلص إلى نتائج في ختام بحثنا هذا ،وهذ النتائج لابد نن يتسامى ويتميز فيها منهج على منهج ،وطريقة على طريقة ،وعلى الرغم من نننا نحتفظ برنينا الخاص ،غير نننا سنتجرد من التحيز لمذهب دون آخر ،فلن نبني ندكام ًا مسبق ًة ،ولن نميل إلى فكرة على نخرى ،بل سنلتزم عدة قواعد شعتقد ننها ستكون ضرورية لتكون مقارنتنا موضوعية ،وقد استأشسنا بمن سبقنا في مجال المقارنة ال ِدينية للمذاهب والعقيدة الإسلامية ،ولذلك ستكون مقارنتنا وفق الضوابط الآتية: -7علمية الأخذ :لن هذا صفة المؤمن الصادق ،والتي ضبطتها بما تقتضي الحقائق العلمية في القرآن الكريم ،والسنة النبوية المطدرة ،كما قال تعالى( :وكذِلك منص ِر مف الآيا ِت وِلي مقوملوْا در ْست وِل منب ِين م ِلق ْوم ي ْعل ممون)(،)1 عكس ما يرا بعض الفلاسفة من نن الإيمان بالحقائق القرآنية ،قبل العقلانية ،هو الاستمداد الذي يسبق الاعتقاد ،ومن وجدة نظرهم يعتبر تصديق بأسباب عاطفية ،نو مزاجية ( ،)2لن كلامدم هذا لا يرتكز على دليل مكين ،والقول بهذا تجن على القرآن ،وجدل بالحقائق التي نرشد إليها هلل -جل وعلا -من المسلمات العقلانية التي تهدي صادبها لصول الاعتقاد والتوديد ،والأمثلة في القرآن والسنة كثيرٌة ،منها قول تعالى( :ل ْو كان ِفيِهما آِلد ٌة ِإلا الل م لفسدتا ف مس ْبحان الل ِ ر ِب ا ْلع ْر ِش عما ي ِص مفون)( ،)3ولدذا نجد كثي ًرا من الدارسين والمدتمين بمناهج البحث في العقيدة الإسلامية يتهمون المنهج الفلسفي الذي يهترط عقلانية الاستدلال على المسلمات ،قائلين بأن هذا يدخل تحت طائل المقدمات العقلية المظنونة ،والدليل على ظنيتها ثبوت خطئها ثبوت ًا لا مراء في ،كما في نظرية الجوهر الفرد( )4التي بنى عليها المتكلمون دليل وجود هلل تعالى ،ونثبت العلم المادي المعاصرخرافيتها (. )5 -1سورةالأنعامالآية.312 -2جميلصليبا،معانيالاعتقادفيالمعجمالفلسفي،دارالكتاب،بيروت3953،م،ج3ص.311 -3سورةالأنبياءالآية.33-4الجوهرالفرد،المرادبه:الموجودالمتح ّيزالقائمبنفسهغيرالقابلللقسمة،قالشيخالإسلامابن َت ْي ِم َّية:الجوهرالفردوهوالجزءالذيلايتجزأ،والعقلاءمتنازعونفيإثباتهذا؛وهوأنالأجسامهلهيمركبةمنالجواهرالمفردة؟أممنالمادةوالصورة؟أمليستمركبةلامنهذاولامنهذاعلىثلاثةأقوال؛أصحها\"الثالث\"أ َّنهاليستمركبةلامنالجواهرالمفردةولامنالمادةوالصورةوهذاقولكثيرمنطوائفأهلالكلامكالهشاميةوالضراريةوالنجاريةوالكلابيةوكثيرمنالكراميةوهوقولجمهورالفقهاءوأهلالحديثوال ُّصو ِف َّيةوغيرهمبلهوقولأكثرالعقلاء،انظر:ابن َت ْي ِم َّية، مجموعالفتاوى،ج9ص.399 -5عبدالرحمنبنزيدالزنيدي،مناهجالبحثفيالعقيدةالإسلاميةفيالعصرالحاضر،داراشبيليا3959م،ص.111 40
-9الموضوعية التي تعني :التجرد للحق وطلب في مظان ،بحيث نتلقى الحقائق من الأدلة ،وشعرضنقوال كل طرف على هذ الأدلة وفدم العلماء المعتبرين لدذ الأدلة ،ومقارنتها مع نقوال كل من الطرفين ،دون التأثربمنهج فكري ،لن هذا كما يرى كثي ٌرمن ال ممفكرين يوقع في وادد من محظورين وهما: القبول والإعجاب والتح ممس المفض ي إلى تفضيل ما نعجب ب البادث . الرفض ورد الفكرة التي كرهدا قبل البحث والتحليل والتأمل والدراسة(.)1 -4اعتبار الأقوال والآراء التي ذهب إليها الكتاب المعاصرون ،وسأجعل من آرائي ومناقهاتي لكلاالمنهجين ،مك ِمل ًة لقوالدم في مجال المقارنة في العقيدة الإسلامية ،دتى تكون نكثر فائد ًة ونفع ًا ،لتجنب تكرار ماناقهو قبلي ،بحيث يكون منهجي في هذا الدراسة الاستدلال لوجدة نظر رنيتها وجيهة ،دون الإطالة ،لتكون إضافة جديد ًة لما درسو من قبل ونتبعو بالبحث والتحليل . -3رغم كون العقيدة الإسلامية ،لدا مبادث كثيرة ،تتناول الحديث عن التوديد بجميع صور ،وال ُّنبمـوءات ،والإيمان بالكتب السماوية ،والملائكة ،واليوم الآخر ،ومبادث نخرى ،كمقتضيات الإيمان ونواقض ،وغيرها من مسائل نصيلة في هذا العلم ،وقد تناولدا كل من الهيخين موضوع بحثنا هذا( :ال معثي ِمين وال مبوطي) ،غيرنن ِني سأكتفي بمقارنة مسائل الأسماء وال ِصفات ،من ِوع ًا بما نرى نن لا ِغنى عن ،لخدمة نهداف هذ الدراسة ،لنهذا سيفيدنا في تركيز البحث في هذا الفصل على ما هو مدم ،لتمييز دال كل من الهيخين ،واتضاح مذهب وما يرا في نكثرالمسائل جدل ًا بين الفريقين ،السلفي والأ ْشع ِري ،وغايتنا التقريب بين المنهجين\" :السلفي والأشعري\" .وسيكون ذلك واضح اا من خلال الدراسة للفصول التي اخترناها عناوين لهذا البحث على هذا السرد في الفصول والمباحث الآتية: -1المرجعالسابق.113، 41
الفصل الثانيدراسة للمذهب ال َّسلفي ونشأته 42
الفصل الثاني دراسة للمذهب ال َّسلفي ونشأتهإذا نردنا الوصول إلى المعرفة الحقيقية ،وولوج سبل العلم الموضوعي الذي يعتمد على ندلة يرضاها نولواالعقول والبصائر ،ونولوا ال ُّنهى والنواظر ،يجب علينا في دراستنا لكل من المنهجين السلفي والأ ْشع ِري ،منالتعريف بهما ،ومعرفة الخلفية التاريخية لكل من هذين المنهجين ،وكذلك معرفة الأسس والمفاهيم التي تميز كلمنهج عن الآخر ،وهذ المعرفة لابد نن تكون نابع ًة مما يعتقد كل من الفريقين ،وذلك بتحري نقوالدما المنسوبةلدما ،سواء كانت هذ الأقوال مما من ِثر عن المؤ ِسسين لدذا المذهب وهذ الطريقة ،نو كانت مما تناقل تلامذةوندفاد هؤلاء المؤ ِسسين ،ونعني بالدفاد؛ الأجيال التي توارثت هذا المنهج ،بقطع النظر عن الانتماءات الاجتماعية والعرقية .وإذا كان المذهب الس ِني الذي يعم في نغلب نقطار العالم الإسلامي اليوم ،يغلب على نبنائ الانتسابلوادد من المنهجين العقائديين (السلفي و الأ ْشع ِري) ،فالحق نن يلزمنا الوقوف بعمق ،والنظربتف ُّحص وتدبرلكلاالمسارين للوصول إلى المعرفة الحقيقية بهذين التيارين من مظا ِنها ،ولابد من تجلية الأمر للعيان ،فليس الغموضمن الدين ،فالإسلام ضوؤ ساطع ،ونور واض ٌح وناص ٌع ،ولا يزيد المقترب من إلا شعور ًا بالمن والأمان ،وإدساس ًابالاطمئنان ،وكل هذا من معاشي الحقيقة والإيمان ،وهو الحق الذي لا مرية في ،قال هلل تعالى ( :وال ِذين ا ْهتد ْوا زاد مه ْم مهد ًى وآتا مه ْم ت ْقوا مه ْم)(.)1 المبحث الأول :المنهج ال َّسلفي ،نشأته ،وخلفياته الأيدلوجية.يعتبر المنهج السلفي في وقتنا الحاضر من نشهط المذاهب السنية ،ونكثرها تأثي ًرا ،وجماهي مر هذا التياريزدادون انتها ًرا في مختلف نقطار العالم الإسلامي اليوم ،ونفكار السلفيين تزداد شعبي ًة يوم ًا بعد يوم ،وكما هومعلو ٌم فإن مشهوء هذا التيار ،وبداية ازدهار في العصر الحديث ،كانت في نراض ي الحجاز ،في شب جزيرة العرببالتحديد ،ديث المهاعر المقدسة عند المسلمين ،مكة والمدينة المنورة ،ولعل هذا من الأسباب الرئيسية في سرعة -1سورةمحمدالآية .35 43
انتهار وزيادة نتباع ،فماهي السلفية؟ وهل السلفية المعاصرة تنطلق من الجذور الأولى للسلف الصاِلح؟ وكيف تأسس هذا المصطلح؟ هذ الأسئلة وغيرها ،سنحاول الإجابة عنها في المطالب الآتية. : المطلب الأول :تعريف ال َّسلفية. ال َّسلفية :من السلف ،والسلف لغ ًة في عدة معان ،قال صادب القاموس المحيط \" :وال ُّسلف :بالضم المرنة بلغت خمس ًا ونربعين سنة ،والتسليف :نكل ال ُّسلفة ،والتقديم ،والإسلاف ،وسالف في الأرض :ساير فيها، وساوا في الأمر ،وتسلف من :اقترض ،ومن :السلف في الش يء نيضا\"( ،)1ومعنى سلف عند نهل البلاغة :كقولدم: سلف القوم :الذين تقدموا وسبقوا ،وهم سلف لمن وراءهم ،وكان ذلك في الأمم السالفة والقرون السوالف (.)2 وقال الخليل بن ندمد المتوفى سنة (715هـ )\" والسلف :ك ُّل ش يء قدمت فدو سلف ،والفعل سلف يسل مف سلوف ًا ،والقوم إذا نرادوا نن ينفروا فمن تقدم من نفيرهم فسبق فدو سل ٌف لدم ،كما قيل: نحن مم ِنعنا من ِبت الن ِص ِي ...بسلف ن ْرعن عنب ِر ِي (. )3 والمعنى المقصود في بحثنا هو ما ذكر الخليل بن ندمد ،من نن السلف هو الش يء المتقدم ،والماض ي ،قال تعالى( :فمن جاء م م ْو ِعظ ٌة ِمن رِب ِ فانتهى فل م ما سلف ون ْم مرم ِإلى الل ِ )( ،)4ني ما مض ى ،وقال تعالى( :عفا الل م عما سلف)( )5ني ما سبق عمل من نعمال. ومن قول النبي -صلى هلل علي وسلم -لحكيم بن دزام -رض ي هلل عن -عندما سأل قائل ًا :يا رسول هلل نرنيت نمور ًا كنت نتحنث بها في الجاهلية من صدقة ،وصلة ردم ،هل لي فيهما من نجر؟ فقال ل النبي صلى هلل علي وسلم \":ن ْسل ْمت على ما سلف ِم ْن خ ْير\" (.)6 -1الفيروزاباذي،القاموسالمحيط،جمعالطاهرالزاوي،الدارالعربيةللكتاب،الطبعةالثالثة3951م،ج3ص.2992أبوالقاسممحمودبنعمروبنأحمدالزمخشري،أساسالبلاغة،تحقيق:محمدباسلعيونالسود،دارالكتبالعلمية، بيروت،لبنان،الطبعةالأولى3995،م،ج3ص.196 -3الخليل بن أحمد ،العين ،تحقيق( :مهدي المخزومي ،ماهر السامرائي) ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الأولى3999،م،ج9ص352 -4البقرة.392/ -5المائدة.92/-6صحيحالبخاري،بابمنتصدقفيالشركثمأسلم،حديثرقم،3116/وبابمنوصلرحمهفيالشركثمأسلم، حديثرقم.2211/ 44
إذ ًا فالسلف كل ما مض ى وما سبق ،سوا ٌء من الأمم والأفراد ،نو الأعمال والأخلاق ،نما في المعنى الاصطلاحي :فهي كلمة استعملت للتعبير عن الجماعة الإسلامية الأولى ،الذين صحبوا النبي -صلى هلل علي وسلم- ،ومن جاء بعدهم ممن سارعلى نهجدم من القرون المفضلة الثلاثة الأولى . هذا في معنى السلف بهكل عام ،نما مصطلح السلفية الذي صار يستعمل دديث ًا ،فيعرف بعض العلماء بقولدم\" :تعني السلفية في الإسلام ،التعبيرعن منهج المحافظين على عرى الإسلام وعلى مضمون ،في ذروت الهامخة ،وقمت الحضارية ،كما متو ِج مدنا إلى النموذج المتح ِقق في القرون الأولى المفضلة\" (..)1 ولدذا صارت السلفية المعاصرة علم ًا عن الطائفة التي تتلمس منهج الاقتداء بالرسول -صلى هلل علي وسلم ،-وصحابت -رضوان هلل عليهم ، -ومن جاء بعدهم من القرون الثلاثة الأولى الفاضلة ،دتى صارت تطلق على ن ْتباع مناهج العلماء المؤسسين لدذا التيار ،الذين نخذوا على عاتقدم تجديد الدعوة الإسلامية وتنقيتها من كل ما هو مخالف للنصوص ،كأمثال ابن ت ْي ِمية( ،)2وابن القيم ،وابن عبد الوهاب .