والمراد بالصفة النفسية :صفة ثبوتية يدل الوصف بها على نفس الذات دون معنى زائد عليها\"( ،)1واختار هذاالتعريف نبو البقاء نيوب الكفموي ،في كتاب \" :الكليات في المصطلحات والفروق اللغوية\" ديث قال \":الصفة النفسية هي التي تدل على الذات دون معنى زائد عليها\"(.)2وعلى هذا فإن الأشا ِعرة لا يثبتون إلا ال ِصفات السبع التي يسمونها صفات المعاشي -باستثناء\"الصفة النفسية -وهي صفة الوجود\" -نما صفات المعاشي عندهم فهي( :الحياة ،والعلم ،والقدرة ،والإرادة،والسمع ،والبصر ،والكلام) ،وما عداها من ال ِصفات الثبوتية لا يثبتونها ولدم في نصوصدا ندد طريقين إما التأويل نو التفويض ( ،)3وفي هذا يقول قائلدم: وكل نص نوهم الته ِبيها ** ن ِول نو ف ِوض ورم تنزيها (. )4ويقول الإيجي في تعريف للصفة النفسية\" :الصفة النفسية هي التي تدل على الذات دون معنى زائد عليها\" (. )5والملادظ نن ال مبوطي يتتبع خطوات وطرائق الأشا ِعرة المتكلمين في الدلالة على وجود هلل تعالى ،ذاك ًرا نن إثبات وجود هلل تعالى يمكن نن يكون من طريقين:الطريق الأول :يكون بالتحقيق في وجود هلل مباشرة ،طبق المنهج العلمي الذي لا يخضع للمهاهدة،وسمى هذ الطريقة بـ \"التدرج من الأعلى\" وهو ما نشار إلي ال مبوطي بقول :بطلان حجة نن يتغير الش يء عن وضع من دون مغير ،وهذا بديهي واضح ( ،)6وقد استدل ال مبوطي بعدة مسلمات من وجدة نظر ،وهي:بطلان الرجحان من دون مرجح . - بطلان الدور . - - بطلان التسلسل . -1تحفةالمريدشرحجوهرةالتوحيدص.21-2أبوالبقاءأيوببنموسىالحسينيالكفومي،كتابالكلياتمعجمفيالمصطلحاتوالفروقاللغوية،تحقيق:عدنان درويش،محمدالمصري،مؤسسةالرسالة،بيروت3995،م،ص.561 -3محمد بن خليفة بن علي التميمي ،ال ِّص َفات الإلهية تعريفها ،أقسامها ،أضواء ال َّسلف ،الرياض ،المملكة العربية السعودية،الطبعة:الأولى3113،م،ص.53-4تحفةالمريدشرحجوهرةالتوحيد،ص،93وانظر:أباجعفرأحمدبنمحمدبنسلامةالأزديالطحاوي،إتحافالسائل بما في الطحاوية من مسائل ،شرحها الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ،مكتبة المدينة3111 ،م، ج33ص،35وانظر:محمدبنخليفةبنعليالتميمي،ال ِّص َفاتالإلهيةتعريفها،أقسامها،ص.53 -5كتابالمواقف،للإيجي.111، -6ال ُبوطيكبرىاليقينيات،ص.99 324
-قانون العلية (.)1 الطريقة الثانية :بالبرهان اليقيني المتعلق بإثبات النقول والأخبار التي وصلت إلينا من طريق النبي- صلى هلل علي وسلم ،-وقد سمى هذ الطريقة بـ \"التدرج من الأدشى\"(.)2 المطلب السادس :ر ّد العثيمين لصفة الوجود بالمعنى الذي اختاره الأ َشاعرة: يؤكد ال معثيمين مقالة شيخ ابن ت ْي ِمية فيهم ،ويذهب نبعد من ذلك بوصفدم معطلين لصفة الوجود ،ديث يرى ننهم يصفون بما يحيل إلى المعدوم ،وهو تعد وبهتان عظي ٌم ،ولدذا قال بكفرهم ،ومعلو ٌم نن ال معثيمين شكل مدرس ًة منيع ًة في تاريخنا المعاصر للمدافعة والمنافحة على عقيدة السلف فيقول\" :إن الموجود المطلق بهرط الإطلاق لا وجود ل في الخارج المحسوس ،وإنما هو نمر يفرض الذهن ولا وجود ل في الحقيقة ،فتكون دقيقة القول ب نفي وجود هلل تعالى إلا في الذهن ،وهذا غاية التعطيل والكفر\"(.)3 التوجيه لما ذهب إليه الأ َشاعرة في صفة الوجود: بالنظر إلى ما قال السلف ُّيون في معرض ردهم ومناقهتهم لما ذهب إلي الأشا ِعرة بالقول بصفة الوجود ،وباستعراضنا لما ذكر ال معثيمين ،نلادظ نن :السلفيين نظروا إلى ما يعني الوجود الذي نشاروا إلي ، ديث ننهم يرفضون تفسيرات الأشا ِعرة لصفة الوجود ،ويرون نن مذهبهم فيها يعتري خل ٌل ،فدم لا يثبتون إلا وجودا مطلقا لا دقيقة ل ،وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحقق في الأعيان ،فقولدم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل؛ فإنهم يمثلون بالممتنعات والمعدومات والجمادات؛ ويعطلون الأسماء وال ِصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات ،فغلاتهم يسلبون عن النقيضين فيقولون\" :لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل لنهم يزعمون ننهم إذا وصفو بالإثبات شبهو بالموجودات وإذا وصفو بالنفي شبهو بالمعدومات\" (. )4 -1المرجعالسابق،ص.99 -2ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.95-99 -3ال ُعثيمين،شرحالقواعدالمثلىشحأسماءوصفاتاللهالحسنى،ص.313-4ابن َت ْي ِم َّية ،مجموع الفتاوى،طريقة المعطلةفيإثبات ال ِّص َفات ،ج1ص ،9وانظر:الشيخ عبد الرحمن بنناصر البراك،شرحرسالةالتدمرية،المكتبةالوقفية3111،م،ص.99 325
وبهذا يظدر التناقض الكبير بين الفريقين في هذا الطريق بالتحديد وهو( :إبقاء الن ِص على ظاهر نو تأويل ) ،وقد كانوا في مسائل نخرى نكثر قابلية وقرب ًا للتوفيق والمصالحة منهم في هذ القضية ،التي عرفنا تباعدهم فيها ،وكثرة والتباين والتنافر بينهما ،ولعل بعض الصوفية كانوا قريبين نكثر إلى منهج السلفيين من بعض الأشعريين ،ويمكن تناول رنيهم في المطلب التالي: المطلب السابع :ال ُّصوفيَّة الأوائل وقولهم في تأويل الأسماء والصفَات: ميذكر نن ال ُّصو ِفية الأوائل كانوا موافقين للسلف الصاِلح في مسائل ال ِصفات ،ومشسب إليهم القول بإخراج ذات هلل وصفات ونفعال بداية من المقاييس التى تحكم ذوات المخلوقين وصفاتهم ونفعالدم على عكس طريقة المعتزلة ،ديث كان نول ما بدؤوا ب من مسائل التربية هي قضية التوديد ،ونذكر بعض نقوالدم فيما يلي: يقول الإمام الجنيد الصوفي الزاهد المعروف\" :التوديد إفراد القديم عن الحدث\"(. )1 ويذكر الهجويري( )2هذا المعنى نيض ًا فيقول :لا يجوز لك اعتبار القديم محلا للحادث ومقاييس ،ولا الحادث نن يكون محلا للقديم( )3ولدذا فإن ما يجري المخلوق من نقيسة لا يصلح بحسب المتصوفة الأوائل نن يطبق على ذات هلل وصفات ونفعال ،وهذا دق يدل علي منطق العقل ،وقد نفصح الإمام الجنيد عن هذا المعنى السابق بقول \" :التوديد هو إفراد المودد بتحقيق وددانيت بكمال ندديتة ،ونن الوادد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن ل كفوا ندد ،بنفى الأضداد والأنداد والأشبا ،بلا تهبي ولا تكييف ،ولا تصوير ولا تمثيل ،لقول تعالى (ل ْيس ك ِمثِل ِ شي ٌئ و مهو الس ِمي مع ا ْلب ِصي مر)(. )4 1علي بن عثمان الهجويري ،كشف المحجوب ،دار النهضة ،بيروت3951 ،م ،ص ،111والرسالة القشيرية ج3ص.39،35 -2أبو الحسن علي بن عثمان الهجويري ،صوفي يوصف الصلاح والتقوى ،من كتبه :كشف المحجوب ،وله مؤلفات عدة ،ذكره السلمي فيطبقات الصوفية ،توفي سنة 191هـ،أنظر:محمدصالحبنأحمدالغرسي،التصوفوحركةالإصلاح،قونية،تركيا، 3115م،ص31 -3كشفالمحجوبللهجويرىص.111-4سورةالشورىالآية،33وانظر:التعرفلمذهبأهلالتصوفص،11وانظر:محمودبنعبدالرازق،مفهوم القدروالحريةعندأوائلال ُّصو ِف َّية،ص.22 326
وقد سئل نبوعلي الروذبارى ()1عن التوديد فقال :التوديد فى كلمة واددةوهي\" :كل ما تصور الأوهام والأفكارفالله سبحان وتعالى بخلاف \"( ،)2وذلك لقول تعالى(:ل ْيس ك ِمثِل ِ شي ٌئ و مهو الس ِمي مع ا ْلب ِصي مر)(. )3 واعتمد الروذبارى فى اثبات للتوديد على منع العقل من العمل فى إدراك كيفية الذات وال ِصفات والأفعال ،لن العقل تحكم المقاييس و هلل لا يقاس على ش ئ من خلق ،وما جاء ش ئ فى الوحى يخبر عن كيفية الذات وال ِصفات وكل ما ورد إنما هو فى إثبات دقائق ال ِصفات وذلك بناء على قول تعالى( :ولا مي ِحي مطون ِب ِ ِع ْلم ًا)(. )4 ومن هنا شعلم نن جماعة من ال ُّصو ِفية الأوائل لا يوافقون على تأويل ال ِصفات على النحو الذي يختار ال مبوطي وغير من الأشا ِعرة المعاصرين ،ويؤكد هذا نيض ًا قول الكلباذي\" :ومن جعل صفة هلل وصف ل من غير نن يثبت لله صفة على الحقيقة ،فدو كاذب علي وذاك ًرا ل بغير وصف ،فدو سبحان وتعالى موصوف بصفة قائمة ب ليست ببائنة عن \" (. )5 المطلب الثامن :التفصيل في منهج العلة الغائية عند البوطي والأ َشاعرة: نسدب ال مبوطي في استعراض الأدلة العقلية على وجود هلل تعالى ،وقد ضرب الأمثال بمسلمات عقلية تفيد في النهاية نن ال موجود لابد ل من ممو ِجـد ،وهو ما اصطلح علماء الكلام على تسميت بواجب ال موجود، ويقصدون ب هلل تعالى ،وهو ينافي جائز الوجود -ني المخلوقات جميعدا -قال الإمام نبو المعالي الجويني\" :دل جواز وجود الحوادث على وجوب وجود صاشعدا ،فإن الجائز لا يقع بنفس ولا يتصف وجود صاشع بالجواز،-1هو أحمد بن محمد بن القاسم الروذبارى ،من أهل بغدادسكن مصرومات فيها منأصحاب أبى القاسم الجنيدوكان عالما فقيها حافظا للحديث توفى سنة 133هـ ،انظر :حلية الأولياء ،ج31ص ،126البداية والنهاية،ج33ص،353المنتظمج3ص،393شذراتالذهبج3ص،396صفةالصفوةعبدالرحمنبنعليبنمحمدأبوالفرج ،صفة الصفوة ،تحقيق :محمود فاخوري -د .محمد رواس قلعه جي ،دار المعرفة ،بيروت ،الطبعة الثانية، 3999مج3ص326طبقاتالشعرانىج3ص،331تاريخبغدادجاص.139 -2محمدالكلاباذيأبوبكر،التعرفلمذهبأهلالتصوف،دارالكتبالعلمية،بيروت3111،هـ،ص.311 -3سورةالشورىاالآية،33وانظر:الكلابذي،التعرفإلىحقيقةالتصوف،ض.323 -4سورةطهالآية.331 -5الكلاباذي ،التعرف لمذهب أهل التصوف ،ص ،23وانظر :محمود بن عبد الرازق ،مفهوم القدر والحرية عند أوائلال ُّصو ِف َّية،ص.26 327
فإن لو كان جائ ًزا لافتقر افتقار صنعة\"( ،)1ويقول طاهر بن محمد الإسفراييني \"وما كان واجب الوجود لا يصير جائزالوجود كما نن جائزالوجود لا يصيرواجب الوجود\"(.)2 ويحمل ال مبوطي على مؤ ِس ِس ي الفلسفة الغربية ،ومبتكري النظريات النهوئية للكون والمخلوقات، كامثال :ديكارت ،وداروين ،وماركس ،وفورويد ،الذين وصفدم بأنهم رسخوا دعائم العلم الحديث ،مبينا ننهم اختلفوا على ننفسدم طرائق شتى ،وميخ ِطئ دارون مؤسس نظرية النهوء والارتقاء فيقول عن ال مبوطي :مات وهو مازال يبحث فيها لم يصل منها إلى ش يء ،وكهف عن المخ ِرفين العلميين بحسب ال مبوطي ،الذين قال عنهم ننهم إنما سيسوا العلم ليدور في فلك نفكارهم ،فطوعو لنظرياتهم (.)3 ويسمي هؤلاء بالمخ ِرف العلمي ،وقد استهجن ال مبوطي ومقت قولدم بأن\" :السديم و هلل ش يء وادد في وجودهما\" ،وقال عنهم :ننهم مفتونون بكلمة العلم ،مفت ِقرون إلى مضمونها ،ثم يقول لدذا المخرف :إن السديم من الممكنات ،يحتاج إلى من يوجد ،لكن هلل تعالى :واجب الوجود ،ني نن وجود من ذات هو (. )4 ولدذا فإن الأشا ِعرة يدعمون بقوة قانون العلة الغائية ( ،)5التي يقول عنها ال مبوطي ننها مصطلح لعلماء الغرب ،نما علماء الكلام فيسمونها\" :دليل الحكمة والتناسق\"( ،)6ويبدوا جليا نن مصطلح العلة الغائية ل مفدومان: المفهوم الأول -يتعلق بالكون وما في واستيحاء ذلك للتدليل على عظيم قدرة هلل -جل وعلا. - المفهوم الثاني -ل صل ٌة بأفعال هلل تعالى ،والغاية من خلق الخلق ،وسائر الحكم الكونية ،من إنزال المطر ،وإرسال الرياح ،والبحاروالأنهاروغيرها . -1الجويني،العقائدالنظامية،ص.31 -2طاهر بن محمد الإسفراييني ،التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين ،تحقيق :كمال يوسف الحوتعالمالكتب،بيروت،الطبعةالأولى3951،م،ص.321 -3ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية.36، -4ال ُبوطي،كبرىاليقينيات،ص.39-5العلةعندالمتكلمين:مايتوقفعلىالشيء،لكنالعلةالفاعلةللحدثكخلقاللهتعالىلجميعالمخلوقات،فهيالعلةالمؤثرةفيالمعلول،والمرادمنالعلةهناالعلةالفاعلةبالطبع،انظر:الغ َّزالي،تهافتالفلاسفة،دارالطلائع،القاهرة،3133م ،ص ،333وانظر :كاملة الكواري ،المجلى في شرح القواعد المثلى للعثيمين ،دار ابن حزم3133 ،هـ، ص.316-6أقول:إنهذاالمصطلحمنإبداعاتال ُبوطيفقدتفردبذكرهبينعمومالأ َشا ِعرة،ولمأجدمنذكرهذاالمصطلحمن الأ َشا ِعرة المعاصرين سواه ،عدا بعض الإشارات ،التي أشار إليها كل من :الزحيلي ،وابن عاشور ،ويستشهدال ُبوطيبهذهالقاعدةقائلاًأ َّنهاالأسلوبالقرآنيالذييوجهبهالعقلإلىأمثلةرائعةمقنعة،وهذامادعاهإلىالإطنابفي الاستشهادات وضرب الأمثال ،ويقول ال ُبوطي أي ًضا أن هذا أسلوب يخرس ألسنة الملحدين ،ويسد دونهم منافذالحيل،لكنمنأراداللهأنيحيقبهعذابهالخالد،جعلعقلهفيغطاءعنكلهذهالأدلةوالبراهينالبديهيةالقطعية، انظر:ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.91 328
