مذهب السلف في نهاية نمر ،وصرح في آخر كتب وهو (الإبانة) بذلك ،ونن متبع للمام ندمد بن دنبل شيخ السنة والمدافع عنها\" (.)1 ويمـنكر بعض الأشا ِعرة اليوم ،فكرة مرور الأ ْشع ِري بالطوار الثلاثة ،وميعِل ملون هذا بقولدم ،إن الأ ْشع ِري انتقل من الاعتزال إلى التسنن ،فدو عال ٌم متكل ٌم إمام المتكلمين في زمان ،ل نظ ٌر وليس بحاجة إلى التقليد ،بل وينكرون شسبة كتاب الإبانة إلي ،وقد شكك في صحة شسبة كتاب الإبانة إلى الأ ْشع ِري ،الإمام الكوثري ( ،)2وغير ، ديث قال الكوثري\" :ومن العزيز جد ًا الظفر بأصل صحيح من مؤلفات على كثرتها البالغة ،وط ْب مع كتاب الإبانة لم يكن من نصل وثيق\"( )3ولكن قول الكوثري هذا قد رد علي العلماء قديما ودديث ًا ،بل؛ ونكثر من هذا إن جمدور الأشا ِعرة يقول بخلاف ،وهذا ما صحح العلامة ال مبوطي وغير ،وفيما يلي ذكر كلام ال مبوطي بصحة شسبة الإبانة إلى الإمام نبي الحسن الأ ْشع ِري . البوطي والقول بصحة نسبة كتاب الابانة للاشعري: من كل ما سبق ذكر عن الأ ْشع ِري ومنهج ومرور بأطوار ثلاثة كما ذهب إلي كثير من نهل العلم ،فإن شسبة كتاب الإبانة للأشعري تلقا كثي ٌر من نهل العلم بالقبول ،وهذا ما ذهب الجمدور من العلماء ،سواء من السلفيين والأ ْشع ِريين ،وفي هذا يقول ال مبوطي في كتاب \" :العقيدة الإسلامية والفكرالمعاصر\"( )4وخيرما يؤكد لنا نن الإمام الأ ْشع ِري لم يكن مبتدع مذهب ولكن كان نصير مذهب جمدور المسلمين من نهل السنة والجماعة ،نن نصغي إلي وهو يحدثنا عن معتقد بعد نن رجع عن الإعتزال ،وقد لخص عقيدت في كتاب الإبـانة وهو آخر -1محمد رشيد رضا ،تفسير القرآن الحكيم ،المسمى \"تفسير المنار\" ،الهيئة المصرية العامة للكتاب3991 ،م، ج3ص.62-2محمدزاهدبنالحسنبنعليالكوثري:فقيهحنفي،جركسيالاصل،لهاشتغالبالأدبوالسيرولدونشأفيقريةمنأعمال(دوزجة)بشرقيالآستانة،وتفقهفيجامع(الفاتح)بالآستانة،ودرسفيه.وتولىرياسةمجلسالتدريس،واضطهده(الاتحاديون)فيخلالالحربالعامةالاولى،لمعارضتهخطتهمفيإحلالالعلومالحديثةمحلالعلومال ِّدين َّية،فيأكثرحصص الدراسة .ولما ولي (الكماليون) وجاهروا بالالحاد ،أريد اعتقاله ،فركب إحدى البواخر إلى الاسكندرية (سنة3113هـالموافق3933م)وتنقلزمنابينمصروالشام،ثماستقرفيالقاهرة،موظفافي(دارالمحفوظات)لترجمةمافيها من الوثائق التركية إلى العربية .وتوفيبالقاهرة .وكانيجيد العربيةوالتركيةوالفارسية والجركسية ،وفي نطقهبالعربية لكنة خفيفة .له تعليقات كثيرة على بعض المطبوعات في أيامه ،في الفقه والحديث والرجال .وله تآليف ،منها(تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الاكاذيب -ط) ويعني بالخطيب صاحب تاريخ بغداد ،و (النكتالطريفة في التحدث عن ردود ابن أبي شيبة على أبي حنيفة -ط) و (الاستبصار)( ،ولد سنة 3599م ،وتوفي سنة،)3923م،انظر:الأعلامللزركلي،ج6ص.339 -3انظر :تعليق الكوثر على كتاب تبيين كذب المفتري لابن عساكر ،ص ،333وانظر :عبد الرحمن بدوي ،مذاهب الإسلاميين،ج3ص.236 -4محمدسعيدرمضانالبوطي،العقيدةالإسلاميةوالفكرالمعاصر،الفكر،سوريا3999،م،ص.93 124
مؤلفات ،وها ننا -والكلام للبوطي -ننقل عقيدت التي يدين بها من خلال نص كلام في كتاب هذا.....إلى نن قال...قولنا الذي نقول ب وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا -عزوجل -وبسنة نبينا -صلى هلل علي وسلم- وما روي عن السادة الصحابة والتا ِبعين ونئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول ب نبو عبد هلل ندمد بن محمد بن دنبل نضر هلل وجد ورفع درجت ونجزل مثوبت قائلون ،ولمن خالف قول مخالفون. )1(\".... ثم يضيف البوطي في شريط متلفزل ،إن عمل الأشعري لا يزيد عن كون بصرنا بمعالم الطريق الإيماشي الي رسم لنا رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -فكادت نن تضيع في خض ِم تهويهات ال ِفرق الضالة المتخاصمة المتعادية ،فكان عمل كمن وجد نتربة على طريق فأزاددا عن دتى عاد نبيض ناصع ًا(. )2 التحليل والاستنباط في القول بالأطوار الثلاثة للأشعري: شستنبط مما سبقت دراست عن الأ ْشع ِري ومنهج نن لا يبعد نن يكون الأ ْشع ِري قد نخذ بالطريقة ال مكلابية في مبادئ توبت من الاعتزال ،كما نشرنا إلي من قبل نقلا عن بعض المصادر والمراجع الموثوقة ،وإن لم يصرح هو بذكرها ،نو ينسب القول ل في ذلك ،ولكن هذا ما يدل علي تبني لبعض الآراء الكلابية ،ثم معدول عنها ،وذك من خلال تتبع آرائ من كتب ومؤلفات ،وميمكننا الرد على القائلين بعدم مرور بالطوار الثلاثة ،من عدة نوج : الأول -نقل جماعة من العلماء المحققين كالذهبي وابن كثير ،والمقريزي ،وغيرهم ،هذا وإثبات في مصنفاتهم . الثاني -إذا كان الأ ْشع ِري ،قد تنقل من طريقة إلى طريقة ،ومن منهج إلى منهج ،فدذا لن يبحث عن الحق ،وليس لعيب في ،بل هذا ما كان علي العلماء الربانيون ،الذين يبحثون عن الحق ،وهذا يذ ِكر بقصة سلمان الفارس ي -رض ي هلل عن -عندما كان يبحث عن الحقيقة ،في تحري عن الدين الحق ،إلى نن هدا هلل- تعالى -للسلام(. )3 -1المرجعالسابق،ص.91 -2البوطي :مفهوم الإيمان عند أبي الحسن الأشعري8272/72/6 ،م ،انظر: http://www.youtube.com/watch?v=z1zJrdJi2pM-3كانسلمانرضياللهعنه،فيبحثهوتحريهعنالرسول-صلىاللهعليهوسلم،-قدجابالصحاريوالقفار،وساحفي الأوطان ،حتى ذكر أ َّنه استملك واسترق عند بضعة عشر سيداً ،انظر :صحيح البخاري،حديث رقم،1623 /عن 125
الثالث -إذا قلنا إن الأ ْشع ِري لم يكن على منهج مخالف لمنهج السلف( ،الكلابية) ،ثم عدل عن منهج بعد ذلك ،فكيف نفسر ما علي الأ ْشع ِرية الذين ينتسبون إلي اسم ًا ويخالفون منهج ًا ؟؟؟ إلا نن يكون هناك نشعري آخر ،كان ل نفس اللقب ،وكان على المنهج المخالف لمنهج السلف ،وهذا لا قائل ب ،فلم يبق إلا نن يقال ،إن الأشا ِعرة قد خالفوا الإمام المتكلم المعروف ،نبا الحسن الأشعري في كثير من المسائل ،وإلى هذا نشار الدكتور دمودة غرابة ،في كتاب المسمى\"نبو الحسن الأ ْشع ِري\" ،ديث قال\" :إن الأ ْشع ِري لم يترك عقيدة الإمام ندمد في التنزي ،ولكن نتباع هم الذين تركوها ،فحصل الخلاف بينهم وبين \"(. )1 وفي تعليلات لاختلاف الأشا ِعرة مع ما علي الأشا ِعرة بعد نبي الحسن ،يذكرالدكتور محمد عبد الردمن الخميس :ظلم قو ٌم الأ ْشع ِري بقولدم\" :إن الأ ْشع ِري إنما كتب كتاب الإبانة مدارا ًة لصحاب الحديث\" ووصفدم بأنهم نعظموا الفرية على الأ ْشع ِري ونساؤوا ب الظن ،فدو عالم جلي ٌل ل قدر ،ومن نهل الورع والتقوى ،فكيف يدا ِري ويجا ِري في العقيدة نصل العقد مع هلل -تعالى ،-وليس للحنابلة من القدرة بحيث يعاقبوا الإمام إذا ماخالف منهجدم ،والزاعمون لدذا البطلان من الأشا ِعرة إنما هم على طريقة ابن كلاب البصري ،وهو الطور الثاشي الذي سلك الأ ْشع ِري قبل نن يتابع نهل الحديث ويتوب من الاعتزال ،ومن طريقة ابن كلاب (. )2 ولعل السبب الذي جعل الهكوك تحوم دول وسم الأ ْشع ِري بالحالة الكلابية ،ما يلي: ما ذكر ابن عساكر من كثرة مدساد ،ومعاداة خصوم ل ،فقد قال في كتاب ( :تبيين كذب المفتري)\" :لم يبق من نصناف المبتدعة درب ًا إلا سل لاستئصالدم سيف ًا عضب ًا( ،)3ونذاقدم ذلا وخسف ًا ،وعقب لآثارهم شسف ًا ،درجت صدور نهل البدع عن تحمل هذ النقم ،وضاق صبرهم عن مقاساة هذا الألم .....فسولت لدم ننفسدم نم ًرا فظنوا ننهم بنوع تلبيس وضرب تدليس يجدون لعسرهم ميس ًرا ،فسعوا إلى عالي مجلس السلطانسلمان الفارسي\" :أ َّنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب\" وانظر :السيرة لابن هشام ،باب كان سلمان مجوسياً، ج3ص،331-332السيرةالنبويةلابنكثير،ج3ص،356ص،115ص.123 -1حمودةغرابة،أبوالحسنالأ ْشع ِري،ص.92 -2محمد بن عبد الرحمن الخميس ،اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث ،الطبعة :الأولى ،وزارة الشئون الإسلامية والأوقافوالدعوةوالإرشاد،المملكةالعربيةالسعودية،تاريخالنشر3139:هـ،ص.1-3العضبالسيفالقاطع،انظر:العينللخليلبنأحمد،ج3ص،351ومنهقولابنالمعتز**:فيك ّف ِه َع ْض ٌبإذاه َّزهُ...ح ِسب َت ُهمن َخ ْو ِفه َي ْر َت ِعد**انظر:أبوبكرعبدالقاهربنعبدالرحمنبنمحمدالفارسيالأصل،الجرجانيالدار،أسرار البلاغة،مكتبةدارالعلم،بيروت3999،م،ج3ص.319 126
المعظم بنوع نميمة ،وشسبوا الأ ْشع ِري إلى مذاهب ذميمة ،ودكوا عن مقالات لا يوجد في كتب منها درف ... ،إلى نن قال :وما نقموا من الأ ْشع ِري إلا نن قال بإثبات القدر لله خير وشر ،نفع وضر ،وإثبات صفات الجلال لله من قدرت وعلم ،وإرادت ،وديات ،وبقائ ،وسمع ،وبصر ،وكلام ،ووجد ،ويد ،ونن القرآن كلام هلل غير مخلوق ،ونن تعالى موجود تجوز رؤيت ،ونن إرادت نافذة في مرادات ،وما لا يخفى من مسائل الأصول التي تخالف طرق طرق المعتزلة والمجسمة (.)1 وقال القابس ى ( ،)2وما نبو الحسن إلا واد ٌد من جملة القائمين فى نصرة الحق ما سمعنا من نهل الإنصاف من يؤخر عن رتبة ذلك ،ولا من يؤثر علي فى عصر غير ،ومن بعد من نهل الحق سلكوا سبيل ..... إلى نن قال لقد مات الأشعرى يوم مات ونهل السنة باكون علي ونهل البدع مستريحون من (.)3 وينضم إلى ذلك ما يثبت عند المؤرخين من نن الأ ْشع ِري لم يعاصر مؤسس الطريقة الكلابية ،عبد هلل بن سعيد ،فقد مات هذا الأخير قبل مولد الأ ْشع ِري بنح ِو خمس عهرة سنة ،بخلاف الجبائي الذي عاش بعد مولد الأ ْشع ِري نكثر من نربعين سنة ،فقد ذكرالسيوطي في طبقات المفسرين موت الجبائي سنة 414هـ ،ديث قال في طبقات المفسرين مات الجبائي في سنة ثلاث وثلاثمائة عن ثماشي وستين سنة (. )4 وابن مكلاب توفي سنة 931هـ ،كما ميقر ب كثير من المؤرخين ،قال الذهبي :بعد الأربعين ،وقال الصفدي: توفي في ددود الأربعين ومائتين ( ،)5ويؤكد الزركلي في ترجمت لابن كلاب ،وفات سنة 935هـ ،الموافق 461م (.)6 - 1أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي ،تبيين كذب المفتري بما نسب إلى الإمام أبي الحسنالأ ْشع ِري،عننسخةالمرحومالسيدعبدالباقيالحسنيالجزائير،عنيبنشره:القدسي،دمشقالشام3119هـ،ص،333 (باختصار). -2هو الحافظ :أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري الفروي ،أخذ بأفريقية عن ابن مسرور الدباغ ودارس بنإسماعيل،وبمصرعنحمزةبنمحمدالحافظوأبيزيدالمروزيوهذهالطبقة،ولدسنة131هـ،وتوفي111هـ،وكانحاف ًظاللحديثوالعللبصي ًرابالرجالعار ًفابالأصلينرأ ًسافيالفقهوكانضري ًراوكتبهفينهايةالصحة،كانيضبطهاله ثقات أصحابه ،والذي ضبط له الصحيح بمكة على أبي زيد صاحبه أبو محمد الأصيلي ،ذكره حاتم الطرابلسي فقال:كانزاه ًداور ًعالمأربالقيروانأح ًداإلامعتر ًفابفضله،انظر:ترتيبالمداركللقاضيعياض،ج3ص،333وانظر: تذكرةالحفاظللذهبي،ج1ص.365-3تاجالدينبنعليبنعبدالكافيالسبكي،طبقاتالشافعيةالكبرى،تحقيق(:محمودمحمدالطناحي،عبدالفتاحمحمد الحلو)،هجرللطباعةوالنشروالتوزيع،الطبعةالثانية3131،هـ،ج1ص.169 -4طبقاتالمفسرينللسيوطي،ج3ص35 -5الصفدي،الوافيبالوفايات،ج2ص192 -6الزركلي،الإعلام،ج1ص91 127
نما الأ ْشع ِري فتظافرت الروايات على مولد سنة 961هـ ،دسب فتوى وزارة الأوقاف المصرية ،نما وفات فيؤكدونها في سنة 493هـ (. )1والزركلي يذكرنن وفاة الأ ْشع ِري نبو الحسن علي بن إسماعيل كانت في 493هـ ( ،)2وقيل سنة 441هـ ،قال ابن فورك في طبقات المتكلمين بأن الأ ْشع ِري شافعي توفي في سنة 493هـ ،وقيل :سنة 491هـ وقيل441 :هـ (.)3 استنتاج:شستنتج بالتحليل والنظر الصحيح ،وتتبع تاريخ وفاة الجبائي ،نن الجبائي مات في اوساط عمر الأ ْشع ِري،نما ابن كلاب فقد توفي قبل مولد الأ ْشع ِري بحوالي خمس عهرة سنة ،وبهذا يثبت نن الأ ْشع ِري لم يلق ،إلا نن يكون قد تأثربآرائ .وإذا كان الأ ْشع ِري قد لزم الاعتزال مدة نربعين سنة ،كما جاءت بذلك الروايات المستفيضة ،قالالأهوازي :سمعت نبا الحسن العسكري -وكان من المخلصين في مذهب الأ ْشع ِري -يقول :كان الأ ْشع ِري تلميذ الجبائي يدرس علي ويتعلم من ،لا يفارق نربعين سنة (.)4فإن الجمع بين الروايات ،يستلزم نن يكون الأ ْشع ِري قد فارق الاعتزال ،بعد موت الجبائي ،نو في آخر ديات ،فقد كان معتزلي ًا نربعة عقود من عمر ،وهي بالتأكيد وقت ازدهار دعوة الجبائي ،وقبل نن ينبري ل الأ ْشع ِري بالرد ،هذا إذا قلنا إن الجبائي قد عاش نزر ًا من ديات ،بعد مفارقة الأ ْشع ِري لمذهب . خلاصة:شستخلص من كل ما سبق ،نن الأ ْشع ِري وصف بثلاث دالات ،دالتان ثابتتان في منهج الأ ْشع ِري لا شك فيهما: http://www .islamic-council .com-1 -2الزركليج3ص113 -3ابنقاضيشهبة،طبقاتالشافعيةج3ص33 -4ابنالجوزي،المنتظم،ج1ص393 128