-1مصطفىحلمي،ال َّسلفيةبينالعقيدةالإسلاميةوالفلسفةالغربية،مكتبةدارالدعوة،مصر،الاسكندرية،الطبعةالثانية، ص.1-2أحمدبنعبدالحليمبنعبدالسلامبنعبداللهبنأبيالقاسمالحرانيابن َت ْي ِم َّية،الشيخالإمامالعالمالع َّلامةالمفسرالفقيهالمجتهدالحافظالمحدثشيخالإسلامنادرةالعصرذوالتصانيفوالذكاء،والحافظةالمفرطةتقيالدينأبوالعباسابنالعالمالمفتيشهابالدينابنالإمامشيخالإسلاممجدالدينأبيالبركاتمؤلف\"الأحكام\"وتيميمةلقبجدهالأعلى،ولدبحرانعاشرربيعالأولسنة663هـوتحولبهأبوهإلىدمشقسنةسبعوستينوتوفيسنة935هـ،وسمعمنابنعبد الدائم وابن أبي اليسر ،والكمال ابن عبد ،وابن أبي الخير وابن الصيرفي ،والشيخ شمس الدين ،وخلق كثير ،وبالغوأكثرحتىصارمنأئمةالنقدومنعلماءالأثرمعالتد ّينوالتألهوالذكر،والصيانة،والنزاهةعنحطامهذهالداروالكرمالزائد،ثمأ َّنهأقبلعلىالفقهودقائقهوغاصعلىمباحثهونظرفيأدلتهوقواعدهوحججهوالاجماعوالاختلافحتىكانيقضىمنهالعجبإذاذكرمسألةمنالخلافواستدلور َّجحواجتهد،حكيليأ َّنهقاليوماًللشيخصدرالدينابنالوكيل:ياصدرالدينأناأنقلفيمذهبالشافعيأكثرمنك،أوكماقال،وقالالشيخشمسالدين:مارأيتأحداًأسرعانتزاعاًللآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه ،ولا أشد استحضاراً لمتون الأحاديث وعزوها إلى الصحيح أو المسند أوالسنن،كأ َّنذلكنصبعينهوعلىطرفلسأ َّنهبعبارةرشقةحلوةوإفحامللمخالف،قالابنقيمالجوزيةقال:كانصغيراًعندبنيالمنجافبحثمعهمفا ّدعواشيئاًأنكرهفأحضرواالنقلفلماوقفعليهألقىالمجلدمنيدهغيظاً،فقالواله:ماأنتإلاجريءترميالمجلدمنيدكوهوكتابعلم،فقالسريعاً:أيماخيرأناأوموسى؟فقالواموسى،فقال:أ ُّيماخيرهذاالكتاب أو ألواح الجوهر التي كان فيها العشر كلمات؟ قالوا :الألواح ،فقال :إن موسى لما غضب ألقى الألواح من يده،وحكىليعنهأيضاًقال:سألهفلانأنسيتهفقال:أنتتزعمأنأفعالككلهامنالس َّنةفهذاالذيتفعلهبالناسمنعركآذأ َّنهممنأينجاءهذافيالسنة؟فقال:حديثابنعباسفيالصحيحينقال:صليتخلفرسولاللهصلىاللهعليهوسلمليلاًفكنتإذاأغفيتأخذبأذني،انظر:الوافيبالوفايات،بابالع َّلامةتقيالدينابن َت ْي ِم َّية،ج3ص،192وانظر:ابنحجر ،الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ،تحقيق ومراقبة -محمد عبد المعيد ضان ،مجلس دائرة المعارف العثمانية، 3993م،ج3ص،355وانظر:الأعلامللزركلي،ج3ص.311 45
لمحة تاريخية عن تطور ال َّسلفية: إن المتتبع لنهوء التيار السلفي ونفكار ومناهج ،يرى نن هذ الجماعة تنتسب لصدر الإسلام الأول، وهذا يتبين من خلال ما يحمل نبناء هذا التيار من نفكار ،فدم يبنون آراءهم على الكتاب والسنة كما هو معلوم، وينتسبون في المنهج للنبي -صلى هلل علي وسلم -ونصحاب ،ويتبرءون مما يخالفدا ،وقد سبقت الإشارة إلى ذلك، وفيما يلي سنتكلم عن المنهج العقدي للسلفية ،وتطور طرد وعرض على م ِر القرون الماضية ،دتى نضج وصار تيا ًرا قائم ًا ل نتباع ومؤيدو ،وهو في ازدياد مستمر ،ومناهج ونفكار تلقى رواج ًا منقطع النظير ،وبخاصة عند الهباب المتحمسين الذين يتوقون إلى إدياء التراث القديم للسلام ،ويرون نن المبادئ الأصولية القديمة للدين الإسلامي الحنيف ،هي الكفيلة بحل كافة المهاكل التي تعاشي منها الهعوب العربية والإسلامية اليوم . ظهور مصطلح ال َّسلفية: اس متخ ِدم مصطلح السلفية منذ الزمن الأول لظدور الإسلام ،ديث جاءت روايا ٌت بأن النبي -صلى هلل علي وسلم -استعمل مصطلح السلف ،للدلالة على معنى الاقتداء ب والتأس ي بسنت ،وكان ذلك في وداع لابنت فاطمة -رض ي هلل عنها -وذلك كما جاء في الصحيحين وغيرهما ،ديث قال لدا :فإ يني نعم ال َّسلف (.)1 واض ٌح هنا نن النبي -صلى هلل علي وسلم -وهو نفصح الخلق ،استعمل هذا المصطلح لما ل من الدلالة على التسنن والاقتداء بمن سلف من الأخيار ،والتحِلي بسمتهم والتخلق بأخلاقدم ،والسير على نهجدم ،وتذكر بعض الروايات نيض ًا :نن النبي -صلى هلل علي وسلم -استعمل كلمة( :السلف) من قبل ،لما لدا من دلالة على معنى التأس ي والاقتداء ،ل ميبين لصحاب ويذ ِكرهم بعظم الموعظة في الاستنان بمن سلف ،فقد روى المباركفوري--1حديثعائشةأمالمؤمنين-رضياللهعنها-قالت(:إناكناأزواجالنبيصلىاللهعليهوسلمعندهجميعالمتغادرمناواحدة ،فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي ،لا والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم -فلما رآهارحب،قال:مرحبابابنتي،ثمأجلسهاعنيمينه،أوعنشماله،ثمسارهافبكتبكاءشديدا،فلمارأىحزنهاسارهاالثانية،فإذاهيتضحك،فقلتلهاأنامنبيننسائه:خصكرسولالله-صلىاللهعليهوسلم-بالسرمنبيننا،ثمأنتتبكين،فلماقامرسولالله-صلىاللهعليهوسلم-سألتهاعماسارك،قالت:ماكنتلأفشيعلىرسولالله-صلىاللهعليهوسلم-س َّره،فلما توفي قلت لها :عزمت عليك بما لي عليك من الحقلما أخبرتني ،قالت أما الآن فنعم ،فأخبرتني ،قالت(:أما حينسا َّرنيفيالأمرالأول،فأ َّنهأخبرنيأنجبريلكانيعارضهبالقرآنكلسنةمرة،وأ َّنهقدعارضنيبهالعاممرتين،ولاأرىالأجلإلاقداقترب،فاتقاللهواصبري،فإ ِّنينعمال َّسلفأنالك،قالتفبكيتبكائيالذيرأيت،فلمارأىجزعيسارنيالثانية،قال:يافاطمةألاترضينأنتكونيسيدةنساءالمؤمنين،أوسيدةنساءهذهالأمة)،صحيحالبخاري،باب\"من ناجى بين يدي الناس ولم يخبر بس ّر\" ،حديث رقم ،2533 /صحيح مسلم ،باب \"فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاةوالسلام\"،حديثرقم،1159/وللحديثرواياتعدةمنهافيالكتبوالمسانيدكلهاعنعائشةرضياللهعنها 46
ردم هلل -في المهكاة؛ نن لما مات عثمان بن مظعون -رض ي هلل عن -وكان عابد ًا مجتهد ًا ،من فضلاء الصحابة، وهو نول من مات بالمدينة من المداجرين في شعبان على رنس ثلاثين شد ًرا من الهجرة ،بعد شدود بد ًرا ،لما مغسل وكفن قبـل رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -بين عيني ،ولما دفن قال( :شعم السلف هو لنا )(. )1 ومن هنا ميمكن القول نن النبي -صلى هلل علي وسلم -وضع القاعدة ال ممثلى لدذا ال ممصطلح ،وهي بما يتضمن معنى القدوة الصاِلحة ،ولذلك منلادظ في كتب الأولين ننهم عندما يذكرون هذا اللفظ فإنهم في الغالب يتبعون بكلمة الصاِلح ،فيقولون\" :السلف الصاِلح\" ،فصار معنا مرتبط ًا بالصاِلحين من هذ الأمة الذين قضوا بالحق وب كانوا يعدلون ،ولكننا لا نجزم بأن هذا المصطلح (ال َّسلفية) ،بالمعنى الذي يقصد ب الجماعة التي ارتضت منهج النبي -صلى هلل علي وسلم -ونصحاب ،كان معروف ًا ومتداول ًا ،على نحو مما هو معرو ٌف اليوم ،ولكن الكلمة كمصطلح كان صداها مدويا منذ التاريخ الأول. ومعلو ٌم نن تأصيل المذهب السلفي وبدايات الأولى كانت على يد الإمام ندمد ابن دنبل (المتوفى سنة937هـ) ،ديث كان ميسمى مذهب (مذهب نهل السنة نصحاب الحديث) ،وذلك للتمييز بينهم وبين المتكلمين من نهل السنة (الأشا ِعرة والماتردية) ،وميطِلق كثي ٌر من نهل العلم على الإمام ندمد لقب \"إمام نهل السنة نصحاب الحديث\" ،وذلك بعد الفتنة التي ام متحن فيها ،ليقول بخلق القرآن ،ولكن نبى ف مح ِبس و مع ِذب ،فما كان من إلا الصبروالثبات ،وكان ثبات في ذلك الوقت ثبا ٌت للأمة ،ونصرًة لل ُّسنة(.)2-1ويقالأنابنمظعون-رضياللهعنه-أولمندفنببقيعالغرقدمنالمهاجرين،ووضعرسولالله-صلىاللهعليهوسلم-حجراًعندرأسه،وقال:هذاقبرفرطنا،أسلمبعدثلاثةعشرةرجلاً،منال َّصحابة،وهاجرهجرتين،وشهدبدراً،وكان م َّمن حرم الخمر في الجاهلية ،انظر :مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير (المتوفى:616هـ)جامعالأصولفيأحاديثالرسولتحقيق:عبدالقادرالأرنؤوط(،مكتبةالحلواني-مطبعةالملاح-مكتبةدارالبيان)،الطبعة:الأولى3993،محديثرقم،3219/وانظر:أبوالحسنعبيداللهبنمحمدعبدالسلامبنخانمحمدبنأمان الله بن حسام الدين الرحماني المباركفوري (المتوفى3131:هـ) ،مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ،إدارة البحوثالعلميةوالدعوةوالإفتاء-الجامعةال َّسلفية-بنارسالهند،الطبعةالثالثة3111-هـ3951،م،ج3ص.113 -2محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل الحسني القاسمي ،إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات الىالمذهبالحقمنأصولالتوحيد،دارالكتبالعلمية،بيروت،الطبعةالثانية3959،م،ص،112حافظبنأحمدحكمي،معارجالقبولبشرحسلمالوصولإلىعلمالأصول،تحقيق:عمربنمحمودأبوعمر،دارابنالقيم،الدمام3991،م،ج3ص ،393وانظر :إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح ،المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد،تحقيق :عبد الرحمن بن سليمان العثيمين ،مكتبة الرشد ،الرياض3991 ،م ،ج3ص ،136وانظر :أبو الحسين ابن أبي يعلى،محمدبنمحمد،طبقاتالحنابلة،تحقيق:محمدحامدالفقي،دارالمعرفة،بيروت،ج3ص.311 47
ويقول ابن القيم عن الإمام ندمد بن دنبل ،إن \"إمام السنة على الإطلاق .... ،وإن نئمة الحديث والسنة من بعد نتباع إلى يوم القيامة.)1(\".... إن الموقف الذي لعب الإمام ندمد في ذلك العصر نيام ال ُّظدور الأول للفرق الكلامية كالمعتزلة وغيرهم، وما مثل من جبه ِة صد تدعوا إلى التمسك بالكتاب والسن ِة على المنهج الأول الذي كان علي الرسول -صلى هلل علي وسلم ونصحاب -جعل ممديئ ًا لن ميجمع علي معلماء ال ُّسنة -إمام ًا مدديا -ولا ندل على ذلك من قول الإمام نبي الحسن الأشعري في كتاب \" :الإبانة\" بأن متب ٌع لقول الإمام ندمد ،وسائ ٌر على عقيدت ،وبقول يقول ،وعلى مذهب يذهب وإلي ينتمي ،وقال بالنص\" :ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول ب نبو عبد هلل ندمد بن محمد بن دنبل -نضر هلل وجد ورفع درجت ونجزل مثوبت -قائلون ولما خالف قول مخالفون ،لن الإمام الفاضل والرئيس الكامل.)2( \"... ثم إن عامة السلفيين اليوم ميق ُّرون بأن المنهج نضج وترعرع وتجددت نصول ،ونينعت شجرت ونثمرت على يد شيخ الإسلام ابن تيمية( ،)3ونظ ًرا لكثرة ردود على المخالفين ،واجتهادات ومؤلفات في هذا الهأن ،راجع ًا في كل ذلك للكتاب والسنة ،ونقوال علماء السلف ،جعل من نتباع يلقون علي المذهب السلفي ،إشارة إلى تتبع مذهب السلف ،ومن هنا ستكون نقوالنا في هذا الباب بالتعويل على آرائ ونقوال في مسائل العقيدة المختلفة . وقد ذهب الأب المؤ ِصل لدذا المنهج ،والمو ِطد لدذا الطريق؛ \"الطريق السلفي\" ،شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية (المتوفى سنة 194هـ) ،إلى القول بأن الاعتصام بالكتاب وال ُّسنة هما السبيل الوديد لسلوك المنهج السلفي ،وهما الحكم والفيصل في تصنيف الجماعات الإسلامية ،والطوائف ،ونن الفرق التي تحيد عن هذا المنهج لا دظ لدا في هذ التسمية ،وادعاؤها باطل لا يقوم على دليل ،وننها تغرق في بحر الضلال والظلمات ،لن ميه ِب الدليل والتمسك ب ،بسفينة نوح -علي السلام ،-فمن ترك الدليل غرق في ظلمات الباطل(.)4 -1محمدبنأبيبكرأيوبالزرعيأبوعبداللهابنالقيم،إعلامالموقعينعنربالعالمين،تحقيق:طهعبدالرءوف سعد،دارالجيل،بيروت3991،م،ج3ص.35 -2أبو الحسن الأشعري ،الإبانة عن أصول الديانة ،ص. 82-3محمدبنأبيبكرأيوبالزرعيأبوعبدالله،تحقيق:عمربنمحمودأبوعمر،طريقالهجرتينوبابالسعادتين،دار ابنالقيم،الدمام3991،م،ص،163وانظر:العثيمين،نورعلىالدرب،ج3ص.31 -4ابن تَ ْي ِميَّة ،أحمد بن أحمد بن عبدالحليم ،درء تعارض العقل والنقل ،تحقيق الدكتور :محمد رشاد سالم ،جامعة الإمام محمد بن اسعود الإسلامية ،الطبعة الأولى3999 ،م .ج3ص.311 48