وقد استخدم العلماء المسلمون مفدوم \"العلة الغائية\" ،نو \"دليل الحكمة والتناسق\" -كما يسميها ال مبوطي -بالمفدوم الأول الذي يدلل على كمال قدرة هلل ودكمت ،في الرد على الملاددة ،واللادينيين ،وقد استحسن بعض نهل العلم هذا الأسلوب ،ورنوا نن كفيل بالرِد على نهل الأهواء من الملاددة وغيرهم . ومن الذين ساروا على هذا المنهج كما يذكر ابن ت ْي ِمية :الإمام نبو الحسن الأ ْشع ِري ،والباقلاشي، والجويني ،والغزالي ،والرازي وغيرهم ،فقد تحملوا نعباء الرد على نهل الأهواء وتوسعوا في الاشتغال بعلم الكلام لرِد حجج الفلاسفة من ذوي الطوائف الضالة والملحدين ،ورجحوا منطق المتكلمين من العرب على منطق اليونان ،وإن كان ابن ت ْي ِمية قد استدرك على بعضدم مسائل ر ُّدوا بها على الفلاسفة بأسلوبهم، فجاروهم فيما ذهبوا إلي ،فأوقعدم هذا في محاذير عدها السلفية نخطاء عقدية فاددة ،قد تؤدي بأربابها إلى الكفر ،وتوقعدم في الإلحاد الذي فروا من (.)1 المطلب التاسع :نفي البوطي للعلة الغائية عن أفعال الله تعالى: ين ِز ال مبوطي المولى -جل وعلا -عن العلة الغائية من خلق للخلق ،فالله تعالى وكما يذكر ال مبوطي منزٌ عن نن يجري علي ما يجري على خلق من كونهم يقومون بأفعالدم لعلة ولغاية يرجونها ،وفي هذا يقول ال مبوطي\" :محظور نن تفدم من لام التعليل الدلالة على ثبوت علة باعثة نو غاية في دق عزوجل\"(. )2 ومن الهواهد التي ساقدا ال مبوطي في هذا الباب عند شرد لمعنى قول تعالى( :وما خل ْق مت ا ْل ِجن وا ْلِإشس ِإلا ِلي ْع مب مدو ِن)( ،)3وقول تعالى( :ونن ْزلنا ِمن السما ِء ما ًء ط مدور ًا ل من ْح ِيي ِب ِ ب ْلد ًة م ْيت ًا ومش ْس ِقي م ِمما خل ْقنا ن ْشعام ًا وننا ِس ي ك ِثي ًرا)( ،)4ويصف هذ النصوص القرآنية ونظائرها بأنها النصوص الموهمة للعلة والأغراض، ديث يرى ال مبوطي نن ذكر العلة والغرض من خلق الإشسان ،نو إنزال المطر ،إنما هو لنا نحن بني آدم الذين اعتدنا ارتباط الأشياء ببعضدا ارتباط سبب وعليـة ،وهي محظور ٌة نن تنسب لله تعالى ،فالله منزٌ عن العلة والأغراض(.)5-1ابن َت ْي ِم َّية ،الرد على المنطقيين ،دار المعرفة ،بيروت ،ص ،111وانظر :الذهبي ،سير أعلام النبلاء، ج39ص.133 -2ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية.316، -3سورةالذارياتالآية.26 4سورةالفرقانالآية.15-19 -5ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.319 329
المطلب العاشر :العثيمين ورأيه في \"العلة الغائية\": يوافق ال معثيمين على نن العلة الغائية إنما هي لبيان الغاية ،لكن يرى بأن مفدومدا لا يفيد التحقق دائم ًا فقد تقع ،وقد لا تقع ،فالعلة عند ال معثيمين علتان: أول :العلة الغائية :وهي لبيان الغاية والمقصود من هذا الفعل ،لكنها قد تقع ،وقد لا تقع ،مثل :بريت القلم لكتب ب ؛ فقد تكتب ،وقد لا تكتب (.)1 ثانيا :العلة الموجبة :وتعني نن المعلول مبني عليها؛ فلابد نن تقع ،وتكون سابقة للمعلول ،ولازمة ل ، مثل :انكسرالزجاج لهدة الحرارة. واستدل ال معثيمين على ما ذهب إلي بقول تعالى( :وما خل ْق مت ا ْل ِجن وا ْلِإشس ِإلا ِلي ْع مب مدو ِن)( ،)2فقال وقول ( :خلقت) ،ني نوجدت ،وهذا الإيجاد مسبوق بتقدير ،ونصل الخلق التقدير .قال الهاعر: ولنت تفــ ِري مـا خلقـت ** وبع مض الناس يخل مق ثم لا يف ِري (.)4( ،)3 اختلاف العثيمين مع البوطي في العلة والغاية: يتابع ال معثيمين شرد وتفصيل للعلة الموجبة ،وهي التي يتبين بها السبب والتعليل ،وليست لإيجاب ش يء ،وذلك كما في قول تعالى( :وما خل ْق مت ا ْل ِجن وا ْلِإشس ِإلا ِلي ْع مب مدو ِن)( ،)5فيقول :إن قول :قول (ِإلا ِلي ْع مب مدو ِن) استثناء مفرغ من نعم الأدوال؛ ني :ما خلقت الجن والإشس لي ش يء إلا للعبادة (.)6 واللام في قول ِ( :لي ْع مب مدو ِن) للتعليل ،وهذا التعليل لبيان الحكمة من الخلق ،وليس التعليل الملازم للمعلول؛ إذ لو كان كذلك للزم نن يكون الخلق كلدم عبادا يتعبدون ل ،وليس الأمر كذلك ،فدذ العلة غائية ،وليست موجبة (.)7-1ال ُعثيمين،القولالمفيدفيكتابالتوحيد،عنايةوتخريج:سليمانبنعبداللهأباالخيل،خالدبنعليالمشيقح،دار العاصةللنشروالتوزيع،ص.39 -2سورةالذارياتالآية.26-3هذاالبيتلزهير،انظر:أبوالربيعسليمانبنبنينبنخلفبنعوضتقيالدينالمصري،إتفاقالمبانيوافتراق المعاني،دارعمار،عمان،الطبعةالأولى3952،م،ص.313 -4ال ُعثيمين،القولالمفيدفيكتابالتوحيد،ص.39 -5سورةالذارياتالآية.26 -6ال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائل،ج9ص.31 -7المرجعالسابق،ج9ص.31 330
ورد ًا على اختيارات ال مبوطي في العلة الغائية التي لدا دلالة على مراد هلل تعالى من العباد ،نو من خلق الخلق ،نو إرسال الرياح ،وغيرها ،يقول ال معثيمين لتفسير المثال السابق في الحكمة من خلق الخلق\" :وليست الحكمة من خلقدم نفع هلل ،ولدذا قال تعالى( :ما من ِري مد ِم ْنمه ْم ِم ْن ِرْزق وما من ِري مد ن ْن مي ْط ِع ممو ِن)(. )1 ونما قول تعالى( :م ْن ذا ال ِذي مي ْق ِر مض الل ق ْر ًضا دس ًنا ف ميضا ِعف م ل م )( )2فإن هذا ليس إقراضا لله سبحان ،بل هو غني عن ،لكن سبحان شب معاملة عبد ل بالقرض؛ لن لا بد من وفائ ،فكأن التزام من هلل سبحان نن يوفي العامل نجرعمل كما يوفي المقترض من نقرض (. )3 نما مفدوم العلة الغائية بمدلولدا الأول ،فقد استحب بعض السلفيين كونها تستخدم منهج الاستدلال على عظيم خلق هلل -سبحان وتعالى -غير نن عامة المتكلمين انحرفوا عن منهج القرآن والسنة في الرد على شب الكفار والملحدين ،وصنـفدم علماء السنة -نهل الحديث (السلفيين) -في قائمة من ركبوا بدع الأهواء ،وتكلفوا ما خرجوا ب عن صحيح المنقول ،وصريح المعقول ،ولدذا عدوهم في قائمة من ض ُّلوا السبيل ،وقد ظل شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية ينقد وينقض منهج المتكلمين الذين سلكوا هذا الطريق للرد على منطق اليونان بحجج عقلية ،مستخدمين فيها علم الكلام ونصول بكل درية(. )4 إلا نن السلفيين يوافقون على الاشتغال بالدلة العقلية الراجحة ،إذا كان فيها متابعة للمنهج القرآشي في إقامة البراهين ،وليس مجارا ًة لهل الأهواء ،وميل لهل الضلالات ،الذين ينتهجون منهج الفلاسفة اليونان ،ويتمنطقون على طريقتهم ،موضحين نن الأدلة العقلية في القرآن الكريم نكثر من نن متحص ى ،وقد ذكر هذا العلامة الهيخ السعدي -ردم هلل -في تفسير فقال\" :ومن علوم القرآن مجادلة المبطلين ،ودفع شب الظالمين ،وإقامة البراهين العقلية الموافقة للأدلة النقلية ،وهذا الفن من علوم القرآن من خواص العلماء الربانيين ،والجدابذة الراسخين ،والعقلاء المستبصرين ،وقد اشتمل القرآن على كثير من الأدلة العقلية ،والقواطع البرهانية \" (. )5 تنبيه: -1سورةالذرياتالآية.29 -2سورةالبقرةالآية.312 -3ال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائل،ج9ص.31 -4الذهبي،العلوللعزيزالغفار،ص.325--5عبدالرحمنبنناصربنالسعدي،تيسيرالكريمالرحمنفيتفسير كلامالمنان،تحقيق:عبدالرحمنبنمعلا اللويحق،مؤسسةالرسالة،الطبعةالأولى3111،م،ص.19 331
إن مفدوم \"العلة الغائية\" على المعنى الصحيح لا يجري في الإيمان بالله تعالى ،كون المؤمن يصدق بخبر المعصوم ،من دون الحاجة إلى العلة ،قال السفاريني في كتاب \" :لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية\"\" :ولدذا كان ما في القرآن الكريم من بيان مخلوقات من النعم والحكم نعظم مما في القرآن من بيان ما فيها من الدلالة على محض المهيئة\" (. )1 نما في مسائل الإيمان فإن قانون العلة لا يجوز إمضاؤ ،لن قضايا الإيمان إخباربعالم الغيب ،وقد قال هلل تعالى ( :مه ًدى ِل ْل ممت ِقين ال ِذين مي ْؤ ِم منون ِبا ْلغ ْي ِب)( ،)2ولدذا نرى نن شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية يصادق على هذا المعنى لن ما يبلغنا من الوحي يجب علينا تصديق دون إخضاع إلى التفكرات العقلية ،فمما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام نن الرسول إذا نخبرنا بش يء من صفات هلل تعالى وجب علينا التصديق ب ،وإن لم شعلم ثبوت بعقولنا ،ومن لم يقر بما جاء ب الرسول دتى يعلم بعقل فقد نشب الذين قال هلل عنهم: (قا ملوا ل ْن من ْؤ ِمن دتى من ْؤتى ِم ْثل ما منوِتي مر مس مل الل ِ الل م ن ْعل مم د ْي مث ي ْجع مل ِرسالت م )( ،)3ومن سلك هذا السبيل فدو في الحقيقة ليس مؤمنا بالرسول (.)4 حجية القول بالعلة الغائية: يجمع الفقداء وكذلك الأصوليون على نن الأدكام الهرعية معلـلة بالجملة ،ومن ثم كان القياس الأصولى قياس ًا شرعي ًا متفقا علي عند الجمدور ،والعلة الهرعية هى مناط الحكم و ممتعلق م ،وال ممع ِر مف بو مجو ِد ،فإن مو ِجدت فى ال ِفرع فأنها توجب نفس مدكم الأص ِل ،وعلى هذا يمكننا نن منق ِررنن الأدكام الهرعية عدا التعبدية المحضة ،ممعلـلة بعلـل متناسبة معدا عقلا ،وعلى هذا يبتنى عليها القياس ،وقد قصد إلى هذا -1شمس الدين ،أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (المتوفى3355 :هـ) ،لوامع الأنوار البهيةوسواطعالأسرارالأثريةلشرحالدرةالمضيةفيعقدالفرقةالمرضية،مؤسسةالخافقينومكتبتها–دمشق،الطبعة الثانية3953م،ج3ص.331 -2سورةالبقرةالآية.1-3 -3سورةالأنعامالآية.331-4أحمدبنعبدالحليمبنتيميةالحرانيأبوالعباس،شرحالعقيدةالأصفهانية،تحقيق:إبراهيمسعيدايمكتبةالرشد،الرياض،الطبعةالأولى3132هـ،ص،35وانظر:شمسالدين،أبوالعونمحمدبنأحمدبنسالمالسفاريني،لوامع الأنوارالبهيةوسواطعالأسرارالأثريةج3ص.331 332
المعنى عبد العزيز البخاري في كتاب \"كهف الأسرار\" فقال\" :لن العلة ما يثبت ب الحكم ،والمثبت في الحقيقة هو هلل تعالى ،في الحقائق والحكميات جميعا\"(.)1 وذكرابن القيم تفصيل ًا ماتع ًا في هذا الباب ،نوضح في نن علاقة السبب بالمسبب ،لدا من الهواهد في القرآن والسنة ما يزيد عن عهرة آلاف شاهد ،ذلك نن العلة الغائية عل ٌة للعلة الفاعلية ..ثم قال :ولدذا قال من قال من نهل العلم تكلم قوم في إنكارالأسباب فأضحكوا ذوي العقول على عقولدم ،وظنوا ننهم بذلك ينصرون التوديد ،فهابهوا المعطلة الذين ننكروا صفات الرب وشعوت كمال ،وعلو على خلق ،واستواء على عرش .... ،فما نفادهم إلا تكذيب هلل ورسل ،وتنزيه عن كل كمال ،ووصف بصفات المعدوم والمستحيل (.)2 ثم نشار إلى العقلاء وتفسيراتهم ،وذكر بإنهم إذا رنوا نن لا يمكن نن منث ِبت التوديد للرب سبحان وتعالى إلا بإبطال الأسباب ،ساءت ظنونهم بالتوديد ،وبمن جاء ب ،وننت لا تجد كتاب ًا من الكتب نعظم إثباتا للأسباب من القرآن ،ويا لله؛ العجب إذا كان هلل خالق السبب والمسبب ،وهو الذي جعل هذا سببا لدذا، والأسباب والمسببات طوع مهيئت وقدرت ،منقادة لحكم إن شاء نن يبطل سببية الش يء نبطلدا ،كما نبطل إدراق النارعلى خليل إبراهيم ،وإغراق الماء على كليم وقوم ،وإن شاء نقام لتلك الأسباب مواشع (.)3 وهو ما نشار إلي شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية من قبل بقول \" :التعليل والحكمة\" وقد استهدد بذلك الهيخ صالح بن عبد العزيز آل الهيخ ،وذلك في مدلول قول تعالى( :ون ْد ِس منوْا ِإن الل مي ِح ُّب ا ْل مم ْح ِس ِنين)(،)4 وبين نن هذا في إشارة إلى معنى التعليل والحكمة ،ووج ذلك نن نمر نيضا بقول \" :ون ْد ِس منوا\" ووج الاستدلال نن الامتثال لدذا الأمريكون دادثا و هلل -جل وعلا -يحب المحسنين ،وقول \" :مي ِح ُّب\" فيها إثبات صفة (المحبة) لدؤلاء الذين تحققوا بالإدسان ،وهو -جل وعلا -يحبهم قد ًرا ،كتب محبتهم لما سيفعلون وهو يحبهم إذا فعلوا نيضا(.)5-1عبدالعزيزبنأحمدبنمحمد،علاءالدينالبخاري(المتوفى911:هـ)،كشفالأسرارعنأصولفخرالإسلامالبزدوي ،تحقيق :عبد الله محمود محمد عمر ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،الطبعة الأولى 3135هـ3999/م، ج1ص.211-2محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله بن قيم الجوزية،شفاء العليل في مسائل القضاءوالقدر والحكمة والتعليل،تحقيق:محمدبدرالدينأبوفراسالنعسانيالحلبي،دارالفكر،بيروت3995،م،ص.359 -3ابنالقيم،شفاءالعليلفيمسائلالقضاءوالقدر،ص.391 -4سورةالبقرةالآية.392 -5صالحبنعبدالعزيزآلالشيخ،شرحالعقيدةالواسطية. 333