الأولى -دالة الاعتزال مع ابن الجبائي ،وهي من مولد ،دتى بلوغ الأربعين ،كما نكد ذلك الأهوازي ،وابن فورك وغيرهما. الثانية -التسنن والاقتداء بطريقة السلف ،وهي دال في الإبانة ،وإعلام بأن على مذهب الإمام ندمد بن دنبل ،وإثبات الصفاة الخبرية لله تعالى ،كما نجمع على ذلك نهل العلم من الأ ْشع ِرية والسلفية . الحالة الثالثة -التي نثارت الجدل بين العلماء من الفريقين ،السلفيين ،والأ ْشع ِريين ،وهي محط جدال إلى يومنا هذا ،وهي الحالة الكلابية ،وإن كنا لا نميل إلى القول بها ،وشعتقد ننها مما وسم ب خصوم من نهل الاعتزال ،فقد تقولوا علي بما لم يقل ،وشسبوا إلي نشياء هو بري ٌء منها ،وزعموا ننها نقوال ،فصارت تنقل بالنسبة إلي ،ثم لما تبين ننها مخالفة لمنهج السلف ،ونن الإمام نبا الحسن تبرن منها ،وعاش ديات في اثبات بطلانها ،مما دذا بتلامذت من بعد نن ينحو نحو بال ُّنفرة منها ،والتحذيرمن اعتقادها ،كالقول بتأويل ال ِصفات، والخوض في مسائل الكلام بخلاف ما علي السلف ،مثل ما ددث مع الجويني( ،)1والغزالي( ،)2وغيرهما ،كما سيأتي بيان ،إن شاء هلل .-1عبدالملكبنعبداللهبنيوسفبنمحمدالجويني،أبوالمعالي،ركنالدين،الملقببإمامالحرمين:أعلمالمتأخرين،من أصحاب الشافعي ،ولد في جوين (من نواحي نيسابور) ورحل إلى بغداد ،فمكة حيث جاور أربع سنين .وذهب إلىالمدينة فأفتى ودرس ،جامعا طرق المذاهب ثم عاد إلى نيسابور ،فبنى له الوزير نظام الملك \" المدرسة النظامية \" فيها.وكانيحضردروسهأكابرالعلماء.لهمصنفاتكثيرة،منها\"غياثالامموالتياثالظلم\"و\"العقيدةالنظاميةفيالاركانالاسلامية\" و\"البرهان في أصول الفقه \"،في أصول الدين ،على مذهب الأ َشا ِعرة ،و\"الورقات\" في أصول الفقه قالالباخرزيفيالدميةيصفه:الفقهفقهالشافعي،والأدبأدبالاصمعي،وفيالوعظالحسنالبصري(توفيسنة195هـ)، انظرالزركلي،الأعلام،ج1ص.361-2أبوحامدالغ َّزاليزينالدينح ّج ّةالإسلاممحمدبنمحمدبنمحمدبنأحمدالطوس ُّيالشافع ُّي،أحدالأعلام.تلمذلإمامالحرمين ،ث َّم ولاه نظام الملك تدريس مدرسته ببغداد .وخرج له الأصحاب ،وص ّنف التصانيف ،مع التص ّون والذكاءالمفرطوالاستبحارمنالعلم.وفيالجملةمارأىالرجلمثلنفسه،توفيفيرابععشرجمادىالآخرةبال ّطابرانقصبةبلادطوس،ولهخم ٌسوخمسونسنة،والغ َّزاليهوالغ ّزالوكذاالع ّطاريوهوالعطاروالخ ّبازيعلىلغةأهلخراسان،انطر-العبرفيخبرمنغبرللذهبي،ج3ص،316وقالالذهبي،وهويتكلمعلىأعيانالمأةمنكلقرن:وقدكانعلىرأسالاربعمئةالشيخأبوحامدالاسفراييني،وعلىرأسالخمسمئةأبوحامدالغ َّزالي،وعلىرأسالستمئةالحافظعبد الغني ،وعلى رأس السبع أبو الفتح ابن دقيق العيد ،انظر :الذهبي سير أعلام النبلاء ،ج31ص ،311وذكر النوويروايةأبيداوودفيسننهللحديثوهوعنأبىهريرة-،رضياللهعنه-عنرسولالله-صلىاللهعليهوسلم،-وحملهالعلماءفىالمائةالأولىعلىعمر،والثانيةعلىالشافعى،والثالثةعلىأبىالعباسبنسريج.وقالالحافظأبوالقاسمبنعساكر :عندي أ َّنه يحملعلى أبى الحسنالأشعرى ،والمشهور أ َّنه ابن سريج .رواهالحاكم أبو عبدالله ،وأنشدوا فيهشع ًرا.وفىالرابعةقيل:أبوسهلالصعلوكى،وقيل:القاضىابنالباقلانى،وقيل:أبوحامدالإسفراينى،وفىالخامسةالإمامأبوحامدالغزالى،رحمهالله،واللهأعلم،انظر:الع َّلامةأبىزكريامحيىالدينبنشرفالنووى(،المتوفىسنة 696هـ)،تهذيبالأسماءواللغات،دارالكتبالعلمية،بيروت(،بدونتاريخطباعة)،ج3ص.31 129
المطلب الرابع :تص ُّدر الأ ْشعري لوسائل المتكلمين مع نهي السلف عنه:لما قوي الاعتزال ،واشساق وراء كثي ٌر من العوام انبها ًرا بأمثلة متكلمي ،وتل ُّسن معتنقي ،صار لزام ًا علىالأ ْشع ِري ومن نحا نحو من علماء السنة ،نن يردوا هؤلاء المتجدمة من المعتزلة ومن شايعدم على نعقابهم،ويفحموا حجتهم بالحجة ،وير ُّدوا ضلالدم بالبيان ،نقل القرطبي الرواية عن ابن الحصار( ،)1في تلخيص للأسبابالتي نلجأت الأ ْشع ِري وغير للخوض مع هؤلاء المتكلمين ،وعزا السبب في ذلك إلى ظدور التلفظ بها -يعني القولبهذ البدع كقولدم بخلق القرآن ،وإنكار صفات الباري جل وعلا ،والقول بالمنزلة بين المنزلتين ،وغيرها -في زمنالمأمون ،فسارع المبتدعون ومن في قلب زيغ إلى دفظ تلك الاصطلادات ،وقصدوا بها الإغراب على نهل السنة،وإدخال الهب على الضعفاء من نهل الملة ،فلم يزل الأمر كذلك إلى نن ظدرت البدعة ،وصارت للمبتدعة شيعة،والتبس الامر على السلطان ،دتى قال الامير بخلق القرآن ،وجبر الناس علي ،وضرب ندمد بن دنبل على ذلك،فانتدب رجال من نهل السنة كالهيخ نبي الحسن الأ ْشع ِري ،وعبد هلل بن كلاب ،ونشباهدم ،فخاضوا مع المبتدعة في إصطلاداتهم ،ثم قاتلوهم وقتلوهم بسلاددم (.)2وهذا يلفت انتباهنا إلى معنى دقيق ،وهو نن الأ ْشع ِري وغير من علماء ال ُّسنة ،لم يخوضوا في علم الكلاممحبة ل نو عن هو ًى ،ولكن الضرورة هي التي نلجأتهم لركوب بحر ،والخوض في لجج ،على ما يرا جمدورالسلفية من نهل السنة نصحاب الحديث من التحفظ على ذلك ،فإن جل السلفيين إن لم نقل إن إجماعدم اشعقد على نبذ علم الكلام ،وذم الخوض في ،وهجرمقارفي ،فقد نقل عن كبارالأئمة التحذيرمن . أقاويل علماء ال َّسـلف في النهي عن علم الكلام:ومن الذين كرهو ،وورد عنهم النـكير على مزاولي \"الإمام نبو دنيفة ،ومالك ،والهافعي ،وندمد بندنبل وغيرهم ،وفي الروايات التي نقلت عنهم ،دليل واضح على كراهيتهم علم الكلام ،مثل ما من ِقل عن الِإمام نبي1أحمدبنسعيدبنبشر،أبوالعباسبنالحصارالقرطبي،سمعمنقاسمبنأصبغ،وابنأبيدليم،ومسلمةبنالقاسم،وجماعةوكانمحدثاًمفتياً،توفيسنة،193انظر:الذهبي:شمسالدينمحمدبنأحمدبنعثمانالذهبي،تاريخالإسلامووفيات المشاهير والأعلام ،تحقيق :عمر عبد السلام تدمري ،دار الكتاب العربي ،لبنان ،بيروت ،الطبعة الأولى، 3959م،ج6ص.169 -2القرطبي،تفسيرالقرطبي،ج3ص331 130
دنيفة النعمان :فقد روى عن محمد بن الحسن تلميذ قائل ًا\" :قال نبودنيفة\" :لعن هلل عمرو بن عبيد( )1فإن فتح للناس الطريق إلى الكلام فيما لا يعنيهم من الكلام\"( ،)2ونقل السيوطي بسند الرواية عن عبد الردمن بن مددي ،نن قال\" :دخلت على ماِلك وعند رجل يسأل فقال :لعلك من نصحاب عمرو بن عبيد؟ لعن هلل عم ًرا ابتدع هذ البدعة من الكلام ،ولو كان الكلام علما لتكلم في الصحابة والتابعون كما تكلموا في الأدكام والهرائع\"(. )3 وهو القول كذلك عند الهافعي وندمد -ردمدما هلل -فقد ذكر عبد هلل بن محمد بن علي الأنصاري الدروي في كتاب \"ذم الكلام\" كثيرا من الآثار التي ي مذمان فيها علم الكلام والتط ُّرف في ،والخضوع ل ،منها قول الهافعي\" :لن يبتلي هل مل امرء ًا بكل ما نهى عن خلا الهرك ،خي ٌرمن نن يبتلي بالكلام\"(. )4 ومن هنا يتبين نن الهافعي -ردم هلل -اتخذ موقف ًا متهدد ًا جد ًا من علم الكلام ،لذلك قصد نن يرمي كلام ًا على نولئك المبتدعة الذين يخوضون في الكلام المذموم ،الذي يجر إلى التعطيل والزيغ عن الحق والصراط المستقيم ،وبين نن ولوج هذا الطريق من نعظم الكبائر بعد الهرك ،لما في من تهكيك الناس في نعظم نصول الإيمان ،وهو التوديد ،وإغراء الناس بطريق مخالفة لددي السلف ،وزرع بذور الهقاق والفتنة بين المسلمين، فلم يعرف على م ِرالتاريخ ببدعة نضرعلى المسلمين ،ونفتن لدينهم ،ونذهب لريحدم ،من بدعة الكلام . نما الِإمام ندمد بن دنبل -ردم هلل -فقد كان يقول \":نئمة الكلام زنادقة\"(.)5 إذ اا :يمكننا القول :نن هذ هي بوادر الخلاف بين المذهبين( ،ال َّسلفي ،والأْعشع يري) فالسلفية يرون نن هذا من بدع القول الذي لا يجوز مجاراة الخائضين في ،والأ ْشع ِرية يرون نن هذا من الضرورات التي لا غنى - 1هو أبو عثمان عمرو بن عبيد من باب ،ولد في بلغ سنة 51هـ ،وكان جده من سبي فارس ،تتلمذ أول الأمر علىالحسنالبصريإلىأنانفصلهووواصلبنعطاء،ويعتبرهذانالرجلانهمامؤسسامذهبالاعتزال،ماتابنعبيد سنة311هـ.-2صونالمنطقوالكلامعنفنالمنطقوالكلام،جلالالدينالسيوطي،تحقيقعليساميالنشار،دارالكتبالعلمية، بيروت،بدونتاريخ.ص.313-311 -3صونالمنطقوالكلام،للسيوطي،ص.11-13: -4ذمالكلام،الهروي،تحقيق:الدكتورسميحدغيم،دارالفكراللبناني،بيروت،بدونتاريخطباعةص.322 -5صونالمنطق،السيوطي،ص.51: 131
عنها ،لتبيين زيفدم والرد على شبهاتهم ،بالحجج العقلية ،التي يرى الأشا ِعرة ننها تنسجم مع غاية الدين، ومسلمات ،فالعقل والنقل لا يتعارضان بل يجتمعان ويقوي نددهم حجة الآخر. البوطي والقول بممارسة بعض السلف لعلم الكلام: يرى العلامة محمد سعيد ال مبوطي نن هذ المسألة -ني صناعة الكلام -ليست من البدع ،فقد انقسم فيها السلف بين مجيز وماشع ،ويؤكد نن من الصحابة من رفض هذا الأمر ،وعد من المحدثات ،وآثر السكوت وعدم الخوض في ،من نمثال :عمربن الخطاب ،وعبد هلل بن عمر ،وزيد بن ثابت ،وعدد غفير منهم -رضوان هلل عليهم -ومن التا ِبعين الذين مهوا في هذا الطريق كما يضيف ال مبوطي :السفيانان الثوري ،ومالك بن نشس ،وندمد بن دنبل ،وكثيرون من نمثالدم (. )1 وهناك من رنى نن الرد على هذ الهبهات ،وددض حجج هؤلاء المبتدعة والذود عن دياض الدين، فريضة على نهل الحل والعقد ،وعلى نهل العلم ،ومن هذا الفريق من الصحابة :علي بن نبي طالب ،وابن عباس، وابن مسعود ،وآخرين -رضوان هلل عليهم نجمعين ،-ومن التا ِبعين كذلك الحسن البصري ،ونبودنيفة ،والحارث المحاسبي ،وجمع آخر(. )2 وميص ِرح ال مبوطي باللائمة على ابن ت ْي ِمية لعتب على الإمام نبي دامد الغزالي اشتغال بعلم الكلام ،ولم يبين دينها نن الغزالي إنما اشتغل ب للرد على نهل الأهواء ،والذود عن الحق ،وهو في هذا -يعني ابن ت ْي ِمية -إنما يناقض نفس ،لن نشار في مجموع الفتاوى بأن الاشتغال بعلم الكلام إذا كان لإدقاق الح ِق الذي جاء ب القرآن والسنة ،عمل مبرور ،ولا درج في ولا ماشع من (. )3 ويسوق ال مبوطي الدليل على جوازصناعة الكلام ،والمبررات التي ندت بأهل إلى غهيان هذا البحر ،وولوج طرق وتهعبات ،الأثر عن الحسن البصري ،في رسالت إلى عبد الملك بن مروان ،وقيل هي كانت للحجاج ،تدور دول مسألة القدر ،ودكم التهاغل بالرد على من ضل فيها ،فيقول :لم يكن ندد من السلف يذكر ذلك ولا -1محمد سعيد رمضان ال ُبوطي ،ال َّسلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي ،دار الفكر ،دمشق ،سورية ،الطبعة الأولى3955،م،ص321 -2محمدسعيدرمضانال ُبوطي،ال َّسلفيةمرحلةزمنيةمباركةلامذهبإسلامي،ص323 -3ابن َت ْي ِم َّية،مجموعالفتاوى،ج9ص،351وانظر:ال ُبوطي،ال َّسلفيةفترةزمنيةمباركة،ص.361 132
يجادل في ،لنهم كانوا على نمر وادد ،وإنما نددثنا الكلام في لما نددث الناس من النكرة ل ،فلما نددث المحدثون في دينهم ما نددثو ،نددث هلل للمتمسكين بكتاب ما يبطلون ب المحدثات ،ويحذرون ب من المدلكات (. )1 نقول :وفي شسبتها إلى الحسن البصري نظر ،كما نشار إلي الهدرستاشي في كتاب الملل والنحل ،ولم مي ِهر ال مبوطي -ردم هلل -إلى باقي الوصية فإن فيها كلام ًا يق ِرمر في -وكما قال الهدرستاشي -نن الحسن البصري يقول بقول المعتزلة ،وهذا ما لم ينقل عن الحسن البصري -ردم هلل ،-وإنما كان من كلام واصل ابن عطاء( ،)2ندد تلامذة الحسن البصري ،الذي اعتزل دلقة شيخ الحسن ف مس ُّموا من انضم إلي بالمعتزلة( ،)3فظن من زعم نن من كلام الحسن البصري فنسب إلي ،وفي هذا يذكر الهدرستاشي بالنص \" :ورنيت رسالة شسبت إلى الحسن البصري كتبها إلى عبد الملك بن مروان وقد سأل عن القول بالقدر والجبر فأجاب فيها بما يوافق مذهب القدرية واستدل فيها بآيات من الكتاب ودلائل من العقل ،ولعلدا لواصل بن عطاء فما كان الحسن ممن يخالف السلف في القول بأن :القدرخير وشر من هلل تعالى.)4( \".... وال مبوطي -ردم هلل -ير ِجح نن كثي ًرا من علماء السنة مارسوا علم الكلام ،وجعلو سلاد ًا بات ًرا ،وسيف ًا مصلت ًا في وجو زنادقة المتكلمين ،وقد تواتر كثي ٌر من نهل العلم على مزاولة الأ ْشع ِري وبعض تلامذت ل ،في رِدهم على القائلين بخلق القرآن ،والمنزلة بين المنزلتين . -1ال ُبوطي ،ال َّسلفية مرحلة زمنيه مباركة ،ص ،323انظر :جعفر السبحاني ،بحوث في الملل والنحل ،مؤسسة النشر الإسلامي3115،هـ،ص.353-2واصلبنعطاءالغزال،أبوحذيفة،منمواليبنيضبةأوبنيمخزوم:رأسالمعتزلةومنأئمةالبلغاءوالمتكلمين.سميأصحابهبالمعتزلةلاعتزالهمحلقةدرسالحسنالبصري.ومنهمطائفةتنسبإليه،تسمى\"الواصلية\"وهوالذينشرمذهب\"الاعتزال\"فيالآفاق:بعثمنأصحابهعبداللهبنالحارثإلىالمغرب،وحفصبنسالمإلىخراسان،والقاسمإلىاليمن،وأيوبإلىالجزيرة،والحسنبنذكوانإلىالكوفة،وعثمانالطويلإلىأرمينية.ولدبالمدينة،ونشأبالبصرة.وكانيلثغبالراءفيجعلهاغينا،فتجنبالراءفيخطابه،وضرببهالمثلفيذلك.وكانتتأتيهالرسائلوفيهاالراءات ،فإذا قرأها أبدلكلمات الراء منها بغيرهاحتى في آيات من القرآن .ومن أقوال الشعراء في ذلك ،لاحدهم\":أجعلتوصليالراء،لمتنطقبه..وقطعتنيحتىكأنكواصل.\".لهتصانيف،منها\"أصنافالمرجئة\"و\"المنزلةبينالمنزلتين\"و\"معانيالقرآن\"و\"طبقاتأهلالعلموالجهل\"و\"السبيلإلىمعرفةالحق\"و\"التوبة\"انظر:ابن خلكان،وفياتالأعيان،ج6ص،9وانظر:الأعلامللزركلي،ج5ص315-3قيلأ َّنه\"لمااعتزلواصلبنعطاءمجلسالحسنوطردهتحولإليهعمروفسموامعزلة\"انظر:العكري،شذرات الذهب،ج3ص312-4محمدبنعبدالكريمبنأبيبكرأحمدالشهرستاني،المللوالنحل،تحقيق:محمدسيدكيلاني،دارالمعرفة،بيروت، 3111هـ،ج3ص.12 133