وميعتبر هذا الكلام من ابن تيمية نصل ًا يبني علي السلفيون المعاصرون منهجدم ،ويجعلون قاعد ًة عامة، ميق ِي ممون بها الأعمال ،ويحكمون بها على التصرفات والأقوال ،فما وافق الكتاب وال ُّسنة نصا و مدكم ًا نخذوا ب ،وما خلفدما طردو نرض ًا . ومن جدة نخرى؛ فقد رآى الممنا ِومؤون للسلفية المعاصرة ،نن الاتجاهات النصية لدذ المدرسة جعلتها توصف بالجمود بعيد ًا على إعمال العقل ،وتقليب ال ِفكر في كافة القضايا والمسائل ،الأمر الذي جعل السلفيين يمقتون هؤلاء الآرا ِئيين الذين يدعون إلى إعمال الفكر دون ضوابط ،بما جعلدم يرمون نرباب هذ الأقوال بالابتداع والضلال ،وسنتعرف على العقيدة السلفية ،وما علي نرباب هذ الطريق في المطالب التالية: المطلب الثاني :الأيد لوجية ال َّسلفية. للمذهب السلفي آراء تميز عن غير من المذاهب ،وشستطيع القول إن السلفية لدم قواعد عامة يهتركون فيها ،وقواعد خاصة تميز اتجاهاتهم من الداخل ،بمعنى نن السلفية بهكل عام متحدون في الأفكار والانتماءات ،نما الناظر المتفحص للسلفية كمنهج ل خصائ مص ومميزات ،يرى نن نتباع السلفية يهتركون في القواعد العامة ،وقد تتباي من آرا مؤهم في بعض القضايا الخاصة ،دتى صار بعض السلفية يميلون لبعض الفتاوى والآراء ،بينما يختلف معدم سلفيون آخرون ،وهذا بطبيعة الحال في القضايا الخاصة ،نما القضايا العامة ،فهي من المسلمات عند كل السلفيين ،ويمكن إجمال القضايا والمفاهيم العامة التي يهترك فيها هذا المذهب فيما يلي: -7إتباع السلف الصاِلح في فدم النصوص وتأويلدا . -9الابتعاد عن تأويلات المتكلمين من المعتزلة والأشا ِعرة ،وغيرهم من الطوائف والفرق الكلامية الأخرى ،ور ِدها ورف ِضدا ،لنهم بهذا -وفق ما يرى السلف ُّيون -مخالفون لددي النبي -صلى هلل علي وسلم- ونصحاب -رضوان هلل عليهم -وكانوا يسمونهم بأهل الهبهات والأهواء ،كما يقول ابن القيم\" :لن الرني المخالف للسنة جد ٌل ،وهو لا دين ،فصادب ممن اتبع هوا بغير هد ًى من هلل ،وغايت الضلال في الدنيا ،والهقاء في الآخرة\"(.)1- 1ابن قيم الجوزية،شمس الدين أبوعبدالله محمد بن أبي بكر ،إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان ،تحقيق :محمد حامد الفقي،مطبعةمصطفىالبانيالحلبي،سورية3919،م،ج3ص.315 49
-4الاستدلال على مختلف المسائل والقضايا بالنصوص القرآنية والأداديث النبوية الهريفة ،ونقوال الصحابة والتا ِبعين ،ويرون نن ما نددث المتكلمون والفلاسفة وغيرهم؛ من الابتداع في الدين ،ويتهمون نصحاب هذ الآراء ،بالزيغ في العقيدة (.)1 هذ هي القواعد العامة التي تميزالمنهج السلفي ،غيرنن السلفيين يرون نن من الظلم نن ميختزل مذهبهم في هذ المفاهيم فحسب ،بل يعتبرون المنهج السلفي هو المنهج الأعم ،ليهمل تصحيح كل المفاهيم التي صارت تثار دول الإسلام اليوم ،وهي المنهج الوسط الذي لا إفراط في ولا تفريط( ،)2وهم بهذا إنما يدافعون عن الإسلام الصحيح الذي يستوعب الحياة بجميع صنوفدا ومجالاتها العلمية والعملية ،فالسلفية -عندهم -نن تكون على ما كان علي الرسول -صلى هلل علي وسلم -وصحابت ،في كل ش يء ،في المعاملات والعبادات ،في السلوك والمطعم والملبس ،لتستوعب السلفية كل ش يء ،في دياة المسلم ،ولتسيير الحياة بجميع تفاصيلدا ،السلفية في كل ش يء ،في آداب الطريق ،وآداب المجالس ،السلفية والسلفي يقتدي بكل ما هو وارد عن النبي -صلى هلل علي وسلم- وصحابت دتى في آداب قضاء الحاجة ،والطدارة . الآراء العقائدية للسلفية: سبقت الإشارة إلى نن السل ِفيين يهتركون في القواعد العامة للعقيدة ،فهي ثوابت لا يحيدون عنها ،من ديث اقتداؤهم بالسلف الصاِلح في فدم النصوص ،ونأيهم عن مذاهب المتكلمين ،وهذا ما يميزهم عن مذاهب المتكلمين ،لنهم يرون نن ما وقع في المتكلمون ندخلدم في الابتداع في الدين ،ويع ُّدون هذا من المخالفة لمر هلل ونمر رسول -صلى هلل علي وسلم -ونن من اعتصم بالكتاب والسنة ،كان من نولياء هلل المتقين ،ودزب المفلحين وجند الغالبين(.)3 -1مصطفى حلمي ،قواعد المنهج ال َّسلفي في الفكر الإسلامي ،دار الدعوة ،الاسكندرية3996 ،م ،ص 12ـ ص،16 وانظر:مصطفىحلمي،ال َّسلفيةبينالعقيدةالإسلاميةوالفلسفةالغربية،ص.1-2محمودأحمدطحان،حجيةالسنةودحضالشبهاتالتيتثارحولها،وزارةالتعليمالعالي،المؤتمرالعالميعنموقفالإسلاممنالإرهاب،ص،1وانظر:عبدالعزيربنعثمانالتويجري،وسطيةالإسلاموسماحتهودعوتهللحوار،ص،9 المملكةالعربيةالسعوديةفيمحاربةالإرهاب3111،م. -3شيخالإسلامابن َت ْي ِم َّية،مجموعالفتاوى،مكتبةالمعارف،الرباط،المغربالأقصى(،بدونتاريخ).ج33ص.631 50
ويستهددون لرنيهم هذا بعدة نصوص ،من القرآن الكريم ،والسنة ،ونقوال الأئمة ،ومن هذ الأدلة ما يلي:( -7يا ن ُّيها ال ِذين آم منوْا ن ِطي معوْا الل ون ِطي معوْا الر مسول ومن ْوِلي الأْم ِر ِمن مك ْم ف ِإن تناز ْع مت ْم ِفي ش ْيء ف مر ُّدو م ِإلى الل ِ والر مسو ِل ِإن مكن مت ْم مت ْؤ ِم منون ِبالل ِ وا ْلي ْوِم الآ ِخ ِرذِلك خ ْي ٌرون ْدس من ت ْأ ِويل ًا)(.)1 ( -9ون ِطي معوْا الل ون ِطي معوْا الر مسول وا ْدذ مرو ْا ف ِإن تول ْي مت ْم فا ْعل مموْا ننما على ر مسوِلنا ا ْلبلا مغ ا ْلمم ِبي من )(.)2 -4عن ابن عباس رض ي هلل عنهما نن رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -خطب الناس في حجة الوداع فقال( :يا نيها الناس إ ِشي قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم ب فلن تضلوا نبد ًا كتاب هلل وسنة نبي ) (..)3 -3عن العرباض بن سارية -رض ي هلل عن -قال وعظنا رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -يوم ًا بعدصلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ،ووجلت منها القلوب ،فقال رجل إن هذ موعظة مودع فماذاتعدد إلينا يا رسول هلل؟ قال نوصيكم بتقوى هلل ،والسمع والطاعة ،وإن عبد دبش ي ،فإن من يعش منكم يرىاختلافا كثيرا ،وإياكم ومحدثات الأمور ،فأنها ضلالة ،فمن ندرك ذلك منكم؟ فعلي بسنتي ،وسنة الخلفاء الراشدين المدديين عضوا عليها بالنواجذ (.)4وكل من لا يعتبر النصوص من كتاب وسنة نصل ًا من الأصول التي يجب التزامدا للمسلم ،وكل من لايتعامل مع هذ النصوص على ننها الأساس الأول في فدم للدين ونصوص وندكام ،فدو مخالف مبتد ٌع -بحسب ابن تيمية -وحجت دادض ٌة لا قيام لدا ،وكلام مردود ولا اعتبارل في الهريعة الإسلامية .ومن هنا يرى ابن ت ْي ِمية نن نمر الاتباع للن ِبي -صلى هلل علي وسلم -واجب على كل مسلم ،ونن خلافذلك ابتداع في دين هلل ومخالفة لصريح ال ُّنصوص ،ومما نثر عن في تأصيل للمذهب السلفي قول :نن يجعل مابعث هلل ب رسل ،وننزل ب كتب ؛ هو الحق الذي يجب اتباع ،وب يحصل الفرقان ،والددى والعلم ،والإيمان، -1النساءالآية.29 -2المائدةالآية.93 -3مالك بن أنس ،موطأ مالك ،كتاب القدر ،باب النهي عن القول بالقدر ،ج3ص ،599صحيح مسلم ،باب حجة النبي صلىاللهعليهوسلم،حديثرقم.3319/-4سننالترمذي،بابماجاءفيالأخذبالسنةواجتنابالبدعة،حديثرقم،3611/وابنماجة،باباتباعسنةالخلفاء الراشدين،حديثرقم،11/مسندالإمامأحمد،بابحديثالعرباضبنسارية،حديثرقم.36239/ 51
فيصدق بأن دق و ِصدق ،وما ِسوا من كلام سائر الناس ميعر مض علي ،فإن وافق ؟ فدو دق ،وإن خالف فدو باطل (.)1 وهذا ما علي السلف عموم ًا ،بل تجدهم يفتخرون بتعلمدم ال ُّسنن والحديث ،ودرصدم عليها كحرصدم على تعلم السورة من القرآن ،وقد نوضح نبو عبد الردمن عبد هلل بن ذكوان ذلك فقال\" :ونيم هلل( )2إن مكنا لنلتقط السنن من نهل الفق والثقة ،ونتعلمدا شبيها بتعلمنا آي القرآن ،وما برح من ندركنا من نهل الفق والفضل من خيار نولية الناس ،يعيبون نهل الجدل والتنقيب والأخذ بالرني ،وينهون عن لقائهم ومجالستهم، ويحذرونا مقاربتهم نشد التحذير ،ويخبرون ننهم نهل ضلال وتحريف لتأويل كتاب هلل وسنن رسول ،وما توفي رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -دتى كر المسائل ونادية التنقيب والبحث ،وزجر عن ذلك ودذر المسلمين في غيرموطن ،دتى كان من قول كراهية لذلك (.)3 هذ هي السلفية بمفدومدا الخاص ،عند ننصار السلفية ،فالسلفية لا تعني عند ننصارها التخلي عن المذاهب السنية المعروفة كالمذهب (الحنفي -والمالكي -والهافعي -والحنبلي) بل هي تأصيل لما في هذ المذاهب من الأقوال والآراء ،فما وافق النصوص ،فدو منهج السلفيين ،وما خالفدا فدو ليس من السلفية وفق ما يرا نتباع هذا المنهج ،وكما هو معلوم من منهج هذ الجماعة نن نصولدا ثابت ٌة لا تبديل فيها ،ونيض ًا كما هو ظاه ٌر من التسمية التي تسموا بها فدم سلفية يرجعون إلى الأصل والجذور ،وإلى آراء القدماء ،التي تتمسك بظواهر الأدلة والنصوص . نما من ديث تأسيس هذا المنهج كطريقة نو جماعة يسمون بهذ الاسم( :السلفية) ،فقد نشرنا إلى نن كثي ًرا من نهل العلم يقولون بأن ابن ت ْي ِمية هو نول من نسس القواعد التي قامت عليها السلفية ،ثم إن آراء نثرت -1شيخالإسلامابن َت ْي ِم َّية،مجموعالفتاوى(،ج.)316-312/31-2وأيمنالله:اسموضعللقسمهكذابضمالميموالنونوهوجمعيمينوألفهألفوصلعندأكثرالنحويينولميجئفيالأسماءألفالوصلمفتوحةغيرهاوربماحذفوامنهالنون،فقالوا:أيماللهبفتحالهمزةوكسرها.وربماأبقواالميموحدهافقالواماللهوماللهبضمالميموكسرها،راجعمختارالصحاحللإماممحمدأبيبكربنعبدالقادرالرازي،ترتيب-محمود خاطر،مراجعةلجنةمنالعلماء،دارالمعارفالمصرية،3991،ص.912-3أبو عمر يوسف بن عبد البر النمريالقرطبي ،توفيسنة 161هـ ،جامع بيانالعلم وفضله،وما ينبغي في روايته وحمله،دارالكتبالعلمية،بيروتلبنان3995،م(،ج/3ص.)331 52
