Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore A Critical Comparison between the Asharite

A Critical Comparison between the Asharite

Published by salemfaraj1971, 2017-05-31 20:22:02

Description: A Critical Comparison between the Ashʿarite
and Salafi Schools of Thought with Special
Reference to Muḥammad b. Ṣāliḥ al-ʿUthaymīn
and Muḥammad Saʿīd Ramaḍān al-Būṭī
PhD 2014
University of the Western of Cape
Cape Town / South Africa

Keywords: Ashʿarite and Salafi

Search

Read the Text Version

‫والمراد بالصفة النفسية‪ :‬صفة ثبوتية يدل الوصف بها على نفس الذات دون معنى زائد عليها\"(‪ ،)1‬واختار هذا‬‫التعريف نبو البقاء نيوب الكفموي‪ ،‬في كتاب ‪\" :‬الكليات في المصطلحات والفروق اللغوية\" ديث قال‪ \":‬الصفة‬ ‫النفسية هي التي تدل على الذات دون معنى زائد عليها\"(‪.)2‬‬‫وعلى هذا فإن الأشا ِعرة لا يثبتون إلا ال ِصفات السبع التي يسمونها صفات المعاشي‪ -‬باستثناء‬‫\"الصفة النفسية‪ -‬وهي صفة الوجود\"‪ -‬نما صفات المعاشي عندهم فهي‪( :‬الحياة‪ ،‬والعلم‪ ،‬والقدرة‪ ،‬والإرادة‪،‬‬‫والسمع‪ ،‬والبصر‪ ،‬والكلام)‪ ،‬وما عداها من ال ِصفات الثبوتية لا يثبتونها ولدم في نصوصدا ندد طريقين إما‬ ‫التأويل نو التفويض (‪ ،)3‬وفي هذا يقول قائلدم‪:‬‬ ‫وكل نص نوهم الته ِبيها ** ن ِول نو ف ِوض ورم تنزيها (‪. )4‬‬‫ويقول الإيجي في تعريف للصفة النفسية‪\" :‬الصفة النفسية هي التي تدل على الذات دون معنى زائد‬ ‫عليها\" (‪. )5‬‬‫والملادظ نن ال مبوطي يتتبع خطوات وطرائق الأشا ِعرة المتكلمين في الدلالة على وجود هلل تعالى‪ ،‬ذاك ًرا‬ ‫نن إثبات وجود هلل تعالى يمكن نن يكون من طريقين‪:‬‬‫الطريق الأول‪ :‬يكون بالتحقيق في وجود هلل مباشرة‪ ،‬طبق المنهج العلمي الذي لا يخضع للمهاهدة‪،‬‬‫وسمى هذ الطريقة بـ \"التدرج من الأعلى\" وهو ما نشار إلي ال مبوطي بقول ‪ :‬بطلان حجة نن يتغير الش يء عن‬ ‫وضع من دون مغير‪ ،‬وهذا بديهي واضح (‪ ،)6‬وقد استدل ال مبوطي بعدة مسلمات من وجدة نظر ‪ ،‬وهي‪:‬‬‫بطلان الرجحان من دون مرجح ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بطلان الدور ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بطلان التسلسل ‪.‬‬ ‫‪‌-1‬تحفة‌المريد‌شرح‌جوهرة‌التوحيد‌ص‪.‌21‬‬‫‪‌-2‬أبو‌البقاء‌أيوب‌بن‌موسى‌الحسيني‌الكفومي‪،‬كتاب‌الكليات‌معجم‌في‌المصطلحات‌والفروق‌اللغوية‪‌،‬تحقيق‪‌:‬عدنان‌‬ ‫درويش‪‌،‬محمد‌المصري‪‌،‬مؤسسة‌الرسالة‪‌،‬بيروت‪3995‌،‬م‪‌،‬ص‪.561‬‬‫‪‌ -3‬محمد ‌بن ‌خليفة ‌بن ‌علي ‌التميمي‪‌ ،‬ال ِّص َفات ‌الإلهية ‌تعريفها‪‌ ،‬أقسامها‪‌ ،‬أضواء ‌ال َّسلف‪‌ ،‬الرياض‪‌ ،‬المملكة ‌العربية‌‬ ‫السعودية‪‌،‬الطبعة‪‌:‬الأولى‪3113‌،‬م‪‌،‬ص‪.53‬‬‫‪‌-4‬تحفة‌المريد‌شرح‌جوهرة‌التوحيد‪‌،‬ص‪‌،93‬وانظر‪‌:‬أبا‌جعفر‌أحمد‌بن‌محمد‌بن‌سلامة‌الأزدي‌الطحاوي‪‌،‬إتحاف‌‬‫السائل ‌بما ‌في ‌الطحاوية ‌من ‌مسائل‪‌ ،‬شرحها ‌الشيخ ‌صالح ‌بن ‌عبد ‌العزيز ‌آل ‌الشيخ‪‌ ،‬مكتبة ‌المدينة‪3111‌ ،‬م‪‌،‬‬ ‫ج‪33‬ص‪‌،35‬وانظر‪‌:‬محمد‌بن‌خليفة‌بن‌علي‌التميمي‪‌،‬ال ِّص َفات‌الإلهية‌تعريفها‪‌،‬أقسامها‪‌،‬ص‪‌.53‬‬ ‫‪‌-5‬كتاب‌المواقف‪‌،‬للإيجي‪.111‌،‬‬ ‫‪‌-6‬ال ُبوطي‌كبرى‌اليقينيات‪‌،‬ص‪‌.99‬‬ ‫‪324‬‬

‫‪ -‬قانون العلية (‪.)1‬‬ ‫الطريقة الثانية‪ :‬بالبرهان اليقيني المتعلق بإثبات النقول والأخبار التي وصلت إلينا من طريق النبي‪-‬‬ ‫صلى هلل علي وسلم‪ ،-‬وقد سمى هذ الطريقة بـ \"التدرج من الأدشى\"(‪.)2‬‬ ‫المطلب السادس‪ :‬ر ّد العثيمين لصفة الوجود بالمعنى الذي اختاره الأ َشاعرة‪:‬‬ ‫يؤكد ال معثيمين مقالة شيخ ابن ت ْي ِمية فيهم‪ ،‬ويذهب نبعد من ذلك بوصفدم معطلين لصفة‬ ‫الوجود‪ ،‬ديث يرى ننهم يصفون بما يحيل إلى المعدوم‪ ،‬وهو تعد وبهتان عظي ٌم‪ ،‬ولدذا قال بكفرهم‪ ،‬ومعلو ٌم‬ ‫نن ال معثيمين شكل مدرس ًة منيع ًة في تاريخنا المعاصر للمدافعة والمنافحة على عقيدة السلف فيقول‪\" :‬إن‬ ‫الموجود المطلق بهرط الإطلاق لا وجود ل في الخارج المحسوس‪ ،‬وإنما هو نمر يفرض الذهن ولا وجود ل في‬ ‫الحقيقة‪ ،‬فتكون دقيقة القول ب نفي وجود هلل تعالى إلا في الذهن‪ ،‬وهذا غاية التعطيل والكفر\"(‪.)3‬‬ ‫التوجيه لما ذهب إليه الأ َشاعرة في صفة الوجود‪:‬‬ ‫بالنظر إلى ما قال السلف ُّيون في معرض ردهم ومناقهتهم لما ذهب إلي الأشا ِعرة بالقول بصفة‬ ‫الوجود‪ ،‬وباستعراضنا لما ذكر ال معثيمين‪ ،‬نلادظ نن‪ :‬السلفيين نظروا إلى ما يعني الوجود الذي نشاروا إلي ‪،‬‬ ‫ديث ننهم يرفضون تفسيرات الأشا ِعرة لصفة الوجود‪ ،‬ويرون نن مذهبهم فيها يعتري خل ٌل‪ ،‬فدم لا يثبتون إلا‬ ‫وجودا مطلقا لا دقيقة ل ‪ ،‬وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحقق في الأعيان‪ ،‬فقولدم يستلزم غاية‬ ‫التعطيل وغاية التمثيل؛ فإنهم يمثلون بالممتنعات والمعدومات والجمادات؛ ويعطلون الأسماء وال ِصفات‬ ‫تعطيلا يستلزم نفي الذات‪ ،‬فغلاتهم يسلبون عن النقيضين فيقولون‪\" :‬لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت‬ ‫ولا عالم ولا جاهل لنهم يزعمون ننهم إذا وصفو بالإثبات شبهو بالموجودات وإذا وصفو بالنفي شبهو‬ ‫بالمعدومات\" (‪. )4‬‬ ‫‪-1‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.99‬‬ ‫‪‌-2‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪.‌95‌-99‬‬ ‫‪‌-3‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌القواعد‌المثلى‌شح‌أسماء‌وصفات‌الله‌الحسنى‪‌،‬ص‪‌.313‬‬‫‪‌-4‬ابن ‌ َت ْي ِم َّية‪‌ ،‬مجموع ‌الفتاوى‪‌،‬طريقة ‌المعطلة‌في‌إثبات ‌ال ِّص َفات‪‌ ،‬ج‪1‬ص‪‌ ،9‬وانظر‪:‬الشيخ ‌عبد ‌الرحمن ‌بن‌ناصر‌‬ ‫البراك‪‌،‬شرح‌رسالة‌التدمرية‪‌،‬المكتبة‌الوقفية‪3111‌،‬م‪‌‌،‬ص‪.‌99‬‬ ‫‪325‬‬

‫وبهذا يظدر التناقض الكبير بين الفريقين في هذا الطريق بالتحديد وهو‪( :‬إبقاء الن ِص على ظاهر نو‬ ‫تأويل )‪ ،‬وقد كانوا في مسائل نخرى نكثر قابلية وقرب ًا للتوفيق والمصالحة منهم في هذ القضية‪ ،‬التي عرفنا‬ ‫تباعدهم فيها‪ ،‬وكثرة والتباين والتنافر بينهما‪ ،‬ولعل بعض الصوفية كانوا قريبين نكثر إلى منهج السلفيين من‬ ‫بعض الأشعريين‪ ،‬ويمكن تناول رنيهم في المطلب التالي‪:‬‬ ‫المطلب السابع‪ :‬ال ُّصوفيَّة الأوائل وقولهم في تأويل الأسماء والصفَات‪:‬‬ ‫ميذكر نن ال ُّصو ِفية الأوائل كانوا موافقين للسلف الصاِلح في مسائل ال ِصفات‪ ،‬ومشسب إليهم القول‬ ‫بإخراج ذات هلل وصفات ونفعال بداية من المقاييس التى تحكم ذوات المخلوقين وصفاتهم ونفعالدم على‬ ‫عكس طريقة المعتزلة‪ ،‬ديث كان نول ما بدؤوا ب من مسائل التربية هي قضية التوديد‪ ،‬ونذكر بعض نقوالدم‬ ‫فيما يلي‪:‬‬ ‫يقول الإمام الجنيد الصوفي الزاهد المعروف‪\" :‬التوديد إفراد القديم عن الحدث\"(‪. )1‬‬ ‫ويذكر الهجويري(‪ )2‬هذا المعنى نيض ًا فيقول‪ :‬لا يجوز لك اعتبار القديم محلا للحادث ومقاييس ‪ ،‬ولا‬ ‫الحادث نن يكون محلا للقديم(‪ )3‬ولدذا فإن ما يجري المخلوق من نقيسة لا يصلح بحسب المتصوفة الأوائل‬ ‫نن يطبق على ذات هلل وصفات ونفعال ‪ ،‬وهذا دق يدل علي منطق العقل‪ ،‬وقد نفصح الإمام الجنيد عن‬ ‫هذا المعنى السابق بقول ‪\" :‬التوديد هو إفراد المودد بتحقيق وددانيت بكمال ندديتة‪ ،‬ونن الوادد الذى لم‬ ‫يلد ولم يولد ولم يكن ل كفوا ندد‪ ،‬بنفى الأضداد والأنداد والأشبا ‪ ،‬بلا تهبي ولا تكييف‪ ،‬ولا تصوير ولا‬ ‫تمثيل‪ ،‬لقول تعالى (ل ْيس ك ِمثِل ِ شي ٌئ و مهو الس ِمي مع ا ْلب ِصي مر)(‪. )4‬‬‫‪‌ 1‬علي ‌بن ‌عثمان ‌الهجويري‪‌ ،‬كشف ‌المحجوب‪‌ ،‬دار ‌النهضة‪‌ ،‬بيروت‪3951‌ ،‬م‪‌ ،‬ص‪‌ ،111‬والرسالة ‌القشيرية‌‬ ‫ج‪3‬ص‪‌.39‌،35‬‬ ‫‪ -2‬أبو الحسن علي بن عثمان الهجويري‪ ،‬صوفي يوصف الصلاح والتقوى‪ ،‬من كتبه‪ :‬كشف المحجوب‪ ،‬وله مؤلفات عدة‪ ،‬ذكره السلمي في‬‫طبقات الصوفية‪ ،‬توفي سنة ‪191‬هـ‪‌‌،‬أنظر‪‌:‬محمد‌صالح‌بن‌أحمد‌الغرسي‪‌،‬التصوف‌وحركة‌الإصلاح‪‌،‬قونية‪‌،‬تركيا‪‌،‬‬ ‫‪3115‬م‪‌،‬ص‪31‬‬ ‫‪‌-3‬كشف‌المحجوب‌للهجويرى‌ص‌‪‌.111‬‬‫‪‌-4‬سورة‌الشورى‌الآية‌‪‌،33‬وانظر‪‌:‬التعرف‌لمذهب‌أهل‌التصوف‌ص‌‪‌،11‬وانظر‪‌:‬محمود‌بن‌عبد‌الرازق‪‌،‬مفهوم‌‬ ‫القدر‌والحريةعند‌أوائل‌ال ُّصو ِف َّية‪‌،‬ص‪.‌22‬‬ ‫‪326‬‬

‫وقد سئل نبوعلي الروذبارى (‪)1‬عن التوديد فقال‪ :‬التوديد فى كلمة واددةوهي‪\" :‬كل ما تصور‬ ‫الأوهام والأفكارفالله سبحان وتعالى بخلاف \"(‪ ،)2‬وذلك لقول تعالى‪(:‬ل ْيس ك ِمثِل ِ شي ٌئ و مهو الس ِمي مع ا ْلب ِصي مر)(‪. )3‬‬ ‫واعتمد الروذبارى فى اثبات للتوديد على منع العقل من العمل فى إدراك كيفية الذات وال ِصفات‬ ‫والأفعال‪ ،‬لن العقل تحكم المقاييس و هلل لا يقاس على ش ئ من خلق ‪ ،‬وما جاء ش ئ فى الوحى يخبر عن‬ ‫كيفية الذات وال ِصفات وكل ما ورد إنما هو فى إثبات دقائق ال ِصفات وذلك بناء على قول تعالى‪( :‬ولا‬ ‫مي ِحي مطون ِب ِ ِع ْلم ًا)(‪. )4‬‬ ‫ومن هنا شعلم نن جماعة من ال ُّصو ِفية الأوائل لا يوافقون على تأويل ال ِصفات على النحو الذي‬ ‫يختار ال مبوطي وغير من الأشا ِعرة المعاصرين‪ ،‬ويؤكد هذا نيض ًا قول الكلباذي‪\" :‬ومن جعل صفة هلل وصف ل‬ ‫من غير نن يثبت لله صفة على الحقيقة‪ ،‬فدو كاذب علي وذاك ًرا ل بغير وصف ‪ ،‬فدو سبحان وتعالى موصوف‬ ‫بصفة قائمة ب ليست ببائنة عن \" (‪. )5‬‬ ‫المطلب الثامن‪ :‬التفصيل في منهج العلة الغائية عند البوطي والأ َشاعرة‪:‬‬ ‫نسدب ال مبوطي في استعراض الأدلة العقلية على وجود هلل تعالى‪ ،‬وقد ضرب الأمثال بمسلمات عقلية‬ ‫تفيد في النهاية نن ال موجود لابد ل من ممو ِجـد‪ ،‬وهو ما اصطلح علماء الكلام على تسميت بواجب ال موجود‪،‬‬ ‫ويقصدون ب هلل تعالى‪ ،‬وهو ينافي جائز الوجود‪ -‬ني المخلوقات جميعدا‪ -‬قال الإمام نبو المعالي الجويني‪\" :‬دل‬ ‫جواز وجود الحوادث على وجوب وجود صاشعدا‪ ،‬فإن الجائز لا يقع بنفس ولا يتصف وجود صاشع بالجواز‪،‬‬‫‪‌-1‬هو ‌أحمد ‌بن ‌محمد ‌بن ‌القاسم ‌الروذبارى‪‌ ،‬من ‌أهل ‌بغداد‌سكن ‌مصر‌ومات ‌فيها ‌من‌أصحاب ‌أبى ‌القاسم ‌الجنيد‌‬‫وكان ‌عالما ‌فقيها ‌حافظا ‌للحديث ‌توفى ‌سنة ‌‪133‬هـ‪‌ ،‬انظر‪‌ :‬حلية ‌الأولياء‪‌ ،‬ج‪31‬ص‪‌ ،126‬البداية ‌والنهاية‪‌،‬‬‫ج‪33‬ص‪‌،353‬المنتظم‌ج‪3‬ص‪‌،393‬شذرات‌الذهب‌ج‪3‬ص‪‌،396‬صفة‌الصفوة‌عبد‌الرحمن‌بن‌علي‌بن‌محمد‌أبو‌‬‫الفرج‪‌ ،‬صفة ‌الصفوة‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬محمود ‌فاخوري ‌‪‌ -‬د ‌‪.‬محمد ‌رواس ‌قلعه ‌جي‪‌ ،‬دار ‌المعرفة‪‌ ،‬بيروت‪‌ ،‬الطبعة ‌الثانية‪‌،‬‬ ‫‪3999‬م‌ج‪3‬ص‪‌326‬طبقات‌الشعرانى‌‌ج‪3‬ص‪‌،331‬تاريخ‌بغداد‌ج‌اص‪‌.139‬‬ ‫‪‌-2‬محمد‌الكلاباذي‌أبو‌بكر‪‌،‬التعرف‌لمذهب‌أهل‌التصوف‪‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‪‌،‬بيروت‪3111‌،‬هـ‪‌،‬ص‪.311‬‬ ‫‪‌-3‬سورة‌الشورى‌االآية‌‪‌،33‬وانظر‪‌:‬الكلابذي‪‌،‬التعرف‌إلى‌حقيقة‌التصوف‪‌،‬ض‪‌.‌323‬‬ ‫‪‌-4‬سورة‌طه‌الآية‌‪.331‬‬‫‪‌ -5‬الكلاباذي‪‌ ،‬التعرف ‌لمذهب ‌أهل ‌التصوف‪‌ ،‬ص‪‌ ،23‬وانظر‪‌ :‬محمود ‌بن ‌عبد ‌الرازق‪‌ ،‬مفهوم ‌القدر ‌والحرية ‌عند‌‬ ‫أوائل‌ال ُّصو ِف َّية‪‌،‬ص‪‌.26‬‬ ‫‪327‬‬

‫فإن لو كان جائ ًزا لافتقر افتقار صنعة\"(‪ ،)1‬ويقول طاهر بن محمد الإسفراييني \"وما كان واجب الوجود لا يصير‬ ‫جائزالوجود كما نن جائزالوجود لا يصيرواجب الوجود\"(‪.)2‬‬ ‫ويحمل ال مبوطي على مؤ ِس ِس ي الفلسفة الغربية‪ ،‬ومبتكري النظريات النهوئية للكون والمخلوقات‪،‬‬ ‫كامثال‪ :‬ديكارت‪ ،‬وداروين‪ ،‬وماركس‪ ،‬وفورويد‪ ،‬الذين وصفدم بأنهم رسخوا دعائم العلم الحديث‪ ،‬مبينا ننهم‬ ‫اختلفوا على ننفسدم طرائق شتى‪ ،‬وميخ ِطئ دارون مؤسس نظرية النهوء والارتقاء فيقول عن ال مبوطي‪ :‬مات‬ ‫وهو مازال يبحث فيها لم يصل منها إلى ش يء‪ ،‬وكهف عن المخ ِرفين العلميين بحسب ال مبوطي‪ ،‬الذين قال عنهم‬ ‫ننهم إنما سيسوا العلم ليدور في فلك نفكارهم‪ ،‬فطوعو لنظرياتهم (‪.)3‬‬ ‫ويسمي هؤلاء بالمخ ِرف العلمي‪ ،‬وقد استهجن ال مبوطي ومقت قولدم بأن‪\" :‬السديم و هلل ش يء وادد في‬ ‫وجودهما\"‪ ،‬وقال عنهم‪ :‬ننهم مفتونون بكلمة العلم‪ ،‬مفت ِقرون إلى مضمونها‪ ،‬ثم يقول لدذا المخرف‪ :‬إن السديم‬ ‫من الممكنات‪ ،‬يحتاج إلى من يوجد ‪ ،‬لكن هلل تعالى‪ :‬واجب الوجود‪ ،‬ني نن وجود من ذات هو (‪. )4‬‬ ‫ولدذا فإن الأشا ِعرة يدعمون بقوة قانون العلة الغائية (‪ ،)5‬التي يقول عنها ال مبوطي ننها مصطلح‬ ‫لعلماء الغرب‪ ،‬نما علماء الكلام فيسمونها‪\" :‬دليل الحكمة والتناسق\"(‪ ،)6‬ويبدوا جليا نن مصطلح العلة الغائية‬ ‫ل مفدومان‪:‬‬ ‫المفهوم الأول‪ -‬يتعلق بالكون وما في واستيحاء ذلك للتدليل على عظيم قدرة هلل‪ -‬جل وعلا‪. -‬‬ ‫المفهوم الثاني‪ -‬ل صل ٌة بأفعال هلل تعالى‪ ،‬والغاية من خلق الخلق‪ ،‬وسائر الحكم الكونية‪ ،‬من إنزال‬ ‫المطر‪ ،‬وإرسال الرياح‪ ،‬والبحاروالأنهاروغيرها ‪.‬‬ ‫‪‌-1‬الجويني‪‌،‬العقائد‌النظامية‪‌،‬ص‪.31‬‬‫‪‌ -2‬طاهر ‌بن ‌محمد ‌الإسفراييني‪‌ ،‬التبصير ‌في ‌الدين ‌وتمييز ‌الفرقة ‌الناجية ‌عن ‌الفرق ‌الهالكين‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬كمال ‌يوسف‌‬ ‫الحوت‌عالم‌الكتب‪‌،‬بيروت‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪3951‌،‬م‪‌،‬ص‪.‌321‬‬ ‫‪‌-3‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪.36‌،‬‬ ‫‪‌-4‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‪‌،‬ص‪.39‬‬‫‪‌-5‬العلة‌عند‌المتكلمين‪‌:‬ما‌يتوقف‌على‌الشيء‪‌،‬لكن‌العلة‌الفاعلة‌للحدث‌كخلق‌الله‌تعالى‌لجميع‌المخلوقات‪‌،‬فهي‌العلة‌‬‫المؤثرة‌في‌المعلول‪‌،‬والمراد‌من‌العلة‌هنا‌العلة‌الفاعلة‌بالطبع‪‌،‬انظر‪‌:‬الغ َّزالي‪‌،‬تهافت‌الفلاسفة‪‌،‬دار‌الطلائع‪‌،‬القاهرة‪‌،‬‬‫‪3133‬م‪‌ ،‬ص‪‌ ،333‬وانظر‪‌ :‬كاملة ‌الكواري‪‌ ،‬المجلى ‌في ‌شرح ‌القواعد ‌المثلى ‌للعثيمين‪‌ ،‬دار ‌ابن ‌حزم‪3133‌ ،‬هـ‪‌،‬‬ ‫ص‪.316‬‬‫‪‌-6‬أقول‪‌:‬إن‌هذا‌المصطلح‌من‌إبداعات‌ال ُبوطي‌فقد‌تفرد‌بذكره‌بين‌عموم‌الأ َشا ِعرة‪‌،‬ولم‌أجد‌من‌ذكر‌هذا‌المصطلح‌‬‫من ‌الأ َشا ِعرة ‌المعاصرين ‌سواه‪‌ ،‬عدا ‌بعض ‌الإشارات‪‌ ،‬التي ‌أشار ‌إليها ‌كل ‌من‪‌ :‬الزحيلي‪‌ ،‬وابن ‌عاشور‪‌ ،‬ويستشهد‌‬‫ال ُبوطي‌بهذه‌القاعدة‌قائلاً‌أ َّنها‌الأسلوب‌القرآني‌الذي‌يوجه‌به‌العقل‌إلى‌أمثلة‌رائعة‌مقنعة‪‌،‬وهذا‌ما‌دعاه‌إلى‌الإطناب‌‬‫في ‌الاستشهادات ‌وضرب ‌الأمثال‪‌ ،‬ويقول ‌ال ُبوطي ‌أي ًضا ‌أن ‌هذا ‌أسلوب ‌يخرس ‌ألسنة ‌الملحدين‪‌ ،‬ويسد ‌دونهم ‌منافذ‌‬‫الحيل‪‌،‬لكن‌من‌أراد‌الله‌أن‌يحيق‌به‌عذابه‌الخالد‪‌،‬جعل‌عقله‌في‌غطاء‌عن‌كل‌هذه‌الأدلة‌والبراهين‌البديهية‌القطعية‪‌‌،‬‬ ‫انظر‪‌:‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪.91‬‬ ‫‪328‬‬