أقاويل العلماء في الذب عن الأشعري: ذكرابن خلدون نن الأ ْشع ِري برز في محاربة نهل البدع من المعتزلة وغيرهم ،الذين يقولون بخلق القرآن، كونهم لم يعقلوا صفة الكلام التي تقوم بالنفس ،فقضوا بأن القرآن مخلوق\" ،بدعة صرح السلف بخلافدا\"، وعظم ضرر هذ البدعة ،ولقنها بعض الخلفاء عن نئمتهم ،فحمل الناس عليها ،وخالفدم نئمة السلف ،فاستحل لخلافدم إيسا مر كثير منهم ودماؤهم ،وكان ذلك سببا لانتهاض نهل السنة بالادلة العقلية على هذ العقائد ،دفعا في صدور هذ البدع ،وقام بذلك الهيخ نبو الحسن الأ ْشع ِري إمام المتكلمين فتوسط بين الطرق -يقصد طرائق المهبهة والمعطلة ،-ونفى الته ِبي ،ونثبت ال ِصفات(.)1 وقال العلامة تقي الدين ندمد المقريزي :وقد ننتهر مذهب الأ ْشع ِري في الأمصاربحيث مش ِس ى غير ،دتى لم يبق اليوم مذهب يخالف إلا نن يكون مذهب الحنابلة ،فإنهم على ما كان السلف لا يرون تأويل ما ورد من ال ِصفات(. )2 ويقول عن تصدر للرد على المبتدعة الخطيب البغدادي ،في كتاب المسمى \"تاريخ بغداد\" :نبو الحسن الأ ْشع ِري المتكلم ،صادب التصانيف في الرد على الملاددة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجدمية والخوارج وسائر نصناف المبتدعة\" (.)3 وقد كان مع علم وفقد ،صادب فضل وزهد ،ول تصو ٌف وور ٌع ،ولدذا نجد المؤرخين كابن عساكر()4 والسبكي ،عندما يتحدثون عن الأ ْشع ِري فإنهم يصفون بالورع والتقوى ،ونن شخصيت مثا ٌل لزهد العالم ،وورع -1تاريخابنخلدون،دارالعلمللملايين،لبنان3955،م،ج3ص .161 -2الألوسي،جلاءالعينين،ص.321 -3الخطيب البغدادي ،تاريخ بغداد ،تحقيق :بشار عواد معروف ،دار الغرب الإسلامي ،الطبعة الأولى،3113 ، ج33ص .119-4هو:القاسمبنأبيغالبالمظفربنمحمود،منبنيهبةاللهبنعساكرالدمشقي،طبيب.عالمبالحديث.،كانيعالجالمرضىمجانا.وكتبتله\"مشيخة\"فيسبعمجلدات،تشتملعلى291شيخا.منهاجزءمخطوطفيخزانةالرباط(1119كتاني).ولهنظم،لزمبيتهفيأعوامهالاخيرة،منقطعاإلىتدريسالحديث.قالالذهبي:كانكثيرالمحاسن،صبوراعلىالطلبة،وينسبإلىتخليطفينحلته.مولدهووفاتهفيدمشق،ولدسنة3313م3131-م،البدايةوالنهاية ج31ص،315وانظر:الأعلامللزركلي،ج2ص.352 134
الفقي ،دتى ننهم بلغوا إلى وصف بالتصوف والزهد ،ولا يخفي ابن عساكر إعجاب ب ،فيقول عن \" :كان الهيخ سيد ًا في التصوف ،واعتبارالقلوب ،كما هو سيد في علم الكلام ،ونصناف العلوم \"(. )1 ونقل ابن عساكر نيض ًا كتاب الإمام نبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القهيري( ،)2بخط ،والمؤرخ بتاريخ (ذي القعدة /سنة ... ،)346وفي اتفق نصحاب الحديث نن نبا الحسن علي بن إسماعيل الأ ْشع ِري -رض ي هلل عن -كان إمام ًا من نئمة نصحاب الحديث ،ومذهب مذهب نصحاب الحديث ،تكلم في نصول الديانات على طريقة نهل السنة ،ورد على المخالفين من نهل الزيغ والبدعة ،وكان على المعتزلة ،والمبتدعين من نهل القبلة، والخارجين على الملة سيف ًا مسلول ًا ،ومن طعن في نو قدح نو لعن نو سب فقد بسط لسان السوء في جميع نهل السنة ،وهي بإمضاء جمع من علماء ذلك الزمان كما ذكر بن عساكر ،نن فيها خط الإمام نبي محمد الجويني مصادقة على هذا الكتاب( ،)3والد إمام الحرمين ،وكتابة الإمام نبي عثمان الصابوشي ( ،)4وفيها بخط إسماعيل بن عبد الردمن الصابوشي ،وابن نبي نصرالصابوشي ،وعد آخرين ،مما لم يذكرإجماعدم على سوا (. )5 -1السبكي،طبقاتالشافعيةالكبرى،طبعةقديمة،القاهرة،مصر3131،هـ،ج3ص.323-2عبدالكريمبنهوازنبنعبدالملكابنطلحةالنيسابوريالقشيري،منبنيقشيرابنكعب،أبوالقاسم،زينالاسلام:شيخخراسانفيعصره،زهداوعلمابالدينكانتإقامتهبنيسابوروتوفيفيهاوكانالسلطانألبأرسلانيقدمهويكرمه.منكتبه\"التيسيرفيالتفسير-خ\"ويقالله\"التفسيرالكبير\"و\"لطائفالاشارات\"طبعمنها\":ثلاثةأجزاء\"وهو فيالتفسيرأيضا،و\"الرسالةالقشيرية\"توفيسنة162هـ،انظر:الأعلامللزركلي،ج1ص.29-3أبومحمدالجويني،عبداللهبنيوسف،شيخالشافعية،والدإمامالحرمين،تفقهبنيسابور،علىأبيالط ّيبالصعلوكي،وبمروعلىأبيبكرالقفال،وتص ّدربنيسابورللفتوىوالتدريسوالتصنيف،وكانمجتهداًفيالعبادة،صاحبج ّدوصدقوهيبةووقار.روىعنأبينعيمعبدالملكبنمحمدالأسفرايينيوجماعة.وتوفيفيذيالقعدةسنة115هـ،انظر– الذهبي،العبرفيخبرمنغبر،ص311-4أبوعثمانالصابوني،شيخالإسلامإسماعيلبنعبدالرحمنالنيسابوريالواعظالمف ّسرالمصنف،أحدالأعلام،روىعنزاهرالسرخسيوطبقته،وتوفيفيصفرسنة119هـ،ولهسبعوسبعونسنة،وأولماجلسللوعظ،وهوابنعشرسنين ،وكان شيخ خراسان في زمأ َّنه ،انظر :الذهبي ،العبر في أخبار من غبر ،ص ،316والإعلام للزركلي،ج3ص ،139وقال الزركلي :أبو عثمان الصابوني :مقدم أهل الحديث في بلاد خراسان .لقبه أهل السنة فيها بشيخ الاسلام،فلايعنون-عندإطلاقهمهذهاللفظة-غيره. -5ابنعساكر،تبيينكذبامفتري،ص331 135
ولا يختلف الدكتور ال ُّزديلي عن وجدة نظر ال مبوطي في جعل الماتردية ندد مدارس متكلمي ال ُّسنة ،التي كان لدا فضل في محاربة نهل الأهواء ،وكهف الغطاء نمام المسلمين بالتعليم والتوجي ،وذكر نن هؤلاء العلماء اعتمدوا على الأدلة النقلية والعقلية ،وذلك لإنقاذ المسلمين من سعير المعتزلة ،ديث ظدر -على دسب الزديلي- الأ ْشع ِرية والماتردية كمدرستين من نكبرالمدارس الكلامية لعلماء السنة ،ونكثرها تأسيس ًا(. )1 والمعروف نن الماتردية شهأت على يد تلميذ نبي الحسن الأ ْشع ِري ،الإمام محمد نبي منصور الماتريدي (،)2 ويختلف الماتريديون مع الأشا ِعرة في بعض الأصول ،وبالرغم من شدرة المذهب الماتريدي بين المتكلمين ،إلا نن المذهب الأ ْشع ِري يبقى هو الأصل وهو المسيطر ،لكثرة من انتسب إلي من العلماء الأعلام ،كالجويني ،والغزالي، والرازي ،وغيرهم ،ولن شدرة المذهب الأ ْشع ِري نكتسبت من شدرة مؤ ِس ِس الأول شيخ المتكلمين ،الإمام نبي الحسن الأ ْشع ِري . نما الأشا ِعرة فقد كان فيهم علماء مؤ ِس مسون ،ون ِئمة مبرزون ،ومن نشدرهم ال مجويني والغزالي وغيرهم، وميع ُّد من نبرز متكِل ِميهم كذلك؛ الإمام الفخر الرازي الذي كان على رنس هذ المدرسة ،ويعد ندد المنظرين الكبار للتيارالأشعري . وقد داول هؤلاء العلماء وغيرهم الدفاع عن السنة ورد شبهات الفلاسفة والمعتزلة بالسلوب الفلسفي الذي يفدم هؤلاء ،ولكن -ني الرا ِزي -تأثر بآراء الفلاسفة ونقل بعض ًا من مسائلدم ،ومع نن ذ ِكر بالنقل الصحيح -كما سنهير إلي لادق ًا -نن عدل عن هذ المفاهيم والأفكار ،ونظ ًرا لغزارة علم ،وقوة حجت ومنطق ، انتهرت آراؤ المتقدمة بين الناس قرون ًا ووجدت من يؤيدها ،ويقول بها (. )3 -1محمدالزحيلي،الإمامالجوينيإمامالحرمين،دارالقلم،دمشق،سوريا،الطبعةالأولى3956،م،ص.91-2الماتريديهو:محمدبنمحمودالماتريديالسمرقندي،وماتريدمحلةسمرقندفيماوراءالنهر،تتلمذعلىعدةشيوخمنأشهرهم:أبونصرال ِع َياضي،وأبوبكرالجوزاني،وغيرهم،وهوحنفيالمذهبوشيوخهتتلمذواعلىأصحابأبيحنيفةلذلك اتهم البعض بأ َّنه من مرجئة الفقهاء وله عدة مصنفات في الفقه وأصوله وفي التفسير وعلم الكلام ،وغالب كتبهالكلاميةفيالردعلىالمعتزلةوالباطنية،ومنأشهركتبهالتأويلاتال ُمس َّمىتأويلأهلالسنة،وقدوصلناكاملا،وكتابالتوحديد،وكتابالعقيدةالذيشرحهالسبكي،وشرحالفقهالأكبروقدكانتوفاتهسنة111هـ،انظر :عبدالقادربنأبيالوفاءمحمدبنأبيالوفاءالقرشيأبومحمدالجواهرالمضيةفيطبقاتالحنفية،تحقيق:الناشرميرمحمدكتبخأ َّنه،النشركراتشي،ج3ص311وانظر:عمررضاكحالة،معجمالمؤلفين،مكتبةالمثنى،بيروتدارإحياءالتراثالعربي، بيروت،ج33ص.111-3انظر:ابتسامأحمدمحمدجمال،رسالةدكتوراهبعنوان(-موقفشيخالإسلامبنتيميةمنالإمامالفخرالرازي)،تحت إشرافالأستاذالدكتور-بركاتعبدالفتاحالدويدار،جامعةأمالقرى،كليةالدعوةوأصولالدين3993،م،ص.351 142
ومن الكتابات التي تناولت هذا الموضوع كا ِشف ًة نن بعض البادثين للأشعري ومذهب رنو بأن مدرستة متع ُّد الأكثر انتها ًرا بين نهل ال ُّسنة ،وكانت آراؤهم هذ من خلال دراستهم لبعض كتب الأشعري ،وكذلك من مطالعاتهم في كتب من سبقدم من البادثين والمدتمين بعلم الكلام ،ومن الذين معنوا بهذا المجال من الكتاب الغرب ِيين George Makdisi:ديث كتب في مقالتين ل في هذا الهأن ،تحت عنوان\" :الأشعري والاشاعرة في التاريخ الإسلامي\" ( )1وبحث فيما يدعي الأشاعرة بأنهم ميمثلون الأكثرية بين المسلمين ،وفق ًا لبعض مؤلفاتهم ،مثل كتاب: \"تبيين كذب المفتري\" لابن عساكر( ،)2ومؤِلف آخر وهو السبكي وكتاب \" :طبقات الهافعية\" ،وقد ناقش Makdisi هذين الكتابين ،وعزا القول للأشع ِرِيين بأنهم يقولون :بأن لدم السيادة والغلبة في القرن الحادي عهر ،وكان مذهبهم هو المسيطرمن بين المذاهب ال ُّسنية ،وذلك بمساعدة الحكام في ذلك الوقت(.)3 ويقول Makdisiنيض ًا :بأن هذا الزعم لا يرتقي لدرجة الصحة ،ونن ما ادعا هؤلاء الأشاعرة في كتبهم يخالف القياس والنظر الصحيح ،وتوصل Makdisiلدذ القناعة بنا ًء على دراسات لبعض مؤلفات المستهرق ،)4( Goldziherالذي وصل إلى نتيجة بأن الأشعري كان سلفيـ ًا محض ًا بحسب كتابي \" :الإبانة\" و \"مقالات الإسلاميين\" (.)5George Makdisi, Ash„arī and the Ash„arites in Islamic Religious History in Studia -1 Islamica, No. 18 (1963), pp. 19-39.-2يقولابنعساكر:فإن قيل أن الجم الغفير في سائر الأزمان وأكثر العامة في جميع البلدان لا يقتدون بالأشعري ولا يقلدونه ولايرون مذهبه ولا يعتقدونه وهم السواد الأعظم وسبيلهم السبيل الأقوم قيل لا عبرة بكثرة العوام ولا التفات إلى الجهال الغتام وإنماالإعتبار بأرباب العلم والاقتداء بأصحاب البصيرة والفهم وأولئك في أصحابه أكثر ممن سواهم ولهم الفضل والتقدم على من عداهم،انظر :عليبنالحسنبنهبةاللهبنعساكرالدمشقي،تبيينكذبالمفتريفيمانسبإلىالإمامأبيالحسنالأشعري،دار الكتابالعربي،بيروت،الطبعةالثالثة،4141،ص.334 .George Makdisi, , Ash„arī and the Ash„arites in Islamic Religious.p22.-3-4هو المستشرق\" :اجنتس جولدتسهير\" المجري الأصل ،ولد في شهر يونية من عام 7282م ،وتوفي في نوفمبر من عام7287م ،أي عاش حوالي سبعين عاماً من الحياة الحافلة بالدرس والبحث ،ترقى في سلم التعليم حتى صار استاذاً جامعيًا،وقد ذكر الدكتور محمد يوسف موسى في ترجمة له ،أن\" :اجنتس جولدتسهير\" له عدد من المؤلفات تعد بالمئات ،كما أنَّهيعتبر في المرتبة الأولى من المستشرقين الذين كتبوا عن الإسلام ،ومن أحسن ما كتبه عن الإسلام ومذاهبه ،كتابيه:\"دراسات إسلامية\"\" ،العقيدة والشريعة في الإسلام\" ،انظر :ترجمة الدكتور :محمد يوسف موسى وآخرين ،المستشرق: \"اجنتس جولدتسهير\" العقيدة والشريعة في الإسلام ،دار الكتب الحديثة ،مصر ،الطبعة الثانية7282 ،م ،ص.4 George Makdisi, Ash„arī and the Ash„arites in Islamic Religious History in Studia -5 Islamica, No. 18 (1963), pp. 35. 143
نما في مقالت الثانية فقد ذكر Makdisiنن موجد من المستهرقين الغربيين من اختلف مع Goldziherومنهم )1(Wensinck :فقد استنبط نن الأ ْشع ِري كان ممتكلم ًا بحسب كتاب \" :استحسان الخوض في علم الكلام\" غير نن نثارنقطة لعل كثي ًرا من الأشا ِعرة اليوم يأنفون من الإشارة إليها ،وهي -وبحسب -Wensinckنن الأ ْشع ِري يبدوا وكأن صادب منهجين \"فدو سلفي من وج ،ونشعري من وج آخر\" ويزعم Wensinckنن الأشا ِعرة هم من روج القول بأن الأ ْشع ِري كان يرى بكلا الطريقتين السلفية والأ ْشع ِرية ،ليس مدل تمرير نفكار عند العامة ،وتلقى قبولا عند الكافة ،للدخول في السلفية ،وذلك لانتسابهم إلى المذهب الهافعي (. )2 ولم يوافق ال مبوطي على هذا الطرح ،واختار رني ًا آخر وقال في تسجيل متلفز ل نن الأ ْشع ِري دقيق ًة متاب ٌع لما علي السلف ،ولكن المخالفة كانت من الذين جاؤوا بعد ،لن المتابعة للسلف كانت اختيارات الأ ْشع ِري في عدة كتابات ل ،منها\" :مقالات الإسلاميين\" و\"الإبانة\" ،وغيرها ،وقد ذكر في مقالات الإسلاميين هذ المتابعة لما علي سلف الأمة بالحرف ،بعد نن ذكر منهجدم في العقيدة والعبادات\" :فدذ جملة ما يأمرون ب ويستعملون ويرون ، وبكل ما ذكرنا من قولدم نقول والي نذهب\"(. )3 ويقول ال مبوطي -وفي نفس السياق -محِلل ًا كلام الأ ْشع ِري ،نن بقول السلف يقول ،وإلى اختياراتهم يذهب، وهو بري ٌء من هذ الفرق التي مولدت اليوم ،ولم تكن موجود ًة في الزمن الأول ،ثم يضيف -والكلام للبوطي -إن نصحاب الحديث تعلقوا بال ْشع ِري بعد نن نظدر هلل على المتكلمين ،واجتمعوا دول ،وك ُّل من يدعي نن الأ ْشع ِري نبا الحسن نتى ببدعة مخالفة لكتاب هلل -تعالى -مخالفة لسنة النبي -صلى هلل علي وسلم ،بل ومخالفة لكلام الإمام ندمد بن دنبل ،فعلي نن يأتي بالدليل(. )4ولن الأشا ِعرة المتق ِدمون الذين جاؤوا بعد نبي الحسن الأ ْشع ِري متفقون في الأصول ،فسنقتصر على ذكر وادد من نئمتها ،ونجعل هو الممثل للأشعرية المتقدمة ،نو الأ ْشع ِرية الأولى ،وقد اخترنا الإمام الفخر الرازي كما -1هو المستشرق :آرند فنسنك ،هولندي ،كان أستاذ اللغة العربية في جامعة لندن من سنة 7287م ،حتى وفاته( ،ولد1939م توفي سنة 7228م) ،قام برحلات إلى مصر ،وسورية ،وغيرها من بلاد العرب ،وله مؤلفات عدة عن الإسلام،ومن أهم كتبه معجمه بالإنجليزية للألفاظ الواردة في أربعة عشر كتاباً من كتب السنن والسيرة ،نقله إلى العربية الأستاذ:محمد فؤاد باقي ،وسماه \" :مفتاح كنوز السنة\"انظر :محمد فؤاد عبد الباقي ،ترجمة :آرند فنسنك ،معجم الألفاظ لا سيما الغريب منها ،طبع في مطبعة المنار بالقاهرة عام 7284هـ ،.ص. 78 Makdisi Ash„arī and the Ash„arites in Islamic Religious,p.22. -2 . -3أبوالحسنالأ ْشع ِري،مقالاتالإسلاميين،ص.399-4ال ُبوطي:الأ َشا ِعرةهمأهلالسنةوالجماعة،مقطعرائعللبوطي3131/9/35،م،انظرhttp://www .youtube : .com/watch?v=QFO24PAdJQs 144