بهكل كبير في تكوين هذ الأيدلوجية السلفية ،وقد تناقلدا تلامذت من بعد كابن القيم ،وابن كثير( ،)1وابن عبد الوهاب ،وغيرهم ،لتكون نفكارهم منضج ًة لفكار نستاذهم التيمي ،ثم تصير بعد ذلك النـواة التي ي ْبني عليها السلف ُّيون المعاصرون آراءهم ،ومناهجدم. وقد تمسك السلف ُّيون المعاصرون بالمذهب السلفي الأول ،لتقاطعدم مع الفرق المختلفة التي وصفدا السلف ُّيون ال ممعاصرون كما وصفدا نسلافدم بالفرق الضالة ،وكذلك منفور ًا من القواعد والمفاهيم الأساسية التي بنت عليها هذ الفرق مناهجدا ومعتقداتها ،والأصول التي انطلق منها المؤ ِسسون الأوائل لدذ الفرق الكلامية ()2 كالمعتزلة ،والجدمية ،والقدرية وغيرهم ،وقد نفـر السلف ُّيون من هذ ال ِفرق الكلامية وع ُّدوها فرق ًا ضال ًة تكلفت تكلف ًا مذموم ًا في علم العقيدة قد يرقى بصادب إلى التزندق والكفر ،غير نن ظدور هذ الفرق ،اضطر علماء السنة للرِد عليها( )3وهذا الأمر مدد بعد ذلك لظدور التيار الس ِني ،بأساليب مختلفة في التعامل مع هذ الأفكار وهذ التيارات ،ليبرز بعد كل هذا منهجان في نهل السنة ،نددهما :منهج المتكلمين ،وهو ما اصطلح على تسميت (بالمنهج الأ ْشع ِري ،نو العقيدة الأ ْشع ِرية) ،والثاشي :المنهج الأصولي ،وهو ما نطلق علي (المنهج السلفي ،نو العقيدة السلفية) ،وما هذ المناهج إلا ثقافة الرد على هذ الفرق والجماعات.-1إسماعيلبنعمربنكثيربنضوبندرعالقرشيالبصرويثمالدمشقي،أبوالفداء،عمادالدين:حافظمؤرخفقيه.ولدفيقريةمنأعمالبصرىالشام،وانتقلمعأخلهإلىدمشقسنة916هـورحلفيطلبالعلم.وتوفيبدمشق،تناقلالناستصانيفهفيحياته،منكتبه(البدايةوالنهاية)انتهىفيهإلىحوداثسنة969و(شرحصحيحالبخاري)لميكمله،و(طبقاتالفقهاءالشافعيين)و(تفسيرالقرآنالكريم)،شيوخه:شيخالإسلامأبوالعباسأحمدبنتيمية-رحمهالله -الحافظ أبو الحجاج يوسف المزي ،رحمه الله -الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي-رحمه الله -الشيخ أبو العباسأحمد الحجار الشهيربـ\"ابن الشحنة\"،وغيرهم( ،ولدسنة911هـوتوفيسنة99هـ )،انظر :خير الدين بن محمود بنمحمد بن علي بن فارس ،الزركلي الدمشقي (المتوفى3196 :هـ) ،الأعلام ،دار العلمللملايين ،الطبعة الخامسة عشر، 3113م،ج3ص.131-2المتكلمونهمالذيناشتغلوابعلمالكلام،و ُيع َّرفعلمالكلامأ َّنه\":علميقتدرمعهعلىإثباتالعقائدال ِّدين َّيةعلىالغير،بإيرادالحجج،ودفعالشبه\"كونهكلامفياللهبمالميعرفمنن ٍّصولاعملال َّسلفال َّصالِح،إذفيهتقديمماتدلعليهعقولأولئكالمتكلمينعلىالكتابوالسنة،لذلكيرىبعضالعلماءأنالقولبهإنماهوخلافللكتابوالسنة،انظر:اينتيمية ،درء تعارض العقل والنقل ،ج3ص ،395وانظر– الإيجي ،المواقف ،ص ،39وانظر :سعد الدين مسعود التفتازاني،شرحالمقاصد،مطبعةمحرمأفندي3593،م،ج3ص-361ص366-3وقد ذكر بعض أهل العلم أن :المشهور بعد الاعتراف بكفاية المأخذين ال َّسلفيينوالنهي عنالخوض فيعلم الكلاموالفلسفةالاعتذارعنالخائضينمنالمنتسبينإلىالسنةبأ َّنهماضطرواإلىذلكلدفعشبهاتالكفاروالزنادقة،والملحدينوالمبتدعة الذين يخوضون في دقائق المعقول ثم يطعنون في الإسلام والسنة ،قال المعتذرون ولم يكن ذلك في عهدال َّصحابة وال َّتا ِبعين وإنما حدث أخيراً بعد ضعف الإيمان وتشوف الناس إلى دقائق المعقول وإعجابهم بأهله ،فالخوضمحدثلكنلحدوثداعإليهوباعثعليهومقتضله...انظر:التنكيلبمافيتأنيبالكوثريمنالأباطيل،ج1ص113 . 53
المطلب الثالث :علاقة ال َّسلفية بالوهابية: عرفنا في ما سبق نن السلفية في مفدومدا العام والذي يستهرف المنتسبون لدذا المنهج ،هو الرجوع إلى طريقة السلف الصاِلح ،ولقد كان لظدور الإمام محمد بن عبد الوهاب الذي يعتبر كثي ٌر من السلفيين الإمام المجدد للعقيدة الصحيحة كما يرتض ي علماء السلفية اليوم ،ديث يعتبرون مؤسس السلفية ال ُّنصوصية المعاصرة ،كما يطيب لبعض ال مبحاث وصف في عرض دديثهم عن تأثيرات الوهابية على السلفية الحديثة نو الجديدة (. )1 ديث ميق ِسمون السلفية المعاصرة إلى قسمين( :سلفية منصوصية ،وسلفية عقلانية). أول :ال َّسلفية ال ُّن ُصوص َّية :ويمثلدا الإمام محمد ابن عبد الوهاب والصنعاشي والهوكاشي وتلامذتهم، ولك ِل فريق من هذين الفريقين نظرت الخاصة وفدم الخاص للسلفية ،فالسلفية في نظر تلامذة الامام محمد عبد هي تيارعقلاشي يستند الى الكتاب والسنة النبوية كما قال الهيخ الغزالي(.)2 نما الفريق الثاشي فإنهم يرون نن السلفية رجوع الى هدي السلف والى العدد الذهبي للسلام ،والسلفية التي تمثل عقيدة السلف الصاِلح -رض ي هلل عنهم -التي نمر هلل بها من توديد وافراد بال ُّرمبوِبية وال مأ ملوهية، والاتجا إلي ودد في النية والعمل ،فالسلفية هي الحنفية وهي كذلك فطرة هلل التي فطر الناس عليها ،كما قال تعالىِ \":ف ْطرة الل ِ ال ِتي فطرالناس عل ْيها لا ت ْب ِديل ِلخ ْل ِق الل ِ ذِلك ال ِدي من ا ْلق ِي مم ول ِكن ن ْكثرالنا ِس لا ي ْعل ممون \"(. )4( ،)3 ولا شك نن الطريق نو الخ ِط السلفي المعروف اليوم؛ هو الخ ُّط الوهابي ،نو ما اصطلح البعض على تسميتهم بـ \"الوهابيين\" مع التحف ُّظ على اللف ِظ إذا ن ِريد ب الذ ُّم ،ولكن هذا هو الواقع ،فقد جرى علي العمل -1انظر :حرسي محمد هيلوله ،ال َّسلفية الوهابية بين مؤأيديها ومنتقديها دراسة تحليلية موضوعية ،الجامعة الإسلامية،ماليزيا3996م،ص،33وانظر:محمدفتحيعثمان،ال َّسلفيةفيالمجتمعاتالمعاصرة،الكويت3953م،دارالقلم الطبعةالثانية،ص.6،33 -2يرى الشيخ محمد الغزالي أ َّن السلفية هي النزعة العقلانية والعاطفية التي ترتبط بخير القرون ،وتعمق ولاءها لكتاب اللهوسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم -وتحشد جهود المسلمين المادية والمعنوية لإعلاء كلمة الله دون نظر للعرق أو اللون،انظر :محمد الغزالي ،دستور الوحدة الثقافة بين المسلمين ،الطبعة الثانية ،دار الوفاء ،المنصورة ،ص ،727وانظر :حرسي محمد هيلولة ،السلفية الوهابية بين مؤيديها ومنتقديها ،ص. 2 -3سورةالرومالآية.11 -4محمدفتحيعثمان،ال َّسلفيةفيالمجتمعاتالمعاصرة،دارالقلمالطبعةالثانية،الكويت3959،م،ص.33 54
عند ال مكتاب والدارسين للمذهب السلفي المعاصر ،فإذا قيل \"السلفيين\" بالإطلاق فإننا شعني ب الحديث عن \"الوهابيين\" المنتسبين للمام المجدد \"محمد بن عبد الوهاب\"(.)1 وإن كان بعض علماء العقائد المعاصرين يتحفظون على هذا الاسم ،وذلك بحصر السلفيين في الوهابيين نتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب ،ويرون نن مفدومدا نوسع ونشمل من ذلك ،ومنهم الهيخ محمد الغزالي الذي وصف السلفية بقول :السلفية عنوا ٌن كبير لحقيقة كبيرة نساسدا العقل الحر المكتهف الدءوب ،السلفية عود ٌة إلى الإيمان السدل السائغ البعيد عن التقعر ،الب ِريئ من المممادكات ،وليست السلفية قنطرة لترويج بعض الآراء، نو دبالة ينصبها ال مبـل في المجتمع لاصطياد الأغرار(. )2 وبالرغم من الأمثلة الرائعة التي رسمدا محمد الغزالي للسلفية في كلام آنف ًا ،ومع اتفاقنا مع في كل ما قال ،غير نننا وبعيد ًا عن اختيارات وشرد للمفدوم العام لمعنى السلفية ،نقول بأن العلاقة الوثيقة بين نفكار الإمام محمد بن عبد الوهاب ،والمنهج السلفي المعاصرالذي مين ِظ مرل علماء السعودية ،نمثال :ابن باز ،والعثيمين، والفوزان وغيرهم ،تجعلنا لا منف ِرق بين السلفيين والوهابيين ،لن ممرادنا هو استقصاء ما علي السلفية المعاصرة من العقيدة ،وهذا الذي سيكون علي مدارالبحث في مقارناتنا بين المدرستين السلفية والأشعرية. ثانيا :ال َّسلفية العقلانية :ميمثلدا الهيخ محمد عبد ،وتلامذت كـ محمد رشيد رضا ،ومحمد مصطفى المراغي ،وغيرهم ،واعتبر كثي ٌر من نهل العلم المعاصرين نن الإمام محمد عبد من الممؤ ِس ِسين لدذا المنهج العقلاشي نو الفكري -إذا جاز التعبير -في العصر الحديث ،وقد رجح هذا القول كثي ٌر من ال مبحاث المعاصرين ،ون ْول ْو م اهتمامدم ،ديث ظدر هذا الخط العقلاشي في التفكير السلفي ،ورنوا نن محمد عبد من نوائل من دعا إلي ، ومنو ِقهت هذا المسألة ،ومرو ِعي هذا الهأن ،دتى رنينا من كتب فيها باللغات الأخرى ،ومنها دراسة على سبيل المثال للأستاذ Yasien Mohamed :الذي ذكر نن ممحمد عبد كان يقول بتقديم النصوص على العقل ،ولكن مع هذا لا-1انظر:محمدأبوزهرة،تاريخالمذاهبالإسلامية،ص،336وانظر:أحمدأمين،ضحىالاسلام،دارالكتابالعربي،بيروت ،الطبعة الخامسة( ،بدون تاريخ) ،ج 1ص ،35وانظر :عرفان ،الفلسفة الاسلامية دراسة ونقد ،بيروت مؤسسةالرسالة ،الطبعة الثانية3959 ،م ،ص ،322-323وانظر :محمد عمارة ،تيارات الفكر الإسلامي ،ص ،311وانظر: حرسيهيلولة،ص.12-13 -2محمد الغزالي ،دستور الوحدة الثقافية بين بين المسلمين ،دار الوفاء ،الطبعة الثانية ،المنصورة ،ص. 727 55
يهمل العقل بل يرى إعمال العقل وجعل وسيلة ممدمة يتوصل بها إلى تفسير القرآن الكريم ،ونن قد نشار إلى هذا في كتاب \" :رسالة التوديد\" (.)1 ويمكننا نن نقول نن قد ظدر في هذ الأثناء خط آخر ،نو وج آخر للسلفية المعاصرة ،لعل يكون تزا ممن ًا مع انتهار نفكار محمد عبد التي تميل إلى ادتواء الآراء واستيعابها في المنهج ال مكلي للتوجدات السلفية التي تحارب ال ِبدع والخرافات ،ولكنها لا تماشع في استخدام العقل لفدم نهداف العقيدة الصحيحة ،ومقاصد الهريعة التي توصل إلى سعادة المسلم في الدارين ،ولا تحجر علي إعمال العقل فيما لا يتناقض مع نصول الدين ،وروح النصوص . ولا نريد نن شسدب في الحديث عن السلفية الفكرية نو العقلانية التي دعا إليها الهيخ محمد عبد ،ولا نن شسترسل في الحديث عن محمد عبد ومنهج ،وسنعرض لدذا في دديثنا لادق ًا عن مدرسة الأزهر وتطورها، وذكر منهج علماء الأزاهرة قديما ودديث ًا ،وعلاقتهم بالمنهجين السلفي والأ ْشع ِري ،لن ما يعنينا في هذا المبحث الوقوف على السلفية الن ِصية المعاصرة التي يمثلدا الهيخ ال معثيمين ومن وافق وهو ما سنعرض ل في المبحث التالي . ثالث اا :السلفية الجهادية :يسير ننصار هذا الخط من السلفية إلى ندياء فكرة الجداد التي يرونها فريضة لا تقل في الق ْد ِر والمكان ًة من الدين عن الصلاة والزكاة ،ونتباع هذ المدرسة يهتركون مع نرباب السلفية النصوصية في فدم نصوص العقائد والأدكام ،لكن الخلاف بينهم في وجدات النظر قائم على فكرة الحاكمية، ووجوب الخروج على الولاة والرؤساء دال مولاتهم للكفار ،نو عدم تحكيم شرع هلل( ،)2ومن المنظرين لدذا التيار، سيد قطب ،والهيخ نسامة بن لادن ،والظواهري ،وغيرهم ،ولدذا يقول هاشي شسيرة\" :إن السلفية الجدادية قدYasien Mohamed, (1996). The Education Life And Thought of Mohamed Abduh, -1Muslim Education Quarterly. Vol .13, No. The Islamic Academy, Cambrige,U.K. ,p.20 )(My translation -2سمير الحمادي ،مقالة بعنوان :تأملات في مصطلح السلفية الجهادية ،الكلمات الدلالية\" :السلفية الجهادية\"، 3131/9/11مhttp://www.islammaghribi.com، 56