‫وقد استخدم العلماء المسلمون مفدوم \"العلة الغائية\"‪ ،‬نو \"دليل الحكمة والتناسق\"‪ -‬كما يسميها‬ ‫ال مبوطي‪ -‬بالمفدوم الأول الذي يدلل على كمال قدرة هلل ودكمت ‪ ،‬في الرد على الملاددة‪ ،‬واللادينيين‪ ،‬وقد‬ ‫استحسن بعض نهل العلم هذا الأسلوب‪ ،‬ورنوا نن كفيل بالرِد على نهل الأهواء من الملاددة وغيرهم ‪.‬‬ ‫ومن الذين ساروا على هذا المنهج كما يذكر ابن ت ْي ِمية‪ :‬الإمام نبو الحسن الأ ْشع ِري‪ ،‬والباقلاشي‪،‬‬ ‫والجويني‪ ،‬والغزالي‪ ،‬والرازي وغيرهم‪ ،‬فقد تحملوا نعباء الرد على نهل الأهواء وتوسعوا في الاشتغال بعلم‬ ‫الكلام لرِد حجج الفلاسفة من ذوي الطوائف الضالة والملحدين‪ ،‬ورجحوا منطق المتكلمين من العرب على‬ ‫منطق اليونان‪ ،‬وإن كان ابن ت ْي ِمية قد استدرك على بعضدم مسائل ر ُّدوا بها على الفلاسفة بأسلوبهم‪،‬‬ ‫فجاروهم فيما ذهبوا إلي ‪ ،‬فأوقعدم هذا في محاذير عدها السلفية نخطاء عقدية فاددة‪ ،‬قد تؤدي بأربابها‬ ‫إلى الكفر‪ ،‬وتوقعدم في الإلحاد الذي فروا من (‪.)1‬‬ ‫المطلب التاسع‪ :‬نفي البوطي للعلة الغائية عن أفعال الله تعالى‪:‬‬ ‫ين ِز ال مبوطي المولى‪ -‬جل وعلا‪ -‬عن العلة الغائية من خلق للخلق‪ ،‬فالله تعالى وكما يذكر ال مبوطي منزٌ‬ ‫عن نن يجري علي ما يجري على خلق من كونهم يقومون بأفعالدم لعلة ولغاية يرجونها‪ ،‬وفي هذا يقول‬ ‫ال مبوطي‪\" :‬محظور نن تفدم من لام التعليل الدلالة على ثبوت علة باعثة نو غاية في دق عزوجل\"(‪. )2‬‬ ‫ومن الهواهد التي ساقدا ال مبوطي في هذا الباب عند شرد لمعنى قول تعالى‪( :‬وما خل ْق مت ا ْل ِجن‬ ‫وا ْلِإشس ِإلا ِلي ْع مب مدو ِن)(‪ ،)3‬وقول تعالى‪( :‬ونن ْزلنا ِمن السما ِء ما ًء ط مدور ًا ل من ْح ِيي ِب ِ ب ْلد ًة م ْيت ًا ومش ْس ِقي م ِمما خل ْقنا‬ ‫ن ْشعام ًا وننا ِس ي ك ِثي ًرا)(‪ ،)4‬ويصف هذ النصوص القرآنية ونظائرها بأنها النصوص الموهمة للعلة والأغراض‪،‬‬ ‫ديث يرى ال مبوطي نن ذكر العلة والغرض من خلق الإشسان‪ ،‬نو إنزال المطر‪ ،‬إنما هو لنا نحن بني آدم الذين‬ ‫اعتدنا ارتباط الأشياء ببعضدا ارتباط سبب وعليـة‪ ،‬وهي محظور ٌة نن تنسب لله تعالى‪ ،‬فالله منزٌ عن العلة‬ ‫والأغراض(‪.)5‬‬‫‪-1‬ابن ‌ َت ْي ِم َّية‪‌ ،‬الرد ‌على ‌المنطقيين‪‌ ،‬دار ‌المعرفة‪‌ ،‬بيروت‪‌ ،‬ص‪‌ ،111‬وانظر‪‌ :‬الذهبي‪‌ ،‬سير ‌أعلام ‌النبلاء‪‌،‬‬ ‫ج‪39‬ص‪.‌133‬‬ ‫‪‌-2‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪.316‌،‬‬ ‫‪‌-3‬سورة‌الذاريات‌الآية‌‪.26‬‬ ‫‪‌4‬سورة‌الفرقان‌الآية‌‪.15‌-19‬‬ ‫‪‌-5‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪.319‬‬ ‫‪329‬‬

‫المطلب العاشر‪ :‬العثيمين ورأيه في \"العلة الغائية\"‪:‬‬ ‫يوافق ال معثيمين على نن العلة الغائية إنما هي لبيان الغاية‪ ،‬لكن يرى بأن مفدومدا لا يفيد التحقق‬ ‫دائم ًا فقد تقع‪ ،‬وقد لا تقع‪ ،‬فالعلة عند ال معثيمين علتان‪:‬‬ ‫أول‪ :‬العلة الغائية‪ :‬وهي لبيان الغاية والمقصود من هذا الفعل‪ ،‬لكنها قد تقع‪ ،‬وقد لا تقع‪ ،‬مثل‪ :‬بريت‬ ‫القلم لكتب ب ؛ فقد تكتب‪ ،‬وقد لا تكتب (‪.)1‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العلة الموجبة‪ :‬وتعني نن المعلول مبني عليها؛ فلابد نن تقع‪ ،‬وتكون سابقة للمعلول‪ ،‬ولازمة ل ‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬انكسرالزجاج لهدة الحرارة‪.‬‬ ‫واستدل ال معثيمين على ما ذهب إلي بقول تعالى‪( :‬وما خل ْق مت ا ْل ِجن وا ْلِإشس ِإلا ِلي ْع مب مدو ِن)(‪ ،)2‬فقال‬ ‫وقول ‪( :‬خلقت)‪ ،‬ني نوجدت‪ ،‬وهذا الإيجاد مسبوق بتقدير‪ ،‬ونصل الخلق التقدير‪ .‬قال الهاعر‪:‬‬ ‫ولنت تفــ ِري مـا خلقـت ** وبع مض الناس يخل مق ثم لا يف ِري (‪.)4( ،)3‬‬ ‫اختلاف العثيمين مع البوطي في العلة والغاية‪:‬‬ ‫يتابع ال معثيمين شرد وتفصيل للعلة الموجبة‪ ،‬وهي التي يتبين بها السبب والتعليل‪ ،‬وليست لإيجاب‬ ‫ش يء‪ ،‬وذلك كما في قول تعالى‪( :‬وما خل ْق مت ا ْل ِجن وا ْلِإشس ِإلا ِلي ْع مب مدو ِن)(‪ ،)5‬فيقول‪ :‬إن قول ‪ :‬قول (ِإلا‬ ‫ِلي ْع مب مدو ِن) استثناء مفرغ من نعم الأدوال؛ ني‪ :‬ما خلقت الجن والإشس لي ش يء إلا للعبادة (‪.)6‬‬ ‫واللام في قول ‪ِ( :‬لي ْع مب مدو ِن) للتعليل‪ ،‬وهذا التعليل لبيان الحكمة من الخلق‪ ،‬وليس التعليل الملازم‬ ‫للمعلول؛ إذ لو كان كذلك للزم نن يكون الخلق كلدم عبادا يتعبدون ل ‪ ،‬وليس الأمر كذلك‪ ،‬فدذ العلة‬ ‫غائية‪ ،‬وليست موجبة (‪.)7‬‬‫‪‌-1‬ال ُعثيمين‪‌،‬القول‌المفيد‌في‌كتاب‌التوحيد‪‌،‬عناية‌وتخريج‪‌:‬سليمان‌بن‌عبد‌الله‌أبا‌الخيل‪‌،‬خالد‌بن‌علي‌المشيقح‪‌،‬دار‌‬ ‫العاصة‌للنشر‌والتوزيع‪‌،‬ص‪.39‬‬ ‫‪‌-2‬سورة‌الذاريات‌الآية‌‪.26‬‬‫‪‌-3‬هذا‌البيت‌لزهير‪‌،‬انظر‪‌:‬أبو‌الربيع‌سليمان‌بن‌بنين‌بن‌خلف‌بن‌عوض‌تقي‌الدين‌المصري‪‌،‬إتفاق‌المباني‌وافتراق‌‬ ‫المعاني‪‌،‬دار‌عمار‪‌،‬عمان‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪3952‌،‬م‪‌،‬ص‪.313‬‬ ‫‪‌-4‬ال ُعثيمين‪‌،‬القول‌المفيد‌في‌كتاب‌التوحيد‪‌،‬ص‪.39‬‬ ‫‪‌-5‬سورة‌الذاريات‌الآية‌‪.26‬‬ ‫‪‌-6‬ال ُعثيمين‪‌،‬مجموع‌فتاوى‌ورسائل‪‌،‬ج‪9‬ص‪.31‬‬ ‫‪‌-7‬المرجع‌السابق‪‌،‬ج‪9‬ص‪.31‬‬ ‫‪330‬‬

‫ورد ًا على اختيارات ال مبوطي في العلة الغائية التي لدا دلالة على مراد هلل تعالى من العباد‪ ،‬نو من خلق‬ ‫الخلق‪ ،‬نو إرسال الرياح‪ ،‬وغيرها‪ ،‬يقول ال معثيمين لتفسير المثال السابق في الحكمة من خلق الخلق‪\" :‬وليست‬ ‫الحكمة من خلقدم نفع هلل‪ ،‬ولدذا قال تعالى‪( :‬ما من ِري مد ِم ْنمه ْم ِم ْن ِرْزق وما من ِري مد ن ْن مي ْط ِع ممو ِن)(‪. )1‬‬ ‫ونما قول تعالى‪( :‬م ْن ذا ال ِذي مي ْق ِر مض الل ق ْر ًضا دس ًنا ف ميضا ِعف م ل م )(‪ )2‬فإن هذا ليس إقراضا لله‬ ‫سبحان ‪ ،‬بل هو غني عن ‪ ،‬لكن سبحان شب معاملة عبد ل بالقرض؛ لن لا بد من وفائ ‪ ،‬فكأن التزام‬ ‫من هلل سبحان نن يوفي العامل نجرعمل كما يوفي المقترض من نقرض (‪. )3‬‬ ‫نما مفدوم العلة الغائية بمدلولدا الأول‪ ،‬فقد استحب بعض السلفيين كونها تستخدم منهج‬ ‫الاستدلال على عظيم خلق هلل‪ -‬سبحان وتعالى‪ -‬غير نن عامة المتكلمين انحرفوا عن منهج القرآن والسنة في‬ ‫الرد على شب الكفار والملحدين‪ ،‬وصنـفدم علماء السنة‪ -‬نهل الحديث (السلفيين)‪ -‬في قائمة من ركبوا بدع‬ ‫الأهواء‪ ،‬وتكلفوا ما خرجوا ب عن صحيح المنقول‪ ،‬وصريح المعقول‪ ،‬ولدذا عدوهم في قائمة من ض ُّلوا‬ ‫السبيل‪ ،‬وقد ظل شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية ينقد وينقض منهج المتكلمين الذين سلكوا هذا الطريق للرد على‬ ‫منطق اليونان بحجج عقلية‪ ،‬مستخدمين فيها علم الكلام ونصول بكل درية(‪. )4‬‬ ‫إلا نن السلفيين يوافقون على الاشتغال بالدلة العقلية الراجحة‪ ،‬إذا كان فيها متابعة للمنهج‬ ‫القرآشي في إقامة البراهين‪ ،‬وليس مجارا ًة لهل الأهواء‪ ،‬وميل لهل الضلالات‪ ،‬الذين ينتهجون منهج الفلاسفة‬ ‫اليونان‪ ،‬ويتمنطقون على طريقتهم‪ ،‬موضحين نن الأدلة العقلية في القرآن الكريم نكثر من نن متحص ى‪ ،‬وقد‬ ‫ذكر هذا العلامة الهيخ السعدي‪ -‬ردم هلل‪ -‬في تفسير فقال‪\" :‬ومن علوم القرآن مجادلة المبطلين‪ ،‬ودفع‬ ‫شب الظالمين‪ ،‬وإقامة البراهين العقلية الموافقة للأدلة النقلية‪ ،‬وهذا الفن من علوم القرآن من خواص‬ ‫العلماء الربانيين‪ ،‬والجدابذة الراسخين‪ ،‬والعقلاء المستبصرين‪ ،‬وقد اشتمل القرآن على كثير من الأدلة‬ ‫العقلية‪ ،‬والقواطع البرهانية \" (‪. )5‬‬ ‫تنبيه‪:‬‬ ‫‪‌-1‬سورة‌الذريات‌الآية‌‪‌.29‬‬ ‫‪‌-2‬سورة‌البقرة‌الآية‌‪.312‬‬ ‫‪‌-3‬ال ُعثيمين‪‌،‬مجموع‌فتاوى‌ورسائل‪‌،‬ج‪9‬ص‪.31‬‬ ‫‪‌-4‬الذهبي‪‌،‬العلو‌للعزيز‌الغفار‪‌،‬ص‪.325‬‬‫‪--5‬عبد‌الرحمن‌بن‌ناصر‌بن‌السعدي‪‌،‬تيسير‌الكريم‌الرحمن‌في‌تفسير ‌كلام‌المنان‪‌،‬تحقيق‪‌:‬عبد‌الرحمن‌بن‌معلا‌‬ ‫اللويحق‪‌،‬مؤسسة‌الرسالة‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪3111‌،‬م‪‌،‬ص‪‌.19‬‬ ‫‪331‬‬

‫إن مفدوم \"العلة الغائية\" على المعنى الصحيح لا يجري في الإيمان بالله تعالى‪ ،‬كون المؤمن يصدق‬ ‫بخبر المعصوم‪ ،‬من دون الحاجة إلى العلة‪ ،‬قال السفاريني في كتاب ‪\" :‬لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار‬ ‫الأثرية\"‪\" :‬ولدذا كان ما في القرآن الكريم من بيان مخلوقات من النعم والحكم نعظم مما في القرآن من بيان‬ ‫ما فيها من الدلالة على محض المهيئة\" (‪. )1‬‬ ‫نما في مسائل الإيمان فإن قانون العلة لا يجوز إمضاؤ ‪ ،‬لن قضايا الإيمان إخباربعالم الغيب‪ ،‬وقد‬ ‫قال هلل تعالى‪ ( :‬مه ًدى ِل ْل ممت ِقين ال ِذين مي ْؤ ِم منون ِبا ْلغ ْي ِب)(‪ ،)2‬ولدذا نرى نن شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية يصادق على‬ ‫هذا المعنى لن ما يبلغنا من الوحي يجب علينا تصديق دون إخضاع إلى التفكرات العقلية‪ ،‬فمما يعلم‬ ‫بالاضطرار من دين الإسلام نن الرسول إذا نخبرنا بش يء من صفات هلل تعالى وجب علينا التصديق ب ‪ ،‬وإن‬ ‫لم شعلم ثبوت بعقولنا‪ ،‬ومن لم يقر بما جاء ب الرسول دتى يعلم بعقل فقد نشب الذين قال هلل عنهم‪:‬‬ ‫(قا ملوا ل ْن من ْؤ ِمن دتى من ْؤتى ِم ْثل ما منوِتي مر مس مل الل ِ الل م ن ْعل مم د ْي مث ي ْجع مل ِرسالت م )(‪ ،)3‬ومن سلك هذا السبيل‬ ‫فدو في الحقيقة ليس مؤمنا بالرسول (‪.)4‬‬ ‫حجية القول بالعلة الغائية‪:‬‬ ‫يجمع الفقداء وكذلك الأصوليون على نن الأدكام الهرعية معلـلة بالجملة‪ ،‬ومن ثم كان القياس‬ ‫الأصولى قياس ًا شرعي ًا متفقا علي عند الجمدور‪ ،‬والعلة الهرعية هى مناط الحكم و ممتعلق م ‪ ،‬وال ممع ِر مف‬ ‫بو مجو ِد ‪ ،‬فإن مو ِجدت فى ال ِفرع فأنها توجب نفس مدكم الأص ِل‪ ،‬وعلى هذا يمكننا نن منق ِررنن الأدكام الهرعية‬ ‫عدا التعبدية المحضة‪ ،‬ممعلـلة بعلـل متناسبة معدا عقلا‪ ،‬وعلى هذا يبتنى عليها القياس‪ ،‬وقد قصد إلى هذا‬‫‪‌ -1‬شمس ‌الدين‪‌ ،‬أبو ‌العون ‌محمد ‌بن ‌أحمد ‌بن ‌سالم ‌السفاريني ‌الحنبلي ‌(المتوفى‪3355‌ :‬هـ)‪‌ ،‬لوامع ‌الأنوار ‌البهية‌‬‫وسواطع‌الأسرار‌الأثرية‌لشرح‌الدرة‌المضية‌في‌عقد‌الفرقة‌المرضية‪‌،‬مؤسسة‌الخافقين‌ومكتبتها‌–‌دمشق‪‌،‬الطبعة‌‬ ‫الثانية‌‪3953‬م‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌.331‬‬ ‫‪-2‬سورة‌البقرة‌الآية‌‪.1-3‬‬ ‫‪‌-3‬سورة‌الأنعام‌الآية‌‪.331‬‬‫‪‌-4‬أحمد‌بن‌عبد‌الحليم‌بن‌تيمية‌الحراني‌أبو‌العباس‪‌،‬شرح‌العقيدة‌الأصفهانية‪‌،‬تحقيق‪‌:‬إبراهيم‌سعيداي‌مكتبة‌الرشد‪‌،‬‬‫الرياض‪‌،‬الطبعة‌الأولى‌‪3132‬هـ‪‌،‬ص‪‌،35‬وانظر‪‌:‬شمس‌الدين‪‌،‬أبو‌العون‌محمد‌بن‌أحمد‌بن‌سالم‌السفاريني‪‌،‬لوامع‌‬ ‫الأنوار‌البهية‌وسواطع‌الأسرار‌الأثرية‌ج‪3‬ص‪.331‬‬ ‫‪332‬‬