سبقت الإشارة إلي ،لذلك سنستطلع آراء في مسائل العقيدة المختلفة ،مع الإشارة إلى بعض موافقي من الأشا ِعرة المعاصرين ل نومن جاء بعد ،وبيان ذلك كما سنتناول فيما يلي: المبحث الثاني :الأيدلوجية الأْعشع يرية عرفنا فيما سبق نن الأ ْشع ِري نقربأن على المنهج السلفي في طريقت في \"الإبانة\" و \"الرسالة\" ونن بقولدم يقول ،ولمنهجدم متـبع ،غير نن قوا ِفل من الأ ْشع ِرية لم يوافقوا الأ ْشع ِري في نصول عن الديانة ،ويمكن نن نقسم الأشا ِعرة إلى قسمين: الأول :ميجري ال ِصفات على ما نجراها علي السلف . الثاني :يمـؤ ِولون ال ِصفات على الطريقة ال مكلابية ،وهؤلاء افترقوا في فدمدم للألفاظ الواردة في الكتاب والسنة ،كالاستواء ،والنزول ،واليد ،والقدم... ،وغيرها ،فرقتين: -فرقة تؤول جميع ذلك على وجو محتملة . -فرقة لم تتعرض للتأويل ،ولم تقل بالته ِبي ،ويمكن نن نطلق على هؤلاء الأ ْشع ِرية الأثرية ،وهم الذين التزموا بمذهب الأ ْشع ِري الذي نوضح في كتاب \" :الإبانة\". ثم إن مقالات الأ ْشع ِري المعروفة الآن لدى المصنفين ،تهعرك نن الرجل مذهب وسط ،كما صرح ب في كتاب \"الإبانة\" ،ديث نوضح نن مخالف للمعتزلة ،ولم يقل بما يقول المهِبهة ،ويقرر نن متبع للسلف ،ومن ذلك قول : \"وديانتنا التى ندين بها التمسك بكلام ربنا وسنة نبينا -صلى هلل علي وسلم -وما روي عن الصحابة والتا ِبعين ونئمة الحديث ،ونحن بذلك معتصمون ،وبما كان يقول نبو عبد هلل ندمد بن دنبل -نضر هلل تعالى وجد ،ورفع درجت -قائلون ،ولما خالف قول مخالفون ،لن الإمام الفاضل والرئيس الكامل...الخ\"(. )1-1أبوالحسنالأ ْشع ِري،الإبانةعنأصولالديانة،مكتبةدارالبيان،دمشق،سويا،الطبعةالثالثة3996،م،وانظر:جلاء العينينل لوسي،ص.329 145
إذ اا :الممـؤكد نننا لن نتكلم عن الأشا ِعرة الذين يتـبعون منهج الأ ْشع ِري ،الذي نعلن في الإبانة وغيرها ،بل نحن بصدد ذكر آراء الذين اختلفوا مع السلف في بعض المسائل والقضايا التي برئ منها الأ ْشع ِري ،ولكن هذ الآراء والعقائد والمناهج المخالفة لمنهج الأ ْشع ِري ،صارت علم ًا على الأ ْشع ِرية ،بحيث إذا قيل الأشا ِعرة ،فإن المفدوم الحديث لدذا المصطلح ،ميع ِبر عن الآرائيين الذين نولوا ال ِصفات الخبرية ،واختلفوا مع السلفيين في بعض مسائل الأصول ،وكذلك لم يوافقوهم في بعض الفروع ،وها نحن شهرع في بيان عقيدة الأشا ِعرة ومنهجدم بالضوابط التي نعلناها في معرض هذ الدراسة: المطلب الأول :الأصول العقائدية عند الأ َشاعرة: عرفنا في الفصل الماض ي عند الحديث عن عقيدة السلفيين ،من نهل السنة نصحاب الحديث ،ننهم يقسمون التوديد إلى ثلاثة نقسام (توديد ال ُّرمبوِبية -توديد ال مأ ملوهية -توديد الأسماء وال ِصفات) ،وهذا هو التقسيم الذي نجمع علي السلف ُّيون ،غير نن السادة الأشا ِعرة ،لا يقرون بتقسيم التوديد إلى هذ الأقسام بالتفصيل الذي يذهب إلي السلف ُّيون ،فقد جرى العمل عندهم على إجمال كل هذ المعاشي في معنى شدادة التوديد( ،لاإل إلا هلل ) . ويؤكدون بأن شدادة التوديد هي الأصل في الإيمان ،ولذلك يركز الإمام الفخر الرازي على هذ الكلمة -لا إل إلا هلل -ديث يقول في كتاب المسمى \"من نسرار التنزيل\" قال هلل سبحان وتعالى لرسول (فا ْعل ْم نن لا ِإل ِإلا الل م وا ْست ْغ ِف ْر ِلذ ْن ِبك وِل ْل مم ْؤ ِم ِنين وا ْل مم ْؤ ِمنا ِت والل م ي ْعل مم ممتقلب مك ْم وم ْثوا مك ْم)(. )1 فنجد -ني الرازي -يقول :اعلم نن هلل تعالى قدم الأمر بمعرفة التوديدعلى الأمر بالاستغفار ،والسبب في نن :معرفة التوديد إشار إلى علم الأصول ،والإشتغال بالاستغفار إشارة إلى علم الفروع ،والأصل يجب تقديم على الفرع ،فإن ما لم يعلم وجود الصاشع امتنع القيام بطاعتة وخدمت ،وهذ الدقيق معتبرة فى آيات كثيرة (. )2 -1سورةمحمدالآية.39-2الإمامفخرالدينمحمدبنعمربنالحسينالرازى(المتوفىسنة616هـ)منأسرارالتنزيل،تحقيق:عبدالقادرأحمد عطا،دارالمسلم،مصر3112،م،ص.31 146
ويؤكد الإمام الفخر الرازي نن الدعوة إلى التوديد قد ضمنها القرآن الكريم بالإشارة إلى خلق هلل ،وهي الأشياء الجائزة ،نو الممكنة ،كما يصورها ،فدذ المخلوقات التي خلقدا المولى عز وجل قد خلقدا وسواها بقدرتسبحان ،ولو شاء لم يخلق منها شيئ ًا ،وهي تمثل الدليل على وجود ،وهو -توديد ال ُّرمبوِبية -عند السلفيين ،وعلىوددانيت ،وهذا -توديد ال مأ ملوهية -وهو المعنى الذين تضم قول هلل تعالى( :يا ن ُّيها النا مس ا ْع مب مدوْا رب مك مم ال ِذيخلق مك ْم وال ِذين ِمن ق ْبِل مك ْم لعل مك ْم تت مقون ال ِذي جعل ل مك مم الأْرض ِفراش ًا والسماء ِبناء وننزل ِمن السما ِء ما ًء فأ ْخرج ِب ِ ِمن الثمرا ِت ِرْزق ًا ل مك ْم فلا ت ْجع ملوْا ِلل ِ ننداد ًا ونن مت ْم ت ْعل ممون )(.)1وبين الرازي نن هذ الآيات تمثل نكبر دعوة للتوديد ،ديث بدن بالتذكير بخلق ننفسدم ،ثم من كانقبلدم من الآباء والأجداد ،ثم بخلق الأرض وجعلدا فراش ًا ممددة ،والسماء بنا ًء سات ًرا غطا ًء بما فيها من عجائبالقدرة ،ولما ذكرهذ الدلائل الخمسة رتب المطلوب عليها فقال( :فلا ت ْجع ملوا ِلل ِ ن ْندا ًدا ون ْن مت ْم ت ْعل ممون) ،ويستنبطالرازي من هذ الآيات الدلالة على الصاشع -كما يقول -وذلك :نن هذ الدلائل تدل على وجود الصاشع من وج ،وعلى كون تعالى وادد ًا من وج آخر ،فإنها من ديث ننها ددثت مع جواز نلا تحدث ،ومع جواز نن تحدث على خلاف ما ددثت ب ،يدل على وجود الصاشع القادر ،ومن ديث ننها ددثت لا على وج الخلل (.)2ومما سبق يمكن نن نقول نن الرازي -ردم هلل ،-يسمي هذا التوديد (وجود الصاشع) ،وهذا يمثل الإيمان بأن وادد في خلق ،متفرد بالصنعة لا شريك ل .ويق ِرر معنى -وددانية الصاشع -في مواضع من تفسير ،منها :ما ذكر عند تفسير قول هلل تعالىِ( :إن ِفيخ ْل ِق السماوا ِت وا ْلأْر ِض وا ْخ ِتلا ِف الل ْي ِل والنها ِر وا ْل مف ْل ِك ال ِتي ت ْج ِري ِفي ا ْلب ْح ِر ِبما ي ْنف مع الناس وما ن ْنزل الل م ِمنالسما ِء ِم ْن ماء فأ ْديا ِب ِ ا ْلأْرض ب ْعد م ْوِتها وبث ِفيها ِم ْن مك ِل دابة وت ْص ِري ِف ال ِريا ِح والسحا ِب ا ْل ممسخ ِر ب ْين السما ِء وا ْلأْر ِض لآيات ِلق ْوم ي ْع ِق ملون)(. )3 -1سورةالبقرةالآية(،)33-133وانظر:الفخرالرازي،منأسبابالتنزيل،ص.31 -2الفخرالرازي،منأسبابالتنزيل،ص.31 -3سورةالبقرةالآية.361 147
فك ُّل وادد من هذ الأمور الثمانية يدل على وجود الصاشع سبحان وتعالى ،من وجو كثيرة..... ،إلى ننقال :ومن ديث ننها وقعت على وج الأتساق والانتظام ،من غير ظدور الفساد فيها ،دلت على وددانية الصاشع ()1 .وبدا بوضوح نن الرازي كان موافق ًا على رني الغزالي في تفسير للربوبية بالقدرة على الخلق ،وشسبة الصنعإلي ،بحيث شستطيع القول ننهم توافقوا على هذا المصطلح -توديد الصاشع -فقد قال الإمام الغزالي\" :فإن الدليللما دل على وجود الصاشع سبحان ،دل بعد على نن الصاشع تعالى ،بصفة كذا ،ولا شع ِني بأن تعالى على صفة كذا،إلا نن تعالى على تلك الصفة ،ولا فرق بين كون على تلك الصفة ،وبين قيام الصفة بذات ،وقد بينا نن مفدوم قولنا عالم وادد ،وبذات تعالى علم وادد\" (. )2 المطلب الثاني :التوحيد عند الأ َشاعرة:بتتبعنا لكلام الفخر الرازي ،ومن جاء قبل من علماء الأشا ِعرة ،لادظنا ننهم يجملون في تعريفدم للتوديد بما يهمل معنى (لا إل إلا هلل) ،ويميلون إلى الإغراق والإطناب في الاستدلال على مموجد ال موجود ،ووصفبالصنع ونن هو الخالق ،وهذا لنهم تأثروا بمناظراتهم مع الممه ِككة من المعتزلة ،والكرامية ،لذلك يغلب علىتعريفدم لحقيقة التوديد الطابع الفلسفي ،مع استهدادهم بالنصوص على ما يقولون ،لكن معولدم في نكثر الأديان كان على الأدلة العقلية ،وسرد المسائل التحليلية ،وهي السمة التي اتصف بها المذهب الأ ْشع ِري .ولدذا نجد الإمام الباقلاشي ،في إشارت إلى التوديد يعنون ل بـ \"وحدانية الصانع\" فيقول\" :يجب نن ميعلمنن صاشع العالم جلت قدرت واد ٌد ند ٌد؛ ومعنى ذلك\" :نن ليس مع إل ٌ سوا ،ولا من يستحق العبادة إلا إيا .... ،إلى نن قال :ونريد من ذلك نن لا شبي ل ولا نظير ،ونريد بذلك نن ليس مع من يستحق الالدية سوا ،وقد قال تعالى( :إ َّن َما الل ُه إ َل ٌه َوا يح ٌد) ومعنا :لا إل إلا هلل\" (.)3وقد سلك فضيلة الهيخ والدكتور :محمد سعيد رمضان ال مبوطي في كتاب المسمى \"كبرى اليقينياتالكونية\" طريقة الأشا ِعرة المتقدمين في اهتمامدم بالدليل العقلي ،وتبيين ال محجة بواسطت ،والاستدلال على -1الفخرالرازي،التفسيرالمسمى\"مفاتحالغيب\"ج1ص.3 -2الإمامالغ َّزالي،الاقتصادفيالاعتقاد،ص.311 -3الباق َّلاني،الإنصافص.11 148
شواهد بما يتضمن الكون من المحسوسات ،على ما اقتضت دكمة هلل نن يغيب عنا من العالم العلوي ،وهو فيهذا إنما سلك طريقة الإمام نبي دامد الغزالي والفخر الرازي ،وغيرهما من المتكلمين ،لذلك نجد نول ما ميعنى فيمسائل الإيمان :بـ\"وجود هلل -تعالى ،\"-ويجعل الإيمان بوجود تعالى نساس مسائل العقيدة كلدا ،وهو ما يجب نن ميعنى ب نول ًا للنهوض بالعقل للتأمل -دسب ما يهيرال مبوطي -ومن ثم الإيمان بها (. )1واستمر ال مبوطي في تأكيد على مسألة البراهين العقلية للاستدالال على وجود الصاشع ،ونن هذ دعوى عملية ،يستدل عليها بإددى طريقتين:الأولى -التحقيق في وجود هلل مباشرة ،وفق المنهج العلمي في الاستدال على القضايا العلمية غير المهاهدة .الثاني -ترك البحث في ذات هلل تعالى ،والبدء بالنظر في الأخبار المنقولة إلينا عن دقيقة الكتاب المنزلمن سبحان وتعالى\"القرآن الكريم\" دتى إذا تحققنا بالبراهين القاطعة من صحة نقل إلينا بواسطة محمد -صلى هلل علي وسلم -الذي فسر هذا البرهان بالحقيقة العلمية المنسجمة مع الدعوى ،والتي قعد لدا ال مبوطي بقول : \"التلازم البين ،وقياس الأولى\" (.)2ومن هنا يتبين لنا مدى تأثر ال مبوطي بالاستهدادات ،وولع بالبحث عن الأ ِدلة والبراهين العقلية علىمسألة وجود هلل -تعالى ،-وهي القضية التي شغلت بال الفلاسفة والمستهرقين منذ قديم الزمان ،ودتى نيامنا هذ ،والسؤال الذي يطرح هنا ،ويحتاج منا إلى إجابة هو:هل تقول الأشا ِعرة بالدليل النقلي ،وقيام للادتجاج على المسائل العقائدية ،كمسألة الوجود، والوددانية ،وغيرها ؟ . للجابة عن هذا السؤال نثيرهذ المسألة في المطلب التالي: -1محمدسعيدرمضانال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،دارالفكر،دمشق3999،م،ص.99 -2ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.95 149
المطلب الثالث :حجية ال َّدليل النقلي عند الأ َشاعرة في باب العقائد: يرى جمدور الأشا ِعرة نن الدليل النقلي لابد من اتساق مع الحجة العقلية ،دتى يحكم بصحة اعتبار دليل ًا على مسائل الغيب المختلفة ،هذا ما ذكر الإيجي في كتاب \"المواقف\" ديث ذكر نن المعتزلة ،وجمدور الأشا ِعرة ذهبوا إلى نن الدلائل النقلية لا تفيد اليقين ،لتوقفدا -ني توقف كونها مفيدة لليقين -على العلم بالوضع ،ني وضع الألفاظ المنقولة عن النبي معان مخصوصة ،والإرادة ،ني وعلى العلم بأن تلك المعاشي مرادة من (. )1 وهو ما ذهب إلي الإمام الفخر الرازي -ردم هلل تعالى -عند تفسير قول تعالى( :ر ِب اشرح ِلي ص ْد ِري)(،)2 ديث نشار الرازي إلى نن هذا دعاء من سيدنا موس ى لله تعالى ،وقد كان اشهراح الصدر ديث قال ل بعدها( :ق ْد منوِتيت مس ْؤلك ياموس ى)( ،)3فكيف قال بعدها (إننا نخاف) ،فإن دصول الخوف يمنع من دصول شرح الصدر، والجواب :نن شرح الصدر عبارة عن تقويت على ضبط تلك الأوامر والنواهي ،ودفظ تلك الهرائع على وج لا يتطرق إلي السدو والتحريف ،وذلك ش يء آخر غير زوال الخوف ......فإنهما استظدرا بأن سألا ربهما ما يزيد في ثبات قلبهما على دعائ وذلك بأن ينضاف الدليل \"النقلي إلى العقلي\" زيادة في الطمأنينة كما قال( :ولكن لي ْطم ِئن ق ْل ِبي)(.)4 وتدور خصومة دادة بين السلفيين (نهل السنة نصحاب الحديث) ،والأ ْشع ِريين (نهل السنة نرباب الكلام) ،في اعتبار الدليل النقلي من نخبار الآداد دليل ًا ميعت ُّد ب في مسائل العقائد ،وانقسموا بين مقر للأدلة النقلية آداد ًا كانت نم متواترًة بإفادتها للعلم اليقيني ،في الأصول والفروع ،ومنهم من قال بإفادة الدليل النقلي من الأخبار المتواترة في باب العقائد والعبادات ،وعدم إمضاء الآداد في الأصول ،والقول ب في الفروع ،ومن الذين قالوا برِد خبر الآداد في الأصول ،المتكلمون الأشا ِعرة الذين ن ُّصوا على ذلك ،ومنهم الإمام الباقلاشي ديث قال: \"تواضع المتكلمون والفقداء على تسمية كل خبرق مصرعن إيجاب العلم بأن خبروادد ،وسواء عندهم روا الوادد-1عضدالدينعبدالرحمنبنأحمدالإيجي،المواقف،تحقيق:عبدالرحمنعميرة،دارالجيل،بيروت،الطبعةالأولى، ،3999ج3ص.319 -2سورةطهالآية.32 -3سورةطهالآية،16أنظر:الإمامالفخرالرازي،تفسيرالرازي،أومفاتحالغيب،ج33ص.21-4سورةالبقرةالآية،361انظرالإمامالفخرالرازي،تفسيرالرازي،ج31ص،133وانظر:محمدبنأحمدالشربيني، شمسالدين،تفسيرالسراجالمنير،دارالكتبالعلمية،بيروت(،بدونتاريخطباعة)ج3ص.166 150