نجحت بامتياز في الدمج بين التوديد بمعنا الحنبلي الجديد ،كما نسس ابن تيمية وفصل ابن عبد الوهاب، وبين داكمية سيد قطب ،ذات الطبيعة الفكرية\"(.)1 والذي يعنينا من هذ الطرق الثلاثة في السلفية المعاصرة ،المنهج ال ُّن مصو ِص ي الحرفي ،الذي نظر ل علماء السعودية كأمثال ابن باز والعثيمين ،ومدار بحثنا كما هو معلو ٌم سيكون في باب العقائد ،وخصوص ًا في مسائل الأسماء والصفات وتتبع نقوالدم وآرائهم ،وخصوص ًا الهيخ العثيمين . المبحث الثاني :العقيدة ال َّسلفية المعاصرة: للتعرف على العقيدة السلفية في تاريخنا المعاصر ،ومعرفة المنهج والطريقة التي عليها سلفية اليوم في مسائل الاعتقاد ،وهل يصلح اتصافدم بهذا اللقب؟ ومدى موافقتهم لما كان علي نسلافدم؟ لابد من معرفة المنهج السلفي الأول ،وطريقتهم في فدم مسائل الإيمان المختلفة ،كالتوديد ،والقضاء والقدر ،والأسماء وال ِصفات، والقول بتحقق رؤية هلل تعالى للمؤمنين يوم القيامة ،وغيرها ،ومن ثم مطابقة هذ المفاهيم ،وهذ المعتقدات، على نولئك الذين ينتسبون إلى طريقة السلف الصاِلح في زماننا اليوم ،ومدى ندقيتهم لدذا الهرف وهذا الوسام- إذا جاز التعبير -وذلك من خلال الوقوف على القضايا التي اعتقدها جماهير السلف ،في مسائل التوديد ،وهي كما يأتي: المطلب الأول :التوحيد: إن التوديد عند سلف هذ الأمة ،هو المتضمن لمفدوم التوديد في القرآن العظيم ،وسنة النب ِي محمد- علي الصلاة والتسليم -وذلك كما في قول تعال( :فا ْعل ْم نن لا ِإل ِإلا الل م )( ،)2يقول تعالى ذكر لنبي محمد -صلى هلل عل ْي ِ وسلم :فاعلم يا محمد نن لا معبود تنبغي نو تصلح ل الألوهية ،ويجوز لك وللخلق عبادت ،إلا هلل الذي هو خالق الخلق ،ومالك كل ش يء ،يدين ل بال ُّرمبوِبية كل ما دون (.)3-1هانينسيره،القاعدةوالسلفيةالجهادية:الروافدالفكريةوحدودالمراجعات،منشوراتالأهرام،القاهرة،يونيو،3115 22ص. -2سورةمحمدالآية.39 -3ابنجريرالطبري،تفسيرالطبري،ج33ص.319 57
وقد كان السلف الأول ينظرون للتوديد جمل ًة وادد ًة ،ولا يفرقون بين مسائل ،فكل ما هو من عالم الغيب يعتبر من التوديد ،وقد عبروا عن بصيغ متعدد تفيد في مجملدا عنايتهم بهذا الأمر ،وتعظيمدم لمسائل ، فقد سما نبو دنيفة النعمان ،الفق الأكبر ،وبعضدم كان يتحرز من ذكر مسائل وفروع ،ويعرف بمسمى الدين ،جملة واددة ،ويمسك عن الخوض في مسائل التي خاض فيها المتكلمون ،كالإمام مالك -ردم هلل تعالى- ديث كان يقول( :الكلام في الدين نكره ،ولم يزل نهل بلدنا يكرهون القدرورني جدم وكل ما نشب ذلك) (. )1 وهم في هذا إنما يمسكون عن ما نمسك عن النبي -صلى هلل علي وسلم -ونصحاب ،فقد نخرج الترمذي في سنن عن نبي هريرة رض ي هلل عن قال\" :خرج علينا رسول هلل صلى هلل علي وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب دتى ادمر وجد ،دتى كأنما مف ِقئ في وجنتي الرمان ،فقال :نبهذا منمرمتم؟! نم بهذا منرسل مت إليكم ؟! إنما هلك من كان قبلكم دين تنازعوا في هذا الأمر ،عزمت عليكم نلا تتنازعوا في \"(.)2 إذ اا :فقد كانوا ينظرون لمسائل الإيمان ،وقضايا التوديد ،ولوازم العقيدة ،جملة واددة لا يفرقون بينها، وإن كانوا يع ِرفون مكلا من مصطلحات الإيمان بما يدل علي ،فقد جاء في شرح الفق الأكبر للمام نبي دنيفة قول \" :والتوديد معرفة هلل تعالى بالوددانية\" ( ،)3وهو المعنى المتضمن لهدادة التوديد ،وهو من نصول الإيمان، عند نصحاب الحديث من نهل السنة ،وهم المذهب الأصولي ،نو (السلفية) ،بالمسمى الذي اصطلح علي نخي ًرا، لذلك يقول الدكتور محمد عبد الردمن الخميس ،في كتاب :اعتقاد نهل السنة ،شرح نصحاب الحديث\" :يؤمن نهل السنة بالله سبحان وملائكت وكتب ورسل وبكل ما روا الثقات عن الرسول صلى هلل علي وسلم ،ويقرون بتفرد هلل بالوددانية في كل ش يء ،وبنبوة محمد -صلى هلل علي وسلم -ويؤمنون بالجنة والنار وبالبعث بعد الموت\"(. )4 -1أبي عمر يوسف بن عبد ال َب ِّر ،الانتقــاء في فضائــل الأئمة الثلاثة الفقهاء ،عناية،عبد الفتاح أبو غردة ،مكتبةالمطبوعات الإســلامية،حــلب ،سـوريا،الطبعة الأولى3999 ،م ،ص ،69وانظر :محمد أبوزهرة ،مالك حياته وعصره آراؤهوفقهه،دارالثقافةالعربية،مصر3919،م،ص.322-2سننالترمذي،بابماجاءفيالتشديدفيالخوضفيالقدر،حديثرقم،3129/قالأبوعيسىوفيالبابعنعمروعائشةوأنسوهذاحديثغريبلانعرفهإلامنهذاالوجهمنحديثصالحالمريوصالحالمريلهغرائبينفردبها لايتابععليها.-3أبومنصورمحمدبنمحمدبنمحمودالحنفي(،المتوفىسنة111هـ)،شرحالفقهالأكبرللإمامأبيحنيفةالنعمان، طبععلىنفقةالشؤونال ِّدين َّية،قطر(،بدونتاريخطباعة)،ص31 -4محمد بن عبد الرحمن الخميس ،اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث ،الطبعة :الأولى ،وزارة الشئون الإسلامية والأوقافوالدعوةوالإرشاد،المملكةالعربيةالسعودية،تاريخالنشر3139:هـ،ص.39 58
وعقيدة السلف نن من مات على التوديد دخل الجنة قطع ًا ،وإن مع ِذب بسبب ذنوب ،ولكن لا ميخلد في النار ،جاء في صحيح مسلم ،قول :باب نن من مات على التوديد دخل الجنة قطع ًا ،ثم نقل الرواية عن عثمان- رض ي هلل عن -قال :قال رسول هلل -صلى هلل علي وسلم\" :-من مات وهو يعلم نن لا إل إلا هلل دخل الجنة\"(. )1 وكما مر علينا من قبل نن المذهب (ال َّسلفي) ،يدين لابن ت ْي ِمية بتأصيل قواعد ،وضبط ندكام ،ديث عرفنا نن كلام ابن ت ْي ِمية صار عند نرباب هذا المذهب بمثابة القواعد الذهبية ،بحيث يستهددون بها في المناظرات ،وتتقوى بها محج مجدم وآرا مؤهم ،فلا يكاد يخلوا منها ممصنف من ممصنفاتهم في نبواب العقائد ،لذلك ستكون نقوال هي المرجع في تأصيل المذهب السلفي القديم ،كما مر علينا ،وقياس هذ الأقوال على نقوال علماء السلفية المعاصرة . المطلب الثاني :ابن تَ ْيميَّة وال َّسلفيين في معنى التوحيد: عرف شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية التوديد في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم ،بقول \" :فالله تعالى ممست ِحق نن شعبد لا شهرك ب شيئا ،وهذا هو نصل التوديد الذي مب ِعثت ب الرسل ،ونن ِزلت ب الكتب ،قال هلل تعالى: (وا ْسأ ْل م ْن ن ْرس ْلنا ِم ْن ق ْبِلك ِم ْن مر مسِلنا نجع ْلنا ِم ْن مدو ِن الر ْدم ِن آِلد ًة مي ْعب مدون )( )2وقال تعالى( :وما ن ْرس ْلنا ِم ْن ق ْبِلك ِم ْن ر مسول ِإلا منو ِحي ِإل ْي ِ نن لا ِإل ِإلا ننا فا ْع مب مدو ِن)(.)3 وقال تعالى( :ولق ْد بع ْثنا ِفي مك ِل منمة ر مسوًلا ن ِن ما ْع مب مدوا الل وا ْجت ِن مبوا الطا مغوت)( ،)4وميد ِخل ابن ت ْي ِمية في معنى التوديد ،معنى ال مأ ملوهية وهي إفراد تعالى بالعبادة والخوف والرجاء والمحبة ،ولذلك يقول ،ويدخل في ذلك--1صحيحمسلم،بابال َّدليلأنمنماتعلىالتوحيددخلالج َّنة،حديثرقم،15/وللحديثرواياتعدةبهذاالمعنىفيسننالترمذي،حديثرقم،3233/وهومنروايةجابرقال:قالرسولالله-صلىاللهعليهوسلم-يعذبناسمنأهلالتوحيدفيالنارحتىيكونوافيهاحمماثمتدركهمالرحمةفيخرجونويطرحونعلىأبوابالج َّنةقالفيرشعليهمأهلالج َّنةالماءفينبتونكماينبتالغثاءفيحمالةالسيلثميدخلونالج َّنة،قالهذاحديثحسنصحيحوقدرويمنغيروجهعنجابر،وله روايت أخرى بهذا المعنى ،حديث رقم،3263/وحديث رقم ،3969/وفي مسند الإمام أحمد من رواية جابر-رضياللهعنه-حديثرقم،31662/وللحديثرواياتأخرىفيمسندابنشيبة،وعبدالرزاقوغيرهما. -2سورةالزخرفالآية.12 -3سورةالأنبياءالآية.32 -4سورةالنحلالآية.16 59
ني في معنى التوديد -نن لا نخاف إلا إيا ،ولا نتقي إلا إيا ،كما قال تعالى( :وم ْن مي ِط ِع الل ور مسول م وي ْخش الل ويت ْق ِ ف مأول ِئك مه مم ا ْلفا ِئ مزون)( ،)1فجعل الطاعة لله وللرسول ،وجعل الخهية والتقوى لله ودد \"(. )2 قال ابن حجر في الفتح في شرد لحديث عتبان بن مالك رض ي هلل عن ،وفي \" ...فقام رسول هلل صلى هلل علي وسلم فكبر فقمنا فصفنا فصلى ركعتين ،ثم سلم ،قال ودبسنا على خزيرة( )3صنعناها ل ،قال :فآب في البيت رجال من نهل الدار ذ موو عدد فاجتمعوا فقال قائل منهم نين مالك بن الدخيهن ،نو ابن الدخهن، فقال بعضدم ذلك منافق لا يحب هلل ورسول ،فقال رسول هلل -صلى هلل علي وسلم\" :-لا تقل ذلك ،نلا ترا قد قال لا إل إلا هلل ،يريد بذلك وج هلل ،قال هلل ورسول نعلم ،قال فإنا نرى وجد ونصيحت إلى المنافقين ،قال رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -فإن هلل قد درم على النارمن قال لا إل إلا هلل يبتغي بذلك وج هلل\"(.)4 علـق ابن حجر على هذا الحديث بقول \" :وفي افتقاد من غاب عن الجماعة بلا عذر ،ونن لا يكفي في الإيمان النطق من غيراعتقاد ،ونن لا يخلد في النارمن مات على التوديد\"(.)5 وقال الإمام النووي في شرد على صحيح مسلم \" :كل ما جاء من الوعيد بالنار لصحاب الكبائر غير الكفر ،فكلدا يقال فيها هذا جزاؤ ،وقد ميجازى وقد يعفى عن ،ثم إن جوزي وندخل النارفلا يخلد فيها؛ بل لا بد من خروج منها بفضل هلل -تعالى -وردمت ،ولا يخلد في النار ندد مات على التوديد ،وهذ قاعدة متفق عليها عند نهل السنة \"(. )6 وميف ِصل شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية في معنى التوديد ،وهو المعنى الذي علي السلفية قديم ًا ودديث ًا ،ديث يذكر في جامع الرسائل \" :فإن التوديد الواجب نن شعبد هلل ودد لا شهرك ب شيئ ًا ،فلا نجعل ل ند ًا في -1سورةالنورالآية.23 -2شيخ الإسلام ابن َت ْي ِم َّية ،اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ،الطبعة :السابعة ،دار عالم الكتب، 3999م،ص.133 -3الخزيرة :لحم يقطع صغاراً ويصب عليه ماء كثير ،فإذا نضج ذر عليه الدقيق ،فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة .وقيلهيحساءمندقيقودسم.وقيلإذاكانمندقيقفهيحريرة،وإذاكانمننخالةفهوخزيرة،انظر:النهايةفيغريب الأثر-ابن الأثير ،أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ،تحقيق :طاهر أحمد الزاوى -محمود محمد الطناحي، المكتبةالعلمية-بيروت3999،م،ج3ص.11 -4صحيحالبخاري،بابالمساجدفيالبيوت،حديثرقم.119/-5ابنحجرالعسقلاني،فتحالباريبشرحصحيحالبخاري،تحقيقعبدالعزيزبنباز،المكتبةالإسلاميةعينشمس– رقمالإيداع–،3111/31291ج3ص.312 - 6أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي ،شرح صحيح مسلم ،تحقيق مجموعة علماء ،دار الحديث القاهرة ،مصر، الطبعةالرابعة3113،م،ج3ص.9 60