‫المعنى عبد العزيز البخاري في كتاب \"كهف الأسرار\" فقال‪\" :‬لن العلة ما يثبت ب الحكم‪ ،‬والمثبت في الحقيقة‬ ‫هو هلل تعالى‪ ،‬في الحقائق والحكميات جميعا\"(‪.)1‬‬ ‫وذكرابن القيم تفصيل ًا ماتع ًا في هذا الباب‪ ،‬نوضح في نن علاقة السبب بالمسبب‪ ،‬لدا من الهواهد‬ ‫في القرآن والسنة ما يزيد عن عهرة آلاف شاهد‪ ،‬ذلك نن العلة الغائية عل ٌة للعلة الفاعلية ‪ ..‬ثم قال‪ :‬ولدذا‬ ‫قال من قال من نهل العلم تكلم قوم في إنكارالأسباب فأضحكوا ذوي العقول على عقولدم‪ ،‬وظنوا ننهم بذلك‬ ‫ينصرون التوديد‪ ،‬فهابهوا المعطلة الذين ننكروا صفات الرب وشعوت كمال ‪ ،‬وعلو على خلق ‪ ،‬واستواء‬ ‫على عرش ‪ .... ،‬فما نفادهم إلا تكذيب هلل ورسل ‪ ،‬وتنزيه عن كل كمال‪ ،‬ووصف بصفات المعدوم والمستحيل‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫ثم نشار إلى العقلاء وتفسيراتهم‪ ،‬وذكر بإنهم إذا رنوا نن لا يمكن نن منث ِبت التوديد للرب سبحان‬ ‫وتعالى إلا بإبطال الأسباب‪ ،‬ساءت ظنونهم بالتوديد‪ ،‬وبمن جاء ب ‪ ،‬وننت لا تجد كتاب ًا من الكتب نعظم إثباتا‬ ‫للأسباب من القرآن‪ ،‬ويا لله؛ العجب إذا كان هلل خالق السبب والمسبب‪ ،‬وهو الذي جعل هذا سببا لدذا‪،‬‬ ‫والأسباب والمسببات طوع مهيئت وقدرت ‪ ،‬منقادة لحكم إن شاء نن يبطل سببية الش يء نبطلدا‪ ،‬كما نبطل‬ ‫إدراق النارعلى خليل إبراهيم‪ ،‬وإغراق الماء على كليم وقوم ‪ ،‬وإن شاء نقام لتلك الأسباب مواشع (‪.)3‬‬ ‫وهو ما نشار إلي شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية من قبل بقول ‪\" :‬التعليل والحكمة\" وقد استهدد بذلك‬ ‫الهيخ صالح بن عبد العزيز آل الهيخ‪ ،‬وذلك في مدلول قول تعالى‪( :‬ون ْد ِس منوْا ِإن الل مي ِح ُّب ا ْل مم ْح ِس ِنين)(‪،)4‬‬ ‫وبين نن هذا في إشارة إلى معنى التعليل والحكمة‪ ،‬ووج ذلك نن نمر نيضا بقول ‪\" :‬ون ْد ِس منوا\" ووج‬ ‫الاستدلال نن الامتثال لدذا الأمريكون دادثا و هلل‪ -‬جل وعلا‪ -‬يحب المحسنين‪ ،‬وقول ‪ \" :‬مي ِح ُّب\" فيها إثبات صفة‬ ‫(المحبة) لدؤلاء الذين تحققوا بالإدسان‪ ،‬وهو‪ -‬جل وعلا‪ -‬يحبهم قد ًرا‪ ،‬كتب محبتهم لما سيفعلون وهو يحبهم‬ ‫إذا فعلوا نيضا(‪.)5‬‬‫‪‌-1‬عبد‌العزيز‌بن‌أحمد‌بن‌محمد‪‌،‬علاء‌الدين‌البخاري‌(المتوفى‪911‌:‬هـ)‪‌،‬كشف‌الأسرار‌عن‌أصول‌فخر‌الإسلام‌‬‫البزدوي‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬عبد ‌الله ‌محمود ‌محمد ‌عمر‪‌ ،‬دار ‌الكتب ‌العلمية‪‌ ،‬بيروت‪‌ ،‬الطبعة ‌الأولى ‌‪3135‬هـ‪3999/‬م‪‌،‬‬ ‫ج‪1‬ص‪.211‬‬‫‪‌-2‬محمد ‌بن ‌أبي ‌بكر ‌أيوب ‌الزرعي ‌أبو ‌عبد ‌الله ‌بن ‌قيم ‌الجوزية‪‌،‬شفاء ‌العليل ‌في ‌مسائل ‌القضاء‌والقدر ‌والحكمة‌‬ ‫والتعليل‪‌،‬تحقيق‪‌:‬محمد‌بدر‌الدين‌أبو‌فراس‌النعساني‌الحلبي‪‌،‬دار‌الفكر‪‌،‬بيروت‪3995‌،‬م‪‌،‬ص‪.359‬‬ ‫‪‌-3‬ابن‌القيم‪‌،‬شفاء‌العليل‌في‌مسائل‌القضاء‌والقدر‪‌،‬ص‪‌.391‬‬ ‫‪‌-4‬سورة‌البقرة‌الآية‌‪.392‬‬ ‫‪‌-5‬صالح‌بن‌عبد‌العزيز‌آل‌الشيخ‪‌،‬شرح‌العقيدة‌الواسطية‪‌.‬‬ ‫‪333‬‬

‫وعلى هذا نقول إن العلة الغائية نو نظرية السببية وعلاقتها بتكون الأشياء المحسوسة وغيرها‪،‬‬ ‫دقيقة؛ لكنها ترشد الإشسان وتكون سبب ًا في هدايت ‪ ،‬كما قال تعالى‪ِ( :‬إن ِفي خ ْل ِق السماوا ِت والأْر ِض وا ْخ ِتلا ِف‬ ‫الل ْي ِل والنها ِر لآيات ِ مل ْوِلي الأ ْلبا ِب)(‪ ،)1‬فالكون وما في يدل على نن موجد ًا بديع ًا قد نشهأ وصور ‪ ،‬لكن مبدن‬ ‫العلة ليس هو الأصل لليمان‪ ،‬بل خبر المعصوم هو الأساس‪ ،‬ثم تأتي البديهيات العقلية لتزيد في الإيمان‪ ،‬كما‬ ‫قال تعالى‪( :‬س من ِريِه ْم آيا ِتنا ِفي ا ْلآفا ِق وِفي نن مف ِس ِد ْم دتى يتبين ل مد ْم نن ا ْلح ُّق)(‪ ،)2‬ونشار إلى هذا المعنى غير وادد‬ ‫من نهل العلم‪ ،‬وذلك ننا شعلم بالضرورة وجودنا ندياء قادرين عالمين ناطقين سامعين مبصرين مدركين بعد‬ ‫نن لم نكن شيئا‪ ،‬وإن نول وجودنا كان نطفة قذرة مستوية الأجزاء‪ ،‬والطبيعة غاية الاستواء بحيث يمتنع في‬ ‫عقل كل عاقل نن يكون منها بغيرصاشع دكيم (‪.)3‬‬ ‫المطلب الحادي عشر‪ :‬الصفَات السلبية عند البوطي‪:‬‬ ‫اجتهد ال مبوطي في تفسير للصفات السلبية للمولى جل وعلا‪ ،‬دسب ما يرا ‪ ،‬مع اعتقاد التنزي‬ ‫والتقديس لسمائ وصفات ‪ ،‬جامع ًا ندلة القرآن الكريم مع ما يعتقد من يقينية الأدلة العقلية في توديد هلل‬ ‫تعالى‪ ،‬ذات ًا واسم ًا وفعل ًا ووصف ًا‪ ،‬وعلى هذا الفدم فقد فسر معنى ال ِصفات السلبية بقول ‪\" :‬كل صفة مدلولدا‬ ‫عدم نمرلا يليق بالله سبحان ‪ ،‬وهذ ال ِصفات كثيرة الجزئيات لن كل نقص إنما ينفى بعكس \"(‪. )4‬‬ ‫وعلى طريقة الأشا ِعرة يذهب ال مبوطي إلى دصر نمدات ال ِصفات السلبية في خمس صفات‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫(الوددانية‪ ،‬والقدم‪ ،‬والبقاء‪ ،‬والقيام بالذات‪ ،‬والمخالفة للحوادث)(‪.)5‬‬ ‫وهذ هي ال ِصفات السلبية بحسب جمدور الأشا ِعرة‪ ،‬قال العلامة الهنقيطي\" ضابط الصفة‬ ‫السلبية عند المتكلمين هي الصفة التي دلت على عدم محض‪ ،‬والمراد بها نن تدل على سلب ما لا يليق بالله‪،‬‬ ‫والذين قالوا هذا جعلوا ال ِصفات السلبية خمس ًا لا سادس لدا(‪ ،)6‬وهي عندهم القدم‪ ،‬والبقاء‪ ،‬والمخالفة‬ ‫‪‌-1‬سورة‌آل‌عمران‌الآية‌‪.391‬‬ ‫‪‌-2‬سورة‌فصلت‌الآية‌‪.21‬‬‫‪‌-3‬محمد‌بن‌إبراهيم‌بن‌علي‌بن‌المرتضى‌بن‌المفضل‌الحسني‌القاسمي‪‌،‬إيثار‌الحق‌على‌الخلق‌في‌رد‌الخلافات‌الى‌‬ ‫المذهب‌الحق‌من‌أصول‌التوحيد‪‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‪‌،‬بيروت‪‌،‬الطبعة‌الثانية‪3959‌،‬م‪‌،‬ص‪.16‬‬ ‫‪‌-4‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪.333‬‬ ‫‪‌-5‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪‌-315‬ص‪.339‬‬‫‪‌-6‬أقول‪‌:‬الصواب‌أن‌المشهور‌عند‌الأ َشا ِعرة‌أ َّنهم‌يقولون‌أن‌هذه‌أمهات‌ال ِّص َفات‌السلبية‪‌،‬أما‌فروعها‌فأ َّنهم‌يقولون‌‬ ‫بأ َّنها‌كثيرةٌ‪‌،‬ولا‌يحصرونها‌بعدد‌معين‪‌،‬انظر‪‌:‬البيجوري‪،‬شرح‌الجوهرة‪‌،‬ص‪.55‬‬ ‫‪334‬‬

‫للخلق‪ ،‬والوددانية‪ ،‬والغنى المطلق الذي يسمون القيام بالنفس الذي يعنون ب الاستغناء عن الحيز‬ ‫والمحل\"(‪.)1‬‬ ‫وال مبوطي بمتابعت لجمدور الأشا ِعرة في دصر ال ِصفات السلبية في هذ الخمس‪ ،‬قد خالف نستاذ‬ ‫الرازي في هذا الهأن‪ ،‬فقد ذكرنا نن الرازي توسع في ال ِصفات السلبية‪ ،‬فقد ذهب إلى القول بأن القرآن‬ ‫الكريم مملوء بذكر ال ِصفات السلبية لله تعالى تنزيه ًا ل عن كل نقص‪ ،‬فدو يذهب إلى القول بأن‪\" :‬السلوب‬ ‫ينقسم بحسب الذات‪ ،‬وبحسب ال ِصفات‪ ،‬وبحسب الأفعال غير متناهية‪ ،‬فيحصل من هذا الجنس نقسام‬ ‫غيرمتناهية من الأسماء\" (‪.)2‬‬ ‫ومن هنا فإن الرازي برني هذا ميضمن صفات كـ\" القدوس‪ ،‬والسلام‪ ،‬العزيز‪ ،‬الغفار‪ ،‬الحليم‪،‬‬ ‫الوادد‪ ،‬الغني‪ ،‬والصبور‪ ) ...‬صفات كثيرة عدها الرازي في مفدوم ال ِصفات السلبية‪ ،‬وبهذا يعتبر الرازي من‬ ‫المتوسعين في ال ِصفات السلبية على نحو لم يوافق في غير وادد ممن سبق ‪ ،‬إلا نن عموم الأشا ِعرة يقولون‬ ‫بما يقول ب الرازي من الأدلة العقلية‪ ،‬وإعمال البحث والتأمل الفكري‪ ،‬ولذلك ذهبوا إلى تأويل ال ِصفات بما‬ ‫يفيد التنزي على ما يختار عموم الأشا ِعرة‪ ،‬وبهذا شعتقد نن ال مبوطي نقرب للمدرسة التي تقدمت على الرازي‪-‬‬ ‫نعني الباقلاشي‪ ،‬والجويني‪ ،‬والغزالي‪ -‬من إلى مذهب الرازي في هذا الهأن‪ ،‬وإن كان بعض البادثين كالستاذ‬ ‫سليمان دنيا‪ ،‬والبادث الغربي \"‪ ،\"Watt Montjumry‬قد ذهبوا إلى القول بأن‪\" :‬الغزالي نرس ى علم الكلام على‬ ‫طريقة فلسفية\"(‪.)3‬‬ ‫ولن الرازي يعطي مجال ًا نوسع في الآراء‪ ،‬ديث نن بعض خصوم يتهمون بالتأثر بالمنهج الفلسفي‬ ‫على طريقة المعتزلة (‪ ،)4‬لذلك نرى ال مبوطي يحاول النأي عن في هذ المسألة‪ ،‬فدو يعتبر نفس على طريقة‬ ‫المتكلمين المتقاطعين مع المعتزلة‪ ،‬وهم الذين استنبطوا هذا العلم من علم نصول الفق ‪ ،‬وليس من المنطق‬ ‫المقتبس من الفلسفة اليونانية القائمة على القضايا والأشكال (‪.)5‬‬ ‫‪‌-1‬الشنقيطي‪‌،‬آيات‌الأسماء‌وال ِّص َفات‪‌،‬ص‪‌.39‬‬ ‫‪‌-2‬الرازي‪‌،‬التفسير‌الكبير‪‌،‬ج‪3‬ص‪‌،315‬وانظر‪‌:‬بركات‌دويدار‪‌،‬موقف‌شيخ‌الإسلام‌من‌الرازي‪‌،‬ص‪‌‌363‬‬‫‪‌Montgomery‌Watt, .1963. Muslim Intellectual,Edinburgh:P .71 (my translation). ‌-3‬‬ ‫وانظر‪‌:‬محمد‌رشاد‌سالم‪‌،‬مقارنة‌بين‌الغ َّزالي‌وابن‌ َت ْي ِم َّية‪‌،‬دار‌القلم‌للنشر‪‌،‬الكويت‪3996‌،‬م‪‌،‬ص‪‌.33‬‬ ‫‪‌-4‬بركات‌ادويدار‪‌،‬موقف‌شيخ‌الإسلام‌من‌الرازي‪‌،‬ص‪‌.161‬‬ ‫‪‌-5‬ال ُبوطي‪‌،‬كبيرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪‌.11‬‬ ‫‪335‬‬

‫ومع هذا كل نلادظ نن ال مبوطي نديانا يقدم حجية المنطق على حجية الكتاب والسنة‪ ،‬ولسنا ندري‬‫هل قصد تقديم في الاستدلال على العقيدة؟ نم قدم تقديما لفظي ًا لم يقصد ب تقديم البراهين العقلية‬‫على الادتجاج بالكتاب والسنة؟ كما في هذا المثال ديث قال بالنص\"وتبينت نن براهين نهل السنة والجماعة‬‫قائمة على كل من‪\" :‬منطق العقل السليم\"‪ ،‬و\"نصوص الكتاب والسنة\"‪ ،‬و\"الفطرة الإشسانية الصافية\"(‪،)1‬‬‫لكن المعروف من منهج كما تقدم نن يقول بالدلة العقلية المنسجمة مع القرآن الكريم‪ ،‬وإن كان لا يتهم‬‫العقل بالقصور عن الاستدلال في جميع مسائل الاعتقاد‪ ،‬فدو يرا قاد ًرا على اختراق كل الدلائل‪ ،‬ولا يحجز‬‫ش ي عن معرفة الحقيقة‪ ،‬ويتهم نولئك الذين يتهمون العقل‪ ،‬ويحمل عليهم بأنهم مفتقرون‪ -‬فيما يزعمون‪ -‬إلى‬ ‫ما يثبت لدم بأن ندكام العقل لا خداع فيها (‪.)2‬‬ ‫المطلب الثاني عشر‪ :‬رأي العثيمين في الصفَات السلبية‪:‬‬‫لقد ذهب ال معثيمين على نهج نسلا ِف في ال ِصفات السلبية‪ ،‬فقال إنها نقل من ال ِصفات الثبوتية‬‫بكثير(‪ ،)3‬وقال في تقريب التدمرية‪\" :‬ولدذا كانت ال ِصفات الثبوتية التي نخبر هلل بها عن نفس نكثر من‬ ‫ال ِصفات المنفية التي نفاها هلل عن نفس \" (‪.)4‬‬‫ويرى ال معثيمين محدودية ذكر ال ِصفات السلبية لله تعالى في القرآن الكريم‪ ،‬فقال إنها لم تذكر غالبا‬ ‫إلا في الأدوال التالية‪:‬‬‫الأولى‪ :‬بيان عموم كمال كما في قول تعالى‪( :‬ل ْيس ك ِم ْثِل ِ ش ْي ٌء)(‪ ،)5‬وقول ‪( :‬ول ْم ي مك ْن ل م مك مف ًوا ند ٌد)(‪. )6‬‬‫الثانية‪ :‬نفي ما ادعا في دق الكاذبون‪ ،‬كما في قول ‪( :‬ن ْن دع ْوا ِللر ْدم ِن ول ًدا وما ي ْنب ِغي ِللر ْدم ِن ن ْن‬ ‫يت ِخذ ول ًدا)(‪. )7‬‬ ‫‪‌-1‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪.339‬‬ ‫‪‌-2‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‪‌،‬ص‪‌.33‬‬ ‫‪‌-3‬ال ُعثيمين‪‌،‬مجموع‌فتاوى‌ورسائل‪‌،‬ج‪1‬ص‪.352‬‬‫‪-4‬ال ُعثيمين‪‌،‬تقريب‌التدمرية‪‌،‬دار‌ابن‌الجوزي‪‌،‬المملكة‌العربية‌السعودية‪‌،‬الدمام‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪3139‌،‬هـ‪‌،‬ص‪.39‬‬ ‫‪‌-5‬سورة‌الشورى‌الآية‌‪.33‬‬ ‫‪‌-6‬سورة‌الإخلاص‌الآية‌‪.1‬‬ ‫‪‌-7‬سورة‌مريم‌الآية‌‪.93‬‬ ‫‪336‬‬

‫الثالثة‪ :‬دفع توهم نقص من كمال فيما يتعلق بهذا الأمر المعين‪ ،‬كما في قول ‪( :‬وما خل ْقنا السماء‬‫وا ْلأْرض وما ب ْينمهما لا ِع ِبين)(‪ ،)1‬وقول ‪( :‬ولق ْد خل ْقنا السماوا ِت وا ْلأْرض وما ب ْينمهما ِفي ِست ِة نيام وما مسنا ِم ْن‬ ‫مل مغوب)(‪.)3( .)2‬‬‫الرابعة‪ :‬نفي الظلم‪ ،‬والتعب‪ ،‬والغفلة والولادة‪ ،‬والمماثل‪ ،‬والند‪ ،‬والمكافئ‪ ،‬كما في سورة الإخلاص‪:‬‬‫( مق ْل مهو الل م ند ٌد الل م الصم مد ل ْم يِل ْد ول ْم ميول ْد ول ْم ي مك ْن ل م مك مف ًوا ند ٌد)‪ ،‬ويضيف‪ -‬العثيمين‪ -‬إن العلة في سبب‬‫تسميتها بهذا الاسم؛ لن هلل نخلصدا لنفس ولم يذكرفيها إلا ما يتعلق بأسمائ وصفات ؛ ولنها تخلص قارئها‬‫من الهرك والتعطيل (‪ ،)4‬نما ال ِصفات السلبية الإضافية يقول مثل ًا‪ :‬إن هلل خالق‪ ،‬يعني‪ :‬ليس بعاجز عن‬ ‫الخلق‪ ،‬وهو خالق ل مخلوق‪ ،‬فيجعلونها سلبية إضافية (‪.)5‬‬‫وشعتقد نن ال معثيمين لم يكن دقيق ًا بإشارت إلى نن ال ِصفات السلبية قليلة في كتاب هلل‪ ،‬كون لا‬‫يحصرها بعدد معين‪ ،‬بل يضمنها في آيات كثيرة من كتاب هلل‪ -‬تعالى‪ -‬وقد عرفدا في كتاب \"شرح الواسطية\"‬‫بأن ال ِصفات السلبية التي نفاها هلل عن نفس متضمنة لثبوت كمال ضدها‪ ،‬كقول (وما مسنا ِم ْن مل مغوب)(‪،)6‬‬‫متضمن كمال القوة‪ ،‬وكمال القدرة‪ ،‬وقول ‪( :‬ولا ي ْظِل مم رُّبك ندد ًا)(‪ ،)7‬متضمن لكمال العدل وقول ‪( :‬وما الل م‬ ‫ِبغا ِفل عما ت ْعم ملون)(‪ ،)8‬متضمن لكمال العلم والإداطة‪ .......‬وهلم ج ًرا (‪.)9‬‬ ‫المطلب الثالث عشر‪ :‬التفصيل في مسألة الصفَات السلبية‪:‬‬‫يتفق نهل العلم قديم ًا ودديث ًا على نن المراد من ال ِصفات السلبية‪\" :‬الدلالة على التنزي \" وإنما‬‫الخلاف جرى بينهم في دصر هذ ال ِصفات في الخمس التي يهير إليها جمدور الأشا ِعرة وهي‪\" :‬الوددانية‪،‬‬‫والقدم‪ ،‬والبقاء‪ ،‬والقيام بالذات‪ ،‬والمخالفة للحوادث\"‪ ،‬ولدذا يرى نهل العلم نن الوصف بال ِصفات الثبوتية‬‫نكثر إيضادا من الوصف بال ِصفات السلبية‪ ،‬فلو وصفنا إشسانا بأن ‪ :‬ليس نسد ًا ولا ذئب ًا‪ ،‬ولا جبل ًا ولا حج ًرا‪..،‬‬ ‫‪‌-1‬سورة‌الأنبياء‌الآية‌‪.36‬‬ ‫‪‌-2‬سورة‌ق‌الآية‌‪.15‬‬ ‫‪‌-3‬ال ُعثيمين‪‌،‬مجموع‌فتاوى‌ورسائل‪‌،‬ج‪1‬ص‪.‌356‬‬ ‫‪-4‬ال ُعثيمين‪‌،‬مجموع‌الرسائل‌والمسائل‪‌،‬ج‪1‬ص‪.362‬‬ ‫‪‌-5‬ال ُعثيمين‪‌،‬لقاء‌الباب‌المفتوح‪،‬ج‪6‬ص‪.31‬‬ ‫‪‌-6‬سورة‌ق‌الآية‌‪.15‬‬ ‫‪‌-7‬سورة‌الكهف‌الآية‌‪.19‬‬ ‫‪‌-8‬سورة‌البقرة‌الآية‌‪.52‬‬ ‫‪‌-9‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌العقيدة‌الواسطية‪‌،‬ص‪.335‬‬ ‫‪337‬‬