نو الجماعة ....وهذا الخبر لا يوجب العلم\"( )1ومنهم ابن فورك ،والبغدادي ،والجويني ،والغزالي ،والرازي ،والآمدي، ولم ميعلم خلاف بينهم في هذ المسألة(. )2 وهذا ما اختار الإمام ال مبوطي ،وجعل نصل في المعرفة ،ديث ذكر نن الخبر الظني -وهو خبر الآداد -لا يفيد العلم اليقيني ،لذلك لا تترتب المعرفة الحقيقية علي ،ولا يقبل في باب العقائد - ،ويضيف قائل ًا -إن القرآن الكريم نهى عن اتباع الظ ِن ،وهو في هذا يهير إلى قول تعالى( :وما يت ِب مع ن ْكث مر مه ْم ِإلا ظن ًا ِإن الظن لا مي ْغ ِني ِمن ا ْلح ِق ش ْيئ ًا ِإن الل علي ٌم ِبما ي ْفع ملون)(. )3 وإلى اختيارات البوطي في هذا الباب يذهب عموم الأشاعرة ،يقول السقار\" :العقيدة قطعية يقينية، والظني ينوء بحمل القطعي ،نما إذا دصل العلم بمضمون خبر الآداد فلاخلاف في إثبات العقيدة ب \"( ،)4يعني نن دصول العلم ب متوقف على النظر والاستدلال ،ويبدوا نن السقار بهذا القول يؤيد ما يذهب إلي جمع غفير من الأشاعرة ،وعدت من نصولدم في الاعتقاد ،ديث يرون نن الاستدلال والنظر شرط في صحة الإيمان ،ولا يؤخذ الإيمان عندهم بالتقليد ،وعلي ؛ فلابد من موافقة دديث الآداد للاستدلال العقلي ،فلا يكفي نن يكون صحيح ًا مرويا في البخاري ومسلم نو غيرهما ،بل لابد من موافقت للهواهد العقلية دتى يتم قبول وإمضاؤ في باب العقائد . المطلب الرابع :شروط البوطي لقبول الخبر: وافق ال مبو ِطي شيخ الأشاعرة الإمام الرا ِزي في هذ المسألة ،ديث كان يرى نن خبر الآداد مفي ٌد في العلم الهرعي -يعني الأدكام الهرعية -ولا يجوز إعمال في الأدكام الاعتقادية ،وهذا بالتحديد ما ذكر الرازي في كتاب : \"المحصول في علم الأصول\" ونمى إلى نن هذا القبول لخبر الآداد يكون مع اشتراط الصحة ،ديث قال\" :إن خبر -1أبيبكرمحمدبنالطيببنالباق َّلاني،التمهيد،المكتبةالشرقية،بيروت3929،م،ص.156-2محمدبنعمربنالحسينالرازي،المحصولفيعلمالأصول،تحقيق:طهجابرفياضالعلواني،جامعةالإماممحمدبن سعود الإسلامية ،الرياض ،الطبعة الأولى ،3111 ،ج1ص ،199وانظر :السقار :الطالب صهيب محمود السقار، الاحتجاجبخبرالاحادفيمسائلالاعتقاد،رسالةماجستير،جامعةصدامللعلومالاسلامية3999،م،ص. 319 -3سورةيونس،الآية.16 -4صهيب السقار ،الاحتجاج بخبر الاحاد في مسائل الاعتقاد ،ص. 848 151
الوادد دليل من ندلة الهرع\"( ،)1غ ْير نن ال مبو ِطي نوضح كيف ميقب مل خبـر الآداد عند الأشاعرة ،فقد ذكر شروط ًا ثلاثة لقبول ،نذكرها باختصار: التأكد من صحة النصوص الواردة والمنقولة عن فم سيدنا محمد -صلى هلل علي وسلم ،-قرآن ًا كانت هذ النصوص ،نم دديث ًا ،دتى نصل إلى اليقين بنسبتها إلي (. )2 الوقوف بدقـة على ما تتضمن وتع ِني تلك النصوص ،بحيث يطمئن إلى ما يع ِني ويقصد صادب تلك النصوص (.)3 عرض دصيلة تلك المعاشي والمقاصد التي وقف عليها ،والتأكد منها على موازين العقل والمنطق، لتمحيصدا ومعرفة موقف العقل منها (.)4 ولم يح ِدد ال مبوطي مقصود بهذ الهروط -الخبر الآداد نو الخبر المتواتر -بمعنى نن لم يذكر خبر الآداد بالنص ،ولكن؛ يتبين هذا من خلال درايتنا بمذهب الأشا ِعرة في نخبارالآداد ،ديث ننهم لم يتعرضوا للخبر المتواتر بالنقد ،إنما كان خلافدم في خبر الآداد ،وبهذا شعلم نن ال مبوطي وكذلك عموم الأ ْشع ِرية قديم ًا ودديث ًا ،ن ُّصوا على ضرورة اشسجام النقل مع العقل ليتم قبول ،واتساق معا ِشي النصوص مع ما يلزم العقل من فدم لظواهر الأشياء ،والاستدلال عليها عن طريق الهواهد العقلية القاطعة ،وليس بالنقل المجرد عن الفكر ،ومن هنا يمكن استيضاح هذ المسألة من خال الإجابة عن هذا السؤال: مسألة :هل يجوز التقليد في مسائل العقيدة؟ ذكر الإمام ابن حجر تفصيل ًا ماتع ًا في هذ المسألة ،يوضح نن الأمر خلافي ،ونورد ثلاثة نقوال لهل العلم ديث قال الحافظ ابن حجر -ردم هلل -ما نص \"وقرنت في جزء من كلام شيخ شيخنا الحافظ صلاح الدين -1الفخر الرازي محمد بن عمر بن الحسين الرازي ،المحصول في علم الأصول ،تحقيق :طه جابر فياض العلواني، جامعةالإماممحمدبنسعودالإسلامية،الرياض،الطبعةالأولى3111،هـ،ج1ص.199 -2ال ُبوطي،ال َّسلفيةفترةزمنيةمباركة،ص.61 -3ال ُبوطي،المرجعالسابق،ص.61 -4المرجعالسابق،ص.61 152
العلائي( ،)1ما ملخص :نن هذ المسألة مما تناقضت فيها المذاهب وتباينت بين ممف ِرط و ممف ِرط ومتو ِسط ،وسأذكر هذ الأقوال التي جمعدا ابن حجرباختصاروتص ُّرف كبيروهي كما يلي: -الأول :قول من قال يكفي التقليد المحض في إثبات وجود هلل تعالى ،وشسب هذا القول إلى عبيد هلل بن الحسن العنبري( ،)2وجماعة من الحنابلة ،والظاهرية(.)3 -الثاني :قو ٌم بالغوا فحرموا النظر في الأدلة ،واستندوا إلى ما ثبت عن الأئمة الكبار في ذم الخوض في علم الكلام ،وهؤلاء عامة نهل الحديث ،واتهم نرباب هذا القول بالغلوا والإفراط . -الثالث :من وقف صحة الإيمان على معرفة الأدلة من علم الكلام ،وشسب ذلك لبي إسحاق الإسفراييني وآخرين ( ،)4وهؤلاء جنحوا بعيدا في التعويل على الدليل العقلي. وقد رد علامة المذهب الأشعري الإمام نبي دامد الغزالي ،على هؤلاء المتكلمين الذين اشترطوا الاستدلالات العقلية في صحة الإيمان ،ووصفدم بأنهم شرذمة نسرفت في تضييق ردمة هلل -تعالى -فقال\" :نسرفت طائفة فكفروا عوام المسلمين ،وزعموا نن من لم يعرف العقائد الهرعية بالدلة التي درمروها ،فدو كافر ،فضيقوا ردمة هلل الواسعة ،وجعلوا الجنة مختصة بهرذمة يسيرة من المتكلمين\" (. )5-1هو خليل بن كيكلدي الشيخ الإمام الع َّلامة الحافظالمح ّدث الفقيه الأصولي الأديب صلاح الدين بن العلائي الدمشقيال ّشافعي،ولدسنة691هـ،أولسماعهصحيحمسلمسنة911هـعلىالشيخشرفالدينالفزاريخطيبدمشقعنالمشايخالأربعةعشر،وفيهاك َّملعليهختمالقرآنالعظيم،ثمإ َّنهسمعالبخار ّيعلىابنمش ّرفسنة911هـ،،وفيهاابتدأ بقراءة العربية وغيرها على الشيخ نجم الدين القحفازي ،والفقه والفرائض على الشيخ زك ّي الدين زكري ،ومنتصانيفهأيضاًكتاب\":ال ّنفحاتالقدسيةفيمجلدكبير\"و\"برهانال ّتيسيرفيعنوانالتفسير\"،توفيسنة963هـ،انظر: الصفدي،الوافيبالوفايت،ج1ص،193وانظر:الزكلي،الأعلام،ج3ص.133-2عبيداللهبنالحسنالعنبريولدسنة311هـ،وقيلسنة316هـ،ويعدمنأتباعال َّتا ِبعين،تولىالقضاءبالبصرةوهوصدوقمقبول،وقداتهمهبعصهم،قالابنالقطان:بئسعبيداللهبالمذهبعلىماذكرهأحمدبنأبيخيثمةوغيره،قالصاحب ميزان الاعتدال :قد خرج له مسلم .وقال النسائي :ثقة فقيه .وقال ابن سعد :كان ثقة محمودا عاقلا من الرجال،وروى عبيد الله عن خالد الحذاء .وعنه معاذ بن معاذ الانصاري ،وعبد الرحمن بن مهدى .توفى سنة 365هـ .انظر:المزي ،يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي ،تهذيب الكمال ،تحقيق :بشار عواد معروف ،مؤسسة الرسالة،بيروت،الطبعةالأولى3951،م،ج39ص،36وانظر:الذهبي:شمسالدينمحمدبنأحمدالذهبي،ميزانالاعتدالفي نقدالرجال،تحقيق:محمدرضوانعرقسوسي،مؤسسةالرسالة3119،مج1ص.2 -3ابنحجر،فتحالباري،ج3ص.391 -4ابنحجر،فتحالباري،ج3ص.391 5ابنحجرفتحالباري،ج3ص.391 153
وهذا لا يعني نن الأئمة الأوائل لم يقولوا بالدليل العقلي ،ونهميت في الاستدال على وجود هلل ،فظاهرالقرآن يدل على التفكروالتدبرفي مخلوقات سبحان للاستدلال على عظم قدرت ،ومن ذلك ما نقل عن الهافعي عندما سئل عن وجود الصاشع ،فقال :هذا ورق التوت طعم وادد تأكل الدودة فيخرج من الإبريسم ( ،)1وتأكلالنحلة فيخرج من العسل ،وتأكل الهاة والبعيروالأشعام فتلقي بع ًرا وروثا ،وتأكل الظباء فيخرج منها المسك وهو ش يء وادد (.)2وكذلك الإمام ندمد بن دنبل ديث سئل عن ذلك فقال :هاهنا دصن دصين نملس ،ليس ل باب ولامنفذ ،ظاهر كالفضة البيضاء ،وباطن كالذهب الإبريز( ،)3فبينا هو كذلك إذ انصدع جدار ،فخرج من ديوان سميع بصير ،ذو شكل دسن وصوت مليح ،يعني بذلك البيضة إذا خرج منها الدجاجة (.)4لكن الذي عد السلف ُّيون على الأشا ِعرة ،معولدم على الدليل العقلي ،ووقف بعضدم صحة الإيمان علىالاستدلالات العقلي ،دتى إننا رنينا الفخر الرازي يوجب الاستهداد بالدلة العقلية ،والوقوف على الحجج ،في معرفة الإل ،مما اعتبر بعض نصحاب الحديث تك ُّلف ًا في طلب الدليل على ما هو واجب عقل ًا .ومن الهواهد على ذلك ما قال الإمام الفخر الرازي ،عند تفسير قول تعالى( :ن ْم مك ْن مت ْم مشدداء ِإ ْذ دضري ْع مقوب ا ْلم ْو مت ِإ ْذ قال ِلب ِني ِ ما ت ْع مب مدون ِم ْن ب ْع ِدي قا ملوا ش ْع مب مد ِإلدك وِإل آبا ِئك ِإ ْبرا ِهيم وِإ ْسما ِعيل وِإ ْسحاق ِإل ًداوا ِد ًدا ون ْح من ل م مم ْسِل ممون)( ،)5ديث ن ْزرى بالذين يقولون بالتقليد ،ونعظم النكير عليهم ،فقال :تمسك فريقان من نهل الجدل ،وشذوا عن قواعد العلم ،وهم: -الأول :المقلدة قالوا :إن نبناء يعقوب اكتفوا بالتقليد ،وهو علي السلام ما ننكر عليهم فدل على نن التقليد كاف. -1الإبريسم:أحسنالحرير،انظر:القاموسالفقهي،ص.33 -2ابنكثير،تفسيرالقرآنالعظيم،ج3ص.399 -3الإبريزمنالذهب:الخالصوهوالإبرزيوالعقيانوالعسجد،انظرتاجالعروس،ج3ص.19 -4ابنكثير،تفسيرالقرآنالعظيم،ج3ص.399 -5سورةالبقرةالآية.311 154
-الثاني :التعليمية ،قالوا :لا طريق إلى معرفة هلل -تعالى -إلا بتعليم الرسول والإمام ،والدليل عليهذ الآية ،فإنهم لم يقولوا :شعبد الإل الذي دل علي العقل ،بل قالوا :شعبد الإل الذي ننت تعبد وآباءك يعبدون ،وهذا يدل على نن طريق المعرفة هو التعلم(.)1ويجيب الرازي على هؤلاء بقول :كما نن ليس في الآية دلالة على ننهم عرفوا الإل بالدليل العقلي ،فليسفيها نيض ًا دلالة على ننهم ما نقروا بالإل إلا على طريقة التقليد والتعليم ،ثم إن القول بالتقليد والتعليم لما بطل بالدليل ،علمنا نن إيمان القوم ما كان على هذ الطريقة ،بل كان داصل ًا على سبيل الاستدلال (.)2 ويطرح الرازي تساؤل ًا آخر ،لتوضيح معان خفية في الآية ،فيقول :فلم لم يذكروا -ني نبناء يعقوب علي السلام -طريقة الاستدلال؟ .وقد نجاب عن ذك بقول :إنما قالوا ذلك لادتمالات ثلاث ،ويستبعد الإمام الفخر الرازي فكرة التقليد نهائي ًا فيقول: الأول :الاختصارفي القول من شرح صفات هلل -تعالى -بتوديد ،وعلم وقدرت وعدل .الثاني :نن نقرب إلى سكون نفس يعقوب علي السلام ،فكأنهم قالوا :لسنا نجري إلا على مثل طريقتك، فلا خلاف منا عليك فيما شعبد ونخلص العبادة ل .الثالث :لعل هذا إشارة إلى ذكر الدليل على وجود الصاشع ديث قال في آية نخرى( :يانيها الناس اعبدوارب مك مم الذى خلق مك ْم والذين ِمن ق ْبِل مكم)( ،)3وهدنا مرادهم بقولدم( :ش ْع مب مد إلدك وإل آبا ِئك) ،ني :شعبد الإل الذي دل علي وجودك ،ووجود آبائك ،وعلى هذا الطريق يكون ذلك إشارة إلى الاستدلال لا إلى التقليد (.)4ونجد في موضع آخر يقول :عند قول تعالىِ( :إلا نما ِشي وِإ ْن مه ْم ِإلا ي مظ ُّنون)( ،)1ديث يقول .....\":وثانيها: بطلان التقليد مطلق ًا ،وهو مهكل لن التقليد في الفروع جائزعندنا (.)2 -1الفخرالرازي،التفسيرالكبيرأومفاتحالغيب،ج3ص.162 -2المرجعالسابق،ج3ص.162 -3سورةالبقرةالآية.33 -4الفخرالرازي،التفسيرالكبير،أومفاتحالغيب،ج3ص.166 155
ويقرر الرازي القاعدة التي يجمع عليها الأشا ِعرة قديم ًا ودديث ًا وهي\" :جواز التقليد في الفروع -ني العبادات والمعاملات -ومنع في باب الأصول -وهي العقائد\".وفي موضع آخر يستهدد الرازي بقول تعالىِ( :إن ِفي خ ْل ِق السماوا ِت وا ْلأْر ِض وا ْخ ِتلا ِف الل ْي ِل والنها ِروا ْل مف ْل ِك ال ِتي ت ْج ِري ِفي ا ْلب ْح ِر ِبما ي ْنف مع الناس وما ن ْنزل الل م ِمن السما ِء ِم ْن ماء فأ ْديا ِب ِ ا ْلأْرض ب ْعد م ْوِتها وبث ِفيها ِم ْن مك ِل دابة وت ْص ِري ِف ال ِريا ِح والسحا ِب ا ْلممسخ ِرب ْين السما ِء وا ْلأْر ِض لآيات ِلق ْوم ي ْع ِق ملون)(.)3ويقول إن هذا دليل واضح على بطلان التقليد ،ونن الآية دلت على نن لابد من الاستدلال على وجود الصاشع بالدلائل العقلية ،ونن التقليد ليس طريق ًا نلبتة إلى تحصيل هذا الغرض (.)4والرازي في هذا خالف إمام المتكلمين نبي دامد الغزالي ،الذي لم يهترط التقليد في الاعتقاد ،ونكثرمعول على الوصول للمعتقد الصحيح الذي لايبعد دسب رني الغزالي نن يكون التقليد ندد طمـرق ،وفي هذايقول\" :ولا يغرنك ما ميه ِول ب من ميعظم صناعة الكلام من نن الأصل ،والفق فرع ل ،فهي كلمة دق ،ولكنها غيرنافعة في هذا المقام ،فإن الأصل هو الاعتقاد الصحيح ،والتصديق الجازم ،وذلك داصل بالتقليد ،والحاجة إلى البرهان ودقائق الجدل نادرة\" (.)5ومن هنا علمنا نن ثمة خلاف بين الأشا ِعرة في مسألة التقليد التي يقول بها السائرون في ركب التيارالسلفي ،ديث يجمعون على جواز صحة التقليد للعا ِمي لمن يوثق في دين ونمانت ،وبيان قولدم في هذ المسألة على رنيين: الأول -تحريم التقليد على من يعرف الدليل وكيفية الاستدلال. -1سورةالبقرةالآية.95 -2الفخرالرازي،التفسيرالكبير،ج3ص.393 -3سورةالبقرةالآية.361 -4الفخرالرازي،التفسيرالكبيرأومفاتحالغيب،ج3ص.151 -5الإمامأبيحامدالغ َّزالي،الاقتصادفيالاعتقاد،ص.11 156