وعلى هذا نقول إن العلة الغائية نو نظرية السببية وعلاقتها بتكون الأشياء المحسوسة وغيرها، دقيقة؛ لكنها ترشد الإشسان وتكون سبب ًا في هدايت ،كما قال تعالىِ( :إن ِفي خ ْل ِق السماوا ِت والأْر ِض وا ْخ ِتلا ِف الل ْي ِل والنها ِر لآيات ِ مل ْوِلي الأ ْلبا ِب)( ،)1فالكون وما في يدل على نن موجد ًا بديع ًا قد نشهأ وصور ،لكن مبدن العلة ليس هو الأصل لليمان ،بل خبر المعصوم هو الأساس ،ثم تأتي البديهيات العقلية لتزيد في الإيمان ،كما قال تعالى( :س من ِريِه ْم آيا ِتنا ِفي ا ْلآفا ِق وِفي نن مف ِس ِد ْم دتى يتبين ل مد ْم نن ا ْلح ُّق)( ،)2ونشار إلى هذا المعنى غير وادد من نهل العلم ،وذلك ننا شعلم بالضرورة وجودنا ندياء قادرين عالمين ناطقين سامعين مبصرين مدركين بعد نن لم نكن شيئا ،وإن نول وجودنا كان نطفة قذرة مستوية الأجزاء ،والطبيعة غاية الاستواء بحيث يمتنع في عقل كل عاقل نن يكون منها بغيرصاشع دكيم (.)3 المطلب الحادي عشر :الصفَات السلبية عند البوطي: اجتهد ال مبوطي في تفسير للصفات السلبية للمولى جل وعلا ،دسب ما يرا ،مع اعتقاد التنزي والتقديس لسمائ وصفات ،جامع ًا ندلة القرآن الكريم مع ما يعتقد من يقينية الأدلة العقلية في توديد هلل تعالى ،ذات ًا واسم ًا وفعل ًا ووصف ًا ،وعلى هذا الفدم فقد فسر معنى ال ِصفات السلبية بقول \" :كل صفة مدلولدا عدم نمرلا يليق بالله سبحان ،وهذ ال ِصفات كثيرة الجزئيات لن كل نقص إنما ينفى بعكس \"(. )4 وعلى طريقة الأشا ِعرة يذهب ال مبوطي إلى دصر نمدات ال ِصفات السلبية في خمس صفات ،وهي: (الوددانية ،والقدم ،والبقاء ،والقيام بالذات ،والمخالفة للحوادث)(.)5 وهذ هي ال ِصفات السلبية بحسب جمدور الأشا ِعرة ،قال العلامة الهنقيطي\" ضابط الصفة السلبية عند المتكلمين هي الصفة التي دلت على عدم محض ،والمراد بها نن تدل على سلب ما لا يليق بالله، والذين قالوا هذا جعلوا ال ِصفات السلبية خمس ًا لا سادس لدا( ،)6وهي عندهم القدم ،والبقاء ،والمخالفة -1سورةآلعمرانالآية.391 -2سورةفصلتالآية.21-3محمدبنإبراهيمبنعليبنالمرتضىبنالمفضلالحسنيالقاسمي،إيثارالحقعلىالخلقفيردالخلافاتالى المذهبالحقمنأصولالتوحيد،دارالكتبالعلمية،بيروت،الطبعةالثانية3959،م،ص.16 -4ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.333 -5ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص-315ص.339-6أقول:الصوابأنالمشهورعندالأ َشا ِعرةأ َّنهميقولونأنهذهأمهاتال ِّص َفاتالسلبية،أمافروعهافأ َّنهميقولون بأ َّنهاكثيرةٌ،ولايحصرونهابعددمعين،انظر:البيجوري،شرحالجوهرة،ص.55 334
للخلق ،والوددانية ،والغنى المطلق الذي يسمون القيام بالنفس الذي يعنون ب الاستغناء عن الحيز والمحل\"(.)1 وال مبوطي بمتابعت لجمدور الأشا ِعرة في دصر ال ِصفات السلبية في هذ الخمس ،قد خالف نستاذ الرازي في هذا الهأن ،فقد ذكرنا نن الرازي توسع في ال ِصفات السلبية ،فقد ذهب إلى القول بأن القرآن الكريم مملوء بذكر ال ِصفات السلبية لله تعالى تنزيه ًا ل عن كل نقص ،فدو يذهب إلى القول بأن\" :السلوب ينقسم بحسب الذات ،وبحسب ال ِصفات ،وبحسب الأفعال غير متناهية ،فيحصل من هذا الجنس نقسام غيرمتناهية من الأسماء\" (.)2 ومن هنا فإن الرازي برني هذا ميضمن صفات كـ\" القدوس ،والسلام ،العزيز ،الغفار ،الحليم، الوادد ،الغني ،والصبور ) ...صفات كثيرة عدها الرازي في مفدوم ال ِصفات السلبية ،وبهذا يعتبر الرازي من المتوسعين في ال ِصفات السلبية على نحو لم يوافق في غير وادد ممن سبق ،إلا نن عموم الأشا ِعرة يقولون بما يقول ب الرازي من الأدلة العقلية ،وإعمال البحث والتأمل الفكري ،ولذلك ذهبوا إلى تأويل ال ِصفات بما يفيد التنزي على ما يختار عموم الأشا ِعرة ،وبهذا شعتقد نن ال مبوطي نقرب للمدرسة التي تقدمت على الرازي- نعني الباقلاشي ،والجويني ،والغزالي -من إلى مذهب الرازي في هذا الهأن ،وإن كان بعض البادثين كالستاذ سليمان دنيا ،والبادث الغربي \" ،\"Watt Montjumryقد ذهبوا إلى القول بأن\" :الغزالي نرس ى علم الكلام على طريقة فلسفية\"(.)3 ولن الرازي يعطي مجال ًا نوسع في الآراء ،ديث نن بعض خصوم يتهمون بالتأثر بالمنهج الفلسفي على طريقة المعتزلة ( ،)4لذلك نرى ال مبوطي يحاول النأي عن في هذ المسألة ،فدو يعتبر نفس على طريقة المتكلمين المتقاطعين مع المعتزلة ،وهم الذين استنبطوا هذا العلم من علم نصول الفق ،وليس من المنطق المقتبس من الفلسفة اليونانية القائمة على القضايا والأشكال (.)5 -1الشنقيطي،آياتالأسماءوال ِّص َفات،ص.39 -2الرازي،التفسيرالكبير،ج3ص،315وانظر:بركاتدويدار،موقفشيخالإسلاممنالرازي،ص363MontgomeryWatt, .1963. Muslim Intellectual,Edinburgh:P .71 (my translation). -3 وانظر:محمدرشادسالم،مقارنةبينالغ َّزاليوابن َت ْي ِم َّية،دارالقلمللنشر،الكويت3996،م،ص.33 -4بركاتادويدار،موقفشيخالإسلاممنالرازي،ص.161 -5ال ُبوطي،كبيرىاليقينياتالكونية،ص.11 335
ومع هذا كل نلادظ نن ال مبوطي نديانا يقدم حجية المنطق على حجية الكتاب والسنة ،ولسنا ندريهل قصد تقديم في الاستدلال على العقيدة؟ نم قدم تقديما لفظي ًا لم يقصد ب تقديم البراهين العقليةعلى الادتجاج بالكتاب والسنة؟ كما في هذا المثال ديث قال بالنص\"وتبينت نن براهين نهل السنة والجماعةقائمة على كل من\" :منطق العقل السليم\" ،و\"نصوص الكتاب والسنة\" ،و\"الفطرة الإشسانية الصافية\"(،)1لكن المعروف من منهج كما تقدم نن يقول بالدلة العقلية المنسجمة مع القرآن الكريم ،وإن كان لا يتهمالعقل بالقصور عن الاستدلال في جميع مسائل الاعتقاد ،فدو يرا قاد ًرا على اختراق كل الدلائل ،ولا يحجزش ي عن معرفة الحقيقة ،ويتهم نولئك الذين يتهمون العقل ،ويحمل عليهم بأنهم مفتقرون -فيما يزعمون -إلى ما يثبت لدم بأن ندكام العقل لا خداع فيها (.)2 المطلب الثاني عشر :رأي العثيمين في الصفَات السلبية:لقد ذهب ال معثيمين على نهج نسلا ِف في ال ِصفات السلبية ،فقال إنها نقل من ال ِصفات الثبوتيةبكثير( ،)3وقال في تقريب التدمرية\" :ولدذا كانت ال ِصفات الثبوتية التي نخبر هلل بها عن نفس نكثر من ال ِصفات المنفية التي نفاها هلل عن نفس \" (.)4ويرى ال معثيمين محدودية ذكر ال ِصفات السلبية لله تعالى في القرآن الكريم ،فقال إنها لم تذكر غالبا إلا في الأدوال التالية:الأولى :بيان عموم كمال كما في قول تعالى( :ل ْيس ك ِم ْثِل ِ ش ْي ٌء)( ،)5وقول ( :ول ْم ي مك ْن ل م مك مف ًوا ند ٌد)(. )6الثانية :نفي ما ادعا في دق الكاذبون ،كما في قول ( :ن ْن دع ْوا ِللر ْدم ِن ول ًدا وما ي ْنب ِغي ِللر ْدم ِن ن ْن يت ِخذ ول ًدا)(. )7 -1ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.339 -2ال ُبوطي،كبرىاليقينيات،ص.33 -3ال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائل،ج1ص.352-4ال ُعثيمين،تقريبالتدمرية،دارابنالجوزي،المملكةالعربيةالسعودية،الدمام،الطبعةالأولى3139،هـ،ص.39 -5سورةالشورىالآية.33 -6سورةالإخلاصالآية.1 -7سورةمريمالآية.93 336
الثالثة :دفع توهم نقص من كمال فيما يتعلق بهذا الأمر المعين ،كما في قول ( :وما خل ْقنا السماءوا ْلأْرض وما ب ْينمهما لا ِع ِبين)( ،)1وقول ( :ولق ْد خل ْقنا السماوا ِت وا ْلأْرض وما ب ْينمهما ِفي ِست ِة نيام وما مسنا ِم ْن مل مغوب)(.)3( .)2الرابعة :نفي الظلم ،والتعب ،والغفلة والولادة ،والمماثل ،والند ،والمكافئ ،كما في سورة الإخلاص:( مق ْل مهو الل م ند ٌد الل م الصم مد ل ْم يِل ْد ول ْم ميول ْد ول ْم ي مك ْن ل م مك مف ًوا ند ٌد) ،ويضيف -العثيمين -إن العلة في سببتسميتها بهذا الاسم؛ لن هلل نخلصدا لنفس ولم يذكرفيها إلا ما يتعلق بأسمائ وصفات ؛ ولنها تخلص قارئهامن الهرك والتعطيل ( ،)4نما ال ِصفات السلبية الإضافية يقول مثل ًا :إن هلل خالق ،يعني :ليس بعاجز عن الخلق ،وهو خالق ل مخلوق ،فيجعلونها سلبية إضافية (.)5وشعتقد نن ال معثيمين لم يكن دقيق ًا بإشارت إلى نن ال ِصفات السلبية قليلة في كتاب هلل ،كون لايحصرها بعدد معين ،بل يضمنها في آيات كثيرة من كتاب هلل -تعالى -وقد عرفدا في كتاب \"شرح الواسطية\"بأن ال ِصفات السلبية التي نفاها هلل عن نفس متضمنة لثبوت كمال ضدها ،كقول (وما مسنا ِم ْن مل مغوب)(،)6متضمن كمال القوة ،وكمال القدرة ،وقول ( :ولا ي ْظِل مم رُّبك ندد ًا)( ،)7متضمن لكمال العدل وقول ( :وما الل م ِبغا ِفل عما ت ْعم ملون)( ،)8متضمن لكمال العلم والإداطة .......وهلم ج ًرا (.)9 المطلب الثالث عشر :التفصيل في مسألة الصفَات السلبية:يتفق نهل العلم قديم ًا ودديث ًا على نن المراد من ال ِصفات السلبية\" :الدلالة على التنزي \" وإنماالخلاف جرى بينهم في دصر هذ ال ِصفات في الخمس التي يهير إليها جمدور الأشا ِعرة وهي\" :الوددانية،والقدم ،والبقاء ،والقيام بالذات ،والمخالفة للحوادث\" ،ولدذا يرى نهل العلم نن الوصف بال ِصفات الثبوتيةنكثر إيضادا من الوصف بال ِصفات السلبية ،فلو وصفنا إشسانا بأن :ليس نسد ًا ولا ذئب ًا ،ولا جبل ًا ولا حج ًرا..، -1سورةالأنبياءالآية.36 -2سورةقالآية.15 -3ال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائل،ج1ص.356 -4ال ُعثيمين،مجموعالرسائلوالمسائل،ج1ص.362 -5ال ُعثيمين،لقاءالبابالمفتوح،ج6ص.31 -6سورةقالآية.15 -7سورةالكهفالآية.19 -8سورةالبقرةالآية.52 -9ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالواسطية،ص.335 337