‫ولا ‪ ...‬ولا‪ ،‬وهكذا فإننا لن شستطيع إفدام السامع بما نريد‪ ،‬ولكننا لو قلنا‪ :‬نن جسم مخلوق متحرك ناطق‬ ‫دساس‪ ،‬مفكر ل يدان ورجلان وعينان‪ ...،‬إلى آخر تلك الأوصاف‪ ،‬لكان هذا نقرب إلى البيان‪ ،‬ولله المثل‬ ‫الأعلى (‪.)1‬‬ ‫ويختلف السلف ُّيون مع الأشا ِعرة في فدمدم للصفات السلبية‪ ،‬ذلك نن بعض الأشا ِعرة يجعل بعض‬ ‫صفات هلل تعالى من قبيل ال ِصفات السلبية‪ ،‬بينما يستدرك عليهم السلف ُّيون ذلك‪ ،‬ويجعلونها في ال ِصفات‬ ‫الثبوتية‪ ،‬كما تعقب ذلك ابن ت ْي ِمية على الرازي وغير ‪ ،‬بل إن الرازي يختلف مع الأشا ِعرة في عد للصفات‬ ‫السلبية كما مرعلينا‪ ،‬نما اختلافدم مع السلفيين فدو معلوم ظاهر‪ ،‬ديث يقول شيخ الإسلام‪ :‬ومن الناس من‬ ‫يحسب نن \"الجلال\" هو ال ِصفات السلبية \"والإكرام\" ال ِصفات الثبوتية‪ ،‬كما ذكر ذلك الرازي ونحو ‪،‬‬ ‫والتحقيق نن كليهما صفات ثبوتية‪ ،‬وإثبات الكمال يستلزم نفي النقائص (‪.)2‬‬ ‫ومن هنا نتبين لماذا اختار ابن ت ْي ِمية في التدمرية وغيرها نن يرد قول الأشا ِعرة في ال ِصفات السلبية‪،‬‬ ‫وينقض ما ذهبوا إلي من معان‪ ،‬وعاب عليهم مخالفتهم لطريقة الرسل من ديث‪ :‬التفصيل في النفي‪ ،‬وعدم‬ ‫إثبات ش يء من ال ِصفات الثبوتية‪ ،‬وما يصفون هلل تعالى ب من ال ِصفات السلبية لا يتضمن إثبات ًا عندهم‬ ‫لنهم لا يثبتون إلا وجود ًا مطلقا‪ ،‬والوجود المطلق ضد الوجود المعين‪ ،‬مثل لفظ الإشسان المطلق‪ ،‬والإشسان‬ ‫المعين‪ ،‬فقولك مثل ًا الإشسان ديوان ناطق‪ ،‬نو كائن حي‪ ،‬فدذا بالطبع هو الإشسان بمعنا المطلق‪ ،‬وهو تفسير‬ ‫لحقيقة الإشسان بالمعنى العام‪ ،‬ولا نقصد بذلك إشسان ًا معين ًا‪ ،‬نما إذا قلت فلان إشسان‪ ،‬نو هذا الإشسان فإنك‬ ‫تقصد بلفظ الإشسان شيئ ًا معين ًا فالإشسان بالمعنى المطلق لا يوجد في الخارج‪ ،‬وإنما يوجد في الخارج الإشسان‬ ‫المعين‪ ،‬وكذلك الوجود‪ ،‬فقولك وجودي‪ ،‬نو وجودك‪ ،‬فدذا وجود معين‪ ،‬وقولك الوجود فدذا المعنى وجود‬ ‫مطلق مهترك بين سائر الموجودات (‪.)3‬‬ ‫الاستنتاج‪:‬‬ ‫باستعراضنا لكلام ال معثيمين‪ ،‬ونقوال شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية نيض ًا؛ وسحب هذا الكلام على ما ذهب‬ ‫إلي ال مبوطي ومريدي المدرسة الأ ْشع ِرية في ال ِصفات السلبية وفدمدم لدا‪ ،‬نلادظ نن كلا الفريقين متفقين في‬‫‪‌ -1‬مجلة ‌البحوث ‌الإسلامية‪‌ ،‬مجلة ‌دورية ‌تصدر ‌عن ‌الرئاسة ‌العامة ‌لإدارات ‌البحوث ‌العلمية ‌والإفتاء ‌والدعوة‌‬ ‫والإرشاد‪‌،‬ج‪33‬ص‪.321‬‬ ‫‪‌-‌2‬ابن‌ َت ْي ِم َّية‪‌،‬بيان‌ال َّدليل‌على‌بطلان‌التحليل‪‌،‬ج‪2‬ص‪‌.123‬‬ ‫‪‌-3‬الب َّر‌اك‪‌،‬شرح‌التدمرية‪‌،‬ص‪‌.99‬‬ ‫‪338‬‬

‫عدة نقاط‪ ،‬وبينهما اختلاف في نخرى‪ ،‬ولك ِل فريق ندلت فيما ذهب إلي من نقوال‪ ،‬وندلة كل فريق لم تخرج‬‫كثي ًرا عما هو مقعد في نصول كلا المذهبين‪ -‬السلفي والأ ْشع ِري‪ -‬كما سبق ونشرنا إلي آنف ًا في الفصول السابقة‬ ‫‪.‬‬‫وقد عد بع ٌض السلفيين ما ذهب إلي ال مبوطي‪ -‬ردم هلل‪ -‬من آراء في العقيدة‪ ،‬وتأويل للأسماء‬‫وال ِصفات‪ ،‬سقطات ومخالفات‪ ،‬انحرف فيها عن منهج نهل السنة والجماعة‪ ،‬ديث وجدو يعمل العقل كثي ًرا‬‫في تحليل وتأويل صفات هلل‪ -‬تعالى‪ -‬ونسمائ ‪ ،‬والعقل متهم في نظ ِر كثير من البادثين في دلالت على عالم‬‫الغيب‪ ،‬وليس شرط ًا في الإيمان التوصل إلي بالدليل العقلي بالنظر والاستنباط‪ ،‬والتحليل والتأمل في ظواهر‬‫الأشياء‪ ،‬لن كثي ًرا من مسائل الإيمان لا يتحسسدا العقل كالعلم بالملائكة‪ ،‬والجن‪ ،‬وما يسمي نهل العلم‬‫التجريبي (ما وراء الطبيعة)‪ ،‬وكذلك علم الاستدلال والاستنباط واستعمال العقل والمنطق لا يحسن كثي ٌرمن‬ ‫الناس ‪.‬‬‫ومن الأخطاء التي وقع فيها المتكلمون ننهم يستهددون بعلم المنطق على وجود هلل تعالى‪ ،‬والناس‬‫متفاوتون في فدم علم المنطق‪ ،‬ومعنى هذا نن من لا يستطيع نن يستهدد بالمنطق يعجز عن الإتيان بالدلة‬ ‫العقلية على وجود هلل‪ -‬تعالى‪ ، -‬وتوديد‬‫وهذا ما ذهب إلي كثي ٌر من البادثين في علم المنطق وندوات الكلام‪ ،‬فعلى سبيل المثال نجد نن‬‫البادث‪ :‬داتم الهرباتي؛ يذكر عن نساسيات المنطق ننها مظنة التخطئة‪ ،‬بخلاف الدليل الح ِس ي الذي لا‬‫يتطرق إلي الخطأ‪ ،‬وبهذا لا يمكن نن يكون المنطق دليل ًا في الإيمان‪ ،‬فمثل ًا يمكن نن شستهدد بالمنطق على‬‫قضيتين متناقضتين‪ ،‬وهذا يبين لك عدم التسليم للقضايا المنطقية‪ ،‬ومن هنا كان الاستدلال بالقضايا التي‬‫يجري فيها ترتيب معقولات على معقولات معرضة للانزلاق‪ ،‬وهكذا في كثير من القضايا المترتبة على ترتيب‬ ‫معقولات على معقولات‪ ،‬يصل المنطقي فيها نديان ًا إلى نتائج في غاية التناقض وفي غاية الغرابة (‪.)1‬‬‫وقد عرفنا نن ال مبوطي يتابع طريقة عقلاء الأشا ِعرة‪ ،‬وعلمائها الكبار؛ كالجويني والغزالي والرازي‪،‬‬‫وهؤلاء جميع ًا يقولون بالدليل العقلي‪ ،‬بل ويهترطون في صحة الإيمان‪ ،‬وقد خالفدم علما مء كمـثر‪ ،‬وتعقبوا‬‫عليهم في هذا الزعم‪ ،‬قال الهوكاشي في \"إرشاد الفحول\"‪ :‬وقد اختلفوا في اشتراط العلم بالدليل العقلي‪،‬‬‫‪-1‬انظر‪‌ :‬حاتم ‌ناصر ‌الشرباتي‪‌ ،‬منتدى ‌الزاهد‪‌ ،‬منتدى ‌الحوار ‌على ‌المذاهب ‌الفكرية‪3133/32/9‌ ،‬م‪‌ ،‬انظر‪:‬‬ ‫‪http://www .sharabati .org/vb/showthread .php?p=2723‬‬ ‫‪339‬‬

‫فهرط جماعة منهم الغزالي‪ ،‬والفخر الرازي‪ ،‬ولم يهترط الآخرون‪ -‬وهو الحق‪ -‬لن الاجتهاد إنما يدور على‬ ‫الأدلة الهرعية‪ ،‬لا على الأدلة العقلية‪ ،‬ومن جعل العقل داكما فدو لا يجعل ما دكم ب داخلا في مسائل‬ ‫الاجتهاد (‪. )1‬‬ ‫ولن العقل لا يستقيم دائم ًا في الدلالة على المغيبات‪ ،‬وهو قاص ٌر على إدراكدا‪ ،‬وتتفاوت إدراكات‬ ‫بحسب علوم الناس ونفدامدم‪ ،‬وكذلك في دكم على المستحسنات والمستقبحات‪ ،‬وهذا نمر لا يستوي في‬ ‫الجميع‪ ،‬بل نجد ما استقبح ومنع في عصر‪ ،‬صار محمود ًا مباد ًا في آخر‪ ،‬وليس ندل على ذلك من تقلب‬ ‫العادات بين الإبادة والمنع بتغيرالأمكنة الأزمان‪.‬‬ ‫وعد ال معثيمين رني ال مبوطي وتف ِصيل للصفات السلبية على هذا النحو بدع ٌة وضلالة‪ ،‬وتمسك‬ ‫العثيمين برني هذا‪ ،‬وظل ميخ ِط مء الأشاعرة نبد ًا فيما ذهبوا إلي ‪ ،‬لن نصحاب هذا القول‪ -‬على رني ال معثيمين‪-‬‬ ‫لا يثبتون لله شيئ ًا هو ثبوبتي‪ ،‬فلا يجوز نن نقول بما يقول هؤلاء‪ ،‬فدم لا يثبتون ل سبحان وتعالى ِع ْلم ًا‪ ،‬بل‬ ‫يقولون‪ :‬إن هلل ليس بجاهل (‪ ،)2‬ولا يقولون إن هلل سميع‪ ،‬بل يقولون‪ :‬إن ليس بأصم (‪.... ،)3‬وهكذا‪،‬‬ ‫فيحولون ال ِصفات الثبوتية إلى صفات سلبية (‪ ،)4‬وعلل ال معثيمين هذا بقول ‪\" :‬وهذا معنى قولدم‪ :‬ننهم لا‬ ‫يثبتون إلا صفات إضافية نو سلبية نو مركبة منهما يجعلونها إضافية سلبية‪ ،‬شسأل هلل العافية\" (‪.)5‬‬ ‫وبهذا يمكن نن نصل إلى نتيجة تفيدنا في معرفة نهم الأصول التي بنى عليها كل فريق آراء في هذ‬ ‫المسألة‪ ،‬وما الاسس التي راعاها كل منهما في فدم للصفات السلبية‪ ،‬وما الميزة التي ميزت عن خصم ‪ ،‬بحيث‬ ‫صار الاختلاف فكريـ ًا عقائديـ ًا‪ ،‬نسا مس مدى اعتماد كل مذهب على النقل والعقل‪ ،‬وهذا ما بدا واضح ًا في كلا‬‫‪‌ -1‬محمد ‌بن ‌علي ‌بن ‌محمد ‌الشوكاني‪‌ ،‬إرشاد ‌الفحول ‌إلي ‌تحقيق ‌الحق ‌من ‌علم ‌الأصول‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬الشيخ ‌أحمد ‌عزو‌‬‫عناية‪‌ ،‬الشيخ ‌خليل ‌الميس‪‌ ،‬والدكتور ‌ولي ‌الدين ‌صالح ‌فرفور‪‌ ،‬دار ‌الكتاب ‌العربي‪‌ ،‬الطبعة ‌الأولى‪3999‌ ،‬م‪‌،‬‬ ‫ج‪3‬ص‪331‬‬‫‪‌-2‬معلوم‌أن‌الأ َشا ِعرة‌يثبتون‌صفة‌العلم‪‌،‬من‌ال ِّص َفات‌السبع‌التي‌يقولون‌بها‌في‌أصول‌ال ِّص َفات‌المعنوية‪‌،‬كما‌يقول‌‬‫قائلهم‪‌\"‌:‬حي‌عليم‌قدير‌والكلام‌له‌‌**‌‌**‌‌إرادةٌ‌كذاك‌السمع‌والبصر\"‌وقد‌ذكرها‌صاحب‌الجوهرة‌بقوله‪‌:‬حي‌عليم‌‬‫قادر ‌مريد ‌** ‌سمــِـ ٌع ‌بصي ٌر ‌ما ‌يشاء ‌يريد ‌‪‌ ‌-‌&‌-‬متلكم‪‌،‬ثم ‌صفات ‌الذات* ‌* ‌ليست ‌بغير ‌أو ‌بعين ‌الذات‌‪‌-‬انظر‪‌:‬‬ ‫الباجوري‪‌،‬شرح‌الجوهرة‪‌،‬ص‪‌،331‬وانظر‪‌:‬الإيجي‌كتاب‌المواقف‪‌،‬ج‪1‬ص‪‌.319‬‬‫‪‌ -3‬أقول‪‌ :‬لم ‌يصرح ‌ال ُعثيمين ‌بأن ‌أصحاب ‌هذا ‌القول ‌هم ‌الأ َشا ِعرة‪‌ ،‬وإن ‌كان ‌ينمي ‌أ َّنهم ‌الأ َشا ِعرة‪‌ ،‬وما ‌ ُنسب ‌إلى‌‬‫الأ َشا ِعرة‌من‌أ َّنهم‌عموماً‌يقولون‪\"‌:‬بأن‌الله‌ليس‌بأصم‪‌،‬ولا‌يقولون‌إن‌الله‌سميع\"‌فيه‌نظر‌فقد‌أشار‌ال ُبوطي‌إلى‌أن‌‬‫صفة ‌السمع ‌والبصر ‌عرفتا ‌من ‌الكتاب ‌والسنة‪‌ ،‬ولا ‌سبيل ‌إلى ‌إنكارها ‌أو ‌تأويلها ‌فقال‪‌ :‬إنما ‌استفيدتا ‌من ‌دليل ‌النقل‌‬‫الثابت ‌بالقطع ‌في ‌كل ‌من ‌الكتاب ‌والسنة‪‌ ،‬بحيث ‌لا ‌يسع ‌العاقل ‌أن ‌ينكر ‌أو ‌يؤول\" ‌انظر‪‌ :‬ال ُبوطي‪‌ ،‬كبرى ‌اليقينيات‌‬ ‫الكونية‪‌،‬ص‪.331‬‬ ‫‪‌-4‬ال ُعثيمين‪‌،‬لقاء‌الباب‌المفتوح‪‌،‬ج‪6‬ص‪.31‬‬ ‫‪‌-5‬ال ُعثيمين‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ج‪6‬ص‪.31‬‬ ‫‪340‬‬

‫المدرستين‪ ،‬وباستعراض كلا الرنيين في مسألة ال ِصفات السلبية‪ ،‬يمكن دصر نقاط الإلتقاء والاختلاف فيهما‬ ‫على عدة طرق وهي‪:‬‬ ‫أولا‪ :‬نقاط الإختلاف‪:‬‬ ‫‪ -7‬ال ِصفات السلبية عند الأشا ِعرة نكثربأضعاف من ال ِصفات الثبوتية ‪.‬‬ ‫‪ -9‬ال ِصفات السلبية عند السلفيين نقل بكثيرمن ال ِصفات الثبوتية ‪.‬‬ ‫‪ -4‬لم يلتزم الأشا ِعرة درفيا بقاعدة نن ال ِصفات السلبية إنما هي‪\" :‬لنفي النقص وما لا يليق بالله‪-‬‬ ‫تعالى‪ \"-‬ديث يضمنونها في صفات \"الجلال\" ونيض ًا يجعلون منها‪\" :‬القدوس\" و\"السلام\" وغيرها‪ ،‬كما يقول بهذا‬ ‫الرازي ومن تابع في ذلك (‪ ،)1‬وقد جعلوا ال ِصفات الخمس نمداتها وهي‪( :‬القدم‪ ،‬البقاء‪ ،‬القيام بالنفس‪،‬‬ ‫والمخالفة للحوادث‪ ،‬والوددانية)‪ ،‬وهي عندهم غيرمحصورة بعدد معين على الصحيح (‪. )2‬‬ ‫‪ -3‬لم يخرج السلف ُّيون عن قاعدتهم في ال ِصفات السلبية التي تنحصر في‪\" :‬نفي مانفا هلل عن‬ ‫نفس ‪ ،‬نو نفا عن رسول ‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬وكذلك نفي جميع صفات النقص التي لا تليق ب سبحان‬ ‫وتعالى\" (‪. )3‬‬ ‫‪ -5‬لا يستهدد الأشا ِعرة بالداديث النبوية الهريفة نو بأقوال الصحابة في تفسيرهم وتأويلدم‬ ‫للصفات السلبية كونهم لا يمضون نداديث الآداد في باب العقائد (‪ ،)4‬ومنهم من اشترط لقبول في باب‬ ‫العقائد شروط ًا‪ ،‬كما ذهب إلي ال مبوطي‪ ،‬بهرط اتساقدا مع العقل‪ ،‬وموافقتها للمنطق السليم (‪.)5‬‬ ‫‪ -6‬يرجع السلف ُّيون لما صح من نخبار الآداد‪ ،‬عن النبي‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬وما جاء من آثار‬ ‫صحيحة عن نصحاب ‪ ،‬للاستدلال على فدم وتفسيرال ِصفات السلبية لله‪ -‬تعالى‪.-‬‬ ‫‪-1‬الرازي‪‌،‬التفسير‌الكبير‪‌،‬ج‪39‬ص‪.63‬‬ ‫‪‌-2‬الباجوري‪‌،‬شرح‌الجوهرة‪‌،‬ص‪‌.55‬‬ ‫‪-3‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌القواعد‌المثلى‪‌،‬ص‪.332‬‬‫‪‌ -4‬الباق َّلاني‪‌ ،‬التمهيد‪‌ ،‬ص‪‌ ،156‬وقال ‌الزركشي‪‌ :‬خبر ‌الواحد ‌المحفوف ‌بالقرائن‪‌ ،‬ذهب ‌الن َّظا ُم‪‌ ،‬وإما ُم ‌الحرمين‪‌،‬‬‫والغ َّزالي‌إلى‌أ َّنه‌يفيد‌العل َم‌القطع َّي‌‪‌،‬واختاره‌الرازي‪‌،‬والآمدي‪‌،‬وابن‌الحاجب‪‌،‬والبيضاوي‪‌،‬والهندي‪‌،‬وغيرهم‪‌،‬وهو‌‬‫المختار‌‪‌.‬ويكون‌العمل‌ناشئا‌عن‌المجموع‌من‌القرينة‌والخبر‪‌،‬وذهب‌الباقون‌إلى‌أ َّنه‌لا‌يفيد‪‌،‬انظر‪‌:‬البحر‌المحيط‪‌،‬‬ ‫ج‪‌6‬ص‪336‬‬ ‫‪‌-5‬ال ُبوطي‪‌،‬ال َّسلفية‌فترة‌زمنية‌مباركة‪‌،‬ص‪.61‬‬ ‫‪341‬‬

‫ثانيا‪ :‬نقاط الإتفاق بين الفريقين‪:‬‬ ‫‪ -7‬ميجمع كلا الفريقين نن لله‪ -‬سبحان وتعالى‪ -‬صفات سلبية ‪.‬‬‫‪ -9‬ال ِصفات السلبية تفيد عند كل طرف وجوب وصف هلل‪ -‬تعالى‪ -‬بكل كمال‪ ،‬وتنزيه عن كل‬ ‫نقص ‪.‬‬ ‫‪ -4‬يستهدد كل فريق بآي القرآن الكريم في معرفة واستخلاص ال ِصفات السلبية لله‪ -‬جل وعلا‪.‬‬ ‫المطلب الرابع عشر‪ :‬البوطي وصفات المعاني والصفَات المعنوية‪:‬‬‫تهترك صفات المعاشي مع ال ِصفات المعنوية كما يرى ال مبوطي وعموم الأشا ِعرة‪ ،‬بحيث لا‬‫يفرقون بينهما‪ ،‬فصفات المعاشي عندهم هي ال ِصفات الحقيقية‪ ،‬وال ِصفات المعنوية هي مدلول هذ ال ِصفات‪،‬‬ ‫فدم يعرفونها كما يلي‪:‬‬‫صفات المعاني‪ :‬صفات قائمة بموصوف زائد على الذات‪ ،‬وموجبة ل دكم ًا‪ ،‬وهي سبعة‪( :‬القدرة‪،‬‬ ‫الإرادة‪ ،‬العلم‪ ،‬الحياة‪ ،‬السمع‪ ،‬البصر‪ ،‬الكلام)‪ ،‬وهي نيض ًا تسمى بال ِصفات الوجودية (‪. )1‬‬‫ال يص َفات المعنوية‪ :‬هي الحالة الواجبة للذات‪ ،‬مادامت المعاشي قائمة بها‪ ،‬وهي ملازمة لصفات المعاشي‬‫السابقة‪ ،‬فهي ليست نكثر من نتاج صفات المعاشي‪ ،‬لنها الأدكام التي تترتب على هذ ال ِصفات من كون تعالى‪:‬‬‫(قدي ًرا‪ ،‬مريد ًا‪ ،‬عليم ًا‪ ،‬سميع ًا‪ ،‬بصي ًرا‪ ،‬متكلم ًا‪ ،‬دي ًا)(‪ ،)2‬فالقدرة هي صفة المعاشي‪ ،‬وكون قدي ًرا‪ ،‬هي الصفة‬ ‫المعنوية‪ ،‬والإرادة هي صفة المعاشي‪ ،‬وكون تعالى مريد ًا‪ ،‬هي الصفة المعنوية ‪ .....‬وعلى هذا فقس ‪.‬‬‫وقد ذكر ال مبوطي متعلقات هذ ال ِصفات‪ ،‬وما يكون من مدلولاتها‪ ،‬وما تتضمن كل صفة بما‬ ‫يقتضي معناها الدالة علي ‪ ،‬وقد قسمدا إلى سبع وهي‪:‬‬ ‫‪ -7‬متعلق الواجبات‪ ،‬والمستحيلات‪ ،‬والممكنات‪ ،‬وهما صفتا‪( :‬العلم‪ ،‬والكلام) ‪.‬‬ ‫‪‌-1‬المواقف‌للإيجي‪‌،‬ج‪1‬ص‪‌،66‬وانظر‪‌:‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪.313-331‬‬ ‫‪‌-2‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪-331‬ص‪.311‬‬ ‫‪342‬‬