نلوهيت ،ولا شريك ًا ولا شنيع ًا ،فأما توديد ال ُّرمبوِبية ،وهو الإقرار بأن خالق كل ش يء ،فدذا قد قال المهركون الذين قال هلل فيهم (وما مي ْؤ ِم من ن ْكث مر مه ْم ِبالل ِ ِإلا و مهم ُّم ْه ِرمكون) ،)1( ،قال ابن عباس :تسألدم من خلق السموات والأرض فيقولون هلل ،وهم يعبدون غير (.)2 ومن هنا وضع ابن ت ْي ِمية قاعدة جديدة لم يجر عليها العمل من قبل في الاستدلال على مسائل التوديد، وقضايا الإيمان ،فيقسم ابن ت ْي ِمية التوديد إلى ثلاثة ٌنقسام: أو ال :توديد ال ُّرمبوِبية . ثاني اا :توديد ال مأ ملوهية . ثالث اا :توديد الأسماء وال ِصفات (. )3 وإن كان قد نشير إلى هذ المعاشي ،في الفق الأكبر للمام نبي دنيفة ،وفي العقيدة الطحاوية ،لكن لم متفصل على هذا التفصيل الذي ذهب إلي شيخ الإسلام ،فصارمتعارف ًا علي عند عموم علماء السلف (.)4 المطلب الثالث :توحيد ال ُّربوبيَّة: ميع ِرف شيخ الإسلام توديد ال ُّرمبوِبية بقول \" :فأما توديد ال ُّرمبوِبية وهو الإقراربأن خالق كل ش يء \"(. )1 -1سورةيوسفالآية.316 -2ابن َت ْي ِم َّية،جامعالرسائل،ص.39 -3يذكر الدكتور محمد عبد الرحمن أقسام التوحيد فيقول\" :قسم أهل العلم التوحيد إلى أقسام :فمن العلماء من قسمه إلىنوعين وهما -3:التوحيد في المعرفة والإثبات -3التوحيد في القصد والطلب .ومنهم من قسمه إلى ثلاثة أنواع هي-3:توحيدال ُّر ُبو ِب َّية-3.توحيدالأُلُوه َّية-.3توحيدالأسماءوال ِّص َفات.ولامنافاةبينالطريقتينفيالتقسيم،فمنجعلهثنائيافقدأجمل،ومنجعلهثلاثيافقطفصل.وقدوردتقسيمالتوحيدفيالجملةفيكلامأبيحنيفةوبعضأتباعه،د َّلعلىهذاقولالإمام أبي حنيفة\" :والله تعالى يدعى من أعلى لا من أسفل لأن الأسفل ليس من وصف ال ُّر ُبو ِب َّية والأُلُوه َّية في شيء\".وقرر هذا الطحاوي في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه ،حيث قال\" :نقول معتقدينبتوفيق الله إن الله واحد لا شريك له ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه ولا إله غيره\" .فقوله\" :ولا شيء مثله\" في توحيدا\"لأولسامإالءهوغايلرهِّص َ\"فافتي،تووقحويلده:الأُ\"لُوولاه َّيةش،يوءذليعكجفزيه\"توفحييدتاولحطيلدبال ُّوراُبلقو ِب َّيصةد.والوقمدارأة،شاوركإلليهذلالكطفحايوتيوقحيردراهلامبعنرفأبةيوااللإعث َّبزاشتا،روحقوملته:نالعقيدة الطحاوية ،حيث قال\" :ثم التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ونزلت به كتبه نوعان :توحيد في الإثبات والمعرفة،وتوحيد في الطلب والقصد\"وذكر هذا شارح فقه الأكبر الملاّعلي القاري حيث قال\" :ابتداء كلامه سبحا َنه وتعالى فيالفاتحةبالحمدللهربالعالمينيشيرإلىتقريرتوحيدال ُّر ُبو ِب َّية،المترتبعليهتوحيدالأُلُوه َّية،المقتضيمنالخلقتحقيقالعبودية\" انظر :محمد عبد الرحمن الخميس ،أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة ،دار الصميعي ،السعودية3113 ،م، ص.315 -4محمدعبدالرحمنالخميس،أصولالدينعندأبيحنيفة،ص.315 61
إذ اا :فهيخ الإسلام ميع ِرف بالإقرار لله ،والتسليم ل سبحان ،بأن واد ٌد في خلق ،كما قال تعالى ( :مق ِل الل م خاِل مق مك ِل ش ْيء و مهو ا ْلوا ِد مد ا ْلقدا مر)( ،)2وقول سبحان ( :الل م خاِل مق مك ِل ش ْيء و مهو على مك ِل ش ْيء و ِكي ٌل)( ،)3وهذا التوديد قد نقر ب المهركون ،واعترف ب كفار قريش ،ولم ينكرو في مجادلتهم للنبي -صلى هلل علي وسلم، بدليل قولدم ،وذلك فيما نخبر هلل عنهم ،كما قال عز وجل( :ول ِئن سأ ْلتمهم م ْن خلق السماوا ِت وا ْلأْرض وسخر اله ْمس وا ْلقمرلي مقوملن الل م فأشى مي ْؤف مكون)(. )4 وفي قول سبحان ( :ول ِئن سأ ْلتمهم من نزل ِمن السما ِء ما ًء فأ ْديا ِب ِ ا ْلأْرض ِمن ب ْع ِد م ْوِتها لي مقوملن الل م مق ِل ا ْلح ْم مد ِلل ِ ب ْل ن ْكث مر مه ْم لا ي ْع ِق ملون)(. )5 ويذهب ابن ت ْي ِمية في تفسير لمعنى توديد ال ُّرمبوِبية في كتاب جامع المسائل إلى القول\" :ولا بد في توديد ال ُّرمبوِبية ن ْن يعتقد نن هلل خالق كل ش يء ،وبأن يكون هلل هو المعبود المقصود بذات بالفعال لا سوا ،ولا يمنع ذلك من إثبات فعل العبد وقدرت ومهيئت واعتقاد ،كما نن لا بد من إثبات انتفاع العبد بالفعل ،ونن يعمل مصلحت ومنفعت ،ونن وإن قصد غير فمقصد هذا ،لن في كون ذلك مقصو ًدا معبو ًدا صلاد وانتفاع \" (.)6 ثم يتابع ابن ت ْي ِمية فيعيب على الطوائف التي انقسمت في ذلك ،فيقول\" :إن الناس يغلطون في هذا، فكثي ٌرمن ال ُّصو ِفية لا يلحظون هنا إلا غاية ال مأ ملوهية ،ولا يستهعرون نن ذلك منفعة للنفس وصلاددا (.)7 ويهير ابن ت ْي ِمية إلى هذا المعنى نيض ًا في كتاب \" :اقتضاء الصراط المستقيم\" فيقول\" :ثم إن طائفة ممن تكلم في تحقيق التوديد على طريق نهل التص ُّوف ،ظن نن توديد ال ُّرمبوِبية هو الغاية ،والفناء في هو النهاية ،ونن إذا شدد ذلك سقط عن استحسان الحسن واستقباح القبيح ،فآل بهم الأمر إلى تعطيل الأمر والنهي ،والوعد والوعيد ،ولم يفرقوا بين مهيئت الهاملة لجميع المخلوقات ،وبين محبت ورضا المختص بالطاعات .... ،فالعبد-1سبقتالإشارةإليه،وانظر:مجموعةالرسائلوالمسائل،لابن َت ْي ِم َّية،تعليقالسيدمحمدرشيدرضا،طبعبواسطةلجنة التراثالعربي3955،م،ج3ص.11 -2سورةالرعدالآية.36 -3سورةالزمرالآية.63 -4سورةالعنكبوتالآية.63 -5سورةالعنكبوتالآية.61 -6شيخ الإسلام ،ابن َت ْي ِم َّية ،جامع المسائل لابن َت ْي ِم َّية ،تحقيق :محمد عزير شمس ،إشراف :بكر بن عبد الله أبو زيد الناشر:دارعالمالفوائدللنشروالتوزيع،الطبعة:الأولى3133،هـ،ج6ص322 -7المرجعالسابق،ج6ص.322 62
مع شدود ال ُّرمبوِبية العامة الهاملة للمؤمن والكافر ،والبر والفاجر ،علي نن يهدد نلوهيت التي اختص بها عباد المؤمنين ،الذين عبدو ونطاعوا نمر ،واتبعوا رسل (.)1 وشيخ الإسلام هنا يوضح الغلط الكبيرالذي ذهب إلي بعض المتص ِوفة في تأويلدم لتوديد ال ُّرمبوِبية ،وهي ننهم على زعمدم يقولون نن الإشسان يبلغ غاية الفناء في هذا التوديد ،ولا يقولون بتوديد ال مأ ملوهية ،دتى إن بعضدم يؤ ِول قول هلل تعالى( :وا ْع مب ْد ربك دتى ي ْأ ِتيك ا ْلي ِقي من)( ،)2هذا تعبيرعلى الوصول إلى المرتبة التي تسقط فيها العبادة ،فاليقين مرتبة من الهرف ،على زعمدم. ويستدل ابن كثير ،تلميذ ابن ت ْي ِمية ،والإمام المف ِسر السلفي المعروف ،في كتاب المسمى\" :تفسير القرآن العظيم\" على تخطئة من ذهب ِمن الملاددة إلى نن المراد باليقين المعرفة ،فمتى وصل نددهم إلى المعرفة سقط عن التكليف عندهم ،وهذا كفروضلال وجدل ،فإن الأنبياء ،عليهم السلام ،كانوا هم ونصحابهم نعلم الناس بالله ونعرفدم بحقوق وصفات ،وما يستحق من التعظيم ،وكانوا مع هذا نعبد الناس ونكثرالناس عبادة ومواظبة على فعل الخيرات إلى دين الوفاة ،وإنما المراد باليقين هاهنا الموت (. )3 ورنينا نن ابن كثير يوافق شيخ ابن ت ْي ِمية في ما ذهب إلي ديث يقول عند تفسير قول تعالى( :اه ِدنــا ال ِصراط ال ممست ِقيم)( ،)4وقال بعض ال ُّصو ِفية :العبادة إما لتحصيل ثواب ورد عقاب ،قالوا :وهذا ليس بطائل ،إ ِذ مقصود تحصيل مقصود ،وإما للتهريف بتكاليف هلل -تعالى -وهذا ني ًضا عندهم ضعيف ،بل العالي نن يعبد هلل لذات المقدسة الموصوفة بالكمال ،قالوا :ولدذا يقول المصلي :نصلي لله ،ولو كان لتحصيل الثواب ودرء العذاب لبطلت صلات ،وقد رد ذلك عليهم آخرون وقالوا :كون العبادة لله عز وجل ،لا ينافي نن يطلب معدا ثوابا، ولا نن يدفع عذا ًبا ،كما قال ذلك الأعرابي :نما إشي لا ندسن دندنتك ولا دندنة معاذ إنما نسأل هلل الجنة ونعوذ ب من النارفقال النبي صلى هلل علي وسلم( :دولدا ندندن)(. )1( .)5 -1ابن َت ْي ِم َّية،اقتضاءالصراطالمستقيم،ج3ص.333 -2سورةالحجرالآية.99-3أبوالفداءإسماعيلبنعمربنكثيرالقرشيالدمشقي(المتوفىسنة991هـ)تفسيرالقرآنالعظيم،تحقيق:ساميبن محمدسلامة،دارطيبةللنشروالتوزيع،الطبعةالثانية3999،م،ج1ص.221 -4سورةالفاتحةالآية.6-5سننأبيداوود،بابفيتخفيفالصلاة،حديثرقم،693/ونصه:عنأبيصالحعنبعضأصحابالنبيصلىاللهعليهوسلمقالقالالنبيصلىاللهعليهوسلملرجلكيفتقولفيالصلاةقالأتشهدوأقولاللهمإنيأسألكالج َّنةوأعوذ 63
والإمام ابن القيم( ،)2ي ِوضح هذا المعنى ،ومن خلال يتبين لنا نن كلام موافق لكلام شيخ ابن ت ْي ِمية، ومعا ِصر وجليس دلقت ابن كثير ،بما يؤكد على وددة التوج للمنهج السلفي الأول في مسائل توديد ال ُّرمبوِبية، ديث يقول\" :ومن زعم نن يصل إلى مقام يسقط عن التعبد فدو زنديق ،كافربالل ورسول \" (.)3 أقسام الفناء عند ابن تَ ْيميَّة ثلاثة وهي: -1فناء نهل الوددة الملاددة ،كما فسروا ب كلام الحلاج ،وهو نن يجعل الوجود وجود ًا واد ًدا . -2الفناء عن شدود ال ِسو ِي؛ فلا يهاهد غير معبود الفاشي في عبادت ،فدذا هو الذي يعرض لكثير من السالكين كما يحكى عن نبي يزيد ونمثال وهو مقام (الاصطلام)( ،)4وهو نن يغيب بموجود عن وجود ، وبمعبود عن عبادت ،وبمهدود عن شدادت ،وبمذكور عن ذكر ،فيفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل؛ وهذا كما يحكى نن رجلا كان يحب آخر فألقى المحبوب نفس في الماء فألقى المحب نفس خلف فقال :ننا وقعت فلم وقعت ننت؟ فقال :غبت بك عني ،فظننت ننك ن ِشي! فدذا دال من عجز عن شدود ش يء من المخلوقات إذا شدد قلب وجود الخالق وهو نمر يعرض لطائفة من السالكين ،ومن الناس من يجعل هذا من السلوك ،ومنهم منبكمنالنارأماإنيلاأحسندندنتكولادندنةمعاذفقالالنبيصلىاللهعليهوسلمحولهاندندن،وفيصحيحابنحبان،باب الأدعية ،حديث رقم ،569/وفي سنن ابن ماجة ،باب ما يقال عند التشهد ،حديث رقم ،911/وفي باب الجوامع منالدعاء ،حديث رقم ،1519 /مسند الإمام أحمد ،باب حديث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ،حديث رقم.32111/ -1تفسيراينكثير،ج3ص.316-2محمدبنأبيبكربنأيوببنسعدالزرعيابنالقيم693(:هـ923-هـ)منأركانالاصلاحالاسلامي،وأحدكبارالعلماء،مولدهووفاتهفيدمشق،تتلمذعلىشيخالإسلامابن َت ْي ِم َّيةحتىكانلايخرجعنشئمنأقواله،بلينتصرلهفيجميعمايصدرعنه.وهوالذيه َّذبكتبهونشرعلمه،وسجنمعهفيقلعةدمشق،وأهينوعذببسببه،وطيفبهعلىجملمضروبابالعصى.وأطلقبعدموتابن َت ْي ِم َّية،وكانحسنالخلقمحبوباعندالناس،أغريبحبالكتب،فجمعمنها عددا عظيما ،وكتب بخطه الحسن شيئا كثيرا .وألف تصانيف كثيرة منها(إعلام الموقعين) و (الطرق الحكمية فيالسياسة الشرعية) و(شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل).و(كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء)،انظر :خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس ،الزركلي الدمشقي (المتوفى3196 :هـ) ،الأعلام ،دار العلم للملايين،الطبعةالخامسةعشر3113،م،ج6ص.26-3محمدبنأبىبكرابنقيمالجوزية،تفسيرالقرآنالكريم،مكتبالدراساتوالبحوثالعربيةوالإسلاميةبإشرافشيخ ابراهيمرمضان،دارومكتبةالهلال،بيروت3955،م،ص.95 -4قال صاحب التعاريف :الاصطلام عند الصوفية نعت وله يرد على القلب تحت سلطان القهر ،انظر :محمد عبدالرؤوفالمناوي،التوقيفعلىمهماتالتعاريف،تحقيق:محمدرضوانالداية،دارالفكرالمعاصر،دارالفكر،دمشق، الطبعةالأولى،3131،ص.65 64