ولا ...ولا ،وهكذا فإننا لن شستطيع إفدام السامع بما نريد ،ولكننا لو قلنا :نن جسم مخلوق متحرك ناطق دساس ،مفكر ل يدان ورجلان وعينان ...،إلى آخر تلك الأوصاف ،لكان هذا نقرب إلى البيان ،ولله المثل الأعلى (.)1 ويختلف السلف ُّيون مع الأشا ِعرة في فدمدم للصفات السلبية ،ذلك نن بعض الأشا ِعرة يجعل بعض صفات هلل تعالى من قبيل ال ِصفات السلبية ،بينما يستدرك عليهم السلف ُّيون ذلك ،ويجعلونها في ال ِصفات الثبوتية ،كما تعقب ذلك ابن ت ْي ِمية على الرازي وغير ،بل إن الرازي يختلف مع الأشا ِعرة في عد للصفات السلبية كما مرعلينا ،نما اختلافدم مع السلفيين فدو معلوم ظاهر ،ديث يقول شيخ الإسلام :ومن الناس من يحسب نن \"الجلال\" هو ال ِصفات السلبية \"والإكرام\" ال ِصفات الثبوتية ،كما ذكر ذلك الرازي ونحو ، والتحقيق نن كليهما صفات ثبوتية ،وإثبات الكمال يستلزم نفي النقائص (.)2 ومن هنا نتبين لماذا اختار ابن ت ْي ِمية في التدمرية وغيرها نن يرد قول الأشا ِعرة في ال ِصفات السلبية، وينقض ما ذهبوا إلي من معان ،وعاب عليهم مخالفتهم لطريقة الرسل من ديث :التفصيل في النفي ،وعدم إثبات ش يء من ال ِصفات الثبوتية ،وما يصفون هلل تعالى ب من ال ِصفات السلبية لا يتضمن إثبات ًا عندهم لنهم لا يثبتون إلا وجود ًا مطلقا ،والوجود المطلق ضد الوجود المعين ،مثل لفظ الإشسان المطلق ،والإشسان المعين ،فقولك مثل ًا الإشسان ديوان ناطق ،نو كائن حي ،فدذا بالطبع هو الإشسان بمعنا المطلق ،وهو تفسير لحقيقة الإشسان بالمعنى العام ،ولا نقصد بذلك إشسان ًا معين ًا ،نما إذا قلت فلان إشسان ،نو هذا الإشسان فإنك تقصد بلفظ الإشسان شيئ ًا معين ًا فالإشسان بالمعنى المطلق لا يوجد في الخارج ،وإنما يوجد في الخارج الإشسان المعين ،وكذلك الوجود ،فقولك وجودي ،نو وجودك ،فدذا وجود معين ،وقولك الوجود فدذا المعنى وجود مطلق مهترك بين سائر الموجودات (.)3 الاستنتاج: باستعراضنا لكلام ال معثيمين ،ونقوال شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية نيض ًا؛ وسحب هذا الكلام على ما ذهب إلي ال مبوطي ومريدي المدرسة الأ ْشع ِرية في ال ِصفات السلبية وفدمدم لدا ،نلادظ نن كلا الفريقين متفقين في -1مجلة البحوث الإسلامية ،مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد،ج33ص.321 -2ابن َت ْي ِم َّية،بيانال َّدليلعلىبطلانالتحليل،ج2ص.123 -3الب َّراك،شرحالتدمرية،ص.99 338
عدة نقاط ،وبينهما اختلاف في نخرى ،ولك ِل فريق ندلت فيما ذهب إلي من نقوال ،وندلة كل فريق لم تخرجكثي ًرا عما هو مقعد في نصول كلا المذهبين -السلفي والأ ْشع ِري -كما سبق ونشرنا إلي آنف ًا في الفصول السابقة .وقد عد بع ٌض السلفيين ما ذهب إلي ال مبوطي -ردم هلل -من آراء في العقيدة ،وتأويل للأسماءوال ِصفات ،سقطات ومخالفات ،انحرف فيها عن منهج نهل السنة والجماعة ،ديث وجدو يعمل العقل كثي ًرافي تحليل وتأويل صفات هلل -تعالى -ونسمائ ،والعقل متهم في نظ ِر كثير من البادثين في دلالت على عالمالغيب ،وليس شرط ًا في الإيمان التوصل إلي بالدليل العقلي بالنظر والاستنباط ،والتحليل والتأمل في ظواهرالأشياء ،لن كثي ًرا من مسائل الإيمان لا يتحسسدا العقل كالعلم بالملائكة ،والجن ،وما يسمي نهل العلمالتجريبي (ما وراء الطبيعة) ،وكذلك علم الاستدلال والاستنباط واستعمال العقل والمنطق لا يحسن كثي ٌرمن الناس .ومن الأخطاء التي وقع فيها المتكلمون ننهم يستهددون بعلم المنطق على وجود هلل تعالى ،والناسمتفاوتون في فدم علم المنطق ،ومعنى هذا نن من لا يستطيع نن يستهدد بالمنطق يعجز عن الإتيان بالدلة العقلية على وجود هلل -تعالى ، -وتوديدوهذا ما ذهب إلي كثي ٌر من البادثين في علم المنطق وندوات الكلام ،فعلى سبيل المثال نجد ننالبادث :داتم الهرباتي؛ يذكر عن نساسيات المنطق ننها مظنة التخطئة ،بخلاف الدليل الح ِس ي الذي لايتطرق إلي الخطأ ،وبهذا لا يمكن نن يكون المنطق دليل ًا في الإيمان ،فمثل ًا يمكن نن شستهدد بالمنطق علىقضيتين متناقضتين ،وهذا يبين لك عدم التسليم للقضايا المنطقية ،ومن هنا كان الاستدلال بالقضايا التييجري فيها ترتيب معقولات على معقولات معرضة للانزلاق ،وهكذا في كثير من القضايا المترتبة على ترتيب معقولات على معقولات ،يصل المنطقي فيها نديان ًا إلى نتائج في غاية التناقض وفي غاية الغرابة (.)1وقد عرفنا نن ال مبوطي يتابع طريقة عقلاء الأشا ِعرة ،وعلمائها الكبار؛ كالجويني والغزالي والرازي،وهؤلاء جميع ًا يقولون بالدليل العقلي ،بل ويهترطون في صحة الإيمان ،وقد خالفدم علما مء كمـثر ،وتعقبواعليهم في هذا الزعم ،قال الهوكاشي في \"إرشاد الفحول\" :وقد اختلفوا في اشتراط العلم بالدليل العقلي،-1انظر :حاتم ناصر الشرباتي ،منتدى الزاهد ،منتدى الحوار على المذاهب الفكرية3133/32/9 ،م ،انظر: http://www .sharabati .org/vb/showthread .php?p=2723 339
فهرط جماعة منهم الغزالي ،والفخر الرازي ،ولم يهترط الآخرون -وهو الحق -لن الاجتهاد إنما يدور على الأدلة الهرعية ،لا على الأدلة العقلية ،ومن جعل العقل داكما فدو لا يجعل ما دكم ب داخلا في مسائل الاجتهاد (. )1 ولن العقل لا يستقيم دائم ًا في الدلالة على المغيبات ،وهو قاص ٌر على إدراكدا ،وتتفاوت إدراكات بحسب علوم الناس ونفدامدم ،وكذلك في دكم على المستحسنات والمستقبحات ،وهذا نمر لا يستوي في الجميع ،بل نجد ما استقبح ومنع في عصر ،صار محمود ًا مباد ًا في آخر ،وليس ندل على ذلك من تقلب العادات بين الإبادة والمنع بتغيرالأمكنة الأزمان. وعد ال معثيمين رني ال مبوطي وتف ِصيل للصفات السلبية على هذا النحو بدع ٌة وضلالة ،وتمسك العثيمين برني هذا ،وظل ميخ ِط مء الأشاعرة نبد ًا فيما ذهبوا إلي ،لن نصحاب هذا القول -على رني ال معثيمين- لا يثبتون لله شيئ ًا هو ثبوبتي ،فلا يجوز نن نقول بما يقول هؤلاء ،فدم لا يثبتون ل سبحان وتعالى ِع ْلم ًا ،بل يقولون :إن هلل ليس بجاهل ( ،)2ولا يقولون إن هلل سميع ،بل يقولون :إن ليس بأصم (.... ،)3وهكذا، فيحولون ال ِصفات الثبوتية إلى صفات سلبية ( ،)4وعلل ال معثيمين هذا بقول \" :وهذا معنى قولدم :ننهم لا يثبتون إلا صفات إضافية نو سلبية نو مركبة منهما يجعلونها إضافية سلبية ،شسأل هلل العافية\" (.)5 وبهذا يمكن نن نصل إلى نتيجة تفيدنا في معرفة نهم الأصول التي بنى عليها كل فريق آراء في هذ المسألة ،وما الاسس التي راعاها كل منهما في فدم للصفات السلبية ،وما الميزة التي ميزت عن خصم ،بحيث صار الاختلاف فكريـ ًا عقائديـ ًا ،نسا مس مدى اعتماد كل مذهب على النقل والعقل ،وهذا ما بدا واضح ًا في كلا -1محمد بن علي بن محمد الشوكاني ،إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم الأصول ،تحقيق :الشيخ أحمد عزوعناية ،الشيخ خليل الميس ،والدكتور ولي الدين صالح فرفور ،دار الكتاب العربي ،الطبعة الأولى3999 ،م، ج3ص331-2معلومأنالأ َشا ِعرةيثبتونصفةالعلم،منال ِّص َفاتالسبعالتييقولونبهافيأصولال ِّص َفاتالمعنوية،كمايقولقائلهم\":حيعليمقديروالكلامله****إرادةٌكذاكالسمعوالبصر\"وقدذكرهاصاحبالجوهرةبقوله:حيعليمقادر مريد ** سمــِـ ٌع بصي ٌر ما يشاء يريد -&-متلكم،ثم صفات الذات* * ليست بغير أو بعين الذات-انظر: الباجوري،شرحالجوهرة،ص،331وانظر:الإيجيكتابالمواقف،ج1ص.319 -3أقول :لم يصرح ال ُعثيمين بأن أصحاب هذا القول هم الأ َشا ِعرة ،وإن كان ينمي أ َّنهم الأ َشا ِعرة ،وما ُنسب إلىالأ َشا ِعرةمنأ َّنهمعموماًيقولون\":بأناللهليسبأصم،ولايقولونإناللهسميع\"فيهنظرفقدأشارال ُبوطيإلىأنصفة السمع والبصر عرفتا من الكتاب والسنة ،ولا سبيل إلى إنكارها أو تأويلها فقال :إنما استفيدتا من دليل النقلالثابت بالقطع في كل من الكتاب والسنة ،بحيث لا يسع العاقل أن ينكر أو يؤول\" انظر :ال ُبوطي ،كبرى اليقينيات الكونية،ص.331 -4ال ُعثيمين،لقاءالبابالمفتوح،ج6ص.31 -5ال ُعثيمين،المرجعالسابق،ج6ص.31 340
المدرستين ،وباستعراض كلا الرنيين في مسألة ال ِصفات السلبية ،يمكن دصر نقاط الإلتقاء والاختلاف فيهما على عدة طرق وهي: أولا :نقاط الإختلاف: -7ال ِصفات السلبية عند الأشا ِعرة نكثربأضعاف من ال ِصفات الثبوتية . -9ال ِصفات السلبية عند السلفيين نقل بكثيرمن ال ِصفات الثبوتية . -4لم يلتزم الأشا ِعرة درفيا بقاعدة نن ال ِصفات السلبية إنما هي\" :لنفي النقص وما لا يليق بالله- تعالى \"-ديث يضمنونها في صفات \"الجلال\" ونيض ًا يجعلون منها\" :القدوس\" و\"السلام\" وغيرها ،كما يقول بهذا الرازي ومن تابع في ذلك ( ،)1وقد جعلوا ال ِصفات الخمس نمداتها وهي( :القدم ،البقاء ،القيام بالنفس، والمخالفة للحوادث ،والوددانية) ،وهي عندهم غيرمحصورة بعدد معين على الصحيح (. )2 -3لم يخرج السلف ُّيون عن قاعدتهم في ال ِصفات السلبية التي تنحصر في\" :نفي مانفا هلل عن نفس ،نو نفا عن رسول -صلى هلل علي وسلم -وكذلك نفي جميع صفات النقص التي لا تليق ب سبحان وتعالى\" (. )3 -5لا يستهدد الأشا ِعرة بالداديث النبوية الهريفة نو بأقوال الصحابة في تفسيرهم وتأويلدم للصفات السلبية كونهم لا يمضون نداديث الآداد في باب العقائد ( ،)4ومنهم من اشترط لقبول في باب العقائد شروط ًا ،كما ذهب إلي ال مبوطي ،بهرط اتساقدا مع العقل ،وموافقتها للمنطق السليم (.)5 -6يرجع السلف ُّيون لما صح من نخبار الآداد ،عن النبي -صلى هلل علي وسلم -وما جاء من آثار صحيحة عن نصحاب ،للاستدلال على فدم وتفسيرال ِصفات السلبية لله -تعالى.- -1الرازي،التفسيرالكبير،ج39ص.63 -2الباجوري،شرحالجوهرة،ص.55 -3ال ُعثيمين،شرحالقواعدالمثلى،ص.332 -4الباق َّلاني ،التمهيد ،ص ،156وقال الزركشي :خبر الواحد المحفوف بالقرائن ،ذهب الن َّظا ُم ،وإما ُم الحرمين،والغ َّزاليإلىأ َّنهيفيدالعل َمالقطع َّي،واختارهالرازي،والآمدي،وابنالحاجب،والبيضاوي،والهندي،وغيرهم،وهوالمختار.ويكونالعملناشئاعنالمجموعمنالقرينةوالخبر،وذهبالباقونإلىأ َّنهلايفيد،انظر:البحرالمحيط، ج6ص336 -5ال ُبوطي،ال َّسلفيةفترةزمنيةمباركة،ص.61 341
ثانيا :نقاط الإتفاق بين الفريقين: -7ميجمع كلا الفريقين نن لله -سبحان وتعالى -صفات سلبية . -9ال ِصفات السلبية تفيد عند كل طرف وجوب وصف هلل -تعالى -بكل كمال ،وتنزيه عن كل نقص . -4يستهدد كل فريق بآي القرآن الكريم في معرفة واستخلاص ال ِصفات السلبية لله -جل وعلا. المطلب الرابع عشر :البوطي وصفات المعاني والصفَات المعنوية:تهترك صفات المعاشي مع ال ِصفات المعنوية كما يرى ال مبوطي وعموم الأشا ِعرة ،بحيث لايفرقون بينهما ،فصفات المعاشي عندهم هي ال ِصفات الحقيقية ،وال ِصفات المعنوية هي مدلول هذ ال ِصفات، فدم يعرفونها كما يلي:صفات المعاني :صفات قائمة بموصوف زائد على الذات ،وموجبة ل دكم ًا ،وهي سبعة( :القدرة، الإرادة ،العلم ،الحياة ،السمع ،البصر ،الكلام) ،وهي نيض ًا تسمى بال ِصفات الوجودية (. )1ال يص َفات المعنوية :هي الحالة الواجبة للذات ،مادامت المعاشي قائمة بها ،وهي ملازمة لصفات المعاشيالسابقة ،فهي ليست نكثر من نتاج صفات المعاشي ،لنها الأدكام التي تترتب على هذ ال ِصفات من كون تعالى:(قدي ًرا ،مريد ًا ،عليم ًا ،سميع ًا ،بصي ًرا ،متكلم ًا ،دي ًا)( ،)2فالقدرة هي صفة المعاشي ،وكون قدي ًرا ،هي الصفة المعنوية ،والإرادة هي صفة المعاشي ،وكون تعالى مريد ًا ،هي الصفة المعنوية .....وعلى هذا فقس .وقد ذكر ال مبوطي متعلقات هذ ال ِصفات ،وما يكون من مدلولاتها ،وما تتضمن كل صفة بما يقتضي معناها الدالة علي ،وقد قسمدا إلى سبع وهي: -7متعلق الواجبات ،والمستحيلات ،والممكنات ،وهما صفتا( :العلم ،والكلام) . -1المواقفللإيجي،ج1ص،66وانظر:ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.313-331 -2ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص-331ص.311 342