‫‪ -9‬ما يتعلق بالممكنات فقط (‪ ،)1‬وهما صفتا‪( :‬الإرادة‪ ،‬والقدرة) ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ما ل علاقة بالموجودات‪ ،‬وهما صفتا‪( :‬السمع والبصر) ‪.‬‬‫‪ -3‬ما ليس ل علاقة بش يء‪ ،‬وهي صفة‪( :‬الحياة)‪ ،‬فهي قائمة بذات سبحان ‪ ،‬لا تتعلق بش يء سوا‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫المطلب الخامس عشر‪ :‬العثيمين ورأيه فيما ذهب إليه البوطي من صفات المعاني‪:‬‬‫ميس ِمي ال معثيمين صفات المعاشي بال ِصفات الذاتية‪ ،‬التي تلازم ذات سبحان وتعالى لا تنفك عن ‪ ،‬وهي‬‫ثابتة لله نزل ًا‪ ،‬فدو لم يزل ولا يزال متصف ًا بها‪ ،‬مثل‪ :‬الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصروالعزة والحكمة إلى‬‫غير ذلك وهي كثيرة‪ ،‬وتسمى ذاتية لنها صفات ذات ‪ -‬سبحان وتعالى‪ ،)3( -‬ومن هذا التعريف للصفات الذاتية‬‫فإن ال معثيمين ضمنها صفات كاليدين والعينين‪ ،‬والوج ‪ ،‬ويسمي هذ بال ِصفات الذاتية الخبرية (‪ ،)4‬كون العلم‬ ‫بها إنما جاءنا عن طريق الخبر الصادق بالوحي‪ ،‬في كتاب هلل‪ -‬تعالى‪ ،-‬نو في سنة رسول هلل‪ -‬صلى هلل علي‬‫وسلم‪ ،-‬غير نن هناك ما منها ذاتية خبري ٌة‪ :‬كاليد‪ ،‬والعين‪ ،‬ومنها ما هو ذاتي‪ :‬كـ (الحياة‪ ،‬والعلم‪ ،‬والقدرة‪،‬‬ ‫والسمع‪ ،‬والبصر‪.)5()...‬‬‫ولا يف ِرق ال معثيمين بين صفات المعاشي وال ِصفات المعنوية‪ ،‬فكلدا يدخلدا في قسيم ال ِصفات الذاتية‪،‬‬‫فيقول في كتاب \"شرح العقيدة السفارينية\"‪\" :‬ال ِصفات الذاتية‪ :‬هي ال ِصفات المعنوية الثابتة لله نزل ًا ونبد ًا\" (‪. )6‬‬‫وعند الحديث عن ال ِصفات الذاتية الخبرية‪ -‬التي يسميها الأشا ِعرة صفات المعاشي‪ -‬يصف‬‫ال معثيمين خصوم بأنهم نهل التعطيل‪ ،‬ديث عطلوا ال ِصفات الذاتية الخبرية‪ ،‬وقال بأنهم ينكرون على سبيل‬‫المثال بأن يكون لله وجد ًا دقيقي ًا‪ ،‬ويقولون‪ :‬المراد بـ (الوج ) الثواب‪ ،‬نو الجدة‪ ،‬نو نحو ذلك؛ وهذا تحريف‬‫‪‌-1‬يفسر‌ال ُبوطي‌معنى‌قوله‪\"‌:‬تتعلق‌الإرادة‌والقدرة‌بالممكنات‌فقط\"‌أن‌ذلك‌لا‌يعني‌العجز‌أو‌نقصان‌الإرادة‪‌،‬وإنما‌‬‫يعني‌أن‌الإرادة‌الكاملة‌التامة‌ليس‌من‌شأ َّنها‌أن‌تتجه‌إلى‌الواجب‌ما‌دام‌أ َّنه‌واجب‌أو‌المستحيل‌ما‌دام‌مستحيلاً‪‌،‬‬‫وكذلك‌القدرة‪‌،‬بل‌المراد‌من‌ذلك‌دفع‌إيراد‌الوهم‌بأن‌إرادة‌الله‌‌تعلقت‌بإيجاد‌المستحيل‌وهو‪(‌:‬الشريك‌في‌الأُلُوه َّية)‌‬ ‫فإن‌عقلك‌لا‌يمكن‌أن‌يصدق‌إطلاقا‌هذا‌الكلام‌لأ َّنه‌مستحيل‌بداهة‪‌،‬انظر‪‌:‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪.313‬‬ ‫‪‌-2‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪.332‌-331‬‬ ‫‪‌-3‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌العقيدة‌السفارينية‪‌،‬ص‪.331‬‬ ‫‪‌-4‬ال ُعثيمين‪‌،‬مجموع‌فتاوى‌ورسائل‌العثينين‪‌،‬ج‪3‬ص‪.331‬‬ ‫‪‌-5‬المرجع‌السابق‪‌،‬ج‪5‬ص‪‌.363‬‬ ‫‪-6‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌العقيدة‌السفارينية‪‌،‬ص‪‌.332‬‬ ‫‪343‬‬

‫مخالف لظاهر اللفظ‪ ،‬ولإجماع السلف؛ ولن الثواب لا يوصف بالجلال والإكرام؛ و هلل سبحان وتعالى‬ ‫وصف وجد بالجلال والإكرام‪ ،‬فقال تعالى‪( :‬وي ْبقى و ْج م رِبك مذو ا ْلجلا ِل وا ْلِإ ْكرا ِم)(‪. )2()1‬‬‫ولن ال معثيمين ميص ِنف هذ ال ِصفات في نوع ال ِصفات الخبرية‪ ،‬فإن يرى نن لا يجوز صرف‬‫اللفظ عن ظاهر إلى ادتمال مرجوح إلا بدليل يسوغ هذا الادتمال‪ ،‬وهذا الدليل إذا لم يكن معلوم ًا لنا كان‬‫ادعاؤ من اتباع الدوى والقول بغير علم‪ ،‬ولدذا فدو يرى نن تمر آيات ال ِصفات الخبرية‪ ،‬وآيات ال ِصفات‬‫الذاتية‪ ،‬كالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والعزة والقوة وغيرها من ال ِصفات الذاتية‪ ،‬كما جاءت‪ ،‬ونن‬‫يقال‪ :‬نن لله دياة وعلم ًا وقدرة وسمع ًا وبص ًرا‪ ،‬وعزًة وقو ًة‪ ،‬ولا يرى بجواز نن نصرفدا عن ظاهرها‪ ،‬لن صرفدا‬ ‫عن ظاهرها خروج بها عن ما يراد بها (‪. )3‬‬ ‫المطلب السادس عشر‪ :‬مقارنة ونقد قول البوطي بالصفَات المعنوية‪:‬‬‫لم يختلف ال مبوطي عن نسلاف من الأشا ِعرة الأقحاح الذين قالوا بصفات المعاشي‪ ،‬وال ِصفات‬‫المعنوية‪ ،‬قال صادب الجوهرة‪ \" :‬والمعاشي ملزومة للمعنوية عقل ًا‪ ،‬والمعنوية لازمة للمعاشي‪ ،‬بمعنى نن يلزم من‬ ‫كون قاد ًرا نن موصوف بالقدرة‪ ،‬كما يلزم من اتصاف بالقدرة كون قادرا ‪ ،)4(\"...‬وهذا المعنى الذي نشار إلي‬‫ال مبوطي في تفسير لصفات المعاشي‪ ،‬يوافق علي جمدور الأشا ِعرة‪ ،‬بل ويعتبر هذا القول نساس المنهج‬‫الأ ْشع ِري‪ ،‬كونها ال ِصفات التي لجأ فيها الأشا ِعرة إلى التأويل كما قالوا‪ ،‬وهم إنما نرادوا التنزي ‪ ،‬واشترطوا نن‬‫يكون التأويل بما يقتض ي تنزيه عن كل نقص‪ ،‬وتعظيم سبحان ‪ ،‬ولذلك قال الطيبي‪\" :‬ومن ذهب إلى التأويل‬‫شرط في نن يكون مما يؤدي إلى تعظيم هلل تعالى‪ ،‬وجلال ‪ ،‬وتنزيه ‪ ،‬وكبريائ ‪ ،‬وما لا تعظيم في فلا يجوز‬ ‫الخوض في \"(‪. )5‬‬‫من تحليل الأقوال في هذ المسألة والنظر فيها ومقابلة بعضدا ببعض‪ ،‬يتبين لنا نن الأشا ِعرة إنما‬‫نرادوا تنزي هلل جل وعلا عن ك ِل نقص‪ ،‬ووصف بكل كمال‪ ،‬ونشكل عليهم نن يبقوا النص على ظاهر من‬ ‫‪‌-1‬سورة‌الرحمن‌الآية‌‪.39‬‬ ‫‪‌-2‬ال ُعثيمين‪‌،‬تفسير‌القرآن‌للعثيمين‪‌،‬ج‪2‬ص‪.359‬‬ ‫‪‌-3‬ال ُعثيمين‪‌،‬شرح‌العقيدة‌السفارينية‪‌،‬ص‪.91‬‬ ‫‪‌-4‬الباجوري‪‌،‬شرح‌جوهرة‌التوحيد‪‌،‬ص‪.331‬‬ ‫‪‌-5‬الكرمي‪‌،‬أقاويل‌الثقات‪‌،‬ص‪.363‬‬ ‫‪344‬‬

‫دون نن يقعوا في الته ِبي ‪ ،‬وذلك بما يتضمن إبقاء الن ِص على ظاهر تهبيه ًا ل سبحان وتعالى بخلق‬ ‫بحسب اعتقادهم‪ ،‬وهذا ممتنع ومستحيل على هلل تعالى‪ ،‬فالله عز وجل ليس كمثل ش ي ٌء‪ ،‬فقالوا إن‬ ‫الخلاص من هذ الهبهة إنما يكون بتأويل هذ النصوص الموهمة للتهبي ‪ ،‬فأولوا اليد بالقدرة‪ ،‬والعين‬ ‫بالرعاية‪ ،‬وما نشب ذلك من النصوص‪ ،‬وهذا ما عاب عليهم خصومدم من السلفيين‪ ،‬ديث قالوا بأن ليس‬ ‫من الضرورة الته ِبي بمفدوم اللفظ الظاهر‪ ،‬فإطلاق النص على دقيقت لا يستلزم بالضرورة تهبيه ًا‪ ،‬ولدذا‬ ‫فإن عامة السلفيين يمقتون فكرة التأويل‪ ،‬ويرون ننها متضمنة للتعطيل المحض‪ ،‬ولدذا نشار الدراس في‬ ‫شرد على العقيدة الواسطية‪ ،‬إلى نن الأ ْشع ِرية ومن تابعدم؛ وافقوا نهل السنة في إثبات سبع صفات‬ ‫يسمونها صفات المعاشي‪ ،‬ويدعون ثبوتها بالعقل‪ ،‬وهي‪ :‬الحياة‪ ،‬والعلم‪ ،‬والقدرة‪ ،‬والإرادة‪ ،‬والسمع‪ ،‬والبصر‪،‬‬ ‫والكلام‪ ،‬ثم ذكر نن الأشا ِعرة وافقوا المعتزلة في نفي ما عدا هذ السبع من ال ِصفات الخبرية التي صح بها‬ ‫الخبر‪ ،‬والكل محجوجون‪ -‬المعتزلة والأشا ِعرة ومن وافقدم من الماترودية وغيرهم‪ -‬بالكتاب والسنة وإجماع‬ ‫الصحابة والقرون المفضلة الذين يثبتون جميع ال ِصفات الخبرية من غيرتكييف ولا تهبي (‪.)1‬‬ ‫نقول‪ :‬إن قول ‪\" :‬يدعون ثبوتها بالعقل\" مح ُّل نظر ديث نرى نن ال مبوطي يذكر نن صفتي (السمع‬ ‫والبصر)‪ ،‬إنما استفيدتا من دليل النقل الثابت بالقطع في كل من الكتاب والسنة‪ ،‬بحيث لا يسع العاقل نن‬ ‫ينكر نو يؤ ِول (‪ ،)2‬فليس ك ُّل الأشا ِعرة يتجاهلون النقل‪ ،‬بل عمومدم يأخذون بالنصوص الثابتة من كتاب‬ ‫وسنة‪ ،‬غيرما عرفنا من قاعدة الأشا ِعرة‪\" :‬عدم إمضاء نداديث الآداد في باب العقائد\" ‪.‬‬ ‫وعلى كل دال فالقول بتأويل ال ِصفات بحجة الته ِبي قول مخالف للنصوص‪ ،‬ولما علي السلف من‬ ‫صحابة وتابعين‪ ،‬قال الكرمي المقدس ي‪\" :‬ترك التأويل مطلقا وتفويض العلم إلى هلل نسلم\"(‪ ،)3‬وهو‪ -‬ني التأويل‪-‬‬ ‫قول بالظن‪ ،‬ونقل ما يقال في ‪ ،‬نن صادب قد لا يصيب الحق‪ ،‬ولدذا ذهب جم ٌع كبي ٌر من نهل العلم إلى نن‬ ‫لزوم طريق السلف في هذ المسائل نسلم وندكم‪ ،‬ونن الإمساك عن الخوض في صفات هلل تعالى نسلم‪ ،‬لن‬ ‫قو ٌل يحتمل الخطأ ومجانبة الحق‪ ،‬وفي تهويش على العوام ونهل الفطرة السليمة التي لم تتلوث بأداديث‬‫‪‌ -1‬محمد ‌خليل ‌هراس‪‌ ،‬شرح ‌العقيدة ‌الواسطية ‌لشيخ ‌الإسلام ‌ابن ‌ َت ْي ِم َّية‪‌ ،‬الطبعة ‌الأولى‪‌ ،‬الرئاسة ‌العامة ‌لإدارات‌‬ ‫البحوث‌العلمية‌والإفتاء‌والدعوة‌والإرشاد‪‌،‬تاريخ‌النشر‪3993‌،‬م‪‌،‬ص‪.313‬‬ ‫‪‌-2‬ال ُبوطي‪‌،‬كبرى‌اليقينيات‌الكونية‪‌،‬ص‪.331‬‬ ‫‪‌-3‬الكرمي‪‌،‬أقاويل‌الثقات‪‌،‬ص‪.363‬‬ ‫‪345‬‬

‫الفلاسفة والمتكلمين‪ ،‬وهذا ما ذكر جمع غفير من نهل العلم‪ ،‬وذهبت إلي طائفة من الأشا ِعرة (‪ ،)1‬وقد ذكر‬ ‫الإمام نبو الحسن الأ ْشع ِري في كتاب \"مقالات الإسلاميين\" نن ما علي السلف هو الأسلم‪ ،‬وليس في ذلك‬ ‫مهابهة لله بخلق (‪.)2‬‬ ‫ثم إن الخوض في التأويل تكل مف ما لم نكلف ب من هلل تعالى‪ ،‬وخوض فيما لم يخض في رسول‬ ‫ هلل‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬واصحاب رضوان هلل عليهم (‪ ،)3‬بل ونجد هؤلاء المنتسبون للمذهب الأ ْشع ِري قد‬ ‫خالفوا بمعتقدهم هذا مذهب الإمام المؤسس نبي الحسن الأ ْشع ِري في الإبانة وغيرها‪ ،‬ولدذا قال ابن القيم في‬ ‫منظومت ‪:‬‬ ‫و هلل لا للأشعري تبعتم ** كلا ولا للنص بالإدسان (‪. )4‬‬ ‫شستنبط من كل ذلك نن السلفيين ذهبو إلى القول بأن‪ :‬نهل التأويل سلكوا طريق ًا لا داجة ل ‪،‬‬ ‫وتكلفوا نم ًرا لا ضرورة من ‪ ،‬لن القول بإبقاء الن ِص على ظاهر من دون الخوض في الكيفية نيس مر من القول‬ ‫بالتأويل‪ ،‬كتأويل اليد بالقدرة‪ ،‬والعين بالرعاية‪ ،‬لما في ذلك من تج ُّهم الخوض في تفسيرات الاسم غيرالمسمى‪،‬‬ ‫والقول بالمجاز المفض ي إلى تكلف تفسيرات لا ميح ِسنها كل وادد‪ ،‬فالله وصف نفس بأن ل يد‪ ،‬ول عين‪ ،‬فلو‬ ‫قلنا ليست يد بل قدرة‪ ،‬وليست عين بل الرعاية‪ ،‬فدل عندنا دليل قطعي على ذلك؟ شعني بالدليل؛ نفس‬ ‫الخبر الذي توصلنا ب لمعرفة هذ الصفة‪ ،‬فمن الذي قال بأن المقصود بها ليست يد ًا على الحقيقة؟ نو عين ًا‬ ‫على الحقيقة؟ فإذا قلنا الدليل العقلي‪ ،‬فدل هذا مقطوع ب نو هو ظ ِن؟ الجواب‪ :‬لا شك نن ظني؛ فلماذا‬‫‪‌ -1‬يقول ‌الإمام ‌الغ َّزالي ‌في ‌الاقتصاد‪\"‌ :‬إن ‌هؤلاء ‌المؤمنون ‌الذين ‌آمنوا ‌من ‌الأعراب ‌الأجلاف‪‌ ،‬ثم ‌طهرت ‌قلوبهم‌‬‫وصاروا‌على‌الفطرة‌لا‌ينبغي‌أن‌تشوش‌عليهم‌عقائدهم‪‌،‬فأ َّنه‌إذا‌تليت‌عليهم‌هذه‌البراهين‌وما‌عليها‌من‌الإشكالات‌‬‫وحلها ‌لم ‌يؤمن ‌أن ‌تعلق‌بأفهامهم ‌مشكلة ‌من ‌المشكلات‌وتستولي ‌عليها‌ولا ‌تمحى ‌عنها ‌بما‌يذكر ‌من ‌طرق ‌الحل‌‪‌.‬‬‫ولهذا‌لم‌ينقل‌عن‌ال َّصحابة‌الخوض‌في‌هذا‌الفن‌لا‌بمباحثة‌ولا‌بتدريس‌ولا‌تصنيف‪‌،‬بل‌كان‌شغلهم‌بالعبادة‌والدعوة‌‬‫إليها‌وحمل‌الخلق‌على‌مراشدهم‌ومصالحهم‌في‌أحوالهم‌وأعمالهم‌ومعاشهم‌فقط\"‌الغ َّزالي‪‌،‬الاقتصاد‌في‌الاعتقاد‪‌،‬ص‌‬ ‫‪1‬‬‫ال‪2‬ثا‪-‬ن‌يأبة‪،‬و‌‌ال‪9‬ح‪5‬س‪1‬ن‪‌3‬اهلـأ‪ْ‌،‬شعج ِر‪3‬ي‪،‬ص‌م‪2‬قا‪1‬لا‪،1‬ت‌‌ا‪1‬لإ‪9‬س‪3‬ل‪،‬ا‌مي‪2‬ي‪5‬ن‪،‌3،‬ت‌حوقاينقظ‪‌:‬رـم‌أحبمود‌ا‌لمححيسني‌‌االلأدي ْشنع‌ ِرعبيد‪‌‌،‬االلإحبمايندة‪‌‌،‬عمكنت‌بأة‌اصلنوهل‌الضدةي‌اانلةم‪‌،‬تصحريقية‪،‬ق‌‪:‬ا‌لفطوبقيعةة‌‌‬ ‫حسين‌محمود‪‌،‬دار‌الأنصار‪‌،‬القاهرة‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪3199‌،‬هـ‪‌،‬ص‪‌.33‬‬ ‫‪‌-3‬ابن‌جماعة‪‌،‬توضيح‌المقاصد‪‌،‬ص‪25‬‬‫‪-4‬أحمد ‌بن ‌إبراهيم‪‌ ،‬توضيح ‌المقاصد‌وتصحيح ‌القواعد ‌في ‌شرح ‌قصيدة ‌الإمام ‌ابن ‌القيم‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬زهير ‌الشاويش‪‌،‬‬ ‫المكتب‌الإسلامي‪‌،‬بيروت‪‌،‬الطبعة‌الثالثة‪3116‌،‬هـ‪‌،‬ج‪3‬ص‪.131‬‬ ‫‪346‬‬