يجعل غاية السلوك دتى يجعلوا الغاية هو الفناء في توديد ال ُّرمبوِبية ،فلا يفرقون بين المأمور والمحظور والمحبوب والمكرو (. )1وقد سبقت الإشارة إلى نن هذا ،خط ٌأ عظي ٌم ،ونطبق عامة علماء السلف على النكير على هؤلاء ،وقالوا إن لا يفعل إلا غلاة ال ُّصو ِفية ،نو الملاددة . -3الحالة التي يكون عليها ننبياء هلل ورسل ،ونتباعدم ،وهو نن يفنى بعبادة هلل عن عبادة ما سوا ،وبحب عن دب ما سوا ،وبخهيت عن خهية ما سوا ،وبطاعت عن طاعة ما سوا ،وبالتوكل علي عن التوكلعلى ما سوا ؛ فدذا تحقيق توديد هلل ودد لا شريك ل ،وهو الحنيفية ملة إبراهيم -علي السلام – وعلى قولابن ت ْي ِمية ،فإن يدخل في هذا النوع :نن يفنى عن اتباع هوا بطاعة هلل ،فلا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ،ولا يعطي إلا لله ولا يمنع إلا لله ،فدذا هو الفناء الديني الهرعي ،الذي بعث هلل ب رسل وننزل ب كتب .ثم يتابع ابن ت ْي ِمية فيقول\" :وكثي ٌر من نهل الكلام كالمعتزلة وغيرهم لا يستهعرون نن لله في ذلك محبةور ًض ى وفر ًدا ،بل لا غاية ل إلا ما يعود على العبد ،كما ننهم كذلك يتنازعون في السبب الفاعل ما بين قدريةمجوس ،وج ْب ِرية ،منفاة ومنحرفو ال ُّصو ِفية يغلب عليهم في الموضعين نف مي ما في العبد من سبب وغاية\" ( ،)2ويرى بأنهذا مخال ٌف لددي السلف ،في فدمدم لمعنى توديد ال ُّرمبوِبية ،فتوديد ال ُّرمبوِبية -على رني -يتضمن توديد ال مأ ملوهية،وقد وافق في هذا عامة علماء السلف ،كما سبق ونشرنا ،وعلى رنس هؤلاء تلامذت الأوائل ،ابن كثير ،وابن القيم ،وابن عبد الوهاب ،وغيرهم . تعريف الشيخ العثيمين لتوحيد ال ُّربوبيَّة:يذهب علماء السلفية المعاصرة كما ذهب ابن ت ْي ِمية في تعريف لتوديد ال ُّرمبوِبية ،ومنهم ال معثيمين؛ ديثيعرف توديد ال ُّرمبوِبية بقول \" :هو إفراد هلل تبارك وتعالى بال ُّرمبوِبية وهي الخلق والتدبير الكوشي والهرعي ،كما قال هلل -عز وجل( :-نلا ل م ا ْلخ ْل مق وا ْلأْم مر)( ،)3ويتضح ذلك بالمثال؛ فالرجل الذي يؤمن بالله رب ًا ومد ِب ًرا خالق ًا ،متص ِرف ًا كما يهاء ،ولكن يسجد لصنم! ،هذا مقر بال ُّرمبوِبية لكن كافر با مل ملوهية ،والإشسان الذي لا يعبد غير هلل ،ولكن -1ابن َت ْي ِم َّية،مجموعالفتاوى،ج3ص.363 -2ابن َت ْي ِم َّية،جامعالمسائل،ج3ص.322 -3سورةالأعرافالآية.21 65
يعتقد نن هناك خالق ًا مع هلل ،نو معين ًا ل ،فإن هذا مه ِر ٌك بال ُّرمبوِبية كاف ٌر بها ،وإن كان في العبودية مق ًرا؛ لكن هذا نيض ًا لا ينفع الإقرار ب كما نن من نشرك في ال مأ ملوهية لا ينف مع الإقرار بال ُّرمبوِبية؛ إذ لابد من التوديدين جميع ًا توديد ال ُّرمبوِبية وتوديد ال مأ ملوهية\" (. )1 وفي تعريف آخر ل -ردم هلل -ميع ِرف توديد ال ُّرمبوِبية تعريف ًا مختص ًرا فيقول :في مجموع فتاوى ورسائل ل :توديد ال ُّرمبوِبية :وهو \"إفراد هلل -سبحان وتعالى -بالخلق ،والملك ،والتدبير\" (. )2 كما يهترط لتمام الإيمان بتوديد ال ُّرمبوِبية الإيمان بالقدر ،ديث يرى نن لا يتم توديد ال ُّرمبوِبية إلا ب ، ولن ب تحقيق التوكل على هلل -تعالى -وتفويض الأمر إلي ،مع القيام بالسباب الصحيحة النافعة ،ولن ب اطمئنان الإشسان في ديات ديث يعلم نن ما نصاب لم يكن ليخطئ ،وما نخطأ لم يكن ليصيب ،ولن ب ينتفي الإعجاب بالنفس عند دصول المراد ،لن يعلم نن دصول بقدر هلل ،ونن عمل الذي دصل ب مراد ليس إلا مجرد سبب يسر هلل ل ،ولن ب يزول القلق والضجر عند فوات المراد ،نو دصول المكرو لن يعلم نن الأمر كل لله فيرض ى وميسِلم .وإلى هذين الأمرين يهيرقول تعالى ( :ما نصاب ِم ْن مم ِصيبة ِفي ا ْلأْر ِض ولا ِفي ن ْن مف ِس مك ْم ِإلا ِفي ِكتاب ِم ْن ق ْب ِل ن ْن ن ْبرنها ِإن ذِلك على الل ِ ي ِسي ٌر ِلك ْي لا ت ْأس ْوا على ما فات مك ْم ولا ت ْفر مدوا ِبما آتا مك ْم والل م لا مي ِح ُّب مكل مم ْختال ف مخور)(.)4( .)3 نلادظ نن العثيمين لم يبتعد عن تعريف نسلاف ،إلا نن طور من نسلوب وطرد لمسألة ال ُّرمبوِبية بما يهمل التح ُّرز من الوقوع في الهبهات التي يقع فيها بعض عامة زماننا في فدمدم لتوديد ال ُّرمبوِبية ،وهذا يتضح جلي ًا من التعريف الثاشي ،الذي قال في \" :إفراد هلل تعالى بالخلق والملك والتدبير\" وهذا نشمل من نن نقول هو: \"الإقرار لله تعالى بالخلق\"( ،)5فنجد نن تعريف ال معثي ِمين ميع ِين انفراد تعالى بالخلق المطلق ،لا ندد سوا ،وهو ميغ ِنينا عن الخوض فيما خاض في سلف ابن ت ْي ِمية بالإشارة إلى القدرية في تعريف -توديد ال ُّرمبوِبية -الذين-1محمدبنصالحبنمحمدال ُعثيمين(المتوفى3133:هـ)،فتاوىنورعلىالدربللعثيمين،مصدرالكتاب:موقعالشيخ ال ُعثيمينhttp://www .ibnothaimeen .com-2محمدبنصالحبنمحمدال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائلابنعثيمين،فتاوىالعقيدةجمعوترتيب:فهدبنناصربن إبراهيمالسليمان(،دارالوطن-دارالثريا)،الطبعةالأخيرة3131-هـ،ج3ص.9 -3سورةالحديدالآية.31 -4ال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائل،بابفصلفيضرورةالإيمانبالقدروالشرع،ج1ص.331 -5محمدبنصالحبنمحمدال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائلابنعثيمين،ج3ص.9 66
يقولون بأن نفعال العباد ليست مخلوق ًة لله ،والجبرية الذين يقولون نن لا مسلطان للشسان على نفس ،ونن الأفعال كلدا من هلل الخير والهر ،وذلك بالقيد الذي وضع ال معثيمين في التعريف بقول ( :إفراد بالخلق) فدذا القيد يخرج سوى هلل تعالى بدعوى الخلق لفعال العباد ،ويثبتها لله ،بحيث نن العباد لا يتصرفون في نفعالدم بمعزل عن ،فالله خالق نفعالدم دقيق ًة ودكم ًا ،دقيق ًة بخلق نسبابها ،ودكم ًا بعلم سبحان بهذ الأفعال ،ولا يخفى ش ي ٌء منها ،ولكن نعطاهم الإرادة الحرة ،في الأفعال الاختيارية ،ليختاروا الطيب من الخبيث . ثم القيد الآخر(وهو إفراد بالملك والتدبير) ،وهذا يدخل في الأفعال الكونية ،فالله عز وجل هو المالك المدبر المطلق لهؤون الكون لا ندد سوا ،وإن كان هناك ملك في الدنيا فإن ملك مؤقت ومحدود ،وناقص ،ليس كملك سبحان ،فدو مطلق لا ددود ل ،وتام لا يعتري نقص ،ونبدي لا نهاية ل ،وإن كان هناك تدبير ومحاولة للخلق في الدنيا ،ولكنها محاول ٌة قاصرٌة ،وناقص ٌة ،وتوصف بالعجز ،وتدبير تعالى تام ،وشام ٌل ،وكام ٌل ،كما قال سبحان ( :وِلل ِ مم ْل مك السماوا ِت والأْر ِض والل م على مك ِل ش ْيء ق ِدي ٌر)(. )1 وهذا ما نشار إلي ال معثيمين في شرد لدذا التعرف ديث قال \" :نن تؤمن بأن هلل -تعالى -خال ٌق لفعال العباد كما قال تعالى( :والل م خلق مك ْم وما ت ْعم ملون)( ،)2ووج ذلك نن فعل العبد من صفات ،والعبد مخلوق لله، وخالق الش يء خالق لصفات ،ووج آخر نن فعل العبد داصل بإرادة جازمة وقدرة تامة ،والإرادة والقدرة كلتاهما مخلوقتان لله -عزوجل -وخالق السبب التام خالق للمسبب (.)3 تعريف اللجنة الدائمة للبحوث العلمية: نما تعريف اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ،ففي تفصيل نكثر ،بما يهمل تعريف ابن عثيمين، بحيث نننا شستطيع القول نن التعريفان هما لمدرسة واددة ،فدم يعرفون توديد ال ُّرمبوِبية بأن \" :إفراد هلل تعالى -1سورةآلعمرانالآية.359 -2سورةالصافاتالآية.96-3محمدبنصالحبنمحمدال ُعثيمين(المتوفى3133:هـ)،مجموعفتاوىورسائلفضيلةجمعوترتيب:فهدبنناصر بنإبراهيمالسليمان،دارالوطن-دارالثريا،الطبعةالأخيرة3131هـ،ج3ص.39 67
بالخلق ،والرزق ،والإدياء ،والإماتة ،وسائر ننواع التصريف والتدبير لملكوت السموات والأرض ،وإفراد تعالى بالحكم ،والتهريع بإرسال الرسل وإنزال الكتب ،قال هلل تعالى ( :نلا ل م ا ْلخ ْل مق وا ْلأْم مرتبارك الل م ر ُّب ا ْلعالِمين)(. )2( .)1 وهذا يدلل على نن السلفيين المعاصرين مجمعون على مسائل العقيدة ،هذا إذا عرفنا ننهم لا يختلفون في مسائل التوديد الأخرى كما سيأتي بيان . وتذهب اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء ،إلى نن توديد ال ُّرمبوِبية لا ينفع صادب إذا لم يقترن بتوديد ال مأ ملوهية ،الذي يهمل معنى العبادة ،بجميع صنوفدا التي لا يجوز نن تصرف لغير هلل تعالى ،ومن ذلك جوابهم على من يسأل عن دكم الذبح عند قبور الأولياء والصاِلحين بنية التبرك ،فكانت الإجابة بالمنع ،ونن هذا نوع من ننواع الهرك بصرف العبادة لغير هلل تعالى ،وجاء في تعليل الفتوى قولدم\" :قد تعلقت قلوبهم بهم فذبحوا ذبائحدم عند قبورهم خاصة رجاء بركتهم ،شأنهم في ذلك شأن نهل الهرك في ذبحدم عند نوثأنهم وكانوا رجالا صالحين نيام دياتهم ليصلوهم بالله وإذا ننكر عليهم الرسول -صلى هلل علي وسلم -قالوا ما شعبدهم إلا ليقربونا إلى هلل زلفى فلا ينفع هؤلاء علمدم بأن هلل بيد ملكوت كل ش يء واعتقادهم نن الضار النافع مع ذبحدم الذبائح عند قبور الصاِلحين تقربا إليهم كما لم ينفع نهل الجاهلية توديد ال ُّرمبوِبية مع شركدم في تقريب القرابين وذبح الذبائح عند الأوثان\"(.)3 وتوديد ال مأ ملوهية ،قد تناول بالتعريف ،والتوضيح علماء السلف قديم ًا ودديث ًا ،وهو كما سبق وعرفنا من كلام السلفيين قديم ًا ودديث ًا ،ولا يكون التوديد بدون ،بل إن من السلفيين المعاصرين من يسمي -توديد العبادة )4(-لارتباط بمعنى العبودية ،ومعنى توديد ال مأ ملوهية ،ومقتضياتها ،هو متعلق النقطة التالية كما سيأتي: -1سورةالأعرافالآية.21-2عبداللهبنغديان،عبدالرزاقعفيفي،عبدالعزيزبنعبداللهبنباز،فتاوىاللجنةالدائمةللبحوثالعلميةوالإفتاء،جمع:أحمدبنعبدالرزاقالدويشالطبعةالأولىرئاسةإدارةالبحوثالعلميةوالإفتاء،الإدارةالعامةللطبع،الرياض، السعودية3996،م،ج3ص.2 -3فتوىاللجنةالدائمة،ج9ص.193-4توحيدالعبادةوهوالذيجاءتبهالرسل،ونزلتالكتببالدعوةإليه،والأمربتحقيقهوخلقاللهمنأجلهالثقلين،وفيهابلونقنعحعلتب/دا6لال1خلهوبصقاونملبةاتزعباي(لالنىم:تالو(فر َسىوَ:ملا1أَوأْر3م َسمْ1ل َهن3ام،ه ِـم)ْكن،م َاق ْمبلِقجا َكملوِمت ْعنعافل َتراى ُسو:وى(ٍلاَلإِو َّللَع َاقَّل ْداُنمَبوةَع ِحْث َنعايبإِدِفلَْيايلِهعأُك َّنز ِّيلهزَألُاَّمب ٍةإِنَل َه َبراإِ َُّسلزاوًلأَراَناحأَ َفمِناهْعاُاُبلُْعدل ُهبوُ،دِنوأا)شااللرَّلأهَنبفَيوااءْعجلَ/ت ِنىُ2بو3اج،مالعع َّبهطاد ُوغالوطعب َزتعيه:ز) محمد بن سعد الشويعر ،عدد الأجزاء 11:جزءاً مصدر الكتاب :موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء .http://www .alifta .com 68
المطلب الرابع :توحيد الألوهيَّة:المقصود بتوديد ال مأ ملوهية ،تألي هلل تعالى ،بمعنى إفراد تبارك وتعالى بالعبادة ،بحيث لا تصرفالعبادات من صلوات ،ونذور ،ومحبة ورجاء ،وطمع ،وسائر العبادات لا تكون إلا لله ودد ،وهذا النوع من التوديد هو ثمرة توديد ال ُّرمبوِبية ،وهو غايت ومقصود ،فالاعتراف بربوبيت سبحان ،يقتض ي ،تأليه ،والاتجاإلي ودد ،بسائر العبادات ،البدنية والقلبية ،والعبادات البدنية :تهمل العبادات الظاهرة ،من الصلاة والزكاةوالحج ،وغيرها ،وتهمل الأعمال الظاهرة كذلك من معاملات ،كالإدسان للوالدين ،وذوي القربى ،والعطف علىالمساكين والمحتاجين ،وكذلك يهمل الاهتداء بسنن تعالى ،في المعاملات كالن ِكحة ،والأل ِبسة ،والتمتع بما ندل هلل -سبحان -لنا ،كل هذا يكون على توجي من على لسان المعصوم ،فإذا كان كل هذا من لوازم توديدال مأ ملوهية ،فينبغي نن شعلم ،نن توديد ال مأ ملوهية ،وإفراد عز وجل بالعبادة ،يهمل كذلك الأعمال القلبية:كالخوف ،والرجاء ،والمحبة ،والتوج ،والثقة ،وغيرها ،فإذا تظافر كل هذا ،واشعقدت ،نركان توديد ال مأ ملوهية، فعلينا نن شعرف ،نن هذا النوع من التوديد :هو نتاج القسمين الآخرين من نقسام التوديد: (توديد ال ُّرمبوِبية ،وتوديد الأسماء وال ِصفات) وبدون يفقد توديد ال ُّرمبوِبية والأسماء وال ِصفات معنا وتنعدم فائدت .عرف شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية توديد ال مأ ملوهية بقول \":عبادت ودد لا شريك ل ،وطاعت وطاعة رسول ، وفعل ما يحب ويرضا ،وهو ما نمر هلل ب ورسول ،نمر إيجاب نو نمر استحباب ،وترك ما نهى هلل عن ورسول \"(.)1نما ابن عثيمين ،فيجعل اشتقاق هذا التوديد -توديد ال مأ ملوهية -من شدادة التوديد -لا إل إلا هلل-ديث يقول \" :وهي كلم مة التوديد التي بعث هل مل بها جميع ال ُّرس ِل كما قال تعالى( :وما ن ْرس ْلنا ِم ْن ق ْبِلك ِم ْن ر مسول ِإلامنو ِحي ِإل ْي ِ نن لا ِإل ِإلا ننا فا ْع مب مدو ِن)( ،)2وبها يكون تحقيق توديد ال مأ ملوهية ،وإن شئت فقل :تحقيق توديد 1شيخالإسلامابن َت ْي ِم َّية،جامعالرسائل،ج3ص.9 -2سورةالأنبياءالآية.32 69