-9ما يتعلق بالممكنات فقط ( ،)1وهما صفتا( :الإرادة ،والقدرة) . -4ما ل علاقة بالموجودات ،وهما صفتا( :السمع والبصر) . -3ما ليس ل علاقة بش يء ،وهي صفة( :الحياة) ،فهي قائمة بذات سبحان ،لا تتعلق بش يء سوا (.)2 المطلب الخامس عشر :العثيمين ورأيه فيما ذهب إليه البوطي من صفات المعاني:ميس ِمي ال معثيمين صفات المعاشي بال ِصفات الذاتية ،التي تلازم ذات سبحان وتعالى لا تنفك عن ،وهيثابتة لله نزل ًا ،فدو لم يزل ولا يزال متصف ًا بها ،مثل :الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصروالعزة والحكمة إلىغير ذلك وهي كثيرة ،وتسمى ذاتية لنها صفات ذات -سبحان وتعالى ،)3( -ومن هذا التعريف للصفات الذاتيةفإن ال معثيمين ضمنها صفات كاليدين والعينين ،والوج ،ويسمي هذ بال ِصفات الذاتية الخبرية ( ،)4كون العلم بها إنما جاءنا عن طريق الخبر الصادق بالوحي ،في كتاب هلل -تعالى ،-نو في سنة رسول هلل -صلى هلل عليوسلم ،-غير نن هناك ما منها ذاتية خبري ٌة :كاليد ،والعين ،ومنها ما هو ذاتي :كـ (الحياة ،والعلم ،والقدرة، والسمع ،والبصر.)5()...ولا يف ِرق ال معثيمين بين صفات المعاشي وال ِصفات المعنوية ،فكلدا يدخلدا في قسيم ال ِصفات الذاتية،فيقول في كتاب \"شرح العقيدة السفارينية\"\" :ال ِصفات الذاتية :هي ال ِصفات المعنوية الثابتة لله نزل ًا ونبد ًا\" (. )6وعند الحديث عن ال ِصفات الذاتية الخبرية -التي يسميها الأشا ِعرة صفات المعاشي -يصفال معثيمين خصوم بأنهم نهل التعطيل ،ديث عطلوا ال ِصفات الذاتية الخبرية ،وقال بأنهم ينكرون على سبيلالمثال بأن يكون لله وجد ًا دقيقي ًا ،ويقولون :المراد بـ (الوج ) الثواب ،نو الجدة ،نو نحو ذلك؛ وهذا تحريف-1يفسرال ُبوطيمعنىقوله\":تتعلقالإرادةوالقدرةبالممكناتفقط\"أنذلكلايعنيالعجزأونقصانالإرادة،وإنمايعنيأنالإرادةالكاملةالتامةليسمنشأ َّنهاأنتتجهإلىالواجبمادامأ َّنهواجبأوالمستحيلماداممستحيلاً،وكذلكالقدرة،بلالمرادمنذلكدفعإيرادالوهمبأنإرادةاللهتعلقتبإيجادالمستحيلوهو(:الشريكفيالأُلُوه َّية) فإنعقلكلايمكنأنيصدقإطلاقاهذاالكلاملأ َّنهمستحيلبداهة،انظر:ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.313 -2ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.332-331 -3ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص.331 -4ال ُعثيمين،مجموعفتاوىورسائلالعثينين،ج3ص.331 -5المرجعالسابق،ج5ص.363 -6ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص.332 343
مخالف لظاهر اللفظ ،ولإجماع السلف؛ ولن الثواب لا يوصف بالجلال والإكرام؛ و هلل سبحان وتعالى وصف وجد بالجلال والإكرام ،فقال تعالى( :وي ْبقى و ْج م رِبك مذو ا ْلجلا ِل وا ْلِإ ْكرا ِم)(. )2()1ولن ال معثيمين ميص ِنف هذ ال ِصفات في نوع ال ِصفات الخبرية ،فإن يرى نن لا يجوز صرفاللفظ عن ظاهر إلى ادتمال مرجوح إلا بدليل يسوغ هذا الادتمال ،وهذا الدليل إذا لم يكن معلوم ًا لنا كانادعاؤ من اتباع الدوى والقول بغير علم ،ولدذا فدو يرى نن تمر آيات ال ِصفات الخبرية ،وآيات ال ِصفاتالذاتية ،كالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والعزة والقوة وغيرها من ال ِصفات الذاتية ،كما جاءت ،وننيقال :نن لله دياة وعلم ًا وقدرة وسمع ًا وبص ًرا ،وعزًة وقو ًة ،ولا يرى بجواز نن نصرفدا عن ظاهرها ،لن صرفدا عن ظاهرها خروج بها عن ما يراد بها (. )3 المطلب السادس عشر :مقارنة ونقد قول البوطي بالصفَات المعنوية:لم يختلف ال مبوطي عن نسلاف من الأشا ِعرة الأقحاح الذين قالوا بصفات المعاشي ،وال ِصفاتالمعنوية ،قال صادب الجوهرة \" :والمعاشي ملزومة للمعنوية عقل ًا ،والمعنوية لازمة للمعاشي ،بمعنى نن يلزم من كون قاد ًرا نن موصوف بالقدرة ،كما يلزم من اتصاف بالقدرة كون قادرا ،)4(\"...وهذا المعنى الذي نشار إليال مبوطي في تفسير لصفات المعاشي ،يوافق علي جمدور الأشا ِعرة ،بل ويعتبر هذا القول نساس المنهجالأ ْشع ِري ،كونها ال ِصفات التي لجأ فيها الأشا ِعرة إلى التأويل كما قالوا ،وهم إنما نرادوا التنزي ،واشترطوا ننيكون التأويل بما يقتض ي تنزيه عن كل نقص ،وتعظيم سبحان ،ولذلك قال الطيبي\" :ومن ذهب إلى التأويلشرط في نن يكون مما يؤدي إلى تعظيم هلل تعالى ،وجلال ،وتنزيه ،وكبريائ ،وما لا تعظيم في فلا يجوز الخوض في \"(. )5من تحليل الأقوال في هذ المسألة والنظر فيها ومقابلة بعضدا ببعض ،يتبين لنا نن الأشا ِعرة إنمانرادوا تنزي هلل جل وعلا عن ك ِل نقص ،ووصف بكل كمال ،ونشكل عليهم نن يبقوا النص على ظاهر من -1سورةالرحمنالآية.39 -2ال ُعثيمين،تفسيرالقرآنللعثيمين،ج2ص.359 -3ال ُعثيمين،شرحالعقيدةالسفارينية،ص.91 -4الباجوري،شرحجوهرةالتوحيد،ص.331 -5الكرمي،أقاويلالثقات،ص.363 344
دون نن يقعوا في الته ِبي ،وذلك بما يتضمن إبقاء الن ِص على ظاهر تهبيه ًا ل سبحان وتعالى بخلق بحسب اعتقادهم ،وهذا ممتنع ومستحيل على هلل تعالى ،فالله عز وجل ليس كمثل ش ي ٌء ،فقالوا إن الخلاص من هذ الهبهة إنما يكون بتأويل هذ النصوص الموهمة للتهبي ،فأولوا اليد بالقدرة ،والعين بالرعاية ،وما نشب ذلك من النصوص ،وهذا ما عاب عليهم خصومدم من السلفيين ،ديث قالوا بأن ليس من الضرورة الته ِبي بمفدوم اللفظ الظاهر ،فإطلاق النص على دقيقت لا يستلزم بالضرورة تهبيه ًا ،ولدذا فإن عامة السلفيين يمقتون فكرة التأويل ،ويرون ننها متضمنة للتعطيل المحض ،ولدذا نشار الدراس في شرد على العقيدة الواسطية ،إلى نن الأ ْشع ِرية ومن تابعدم؛ وافقوا نهل السنة في إثبات سبع صفات يسمونها صفات المعاشي ،ويدعون ثبوتها بالعقل ،وهي :الحياة ،والعلم ،والقدرة ،والإرادة ،والسمع ،والبصر، والكلام ،ثم ذكر نن الأشا ِعرة وافقوا المعتزلة في نفي ما عدا هذ السبع من ال ِصفات الخبرية التي صح بها الخبر ،والكل محجوجون -المعتزلة والأشا ِعرة ومن وافقدم من الماترودية وغيرهم -بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقرون المفضلة الذين يثبتون جميع ال ِصفات الخبرية من غيرتكييف ولا تهبي (.)1 نقول :إن قول \" :يدعون ثبوتها بالعقل\" مح ُّل نظر ديث نرى نن ال مبوطي يذكر نن صفتي (السمع والبصر) ،إنما استفيدتا من دليل النقل الثابت بالقطع في كل من الكتاب والسنة ،بحيث لا يسع العاقل نن ينكر نو يؤ ِول ( ،)2فليس ك ُّل الأشا ِعرة يتجاهلون النقل ،بل عمومدم يأخذون بالنصوص الثابتة من كتاب وسنة ،غيرما عرفنا من قاعدة الأشا ِعرة\" :عدم إمضاء نداديث الآداد في باب العقائد\" . وعلى كل دال فالقول بتأويل ال ِصفات بحجة الته ِبي قول مخالف للنصوص ،ولما علي السلف من صحابة وتابعين ،قال الكرمي المقدس ي\" :ترك التأويل مطلقا وتفويض العلم إلى هلل نسلم\"( ،)3وهو -ني التأويل- قول بالظن ،ونقل ما يقال في ،نن صادب قد لا يصيب الحق ،ولدذا ذهب جم ٌع كبي ٌر من نهل العلم إلى نن لزوم طريق السلف في هذ المسائل نسلم وندكم ،ونن الإمساك عن الخوض في صفات هلل تعالى نسلم ،لن قو ٌل يحتمل الخطأ ومجانبة الحق ،وفي تهويش على العوام ونهل الفطرة السليمة التي لم تتلوث بأداديث -1محمد خليل هراس ،شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن َت ْي ِم َّية ،الطبعة الأولى ،الرئاسة العامة لإدارات البحوثالعلميةوالإفتاءوالدعوةوالإرشاد،تاريخالنشر3993،م،ص.313 -2ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.331 -3الكرمي،أقاويلالثقات،ص.363 345
الفلاسفة والمتكلمين ،وهذا ما ذكر جمع غفير من نهل العلم ،وذهبت إلي طائفة من الأشا ِعرة ( ،)1وقد ذكر الإمام نبو الحسن الأ ْشع ِري في كتاب \"مقالات الإسلاميين\" نن ما علي السلف هو الأسلم ،وليس في ذلك مهابهة لله بخلق (.)2 ثم إن الخوض في التأويل تكل مف ما لم نكلف ب من هلل تعالى ،وخوض فيما لم يخض في رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -واصحاب رضوان هلل عليهم ( ،)3بل ونجد هؤلاء المنتسبون للمذهب الأ ْشع ِري قد خالفوا بمعتقدهم هذا مذهب الإمام المؤسس نبي الحسن الأ ْشع ِري في الإبانة وغيرها ،ولدذا قال ابن القيم في منظومت : و هلل لا للأشعري تبعتم ** كلا ولا للنص بالإدسان (. )4 شستنبط من كل ذلك نن السلفيين ذهبو إلى القول بأن :نهل التأويل سلكوا طريق ًا لا داجة ل ، وتكلفوا نم ًرا لا ضرورة من ،لن القول بإبقاء الن ِص على ظاهر من دون الخوض في الكيفية نيس مر من القول بالتأويل ،كتأويل اليد بالقدرة ،والعين بالرعاية ،لما في ذلك من تج ُّهم الخوض في تفسيرات الاسم غيرالمسمى، والقول بالمجاز المفض ي إلى تكلف تفسيرات لا ميح ِسنها كل وادد ،فالله وصف نفس بأن ل يد ،ول عين ،فلو قلنا ليست يد بل قدرة ،وليست عين بل الرعاية ،فدل عندنا دليل قطعي على ذلك؟ شعني بالدليل؛ نفس الخبر الذي توصلنا ب لمعرفة هذ الصفة ،فمن الذي قال بأن المقصود بها ليست يد ًا على الحقيقة؟ نو عين ًا على الحقيقة؟ فإذا قلنا الدليل العقلي ،فدل هذا مقطوع ب نو هو ظ ِن؟ الجواب :لا شك نن ظني؛ فلماذا -1يقول الإمام الغ َّزالي في الاقتصاد\" :إن هؤلاء المؤمنون الذين آمنوا من الأعراب الأجلاف ،ثم طهرت قلوبهموصارواعلىالفطرةلاينبغيأنتشوشعليهمعقائدهم،فأ َّنهإذاتليتعليهمهذهالبراهينوماعليهامنالإشكالاتوحلها لم يؤمن أن تعلقبأفهامهم مشكلة من المشكلاتوتستولي عليهاولا تمحى عنها بمايذكر من طرق الحل.ولهذالمينقلعنال َّصحابةالخوضفيهذاالفنلابمباحثةولابتدريسولاتصنيف،بلكانشغلهمبالعبادةوالدعوةإليهاوحملالخلقعلىمراشدهمومصالحهمفيأحوالهموأعمالهمومعاشهمفقط\"الغ َّزالي،الاقتصادفيالاعتقاد،ص 1ال2ثا-نيأبة،وال9ح5س1ن3اهلـأْ،شعج ِر3ي،صم2قا1لا،1تا1لإ9س3ل،امي2ي5ن،3،تحوقاينقظ:رـمأحبمودالمححيسنيااللأدي ْشنع ِرعبيد،االلإحبمايندة،عمكنتبأةاصلنوهلالضدةياانلةم،تصحريقية،ق:الفطوبقيعةة حسينمحمود،دارالأنصار،القاهرة،الطبعةالأولى3199،هـ،ص.33 -3ابنجماعة،توضيحالمقاصد،ص25-4أحمد بن إبراهيم ،توضيح المقاصدوتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم ،تحقيق :زهير الشاويش، المكتبالإسلامي،بيروت،الطبعةالثالثة3116،هـ،ج3ص.131 346
نترك ما هو قطعي يقيني إلى ما هو ظني ؟! ،ولدذا كان منهج السلف :الإيمان بال ِصفات الخبرية والذاتية كما جاء بها الخبرواعتقاد دقيقتها ،من غيرالخوض في الكيفية . وقد نو إلى هذا المعنى غيروادد من نهل العلم ،فقد نقل ابن جماعة عن النووي القول بأن اعتقاد التنزي لا يح ِوج صادب إلى الخوض في هذ المسائل ،والمخاطرة فيما لا ضرورة ل ،بل لا داجة ل إلي (.)1 وبتتبع كلام السلف والوقوف علي في الكتب المعتبرة ،شعلم علم اليقين ننهم نثبتوا ال ِصفات الخبرية كصفات الذات نو صفات الأفعال التي لا يقول بها الأشا ِعرة كاليدين والعينين والوج ،والاستواء ،والدرولة، وغيرها؛ على الحقيقة من غير تكييف ولا تمثيل ،وفي هذا الباب يذكر القرطبي في تفسير عند قول تعالى ( مثم استوى على الع ْر ِش)(\" )2لم ينكر ند ٌد من السلف نن استوى على عرش دقيق ًة ،وخص العرش بذلك لن نعظم مخلوقات وإنما جدلوا كيفية الاستواء لن لا تعلم دقيقت \" ( ،)3وهكذا في صفات الذات ،كالعينين (.)4 وقد نوضح شيخ الإسلام ابن ت ْي ِمية نن اختيارات الأشا ِعرة في ال ِصفات الخبرية على ضربين ،موافقة المعتزلة في الأولى ،وسلوك سبيل التفويض في الثانية ،قائل ًا إن نبا المعالي الجويني ومن تابع نفوا هذ ال ِصفات -ني ال ِصفات الخبرية -موافقة للمعتزلة والجدمية ثم لدم قولان: أحدهما :تأويل نصوصدا ،وهو نول قولي نبي المعالي ،كما ذكر في الإرشاد(.)5 والثاني :تفويض معانيها إلى الرب ،وهو آخر قولي نبي المعالي كما ذكر في \"الرسالة النظامية\" وذكر ما يدل على نن السلف كانوا مجمعين على نن التأويل ليس بسائغ ولا واجب (.)6-1محمدبنإبراهيمبنسعداللهبنجماعة،إيضاحال َّدليلفيقطعحججأهلالتعطيل،تحقيق:وهبيسليمانغاوجي الألباني،دارالسلام،الطبعةالأولى3991،م،ص.25 -2سورةالأعرافالآية.21-3عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ،الجامع لأحكام القرآن ،تحقيق عبد الرزاق المهدي ،دار الكتاب العربي،بيروت،لبنان،الطبعةالثانية3999،م(ج-9ص.)396-4لقدفهمالأ َشا ِعرةأنإثباتصفاتالذاتتستلزمال َّتش ِبيه،وهذاماأخذهعليهمأهلالعلممنال َّسلفيين،قالالإمامابنخزيمة\" :ولا يقتضي إثبات صفة العين لله أن تكون مشابهتين للمخلوقات ،لأن القصد إثبات وجود وكمال ،لا إثباتتشبيه،وهوالحقالذيعليهال َّسلف-أهلالسنةوالحديث،-انظر:ابنخزيمة،كتابالتوحديد،تحقيق:عبدالعزيز الشهوان،دارابنرشد،الرياض3115،هـ،ج3ص.312-69 -5ابن َت ْي ِم َّية،درءتعارضالعقلوالنقل،ج2ص.319 -6ذكر الجويني في النظامية أن مذهب ال َّسلف الانكفاف عن التأويل ،وإجراء الظواهر على مواردها ،وتفويضمعانيهاإلىالربتعالى\"ثمأوضحأنمذهبهمتابعةال َّسلففيذلكفقال\":والذينرتضيهرأياً:ونديناللهبهعقلا:اتباعسلفالأمة،فالأولالاتباع،وتركالابتداع،وال َّدليلالسمعيالقاطعذلك:أناجماعالأمةحجةمتبعة،وهومستند معظمالشريعة،انظر:الجويني،العقيدةالنظامية،ص.13 347