‫نترك ما هو قطعي يقيني إلى ما هو ظني ؟! ‪ ،‬ولدذا كان منهج السلف‪ :‬الإيمان بال ِصفات الخبرية والذاتية كما‬ ‫جاء بها الخبرواعتقاد دقيقتها‪ ،‬من غيرالخوض في الكيفية ‪.‬‬ ‫وقد نو إلى هذا المعنى غيروادد من نهل العلم‪ ،‬فقد نقل ابن جماعة عن النووي القول بأن اعتقاد‬ ‫التنزي لا يح ِوج صادب إلى الخوض في هذ المسائل‪ ،‬والمخاطرة فيما لا ضرورة ل ‪ ،‬بل لا داجة ل إلي (‪.)1‬‬ ‫وبتتبع كلام السلف والوقوف علي في الكتب المعتبرة‪ ،‬شعلم علم اليقين ننهم نثبتوا ال ِصفات الخبرية‬ ‫كصفات الذات نو صفات الأفعال التي لا يقول بها الأشا ِعرة كاليدين والعينين والوج ‪ ،‬والاستواء‪ ،‬والدرولة‪،‬‬ ‫وغيرها؛ على الحقيقة من غير تكييف ولا تمثيل‪ ،‬وفي هذا الباب يذكر القرطبي في تفسير عند قول تعالى ( مثم‬ ‫استوى على الع ْر ِش)(‪\" )2‬لم ينكر ند ٌد من السلف نن استوى على عرش دقيق ًة‪ ،‬وخص العرش بذلك لن‬ ‫نعظم مخلوقات وإنما جدلوا كيفية الاستواء لن لا تعلم دقيقت \" (‪ ،)3‬وهكذا في صفات الذات‪ ،‬كالعينين (‪.)4‬‬ ‫وقد نوضح شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية نن اختيارات الأشا ِعرة في ال ِصفات الخبرية على ضربين‪ ،‬موافقة‬ ‫المعتزلة في الأولى‪ ،‬وسلوك سبيل التفويض في الثانية‪ ،‬قائل ًا إن نبا المعالي الجويني ومن تابع نفوا هذ‬ ‫ال ِصفات‪ -‬ني ال ِصفات الخبرية‪ -‬موافقة للمعتزلة والجدمية ثم لدم قولان‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬تأويل نصوصدا‪ ،‬وهو نول قولي نبي المعالي‪ ،‬كما ذكر في الإرشاد(‪.)5‬‬ ‫والثاني‪ :‬تفويض معانيها إلى الرب‪ ،‬وهو آخر قولي نبي المعالي كما ذكر في \"الرسالة النظامية\" وذكر ما‬ ‫يدل على نن السلف كانوا مجمعين على نن التأويل ليس بسائغ ولا واجب (‪.)6‬‬‫‪‌-1‬محمد‌بن‌إبراهيم‌بن‌سعد‌الله‌بن‌جماعة‪‌،‬إيضاح‌ال َّدليل‌في‌قطع‌حجج‌أهل‌التعطيل‪‌،‬تحقيق‪‌:‬وهبي‌سليمان‌غاوجي‌‬ ‫الألباني‪‌،‬دار‌السلام‪‌،‬الطبعة‌الأولى‪3991‌،‬م‪‌،‬ص‪.25‬‬ ‫‪‌-2‬سورة‌الأعراف‌الآية‌‪.21‬‬‫‪-3‬عبد ‌الله ‌محمد ‌بن ‌أحمد ‌الأنصاري ‌القرطبي‪‌ ،‬الجامع ‌لأحكام ‌القرآن‪‌ ،‬تحقيق ‌عبد ‌الرزاق ‌المهدي‪‌ ،‬دار ‌الكتاب‌‬ ‫العربي‪‌،‬بيروت‪‌،‬لبنان‪‌،‬الطبعة‌الثانية‪3999‌،‬م‌(ج‪‌-9‬ص‪‌.)396‬‬‫‪-4‬لقد‌فهم‌الأ َشا ِعرة‌أن‌إثبات‌صفات‌الذات‌تستلزم‌ال َّتش ِبيه‪‌،‬وهذا‌ما‌أخذه‌عليهم‌أهل‌العلم‌من‌ال َّسلفيين‪‌،‬قال‌الإمام‌ابن‌‬‫خزيمة‪\"‌ :‬ولا ‌يقتضي ‌إثبات ‌صفة ‌العين ‌لله ‌أن ‌تكون ‌مشابهتين ‌للمخلوقات‪‌ ،‬لأن ‌القصد ‌إثبات ‌وجود ‌وكمال‪‌ ،‬لا ‌إثبات‌‬‫تشبيه‪‌،‬وهو‌الحق‌الذي‌عليه‌ال َّسلف‪‌-‬أهل‌السنة‌والحديث‪‌،-‬انظر‪‌:‬ابن‌خزيمة‪‌،‬كتاب‌التوحديد‪‌،‬تحقيق‪‌:‬عبد‌العزيز‌‬ ‫الشهوان‪‌،‬دار‌ابن‌رشد‪‌،‬الرياض‪3115‌،‬هـ‪‌،‬ج‪3‬ص‪.312-69‬‬ ‫‪‌-5‬ابن‌ َت ْي ِم َّية‪‌،‬درء‌تعارض‌العقل‌والنقل‪‌،‬ج‪2‬ص‪.319‬‬‫‪‌ -6‬ذكر ‌الجويني ‌في ‌النظامية ‌أن ‌مذهب ‌ال َّسلف ‌الانكفاف ‌عن ‌التأويل‪‌ ،‬وإجراء ‌الظواهر ‌على ‌مواردها‪‌ ،‬وتفويض‌‬‫معانيها‌إلى‌الرب‌تعالى\"‌ثم‌أوضح‌أن‌مذهبه‌متابعة‌ال َّسلف‌في‌ذلك‌فقال‪\"‌:‬والذي‌نرتضيه‌رأيا‌ً‪‌:‬وندين‌الله‌به‌عقلا‪‌:‬‬‫اتباع‌سلف‌الأمة‪‌،‬فالأول‌الاتباع‪‌،‬وترك‌الابتداع‪‌،‬وال َّدليل‌السمعي‌القاطع‌ذلك‪:‬أن‌اجماع‌الأمة‌حجة‌متبعة‪‌،‬وهو‌مستند‌‬ ‫معظم‌الشريعة‪‌،‬انظر‪‌:‬الجويني‪‌،‬العقيدة‌النظامية‪‌‌،‬ص‪.‌13‬‬ ‫‪347‬‬

‫ثم هؤلاء منهم من ينفيها ويقول‪ :‬إن العقل الصريح نفى هذ ال ِصفات‪ ،‬ومنهم من يقف ويقول‪ :‬ليس‬ ‫لنا دليل سمعي ولا عقلي‪ ،‬لا على إثباتها ولا على نفيها‪ ،‬وهي طريقة الرازي والآمدي (‪. )1‬‬ ‫وقد نقل عن الأئمة الأعلام نكيرهم على اتباع الآراء التي تخرج بصادبها عن طريقة السلف‪ ،‬مما‬ ‫يؤدي ب إلى التذبذب في بنيـات الطرق ثم لا يصل إلى ش يء‪ ،‬ومن هذا ما نقل عن نبي دنيفة‪ -‬ردم هلل‪ -‬في‬ ‫كتاب الموسوم بـ\" الفق الأكبر\" قول ‪\" :‬فما ذكر هلل تعالى في القرآن الكريم من ذكر الوج ‪ ،‬واليد‪ ،‬والنفس‪،‬‬ ‫فدو ل صفات بلا كيف\"(‪ ،)2‬ونقل عن الإمام مالك قول ‪\" :‬قبض رسول هلل‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬وقد تم هذا‬ ‫الامر واستكمل فإنما ينبغي ان نتبع آثار رسول هلل‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬ولا نتبع الرني‪ ،‬فإن متى اتبع الرني‬ ‫جاء رجل آخرنقوى في الرني منك فاتبعت ‪ ،‬فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعت ‪ ،‬نرى هذا لا يتم! (‪. )3‬‬ ‫وهم يقولون‪ -‬نعني نئمة السلف‪ -‬إن الإيمان بصفات فرع عن الإيمان ب وبوجود سبحان ‪ ،‬من دون‬ ‫معرفة كيفيت وهيئت ‪ ،‬قال الحافظ نبوبكر الخطيب‪ -‬ردم هلل‪\" :-‬وإذا كان معلوما إثبات رب العالمين إنما هو‬ ‫إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف؛ فكذلك إثبات صفات إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف \"(‪)4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫من كل ما سبق عرفنا نن السلفيين لم يوافقوا على كل ما يقول الأشعريون في مسائل ال ِصفات‪ ،‬بل‬ ‫إن منهم من عارض كثي ًرا ما ذهبوا إلي ‪ ،‬ورنى ننهم منحرفون‪ ،‬ومن الأشا ِعرة من اتهم السلفيين بخفة في‬ ‫العقل وبلادة التفكير‪ ،‬ولا ندل على ذلك من وصفدم بأنهم مجسمة وممثل ٌة ودهوية‪ ،‬وسنسرد بعض ما ذكر‬ ‫الأشا ِعرة في المطالب التالية‪:‬‬ ‫المطلب السابع عشر‪ :‬الأ َشاعرة وقولهم فيما ذهب إليه ال َّسلفية في آيات الصفَات‪:‬‬ ‫ي ِص مف بعض الأشا ِعرة السلفيين ومن وافقدم في إيراد النصوص على ظاهرها‪ ،‬بـ\"ال َّتج يسيم\"‪،‬‬ ‫ويقولون بأنهم ممثلة ومهبهة‪ ،‬ولم يرالآباء المؤ ِس مسون للأشعرية مسوغ ًا للسلفية بأن ميبقوا المعنى على ظاهر ‪،‬‬ ‫‪‌-1‬ابن‌ َت ْي ِم َّية‪‌،‬درء‌تعارض‌العقل‌والنقل‪‌،‬ج‪2‬ص‪.319‬‬‫‪‌-2‬أبو ‌منصور ‌محمد ‌بن ‌محمد ‌الحنفي‪‌ ،‬شرح ‌الفقه ‌الأكبر ‌المنسوب ‌للإمام ‌أبي ‌حنيفة‪‌ ،‬راجعه‪‌-‬عبد ‌الله ‌بن ‌إبراهيم‌‬ ‫الأنصاري‪‌،‬طبعة‌الشؤون‌ال ِّدين َّية‪‌،‬قطر‪‌،‬ص‪.331‬‬ ‫‪‌-3‬الاعتصام‌للشاطبي‪،‬ج‪‌3‬ص‪‌‌.‌312‬‬‫‪‌-4‬ولهذا‌قال‌أيضا‌ً\"‌فإذا‌قلنا‌يد‌وسمع‌وبصر‌فإنما‌هو‌إثبات‌صفات‌أثبتها‌الله‌لنفسه‌ولا‌نقول‌إن‌معنى‌اليد‌القدرة‌ولا‌‬‫إن‌معنى‌السمع‌والبصر‌العلم‌ولا‌نقول‌أ َّنها‌جوارح‌وأدوات‌للفعل‌ولا‌نشبهها‌بالأيدي‌والأسماع‌والأبصار‌التي‌هي‌‬‫جوارح ‌وأدوات ‌للفعل ‌ونقول ‌إنما ‌وجب ‌إثباتها ‌لأن ‌التوقيف ‌ورد ‌بها ‌ووجب ‌نفي ‌ال َّتش ِبيه ‌عنها ‌لقوله ‌تعالى\"‌‬ ‫انظر‪:‬الذهبي‪‌،‬الأربعين‌في‌صفات‌رب‌العالمين‪‌،‬ص‪.339‬‬ ‫‪348‬‬

‫ويسمونهم بأهل الزيغ‪ ،‬وعباد الأوثان‪ ،‬يقول الجويني في بيان عقيدة المهبهة‪\" :‬وذهبت المهبهة إلى نن ‪ -‬تعالى‪-‬‬ ‫عن قولدم مختص بجدة فوق\" )‪(1‬‬ ‫ويذهب الرازي إلى وسمدم بأنهم جدل ٌة عوام‪ ،‬فيقول‪\" :‬واعلم نن محمد بن إسحاق بن خزيمة نورد‬ ‫استدلال نصحابنا بهذ الآية في الكتاب الذي سما \"بالتوديد\"‪ ،‬وهو في الحقيقة كتاب الهرك‪ -،‬ثم قال‪ -‬وننا‬ ‫نذكر داصل كلام بعد دذف التطويلات‪ ،‬لن كان رجل ًا مضطرب الكلام‪ ،‬قليل الفدم‪ ،‬ناقص العقل‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫\"نحن نثبت لله وجد ًا ‪ ...‬إلى نن قال‪ ..‬ونقول إن هذا المسكين الجاهل‪ ،‬إنما وقع في نمثال هذ الخرافات لن لم‬ ‫يعرف دقيقة المثلين وعلماء التوديد دققوا الكلام في المثلين ثم فرعوا علي الاستدلال\" (‪.)2‬‬ ‫ويقول الآمدي‪\" :‬وقد اتفق هؤلاء بأسرهم مع بعض الحهوية على نن البارى تعالى في جدة‪ ،‬وخصوها‬ ‫بجدة فوق دون غيرها من الجدات\"(‪. )3‬‬ ‫وذهب السبكي إلى القول بأنها المصيبة الكبرى‪ ،‬والداهية الدهياء‪ ،‬الإمرار على الظاهر والاعتقاد نن‬ ‫المراد‪ ،‬ونن لا يستحيل على الباري‪ ،‬فذلك قول المجسمة‪ ،‬عباد الوثن الذين في قلوبهم زيغ‪ ،‬يحملدم الزيغ على‬ ‫إتباع المتهاب ابتغاء الفتنة عليهم لعائن هلل تترى‪ ،‬واددة بعد نخرى‪ ،‬ما نجرنهم على الكذب ونقل فدمدم‬ ‫للحقائق)‪\"(4‬‬ ‫ونجد نن السيد الكثيري صادب كتاب‪\" :‬السلفية بين نهل السنة والإمامية\" يحمل على السلفيين‬ ‫ويسميهم بالحهوية‪ ،‬ويقول‪\" :‬المحقق في عقائد الفريقين‪ ،‬الأشا ِعرة والماتريدية \" نهل السنة \" و \" دهوية‬ ‫الحنابلة \" السلفية‪ ،‬يجد تباينا واضحا واختلافا كبي ًرا\"(‪ )5‬وهو لا يفرق بين \"السلفية والحنابلة والوهابية‬ ‫والحهوية\"‪.‬فكلدم في سلة واددة عند ويصفدم دهوي ٌة ومجسم ٌة‪ ،‬غير نن نديان ًا يقول غلاة الحنابلة نو‬‫‪‌ -1‬الجويني‪‌ ،‬الشامل ‌في ‌أصوالدين‪‌ ،‬تحقيق ‌وتقديم‪‌ -‬علي ‌سامي ‌النشار‪‌ -‬فيصل ‌بدير ‌عون‪‌ -‬شهيد ‌محمد ‌مختار‪‌ ،‬منشأة‌‬ ‫المعارف‌بالاسكندريةالطبعة‪‌:‬الاولى‪‌،‬الشامل‌في‌أصول‌الدين‪‌،‬ص‪.233‬‬ ‫‪‌-2‬الرازي‪‌،‬التفسير‌الكبير‪‌،‬ج‪39‬ص‪.295-299‬‬ ‫‪‌-3‬الآمدي‪‌،‬غاية‌المرام‌في‌علم‌الكلام‪‌،‬ص‪.351‬‬ ‫‪‌-4‬طبقات‌الشافعية‪‌،‬ج‪2‬ص‪.392‬‬‫‪‌ -5‬السيد ‌محمد ‌الكثيري‪‌ ،‬ال َّسلفية ‌بين ‌أهل ‌السنة ‌والإمامية‪‌ ،‬مؤسسة ‌دار ‌معارف ‌الفقه ‌الإسلامي‪‌ ،‬الطبعة ‌الثانية‪‌،‬‬ ‫‪3115‬م‪‌،‬ص‪.61‬‬ ‫‪349‬‬

‫السلفيين‪ ،‬ولم يفرق نويبين من هم الغلاة ومن غيرهم‪ ،‬وينسب هذا المنهج (السلفي) إلى الإمام البربهاري(‪،)1‬‬ ‫ووصف بأن شيخ الحنابلة في بغداد (‪. )2‬‬ ‫المطلب الثامن عشر‪ :‬التحقيق فيما قاله محمد الكثيري عن البربهاري‪:‬‬ ‫البربهاري الذي ذكر السيد محمد الكثيري‪ ،‬وقال نن شيخ الحنابلة في بغدا‪ ،‬وذكر بالإسم فقال إن‬ ‫اسم ‪ :‬محمد بن الحسن بن الكوثر بن علي البربهاري‪ ،‬والمهدور عند المؤرخين نن من يلقب بالبربهاري اثنان‬ ‫من نهل العلم‪ ،‬ممكن نن شسميهم دتى يزول اللبس وبحسب تاريخ ميلادهم (البربهاري الأول‪ ،‬والبربهاري الثاشي)‬ ‫وبيانهما كما يلي‪:‬‬ ‫البربهاري الأول‪ -‬ولد سنة ‪944‬هـ‪ ،‬وتوفي سنة ‪491‬هـ‪ ،‬ويصف الذهبي بأن ‪ :‬شيخ الحنابلة القدوة‬ ‫الامام‪ ،‬نبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري الفقي ‪ ،‬كان قوال ًا بالحق‪ ،‬داعية إلى الأثر‪ ،‬لا يخاف في‬ ‫ هلل لومة لائم(‪ ،)3‬ويقول ابن كثير‪\" :‬نبو محمد البربهاري‪ :‬العالم الزاهد الفقي الحنبلي الواعظ‪ ،‬صادب‬‫‪‌ -1‬البربهاري ‌* ‌شيخ ‌الحنابلة ‌القدوة ‌الامام‪‌ ،‬أبو ‌محمد ‌الحسن ‌بن ‌علي ‌بن ‌خلف ‌البربهاري ‌الفقيه‪‌ ،‬كان ‌قوالا ‌بالحق‪‌،‬‬‫داعية ‌إلى ‌الاثر‪‌ ،‬لا ‌يخاف ‌في ‌الله ‌لومة ‌لائم‪‌ ،‬صحب ‌المروذي‪‌ ،‬وصحب ‌سهل ‌بن ‌عبد ‌الله ‌التستري‪‌ ،‬فقيل‪‌ :‬إن‌‬‫الأ ْشع ِري‪‌،‬لما‌قدم‌بغداد‌جاء‌إلى‌أبي‌محمد‌البربهاري‪‌،‬فجعل‌يقول‪‌:‬رددت‌على‌الجبائي‪‌،‬رددت‌على‌المجوس‪‌،‬وعلى‌‬‫النصارى‪‌ ،‬فقال ‌أبو ‌محمد‪‌ :‬لا ‌أدري ‌ما ‌تقول‪‌ ،‬ولا ‌نعرف ‌إلا ‌ما ‌قاله ‌الامام ‌أحمد‪‌ ،‬فخرج ‌وصنف ‌\" ‌الابانة\" ‌فلم ‌يقبل‌‬‫منه‪‌،‬ومن‌عبارة‌الشيخ‌البربهاري‌قوله‪‌:‬احذر‌صغار‌المحدثات‌من‌الامور‪‌،‬فإن‌صغار‌البدع‪‌،‬تعود‌كبارا‪‌،‬فالكلام‌في‌‬‫الرب ‌عزوجل ‌محدث ‌وبدعة ‌وضلالة‪‌ ،‬فلا ‌نتكلم ‌فيه ‌إلا ‌بما ‌وصف ‌به ‌نفسه‪‌ ،‬ولا ‌نقول ‌في ‌صفاته‪‌ :‬لم ‌؟ ‌ولا ‌كيف ‌؟‌‬‫والقرآن ‌كلام ‌الله‪‌ ،‬وتنزيله ‌ونوره ‌ليس ‌مخلوقا‪‌ ،‬والمراء ‌فيه ‌كفر‪‌ ،‬قال ‌ابن ‌بطة‪‌ :‬سمعت ‌البربهاري ‌يقول‪‌ :‬المجالسة‌‬‫للمناصحة‌فتح‌باب‌الفائدة‪‌،‬والمجالسة‌للمناظرة‌غلق‌باب‌الفائدة‪‌،‬وسمعته‌يقول‌لما‌أخذ‌الحجاج‪‌:‬يا‌قوم‌إن‌كان‌يحتاج‌‬‫إلى ‌معونة ‌مئة ‌ألف ‌دينار‪‌ ،‬ومئة ‌ألف ‌دينار‪‌ ،‬ومئة ‌ألف ‌دينار ‌‪‌ -‬خمس ‌مرات ‌– ‌عاونته‪‌ ،‬ثم ‌قال ‌ابن ‌بطة‪‌ :‬لو ‌أرادها‌‬‫لحصلها‌من‌الناس‌قال‌أبو‌الحسين‌بن‌الفراء‪‌:‬كان‌للبربهاري‌مجاهدات‌ومقاومات‌في‌الدين‪‌،‬وكان‌المخالفون‌يغلظون‌‬‫قلب ‌السلطان ‌عليه ‌‪.‬ففي ‌سنة ‌‪133‬هـ ‌أرادو ‌حبسه‪‌ ،‬فاختفى‪‌ ،‬وأخذ ‌كبار ‌أصحابه‪‌ ،‬وحملوا ‌إلى ‌البصرة‪‌ ،‬فعاقب ‌الله‌‬‫الوزير‌ابن‌مقلة‪‌،‬وأعاد‌الله‌البربهاري‌إلى‌حشمته‪‌،‬وزادت‪‌،‬وكثر‌أصحابه‪‌،‬فبلغنا‌أ َّنه‌اجتاز‌بالجانب‌الغربي‪‌،‬فعطس‌‬‫فشمته ‌أصحابه‪‌ ،‬فارتفعت ‌ضجتهم‪‌،‬حتى‌سمعها ‌الخليفة‪‌ ،‬فأخبر‌بالحال‪‌ ،‬فاستهولها‪‌ ،‬ثم ‌لم‌تزل ‌المبتدعة ‌توحش ‌قلب‌‬‫الراضي‪‌ ،‬حتى ‌نودي ‌في ‌بغداد‪‌ :‬لا ‌يجتمع ‌اثنان ‌من ‌أصحاب ‌البربهاري‪‌ ،‬فاختفى‪‌ ،‬وتوفي ‌مستترا ‌في ‌(رجب ‌سنة‌‬‫‪135‬هـ‪‌،،‬وقيل‌سنة‌‪)139‬فدفن‌بدار‌أخت‌توزون‪‌،‬فقيل‪‌:‬أ َّنه‌لما‌كفن‪‌،‬وعنده‌الخادم‪‌،‬صلى‌عليه‌وحده‪‌،‬فنظرت‌هي‌‬‫من‌الروشن‪‌،‬فرأت‌البيت‌ملآن‌رجالا‌في‌ثياب‌بيض‪‌،‬يصلون‌عليه‪‌،‬فخافت‌وطلبت‌الخادم‪‌،‬فحلف‌أن‌الباب‌لم‌يفتح‪‌،‬‬‫وقيل‪‌:‬أ َّنه‌ترك‌ميراث‌أبيه‌تورعا‪‌،‬وكان‌سبعين‌ألفاً‪‌،‬قال‌ابن‌النجار‪‌:‬روى‌عنه‪‌:‬أبو‌بكر‌محمد‌بن‌محمد‌بن‌عثمان‪‌،‬‬‫عاش ‌وعاش ‌سبعا ‌وسبعين ‌سنة‪‌ ،‬وفي ‌المنتظم‪‌ ،‬ج‪‌ 6‬ص‪‌ ،631‬وانظر‪‌ :‬ابن ‌كثير‪‌ ،‬البداية ‌والنهاية‪:‬ج‪33‬ص‪‌،313‬‬‫الصفدي‪‌ ،‬الوافي ‌بالوفيات‪‌ :‬ج ‌‪33‬ص ‌‪‌ ،319‌ -‌ 316‬ابن ‌فرحون‪‌ ،‬شذرات ‌الذهب‪‌ :‬ج‪‌ 3‬ص‪‌ ،139‬وانظر‪‌ :‬الذهبي‪‌،‬‬ ‫سير‌أعلام‌النبلاء‪‌،‬ج‪32‬ص‪‌،91‬وانظر‌الأعلام‌للزركلي‪‌،‬ج‪3‬ص‪313‬‬ ‫‪‌-2‬السيد‌محمد‌الكثيري‪‌،‬ال َّسلفية‌بين‌أهل‌السنة‌والإمامية‪‌،‬ص‪.23‬‬ ‫‪‌-3‬الذهبي‪‌،‬سير‌أعلام‌النبلاء‪‌،‬ج‪32‬ص‪.91‬‬ ‫‪350‬‬