ال ِعبادة ،وهما بمعنى وادد ،لكن ميسمى تودي مد ال مأ ملوهية باعتبار إضافت إلى هلل ،وتوديد ال ِعبادة باعتبار إضافت إلى العبد (.)1 إذ ًا :فال معثيمين ميق ِرر نن هذا التوديد (توحيد ال ُأ ُلوه َّية) ،يسمى توديد ال مأ ملوهية ،بنسبت لله تعالى ،نما توديد العبادة كما يطلق علي شيخ ابن باز نديان ًا ،فعلـل ذلك بأن يكون باعتبار شسبت للعبد ،فا مل ملوهية لله تعالى ،والتعبد لخلق . وال معثيمين في هذا إنما يقرر مذهب ًا عقائديا عند نهل السنة ،وهو المفدوم العام عند جميع السلفيين المعاصرين الذين ورثوا الحركة الإصلادية منذ المؤسس الأول ابن ت ْي ِمية ،والتي نضجت وقويت على يد المجدد لدذا المفدوم ،والمصحح لما اندثر من هذا المنهج ،نلا وهو الإمام محمد ابن عبد الوهاب ( ،)2ديث عرف توديد ال مأ ملوهية بقول \" :هو العلم والاعتراف بأن هلل ذو ال مأ ملوهية والعبودية على خلق نجمعين ،وإفراد ودد بالعبادة كلدا ،وإخلاص الدين لله ودد ،وهذا الأخير يستلزم القسمين الأولين ويتضمنهما ،لن ال مأ ملوهية التي هي صفة تعم نوصاف الكمال وجميع نوصاف ال ُّرمبوِبية والعظمة ،فإن المألو المعبود لما ل من نوصاف العظمة والجلال ،ولما نسدا إلى خلق من الفواضل والأفضال ،فتو ُّد مد تعالى بصفات الكمال وتف ُّرد بال ُّرمبوِبية يلزم من نن لا يستحق العبادة ندد سوا ،ومقصود دعوة ال ُّر مسل من نولدم إلى آخرهم :الدعوة إلى هذا التوديد (.)3-1محمدبنصالحبنمحمدال ُعثيمين،الشرحالممتععلىزادالمستقنع،دارابنالجوزي،الطبعةالأولى3135،هـ، ج1ص.326-2هوالإمام:محمدبنعبدالوهاببنسليمانالتميميالنجدي(3316-3332هـ=3993-3911م):زعيمالنهضةال ِّدين َّيةالاصلاحيةالحديثةفيجزيرةالعرب،ولدونشأفيالعيينة(بنجد)ورحلمرتينإلىالحجاز،فمكثفيالمدينةمدةقرأبهاعلىبعضأعلامها.وزارالشام،ودخلالبصرةفأوذيفيها.وعادإلىنجد،فسكن(حريملاء)وكانأبوهقاضيهابعد العيينة ،ثم انتقل إلى العيينة ،ناهجا منهج ال َّسلف ال َّصالِح ،داعياًإلى التوحيد الخالص ونبذ البدع وتحطيم ما علقبالاسلاممنأوهام.وارتاحأميرالعيينةعثمانبنحمدبنمعمرإلىدعوتهفناصره،ثمخذله،فقصدالدرعية(بنجد)سنة3329هـفتلقاهأميرهامحمدبنسعودبالاكرام،وقبلدعوته،وآزرهكماآزرهمنبعدهابنهعبدالعزيزثمسعودبنعبدالعزيز،وقاتلوامنخلفه،واتسعنطاقملكهمفاستولواعلىشرقالجزيرةكله،ثمكانلهمجانبعظيممناليمن،وملكوامكة والمدينة وقبائل الحجاز ،وقاربوا الشام ببلوغهم (المزيريب) ،وكانت دعوته ،وقد جهر بها سنة (3311هـ الموافق3911م) ،وتأثر بدعوته رجال الاصلاح في الهند ومصر والعراق والشام وغيرها ،فظهر الآلوسي الكبير في بغداد،وجمال الدين الافغاني بأفغانستان ،ومحمد عبده بمصر ،وجمال الدين القاسمي بالشام ،وخير الدين التونسي بتونس،وصديقحسنخانفيبهوبال،وأميرعليفيكلكتة،ولمعتأسماءآخرين،وعرفمنوالاهوشدأزرهفيقلبالجزيرةبأهل التوحيد (إخوان من أطاع الله) وسماهم خصومهم بالوهابيين (نسبة إليه) وشاعت التسمية الاخيرة عند الاوربيينفدخلتمعجماتهمالحديثة،وأخطأبعضهمفجعلها(مذهبا)جديدافيالاسلام،تبعالماافتراهخصومه،ولاسيمادعاةمن كانوايتلقبونبالخلفاءمنالترك(العثمانيين)انظر:الأعلامللزركلي،ج6ص.329 -3الإمام محمد بن عبد الوهاب ،القول السديد شرح كتاب التوحيد ،الطبعة :الثانية ،الناشر :وزارة الشئون الإسلامية والأوقافوالدعوةوالإرشاد-المملكةالعربيةالسعودية،تاريخالنشر3133:هـ،ص.32 70
المطلب االخامس -توحيد الأسماء والصفَات: ميقصد بتوديد الأسماء وال ِصفات ،الإيمان بأسماء هلل الحسنى ،وصفات العلا ،كما جاء ْت في القرآن الكريم ،وعلى لسان الرسول -صلى هلل علي وسلم ،-من دون البحث عن كنِهدا ،وعدم التك ُّلف والتحليل للذات العلية ،وهذا إجماع عند السلفيين قديم ًا ودديث ًا ،فِلل الأسماء الحسنى ،وهو المستحق لكل كمال ،والمنز والمتعالي عن كل نقص ،وينبغي نن ميعلم نن الخوض في الأسماء وال ِصفات ،مما نمسك عن السلف الصاِلح- رضوان هلل عليهم نجمعين ،-والمعروف عند جمدور علماء المسلمين كما يقول القرطبي :نن لا مدخل للقياس في نسماء هلل تعالى ،بل هي توقيفي ٌة ،من وحي هلل تعالى ،سوا ٌء منها ما جاء في كتاب هلل -جل وعلا ،-نو ما كان على لسان رسول -صلى هلل علي وسلم (.)1 تقسيم ال َّسلف لصفات الباري جل وعلا: لقد ذهب السلف إلى تقسيم ال ِصفات إلى قسمين اثنين لا ثالث لدما( ،)2وهما على النحو التالي: صفات ذاتية :هي التي لا تنفك عن الذات ،بل هي لازمة لدا ،ومنها ما هو عقلي ،ومنها ما هو خبري . صفات فعلية :تتعلق بالمهيئة ،والقدرة ،وهذ ال ِصفات منها نيض ًا ما هو عقلي ،ومنها ما هو خبري . الصفَات الذاتية تنقسم إلى قسمين: صفات ذاتية عقلية :وهي ال ِصفات التي يستدل عليها بواسطة العقل مثل صفة الحياة ،العلم، القدرة ،الإرادة ،والسمع وغيرها . صفات ذاتية خبرية :ني نن الاستدلال عليها لا يمكن إلا عن طريق النص كصفة اليدين، والاستواء.-1أبوعبداللهمحمدبنأحمدالأنصاريال َمالِكيالقرطبي،الأسنىفيشرحأسماءاللهالحسنى،تحقيق:صالحعطية الحطماني،جمعيةالدعوةالإسلامية،طرابلس،ليبيا3113،م،ص.11-2المسائل والرسائل المروية عن ال ِإ َمام أحمد بن حنبل في العقيدة ،تحقيق :عبد الإله بن سليمان الأحمدي ،دارطيبة، الرياض،الطبعةالثانية3136،هـ،ج3ص.351 71
ويذكر ال معثيمين نن ال ِصفات الذاتية كما يؤمن بها السلف ُّيون ملازمة ل سبحان وتعالى لا تنفك عن ، ديث يقول :ال ِصفات الذاتية هي التي لم يزل ولا يزال متص ًفا بها وهي نوعان :معنوية وخبرية: -المعنوية :مثل :الحياة ،والعلم ،القدرة ،والحكمة ..وما نشب ذلك . -الخبرية :مثل :اليدين ،والوج ،والعينين ..وما نشب ذلك مما سما ،ووصف ب نفس ،نو وصف ب رسول -صلى هلل علي وسلم. )1( -وتعتبر ال ِصفات الخبرية ،نساس الخلاف بين السلفيين ،والأ ْشع ِريين ،فالسلفية يقولون بإثبات ال ِصفاتالمذكورة في الكتاب والسنة ،على الحقيقة ،والتفويض في الكيفية ،بقيد (ل ْيس ك ِم ْثِل ِ ش ْي ٌء و مهو الس ِمي معالب ِصي مر)( ،)2لكن الأشا ِعرة ،يقولون بأن الصفة ليست مراد ًة على الحقيقة ،بل هي كناية عن وصف يليق بالله -عزوجل ،-كما ميف ِسرون اليد بالقدرة ،والعين بال ِرعاية ،ويتهمون السلفية بأنهم مجسمة ،ومهبهة ،وسيأتي بيان كل هذا مفصل ًا في مواضع إن شاء هلل .وقد برئ السلفيون مما وصفدم ب الأ ْشع ِريون من الته ِبي والتج ِسيم ،لذلك تج مدهم ميق ِع مدون لقاعدة الأسماء وال ِصفات بقولدم\" :توديد الأسماء وال ِصفات نن تصف هلل -تعالى -بما وصف ب نفس ،نو وصف برسول -صلى هلل علي وسلم ،-ومتس ِمي بما سمى ب نفس ،نو سما ب رسول -صلى هلل علي وسلم -من غير تهبي ولا تمثيل ومن غيرتحريف ولا تعطيل\"(. )3وهذ القاعدة السلفية دقيق ًة ،إنما هي تأكيد على ما اختار شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية ،في ضابط -توديدالأسماء وال ِصفات -قول في العقيدة الواسطية\" :ومن الإيمان بالله :الإيمان بما وصف ب نفس في كتاب العزيز، وبما وصف ب رسول محمد -صلى هلل علي وسلم -من غيرتحريف ولا تعطيل ،ومن غيرتكييف ولا تمثيل\"(. )4 -1ال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائل،ج،5ص.61 -2سورةالشورىالآية.33 -3عبداللهبنغديان،عبدالرزاقعفيفي،عبدالعزيزبنعبداللهبنباز،فتاوىاللجنةالدائمة،ج3ص.1 -4شيخالإسلامابن َت ْي ِم َّية،شرحالعقيدةالواسطية،ص،16وانظر:الألوسي،جلاءالعينين،ج3ص.115 72
العثيمين ومسألة الأسماء والصفَات: ميوافق ال معثيمين بالطبع على هذ القاعدة في توديد الأسماء وال ِصفات ،لذلك نرا يف ِصل في شرح ال ِصفات الخبرية لله تعالى ،فيقول\" :فالله تعالى لم يزل ل يدان ،ووج ،وعينان ،لم يحدث ل ش يء من ذلك بعد نن لم يكن ،ولن ينفك عن ش يء من ،كما نن هلل لم يزل ديا ولا يزال ديا ،لم يزل عال ًما ولا يزال عالمًا ،ولم يزل قاد ًرا ولا يزال قاد ًرا وهكذا ،يعنى ليس ديات تتجدد ،ولا قدرت تتجدد ،ولا سمع يتجدد بل هو موصوف بهذا ن ًزلا ونب ًدا ،وتجدد المسموع لا يستلزم تجدد السمع ،فأنا مثًلا عندما نسمع الأذان الآن ،فدذا ليس معنا نن ددث لي سمع جديد عند سماع الأذان ،بل هو منذ خلق هلل في ،لكن المسموع يتجدد ،وهذا لا نثرل في الصفة (.)1 ولا غ ْرو فال معثيمين تربى في مدرسة شيخ السعدي ،وهو ندد ال ممؤ ِس ِسين للسلفية المعاصرة في المدارس الحجازية ،ديث يقول في كتاب التنبيهات اللطيفة \" :قول الفرقة الناجية( :نهل السنة والجماعة) في الأسماء وال ِصفات هو :إثبات ما جاء في القرآن العظيم والسنة الصحيحة من نسماء هلل وصفات على الوج اللائق بجلال هلل من غير تحريف ولا تعطيل ،ومن غير تكييف ولا تمثيل ،عمل ًا بقول هلل تعالى( :ل ْيس ك ِم ْثِل ِ ش ْي ٌء و مهو الس ِمي مع الب ِصي مر)( )2فنفى عن نفس المماثلة ،ونثبت السمع والبصر ،فدل ذلك على نن مراد سمع وبصر لا يما ِثلان نسماع الخلق ونبصارهم\" (.)3 الصفَات الفعلية عند ال َّسلفيين تنقسم إلى قسمين أيضا: ن -عقلية :كصفة -الخلق ،وال ِرزق ،وتعرف بالسماع من النصوص ،وكذلك بواسطة العقل. ب -خبرَّية :مثل الاستواء ،والنزول ،والإتيان ،والمجيء ،وهذ لاتعرف إلا بالسماع من كتاب وسنة، وهذا هو تقسيم السلف لل ِصفات ،ولم يعرف ل مخالف منهم(.)4 -1ال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائل،ج،5ص.61 -2سورةالشورىالآية.33-3عبدالرحمنناصرالسعدي،التنبيهاتاللطيفةفيمااحتوتعليهالواسطيةمنالمباحثالمنيفة،دارطيبة–الرياض، الطبعةالأولى،تاريخالنشر3131،هـ،ص.33 -4سعدعبدالله عاشور ،منهج ال َّسلف في إثبات ال ِّص َفات الإلهية ،كلية أصول الدين ،الجامعة الإسلامية،مجلة الجامعة الإسلامية،المجلدالعاشر،العددالأول،غزة،فلسطين3113م،ص.359 73
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444