الثاني -جوازالتقليد لمن لا يعرف الدليل؛ بأن يقلد من يثق بعلم ودين من نهل العلم (. )1 المطلب الخامس :أقسام التوحيد عند الأ َشاعرة: عرفنا في ما سبق نن الأشا ِعرة ينظرون للتوديد بما تقتضي الهدادتين من المعاشي ،ونساس المعتقد عندهم مبني على المعرفة اليقينية التي تقوم على الأدلة المتواترة المقطوع بصحتها ،والتي لا تتعارض مع العقل الذي هو نصل في الاستدلال ،كما يذهب إلي جمدور الأشا ِعرة . ولكننا لا شسلم نن الأشا ِعرة لم يكن لدم مفدوم محدد لقضية التوديد ،والقول بأن الأشا ِعرة لم تتفق على تعريف محدد لمسألة التوديد ،تجن وظل ٌم لدؤاء الأعلام الذين بذلوا جددهم ،وننفذوا وقتهم للذود عن دياض العقيدة ،وللتقريب بين النقل والعقل في قضايا المغيبات ،ولدذا يذكر الرازي ،نن نصدق كلمة قيلت في تعريف التوديد ،وكانت موضع اتفاق ،كما نشار نيض ًا إلى ننها ندسن ونفضل كلمة قيلت فى توديد الباري -جل وعلا -وهي ما نقل عن الإمام على بن نبى طالب -رض ى هلل عن \" :-نن تعرف كل ما يتصور فى ذهنك فالله سبحان وتعالى بخلاف \" (. )2 إلا نن الأشا ِعرة لما عنوا بقضايا الاستدلال على التوديد ،ضاع التعريف في بسطدم وعرضدم لدذ الاستدلالات ،ولكن بالمتابعة والمدارسة لمجموع نقوالدم ،يتبين ننهم متفقون على تعريف وادد للتوديد ،وهو المتضمن لمعنى (لا إل إلا هلل) ،ويظدر تعريف التوديد في نبحاث الإمام الفخر الرازي ،وتفسير معنى الهدادتين، ديث يقول\" :هو نفى ال ُّرمبوِبية عن غير ،ثم إثباتها ل ،آكد فى الإثبات ،من إثباتها ل من غير نفيها عن غير ،كما نن قول القائل :ليس فى البلد عالم غيرفلان نقوى فى باب المدح من قولنا :فلان عالم البلد\" (.)3 ومن قال إن السادة الأشا ِعرة لم يذكروا معاشي توديدي (ال ُّرُبويب َّية ،وال ُأ ُلوه َّية) في مصنفاتهم، وادتجاجاتهم ،فقد جانب الصواب ،وعلى القائل ب الإتيان بالدليل ،فإذا تتبعنا كتب الأولين من الأشا ِعرة ،نجد ننهم قد نشاروا إلى معاشي هذا التوديد ،عند تبيين فساد بعض المعتقدات ،ومن ذاك ما نشار إلي إمام الحرمين -1صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ،الملخص في شرح كتاب التوحيد ،دار العاصمة الرياض الطبعة الأولى، 3113م،ص.395 -2الفخرالرازي،منأسرارالتنزيل،ص.311 -3المرجعالسابق،ص.319 157
الجويني -ردم هلل -في كتاب المسمى \"العقيدة النظامية\" ديث يقول\" :دتى انتهى مغلا ٌة إلى التهكيك نو التمثيل نو التمسك -تعالى هلل عن قول الزائغين -والذي دعاهم إى ذلك طلبهم ربهم من المحسوسات ،وما يتهكل في الأوهام ويتقدر في مجاري الوساوس ،وخواطر الدواجس ،وهذا ديد بالكلية عن صفات \"الإلاهية\" ،وني فرق بين هؤلاء، وبين من يعبد بعض الأجرام العلوية (.)1 ومن تتبع كلام الإمام الفخر الرازي في مسائل الإيمان ،وتحليلات ،واستنباطات ،واستدلالات المختلفة، يرى نن هذا الإمام العلم يؤكد على هذا المعنى ،وإن لم يصرح بتقسيم على النحو الذي اختار المتأخرون والمتقدمون من نهل السنة نصحاب الحديث (ال َّسلفيين) ،وذلك عند تفسير قول تعالىِ( :إن الصلاة ت ْنهى ع ِن ا ْلف ْحهاء وا ْل ممنك ِرول ِذ ْك مرالل ِ ن ْكب مروالل م ي ْعل مم ما ت ْصن معون)(. )2 ديث يقول الرازي عند تفسيرها( :تنهى عن الفحشاء والمنكر) ،هو ننها تنهى عن التعطيل والإشراك، والتعطيل هو إنكار وجود هلل ،والإشراك إثبات نلوهية لغير هلل ،فنقول التعطيل عقيدة فحهاء ،لن الفادش هو القبيح الظاهر القبح ،لكن وجود هلل نظدر من الهمس ،وما من ش يء إلا وفي آية على هلل ظاهرة ،وإنكار الظاهر ظاهر الإنكار ،فالقول بأن لا إل قبيح ،والإشراك منكر( ،)3ويؤكد الرازي على هذا المعنى بوضوح ،وذلك عند قول تعالى( :وا ْص ِب ْر ِل مح ْك ِم رِبك)( ،)4ديث قال :وقال علي السلام \"الرضا بالقضاء باب هلل الأعظم\"( ‘)5فدذة الحرفة متعلقة بك فى دفظ \"عدد العبودية \" ،وإذا وفيت بعدد العبودية وهو نولى نن يفي \"بعدد ال ُّرمبوِبية\" كما قال تعالى -1إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني ( المتوفى سنة 195هـ ) ،العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية،تحقيق:محمدزاهدالكوثري،المكتبةالأزهريةللتراث3993،م،ص.33 -2سورةالعنكبوتالآية.12 -3الفخرالرازي،تفسيرالقرآنالكريم،المسمىمفاتحالغيب،ج33ص.396 -4سورةالطورالآية.15-5أقول:بحثتعنهفيكتبالحديثفلمأجدهبهذاالنص،وقدأوردهالرازيفيكتابه\":منأسرارالتنزيل\"بقوله:وقالعليهالسلام\"،...ص،99وقدوجدتمنأشارإلىهذاالأثر،فقدذكرهالسلميفيتفسيره،وقدنسبهللجنيد،حيثقال.:..وقالالجنيدرحمةاللهعليه\":الرضاسرورالقلبب ُمرالقضاء،وقال:الرضابابالله الأعظم\"،انظر :أبوعبدالرحمنمحمدبنالحسينبنموسىالأزديالسلمي،تفسيرالسلميوهوحقائقالتفسير،تحقيق:سيدعمران،دارالكتبالعلمية ،بيروت3113 ،م ،ج3ص ،351وابن عجيبة في تفسيره البحر المديد ،ج2ص ،315وفي تحفة الأحوذيللمباركفوري ج3ص ،239قال\" :وبجميع قضائه وقدره فإن الرضا بالقضاء باب الله الأعظم\" تحفة الأحوذي،ج3ص ،392وعند الملا علي قارئ ،مرقاة المفاتيح ،قوله\" :والإضافة فيهما وفي مرقاة المفاتيح للملا علي قارئ،ج1ص ،332قال\" :والإضافة فيهما للإختصاص والمراد بهما الفرد الكامل الموصوف بهما رضيت بالله ربا تمييز ،أيبربوبيتهوبجميعقضائهوقدره،فإنالرضابالقضاءبابالله\" ولكن؛لمينسبهللنبيصلىاللهعليهوسلم،غيرالإمامالفخرالرازي كما م َّر علينا في كتابه\"من أسرار التنزيل\" ،وذكره الفخر الرازي أيضاًفي تفسيره ج2ص ،399بقوله :وفيالحديث)...فقديكونهذامماالتبسعلىالإمامالرازي-رحمهاللهتعالى-؛ولايخفىأهميةالإيمانبالقضاءوالقدر، وفيذكرمكانتهمنالعقيدةأحاديثصحاحكثيرة،ليتالإماماكتفىبهافيهذاالباب،عفااللهعناوعنه.واللهأعلم. 158
(ون ْو مفوا ِبع ْد ِدي منو ِف ِبع ْد ِد مك ْم)( ،)1فتحفظ هذ المعرفة فى قلبك ،وهذا الذكرفى لسانك واجعلدا نور ًا باقي ًا معك فى القبروالظلمات والقيامة (. )2 فإن قول \" :عدد العبودية\" تعني توديد الألوهية ،وقول \" :بعدد الربوبية\" ظاه ٌر في إشارت إلى توديد الربوبية ،وعلى هذا نقول :إن الأشا ِعرة نظروا للتوديد بمفدوم العام ،الذي يهتمل على معنى شدادة التوديد، غير ننهم نطنبوا في ذكر الهواهد والاستدلالات العقلية ،على معنى الهدادتين ،ولم يص ِردوا بتفصيل نقسام التوديد على المعنى الذي ذهب إلي نهل السنة من نصحاب الحديث (ال َّسلفيين) قديم ًا ودديث ًا ،وإن كانت هذ المفاهيم من توديد ال ُّرمبوِبية وال مأ ملوهية ،موجودة في نبحاثهم وتأويلاتهم ،دول معنى الهدادتين ،مما جعل كثي ًرا من السلفيين المعاصرين يتهمونهم بالغموض في طرح نفكارهم في فكرة التوديد ،ونن نسلوبهم يوصف بالتك ُّلف والتعقيد في سرد الأدلة ( ،)3ولكننا شعتقد مع هذا كل ،نن الأشا ِعرة لم يبتعدوا كثي ًرا عن معنى التوديد بقسمي : (ال ُّرُبويب َّية وال ُأ ُلوه َّية) ،وإن بقي بينهما الخلاف على كيفية الاستدلال على هذ المعاشي ،نما مفدومدم لتوديد الأسماء وال ِصفات ،فقد بقي ولا يزال الخلاف في قائم ًا بين المدرستين السلفية والأ ْشع ِرية ،كما سيأتي بيان إن شاء هلل في المبحث التالي: المبحث الثالث :توحيد الأسماء وال يص َفات عند الأَْشا يعرة: هذا المبحث من نهم نقسام التوديد وهو مربط الفرس في النزاع الدائر بين السلفيين والأشا ِعرة قديم ًا ودديث ًا ،وهو نساس الخلاف ،ول ُّب ال ِصراع ،وكل من الفريقين يرى نن الحق مع ،وكل منهم يهير إلى تنزي هلل تعالى ،وتعظيم وتقديس ،فل سبحان الأسماء الحسنى ،وال ِصفات ال معلا ،ولن شسدب في ذكر الفارق بين كل من الفريقين ونقاط الخلاف بين الجماعتين ،سوى ما سيكون من إشارات لذلك ،لننا سنفرد إن شاء هلل فصل ًا كامل ًا للمقارنة والنقد والتحليل ،فيما سيأتي إن شاء هلل ،ولكننا سنعرض إلى ذكر آراء السادة الأشا ِعرة ،في مسألة الأسماء وال ِصفات ،وفق القواعد التي نشرنا إليها من قبل . -1سورةالبقرةالآية.11 -2الفخرالرازي،منأسرارالتنزيل،ص.99-3انظر:خالدعبداللطيفبنمحمدنور،منهجأهلالسنةوالجماعةومنهجالأ َشا ِعرةفيالتوحيد،مكتبةالغرباءالأثرية، الطبعةالأولى3992،م،ص.352 159
أسماء الله تعالى: اختلف العلماء في مسألة الأسماء هل هي توقيفية ،نم نن يجوز نن تهتق من الأفعال التي تليق ب تعالى ،وللعلماء في ذلك آراء متعددة ،فقال المعتزلة والكرامية\" :نن اللفظ إذا دل العقل على نن المعنى في ثابت في دق هلل سبحان جازإطلاق ذلك اللفظ على هلل تعالى ،سواء ورد التوقيف ب نو لم يرد\" (. )1 وقد نقل الخلاف بين بعض نئمة الأشا ِعرة في هذ المسألة نيض ًا ،على الرغم من نن القول المهدور عند الأشا ِعرة بوقفية الأسماء وال ِصفات ،ويرى الإمام الغزالي نن هذ المسألة شغلت بال المتكلمين من الأشا ِعرة في زما ِن لذلك يقول :اختلف في الأسماء الحسنى هل هي توقيفية ،بمعنى نن لا يجوز لدد نن يهتق من الأفعال الثابتة لله نسماء ،إلا إذا ورد نص إما في الكتاب نو السنة (.)2 وجوهرالخلاف بين الأشا ِعرة المتأخرين في هذ المسألة ،من وجدين: -من قال بجواز وصف تعالى بال ِصفات اللائقة ب ،وإن لم يرد نص عن الهارع بإطلاق هذا الوصف على هلل تعالى . -من قال بأن الاسم إذا كان المراد من تنزيه تعالى وتعظيم ،ووافق ذلك المعنى المقصود بالعظمة والتنزي ل ،فلا بأس عند القائلين بجواز ،لذلك نجد الزمخهري يقول :ف مسمو بتلك الأسماء ،جعل من باب دعو مت ابني عبد هلل ،ني سميت بهذا الاسم (.)3 واختلف في الاسم الذي يقتض ي مدد ًا خالص ًا ،ولا تتعلق ب شبهة ،ولا اشتراك ،إلا نن لم يرد منصوص ًا، هل يطلق ويسمى هلل تعالى ب ،فنص القاض ي نبو بكر الباقلاشي على الجواز ،ونص نبو الحسن والأ ْشع ِري على المنع ،وب قال الفقداء والجمدور وهو الصواب (. )1 -1ابنحجر،فتحالباري،ج35ص332 -2أبو الحسن عبيد الله بن محمد عبد السلام بن المباركفوري (المتوفى3131 :هـ) ،مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح،الجامعةال َّسلفية،بنارسالهند،الطبعةالثالثة3951،م،ج9ص.133-3محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي ،تفسير البحر المحيط ،تحقيق :الشيخ عادل أحمد عبد الموجود -الشيخعليمحمدمعوض،وشاركفيالتحقيقأيضاً:د.زكرياعبدالمجيدالنوقي،د.أحمدالنجوليالجمل،دارالكتبالعلمية- لبنان/بيروت3113،م،الطبعة:الأولى،ج2ص.195 160
وها هو الإمام الفخر الرازي يقرر نن المهدور عند الأشا ِعرة نن لا مجال للنظر في مسألة الأسماء وال ِصفات ،ونن المعول علي النقل عن الهارع ،ونشاربقول \" :والمهدور عن نصحابنا ننها توقيفية\" (. )2 ويرى الرازي نن نقوى الأدلة على ما اشتهر عند جماهير الأشا ِعرة قول تعالى( :ولل ِ الأسماء الحسنى فادعو ِبها وذ مرو ْا الذين مي ْل ِح مدون ِفى نسمائ )( ،)3ثم يذكرنن وج الاستدلال بهذ الآية كون الأسماء دسن ًة لا معنى ل ،إلا كونها دالة على ال ِصفات الحسنة الرفيعة الجليلة ،فإذا لم يدل الاسم على هذا المعنى لم يكن الاسم دسن ًا ،ثم إن هلل تعالى نمرنا بأن ندعو بهذ الأسماء ثم قال بعد ذلك( :وذ مرو ْا الذين مي ْل ِح مدون ِفى نسمائ ) ،وهذا كالتنبي على نن من دعا بغير تلك الأسماء الحسنة فقد نلحد في نسماء هلل ،فتصير هذ الآية دالة دلالة قوية على نن ليس للعبد نن يدعو هلل إلا بالسماء الحسنى الدالة على صفات الجلال والمدح ،وإذا ثبت هاتان المقدمتان فقد دصل المطلوب (.)4 المطلب الأول :مسألة الاسم عين المسمى أو غيره: من المسائل التي كانت ولا تزال محور ًا للنقاش بين الأشا ِعرة ونهل الحديث ،وهي مسألة الاسم ومدلول ، وقول بعض الأشا ِعرة نن الاسم عين المسمى ،نو غير ،وقد عاب السلفية عليهم في هذ المسألة ،ومن ذلك قول بعض السلفيين :إن قولدم -يعني الأشا ِعرة -الاسم عين المسمى نو غير ؟ وطالما غلط كثير من الناس في ذلك، وجدلوا الصواب في (. )5 -1أبوحيانالأندلسي،تفسيرالبحرالمحيط،ج2ص.195 -2ابن حجر العسقلاني ،فتح الباري ،ج35ص ،332وانظر :أبو الحسن بن المباركفوري ،مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح،ج9ص.133 -3سورةالأعرافالآية351 -4الفخرالرازي،التفسيرالكبير،أومفاتحالغيب،ج3ص93-5محمدبنعلاءالدينعل ّيبنمحمدابنأبيالعزالحنفي،الأذرعيال َّصا ِلحي،شرحالعقيدةالطحاويةتحقيق:جماعةمن العلماء ،تخريج :ناصر الدين الألباني -دار السلام للطباعة والنشر التوزيع والترجمة الطبعة المصرية الأولى،3112م،ص،339ويذكرالحنفيفيشرحهعلىالعقيدةالطحاويةتفصيلهذهالمسألة،وبيانماوقعفيجانبالصوابفيهذهالقضية،فيقول:وطالماغلطكثيرمنالناسفيذلك،وجهلواالصوابفيه:فالاسميرادبهالمسمىتارة،ويرادبهاللفظالدالعليهأخرى،فإذاقلت:قالاللهكذا،أوسمعاللهلمنحمده،ونحوذلك-فهذاالمرادبهالمسمىنفسه،وإذاقلت:الله اسم عربي ،والرحمن اسم عربي ،والرحمن من أسماء الله ونحو ذلك -فالاسم هاهنا هو المراد لا المسمى ،ولا يقالغيره،لمافيلفظالغيرمنالإجمال:فإنأريدبالمغايرةأناللفظغيرالمعنىفحق،وإنأريدأناللهسبحا َنهكانولااسمله،حتىخلقلنفسهأسماء،أوحتىسماهخلقهبأسماءمنصنعهم-فهذامنأعظمالض َلالوالإلحادفيأسماءاللهتعالى، شرحالطحاويةص19 161