‫المروزي وسدل ًا التستري‪ ،‬وتنز عن ميراث نبي ‪ -‬وكان سبعين نلفا‪ -‬لمر ك ِره م ‪ ،‬وكان شديد ًا على نهل البدع‬ ‫والمعاص ي‪ ،‬وكان كبيرالقدر متع ِظ مم الخاصة والعامة (‪.)1‬‬ ‫وقال صادب طبقات الحنابلة‪ :‬الحسن بن علي بن خلف نبو محمد البربهاري‪ :‬شيخ الطائفة في وقت‬ ‫ومتقدمدا في الإنكار على نهل البدع والمباينة لدم باليد واللسان وكان ل صيت عند السلطان‪ ،‬وقدم عند‬ ‫الأصحاب‪ ،‬وكان ندد الأئمة العارفين‪ ،‬والحفاظ للأصول المتقين‪ ،‬والثقات المؤمنين (‪. )2‬‬ ‫البربهاري الثاني‪ -‬ولد سنة ‪966‬هـ‪ -‬وتوفي سنة ‪469‬هـ‪ ،‬يقول عن الإمام الذهبي هو‪ :‬الهيخ المع ِمر‪،‬‬ ‫المس ِند ال ِردلة‪ ،‬نبو بحر‪ ،‬محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري ثم البغدادي‪ ،‬من المهتغلين بالحديث‪ ،‬وليس‬ ‫بالثقة‪ ،‬قال ابن حجر‪ :‬كانت ل نصول كثيرة جيدة‪ ،‬فخلط ذلك بغير ‪ ،‬وغلبت الغفلة علي ‪ ،)3(،‬سمع محمد‬ ‫بن يوشس الكديمي‪ ،‬ومحمد بن الفرج الازرق‪ ،‬وإسماعيل القاض ي‪ ،‬ومحمد بن غالب تمتاما‪ ،‬ددث عن ‪ :‬ابن‬ ‫رزقوي ‪ ،‬ونبو بكر البرقاشي‪ ،‬ونبو شعيم الاصبهاشي (‪.)4‬‬ ‫قال نبو شعيم‪ :‬كان يقول لنا الدارقطني‪ :‬اقتصروا من دديث نبي بحر على ما انتخب فحسب‪ ،‬وقال‬ ‫ابن نبي الفوارس‪ :‬في نظر(‪. )5‬‬ ‫ويقول ابن كثير‪ :‬محمد بن الحسن بن كوثر بن علي نبو بحر البربهاري‪ ،‬روى عن إبراهيم الحربي‬ ‫وتمام والباغندي والكديمي وغيرهم‪ ،‬وقد روى عن ابن زرقوي ونبو شعيم وانتخب علي الدار قطني‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫اقتصروا على ما خرجت ل فقد اختلط صحيح سماع بكذب ‪ ،‬وقال عن نيض ًا‪ :‬وقد تكلم في غير وادد من‬ ‫دفاظ زمان بسبب تخليط وغفلت واتهم بعضدم بالكذب نيضا(‪. )6‬‬ ‫وقال الذهبي في \"العبر في نخبار من غبر\" وفي سنة ‪469‬هـ‪ ،‬توفي نبو بحر البربهاري‪ ،‬محمد بن الحسن‬ ‫بن كوثر‪ ،‬في جمادى الأولى‪ ،‬ول ست وتسعون سنة‪ ،‬وهو ضعيف(‪ ،)7‬وقال الصفدي‪ :‬نبو بحر ابن كوثر محمد‬ ‫‪‌-1‬ابن‌كثير‪‌،‬البداية‌والنهاية‪‌،‬ج‪33‬ص‪.393‬‬‫‪‌ -2‬أبو ‌الحسين ‌ابن ‌أبي ‌يعلى‪‌ ،‬محمد ‌بن ‌محمد‪‌ ،‬طبقات ‌الحنابلة‪‌ ،‬تحقيق‪‌ :‬محمد ‌حامد ‌الفقي‪‌ ،‬دار ‌المعرفة‪‌ ،‬بيروت‪‌،‬‬ ‫ج‪3‬ص‪.36‬‬ ‫‪‌-3‬ابن‌حجر‪‌،‬لسان‌الميزان‪‌،‬ج‪2‬ص‪‌،313‬وانظر‪‌:‬الأعلام‌للزركلي‪‌،‬ج‪6‬ص‪.53‬‬ ‫‪‌-4‬عبد‌الحي‌بن‌أحمد‌العكري‪‌،‬شذرات‌الذهب‌في‌أخبار‌من‌ذهب‪‌،‬ج‪1‬ص‪.13‬‬ ‫‪‌-5‬الذهبي‪‌،‬سير‌أعلام‌النبلاء‪‌،‬ج‪36‬ص‪.313‬‬ ‫‪‌-6‬ابن‌كثير‪‌،‬البداية‌والنهاية‪‌،‬ج‪33‬ص‪.133‬‬ ‫‪‌-7‬الذهبي‪‌،‬العبر‌في‌أخبار‌من‌غبر‪‌،‬ج‪3‬ص‪.331‬‬ ‫‪351‬‬

‫بن الحسن بن كوثر نبو بحر البربهارى بغداذي معمر؛ كان الدار قطني يقول اقتصروا من دديث نبي بحر على‬ ‫ما انتخبت ‪ ،‬وقال ابن نبي الفوارس في نظر(‪. )1‬‬ ‫تحليل واستنباط‪:‬‬ ‫من كل ما سبقت الإشارة إلي ‪ ،‬وما ذكر الجدابذة من المؤرخين الأولين‪ ،‬وباستعراض ما نشار إلي‬ ‫السيد محمد الكثيري وبالنص ديث ذكر نن البربهاري الذي عد مؤسس المذهب الحنبلي السلفي (الحهوي)‬ ‫مع تحفظنا على تسميت بالحهوي‪ ،‬نجد يقول‪\" :‬الحهوية الأوائل\" يرجع الفضل في قيام تيار ودركة دهوية‬ ‫تجسيمية وتهبيهية كبرى في القرن الرابع مع ندد كبار المحدثين الحنابلة‪ ،‬وهو بحر محمد بن الحسن ابن‬ ‫الكوثربن علي البربهاري‪ -‬وهو شيخ الحنابلة ببغداد‪ -‬والذي قدم علي نبوالحسن الأ ْشع ِري فكلم دول انتقال‬ ‫من الاعتزال ورد على المعتزلة والفرق المنحرفة فأبى ‪ ....‬إلى نن قال في إشارة إلى نقل من المقدس ي‪\"...‬نما‬ ‫البربهارية يجدرون بالته ِبي والمكان ويرون الحكم بالخاطر ويكفرون من خالفدم ويتمسكون بحديث المقام‬ ‫المحمود\"(‪. )2‬‬ ‫فاسم اذ ًا وبحسب الكهيري‪\" :‬محمد بن الحسن ابن الكوثر\" وابن الكوثر هذا ليس من نئمة‬ ‫المحدثين الحنابلة الثقات‪ ،‬بل هو ضعيف‪ ،‬واتهم بالكذب كما اشارت إلي الدراسات السابقة من كلام ابن‬ ‫حجروالذهبي وابن كثيروغيرهم‪ ،‬فدذا ابن حجريقول‪ \":‬وغلبت الغفلة علي \"‪ ،‬وقال ابن كثير‪\" :‬اختلط سماع‬ ‫بكذب \" والذهبي يقول عن ‪\" :‬وهو ضعيف\"‪ ،‬والصفدي يقول‪ \" :‬وقال ابن نبي الفوارس في نظر\"(‪)3‬‬ ‫والقول بأن قدم على الأ ْشع ِري فكلم دول انتقال من الاعتزال فأبى!‪ ،‬والسؤال المطروح هل كان‬ ‫وادد من كلا البربهاريين معتزلي ًا؟ وهذا ما لم يهر إلي وادد من المؤرخين المعتبرين الذين سبقت الإشارة‬ ‫إليهم ‪.‬‬ ‫‪‌-1‬الصفدي‪‌،‬الوافي‌بالوفيات‪‌،‬ج‪3‬ص‪.323‬‬ ‫‪‌-2‬السيد‌محمد‌الكثيري‪‌،‬ال َّسلفية‌بين‌أهل‌السنة‌والإمامية‪‌،‬ص‪.23‬‬‫‪‌ -3‬الذهبي‪‌ ،‬العبر ‌في ‌أخبار ‌من ‌غبر‪‌ ،‬ج‪3‬ص‪‌ ،331‬الصفدي‪‌ ،‬الوافي ‌بالوفيات‪‌ ،‬ج‪3‬ص‪‌ ،323‬الذهبي‪‌ ،‬سير ‌أعلام‌‬ ‫النبلاء‪‌،‬ج‪36‬ص‪‌،313‬ابن‌كثير‪‌،‬البداية‌والنهاية‪‌،‬ج‪33‬ص‪.133‬‬ ‫‪352‬‬

‫استنتاج‪:‬‬‫من كل ما سبق شستنتج نن السيد محمد الكثيري نخطأ في شسبة الحنابلة إلى هذا البربهاري الثاشي‬‫الذي يصف المؤرخون بأن اتهم بالكذب والتخليط‪ ،‬نما البربهاري الذي اشتهر عندهم بأن ندد مهائخ‬‫الحنابلة الكبار فدو البربهاري الأول وهو‪ :‬الحسن بن علي بن خلف نبو محمد البربهاري‪ ،‬الذي قال عن الذهبي‬ ‫بأن ‪ :‬شيخ الحنابلة القدوة الامام‪ ،‬نبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري الفقي (‪.)1‬‬‫وهو الذي الذي التقى بالإمام نبي الحسن الأ ْشع ِري كما نشار الذهبي في كتاب ‪\" :‬سير نعلام النبلاء\"‬‫ديث نشارإلى الرواية التي ذكرت نن الأ ْشع ِري‪ ،‬لما قدم بغداد جاء إلى نبي محمد البربهاري‪ ،‬فجعل يقول‪ :‬رددت‬ ‫على الجبائي‪ ،‬رددت على المجوس‪ ،‬وعلى النصارى‪ ،‬فقال نبو محمد‪ :‬لا ندري ما تقول‪ ،‬ولا شعرف إلا ما قال‬ ‫الامام ندمد‪ ،‬فخرج وصنف كتاب \" الابانة\"(‪. )2‬‬‫وقد عرفنا في دديثنا عن شهأة المذهب السلفي المعاصر‪ ،‬نن إنما يرجع في شهأت إلى المنهج السلفي‬‫الأول‪ ،‬والذي كان تجديد على يد إمام السنة الإمام ندمد ابن دنبل‪ ،‬ثم نمى وترعرع على يد شيخ الإسلام‬‫ابن ت ْي ِمية‪ ،‬وقد افردنا فصل ًا كامل ًا للحديث عن المنهج السلفي وشهأت ‪ ،‬ولا داجة لتكرار ما قلنا في ذلك‬ ‫الباب‪ ،‬ونكتفي في تحليل هذ المسألة بالذات \"البربهاري\" الذي وصف بالحهوية‪ ،‬وشهأة السلفية على يدي‬‫كما يدعي الكثيري‪ ،‬الذي اختلط علي الأمر فلم يميز بين البربهاريين‪ ،‬ولم يستند فيما ذكر إلى كتب ومراجع‬‫مهدورة ومعروفة‪ ،‬بل لم يهر إلى مصدر نصل ًا (‪ ،)3‬عند سرد الحديث عن البربهاري وشسبة السلفية‬‫(الحهوية)!! إلي ‪ ،‬فلم يبن كلام بالعزو إلى مراجع‪ ،‬ثم نجد لا يستخدم مصادر يطمئن إليها نهل العلم من‬‫نرباب المنهجين (السلفي والأ ْشع ِري)‪ ،‬وقد تبين نن وقع في غلط دمل علي التعصب والتحامل على السلفية‪،‬‬ ‫ولم ينب ِن على دقائق علمية رصينة كما اتضح لنا من كلام المؤرخين آنف ًا ‪.‬‬ ‫‪‌-1‬الذهبي‪‌،‬سير‌أعلام‌النبلاء‪‌،‬ج‪32‬ص‪.‌91‬‬ ‫‪‌2‬الذهبي‪‌،‬سير‌أعلام‌النبلاء‪‌،‬ج‪32‬ص‪.‌91‬‬ ‫‪‌-3‬ارجع‌إلى‌سرده‌في‌كتابه‪\"‌:‬ال َّسلفية‌بين‌أهل‌السنة‌والإمامية‪‌،‬ص‪.23‬‬ ‫‪353‬‬

‫المطلب التاسع عشر‪ :‬إيرادات وتحليلات لقول الأ َشاعرة فيما ذهب إليه ال َّسلفية من عدم‬ ‫التأويل‪:‬‬‫جرت تحليلات ومناقهات بين نهل العلم في نقوال وإيرادات الأشا ِعرة فيما ذهب إلي السلف ُّيون من‬‫القول بعدم التأويل‪ ،‬فمن صادق على ما قال السلف ُّيون في هذ المسألة واعتقد نن ال ُّحق‪ ،‬ومن قال بجواز‬‫التأويل كما ذهب إلي الأشاعرة‪ ،‬وإذا استعرضنا الأقوال في هذ المسألة نجد على سبيل المثال لا الحصر‪،‬‬‫نن؛ الكرمي يقول في كتاب نقاويل الثقات‪ :‬واعلم نن الذي ذهب إلي جمدور متأخري المتكلمين هو تنزي هلل‬‫تعالى عن الجدة‪ ،‬فليس هو مخصوصا بجدة فوق عندهم‪ ،‬ولا بجدة غيرها‪ ،‬لن يلزم من ذلك عندهم نن متى‬ ‫اختص بجدة نن يكون في مكان نو ديز‪ ،‬ونن غيرقديم نو نن جسم(‪. )1‬‬‫والسؤال الذي يطرح بإلحاح هو‪ :‬إذا كانت الإيرادات الذي ذكرها علماء الأشا ِعرة‪ ،‬من وسم القائلين‬‫بالجدة‪ ،‬والذين يجرون صفات هلل تعالى على الحقيقة كما وردت في النصوص‪ ،‬ووصفدم بأنهم دهوية‬‫ومهبهة؟ فأين نذهب بأقاويل السلف في مسائل ال ِصفات؟ وهي واضحة الدلالة على عدم التأويل‪ ،‬ونن‬ ‫السلف كانوا يمرون النصوص كما جاءت ومن غيرتأويل‪ ،‬ويعتقدون ظاهرها من غيرتهبي ‪.‬‬‫لا ندل على ذلك من نن شستحضر بعض ما ورد عن السلف‪ ،‬وشستقرئ كلامدم في هذ القضايا‪،‬‬‫فدم نقدر من غيرهم في تبيين الصواب من ديث الفدم الهرعي‪ ،‬كونهم نقرب العدود إلى رسول هلل‪ -‬صلى هلل‬‫علي وسلم‪ ،-‬وبما يتمتعون ب من نلمعية في فدم الكلام العربي ومقتضيات النصوص القرآنية والأداديث‬‫النبوية‪ ،‬وشستطيع القول بأنهم الجديرون بتصويب وتخطئة كل المناهج التي جاءت بعدهم ممن ينتسبون‬ ‫لمذاهب نهل السنة وغيرهم ‪.‬‬‫جاء في كتاب التمديد لابن عبد البر وغير ‪ ،‬عند شرد لحديث عبد هلل \"إن هلل عز وجل يجعل‬‫السماء على نصبع\"(‪ ،)2‬ودديث \"إن قلوب بني آدم بين نصبعين من نصابع الردمن\"(‪\" ،)3‬ونن هلل تعالى يعجب‬‫نو يضحك‪ ،‬ونن ‪ -‬عز وجل‪ -‬ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة\"‪ ،‬ونحو هذ الأداديث‪ ،‬فقال‪ :‬هذ الأداديث نرويها‬ ‫‪‌-1‬مرعي‌الكرمي‪‌،‬أقاويل‌الثقات‪‌،‬ص‪.319‬‬ ‫‪‌-2‬صحيح‌البخاري‪‌،‬حديث‌رقم‪.1533‌/‬‬ ‫‪‌-3‬صحيح‌مسلم‪‌،‬حديث‌رقم‪.3621/‬‬ ‫‪354‬‬























‫أولا‪ :‬شخصية العثيمين‪:‬‬‫‪ -7‬يبدي ِدرص ًا كبي ًرا على متابعة الدليل من كتاب وسنة‪ ،‬وإن خالف في نئمة المذاهب‪ ،‬نو ندد‬ ‫الأئمة المهدورين ‪.‬‬ ‫‪ -9‬يمتاز نسلوب بالاعتدال بحيث لا يبدو علي التهدد مع المخالفين‪ ،‬بل يعرض ما يرى نن‬ ‫صواب عرض ًا‪ ،‬مع التنبي على من خالف دون ذ ِم نو تسفيه ‪.‬‬‫‪ -4‬يراجع نقوال إذا تبين ل نن الحق بخلاف ما قال ب ‪ ،‬بحيث نن قد يتعقب على ما يقول ‪،‬‬ ‫فيحذف من نو يضيف إلي بحسب ما يرى نن يتماش ى مع الدليل‪.‬‬‫‪ -3‬موافقت لمنهج السلف في الاستدلال النقلي‪ ،‬مع الادتجاج بالممسلمات العقلية لتقريب الفدم‬ ‫للعامة وللمخالفين ‪.‬‬ ‫‪ -5‬استدلال بخبرالآداد إذا دلت القرائن على صحت ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شخصية البوطي‪:‬‬‫‪ -7‬إعمال ال ِفـكر والعـقل‪ ،‬والتعويل عليهما في الاستدلال على مسائل العقيدة المختلفة‪ ،‬مع عدم‬ ‫إهمال الأدلة النقلية ‪.‬‬‫‪ -9‬يهتم البوطى بال ُّردود على الهب التي يثيرها الملاددة وغيرهم بأسلوب علمي يميل إلى المنطق‪،‬‬ ‫كرد على نظرية النهوء والتطور لدارون‪ ،‬وغير من نرباب النظريات المادية ‪.‬‬‫‪ -4‬يحاول نن ينآى بنفس عن الفلسفة الغربية‪ ،‬بحيث ترى النزعة الغزالية في نقد لدم‪،‬‬‫وإسقاط منهجدم الذي يعتمد على الإيمان بالمحسوسات والاستدلال بالعقليات‪ ،‬دون دساب لقدسية النقل‬ ‫وما يتعلق ب من عالم الروح ‪.‬‬‫‪ -3‬التأويل في ال ِصفات الإلاهية التي توهم الته ِبي ‪ ،‬والقول بأن هذا السبيل هو المخرج من‬ ‫‪.‬‬ ‫إلىلاميحرذىوترناافتي ًاالبتيهنِبيالمنوهالجتالج ِقسرآيشمي‬ ‫العقل‬ ‫انزلاق‬ ‫والمنهج‬ ‫‪-5‬‬‫إقناع لمن‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫الكلام‪،‬‬ ‫علماء‬ ‫بمفدوم‬ ‫المنطقي‬‫لم يقتنع بالدلة النقلية‪ ،‬وهذا في دال من يدعو للسلام غير المسلمين‪ ،‬ديث كان يرى نن لا يجوز لنا عرض‬ ‫آيات القرآن الكريم وعظات نمام هؤلاء الذين لا يؤمن نصل ًا بالقرآن الكريم وآيات البينات‪.‬‬‫وبعد سرد نهم النقاط التي ميزت هذين العالمين البارزين في التاريخ الإسلامي الحديث‪ ،‬ومن خلال‬‫هذ الدراسة يتبين نن ؛ بالإمكان ل ِي بادث منصف نن يعرف نن الخلاف بين المدرستين كان مر ُّد إلى مقاصد‬‫فا ِضلة‪ ،‬وغايات نبيلة‪ ،‬فكل منهما نراد تنزي هلل تعالى‪ ،‬والتع ُّبد ل بما يليق ب ‪ -‬سبحان وتعالى‪ ،-‬وذلك في‬‫ن ْسمى مراتب التع ُّبد وهو‪( :‬التوديد)‪ ،‬ومسائل الإيمان ب ‪ -‬عز وجل‪ ،-‬ومعرفة نسمائ الحسنى وصفات العلى‪،‬‬ ‫وكل نصاب الحق بهذ النية‪ ،‬فال ممجتهد مصي ٌب لإددى ال محسنيين‪.‬‬ ‫‪366‬‬

‫ويمكن لدذ ال ِصراعات القائمة على اختلافات في ال ُّرؤى بين المدرستين داليا‪ ،‬نن ت ِخف ِددتها‪،‬‬‫وتخ مفت نا مرها‪ ،‬إذا كانت هذ الاختلافات تناقش في دوار ها ِدئ متعرض في القضايا والمسائل على النصوص‬‫الصحيحة التي يجب اتباعدا‪ ،‬تماشي ًا مع المفاهيم الصا ِئبة الممنبثقة عن الكتاب والسنة‪ ،‬ولا ح ْجرعلى الأفكار‪،‬‬‫ولا تس ِفي للآراء‪ ،‬وإنا لنرجو نن يكون هذا البحث وما تناولنا في من فصول ومبادث‪ ،‬نوا ًة لدذ الحوارت‬ ‫االلدتايدئتةك‪،‬ونسعقياًابل ِلًةل ِمللبشحملث‬‫الأمة‪ ،‬وتوديد الكلمة‪ ،‬كما شعتقد كذلك نن هذا البحث يطرح الكثير من المسائل‬‫والمناقهة‪ ،‬كالمسائل التي توافق فيها التياران \"السلفي والأشعري\" بهكل شسبي‪،‬‬‫كالقول بأن القرآن كلام هلل تعالى غير مخلوق‪ ،‬ودراسة نقاط الإلتقاء بينهما في هذا الموضوع‪ ،‬ومسألة رؤية‬‫ هلل تعالى يوم القيامة لهل الجنة‪ ،‬وكذلك السر في تحامل بعض المنتسبين لكلا المذهبين على الآخر في العصر‬‫الحديث‪ ،‬ومقارنة هذ المنازعات والتباينات المعاصرة بالنزاعات العقائدية في عصر الإمام الغزالي والرازي‬ ‫وغيرهما‪.‬‬‫ومن التساؤلات والاستفدامات؛ التي تطرح بإلحاح في هذ الأوقات‪ ،‬وتحتاج إلى بحث ودراسة ما يلي‪:‬‬‫ما هو المنهج العقدي للمسلمين في نوروبا ونمريكيا؟ ما مدى تقبلدم للخلافات العقائدية بين السلفيين‬‫والأشاعرة؟ هل هناك فريق وسط ما بين السلفيين والأشعريين؟ هل يمكن نن يكون المؤمن سلفي من وج ‪،‬‬‫ونشعري من وج آخر ؟ هل يعتبر التيار الجدادي المتهدد الموجود في السادة اليوم‪ ،‬إمتداد ًا للسلفية؟ نم‬ ‫قسيم ًا عنها؟ نم نن التيارات الجدادية المتهددة لا تنتمي لي من التيارين السلفي والأشعري؟‬‫هذ الأسئلة‪ ،‬وغيرها‪ ،....‬نسئلة عديدة‪ ،‬شعتقد نن الدراسة فتحت باب النقاش فيها‪ ،‬لعل هلل‪ -‬عز وجل‪ -‬يهيئ‬‫لدا بادثين مدتمين ل مي ِزيلوا غهاوتها‪ ،‬ويوضحوا ما خفي منها‪ ،‬راجين نن يكون هذا العمل مح ِف ًزا لكثثير من‬ ‫البادثين والمدتمين‪ ،‬من علماء وطلبة علم‪ ،‬و هلل الموفق والدادي إلى سواء السبيل‪.‬‬‫وجرت سنة الله تعالى وقضاؤه بنقص أعمال البشر‪ ،‬وحاجتها دائم اا للتصويب وال َّتصحيح‪ ،‬وهذا‬‫العمل ليس استثنا اء‪ ،‬وقد بذلت فيه وسعي‪ ،‬فإن أكن أحسنت فمن الله تعالى وحده‪ ،‬وإن تكن الأخرى‬‫َف يإ َّن‬ ‫( َوَت َزَّو ُدوعا‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫زاد‪،‬‬ ‫خير‬ ‫إلى‬ ‫هدانا‬ ‫والسداد‪ ،‬سبحانه‬ ‫َفخأعي َرساألل َّزها يدتعااللَّت عىق َاولهىدَواايَّت ُةقوو يالنتَياوفُأيعويلقيإاللىَأ عل َبسابييب)ل(اسلوحريقة‬ ‫البقرة الآية ‪.)097‬‬ ‫وصلى هلل على سيدنا محمد وآل ونصحاب نجمدين‪.....‬‬ ‫‪/7‬محرم ‪0320/‬هـ‬ ‫‪/3‬نوفمبر‪2502/‬م‬ ‫‪367‬‬