ثم هؤلاء منهم من ينفيها ويقول :إن العقل الصريح نفى هذ ال ِصفات ،ومنهم من يقف ويقول :ليس لنا دليل سمعي ولا عقلي ،لا على إثباتها ولا على نفيها ،وهي طريقة الرازي والآمدي (. )1 وقد نقل عن الأئمة الأعلام نكيرهم على اتباع الآراء التي تخرج بصادبها عن طريقة السلف ،مما يؤدي ب إلى التذبذب في بنيـات الطرق ثم لا يصل إلى ش يء ،ومن هذا ما نقل عن نبي دنيفة -ردم هلل -في كتاب الموسوم بـ\" الفق الأكبر\" قول \" :فما ذكر هلل تعالى في القرآن الكريم من ذكر الوج ،واليد ،والنفس، فدو ل صفات بلا كيف\"( ،)2ونقل عن الإمام مالك قول \" :قبض رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -وقد تم هذا الامر واستكمل فإنما ينبغي ان نتبع آثار رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -ولا نتبع الرني ،فإن متى اتبع الرني جاء رجل آخرنقوى في الرني منك فاتبعت ،فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعت ،نرى هذا لا يتم! (. )3 وهم يقولون -نعني نئمة السلف -إن الإيمان بصفات فرع عن الإيمان ب وبوجود سبحان ،من دون معرفة كيفيت وهيئت ،قال الحافظ نبوبكر الخطيب -ردم هلل\" :-وإذا كان معلوما إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف؛ فكذلك إثبات صفات إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف \"()4 . من كل ما سبق عرفنا نن السلفيين لم يوافقوا على كل ما يقول الأشعريون في مسائل ال ِصفات ،بل إن منهم من عارض كثي ًرا ما ذهبوا إلي ،ورنى ننهم منحرفون ،ومن الأشا ِعرة من اتهم السلفيين بخفة في العقل وبلادة التفكير ،ولا ندل على ذلك من وصفدم بأنهم مجسمة وممثل ٌة ودهوية ،وسنسرد بعض ما ذكر الأشا ِعرة في المطالب التالية: المطلب السابع عشر :الأ َشاعرة وقولهم فيما ذهب إليه ال َّسلفية في آيات الصفَات: ي ِص مف بعض الأشا ِعرة السلفيين ومن وافقدم في إيراد النصوص على ظاهرها ،بـ\"ال َّتج يسيم\"، ويقولون بأنهم ممثلة ومهبهة ،ولم يرالآباء المؤ ِس مسون للأشعرية مسوغ ًا للسلفية بأن ميبقوا المعنى على ظاهر ، -1ابن َت ْي ِم َّية،درءتعارضالعقلوالنقل،ج2ص.319-2أبو منصور محمد بن محمد الحنفي ،شرح الفقه الأكبر المنسوب للإمام أبي حنيفة ،راجعه-عبد الله بن إبراهيم الأنصاري،طبعةالشؤونال ِّدين َّية،قطر،ص.331 -3الاعتصامللشاطبي،ج3ص.312-4ولهذاقالأيضاً\"فإذاقلنايدوسمعوبصرفإنماهوإثباتصفاتأثبتهااللهلنفسهولانقولإنمعنىاليدالقدرةولاإنمعنىالسمعوالبصرالعلمولانقولأ َّنهاجوارحوأدواتللفعلولانشبههابالأيديوالأسماعوالأبصارالتيهيجوارح وأدوات للفعل ونقول إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي ال َّتش ِبيه عنها لقوله تعالى\" انظر:الذهبي،الأربعينفيصفاتربالعالمين،ص.339 348
ويسمونهم بأهل الزيغ ،وعباد الأوثان ،يقول الجويني في بيان عقيدة المهبهة\" :وذهبت المهبهة إلى نن -تعالى- عن قولدم مختص بجدة فوق\" )(1 ويذهب الرازي إلى وسمدم بأنهم جدل ٌة عوام ،فيقول\" :واعلم نن محمد بن إسحاق بن خزيمة نورد استدلال نصحابنا بهذ الآية في الكتاب الذي سما \"بالتوديد\" ،وهو في الحقيقة كتاب الهرك -،ثم قال -وننا نذكر داصل كلام بعد دذف التطويلات ،لن كان رجل ًا مضطرب الكلام ،قليل الفدم ،ناقص العقل ،فقال: \"نحن نثبت لله وجد ًا ...إلى نن قال ..ونقول إن هذا المسكين الجاهل ،إنما وقع في نمثال هذ الخرافات لن لم يعرف دقيقة المثلين وعلماء التوديد دققوا الكلام في المثلين ثم فرعوا علي الاستدلال\" (.)2 ويقول الآمدي\" :وقد اتفق هؤلاء بأسرهم مع بعض الحهوية على نن البارى تعالى في جدة ،وخصوها بجدة فوق دون غيرها من الجدات\"(. )3 وذهب السبكي إلى القول بأنها المصيبة الكبرى ،والداهية الدهياء ،الإمرار على الظاهر والاعتقاد نن المراد ،ونن لا يستحيل على الباري ،فذلك قول المجسمة ،عباد الوثن الذين في قلوبهم زيغ ،يحملدم الزيغ على إتباع المتهاب ابتغاء الفتنة عليهم لعائن هلل تترى ،واددة بعد نخرى ،ما نجرنهم على الكذب ونقل فدمدم للحقائق)\"(4 ونجد نن السيد الكثيري صادب كتاب\" :السلفية بين نهل السنة والإمامية\" يحمل على السلفيين ويسميهم بالحهوية ،ويقول\" :المحقق في عقائد الفريقين ،الأشا ِعرة والماتريدية \" نهل السنة \" و \" دهوية الحنابلة \" السلفية ،يجد تباينا واضحا واختلافا كبي ًرا\"( )5وهو لا يفرق بين \"السلفية والحنابلة والوهابية والحهوية\".فكلدم في سلة واددة عند ويصفدم دهوي ٌة ومجسم ٌة ،غير نن نديان ًا يقول غلاة الحنابلة نو -1الجويني ،الشامل في أصوالدين ،تحقيق وتقديم -علي سامي النشار -فيصل بدير عون -شهيد محمد مختار ،منشأة المعارفبالاسكندريةالطبعة:الاولى،الشاملفيأصولالدين،ص.233 -2الرازي،التفسيرالكبير،ج39ص.295-299 -3الآمدي،غايةالمرامفيعلمالكلام،ص.351 -4طبقاتالشافعية،ج2ص.392 -5السيد محمد الكثيري ،ال َّسلفية بين أهل السنة والإمامية ،مؤسسة دار معارف الفقه الإسلامي ،الطبعة الثانية، 3115م،ص.61 349
السلفيين ،ولم يفرق نويبين من هم الغلاة ومن غيرهم ،وينسب هذا المنهج (السلفي) إلى الإمام البربهاري(،)1 ووصف بأن شيخ الحنابلة في بغداد (. )2 المطلب الثامن عشر :التحقيق فيما قاله محمد الكثيري عن البربهاري: البربهاري الذي ذكر السيد محمد الكثيري ،وقال نن شيخ الحنابلة في بغدا ،وذكر بالإسم فقال إن اسم :محمد بن الحسن بن الكوثر بن علي البربهاري ،والمهدور عند المؤرخين نن من يلقب بالبربهاري اثنان من نهل العلم ،ممكن نن شسميهم دتى يزول اللبس وبحسب تاريخ ميلادهم (البربهاري الأول ،والبربهاري الثاشي) وبيانهما كما يلي: البربهاري الأول -ولد سنة 944هـ ،وتوفي سنة 491هـ ،ويصف الذهبي بأن :شيخ الحنابلة القدوة الامام ،نبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري الفقي ،كان قوال ًا بالحق ،داعية إلى الأثر ،لا يخاف في هلل لومة لائم( ،)3ويقول ابن كثير\" :نبو محمد البربهاري :العالم الزاهد الفقي الحنبلي الواعظ ،صادب -1البربهاري * شيخ الحنابلة القدوة الامام ،أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري الفقيه ،كان قوالا بالحق،داعية إلى الاثر ،لا يخاف في الله لومة لائم ،صحب المروذي ،وصحب سهل بن عبد الله التستري ،فقيل :إنالأ ْشع ِري،لماقدمبغدادجاءإلىأبيمحمدالبربهاري،فجعليقول:رددتعلىالجبائي،رددتعلىالمجوس،وعلىالنصارى ،فقال أبو محمد :لا أدري ما تقول ،ولا نعرف إلا ما قاله الامام أحمد ،فخرج وصنف \" الابانة\" فلم يقبلمنه،ومنعبارةالشيخالبربهاريقوله:احذرصغارالمحدثاتمنالامور،فإنصغارالبدع،تعودكبارا،فالكلامفيالرب عزوجل محدث وبدعة وضلالة ،فلا نتكلم فيه إلا بما وصف به نفسه ،ولا نقول في صفاته :لم ؟ ولا كيف ؟والقرآن كلام الله ،وتنزيله ونوره ليس مخلوقا ،والمراء فيه كفر ،قال ابن بطة :سمعت البربهاري يقول :المجالسةللمناصحةفتحبابالفائدة،والمجالسةللمناظرةغلقبابالفائدة،وسمعتهيقوللماأخذالحجاج:ياقومإنكانيحتاجإلى معونة مئة ألف دينار ،ومئة ألف دينار ،ومئة ألف دينار -خمس مرات – عاونته ،ثم قال ابن بطة :لو أرادهالحصلهامنالناسقالأبوالحسينبنالفراء:كانللبربهاريمجاهداتومقاوماتفيالدين،وكانالمخالفونيغلظونقلب السلطان عليه .ففي سنة 133هـ أرادو حبسه ،فاختفى ،وأخذ كبار أصحابه ،وحملوا إلى البصرة ،فعاقب اللهالوزيرابنمقلة،وأعاداللهالبربهاريإلىحشمته،وزادت،وكثرأصحابه،فبلغناأ َّنهاجتازبالجانبالغربي،فعطسفشمته أصحابه ،فارتفعت ضجتهم،حتىسمعها الخليفة ،فأخبربالحال ،فاستهولها ،ثم لمتزل المبتدعة توحش قلبالراضي ،حتى نودي في بغداد :لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري ،فاختفى ،وتوفي مستترا في (رجب سنة135هـ،،وقيلسنة)139فدفنبدارأختتوزون،فقيل:أ َّنهلماكفن،وعندهالخادم،صلىعليهوحده،فنظرتهيمنالروشن،فرأتالبيتملآنرجالافيثياببيض،يصلونعليه،فخافتوطلبتالخادم،فحلفأنالبابلميفتح،وقيل:أ َّنهتركميراثأبيهتورعا،وكانسبعينألفاً،قالابنالنجار:روىعنه:أبوبكرمحمدبنمحمدبنعثمان،عاش وعاش سبعا وسبعين سنة ،وفي المنتظم ،ج 6ص ،631وانظر :ابن كثير ،البداية والنهاية:ج33ص،313الصفدي ،الوافي بالوفيات :ج 33ص ،319 - 316ابن فرحون ،شذرات الذهب :ج 3ص ،139وانظر :الذهبي، سيرأعلامالنبلاء،ج32ص،91وانظرالأعلامللزركلي،ج3ص313 -2السيدمحمدالكثيري،ال َّسلفيةبينأهلالسنةوالإمامية،ص.23 -3الذهبي،سيرأعلامالنبلاء،ج32ص.91 350
المروزي وسدل ًا التستري ،وتنز عن ميراث نبي -وكان سبعين نلفا -لمر ك ِره م ،وكان شديد ًا على نهل البدع والمعاص ي ،وكان كبيرالقدر متع ِظ مم الخاصة والعامة (.)1 وقال صادب طبقات الحنابلة :الحسن بن علي بن خلف نبو محمد البربهاري :شيخ الطائفة في وقت ومتقدمدا في الإنكار على نهل البدع والمباينة لدم باليد واللسان وكان ل صيت عند السلطان ،وقدم عند الأصحاب ،وكان ندد الأئمة العارفين ،والحفاظ للأصول المتقين ،والثقات المؤمنين (. )2 البربهاري الثاني -ولد سنة 966هـ -وتوفي سنة 469هـ ،يقول عن الإمام الذهبي هو :الهيخ المع ِمر، المس ِند ال ِردلة ،نبو بحر ،محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري ثم البغدادي ،من المهتغلين بالحديث ،وليس بالثقة ،قال ابن حجر :كانت ل نصول كثيرة جيدة ،فخلط ذلك بغير ،وغلبت الغفلة علي ،)3(،سمع محمد بن يوشس الكديمي ،ومحمد بن الفرج الازرق ،وإسماعيل القاض ي ،ومحمد بن غالب تمتاما ،ددث عن :ابن رزقوي ،ونبو بكر البرقاشي ،ونبو شعيم الاصبهاشي (.)4 قال نبو شعيم :كان يقول لنا الدارقطني :اقتصروا من دديث نبي بحر على ما انتخب فحسب ،وقال ابن نبي الفوارس :في نظر(. )5 ويقول ابن كثير :محمد بن الحسن بن كوثر بن علي نبو بحر البربهاري ،روى عن إبراهيم الحربي وتمام والباغندي والكديمي وغيرهم ،وقد روى عن ابن زرقوي ونبو شعيم وانتخب علي الدار قطني ،وقال: اقتصروا على ما خرجت ل فقد اختلط صحيح سماع بكذب ،وقال عن نيض ًا :وقد تكلم في غير وادد من دفاظ زمان بسبب تخليط وغفلت واتهم بعضدم بالكذب نيضا(. )6 وقال الذهبي في \"العبر في نخبار من غبر\" وفي سنة 469هـ ،توفي نبو بحر البربهاري ،محمد بن الحسن بن كوثر ،في جمادى الأولى ،ول ست وتسعون سنة ،وهو ضعيف( ،)7وقال الصفدي :نبو بحر ابن كوثر محمد -1ابنكثير،البدايةوالنهاية،ج33ص.393 -2أبو الحسين ابن أبي يعلى ،محمد بن محمد ،طبقات الحنابلة ،تحقيق :محمد حامد الفقي ،دار المعرفة ،بيروت، ج3ص.36 -3ابنحجر،لسانالميزان،ج2ص،313وانظر:الأعلامللزركلي،ج6ص.53 -4عبدالحيبنأحمدالعكري،شذراتالذهبفيأخبارمنذهب،ج1ص.13 -5الذهبي،سيرأعلامالنبلاء،ج36ص.313 -6ابنكثير،البدايةوالنهاية،ج33ص.133 -7الذهبي،العبرفيأخبارمنغبر،ج3ص.331 351
بن الحسن بن كوثر نبو بحر البربهارى بغداذي معمر؛ كان الدار قطني يقول اقتصروا من دديث نبي بحر على ما انتخبت ،وقال ابن نبي الفوارس في نظر(. )1 تحليل واستنباط: من كل ما سبقت الإشارة إلي ،وما ذكر الجدابذة من المؤرخين الأولين ،وباستعراض ما نشار إلي السيد محمد الكثيري وبالنص ديث ذكر نن البربهاري الذي عد مؤسس المذهب الحنبلي السلفي (الحهوي) مع تحفظنا على تسميت بالحهوي ،نجد يقول\" :الحهوية الأوائل\" يرجع الفضل في قيام تيار ودركة دهوية تجسيمية وتهبيهية كبرى في القرن الرابع مع ندد كبار المحدثين الحنابلة ،وهو بحر محمد بن الحسن ابن الكوثربن علي البربهاري -وهو شيخ الحنابلة ببغداد -والذي قدم علي نبوالحسن الأ ْشع ِري فكلم دول انتقال من الاعتزال ورد على المعتزلة والفرق المنحرفة فأبى ....إلى نن قال في إشارة إلى نقل من المقدس ي\"...نما البربهارية يجدرون بالته ِبي والمكان ويرون الحكم بالخاطر ويكفرون من خالفدم ويتمسكون بحديث المقام المحمود\"(. )2 فاسم اذ ًا وبحسب الكهيري\" :محمد بن الحسن ابن الكوثر\" وابن الكوثر هذا ليس من نئمة المحدثين الحنابلة الثقات ،بل هو ضعيف ،واتهم بالكذب كما اشارت إلي الدراسات السابقة من كلام ابن حجروالذهبي وابن كثيروغيرهم ،فدذا ابن حجريقول \":وغلبت الغفلة علي \" ،وقال ابن كثير\" :اختلط سماع بكذب \" والذهبي يقول عن \" :وهو ضعيف\" ،والصفدي يقول \" :وقال ابن نبي الفوارس في نظر\"()3 والقول بأن قدم على الأ ْشع ِري فكلم دول انتقال من الاعتزال فأبى! ،والسؤال المطروح هل كان وادد من كلا البربهاريين معتزلي ًا؟ وهذا ما لم يهر إلي وادد من المؤرخين المعتبرين الذين سبقت الإشارة إليهم . -1الصفدي،الوافيبالوفيات،ج3ص.323 -2السيدمحمدالكثيري،ال َّسلفيةبينأهلالسنةوالإمامية،ص.23 -3الذهبي ،العبر في أخبار من غبر ،ج3ص ،331الصفدي ،الوافي بالوفيات ،ج3ص ،323الذهبي ،سير أعلام النبلاء،ج36ص،313ابنكثير،البدايةوالنهاية،ج33ص.133 352
استنتاج:من كل ما سبق شستنتج نن السيد محمد الكثيري نخطأ في شسبة الحنابلة إلى هذا البربهاري الثاشيالذي يصف المؤرخون بأن اتهم بالكذب والتخليط ،نما البربهاري الذي اشتهر عندهم بأن ندد مهائخالحنابلة الكبار فدو البربهاري الأول وهو :الحسن بن علي بن خلف نبو محمد البربهاري ،الذي قال عن الذهبي بأن :شيخ الحنابلة القدوة الامام ،نبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري الفقي (.)1وهو الذي الذي التقى بالإمام نبي الحسن الأ ْشع ِري كما نشار الذهبي في كتاب \" :سير نعلام النبلاء\"ديث نشارإلى الرواية التي ذكرت نن الأ ْشع ِري ،لما قدم بغداد جاء إلى نبي محمد البربهاري ،فجعل يقول :رددت على الجبائي ،رددت على المجوس ،وعلى النصارى ،فقال نبو محمد :لا ندري ما تقول ،ولا شعرف إلا ما قال الامام ندمد ،فخرج وصنف كتاب \" الابانة\"(. )2وقد عرفنا في دديثنا عن شهأة المذهب السلفي المعاصر ،نن إنما يرجع في شهأت إلى المنهج السلفيالأول ،والذي كان تجديد على يد إمام السنة الإمام ندمد ابن دنبل ،ثم نمى وترعرع على يد شيخ الإسلامابن ت ْي ِمية ،وقد افردنا فصل ًا كامل ًا للحديث عن المنهج السلفي وشهأت ،ولا داجة لتكرار ما قلنا في ذلك الباب ،ونكتفي في تحليل هذ المسألة بالذات \"البربهاري\" الذي وصف بالحهوية ،وشهأة السلفية على يديكما يدعي الكثيري ،الذي اختلط علي الأمر فلم يميز بين البربهاريين ،ولم يستند فيما ذكر إلى كتب ومراجعمهدورة ومعروفة ،بل لم يهر إلى مصدر نصل ًا ( ،)3عند سرد الحديث عن البربهاري وشسبة السلفية(الحهوية)!! إلي ،فلم يبن كلام بالعزو إلى مراجع ،ثم نجد لا يستخدم مصادر يطمئن إليها نهل العلم مننرباب المنهجين (السلفي والأ ْشع ِري) ،وقد تبين نن وقع في غلط دمل علي التعصب والتحامل على السلفية، ولم ينب ِن على دقائق علمية رصينة كما اتضح لنا من كلام المؤرخين آنف ًا . -1الذهبي،سيرأعلامالنبلاء،ج32ص.91 2الذهبي،سيرأعلامالنبلاء،ج32ص.91 -3ارجعإلىسردهفيكتابه\":ال َّسلفيةبينأهلالسنةوالإمامية،ص.23 353
المطلب التاسع عشر :إيرادات وتحليلات لقول الأ َشاعرة فيما ذهب إليه ال َّسلفية من عدم التأويل:جرت تحليلات ومناقهات بين نهل العلم في نقوال وإيرادات الأشا ِعرة فيما ذهب إلي السلف ُّيون منالقول بعدم التأويل ،فمن صادق على ما قال السلف ُّيون في هذ المسألة واعتقد نن ال ُّحق ،ومن قال بجوازالتأويل كما ذهب إلي الأشاعرة ،وإذا استعرضنا الأقوال في هذ المسألة نجد على سبيل المثال لا الحصر،نن؛ الكرمي يقول في كتاب نقاويل الثقات :واعلم نن الذي ذهب إلي جمدور متأخري المتكلمين هو تنزي هللتعالى عن الجدة ،فليس هو مخصوصا بجدة فوق عندهم ،ولا بجدة غيرها ،لن يلزم من ذلك عندهم نن متى اختص بجدة نن يكون في مكان نو ديز ،ونن غيرقديم نو نن جسم(. )1والسؤال الذي يطرح بإلحاح هو :إذا كانت الإيرادات الذي ذكرها علماء الأشا ِعرة ،من وسم القائلينبالجدة ،والذين يجرون صفات هلل تعالى على الحقيقة كما وردت في النصوص ،ووصفدم بأنهم دهويةومهبهة؟ فأين نذهب بأقاويل السلف في مسائل ال ِصفات؟ وهي واضحة الدلالة على عدم التأويل ،ونن السلف كانوا يمرون النصوص كما جاءت ومن غيرتأويل ،ويعتقدون ظاهرها من غيرتهبي .لا ندل على ذلك من نن شستحضر بعض ما ورد عن السلف ،وشستقرئ كلامدم في هذ القضايا،فدم نقدر من غيرهم في تبيين الصواب من ديث الفدم الهرعي ،كونهم نقرب العدود إلى رسول هلل -صلى هللعلي وسلم ،-وبما يتمتعون ب من نلمعية في فدم الكلام العربي ومقتضيات النصوص القرآنية والأداديثالنبوية ،وشستطيع القول بأنهم الجديرون بتصويب وتخطئة كل المناهج التي جاءت بعدهم ممن ينتسبون لمذاهب نهل السنة وغيرهم .جاء في كتاب التمديد لابن عبد البر وغير ،عند شرد لحديث عبد هلل \"إن هلل عز وجل يجعلالسماء على نصبع\"( ،)2ودديث \"إن قلوب بني آدم بين نصبعين من نصابع الردمن\"(\" ،)3ونن هلل تعالى يعجبنو يضحك ،ونن -عز وجل -ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة\" ،ونحو هذ الأداديث ،فقال :هذ الأداديث نرويها -1مرعيالكرمي،أقاويلالثقات،ص.319 -2صحيحالبخاري،حديثرقم.1533/ -3صحيحمسلم،حديثرقم.3621/ 354
أولا :شخصية العثيمين: -7يبدي ِدرص ًا كبي ًرا على متابعة الدليل من كتاب وسنة ،وإن خالف في نئمة المذاهب ،نو ندد الأئمة المهدورين . -9يمتاز نسلوب بالاعتدال بحيث لا يبدو علي التهدد مع المخالفين ،بل يعرض ما يرى نن صواب عرض ًا ،مع التنبي على من خالف دون ذ ِم نو تسفيه . -4يراجع نقوال إذا تبين ل نن الحق بخلاف ما قال ب ،بحيث نن قد يتعقب على ما يقول ، فيحذف من نو يضيف إلي بحسب ما يرى نن يتماش ى مع الدليل. -3موافقت لمنهج السلف في الاستدلال النقلي ،مع الادتجاج بالممسلمات العقلية لتقريب الفدم للعامة وللمخالفين . -5استدلال بخبرالآداد إذا دلت القرائن على صحت . ثانيا :شخصية البوطي: -7إعمال ال ِفـكر والعـقل ،والتعويل عليهما في الاستدلال على مسائل العقيدة المختلفة ،مع عدم إهمال الأدلة النقلية . -9يهتم البوطى بال ُّردود على الهب التي يثيرها الملاددة وغيرهم بأسلوب علمي يميل إلى المنطق، كرد على نظرية النهوء والتطور لدارون ،وغير من نرباب النظريات المادية . -4يحاول نن ينآى بنفس عن الفلسفة الغربية ،بحيث ترى النزعة الغزالية في نقد لدم،وإسقاط منهجدم الذي يعتمد على الإيمان بالمحسوسات والاستدلال بالعقليات ،دون دساب لقدسية النقل وما يتعلق ب من عالم الروح . -3التأويل في ال ِصفات الإلاهية التي توهم الته ِبي ،والقول بأن هذا السبيل هو المخرج من . إلىلاميحرذىوترناافتي ًاالبتيهنِبيالمنوهالجتالج ِقسرآيشمي العقل انزلاق والمنهج -5إقناع لمن في كان إذا الكلام، علماء بمفدوم المنطقيلم يقتنع بالدلة النقلية ،وهذا في دال من يدعو للسلام غير المسلمين ،ديث كان يرى نن لا يجوز لنا عرض آيات القرآن الكريم وعظات نمام هؤلاء الذين لا يؤمن نصل ًا بالقرآن الكريم وآيات البينات.وبعد سرد نهم النقاط التي ميزت هذين العالمين البارزين في التاريخ الإسلامي الحديث ،ومن خلالهذ الدراسة يتبين نن ؛ بالإمكان ل ِي بادث منصف نن يعرف نن الخلاف بين المدرستين كان مر ُّد إلى مقاصدفا ِضلة ،وغايات نبيلة ،فكل منهما نراد تنزي هلل تعالى ،والتع ُّبد ل بما يليق ب -سبحان وتعالى ،-وذلك فين ْسمى مراتب التع ُّبد وهو( :التوديد) ،ومسائل الإيمان ب -عز وجل ،-ومعرفة نسمائ الحسنى وصفات العلى، وكل نصاب الحق بهذ النية ،فال ممجتهد مصي ٌب لإددى ال محسنيين. 366
ويمكن لدذ ال ِصراعات القائمة على اختلافات في ال ُّرؤى بين المدرستين داليا ،نن ت ِخف ِددتها،وتخ مفت نا مرها ،إذا كانت هذ الاختلافات تناقش في دوار ها ِدئ متعرض في القضايا والمسائل على النصوصالصحيحة التي يجب اتباعدا ،تماشي ًا مع المفاهيم الصا ِئبة الممنبثقة عن الكتاب والسنة ،ولا ح ْجرعلى الأفكار،ولا تس ِفي للآراء ،وإنا لنرجو نن يكون هذا البحث وما تناولنا في من فصول ومبادث ،نوا ًة لدذ الحوارت االلدتايدئتةك،ونسعقياًابل ِلًةل ِمللبشحملثالأمة ،وتوديد الكلمة ،كما شعتقد كذلك نن هذا البحث يطرح الكثير من المسائلوالمناقهة ،كالمسائل التي توافق فيها التياران \"السلفي والأشعري\" بهكل شسبي،كالقول بأن القرآن كلام هلل تعالى غير مخلوق ،ودراسة نقاط الإلتقاء بينهما في هذا الموضوع ،ومسألة رؤية هلل تعالى يوم القيامة لهل الجنة ،وكذلك السر في تحامل بعض المنتسبين لكلا المذهبين على الآخر في العصرالحديث ،ومقارنة هذ المنازعات والتباينات المعاصرة بالنزاعات العقائدية في عصر الإمام الغزالي والرازي وغيرهما.ومن التساؤلات والاستفدامات؛ التي تطرح بإلحاح في هذ الأوقات ،وتحتاج إلى بحث ودراسة ما يلي:ما هو المنهج العقدي للمسلمين في نوروبا ونمريكيا؟ ما مدى تقبلدم للخلافات العقائدية بين السلفيينوالأشاعرة؟ هل هناك فريق وسط ما بين السلفيين والأشعريين؟ هل يمكن نن يكون المؤمن سلفي من وج ،ونشعري من وج آخر ؟ هل يعتبر التيار الجدادي المتهدد الموجود في السادة اليوم ،إمتداد ًا للسلفية؟ نم قسيم ًا عنها؟ نم نن التيارات الجدادية المتهددة لا تنتمي لي من التيارين السلفي والأشعري؟هذ الأسئلة ،وغيرها ،....نسئلة عديدة ،شعتقد نن الدراسة فتحت باب النقاش فيها ،لعل هلل -عز وجل -يهيئلدا بادثين مدتمين ل مي ِزيلوا غهاوتها ،ويوضحوا ما خفي منها ،راجين نن يكون هذا العمل مح ِف ًزا لكثثير من البادثين والمدتمين ،من علماء وطلبة علم ،و هلل الموفق والدادي إلى سواء السبيل.وجرت سنة الله تعالى وقضاؤه بنقص أعمال البشر ،وحاجتها دائم اا للتصويب وال َّتصحيح ،وهذاالعمل ليس استثنا اء ،وقد بذلت فيه وسعي ،فإن أكن أحسنت فمن الله تعالى وحده ،وإن تكن الأخرىَف يإ َّن ( َوَت َزَّو ُدوعا فقال: زاد، خير إلى هدانا والسداد ،سبحانه َفخأعي َرساألل َّزها يدتعااللَّت عىق َاولهىدَواايَّت ُةقوو يالنتَياوفُأيعويلقيإاللىَأ عل َبسابييب)ل(اسلوحريقة البقرة الآية .)097 وصلى هلل على سيدنا محمد وآل ونصحاب نجمدين..... /7محرم 0320/هـ /3نوفمبر2502/م 367
التوصيات في ختام هذا العمل نوص ي بالنقاط الآتية: -7عقد الندوات والحوارات المنتظمة بين رؤساء وشيوخ وكبار ومنظري التيارين (السلفي والأشعري) . -9تصحيح النظرة العامة لبناء هذين التيارين ،بحيث ينظر كل وادد منهما للآخر بميزان نهلالسنة والجماعة ،ونن كلا منهما يمثل شريحة كبيرة من هذا السواد الأعظم ،وداخ ٌل في هذا النطاق ،بحيث لا تكون بينهما منافحة على نساس إخراج الآخر ،وإقصائ من هذا النطاق. -4البعد عن التجريح والقدح والتطاول على العلماء ونهل الفضل ،بل ميعرف لك ِل مقدم فضل ،ويحفظ ل قدر ،ويبقى الخلاف في نطار الدليل ،وتحصيل القناعات بالحوارات الدادئة ،المؤدية في النهاية إلى الاتفاق وإن اختلفت الآراء . -3نن يعرف هؤلاء الممختِلفون إن اختص مموا فيما بينهم نن؛ هذ المسائل التي يتحاورون فيها ،قدنشبعدا الأقدمون نقاش ًا ودوا ًرا ،فليجعلوا من مناقهاتهم هذ مكملة لما توصل إلي من سبقدم من نهلالعلم ،ولا تكون هذ المناظرات واللقاءات ،فقط لإثارة ما كان الأولون قد نثارو ،بل لجعل هذا الاختلافوالتناقض الذي بدا في كلام من سبقنا ،مداخل نهتدي بها للوصول إلى نقاط التقاء تجمع كلا المنهجين على ثوابت راسخة من العلم والمعرفة . -5النظروالبحث في المسائل التي تقارب فيها المنهجان( :السلفي والأشعري) ،وجعلدا نقاط انطلاقيمكن البناء عليها لتغيير النظرة الإقصائية التي ينتحلدا المتط ِرفون في كلا التيارين ،ل ميفتح المجال نمام دعاة التقريب ،ولتكون لبنة يمكن من خلالدا تصحيح المفاهيم التي تهوهت بسبب هذ التيارات المتط ِرفة . -6فتح مواقع وصفحات خاصة في الانترنت للتواصل بين المذهبين ،بحيث يكون هناك مواقعخاصة متعنى بمسائل البحث وتدوين كل ما هو جديد وصادر من آراء في كلا المذهبين( :السلفي والأشعري)،دتى يعرف الجميع الحقيقة التي قامت عليها نصول هذين المذهبين ،وهي :نصرة كتاب هلل -تعالى -وسنةرسول -صلى هلل علي وسلم -وهذا الددف النبيل يتعارض مع ما ينتهج البعض من خطابات الكراهية والإقصاء. 368
المصادر والمراجع أولا :القرآن الكريم ثانيا :قائمة المصادر والمراجع وفق ترتيب حروف الهجاء: .7إبراهيم ابن دمد الجطيلي ،مجلة الجزيرة ،العدد9111 .71445 /م. .9ابن نبي العز الحنفي :محمد بن علاء الدين علي بن محمد ابن نبي العز الحنفي ،الأذرعيالصالحي ،شرح العقيدة الطحاوية تحقيق :جماعة من العلماء ،تخريج :ناصر الدين الألباشي ،دار السلام، الطبعة المصرية الأولى9115 ،م. .4ابن الأثير :نبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير جامع الأصول في نداديث الرسول تحقيق :عبد القادرالأرنؤوط ،مكتبة دارالبيان ،الطبعة الأولى7119 ،م. .3ابن الأثير :نبو السعادات المبارك بن محمد الجزري بن الأثير ،النهاية في غريب الأثر ،تحقيق: طاهرندمد الزاوى ،محمود محمد الطناحي ،المكتبة العلمية -بيروت7111 ،م . .5ابن الأثير :علي بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الوادد الهيباشي الجزري ،ابن الأثير ،الكامل في التاريخ ،دارصادر ،بيروت( ،بدون تاريخ طباعة). .6ابن القيم :محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية ،زاد المعاد فيهدي خير العباد ،مؤسسة الرسالة ،بيروت -مكتبة المنار الإسلامية ،الكويت ،الطبعة السابعة والعهرون، 7113م. .1ابن القيم :محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد ابن قيم الجوزية ،مدارج السالكين بين منازل إياك شعبد وإياك شستعين ،تحقيق :محمد دامد الفقي ،دارالكتاب العربي ،بيروت. .4ابن القيم :محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد ابن قيم الجوزية ،إغاثة اللدفان من مكائد الهيطان ،تحقيق :محمد دامد الفقي ،مطبعة مصطفى الباشي الحلبي ،سورية7141 ،م. .1ابن القيم :محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد ابن قيم الجوزية ،إجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجدمية ،الطبعة الأولى دارالهريعة ،القاهرة ،مصر9113 ،م. 369
.71ابن القيم :محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد ابن قيم الجوزية ،إعلام الموقعين عن رب العالمين ،تحقيق :ط عبد الرءوف سعد ،دارالجيل ،بيروت7114 ،م. .77ابن القيم :محمد بن نبي بكر بن نيوب بن سعد ابن قيم الجوزية ،تفسير القرآن الكريم ـمكتب الدراسات والبحوث العربية والإسلامية بإشراف شيخ ابراهيم رمضان ،دار ومكتبة الدلال :بيروت، 7144م. .79ابن الملقن ،طبقات الأولياء ،تحقيق :نور الدين شريبة ،مكتبة الخانجي7113 ،م. .74ابن باز :عبد العزيز بن باز ،محمد بن صالح العثيمين ،فتاوى مدمة لعموم الأمة ،تحقيق: إبراهيم الفارس ،دارالعاصمة ،الرياض ،الطبعة الأولى7374 ،هـ . .73ابن تيمية :ندمد بن ندمد بن عبدالحليم ،درء تعارض العقل والنقل ،تحقيق الدكتور :محمد رشاد سالم ،جامعة الإمام محمد بن اسعود الإسلامية ،الطبعة الأولى7111 ،م. .75ابن تيمية :شيخ الإسلام ابن تيمية ،اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة نصحاب الجحيم، الطبعة :السابعة ،دارعالم الكتب7111 ،م. .76ابن تيمية :ندمد عبد الحليم بن تيمية ،الرد على المنطقيين ،دار المعرفة ،بيروت (بدون تاريخ طباعة) . .71ابن تيمية :نبو العباس ندمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراشي (المتوفى 194 :هـ) مجموعة الرسائل والمسائل ،علق علي :السيد محمد رشيد رضا ،الناشر :لجنة التراث العربي ،القاهرة7144 ،م. .74ابن تيمية :الرسائل والمسائل لابن تيمية ،تعليق السيد محمد رشيد رضا ،طبع بواسطة لجنة التراث العربي7144 ،م. .71ابن تيمية :شيخ الإسلام ،ابن تيمية ،جامع المسائل لابن تيمية ،تحقيق :محمد عزير شمس، إشراف :بكربن عبد هلل نبو زيد الناشر :دارعالم الفوائد للنهروالتوزيع ،الطبعة :الأولى 7399 ،هـ . .91ابن تيمية :ندمد عبد الحليم بن تيمية ،رفع الملام عن الأئمة الأعلام ،تحقيق :زاهر الهاويش، المكتب الإسلامي ،بيروت ،الطبعة الثانية7119 ،م . .97ابن تيمية :شيخ الإسلام ندمد بن عبد الحليم بن تيمية ،كتاب الإيمان ،تحقيق عصام الدين الضبابطي ،دارالحديث ،القاهرة. 9114 ، 370
.99ابن تيمية :ندمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراشي نبو العباس ،تلخيص كتاب الاستغاثة، تحقيق :محمد علي عجال ،مكتبة الغرباء الأثرية -المدينة المنورة ،الطبعة الأولى . 7371 ، .94ابن تيمية :ندمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراشي نبو العباس ،قاعدة جليلة في التوسلوالوسيلة ،تحقيق :ربيع بن هادي عمير المدخلي ،مكتبة الفرقان -عجمان ،الطبعة الأولى ،مكتبة الفرقان، 9117هـ . .93ابن تيمية :ندمد عبد الحليم بن تيمية الحراشي نبو العباس ،بيان تلبيس الجدمية في تأسيسبدعدم الكلامية ،تحقيق :محمد بن عبد الردمن بن قاسم ،مطبعة الحكومة ،مكة المكرمة ،الطبعة الأولى ، 7419م. .95ابن تيمية :ندمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراشي نبو العباس ،شرح العقيدة الأصفدانية، تحقيق :إبراهيم سعيداي مكتبة الرشد ،الرياض ،الطبعة الأولى 7375هـ. .96ابن تيمية :ندمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراشي نبو العباس ،الجواب الصحيح لمن بدلدين المسيح ،تحقيق :علي دسن ناصر ،د.عبد العزيز إبراهيم العسكر ،دمدان محمد ،دار العاصمة، الرياض ،الطبعة الأولى7373 ،هـ. .91ابن تيمية :شيخ الإسلام ابن تيمية ،مجموع الفتاوى ،مكتبة المعارف ،الرباط ،المغرب الأقص ى( ،بدون تاريخ). .94ابن جماعة :محمد بن إبراهيم بن سعد هلل بن جماعة ،إيضاح الدليل في قطع حجج نهل التعطيل ،تحقيق :وهبي سليمان غاوجي الألباشي ،دارالسلام ،الطبعة الأولى7111 ،م. .91ابن حجر :ندمد بن علي بن حجر العسقلاشي ،المتوفي سنة 594هـ ،تهذيب التهذيب ،دار الفكر للطباعة والنهروالتوزيع ،الطبعة الاولى 7143م . .41ابن حجر :الحافظ شداب الدين نبي الفضل ندمد بن علي بن محمد العسقلاشي ،الدررالكامنة في نعيان المائة الثامنة ،تحقيق ومراقبة -محمد عبد المعيد ضان ،مجلس دائرة المعارف العثمانية، 7119م. .47ابن حجر :فتح الباري بهرح صحيح البخاري ،تحقيق عبد العزيز بن باز ،المكتبة الإسلامية عين شمس – رقم الإيداع – .. 9111 /91511 371
.49ابن حجر :ندمد بن علي بن حجر العسقلاشي ،لسان الميزان ،تحقيق :عبد الفتاح نبوغدة، مكتبة المطبوعات الإسلامية ،السعودية9117 ،م. .44ابن حجر :الحافظ شداب الدين نبي الفضل ندمد بن علي بن محمد العسقلاشي الهدير بابنحجر ،الدرر الكامنة في نعيان المائة الثامنة ،تحقيق :محمد عبد المعيد ضان ،مجلس دائرة المعارف العثمانية ،الدند ،سنة النهر7119م . .43ابن خزيمة :الحافظ محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر ،كتاب التودديد ،تحقيق :عبد العزيزالهدوان ،دارابن رشد ،الرياض7314 ،هـ. .45ابن خلكان :نبو العباس شمس الدين ندمد بن محمد بن نبي بكر بن خلكان وفيات الأعيان وننباء نبناء الزمان ،تحقيق :إدسان عباس ،دارصادربيروت7113 ،م. .46ابن خلدون :تاريخ ابن خلدون ،دارالعلم للملايين ،لبنان7144 ،م. .41ابن دقيق العيد :تقي الدين نبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القهيري ،المعروفبابن دقيق العيد ،إدكام الأدكام شرح عمدة الأدكام ،تحقيق :مصطفى شيخ مصطفى ومدثر سندس، مؤسسة الرسالة ،لطبعة الأولى9115م . .44ابن سعد :محمد بن سعد بن منيع الزهري؛ الطبقات الكبرى ،تحقيق :علي محمد عمر ،مكتبة الخانجي؛ سنة النهر7397 :هـ . .41ابن شيخ الحزامين :ندمد بن إبراهيم الواسطي ،النصيحة في صفات الرب ،تحقيق :زهير الهاويش ،مكتبة المدينة7145 ،م . .31ابن عابدين ،.داشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار فق نبو دنيفة ،دار الفكر ،بيروت9111 ،م . .37ابن عاشر :عبد الوادد بن عاشر ،متن ابن عاشر المسمى المرشد المعين على الضروري من نمور الدين ،مكتبة القاهرة ،لصادبها :علي يوسف سليمان ،ميدان الأزهر ،القاهرة( ،بدون تاريخ طباعة) . .39ابن عاشور :الهيخ محمد الطاهر بن عاشور ،التحرير والتنوير ،الطبعة التوشسية ،دار سحنون للنهروالتوزيع ،توشس7111 ،م، 372
.34ابن عبد البر :نبو عمر يوسف بن عبد هلل النمري القرطبي ،جامع بيان العلم وفضل ،دراسة وتحقيق :نبو عبد الردمن فوازندمد زمرلي ،مؤسسة الريان -دارابن دزم ،الطبعة الأولى 9114م . .33ابن عبد البر :عمر يوسف بن عبد الب ِر ،التمديد لما في الموطإ من المعاشي والأسانيد ،تحقيق: نسامة بن إبراهيم ،الناشرالفاروق الحديثة للطباعة والنهر ،الطبعة الثانية 9117م . .35ابن عبد البر :الِإمام الحافظ الماِلكي ،نبي عمر يوسف بن عبد الب ِر ،التمديد لما في الموطإ منالمعاشي والأسانيد ،تحقيق :نسامة بن إبراهيم ،الناشر الفاروق الحديثة للطباعة والنهر ،الطبعة الثانية 9117م. .36ابن عبد البر :نبي عمر يوسف بن عبد الب ِر ،الانتقـاء في فضائـل الأئمة الثلاثة الفقداء، عناية،عبد الفتاح نبو غردة ،مكتبة المطبوعات الإسـلامية ،دـلب ،سـوريا،الطبعة الأولى7111 ،م . .31ابن عبد الوهاب :الإمام محمد بن عبد الوهاب ،القول السديد شرح كتاب التوديد ،الطبعة:الثانية ،الناشر :وزارة الهئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ،المملكة العربية السعودية ،تاريخ النهر: 7397هـ. .34ابن عبد الوهاب :محمد بن عبد الوهاب ،نصول الإيمان ،تحقيق :باسم فيصل الجوابرةالطبعة الخامسة ،وزارة الهؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ،المملكة العربية السعودية7391 ،هـ . .31ابن عساكر :نبي القاسم علي بن الحسن بن هبة هلل بن عساكر الدمهقي ،تبيين كذبالمفتري بما شسب إلى الإمام نبي الحسن الأشعري ،عن شسخة المردوم السيد عبد الباقي الحسني الجزائير ،عني بنهر :القدس ي ،دمهق الهام 7431هـ. .51ابن عيس ى :ندمد بن إبراهيم بن عيس ى ،توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم ،تحقيق :زهيرالهاويش ،المكتب الإسلامي ،بيروت ،الطبعة الثالثة7316 ،هـ . .57ابن فورك :نبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاشي ،مهكل الحديث وبيان ،تحقيق: موس ى محمد علي ،عالم الكتب ،بيروت7145 ،م . 373
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444