نما الرازي فقد نطنب في هذ المسألة ،وخطأ بعض نهل اللغة فيما ذهبوا إلي ،وضعف بعض الأقوال ورجح البعض الآخر ،ومن الأمثلة على ذلك ،تضعيف لقول نبي عبيد( ،)1فيما ذهب إلي من اسم ( هلل) في قول (بسم هلل) ،صلة زائدة ،والتقدير بالله ،قال :وإنما ذكر لفظة الاسم :إما للتبرك ،وإما ليكون فرق ًا بين وبين القسم ،والمراد من قول ( :بسم هلل) ن ْي :ابدؤا بسم هلل ،وكلام نبي عبيد ضعيف؛ لنا لما نمرنا بالابتداء فدذا الأمر إنما يتناول فعل ًا من نفعالنا ،وذلك الفعل هو لفظنا وقولنا ،فوجب نن يكون المراد نبدن بذكر هلل ،والمراد نبدن ببسم هلل (. )2 وقد نسدب الإمام الفخر الرازي -ردم هلل -في ذكر مدلولات الاسم ،وما دار دول معاني من جدال، فيقول :الباب الثالث :من هذا الكتاب في مبادث الاسم ،وهي نوعان: الأول -ما يتعلق من المبادث النقلية بالاسم . الثاني -ما يتعلق من المبادث العقلية بالاسم . النوع الأول -وفي مسائل :لغات الاسم :هذا اللفظ لغتان مهدورتان ،تقول العرب :هذا اسم وسم ، قال :باسم الذي في كل سورة سم ....وذكرقول الكسائي ( ... ،)3إلى نن قال :قالت الحهوية والكرامية والأ ْشع ِرية: -1أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن :أبو عبيد الهروي المؤدب اللغوي ،مصنف \" الغريبين \" في اللغة :لغةالقرآن،ولغةالحديث\"،أخذاللغةعن:الأزهري،وغيره،وقدذكرهالقاضيفي\"وفياتالأعيان\"فقال:ساركتابهفيالآفاق،وهومنال ُك ُتبالنافعة،ثمقال:وقيل:أ َّنهكانيحبالبذلة،ويتناولفيالخلوة،ويعاشرأهلالأدبفيمجالساللذة،والطرب،عفااللهعنهوعنا،ويقاللهالفاشاني،بالفاء،وفاشان:بفاء َم ُشوب ٍةبباء،قريةمنقرىهراة،وذكرهابنالصلاحفي\"طبقاتالشافعية\"فقال:روىالحديثعن:احمدبنمحمدبنياسين،وابيإسحاقاحمدبنمحمدبنيونس البزازالحافظ.انظر:الذهبي،تاريخالإسلام،بابأحمدبنعبدلله،ج6ص.139 -2الفخر الرازي ،التفسير الكبير ،أو مفاتح الغيب ،ج3ص ،93وانظر :الفخر الرازي ،المحصول في علم الأصول، ج3ص.199،132،131،111-3الكسائيعليبنحمزةبنعبداللهبنفيروزالأسديمولاهمالكوفي،إنماقيللهالكسائيلأ َّنهدخلالكوفة،وأتىحمزةبنحبيبالزياتوهوملتفبكساء،فقالحمزة:منيقرأ؟فقيلله:صاحبالكساء،فبقيعلماًعليه،وقيل:بلأحرمفيكساء،وهو:شيخالقراءوأحدالسبعةوإمامالنحاةنزلبغدادوأدبالرشيد،ثمأولاده،قرأالقرآنعلىحمزةالزياتأربعمرات،وقرأعلىمحمدبنعبدالرحمنابنأبيليلىعرضاً،وروىعنجعفرالصادقوالأعمشوسليمانبنأرقموأبيبكرابنعياش،واختارلنفسهقراءةصارتإحدىالقراءاتالسبع.وتعلمالنحوعلىكبرسنه،وجالسالخليلفيالبصرة،وكانوايكثرونعليهحتىلايضبطهم،وكانيجمعهمويجلسعلىكرسي،ويتلوالقرآنمنأولهإلىآخرهوهميسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ ،مات مع الرشيد في قرية زنبويه ،ومات معه محمد بن الحسن ،فقالالرشيد لما عاد إلى العراق :دفنت النحو والفقه بزنبويه ،وذلك سنة 359هـ ،وزنبويه بالري ،ولم يكن له في الشعر يد، حتىقيل:أ َّنهليسفيعلماءالعربيةأجهلمنهبالشعر،انظر:الصفدي،الوافيبالوفايات،ج6ص.153 162
الاسم نفس المسمى ،وغير التسمية ،وقالت المعتزلة :الاسم غير المسمى ونفس التسمية\" ،والمختار عندنا نن الاسم غيرالمسمى وغيرالتسمية\"(.)1وقد عد -نعني الرازي -الرني المقدم عند الأشا ِعرة في هذ المسألة ،وفي هذا يخالف الرازيالقاض ي الباقلاشي الذي يقول :ويجب نن يعلم\" :نن الاسم هو المسمى بعين وذات ،والتسمية الدالة علي تسمى اسم ًا على سبيل المجاز\"(.)2المطلب الثاني :تقسيم الصفَات عند الأ َشاعرة:لقد اختارعلماء الكلام الذين نثبتوا ال ِصفات لله تعالى ،نن يقسموا ال ِصفات إلى نربعة نقسام وهي: ال يص َفات النفسية :وهي الحالة الواجبة للذات مادامت الذات قائمة بعلة الوجود. ال يص َفات السلبية :وعرفوها بأنها التي سلبت نم ًرا لا يليق بالله تعالى ،وهي عندهم خمس صفات: القدم ،البقاء ،مخالفة الحوادث ،القيام بالنفس ،الوددانية (.)3 صفات المعاني :وهي كل صفة قائمة بموصوف زائد على الذات وموجبة ل دكم ًا وهي سبعة:القدرة ،الإرادة ،العلم ،الحياة ،السمع ،البصر ،الكلام ،وهي نيض ًا تسمى بال ِصفات الوجودية ،وقد نكد الإيجي ننالأشا ِعرة يعدونها في ال ِصفات الزائدة ،ديث قال\" :ذهب الأشا ِعرة إلى نن ل صفات زائدة ،فدو عالم بعلم ،قادر بقدرة ،مريد بإرادة\"(.)4 ال يص َفات المعنوية :وعرفوها بأنها الحالة الواجبة للذات ،مادامت المعاشي قائمة بها ،وهي ملازمةلصفات المعاشي السابقة . -1الفخرالرازي،التفسيرالكبير،ج3ص.99 -2الباق َّلاني،الإنصاف،ص.39-3حمدبنعطيةالغامدي،البيهقيوموقفهمنالإلاهيات،مكتبةالعلوموالحكم،المدينةالمنورة،الطبعةالثالثة3993،م ص319(:ـ.)321 -4المواقفللإيجي،ج1ص66 163
تقسيم الصفَات عند ال َّرازي:يرجع الرازي ،بعض ال ِصفات إلى الأسماء التي اشتقت منها ،ديث يذكر نن العقلاء اختلفوا فيبعض الأسماء هل هي من ،نسماء الذات نو من نسماء ال ِصفات ،ويذكر الرازي نن نساس الخلاف ظدرمن المنازعةالقائمة بين نهل الته ِبي ،ونهل التنزي ،وذلك لن نهل الته ِبي يقولون\" :الموجود إما نن يكون متحي ًزا ،وإما ننيكون دال ًا في المتحيز ،نما الذي لا يكون متحي ًزا ولا دال ًا في المتحيز فكان خارج ًا عن القسمين ،فذاك محضالعدم\" ،ونما نهل التوديد والتقديس فيقولون\" :نما المتحيز فدو منقسم ،وكل منقسم فدو محتاج ،فكل متحيزهومحتاج ،فما لا يكون محتاج ًا امتنع نن يكون متحي ًزا ،ونما الحال في المتحيز فدو نولى بالادتياج ،فواجب الوجود لذات ،يمتنع نن يكون متحي ًزا نو دال ًا في المتحيز\" (.)1ثم إن الرازي توسع في هذا المسألة ،وقسم ال ِصفات السلبية التي تضمنتها الأسماء ،إلى ثلاثة نقسام، فقال :ذلك السلب إما نن يكون عائد ًا إلى (الذات -ال ِصفات -نو الأفعال) ،وبيان تفصيلدا كما يلي: -السلوب العائد إلى الذات :فهي قولنا نن تعالى ليس كذا ولا كذا ،كقولنا :نن ليس جوه ًرا ولاجسم ًا ،ولا في المكان ولا في الحيز ولا دال ًا ولا محل ًا ،واعلم ننا قد دللنا على نن ذات مخالفة لسائر الذوات،وال ِصفات لعين ذات المخصوصة ،لكن ننواع الذوات وال ِصفات المغايرة لذات غيرمتناهية ،فلا جرم يحصل هاهناسلوب غير متناهية ،ومن جملتها قول تعالى( :والل م ا ْلغ ِن ُّي ونن مت مم ا ْل مفقراء)( ،)2وقول ( :ور ُّبك الغنى مذو الردم ِة)( ،)3لنكون غني ًا نن لا يحتاج في ذات ولا في صفات الحقيقية ولا في صفات السلبية إلى ش يء غير ،ومن نيض ًا قول ( :ل ْم يِل ْد ول ْم ميول ْد)(. )4 -السلوب العائد إلى ال ِصفات :كل صفة تكون من صفات النقائص فإن يجب تنزي هلل تعالى عنها،فمنها ما يكون من باب نضداد العلم ،ومنها ما يكون من باب نضداد القدرة ،ومنها ما يكون من باب نضداد الاستغناء ،ومنها ما يكون من باب نضداد الوددة. نما يكون من باب نضداد العلم فأقسام: -1الفخرالرازي،التفسيرالكبير،أومفاتحالغيب،ج3ص339 -2سورةمحمدالآية15 -3سورةالأنعامالآية311 -4سزرةالإخلاصالآية1 164
أحدها -نفي النوم ،قال تعالى( :لا ت ْأ مخ مذ م ِسن ٌة ولا ن ْو ٌم )()1 - ثانيها -نفي النسيان ،قال تعالى(:وما كان رُّبك ش ِسي ًا)()2 - - ثالثها -نفي الجدل قال تعالى( :لا ي ْع مز مب ع ْن م ِم ْثقا مل ذرة ِفى السموات ولا ِفى الأرض)()3 -رابعها -نن علم ببعض المعلومات لا يمنع عن العلم بغير فإن تعالى لا يهغل شأن عن شأن ()4 . ويضرب نمثلة للصفات ،بصفة القدرة :فيقول :ونما السلوب العائدة إلى صفة القدرة فأقسام: أحدها :نن منز في نفعال عن التعب والنصب قال تعالى(:وما مسنا ِمن ُّل مغوب)(.)5 ثانيها :نن لا يحتاج في فعل إلى الآلات والأدوات ،وتقدم المادة والمدة ،قال تعالىِ( :إنما ق ْوملنا ِلش ْىء ِإذا نر ْدنا م نن ن مقول ل م مك ْن في مكو من)(.)6 صفة الوحدة :مثل نفي الهركاء والأضداد والأنداد ،فالقرآن مملوء من . -السلوب العائدة إلى الأفعال ،معنا \" :نن لا يفعل كذا وكذا لقصد باطل\" منها :نن لا يخلق الباطل،قال تعالى( :وما خل ْقنا السماء والأرض وما ب ْينمهما باطلا ذلك ظ ُّن الذين كف مرو ْا)( ،)7وغيرها من الآيات القرآنية الدالةعلى تنزي هلل تعالى ،ونن يفعل إلا ما يليق ب تبارك وعلا ( )8ومن هنا عرفنا نن الرازي كغير من الأشاعرة في إثبات صفة التنزي لله تعالى ،والتي تدور دولدا الصفات السلبية ،ديث يعنون بالصفات السلبية ،معاشي ال ِضد ،كون تعالى لا يعتري نقص ،فكل ما يوصف بنقصفالله تعالى منز عن . -1سورةالبقرةالآية322 -2سورةمريمالآية61 -3سورةسبأالآية1 -4الفخرارازي،التفسيرالكبيرأومفاتحالغيب،ج3ص.311-331 5سورةقالآية.15 -6سورةالنحلالآية.11 -7سورةصالآية.39 -8الفخرالرازي،التفسيرالكبير،ج3ص.311-333165
المطلب الثالث :الأ َشاعرة وتأويل الصفَات الخبرية: من نهم الأصول التي يجمع عليها الأشا ِعرة ،تنزي هلل عز وجل عن مهابهة الحوادث ،فدو سبحان ليس كمثل ش يء ،كما قال هلل عزوجل( :ل ْيس ك ِم ْثِل ِ ش ْي ٌء و مهو الس ِمي مع الب ِصي مر)(،)1 لذلك لجأ الأشا ِعرة إلى تأويل النصوص التي ظاهرها الته ِبي ،وهم في هذا إنما يقصدون إلى تعظيم هلل- عز وجل -وتنزيه وتوقير عن المثيل والنظير ،قال البيهقي\" :جماع نبواب ما يجوز تسمية هلل -سبحان وتعالى- ووصف ب ،وما لا يجوز وتأويل ما يحتاج في إلى التأويل ،ودكاية قول الأئمة في قول هلل تعالى( :ل ْيس ك ِم ْثِل ِ ش ْي ٌء و مهو الس ِمي مع الب ِصي مر)( )2قال نهل النظر\" :معنا ليس كدو ش يء\" (. )3 وقال الإمام ابن حجر\" :ويدخل في الإيمان بذات وصفات وتوديد بأن ليس كمثل ش يء\" (. )4 وقد سما الإمام نبي دامد الغزالي (التنزي ) ،ديث قال\" :ونن ليس بجسم مصور ،ولا جوهر محدود مقدر ،ونن لا يماثل الأجسام ،ونن ليس بجوهر ،ولا تحل الجواهر ،ولا بعرض ،ولا تحل الأعراض ،بل لا يماثل موجود ًا ،ولا يماثل موجود( ،ليس كمثل ش يء) ،ولا هو مثل ش يء ،ونن لا يحد المقدار ،ولا تحوي الأقطار\"(. )5 وقد نوضح النووي نن ال ِخلاف قائم بين السلف والمتكلمين ،دول قضية التنزي ،بما اعتبر النووي ،رني ًا آخر من آراء المحققين ،ديث قال في شرد على صحيح مسلم\" :اعلم نن لهل العلم في نداديث ال ِصفات ،وآيات ال ِصفات قولان: -الأول -وهو مذهب معظم السلف ،نو كلدم ،نن لا يتكلم في معناها ،بل يقولون :يجب علينا نن نؤمن بها ،وشعتقد لدا معنى يليق بجلال هلل تعالى وعظمت ،مع اعتقادنا الجازم نن هلل -تعالى -ليس كمثل ش يء، ونن منز عن التجسم والانتقال ،والتحيز في جدة ،وعن سائر صفات المخلوق ،وهذا القول هو مذهب جماعة من المتكلمين ،واختار جماعة من محققيهم وهو نسلم . -1سورةالشورىالآية.33 -2سورة الشورى الآية . 77-3البيهقيأحمدبنالحسينأبوبكر(،المتوفىسنة125هـ)،الأسماءوال ِّص َفات،تحقيق:عبداللهبنمحمدالحاشدي، مكتبةالسوادي،السعودية،جدة،الطبعةالأولى3999،م،ج3ص11 -4ابنحجرفتحالباري،ج3ص.33 -5أبيحامدالغ َّزالي،قواعدالعقائد،ص.9 166
-الثاني -وهو مذهب معظم المتكلمين ننها تتأول على ما يليق بها على دسب مواقعدا (.)1 تنبيه: يهترط علماء التحقيق لجوازالخوض في التأويل شروط ًا من نهمدا: نن يكون ظاهرالنص التهبي ،فيلجؤون للتأويل لصرف المعنى عن ظاهر . نن لا يحل ذلك إلا لعارف بما يحيل اللفظ من معاشي اللغة ،مع الإلمام بلسان العرب ،ولذلك يعتبرالنووي نن مسألة التأويل إنما تحل لمن كان عارف ًا بالمعاشي ،ملم ًا بلسان العرب ،والأصول ،والفروع (.)2 المطلب الرابع :البوطي وتأويل الصفَات الخبرية: ميه ِد مد ال مبوطي في وجوب التزام المؤمن الاعتقاد بمخالفت سبحان وتعالى للحوادث ،وعن مهابهت للمخلوقات ،تعالى هلل عن ذلك علوًا كبي ًرا ،ويهيرإلى نن ذلك ثابت بالدليل العقلي ،والنقلي ،وهي: -ال َّدليل العقلي :نن ال مأ ملوهية تستلزم البعد عن سائر النقائص ،ومن مظاهر النقص ،ما تتلبس ب الحوادث من ال ِصفات التي هي في الحقيقة ليست إلا نتيجة ددوثها ،وداجتها إلى الوجود ،والمخصص (.)3 -ال َّدليل النقلي :قول تعالى( :ل ْيس ك ِم ْثِل ِ ش ْي ٌء و مهو الس ِمي مع الب ِصي مر)( ،)4ثم قال :وإدخال كاف الته ِبي على لفظ المثل ،مبالغة في نفي الهبي والمثل لله تعالى (. )5بدا واضح ًا من نقوال الأشا ِعرة قديم ًا ودديثا ،تمسك الأشا ِعرة بتنزيه تعالى عن مهابهة الحوادث،وتعظيم عن النقائص ،ويعتبر هذا من قواعد الأشا ِعرة الممجمع عليها قديم ًا ودديث ًا ،وكون الأشا ِعرة تمسكوابالتنزي ،ورنو نن القول بإجراء النصوص على ظاهرها يستلزم المهابهة ،جعل الأشا ِعرة يأخذون بطريقة تأويل النصوص التي ظاهرها الته ِبي ،ونقوالدم في هذ النصوص كما يلي: -1النوويعلىصحيحمسلم،ج3ص.131 -2النووي،المرجعالسابق،ج3ص.131 -3ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.339 -4سورةالشورىالآية.33 -5ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.335 167
المطلب الخامس :الأ َشاعرة والقول في صفة الاستواء:صفة\" :استواء هلل -تعالى -على عرش \" التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وذلك في نحو قول تعالى ( :مثما ْستوى على ا ْلع ْر ِش)( ،)1وكما قال في آية نخرى( :الر ْدم من على ا ْلع ْر ِش ا ْستوى)( ...)2ونظائرها ،فإن الأشاعرة يقولونفي صفة الاستواء والنصوص التي وردت فيها من الكتاب والسنة وغيرها من ال ِصفات كانت ولا تزال مدار الجدالبين الفريقين( ،السلفية ،الأ ْشع ِرية) ،كما مر علينا ،ولكل من الفريقين محجج ون ِدلت التي يرى ننها الصواب ،وننهاالحق ،مع تفاوت في تخطئة الآخر ،بين من يلتمس العذر ويرى نن نصحاب الرني الآخرإنما نرادوا الحق ،ونخطؤوافي الاستدلال علي ،وبين من يكفر ويح ِمل ويهنع بالنكير والطعن على مخالفي ،وهذ الآراء في تقلبها بينالوسطية والتهدد ،سنناقهدا في الفصلين القدمين إن شاء هلل ،نما إذا نردنا نن شعرف رني المتكلمين من الأشا ِعرة في معنى الاستواء ،فإليك ما يقول الإمام الفخرالرازي ،في هذ المسألة: أقوال الإمام ال َّرازي في مسألة الاستواء:نغرق الإمام الرازي في تأويل للاستواء ،كما هي عادت في تفصيل معاشي ال ِصفات الإلاهية ،ديث ذكر نن مصطلح الاستواء يأتي عند العرب على عدة معان ،فمنها: -نن قد يكون بمعنى الانتصاب ،وضد الإعوجاج ،ولما كان ذلك من صفات الأجسام ،فالله تعالىيجب نن يكون منزه ًا عن ذلك ،ولن في الآية ما يدل على فساد لن قول ( :مثم ا ْستوى إلى السماء)( ،)3يقتض يالتراخي ،ولما ثبت هذا وجب التأويل ،وتقرير نن الاستواء هو الاستقامة( ،)4هذا فيما يتعلق بكلمة (استوى) التينضيفت إلى خلق السماوات والأرض ،ونشباهدا ،نما كلمة (استوى) التي نضيفت إلى العرش ،كما في قول تعالى (:مثم استوى على العرش)( ،)5فيقول: -1سورةالأعرافاآية.21 -2سورةطهالآية.2 -3سورةالبقرةالآية.39 -4الفخرالرازي،التفسيرالكبير،ج3ص.111 -5سورةالأعرافالآية.21 168
فاعلم نن لا يمكن نن يكون المراد من كون مستق ًرا على العرش ،ويدل على فساد وجو عقلية ،ووجو نقلية (.)1 -وقد ساق الإمام الرازي ،ندلة عقلية كثيرًة ومتهعبة ،ومنها:نن لو كان مستق ًرا على العرش لكان من الجانب الذي يلي العرش متناهي ًا ،وإلا لزم كون العرش داخل ًا فيذات وهو محال ،وكل ما كان متناهي ًا فإن العقل يقض ي بأن لا يمنع نن يصيرنزيد من نو ننقص من بذرة ،والعلمبهذا الجواز ضروري ،فلو كان الباري تعالى متناهي ًا من بعض الجوانب ،لكانت ذات قابلة للزيادة والنقصان ،وكلما كان كذلك ،كان اختصاص بذلك المقدار المعين لتخصيص مخصص وتقدير مقدر ،وكل ما كان كذلك فدو محدث (.)2 ويستنتج ال َّرازي من هذا ما يلي: أو ال :ثبوت نن تعالى لو كان على العرش ،لكان من الجانب الذي يلي العرش متناهي ًا ،ولو كان كذلك لكان ممحدث ًا ،وهذا محال فكون على العرش يجب نن يكون محال ًا . ثاني اا :لو كان في مكان وجدة ،فإمـا نن يكون غير متنا من كل الجدات ،وإما نن يكون متناهي ًا في كلالجدات ،وإما نن يكون متناهي ًا من بعض الجدات دون البعض ،والك ُّل باطل ،فالقول بكون في المكان والحيز باطلقطع ًا( ،)3وقد نسدب الرازي -ردم هلل -واجتهد في بيان وجوب القول بتأويل الاستواء ،وصرف النص عن ظاهر ، ومن الأدلة النقلية التي استهدد بها الرازي ،على وجوب التأويل ،ما يلي: -قول تعالى ( :مق ْل مهو هل مل ند ٌد)( ،)4ووج الاستدلال الذي ذكر قول :وصف بكون ندد ًا ،والأددمبالغة في كون وادد ًا ،والذي يمتلىء من العرش ويفضل عن العرش ،يكون مركب ًا من نجزاء كثيرة جد ًا ،فوق نجزاء العرش (. )5 -1الفخرالرازي،التفسيرالكبير،ج31ص.51 -2الفخر الرازي ،التفسير الكبير ،ج74ص. 24-22 -3المرجعالسابق،ج31ص.51 -4سورةالإخلاصالآية.3 -5الفخرالرازي،التفسيرالكبير،ج9ص.332 169
-قول تعالى( :وي ْح ِم مل ع ْرش ربك ف ْوق مد ْم ي ْوم ِئذ ثمانية)( ،)1فلو كان إل العالم في العرش ،لكان دامل العرش دامل ًا للل ،فوجب نن يكون الإل محمول ًا دامل ًا ،ومحفوظ ًا دافظ ًا ،وذلك لا يقول عاقل . -قول تعالى( :و هل مل الغ ِن ُّى)( ،)2دكم بكون غني ًا على الإطلاق ،وذلك يوجب كون تعالى غني ًا عن المكان والجدة (.)3كما استهدد الرازي بعدة نصوص نخرى ،وعدها من وجدة نظر ،دليل ًا على وجوب تأويل صفةالاستواء ،ولم ينكر الرازي ،وقوع الخلاف بين العلماء في هذ المسألة ،ويرى نن الإمساك عن الخوض فيها ،نسلم وندكم ،ديث يقول: اعلم نن مذهب العلماء في هذ الآية ونمثالدا على وجدين: الأول -ترك التعرض إلى بيان المراد . الثاني -التعرض إلي ،والأول نسلم ،والى ال ِحكمة نقرب (.)4فبات واضح ًا بلا ريب من خلال كلام الرازي ،نن رني بلا ريب فيما ذهب إلي السلف ،هو الأسلم، والأدكم .مع العلم نن كثي ًرا من العلماء الممقدمين ،والأفذاذ ،قد نخذوا برني المتكلمين في بعض النصوص ،مثلتأويل الاستواء بالاستيلاء ،فقد قال ب فحول من نكابر علماء السنة ،ونجلدم تصنيف ًا وعلم ًا وورع ًا ،ومنهم على سبيل المثال لا الحصر :الإمام نبو المعالي الجويني إمام الحرم ،والإمام نبي دامد الغزالي ،وغيرهم.وعد السلفيون التأويل من الأخطاء التي وقع في الأعلام من نئمة الحديث كالإمام ابن حجر ،والنووي، والهوكاشي وغيرهم(. )5 -1سورةالحاقةالآية.39 -2سورةمحمدالآية.15 -3الفخرالرازي،التفسيرالكبير،تفسيرسورةالأعراف،الآية،21ج31ص.51 -4الفخرالرازي،مفاتحالغيب،تفسيرسورةالسجدة،ج32ص.319 -5فتاوىاللجنةالدائمة،ج1ص،313وانظرالعيمين،لقاءالبابالمفتوح،ج11ص32 170
وهذا ما عرض الأستاذ :محمد بن خليفة التميمي محقق كتاب\" :العرش وما روي في \" للمام ابن نبي شيبة العبس ي (المتوفى سنة 911هـ) في قول تعالى( :الر ْدم من على ا ْلع ْر ِش ا ْستوى) على الاستيلاء والقدر والغلبة، وهذا القول يذهب إلي كثير من الجدمية ،والمعتزلة ،والحرورية ،وكثير من متأخري الأشا ِعرة ،كسيف الدين الآمدي( ،)1ونبي دامد الغزالي( ،)2والبغدادي( ،)3والإيجي( ،)4وغيرهم (.)5 ذكر رأي بعض المتأخرين من الأزاهرة: خالف بعض المتأخرين من علماء الأزهر مذهب الإمام المؤ ِسس نبي الحسن الأ ْشع ِري الذي نهج في آخر عدد ،كما في كتابي \" :الإبانة\" و \"رسالة إلى نهل الثغر\" ،ديث التزم بقول السلف في هذ المسائل ،وقد نشار إلى ذلك الإمام الهوكاشي في \"فتح القدير\" عند قول تعالى( :الردمن على العرش استوى) ،ديث قال :والذي ذهب إلي نبو الحسن الأ ْشع ِري ،نن -سبحان وتعالى ،-مستو على عرش ،بغير دد ولا كيف ،وإلى هذا القول سبق الجماهير من السلف الصاِلح ،الذين يمرون ال ِصفات كما وردت من دون تحريف ولا تأويل (. )6 وخلاف ًا لدذا القول الذي اختار الإمام نبي الحسن الأشعري في كتاب \" :الإبان \" وغير ،يرى الإمام الأزهري النفراوي المالكي ،شار مح رسالة القيرواشي ،في تفسير للأثر الوارد عن الإمام مالك بن نشس ،في الاستواء ،نن ميؤول الاستواء إلى الاستيلاء عقل ًا ،مع إشارت نن مذهب السلف نسلم ،فيقول :ومعنى قول مالك\" :الاستواء معلوم\" نن عقولنا دلتنا على نن الاستواء اللائق بالله هو الاستيلاء ،دون الاستقراروالجلوس ،لنهما من صفات الأجسام (.)7-1عليبنأبيعليبنمحمدبنسالمالآمدي،غايةالمرامفيعلمالكلام،تحقيق:حسنمحمودعبداللطيف،المجلس الأعلىللشؤونالإسلامية،القاهرة3193،هـ،ص.313 -2أبوحامدالغ َّزالي،الاقتصادفيالاعتقاد،ص.65 -3القاضيعبدالجباربنأحمدشرحالأصولالخمسة،تحقيق:عبدالكريمعثمان،مكتبةوهبةالقاهرة،ص.333 -4الإيجي،كتابالمواقف،ج1ص.91-5أبوجعفرمحمدبنعثمانبنأبيشيبةالعبسي(المتوفى399:هـ)،العرشوما ُر ِويفيه،تحقيق:محمدبنخليفةبن عليالتميمي،مكتبةالرشد،الرياض،المملكةالعربيةالسعوديةالطبعةالأولى3995،م،ص.361 -6محمد بن علي الشوكاني ،فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ،تحقيق :عبد الرحمن عميرة، دارالوفاءالسنة3991،م،ج1ص.1557أحمدبنغنيمالنفراويال َمالِكي،الفواكهالدوانيعلىرسالةأبيزيدالقيرواني،دارالمعرفة،بيروت،لبنان(،بدون تايخطباعة)،ج3ص.332 171
رغم نن نقل الأثر الوارد عن العلامة ابن نبي شريف( )1ردم هلل\" :-ومذهب السلف نسلم فدو نولى بالاتباع كما قال بعض المحققين ،ويكفيك في الدلالة على نن نولى بالاتباع ذهاب الأئمة الأربعة إلي \"(.)2 ويؤكد النفراوي نيض ًا :نن مذهب متأخري الأشا ِعرة هو تأويل ال ِصفات الخبرية ،والنفراوي كما هو معلوم يمثل المدرسة المصرية في فترة ليست بالبعيدة ،فدو المتوفى سنة 7796هـ ،ومذهب وطريقت ،طريقة عامة مهائخ المدارس المصرية التي تمثل الأ ْشع ِرية الحديثة ،كما سيأتي بيان عند الحديث عن المدرستين المصرية والحجازية، في الفصل القادم إن شاء هلل. ومال محمد نبو زهرة ،إلى ترجيح القول بأن الصحابة -رضوان هلل عليهم -إنما فدموا من النصوص الموهمة للتهبي كاليد وغيرها ،بما يؤيدي إلى تأويلدم لدا بالسلطان والقدرة ،وعلـل ذلك بأن المتوقع منهم تأويلدا، بدليل ما فيها من التهديد لمن ينكث ،بأن مغبة النكث تعود علي (. )3 ويت ُّضح لنا نن نبا زهرة وهو من معلماء الأزهر المعروفين ،وقد نثرت آراؤ في تفكير وفدم من جاء بعد من الأشا ِعرة المعاصرين كال مبوطي وغير ،كان يذهب نبعد من ذلك ،بقول \" :إن السلف يقولون بالتأويل\" ،ديث يتوجب دمل النص بما ينافي الته ِبي ،والته ِبي بحسب نبي زهرة هو بحمل النص على ظاهرة ،فالظاهر غير مراد عند نبي زهرة ،لذلك فدو يذهب إلى القول بترجيح مذهب الأ ْشع ِري ،والماتريدي ،والغزالي ،ويرى نن الصحابة كانوا يفسرون بالمجازالمهدور إذا تع ُّدد إطلاق الحقيقة ،كما يفسرون بالحقيقة في ذاتها (.)4 نما صادب كتاب\" :الإلاهيات في العقيدة الإسلامية\" الدكتور محمد سيد ،الذي يؤيد المنهج الأشعري بك ِل قوة ،وميعتبرمن البادثين والمدتمين المعاصرين ،ويذهب إلى ترجيح نقوال الأشاعرة على غيرهم ،وينقد المف ِوضة -1محمد بن محمد بن أبى بكر بن على بن أبى شريف المقدسي ،أبو المعالى ،كمال الدين ابن الأمير ناصر الدين :عالمبالاصول ،من فقهاء الشافعية ،من أهل بيت المقدس ،مولدا ووفاة ،نعته ابن العماد بالإمام شيخ الإسلام ملك العلماءالأعلام،درسوأفتىببلدهوبمصر،لهتصانيف،منها:الدرراللوامعبتحريرجمعالجوامع،فيأصولالفقه،والفرائدفي حلشرحالعقائد،بخطه،توفيسنة916هـ،انظرالزركلي،الأعلام،ج9ص.21 -2النفراوي،الفواكهالدواني،ج3ص.332 -3محمدأبوزهرة،تاريخالمذاهبالإسلاميةفيالسياساتوالعقائد،دارالفكرالعربي،بدونتاريخنشر،ص.333 -4محمدأبوزهرة،تاريخالمذاهبالإسلامية،ص.331 172
\"السلفيين\" الذين لا يؤولون النصوص ،فيقول\" :إن التفويض تسليم ،فالمسألة نكبر من العقل ،ونعظم من نن يتحكم فيها يقين كامل ،بل هو ترجيح وكفى\" (.)1ثم يتابع القول بأن :يؤيد بقوة من يذهبون إلى التأويل ،ونن تنزي مح ٌض ،وليس تعطيل ًا كما يزعم البعض ،فالمؤ ِولون يعرفون جلال هلل وكمال دق المعرفة ،ولا ينازع في ذلك إلا مكابر(. )2 المطلب السادس :رأي الع َّلامة البوطي في مسألة الاستواء:ميـق ِيد ال مبوطي الاستواء المذكور في القرآن بملازمة التنزي ،فكل نص يكون ظاهر المهابهة بين هلل وخلق ، فالله تعالى منز عن وصف بظاهر هذا النص ،ومن ذلك ما جاء في صفة الاستواء ،ديث يذكر ال مبوطي نن هذالنصوص القرآنية تفسر تحت قيد (ليس كمثل ش يء) ،وهذ قاعدة في تأويل النصوص المتهابهة كما يذكر ال مبوطي (.)3والآيات التي تعتبر من المتهاب الذي ميهكل بحسب الظاهر -وفق ًا لل مبوطي -آيات في كتاب هلل ،ونداديثثابتة عن رسول هلل -صلى هلل علي وسلم -تفيد بظاهر نلفاظدا وتعابيرها ،ثبوت بعض هذ النقائص التي يجبنفيها عن الذات الإلاهية ( ،)4ونضاف :نن يجب علينا التأويل دتى نجمع بين قول تعالى( :الر ْدم من على ا ْلع ْر ِش ا ْستوى)( ،)5كما مرعلينا في سورة (ط ) والن ُّص الآخرمن قول ( :ون ْح من ن ْقر مب ِإل ْي ِ ِم ْن د ْب ِل ا ْلو ِري ِد)(.)6 وهذا يهير -وفق ًا لل مبوطي -إلى مسألتين يجب مراعاتهما عند تأويل مثل هذا النصوص: الأول :تنزي هلل تعالى عن مهابهة الحوادث ،وهو ما يسمى (بمفدوم المخالفة). -1محمدسيدأحمدالمسير،الإلاهياتفيالعقيدةالإسلامية،دارالاعتصام،القاهرة3113،م،ص.312 -2المرجعالسابق،ص.312 -3ال ُبوطي،كبراليقينياتالكونية،ص.315 -4ال ُبوطي،المرجعالسابق،ص.311-315 -5سورة طه الآية . 8 -6سورةقالآية،36وانظر:ال ُبوطي،كبرىاليقينياتالكونية،ص.319 173
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444