‫التوصيات‬ ‫في ختام هذا العمل نوص ي بالنقاط الآتية‪:‬‬‫‪ -7‬عقد الندوات والحوارات المنتظمة بين رؤساء وشيوخ وكبار ومنظري التيارين (السلفي‬ ‫والأشعري) ‪.‬‬‫‪ -9‬تصحيح النظرة العامة لبناء هذين التيارين‪ ،‬بحيث ينظر كل وادد منهما للآخر بميزان نهل‬‫السنة والجماعة‪ ،‬ونن كلا منهما يمثل شريحة كبيرة من هذا السواد الأعظم‪ ،‬وداخ ٌل في هذا النطاق‪ ،‬بحيث لا‬ ‫تكون بينهما منافحة على نساس إخراج الآخر‪ ،‬وإقصائ من هذا النطاق‪.‬‬‫‪ -4‬البعد عن التجريح والقدح والتطاول على العلماء ونهل الفضل‪ ،‬بل ميعرف لك ِل مقدم فضل ‪،‬‬‫ويحفظ ل قدر ‪ ،‬ويبقى الخلاف في نطار الدليل‪ ،‬وتحصيل القناعات بالحوارات الدادئة‪ ،‬المؤدية في النهاية إلى‬ ‫الاتفاق وإن اختلفت الآراء ‪.‬‬‫‪ -3‬نن يعرف هؤلاء الممختِلفون إن اختص مموا فيما بينهم نن؛ هذ المسائل التي يتحاورون فيها‪ ،‬قد‬‫نشبعدا الأقدمون نقاش ًا ودوا ًرا‪ ،‬فليجعلوا من مناقهاتهم هذ مكملة لما توصل إلي من سبقدم من نهل‬‫العلم‪ ،‬ولا تكون هذ المناظرات واللقاءات‪ ،‬فقط لإثارة ما كان الأولون قد نثارو ‪ ،‬بل لجعل هذا الاختلاف‬‫والتناقض الذي بدا في كلام من سبقنا‪ ،‬مداخل نهتدي بها للوصول إلى نقاط التقاء تجمع كلا المنهجين على‬ ‫ثوابت راسخة من العلم والمعرفة ‪.‬‬‫‪ -5‬النظروالبحث في المسائل التي تقارب فيها المنهجان‪( :‬السلفي والأشعري)‪ ،‬وجعلدا نقاط انطلاق‬‫يمكن البناء عليها لتغيير النظرة الإقصائية التي ينتحلدا المتط ِرفون في كلا التيارين‪ ،‬ل ميفتح المجال نمام دعاة‬ ‫التقريب‪ ،‬ولتكون لبنة يمكن من خلالدا تصحيح المفاهيم التي تهوهت بسبب هذ التيارات المتط ِرفة ‪.‬‬‫‪ -6‬فتح مواقع وصفحات خاصة في الانترنت للتواصل بين المذهبين‪ ،‬بحيث يكون هناك مواقع‬‫خاصة متعنى بمسائل البحث وتدوين كل ما هو جديد وصادر من آراء في كلا المذهبين‪( :‬السلفي والأشعري)‪،‬‬‫دتى يعرف الجميع الحقيقة التي قامت عليها نصول هذين المذهبين‪ ،‬وهي‪ :‬نصرة كتاب هلل‪ -‬تعالى‪ -‬وسنة‬‫رسول ‪ -‬صلى هلل علي وسلم‪ -‬وهذا الددف النبيل يتعارض مع ما ينتهج البعض من خطابات الكراهية‬ ‫والإقصاء‪.‬‬ ‫‪368‬‬

‫المصادر والمراجع‬ ‫أولا ‪ :‬القرآن الكريم‬ ‫ثانيا‪ :‬قائمة المصادر والمراجع وفق ترتيب حروف الهجاء‪:‬‬ ‫‪ .7‬إبراهيم ابن دمد الجطيلي‪ ،‬مجلة الجزيرة‪ ،‬العدد‪9111 .71445 /‬م‪.‬‬‫‪ .9‬ابن نبي العز الحنفي‪ :‬محمد بن علاء الدين علي بن محمد ابن نبي العز الحنفي‪ ،‬الأذرعي‬‫الصالحي‪ ،‬شرح العقيدة الطحاوية تحقيق‪ :‬جماعة من العلماء‪ ،‬تخريج‪ :‬ناصر الدين الألباشي‪ ،‬دار السلام‪،‬‬ ‫الطبعة المصرية الأولى‪9115 ،‬م‪.‬‬‫‪ .4‬ابن الأثير‪ :‬نبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير جامع الأصول في نداديث‬ ‫الرسول تحقيق‪ :‬عبد القادرالأرنؤوط‪ ،‬مكتبة دارالبيان‪ ،‬الطبعة الأولى‪7119 ،‬م‪.‬‬‫‪ .3‬ابن الأثير‪ :‬نبو السعادات المبارك بن محمد الجزري بن الأثير‪ ،‬النهاية في غريب الأثر‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫طاهرندمد الزاوى‪ ،‬محمود محمد الطناحي‪ ،‬المكتبة العلمية‪ -‬بيروت‪7111 ،‬م ‪.‬‬‫‪ .5‬ابن الأثير‪ :‬علي بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الوادد الهيباشي الجزري‪ ،‬ابن الأثير‪ ،‬الكامل‬ ‫في التاريخ‪ ،‬دارصادر‪ ،‬بيروت‪( ،‬بدون تاريخ طباعة)‪.‬‬‫‪ .6‬ابن القيم‪ :‬محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية‪ ،‬زاد المعاد في‬‫هدي خير العباد‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت ‪ -‬مكتبة المنار الإسلامية‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة السابعة والعهرون‪،‬‬ ‫‪7113‬م‪.‬‬‫‪ .1‬ابن القيم‪ :‬محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد ابن قيم الجوزية ‪ ،‬مدارج السالكين بين‬ ‫منازل إياك شعبد وإياك شستعين‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد دامد الفقي‪ ،‬دارالكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬‫‪ .4‬ابن القيم‪ :‬محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد ابن قيم الجوزية ‪ ،‬إغاثة اللدفان من مكائد‬ ‫الهيطان‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد دامد الفقي‪ ،‬مطبعة مصطفى الباشي الحلبي‪ ،‬سورية‪7141 ،‬م‪.‬‬‫‪ .1‬ابن القيم‪ :‬محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد ابن قيم الجوزية‪ ،‬إجتماع الجيوش الإسلامية‬ ‫على غزو المعطلة والجدمية‪ ،‬الطبعة الأولى دارالهريعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪9113 ،‬م‪.‬‬ ‫‪369‬‬

‫‪ .71‬ابن القيم‪ :‬محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد ابن قيم الجوزية ‪ ،‬إعلام الموقعين عن رب‬ ‫العالمين‪ ،‬تحقيق‪ :‬ط عبد الرءوف سعد‪ ،‬دارالجيل‪ ،‬بيروت‪7114 ،‬م‪.‬‬‫‪ .77‬ابن القيم‪ :‬محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد ابن قيم الجوزية ‪،‬تفسير القرآن الكريم ـ‬‫مكتب الدراسات والبحوث العربية والإسلامية بإشراف شيخ ابراهيم رمضان‪ ،‬دار ومكتبة الدلال‪ :‬بيروت‪،‬‬ ‫‪7144‬م‪.‬‬ ‫‪ .79‬ابن الملقن‪ ،‬طبقات الأولياء‪ ،‬تحقيق‪ :‬نور الدين شريبة‪ ،‬مكتبة الخانجي‪7113 ،‬م‪.‬‬‫‪ .74‬ابن باز‪ :‬عبد العزيز بن باز‪ ،‬محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬فتاوى مدمة لعموم الأمة‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫إبراهيم الفارس‪ ،‬دارالعاصمة‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الأولى‪7374 ،‬هـ ‪.‬‬‫‪ .73‬ابن تيمية‪ :‬ندمد بن ندمد بن عبدالحليم‪ ،‬درء تعارض العقل والنقل‪ ،‬تحقيق الدكتور‪ :‬محمد‬ ‫رشاد سالم‪ ،‬جامعة الإمام محمد بن اسعود الإسلامية‪ ،‬الطبعة الأولى‪7111 ،‬م‪.‬‬‫‪ .75‬ابن تيمية‪ :‬شيخ الإسلام ابن تيمية‪ ،‬اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة نصحاب الجحيم‪،‬‬ ‫الطبعة ‪ :‬السابعة‪ ،‬دارعالم الكتب‪7111 ،‬م‪.‬‬‫‪ .76‬ابن تيمية‪ :‬ندمد عبد الحليم بن تيمية‪ ،‬الرد على المنطقيين‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت (بدون تاريخ‬ ‫طباعة) ‪.‬‬‫‪ .71‬ابن تيمية‪ :‬نبو العباس ندمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراشي (المتوفى ‪194 :‬هـ) مجموعة‬ ‫الرسائل والمسائل‪ ،‬علق علي ‪ :‬السيد محمد رشيد رضا‪ ،‬الناشر‪ :‬لجنة التراث العربي‪ ،‬القاهرة‪7144 ،‬م‪.‬‬‫‪ .74‬ابن تيمية‪ :‬الرسائل والمسائل لابن تيمية‪ ،‬تعليق السيد محمد رشيد رضا‪ ،‬طبع بواسطة لجنة‬ ‫التراث العربي‪7144 ،‬م‪.‬‬‫‪ .71‬ابن تيمية‪ :‬شيخ الإسلام‪ ،‬ابن تيمية‪ ،‬جامع المسائل لابن تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عزير شمس‪،‬‬ ‫إشراف ‪ :‬بكربن عبد هلل نبو زيد الناشر‪ :‬دارعالم الفوائد للنهروالتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪ :‬الأولى ‪ 7399 ،‬هـ ‪.‬‬‫‪ .91‬ابن تيمية‪ :‬ندمد عبد الحليم بن تيمية‪ ،‬رفع الملام عن الأئمة الأعلام‪ ،‬تحقيق‪ :‬زاهر الهاويش‪،‬‬ ‫المكتب الإسلامي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪7119 ،‬م ‪.‬‬‫‪ .97‬ابن تيمية‪ :‬شيخ الإسلام ندمد بن عبد الحليم بن تيمية‪ ،‬كتاب الإيمان‪ ،‬تحقيق عصام الدين‬ ‫الضبابطي‪ ،‬دارالحديث‪ ،‬القاهرة‪. 9114 ،‬‬ ‫‪370‬‬

‫‪ .99‬ابن تيمية‪ :‬ندمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراشي نبو العباس‪ ،‬تلخيص كتاب الاستغاثة‪،‬‬ ‫تحقيق‪ :‬محمد علي عجال‪ ،‬مكتبة الغرباء الأثرية ‪ -‬المدينة المنورة‪ ،‬الطبعة الأولى ‪. 7371 ،‬‬‫‪ .94‬ابن تيمية‪ :‬ندمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراشي نبو العباس‪ ،‬قاعدة جليلة في التوسل‬‫والوسيلة‪ ،‬تحقيق‪ :‬ربيع بن هادي عمير المدخلي‪ ،‬مكتبة الفرقان‪ -‬عجمان‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬مكتبة الفرقان‪،‬‬ ‫‪9117‬هـ ‪.‬‬‫‪ .93‬ابن تيمية‪ :‬ندمد عبد الحليم بن تيمية الحراشي نبو العباس‪ ،‬بيان تلبيس الجدمية في تأسيس‬‫بدعدم الكلامية‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بن عبد الردمن بن قاسم‪ ،‬مطبعة الحكومة‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬الطبعة الأولى ‪،‬‬ ‫‪7419‬م‪.‬‬‫‪ .95‬ابن تيمية‪ :‬ندمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراشي نبو العباس‪ ،‬شرح العقيدة الأصفدانية‪،‬‬ ‫تحقيق‪ :‬إبراهيم سعيداي مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الأولى ‪7375‬هـ‪.‬‬‫‪ .96‬ابن تيمية‪ :‬ندمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراشي نبو العباس‪ ،‬الجواب الصحيح لمن بدل‬‫دين المسيح‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي دسن ناصر‪ ،‬د‪.‬عبد العزيز إبراهيم العسكر‪ ،‬دمدان محمد‪ ،‬دار العاصمة‪،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬الطبعة الأولى‪7373 ،‬هـ‪.‬‬‫‪ .91‬ابن تيمية‪ :‬شيخ الإسلام ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرباط‪ ،‬المغرب‬ ‫الأقص ى‪( ،‬بدون تاريخ)‪.‬‬‫‪ .94‬ابن جماعة‪ :‬محمد بن إبراهيم بن سعد هلل بن جماعة‪ ،‬إيضاح الدليل في قطع حجج نهل‬ ‫التعطيل‪ ،‬تحقيق‪ :‬وهبي سليمان غاوجي الألباشي‪ ،‬دارالسلام‪ ،‬الطبعة الأولى‪7111 ،‬م‪.‬‬‫‪ .91‬ابن حجر‪ :‬ندمد بن علي بن حجر العسقلاشي‪ ،‬المتوفي سنة ‪ 594‬هـ‪ ،‬تهذيب التهذيب‪ ،‬دار الفكر‬ ‫للطباعة والنهروالتوزيع‪ ،‬الطبعة الاولى ‪7143‬م ‪.‬‬‫‪ .41‬ابن حجر‪ :‬الحافظ شداب الدين نبي الفضل ندمد بن علي بن محمد العسقلاشي‪ ،‬الدرر‬‫الكامنة في نعيان المائة الثامنة‪ ،‬تحقيق ومراقبة‪ -‬محمد عبد المعيد ضان‪ ،‬مجلس دائرة المعارف العثمانية‪،‬‬ ‫‪7119‬م‪.‬‬‫‪ .47‬ابن حجر‪ :‬فتح الباري بهرح صحيح البخاري‪ ،‬تحقيق عبد العزيز بن باز‪ ،‬المكتبة الإسلامية‬ ‫عين شمس – رقم الإيداع – ‪.. 9111 /91511‬‬ ‫‪371‬‬

‫‪ .49‬ابن حجر‪ :‬ندمد بن علي بن حجر العسقلاشي‪ ،‬لسان الميزان‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الفتاح نبوغدة‪،‬‬ ‫مكتبة المطبوعات الإسلامية‪ ،‬السعودية‪9117 ،‬م‪.‬‬‫‪ .44‬ابن حجر‪ :‬الحافظ شداب الدين نبي الفضل ندمد بن علي بن محمد العسقلاشي الهدير بابن‬‫حجر‪ ،‬الدرر الكامنة في نعيان المائة الثامنة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد المعيد ضان‪ ،‬مجلس دائرة المعارف‬ ‫العثمانية‪ ،‬الدند‪ ،‬سنة النهر‪7119‬م ‪.‬‬‫‪ .43‬ابن خزيمة‪ :‬الحافظ محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر‪ ،‬كتاب‬ ‫التودديد‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العزيزالهدوان‪ ،‬دارابن رشد‪ ،‬الرياض‪7314 ،‬هـ‪.‬‬‫‪ .45‬ابن خلكان‪ :‬نبو العباس شمس الدين ندمد بن محمد بن نبي بكر بن خلكان وفيات الأعيان‬ ‫وننباء نبناء الزمان‪ ،‬تحقيق‪ :‬إدسان عباس‪ ،‬دارصادربيروت‪7113 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .46‬ابن خلدون‪ :‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬دارالعلم للملايين‪ ،‬لبنان‪7144 ،‬م‪.‬‬‫‪ .41‬ابن دقيق العيد‪ :‬تقي الدين نبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القهيري‪ ،‬المعروف‬‫بابن دقيق العيد‪ ،‬إدكام الأدكام شرح عمدة الأدكام‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى شيخ مصطفى ومدثر سندس‪،‬‬ ‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬لطبعة الأولى‪9115‬م ‪.‬‬‫‪ .44‬ابن سعد‪ :‬محمد بن سعد بن منيع الزهري؛ الطبقات الكبرى‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي محمد عمر‪ ،‬مكتبة‬ ‫الخانجي؛ سنة النهر‪7397 :‬هـ ‪.‬‬‫‪ .41‬ابن شيخ الحزامين‪ :‬ندمد بن إبراهيم الواسطي‪ ،‬النصيحة في صفات الرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬زهير‬ ‫الهاويش‪ ،‬مكتبة المدينة‪7145 ،‬م ‪.‬‬‫‪ .31‬ابن عابدين‪ ،.‬داشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار فق نبو دنيفة‪ ،‬دار‬ ‫الفكر‪ ،‬بيروت‪9111 ،‬م ‪.‬‬‫‪ .37‬ابن عاشر‪ :‬عبد الوادد بن عاشر‪ ،‬متن ابن عاشر المسمى المرشد المعين على الضروري من‬ ‫نمور الدين‪ ،‬مكتبة القاهرة‪ ،‬لصادبها‪ :‬علي يوسف سليمان‪ ،‬ميدان الأزهر‪ ،‬القاهرة‪( ،‬بدون تاريخ طباعة) ‪.‬‬‫‪ .39‬ابن عاشور‪ :‬الهيخ محمد الطاهر بن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬الطبعة التوشسية‪ ،‬دار‬ ‫سحنون للنهروالتوزيع‪ ،‬توشس‪7111 ،‬م‪،‬‬ ‫‪372‬‬

‫‪ .34‬ابن عبد البر‪ :‬نبو عمر يوسف بن عبد هلل النمري القرطبي‪ ،‬جامع بيان العلم وفضل ‪ ،‬دراسة‬ ‫وتحقيق‪ :‬نبو عبد الردمن فوازندمد زمرلي‪ ،‬مؤسسة الريان‪ -‬دارابن دزم‪ ،‬الطبعة الأولى ‪9114‬م ‪.‬‬‫‪ .33‬ابن عبد البر‪ :‬عمر يوسف بن عبد الب ِر‪ ،‬التمديد لما في الموطإ من المعاشي والأسانيد‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫نسامة بن إبراهيم‪ ،‬الناشرالفاروق الحديثة للطباعة والنهر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪9117‬م ‪.‬‬‫‪ .35‬ابن عبد البر‪ :‬الِإمام الحافظ الماِلكي‪ ،‬نبي عمر يوسف بن عبد الب ِر‪ ،‬التمديد لما في الموطإ من‬‫المعاشي والأسانيد‪ ،‬تحقيق‪ :‬نسامة بن إبراهيم‪ ،‬الناشر الفاروق الحديثة للطباعة والنهر‪ ،‬الطبعة الثانية‬ ‫‪9117‬م‪.‬‬‫‪ .36‬ابن عبد البر‪ :‬نبي عمر يوسف بن عبد الب ِر‪ ،‬الانتقـاء في فضائـل الأئمة الثلاثة الفقداء‪،‬‬ ‫عناية‪،‬عبد الفتاح نبو غردة ‪ ،‬مكتبة المطبوعات الإسـلامية ‪،‬دـلب‪ ،‬سـوريا‪،‬الطبعة الأولى‪7111 ،‬م ‪.‬‬‫‪ .31‬ابن عبد الوهاب‪ :‬الإمام محمد بن عبد الوهاب‪ ،‬القول السديد شرح كتاب التوديد‪ ،‬الطبعة‪:‬‬‫الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬وزارة الهئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬تاريخ النهر‪:‬‬ ‫‪7397‬هـ‪.‬‬‫‪ .34‬ابن عبد الوهاب‪ :‬محمد بن عبد الوهاب‪ ،‬نصول الإيمان‪ ،‬تحقيق‪ :‬باسم فيصل الجوابرة‬‫الطبعة الخامسة‪ ،‬وزارة الهؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪7391 ،‬هـ‬ ‫‪.‬‬‫‪ .31‬ابن عساكر‪ :‬نبي القاسم علي بن الحسن بن هبة هلل بن عساكر الدمهقي‪ ،‬تبيين كذب‬‫المفتري بما شسب إلى الإمام نبي الحسن الأشعري‪ ،‬عن شسخة المردوم السيد عبد الباقي الحسني الجزائير‪ ،‬عني‬ ‫بنهر ‪ :‬القدس ي‪ ،‬دمهق الهام ‪7431‬هـ‪.‬‬‫‪ .51‬ابن عيس ى‪ :‬ندمد بن إبراهيم بن عيس ى‪ ،‬توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة‬ ‫الإمام ابن القيم‪ ،‬تحقيق‪ :‬زهيرالهاويش‪ ،‬المكتب الإسلامي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪7316 ،‬هـ ‪.‬‬‫‪ .57‬ابن فورك‪ :‬نبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاشي‪ ،‬مهكل الحديث وبيان ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫موس ى محمد علي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪7145 ،‬م ‪.‬‬ ‫‪373‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook